دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 رجب 1440هـ/7-03-2019م, 01:28 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (142 - 158)

أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر
قول الله تعالى:

{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} البقرة.
2: حرّر القول في كل من:

أ: المراد بالقبلة في قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}.
ب: هل كانت الصلاة إلى بيت المقدس بوحي متلوّ؟
3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق "كما" في قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا} الآية.
ب: كيف كان تحويل الصلاة إلى الكعبة دليلا على عناية الله بهذه الأمة.
ج: مناسبة قوله تعالى: {ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع} لما قبله.

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.
ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.
ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) }.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسفهاء وموقفهم من تحويل القبلة في قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}.

ب: معنى قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} الآية.
3: بيّن ما يلي:
أ: المخاطب في الآية، ومعنى الذكر في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}.
ب: المراد بالإيمان وفائدة التعبير عنه بوصف الإيمان في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.
ج: معنى الصبر، وأنواعه، وفضله.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 رجب 1440هـ/7-03-2019م, 04:17 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.

يخبر سبحانه وتعالى أنه لكل أصحاب ملة من أهل الأديان وجهة يولونها وقبلة يرضونها، وقيل بمعنى: أن الله شرع للكل دينا هو دينه وهو ملة محمد وهو موليها إياهم وهاديهم للقبلة، ثم يأمر تعالى بالمبادرة للطاعة والاستباق للخيرات وما وجهه لنا سبحانه، ويستلزم ذلك عدم الاعتراض على أمره تعالى، ثم يذكرنا تعالى بالرجوع والحشر إليه والبعث من القبور، وهي موعظة تتضمن الوعيد والتحذير، ويختم الآية بوصف القدرة على كل شيء ومنها جمعكم من الأرض، لتناسب ما ذكر من الإتيان بهم والوفاء بما عملوا، ويقارب معنى هذه الآية قوله تعالى: {لكلٍّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا ولو شاء اللّه لجعلكم أمّةً واحدةً ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى اللّه مرجعكم جميعًا}[المائدة: 48].

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.

ذكر المفسرون في ذلك أربعة أقوال كالآتي:
الأول: أن أمة محمد تشهد يوم القيامة للأنبياء على أممهم بالتبليغ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير، واستدل عليه ابن كثير بما رواه الإمام أحمد عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يدعى نوحٌ يوم القيامة فيقال له: هل بلّغت؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذيرٍ وما أتانا من أحدٍ، فيقال لنوحٍ: من يشهد لك؟ فيقول: محمّدٌ وأمّته» قال: «فذلك قوله: {وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا}». قال: «الوسط: العدل، فتدعون، فتشهدون له بالبلاغ، ثمّ أشهد عليكم».
الثاني: بمعنى محتجين على سائر من خالفكم، ويكون الرسول محتجا عليكم ومبينا لكم، ذكره الزجاج.
الثالث: أي تشهدون لمحمد أنه بلغ الناس في مدته من اليهود والنصارى والمجوس، ذكره ابن عطية ونسبه لمجاهد.
الرابع: أي يشهد بعضكم على بعض بعد الموت، ذكره ابن عطية وابن كثير، واستشهدوا عليه بما رواه الحاكم وصححه عن جابر بن عبد اللّه، قال: شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جنازةً، في بني سلمة، وكنت إلى جانب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال بعضهم: واللّه -يا رسول اللّه -لنعم المرء كان لقد كان عفيفًا مسلمًا وكان وأثنوا عليه خيرًا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنت بما تقول». فقال الرّجل: اللّه أعلم بالسّرائر، فأمّا الذي بدا لنا منه فذاك. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «وجبت». ثمّ شهد جنازةً في بني حارثة، وكنت إلى جانب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال بعضهم: يا رسول اللّه، بئس المرء كان، إن كان لفظّاً غليظًا، فأثنوا عليه شرًّا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لبعضهم: «أنت بالذي تقول». فقال الرّجل: اللّه أعلم بالسّرائر، فأمّا الذي بدا لنا منه فذاك. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «وجبت». قال مصعب بن ثابتٍ: فقال لنا عند ذلك محمّد بن كعب: صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ قرأ: {وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا}
ورجح الزجاج القول الأول لمناسبته للسياق، ولشبهه بقوله {وسطا}.

ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
ذكر المفسرون في معناها قولين:
الأول: أن المراد بالناس هنا عموم اللفظ فيشمل اليهود وكفار العرب، فيكون الاستثناء متصلا، والمعنى لئلا يكون للناس عليكم حجة، إلا من ظلم باحتجاجه فيما قد وضح له، ذكره الزجاج ورجحه، وذكره ابن عطية.
الثاني: أن المراد بالناس اليهود فقط ثم استثنى كفار العرب، فيكون الاستثناء منفصلا، بمعنى: لكن الذين ظلموا منهم يعني كفار قريش في قولهم رجع محمد إلى قبلتنا وسيرجع إلى ديننا كله، ذكره الزجاج، وذكره ابن عطية وضعفه لقوله تعالى: {منهموذكره ابن كثير ونسبه إلى أبي العالية ومجاهد، وعطاء، والضّحّاك، والرّبيع بن أنس، وقتادة، والسّدّي.

3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.

قال ابن عطية في ذلك هو تأكيد من الله تعالى لكون التحويل أمرا صعبا على نفوسهم، فأكده ليخفف عنهم وتسكن نفوسهم إليه،
وذكر ابن كثير ثلاث حكم في ذلك:
الأولى: ما ذكره ابن عطية من التأكيد لأنه أول ناسخ وقع في الإسلام،
والثانية: أن كل موضع منزل على حال، ثم ذكر قولين في ذلك التوجيه:
قال الرازي: الأمر الأوّل لمن هو مشاهدٌ الكعبة، والثّاني لمن هو في مكّة غائبًا عنها، والثّالث لمن هو في بقيّة البلدان.
وقال القرطبي: الأوّل لمن هو بمكّة، والثّاني لمن هو في بقيّة الأمصار، والثّالث لمن خرج في الأسفار.
والثالثة: تعلق كل موضع بالسياق، فالموضع الأول إجابة إلى طلبه والأمر بالقبلة التي كان يود التوجه إليها ويرضاها، والموضع الثاني: بين أنه الحق من الله يحبه ويرتضيه والذي هو موافق لرضا النبي، والموضع الثالث: ذكر حكمة قطع حجة المخالفين من اليهود ومشركي العرب.

ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
يظهر هذا في سرعة الاستجابة لأمر الله ورسوله والتنفيذ الفوري لما سمعوه من الأمر، مع عدم الحرج في تأجيل تنفيذه بعد هذه الصلاة لو كانوا فعلوا ذلك، كما روى البخاري عن البراء -رضي اللّه عنه-: «أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلاها، صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ. فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه، فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد باللّه لقد صليت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجالًا قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}».
كما يظهر في المبادرة إلى فعل الطاعات والحسنات واستغلال الفرص، كما روى النّسائيّ عن أبي سعيد بن المعلى قال: «كنّا نغدو إلى المسجد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فنمرّ على المسجد فنصلّي فيه، فمررنا يومًا -ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قاعدٌ على المنبر-» فقلت: «لقد حدث أمرٌ، فجلست، فقرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية: {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها} حتّى فرغ من الآية». فقلت لصاحبي: «تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فنكون أوّل من صلّى، فتوارينا فصلّيناهما. ثمّ نزل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فصلّى للنّاس الظّهر يومئذٍ».

ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.
ذكر ابن كثير أن الاستعانة بالصبر والصلاة هما أجود ما يستعان به على تحمل المصائب، كما في الحديث: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حزبه أمرٌ صلّى، وذكر الزجاج أن المعنى: أي بالثبات على ما أنتم عليه، وإن نالكم فيه مكروه في العاجل، وذكر ابن عطية أنهما رادعان عن المعاصي.
كما ورد في فضل الصبر أقوال كثيرة منها قول عليّ بن الحسين زين العابدين: «إذا جمع اللّه الأوّلين والآخرين ينادي منادٍ: أين الصّابرون ليدخلوا الجنّة قبل الحساب؟ قال: فيقوم عنق من النّاس، فتتلقّاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون: إلى الجنّة. فيقولون: وقبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: الصّابرون، قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا على طاعة اللّه، وصبرنا عن معصية اللّه، حتّى توفّانا اللّه. قالوا: أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنّة، فنعم أجر العاملين».، وقول سعيد بن جبيرٍ: «الصّبر اعتراف العبد للّه بما أصاب منه، واحتسابه عند اللّه رجاء ثوابه، وقد يجزع الرّجل وهو متجلّد لا يرى منه إلّا الصّبر»

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 رجب 1440هـ/7-03-2019م, 04:33 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.
بعد ذكر تعالى تحويل القبلة وما قاله السفهاء في ذلك، وحاجَّهم في أمرها، أخبر تعالى أن لكل قوم قبلة يتجهون إليها، او أنه يولي أهل كل دين قبلتهم التي ارتضاها لهم، قال ابن عطية: "وقالت فرقة: المعنى أن للكل دينا وشرعا وهو دين الله وملة محمد وهو موليها إياهم اتبعها من اتبعها وتركها من تركها، وقال قتادة: المراد أن الصلاة إلى الشام ثم الصلاة إلى الكعبة لكل واحدة منهما وجهة الله موليها إياهم"، ثم أمر تعالى باستباق الخيرات والمبادرة غلى الطاعات، فقال: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}، ومن ذلك الاتجاه نحو الكعبة قبلة المسلمين ودين خاتم النبيين، ثم وعظ تعالى وحذر بالبعث والحشر؛ فقال: {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا}، وأتبع ذكر بذكر قدرته تعالى على كل شيء؛ فختمت الآية بصفة من صفات الله تعالى متناسبة مع الأمر المتقدم عليها.

2:
حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.

1- المراد الشهادة في الآخرة على جميع الأمم التي كذبت بلاغ رسلها إليها؛ فتشهد هذه الأمة بصدقهم فيما بلغوا- بناء على الوحي الذي جاء إلينا بذلك-، ويشهد رسول الله عليه وسلم بصدقهم في تلك الشهادة.
2- المراد شهادتهم واحتجاجهم في الدنيا على سائر المخالفين، وبيان النبي صلى الله عليه وسلم لهم واحتجاجه عليهم،، وفي هذا القول نظر؛ لأن الرسول مبين لسائر الناس.
3- وقال مجاهد: معنى الآية تشهدون لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه قد بلغ الناس في مدته من اليهود والنصارى والمجوس.
4- معنى الآية يشهد بعضكم على بعض بعد الموت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مرت به جنازة فأثني عليها بالخير، فقال: «وجبت» ثم مر بأخرى، فأثني عليها بشرّ، فقال:«وجبت»، يعني الجنة والنار، فسئل عن ذلك، فقال: «أنتم شهداء الله في الأرض»، وروي في بعض الطرق أنه قرأ لتكونوا شهداء على النّاس.
الترجيح: أرى - والله أعلم- أن الأقوال جميعها متعاضدة غير متعارضة فيما بينها؛ فيجوز أن يكون المراد شهادتهم في الدنيا على بعضهم بعد الموت، واحتجاجهم على المخالفين لهم، وفي الآخرة على بلاغ الأنبياء لأقوامهم ومن ذلك بلاغ النبي صلى الله عليه وسلم لسائر الناس،.


ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
المعنى: قد عرفكم الله أمر الاحتجاج في القبلة لئلا يكون للناس عليكم حجة، إلا من ظلم باحتجاجه فيما قد وضح له، كما تقول: ما لك على من حجة إلا الظلم، المعنى: ما لك عليّ من حجة ألبتّة، ولكنك تظلمني، وما لك على حجة إلا ظلمي, وإنما سميّ حجة ؛ لأن المحتج به سماه حجة وحجّته داحضة عند اللّه.
والمراد بالناس عمومهم، عربا ويهودا وغيرهم. فالاستثناء متصل، والمراد بالظلمة كل من تكلم في هذا من مشرك ويهودي وغيرهم في قولهم ما ولّاهم استهزاء، وفي قولهم: تحير محمد في دينه، وغير ذلك من الأقوال. وهذا هو الراجح والله أعلم؛ لأن الحمل على العموم أولى.
وقيل: المراد اليهود؛ فيكون الاستثناء منقطعا، والمراد بالظلمة مشركي العرب، يعني كفار قريش في قولهم رجع محمد إلى قبلتنا وسيرجع إلى ديننا كله، وقد ضعف ابن عطية هذا القول؛ لقوله تعالى: {منهم}؛ مما دل على اتصال الاستثناء، وهو الأصل.
قال ابن كثير: "ووجّه بعضهم حجّة الظّلمة وهي داحضةٌ أن قالوا: إنّ هذا الرّجل يزعم أنّه على دين إبراهيم: فإن كان توجّهه إلى بيت المقدس على ملّة إبراهيم، فلم رجع عنه؟ والجواب: أنّ اللّه تعالى اختار له التّوجّه إلى بيت المقدس أوّلًا لما له تعالى في ذلك من الحكمة، فأطاع ربّه تعالى في ذلك، ثمّ صرفه إلى قبلة إبراهيم وهي الكعبة فامتثل أمر اللّه في ذلك أيضًا، فهو، صلوات اللّه وسلامه عليه، مطيعٌ للّه في جميع أحواله، لا يخرج عن أمر اللّه طرفة عينٍ، وأمته تبع له."

3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.

للعلماء في ذلك أقوال بسطها فخر الدين الرازي، وأهمها كما ذكروا:
1- تأكيدا من الله تعالى؛ لأن أمر التحويل كان صعبا على نفوسهم؛ فهو أول ناسخ في الإسلام، كما روي عن ابن عباس؛ فكررت تأكيدا واهتماما ليقبلوا على الامتثال.
2- هو منزّلٌ على أحوال، فالأمر الأوّل لمن هو مشاهدٌ الكعبة، والثّاني لمن هو في مكّة غائبًا عنها، والثّالث لمن هو في بقيّة البلدان، هكذا وجّهه فخر الدّين الرّازيّ.
3- الأوّل لمن هو بمكّة، والثّاني لمن هو في بقيّة الأمصار، والثّالث لمن خرج، في الأسفار. ذكره القرطبيّ ورجّحه ».

4- إنّما ذكر ذلك لتعلّقه بما قبله أو بعده من السّياق، فقال: «أوّلًا» {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها...} فذكر في هذا المقام إجابته إلى طلبته وأمره بالقبلة التي كان يودّ التّوجّه إليها ويرضاها؛ وقال في الأمر الثّاني: {ومن حيث خرجت فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وإنّه للحقّ من ربّك وما اللّه بغافلٍ عمّا تعملون} فذكر أنّه الحقّ من اللّه وارتقى عن المقام الأوّل، حيث كان موافقًا لرضا الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم فبيّن أنّه الحقّ أيضًا من اللّه يحبّه ويرتضيه، وذكر في الأمر الثّالث حكمة قطع حجّة المخالف من اليهود والمشركين.

ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
يتجلى فضل الصحابة رضوان الله عليهم في هذه الحادثة؛ من خلال سرعة امتثالهم للأمر الناسخ لما تقدم الأمر به إليهم؛ حيث كانوا يصلون فأتاهم من أخبرهم بأمر التحويل؛ فاستداروا من فورهم إلى الكعبة، لم يتلكؤوا او يتباطؤوا، أو ينتظروا حتى ينتهوا من صلاتهم ليتأكدوا من صدق الخبر، وإنما امتثلوا وبادروا فور بلوغ الخبر إليهم.
فعن البراء -رضي اللّه عنه-: «أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلاها، صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ. فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه، فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد باللّه لقد صليت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجالًا قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}», انفرد به البخاريّ من هذا الوجه. ورواه مسلمٌ من وجهٍ آخر.

ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.

حُذف المتعلق للعموم؛ فيدل على كل ما يستعان عليه من أمور الدين والدنيا، فالعبد إما أن يكون في نعمة يستعين عليها بالشكر، أو نقمة يستعين عليها بالصبر، والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 رجب 1440هـ/10-03-2019م, 03:17 AM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

أبدأ مستعينة بالله تعالى الإجابة على المجموعة الأولى

المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} البقرة.


نزلت هذه الآيات من سورة البقرة بعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأمره ربه سبحانه أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود واستقبلها لأشهر قلائل ثم أمره الله تعالى أن يغير قبلته في الصلاة وأن يستقبل الكعبة، وكان صلى الله عليه وسلم يحبها.
قال تعالى ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها) يخبر الله تعالى نبيه أنه يعلم ما في قلبه من حب لاستقبال قبلة إبراهيم عليه السلام، فقد كان نبي الله يدعو ربه وينظر إلى السماء طمعا في استجابة الباري لسؤاله، فأمره تعالى أن يوجه إليها وجهه في صلاته.
وقد أورد ابن عطية أوجه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم التحول للكعبة :
قال مجاهد : لقول اليهود ما علم محمد دينه حتى اتبعنا.
وقال ابن عباس : ليصيب قبلة إبراهيم عليه السلام
وقال الربيع والسدي : ليستألف العرب لمحبتها في الكعبة.
(فولّ وجهك شطر المسجد الحرام ) : هذا أمر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يوجه وجهه قبل الكعبة.
(وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره): وأمر باستقبالها من نواحي الأرض كلها، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها.
(وإن فريقا من أهل الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم) : أي أن اليهود والنصارى رغم جحودهم واستنكارهم لتحويل القبلة فإنهم على علم في كتبهم بأمرها .
(وما الله بغافل عما يعملون) : في الآية تهديد لهم ووعيد شديد على توليهم عن الحق وسعيهم لبث الشك في قلوب المؤمنين.

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقبلة في قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}.

أورد ابن عطية رحمه الله تعالى قولان عن السلف في المراد بالقبلة في هذه الآية:
القول الأول : بيت المقدس، قاله قتادة والسدي وعطاء وغيرهم، وذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الثاني : الكعبة، قاله ابن عباس رضي الله عنهما.

ب: هل كانت الصلاة إلى بيت المقدس بوحي متلوّ؟
نعم، كانت الصلاة إلى بيت المقدس بوحي متلوّ، فقد أورد ابن عطية عن الضحاك أنه قال : إنّ الأحبار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن بيت المقدس هو قبلة الأنبياء، فإن صلّيت إليه اتبعناك، فأمره الله بالصلاة إليه امتحانا لهم فلم يؤمنوا.
الشاهد في هذا الأثر : (فأمره الله)
كما فسّر ابن كثير الآية بقوله : يقول تعالى : إنما شرعنا لك يا محمد التوجه أولا إلى بيت المقدس ثم صرفناك عنها إلى الكعبة ليظهر حال من يتبعك ويطيعك ويستقبل معك حيثما توجهت ممن ينقلب على عقبيه.
والتشريع يلزم منه نزول الوحي.

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق "كما" في قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا} الآية.

(كما) متعلق بقوله تعالى : (فاذكروني أذكركم)
أي اذكروني بالشكر والإخلاص كما أرسلنا فيكم رسولا.

ب: كيف كان تحويل الصلاة إلى الكعبة دليلا على عناية الله بهذه الأمة.
اختار الله تعالى لهذه الأمة أكمل الهدى، وباستقبال الكعبة كملت لها الشريعة من كل جوانبها، وفي هذا دليل على عناية الله تعالى بهذه الأمة.

ج: مناسبة قوله تعالى: {ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع} لما قبله.
لما ذكر الله تعالى الابتلاء ببذل النفس في الجهاد بيّن سبحانه أنواعا أخرى منا الابتلاء الذي يطهر الله به عباده ويرقيهم إلى الدرجات العلى، فالدنيا دار اختبار ، يُختبر العبد فيها بما يقدره الله تعالى عليه.
وقال بعض العلماء إن المراد بهذهالآية مؤن الجهاد وكلفه، والخوف من العدو ، فناسب هذا الوجه الآية التي قبلها، والتي أخبرت عن أحوال الشهداء.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 رجب 1440هـ/14-03-2019م, 03:51 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (142 - 158)



أحسنتم، بارك الله فيكم وسدّدكم.

المجموعة الأولى:

1: للا حسناء الشنتوفي د
بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 ب: استدلالك بالأثر المروي عن الضحاك على أن التوجه لبيت المقدس كان بوحي متلوّ لا يصلح، لأن الله تعالى يأمر نبيه بأوامر، تارة في القرآن فهنا يكون الوحي متلوّا، وتارة يأمره على لسان جبريل فيكون وحيا ولكن غير متلوّ، وفي المسألة قول ثالث وهو أن صلاته صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس كانت اجتهادا منه.
والراجح أن التوجّه إلى بيت المقدس كان بوحي لقوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها}، فلو صحّ أثر ابن عباس "أول ما نسخ من القرآن القبلة" كان متلوّا، وإن لم يصحّ كان التحويل بوحي غير متلوّ.
ج3 أ: في متعلّق {كما} ثلاثة أقوال، راجعيها من التفاسير الثلاثة، ولا تكتفي بتفسير واحد.
ب: تحويل الصلاة إلى القبلة دليل على العناية الإلهية لأنه وفق هذه الأمة واختار لها قبلة إبراهيم، فكانت أمة وسطا خيارا، لم تغل كاليهود، ولم تغالي كالنصاري.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 رجب 1440هـ/14-03-2019م, 04:07 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

المجموعة الثانية:
2: هيثم محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3 ج: راجع جواب الأستاذة رقية للفائدة.



3: رقية عبد البديع أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: يلاحظ عم نسبتك للأقوال، فاعتني بها جيدا.





رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 شعبان 1440هـ/13-04-2019م, 04:11 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158(.

(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)
الصفا في اللغة: هي الحجارة الصلبة، والمرة في اللغة: هي الحجارة اللينة، وقد قيل في سبب تأنيث المروة أقوال: أولها أن آدم وقف على الصفا وحواء وقفت على المروة فأنثت المروة لذلك، وقيل: كان على الصفا صنم اسمه اسافاً وعلى المروة صنماً يدعى نائلة فأنثت لذلك.
والمراد منهما الجبلان اللذان كانت هاجر تسعى بينهما بحثاً عن الماء اللذان في مكة، وهاذين الجبيلين هما من شعائر الله أي علم من أعلام المتعبدات بها لله، وهو مأخوذ من قولهم شعرت به أي: علمته.
(فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ)
حجّ في اللغة: قصد وتكرر، واعتمر في اللغة أي: زار وتكرر، وهو مأخوذ من عمرت الموضع، أما المراد منهما هو الج والعمرة المعروفان في الدين.
(فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)
الجناح: الإثم والميل عن الحق والطاعة، وليس المقصود منه إباحة الطواف لمن أراد ذلك، بل المقصد رفع الحرج الذي وقع في نفوس بعض العرب، وفي سبب نزول الآية اختلاف فقد ذكر فيه ثلاث قصص مختلفة:
الأولى: أن طائفة من تهامة كانت لا تطوف بين الصفا والمروة في الجاهلية لأن الجن والشياطين كانت تطوف بينهما، فلما جاء الإسلام كذلك تحرجوا من الطواف بينهما، وهو الذي عليه اين عباس.
الثانية: أن الأنصار كانوا يهلون لمناة التي بالمشلل في الجاهلية ومن تعظيمهم لها كانوا لا يطوفون بين إساف ونائلة اللذان على الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام تحرجوا من السعي بينهما فنزلت الآية، وهذا ما ذكرته عائشة رضي الله عنها.
الثالثة: أن العرب كانت تطوف بين اساف ونائلة في الجاهلية إجلالاً لهما، فلما جاء الإسلام كرهوا السعي هنالك، وهو الذي عليه أنس رضي الله عنه.
وقد رفع الإسلام هذا الحرج بنزول هذه الآية، وأكد على شرعية السعي بينهما، فقد سعى الرسول صلى الله عليه وسلم بينهما وقال عندما أراد السعي: (ابدأ بما بدأ الله به) أي: بدأ بالصفا.
وقد أختلف العلماء في حكم السعي بينهما، فمنهم من قال بأنه ركن، ومنهم من قال بأنه واجب، ومنهم من قال بأنه مستحب.
(وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا)
من قال بوجوب السعي علله بزيادة أعمال البر بعد القيام بالواجب فجعله عاماً، أو التطوع بأداء حجاً أو عمرة بعد الفريضة، أو زاد بعد السعي سبعاً الواجب لثامن أو تاسع ونحوه، أما من قال بالاستحباب فقد كان هذا دليله على منهجه وقال بأن المراد به من تطوع بالسعي بينهما.
(من) إما تكون بمعنى الذي، أي: والذي تطوع دلالة على الماضي، وإما تكون شرطية، ويكون جوابها في (فإن الله شاكر عليم)، فتدل على الاستقبال.
(فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)
شاكر أي: يبذل الثواب والجزاء لعبادة، ويثيب على القليل بالكثير.
عليم: بالنيات والأعمال والجزاء الذي يستحقه عليها فلا يبخسه حقه، وقد يزيد في الثواب لمن يشاء كما في وقوله تعالى: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً).

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسفهاء وموقفهم من تحويل القبلة في قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}.

في المراد بالسفهاء من الناس ثلاثة أقوال:
1. كفار أهل مكة، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
وقد كان موقفهم موقف استعلاء وفخر، فقد قالوا ما رجع إلى قبلتنا إلا لعلمه بأن ما نحن عليه هو الحق، وأنه سيرجع إلى ديننا.
2. اليهود والمنافقون، قال به السدي ذكره ابن عطية، وذكره الزجاج وابن كثير.
وقد كان موقفهم موقف استهزاء وازدراء، فقالوا استهزاءً بأن محمد قد اشتاق لموطنه.
3. الأحبار من اليهود، قال به ابن عباس ذكره ابن عطية، ومجاهد ذكره ابن كثير
وقد كان موقفهم هو محاولة إغواء وفتنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومحالة إعادته لما كان عليه، فقد قالوا: يا محمد ما ولاك عن قبلتنا ارجع إليها ونؤمن بك، وهم لا ينوون الإيمان به في الحقيقة.
والذي رجحه ابن عطية وابن كثير أن الآية تعمهم جميعاً، فهم من جملة ممن قال بهذه المقولة.

ب: معنى قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} الآية.
ينقسم معنى هذه الآية إلى قولين يعودان إلى القولين في المراد بالقبلة في قوله تعالى: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها)، وهما:
1. أن القبلة هي بيت المقدس، وهو قول قتادة والسدي وعطاء وغيرهم، فيكون معنى الآية: لم تكن صلاتك لبيت المقدس إلا فتنة واختبار للعرب الذين يألفون مكة أكثر من بيت المقدس.
وقيل هو كذلك اختبار لليهود الذين قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يصلي للبيت المقدس لأنه قبلة الأنبياء فإن صلى إليه اتبعوه، فلما أمره سبحانه وتعالى بالصلاة إليه اختباراً فلم يتبعوه ويؤمنوا به كما ذكر في قول الضحاك، ذكره عنهم ابن عطية، وذكره ابن كثير أيضاً.
2. أن القبلة هي الكعبة، وهو قول ابن عباس، فيكون معنى الآية: لم تكن صلاتك للكعبة التي أنت عليها الآن وحولناك إليها إلا اختبارً وامتحاناً للجميع فيظهر الصادق من الكاذب، فظهر بسبب ذلك المنافقين واليهود الذين أكثروا الكلام على ذلك مما سبب ارتياب بعض المؤمنين، ذكره ابن عطية.

وفي قوله تعالى (لنعلم) أقوال لتفسير النون:
1. أنها نون العظمة، أي: ليعلم رسوله والمؤمنون الذين هم حزبه الله وخاصته.
2. أنها ذكر لعلم الله وقت فعلتهم تلك، فعلمه الذي سبق لا يتعلق به الثواب والعقاب، أما هذا العلم يتعلق به الثواب والعقاب، فهو علم من نوع آخر ولا يختلف عن علمه السابق.
وقد وردت أقوال أخرى كلاها تصب في معنى التمييز بين من استحق الثواب أو العقاب بسبب عمله، مثل قولهم لنعلم أي: لنثيب أو لنرى أو لنميز.
وجميعها أقوال متقاربة كما قال ابن عطية بعد إيراده للأقوال، وجميعها تصب في نفي العلم بعد أن لم يكن.


3: بيّن ما يلي:
أ: المخاطب في الآية، ومعنى الذكر في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}.

فيه قولين لأهل العلم:
1. أن المخاطبين هم مشركو العرب، وذكرهم يكون بتوحيد الله واتباع شرعه الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكره لهم يكون بمغفرته لذنوبهم ورحمته بهم، وهذا هو قول الزجاج.
2. أن المخاطبين هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم المؤمنون به، وذكرهم لله يكون بطاعته واتباع أوامره واجتناب نواهيه، وكذلك بذكره باللسان، وكل ذلك يدل على شكرهم لنعمه التي أنعمها عليهم وأعظمها هي إرسال رسول إليهم، وذكره لهم يكون مغفرته لذنوبهم ورحمته بهم، وهذا هو قول ابن عطية وابن كثير.

ب: المراد بالإيمان وفائدة التعبير عنه بوصف الإيمان في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.
المراد بالإيمان هنا فيه عدة أقوال:
1. الصلاة التي صلوها لبيت المقدس وثوابها، قال به ابن عباس والبراء بن عازب وقتادة والسدي والربيع وغيرهم، وقد سميت كذلك لأنها صدرت من إيمان وتصديق بالقبلة، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
2. التصديق بأمر الاتجاه لبيت المقدس وبالرسول وبأمر التحول للقبلة الأخرى، روي عن ابن عباس، ذكره الزجاج وابن كثير.
3. الرسول صلى الله عليه وسلم، أي: ما كان الله ليضيع رسوله وانصرافكم معه حيث انصرف، قاله الحسن البصري، ذكره عنه ابن كثير.

وفائدة التعبير بالإيمان عدة فوائد:
1. لأن الإيمان تدور عليه الأعمال وهو الذي يثبت سواء توجه إلى هنا أو هناك في القبلة.
2. لأنه (على القول بأنه الصلاة) لا يندرج تحته صلاة المنافقين إلى بيت المقدس الذي يخلو من الإيمان.
3. لأن الصلاة (على القةل بأنه الصلاة) هي من شعب الإيمان.

ج: معنى الصبر، وأنواعه، وفضله.
الصبر: هو الثبات على الأمر وملازمته حتى وإن نالنا منه مكروه في العاجل، وهو اعتراف منا بما أصابنا مع احتساب الأجر رجاء الثواب من الله عليه، وقيل هو الصوم ومنه قيل لشهر رمضان شهر الصبر.
وله نوعان ذكرهما ابن كثير: صبر على المعاصي والمآثم، وصبر على فعل الطاعات، وقد ذكر أهل العلم نوع آخر وهو الصبر على الأقدار المؤلمة.
وفضله عظيم ففي يوم القيامة ينادي مناد أين الصابرون فيدخلون الجنة قبل الحساب فيدخلون الجنة، ويدل على ذلك قوله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 شعبان 1440هـ/15-04-2019م, 12:19 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة إبراهيم الزبيري مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158(.

(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)
الصفا في اللغة: هي الحجارة الصلبة، والمرة [المروة] في اللغة: هي الحجارة اللينة، وقد قيل في سبب تأنيث المروة أقوال: أولها أن آدم وقف على الصفا وحواء وقفت على المروة فأنثت المروة لذلك، وقيل: كان على الصفا صنم اسمه اسافاً وعلى المروة صنماً يدعى نائلة فأنثت لذلك.
والمراد منهما الجبلان اللذان كانت هاجر تسعى بينهما بحثاً عن الماء اللذان في مكة، وهاذين الجبيلين هما من شعائر الله أي علم من أعلام المتعبدات بها لله، وهو مأخوذ من قولهم شعرت به أي: علمته.
(فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ)
حجّ في اللغة: قصد وتكرر، واعتمر في اللغة أي: زار وتكرر، وهو مأخوذ من عمرت الموضع، أما المراد منهما هو الج والعمرة المعروفان في الدين.
(فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)
الجناح: الإثم والميل عن الحق والطاعة، وليس المقصود منه إباحة الطواف لمن أراد ذلك، بل المقصد رفع الحرج الذي وقع في نفوس بعض العرب، وفي سبب نزول الآية اختلاف فقد ذكر فيه ثلاث قصص مختلفة:
الأولى: أن طائفة من تهامة كانت لا تطوف بين الصفا والمروة في الجاهلية لأن الجن والشياطين كانت تطوف بينهما، فلما جاء الإسلام كذلك تحرجوا من الطواف بينهما، وهو الذي عليه اين عباس.
الثانية: أن الأنصار كانوا يهلون لمناة التي بالمشلل في الجاهلية ومن تعظيمهم لها كانوا لا يطوفون بين إساف ونائلة اللذان على الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام تحرجوا من السعي بينهما فنزلت الآية، وهذا ما ذكرته عائشة رضي الله عنها.
الثالثة: أن العرب كانت تطوف بين اساف ونائلة في الجاهلية إجلالاً لهما، فلما جاء الإسلام كرهوا السعي هنالك، وهو الذي عليه أنس رضي الله عنه.
وقد رفع الإسلام هذا الحرج بنزول هذه الآية، وأكد على شرعية السعي بينهما، فقد سعى الرسول صلى الله عليه وسلم بينهما وقال عندما أراد السعي: (ابدأ بما بدأ الله به) أي: بدأ بالصفا.
وقد أختلف العلماء في حكم السعي بينهما، فمنهم من قال بأنه ركن، ومنهم من قال بأنه واجب، ومنهم من قال بأنه مستحب.
(وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا)
من قال بوجوب السعي علله بزيادة أعمال البر بعد القيام بالواجب فجعله عاماً، أو التطوع بأداء حجاً أو عمرة بعد الفريضة، أو زاد بعد السعي سبعاً الواجب لثامن أو تاسع ونحوه، أما من قال بالاستحباب فقد كان هذا دليله على منهجه وقال بأن المراد به من تطوع بالسعي بينهما.
(من) إما تكون بمعنى الذي، أي: والذي تطوع دلالة على الماضي، وإما تكون شرطية، ويكون جوابها في (فإن الله شاكر عليم)، فتدل على الاستقبال.
(فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)
شاكر أي: يبذل الثواب والجزاء لعبادة، ويثيب على القليل بالكثير.
عليم: بالنيات والأعمال والجزاء الذي يستحقه عليها فلا يبخسه حقه، وقد يزيد في الثواب لمن يشاء كما في وقوله تعالى: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً).

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسفهاء وموقفهم من تحويل القبلة في قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}.

في المراد بالسفهاء من الناس ثلاثة أقوال:
1. كفار أهل مكة، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
وقد كان موقفهم موقف استعلاء وفخر، فقد قالوا ما رجع إلى قبلتنا إلا لعلمه بأن ما نحن عليه هو الحق، وأنه سيرجع إلى ديننا.
2. اليهود والمنافقون، قال به السدي ذكره ابن عطية، وذكره الزجاج وابن كثير.
وقد كان موقفهم موقف استهزاء وازدراء، فقالوا استهزاءً بأن محمد قد اشتاق لموطنه.
3. الأحبار من اليهود، قال به ابن عباس ذكره ابن عطية، ومجاهد ذكره ابن كثير
وقد كان موقفهم هو محاولة إغواء وفتنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومحالة إعادته لما كان عليه، فقد قالوا: يا محمد ما ولاك عن قبلتنا ارجع إليها ونؤمن بك، وهم لا ينوون الإيمان به في الحقيقة.
والذي رجحه ابن عطية وابن كثير أن الآية تعمهم جميعاً، فهم من جملة ممن قال بهذه المقولة.

ب: معنى قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} الآية.
ينقسم معنى هذه الآية إلى قولين يعودان إلى القولين في المراد بالقبلة في قوله تعالى: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها)، وهما:
1. أن القبلة هي بيت المقدس، وهو قول قتادة والسدي وعطاء وغيرهم، فيكون معنى الآية: لم تكن صلاتك لبيت المقدس إلا فتنة واختبار للعرب الذين يألفون مكة أكثر من بيت المقدس.
وقيل هو كذلك اختبار لليهود الذين قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يصلي للبيت المقدس لأنه قبلة الأنبياء فإن صلى إليه اتبعوه، فلما أمره سبحانه وتعالى بالصلاة إليه اختباراً فلم يتبعوه ويؤمنوا به كما ذكر في قول الضحاك، ذكره عنهم ابن عطية، وذكره ابن كثير أيضاً.
2. أن القبلة هي الكعبة، وهو قول ابن عباس، فيكون معنى الآية: لم تكن صلاتك للكعبة التي أنت عليها الآن وحولناك إليها إلا اختبارً وامتحاناً للجميع فيظهر الصادق من الكاذب، فظهر بسبب ذلك المنافقين واليهود الذين أكثروا الكلام على ذلك مما سبب ارتياب بعض المؤمنين، ذكره ابن عطية.

وفي قوله تعالى (لنعلم) أقوال لتفسير النون:
1. أنها نون العظمة، أي: ليعلم رسوله والمؤمنون الذين هم حزبه الله وخاصته.
2. أنها ذكر لعلم الله وقت فعلتهم تلك، فعلمه الذي سبق لا يتعلق به الثواب والعقاب، أما هذا العلم يتعلق به الثواب والعقاب، فهو علم من نوع آخر ولا يختلف عن علمه السابق.
وقد وردت أقوال أخرى كلاها تصب في معنى التمييز بين من استحق الثواب أو العقاب بسبب عمله، مثل قولهم لنعلم أي: لنثيب أو لنرى أو لنميز.
وجميعها أقوال متقاربة كما قال ابن عطية بعد إيراده للأقوال، وجميعها تصب في نفي العلم بعد أن لم يكن.
[ القول الأول فيه تأويل للآية]

3: بيّن ما يلي:
أ: المخاطب في الآية، ومعنى الذكر في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}.

فيه قولين لأهل العلم:
1. أن المخاطبين هم مشركو العرب، وذكرهم يكون بتوحيد الله واتباع شرعه الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكره لهم يكون بمغفرته لذنوبهم ورحمته بهم، وهذا هو قول الزجاج.
2. أن المخاطبين هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم المؤمنون به، وذكرهم لله يكون بطاعته واتباع أوامره واجتناب نواهيه، وكذلك بذكره باللسان، وكل ذلك يدل على شكرهم لنعمه التي أنعمها عليهم وأعظمها هي إرسال رسول إليهم، وذكره لهم يكون مغفرته لذنوبهم ورحمته بهم، وهذا هو قول ابن عطية وابن كثير.

ب: المراد بالإيمان وفائدة التعبير عنه بوصف الإيمان في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.
المراد بالإيمان هنا فيه عدة أقوال:
1. الصلاة التي صلوها لبيت المقدس وثوابها، قال به ابن عباس والبراء بن عازب وقتادة والسدي والربيع وغيرهم، وقد سميت كذلك لأنها صدرت من إيمان وتصديق بالقبلة، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
2. التصديق بأمر الاتجاه لبيت المقدس وبالرسول وبأمر التحول للقبلة الأخرى، روي عن ابن عباس، ذكره الزجاج وابن كثير.
3. الرسول صلى الله عليه وسلم، أي: ما كان الله ليضيع رسوله وانصرافكم معه حيث انصرف، قاله الحسن البصري، ذكره عنه ابن كثير.

وفائدة التعبير بالإيمان عدة فوائد:
1. لأن الإيمان تدور عليه الأعمال وهو الذي يثبت سواء توجه إلى هنا أو هناك في القبلة.
2. لأنه (على القول بأنه الصلاة) لا يندرج تحته صلاة المنافقين إلى بيت المقدس الذي يخلو من الإيمان.
3. لأن الصلاة (على القةل بأنه الصلاة) هي من شعب الإيمان.

ج: معنى الصبر، وأنواعه، وفضله.
الصبر: هو الثبات على الأمر وملازمته حتى وإن نالنا منه مكروه في العاجل، وهو اعتراف منا بما أصابنا مع احتساب الأجر رجاء الثواب من الله عليه، وقيل هو الصوم ومنه قيل لشهر رمضان شهر الصبر.
وله نوعان ذكرهما ابن كثير: صبر على المعاصي والمآثم، وصبر على فعل الطاعات، وقد ذكر أهل العلم نوع آخر وهو الصبر على الأقدار المؤلمة.
وفضله عظيم ففي يوم القيامة ينادي مناد أين الصابرون فيدخلون الجنة قبل الحساب فيدخلون الجنة، ويدل على ذلك قوله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
[تعدية الصبر بـ " على " تفيد لزوم الشيء.
فالصبر على الطاعات يعني فعلها والثبات عليها.
أما التعدية بعن: تفيد اجتنابها.
فنقول في المعاصي، الصبر عن المعاصي وليس على المعاصي]


التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، الخصم للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir