دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > خطة التأسيس العلمي > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 محرم 1433هـ/17-12-2011م, 07:57 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي صفحة الطالبة ليلى باقيس للملخصات والواجبات

بسم الله الرحمن الرحيم

صفحة ملخصات الطالبة : ليلى باقيس


ملخصات الدورة الأولى
1: تفسير سورة الفاتحة وجزء عم

2: مادة معالم الدين
القسم الأول:

القسم الثاني:

القسم الثالث:

3: كتاب حلية طالب العلم

ملخصات الدورة الثانية:
1: ثلاثة الأصول وأدلتها بشرح الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله
2:كتاب الأربعون النووية

3: كتاب الطهارة
4: الآجرومية

ملخصات الدورة الثالثة:
1: كتاب التوحيد

2: كتاب الصلاة
3: المقدمة الجزرية
4: مختصر عبد الغني

المستوى الثاني

ملخصات الدورة الأولى
1: تفسير جزء تبارك
2: كتاب الزكاة
3: كتاب الصيام
4:كشف الشبهات

5: نخبة الفكر


ملخصات الدورة الثانية:
1: كتاب الحج
2: كتاب الجهاد
3: العقيدة الواسطية
4: الورقات

ملخصات الدورة الثالثة:
1: تفسير جزء قد سمع
2: مقدمة التفسير


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 رجب 1433هـ/27-05-2012م, 07:41 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

كتاب التوحيد
بسم الله الرحمن الرحيم


مقدمة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله- في بيان فضل العلم، وطبقات الناس في أخذ العلم، وتوجيهه لطالب العلم.

ابتدأ الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ [باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب]؛ بمقدمة بيّن فيها فضل العلم وأهله، وطبقات الناس في أخذ العلم، وضمّنها توجيها لطالب العلم، وهذا ملخصه:

فضل العلم وأهله
الاهتمام بالعلم والرغبة فيه والحرص عليه والاقبال عليه دليل صحة القلوب، قال تعالى في مدح أهل العلم: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}
وقال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب}
فالعلم هو الشرف الأعظم في هذه الحياة

طبقات الناس في العلم
العلم يشترك كثيرون في الاهتمام به، لكن لا يستوون في أخذه، ولا في طريقة أخذه؛ وهم طبقات:
1)المتعجّل: من أنه يحصّل العلم في أسابيع أو في أشهر أو في سنين معدودة؛ وهذا بعيد عن الصواب.
لأن العلم لا ينتهي حتى يموت المرء، وبقي من العلم أشياء كثيرة لم يعلمها، فالعلم واسع الأطراف، فينبغي لطالب العلم أن يكون متدرّجا فيه.
والتدرج سنة لا بد منها، هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي سنة الصحابة، وهي سنة أهل العلم من بعدهم.
قال ابن شهاب الزهري رحمه الله: "من رام العلم جملة ذهب عنه جملة، إنما يُطلب العلم على مرّ الأيام والليالي" فالمتعجّلون لا يُحصّلون العلم.
2) المتذوّقون؛ وهم أهل التذوق في أخذ العلم، يأتي ويطلب علما ما مدّة قليلة، ثم يأتي ويحكم على هذا العلم، أو يحكم على من يعلّم ذاك العلم، ثم ينتقل إلى آخر، وهكذا.
وهذا النوع لا يحصّل علما كثيرا، والتذوق بمعنى كثرة التنقّل.
فطالب العلم الذي أراد صحّة العلم، وصحّة السلوك فيه، لا يصلح أن يكون متذوّقا.
3) المؤصّل نفسه المتدرج في العلم؛ تأصيل العلم، وتأصيل طلبه، وأن يحفظ كما حفظ الأوّلون.
فحفظ المتون وقراءة المختصرات هي طريقة العلم، وهذه سنة العلماء، ومن تركها فقد ترك سنة العلماء في العلم والتعليم.

توجيهات لطالب العلم
· التأني؛ ينبغي أن تكون حريصا على التأني في طلب العلم.
· الإحكام؛ وأن تُحكم ما تسمع وما تقرأ شيئا فشيئا.
· الفهم الصحيح؛ أن لا تُدخل عقلك إلا صورة صحيحة من العلم،
فلا تهتم بكثرة المعلومات، بقدر ما تهتم بألّا يدخل العقل إلا صورة صحيحة للعلم.

- فالعلم أن تكون الصورة في الذهن للمسألة العلمية منضبطة من جهة:
= صورة المسألة
= حكم المسألة
= دليلها
= وجه الاستدلال

والذي يحيط بذلك: الاهتمام باللغة العربية، والاهتمام بألفاظ أهل العلم، فمن لم يهتم بألفاظ أهل العلم وبلغة العلم، لم يدرك مراداتهم من كلامهم*.



*للرجوع إلى أصل كلام الشيخ: http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=8

كذلك ابتدأ الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ [باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه]؛ بمقدمة بيّن فيها النفسية الصحيحة التي ينبغي أن يكون عليها طالب العلم حال أخذه للعلم، وهذا ملخصه:

المستمعون للعلم يختلفون من جهة رغبتهم فيما يسمعون
ويختلفون أيضا من جهة استعداداتهم
فالرغبات والاستعدادات ليست واحدة
· فمنهم من يستمع للعلم رغبة في تحصيله، وهذا هو الغالب، والحمدلله.
· ومنهم من يستمع للعلم رغبة في تقييم المعلّم، أو في معرفة مكانته وحُسْنِ تعليمه.
· ومنهم من يأتي مرة ويترك عشر مرات.

ويهمّنا من هؤلاء: من يأتي للعلم رغبة في العلم؛ فهذا يوجّه إلى أن يكون:
** على نفسية وحالة قلبية وعقلية خاصّة؛ وهي؛

- الإخلاص في العلم: فالإخلاص فيه واجب لكونه عبادة، ويتحقق بأن يكون قصده من العلم رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
فإذا لم ينو أحد هذين أو لم ينوهما معا؛ فليس بصاحب نيّة صحيحة.

- العمل بالعلم: يستحضر مع نيته؛ أن الله تعالى خلقه وعليه أمر ونهي في أصل الأصول وهو التوحيد، وكذلك في الحلال والحرام، وأن سبب الإقدام على المنهيات في العقائد وفي السلوك هو الجهل، فإذا علم استعان بالله عزوجل بعد ذلك في امتثال المرادات الشرعية.

- الثقة بعلم المعلّم: فيكون في نفسه أن الأصل في المعلّم؛ أنه يعلّم على الصواب.
أما من دخل وفي نفسه أن المعلّم يعلّم غلطا، أو أنه كذا وكذا، فإنه لن يستفيد، لأنه سيستمع بنفس المعارض؛ وهذا مما يَحْرِم المستمع العلم.

والتصرف الصحيح عند ورود الإشكال:
*إذا عند طالب العلم فيما يسمع إشكال؛ فليكتب الإشكال على ورقة.
*ولا يفكّر فيه وهو يستمع العلم.
*ثم إذا فرغ من هذا الدرس؛ يذهب ويبحث هذه المسألة أو يسأل عنها.
لأنه من المعلوم أنه ليس من شرط المعلّم أن يكون محققا، لكن الشأن أن يكون المعلّم مشهودا له بالعلم، مؤصّلا في العلم، لكن قد يكون عنده غفلة في مسألة، فيغلط مرة، أو في تصوّر ونحو ذلك، وهذا ليس بعجيب، لأن المعلم بشر.
= ومن يتلقى العلم بنفسية السؤال، بنفسية من يستشكل؛ هذا لا يكون مجيدا في حلقات العلم.
قال الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله-لمن كان يكثر من السؤال عنده مرة-: (العلم لا يؤتى هكذا، وإنما يؤتى بدراسته)
بل إن هذه النفسية تؤثّر على الذهن وعلى صفائه، وعلى تصوّر العلوم أثناء الدرس.
فينبغي لنا أننا حين نتلقّى العلم، أن نتلقّاه بنفسيّة من ليس عنده علم البتة، يسمع، ويسمع، ويسمع، فإذا استشكل عليه، يقيّد ثم يبحث، أو يسأل عن ذلك(1).

ومن كلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في الثناء على كتاب التوحيد؛ قوله: (احرص على تعلّم هذا الكتاب ومدارسته، وعلى كثرة مذاكرته، وفهم ما فيه من الحجج والبيّنات؛ لأنه هو خير ما يكون في صدرك بعد كتاب الله جلّ وعلا، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ...)

وأثنى كذلك على إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بقوله: (... وإن مؤلفات الشيخ إنما كانت للحاجة، ليست للتكاثر أو الاستكثار أو للتفنن، وإنما كتب فيما الناس بحاجة إليه، لم يكتب لأجل أن يكتب، ولكن كتب لأجل أن يدعو، وبين الأمرين فرق)




(1) للرجوع إلى أصل كلام الشيخ: http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=101


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 شعبان 1433هـ/26-06-2012م, 03:22 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

كتاب الزكاة
بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص الدروس: كتاب الزكاة، شروط وجوب الزكاة، زكاة الإبل والبقر والغنم.
مكانة الزكاة:
· هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي من مبانيه العظام بدليل الكتاب والسنة.
قال صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ..."
· قرنها الله بالصلاة في كتابه في اثنين وثمانين موضعا؛ مما يدل على عظم شأنها وكمال الاتصال بينها وبين الصلاة.
قال تعالى: {وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة}
· أجمع المسلمون على فرضيتها، وعلى كفر من جحد وجوبها، وقتال من منع إخراجها.
فرضها:
فرضت في السنة 2 هــ
الحكمة من مشروعيتها:
· الزكاة إحسان إلى الخلق
· وهي طهرة للمال من الدنس
· وعبودية للرب سبحانه
قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم}

وقدر المخرج في الزكاة على حسب التعب في المال الذي تخرج منه:
- ففي الركاز: الخمس 1/5
- وما فيه التعب من طرف واحد (وهو ما سقي بلا مؤنة): نصف الخمس؛ ½ الــ1/5 = 1/10 العشر
- وما وجد فيه التعب من طرفين: ربع الخمس؛ ¼ الـــ1/5 = 1/20
- وما يكثر فيه التعب والتقلب (كالنقود وعروض التجارة): ثمن الخمس؛ 1/8 الــ1/5 =1/40

سمّاها الله بالزكاة: لأنها تزكي النفس والمال
قال صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال من صدقة"
شرعا: هي حق واجب في مال خاص، لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص؛ وهو؛
تمام الحول: في الماشية والنقود وعروض التجارة
عند اشتداد الحب وبدو الصلاح: في الثمار
حصول ما تجب فيه: من العسل، والمستخرج من المعادن
غروب الشمس ليلة العيد: في زكاة الفطر

شروط وجوب الزكاة على المسلم:
1- الحرية
2- أن يكون صاحب المال مسلما
3- امتلاك النصاب
4- استقرار الملكية
5- مضي الحول على المال
عن عائشة رضي الله عنها: "لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول"

ومن له دين:
· على معسر >>> يخرج زكاته إذا قبضه لعام واحد على الصحيح
· على ملئ باذل >> يزكيه كل عام

- وما أعد من الأموال للقينة والاستعمال(كدور السكنى وثياب البذلة ..) >> فلا زكاة فيه
- وما أعد للكراء(كالسيارات والدكاكين ..) >> فلا زكاة في أصله، وإنما تجب الزكاة في أجرته: إذا بلغت النصاب بنفسها أو بضمها إلى غيرها، وحال عليها الحول.
- ومن وجبت عليه الزكاة؛ ثم مات قبل إخراجها >> وجب إخراجها من تركته، فلا تسقط بالموت؛ لأنها حق واجب، قال صلى الله عليه وسلم: "فدين الله أحق بالوفاء" متفق عليه

زكاة بهيمة الأنعام
تجب الزكاة فيها بشرطين:
· أن تتخذ لدر ونسل لا للعمل
· أن تكون سائمة؛ أي راعية
قال صلى الله عليه وسلم: "في كل إبل سائمة في كل أربعين ابنة لبون" أحمد

زكاة الإبل
النصاب = خمس من الإبل
يجب في كل:
· خمس من الإبل --> شاة
· عشـر من الإبل --> شاتان
· خمس عشرة من الإبل --> ثلاث شياه
· عشرون من الإبل --> أربع شياه
فإذا بلغت الإبل:
· [خمس وعشرين إلى خمس وثلاثين (25 –35)] --> فيها بنت مخاض (ما تم لها سنة ودخلت في الثانية) فإن عدمها أجزأ ابن لبون
· [36 – 45] --> فيها بنت لبون (ما تم لها سنتان)
لحديث أنس: "فإذا بلغت ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون"
· [46 -- 60] --> فيها حقة (ما تم لها ثلاث سنين)
· [61 – 75] --> فيها جذعة (ما تم لها أربع سنين)
قال صلى الله عليه وسلم: "فإذا بلغت إحدى وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة" صحيح
· [76 – 90] --> فيها بنتا لبون
للحديث: "فإذا بلغت ستا وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبون" صحيح
· [91 – 120] --> فيها حقتان
للحديث: "فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومئة ففيها حقتان طروقتا الفحل"
· [ فإذا زاد مجموع الإبل عن مئة وعشرين بواحدة] --> فيها ثلاث بنات لبون
" ... ثم يجب على كل أربعين بنت لبون، وعن كل خمسين حقة"

زكاة البقر
النصاب = ثلاثون من البقر
فإذا بلغت:
[ثلاثين] ç فيها تبيع أو تبيعة (ما تم لها سنة ودخل في الثانية)
[أربعين] ç فيها بقرة مسنة (ما تم لها سنتان)
فإن زاد ففي كل ثلاثين تبيع، وفي كل أربعين مسنة

زكاة الغنم
النصاب = أربعون شاة
فإذا بلغت:
[40-- 120] --> فيها شاة واحدة
[121— 200] --> فيها شاتان
[201 – 300 ] --> فيها ثلاث شياه
ثم تستقر الفريضة بعد هذا المقدار
فيتقرر في كل مئة شاة
ففي كل أربع مئة --> أربع شياه ... وهكذا
ففي كتاب الصدقات: "وفي الغنم من أربعين شاة؛ شاة، إلى عشرين ومئة،
فإذا زادت شاة؛ ففيها شاتان إلى مئتين،
فإذا زادت واحدة؛ ففيها ثلاث شياه إلى ثلاث مئة،
فإذا زادت بعد، فليس فيها شيء، حتى تبلغ أربع مئة،
فإذا كثرت الغنم ففي كل مئة شاة"
ولا تؤخذ:
1) هرمة، ولا معيبة، ولا الحامل، ولا الربي التي تربي ولدها، ولا طروقة الفحل.
لحديث أبي بكر: "لا يخرج في الصدقة؛ هرمة، ولا ذات عوار، ولا تيس؛ إلا أن يشاء المصدق"
2) ولا كريمة وهي النفيسة، ولا الأكولة السمينة المعدة للأكل.
قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: "إياك وكرائم أموالهم"
- وتؤخذ المريضة من نصاب كله مراض، والصغيرة من نصاب كله صغار، من الغنم خاصة.
- وإن كان المال مختلطا من كبار وصغار أو صحاح ومعيبات أو ذكور وإناث؛ أخذت أنثى صحيحة كبيرة على قدر قيمة المالين؛
فيقوّم المال كبارا ويعرف ما يجب فيه، ثم يقوم صغارا كذلك، ثم يؤخذ بالقسط، وهكذا الأنواع الأخرى من صحاح ومعيبات أوذكور وإناث.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 شعبان 1433هـ/29-06-2012م, 03:59 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

الآجرومية
بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص الشرحين المقررين لدراسة الآجرومية [الدروس: مقدمات إلى تعريف الإعراب]
نسبة إلى ابن آجروم؛ وهو أبو عبدالله بن محمد بن داود الصنهاجي [672هـ - 723هـ المغرب]
تعريف النحو
لغة: يطلق على الجهة، وعلى الشبه والمثل "ذهبت نحو فلان، علي نحو محمد"
اصطلاحا: هو العلم بالقواعد التي يعرف بها أحكام أواخر الكلمات العربية في حال تركيبها من الإعراب والبناء ونحو ذلك.
حكم تعلمه: فرض كفاية، وربما تعيّن على واحد فصار عليه فرض عين.
تعريف الكلام
لغة: هو ما تحصل بسببه فائدة؛ سواء أكان لفظا أم إشارة أم كتابة
اصطلاحا: هو اللفظ المركب المفيد بالوضع
لفظا: أي أن يكون صوتا مشتملا على بعض الحروف الهجائية.
مركبا: أي مؤلفا من كلمتين فأكثر؛ سواء كان هذا الانضمام حقيقة أم تقديرا، ويخرج منه التركيب الإضافي "مثل عبدالله"، والمزجي "مثل سيبويه"
مفيدا: أي يحسن السكوت عليه، فلا يبقى السامع منتظرا لشيء آخر.
موضوع بالوضع العربي: أي أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التي وضعتها العرب للدلالة على معنى من المعاني.

تدريبات:
1)ضع علامة (√ ) أمام الكلام النحوي فيما يلي وعلامة ( x) فيما عداه؛ مع بيان السبب :
1-إنما ينال العلم بالأدب.
2-الراحة في.
3-إذا جاءالشيخ.
4-أشهدأنَّ محمدًا رسولَ الله.
5-يقول محمد بن آجروم.
6- النحو حلية البيان.
الحل:
1-صح، لأنه لفظ مركب مفيد بالوضع
2-خطأ، لأنه غير مفيد
3-خطأ، لأنه غير مفيد
4-صح، لأنه لفظ مركب مفيد بالوضع
5-خطأ، لأنه غير مفيد
6-صح، لأنه لفظ مركب مفيد بالوضع

2)- حدد نوع الكلمة التي تحتها خط،مع بيان الدليل عليه، وبيان ما يمكن أن تقبله من علامات فيمايلي:
1-قال بعضهم : حرامٌ على قلبٍ أنْ يدخله العلمُ وفيه شيءٌ مما يكره الله – عزَّ وجلَّ..
2-اشدُدْ يديك بغَرزه.

الحل:
1-حرامٌ: اسم؛ لأنه منون (ويقبل: الخفض، (أل)، دخول حرف الخفض)
العلم: اسم؛ لدخول (أل) (ويقبل: التنوين، الخفض، دخول حرف الخفض)
شيء: اسم؛ لأنه منون (ويقبل: الخفض، (أل)، دخول حرف الخفض)
2-اشدد: فعل أمر؛ لدلالته على الطلب (ويقبل: دخول ياء المخاطبة المؤنثة، ونون التوكيد الثقيلة والخفيفة)

3)ضع كل كلمة من الكلمات الآتية في كلام مفيد يحسن السكوت عليه:-
الثمرةُ. الفاكِهة. يَحْصُدُ.
الحل:
سقطت الثمرة على الأرض
الفاكهة مفيدة
يحصد المزارع المحصول


أقسام الكلام ثلاثة
·اسم
لغة: ما دل على مسمى
اصطلاحا: كلمة دلت على معنى في نفسها غير مقترن بزمن
·فعل
لغة: الحدث
اصطلاحا: كلمة دلت على معنى في نفسها واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة (الماضي، الحال، المستقبل)
·حرف جاء لمعنى
الحرف لغة: الطرف
اصطلاحا: كلمة دلت على معنى في غيرها

تدريبات:
1)ضع في المكان الخالي من كل مثال من الأمثلة الآتية كلمةً يتم بها المعني، بيِّن بعد ذلك عددأجزاء كل مثال، ونَوْعَ كل جزءٍ:-.
(ح)الْوَلَدُالْمؤَدَّبُ ...
(ط) ... السَّمَك في الماءِ.
الحل:
الولد المؤدب محبوب
(الولد، المؤدب، محبوب، جميعها أسماء)
يسبح السمك في الماء
(يسبح: فعل مضارع، السمك والماء: أسماء، في: حرف جر)

علامات الاسم
·الخفض
وهو عبارة عن الكسرة -أو ما ينوب عنها- التي يحدثها العامل
-ما معنى قبوله للخفض؟
أي أن تظهر عليه علامة الجر الأصلية (وهي الكسرة) أو الفرعية (كالياء في جمع المذكر السالم والمثنى والأسماء الخمسة)، فالجر لا يدخل على الأفعال ولا على الحروف، وإنما الخفض من خصائص الأسماء فقط.
·التنوين
وهو نون ساكنة تتبع الاسم لفظا، وتفارقه خطا للاستغناء عنها بتكرار الشكلة عند الضبط بالقلم.
·دخول الألف واللام
في أول الكلمة؛ والمراد منها التعريف؛ والتعريف والتنكير من خصائص الأسماء.
·دخول حرف من حروف الخفض
وهي: من / إلى / عن / على / في / رب / الباء / الكاف / اللام / حروف القسم: الواو، الباء، التاء
-هل يمكن أن يأتي الجر من غير حروف الجر؟
نعم؛ في حالات الإضافة، أو المجرور بالتبعية الذي يقع نعتا أو توكيدا أو معطوفا.
فنحكم على الكلمة أنها اسم: إذا دخلت عليها حروف الجر، أو ظهرت عليها علامة الجر الأصلية أو الفرعية وإن لم تسبق بحرف جر.
·ومن العلامات أيضا:
-النداء
فالأفعال لا يمكن أن تنادى؛ فالنداء هو طلب الإقبال
-التصغير
فالكلمة التي تصغر نحكم عليها بأنها اسم
= ليس المراد أن تأتي هذه العلامات مجتمعة؛ فيكفي منها علامة واحدة فقط لنحكم على الكلمة بأنها اسم.

تدريبات:
1)ميِّز الأسماءَ التي في الجمل الآتية مع ذكر العلامة التي عرفتَ به اسميتها:-
- {قل إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ العالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمرتُ وَأَنَا أَوَّل ُالمسْلِمينَ}.

الحل:
صلاتي، نسكي، محياي، مماتي (أسماء لقبولها دخول (أل): الصلاة، النسك، المحيا، الممات)
لله (اسم؛ لدخول حرف الخفض)
رب (اسم؛ للخفض بالتبعية)
العالمين (اسم؛ للخفض بالإضافة)
شريك (اسم؛ لقبوله (أل): الشريك)
أول (اسم؛ لقبوله (أل): الأول)
المسلمين (اسم؛ للخفض بالإضافة، ودخول (أل))


علامات الفعل
·قد
وتدخل على الفعل الماضي (بمعنى التحقيق أو التقريب)، والمضارع (بمعنى التقليل أو التكثير)
·السين، وسوف
وتدخلان على الفعل المضارع وحده
·تاء التأنيث الساكنة
وتدخل على الفعل الماضي دون غيره

= علامة فعل الأمر؛ مركبة من شيئين لابد من اجتماعهما معا:
الدلالة على الطلب
قبول ياء المخاطبة أو نون التوكيد (الثقيلة أو الخفيفة)
التعليل:
إذا قلنا دلالة الطلب ووقفنا؛ دخل معها اسم فعل الأمر وهو من الأسماء، مثل: صه، ومه
وإذا قلنا دخول ياء المخاطبة أو نون التوكيد ووقفنا؛ لاشترك معها فيه الفعل المضارع.
فالعلامة لكي تصدق على فعل الأمر ولا يدخل معه فيه شيء، لابد أن تكون مركبة من هذا الشيئين.

تدريبات:
1) بين الأفعال الماضية،والأفعال المضارعة، وأفعال الأمر، والأسماءوالحروف، من العبارات الآتية:-
- {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.
الحل:
الحروف: قد، حرف العطف(و)
الأفعال الماضية: أفلح، خاب (لدخول قد، وقبوله تاء التأنيث الساكنة أفلحتْ، خابتْ)
زكاها، دساها (لقبولها دخول قد (قد زكاها، قد دساها)، قبولها لدخول تاء التأنيث الساكنة زكت ودست))
** من هنا اسم موصول وليست حرفا، في محل رفع فاعل

علامة الحرف
الكلمة التي لا تقبل شيئا من علامات الاسم، ولا تقبل شيئا من علامات الفعل؛ هي الحرف
فعلامة الفعل والاسم: وجودية؛ أي لا بد من وجود ولو علامة واحدة.
وعلامة الحرف: عدمية؛ أي لابد أن تنعدم فيه كل العلامات المتقدمة، لكي يكون حرفا.

تعريف الإعراب
لغة: الإظهار والإبانة.
اصطلاحا: هو تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها، لفظا أو تقديرا.
-ما المراد بكلمة (لفظا أو تقديرا)؟
أي أن تغير أواخر الكلمات؛
تارة يكون تغيرا في اللفظ ظاهرا؛ (لا يمنع من النطق به مانع)، كـ محمد
وتارة يكون هذا التغير تقديريا فقط لا يظهر؛ (أي يمنع من التلفظ به مانع من تعذّر، أو استثقال، أو مناسبة)، وذلك في الأسماء المقصورة تقدّر عليه جميع الحركات للتعذر كـ الفتى، والمنقوصة تقدر عليه الضمة والكسرة للثقل وتظهر عليه الفتحة لخفتها كـ القاضي، وما كان آخره ياء المتكلم فإنه يلزم صورة واحدة وتقدّر عليه حركات الإعراب الثلاث كـ كتابي.
= أما البناء: فهو لزوم أواخر الكلمة حالة واحدة وعدم تغيرها بتغير العوامل الداخلة.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 ذو الحجة 1433هـ/27-10-2012م, 02:34 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي


كتاب الأربعون النووية
الحديث الأول:
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه.)).متفق عليه.

- قال الإمام أحمد: (ثلاثة أحاديث يدور عليها الإسلام:
حديث عمر: "إنما الأعمال بالنيات"، وحديث عائشة: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وحديث النعمان بن بشير: "إن الحلال بين وإن الحرام بين")
وذلك: أن عمل المكلف دائر على امتثال الأور واجتناب النهي، وهذا هو الحلال والحرام، وبين الحلال والحرام مشبّهات، وهو القسم الثالث.
ومن أراد فعل الأمر واجتناب النهي لابد أن يكون عمله بنية حتى يكون صالحا.
ثم إن ما فرض الله جل جلاله من الواجبات، أو شرع من المستحبّات، لابد فيه من ميزان ظاهر حتى يصلح العمل، وهذا يحكمه حديث: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
- والمقصود بقوله: (إنما الأعمال بالنيات) للعلماء في ذلك أقوال:
الأول: أن الأعمال وقوعها مقبولة أو صحيحة بالنية، وقوله: (وإنما لكل امرئ ما نوى) يعني: وإنما يثاب المرء على العمل الذي عمله بما نواه.
الثاني: المقصود بها سبب العمل لا سبب قبوله؛ يعني: أن منشأ الأعمال سواء كانت صالحة أو فاسدة هو إرادة القلب لهذا العمل، وقوله: (وإنما لكل امرئ ما نوى) فيه أن ما يحصل للمرء من عمله ما نواه نية صالحة، فإذا كانت النية صالحة صار ذلك العمل صالحا، فصار له ذلك العمل.
والقول الأول أصح؛ لأن تقرير مبعث الأعمال، وأنها راجعة لعمل القلب، هذا ليس هو المراد بالحديث، وإنما المراد اشتراط النية للعمل، وأن النية هي المصححة للعمل.
- والنية في الشريعة بعامة يراد بها أحد معنيين:
الأول: نية متجهة للعبادة؛ وهي التي يستعملها الفقهاء في الأحكام حين يشترطون في العبادات النية.
وهي تمييز القلب فيما يأتي ما بين عبادة وعبادة.
الثاني: نية متجهة للمعبود؛ وهي التي يُتحدّث عنها باسم الإخلاص: إخلاص القصد والنية.
والحديث شمل نوعي النية.
- والعمل إذا خالطته نية فاسدة؛ فإنه يبطل، ويكون ذلك على قسمين:
الأول: أن ينشئ العبادة للخلق، فدخل في الصلاة لا لإرادة الصلاة، ولكن ليراه فلان، فعمله باطل مردود، وهو مشرك.
الثاني: أن يحدث تغيير النية في أثناء العبادة، وهذا له أحوال:
- أن يُبطل نيته الأصلية، فيجعل العبادة للمخلوق، وهذا تكون عبادته قد فسدت.
- أن يزيد في الصلاة لأجل رؤية أحد الناس، فبدل أن يسبّح ثلاثا، أطال الركوع على خلاف عادته.
فهذا العمل الزائد الذي نواه للمخلوق يبطل، ولكن أصل العمل صالح.
- أن يعرض له حب الثناء وحب الذكر بعد تمام العبادة.
فهذا لايخرم أصل العمل، لأنه نواه لله تعالى، وإنما وقع بعد تمامه.
- الأعمال التي يتعلق بها نية مع نيتها لله تعالى على قسمين:
الأول: أعمال يجب ألا يريد بها ثواب الدنيا أصلا، وهذه أكثر العبادات والأعمال الشرعية.
الثاني: عبادات حض عليها الشارع بذكر ثوابها في الدنيا؛ مثل صلة الرحم.
قال صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه)).
فمن وصل الرحم يريد وجه الله تعالى، ويريد أيضا أن يُثاب في الدنيا بكثرة الأرزاق، وبالنسء في الأثر، فهذا جائز، ولا يكون مشركا بذلك.

الحديث الثاني:
عن عمر رضي الله عنه قال: (بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلا.))
قال: صدقت.
فعجبنا له يسأله ويصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان.
قال: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.))
قال: صدقت.
قال: فأخبرني عن الإحسان.
قال: ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.))
قال: فأخبرني عن الساعة.
قال: ((ما المسئول عنها بأعلم من السائل.))
قال: فأخبرني عن أماراتها.
قال: ((أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان.)).
ثم انطلق، فلبث مليّا، ثم قال: ((يا عمر أتدري من السائل؟))
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: ((فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.)).) مسلم

- هذا الحديث سماه بعض أهل العلم (أم السنة.
لأن جميع السنة تعود إليه، ففيه بيان العقيدة، والعقيدة مبنية على أركان الإيمان الستة.
وفيه بيان الشريعة، بذكر أركان الإسلام الخمسة.
وفيه ذكر آداب السلوك والعبادة وصلاح توجه القلب والوجه إلى الله تعالى بذكر الإحسان.
وفيه ذكر الغيبيّات والأمارات.
- مراتب دين الإسلام:
- الإسلام.
- الإيمان.
- الإحسان.
فالإسلام الذي هو الدين جمع هذه الثلاثة: الإسلام والإيمان والإحسان،
والاسم العام غير الاسم الخاص
فالاسم العام للإسلام، ليس هو الاسم الخاص إذا جاء مع الإيمان ومع الإحسان .
والسلف فرّقوا ما بين الإسلام والإيمان إذا اجتمعا، وأما إذا افترقا فالإسلام يشمل الدين جميعا، والإيمان يشمل الدين جميعا.
- (فأسند ركبتيه إلى ركبتيه): فيه التعليم، فجبريل عليه السلام أتى متعلما ومعلما.
متعلما: من جهة الهيئة والسؤال والأدب.
معلما: حيث سأل لأجل أن يستفيد الصحابة وتستفيد الأمة من بعدهم.
وفيه: القرب من العالم والمسئول حتى يكون أبلغ في أداء السؤال، ويكون أفهم للجواب.
- (ووضع كفيه على فخذيه): ويستفاد منه: أن طالب العلم ينبغي له أن يكون مهيئا نفسه، ومهيئا المسئول للإجابة على سؤاله:
1) في حسن الجلسة.
2) وفي حسن وضع الجوارح، وفي القرب منه.
فإنه كلما كان المتعلم أكثر أدبا في جلسته، ولفظه، وسؤاله، كان أوقع في نفس المسئول، فيحرص ويتهيأ نفسيا لجوابه؛ لأنه من احترم احْتُرم.
- (أخبرني عن الإسلام): الإسلام هنا هو المتعلّق بالأعمال الظاهرة.
ودخول الشهادتين في الإسلام الذي هو الأعمال الظاهرة راجع لمعنى الشهادة؛ وهو أن معنى الشهادة بعد الاعتقاد: الإظهار والإعلام.
والإسلام الذي هو الأعمال الظاهرة؛ لا يصح إلا بقدر مصحح له من الإيمان؛ وهو الإيمان الواجب بالأركان الستة، وهذا مشمول في قول: "أن تشهد أن لا إله إلا الله"؛ لأن الشهادة معناها: الاعتقاد والنطق والإخبار.
والاعتقاد يرجع إليه أركان الإيمان الستة.
- والإيمان فسره النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل بالاعتقادات الباطنة.
1- فالذي عليه عامة أهل السنة والجماعة أن الإسلام غير الإيمان، وأنهما إذا اجتمعا افترقا، فجعل الإسلام للأعمال الظاهرة والإيمان للاعتقادات الباطنة.
وإذا افترقا شمل الإيمان الدين كله، وشمل الإسلام الدين كله.
2- ومن أهل العلم من رأى أن الإسلام والإيمان واحد.
3- ومنهم من رأى أن الإسلام والإيمان يختلفان ولو تفرّقا أيضا.
- أهل السنة والجماعة يقولون: (إن الإيمان يزيد وينقص) مع أنه متعلق بالاعتقادات، ولا يطلقون هذه العبارة على الإسلام مع تعلقه بالأعمال الظاهرة.
الجواب: الإيمان إذا أريد به عامة أمور الدين فالأعمال باتفاق أهل السنة والجماعة داخلة في مسمّى الإيمان.
فقولهم الإيمان يزيد وينقص؛ يرجع في هذه الزيادة إلى الاعتقاد وإلى الأعمال الظاهرة وهو الإسلام.
والإيمان الذي يزيد وينقص هو إيمان القلب وإيمان الجوارح.
وإيمان القلب هو اعتقاده بقوة إيمانه بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله، وهذا الناس ليسوا فيه سواء، بل يختلفون وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
والأعمال الظاهرة التي هي من الإيمان أيضا تزيد وتنقص.
ولكن القول المعتمد عند السلف أنهم يعبرون في الزيادة والنقصان عن الإيمان دون الإسلام؛ لأن في ذلك مخالفة للمرجئة الذين يجعلون الناس في أصل الإيمان سواء.
فيؤخذ بتعبيرات السلف ولا تُطلق العبارة الأخرى لأنها غير مستعملة عندهم، مع أنها إن أطلقت فهي صحيحة.
- قيل في الإسلام: هذه هي أركان الإسلام الخمسة، والعلماء لم يتفقوا على أن من ترك الحج والصيام أنه ليس بمسلم.
واتفقوا على أن من ترك ركنا من أركان الإيمان فإنه ليس بمؤمن أصلا.
- الجواب:
هذا يرجع إلى أن اصطلاح الركن لم يرد في شيء من النصوص، وإنما هو اصطلاح حادث أتى به العلماء لأجل إفهام الناس، فلا ينبغي أن تحكّم الاصطلاحات على النصوص.
ففي فهم أركان الإسلام نجعل هذه الأركان تختلف في تعريف الركن عن فهم أركان الإيمان، فيُكتفى في الإسلام بوجود الشهادتين والصلاة وفي غيرهما خلاف.
وأمّا في أركان الإيمان فمن تخلف منه ركن من أركان الإيمان فإنه ليس بمؤمن.
- الركن الأول: (الإيمان بالله) يشمل أربعة أمور:
- أن يؤمن العبد بأن له ربّا موجودا.
- أن يؤمن بأن هذا الذي له هذا الملك واحد في ربوبيته.
- الإيمان بأن هذا الذي له ملكوت كل شيء، له الأسماء الحسنى والصفات العُلى.
- الإيمان بأن هذا الرب الذي له الملك وحده دونما سواه، والذي له نعوت الجلال والجمال والكمال على وجه الكمال أنه هو المستحق للعبادة وحده دونما سواه.
- الركن الثاني: (الإيمان بالملائكة) وهو مرتبتان:
- الإيمان الإجمالي: أن يؤمن بأن الملائكة خلق من خلق الله تعالى، خلقهم الله من نور، وهم أرواح مطهرة مكرمة، جعلهم الله تعالى عنده.
- الإيمان التفصيلي: وهو الإيمان بكل ما أخبر به الله تعالى في كتابه، أو أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في السنة من أحوال الملائكة وصفاتهم وخلقهم ومميزاتهم.
الركن الثالث: (الإيمان بالكتب) وهو مرتبتان:
- إيمان إجمالي: فيؤمن أن الله تعالى أنزل كتبا مع رسله إلى خلقه، وجعل في هذه الكتب الهدى والنور والبيّنات، وأن فيها القرآن الذي هو كلام الله تعالى، وأن هذه الكتب التي أنزلت مع الرسل كلها حق.
- إيمان تفصيلي: يوقن ويؤمن إيمانا خاصا بأن القرآن آخر هذه الكتب، وأنه كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود.
وأنه حجّة الله على الناس إلى قيام الساعة، وأنه به نُسخت جميع الرسالات وجميع الكتب التي قبله.
وأنه مهيمن على جميع الكتب.
وأن ما فيه من الأخبار يجب تصديقها، وما فيه من الأحكام يجب امتثالها.
ويؤمن بجميع الكتب السابقة: التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم وموسى.
- الركن الرابع: (الإيمان بالرسل) وهو مرتبتان:
- إيمان إجمالي: يؤمن بأن الله تعالى أرسل رسلا يدعون أقوامهم إلى التوحيد، وأنهم بلّغوا ما أمروا به.
وأيّدهم الله تعالى بالمعجزات والبراهين.
وأنهم كانوا أتقياء بررة.
ويؤمن إيمانا خاصّا بمحمد صلى الله عليه وسلم بأنه خاتم الرسل.
- إيمان تفصيلي: يتبع العلم التفصيلي بأحوال الرسل وأسمائهم ونحو ذلك.
- الركن الخامس: (الإيمان باليوم الآخر): وهو الإيمان بالموت وما بعده إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار.
وهو مرتبتان:
- إيمان إجمالي: يوقن العبد بغير شك أنّ ثم ّ يوما يعود الناس إليه، يُبعثون فيه من قبورهم للحساب على ما عملوا، وأنّ كل إنسان مجزي بما فعل.
- إيمان تفصيلي: يتبع العلم بما جاء في الكتاب والسنة من أحوال القبور، وأحوال ما يكون يوم القيامة.
- الركن السادس: (الإيمان بالقدر خيره وشرّه) على مرتبتين:
- إيمان إجمالي: أن يؤمن العبد بأن كل شيء يحدث في هذا الملكوت قد سبق به قدر الله، وأنه تعالى عالم بهذه الأحوال وتفصيلاتها بخلقه قبل أن يخلقهم، وكتب ذلك.
- إيمان تفصيلي: على مرتبتين:
· الإيمان بالقدر السابق لوقوع المقدر، ويشمل درجتين:
العلم السابق، والكتابة.
· ما يقارن وقوع المقدر، ويشمل درجتين:
المشيئة، والخلق.
والإحسان هو: إحسان العمل.
وهو على درجتين:
- الإحسان المجزئ (الواجب): ما يكون به العمل حسنا، أي يكون خالصا صوابا.
- الإحسان المستحب: أن يكون قائما في عمله على مقام المراقبة أو مقام المشاهدة.
فالإحسان المستحب فيه:
- مرتبة المراقبة: وهي مقام أكثر الناس، فيعبدون الله تعالى ويعلمون أنه مطلع عليهم "فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
- مرتبة المشاهدة: والمقصود بها مشاهدة الصفات لا مشاهدة الذات، ومشاهدة الصفات يُعنى بها: مشاهدة آثار صفات الله تعالى في خلقه.
- وأشراط الساعة قسمها العلماء إلى:
· كبرى
· صغرى
- (أن تلد الأمة ربتها): المقصود أن يكثر ذلك بحيث يكون ظاهرة وعلامة، وقد حصل هذا لمّا كثرت الفتوح وكثر الرقيق، فكان لأحدهم عشر أو عشرون من الإماء.
- (أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان): يعني ترى الفقراء الذين ليسوا بأهل للغنى، لما جعلهم الله تعالى عليه من الأمور من رعي للشياه أو تتبع للجمال ونحو ذلك، أنهم يتركون هذا الذي هو لهم، ويتجهون للتطاول في البنيان.
وفيه ذم للذين يتطاولون في البنيان وهم ليسوا أصلا بأهل لذلك، وهذا فيه تغيّر الناس، وكثرة المال بأيدي من ليس له بأهل.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 محرم 1434هـ/21-11-2012م, 10:52 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي


كشف الشبهات
بسم الله الرحمن الرحيم


ملخص مقدمة الشيخ: محمد بن عبدالرحمن بن قاسم للكتاب الذي جمعه من تقريرات شيخه محمد بم إبراهيم آل الشيخ على كشف الشبهات.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فهذا شرح لكتاب (كشف الشبهات) للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، من تقريرات شيخنا الشيخ/ محمد بن إبراهيم رحمه الله، كتبتها حال إلقائه الدروس في مسجده، وفي بيته، من عام ستة وستين وثلاثمائة وألف إلى عام اثنين وسبعين وثلاثمائة وألف هجرية.
وقد تكررت كتاباتي لهذا الشرح ست مرات، أكتب لفظه من فيه في حينه حرصا على تقييد الفوائد، ومحافظة على أمانة النقل.
ووضعت عناوين في الهامش للشبه وأجوبتها، وجعلت المتن في أعلى كل صفحة، وفصلت بين المتن والشرح، وذكرت بعض من روى الأحاديث، وقدمت للكتاب بمقدمة؛ وصفت فيها طريقة الشيخ محمد بن إبراهيم في افتتاح الدروس، وبينت حرصه على تعليم التوحيد، وذكرت الفرق بين دين قريش ودين محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ذكرت موضوع الكتاب، ثم نص الشبه وملخص الجواب عنها.
طريقة الشيخ في افتتاح الدروس:
كان شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله يستفتح الدروس في هذا الكتاب وغيره؛ بالثناء على الله سبحانه والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، ثم يترحم على المؤلفين.
حرصه على تعليم التوحيد، وحث الطلاب على تعلمه:
قال شيخنا رحمه الله: لا يُزهد في التوحيد، فإن بالزهد فيه يوقع في ضده.
دين قريش ودين محمد صلى الله عليه وسلم:
عقيدة المشركين ودينهم: قريش أناس يتعبدون، ويحجون، ويعتمرون، ويتصدقون، ويصلون الرحم، ويكرمون الضيف، ويعترفون أن الله وحده هو المتفرد بالخلق والتدبير، ويخلصون لله العبادة في الشدائد، ولكنهم يتخذون وسائط بينهم وبين الله يدعونهم ويذبحون لهم وينذرون لهم، ليشفعوا لهم، ويسألوا الله لهم، زعما منهم أنهم أقرب منهم إلى الله وسيلة.
فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم عليه السلام ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله، وأن فعلهم هذا أفسد جميع ما هم عليه من العبادات، وصاروا بذلك كفارا مرتدين حلال الدم والمال.
وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون الدعاء كله لله، والذبح والنذر كلها لله، وجميع أنواع العبادة كلها لله.
وانتقد المؤلف والشارح رحمهما الله من يدعي الإسلام، بل يدعي العلم والإمامة في الدين وهو لا يعرف من كلمة (لا إله إلا الله) إلا مجرد التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني، وأن الحاذق منهم من يظن أن معناها: أنه لا يخلق ولا يرزق إلا الله، ولا يدبر الأمر إلا الله.
فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بأصل الإسلام، هذا أجهل من أبي جهل وأضرابه.
وقال الشارح أيضا: كثير ممن ينتسب إلى الإسلام من هذه الأمة ليسوا على الدين، إنما معهم اسمه فقط، ولا يعرفون شرك الأولين، وشرك أهل هذا الزمان، ولو عرفوه لوجدوه هو هو؛ بل شرك مشركي هذه الأزمنة أعظم بكثير.
ومن أسباب بقاء العامة على الشرك: أن كثيرا ممن يدعي العلم والإمامة في الدين منهم، يشارك عبّاد القبور في عباداتهم واحتفالاتهم، ويأكل من نذورهم.
ويعتذر بعضهم عن عامتهم: بأنهم جهال، أو خرافيون، أو أنهم ما قصدوا بعبادة أصحاب القبور إلا الله، فلا يخرجون من دائرة الإسلام بهذه الأفعال، وفي هذا التهوين من شأن الشرك أو تسويغه.
ولم يصرح لهم بالتوحيد الذي بعث الله تعالى به الرسل، ولا بأن ما يفعلونه مثل ما كان يفعل عند اللات والعزى وهبل، بل أعظم.
موضوع كتاب (كشف الشبهات):
عبر عنه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بقوله:
(هذا الكتاب جواب لشبه اعترض بها بعض المنتسبين للعلم في زمانه عليه؛ فإن الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لما تصدى لبيان التوحيد، والدعوة إليه، وتفصيل أنواعه، والموالاة والمعاداة فيه، ومصادمة من ضاده، وكشف شبه من شبّه عليه، ...، اعترض عليه بعض الجهلة المتمعلمين، أزّهم إبليس فجمعوا شبها شبّهوا بها على الناس، وزعموا أن الشيخ رحمه الله يكفر المسلمين وحاشاه ذلك؛ بل لا يكفر إلا من عمل مكفرا، وقامت عليه الحجة، فأجابهم المصنف بهذا الكتاب، ...، وقدم مقدمة في بيان حقيقة دين المرسلين وما دعوا إليه، وحقيقة دين المشركين وما كانوا عليه، وبين أن مشركي زمانه هم أتباع دين المشركين.)
ملخص الشبهات وأجوبتها:
الشبهة الأولى:أن من أقر بتوحيد الربوبية، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عن غيره، وإنما قصد من الصالحين الجاه والشفاعة، فليس بمشرك.
الجواب: أن الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بما ذكرت، وإنما أرادوا مثل ما أردت.
الشبهة الثانية: إن الآيات نزلت فيمن يعبد الأصنام، ونحن لا نعبد الأصنام.
الجواب: الكفار منهم من يعبد الأصنام، ومنهم من يعبد الأولياء، ومنهم من يعبد الملائكة، ولا فرق بين المعبودات، فالكل شرك.
الشبهة الثالثة: أن طلب الشفاعة منهم ليس بشرك.
الجواب: أن هذا هو قول الكفار سواء بسواء {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}، وأنه كفرهم بذلك.
الشبهة الرابعة: نفيهم عبادة الصالحين مع أنهم يدعونهم، أو يذبحون لهم، ويقرون بأن هذا عبادة، وأن المشركين الأولين هكذا كانت عبادتهم.
الجواب: أنهم إن أنكروا أن هذا عبادة أو جهلوا فهذه الآيات والأحاديث تبين ذلك.
الشبهة الخامسة: أن من ينكر طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم والصالحين فهو منكر لشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنتقص للأولياء.
الجواب: الأمر بالعكس، فالشفاعة ملك لله تعالى، ولا تكون إلا من بعد إذنه، ولا يأذن الله إلا لأهل التوحيد، وأن طلبها من غير الله تعالى شرك وسبب حرمانها.
الشبهة السادسة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي الشفاعة، وأنها تطلب منه.
الجواب: إن إعطاءه الشفاعة إعطاء مقيدا لا مطلقا، وشفاعته للعصاة لا للمشركين، فلا يدل على أنه يعطيها من سألها، ولا أنها تطلب منه.
الشبهة السابعة: أن الالتجاء للصالحين ليس بشرك.
الجواب بالتحدي: يسأل عن الشرك ما هو؟ وعبادة الله ما هي؟
الشبهة الثامنة: قوله: الشرك عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام.
الجواب: يقال: هل يعتقدون في الأصنام أنها تخلق وترزق؟
وإنما هو من قصد خشبة أو حجرا يدعوه ويذبح له، ويقول: إنه يقربنا إلى الله زلفى، ويدفع الله عنا ببركته.
وهذا تفسير صحيح لعبادة الأصنام وهو فعلكم بعينه.
الشبهة التاسعة: قولهم: إنكم تكفرون المسلمين وتجعلوننا مثل المشركين الأولين، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ونصدّق بالبعث.
الجواب: أجاب بتسعة أجوبة، بيّن فيها أن هذه الفروق غير مؤثرة بالكتاب والسنة والإجماع.
فليس من شروط الردة أن يجمع أطراف الردة
الشبهة العاشرة: أن من قال: لا إله إلا الله لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل، واستدلوا بأحاديث.
الجواب: أنها لا تدل على ما زعم المشبه، من أن مجرد قول لا إله لا الله يمنع من التكفير، بل يقولها ناس كثير وهم كفار.
ومثل ذلك بأن اليهود يقولونها، وأصحاب مسيلمة الذين قاتلهم الصحابة، وكذلك الذين أحرقهم علي رضي الله عنه، فقولها باللسان لا يكفي في عصمة الدم والمال.
الشبهة الحادية عشرة: قولهم: أن الاستغاثة بغير الله ليست شركا لجواز الاستغاثة بالأنبياء يوم القيامة.
بين المؤلف جهلهم، حيث لم يفرقوا بين الاستغاثتين.
الشبهة الثانية عشرة: استدلالهم على أن الاستغاثة بالأموات والغائبين ليست شركا بعرضها على إبراهيم من جبريل.
الجواب: هذه الاستغاثة جنس وتلك جنس آخر.
الخاتمة:
بين أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما.

ملخص مقرر الاختبار الأول: (من المقدمة إلى درس: أول الرسل نوح عليه السلام أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين)
[من المخاطب بهذا الكتاب]
الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لما دعا إلى التوحيد مجملا ومفصّلا جاءته الرسائل والكتب بتضليله وإيراد الشبه على أقواله، فصنّف رسالة (كشف الشبهات).
الشيخ رحمه الله كتب كشف الشبهات للمسلمين، أي: كشف الشبهات عن المسلمين.
فصنّفها رحمه الله للمسلم الموحّد؛ لأن الموحّد يحتاج إلى أن يكون مكشوف الشبهة، فلا تبقى الشبهة معه.
والصواب: أن المنهج الصحيح أن لا تورد الشبهات؛ لأن بعض الناس قد لا يكون عنده في قلبه شبهة أصلا، فإذا وردت الشبهة وبعدها الرد، قد تعلق الشبهة ولا يفهم الرد، خاصّة أن الشبهات هذه التي يوردها خصوم التوحيد نجدها عاطفية ورد الشبهة علمي.
والمتقرر في قواعد الدعوة: أن إثارة الناس والتأثير عليهم بالعاطفة يقوى، في حين أن مخاطبة القلب بالبراهين والعلم هذه ما يفهمها إلا الخاصة ومن هو متأهّل للفهم والإدراك.
[خطر الشبهة]
الشبهة ترد على القلوب وقد تؤثّر عليها ولو بالتردد، فهو لم يقتنع بها لكنه في داخله صار متردّدا؛ كأن يتردد في الحكم بأن ما يصنع عند القبور من دعاء وسؤال غير الله تعالى أنه شرك وكفر بالله تعالى.
وإذا تردد القلب ولم يكن على علم ويقين بحق الله تعالى، وبالتوحيد وبالحكم على المشرك أنه مشرك، وبالحكم على الصورة الشركية بأنه شرك؛ فبداية هذا التردد يكون في القلب ريب، فيتعبّد ويتعبّد ولكن القلب ليس بسليم، وهذا دخل على قلوب كثيرين.
[معنى (كشف الشبهات)]
-الكشف: هو حسر الشيء عن الشيء، كشف الرأس يعني: حسر ما عليه حتى ظهر.
وكشف البأس: إذا أزاله، قال تعالى: {فلما كشفنا عنهم الرجز} فالكشف بمعنى الإزالة.
-والشبهات: جمع شبهة، وهي المسألة التي جُعلت شبها بالحق.
والشبهة والمشبهة: هي المسائل المعضلة أو المشكلة التي تلتبس على الناس.
والشبهة يلقيها الشيطان أو أعوانه، فيشتبه معها الحق، فيصبح الأمر غير واضح بها.
[حكم كشف وإزالة الشبهات]
إزالة الشبهات وكشفها من أصول هذا الدين.
وكل من يجادل بالباطل وله حجّة وله علم، لكن حجّته داحضة، وكون الحجّة تدحض هذا أصل في إزالة الشبه في الدين.
فإزالة الشبه التي شبّه بها أعداء الدين والملة فرض من الفروض وواجب من الواجبات في هذه الشريعة، لابد أن يوجد من يقوم به، وإلا لالتبس الباطل بالحق، وصار هذا يشبه هذا فضّل الناس.
[طرق كشف الشبه]
كشف الشبه يكون عن طريقين:
·طريق عقلي: بإيجاد البراهين العقلية البحتة التي تبطل شبه المشبّهين.
·الطريق الشرعي السمعي: بكشف الشبه التي شبّه بها الخصوم بإقامة الحجة بالأدلة الشرعية، والكتاب والسنة فيهما ما يغني عن غيرهما.
[قول المصنف رحمه الله: (اعلم رحمك الله)]
فيه فائدة: أن علم الشريعة مبني على التراحم.
فأعظم رحمة تسديها للناس أن تنشر بينهم العلم، فإذا علمتهم العلم فهي أعظم رحمة ترحمهم بها.
[معنى التوحيد والعبادة]
قال المصنف رحمه الله: (التوحيد هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة، وهو دين الرسل ...)
التوحيد: مصدر وحّد يوحد توحيدا.
فالتوحيد لغة: جعل الشيء واحدا، ومنه جعل المعبود بحق واحد.
وشرعا: هو إفراد الله سبحانه بالعبادة.
والعبادة في اللغة: خضوع وتذلل معه حب عن طواعية، ورغب ورهب.
وأصلها الذلّ: ذلل الشيء جعله ذليلا، ومنه سمّي العبد الرقيق عبدا، وقيل للطريق: معبد؛ لأنه ذلل للسير.
وشرعا لها عدة تعريفات:
ما طلب فعله في الشرع ورتّب الثواب على ذلك.
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
[التوحيد هو دين الرسل]
الرسل جميعا أرسلوا بالتوحيد، فلم ترسل الرسل أصلا بالشرائع، إنما أرسلت لتوحيد الله تعالى؛ لأن توحيد الله تعالى هو العلّة المطلوبة من خلق الجن والإنس، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} يعني: إلا ليوحدوني.
هذا التوحيد مفطور عليه العباد بالميثاق، قال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا}
والرسل جاءت لإقرار ذلك، ولجعل الناس يرجعون إلى هذا الأصل الذي ولدوا عليه، وهو توحيد الله تعالى.
وكل من عبد غير الله تعالى فهو مخالف لكلّ رسول، ومكذّب لجميع المرسلين، قال تعالى: {كذّبت قوم نوح المرسلين}.
فالعبرة كل العبرة في التوحيد وليس في أنهم يحجّون أو يعتمرون، ليس هذا هو البرهان.
فهذه الشرائع جاءت بعد التوحيد، فإذا كان التوحيد لم يقم في قلب صاحبه فلا تقبل هذه الشرائع.
[الغلوّ، وكيف وقع الشرك في الأرض]
قال المصنف رحمه الله: (فأولهم نوح عليه السلام، أرسله الله إلى قومه لمّا غلوا في الصالحين: ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر.)
الغلوّ: هو مجاوزة الحد في التعبد أو العمل أو الثناء مدحا أو قدحا.
وتأليه البشر مجاوزة للحد.
ويكون الغلوّ في العقيدة، والعبادات والمعاملات، والعادات.
قال تعالى في سورة نوح: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرنّ ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا}
فأولهم ود، وهو أول من أُشرك به على الأرض.
فقوم نوح تتابعوا من ذرية آدم، وذرية آدم على التوحيد، حتى أتى هؤلاء الصالحون: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، ثم شاع في الناس الرغبة في الدنيا والبعد عن تذكر الآخرة، فكانوا إذا أرادوا أن يتشجعوا في العبادة ذهبوا إلى قبورهم فنظروا إلى قبورهم وبكوا عندها، فتشجّعوا في العبادة ورجعوا.
فجاء الشيطان فتكلم عند قبورهم وقال: ألا تصنعون لكم صورة تتذكرون بها ودا وسواعا، فصنع لهم صورة جعلوها على قبورهم وثن وصنم للتذكر.
ثم بعد ذلك قال: ألا تجعلون من كل واحد صورة في بيوتكم للتذكر، ثم نقلهم إلى أن يصحبوا تلك الصور في السفر.
ولم يكن أوّل ذلك الجيل مشركا، وبعدهم ذهب ذلك العلم، فتوجّهوا إليها بطلب التوسّط، وقالوا: هؤلاء لهم مكانة عند الله.
فصار شرك قوم نوح من جهة التوسّط بأرواح الصالحين.
[ صحة سند حديث (تفسير آية سورة نوح)]
ذكر البخاري في كتاب التفسير، في تفسير سورة نوح، أنه قال في هذه الآية: (هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح).
وهذا يعارض فيه كثيرون اليوم، يقولون: إن هذه الأسماء أن تعدّ أسماء رجال صالحين لم تأتِ إلا في هذا الحديث عن ابن عباس، وهذا الحديث رواه ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وعلماء الجرح والتعديل يقولون: إن عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس، وقالوا: فالرواية ضعيفة.
الجواب: البخاري جعل قول ابن عباس أصلا في تفسير الآية، ورواها بإسناده المتصل إلى ابن عباس، وكون عطاء أتى بلا نسبة عند البخاري فلا يعني أنه عطاء الخراساني.
ودللوا على ذلك: بأن التفريق في روايات ابن جريج عن عطاء إنما هو عن علي بن المديني، وهو إمام معروف في العلل والبخاري تلميذه، فلا يخفى عليه تعليل علي بن المديني لهذه الرواية.
نقول: البخاري قال: عن ابن جريج قال: قال عطاء عن ابن عباس، ومن المتقرر في علم الرجال أن ابن جريج إذا قال: قال عطاء، فهو محمول على السماع؛ وسماعه إنما هو من عطاء بن أبي رباح.
فإسنادها متصل في غاية الصحة؛ لأن البخاري رحمه الله مشترط في صحيحه ألا يروي الحديث إلا إذا كان متصلا، وهو لا يخفى عليه أن ابن جريج يروي عن عطاء الخراساني بانقطاع، وأن عطاء الخراساني روايته عن ابن عباس ضعيفة؛ لا يخفى عليه ذلك؛ لأن هذا من مشاهير العلم.
الثاني: عطاء في الرواية هو عطاء بن أبي رباح.
الثالث: الذين ذكروا هذه العلة ليسوا من المتقدمين من حفاظ الحديث، وإنما هم من المتأخرين.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 صفر 1434هـ/9-01-2013م, 09:27 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي


كتاب الحج
بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص الدروس: [كتاب الحج(وعلى من يجب)، وشروط وجوب الحج على المرأة وأحكام النيابة، وفضل الحج والاستعدادله]
كتاب الحج وعلى من يجب
أدلة وجوب الحج وفرضيته:
1) قال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} أي: لله على الناس فرض واجب هو حج البيت؛ لأن كلمة (على) للإيجاب.
2) عن علي رضي الله عنه مرفوعا: "من ملك زادا وراحلة تبلّغه إلى بيت الله، ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديّا أو نصرانيا".
3) قال صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا)).
الحكمة في مشروعية الحج:
قال تعالى: {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ...} إلى قوله: {ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوّفوا بالبيت العتيق}
فالمنفعة من الحج ترجع للعباد ولا ترجع إلى الله تعالى؛ لأنه {غني عن العالمين}، فهم يفدون إليه لحاجتهم إليه.
والمقصود من الحج والعمرة: عبادة الله في البقاع التي أمر الله تعالى بعبادته فيها.
قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما جعل رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله)).
حكمه:
الحج فرض بإجماع المسلمين، وركن من أركان الإسلام.
· هو فرض في العمر على المستطيع، قال صلى الله عليه وسلم: ((الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع)).
· وفرض كفاية على المسلمين كل عام.
· وتطوع فيما زاد على حج الفريضة في حق أفراد المسلمين.
وأما العمرة: فواجبة على قول كثير من العلماء.
قال صلى الله عليه وسلم لما سئل: هل على النساء من جهاد؟
قال: ((نعم؛ عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة)).
وإذا ثبت وجوبه على النساء، فالرجال أولى.
- ويجب على المسلم المبادرة إلى أداء الحج مع الإمكان، ويأثم إن أخّره بلا عذر.
قال صلى الله عليه وسلم: ((تعجّلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)).
شروط وجوب الحج:
الإسلام، العقل، البلوغ، الحرية، الاستطاعة.
حج الصبي:
يصح فعل الحج والعمرة من الصبي نفلا؛ لحديث ابن عباس: أن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبيّا، فقالت: ألهذا حج؟
قال: ((نعم، ولكِ أجر)).
- وأجمع أهل العلم على أن الصبي إذا حج قبل أن يبلغ فعليه الحج إذا بلغ واستطاع، ولا تجزئه تلك الحجة عن حجّة الإسلام، وكذا عمرته.
- وكل ما أمكن الصغير فعله بنفسه كالوقوف والمبيت لزمه فعله؛ بمعنى: أنه لا يصح أن يفعل عنه، لعدم الحاجة لذلك.
ويجتنب في حجه ما يجتنب الكبير من المحظورات.
والقادر على الحج:
هو الذي يتمكن من أدائه جسميا وماديا.
وإن قدر بماله دون جسمه؛ بأن كان كبيرا هرما، أو مريضا مرضا مزمنا لا يرجى برؤه؛ لزمه أن يقيم من يحج عنه ويعتمر حجة وعمرة الإسلام من بلده، أو من البلد الذي أيسر فيه.*
لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة من خثعم قالت: يا رسول الله، إن أبي أدركته فريضة الله في الحج شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: ((حجي عنه)).
ويشترط في النائب عن غيره في الحج:
أن يكون قد حجّ عن نفسه حجّة الإسلام.
لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: لبيك عن شبرمة، قال: ((حججت عن نفسك)).
قال: لا، قال: ((حجّ عن نفسك)).
- ويُعطى النائب من المال ما يكفيه تكاليف السفر ذهابا وإيابا.
ولا تجوز الإجارة على الحج، ولا أن يُتّخذ ذريعة لكسب المال.
ويكون مقصود النائب: نفع أخيه المسلم، وأن يحج بيت الله الحرام، ويزور تلك المشاعر العظام.
فإن حج لقصد المال؛ فحجه غير صحيح.

[شروط وجوب الحج على المرأة وأحكام النيابة]
يشترط لوجوبه على المرأة زيادة عما سبق من الشروط:
وجود المحرم الذي يسافر معها لأدائه؛ لأنه لا يجوز لها السفر لحج ولا لغيره بدون محرم.
لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافر المرأة إلا مع محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم))، لأجل سد الذريعة عن الفساد والافتتان منها وبها.
- ومحرم المرأة هو:
زوجها، أو من يحرم عليه نكاحها تحريما مؤبدا بنسب كأخيها وأبيها وعمّها وابن أخيها وخالها، أو حرم عليه بسبب مباح كأخ من رضاع، أو بمصاهرة كزوج أمها وابن زوجها.
- ونفقة محرمها في السفر عليها، فيشترط لوجوب الحج عليها أن تملك من النفقة ما تنفق عليها وعلى محرمها ذهابا وإيابا.
ومن وجب عليه الحج، ثم مات قبل الحج:
أخرج من تركته رأس المال المقدار الذي يكفي للحج، واستنيب عنه من يؤدّيه عنه.
لما روى البخاري عن ابن عباس: أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن أمي نذرت أن تحج، فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟
قال: ((نعم، حجّي عنها، أرأيت لو كان على أمّك دين، أكنت قاضيته، اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء.))
وفي سنن الدارقطني: ((إن أبي مات وعليه حجة الإسلام))، وظاهره: أنه لا فرق بين الواجب بأصل الشرع والواجب بإيجابه على نفسه، سواء أوصى به أم لا.
- والحج عن الغير يقع عن المحجوج عنه كأنه فعله بنفسه.
والفاعل بمنزلة الوكيل؛ فهو ينوي الإحرام عنه، ويلبي عنه، ويكفيه أن ينوي النسك عنه، ولو لم يسمّه في اللفظ.
- ويستحب للمسلم أن يحج عن أبويه إن كانا ميتين أو حيين عاجزين عن الحج، ويقدّم أمه؛ لأنها أحق بالبر.
[فضل الحج والاستعداد له]
الحج فيه فضل عظيم وثواب جزيل:
- عن ابن مسعود مرفوعا: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة".
والحج المبرور: هو الذي لا يخالطه شيء من الإثم، وقد كملت أحكامه فوقع على الوجه الأكمل.
وقيل: هو المتقبّل.
فإذا استقر عزمه على الحج:
فليتب من جميع المعاصي، ويخرج من المظالم بردّها إلى أهلها، ويرد الودائع والعواري والديون التي عنده للناس.
ويستحل من بينه وبينه ظلامة، ويكتب وصيته.
ويوكّل من يقضي مالم يتمكن من قضائه من الحقوق التي عليه.
ويؤمّن لأولاده ومن تحت يده ما يكفيهم من النفقة إلى حين رجوعه.
ويحرص أن تكون نفقته حلالا طيبا.
ويأخذ من الزاد والنفقة ما يكفيه ليستغني عن الحاجة إلى غيره.



* قال ابن عثيمين رحمه الله: القول الراجح أنه لا يلزمه أن يقيم من يحج عنه من مكانه، وله أن يقيم من يحج عنه من مكة، ولا حرج عليه في ذلك؛ لأن السعي إلى مكة مقصود لغيره.
http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=3852


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 صفر 1434هـ/9-01-2013م, 09:30 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي


كتاب الجهاد
بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص كتاب الجهاد
شرع الله الجهاد في سبيله: لإعلاء كلمته، ونصرة دينه، ودحر أعدائه، وشرّعه ابتلاء واختبارا لعباده.
قال تعالى: {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم * سيهديهم ويُصلح بالهم * ويُدخلهم الجنة عرفها لهم}
أهميته في الإسلام:
هو ذروة سنام الإسلام، وهو من أفضل العبادات، وعدّه بعض العلماء ركنا سادسا من أركان الإسلام.
دليل مشروعيته:
قال تعالى: {كتب عليكم القتال}
وفعله النبي صلى الله عليه وسلم وأمر به، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من مات ولم يغز ولم يحدّث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق))
معنى الجهاد:
الجهاد مصدر جاهد؛ أي: بالغ في قتال عدوّه.
وشرعا: قتال الكفار، ويطلق على أعم من القتال.
أنواعه:
مجاهدة النفس، ومجاهدة الشيطان، ومجاهدة الكفار، ومجاهدة الفسّاق.
حكمه:
الجهاد فرض كفاية.
وهناك حالات يجب فيها الجهاد وجوبا عينيا، وهي:
- إذا حضر القتال.
- إذا حصر بلده عدو.
- إذا احتاج إليه المسلمون في القتال والمدافعة.
- إذا استنفره الإمام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((وإذا استنفرتم؛ فانفروا)).
ويجب على الإمام أن يتفقد الجيش عند المسير للجهاد، ويمنع من لا يصلح لحرب من رجال وخيل ونحوها، فيمنع المخذل والمرجف، ويمنع من يسرب الأخبار إلى الأعداء، ويؤمر على الغزاة أميرا يسوس الجيش بالسياسة الشرعية.
ويجب على الجيش طاعته، والنصح له، والصبر معه؛ لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}
الجهاد في الإسلام شرع لأهداف سامية:
1) شرّع الجهاد لتخليص العباد من عبادة الطواغيت والأوثان لعبادة الله وحده لا شريك له؛ قال تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله}
2) وشرّع الجهاد لإزالة الظلم وإعادة الحقوق إلى مستحقّيها؛ قال تعالى: {أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله}
3) وشرّع الجهاد لإذلال الكفار والانتقام منهم وإضعاف شوكتهم؛ قال تعالى:{قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويُخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * ويُذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم}
- والقتال إنما يكون بعد تبليغ الدعوة، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس قبل القتال إلى الإسلام؛ وذلك لأن الغرض من القتال في الإسلام هو إزالة الكفر والشرك، والدخول في دين الله.
فإذا حصل ذلك بدون قتال؛ لم يحتج إلى القتال.
- وإذا كان أبواه مسلمين حرّين أو أحدهما؛ لم يجاهد تطوعا إلا بإذنهما؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ففيهما فجاهد))؛ وذلك لأن برهما فرض عين، وهو مقدم على فرض الكفاية.
- ولا يجوز قتل صبي ولا امرأة وراهب وشيخ فان ومريض مزمن وأعمى لا رأي لهم، ويكونون أرقاء بالسبي؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يسترق النساء والصبيان إذا سباهم.
- وتملك الغنيمة بالاستيلاء عليها في دار حرب.
والغنيمة: ما أخذ من مال حربي قهرا بقتال؛ وما ألحق به مما أخذ فداء.
وهي لمن شهد الوقعة.
كيفية توزيع الغنائم
أن الإمام يخرج الخمس الذي لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وسهم لقرابة الرسول صلى الله عليه وسلم واليتامى والفقراء والمساكين وأبناء السبيل.
ثم يقسّم الأخماس الأربعة الباقية على المقاتلين؛ للراجل سهم، وللفارس ثلاثة أسهم.
ويحرم الغلول: وهو كتمان شيء مما غنمه المقاتل.
قال تعالى: {وما كان لنبي أن يغلّ ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة}
وإذا كانت الغنيمة أرضا، خيّر الإمام بين قسمتها بين الغانمين، وبين وقفها لمصالح المسلمين.
ويجوز لإمام المسلمين عقد الهدنة مع الكفار على ترك القتال مدة معلومة بقدر الحاجة؛ وذلك إذا جاز تأخير الجهاد من أجل ضعف المسلمين.
أما إن كان المسلمون أقوياء يقدرون على الجهاد؛ فلا يجوز عقد الهدنة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم عقد الهدنة مع الكفار في صلح الحديبية.
وإذا خاف الإمام منهم نقضا للهدنة؛ أعلن لهم انتهاء الهدنة قبل قتالهم؛ لقوله تعالى: {وإما تخافنّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين}
- ولا يجوز للإمام عقد الذمة مع أهل الكتاب والمجوس: ومعناه إقرارهم على دينهم بشرط بذلهم الجزية، والتزام أحكام الإسلام.
لقوله تعالى: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون}
فالجزية: هي مال يؤخذ منهم على وجه الصغار كل عام بدلا عن قتلهم وإقامتهم بدارنا.
- ويجوز إعطاء الكافر المفرد الأمان من كل مسلم إذا لم يحصل منه ضرر على المسلمين؛ بدليل قوله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه}
ويجوز للإمام إعطاء الأمان لجميع المشركين ولبعضهم؛ لأن ولايته عامة.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1434هـ/16-01-2013م, 08:19 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي


كتاب الصيام
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الصيام
مسألة الصيام في السفر
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "فإذا قال قائل: لو صام المسافر فما الحكم؟
فالجواب: اختلف العلماء –رحمهم الله- هل الفطر أفضل، أو أن الصوم مكروه، أو أن الصوم حرام ...
والصواب أن المسافر له ثلاث حالات:
الأولى: ألا يكون لصومه مزيّة على فطره، ولا لفطره مزيّة على صومه، ففي هذه الحال يكون الصوم أفضل له للأدلة الآتية:
- أن هذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، قال أبو الدرداء –رضي الله عنه-: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان في يوم شديد الحر حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحة"
- أنه أسرع في إبراء الذمة؛ لأن القضاء يتأخر.
- أنه أسهل على المكلف غالبا؛ لأن الصوم والفطر مع الناس أسهل من أن يستأنف الصوم بعد.
- أنه يدرك الزمن الفاضل، وهو رمضان، فإن رمضان أفضل من غيره؛ لأنه محل الوجوب.
الثانية: أن يكون الفطر أرفق به، فهنا نقول:إن الفطر أفضل.
وإذا شق عليه بعض الشيء صار الصوم في حقه مكروها؛ لأن ارتكاب المشقة مع وجود الرخصة يشعر بالعدول عن رخصة الله عزوجل.
الثالثة: أن يشق عليه مشقة شديدة غير محتملة فهنا يكون الصوم في حقه حراما.
والدليل: أن النبي صلى الله عليه وسلم: "لما شكى إليه الناس أنه قد شق عليهم الصيام، وأنهم ينتظرون ما سيفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، دعا بإناء فيه ماء بعد العصر، وهو على بعيره فأخذه وشربه، والناس ينظرون إليه، ثم قيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: ((أولئك العصاة، أولئك العصاة))، فوصفهم بالعصيان." [الشرح الممتع على زاد المستقنع: 6/343-344]


- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كُراع الغَميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء، فرفعه حتى نظر الناس إليه، فشرب، ثم قيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: ((أولئك العصاة، أولئك العُصاة))". رواه مسلم
- وعن حمزة بن عمرو الأسلمي -رضي الله عنه- أنه قال: "يا رسول الله [إني] أجد فيّ قوة على الصيام في السفر، فهل عليّ جناح.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحبّ أن يصوم فلا جناح عليه)). رواه مسلم
قال الشيخ عبدالله البسام رحمه الله: "ما يؤخذ من الحديثين:
1- الحديثان يدلان على جواز الفطر من صيام شهر رمضان في السفر، وأنه رخصة ...
2- كما يدلان على جواز الصيام في السفر، وصحته، وإجزائه عن صاحبه إجماعا ...
3- أما قوله: لمن لم يفطر: ((أولئك العصاة))؛ فلمخالفتهم وعدم امتثالهم أمره بالإفطار، في حال يتعين عليهم ...
قال رحمه الله: خلاف العلماء:
اختلف العلماء في حكم صوم رمضان في السفر على ثلاثة أقوال:
- فذهب الأئمة الثلاثة إلى أن الصوم أفضل، واستدلوا على ذلك: بأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه أسرع في إبراء الذمة، وأنه أيسر أداء...
- وذهب الإمام أحمد إلى أن الفطر أولى، وأن الصوم مكروه؛ وعلل ذلك بأنه رخصة من الله تعالى، ينبغي للمسلم أن يسارع إلى قبولها والتمتع بها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((صدقة تصدق بها الله عليكم فاقبلوا صدقته)). رواه مسلم.
- وذهب بعض العلماء إلى جواز الأمرين؛ واستدلوا على ذلك بحديث جابر قال: ""سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيصوم الصائم، ويُفطر المُفطر، فلا يعيب بعضهم على بعض".
وقال طائفة من العلماء: أفضل الأمرين أيسرهما عليه؛ لقوله تعالى: {يريد الله بكم اليسر}
وعدم كراهة أحدهما أرجح؛ ما لم يكن في الصوم مشقة كبيرة، أو كان يمنع من القيام بأعمال فاضلة في السفر؛ فحينئذ الفطر يكون أفضل، فقد جاء في الصحيحين من حديث أنس قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر، فمنا الصائم ومنا المُفطر، فنزلنا منزلا في يوم حار، فسقط الصائمون، وقام المفطرون فضربوا الأبنية، وسقوا الركاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذهب المفطرون اليوم بالأجر)). متفق عليه". [توضيح الأحكام من بلوغ المرام:3/ 562-567]



الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله: http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=1617
توضيح الأحكام من بلوغ المرام للشيخ عبدالله البسام رحمه الله: http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=2949


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 ربيع الثاني 1434هـ/4-03-2013م, 07:02 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

المقدمة الجزرية
ملخص [باب المد والقصر] من الشرحين المقررين للاختبار
معنى المد
لغة: المط والزيادة.
اصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف العلة بقدر مخصوص.
موجباته
الألف الساكن المفتوح ما قبله
الياء الساكن المكسور ما قبله
الواو الساكن المضموم ما قبله
أسباب المد
ثلاثة: الهمز، والسكون العارض(ومنه اللين)، والسكون الأصلي
أقسام المد
· أصلي (وهو الضروري وهو الطبيعي): لا يتوقف على سبب، ولا تقوم ذات الحرف إلا به.
· فرعي (وأنواعه: اللازم، والواجب، والجائز): سببه الهمز أو السكون.
أقسام المد الضروري (الأصلي) [أحد عشر نوعا]
1: مد طبيعي ضروري وقفا ووصلا؛ مثاله: العالمين.
2: طبيعي في الوصل فقط؛ مثاله: نستعين؛ لأنه وقف: مد عارض للسكون.
3: مد طبيعي وقفا؛ عند الوقف على المنفصل؛ مثاله: "وإنه في أم الكتاب"؛ لأنه عند الوصل: منفصل جائز.
4: مد طبيعي عوض من التنوين؛ مثاله: خبيرًا.
5: مد طبيعي لعارض الحذف؛ مثاله: "حاضري المسجد" حاضري: عند الوقف.
6: مد طبيعي مخلق من همزة الوصل؛ عند الوقف على ما قبله؛ مثاله: "جاءتهم رسلهم بالبينات" عند الوقف على الباء. [ولا يأتي في المضموم البتة].
7: مد طبيعي لغياب أل؛ مثاله: "مسّني الضرّ" عند الوقف: مسّني.
8: مد طبيعي لإشباع حركة الحرف؛ كالوقف على باء بسم: بــــــ . [هذا من وقوف الابتلاء أي الاختبار، شريطة ألا يأتي بعده همز]
9: مد طبيعي عارض للسكون؛ مثاله: "يبيّن لنا ما هي إن البقر"
10: مد طبيعي للتخصيص؛ مثاله: "أطعنا الرسولا"
11: مد طبيعي لصلة الضمير؛ في موضع واحد: "لكنا هو الله ربي" عند الوقف: لكنا.

أقسام المد اللازم
لازم: للزوم حكمه، وللزومه ست حركات عند جميع القرّاء.
· كلمي (مثقل ومخفف)
· حرفي (مثقل ومخفف)
أقسام المد الواجب المتصل
متصل: لاجتماع سببه وموجبه في كلمة، وواجب: لأنه لا يقبل ما دون فويق القصر.
· متصل لا يتغير: جاءوا
· متصل وراءه بدل عوض عن التنوين: سماءً
· متصل واجب عارض للسكون: الدعاء >> ابن الجزري: أنه يمد ست حركات عند الوقف، لأنه زاد سببه فصار سببين؛ الهمز والسكون العارض.
فالمنصوب يوقف عليه بست بالسكون، والمجرور بست بالسكون والروم، والمرفوع بست بالسكون والروم والإشمام.
ابن مهران: أنه يعامل معاملة السكون العارض، فيوقف عليه:
المنصوب: فيه 3، 4 ، 5، 6 بالسكون
المجرور: 3، 4، 5، 6 بالسكون، 4، 6 بالروم
المرفوع: 3، 4، 5، 6 بالسكون، 4، 6 بالروم، 4، 6 بالإشمام
- يتفرع على المد المتصل: اللين المتصل الواجب العارض للسكون؛ شيء، سوء.
فيه: القصر، التوسط، المد.
ولا يأتي إلا:
مجرورا: فيه: 2، 4، 6 بالسكون، 2 بالروم.
مرفوعا: فيه: 2، 4، 6 بالسكون، 2 بالروم، 2، 4، 6 بالإشمام.
فإذا جاء منصوبا: شيئا؛ حرف لين متصل وبدل عوض عن التنوين.

أقسام المد الجائز
· المنفصل
· البدل
· العارض للسكون


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 04:41 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي


مقدمة التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص القسم الثاني (من درس:جمع عبارات السلف في التفسير نافعة جدا في فهم معاني القرآن، إلى درس: الإسرائيليات)

-جمع عبارات السلف الواردة في التفسير بألفاظ متقاربة نافع جدا في فهم معاني القرآن؛ لأنه بذلك يتبيّن المقصود أكثر مما لو كانت هناك عبارة أو عبارتان.
مثال: من قال: "أن تبسل": أي تحبس، وقال الآخر: تُرتهن، فهذا من باب تقريب المعنى.
-وقد يختلف السلف في بعض مسائل التفسير؛ ويكون الاختلاف:
· لخفاء الدليل والذهول عنه.
· وقد يكون لعدم سماعه.
· وقد يكون للغلط في فهم النص.
· وقد يكون لاعتقاد معارض راجح.
-والاختلاف في التفسير نوعان:
1: اختلاف تنوع؛ وهو قسمان:
· قسم يرجع لمعنى واحد؛ كذكر أمثلة للفظ العام، أو التعبير عن المعنى بألفاظ متقاربة.
· وقسم يرجع إلى أكثر من معنى وهو على نوعين:
أ‌-إما أن يرجع إلى ذات واحدة؛ كالذي يقال عنه: إنه اتحاد المسمى واختلاف الوصف.
ب‌-وإما أن يرجع إلى أكثر من ذات وهو المتواطئ أو المشترك.
2: اختلاف التضاد: يرجع إلى معنيين متضادّين.
-تقسيمات التفسير:
1: إما أن يكون منقولا.
· عن معصوم: وهو النبي صلى الله عليه وسلم، ويلحق بذلك الإجماع.
· وإما عن غير معصوم.
وكلا منهما ينقسم إلى:
أ‌-ما يمكن معرفة الصحيح منه والضعيف.[وهذا موجود فيما يحتاج إليه من الدين؛ وقد نصب الله تعالى الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره]
ب‌-وما لا يمكن معرفة ذلك فيه. [وهذا عامته مما لا فائدة فيه]
**والاختلاف الواقع في المنقول قد يكون راجعا إلى مصدر النقل في الأصل؛ كالنقل عن أهل الكتاب من أخبار الأمم السابقة، وغالب الاختلاف الوارد في مثل هذا لا فائدة فيه؛ مثل: لون كلب أصحاب الكهف، أو أسمائهم وعددهم.
2: ومنه ما يكون من طريق الاستدلال.

-الإسرائيليات ثلاثة أقسام:
· قسم يصدّق لأنه ورد في شرعنا؛ مثاله: قصة موسى عليه السلام مع الخضر.
· قسم يردّ؛ لأنه يخالف ما جاء في شرعنا؛ مثاله: نسبة بعض الأشياء التي لا تليق بالأنبياء عليهم السلام.
· قسم متردد بين هذين القسمين؛ مثاله: ما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}
وبعض المعاصرين يردّ هذا القسم من الإسرائيليات ويجزم ببطلانه بحجّة غرابته، أو عدم قبول العقل له.

-وبعضهم يردّ بعض الإسرائيليات بحجة أنها منافية لعصمة الأنبياء؛ ومثاله: ما أخبر به الصحابة والتابعون عن قضية همّ يوسف عليه السلام بإمرأة العزيز الوارد في الآية، فمنهم من يطعن في هذا التفسير لكونه مخالفا للعصمة في رأيه، ويتأول الآية فيقول: إنه لم يهم أصلا، ونحوها من التأويلات الباطلة.
-فينتبه من ينقد الإسرائيليات ويردّها مطلقا إلى أن رواية الإسرائيليات كانت من منهج السلف وهم القرون المفضلة أهل العلم والعمل.
-والأصل في التفسير بالإسرائيليات: أنه من باب التفسير بالرأي.
· فكون الإسرائيلية منقولة؛ فهذا من باب المأثور.
· وكونها تفسّر الآية؛ فهذا من باب الرأي.


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 3 رجب 1434هـ/12-05-2013م, 08:30 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي


العقيدة الواسطية
بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص خطبة الواسطية من الشرحين المقررين.
سبب تأليف رسالة العقيدة الواسطية: المصنف رحمه الله تعالى كتب هذه العقيدة إلى أهل واسط؛ يبيّن لهم فيها اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة.
أهمية الرسالة: اعتنى بها العلماء؛ لأنها شملت على الخلاصة الوافية من أصول عقائد أهل السنة والجماعة؛ فذكر فيها:
-كل أصول الاعتقاد.
-وشرح أركان الإيمان الستة.
-وما يجب لله تعالى من صفات الكمال.
-ومخالفة المبتدعين الضالين في باب الأسماء والصفات.
-وما يتصل من الإيمان بالأمور الغيبيّة.
-وبيّن أن من أصول أهل السنة والجماعة الأحكام المتعلقة بالإمامة العظمى، وما يجب للولاة من حق السمع والطاعة مخالفة للخوارج وأشباههم.
-وذكر اعتقاد السلف الصالح في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك من الواجبات الشرعية الاعتقادية.
-وذكر أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
-وذكر أحكام وأصول الأخلاق عند أهل السنة والجماعة.
اعتقاد أهل السنة والجماعة يشمل ثلاثة أصول:
-العقيدة العامة في الله عزوجل وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه.
-مسائل الإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما يتصل به الكلام في الصحابة رضوان الله عليهم.
-أحكام وأصول الأخلاق عند أهل السنة والجماعة.
تتميز هذه العقيدة المباركة وكذلك سائر كتب شيخ الإسلام:
-أن شيخ الإسلام قد فهم ما قاله الأئمة من قبل فصاغه بصياغة تجمع أقوالهم بأدلتها، وببيان معانيها، فهو خير من فهم كلام الأئمة من قبل.
-أنه رحمه الله قد بلغ في فهم نصوص الكتاب والسنة المبلغ والدرجة التي شهد له بها أهل عصره، ومن تلاهم.
-ومن المعلوم أن أدلة الاعتقاد هي نصوص الكتاب والسنة؛ ثم هو مع هذا اطلع على كلام الصحابة والتابعين ومن تبعهم في تفسير معاني نصوص الكتاب والسنة.
-شيخ الإسلام يستحضر حين الكتابة أقوال أهل البدع واحتجاجات المخالفين، ومعلوم أن حال المؤلف الذي يؤلف وهو على هذه الدرجة العظيمة من الاستحضار؛ أن كلامه يكون منبأ عما يكون فصلا في هذه المسائل.
-شيخ الإسلام يوضّح الكثير من المجملات التي ربما تكون في كلام السلف؛ ولذا من فهم كلام شيخ الإسلام وبرع فيه؛ ثم رجع إلى كتب السلف فإنه يفهمها فهما مصيبا.

قال شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحراني (ت:728): (الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا.)
(الحمد): لغة: الثناء بالصفات الجميلة والأفعال الحسنة.
وعرفا: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما.
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: الحمد هو ذكر صفات المحمود مع حبّه وتعظيمه وإجلاله، فإن تجرد عن ذلك فهو مدح.
وأنواع المحامد لله تعالى كثيرة وتجتمع في خمسة:
-حمده تعالى على تفرّده بالربوبية.
-حمده تعالى على كونه ذا الألوهية على خلقه أجمعين، وأنه المستحق للعبادة وحده دونما سواه.
-حمده تعالى على ماله من الأسماء الحسنى والصفات العلا.
-حمده تعالى على شرعه ودينه.
-حمده تعالى على قضائه وقدره وما أجرى في كونه.
(الله): لفظ الجلالة علم على ذاته سبحانه، وهو أعرف المعارف على الإطلاق.
معناه: مشتق من أله يأله إذا عبد، فهو إله بمعنى مألوه أي معبود، فالإله هو المألوه الذي تألهه القلوب.
(الهدى): هو العلم النافع مما جاء في الكتاب والسنة، والعلم النافع هو الذي يورث الهدى، وهو هدى في نفسه.
(ودين الحق): فسرها السلف بأنه العمل الصالح.
(وكفى بالله شهيدا): فالله عزوجل هو الذي شهد بأن ما بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم هو الهدى ودين الحق، وشهادة الله تعالى فوق كلّ شهادة.
فيُعلم من ذلك: أن من لم يرض بكون هذه النصوص ومادلت عليه، الهدى والشفى الكامل، فإنه يتضمن ذلك أنه لم يكتف بشهادة الله عزوجل.
(وأشهد): الشهادة معناها الاعتراف والإقرار الذي يتبعه إعلام وإخبار.
فأشهد يعني: أعتقد وأعترف وأقرّ لله بأنه المستحق للعبادة وحده دونما سواه، وأخبر وأُعلم بذلك.
قال تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط}
(لا إله إلا الله): كلمة التوحيد هي أول وأعظم واجب على الإطلاق.
ولها ركنان: النفي والإثبات؛ وهو نفي استحقاق العبادة عن كل أحد، وإثباتها في الله جل وعلا.
وشروطها سبعة: العلم، اليقين، الاخلاص، الصدق، المحبة، الانقياد، القبول.
تحقيقها: أن لا يُعبد إلا الله، وتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله: أن لا يُعبد الله إلا بما شرع.
حقّ هذه الكلمة: هو فعل الواجبات، وترك المحرّمات.
فائدتها وثمرتها: سعادة الدّارين لمن قالها عارفا بمعناها، عاملا بمقتضاها.
جاء في فضلها: حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل.)).
وأما نواقض لا إله إلا الله فكثيرة: وأعظمها الشرك بالله تعالى.
(وحده لا شريك له): من التأكيد بعد التأكيد لبيان مقام التوحيد.
وأنواع ادعاء الشريك مجملها في خمسة:
-أن ادعي له الشريك جل وعلا في ربوبيته.
-وادعي أن معه شريك في استحقاق العبادة.
-وادعي أن معه شريك في أسمائه وصفاته على وجه الكمال.
-وادعي أن معه شريك في الأمر والنهي في التشريع.
-وادعي أن معه شريك في الحكمة التي قضاها في كونه.
(وتوحيدا): التوحيد مصدر وحد يوحد؛ إذا جعله واحدا.
وسمي دين الله الإسلام توحيدا؛ لأن مبناه على أن الله تعالى واحد في ملكه وأفعاله، وواحد في ذاته وصفاته لا نظير له، وواحد في ألوهيته وعبادته.
والتوحيد أربعة أنواع:
توحيد الله ثلاثة أنواع:
1-توحيد الربوبية: وهو توحيد الله تعالى بأفعاله.
2-توحيد الألوهية: وهو توحيد الله بأفعال العباد.
3-توحيد الأسماء والصفات: وهو اعتقاد أن الله تعالى هو المتوحد في استحقاقه لما بلغ في الحسن نهايته من الأسماء، ولما بلغ غاية الكمال من النعوت والصفات، وأنه تعالى لا يماثله أحد في أسمائه وصفاته.
4-توحيد دلت عليه شهادة أن محمدا رسول الله: وهو أن لا يعبد الله إلا بما شرع.
وبعض أهل العلم يقسم التوحيد إلى قسمين:
1)توحيد قولي اعتقادي: يشمل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والفات.
2)توحيد فعلي إرادي: وهو ما يتعلق بفعل المكلف؛ وهو توحيد الألوهية.
والتوحيد القولي ينقسم إلى قسمين: النفي والإثبات.
والسلب ينقسم إلى قسمين: سلب متصل، وسلب منفصل.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10 شعبان 1434هـ/18-06-2013م, 04:33 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي


مختصر عبد الغني
بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص دروس المقرر الثاني [ درس:فصل في سيرة العشرة ودرس: أبوبكر الصديق رضي الله عنه]
قال صلى الله عليه وسلم: ((أبوبكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبوعبيدة بن الجراح في الجنة)) رواه أبوداود والترمذي وأحمد وغيرهم وهو حديث صحيح.
وهؤلاء الصحابة هم العشرة المبشرون بالجنة.
ومن الصحابة من جاءت لهم البشارة بالجنة غير هؤلاء أيضا، ولكن لما جاء ذكر هؤلاء العشرة في حديث واحد وجاءت لهم فيه البشارة بالجنة جميعا أُفردوا بالذكر؛ فيقال العشرة المبشرون بالجنة.
- والصحابة فضلهم الله تعالى وترضى عنهم في قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}
- والصحابة كثير قد يبلغون ألف ألف؛ قيل: الذين حضروا حجة الوداع ثمانون ألف، وقيل: أربعون ومئة ألف.
والذين توافدوا في عام الوفود لا يحصي عددهم إلا الله تعالى.
- والصحابي: هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ومات على الإيمان، ولو قدر أنه ارتد ثم رجع.
وبعضهم أفضل من بعض.
- وممن شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة:
العشرة المبشرون بالجنة.
الذين بايعوا تحت الشجرة وهم ألف وأربعمائة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أرجو أن لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة))
ثابت بن قيس؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إنه من أهل الجنة))
وقال في الحسن والحسين: ((سيدا شباب أهل الجنة))
وقال في فاطمة: ((سيدة نساء أهل الجنة))
وقال في عكاشة بن محصن: ((أنت منهم)) في الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.
فلما كان للصحابة هذه المزية اهتم العلماء بذكر فضائلهم، وكان من أسباب اهتمامهم أن هناك من ابتلي بلعنهم وسبّهم وهم الرافضة.
قال الإمام أحمد: ما أرى الناس ابتلوا بسب الصحابة إلا لأجل أن يجري الله لهم حسنات بعد موتهم.

أبوبكر الصديق رضي الله عنه
اسمه: عبدالله بن أبي قحافة
يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب.
أمه أم الخير سلمى بنت صخر
وفاته وخلافته:
مات في عام: 13 هـ وله من العمر: 63 سنة.
وولي الخلافة: سنتين ونصف.
فضله:
· أول الأمة إسلاما، وخيرها بعد نبيها صلى الله عليه وسلم.
أولاده:
له من الولد 6 من البنين والبنات
عبدالله وأسلم قديما
وأسماء ذات النطاقين
وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
وعبدالرحمن ومحمد وأم كلثوم
سمي بالصديق:
أنه لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليلا، وأخبر الناس؛ عند ذلك كذبوه.
ثم إن بعضهم جاء إلى أبي بكر وقال: إن صاحبك يزعم أنه أسري به ليلا إلى المسجد الأقصى.
فقال: قد صدق.
فقال: إني أصدقه في أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء الذي يأتيه.
فنزل قوله تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به} فالذي جاء بالصدق: النبي صلى الله عليه وسلم، والذي صدق به: أبوبكر؛ فسمي بالصديق.
سبب إسلامه:
أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فرأى غمامة تظله، ورأى أيضا علامات البشرى والنبوة فعلم أنه سيكون له شأن.
مما دل على أحقيته بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ومما جاء من الإشارات على ذلك:
· قوله صلى الله عليه وسلم: ((مروا أبا بكر فليصل بالناس))
· قوله صلى الله عليه وسلم: ((اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)) فيه إشارة إلى أنهما من بعده.
· جاءت امرأة تسأله حاجة فقال: ((ارجعي بعد))
فقالت: أرأيت إن رجعت ولم أجدك.
فقال: ((ائت أبابكر)) ففيه إشارة أنه الخليفة بعده
· أمر أن تسد الأبواب إلا باب أبي بكر.


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13 شوال 1434هـ/19-08-2013م, 11:45 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي


نخبة الفكر
بسم الله الرحمن الرحيم

القسم الأول/ من الشرحين المقررين للدراسة

ملخص درس: أنواع الخبر

نطلب علم الحديث:
· لأنه أشرف العلوم
· ولأن أهله هم الذين أصبحوا مصابيح الدجى؛ كالإمام مالك، والشافعي، وأحمد رحمهم الله.
فضل أهل الحديث:
هم الذين جهزوا الجهاز وأعدّوا العدّة لكل من أراد أن يخدم علوم الإسلام على شتّى صنوفها؛ فالمفسر والفقيه والأصولي والمؤرخ جميعهم لا يستغنون عن الحديث وعن علم مصطلح الحديث.
بداية التأليف في علم مصطلح الحديث:
· الإمام مسلم في مقدمة صحيحه.
· الإمام الترمذي سواء في كتابه العلل أو في تعقيباته على بعض الأحاديث.
· القاضي أبومحمد الرامهرمزي؛ وهو أول من أفرد علم المصطلح بالتصنيف.
· أبوعبدالله الحاكم.
· أبونعيم الأصبهاني.
· الخطيب البغدادي؛ وهو الذي خدم علم المصطلح خدمة لا مثيل لها.
· ابن الصلاح وقد ألف كتابا مشهورا عرف (بمقدمة ابن الصلاح) وهو الذي أصبح عمدة لمن جاء بعده.
· النووي اختصر مقدمة ابن الصلاح في كتابه (التقريب)
· ثم جاء بعده السيوطي فشرح التقريب.
· والعراقي نظم منظومة (في مقدمة ابن الصلاح)
· ثم جاء بعده ابن حجر فاستدرك على ابن الصلاح وعلى شيخه العراقي فألف كتابه (النكت)
تعريفات:
الحديث: هو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية أو سيرة.
الخبر: وله ثلاث تعريفات:
- من قال: أن الخبر مرادف للحديث.
- ومن قال: الخبر أعمّ من الحديث؛ فالحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والخبر ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم وعن غيره، فكل حديث خبر ولا عكس.
- ومن قال: الحديث ما يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والخبر: ما يروى عن غيره صلى الله عليه وسلم.
الأثر: - من قال: إنه مرادف للحديث.
- ومن قال: هو ما يُروى عن الصحابي والتابعي فقط.
الأسانيد: - الإسناد كما عرفه الحافظ ابن حجر: هو حكاية طريق المتن.
- وقيل: هو سلسلة رجال الإسناد الموصلة إلى المتن.
المتن: هو ما ينتهي إليه السند من الكلام.


ملخص درس: الخبر المتواتر

تعريفه: هو ما رواه جمع كثير في كل طبقة من طبقات السند، بحيث تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، وأسندوه إلى شيء محسوس، وأفاد العلم اليقيني.
فالمتواتر هو ما جمع هذه الشروط الأربعة:
· أن يرويه عدد كثير أحالت العادة تواطؤهم وتوافقهم على الكذب.
· رووا ذلك عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء.
· وكان مستند انتهائهم الحسي.
· وأن يصحب خبرهم إفادة العلم لسامعه.
أقسام المتواتر:
1- متواتر لفظي
2- متواتر معنوي
الفرق بين العلم الضروري والعلم النظري:
- الضروري يفيد العلم بلا استدلال، ويحصل لكل سامع.
- أما النظري فيفيده ولكن مع الاستدلال على الإفادة، ولا يحصل إلا لمن فيه أهلية النظر.
علم الإسناد: يبحث فيه عن صحة الحديث أو ضعفه ليعمل به أو يترك، من حيث صفات الرجال وصيغ الأداء.
والمتواتر لا يبحث عن رجاله، بل يجب العمل به من غير بحث.
أي لا يبحث في ضبطهم، أما العدالة فلابد من البحث فيها؛ لأنه إذا جاء الحديث من طرق متعددة، فكل واحدة من هذه الطرق تؤيّد الأخرى وتعاضدها.

ملخص درس: الخبر المشهور والخبر العزيز

فأنواع الخبر:
· المتواتر
· الآحاد ؛وينقسم إلى: المشهور، والعزيز، والغريب.
والمشهور
تعريفه: ما رواه ثلاثة فأكثر، ولم يصل إلى حد التواتر. –ويقصد به المشهور الاصطلاحي-
ومن العلماء من قال: المشهور هو المستفيض.
ومنهم من قال: المستفيض ما استوى طرفاه، والمشهور أعم من ذلك.
وويوجد المشهور غير الاصطلاحي: وهو ما اشتهر على ألسنة الناس.
-والمشهور: قد يكون صحيح، وقد يكون حسن، أو ضعيف، أو ضعيف جدا، أو موضوع.
وغير الاصطلاحي قد يكون كذلك لا أصل له.
العزيز
تعريفه: ما رواه راويان ولو في طبقة من طبقات السند.
-ولا يشترط في الحديث الصحيح أن يكون عزيزا.



ملخص درس: الخبر الغريب

تعريفه: هو الحديث الذي يتفرد بروايته راو واحد أيّا كان ذلك التفرد.
أقسامه
1: الفرد المطلق: وهو ما كانت الغرابة فيه في أصل السند؛ وهو طرفه الذي فيه الصحابي؛ كحديث: "إنما الأعمال بالنيات"
2: الفرد النسبي: ما كان التفرد في أثناء السند؛ فالتفرد فيه يحصل بالنسبة لشخص معين أو جهة معينة؛ ولذا قد يكون متواترا، وقد يكون مشهورا، أو عزيزا، فالغرابة جاءت في احدى طرقه فقط.



ملخص درس: المقبول والمردود

خبر الآحاد؛ فيه المقبول والمردود.
-والمقبول: هو ما يجب العمل به عند الجمهور.
-والمردود: هو الذي لم يترجح صدق المخبر به.
أما المتواتر فكله مقبول؛ للقطع بصدق مخبره.
-ويقع في أخبار الآحاد (المشهور والعزيز والغريب) ما يفيد العلم النظري بالقرائن؛ والخبر المحتف بالقرائن أنواع:
· منها ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما مما لم يبلغ حد المتواتر؛ فإنه احتفت به قرائن منها:
جلالتهما في هذا الشأن، وتقدمهما في تمييز الصحيح على غيرهما، وتلقي العلماء كتابيهما بالقبول.
· أن يكون الحديث مرويا من طرق كثيرة لكن لم يبلغ حد التواتر؛ وهو المشهور.
· المسلسل بالأئمة الحفاظ المتقنين؛ حيث لا يكون غريبا.

-وخبر الآحاد؛ يقال لكل منها خبر الواحد.
وخبر الواحد لغة: ما يرويه شخص واحد.
واصطلاحا: ما لم تجتمع فيه شروط المتواتر.
وأخبار الآحاد (المشهور- العزيز- الغريب) لا يلزم أن تكون صحيحة أو ضعيفة؛ وإنما يتوقف الأمر على النظر في حال سندها.

بسم الله الرحمن الرحيم

بعض القواعد المتعلقة بالجرح والتعديل في علم الحديث مستخلصة من شروح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر رحمه الله.


حكم رواية المبتدع (1)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النخبة: (ثُمَّ البِدْعَةُ
إِمَّا بِمُكَفِّرٍ، أَوْ بِمُفَسِّقٍ:
فالأَوَّلُ: لاَ يَقْبَلُ صَاحِبَهَا الجَمْهُورُ.
والثَّانِي: يُقْبَلُ مَنْ لَمْ يَكُنْ دَاعِيَةً إلى بِدْعَتِهِ في الأَصَحِّ؛ إِلاَّ إِنْ رَوَى مَا يُقَوِّي بِدْعَتَهُ، فَيُرَدُّ عَلَى المُخْتَارِ، وَبِهِ صَرَّحَ الجُوْزَجَانِيُّ شَيْخُ النَّسَائِيِّ.)
- وقال رحمه الله في نزهة النظر: (فَالمُعْتَمَدُ أنَّ الذي تُرَدُّ روايتُهُ مَنْ أنكَرَ أمْرًا مُتَوَاتِرًا من الشَّرْعِ معلومًا من الدِّينِ بالضَّرُورَةِ، وكذا مَن اعْتَقَدَ عَكْسَهُ، فأمَّا مَن لم يكنْ بهَذِهِ الصِّفَةِ وَانْضَمَّ إلى ذَلِكَ ضَبْطُهُ لَمَّا يَرْوِيهِ مَعَ وَرَعِهِ وتَقْوَاهُ فلا مانعَ مِن قَبُولِهِ.
(وَالثَّانِي) وهو مَن لا تَقْتَضِي بدعتُهُ التَّكْفِيرَ أصلاً.
وقد اخْتُلِفَ أيضًا في قَبُولِهِ وَرَدِّهِ:
1) فقيل:يُرَدُّ مُطْلَقًا، وهو بعيدٌ ، وأكثَرُ ما عُلِّلَ بهِ أنَّ في الرِّوايةِ عنهُ تَرْوِيجًا لأَمْرِه وتنويهًا بذِكرِهِ وعلى هَذَا فيَنْبَغِي أنْ لا يُروَى عَن مُبتدِعٍ شيءٌ يشارِكُهُ فيه غَيْرُ مُبتدِعٍ.
2) وقيل:يُقْبَلُ مُطْلَقًا إلاَّ إن اعْتَقَدَ حِلَّ الكَذِبِ كما تقدَّمَ.
3) وقيل:(يُقْبَلُ مَنْ لَمْ يَكُنْ دَاعِيَةً إلى بِدْعَتِهِ) لأنَّ تزْيِينَ بدْعَتِهِ قد يَحْمِلُه على تَحريفِ الرِّوَاياتِ وتسويَتِهَا على ما يَقْتَضِيهِ مَذْهَبُهُ، وهَذَا (في الأَصَحِّ) وأغربَ ابْنُ حِبَّانَ فادَّعَى الاتِّفَاقَ عَلَى قَبُولِ غيرِ الدَّاعِيَةِ من غيرِ تَفْصيلٍ.
نعم، الأكثرُ عَلَى قَبُولِ غيرِ الدَّاعِيةِ (إِلاَّ إِنْ رَوَى مَا يُقَوِّي بِدْعَتَهُ فَيُرَدُّ عَلَى) المَذْهبِ (المُخْتَارِ، وَبِهِ صَرَّحَ) الحافظُ أَبُو إِسْحَاقَ إبراهيمُ بْنُ يعقوبَ الجُوزْجَانِيُّ شَيْخُ أَبِي دَاودَ وَ النَّسَائِيِّ في كتابِه (مَعْرِفَةُ الرِّجَالِ) فقال في وَصفِ الرُّوَاةِ: ومنهمْ زائغٌ عَن الحَقِّ - أي: عَن السُّنَّةِ- صادقُ اللَّهْجَةِ، فليس فيه حِيلةٌ إلاَّ أنْ يُؤخذَ من حَدِيثِه ما لا يكونُ مُنْكِرًا إذا لم يُقَوِّ بهِ بدعتَهُ. ا.هـ.
وما قالَهُ مُتَّجِهٌ؛ لأنَّ العِلَّةَ التي لها رُدَّ حَدِيثُ الدَّاعيةِ وارِدَةٌ فيما إذا كانَ ظاهِرُ المَرْوِيِّ يُوافقُ مذهبَ المبتدِعِ، ولوْ لم يكنْ دَاعِيةً، واللهُ أَعْلَمُ.)


- وقال الشيخ سعد الحميد حفظه الله: ( روايَةُ الْمُبْتَدِعِ: وهوَ: مَنْ وُصِفَ بأنَّهُ رَافِضِيٌّ، أوْ قَدَرِيٌّ، أوْ مُرْجِئٌ، أوْ جَهْمِيٌّ، أوْ خَارِجِيٌّ.
قَسَّمَ العُلماءُ البِدَعَ إلى قِسمَيْنِ:
1-بِدَعٍ بِدَعٌ مُكَفِّرَةٌ.
مثلُ: بِدعةِ التَّجَهُّمِ، والرافِضِيِّ الْغَالِي في رَفْضِهِ، وهوَ الذي يَقولُ بأنَّ في القرآنِ نَقْصاً، وأنَّ هناكَ قُرآناً غيرَ هذا القرآنِ، ويُصَرِّحُ بتَكفيرِ مُعْظَمِ الصحابةِ، فهذا الصِّنْفُ مِن الرُّواةِ رِوَايَتُهُمْ مَرفوضةٌ مَردودةٌ.
2-بِدَعٍ بِدَعٌ غيرِ غيرُ مُكَفِّرَةٍ.
مِثْلُ: الإرْجَاءِ والقَدَرِ والتَّشَيُّعِ الخفيفِ.) ملخصا
وقال حفظه الله: (القـاعـدةُ: نُفَرِّقُ بينَ الداعيَةِ وغيرِ الداعيَةِ، فإذا وَجَدْنا مَوصوفاً ببدعةٍ غيرِ مُكَفِّرَةٍ؛ كالقولِ بالقَدَرِ والإرجاءِ والتَّشَيُّعِ الخفيفِ، فنَنظُرُ إلى ذلكَ الراوي، هلْ هوَ داعٍ إلى بِدْعَتِهِ أوْ لا؟ فإنْ كانَ داعياً إلى بِدعتِهِ رَدَدْنَا رِوايتَهُ؛ لأنَّنا لوْ قَبِلْنَا رِوايتَهُ لكانَ ذلكَ تَأييداً لبِدعتِهِ، فما دامَ أنَّهُ رَأْسٌ في البِدعةِ فإنَّهُ تُتْرَكُ رِوايتُهُ كالتعزيرِ والنِّكَايَةِ بهِ.
أمَّا إذا لمْ يَكُنْ دَاعياً إلى بِدعتِهِ، فهذا عندَهم فيهِ قَيْدٌ، قالُوا: إنْ كانَ في حديثِهِ ما يُؤَيِّدُ بِدعتَهُ رَدَدْناهُ، ونَقبلُ أحاديثَهُ التي لا تُؤَيِّدُ بِدعتَهُ.
وهذا مَذْهَبٌ لبعضِ العُلماءِ إجمالاً)

أسباب النهي عن الأخذ عن المبتدع
- قال الشيخ عبدالعزيز السعيد حفظه الله: ( ... وينهون عن الإتيان للمبتدع لأسبابٍ كثيرةٍ؛ منها مخافة التأثير على من يروي عنه فيقع في بدعته.
ومنها:أنهم لا يريدون تكثير سواد أهل البدع.
ومنها: أنهم ينهون عن ذلك؛ لئلا يظن من لا يعرف أن هذا على هدى وهو على ضلالة بدعة.
كذلك: ينهون عنه؛ لأن الأحاديث لها طرق أخرى غير هذا الراوي.
كذلك: ينهون عنه من باب الهجر؛ لأنه إذا ترك وهجر ربما يعود إلى السنة.)


- قال الحافظ رحمه الله في نزهة النظر: (وينبَغِي أنْ لا يُقْبَلَ الجرْحُ والتَّعديلُ؛ إلاَّ مِن عدْلٍ مُتَيَقِّظٍ، فلا يُقبلُ جَرْحُ مَن أَفْرَطَ فيه مُجَرِّحٌ بما لا يَقْتَضِي رَدَّ حَدِيثِ المُحَدِّثِ، كما لا يُقْبَلُ تَزْكِيَةُ مَنْ أخذَ بمُجَرَّدِ الظَّاهرِ؛ فأطْلَقَ التَّزْكِيَةَ.)
وقال رحمه الله: (ولْيَحْذَرِ المُتَكَلِّمُ في هَذَا الفنِّ مِن التَّساهُلِ في الْجَرْحِ والتَّعْدِيلِ؛ فإنَّهُ إنْ عدَّلَ أحدًا بغيرِ تَثَبُّتٍ كان كالمُثْبِتِ حُكمًا ليس بثابتٍ؛ فيُخْشَى عليه أنْ يَدْخُلَ في زُمْرَةِ مَن روَى حَدِيثًا، وهو يَظُنُّ أنَّه كَذِبٌ وإنْ جرَّحَ بغيرِ تَحَرُّزٍ أَقْدَمَ على الطَّعْنِ في مُسلِمٍ بَرِيءٍ مِن ذَلِكَ وَوَسَمَهُ بِمِيسَمِ سَوْءٍ يَبْقَى عليه عَارُهُ أبدًا.
والآفةُ تَدْخُلُ في هَذَا تارةً من الهوَى والغرضِ الفاسدِ، وكَلاَمُ المُتَقَدِّمِينَ سَالِمٌ مِن هَذَا غالبًا.
وتارةً: مِن الْمُخَالَفَةِ في العقائِدِ، وهو موجُودٌ كثيرًا قديمًا وحَدِيثًا، ولا يَنْبَغِي إطلاقُ الْجَرْحِ بذَلِكَ )
قال الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله: (قال الحافظ -رحمه الله تعالى-: "وليحذر المتكلم في هذا الفن من التساهل في الجرح والتعديل" وليحذر المتكلم في هذا الفن من التساهل في الجرح والتعديل، "فإنه إن عدل أحداً بغير تثبت كان كالمثبت حكماً ليس بثابت فيخشى عليه أن يدخل في زمرة ((من روى حديثاً وهو يظن أنه كذب)) وإن جرح بغير تحرز أقدم على الطعن في مسلم بريء من ذلك ووسمه بميسم سوء يبقى عليه عاره أبداً" نعم في مثل هذا لا يرد الاحتياط، لا تقول: أحتاط للسنة وأضعف هذا الراوي فلا أثبت إلا ما أتأكد منه، لا، لأنك إن احتطت من جهة التضعيف فوّت على الأمة العمل بأحاديث تأتي من هذا الرواي، وإن احتطت لتوثيقه وقلت: كون الأمة تعمل بهذه الأحاديث خير من أن تفرط بها جعلت الناس يعملون بأدلة لا يثبت بها شرع، فالاحتياط في مثل هذا لا يرد، والآفة تدخل في هذا تارة من الهوى والغرض الفاسد -وكلام المتقدمين سالم من هذا غالباً– وتارة من المخالفة في العقائد وهو موجود كثيراً قديماً وحديثاً، ولا ينبغي إطلاق الجرح بذلك، فقد قدمنا تحقيق الحال في العمل برواية المبتدعة، وليتقِ الله -سبحانه وتعالى- من يتصدى لنقد الرجال في أعراض المسلمين فإنها كما قال ابن دقيق العيد -رحمه الله تعالى يعني أعراض المسلمين- حفرة من حفر النار وقف على شفيرها العلماء والحكام، وقف على شفيرها العلماء والحكام. )

- قال الشيخ سعد الحميد حفظه الله: (ما الحُكْمُ إذا تَعَارَضَ الجَرْحُ والتعديلُ في رَاوٍ مِن الرُّواةِ؟
قالَ الحافِظُ: (والْجَرْحُ مُقَدَّمٌ على التعديلِ إنْ صَدَرَ مُبَيَّناً مِنْ عَارِفٍ بأَسْبَابِهِ).
فإنْ صَدَرَ هذا الحُكْمُ مِنْ إمامٍ عارفٍ فتَطْمَئِنُّ إلى حُكْمِهِ، فإذا نَظَرْتَ إلى مَنْ عارَضَهُ ووَجَدْتَ أنَّهُ إِمامٌ آخَرُ عارِفٌ مثْلُهُ، فهنا تَنْظُرُ في النُّقطَةِ الثانيَةِ.
تَعْتَبِرُ هذا الراوِيَ ثِقَةً حتَّى يَتَبَيَّنَ ضَعْفُهُ، فتَنْظُرُ في قَوْلِ مَنْ جَرَّحَ، هلْ جاءَ بجَرْحٍ مُفَسَّرٍ أوْ لا؟
فإنْ جاءَ بجَرْحٍ مُفَسَّرٍ، فالجَرْحُ المُفَسَّرُ مقَدَّمٌ على التعديلِ في هذهِ الحالةِ، فلوْ قالَ أحَدُ الأَئِمَّةِ العارفينَ: فُلانٌ (ثِقَةٌ).
وقالَ الآخَرُ: (لا بلْ هوَ غيرُ ثِقَةٍ)؛ لأنَّني رَأَيْتُهُ يَشْرَبُ الخمْرَ؛ أوْ لأنَّ فلاناً حَدَّثَنِي أنَّهُ رآهُ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، فنَحْمِلُ قولَ مَنْ وَثَّقَهُ بحَسَبِ ما ظَهَرَ لهُ.
أمَّا الجَارِحُ: فجَاءَ بِمَزِيدِ عِلْمٍ، فنَعْذِرُ الأوَّلَ ونَأْخُذُ بقولِ الْمُجَرِّحِ.) ملخصا من درس مراتب الجرح


وقال حفظه الله: (وإذا وَجَدْنَا عِبارةً عنْ أبي حاتمٍ الرازيِّ في تَضعيفِ راوٍ وهيَ مُشْعِرَةٌ بأنَّهُ مِنْ قِبَلِ سُوءِ حِفْظِهِ كأنْ يقولَ: (يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ولا يُحْتَجُّ بِهِ)، فمعنى ذلكَ أنَّهُ يَرَى أنَّ الراوِيَ عَدْلٌ ولكنْ في حِفْظِهِ شيءٌ، ثمَّ نَجِدُ أنَّ هذا الراوِيَ وَثَّقَهُ الحاكِمُ وابنُ حِبَّانَ، ثمَّ نَجِدُ الإمامَ أحمدَ قالَ: لا بَأْسَ بهِ؛ (ثلاثُ مَرَاتِبَ) فماذا نَفْعَلُ؟
نَجِدُ أنَّ الإمامَ أبا حاتمٍ الرازيَّ مِن الْمُتَشَدِّدِينَ في الْجَرْحِ، وابنَ حِبَّانَ والحاكِمَ مِن المُتَسَاهِلِينَ في التَّوْثِيقِ، والإمامَ أحمدَ مِن المُعْتَدِلِينَ؛ لذا نَأخُذُ الوَسَطَ) ملخصا من درس مراتب الجرح


سؤال وجوابه
ينظر: المجلس الأول من المجالس العلمية للشيخ المشرف العام حفظه الله [المشاركة رقم #12 و 15]
_____________
(1) قال الشيخ عبدالعزيز السعيد حفظه الله: ( العمل في (الصحيحين) وغيرهما قبول الداعية أو غير الداعية، الإمام البخاري خرج لعمران بن حطان، رأس الخوارج ومقدمهم وداعيتهم، خرج له في (الصحيح)، لكن قال بعض العلماء: خرج البخاري لرؤوس الخوارج؛ لأن الخوارج يرون أن مرتكب الكبيرة كافر، فلذلك ما يكذبون، ولم يخرج عن المرجئة البخاري لأنهم يرون أن العمل ليس من الإيمان قد يكذبون، لكن الذي جرى عليه العمل وموجود في (الصحيحين) وغيرهما أن الراوي المبتدع وإن كان داعية؛ فإنه يخرج له ويصحح حديثه، ما لم يثبت عليه شيء خلاف بدعته هذه.
والعلماء رحمهم الله عندهم شيئان، الناس يخلطون بينهما كثيراً: النهي عن الرواية عن المبتدع، وشيءٌ آخر الحكم على رواية المبتدع) ملخصا
وقال الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله: (وابن حجر يقول: "ما المانع أن يخرج لمثل هذا وإن كان داعية؟ لأن الخوارج عرفوا بصدق اللهجة"، الخوارج عرفوا بصدق اللهجة، لماذا؟ لأن الكذب عندهم كبيرة، والكبيرة مكفرة، تخرج من الملة عند الخوارج، فعلى هذا يقبل حديث الخوارج ولو كانوا دعاة على كلام الحافظ؛ لأن الخوارج عرفوا بصدق اللهجة بخلاف الروافض، .... أقول: كلام الحافظ يقول: إن الخوارج عندهم صدق في اللهجة وهذا صحيح، هم من أصدق الطوائف، وشيخ الإسلام يقول ذلك، عندهم صدق في اللهجة
....وجماهير الأئمة على أن الداعية غير مقبول، وأما الخوارج على وجه الخصوص فيقبلون؛ لأنهم عرفوا بالصدق. ...) ملخصا


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 3 ذو الحجة 1434هـ/7-10-2013م, 12:40 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي


الورقات
بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص المقدمة والدرس الأول من الشرحين المقررين للدراسة
كتاب الورقات في أصول الفقه: للعلامة إمام الحرمين أبي المعالي الجويني.
ترجمة الإمام
هو إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك، من كبار علماء الشافعية
اسمه: أبو محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد الملقّب بضياء الدين
جاور بمكة والمدينة أربع سنين يدرس العلم ويُفتي فلقّب بإمام الحرمين
انتهت إليه رياسة العلم بنيسابور وبنيت له المدرسة النظامية بها
ويقال له أبو المعالي نسبة إلى أخذه بمعالي الأمور
وقد كان أقبل على علم الكلام واعتنى به، ثم إنه رجع إلى مذهب السلف
من مؤلفات إمام الحرمين المطبوعة:
-البرهان في أصول الفقه
-الشامل في أصول الدين
-العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية


الدرس الأول: تعريف أصول الفقه باعتبار مفرديه
الأحكام تنقسم إلى:
عقلية
شرعية
والشرعية تنقسم:
إلى ما طريقه الاجتهاد
ما طريقه القطع
والفقيه: هو العالم بمسائل النظر والاجتهاد التي يختصّ بمعرفة مآخذها العلماء، وليس حظّ العوام منها سوى التقليد.
-أورد القاضي أبوبكر الباقلّاني: أن الواجب أن يقال: (الظن بالأحكام الشرعية)
فأجيب: المجتهد يعلم بدليل قطعي أن خبر الواحد في ذلك الحكم إذا صحّ إسناده وجب العمل به، وكذلك يعلم أن القياس الجليّ إذا تحقق ما يجب فيه من الشروط وجب العمل به، فإذا نظر في آحاد الصور وغلب على ظنه صحة خبر الواحد في ذلك الحكم، أو تحقق القياس الجليّ، حكم بذلك الظن الغالب، فالمظنون حكم هذه الصورة الخاصة، والمقطوع به القاعدة الكليّة التي أخذ منها ذلك الحكم الخاص.
تعريف أصول الفقه:
له تعريفان:
-تعريف باعتبار الاضافة [أي مركبا إضافيا من كلمتين: أصول، فقه]
الأصول:
لغة: الأصل: أسفل الشيء، وما يبنى عليه غيره ، قال تعالى: {أصلها ثابت}
اصطلاحا:
تطلق ويراد بها الدليل (أصل وجوب الصلاة {وأقيموا الصلاة})
تطلق ويراد بها الراجح (الأصل عدم الحذف)
تطلق ويراد بها القاعدة المستمرة (أكل الميتة على خلاف الأصل)
الفقه
لغة: الفهم، قال تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}
اصطلاحا: العلم بالأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية بالاستدلال بالفعل أو بالقوة القريبة.
-التعريف الثاني: باعتباره اسما ولقبا لهذا العلم المخصوص
هو معرفة دلائل الفقه من حيث الإجمال، وكيفية الاستفادة منها، وحل المستفيد وهو المجتهد.
موضوع علم الأصول
يبحث عن العوارض التي تعرض للأدلة، ولا يبحثون في الدليل نفسه.
واختلف الأصوليون في تحديد موضوعه على أربعة مذاهب:
القول1: قالوا: موضوعه الأدلة السمعية، وهو مذهب الجمهور
القول2: قالوا: موضوعه الأحكام الشرعية التكليفية والوضعية (الحنفية)
القول3: قالوا: موضوعه الأدلة والأحكام
القول4: قالوا: موضوعه الأدلة و المرجحات و صفات المجتهد و أحوال الأدلة (الشافعية)
ثمرته
العلم بأحكام الله تعالى الموجبة لسعادة الدارين
تكوين ملكة الاستنباط من الأدلة
التمكّن من الترجيح بين الأقوال المتعارضة
التمكن من إصدار أحكام النوازل والقضايا الجديدة التي تحدث
يكوّن المجتهد المبدع، والفقيه المثمر المنتج
فضله
أشرف العلوم الدينية لأنه يتعلق بالأدلة
نسبته
هو من العلوم الشرعية
واضعه
الأمام الشافعي رحمه الله
اسمه
علم أصول الفقه
استمداده
علم اللغة، الفقه، علم الكلام
حكم تعلمه
فرض كفاية
مسائله
ما يذكر في كل باب من أبوابه من فصول ومسائل وفروع إلى غير ذلك


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 27 ربيع الثاني 1435هـ/27-02-2014م, 06:16 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي الفتوى الحموية

الفتوى الحموية


بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص مقدمة شرح الفتوى الحموية، للشيخ: يوسف الغفيص
المقدمة
- مسألة تقسيم الدين إلى أصول وفروع
ذكر المصنف في كتبه أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع على ما حدّه كثير من المتكلّمين وأهل الأصول والفقهاء إنما هو بدعة لم يتكلم بها السلف.
وهذا لا يشكل مع ما نجده كثيرا في كلامه من تعيينه لبعض المسائل والأبواب أنها من مسائل أصول الدين، وذلك لأن جميع المسلمين بما فيهم السلف قد أجمعوا على أن في دين الإسلام ما هو من أصول الدين، وما هو دونها، فقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما: (بني الإسلام على خمس).
فتعيين مسائل أنها من أصول الدين هذا لا إشكال فيه البتة، وليس هو من محال النزاع لا بين السلف ولا غيرهم، وإنما الذي ردّه شيخ الإسلام الحد الذي يستعمله المتكلمون ومن وافقهم للتفريق بين أصول الدين وفروعه.
·فمنهم من قال أن أصول الدين هي المسائل المعلوم بالعقل والسمع، الفروع هي المعلومة بالسمع وحده، وهذا حد فاسد.
·ومنهم من قال أن أصول الدين هي المسائل العلمية، والفروع هي المسائل العملية، وهذا ليس بصواب.
- الاختلاف في الفروع يسع الاجتهاد فيه
مسائل الفقه وغيرها مما تنازع أئمة الصحابة فيها مما يسع الاجتهاد فيها.
فهذا الاختلاف لا إشكال فيه، لأنه من باب الاجتهاد.
وطالب العلم يجتهد في اتباع ما يراه مقاربا للدليل من الكتاب والسنة.
-الاختلاف في الأصول لا يسع الاجتهاد فيه
كالقول في مسائل الصفات والقدر والإيمان والأسماء والأحكام، فهذه مسائل أصول الدين لا يسع فيها التخيّر بين الأقوال، ولا يسع فيها الاجتهاد.
بل يجب التزام ما دلّ عليه الكتاب والسنة وأجمع عليه سلف الأمة.
والصحابة كانوا متفقين على جميع مسائل أصول الدين، ولم يقع بينهم في ذلك نزاع البتة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّنها وأحكمها إحكاما تامّا.
- الخوارج
كان ظهورهم في آخر عصر الخلفاء الراشدين.
ونازعوا في مسمّى الإيمان وما يلتحق به من القول في الأسماء والأحكام، وهو أول نزاع حصل في الأمة في مساءل أصول الدين.
- أنواع القتال الذي وقع في زمن الصحابة
1) قتال الصحابة للمرتدين
وقع في زمن أبي بكر رضي الله عنه
· فارتد قوم عن أصل الإسلام
· وجحد آخرون وجوب الزكاة
ولا نزاع بين أهل العلم البتة في كونهما من أهل الردة
· الذين منعوا الزكاة دون حجد وجوبها، وهؤلاء اختلف فيهم المتأخرون: هل كانوا مرتدين أم كانوا من أهل البغي؟
جمهور الفقهاء من أصحاب الشافعي ومالك وأبي حنيفة وطائفة من الحنابلة أنهم من أهل البغي.
جمهور السلف مالك والإمام أحمد وجمهور العراقيين والشاميين من كبار الأئمة أنهم مرتدّون، ووجه ردتهم: أنهم منعوا الزكاة وقاتلوا عليها.
فمذهب الجمهور من السلف: أن من قاتل على منع الزكاة يكون كافرا عملا بسنة الصحابة.
2) قتال الصحابة للخوارج
3) القتال بين الصحابة أنفسهم
ومذهب السلف في هذا القتال: أن يكفّ عنه، وأنهم مجتهدون.
والصحابة اختلفوا في حكم القتال الذي وقع بينهم؛ فهو ليس مشروع لا بالنص الصريح ولا بالإجماع.
لكنهم لم يختلفوا في قتال الخوارج؛ فقتالهم مشروع بالنص النبوي وإجماع الصحابة، وإن كانوا ليسوا كفارا، وإنما بغاة بغيا شديدا، فقاتلوهم لدفع صولهم عن المسلمين.
- ظهور القدرية
في آخر عصر الصحابة، وكانت بدعتهم في أصول الدين
وهم صنفان:
منكرة لعلم الله، وهؤلاء كفّرهم السلف
وجمهورهم الذين يقولون: أن الله لم يخلق أفعال العباد
- ظهور المرجئة
منهم الغلاة، والمتوسطون، والمقاربون للسلف وهم مرجئة الفقهاء
- مسائل أصول الدين التي تنازع فيها المسلمون
مسألة الصفات والقدر لم تشتبه على أحد من المعروفين من أهل السنة والجماعة.
ولكن المسألة التي حصل فيها اضطراب عند قوم من أهل السنة هي مسألة الأسماء والأحكام ومسمّى الإيمان، وهذا أوجب عند كثير من الفقهاء اضطراب شديد في تقرير مسائل التكفير والردّة.
ومحصل هذا الخلاف التاريخي: أنه انتهى عصر الصحابة ولم تظهر بدعة القول في الأسماء والصفات.
-ظهور البدع في مسألة الأسماء والصفات
في المائة الثانية بعد انتهاء عصر الصحابة لما تكلم الجعد بن درهم بإنكار صفات الرب سبحانه، وشاعت في المائة الثالثة لما عربت الكتب الفلسفية.
وكان الناس بعد ظهور هذه البدعة على أحد مذهبين:
مذهب السلف
المنحرفين ببدعتهم كالجهمية والمعتزلة
-التفريق بين حكم القول وحكم قائله
قال شيخ الإسلام: ما من إمام من أئمة المتكلمين إلا وفي كلامه كفر.
وهذا من جهة المقالات، ولا يعني هذا أم يكون القائل كافرا.
فمثلا: من لم يثبت الاستواء للرب، فحقيقة قوله نفي لخبر القرآن، وهذا النفي كفر
فالقائل إن كان قاله تكذيبا للقرآن كان كافرا بعينه، ولم يقع هذا لأحد من أهل القبلة
لكن من تأوّل هذا تأولا، فهذا الذي يفصّل السلف في شأنه، فلا نقول: إن السلف لا يكفّرون، ولا نقول: إنهم يكفّرون.
- حقيقة الخلاف في مسائل أصول الدين بين أهل القبلة
مسائل الاجتهاد والفقهيات يقال فيها بالتوسعة، أما مسائل أصول الدين فهذا لا يسع فيها الاجتهاد، بل يجب التزام ما دلّ عليه الكتاب والسنة والإجماع.
واختلاف أهل القبلة في أصول الدين يعدّ واقعا تاريخيّا.
وقد تواتر ع النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله)).
فوجود طائفة مختصة بالحق وباتباع الكتاب والسنة هذا متحقق بهذه النصوص التي فيها ذكر الطائفة الناجية المنصورة، وأن هناك طوائف خالفتهم في أصول الدين.
إذا: لا يجوز التساهل في الاختلاف في أصول الدين، وهذا لا يعني الاستطالة على أحد، فالرل بعثوا بالرحمة.
-أهم المقاصد التي اشتملت عليها رسالة العقيدة الحموية
1) الرد على متأخري الأشاعرة.
2) بيان أن إسناد مقالة السلف متصل بالتصريح إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن مقالة المخالفين متلقاة من المتفلسفة.
3) بيان اتصال مقالات التأويل المتأخرة بمقالات التأويل المتقدمة
4) أصناف المخالفين للسلف
5) حكم الدليل العقلي في مورد الأسماء والصفات
6) بيان أن إثبات الصفات هو مذهب أئمة السلف
7) بيان عدم التعارض بين النصوص القرآنية في باب الأسماء والصفات

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 10 رجب 1435هـ/9-05-2014م, 10:00 PM
مقبولة مصلح صالح مقبولة مصلح صالح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 83
افتراضي أختك في الله ام غسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي في الله
لقد أكرمني الله والتحقت بركب الفئة المباركة في هذا المعهد قسم تفسير في المسار الأول وأرغب في التقدم للإختبار في مقدمة التفسير لابن تيمية في الأيام القادمة وأرغب في الاستفادة ممن سبق لهم الاختبار في المادة ودلتني الاستاذة ام جهاد على صفحتك جزاها الله خيرا . وأرغب في السؤال عن بعض الأمور لعلك تفيديني بها . فهل تتكرمين بذلك والله يجازيك بخير مايجازي به عباده الصالحين

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 11 رجب 1435هـ/10-05-2014م, 06:04 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أختي الكريمة
والحمدلله على ما منّ الله تعالى به علينا وعليكم من الدراسة في هذا المعهد، تفضلي بما يمكنني مساعدتك فيه.
وإذا كانت استفساراتك علمية فاطرحيها في مجلس الشيخ عبد العزيز الداخل، وموعده كل يوم أحد بعد صلاة العشاء.
وهذا رابط قسم المجلس: http://www.afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=620

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 25 ذو الحجة 1435هـ/19-10-2014م, 12:42 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي تلخيص القسم الثاني من مقرر (الشرح الممتع): [الدرس الأول: باب السواك وسنن الوضوء ، والدرس الثاني: سنن الفطرة]

بسم الله الرحمن الرحيم


تلخيص الدرسين الأول والثاني من القسم الثاني من مقرر (الشرح الممتع)


الدرس الأول: باب السواك وسنن الوضوء
قال المؤلف: (التسوك بعود لين، منق، غير مضرّ، لا يتفتت، لا بإصبع، أو خرقة، مسنون كل وقت لغير صائم، بعد الزوال، متأكد عند صلاة، وانتباه، وتغير فم، ويُستاك عرضا، مبتدئا بجانب فمه الأيمن.)

· معنى السواك.
الآلة التي هي العود، ويُطلق على الفعل، ويُقال: السواك سنة؛ أي: التسوك.
· سبب تقديم السواك على الوضوء وهو من سننه، وإنما تذكر السنن بعد الواجبات والأركان، لوجهين:
أنه مسنون في كل وقت، ويتأكد في مواضع أخرى غير الوضوء.
أنه من باب التطهير فله صلة بباب الاستنجاء.
· سبب قوله (بعود).
لأن التسوك بغير عود ليس بسنة في المذهب.
· شروط عود السواك.
1: ليّن.
2: منق.
3: غير مضرّ.
4: لا يتفتت.
· حكم استخدام الاصبع في السواك.
فيه أقوال:
1: قيل: لا تحصل به السنة.
2: وقيل: تحصل به السنة بقدر ما يحصل من الإنقاء، وعن علي: أنه صلى الله عليه وسلم أدخل بعض أصابعه في فيه. وإسناده ضعيف
· حكم التسوك بخرقة.
لا يسنّ ولا تحصل به السنة، ولكنه أشدّ إنقاء بمجرد الاصبع.
· دليل سنية السواك.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كلّ صلاة)) صحيح متفق عليه
· وقت استعماله.
قال: (كل وقت)، والدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ((السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب)) فلم يقيّده بوقت معين.
· حكم التسوك للصائم.
- بعد الزوال، المذهب: الكراهة، والدليل:
قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صُمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشي)) ضعيف.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك)) والخلوف الرائحة الكريهة، قالوا: وهي لا تظهر في الغالب إلا في آخر النهار.
- وقبل الزوال، فالمذهب: إن كان برطب فهو مباح، وإن كان بيابس فهو مسنون لعموم الأدلة، وقالوا: الرطب يُخشى أن يتسرب منه طعم.
والراجح: أنه لا يُكره مطلقا، بل هو سنة في حقّه كغيره، قبل وبعد الزوال، وأدلتهم:
عموم الأدلة الدالة على سنية السواك
قالوا العام يجب إبقاؤه على عمومه حتى يرد مخصص، ولا مخصص هنا، وحديث علي ضعيف.
قالوا: وتعليلهم عليل؛ لأن هذه الرائحة قد تحصل قبل الزوال، ومن الناس من لا توجد عنده.
ويؤيّد هذا القول: قول عامر بن ربيعة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم ما لا أحصي أو أعده.
· الأوقات التي يتأكّد فيها السواك.
1: عند الصلاة، والدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)).
وسجود التلاوة: إن كان صلاة يسنّ، كما هو مشهور في المذهب، وإلا يدخل في أنه مسنون لكل وقت، وكذلك سجود الشكر.
2: الانتباه من النوم، لحديث حذيفة: كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك.
3: عند تغيّر فم، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((مطهرة للفم))
· صفة التسوك.
1: يستاك عرضا.
2: مبتدئا بجانب فمه الأيمن.
3: وقيل يستاك باليمنى، وقيل باليسرى، وقيل فيه التفصيل، والأمر في ذلك واسع.

الدرس الثاني: سنن الفطرة
قال المؤلف: (ويدّهن غبّا، ويكتحل وترا، وتجب التسمية في الوضوء مع الذكر، ويجب الختان ما لم يخف على نفسه، ويُكره القزع.)

· معنى (غبّا)
أي يفعل يوما، ويترك يوما، وليس بلازم أن يكون بهذا الترتيب، ولكن لا يستعمله دائما.
· الاختلاف في استخدام الرجل الكحل للعين للتجمّل.
فيه أقوال:
الأول: أنه مشروع للأنثى فقط، فالرجل ليس بحاجة إلى تجميل عينيه.
الثاني: مشروع للرجل أيضا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: إن أحدنا يحبّ أن يكون نعله حسنا، وثوبه حسن، فقال: ((إن الله جميل يحبّ الجمال)).
الثالث: إذا كان في عين الرجل عيب يحتاج فيه للاكتحال فمشروع وإلا فلا.
· محل التسمية وحكمها.
عند ابتداء الوضوء، والمذهب أنها واجبة ، والدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه))
وقيل: ليست واجبة بل سنة، وهو قول الموفّق، ودليلهم:
- أن الإمام أحمد قال: لا يثبت في هذا الباب شيء.
- ولأن كثيرا ممن وصفوا وضوءه صلى الله عليه وسلم لم يذكروا فيه التسمية.
· فائدة قوله: (مع الذكر)
لأن المذهب: أنها تسقط بالنسيان.
· من تذكرها بعد الشروع.
قيل: يبتدئ، قاله صاحب المنتهى، وهو المذهب
وقيل: يستمر، قاله صاحب الاقناع.
· حكم التسمية في الغسل.
قيل: تجب؛ لأنها إحدى الطهارتين، وإن كانت تجب في الوضوء فالغسل أولى.
· حكمها في التيمم.
قيل: واجبة؛ لأن التيمم بدل الوضوء.
وقيل: لا يقال ما وجب في الوضوء يجب في التيمم، واختاره ابن عثيمين بأنها لا تجب لحديث عمار وفيه: ((إنما كان يكفيك أن تصنع هذا))
· حكم التسمية وأحوالها في الأفعال المشروعة.
- قد تكون شرطا لصحة الفعل، كما في الذكاة والصيد.
- وقد تكون واجبة، كما في الوضوء
- وقد تكون مستحبة كالتسمية عند الأكل عند الجمهو، والصحيح أنها واجبة.
- وقد تكون بدعة، كالتسمية عند بدء الأذان والصلاة.
· حكم الختان.
فيه أقوال:
الأول: أنه واجب على الذكر والأنثى، وهو المذهب.
الثاني: أنه واجب على الذكر دون الأنثى، اختاره الموفق.
الثالث: سنة في حقهما.
والراجح: أنه واجب على الذكر، سنة للنساء.
· دليل وجوبه على الرجال.
- قوله صلى الله عليه وسلم: ((خمس من الفطرة)) وذكر منها الختان.
- أمره صلى الله عليه وسلم من أسلم أن يختتن، وهو دليل وجوبه.
- أنه ميزة بين المسلمين والنصارى، وإذا كان ميزة فهو واجب.
- أنه قطع شيء من البدن، وقطع شيء من البدن حرام، والحرام لا يُستباح إلا بواجب.
- أنه يقوم به وليّ اليتيم وهو اعتداء عليه وعلى ماله، فلولا أنه واجب لم يجز الاعتداء على ماله وبدنه.
· معنى القزع وحكمه.
هو حلق بعض الرأس وترك بعضه، وهو مكروه، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((احلقوا كله، أو اتركوه كله))، وإن كان فيه تشبه بالكفار فهو حرام.
· أنواعه.
1: أن يحلق غير مرتب.
2: أن يحلق الوسط ويترك الجانب أو العكس.
3: أن يحلق الناصية ويترك الباقي.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 26 جمادى الأولى 1436هـ/16-03-2015م, 02:19 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي تلخيص القسم الأول من عشريات ابن القيم: من المقدمة إلى الدرس الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

تلخيص القسم الأول من كتاب (عشريات ابن القيم): من المقدمة إلى الدرس الثاني: عشرة أسباب تعين على الصبر عن المعصية


تلخيص المقدمة
·سبب إعداد المصنف لهذه العشريّات
لتكرار ذكر ابن القيم الأسباب العشرة في كتبه، فهو يقسّم إلى عشرة، ويعدّد إلى عشرة، فأراد المصنف استكشافها وضمّ بعضها إلى بعض، رجاء أن ينتفع بها، وأن ينفع بها.
·أهمية هذه العشريات
- هي أول ما يقرؤه الطالب في علم السلوك.
- جمعها لأبواب متفرّقة فيه.
- جمع ابن القيم في كل باب منها خلاصة ما قيل فيه، وما فتح الله له به.
· من أئمة علم السلوك
من أحسنهم عنايةً بهذا العلم، وتأصيلًا لمسائله، وبيانًا لفوائده: الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي، المعروف بابن القيم رحمه الله.
· أهمية مصنفات ابن القيّم في علم السلوك
- تضمنت كتبه بيان بديع جامع، وتفصيل حسن رائع.
- عنايته بالدراسة الشاملة المستفيضة لكلّ بابٍ من أبوابه، مع حسن التلخيص لأقسامه ومسائله، وحل مشكلاته ومعضلاته، فيبيّن ويفصّل، ويصنّف ويقسّم.
- مع سلامة منهجه في الاعتقاد.
- تحريه العدل والإنصاف.
- وهو رحمه الله واسع الاطلاع كثير القراءة في علم السلوك، ومن ذلك أنه ذكر ثلاثين تعريفًا للمحبة من أقوال علماء السلوك واللغة مع بيان اشتقاقها وأصولها، وقد أحسن نقدها وتصنيفها في كتاب مدارج السالكين.
- هو صاحب نقد وتمحيص، فيجلّي الأقوال الحسنة، ويبيّن علل الأقوال الخاطئة.
· فضل علم السلوك
- يعرف به المؤمن معنى سلوك الصراط المستقيم، المفضي إلى رضوان الله تعالى وجنات النعيم.
- وبه يعرف السالك كيف يُحسن عبادة ربّه تعالى.
- وكيف يتقرّب إليه ويعظّم شأنه.
- وكيف يصلح قلبه ويُداوي علله.
- وكيف يُجاهد نفسه ويزكّيها.
- وكيف ينجو من كيد الشيطان الرجيم.
- وكيف يجاهد أعداءه من سائر الشياطين.
- وكيف يدافع العوارض والعوائق.
- وكيف يصنع في حال الابتلاء.
- وما سبيل خلاصه من آثار الذنوب وأخطارها.
الدرس الأول: عشرة أسباب تجلب محبة الله تعالى.
1: قراءةُ القرآن بالتدبر والتفهّم لمعانيه وما أُريدَ به.
2: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
3: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال.
4:
إيثارُ محابّه على محابّك عند غلَبَات الهوى.
5:
مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبَّه لا محالة.

6: مشاهدة برِّه وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.
7:
انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى.
8:
الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه، والوقوف بين يديه متأدّبًا بأدب العبوديّة، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
9:
مجالسةُ المحبين الصادقين، والتقاطُ أطايب ثمرات كلامهم.
10: مباعدةُ كلِّ سببٍ يحولُ بينَ القلب وبينَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وَمَلاكُ ذلك كلِّه أمران:
- استعدادُ الرُّوحِ لهذا الشأن.
- وانفتاحُ عينِ البصيرةِ.

الدرس الثاني: عشرة أسباب تعين على الصبر عن المعصية
1: عِلْمُ العبدِ بقُبْحِها ورذالتها ودناءتها، وهذا السبب يحمِل العاقل على تركها ولو لم يُعَلَّقْ عليها وعيدٌ بالعذاب.
2: شَرَفُ النفس وزكاؤها وفضلها وأنَفَتها وحميَّتُها أن تختارَ الأسبابَ التي تحطُّهَا وتَضَعُ من قَدرِها.
3: الحياءُ من الله سبحانه.
4: خوفُ الله وخشيةُ عقابه، وهذا السببُ يقوَى بالعلم واليقين، ويضعُفُ بضَعْفِهما، قال الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}.
5: محبة الله وهي أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته ومعاصيه.

لطيفة يجب التنبُّه لها: وهي أن المحبَّة المجرَّدَةَ لا توجب هذا الأثر ما لم تقترن بإجلال المحبوب وتعظيمه؛ فإذا قارنها بالإجلال والتعظيم أوجبت هذا الحياء والطاعة.
فأعظم مواهب الله لعبده: أن يعمر قلبه بمحبته تعالى المقترنة بإجلاله وتعظيمه.
6: مراعاةُ نِعَمِهِ عليك وإحسانه إليك؛ فإنَّ الذنوب تزيلُ النِّعَم ولا بدَّ؛ قال الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
7: قِصَرُ الأملِ، وعلمُهُ بسرعةِ انتقالِهِ، وأنه كراكب قال في ظل شجرة ثم سار وتركها.
8: مجانبةُ الفضولِ في مطعمه ومشربه وملبسه ومنامه واجتماعه بالناس؛ فإنَّ قوَّةَ الداعي إلى المعاصي إنما تنشأ من هذه الفضلات؛ فإنها تطلب لها مصرفا؛ ومن أعظم الأشياء ضررا على العبد بطالتُه وفراغُه؛ فالنفس إن لم يشغلها بما ينفعها شغَلتْهُ بما يضرُّه ولا بد.
9: قوَّةُ العلمِ بسوءِ عاقبةِ المعصيةِ وَقُبْحِ أثَرِها والضررِ الناشيء، ومن ذلك:
- سواد الوجه
-ظلمة القلب وضيقه وغمِّه، وحزنه وأَلَمِه وانحصاره، وشدَّةِ قَلَقِهِ واضطرابه، وتمزُّقِ شَمْلِه وضعفه عن مقاومة عدوه، وتَعَرِّيهِ من زينته، والحَيرَةِ في أمرِه، ومرضه الذي إذا استحكم به فهو الموت ولا بدّ؛ فإن الذنوب تميت القلوب.
- ذلُّه بعدَ عِزِّه.
- أنه يصيرُ أسيراً في يدِ أعدائه بعد أن كان ملكا متصرفا يخافه أعداؤه.
- أنه يضعفُ تأثيرُه فلا يبقى له نفوذ في رعيته ولا في الخارج؛ فلا رعيته تطيعه إذا أمرَها، ولا ينفذ في غيرهم.
- زوالُ أمنِهِ وتبدّلِهِ به مخافة؛ فأخوف الناس أشدهم إساءة.
- زوالُ الأنسِ والاستبدالُ بهِ وحشةً، وكلما ازداد إساءة ازدادَ وحشة.
- زوالُ الرِّضا واستبداله بالسخط.
- زوالُ الطُّمَأنينةِ بالله والسكونِ إليه والإيواءِ عنده، واستبدالُهُ بالطَّرْدِ والبُعْدِ منه.
- وقوعُه في بئرِ الحسَرَاتِ؛ لأنه يعجز عن نيل جميع لذاته.
- فقرُهُ بعد غِنَاه؛ فإنَّه كان غنيًّا بما معه من رأس مالِ الإيمانِ، فإمَّا أن يسعى بتحصيل رأس مال آخر بالتوبة النصوح والجدّ والتشمير، وإلا فَقَدْ فاتَه ربحٌ كثير بما أضاعه مِن رأسِ ماله.
- نُقصانُ رزقه فإن العبدَ يحرم الرزق بالذنب يصيبه.
- ضعف بدنه.
- زوالُ المهابة والحلاوة التي لبسها بالطاعة؛ فتبدَّلَ بها مهانَة وحقارَة.
- حصول البُغْضَةِ والنُّفْرَةِ منه في قلوبِ الناس.

- ضياعُ أعَزِّ الأشياءِ عليهِ وأنفَسِها وأغلاها، وهو الوقتُ الذي لا عِوَض منه، ولا يعود إليه أبدا.
- طَمَعُ عدوِّهِ فيه وظفره به؛ حتى يصيرَ هو وليُّه دون مولاه الحقّ.
- الطَّبْعُ والرَّيْنُ على قلبه؛ قال الله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.
- أنه يحرم حلاوة الطاعة.
- أن تمنعَ قلبَه من ترحّله من الدنيا ونزوله بساحة القيامة؛ فيبقى القلب مشتتا مضيَّعا، فإذا نزل في ساحة الآخرة أقبلت إليه وفودُ التوفيقِ والعناية من كل جهة.
- إعراضُ الله وملائكته وعبادُه عنه؛ فإنَّ العبدَ إذا أعرض عن طاعة الله واشتغل بمعاصيه أعرضَ الله عنه؛ فأعرضت عنه ملائكتُهُ وعبادُه.
- أن الذنب يستدعي ذنبا آخر، ثم يقوى أحدهما بالآخر؛ فيستدعيان ثالثا، قال بعض السلف: (إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها).
- علمُه بفواتِ ما هو أحبُّ إليه وخيرٌ له منها من جنسها وغير جنسها؛ فإنه لا يجمع الله لعبده بين لذة المحرمات في الدنيا ولذة ما في الآخرة، كما قال تعالى: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها}
- علمُهُ بأنَّ أعماله هي زاده ووسيلته إلى دار إقامته؛ فإن تزوَّدَ من معصية الله أوصله ذلك الزاد إلى دار العصاة والجناة، وإن تزود من طاعته وصل إلى دار أهل طاعته وولايته.
- علمه بأن عمله هو وليُّه في قبره، وأنيسُهُ فيه، وشفيعُه عند ربّه، والمخاصم والمحاجّ عنه؛ فإن شاء جعله له، وإن شاء جعله عليه.
- علمُهُ بأنَّ أعمالَ البرّ تنهضُ بالعبدِ وتقومُ به، وتصعد إلى الله به، وأعمال الفجور تهوي به وتجذبه إلى الهاوية وتجرُّه إلى أسفلِ سافلين قال الله تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}، وقال تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء}.
- خروجه من حصن الله الذي لا ضيعة على من دخله فيخرج بمعصيته منه إلى حيث يصير نِهْبا للصوص وقطاع الطريق.
- أنه بالمعصية قد تعرَّضَ لِمَحْقِ بركته.
وبالجملة؛ فآثار المعصية القبيحة أكثر من أن يحيط بها العبدُ علماً، وآثار الطاعة الحسنة أكثر من أن يحيطَ بها علما، فخير الدنيا والآخرة بحذافيره في طاعة الله، وشرُّ الدنيا والآخرة بحذافيره في معصيته.

10: وهو الجامع لهذه الأسباب كلها: ثباتُ شجرةِ الإيمانِ في القلبِ؛ فَصَبْرُ العبدِ عن المعاصي إنما هو بحسب قوَّةِ إيمانه.
فإذا قوي سراجُ الإيمانِ في القلبِ وأضاءَتْ جهاتُه كلُّها به، وأشرق نوره في أرجائه سرى ذلك النور إلى الأعضاء وانبعث إليها؛ فأسرعت الإجابة لداعي الإيمان، وانقادت له طائعة مذللة غير متثاقلة ولا كارهة.
·فصل: أسباب تعين على الصبر على الطاعة
- الصبر على الطاعة ينشأ من معرفة هذه الأسباب (الصبر عن المعصية).
- معرفة ما تجلبه الطاعة من العواقب الحميدة والآثار الجميلة.
- ومن أقوى أسبابها الإيمان والمحبة.

·
مسألة: وهي أيُّ الصبرينِ أفضل؟ صبرِ العبدِ عن المعصيةِ أم صبره على الطاعة؟

فطائفة قالت: الصبر عن المعصية أفضل.
وحجتهم:
- أن الصبر عن المعصية من وظائف الصديقين؛ كما قال بعض السلف: (أعمال البِرِّ يفعلها البَر والفاجر، ولا يقوى على ترك المعاصي إلا صديق).
- قالوا: ولأن داعيَ المعصيةِ أشدُّ من داعي تركِ الطاعةِ؛ فإن داعي المعصية إلى أمرٍ وجوديٍّ تشتهيه النفس وتلتذُّ به، والداعي إلى ترك الطاعة الكسل والبطالة والمهانة.
- قالوا: ولأن العصيان قد اجتمع عليه داعي النفس والهوى والشيطان وأسباب الدنيا وقرناء الرجل وطلب التشبه والمحاكاة وميل الطبع.
ورجحت طائفة: الصبر على الطاعة.
وحجتهم:
- أنَّ فعل المأمور أفضل من ترك المنهيات، واحتجت على ذلك بنحو من عشرين حجة.
- ولا ريب أنَّ فعلَ المأموراتِ إنَّما يتمُّ بالصبر عليها؛ فإذا كان فِعْلُها أفضلَ كان الصبرُ عليها أفضلَ.

وفصل النزاع في ذلك: أن هذا يختلف باختلاف الطاعةِ والمعصيةِ؛ فالصبرُ على الطاعة المعظَّمة الكبيرةِ -كالجهاد-أفضلُ من الصبر عن المعصيةِ الصغيرة الدنيَّة، والصبرُ عن المعصيةِ الكبيرةِ -ككبائر الإثم والفواحش-أفضلِ من الصبرِ على الطاعةِ الصغيرة. والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 02:55 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة أسئلة محاضرة: بيان فضل طلب العلم

السؤال الأول: اذكر خمسة من أوجه بيان فضل العلم.
من أوجه بيان فضل العلم:
الأول: أن العلم أصل معرفة الهدى، وبالهدى ينجو العبد من الضلال والشقاء في الدارين، قال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى}
الثاني: ومن فضائله أنه أصل كل عبادة؛ وبيان ذلك: أن كل عبادة يؤدّيها العابد لا تقبل منه إلا إذا كانت خالصة لله تعالى، وصوابًا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستدعي قدرًا من العلم.
الثالث: ومن فضائله أنه يعرّف العبد بما يدفع به كيد الشيطان، وما يدفع به كيد أعدائه، ويعرّفه بما ينجو به من الفتن التي تأتيه في يومه وليلته.
الرابع: ومن فضائله أن الله تعالى يحبّ العلم والعلماء، وقد مدحهم الله تعالى وأثنى عليهم في كتابه.
الخامس: ومن فضائله أن العلم يعرّف العبد بربّه جلّ وعلا، وبأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وآثارها في الخلق والأمر، وهذه أعزّ المعارف، وأغلاها، وأعلاها، وأرفعها شأنًا، ولا تحصل للعبد إلا بالعلم النافع.

السؤال الثاني: اذكر دليلاً من الكتاب ودليلاً منالسنّة على فضل طلب العلم.
الدليل من الكتاب: قوله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}
والدليل من السنة: حديث أبي الدرداء مرفوعًا: ((من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا، سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإنّ الملائكة لتضعُ أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكبن وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر)). رواه أبو داود والترمذي.

السؤال الثالث: اذكر ثلاثة من أهمّ الكتب المؤلفة فيفضل طلب العلم.
من الكتب التي صنّفت في فضل طلب العلم:
-كتاب: (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة) لا بن القيم.
-كتاب: (فضل علم السلف على علم الخلف) لابن رجب.
-ومن ذلك ما أفرده بعض العلماء في كتبهم من الأبواب في بيان فضل العلم؛ كالبخاري أفرد في صحيحه كتابًا للعلم، ضمّنه بابًا في فضل العلم، وكذلك فعل الإمام مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، والدارمي وغيرهم.

السؤال الرابع: أهل العلم الذين يُسمّون في الشريعة علماء علىصنفين اذكرهما مع التوضيح والاستدلال.
قسّم الطحاوي علماء الشريعة إلى صنفين:
الصنف الأول: الفقهاء في الكتاب والسنة، الذين تعلّموا الأحكام والسنن وعلّموها، الذين يُرحل إليهم في طلب العلم، وفقه مسائل الأحكام في العبادات، والمعاملات، والقضاء.
والصنف الآخر: أصحاب الخشية والخشوع على استقامة وسداد.
وهؤلاء قد دلّت الأدلّة من الكتاب والسنة أنهم من أهل العلم، وكذلك هم في ميزان الشريعة من أهل العلم، وكذلك عدّهم الرعيل الأول والسلف الصالح من العلماء وإن كانوا لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، وسبب ذلك ما قام في قلوبهم من الخشية والإنابة على الحقّ والهدى، الذي هو أصل العلم النافع.
وقد قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، وفي معنى {والذين لا يعلمون} وجهان للعلماء:
الأول: نفي حقيقته، أي الذين ليس لديهم علم.
الثاني: نفي فائدته؛ أي الذين لا ينتفعون بعلمهم.
وأصحاب الخشية والخشوع والإنابة هؤلاء قد حصّلوا صفو العلم وخلاصته، وذلك لما وفّقوا إليه من اليقين النافع، وحسن التذكّر والتفكّر والفهم والتبصّر، قال ابن مسعود: "كفى بخشية الله علمًا، وكفى بالاغترار به جهلًا" رواه ابن شيبة وغيره.
وهذا الصنف بما يجعل الله لهم من النور والفرقان الذي يميّزون به بين الحقّ والباطل، والهدى والضلالة، يحصل لهم من اليقين والثبات على سلوك الصراط المستقيم، ما هو من أعظم ثمرات العلم، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا ويكفّر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم}
لذا ينبغي لطالب العلم مع اشتغاله بطلب العلم الظاهر الذي هو التفقّه في أحكام الدين عقيدة وشريعة أن يحرص على صلاح قلبه بالعلم الباطن، فيعمر قلبه بخشية الله عزوجل، والإنابة إليه، واليقين به عزوجل؛ لأن هذا هو خالص العلم وأفضله، وأعلاه، وأجلّه قدرًا عند الله عزوجل.
ولأن أكثر ما يكون التقصير من طلاب العلم في هذا العلم الباطن، الذي هو خشية الله عزوجل والإنابة إليه، وهذا التقصير يكون له أثره في انتفاعهم بعلومهم، وأثره في عدم سلوكهم سبيل الهداية في كثير من الأمور.


السؤال الخامس: اذكر بعض الأمثلة للعلومالتي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها)) رواه مسلم.
والعلم الذي لا ينفع فسّر بتفسيرين:
-العلوم الضارّة.
-التفسير الآخر: عدم الانتفاع بالعلوم النافعة، لسبب أفضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم.
والعلوم الضارّة:كالسحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيرها من العلوم التي تُخالف هُدى الشريعة، وفيها انتهاك لحرمات الله عزوجل، وقولٌ على الله بغير علم، واعتداء على شرعه، واعتداء على عباده.
وكل علمٍ كان مخالفًا للكتاب والسنة، بأن كان يصدّ عن طاعة الله، أو يزيّن معصية الله تعالى، أو يحسّن ما جاءت الشريعة بتقبيحه، أو يقبّح ما جاءت الشريعة بتحسينه، فهو علم غير نافع، وإن زخرفه أصحابه بما استطاعوا من زخرف القول، فيحذر طالب العلم من القراءة في مثل هذه العلوم، خشية أن يفتن نفسه ويعرضها للشبهات التي تعلق بقلبه.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 7 رمضان 1436هـ/23-06-2015م, 04:05 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة أسئلة محاضرة: بيان فضل طلب العلم
السؤال الأول: اذكر خمسة من أوجه بيان فضل العلم.
من أوجه بيان فضل العلم:
الأول: أن العلم أصل معرفة الهدى، وبالهدى ينجو العبد من الضلال والشقاء في الدارين، قال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى}
الثاني: ومن فضائله أنه أصل كل عبادة؛ وبيان ذلك: أن كل عبادة يؤدّيها العابد لا تقبل منه إلا إذا كانت خالصة لله تعالى، وصوابًا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستدعي قدرًا من العلم.
الثالث: ومن فضائله أنه يعرّف العبد بما يدفع به كيد الشيطان، وما يدفع به كيد أعدائه، ويعرّفه بما ينجو به من الفتن التي تأتيه في يومه وليلته.
الرابع: ومن فضائله أن الله تعالى يحبّ العلم والعلماء، وقد مدحهم الله تعالى وأثنى عليهم في كتابه.
الخامس: ومن فضائله أن العلم يعرّف العبد بربّه جلّ وعلا، وبأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وآثارها في الخلق والأمر، وهذه أعزّ المعارف، وأغلاها، وأعلاها، وأرفعها شأنًا، ولا تحصل للعبد إلا بالعلم النافع.

السؤال الثاني: اذكر دليلاً من الكتاب ودليلاً منالسنّة على فضل طلب العلم.
الدليل من الكتاب: قوله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}
والدليل من السنة: حديث أبي الدرداء مرفوعًا: ((من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا، سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإنّ الملائكة لتضعُ أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكبن وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر)). رواه أبو داود والترمذي.

السؤال الثالث: اذكر ثلاثة من أهمّ الكتب المؤلفة فيفضل طلب العلم.
من الكتب التي صنّفت في فضل طلب العلم:
-كتاب: (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة) لا بن القيم.
-كتاب: (فضل علم السلف على علم الخلف) لابن رجب.
-ومن ذلك ما أفرده بعض العلماء في كتبهم من الأبواب في بيان فضل العلم؛ كالبخاري أفرد في صحيحه كتابًا للعلم، ضمّنه بابًا في فضل العلم، وكذلك فعل الإمام مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، والدارمي وغيرهم.

السؤال الرابع: أهل العلم الذين يُسمّون في الشريعة علماء علىصنفين اذكرهما مع التوضيح والاستدلال.
قسّم الطحاوي علماء الشريعة إلى صنفين:
الصنف الأول: الفقهاء في الكتاب والسنة، الذين تعلّموا الأحكام والسنن وعلّموها، الذين يُرحل إليهم في طلب العلم، وفقه مسائل الأحكام في العبادات، والمعاملات، والقضاء.
والصنف الآخر: أصحاب الخشية والخشوع على استقامة وسداد.
وهؤلاء قد دلّت الأدلّة من الكتاب والسنة أنهم من أهل العلم، وكذلك هم في ميزان الشريعة من أهل العلم، وكذلك عدّهم الرعيل الأول والسلف الصالح من العلماء وإن كانوا لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، وسبب ذلك ما قام في قلوبهم من الخشية والإنابة على الحقّ والهدى، الذي هو أصل العلم النافع.
وقد قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، وفي معنى {والذين لا يعلمون} وجهان للعلماء:
الأول: نفي حقيقته، أي الذين ليس لديهم علم.
الثاني: نفي فائدته؛ أي الذين لا ينتفعون بعلمهم.
وأصحاب الخشية والخشوع والإنابة هؤلاء قد حصّلوا صفو العلم وخلاصته، وذلك لما وفّقوا إليه من اليقين النافع، وحسن التذكّر والتفكّر والفهم والتبصّر، قال ابن مسعود: "كفى بخشية الله علمًا، وكفى بالاغترار به جهلًا" رواه ابن شيبة وغيره.
وهذا الصنف بما يجعل الله لهم من النور والفرقان الذي يميّزون به بين الحقّ والباطل، والهدى والضلالة، يحصل لهم من اليقين والثبات على سلوك الصراط المستقيم، ما هو من أعظم ثمرات العلم، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا ويكفّر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم}
لذا ينبغي لطالب العلم مع اشتغاله بطلب العلم الظاهر الذي هو التفقّه في أحكام الدين عقيدة وشريعة أن يحرص على صلاح قلبه بالعلم الباطن، فيعمر قلبه بخشية الله عزوجل، والإنابة إليه، واليقين به عزوجل؛ لأن هذا هو خالص العلم وأفضله، وأعلاه، وأجلّه قدرًا عند الله عزوجل.
ولأن أكثر ما يكون التقصير من طلاب العلم في هذا العلم الباطن، الذي هو خشية الله عزوجل والإنابة إليه، وهذا التقصير يكون له أثره في انتفاعهم بعلومهم، وأثره في عدم سلوكهم سبيل الهداية في كثير من الأمور.


السؤال الخامس: اذكر بعض الأمثلة للعلومالتي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها)) رواه مسلم.
والعلم الذي لا ينفع فسّر بتفسيرين:
-العلوم الضارّة.
-التفسير الآخر: عدم الانتفاع بالعلوم النافعة، لسبب أفضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم.
والعلوم الضارّة:كالسحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيرها من العلوم التي تُخالف هُدى الشريعة، وفيها انتهاك لحرمات الله عزوجل، وقولٌ على الله بغير علم، واعتداء على شرعه، واعتداء على عباده.
وكل علمٍ كان مخالفًا للكتاب والسنة، بأن كان يصدّ عن طاعة الله، أو يزيّن معصية الله تعالى، أو يحسّن ما جاءت الشريعة بتقبيحه، أو يقبّح ما جاءت الشريعة بتحسينه، فهو علم غير نافع، وإن زخرفه أصحابه بما استطاعوا من زخرف القول، فيحذر طالب العلم من القراءة في مثل هذه العلوم، خشية أن يفتن نفسه ويعرضها للشبهات التي تعلق بقلبه.
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .
إجابتك جيدة ، والتنسيق متميز ، بارك الله فيكِ .
وبالنسبة للسؤال الخامس ، لو حررت العناصر هكذا :

العلم منه نافع وغير نافع :
والعلم الذي لا ينفع فسر بتفسيرين :
الأول : العلوم الضارة [السحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيرها من العلوم التي تخالف هدى الشريعة ، وفيها انتهاك لحرمات الله ، وقول على الله بغير علم ، واعتداء على شرعه واعتداء على عباده] فكل ذلك من العلوم الضارة .
والثاني : عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها : بسبب أفضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم .
والعلوم التي لا تنفع كثيرة ، ومن أبرز علاماتها : مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة ، فكل علم تجده يصد عن طاعة الله ، أو يزين معصية الله ، أو يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه ، أو العكس فهو غير نافع وإن زخرفه أصحابه وادعوا فيه ما ادعوا .

خطر الانشغال بها وضرر تعلمها :
الفضول قد يدفع المتعلم إلى القراءة في ما لا ينفع ، فيعرض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة في العلم ، وقد قال تعالى : {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} .

لكانت أجود وأفضل تحريرا .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 4 شعبان 1436هـ/22-05-2015م, 01:22 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة أسئلة محاضرة: علاج الفتور في طلب العلم


س1: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك.
الله تعالى أمرنا بإقامة الدّين، فقال تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب}
والدين لا يقوم إلا على أساس من العلم والإيمان، فبالعلم يُعرف هُدى الله عز وجل، وبالإيمان يُتّبع هذا الهُدى، ومن قام بهذين الأمرين فقد أقام الدين، وكان له الوعد من الله تعالى بالهداية والنصر، والعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى قد كتب لأهل العلم والإيمان الرفعة والعزة والفضل العظيم في الدنيا والآخرة.

س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
النوع الأول: فتور طبيعي، تقتضيه طبيعة جسد الإنسان، وما جُبل عليه من ضعف النفس، وهذا لا يُلام عليه الإنسان.
النوع الثاني: وهو الفتور الذي يُلام عليه العبد، ويكون سببه ضعف اليقين، وضعف الصبر.

س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفهإلى الدنيا وملذاتها.
إن طلب العلم من أفضل الأعمال، وأحبّها إلى الله تعالى، وهذا لمن صحّت نيّته، فابتغى ثواب طلبه للعلم من الله تعالى.
وإنّ افتتان طالب العلم بالدنيا، وطلبه لعاجل متاعها، وما يحمله ذلك على الرياء، والعجب، وضعف العزيمة، والوهن، من الأسباب التي تؤدي إلى الضعف والفتور في طلبه للعلم، وربما الحرمان منه.
فينبغي لطالب العلم الحذر من هذه الأسباب؛ لما تؤدّي إليه من الآفات الخطيرة، فيتفقّد قلبه بين حينٍ وآخر، ويحرص على إخلاص القصد والنية لله تعالى في طلبه للعلم، وهذا ممّا يقوّي يقينه، وإذا حصل للمرء يقين ثابت بما جعله الله لطالب العلم من الثواب، والفضل، والرفعة في الدارين، فإن ذلك يحمله على الصبر، والثبات في طلبه للعلم؛ لأنه يعلم قيمة كل ساعة يقضيها في طلب العلم.

س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
السبب الأول: ضعف اليقين.
الثاني: ضعف الصبر.
وهما من أعظم الأسباب، ولكلّ منهما آفات كثيرة، لها أسباب عديدة تؤدّي إلى الفتور.
وإذا ضعف اليقين والصبر، سلّط على الإنسان كيد الشيطان، ومكائد النفس الخفية، ولا سبيل للخلاص من ذلك؛ إلا بالإلحاح والدعاء لله تعالى، مع إخلاص التوجّه والقصد له سبحانه.
وهناك أسباب أخرى للفتور، تندرج تحت هذين السببين:
الثالث: العجب.
الرابع: الرياء.
وهذان الداءان الخطيران من علل النفس التي تمحق بركة العلم، وإنما ينتجان عن ضعف اليقين؛ لأن الذي يوقن بمراقبة الله عز وجل له، ويوقن بأن ثواب الله أعظم من كلّ شيء، فهذا اليقين يصرف عن قلبه الرياء والعجب.
الخامس: عواقب الذنوب؛ فالإنسان قد يقترف بعض الذنوب الخطيرة، التي قد يُعاقب عليها بحرمانه من فضل العلم وبركته، ومن تلك الذنوب: الوقيعة في الأعراض.
السادس: التفاخر على الأقران؛ لما يُخشى على صاحبه، ألّا يبارك في علمه.
السابع: تحميل النفس ما لا تطيق؛ وهذا قد يعرضها للانقطاع عن طلب العلم.

س5: اذكر سبع وصايا لعلاج الفتور ، مع التوضيح الموجز لكل وصية.
-أعظم ما يُعالج به الفتور: تحصيل اليقين، وتحصيل الصبر.
وتحصيل العلاجات الأخرى هو تبعٌ لهذا العلاج.
واليقين هو أساس العلاج؛ لأن صاحب اليقين، يسهل عليه الصبر.
ومما يساعد على اكتساب اليقين: إقبال القلب على الله تعالى، وطلب الهدى.
وأما الصبر؛ فيُنال بالتصبّر، ففي الحديث: ((من يصبر يصبّره الله)).
-ومما يُعالج به الفتور أيضًا: تذكير النفس بفضل العلم وشرفه، وهذا مما يعين على إزالة الغفلة، وطول الأمل، الذي يؤدّي إلى الفتور.
-ومن ذلك أيضًا: الإعراض عن اللغو، وهو من أعظم أسباب الفلاح، وقد جعله الله تعالى بعد الصلاة مباشرة، فقال: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون}، وفي الآية تنبيه أن النفس تحتاج لغذاء يقوّيها، وإلى وقاية تحميها، والإعراض عن اللغو هو أصل الحماية؛ لأن كثير من الآفات قد تتسلّط على الإنسان لعدم إعراضه عن اللغو.
-ومن أسباب العلاج أيضًا: معرفة قدر النفس، وعدم تحميلها مالا تطيق، فيحرص على الاجتهاد فيما يُطيقه، وما ييسّره الله تعالى له.
- ومنها أيضًا: الحذر من علل النفس الخفيّة.
التي من ضررها انها قد تمنع من مواصلة طلب العلم، وتذهب ببركته؛ كالعجب، والغرور، والمراء، والتعالي، واستكثار العلم، والتفاخر، ونحو ذلك.
-ومنها أيضًا: تنظيم الوقت، وتقسيم الأعمال إلى أقسام.
فينجز في كلّ وقت قدرًا من العمل، ويحصل له بتجزئة الأعمال، إنجاز أعمال كثيرة بإذن الله تعالى.
-ومنها أيضًا: اختيار صحبة صالحة، فهو ممّا يعينه على طلب العلم.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 7 رمضان 1436هـ/23-06-2015م, 05:30 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة أسئلة محاضرة: علاج الفتور في طلب العلم


س1: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك.
الله تعالى أمرنا بإقامة الدّين، فقال تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب}
والدين لا يقوم إلا على أساس من العلم والإيمان، فبالعلم يُعرف هُدى الله عز وجل، وبالإيمان يُتّبع هذا الهُدى، ومن قام بهذين الأمرين فقد أقام الدين، وكان له الوعد من الله تعالى بالهداية والنصر، والعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى قد كتب لأهل العلم والإيمان الرفعة والعزة والفضل العظيم في الدنيا والآخرة.

س2: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
النوع الأول: فتور طبيعي، تقتضيه طبيعة جسد الإنسان، وما جُبل عليه من ضعف النفس، وهذا لا يُلام عليه الإنسان.
النوع الثاني: وهو الفتور الذي يُلام عليه العبد، ويكون سببه ضعف اليقين، وضعف الصبر.

س3: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفهإلى الدنيا وملذاتها.
إن طلب العلم من أفضل الأعمال، وأحبّها إلى الله تعالى، وهذا لمن صحّت نيّته، فابتغى ثواب طلبه للعلم من الله تعالى.
وإنّ افتتان طالب العلم بالدنيا، وطلبه لعاجل متاعها، وما يحمله ذلك على الرياء، والعجب، وضعف العزيمة، والوهن، من الأسباب التي تؤدي إلى الضعف والفتور في طلبه للعلم، وربما الحرمان منه.
فينبغي لطالب العلم الحذر من هذه الأسباب؛ لما تؤدّي إليه من الآفات الخطيرة، فيتفقّد قلبه بين حينٍ وآخر، ويحرص على إخلاص القصد والنية لله تعالى في طلبه للعلم، وهذا ممّا يقوّي يقينه، وإذا حصل للمرء يقين ثابت بما جعله الله لطالب العلم من الثواب، والفضل، والرفعة في الدارين، فإن ذلك يحمله على الصبر، والثبات في طلبه للعلم؛ لأنه يعلم قيمة كل ساعة يقضيها في طلب العلم.

س4: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
السبب الأول: ضعف اليقين.
الثاني: ضعف الصبر.
وهما من أعظم الأسباب، ولكلّ منهما آفات كثيرة، لها أسباب عديدة تؤدّي إلى الفتور.
وإذا ضعف اليقين والصبر، سلّط على الإنسان كيد الشيطان، ومكائد النفس الخفية، ولا سبيل للخلاص من ذلك؛ إلا بالإلحاح والدعاء لله تعالى، مع إخلاص التوجّه والقصد له سبحانه.
وهناك أسباب أخرى للفتور، تندرج تحت هذين السببين:
الثالث: العجب.
الرابع: الرياء.
وهذان الداءان الخطيران من علل النفس التي تمحق بركة العلم، وإنما ينتجان عن ضعف اليقين؛ لأن الذي يوقن بمراقبة الله عز وجل له، ويوقن بأن ثواب الله أعظم من كلّ شيء، فهذا اليقين يصرف عن قلبه الرياء والعجب.
الخامس: عواقب الذنوب؛ فالإنسان قد يقترف بعض الذنوب الخطيرة، التي قد يُعاقب عليها بحرمانه من فضل العلم وبركته، ومن تلك الذنوب: الوقيعة في الأعراض.
السادس: التفاخر على الأقران؛ لما يُخشى على صاحبه، ألّا يبارك في علمه.
السابع: تحميل النفس ما لا تطيق؛ وهذا قد يعرضها للانقطاع عن طلب العلم.

س5: اذكر سبع وصايا لعلاج الفتور ، مع التوضيح الموجز لكل وصية.
-أعظم ما يُعالج به الفتور: تحصيل اليقين، وتحصيل الصبر.
وتحصيل العلاجات الأخرى هو تبعٌ لهذا العلاج.
واليقين هو أساس العلاج؛ لأن صاحب اليقين، يسهل عليه الصبر.
ومما يساعد على اكتساب اليقين: إقبال القلب على الله تعالى، وطلب الهدى.
وأما الصبر؛ فيُنال بالتصبّر، ففي الحديث: ((من يصبر يصبّره الله)).
-ومما يُعالج به الفتور أيضًا: تذكير النفس بفضل العلم وشرفه، وهذا مما يعين على إزالة الغفلة، وطول الأمل، الذي يؤدّي إلى الفتور.
-ومن ذلك أيضًا: الإعراض عن اللغو، وهو من أعظم أسباب الفلاح، وقد جعله الله تعالى بعد الصلاة مباشرة، فقال: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون}، وفي الآية تنبيه أن النفس تحتاج لغذاء يقوّيها، وإلى وقاية تحميها، والإعراض عن اللغو هو أصل الحماية؛ لأن كثير من الآفات قد تتسلّط على الإنسان لعدم إعراضه عن اللغو.
-ومن أسباب العلاج أيضًا: معرفة قدر النفس، وعدم تحميلها مالا تطيق، فيحرص على الاجتهاد فيما يُطيقه، وما ييسّره الله تعالى له.
- ومنها أيضًا: الحذر من علل النفس الخفيّة.
التي من ضررها انها قد تمنع من مواصلة طلب العلم، وتذهب ببركته؛ كالعجب، والغرور، والمراء، والتعالي، واستكثار العلم، والتفاخر، ونحو ذلك.
-ومنها أيضًا: تنظيم الوقت، وتقسيم الأعمال إلى أقسام.
فينجز في كلّ وقت قدرًا من العمل، ويحصل له بتجزئة الأعمال، إنجاز أعمال كثيرة بإذن الله تعالى.
-ومنها أيضًا: اختيار صحبة صالحة، فهو ممّا يعينه على طلب العلم.
بارك الله فيكِ ، جواب جيد - وإن كان مختصرا عن الكرم المعتاد منكم - ، ولو حررنا الإجابة في السؤال الأول ، وعنصرناها فقلنا :
  • - بيان ذلك من القرآن : .... .
  • - بيان ذلك من السنة : ..... .
  • - بيان ذلك من الواقع والتاريخ : ..... .
لكان أجود تحريرا وأتم إجابة .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 5 محرم 1438هـ/6-10-2016م, 06:40 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة محاضرة (خطر التعالم والتحذير من المتعالمين)

السؤال الأول: بيّن معنى التعالم واذكر مظاهره.
التعالم: هو ادعاء العلم والتظاهر به.
فالتعالم من معاني صيغة (تفاعل) في اللغة: هو إظهار خلاف الباطن، ومنه قولهم: تماوت، تمارض، ... الخ.
والمتعالم: هو الجاهل الذي يدّعي العلم والمعرفة، ويتظاهر بهما، ويتلبس بلبلس أهل العلم، ويتحدث بلسانهم، وربما استعمل شيئا من أدواتهم وعباراتهم.
وأهل العلم يميزون المتعالم، ويحذرون من جهله وخطره، ويتصدون لخطئه ويبينونه.
مظاهر التعالم: منها:
1: التوصية بوصايا منهجية تعليمية خاطئة، فليس لهم من التمكن في التخصص ما يؤهلهم لإصدار هذه الوصايا، فيضلون طلاب العلم المبتدئين بهذه الوصايا.
2: الفتوى بغير علم؛ والتسرع إليها.
3: نقد الكتب والرجال؛ والتكلم فيهم بغير علم، وبغير تثبت.
4: التصدّر للوعظ والتذكير من غير تأهل؛ فيتجاوزون النقول والأخبار الصحيحة إلى إيراد الأحاديث الضعيفة، والأخبار الواهية.
5: التصدر للتدريس، وهم ليسوا بأهل لذلك.
6: التصدر للتأليف، وتحقيق الكتب، من دون اكتمال الأداة العلمية لذلك.
7: استغلال مواضع الحاجة عند العامة، فيدخلون عليهم من هذه المواضع، ثم يستغلون ذلك للتصدر.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir