دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 محرم 1441هـ/29-09-2019م, 01:40 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي موضوع نشر التطبيق ( فهرسة مسائل الإيمان بالقرآن )





موضوع نشر التطبيق

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 صفر 1441هـ/2-10-2019م, 02:02 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهرسة مسائل الدرس السابع: أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة في القرآن

**مقدمة
=أهمية مسألة الكلام والقرآن.
هذه المسألة تعد من أخطر وأعظم المسائل التي اختلفت فيها الفرق وحصل بها من الفتن والاختلاف والتنازع الشيء الكثير.
=أهمية تعلم الحق في هذه المسألة حيث أنه يمنع من الاغترار بالمقالات الباطلة فيها.
=أهل الباطل يزينون باطلهم بزخرف القول.
=الاعتقاد الصحيح هو ما كان مبني على الدليل بفهم صحيح.
=الأمور التي ينبغي على طالب العلم الإلمام بها
-أن يكون عنده ما يبلغ به اليقين في الاعتقاد الصحيح في هذه المسائل.
-أن يكون عنده معرفة حسنة بالألة الصحيحة التي يقوم عليها هذا الاعتقاد.
-أن يعرف طريقة السلف وحججهم في تقرير هذه المسائل.
-أن يعرف مقالات المخالفين فيها.
-أن يطلع على ردود السلف من الأئمة والأعلام وحفاظ الإسلام على هؤلاء المخالفين.


=أشهر الفرق التي لها مقالات مخالفة هم الرافضة والجهمية والمعتزلة والزيدية والكرامية والكلابية والأشاعرة والماتريدية.


** بيان بعض أقوال الرافضة في القرآن
=القول بتحريف القرآن
هذا مستفيض عن الاثنى عشرية الإمامية التي هي أكبر فرق الشيعة، ومنهم من يقول بنقصانه وأنه قد أسقط منه ما يدلّ على فضائل على وإمامته وأنه هناك ما يسمى بمصحف فاطمة وأنه أضعاف المصحف الذي بأيدينا.
=أن القرآن لم يجمعه من الناس إلا علي بن أبي طالب.
=أن ما مع الناس هو شيء قليل من القرآن.
=أن القرآن له ظاهر يعلمه الناس بما في أيديهم منه، وباطن لا يعلمه إلا أئمتهم المعصومين.
=الأقوال المتقدمة كلها أقوال كفرية.
=قولهم بأن القرآن مخلوق[هذه المسألة غير مذكورة في الدرس وأتيت بها من مصادر خارجية لتعلقها بالفتن العظيمة التي ترتبط بالإيمان بالقرآن]
-قول أحد المعاصرين من علماء الشيعة الإمامية
"عقيدتنا في القرآن أنّه كلام الله تعالى وهو مخلوق لله تعالى ، ولا نقول إنّه جزء من ذاته قديم بقدمه كما يقول المشبّهة ، وقد عبّر علماؤنا بأنّه محدَث ولم يعبّروا بأنّه مخلوق بسبب حساسية تلك الظروف ، لكن المعنى واحد." انتهى كلامه


**بيان بعض أقوال الجهمية الأوائل في القرآن
=سبب تسمية الجهمية بهذا الاسم.
هذا الاسم لقبوا به لأنهم أتباع الجهم بن صفوان.
=قولهم بخلق القرآن.
=سبب قولهم بخلق القرآن هو إنكار صفة الكلام للرب تبارك وتعالى.
=قول الجهمية في باقي صفات الله عز وجل.
=إجماع السلف على كفر هذه الفرقة.


**بيان بعض أقوال المعتزلة في القرآن
=قولهم بأن القرآن مخلوق.
=السبب في قولهم بخلق القرآن يرجع لمقالتين
-المقالة الأولى:
زعمهم أن كلام الله مخلوق منفصل عن الله تبارك وتعالى
-المقالة الثانية:
وصفهم لصفة الكلام بأن الله إذا أراد أن يتكلم خلق الكلام في بعض الأجسام ثم يُسمعه من يشاء من خلقه.


**بيان بعض أقوال الكرَّاميّة في القرآن
=سبب التسمية بالكرّامية
أنهم أتباع محمد بن كرام السجستاني
=طلبه للعلم
عرف عنه التنسك والعبادة ولم يعرف عنه مجالسة أهل العلم ولا الأخذ عنهم، واشتغل بالكلام في التعبّد والتزهّد فاتّبعه خلق كثير في زمانه
=من أقوالهم المخالفة للاعتقاد الصحيح قولهم بأن الإيمان مجرَّدُ الإقرارِ باللسان وإن لم يصحبه اعتقاد القلب وهو من أخبث أقوال المرجئة.
=عقيدة الكرامية في كلام الله سبحانه وتعالى
قالوا إن كلام الله حادث وأن الله كان ممتنعا عليه الكلام ثم حدثت صفة الكلام للرب تبارك وتعالى.
=مخالفة الكرامية لأهل السنة في القرآن
قالوا إنه غير مخلوق ولكنهم خالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام لله عز وجل وأنها حادثة لله بعد أن لم تكن وهذا خلاف معتقد أهل السنة والجماعة فعندنا أن القول في الصفات كالقول في الذات الإلهية.


**بيان قول الزيدية في القرآن
=الزيدية هم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
=زعم الشهرستاني أنه تتلمذ على واصل بن عطاء
=زعم الشهرستاني أن أوائل الزيدية كانوا معتزلة.
=إنكار ابن الوزير لما زعمه الشهرستاني.
=نقل ابن الوزير عن جماعة من أئمة الزيدية إنكار القول بخلق القرآن في كتاب العواصم والقواصم.


**بيان قول الكلابية والماتريدية والأشاعرة في القرآن
=قول الكلابية والماتريدية والأشاعرة في كلام الله تبارك وتعالى وأول من أحدث هذا القول
-قولهم بأنه معنى نفسي قائم بذات الله تعالى
-قولهم بأن القرآن قديم.
-القول بأنه ليس بحرف ولا صوت
-القول بأنه لا يتعلق بالقدرة والمشيئة
-القول بأنه لا يتجزأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل.
-عبد الله بن سعيد بن كُلاب البصري (ت: 243هـ)، هو أوّل من أحدث هذا القول وكان في عصر الإمام أحمد

=الاختلاف بين هذه الطوائف في تفاصيل هذه الأقوال
لقد اختلفوا في التفاصيل على أقوال فيها اضطراب وتعارض، وهذا شأن أهل الفرق والأهواء، لأن أقوالهم باطلة والباطل لابد أن يظهر فيه النقص والعيب.



=بيان بعض تفاصيل قول الكلابية في القرآن
-الكلابية يزعمون أن الحروف التي تتلى هي حكاية عن كلام الله وليست من كلام الله.
-الحامل على قول الكلابية هو تشبيه وتمثيل الله تبارك وتعالى بالمخلوق.
-أن قول الكلابية هو قول مبتدع بين قول أهل السنة والمعتزلة

لأنه أراد أن يرد على المعتزلة فاستخدم علم الكلام فسلم للمعتزلة ببعض أصولهم فأتى بهذا القول المبتدع
-قول الكلابية يخالف النصوص الصريحة الصحيحة.
-إنكار السلف الصالح لقول الكلابية.

=بيان بعض تفاصيل قول الأشاعرة في القرآن
-أبو الحسن الأشعري إليه تنسب الأشاعرة.
-سلوك أبي الحسن الأشعري مسلك ابن كلاب في الرد على المعتزلة.
-استدراك الأشعري على ابن كلاب لفظة "الحكاية" لأنها تقتضي المماثلة والمحاكاة.
-عدول أبي الحسن عن لفظة "الحكاية" إلى لفظ "العبارة".

فقال إن القرآن هو عبارة عن كلام الله الذي هو المعنى النفسي القائم بذات الله تبارك وتعالى.
-حقيقة قول الأشاعرة
حقيقة قولهم أن القرآن ليس المتكلم به حقيقة هو الله بل هو جبريل عليه السلام والمعنى هو من عند الله أوحاه إلى جبريل فعبر عنه جبريل.
-المراد بقول بعض الأشاعرة "إن القرآن كلام الله"
منهم من أطلق هذا اللفظ ولكنه يريد به أن القرآن كلام الله لكن على سبيل المجاز لا الحقيقة.
=الفرق بين قول الكلابية والأشاعرة
أن كلا منهم يقول إن القرآن غير مخلوق.
أن كلا منهم ينفي عن الله التكلم بالقرآن على الحقيقة
أن الكلابية تجعل القرآن حكاية عن كلام الله الذي هو المعنى النفسي القائم بذات الله
أن الأشاعرة تجعل القرآن عبارة عن كلام الله الذي هو المعنى النفسي القائم بذات الله
=الفرق بين المعتزلة والأشاعرة
أن المعتزلة يقولون بأن القرآن كلام الله ولكنه مخلوق.
وأما الأشاعرة فيقولون أنه ليس كلام الله على الحقيقة فهو لم يتكلم به وإن المعنى فقط من الله والكلام من جبريل.

**قول أهل السنة والجماعة في القرآن
=القرآن كلام الله تعالى حقيقة وبيان معنى ذلك
أهل السنة والجماعة يعتقدون أن القرآن هو كلام الله؛ حروفه ومعانيه؛ ليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف
=جبريل سمع كلام الله بالقرآن ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم وبلغه به.
=أنهم ينكرون على من قال إنه حكاية عن كلام الله.
=أنهم ينكرون على من قال إنه عبارة عن كلام الله.
=أن القرآن الذي يقرأه الناس في المصاحف هو كلام الله حقيقة لأنه المتكلم به ابتداءاً.


والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه ومن لهديه تجرد.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 صفر 1441هـ/4-10-2019م, 11:33 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

بيان أنواع مسائل الإيمان بالقران
العنواين
مسائل الإيمان بالقرآن نوعان
النوع الأول: مسائل اعتقادية
والنوع الثاني: مسائل سلوكيّة
أولا: المسائل الاعتقادية.
-المراد بها
-مظانها
-أفراد تلك المسائل
· مسائل أبواب الإيمان بالقران في كتب الاعتقاد : أحكام ؛ وآداب.
-المراد بالأحكام
-المراد بالآداب
-الآداب قسمان :
ما يجب التخلق به
ما يحب الابتعاد عنه
· حاجة طالب العلم في مسائل الاعتقاد في القرآن
1- معرفة الحق
2- معرفة دليله
3- معرفة المخالف للحق
ثانيا: المسائل السلوكيّة
-المراد بها
- وجه دخول المسائل السلوكية في اسم الإيمان بالقرآن.
-علم السلوك يُعنى بأصلين مهمين.
- الأصل الأول: البصائر والبينات
- الأصل الثاني : إتباع الهدي
-العلاقة بين أصلي علم السلوك
-منزلة أصلي علم السلوك
- علاقة علم الاعتقاد بعلم السلوك
---
المسائل الاعتقادية:
· المراد بها:.. ما يجب اعتقاده في القرآن.
· مظانها: ..تبحث في كتب الاعتقاد
· أفراد تلك المسائل:
-الإيمان بأن القرآن كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق.
- الإيمان بأن القران بدأ من الله عزَّ وجلَّ وإليهِ يعودُ
-
الإيمان بأن القران أنزله الله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
- الإيمان بأن القران مهيمنٌ على ما قبله من الكتب وناسخٌ لها.
-
الإيمان بجميع ما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الإيمان والاعتقاد بوجوبَ الإيمانِ بالقرآن.
-الإيمان والاعتقاد بوجوب إحلال َ حلالَه و تحريم حرَامه و العمل بمُحْكَمِه ورد متشابهه إلى محكمه، و إرجاع ما لا يعلمه إلى عالمه.
مسائل أبواب الإيمان بالقران في كتب الاعتقاد قسمان: أحكام ؛ وآداب.
أولا :الأحكام.
.المراد بها:الأحكام العقدية مثال:
- بيان ما يجب اعتقاده
- أحكام البدع (ما يحكم ببدعته؛ درجات البدع؛ البدع المكفرة أو المفسقة)
ثانيا: الآداب.
المراد به : الآداب الواجبة في بحث مسائل الاعتقاد.
-تلك الآداب اعتنى بها السلف الصالح عناية عظيمة؛ و اهتم ببيانها أهل العلم.
- يجب على طالب العلم مراعاة تلك الآداب؛ وأن لا يعري تعلمه لمسائل الاعتقاد منها.
الآداب قسمان
-1- ما يجب أن يتخلق به : إتباع منهج أهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال؛ ومراعاة آدابهم في التعلم والتعليم والتأليف والبحث و السؤال والمناظرة والرد على المخالف.
-2- ما يجب أن يبتعد عنه : الابتعاد عن طرق أهل البدع؛ في بحث مسائل الاعتقاد؛
والكف عن المراء في القرآن،والتنازع فيه وضرب بعضه ببعض، والابتعاد عن تكلّف ما لا يحسن، .والقول في القران بلا علم
حاجة طالب العلم في مسائل الاعتقاد في القرآن
-طلاب العلم عموماً، وطلاب علم التفسير على وجه الخصوص يحتاجونفي مسائل الاعتقاد في القرآن إلى ثلاثة أمور:

-الأمر الأول
: معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، حتى يصح اعتقاده فيه .
-الأمر الثاني : معرفة أدلة مسائل الاعتقاد في القران و مآخذ الاستدلال ؛لتقوى عدته وحجته في الدعوة إلى الحق في تلك المسائل
-الأمر الثالث: معرفة الطرف المقابل لأهل السنة والجماعة ؛ المخالفين لهم .
( أقوالهم ومنشأها ؛ مراتب مخالفتهم ؛أصول شبهاتهم . .حجج أهل السنة في الردّ عليهم، فينتهج طريقتهم في الرد عليهم والدفاع عن الحق.)
المسائل السلوكية
المرا د بها: العمل ..أي المسائل التي تعنى بالانتفاع ببصائر القران.والاهتداء بهدية والاتعاظ بمواعظه
وجه دخول المسائل السلوكية في اسم الإيمان بالقرآن؛
-الإيمانَ قولٌ وعملٌ واعتقاد، ومسائل السلوك ثلاثة :اعتقادية، قولية، عملية.
-اعتنى علماء العقيدة بدراسة وبحث وتقرير مسائل الاعتقاد العلمية.ما يجب اعتقاده في القران والقول الصحيح في ذلك .
-وأمّا علماءُ السلوك فاعتنوا بما يتعلّق بتحقيق الإيمان بالقرآن في الجوانب المعرفية والعملية؛ والمراد بالمعرفية ما يتعلّق بالمعارف والحقائق المفيدة لليقين، والمراد بالجوانب العملية ما يتعلق بالعمل القلبي وعمل الجوارح، .وهذه مسائل سلوكية.
علم السلوك يُعنى بأصلين مهمين:
الأصل الأول البصائر والبينات
- قائمٌ على العلمِ الصحيح.
- ثمرته اليقين.
- طريق تحصيلهالتفقّه والتبصر والتفكر في بصائر القرآن وبيّناته. ..

-الأصل الثاني:إتباع الهدى.
-المراد به : الاعتناء بالجانب العملي وهو الطاعة والامتثال.
- قائمٌ على الإرادة والعزيمة
-ثمرته الاستقامة والتقوى.
- طريق تحصيله بتحقيق التقوى؛ فعل الأمر؛ واجتناب النهي.ومصابرة النفس على ذلك
العلاقة بين أصلى علم السلوك
-الأصل الأول حجة على من خالف في الأصل الثاني.
-الأصل الأول لازم للأصل الثاني ومقتضى له

منزلة أصلي علم السلوك
-الله جمع بين الأصلي في كتابه.." .
-تحقيق البيات وإتباع الهدى من الإيمان بالقران
- عامة مسائل السلوك راجع إلى هذين الأصلين.
-الناس بأشد الجاحة إلى التفقه في هذين الأصلين؛؛ هم حاجة إلى البينات التي يعرفون بها الحقّ من الباطل، وبحاجة إلى معرفة الهدى ليتّبعوه
- لا يستقيم سلوك العبد إلا أن يحقق و يصحح الأصلين في نفسه؛ صحة العلم ؛واستقامة العمل
-البصائر والبيّنات قائمة على العلم الصحيح، وصلاح العمل يحتاج فيه السالك إلى عزيمة وإرادة جازمة غير مترددة حتى يتّبع بها الهدى.

علاقة علم السلوك بعلم الاعتقاد
-المسائل الاعتقادية، والمسائل السلوكية؛ داخلان في اسم الإيمان بالقرآن
- علم الاعتقاد هو الأصل الذي تبنى عليه مسائل السلوك والأحكام
-السلوك بشقَّيهِ المعرفيّ والعمليّ لا يستقيم حتى يكون قائماً على الاعتقادِ الصحيحِ.
-لابد من الجمع بين تصحيح علم الاعتقاد ؛و تصحيح علم السلوك
-افتقار علم السلوك لعلم الاعتقاد سبيل للوقوع في بدع كثيرة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 صفر 1441هـ/12-10-2019م, 12:26 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

العناوين
المراء في القران
× -ذم المراء القران
× -أقسام المراء في القران
-قسم ارتفع وزال
-قسم باق في الأمة لم يرتفع
مسألة : هل المناظرة في الفقه تعد من المراء في القران.

× من المراء في القران القول في القران بغير علم
- ذم القول في القران بغير علم
-وجوب الرجوع إلى التفسير

× من المراء في القران الاختلاف فيه
× النهى عن الاختلاف في القران
× صور الاختلاف في القران
× عاقبة الاختلاف في القران
× -طرق دفع الاختلاف في القران

× -من المراء في القران إتباع المتشابه
أولا: الذين يتّبعون ما تشابه من القرآن.
صفات الذين يتّبعون ما تشابه من القرآن
السؤال عن آيات القران نوعان
معاملة ولي الأمر للذين يتّبعون ما تشابه من القرآن
ثانيا: الذين آمنوا بالمحكم القران ومتشابهه
الآيات المحكمات والآيات المتشابهات
× -من المراء في القران الجدال فيه
- ذم الجدال في القران
-عاقبة الجدال في القران
كيفية رد المجادل في القران
× الوقاية والعلاج من المراء في القران
أولا: هجر أهل البدع ومن يماري في القران
-أقوال السلف في الأمر بالإعراض عن أهل البدع وعدم مجالستهم
-معنى يخوضون في آيات الله
-المراد بالذين " يخوضون في آيات الله"
ثانيا : ترك المراء وبيان هدى السلف في ذلك
بيان تواتر القرآن
-تواتر القران في أصله وأجزائه
الدليل:
من السمع:
من النظر:
-التواتر في محله ووضعه وترتيبه ...
القول الأول :لا يشترط في ذلك التواتر
القول الثاني: التواتر شرط في ذلك
الدليل
-الرد على القول الأول
- أثر اشتراط تواتر القران في أصله
1- إبطال كل قراءة لم تثبت بطريق التواتر
2- وإبطال ورد كل شبهة أو مطعن يطعن في صحة نقل القران .
والله اعلم
تم بحمد الله ومنته


وضعت هذه العنوانين حسب ما أراه في الجمع بين المسائل




************************************


المراء في القرآن
vذم المراء في القران .
- المراء في القران منهي عنه محرم
-المراء في القران كفر
- المراء في القران سبب للاختلاف و مورث للعداوة بين الإخوان
-المراء في القران سبب في لحوق اللعنة بأصحابه
-المراء في القران سبب للهلاك
-المراء في القران يورث الشك في القلوب
-المراء في القران مانع من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
- المراء في القران من عمل الشيطان
-المراء في القران خيره قليل
-المراء في القران محبط للعمل
-المراء في القران يمحق الدين
- المراء في القران دليل على جهل صاحبه
-الخسارة لاحقة بأهل المراء في القران ؛ والفلاح بمنأ عنهم
-
v أنواع المراء في القران
الأول :مراء زال وارتفع
-كان هذا المراء في زمن الصحابة زمن نزول القران
-المراد منه..تفضيل قراءة من قراءات القران ؛ ورد باق القراءات ولا تُقبل ؛ بل يُظن أنها ليست قرآن وتُعاب و تُذم بل قد يُكذبها..
-كأن يقول الواحد منهم لأخيه حرفي خير من حرفك؛ ولغتي أفصح من لغتك ؛وقراءتي خير من قراءتك.
حكم هذا النوع:
-محرم منهي عنه ويصل بصاحبه إلى الكفر والخروج عن الدين
- ذكر الآثار المروية في ذلك.

-طرق دفع هذا المراء
*غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك ( غضبه زاجر رادع)
* بيان أن كل قراءة هي منزلة من عند الله
* بيان أن القران نزل على سبعة أحرف
* تصويب قراءة المختلفين واعتبارها كلها صحيحة مقبولة
** الأمر أن يقرأ كل واحد كما عُلم
* النهى عن المراء في القران ؛ والتغليظ في ذلك..واعتباره كفر
* بيان الاختلاف في القران سبيل لهلاك الأمم.
* بيان ما هو واجب لعبد اتجاه القران: العمل بمحكمه، الإيمان بمتشابهه، الاعتبار بأمثاله، إحلال حلاله ؛ وتحريم حرامه.
-ارتفع هذا النوع من المراء وزال بإجماع الأمة على مصحف عثمان
-كل من خالف مصحف عثمان شاذ؛ مردود لا يُعبأ به ولا يتلفت إليه

الثاني :مراء باق لم يرتفع
-هذا النوع لم يرتفع بل هو باق في الأمة
-يحذره المؤمنين ويتوقاه العاقلون
في بيان المراد به أقوال:
-قيل هو الشك في القران
-وقيل الجدال المشكك فيه
- وقيل هو القول في القران بالرأي .،
- وقيل هو الاختلاف في القران والمناظرة فيه على وجه المغالبة والمماراة و الظهور وتخطئة المخاصم
-وقيل هو ما يفعله أهل الأهواء وأهل المذاهب، والبدع من ذلك :. (
- ما يفعلونه في آيات القدر
- يخوضون في آيات اللّه
-يتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة، وابتغاء تأويله .
- يفسرون الآيات بعقولهم و يتأوّلونها بأهوائهم، ويحملونها على ما تحمله عقولهم فيضلّون بذلك، ويضلّون من اتّبعهم عليهم
- يلوون أعناق الآيات لتوافق هواهم ، ويصح استدلالهم بها على مذاهبهم و أرائهم؛و يناظرون على ذلك
حكمه:
محرم منهي عنه؛ بل هو كبيرة من كبائر الذنوب

مسألة هل المناظرة في الفقه تعد من المراء في القران
في المسألة نظران
1-ما كان على جهة البيان وبحث الحق والاستدلال له ؛ دون إرادة المغالبة و الممارات .والظهور على المخالف وتخطئته؛ فهذا لا يعد مراء
-قال الحسن: المؤمن لا يداري ولا يماري، ينشر حكمة الله، فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله عز وجل وعلا
2-أما ما كان على غير هذا الوجه؛ أي دخل فيها المغالبة و حب الظهور على المخالف وتخطئته فهذا قد يكون من المراء
-قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والحلم، وتواضعوا لمن تتعلمون منه وليتواضع لكم من تعلمونه ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم).كتاب الشريعة)
- وكره الآجروي الجدال والمراء ورفع الصوت في المناظرة في الفقه إلا على الوقار والسكينة الحسنة.

القول في القران بغير علم
vذم القول في القران بغير علم
1-صاحبه متوعد بالنار
--عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعدَه من النار" رواه الإمام أحمد والنسائي في السنن الكبرى والترمذي وقال هذا حديث حسن وضعفه الألباني
2-عقابه في النار يكون من جنس عمله؛ يلجم بلجام من نار
عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " من قال في القرآن بغير علمٍ ألجم يوم القيامة بلجامٍ من نارٍ)رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى .
3-صاحبه مخطئ ولو أصاب الحق
-عن جندبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي في السنن الكبرى غيرهم
4-صاحبه لا يؤجر على عمله وإن أصاب الحق
عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " من قال في القرآن بغير علمٍ ألجم يوم القيامة بلجامٍ من نارٍ)رواه ابن بطة في كتابه الإبانة الكبرى
5- من أعظم الفتن على الأمة القول في القران بغير علم.
عن عوف بن مالكٍ الأشجعيّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تفترق أمّتي على بضعٍ وسبعين فرقةً، أعظمها فتنةً على أمّتي قومٌ يقيسون الأمور برأيهم، فيحلّون الحرام، ويحرّمون الحلال».). رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى
6-القول في القران بغير علم سبيل لاختلاف الأمة وتفرقها وضلالها
-عن ابراهيم التيمي , قال: خلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم يحدث نفسه , فأرسل إلى ابن عباس , فقال : "كيف تختلف هذه الأمة , ونبيها واحد , وكتابها واحد , وقبلتها ؟!".
فقال ابن عباس:"يا أمير المؤمنين , إنا أنزل علينا القرآن فقرأناه , وعلمنا فيم أنزل , وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرأون القرآن , ولا يعرفون فيم نزل , فيكون لكل قوم فيه رأي , فإذا كان لكل قوم فيه رأي اختلفوا , فإذا اختلفوا اقتتلوا", فزبره عمر وانتهره .
فانصرف ابن عباس , ثم دعاه بعد , فعرف الذي قال, ثم قال : "إيه , أعد علي...(رواه سعيد ابن منصور في سننه )
-عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لم يزل أمر بني إسرائيل مستقيمًا، حتّى كثرت فيهم أولاد السّبايا، فقاسوا ما لم يكن بما كان فضلّوا، وأضلّوا. رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى
7- القول في القران بغير تحكيم للرأي.وهو مذموم مردود
-عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال: إيّاكم والرّأي، فإنّ اللّه عزّ وجلّ ردّ الرّأي على الملائكة، وذلك أنّ اللّه تعالى قال للملائكة: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} [البقرة:30]. فقالت الملائكة:{أتجعل فيها من يفسد فيها}[البقرة: 30]إلى آخرالآية، فقال: {إنّي أعلم ما لا تعلمون}[البقرة: 30]وقال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:{وأن احكم بينهم بما أنزل}[المائدة: 49]، ولم يقل: احكم بينهم بما رأيت ".). [رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى

v وجوب الرجوع إلى التفسير
يدفع ويرفع القول في القران بغير العلم بالرجوع إلى تفسير
- تفسير النبي صلى الله عليه وسلم
- أو إلى تفسير أحد من الصحابة،
- أو إلى تفسير عن أحد من التابعين
- أو بالرجوع إلى تفسير أئمة هذا الفن


الاختلاف في القران
v -النهى عن الاختلاف في القران
-عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ مَنْ قَبْلَكَمِ اخْتَلَفُوا فِيهِ فَأَهْلَكَهُمْ فَلَا تَخْتَلِفُوا فِيهِ»، يَعْنِي: الْقُرْآنَ...رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
- عن عَبْدُ اللَّهِ: مرفوعا((كلاكما محسن لا تختلفوا فيه , فإن من كان قبلكم اختلفوا فيه))"). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
v -صور الاختلاف في القران
-الشك فيه
-تكذيب القران
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا :"إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض وإنما كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا به، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه» .). [كتاب الشريعة.
- ضرب بعضه ببعض
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا : " أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا إنكم لستم مما ههنا في شيء انظروا الذي أمرتم به فأعملوا به وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا عنه)السنة عبد الله بن الإمام أحمد
-عن عبد الله بن عباس : " "لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم"). [فضائل القرآن : .
-الجدال في القران
عن أبي أمامة مرفوعا : "يا هؤلاء، لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإنه لم تضل أمة إلا أوتوا الجدل» .) ". [كتاب الشريعة:]
-الخصومة في القران
عن عبد الله بن مسعود قال :" إن هذا القرآن نزل على حروف، والله إن كان الرجلان يختصمان أشد ما اختصما في شيء قط، فإذا قال البادي: هذا أقرأني, قال: قد أحسنت، وإذا قال الآخر, قال: كلاكما محسن ."
- قبول إحدى القراءات ورد الأخرى وتكذيبها
-عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت النزال , قال: سمعت عبد الله قال:"سمعت رجلا يقرأ آية كنت سمعت رسول الله يقرأ غيرها , فأخذت بيده فأتيت به النبي , فرأيت النبي تغير وجهه فقال: ((كلاكما محسن لا تختلفوا فيه , فإن من كان قبلكم اختلفوا فيه))"). [فضائل القرآن للنَّسائي: ] (م)
-عن عاصمٍ عن زرٍّ عن عبد الله يعني ابن مسعودٍ قال: قلت لرجلٍ: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آيةً، فأقرأني خلاف ما أقرأني الأوّل، فأتيت بهما النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فغضب، وعليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه جالسٌ، فقال عليٌّ رضي الله عنه: قال لكم«اقرأوا كما علمتم».الآجري الشريعة
-عن أبيجهيمٍ، قال أنّ رجلين، اختلفا في آيةٍ من القرآن، فقال هذا: تلقّيتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال الآخر: تلقّيتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسألا النّبيّ عنها فقال: «إنّ » القرآن يقرأ على سبعة أحرفٍ، فلا تماروا في القرآن، فإنّ مراءً فيه كفرٌ ".). [الإبانة الكبرى: 2/ 617] (م)
-عن ابن مسعود أنه قرأ سورة يوسف فقال رجل : ما هكذا أنزلت فقال :" أتكذب بالكتاب ؟").[فضائل القرآن: ].
-القول فيه بلا علم
-عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا : (إن القرآن يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض؛ ما علمتم منه فاقبلوه، وما لم تعلموا منه فكلوه إلى عالمه))".

v عاقبة الاختلاف في القران
- الهلاك و الضلال في الدنيا
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا : "إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب ) رواه أحمد في المسند و مسلم في صحيح وغيرهما
- «عن أبى أمامة رضي الله عنه مرفوعا : لا تضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، فإنّه ما ضلّ قومٌ قطّ إلّا أوتوا الجدل"، " الإبانة الكبرى
- العذاب في الآخرة
رد بعض القران تكذيب له؛ وتكذيب القران كفر ؛ والكفر يوجب العذاب لصاحبه
- عن ابن مسعود أنه قرأ سورة يوسف فقال رجل : ما هكذا أنزلت فقال :" أتكذب بالكتاب ؟").فضائل القران التيمي
- عن ابن مسعود إن القرآن يقرأ على سبعة أحرفٍ، فلا تماروا في القرآن، فإنّ مراءً فيه كفرٌ".). [الإبانة الكبرى: ]
- إحداث الشك في القلب
-عن أبى أمامة رضي الله عنه مرفوعا : يا هؤلاء » لا تضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، فإنّه يوقع الشّكّ في قلوبكم، فإنّه لن تضلّ أمّةٌ إلّا أوتوا الجدل". ). [الإبانة الكبرى ]
- اختلاف القلوب والتنافر
قول عبد الله بن عباس رضي الله عنه :...: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقوا ومتى يحتقوا يختصموا ومتى يختصموا يختلفوا ومتى يختلفوا يقتتلوا..). [السنة عبد الله بن أحمد


vطرق دفع الاختلاف في القران
-الإيمان أن القران أنزل على سبعة أحرف
-عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، المراء في القرآن كفر) جمال القراء
- عن أبي هريرة "هكذا أنزل إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه). [كتاب الشريعة:؟؟]
- القران كله من عند الله ؛ يجب الإيمان به جميعا
-عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا : إن القرآن يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض؛ ما علمتم منه فاقبلوه، وما لم تعلموا منه فكلوه إلى عالمه)) ".فضائل القران القاسم بن سلام
-لا اختلاف في القران ولا تعارض ولا تناقض؛ بل هو يصدق بعضه بعضا
-عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا : إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض وإنما كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا به، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه» .).[كتاب الشريعة:؟؟]
عن عبد الله، قال:إني قد سمعت القرأة، فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، وإياكم والاختلاف والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال. ). [فضائل القرآن: ]
- الاجتماع عليه حال اتفاق القلوب
- عَنْ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اجْتَمِعُوا عَلَى الْقُرْآنِ مَا ائْتَلَفْتُمْ عَلَيْهِ فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا» رواه الطبراني في "الكبير والنسائي في الكبرى
- الافتراق وعدم الاجتماع حال اختلاف القلوب وتنافرها
- عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا»
رواه مسلم والنسائي في السنن الكبرى والدارمي في سننه وغيرهم
-عدم الخوض فيما لم نعلمه بل نكله إلى عالمه
-عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا : (إن القرآن يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض؛ ما علمتم منه فاقبلوه، وما لم تعلموا منه فكلوه إلى عالمه))".
-كلٌ يقرأ بما عُلم
-عن عبد الله بن مسعود قال:"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل ما علم" ).
-عن على ، رضي الله عنه قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم» )
ليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه:إنّما «أهلك من كان قبلكم الاختلاف، فليقرأ كلّ امرئٍ منكم ما أقرئ» رواه ابن بطة في الابانة الكبرى
-
-حق القران العمل به امتثال الأمر واجتناب النهى
-عن عبد الله بن عمرو قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارءون في القرآن، فقال:«إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض وإنما كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا به، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه» .).[الشريعة:
التحذير من الذين يتّبعون ما تشابه من القرآن
* آيات القران قسمان: آيات محكمات هن أم الكتاب ؛ وآيات متشابهات
قال تعالى : ((( {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات} ))
*والناس اتجاه هذا التقسيم نوعان؛قسم اتبع المتشابهات؛ وقسم آمن بالمحكم و المتشابه

vأولا: الذين يتّبعون ما تشابه من القرآن.
-** التحذير لمن يتبع المتشابه من القران
-عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات}إلى آخر الآية، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه، أو به، فهم الذين عنى الله تعالى، فاحذروهم»رواه الإمام أحمد وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
-وفي رواية للإمام أحمد: «قد سماهم الله عز وجل لكم، فإذا رأيتموهم فاحذروهم»قالها ثلاثا. رواه الإمام احمد
- وفي رواية : «قد حذركم الله عز وجل فإذا رأيتموهم فاحذروهم«الشريعة
-المتبع لما تشابه من القران يؤخذ بالسنن
-قال عمر رضي الله عنه: سيكون أقوام يجادلونكم بمتشابه القرآن فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى.
-الخوارج ممن يتبعون ما تشتبه من القران
قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ":«يخرج قومٌ أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول النّاس يقرءون القرآن، لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة من لقيهم، فليقتلهم، فإنّ في قتلهم أجرًا عند اللّه»رواه أحمد و البخاري ومسلم وغيرهم

-**-عن أبي أمامة، قال: {فيتّبعون ما تشابه منه}[آل عمران: 7]قال: «الخوارج وأهل البدع» (الشريعة)
-كان قتادة يحيل هذه الآية على الخوارج وأهل البدع "
- عن قتادة: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ}[آل عمران: 7]قال: «إن لم تكن الحروريّة والسّبائيّة فلا أدري من هم؟ ..

-إتباع المتشابه من عمل الشيطان ووساوسه
-عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا كان سنة خمسٍ وثلاثين ومئةٍ خرجت مردة الشّياطين، كان حبسهم سليمان بن داود عليه السّلام في جزائر البحور، فيذهب تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم بمشتبه القرآن، وعشرٌ بالشّام»

-إتباع طريق ومسلك السلف الصالح عاصم من إتباع متشابه القران والجدال فيه
-قول الآجروي :.. واسلكوا طريق من سلف من أئمتكم، يستقم لكم الأمر الرشيد، وتكونوا على المحجة الواضحة إن شاء الله تعالى.."

-الواجب اتجاه الآيات المتشابهات
يجب علينا نحوها الإيمان بها ؛ وردها وحملها على المحكم؛ وعدم الخوض فيها

vصفات الذين يتّبعون ما تشابه من القرآن:
-في قلوبهن زيغ وشك
-عن الرّبيع بن أنسٍ، في قوله: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه} [. قال: «شكٌّ»
-يسألون عن المتشابه تعنتا؛وإثارة للفتن
- قول علي رضى الله عنه لمن سأله : ما السواد الذي في القمر؟
فقال له: قاتلك الله، سل تفقها، ولا تسأل تعنتا،..
-عن الحسن، تلا هذه الآية: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة [ قال :«ابتغاء الضّلالة»
- عن قتادة: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة؛قال: " ابتغاء الضّلالة
-يجادلون في آيات القران .
-عائشة، أنّها قالت: يا رسول اللّه ما قول اللّه عزّ وجلّ في كتابه: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلّا اللّه}. [آل عمران: 7]فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هم أهل الجدل في القرآن، وهم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فاحذريهم يا عائشة».
-هم أهل الأهواء
قال أيّوب: ولا أعلم أحدًا من أهل الأهواء يجادل إلّا بالمتشابه. قال الآجري: واللّفظ لعارمٍ، ولم يذكر ابن عليّة كلام أيّوب، ولا شكّ فيه
-عن حمّاد بن زيدٍ، قال: سمعت أيّوب، يقول: «ما أعلم أحدًا من أهل الأهواء إلّا يخاصم بالمتشابه»
-يؤولون القران على غير ما أنزل
-عن عقبة بن عامرٍ الجهنيّ، يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «هلاك أمّتي في الكتاب» . قيل: يا رسول اللّه ما للكتاب؟ ..قال: «يتعلّمون القرآن ويتأوّلونه على غير ما أنزل اللّه»
-قلوبهم فارغة لا همة لهم في طلب ما ينفهم في دينهم ؛بل هممهم مصروفة فيما لا ينفعهم
-قول الآجري:.في ذلك .
-يحملون المحكم على المتشابه والمتشابه على المحكم
-قول ابن عباس: فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ من أهل الشّكّ فيحملون المحكم على المتشابه، والمتشابه على المحكم، ويلبّسون فلبّس اللّه عليهم، فأمّا المؤمنون فيقولون: آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا محكمه ومتشابهه "
*عقولهم قاصرة عن فهم الآيات
-قول ابن مسعود:إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل هذا القرآن تبيانًا لكلّ شيءٍ، ولكن علمنا يقصر عمّا بيّن لنا في القرآن، ثمّ قرأ{ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ}[[الإبانة الكبرى.

vالسؤال عن آيات القران نوعان
أولا:سؤال عما ينفع في الدنيا والآخرة.
-لا بأس بالسؤال لأجل طلب تفهم الآيات والعمل بها
-والدليل على ذلك: ما زال الناس يفدون على النبي صلى الله عليه وسلم للسؤال عما ينفعهم ويزيدهم إيمانا وبصيرة في دينهم
- وبعد النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس يفدون على الصحابة يسألونهم فيما ينفعهم تفقها في دينهم وعملا به
سؤال تعنت وجدال ومماراة
-جاء النهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال ونهى عن الأغلوطات
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن الله كره لكم ثلاثا : قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال) رواه البخاري
-عن معاوية رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغلوطات"" رواه الإمام احمد
-ذم من يسأل سؤال تعنت وجدال.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم، فحرم من أجل مسألته»...
-قال الآجروي :. وقد كان العلماء قديما وحديثا يكرهون عضل المسائل ويردونها، ويأمرون بالسؤال عما يعني خوفا من المراء والجدال...)
- يُكف عن ذلك ويرد إلى سؤال عما ينفعه
-عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، كان إذا سأله إنسان عما لا يعنيه عنفه ورده إلى ما هو أولى به روي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال يوما: سلوني، .فقام ابن الكواء فقال: ما السواد الذي في القمر؟
فقال له: قاتلك الله، سل تفقها، ولا تسأل تعنتا، ألا سألت عن شيء ينفعك في أمر دنياك أو أمر آخرتك؟ ثم قال: ذلك محو الليل

vمعاملة ولي الأمر للذين يتّبعون ما تشابه من القرآن:
- سؤال ولى الأمر الله أن يمكنه ممن يتبع المتشابه
-قال عمر: «اللّهمّ مكّنّي منه» أي صبيغا
- يحق لولي الأمر أن يردع من يتبع المتشابه من القران؛ ويعاقبه عقوبة شديدة حسبما يرى هو : ضربا ؛ جلدا ؛ نفيا ؛ إذلالا ؛ تحذير الناس منه ؛ تنكيلا به ؛ و منعا له عن المعاودة لمثل فعله.
-والحجة في ذلك : صنيع عمر ابن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مع صبيغ
-قول صبيغ: هيهات، نفعني اللّه بموعظة الرّجل الصّالح
-لولى الأمر أن يجعله مثلا وعبرة لغيره.
قال الآجري: ولقد صار صبيغٌ لمن بعده مثلًا، وتردعةً لمن نقّر، وألحف في السّؤال.
-هيبة الإمام مانعة زاجرة و رادعة لظهور من يتبع المتشابه
- قول ابن عباس لمن يتبع المتشابه : «تدرون ما مثل هذا؟»، هذا مثل صبيغٍ الّذي ضربه عمر رضي اللّه عنه، أما لو عاش عمر لمّا سأل أحدٌ عمّا لا يعنيه

vثانيا: الذين آمنوا بالمحكم القران ومتشابهه
-الراسخون في العلم آمنوا بمحكم القران ومتشابهه .
- عن عائشة مرفوعا ..: «الرّاسخون في العلم الّذين آمنوا بمتشابهه وعملوا بمحكمه»
عن مجاهد : الرّاسخون في العلم يعلمون تأويله، ويقولون: آمنّا به "
- يؤمنون أن محكم القران ومتشابهه كله من عند الله
قول ابن عباس : فأمّا المؤمنون فيقولون: آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا محكمه ومتشابهه "
-الراسخون في العلم هم أولوا الألباب
-الراسخون في العلم الذين وقفوا حيث تناهى علمهم

الآيات المحكمات والآيات المتشابهات
-عن مجاهد :"آياتٌ محكمات " " ما فيه من الحلال والحرام، وما سوى ذلك من المتشابهات يصدّق بعضه بعضًا، و.....وقال أيضا: ا لشّبهات: ما أهلكوا به،
عن ابن عباس : " فالمحكمات ناسخه وحلاله له وحرامه وحدوده وفرائضه، وما يؤمن به ويعمل به. "
قال مجاهد ..هو مثل قوله: {وما يضلّ به إلّا الفاسقين} [ال.، وهو مثل قوله: {كذلك يجعل اللّه الرّجس على الّذين لا يؤمنون}.، ومثل قوله: {والّذين اهتدوا زادهم هدًى وآتاهم تقواهم} .

الجدال في القران
v ذم الجدال في القران
-أصناف الناس في قراءة القران :(صنف لله ؛ وصنف للدنيا؛ وصنف للجدال.)
-عن عليّ بن أبي طالبٍ قال له: إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآنعلى ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.). [أخلاق حملة القرآن: .
-النهى عن الجدال في القران
-عن أبيه جبير بن نفيرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تجادلوا في الدّين أحدًا، ولا تضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، فواللّه إنّ المؤمن ليجادل به ليغلب، وإنّ المنافق ليجادل به فيغلبه».). [الإبانة الكبرى: .
-سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما على باب حجرته يقول أحدهم: ألم يقل الله كذا وقال الآخر: ألم يقل الله كذا فخرج مغضبا فقال: ((أبهذا أمرتم أم بهذا بعثت إليكم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض)) فنهى عن الجدال. (شرح السنة للبربهاري)
-النهى عن مجادلة المنافقين في القران
-عن معاذ بن جبلٍ: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: "إيّاكم وثلاثةً: زلّة عالمٍ، وجدال المنافق بالقرآن، ودنيا تقطّع أعناقكم، ..."). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)
-أشد الآيات على أهل الجدال
عن أبي العالية، قال: "آيتان في كتاب اللّه ما أشدّهما على الّذين يجادلون في القرآن:{ما يجادل في آيات اللّه إلّا الّذين كفروا}[{وإنّ الّذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد}[
-التحذير من الجدال
عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: " قال إنّ أخوف ما أخاف عليكم ثلاثةٌ: جدال المنافق بالقرآن لا يخطئ واوًا ولا ألفًا يجادل النّاس أنّه أجدل منهم ليضلّهم عن الهدى، وزلّة عالمٍ، وأئمّة المضلّين، ثلاثٌ بهنّ يهدم الزّمن ".). [الإبانة الكبرى.
الجدال في القران كفر
-عن أبي هريرة أن مرفوعا : ((جدال في القرآن كفر))رواه أحمد وأبو داود وإسناده جيد ،
قول ابن بطة: المراء في القرآن والخصومة فيه والتّعاطي لتأويله بالآراء والأهواء لإقامة دولة البدع، وابتغاء الفتنة بغير علمٍ كفرٌ وضلالٌ، نسأل اللّه العصمة من سيّئ المقال.
-الجدال في القران تكذيب بالآيات
قول مجاهد: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا)قال: يكذّبون بآياتنا".الإبانة الكبرى
-المجادل صاحب بدعة
- عن قتادة: " {ومن النّاس من يجادل في اللّه بغير علمٍ} [.قال: «صاحب بدعةٍ يدعو إلى بدعته»).[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:
.
v -عاقبة الجدال في القران
**الضلال
-عن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا الجدل))، ثم تلا هذه الآية: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون. [الشريعة للآجري
**الهلاك
-عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتمارون في القرآن فقال : ((إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب)) ). [فضائل القرآن: ] (م)
**يخشى على صاحبه الردة عن الدين
عن ابن عونٍ، قال: قال محمّدٌ: إنّ " أسرع النّاس ردّةً أهل الأهواء، وكان يرى أنّ هذه الآية نزلت فيهم:{وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم}[ا"الإبانة الكبرى

v كيفية رد المجادل في القران
-يرد المجادل إلى السنن والحديث .
-قول ابن زبير لابنه عبد الله : ( ..فإن رجعوا إليك، فخاصمهم بسنن أبي بكرٍ وعمر رحمهما اللّه، فإنّهم لا يجحدون أنّهما أعلم بالقرآن منهم، فلمّا رجعوا، فخاصمتهم بسنن أبي بكرٍ وعمر فو اللّه ما قاموا معي، ولا قعدوا».). [الإبانة الكبرى: .
-قول الإمام أحمد: ( ....من أحبّ الكلام لم يفلح، لأنّه يؤول أمرهم إلى حيرةٍ، عليكم بالسّنّة والحديث، وإيّاكم والخوض في الجدال والمراء، أدركنا النّاس وما يعرفون هذا الكلام، عاقبةً الكلام لا تؤول إلى خيرٍ..). [سير أعلام النبلاء: )

-إتباع ما نعرف منه وما نجهله نرده إلى عالمه
-عن معاذ بن جبلٍ: مرفوعا".... وأمّا جدال المنافق بالقرآن فإنّ للقرآن منارًا كمنار الطّريق، فما عرفتم فخذوه، وما أنكرتم فردّوه إلى عالمه، ..."). [شرح أصول اعتقاد أهل

النّهي عن مجالسة أهل البدع ومن يماري بالقرآن

قال الله تعالى :{وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره وإمّا ينسينّك الشّيطان فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين

vفي الآية أمر بالإعراض ومفارقة الذين يخوضون في آيات الله؛ومفهومها النهى عن مجالستهم .
-أقوال السلف في ذلك
-عن مجاهد نهى محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقعد معهم إلّا أن ينسى، فإذا ذكر فليقم، وذلك قوله: {فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين.} الإباانة الكبرى
-عن قتادة: نهاه اللّه أن يجلس مع الّذين يخوضون في آيات اللّه، يكذّبون بها، وإن نسي، فلا يقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين.). [الإبانة الكبرى
-عن عبد الله بن الإمام أحمد قال: كلام الله عز وجل ليس بمخلوق ولا تخاصموا ولا تجالسوا من يخاصم.). [السنة: 1/ 1
-عن لفضيل بن عياض : فضيل بن عياضٍ، عن ليثٍ، عن أبي جعفرٍ، قال: «لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنّهم الّذين يخوضون في آيات اللّه»الإبانة الكبرى
-فعل عمر رضي الله عنه مع صبيغ
- بعث إلى أهل البصرة : أَنْ لَا تُجَالِسُوهُ. فَلَوْ جَاءَ إِلَى حَلْقَةٍ مَا هِيَ قَامُوا وَتَرَكُوهُ الشريعة.
-وفي رواية ثمّ كتب إلى أهل البصرة أن لا تجالسوه، أو قال: «كتب إلينا أن لا تجالسوه»
قال: «فلو جلس إلينا ونحن مائةٌ لتفرّقنا عنه»الإبانة
ما زال السلف يوصي بعضهم بعضا بترك مجالس أهل الأهواء والابتعاد عنها
- نصيحة ابن المبارك لنعيم بن حماد
- قال نعيم بن حمّادٍ: رآني ابن المبارك مع رجلٍ من أهل الأهواء فما كلّمني، فلمّا كان في غدٍ، رآني فأخذ بيدي، ثمّ أنشأ يقول:..يا طالب العلم صارم كلّ بطّال ... وكلّ غاو إلى الأهواء ميّال
- نصيحة عبد العزيز بن الماجشون قوله .."احذروا الجدل، فإنّه يقرّبكم إلى كلّ موبقةٍ، ولا يسلّمكم إلى ثقةٍ، ليس له أجلٌ ينتهى إليه،...)..[الإبانة الكبرى.


v-معنى يخوضون في آيات الله

- يكذبون بآيات الله كلام مجاهد في ذلك..
-عن مجاهدٍ: {يخوضون في آياتنا}[الأنعام: 68] «يكذّبون بآياتنا».. الإبانة الكبرى
- يستهزئون بآيات الله ؛ كلام مجاهد
-عن مجاهدٍ: {يخوضون في آياتنا}[...قال يستهزئون.

vالمراد بالذين " يخوضون في آيات الله"
-قيل هم أهل الأهواء: كلام ابن عون في ذلك
-عن ابن عونٍ، عن محمّدٍ، في هذه الآية: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم}؛قال: «كنّا نعدّهم أصحاب الأهواء»الإبانة الكبرى.
-عن ابن عونٍ، قال: قال محمّدٌ: إنّ " أسرع النّاس ردّةً أهل الأهواء، وكان يرى أنّ هذه الآية نزلت فيهم:{وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}[الإبانة الكبرى"
- قيل هم أهل الخصومات؛ كلام الفضيل بن عياض
-عن الفضيل بن عياضٍ قال : «لا تجادلوا أهل الخصومات فإنّهم يخوضون في آيات اللّه»). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:..)
- عن الفضيل بن عياضٍ، عن ليثٍ، عن أبي جعفرٍ، قال: «لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنّهم الّذين يخوضون في آيات اللّه»الإبانة الكبرى"
- عن محمّد بن عليٍّ ابن الحنفيّة، قال: «لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنّهم الّذين يخوضون في آيات اللّه».). [الإبانة الكبرى: .


هدي السلف الصالح في ترك المراء
-تحذريهم من المراء وأهله
-عن عليٍّ، قال: «إيّاكم والخصومة فإنّها تمحق الدّين-
-عن مسلم بن يسار أنه كان يقول: «إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته»
-لا يجالسون أهل المراء وأهل الجدال بل يهجرونهم
*كان سليمان بن يسارٍ «إذا سمع في مجلسٍ مراءً قام وتركهم»).الإبانة الكبرى:
قال الآجري: فإن عارضهم إنسان جهمي فقال: مخلوق، أو قال: القرآن كلام الله ووقف، أو قال: لفظي بالقرآن مخلوق، أو قال: هذا القرآن حكاية لما في اللوح المحفوظ فحكمه أن يهجر ولا يكلم، ولا يصلى خلفه، ويحذر منه.
-لا يجادلون ولا يمارون في كتاب الله لو كان ذلك في لأجل نشر الحق
السلف يتمثلون أمر النبي صلى الله عليه وسلم في النهى عن المراء
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن لا يماري ولا أشفع للمماري يوم القيامة فدعوا المراء لقلة خيره)). ). [شرح السنة للبربهاري.
-قال البربهاري :وكان ابن عمر يكره المناظرة ومالك بن أنس ومن فوقه ومن دونه إلى يومنا هذا وقول الله عز وجل أكبر من قول الخلق قال الله تبارك وتعالى: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا}-
- قول الحسن البصري: (الحكيم لا يماري ولا يداري في حكمته..).
-وقول أحمد بن محمّد بن حنبلٍ " ...:لا يخاصم أحدًا ولا يناظره ولا يتعلّم الجدل، فإنّ الكلام في القدر والرّؤية والقرآن وغيرها من السّنن مكروهٌ منهيٌّ عنه، ولا يكون صاحبه إن أصاب بكلامه السّنّة من أهل السّنّة حتّى يدع الجدل ويسلّم ويؤمن بالآثار. ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.
-يفرقون بين من جاء مناظرة مماريا وبين من جاء طلبا مسترشدا للحق
من جاء يسأل مسألة مسترشد إلى طريق الحق طالبا للهدى لا مناظر ولا متعنت يرشدوه ويعلموه.ومن جاء مناظرا متعنتا يتركوه ولا يردون عليه بل يحذرون منه
- قول البربهاري في ذلك
-قول الآجري في ذلك
-لا يردون على أهل المراء و لا يدخلون معهم في جدال ومناظرة؛ بل يسكتون عنهم
-جاء رجل إلى الحسن فقال: أنا أناظرك في الدين فقال الحسن: أنا عرفت ديني فإن ضل دينك فاذهب فاطلبه.( شرح السنة للبربهاري)
-عن ابن سيرين: وماراه رجل في شيء. ..فقال محمد: إني أعلم ما تريد، وأنا أعلم بالمراء منك، ولكني لا أماريك. ). [الشريعة للآجري: ؟؟]
-قال عون بن عبد اللّه: «لا تفاتح أصحاب الأهواء في شيءٍ، فإنّهم يضربون القرآن بعضه ببعضٍ»قال يعقوب: ما فتح عليّ، وعاينّا أكثره وشاهدناه، فلو أنّ رجلًا ممّن وهب اللّه له عقلًا صحيحًا. . . .الإبانة
-قال الآجري ..: . فإن قال: فندعهم يتكلمون بالباطل، ونسكت عنهم؟ قيل له: سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين.). [الشريعة للآجري: ؟؟]
-ينشرون الحق
قال الحسن البصري: الحكيم لا يماري ولا يداري في حكمته أن ينشرها إن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله.(شرح السنة للبربهاري)
-الرجوع و إتباع سنة النبي صلى الله وعليه وسم وسنن أصحابه
-قال الأجري وعليكم بعد ذلك بالسنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن أصحابه رضي الله تعالى عنهم، وقول التابعين، وقول أئمة المسلمين مع ترك المراء والخصومة والجدال في الدين
-من كان وليا منهم أدب من يماري في القران ويجادل فيه حسب ما يراه
كما فعل عمر ابن الخطاب مع صبيغ
-سأل رجل عمر بن الخطاب فقال: ما {الناشطات نشطا}؟ فقال: لو كنت محلوقا لضربت عنقك (شرح السنة للبربهاري)
- تعمير الأوقات واشتغالها بعلم النافع والعمل الصالح دفعا لما لا نفع فيه
أعمر السلف أوقاتهم بتعلم العلم الحلال والحرام والعمل به؛ فتعلموا
القران ؛ تعلموا أحكامه ؛حلاله وحرامه..يمتثلون الحلال و يجتنبون الحرام يعلمون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه .
قال الأجري :) (...فينبغي للمسلمين أن يتقوا الله تعالى، ويتعلموا القرآن، ويتعلموا أحكامه، فيحلوا حلاله ويحرموا حرامه، ويعملوا بمحكمه، ويؤمنوا بمتشابهه، ولا يماروا فيه، ..)

بيان تواتر القرآن

vتواتر القران في أصله وأجزائه
-القران كله متواتر في أصله وأجزائه وهو . محل إجماع .و اتفاق بين أهل العلم
-التواتر شرط ثبوت ما هو من القرآن بحسب أصله
قال الزركشي : " لا خلاف أن كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواترا في أصله وأجزائه"
الدليل:
من السمع:
-حفظ القران من موجبات ومقتضيات التواتر (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ)
- تبليغ القران للناس لا يتحقق إلا بالتواتر فما كان غير ذلك انقطع (: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ)
من النظر: ..القران الدين القويم الهادي الخلق إلى الحق العزيز الحكيم فيستحيل عدم تواتره

vالتواتر في محله ووضعه وترتيبه ...
صورة المسألة : هل كل ما في القران يجب أن يكون متواترا في محله ووضعه وترتيبه
اختلف أهل العلم في اشتراط التواتر في ثبوت القران في محله ووضعه وترتيبه
القول الأول :
-لا يشترط التواتر في ثبوت محله ووضعه وترتيبه بل يكثر فيها نقل الآحاد وهو مذهب كثير من الأصوليين
- مما استدلوا به صنع الشافعي في إثبات البسملة في كل سورة عن طريق الآحاد

القول الثاني:
التواتر شرط في ثبوت القران في محله ووضعه وترتيبه وهو قول المحققين من أهل العلم
دليلهم : نفس أدلة المعتمدة في اشتراط ثبوت أصله و أجزائه
ومما استدلوا به في معرض الرد على القول الأول
- عدم اشتراط التواتر في ثبوت محله ووضعه وترتيبه يفضي إلى لوازم فاسدة باطلة؛ وإذا بطل اللازم بطل الملزوم...من تلك اللوام:
-جاز سقوط كثير من القرآن المكرر
لو لم نشترط التواتر في المحل جاز ألا يتواتر كثير من المتكررات الواقعة في القرآن مثل: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} و{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}.
- جاز ثبوت كثير مما ليس بقرآن.
عدم اشتراط التواتر في ثبوت بعض القران في محله يلزم منه ثبوت ذلك البعض في الموضع بنقل الآحاد
n قول القاضي أبي بكر في الانتصار: ذهب قوم من الفقهاء والمتكلمين إلى إثبات قرآن حكما لا علما بخبر الواحد دون الاستفاضة وكره ذلك أهل الحق وامتنعوا منه).

vأثر اشتراط تواتر القران في أصله
-الأصل في إثبات قراءة من القراءة كون النبي صلى الله عليه وسلم قراء بها ونقلت بالتواتر إلينا عن قوم تقوم الحجة بهم ؛ وانتشرت القراءة واستفاضت وقبلتها الأمة
وهذا فيه :
-1إبطال ورد كل قراءة لم تثبت بطريق التواتر
-2 وإبطال ورد كل شبهة أو مطعن يطعن في صحة نقل القران .
1- إبطال كل قراءة لم تثبت بطريق التواتر
- لا يصح إعمال العقل والرأي في إثبات قراءة من القراءات
-لا تثبت قراءة من القراءة بمجرد موافقة اللغة العربية إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأ بها
-قول بعض المتكلمين؛ يسوغ الاجتهاد وإعمال الرأي في إثبات القراءة بجرد موافقة اللغة العربية ولو لم يثبت رواية
-مذهب أهل الحق من أهل العلم بطلان قول من قال يسوغ الاجتهاد في إثبات القراءة بمجرد موافقة اللغة العربية ولو لم يثبت رواية
2- وإبطال ورد كل شبهة أو مطعن يطعن في صحة نقل القران .
-اشتراط التواتر في ثبوت القران في أصله حصن منيع في رد كل الشبهات والمطاعن التي تطعن في صحة نقله
- لا اعتبار لكل مطعن أو شبهت أو اعتراض على قراءة ما إذا ثبتت بالتواتر واستفاضت وقبلتها الأمة
- إذا تواترت القراءة و انتشرت واستفاضت وقبلتها الأمة تقبل و لا تبطل ولا ترد ولا تسقط إذا طرأ عليها عارض من شبهة ومطعن
- من طعن في القران وادعى أن فيه نقصا و زيادة قوله مردود باطل
-.ووعد الله بحظه وجمعه راد على كل شبهة ومطعن.
قال تعالى :" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ وقوله: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}
إجماع الأمة أن المراد به: حفظه على المكلفين للعمل به، وحراسته من وجوه الغلط والتخليط وذلك وجب القطع على صحة نقل مصحف الجماعة وسلامته..

والله اعلم
تم بحمد الله ومنته

****
لم يستقم لى منهج في التعامل مع الآثار ؛ هل اذكرها كلها أو اتجاوزها ؛ أو اجزئ منها ..وكل ذلك كان منى...لو تتكرموا علي بالتوضيح..جزاكم الله خيرا
و أيضا لم يتبين أمر تخرج الآثار ؛ هل أقوم بتخريجها أم اذكرها كما وردت

بارك الله فيكم وأحسن الله إليكم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 صفر 1441هـ/12-10-2019م, 09:12 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

توضيح:
اقصد بالآثار: جميعا أحاديث الرسول صلى الله علي وسلم وآثار السلف

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1441هـ/14-10-2019م, 12:27 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

فهرسة مسائل الإيمان بالقرآن
القسم الحادي عشر:
-بيان حكم من أنكر حرفاً من القرآن
-ذكر ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه في المعوذتين

من أنكر حرفا من القرآن أو آية من آياته

حكم من أنكر حرفا من القرآن:
ورد الحكم في روايات عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه نصها:
- من كفر بأية من القرآن فقد كفر بالله.
- من كفر بحرف من القرآن فقد كفر به أجمع.

بعض ما استشهد به العلماء من الأحاديث:
استشهد عبد العزيز بن ناصر الرشيد في التنبيهات السنية:
- بأنه صلى الله عليه وسلم كان يَعرْضُ نَفْسَه في الموْسِمِ فيقولُ:" أَلاَ رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ لأُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّي" رواه أبو داودَ. فاتَّضحَ بهَذَا أنَّ القرآنَ كلامُ اللَّهِ لا كلامُ غيرِه، فمَن زعم أنَّه كلامُ غيرِه فهُوَ كافرٌ باللَّهِ العظيمِ.
- واستدل بقوله صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ الْقُرَآنَ فَأَعْرَبَهُ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ"
- وقوله: اقْرَؤوا القرآنَ قَبلَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يُقِيمُونَ حُرُوفَهُ إِقَامَةَ السَّهْمِ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَتَعَجَّلُونَ آخِرَهُ وَلاَ يَتَأَجَّلُونَهُ" رواهُ بنحوِه أحمدُ، وأبو داودَ، والبيهقيُّ في "سُننِه" والضياءُ المقدسيُّ في "المختارةِ عن جابرٍ"

مرويات عن الصحابة في حكم الكفر بحرف من القرآن:
1. جاء في سنن سعيد بن منصور قول عبد الله بن مسعود: "من حلف بالقرآن، فعليه بكل آية يمين , ومن كفر بآية من القرآن فقد كفر به كله"
2. جاء في رواية اللاكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: عن عبد الله بن مسعود: من حلف بالقرآن فعليه بكلّ آيةٍ يمينٌ، ومن كفر بحرفٍ منه فقد كفر به أجمع
3. نقل عبد العزيز بن ناصر الرشيد في التنبيهات السنية عن أبي بكرٍ وعمرُ رضي اللَّهُ عنهما :"إعرابُ القرآنِ أحبُّ إلينا مِن حِفظِ بعضِ حُروفِه".
4. نقل عبد العزيز بن ناصر الرشيد في التنبيهات السنية عن عليٌّ رضي اللَّهُ عنه:" مَن كفَرَ بحرفٍ منه فقد كفَرَ بِهِ كُلِّهِ"

أقوال العلماء في حكم من كفر بحرف من القرآن:
1. قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري في شرح السنة: ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يرد آية من كتاب الله عز وجل أو يرد شيئا من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يذبح لغير الله، أو يصلي لغير الله وإذا فعل شيئا من ذلك؛ فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام، وإذا لم يفعل شيئا من ذلك فهو مؤمن مسلم بالاسم لا بالحقيقة.
2. قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري في شرح السنة: واعلم رحمك الله أنه ليس بين العبد وبين أن يكون مؤمنا حتى يصير كافرا إلا أن يجحد شيئا مما أنزله الله تعالى أو يزيد في كلام الله أو ينقص أو ينكر شيئا مما قال الله عز وجل.
3. قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري في شرح السنة: لو أن عبدا آمن بجميع ما قال الله تبارك وتعالى إلا أنه شك في حرف فقد رد جميع ما قال الله تعالى وهو كافر.
4. قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري في شرح السنة: ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب أو شك في حرف منه أو شك أو وقف فهو صاحب هوى.
5. قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري في شرح السنة: ومن جحد أو شك في حرف من القرآن أو في شيء جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الله تعالى مكذبا.
6. قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني في العقيدة الواسطية:
- ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
- وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ.
7. قال عبد العزيز بن ناصر الرشيد في التنبيهات السنية: فمَن لم يُؤمِنْ بأنَّ القرآنَ كلامُ اللَّهِ لم يؤمِنْ باللَّهِ وكُتُبه.
8. قال عبد العزيز بن ناصر الرشيد في التنبيهات السنية عن القرآن: ليس شَيْءٌ مِنه كلاماً لغيرِه، لا لجبريلَ، ولا لمُحَمَّدٍ، ولا لغيرِهما، بل قد كفَّرَ اللَّهُ مَن جعَلَه قولَ البَشرِ.
9. نقل عبد العزيز بن ناصر الرشيد في التنبيهات السنية: عن عبدُ اللَّهِ بنُ المبارَكِ قوله: مَن كَفَرَ بحرفٍ مِن القرآنِ فقد كفَرَ بالقرآنِ، ومَن قال لا أؤمِنُ بهَذَا الكلامِ فقد كَفَرَ.

إجماع العلماء على كفر من جحد حرفاً من القرآن

جاء ذكر الإجماع عن:
1. أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ في التبيان:
- قال: وأجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر.
- وقال: أجمع المسلمون على أن القرآن المتلو في الأقطار المكتوب في الصحف الذي بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر "قل أعوذ برب الناس" كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع فيه الإجماع وأجمع على أنه ليس بقرآن عامدا لكل هذا فهو كافر
- ونقل عن القاضي عياض قوله: اعلم أن من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما أو جحد حرفا منه أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلك أو يشك في شيء من ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين.
- ونقل عن أبو عثمان بن الحذاء قوله: جميع أهل التوحيد متفقون على أن الجحد بحرف من القرآن كفر

2. عبد العزيز بن ناصر الرشيد في التنبيهات السنية:
- قال: واتَّفقَ المسلمونُ على عددِ سُورِ القُرآنِ وآياتِه وكلماتِه وحروفِه، ولا خلافَ بين المسلِمِينَ في أنَّ مَن جحَدَ مِن القرآنِ سورةً أو آيةً أو كلمةً أو حرفاً، مُتَّفَقٌ عليه أنَّه كافرٌ، وفي هَذَا حُجَّةٌ قاطعةٌ على أنَّه حروفٌ.
- وقال: أهلُ السُّنَّةِ يقولون: إنَّ القرآنَ عينُ كلامِ اللَّهِ، حُروفُه ومعانِيهِ، ليس كلامُ اللَّهِ الحروفَ دُونَ المعاني، ولا المعاني دُونَ الحروفِ،
- وقال: عامَّةُ ما يُوجَدُ في الكِتابِ والسُّنَّةِ وكلامِ السَّلَفِ فإنَّه عندَ إطلاقِه يَتناوَلُ اللَّفظَ والمعنى جميعًا لِشُمولِه لهما، فلفظُ القولِ والكلامِ وما تَصرَّفَ منهما مِن فِعلٍ ماضٍ ومضارعٍ وأمْرٍ ونحوِ ذَلِكَ إنَّما يُعرَفُ في القرآنِ وسائرِ كلامِ العربِ إذا كان لَفظًا ومعنًى.
- ونقل عن ابن تيمية قوله: والصَّوابُ الذي عليه السَّلَفُ والأئمَّةُ: أنَّ الكلامَ حقيقةٌ في اللَّفظِ والمعنى، كما أنَّ الإنسانَ حقيقةٌ في البَدنِ والرُّوحِ، فالنِّزاعُ في النَّاطِقِ كالنِّزاعِ في مَنطِقِه.

من أنكر قراءة من القراءات:

حكم من أنكر قراءة من القراءات:
جاء الحكم في عدد من الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم وقد اتفقوا على وجوب الإيمان بالقراءات الثابتة عن الرسول صلى الله عيه وسلم والإنكار على من أنكر شيئا منها:

تعامل الصحابةرضوان الله عليهم مع القراءات التي تمر عليهم
1. أنه يقال لمن قرأ قراءة ثابتة السند عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحسنت ولو كانت بخلاف القراءة التي يقرأ عليها.
2. أنه من قرأ على حرف فلا يدعه رغبة عنه، فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله.
3. أن لا ينكر القراءة التي لا يعرفها فيقول ليس كما تقرأ وإنما يقول أما أنا فأقرأ هكذا تحسبا من إنكار شيء من القرآن.

الآثار الواردة عن الصحابة في التعامل مع القراءات:
1. روى النسائي في فضائل القرآن عن عبد الله بن مسعود قوله: "بينا أنا بالشام بحمص؛ فقيل لي: اقرأ سورة يوسف فقرأتها؛ قال رجل: ما كذا أنزلت!!
فقلت: "والله لقد قرأتها على رسول الله فقال: "أحسنت"
فبينا أنا أكلّمه إذ وجدت ريح الخمر؛ قلت: "أتكذّب بكتاب الله، وتشرب الخمر؟! والله لا تبرح حتى أجلدك الحد.
2. روى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ في فضائل القرآن عن رجل من أصحاب عبد الله، ولم يسمه قال: أراد عبد الله أن يأتي المدينة , فجمع أصحابه فقال: "والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من أفضل ما أصبح في أخيار المسلمين من الدين والفقه والعلم بالقرآن، إن هذا القرآن نزل على حروف، والله إن كان الرجلان يختصمان أشد ما اختصما في شيء قط، فإذا قال البادي: هذا أقرأني، قال: قد أحسنت، وإذا قال الآخر, قال: كلاكما محسن .
واقرأ: "إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار" واعتبروا ذلك بقول أحدكم لصاحبه، صدق وبر، وكذب وفجر، إن هذا القرآن لا يختلف، ولا يتشان ولا يتفه بكثرة الرد، فمن قرأ على حرف فلا يدعه رغبة عنه ؛ فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله، وإنما هو كقول أحدكم: أعجل، وجئ، وهلم، والله لو أعلم أن رجلا أعلم بما أنزل على محمد مني لطلبته حتى أزداد علما إلى علمي، إنه سيكون قوم يميتون الصلاة، فصلوا لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارَض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة.
3. روى أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ في فضائل القرآن وابن جرير الطبري في جامع البيان عن شعيب بن الحبحاب، قال: كان أبو العالية الرياحي إذا قرأ عنده رجل لم يقل: ليس كما تقرأ، ويقول: أما أنا فأقرأ كذا وكذا. قال شعيب: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: "أرى صاحبك قد سمع أنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.

القراءة بالشواذ


حكم القراءة بالشواذ
قال النووي في التبيان ما محصلته:
1. لا تجوز القراءة بغير السبع ولا بالروايات الشاذة المنقولة عن القراء السبعة.
2. من قرأ بالشواذ في الصلاة إن كان عالما بطلت صلاته، وإن كان جاهلا لم تبطل ولم تحسب له تلك القراءة.
3. من قرأ الشاذ إن كان جاهلا به أو بتحريمه عرف بذلك فإن عاد إليه أو كان عالما به عزر تعزيرا بليغا إلى أن ينتهي عن ذلك.
4. يجب على كل متمكن الإنكار على من قرأ بالشواذ ومنعه.
نقل السيوطي بعد ذكره نقل ابن عبد البر الإجماع على عدم جواز القراءة بالشواذ عن موهوب جواز القراءة بالشواذ في غير الصلاة قياسا على رواية الحديث بالمعنى.

الإجماع على عدم جواز القراءة بالشواذ ووجوب استتابة من قرأ بها.
- نقل النووي والزركشي والسيوطي عن ابن عبد البر الإجماع على عدم جواز القراءة بالشواذ، وأنه لا يصلى خلف إمام يقرأ بها.
- نقل النووي في التبيان عن القاضي عياض اتفاق فقهاء بغداد على استتابة ابن شنبوذ المقرئ لقراءته وإقرائه بشواذ من الحروف مما ليس في المصحف.

بيان أن المعوذتين من القرآن


الأدلة من السنة على أن المعوذتين من القرآن:
- روى أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سلامةَ الطَّحاويُّ عَنْ زِرٍّ قَالَ: قُلْتُ لأُبَيٍّ: يَا أَبَا المُنْذِرِ: السُّورَتَانِ اللَّتَانِ لَيْسَتَا فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: سَالتُ عَنْهُمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ، فَقُلْتُ لَكُمْ))، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ، وجاء نحوه في صحيح ابن حبان.
- روى أبو جعفر عن عُقْبَةَ بن عَامِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ: ((أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ آيَاتٍ لم يُنْزِلْ عَلَيَّ مِثْلَهُنَّ المُعَوِّذَاتِ)) ثُمَّ قَرَأَهُمَا...
- قالَ حَيْدَرُ بْنُ عَلِيٍّ القَاشِيُّ في المعتمد في المنقول: عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: مَا مِنَ المُفَصَّلِ سُورَةٌ صَغِيرَةٌ وَلا كَبيرَةٌ إِلا قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَؤُمُّ بهَا النَّاسَ فِي الصَّلاةِ المَكْتُوبَةِ.
- قال محمد عطية سالم: ورُوِيَ عن الإمامِ أحمدَ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قَرَأَ بهما في الصلاةِ، وساقَ عِدَّةَ طُرُقٍ في إثباتِ أنَّهما قُرآنٌ؛ ممَّا يَنْفِي أيَّ خِلافٍ بعدَ ذلك في إثباتِهما.

الآثار الواردة في أن المعوذتان من القرآن:

- روى بن أبي شيبة في مصنفه عن الشعبي قوله: "المُعَوِّذَتَانِ مِنَ القُرْآن".
- روى بن أبي شيبة في مصنفه، ومحمد بن أيوب بن الضريس في فضائل القرآن، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قُلْتُ للأَسْوَدِ: مِنَ القُرْآنِ هُمَا؟ قَالَ: نَعَمْ. يَعْنِي المُعَوِّذَتَيْنِ.
- روى بن أبي شيبة في مصنفه عن مَنْصُورٌ القَصَّابُ، قَالَ: سَالتُ الحَسَنَ، قُلْتُ: "يَا أَبَا سَعِيدٍ أَقْرَأُ المُعَوِّذَتَيْنِ فِي صَلاةِ الفَجْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنْ شِئْتَ، سُورَتَانِ مُبَارَكَتَانِ طَيِّبَتَانِ".
- روى الشيباني في مصنفه عن حَنْظَلَةُ السَّدُوسيُّ، قالَ: قُلْتُ لعِكْرمةَ: إني أقرَأُ في صلاةِ المَغرِب بـ:{قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ برَب النَّاسِ} وإنَّ ناسًا يَعِيبونَ ذلك عليَّ؟ فقالَ: وما بَأْسٌ بذلك؟ اقْرَأْهما فإنهما من القرآنِ.
- نقل السُّيُوطِيُّ في الدر المنثور عن مُسَدَّدٌ وَابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِعِكْرِمَةَ: إِنِّي أُصَلِّي بقَوْمٍ فَأَقْرَأُ بـ {قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَق} و{قُلْ أَعُوذُ برَب النَّاسِ}؟ فَقَالَ: اقْرَأْ بهِمَا فَإِنَّهُمَا مِن القُرْآنِ.

أقوال العلماء في أن المعوذتين من القرآن:

- قال أبو جَعْفَرٍ في تحفة الأخيار: فَكَانَ فِيمَا رُوِّيْنَا تَحْقِيقُ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمَا من القُرْآنِ فَاتَّفَقَ جَمِيعُ ما رُوِّيْنَاهُ عنه في ذلك لَمَّا صَحَّ وَخَرَجَتْ مَعَانِيهِ ولم تُخَالِفْ بشَيْءٍ منه شيئا وَاللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ.
- قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الكَرَجِيُّ القَصَّابُ في نكت القرآن: وهما من القرآنِ، ومَن قالَ: لَيْسَتَا من القرآنِ فقد أعْظَمَ القولَ، وما ذُكِرَ عن ابنِ مسعودٍ فهو عنه غَيْرُ صحيحٍ، ولو صَحَّ عنه أنهما غيرُ مَكْتُوبةٍ في مُصْحَفِه، ما دلَّ على أنهما لم تكونا عندَه من القرآنِ، لأنه كانَ يَحْفَظُهما، ومَن حَفِظَ شَيْئًا فليسَ بحَتْمٍ عليهِ أنْ يَكْتُبَه ولو أنَّ حَافِظًا للقرآنِ كُلِّه لم يَكْتُبْهُ، واقْتَصَرَ على تلاوتِه آناءَ الليلِ والنهارِ في الصلاةِ وغيرِ الصلاةِ ما ضَرَّهُ، وإنما كُتِبَ إِشْفَاقًا على مَن لا يَقْدِرُ أن يَحْفَظَهُ، فكُتِبَ ليَسْتَوِيَ فيه الحَافِظُ وغيرُ الحافظِ، ولِيَرْجِعَ إليه الناسي إذا نَسِيَ منه الشيءَ، أو اشْتَبَهَ عليه الحَرْفُ، وَلِيَنْظُرَ فيه الناظِرُ فيَصِيرَ نَظَرُه فيه عبادةً، وَلِيَقْرَأَ فيه الحَافِظُ أيضًا فيَجْمَعَ الثوابيْنِ؛ ثوابَ التلاوةِ، وثَوَابَ النَّظَرِ.
وقد سَأَلَ عُقْبَةُ بنُ عامرٍ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ عن المُعوِّذَتَيْنِ، فأَمَّهُ بهما في صلاةِ الفَجْرِ.
- قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ في البرهان: والمعوذتان من القرآن واستفاضتهما كاستفاضة جميع القرآن. وأما ما روي عن ابن مسعود، قال القاضي أبو بكر: فلم يصح عنه أنهما ليسا بقرآن، ولا حفظ عنه أنه حكهما وأسقطهما من مصحفه لعلل وتأويلات.
قال القاضي: ولا يجوز أن يضاف إلى عبد الله أو إلى أبي بن كعب أو زيد أو عثمان أو علي أو واحد من ولده أو عترته جحد آية أو حرف من كتاب الله وتغييره أو قراءته على خلاف الوجه المرسوم في مصحف الجماعة بأخبار الآحاد، وأن ذلك لا يحل ولا يسمع بل لا تصلح إضافته إلى أدنى المؤمنين في عصرنا، فضلا عن إضافته إلى رجل من الصحابة، وإن كلام القنوت المروي عن أبي بن كعب أثبته في مصحفه لم تقم حجة بأنه قرآن منزل بل هو ضرب من الدعاء، وأنه لو كان قرآنا لنقل نقل القرآن وحصل العلم بصحته، وأنه يمكن أن يكون منه كلام كان قرآنا منزلا ثم نسخ وأبيح الدعاء به وخلط بكلام ليس بقرآن ولم يصح ذلك عنه وإنما روي عنه أنه أثبته في مصحفه، وقد ثبت في مصحفه ما ليس بقرآن من دعاء وتأويل.
- قال ابن حزم في أول كتابه المحلى: هذا كذب على ابن مسعود وموضوع وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر بن حبيش عنه، وفيها المعوذتان والفاتحة.
- وقال القاضي أبو بكر بن الطيب في كتاب التقريب: لم ينكر عبد الله بن مسعود كون المعوذتين والفاتحة من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف وإثبات الحمد؛ لأنه كانت السنة عنده ألا يثبت إلا ما أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإثباته، وكتبه، ولم نجده كتب ذلك ولا سمع أمره به وهذا تأويل منه، وليس جحدا لكونهما قرآنا.
- قال بْنُ رَجَبٍ الحَنْبَلِيُّ في تفسير سورة الإخلاص: وقَدْ سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ عنِ المُعَوِّذَتَيْنِ فقالَ: ((قِيلَ لِي فَقُلْتُ)). وذلك إشارَةٌ منه إلى أنَّه صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ مُبَلِّغٌ مَحْضٌ لِمَا يُوحَى إليه، ليسَ فيه تَصَرُّفٌ لِمَا أَوْحَاهُ اللَّهُ إليهِ بزِيادَةٍ ولا نَقْصٍ، وإنَّما هو مُبَلِّغٌ لكلامِ رَبِّه كما أَوْحَاهُ إليه، فإذا قالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. كانَ امْتِثالاً للقولِ الذي قِيلَ لَهُ بلَفْظِه لا بمَعْنَاهُ.
- قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ في بحر العلوم: ورَوَى أبو مُعاوِيَةَ، عن عُثمانَ بنِ واقِدٍ قالَ: أَرْسَلَنِي أبي إلى مُحمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ أَسألُه عَنِ المُعَوِّذَتَيْنِ: أَهُمَا مِن كتاب اللهِ تعالى؟
قالَ: مَن لم يَزْعُمْ أنهما مِن كتاب اللهِ تعالى فعَلَيْهِ لَعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أَجمعينَ.
- قالَ الآلُوسِيُّ في روح المعاني: وأنتَ تَعلمُ أنه وَقَعَ الإجماعُ على قُرآنِيَّتِهما وقالوا: إنَّ إنكارَ ذلك اليومِ كُفْرٌ، ولَعَلَّ ابنَ مسعودٍ رَجَعَ عن ذلك، وفى شَرْحِ المواقِفِ أنَّ اختلافَ الصحابةِ في بعضِ سُوَرِ القرآنِ مرْوِيٌّ بالآحادِ المفيدةِ للظَّنِّ، ومجموعُ القرآنِ مَنقولٌ بالتواترِ المفيدِ لليقينِ الذي يَضْمَحِلُّ الظنُّ في مقابَلتِه فتلك الآحادُ مما لا يُلْتَفَتُ إليه.
- قالَ صِدِّيقُ بنُ حَسَن خَان الحُسَيْنِيُّ القنوجِيُّ في السراج الوهاج: عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسَلَّمَ: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتْ هذهِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟ {قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَقِ}، وَ{قُلْ أَعُوذُ برَب النَّاسِ})).
قالَ النَّوَوِيُّ: فيه: دليلٌ واضحٌ على كَوْنِهِمَا مِنَ القرآنِ، ورَدٌّ على مَن نَسَبَ إلى ابنِ مَسْعُودٍ خِلافَ هذا.وفيه: أَنَّ لَفْظَةَ "قُلْ" مِنَ القرآنِ ثَابتَةٌ مِن أَوَّلِ السُّورَتَيْنِ بَعْدَ البَسْمَلَةِ، وقد أَجْمَعتِ الأُمَّةُ على هذا كُلِّهِ، انتَهَى.
وقد وَرَدَ في فَضْلِ هاتَيْنِ السُّورَتَيٍنِ أَحَادِيثُ، ذَكَرَها في تُحْفَةِ الذَّاكِرِينَ.
وفي بَعْضِهَا عَنْ عُقْبَةَ عندَ أبي دَاوُدَ والنَّسَائِيِّ بلَفْظ: ((أَلاَ أُعَلِّمُكَ خَيْرَ سُورَتَيْنِ))؟

من ذكر الإجماع على أن المعوذتين من القرآن:
- قال النووي في شرح المهذب: أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن وأن من جحد منها شيئا كفر وما نقل عن ابن مسعود باطل وليس بصحيح.
- قالَ علمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ في جمال القراء :وَهَاتَانِ السُّورَتانِ منَ القُرآنِ بإجْمَاعِ الأمَّةِ، وَيُرْوَى عنِ ابنِ مَسْعودٍ أنَّه كانَ يَحُكُّهُمَا مِنَ المصَاحِفِ وَيقُول: (لا تزيدوا في كِتَابِ اللهِ ما ليسَ منه، فإنْ كانَ هذَا صَحِيحًا عنهُ فَسَبَبُهُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم يُعَوِّذُ بهمَا سِبْطَيهِ فَظَنَّ أنهما عُوذَتانِ.
والمسلمون كلهم على خلاف ذلك.
- قالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبيبٍ المَاوَرْدِيُّ في النكت والعيون والقرطبي في تفسير القرآن: "وزَعَمَ ابنُ مسعودٍ أنَّهما دُعَاءٌ تَعَوَّذَ بهِ ولَيْسَتَا مِن القرآنِ، وهذا قولٌ خالَفَ به الإجماعَ مِن الصحابةِ وأهلِ البيتِ.
- قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ في لباب التأويل: وعنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: ((أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ: {قُلْ أَعُوذُ برَب الفَلَقِ}، وَ{قُلْ أَعُوذُ برَب النَّاسِ})). فيهِ بيانُ عظيمِ فضلِ هاتَيْنِ السورتَيْنِ، وفيهِ دليلٌ واضِحٌ على كَوْنِهما مِن القرآنِ، وفيهِ رَدٌّ على مَنْ نَسَبَ إلى ابنِ مَسْعُودٍ خِلافَ هذا، وفيهِ بَيَانُ أنَّ لَفْظَةَ {قُلْ} مِن القرآنِ أيضًا، وأنَّهُ مِنْ أوَّلِ السُّورتيْنِ بعدَ البَسْمَلَةِ، وقد اجتمَعَتِ الأُمَّةُ على هذا كُلِّهِ بعدَ خِلافٍ ذُكِرَ فيهِ.
- قال الشوكاني في تحفة الذاكرين: أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ فيهِما:(إِنَّهُمَا خَيْرُ سُورَتَيْنِ قُرِئَتَا)، وَتَقَدَّمَ أَمْرُهُ بالقِراءَةِ بهِمَا، وَهَذِهِ خاصِّيَّةٌ مِنْ خَواصِّ القُرْآنِ، وَتَقَدَّمَ أيضًا: أَنَّ مَنْ قَرَأَهُمَا فَكَأَنَّمَا قَرَأَ جَمِيعَ ما أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَجْمَعَ عَلَى ذَلِكَ الصَّحَابَةُ وَجَميعُ أَهْلِ الإِسْلامِ طَبَقَةٌ بَعْدَ طَبَقَةٍ.
- قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ في التحرير والتنوير: "ـوقد أَجْمَعَ أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على القِراءةِ بهما في الصَّلاةِ، وكُتِبَا في مَصَاحِفِهم، وصَحَّ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قَرَأَ بهما في صَلاَتِه".

ما ذكر عن ابن مسعود رضي الله عنه في المعوذتين وأجوبة العلماء عليه


تكرر ذكر عدم إثبات ابن مسعود رضي الله عنه للمعوذتين في مصحفه، واختلفت عبارات أهل العلم في تبرير ذلك على نحو من التقسيم أدناه، مع إجماعهم على أن المعوذتين من القرآن وعدم تردد أي منهم في إثباتها بالأدلة المستفيضة من السنة وإجماع السلف والخلف على ذلك.

ذكر ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه في المعوذتين:

- ذكر الشوكاني في تحفة الذاكرين: رواية عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ في المُسْنَدِ وَالطَّبَرَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزيدَ يَعْنِي النَّخَعِيَّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعودٍ يَحُكُّ المُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصاحِفِهِ وَيَقولُ: إِنَّهُما لَيْسَتَا مِنْ كِتاب اللَّهِ تَعالَى.
وَرِجالُ إِسْنادِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ رِجالُ الصَّحيحِ، وَرِجالُ إِسْنادِ الطَّبَرَانِيِّ ثِقاتٌ.
- نقل الشوكاني في تحفة الذاكرين: عن البزار أنه أَخْرَجَ في مُسْنَدِهِ: أَنَّ ابنَ مَسْعودٍ كانَ يَحُكُّ المُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ المُصْحَفِ وَيَقولُ: إِنَّمَا أَمَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَعَوَّذَ بهِمَا.
وَكانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَقْرَأُ بهِما، وَرِجالُ إِسْنادِه ثِقاتٌ، وَهَكذا أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بإِسْنادٍ رِجالُهُ ثِقاتٌ.
- قال الشوكاني في فتح القدير والألوسي في روح المعاني، ومُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ في فتح البيان: وَأَخْرَجَ أحمدُ وَالبَزَّارُ وَالطبرانيُّ وَابنُ مَرْدُويَه مِنْ طُرُقٍ -قَالَ السيوطيُّ: صَحِيحَةٌ-، عَنِ ابنِ مسعودٍ أَنَّهُ كانَ يَحُكُّ المُعَوِّذتَيْنِ في المصحفِ يَقُولُ: لا تَخْلِطُوا القرآنَ بما ليسَ منهُ، إِنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْ كتاب اللَّهِ، إِنَّمَا أُمِرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ يَتَعَوَّذَ بهِمَا، وَكانَ ابنُ مسعودٍ لا يَقْرَأُ بهِمَا.
- قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ في فتح القدير والألوسي في روح المعاني وُمحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ في فتح البيان: وَأَخْرَجَ أحمدُ وَالبخاريُّ وَالنسائيُّ وَغيرُهُم عَنْ زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ قَالَ: أَتَيْتُ المدينةَ فَلَقِيتُ أُبَيَّ بنَ كعبٍ، فَقُلْتُ لهُ: أَبَا المُنْذِرِ، إِنِّي رَأَيْتُ ابنَ مسعودٍ لا يَكْتُبُ المعوذتَيْنِ في مصحفِهِ. فَقَالَ: أَمَا وَالذي بَعَثَ مُحَمَّدًا بالحقِّ لقدْ سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا وَمَا سَأَلَنِي عَنْهُمَا أَحَدٌ منذُ سألتُهُ غَيْرُكَ. قَالَ: ((قِيلَ لِي: قُلْ فَقُلْتُ فَقُولُوا)). فنحنُ نَقُولُ كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
- قال الشوكاني في تحفة الذاكرين وصِدِّيقُ بنُ حَسَن خَان الحُسَيْنِيُّ القنوجِيُّ في السراج الوهاج: وَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ لا يُثْبتُ هاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ، كَمَا رَوى عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ في المُسْنَدِ وَالطَّبَرَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزيدَ يَعْنِي النَّخَعِيَّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعودٍ يَحُكُّ المُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصاحِفِهِ وَيَقولُ: إِنَّهُما لَيْسَتَا مِنْ كِتاب اللَّهِ تَعالَى.
وَرِجالُ إِسْنادِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ رِجالُ الصَّحيحِ، وَرِجالُ إِسْنادِ الطَّبَرَانِيِّ ثِقاتٌ، وَهَكذا أَخْرَجَ البَزَّارُ في مُسْنَدِهِ: أَنَّ ابنَ مَسْعودٍ كانَ يَحُكُّ المُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ المُصْحَفِ وَيَقولُ: إِنَّمَا أَمَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَعَوَّذَ بهِمَا.
وَكانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَقْرَأُ بهِما، وَرِجالُ إِسْنادِه ثِقاتٌ، وَهَكذا أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بإِسْنادٍ رِجالُهُ ثِقاتٌ، قال البَزَّارُ: لم يُتَابعْ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ أحدٌ مِنَ الصحابةِ، وقد صَحَّ عَنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسَلَّمَ: أنه قَرَأَهُما في الصلاةِ، وأُثْبتَتا في المُصْحَفِ.

ردود العلماء على ما نقل عن ابن مسعود رضي الله عنه:

أولا/ الردود التي نفت إنكار ابن مسعود رضي الله عنه لقرآنية المعوذات.

1. أنكر بعضهم أن يكون ما ذُكِرَ عن ابنِ مسعودٍ صحيحٍ، وقالوا هذا كذب عليه وموضوع، ولا يجوز إضافته لأدنى المؤمنين فضلا عن أن يضاف لكبار الصحابة، واحتج ابن حزم في المحلى بقراءة عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود وفيها الفاتحة والمعوذتين.
2. قال بعضهم أن عبد الله بن مسعود لم ينكر كون المعوذتين والفاتحة من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف وإثبات الحمد؛ لأنه كانت السنة عنده ألا يثبت إلا ما أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإثباته، وكتبه، ولم يجده كتب ذلك ولا سمع أمره به وهذا تأويل منه، وليس جحدا لكونهما قرآنا.
3. قال بعضهم أنه كان يرى أنهما سنة وقتية والخلاف في ذلك كالخلاف في الرمل في السعي رآه البعض سنة وقتية والجمهور على أنها مستمرة، فأنكر كتابتهما ولم ينكر كونهما منزلتين من السماء.
4. قال بعضهم أنه كانَ يَحْفَظُهما، وقد ترك كتابتهما لشهرتهما، ولم يشتبه عليه أنهما من القرآن، ومن حكم كتابة القرآن الاشفاق على من لا يقدر على حفظه، ولو أنَّ حَافِظًا للقرآنِ كُلِّه لم يَكْتُبْهُ، واقْتَصَرَ على تلاوتِه ما ضَرَّهُ، ولو كتب سورا وترك سورا لم يكن عليه بأس، وقد رد بعضهم على هذا القول بأن سهولة الحفظ تشمل الكثير من قصار السور غير المعوذتين والمعوذتين وغيرهما لا ترقيان في الشهرة ووجوب التكرار للفاتحة التي يمكن أن تترك كتابتها لأجل الشهرة والثقة ببقاء الحفظ المترتب على التكرار في الصلاة.

قالَ صِدِّيقُ بنُ حَسَن خَان الحُسَيْنِيُّ القنوجِيُّ في السراج الوهاج: وقد عَرَفْتَ بهذا أنَّ قولَ النَّوَوِيِّ المُتَقَدِّمَ وفِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ نَسَبَ إلى ابنِ مَسْعُودٍ خِلافَ هذا، ليس كما يَنْبَغِي، فإنَّ الخلافَ عنه رَضِيَ اللهُ عنه ثَابتٌ بما حَكَاهُ الشوكانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ قَرِيبًا، والجوابُ عَنْ هَذا الخلافِ الجَوَابُ المُتَقَدِّمُ.


ثانيا/ الردود التي أثبتت إنكاره وبررت هذا الإنكار:

1. أنه قد يكون ذهب إلى أنهما رقية يعوذ بها من العين وغيرها، فظن أنهما ليستا من القرآن، وذكر الكشميري في فيض الباري أن سبب ذلك أنهما ابتدأتا بقل، والرد على هذا جاء في الأثر الذي جاء فيه سؤال زر بن حبيش لأبي رضي الله عنه وإجابة أبي بأنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال قيل لي قل فقلت،
2. أنه لعَلَّه لمْ يَسْمَعْهُما مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ، ولم يَتَواتَرْ عندَه، ثم لعلَّه قدْ رَجَعَ عن قولِه ذلك إلى قولِ الجماعةِ، قال محمد عطية سالم نقلا عن البخاري بعد ذكر حديث زر بن حبيش: ثُمَّ قد رَجَعَ عن قولِه إلى قولِ الجماعةِ؛ فإنَّ الصحابةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهم أثْبَتُوهُما في المَصاحِفِ الأَئِمَّةِ، ونَفَذُوهَا إلى سائرِ الآفاقِ.

3. لو صح أنه أنكر أن تكون من القرآن لا نقول إنه أصاب وأخطأ المهاجرون والأنصار، فإنَّ الصحابةَ رضِيَ اللَّهُ عنهُم كَتَبوهما في المَصاحفِ الأَئِمَّةِ، ونَفَّذُوها إلى سائِرِ الآفاقِ، قالَ البَزَّارُ: لَمْ يُتابعْ عَبْدَ اللَّهِ بنَ مَسْعُودٍ أَحَدٌ مِنْ الصَّحابَةِ، وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ بهِمَا في الصَّلاةِ وَأُثْبتَتَا في المُصْحَف.
4. كما أنه لو كان أقام على ظنه ومخالفة الصحابة جميعا فهو كما أقام على التطبيق وأقامَ غيْرُهُ عَلَى الفُتْيَا بالمُتْعَةِ وَالصَّرْفِ، ورأى آخرُ أكْلَ البُرِّ وهو صائمٌ، ورأَى آخرُ السُّحُورَ بعْدَ طلوعِ الفجرِ الثانِي، في أشباهٍ لهذَا كَثِيرَةٍ، والصَّحابيُّ بَشرٌ، وَلَيْسَ قَوْلُهُ حُجَّةً في مِثْلِ هَذا، عَلَى فَرْضِ عَدَمِ مُخالَفَتِهِ لِما ثَبَتَ عَنِ الشّارِعِ، فَكَيْفَ وَقَدْ خالَفَ ها هُنا السُّنَّةَ الثَّابتةَ والإِجْماعَ.

قالَ مُحَمَّد أَنْوَر الكَشمِيرِيُّ في فيض الباري: "وبَحَثَ فيه الحافظُ، وآلَ إلى أَنَّهُ لم يَكُنْ يُنْكِرُ قُرْآنِيَّتَهُ، ولَكِنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ كِتَابَتَهُ في المُصْحَفِ، ومَرَّ عَلَيْهِ بَحْرُ العلُومِ في شَرْحِ مُسَلَّمِ الثَّبُوتِ، تَحْتَ تَعْرِيفِ القُرْآنِ، وقالَ: إِنَّ سِلْسِلَةَ القِرَاءَةِ الَّتِي تَبْلُغُ اليَوْمَ إلى ابْنِ مَسْعُودٍ نَجِدُ فِيهَا المُعَوِّذَتَيْنِ بالاتفاقِ وحِينَئِذٍ يَنْبَغِي أَنْ يَؤُولَ في النَّقْلِ المَذْكُورِ".


وهذا محصلة ما قاله مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الكَرَجِيُّ القَصَّابُ في نكت القرآن، و مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ مُطَرِّفٍ الكِنَانِيُّ في القرطين، أَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِي في تفسير القرآن، وعُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ والقرطبي في تفسير القرآن نقلا عن ابن قتيبة، وابْنِ كَثِي في تفسيره، ومُحَمَّد أَنْوَر الكَشمِيرِيُّ في فيض الباري، وابن عاشور في التحرير والتنوير، ومحمد عطية سالم في تتمة أضواء البيان.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 جمادى الآخرة 1441هـ/31-01-2020م, 11:26 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة فهرسة مسائل الإيمان بالقرآن

أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم.
- بين يدي التقويم، أذكركم بأهمية فهرسة علوم القرآن، فبعد ما درستم بعض علوم القرآن من خلال دورات الشيخ عبد العزيز الداخل، يحسن أن نتعرف إلى هذه العلوم من كتب علوم القرآن، للتعرف على مسائل علوم القرآن ومصادر بحثها، والتوسع في معرفة اختلاف العلماء فيها، ومن ثمّ تحريرها بنفس الطريقة التي تعلمتموها من قبل في تحرير المسائل العلمية.
- المفترض أن يكون عملكم الجماعي كافٍ لتحرير جميع مسائل العلم، ولكن نظرًا لقلة العدد، يصعب تحقيق ذلك، ويبقى على طالب العلم بعد ما تعرف الطريق، أن يبذل قصارى جهده في استكمال ما يلزمه من كل علم بإذن الله.
ملحوظات عامة:
- من المهم تخريج الأحاديث والآثار بنفس الطريقة التي تعلمتموها في تخريج أقوال المفسرين، أو على الأقل عزوها إلى مصادرها الأصيلة - بحسب ما يتوفر لكم -
- يمكن تلخيص مجموع أقوال العلماء بأسلوبكم في فقرة بدلا من إطالة التحرير بنقل أقوالهم.

علاء عبد الفتاح: هـ
بارك الله فيك أخي الفاضل، المطلوب فهرسة موضوعات من جمهرة الإيمان بالقرآن، وليس دروس دورة الإيمان بالقرآن، وإنما نراجع المسائل من دروس الدورة حتى يحصل إتقان ما دُرس مسبقًا وبالتالي تبنون عليه.
ولعله حصل التباس وقت نشر المقرر، ولم يتضح لك المطلوب فأعتذر عن ذلك.

عقيلة زيان: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أرجو الاعتناء بالملحوظات التالية:
- بالنسبة لاستفساركِ عن الأحاديث والآثار؛ يمكنكِ ذكر موضع الشاهد فقط، إذا لم يكن له تعلق بما قبله، أما إذا كان له تعلق، ويتكرر الاستشهاد به، فيُذكر كاملا في أول موضع، ثم بعد ذلك يُذكر موضع الشاهد.
وأما التخريج -فما استطعتِ-، اذكري مخرج الأثر، فإن لم يمكنكِ يُكتفى بالعزو.
- في فهرستكِ بعض الأخطاء الإملائية واللغوية، غالب الظن أنها غير مقصودة ويسهل تعيينها مع المراجعة.
اقتباس:
*عقولهم قاصرة عن فهم الآيات
-قول ابن مسعود:إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل هذا القرآن تبيانًا لكلّ شيءٍ، ولكن علمنا يقصر عمّا بيّن لنا في القرآن، ثمّ قرأ{ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ}[[الإبانة الكبرى.
قول ابن مسعود يفيد أن في القرآن تبيان لكل شيء، وإن لم تصل إليه عقولنا، لا أن هذا من صفات الذين يتّبعون ما تشابه من القرآن.
- موضوع تواتر القرآن:
النقول الواردة في الجمهرة من مصدر واحد، فالأولى نسبة الأقوال للزركشي، حتى إذا وسعتِ بحثكِ في مصادر أخرى، قد يتبين لكِ أقوال أخرى في المسألة تثري دراستكِ وتحريركِ.


ضحى الحقيل: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أرجو مراجعة الملحوظات العامة، خاصة ما يتعلق بتلخيص أقوال العلماء بأسلوبك، دون الحاجة لتكرار أقوالهم.

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 شعبان 1441هـ/26-03-2020م, 05:43 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم

القسم الخامس
حكم من زعم أنّ القرآن مخلوق


==المسائل==
==نبذة عن عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن
==القول بخلق القرآن كفر وزندقة
==من قال بخلق القرآن يضرب حتى يتوب أو يحبس حتى الموت
==من قال إنه يقتل ولم يذكر الاستتابة
== من شك في كفر من يقول بخلق القرآن فهو كافر
== من قال: لا يرث ولا يورث
== من قال: امرأته طالقٌ
==من قال: لا ينكحون، ولا يصلّى خلفهم، ولا تعاد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم.


*****************************************************************************************************************************************************
==نبذة عن عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن
=قول شيخ الإسلام ابن تيمية
قال رحمه الله في العقيدة الواسطية:
ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ).
- وقال عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ت: 1408): (
وذَكَرَ الشَّيخُ أبو الحسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ المَلِكِ الكرخيُّ في كتابِه (الأُصولُ) قال: سمعتُ الإمامَ أبا منصورٍ مُحَمَّدَ بنَ أحمدَ، يقولُ: سمعتُ أبا حامدٍ الإسْفرَايينيَّ، يقولُ: ومذهبي ومذهبُ الشَّافعيِّ وفقهاءِ الأمصارِ: أنَّ القرآنَ كلامُ اللَّهِ غيرُ مخلوقٍ، ومَن قال: مخلوقٌ فهُوَ كافرٌ، والقرآنُ حَمَلَهُ جبريلُ مسموعًا مِن اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- والنَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- سَمِعَه مِن جبريلَ، والصَّحابةُ سَمِعوه مِن رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، وهُوَ الذي نَتلُوه بألْسِنَتِنا، وفيما بين الدَّفتَيْنِ، وما في صُدورِنا مسموعًا ومَكتوبًا ومحفوظًا، وكُلُّ حرفٍ منه كالباءِ والتَّاءِ كُلُّه كلامُ اللَّهِ غيرُ مخلوقٍ، ومَن قال مخلوقٌ فهُوَ كافرٌ عليه لعائِنُ اللَّهِ والنَّاسِ أجمعينَ.). [التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية)

*************************************************************************************************************************

==القول بخلق القرآن كفر وزندقة
وسنذكر أولا الأدلة من السنة ثم نتبعها بأقوال الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام القائلين بهذا القول
=فأما الأدلة من السنة
-دليله ما روى عن زيد بن وهبٍ، عن عبد اللّه يعني ابن مسعودٍ، وحذيفة، قالا: قال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كيف أنتما إذا كفر بالقرآن وقالوا إنّه مخلوقٌ؟ أما إنّكما لن تدركا ذلك، ولكن إذا كان ذلك برئ اللّه منهم وجبريل وصالح المؤمنين، وكفروا بما أنزل عليّ».
-وروى أيضا عن مجاهدٍ، قال: سئل ابن عمر إنّ جارًا لنا يقول: القرآن مخلوقٌ، فغضب، ثمّ قال: أفٍّ أفٍّ، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " من قال: القرآن مخلوقٌ، فقد كفر باللّه عزّ وجلّ" . رواهما ابن بطة في الإبانة الكبرى 6/ 45-46]

=وأما أقوال الأئمة من السلف
*فقد روي هذا القول عن جماعة من الأئمة منهم:*
*ابن المبارك:
-روى عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن ابن المبارك قال سمعت سفيان الثوري يقول: من زعم أن قول الله عز وجل: {يا موسى أنه أنا الله العزيز الحكيم} مخلوق فهو كافر زنديق حلال الدم.
-وروى عنه أيضا من طريق آخر عن ابن المبارك عن سفيان الثوري قال: من قال إن {قل هو الله أحد * الله الصمد} مخلوق فهو كافر. ). [السنة: 1/ 107-108] وروى نحوه ابن بطة في الإبانة الكبرى.
وروى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن الفريابيّ قال: سمعت الثّوريّ يعني سفيان يقول: من قال: (القرآن مخلوقٌ؛ فهو زنديقٌ) وروي نحوه عن جماعة من الائمة منهم ابن المبارك ومالك وغيرهما وسيأتي ذكر بعضهم.
- وروى عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن محمد بن أعين قال: سمعت النضر بن محمد يقول: من قال في هذه الآية إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني مخلوق فهو كافر، فجئت إلى عبد الله بن المبارك فأخبرته قال: صدق أبو محمد عافاه الله ما كان الله عز وجل يأمر أن نعبد مخلوقا.
وقد رواه الآجري في الشريعة عن أحمد بن يونس، وابن بطة في الإبانة عن حسن بن عيسى، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن الحسين بن شبيب كلهم عن ابن المبارك أنه قال بكفر من قال بأن القرآن مخلوق.
*عبد الله بن إدريس
- روى الآجري في الشريعة عن يحيى بن يوسف الزمي
قال: سمعت عبد الله بن إدريس: وسأله رجل عمن يقول: القرآن مخلوق.
فقال: من اليهود؟ قال: لا
قال: من النصارى؟ قال: لا
قال: من المجوس؟ قال: لا
قال: فممن؟ قال: من أهل التوحيد.
قال: معاذ الله أن يكون هذا من أهل التوحيد، هذا زنديق، من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله تعالى مخلوق، يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم فالرحمن لا يكون مخلوقا، والرحيم لا يكون مخلوقا، والله لا يكون مخلوقا، فهذا أصل الزندقة)
وكذا ورواه عبد الله ابن الإمام أحمد عن يحيى بن يوسف الزمي عنه بلفظ قريب، وكذا ابن بطة في الإبانة عن عبد الرحمن الاحتياطي عنه فذكر معناه. ورواه ابن بطة في الابانة أيضا، واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة عن يحيى بن يوسف الزمي عنه بألفاظ متقاربة.
* وكيع بن الجراح
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة عن أبي جعفر السويدي وغيره عنه، والآجري في الشريعة واللالكائي كلاهما عن وهب بن بقية الواسطي عنه، ابن بطة في الإبانة عن أحمد بن داود الحزاميّ عنه،
*سفيان بن عيينة
-رواه عنه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن يحيى بن أبي قطيفة السراج، واللالكائي في شرح أصول السنة، وابن بطة في الإبانة الكبرى.
* محمد بن ادريس الشافعي
-رواه الآجري في الشريعة وابن بطة في الإبانة الكبرى واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة، عن الربيع بن سليمان عن الشافعي.
* أبي عبيد القاسم بن سلّام
هذا القول رواه عبد الله ابن أحمد بن حنبل في السنة، والآجري في الشريعة، وابن بطة في الإبانة كلهم عن محمد بن إسحاق الصاغاني عنه،
ورواه اللالكائي شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن عبد الملك السّمسار عنه.
* أحمد بن حنبل
-روى قوله ابنه صالح في سيرة الإمام أحمد ، وابن بطة في الإبانة عن أبي بكر الأثرم، واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة عن الحسن بن أيوب،
وابن الجوزي في فنون الأفنان عن الحسن بن ثواب، والذهبي في السير عن إسحاق بن إبراهيم البغويّ وغيره، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة،
-والآجري في الشريعة عن أبي إسحاق بن إبراهيم البغوي، وعن مخلد قال: حدثنا أبو داود قال: سمعت أحمد بن حنبل، وذكر له رجل أن رجلا قال: إن أسماء الله مخلوقة والقرآن مخلوق. فقال أحمد: كفر بين،
قلت لأحمد: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر؟
قال: أقول: هو كافر
-وراه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن حرب بن إسماعيل، قال: سمعت أبا عبد اللّه وذكر عنده كلام النّاس في القرآن، فقال: «كفرٌ ظاهرٌ، كفرٌ ظاهرٌ».).
وعن أبي داود، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، ومن قال: إنّه مخلوقٌ، فهو كافرٌ ".
وعن أبي الحارث قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: «القرآن كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ومن زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فقد كفر لأنّه يزعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ، وأنّه لم يكن له علمٌ حتّى خلقه».
ورواه عنه من طرق أخرى .
*إسماعيل بن علية
روى قوله صالح في كتاب سيرة الإمام أحمد عن أبي الفضل ابنه عنه، ورواه عبد الله في كتاب السنة عن منصور بن عمار عنه، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن عبد الصّمد مردويه عنه
*بشر بن المفضّل
روى عَبْدُ اللهِ في السنة عن عباس العنبري قال: سمعت علي بن عبد الله المديني يقول: سمعت بشر بن المفضل وذكر ابن خلوبا فقال هو كافر بالله العظيم.)
ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن عليًّا يعني ابن المدينيّ قال: كان بشر بن المفضّل يصلّي كلّ يومٍ أربعمائة ركعةٍ، ويصوم يومًا ويفطر يومًا، وذكر عنده إنسانٌ من الجهميّة فقال: لا تذكر ذاك الكافر.
*معاذ بن معاذ
روى عَبْدُ اللهِ ابن الإمام أحمد في السنة عن معاذ بن معاذ يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر،
ورواه أيضا عنه ابن بطة في الإبانة الكبرى، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة،
*يحيى بن معين
قال ابن بطة العكبري الحنبلي: حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت الحسن بن عليّ بن يزيد الصّدائيّ، قال: سمعت يحيى بن معينٍ، يقول: " من قال: القرآن مخلوقٌ، فهو كافر). [الإبانة الكبرى)
*يزيد بن هارون
- قال عَبْدُ اللهِ ابن الإمام أحمد في السنة حدثني أبو عبد الله محمد بن العباس صاحب الشامة قال سمعت يزيد بن هارون وذكرت الجهمية فقال: هم والله زنادقة عليهم لعنة الله.، ورواه أيضا عن شاذ بن يحيى عنه.
-ورواه الآجري في الشريعة عن الحسن بن الصباح قال: قال يزيد بن هارون: وذكر الجهمية قال: هم والله الذي لا إله إلا هو زنادقة، عليهم لعنة الله).
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن شاذ بن يحيى، ورواه عن أحمد بن إبراهيم كلاهما عنه.
*عبد اللّه بن داود الخريبيّ
رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن ابن حزمٍ النّجّار قال: سمعت عبد اللّه بن داود الخريبيّ يقول: من قال: القرآن مخلوقٌ، فعلى الإمام أن يستتيبه، فإن تاب وإلّا ضربت عنقه).
*شبابة بن سوار، وعبد العزيز بن أبان القرشي، وأبو النّضر
روى قولهما عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة، ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن ابن أبي كريمة قال: سمعت شبابة بن سوّارٍ وعبد العزيز القرشيّ يقولان: القرآن كلام اللّه، من زعم أنّه مخلوقٌ فهو كافرٌ
*أبو يوسف القاضي
روى قوله عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة عن، ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن محمد بن الحسين بن إشكاب قال سمعت أبي يقول: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: جيئوني بشاهدين يشهدان على المريسي والله لأملأن ظهره وبطنه بالسياط يقول في القرآن يعني مخلوق).
*يحيى بن يحيى النيسابوري
رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن محمود بن غيلان، عن يحيى بن يحيى النّيسابوريّ قال: من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فقد كفر.

**وهذا القول مروي عن جماعة أيضا منهم :
إبراهيم بن طهمان، سليمان التيمي، أبا توبة الحلبي، إبراهيم بن مهدي، بشر بن الحارث، عمرو بن الربيع بن طارق، أبا الأسود النضر بن عبد الجبار، هارون بن معروف،
عيسى بن يونس، محمد بن يوسف الفريابي، أبا نعيم الفضل ابن دكين، الضرير محمد بن خازم، أبو بكر بن عياش، عبد الملك بن الماجشون، أحمد بن أبي عوف، وهارون القزويني، النّضر بن محمّدٍ، حمدويه، الفضيل بن عياضٍ، أحمد بن صالحٍ، أبا يعقوب البويطيّ، أحمد بن يونس، إسحاق بن راهويه، عبد اللّه بن نميرٍ، العبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، محمّد بن إسماعيل البخاريّ وغيرهم الكثير.

وأقوالهم مروية في كتب العقيدة من أمثال السنة لعبد الله بن الإمام أحمد، والشريعة للآجري والإبانة الكبرى لابن بطة، وشرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ونحوها.

ومن ذلك ما رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن يحيى بن خلفٍ المقرئ قال: كنت عند مالك بن أنسٍ سنة ثمانٍ وستّين، فأتاه رجلٌ فقال: " يا أبا عبد اللّه ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟
قال: كافرٌ زنديقٌ، اقتلوه.
قال: إنّما أحكي كلامًا سمعته.
قال: لم أسمعه من أحدٍ، إنّما سمعته منك.
قال أبو محمّدٍ: فغلظ ذلك عليّ، فقدمت مصر فلقيت اللّيث بن سعدٍ فقلت: يا أبا الحارث ما تقول فيمن قال: القرآن مخلوقٌ؟ وحكيت له الكلام الّذي كان عند مالكٍ،
فقال: كافرٌ.
فلقيت ابن لهيعة فقلت له مثل ما قلت لليث بن سعدٍ وحكيت له الكلام.
فقال: كافرٌ. إلى هاهنا حديث أبي أميّة.
ومن هنا لفظ عبّاسٍ الأزهر: فأتيت مكّة فلقيت سفيان بن عيينة، فحكيت له كلام الرّجل.
فقال: كافرٌ.
ثمّ قدمت الكوفة فلقيت أبا بكر بن عيّاشٍ فقلت له: ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟ وحكيت له كلام الرّجل،
فقال: كافرٌ، ومن لم يقل إنّه كافرٌ؛ فهو كافرٌ.
فلقيت عليّ بن عاصمٍ وهشيمًا فقلت لهما وحكيت لهما كلام الرّجل،
فقالا: كافرٌ.
فلقيت عبد اللّه بن إدريس، وأبا أسامة، وعبدة بن سليمان الكلابيّ، ويحيى بن زكريّا، ووكيعًا، فحكيت لهم فقالوا: كافرٌ. فلقيت ابن المبارك، وأبا إسحاق الفزاريّ، والوليد بن مسلمٍ فحكيت لهم الكلام، فقالوا كلّهم: كافرٌ.
*************************************************************************************************************************
==من قال بخلق القرآن يضرب حتى يتوب أو يحبس حتى الموت
-روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة أيضا عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس رحمه الله يقول: من قال القرآن مخلوق يوجع ضربا ويحبس حتى يموت،)
وفي رواية: ( من قال القرآن مخلوق يؤدب ويحبس حتى تعلم منه التوبة)
-وكذا رواه الآجري في الشريعة عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول: القرآن كلام الله، ويستفظع قول من يقول: القرآن مخلوق، قال مالك: يوجع ضربا، ويحبس حتى يموت). وكذا رواه ابن بطة في الإبانة بإسناده عن عبد الله بن نافع عنه.
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن أبي مصعبٍ الزّهريّ، قال: سمعت مالك بن أنسٍ، يقول: «القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، فمن زعم أنّه مخلوقٌ، فقد كفر بما أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، والّذي يقف شرٌّ من الّذي يقول).
وروى من طريق آخر عن يحي بن خلف المقرئ أنه لقي مالك بن أنسٍ وأتاه رجلٌ فقال: يا أبا عبد اللّه ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟ فقال: «كافرٌ زنديقٌ، اقتلوه) وكذا رواه اللالكائي عن يحيي بن خلف المقرئ عنه بلفظ قريب.
-ورواه عبد الرحمن ابن أبي حاتم عن أبيه عن ميمون البكري عن مالك بن أنسٍ: «من قال القرآن مخلوقٌ يستتاب، فإن تاب وإلّا ضربت عنقه».
-روى عبد الله ابن الامام أحمد عن مليح بن وكيع أنه قال سمعت: سمعت وكيعا يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه محدث يستتاب فإن تاب وإلا ضربت رقبته.
ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن القاسم بن يزيد الأشجعيّ عنه.
- وروى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عبد الملك السّمسار: اتّفقت أنا وعليّ بن المدينيّ، وأبو عبيدٍ القاسم بن سلّامٍ، فقال عليٌّ أو غيره: يا أبا عبيدٍ، ما تقول فيمن قال القرآن مخلوقٌ؟
فقال أبو عبيدٍ: هذا رجلٌ يعلّم ويقال له: إنّ هذا كفرٌ، فإن رجع وإلّا ضربت عنقه.
-وروى ابن بطة في الإبانة الكبرى عن الفضل، قال: نا أبو طالبٍ، قال: قلت لأبي عبد اللّه: " قال لي رجلٌ: لم قلت: من كفر بآيةٍ من القرآن، فقد كفر؟ هو كافرٌ مثل اليهوديّ والنّصرانيّ والمجوسيّ، أو كافرٌ بنعمةٍ، أو كافرٍ بمقالته؟
قلت: لا أقول هو كافرٌ مثل اليهوديّ والنّصرانيّ والمجوسيّ، ولكن مثل المرتدّ، أستتيبه ثلاثًا، فإن تاب وإلّا قتلته.
قال: ما أحسن ما قلت، ما كافرٌ بنعمةٍ من كفر بآيةٍ فقد كفر.
قلت: أليس بمنزلة المرتدّ إن تاب وإلّا قتل؟
قال: نعم ".
-وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن ابن أبي كريمة قال: سمعت شبابة بن سوّارٍ وعبد العزيز القرشيّ يقولان: القرآن كلام اللّه، من زعم أنّه مخلوقٌ فهو كافرٌ).

******************************************************************************************************************************
==من قال أنه يقتل ولم يذكر الاستتابة

روي عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه أنّه سمع رجلًا يتكلّم في اللّه بشيءٍ لا ينبغي، فأمر بضرب عنقه، فضربت عنقه، وقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «من تكلّم في اللّه فاقتلوه، ومن تكلّم في القرآن فاقتلوه "
هذا الحديث رواه بن بطة في الإبانة الكبرى: 6/ 42-43]

وروي هذا القول جماعة من الأئمة منهم:
-1-الإمام مالك
-ما رواه ابن بطة واللالكائي عن يحي بن خلف المقرئ أنه لقي مالك بن أنسٍ وأتاه رجلٌ فقال: يا أبا عبد اللّه ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟ فقال: «كافرٌ زنديقٌ، اقتلوه)
-ما رواه اللالكائي عن عبد اللّه بن نافعٍ الصّايغ قال:
قلت لمالك بن أنسٍ: إنّ قومًا بالعراق يقولون: القرآن مخلوقٌ.
فنتر يده عن يدي فلم يكلّمني الظّهر ولا العصر ولا المغرب، فلمّا كان العشاء الآخرة قال لي:
يا عبد اللّه بن نافعٍ من أين لك هذا الكلام؟ ألقيت في قلبي شيئًا هو الكفر، صاحب هذا الكلام يقتل ولا يستتاب.
-وما رواه ابن أبي حاتم عن شريح بن النّعمان قال: سمعت عبد اللّه بن نافعٍ الصّايغ يقول. فذكر الحكاية حتّى قال مالكٌ: ويلك يا عبد اللّه، من سألك عن هذه المسألة؟
قلت: رجلان ما أعرفهما.
قال: اطلبهما فجئني بهما أو بأحدهما حتّى أركب إلى الأمير فآمره بقتلهما أو حبسهما أو نفيهما
- وما ذكر عبد الله ابن الامام أحمد في السنة عن أبي بكر بن أبي عتاب الأعين ثنا حمزة شيخ من أهل مرو قال سمعت ابن المبارك يقول: من قال القرآن مخلوق فهو زنديق.
-2-وعن ابن المبارك
-فقد روي عبد الله ابن الإمام أحمد عن الدارمي أنه قال: سمعت محمد بن أعين سمعت النضر بن محمد يقول: من قال "إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني" مخلوق فهو كافر،
قال: فأتيت ابن المبارك فقلت له: ألا تعجب من أبي محمد قال كذا وكذا،
قال: وهل الأمر إلا ذاك وهل يجد بدا من أن يقول هذا.
-3- الإمام عبد الله بن إدريس
قال ابن بطة العكبري في الإبانة: حدّثنا يحيى بن خلفٍ المقرئ، بطرطوس، وذكر أنّه أتى عليه اثنتان وثمانون سنةً، وذكر أنّه أتى المدينة سنة ستٍّ وستّين ومائةٍ، فلقي مالك بن أنسٍ وأتاه رجلٌ فقال: يا أبا عبد اللّه ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟
فقال: «كافرٌ زنديقٌ، اقتلوه».
[...] ثمّ رجعت إلى الكوفة، فلقيت ابن إدريس، وعبد السّلام بن حربٍ الملائيّ، وحفص بن غياثٍ النّخعيّ، ويحيى بن أبي زائدة، وأبا أسامة، فقلت لهم: ما تقولون فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟ فقالوا: «كافرٌ).
-4-الإمام وكيع بن الجراح
رواه ابن بطة في الإبانة عن يحيى بن خلفٍ المقرئ، بطرطوس، وذكر أنّه أتى عليه اثنتان وثمانون سنةً، وذكر أنّه أتى المدينة سنة ستٍّ وستّين ومائةٍ، فلقي مالك بن أنسٍ وأتاه رجلٌ فقال: يا أبا عبد اللّه ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟
فقال: «كافرٌ زنديقٌ، اقتلوه».
[...]ثمّ لقيت وكيع بن الجرّاح، وابن المبارك، وأبا إسحاق الفزاريّ فقلت لهم: ما تقولون فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟
فقالوا: «كافرٌ»
-4-الإمام سفيان بن عيينة
رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن يحيى بن أبي قطيفة السراج قال: كنا عند ابن عيينة فتشوش الناس عليه، فقال ابن عيينة: ما هذا؟
قالوا: قدم بشر.
قال: ما يقول؟
قالوا: يقول القرآن مخلوق.
قال: جيئوني به وجيئوا بشاهدين حتى آمر الوالي بضرب عنقه)
-وروى هذا القول عنه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن يحيى بن خلفٍ المقرئ، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن يحيى بن السّرّاج عنه.
-5-هشيم
رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي حدثني شيخ لنا قال: قال رجل لهشيم: إن فلانا يقول القرآن مخلوق، فقال: اذهب إليه فاقرأ عليه أول الحديد وأخر الحشر فإن زعم أنهما مخلوقان فأضرب عنقه.
-6- هارون أمير المؤمنين
رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن المسعودي القاضي سمعت هارون أمير المؤمنين يقول: بلغني أن بشرا المريسي يزعم أن القرآن مخلوق، لله علي أن أظفرني به لأقتلنه قتلة ما قتلتها أحدا قط. ).[
-7- عبد الملك بن الماجشون
رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة قال حدثني أبو الحسن بن العطار قال: سمعت هارون بن موسى الفروي سمعت عبد الملك بن الماجشون يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، وسمعته يعني عبد الملك يقول: لو وجدت المريسي لضربت عنقه.
-8-جعفر بن محمد
روى هذا القول ابن بطة في الإبانة الكبرى عن قيس بن الرّبيع، قال: قال جعفر بن محمّدٍ: " من قال: القرآن مخلوقٌ، قتل ولم يستتب".

*****************************************************************************************************************************

== من شك في كفر من يقول بخلق القرآن فهو كافر
-روى هذا عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن غياث بن جعفر قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: القرآن كلام الله عز وجل، من قال مخلوق فهو كافر ومن شك في كفره فهو كافر.
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن محمّد بن مجاهدٍ، قال: سمعت يزيد بن هارون، يقول: " من قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن لم يكفّره فهو كافرٌ، ومن شكّ في كفره فهو كافرٌ).
-ورواه هذا عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن هارون يعني الفروي: القرآن كلام الله ليس بمخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر ومن شك في الواقفة فهو كافر).
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن أبي بكرٍ المرّوذيّ، قال: سمعت عبّاسًا العنبريّ، يقول: سمعت أبا الوليد، يقول: «القرآن كلام اللّه وليس بمخلوقٍ، ومن لم يعقد عليه قلبه أنّه ليس بمخلوقٍ فهو كافرٌ».
وروى أيضا عن المرّوذيّ: وأخبرنا من سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ، يقول: جاء سعيد بن عبد الرّحمن الجمحيّ، فسأل أبي عن رجلٍ، يقول: القرآن مخلوقٌ؟
فقال: «هذا كافرٌ باللّه تضرب عنقه من هاهنا، وأشار بيده إلى عنقه»
فقلت ليعقوب: أيّ شيءٍ تقول أنت؟
فقال: أقول: «القرآن كلام اللّه ليس بمخلوقٍ»
- قال: وأخبرني فطر بن حمّادٍ، قال: سألت المعتمر وحمّاد بن زيدٍ، عن " من قال: القرآن مخلوقٌ، فقالا: كافرٌ ".).

*****************************************************************************************************************************

== من قال: لا يرث ولا يورث
-هذا القول رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن عبد الرحمن بن مهدي وسأله سهل بن أبي خدويه عن القرآن فقال: يا أبا يحيى مالك ولهذه المسائل هذه مسائل أصحاب جهم إنه ليس في أصحاب الأهواء شر من أصحاب جهم يدورون على أن يقولوا ليس في السماء شيء، أرى والله ألا يناكحوا ولا يوارثوا
-ونسبه البربهاري في شرح السنة لبعض العلماء منهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه: الجهمي كافر ليس من أهل القبلة حلال الدم لا يرث ولا يورث لأنه قال: لا جمعة ولا جماعة ولا عيدين ولا صدقة وقالوا: من لم يقل القرآن مخلوقا فهو كافر .
وروى هذا القول ابن بطة في الإبانة عن محمد بن فوران عنه.
-ورواه ابن بطة في الإبانة عن أبي عبد الله وعبد اللّه بن محمّد بن حميدٍ يعني أبا بكر بن أبي الأسود كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي: يقول ليحيى بن سعيدٍ، وهو على سطحه: يا أبا سعيدٍ «لو أنّ رجلًا جهميًّا مات وأنا وارثه ما استحللت أن آخذ من ميراثه شيئًا»
-ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن أحمد بن كاملٍ أنه سمع ابن جريرٍ الطّبريّ ما لا أحصي يقول: من قال القرآن مخلوقٌ معتقدًا له فهو كافرٌ حلال الدّم والمال، لا يرثه ورثته من المسلمين، يستتاب، فإن تاب وإلّا ضربت عنقه.
فقلت له: عمّن لا يرثه ورثته من المسلمين؟
قال: عن يحيى القطّان، وعبد الرّحمن بن مهديٍّ. قيل للقاضي بن كاملٍ: فلمن يكون ماله؟ قال: فيئًا للمسلمين

*****************************************************************************************************************************

== من قال: امرأته طالقٌ
-روى هذا القول عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة عن أحمد بن سعيد أبو جعفر الدارمي قال: سمعت أبي قول سمعت خارجة يقول: الجهمية كفار بلغوا نساءهم إنهن طوالق وإنهن لا يحللن لأزواجهن لا تعودوا مرضاهم ولا تشهدوا جنائزهم، ثم تلا: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} إلى قوله عز وجل: {الرحمن على العرش استوى} وهل يكون الاستواء إلا بجلوس.
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن سلام بن سالم الخزاعي عن عبد الله بن المبارك،
-ورواه اللالكائي عن موسى بن إبراهيم الورّاق عن عبد الله بن المبارك: قال: سمعت النّاس منذ تسعةٍ وأربعين عامًا يقولون: من قال: القرآن مخلوقٌ، فامرأته طالقٌ ثلاثًا البتّة.
قلت: ولم ذلك؟
قال: لأنّ امرأته مسلمةٌ، ومسلمةٌ لا تكون تحت كافرٍ)

******************************************************************************************************************************

==من قال: لا ينكحون، ولا يصلّى خلفهم، ولا تعاد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم
-روى هذا القول عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة عن
الإمام أحمد: من قال ذلك القول لا يصلى خلفه الجمعة ولا غيرها إلا إنا لا ندع إتيانها، فان صلى رجل أعاد الصلاة يعني خلف من قال القرآن مخلوق.
ورواه أيضا عن سلام بن أبي مطيع، وعن عبد الله بن إدريس، وعن عبد الرحمن بن مهدي وعن وكيع
ورواه عن فطر بن حماد بن أبي عمر الصفار قال: سألت معتمر بن سليمان فقلت: يا أبا محمد إمام لقوم يقول القرآن مخلوق أصلي خلفه، فقال: ينبغي أن تضرب عنقه، قال فطر وسألت حماد بن زيد فقلت يا أبا إسماعيل لنا إمام يقول القرآن مخلوق أصلي خلفه قال: صل خلف مسلم أحب إلي، وسألت يزيد بن زريع فقلت: يا أبا معاوية إمام لقوم يقول القرآن مخلوق أصلي خلفه، قال: لا ولا كرامة.
ورواه أيضا عن محمد بن علي قال: سمعت أبي يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: لا تجالسوهم ولا تكلموهم وان مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم؛ كيف يرجعون وأنتم تفعلون بهم هذا؟! قال: يعني الجهمية.
-ورواه أيضا عن جماعة منهم :
أنس بن عياض أبي ضمرة، زهير بن البابي، والحجاج الأعور، و أبا عبيد القاسم بن سلام، يحيى بن معين،
-ورواه الآجري في الشريعة و ابن بطة في الإبانة الكبرى كلاهما عن محمد بن يوسف بن الطباع عن الإمام أحمد.
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن يزيد بن زريعٍ، قلت: " صلّيت خلف من يقول: القرآن مخلوقٌ؟ فقال: خلف رجلٍ مسلمٍ أحبّ إليّ .
ورواه أيضا عن إبراهيم بن أبي نعيمٍ: " لو كان لي سلطانٌ ما دفن الجهميّة في مقابر المسلمين"

-ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم قال: أرسل رجلٌ من أهل خراسان إلى أبي ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ بكتابٍ يسأل ...
وسألت: الصّلاة خلف من يقول: القرآن مخلوقٌ؟
فهذا كافرٌ بقوله، لا يصلّى خلفه، وذلك أنّ القرآن كلام اللّه جلّ ثناؤه، ولا اختلاف فيه بين أهل العلم، ومن قال: كلام اللّه مخلوقٌ فقد كفر وزعم أنّ اللّه عزّ وجلّ حدث فيه شيءٌ لم يكن.
ثم قال: من قال: لا ينكحون، ولا يصلّى خلفهم، ولا تعاد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم، وإنّ موالاة الإسلام انقطعت بينهم وبين المسلمين
وروي عن سلّام بن أبي مطيعٍ، وحمّاد بن زيدٍ، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثّوريّ، وأبي ضمرة أنس بن عياضٍ، وأبي معاوية الضّرير، ويزيد بن زريعٍ، ويزيد بن هارون، وحاتم بن إسماعيل، وابن عليّة، وعبد الرّحمن بن مهديٍّ، وقبيصة بن عقبة، وحجّاج بن المنهال، وعبيد اللّه بن عائشة، وفطر بن حمّادٍ، ومعلّى بن منصورٍ الرّازيّ، وأحمد بن حنبلٍ، والرّبيع بن سليمان المراديّ. انتهي
وقد تقدم ذكر كثير منها.

ثم رواه عن زهيرٌ أبو عبد الرّحمن السّجستانيّ، أنّه سأل سلّام بن أبي مطيعٍ عن الجهميّة، فقال: كفّارٌ ولا يصلّى خلفهم.
ثم رواه عن عبد الرّحمن بن عمر رسته قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهديٍّ، وسألته عن الصّلاة خلف أصحاب الأهواء،
قال: نعم، لا يصلّى خلف هؤلاء الصّنفين الجهميّة والرّوافض؛ فإنّ الجهميّة كفّارٌ بكتاب اللّه.
ثم رواه عن الرّبيع بن سليمان وقد سأل عن القرآن، فقال: كلام اللّه غير مخلوقٍ، فمن قال غير هذا فإن مرض فلا تعودوه، وإن مات فلا تشهدوا جنازته، كافرٌ باللّه العظيم.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 شعبان 1441هـ/26-03-2020م, 05:44 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم

هذه إعادة مني لمجلس المذاكرة لأني أخطأت في فهم المطلوب في المرة السابقة.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 6 ذو القعدة 1441هـ/26-06-2020م, 09:46 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عبد الفتاح محمد مشاهدة المشاركة
القسم الخامس
حكم من زعم أنّ القرآن مخلوق


==المسائل==
==نبذة عن عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن
==القول بخلق القرآن كفر وزندقة
==من قال بخلق القرآن يضرب حتى يتوب أو يحبس حتى الموت
==من قال إنه يقتل ولم يذكر الاستتابة
== من شك في كفر من يقول بخلق القرآن فهو كافر
== من قال: لا يرث ولا يورث
== من قال: امرأته طالقٌ
==من قال: لا ينكحون، ولا يصلّى خلفهم، ولا تعاد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم.


*****************************************************************************************************************************************************
==نبذة عن عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن
=قول شيخ الإسلام ابن تيمية
قال رحمه الله في العقيدة الواسطية:
ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ).
- وقال عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ت: 1408): (
وذَكَرَ الشَّيخُ أبو الحسَنِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ المَلِكِ الكرخيُّ في كتابِه (الأُصولُ) قال: سمعتُ الإمامَ أبا منصورٍ مُحَمَّدَ بنَ أحمدَ، يقولُ: سمعتُ أبا حامدٍ الإسْفرَايينيَّ، يقولُ: ومذهبي ومذهبُ الشَّافعيِّ وفقهاءِ الأمصارِ: أنَّ القرآنَ كلامُ اللَّهِ غيرُ مخلوقٍ، ومَن قال: مخلوقٌ فهُوَ كافرٌ، والقرآنُ حَمَلَهُ جبريلُ مسموعًا مِن اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- والنَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- سَمِعَه مِن جبريلَ، والصَّحابةُ سَمِعوه مِن رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، وهُوَ الذي نَتلُوه بألْسِنَتِنا، وفيما بين الدَّفتَيْنِ، وما في صُدورِنا مسموعًا ومَكتوبًا ومحفوظًا، وكُلُّ حرفٍ منه كالباءِ والتَّاءِ كُلُّه كلامُ اللَّهِ غيرُ مخلوقٍ، ومَن قال مخلوقٌ فهُوَ كافرٌ عليه لعائِنُ اللَّهِ والنَّاسِ أجمعينَ.). [التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية)

*************************************************************************************************************************

==القول بخلق القرآن كفر وزندقة
وسنذكر أولا الأدلة من السنة ثم نتبعها بأقوال الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام القائلين بهذا القول
=فأما الأدلة من السنة
-دليله ما روى عن زيد بن وهبٍ، عن عبد اللّه يعني ابن مسعودٍ، وحذيفة، قالا: قال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كيف أنتما إذا كفر بالقرآن وقالوا إنّه مخلوقٌ؟ أما إنّكما لن تدركا ذلك، ولكن إذا كان ذلك برئ اللّه منهم وجبريل وصالح المؤمنين، وكفروا بما أنزل عليّ».
-وروى أيضا عن مجاهدٍ، قال: سئل ابن عمر إنّ جارًا لنا يقول: القرآن مخلوقٌ، فغضب، ثمّ قال: أفٍّ أفٍّ، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " من قال: القرآن مخلوقٌ، فقد كفر باللّه عزّ وجلّ" . رواهما ابن بطة في الإبانة الكبرى 6/ 45-46]

=وأما أقوال الأئمة من السلف
*فقد روي هذا القول عن جماعة من الأئمة منهم:*
*ابن المبارك: [هذا القول لسفيان الثوري]
-روى عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن ابن المبارك قال سمعت سفيان الثوري يقول: من زعم أن قول الله عز وجل: {يا موسى أنه أنا الله العزيز الحكيم} مخلوق فهو كافر زنديق حلال الدم.
-وروى عنه أيضا من طريق آخر عن ابن المبارك عن سفيان الثوري قال: من قال إن {قل هو الله أحد * الله الصمد} مخلوق فهو كافر. ). [السنة: 1/ 107-108] وروى نحوه ابن بطة في الإبانة الكبرى.
وروى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن الفريابيّ قال: سمعت الثّوريّ يعني سفيان يقول: من قال: (القرآن مخلوقٌ؛ فهو زنديقٌ) وروي نحوه عن جماعة من الائمة منهم ابن المبارك ومالك وغيرهما وسيأتي ذكر بعضهم.
- وروى عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن محمد بن أعين قال: سمعت النضر بن محمد يقول: من قال في هذه الآية إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني مخلوق فهو كافر، فجئت إلى عبد الله بن المبارك فأخبرته قال: صدق أبو محمد عافاه الله ما كان الله عز وجل يأمر أن نعبد مخلوقا.
وقد رواه الآجري في الشريعة عن أحمد بن يونس، وابن بطة في الإبانة عن حسن بن عيسى، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن الحسين بن شبيب كلهم عن ابن المبارك أنه قال بكفر من قال بأن القرآن مخلوق.
*عبد الله بن إدريس
- روى الآجري في الشريعة عن يحيى بن يوسف الزمي
قال: سمعت عبد الله بن إدريس: وسأله رجل عمن يقول: القرآن مخلوق.
فقال: من اليهود؟ قال: لا
قال: من النصارى؟ قال: لا
قال: من المجوس؟ قال: لا
قال: فممن؟ قال: من أهل التوحيد.
قال: معاذ الله أن يكون هذا من أهل التوحيد، هذا زنديق، من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله تعالى مخلوق، يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم فالرحمن لا يكون مخلوقا، والرحيم لا يكون مخلوقا، والله لا يكون مخلوقا، فهذا أصل الزندقة)
وكذا ورواه عبد الله ابن الإمام أحمد عن يحيى بن يوسف الزمي عنه بلفظ قريب، وكذا ابن بطة في الإبانة عن عبد الرحمن الاحتياطي عنه فذكر معناه. ورواه ابن بطة في الابانة أيضا، واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة عن يحيى بن يوسف الزمي عنه بألفاظ متقاربة.
* وكيع بن الجراح
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة عن أبي جعفر السويدي وغيره عنه، والآجري في الشريعة واللالكائي كلاهما عن وهب بن بقية الواسطي عنه، ابن بطة في الإبانة عن أحمد بن داود الحزاميّ عنه،
*سفيان بن عيينة
-رواه عنه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن يحيى بن أبي قطيفة السراج، واللالكائي في شرح أصول السنة، وابن بطة في الإبانة الكبرى.
* محمد بن ادريس الشافعي
-رواه الآجري في الشريعة وابن بطة في الإبانة الكبرى واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة، عن الربيع بن سليمان عن الشافعي.
* أبي [أبو] عبيد القاسم بن سلّام
هذا القول رواه عبد الله ابن أحمد بن حنبل في السنة، والآجري في الشريعة، وابن بطة في الإبانة كلهم عن محمد بن إسحاق الصاغاني عنه،
ورواه اللالكائي شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن عبد الملك السّمسار عنه.
* أحمد بن حنبل
-روى قوله ابنه صالح في سيرة الإمام أحمد ، وابن بطة في الإبانة عن أبي بكر الأثرم، واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة عن الحسن بن أيوب،
وابن الجوزي في فنون الأفنان عن الحسن بن ثواب، والذهبي في السير عن إسحاق بن إبراهيم البغويّ وغيره، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة،
-والآجري في الشريعة عن أبي إسحاق بن إبراهيم البغوي، وعن مخلد قال: حدثنا أبو داود قال: سمعت أحمد بن حنبل، وذكر له رجل أن رجلا قال: إن أسماء الله مخلوقة والقرآن مخلوق. فقال أحمد: كفر بين،
قلت لأحمد: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر؟
قال: أقول: هو كافر
-وراه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن حرب بن إسماعيل، قال: سمعت أبا عبد اللّه وذكر عنده كلام النّاس في القرآن، فقال: «كفرٌ ظاهرٌ، كفرٌ ظاهرٌ».).
وعن أبي داود، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، ومن قال: إنّه مخلوقٌ، فهو كافرٌ ".
وعن أبي الحارث قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: «القرآن كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ومن زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فقد كفر لأنّه يزعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ، وأنّه لم يكن له علمٌ حتّى خلقه».
ورواه عنه من طرق أخرى .
*إسماعيل بن علية
روى قوله صالح في كتاب سيرة الإمام أحمد عن أبي الفضل ابنه عنه، ورواه عبد الله في كتاب السنة عن منصور بن عمار عنه، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن عبد الصّمد مردويه عنه
*بشر بن المفضّل
روى عَبْدُ اللهِ في السنة عن عباس العنبري قال: سمعت علي بن عبد الله المديني يقول: سمعت بشر بن المفضل وذكر ابن خلوبا فقال هو كافر بالله العظيم.)
ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن عليًّا يعني ابن المدينيّ قال: كان بشر بن المفضّل يصلّي كلّ يومٍ أربعمائة ركعةٍ، ويصوم يومًا ويفطر يومًا، وذكر عنده إنسانٌ من الجهميّة فقال: لا تذكر ذاك الكافر.
*معاذ بن معاذ
روى عَبْدُ اللهِ ابن الإمام أحمد في السنة عن معاذ بن معاذ يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر،
ورواه أيضا عنه ابن بطة في الإبانة الكبرى، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة،
*يحيى بن معين
قال ابن بطة العكبري الحنبلي: حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت الحسن بن عليّ بن يزيد الصّدائيّ، قال: سمعت يحيى بن معينٍ، يقول: " من قال: القرآن مخلوقٌ، فهو كافر). [الإبانة الكبرى)
*يزيد بن هارون
- قال عَبْدُ اللهِ ابن الإمام أحمد في السنة حدثني أبو عبد الله محمد بن العباس صاحب الشامة قال سمعت يزيد بن هارون وذكرت الجهمية فقال: هم والله زنادقة عليهم لعنة الله.، ورواه أيضا عن شاذ بن يحيى عنه.
-ورواه الآجري في الشريعة عن الحسن بن الصباح قال: قال يزيد بن هارون: وذكر الجهمية قال: هم والله الذي لا إله إلا هو زنادقة، عليهم لعنة الله).
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن شاذ بن يحيى، ورواه عن أحمد بن إبراهيم كلاهما عنه.
*عبد اللّه بن داود الخريبيّ
رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن ابن حزمٍ النّجّار قال: سمعت عبد اللّه بن داود الخريبيّ يقول: من قال: القرآن مخلوقٌ، فعلى الإمام أن يستتيبه، فإن تاب وإلّا ضربت عنقه).
*شبابة بن سوار، وعبد العزيز بن أبان القرشي، وأبو النّضر
روى قولهما عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة، ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن ابن أبي كريمة قال: سمعت شبابة بن سوّارٍ وعبد العزيز القرشيّ يقولان: القرآن كلام اللّه، من زعم أنّه مخلوقٌ فهو كافرٌ
*أبو يوسف القاضي
روى قوله عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة عن، ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن محمد بن الحسين بن إشكاب قال سمعت أبي يقول: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: جيئوني بشاهدين يشهدان على المريسي والله لأملأن ظهره وبطنه بالسياط يقول في القرآن يعني مخلوق).
*يحيى بن يحيى النيسابوري
رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن محمود بن غيلان، عن يحيى بن يحيى النّيسابوريّ قال: من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فقد كفر.

**وهذا القول مروي عن جماعة أيضا منهم :
إبراهيم بن طهمان، سليمان التيمي، أبا توبة الحلبي، إبراهيم بن مهدي، بشر بن الحارث، عمرو بن الربيع بن طارق، أبا الأسود النضر بن عبد الجبار، هارون بن معروف،
عيسى بن يونس، محمد بن يوسف الفريابي، أبا نعيم الفضل ابن دكين، الضرير محمد بن خازم، أبو بكر بن عياش، عبد الملك بن الماجشون، أحمد بن أبي عوف، وهارون القزويني، النّضر بن محمّدٍ، حمدويه، الفضيل بن عياضٍ، أحمد بن صالحٍ، أبا يعقوب البويطيّ، أحمد بن يونس، إسحاق بن راهويه، عبد اللّه بن نميرٍ، العبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، محمّد بن إسماعيل البخاريّ وغيرهم الكثير.

وأقوالهم مروية في كتب العقيدة من أمثال السنة لعبد الله بن الإمام أحمد، والشريعة للآجري والإبانة الكبرى لابن بطة، وشرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ونحوها.

ومن ذلك ما رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن يحيى بن خلفٍ المقرئ قال: كنت عند مالك بن أنسٍ سنة ثمانٍ وستّين، فأتاه رجلٌ فقال: " يا أبا عبد اللّه ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟
قال: كافرٌ زنديقٌ، اقتلوه.
قال: إنّما أحكي كلامًا سمعته.
قال: لم أسمعه من أحدٍ، إنّما سمعته منك.
قال أبو محمّدٍ: فغلظ ذلك عليّ، فقدمت مصر فلقيت اللّيث بن سعدٍ فقلت: يا أبا الحارث ما تقول فيمن قال: القرآن مخلوقٌ؟ وحكيت له الكلام الّذي كان عند مالكٍ،
فقال: كافرٌ.
فلقيت ابن لهيعة فقلت له مثل ما قلت لليث بن سعدٍ وحكيت له الكلام.
فقال: كافرٌ. إلى هاهنا حديث أبي أميّة.
ومن هنا لفظ عبّاسٍ الأزهر: فأتيت مكّة فلقيت سفيان بن عيينة، فحكيت له كلام الرّجل.
فقال: كافرٌ.
ثمّ قدمت الكوفة فلقيت أبا بكر بن عيّاشٍ فقلت له: ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟ وحكيت له كلام الرّجل،
فقال: كافرٌ، ومن لم يقل إنّه كافرٌ؛ فهو كافرٌ.
فلقيت عليّ بن عاصمٍ وهشيمًا فقلت لهما وحكيت لهما كلام الرّجل،
فقالا: كافرٌ.
فلقيت عبد اللّه بن إدريس، وأبا أسامة، وعبدة بن سليمان الكلابيّ، ويحيى بن زكريّا، ووكيعًا، فحكيت لهم فقالوا: كافرٌ. فلقيت ابن المبارك، وأبا إسحاق الفزاريّ، والوليد بن مسلمٍ فحكيت لهم الكلام، فقالوا كلّهم: كافرٌ.
*************************************************************************************************************************
==من قال بخلق القرآن يضرب حتى يتوب أو يحبس حتى الموت
-روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة أيضا عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس رحمه الله يقول: من قال القرآن مخلوق يوجع ضربا ويحبس حتى يموت،)
وفي رواية: ( من قال القرآن مخلوق يؤدب ويحبس حتى تعلم منه التوبة)
-وكذا رواه الآجري في الشريعة عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول: القرآن كلام الله، ويستفظع قول من يقول: القرآن مخلوق، قال مالك: يوجع ضربا، ويحبس حتى يموت). وكذا رواه ابن بطة في الإبانة بإسناده عن عبد الله بن نافع عنه.
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن أبي مصعبٍ الزّهريّ، قال: سمعت مالك بن أنسٍ، يقول: «القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، فمن زعم أنّه مخلوقٌ، فقد كفر بما أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، والّذي يقف شرٌّ من الّذي يقول).
وروى من طريق آخر عن يحي بن خلف المقرئ أنه لقي مالك بن أنسٍ وأتاه رجلٌ فقال: يا أبا عبد اللّه ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟ فقال: «كافرٌ زنديقٌ، اقتلوه) وكذا رواه اللالكائي عن يحيي بن خلف المقرئ عنه بلفظ قريب.
-ورواه عبد الرحمن ابن أبي حاتم عن أبيه عن ميمون البكري عن مالك بن أنسٍ: «من قال القرآن مخلوقٌ يستتاب، فإن تاب وإلّا ضربت عنقه».
-روى عبد الله ابن الامام أحمد عن مليح بن وكيع أنه قال سمعت: سمعت وكيعا يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه محدث يستتاب فإن تاب وإلا ضربت رقبته.
ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن القاسم بن يزيد الأشجعيّ عنه.
- وروى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عبد الملك السّمسار: اتّفقت أنا وعليّ بن المدينيّ، وأبو عبيدٍ القاسم بن سلّامٍ، فقال عليٌّ أو غيره: يا أبا عبيدٍ، ما تقول فيمن قال القرآن مخلوقٌ؟
فقال أبو عبيدٍ: هذا رجلٌ يعلّم ويقال له: إنّ هذا كفرٌ، فإن رجع وإلّا ضربت عنقه.
-وروى ابن بطة في الإبانة الكبرى عن الفضل، قال: نا أبو طالبٍ، قال: قلت لأبي عبد اللّه: " قال لي رجلٌ: لم قلت: من كفر بآيةٍ من القرآن، فقد كفر؟ هو كافرٌ مثل اليهوديّ والنّصرانيّ والمجوسيّ، أو كافرٌ بنعمةٍ، أو كافرٍ بمقالته؟
قلت: لا أقول هو كافرٌ مثل اليهوديّ والنّصرانيّ والمجوسيّ، ولكن مثل المرتدّ، أستتيبه ثلاثًا، فإن تاب وإلّا قتلته.
قال: ما أحسن ما قلت، ما كافرٌ بنعمةٍ من كفر بآيةٍ فقد كفر.
قلت: أليس بمنزلة المرتدّ إن تاب وإلّا قتل؟
قال: نعم ".
-وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن ابن أبي كريمة قال: سمعت شبابة بن سوّارٍ وعبد العزيز القرشيّ يقولان: القرآن كلام اللّه، من زعم أنّه مخلوقٌ فهو كافرٌ).

******************************************************************************************************************************
==من قال أنه يقتل ولم يذكر الاستتابة

روي عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه أنّه سمع رجلًا يتكلّم في اللّه بشيءٍ لا ينبغي، فأمر بضرب عنقه، فضربت عنقه، وقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «من تكلّم في اللّه فاقتلوه، ومن تكلّم في القرآن فاقتلوه "
هذا الحديث رواه بن بطة في الإبانة الكبرى: 6/ 42-43]

وروي هذا القول جماعة من الأئمة منهم:
-1-الإمام مالك
-ما رواه ابن بطة واللالكائي عن يحي بن خلف المقرئ أنه لقي مالك بن أنسٍ وأتاه رجلٌ فقال: يا أبا عبد اللّه ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟ فقال: «كافرٌ زنديقٌ، اقتلوه)
-ما رواه اللالكائي عن عبد اللّه بن نافعٍ الصّايغ قال:
قلت لمالك بن أنسٍ: إنّ قومًا بالعراق يقولون: القرآن مخلوقٌ.
فنتر يده عن يدي فلم يكلّمني الظّهر ولا العصر ولا المغرب، فلمّا كان العشاء الآخرة قال لي:
يا عبد اللّه بن نافعٍ من أين لك هذا الكلام؟ ألقيت في قلبي شيئًا هو الكفر، صاحب هذا الكلام يقتل ولا يستتاب.
-وما رواه ابن أبي حاتم عن شريح بن النّعمان قال: سمعت عبد اللّه بن نافعٍ الصّايغ يقول. فذكر الحكاية حتّى قال مالكٌ: ويلك يا عبد اللّه، من سألك عن هذه المسألة؟
قلت: رجلان ما أعرفهما.
قال: اطلبهما فجئني بهما أو بأحدهما حتّى أركب إلى الأمير فآمره بقتلهما أو حبسهما أو نفيهما
- وما ذكر عبد الله ابن الامام أحمد في السنة عن أبي بكر بن أبي عتاب الأعين ثنا حمزة شيخ من أهل مرو قال سمعت ابن المبارك يقول: من قال القرآن مخلوق فهو زنديق.
-2-وعن ابن المبارك
-فقد روي عبد الله ابن الإمام أحمد عن الدارمي أنه قال: سمعت محمد بن أعين سمعت النضر بن محمد يقول: من قال "إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني" مخلوق فهو كافر،
قال: فأتيت ابن المبارك فقلت له: ألا تعجب من أبي محمد قال كذا وكذا،
قال: وهل الأمر إلا ذاك وهل يجد بدا من أن يقول هذا.
-3- الإمام عبد الله بن إدريس
قال ابن بطة العكبري في الإبانة: حدّثنا يحيى بن خلفٍ المقرئ، بطرطوس، وذكر أنّه أتى عليه اثنتان وثمانون سنةً، وذكر أنّه أتى المدينة سنة ستٍّ وستّين ومائةٍ، فلقي مالك بن أنسٍ وأتاه رجلٌ فقال: يا أبا عبد اللّه ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟
فقال: «كافرٌ زنديقٌ، اقتلوه».
[...] ثمّ رجعت إلى الكوفة، فلقيت ابن إدريس، وعبد السّلام بن حربٍ الملائيّ، وحفص بن غياثٍ النّخعيّ، ويحيى بن أبي زائدة، وأبا أسامة، فقلت لهم: ما تقولون فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟ فقالوا: «كافرٌ).
-4-الإمام وكيع بن الجراح
رواه ابن بطة في الإبانة عن يحيى بن خلفٍ المقرئ، بطرطوس، وذكر أنّه أتى عليه اثنتان وثمانون سنةً، وذكر أنّه أتى المدينة سنة ستٍّ وستّين ومائةٍ، فلقي مالك بن أنسٍ وأتاه رجلٌ فقال: يا أبا عبد اللّه ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟
فقال: «كافرٌ زنديقٌ، اقتلوه».
[...]ثمّ لقيت وكيع بن الجرّاح، وابن المبارك، وأبا إسحاق الفزاريّ فقلت لهم: ما تقولون فيمن يقول: القرآن مخلوقٌ؟
فقالوا: «كافرٌ»
-4-الإمام سفيان بن عيينة
رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن يحيى بن أبي قطيفة السراج قال: كنا عند ابن عيينة فتشوش الناس عليه، فقال ابن عيينة: ما هذا؟
قالوا: قدم بشر.
قال: ما يقول؟
قالوا: يقول القرآن مخلوق.
قال: جيئوني به وجيئوا بشاهدين حتى آمر الوالي بضرب عنقه)
-وروى هذا القول عنه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن يحيى بن خلفٍ المقرئ، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن يحيى بن السّرّاج عنه.
-5-هشيم
رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي حدثني شيخ لنا قال: قال رجل لهشيم: إن فلانا يقول القرآن مخلوق، فقال: اذهب إليه فاقرأ عليه أول الحديد وأخر الحشر فإن زعم أنهما مخلوقان فأضرب عنقه.
-6- هارون أمير المؤمنين
رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن المسعودي القاضي سمعت هارون أمير المؤمنين يقول: بلغني أن بشرا المريسي يزعم أن القرآن مخلوق، لله علي أن أظفرني به لأقتلنه قتلة ما قتلتها أحدا قط. ).[
-7- عبد الملك بن الماجشون
رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة قال حدثني أبو الحسن بن العطار قال: سمعت هارون بن موسى الفروي سمعت عبد الملك بن الماجشون يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، وسمعته يعني عبد الملك يقول: لو وجدت المريسي لضربت عنقه.
-8-جعفر بن محمد
روى هذا القول ابن بطة في الإبانة الكبرى عن قيس بن الرّبيع، قال: قال جعفر بن محمّدٍ: " من قال: القرآن مخلوقٌ، قتل ولم يستتب".

*****************************************************************************************************************************

== من شك في كفر من يقول بخلق القرآن فهو كافر
-روى هذا عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن غياث بن جعفر قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: القرآن كلام الله عز وجل، من قال مخلوق فهو كافر ومن شك في كفره فهو كافر.
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن محمّد بن مجاهدٍ، قال: سمعت يزيد بن هارون، يقول: " من قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن لم يكفّره فهو كافرٌ، ومن شكّ في كفره فهو كافرٌ).
-ورواه هذا عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن هارون يعني الفروي: القرآن كلام الله ليس بمخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر ومن شك في الواقفة فهو كافر).
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن أبي بكرٍ المرّوذيّ، قال: سمعت عبّاسًا العنبريّ، يقول: سمعت أبا الوليد، يقول: «القرآن كلام اللّه وليس بمخلوقٍ، ومن لم يعقد عليه قلبه أنّه ليس بمخلوقٍ فهو كافرٌ».
وروى أيضا عن المرّوذيّ: وأخبرنا من سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ، يقول: جاء سعيد بن عبد الرّحمن الجمحيّ، فسأل أبي عن رجلٍ، يقول: القرآن مخلوقٌ؟
فقال: «هذا كافرٌ باللّه تضرب عنقه من هاهنا، وأشار بيده إلى عنقه»
فقلت ليعقوب: أيّ شيءٍ تقول أنت؟
فقال: أقول: «القرآن كلام اللّه ليس بمخلوقٍ»
- قال: وأخبرني فطر بن حمّادٍ، قال: سألت المعتمر وحمّاد بن زيدٍ، عن " من قال: القرآن مخلوقٌ، فقالا: كافرٌ ".).

*****************************************************************************************************************************

== من قال: لا يرث ولا يورث
-هذا القول رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة عن عبد الرحمن بن مهدي وسأله سهل بن أبي خدويه عن القرآن فقال: يا أبا يحيى مالك ولهذه المسائل هذه مسائل أصحاب جهم إنه ليس في أصحاب الأهواء شر من أصحاب جهم يدورون على أن يقولوا ليس في السماء شيء، أرى والله ألا يناكحوا ولا يوارثوا
-ونسبه البربهاري في شرح السنة لبعض العلماء منهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه: الجهمي كافر ليس من أهل القبلة حلال الدم لا يرث ولا يورث لأنه قال: لا جمعة ولا جماعة ولا عيدين ولا صدقة وقالوا: من لم يقل القرآن مخلوقا فهو كافر .
وروى هذا القول ابن بطة في الإبانة عن محمد بن فوران عنه.
-ورواه ابن بطة في الإبانة عن أبي عبد الله وعبد اللّه بن محمّد بن حميدٍ يعني أبا بكر بن أبي الأسود كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي: يقول ليحيى بن سعيدٍ، وهو على سطحه: يا أبا سعيدٍ «لو أنّ رجلًا جهميًّا مات وأنا وارثه ما استحللت أن آخذ من ميراثه شيئًا»
-ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن أحمد بن كاملٍ أنه سمع ابن جريرٍ الطّبريّ ما لا أحصي يقول: من قال القرآن مخلوقٌ معتقدًا له فهو كافرٌ حلال الدّم والمال، لا يرثه ورثته من المسلمين، يستتاب، فإن تاب وإلّا ضربت عنقه.
فقلت له: عمّن لا يرثه ورثته من المسلمين؟
قال: عن يحيى القطّان، وعبد الرّحمن بن مهديٍّ. قيل للقاضي بن كاملٍ: فلمن يكون ماله؟ قال: فيئًا للمسلمين

*****************************************************************************************************************************

== من قال: امرأته طالقٌ
-روى هذا القول عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة عن أحمد بن سعيد أبو جعفر الدارمي قال: سمعت أبي قول سمعت خارجة يقول: الجهمية كفار بلغوا نساءهم إنهن طوالق وإنهن لا يحللن لأزواجهن لا تعودوا مرضاهم ولا تشهدوا جنائزهم، ثم تلا: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} إلى قوله عز وجل: {الرحمن على العرش استوى} وهل يكون الاستواء إلا بجلوس.
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن سلام بن سالم الخزاعي عن عبد الله بن المبارك،
-ورواه اللالكائي عن موسى بن إبراهيم الورّاق عن عبد الله بن المبارك: قال: سمعت النّاس منذ تسعةٍ وأربعين عامًا يقولون: من قال: القرآن مخلوقٌ، فامرأته طالقٌ ثلاثًا البتّة.
قلت: ولم ذلك؟
قال: لأنّ امرأته مسلمةٌ، ومسلمةٌ لا تكون تحت كافرٍ)

******************************************************************************************************************************

==من قال: لا ينكحون، ولا يصلّى خلفهم، ولا تعاد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم
-روى هذا القول عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة عن
الإمام أحمد: من قال ذلك القول لا يصلى خلفه الجمعة ولا غيرها إلا إنا لا ندع إتيانها، فان صلى رجل أعاد الصلاة يعني خلف من قال القرآن مخلوق.
ورواه أيضا عن سلام بن أبي مطيع، وعن عبد الله بن إدريس، وعن عبد الرحمن بن مهدي وعن وكيع
ورواه عن فطر بن حماد بن أبي عمر الصفار قال: سألت معتمر بن سليمان فقلت: يا أبا محمد إمام لقوم يقول القرآن مخلوق أصلي خلفه، فقال: ينبغي أن تضرب عنقه، قال فطر وسألت حماد بن زيد فقلت يا أبا إسماعيل لنا إمام يقول القرآن مخلوق أصلي خلفه قال: صل خلف مسلم أحب إلي، وسألت يزيد بن زريع فقلت: يا أبا معاوية إمام لقوم يقول القرآن مخلوق أصلي خلفه، قال: لا ولا كرامة.
ورواه أيضا عن محمد بن علي قال: سمعت أبي يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: لا تجالسوهم ولا تكلموهم وان مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم؛ كيف يرجعون وأنتم تفعلون بهم هذا؟! قال: يعني الجهمية.
-ورواه أيضا عن جماعة منهم :
أنس بن عياض أبي ضمرة، زهير بن البابي، والحجاج الأعور، و أبا عبيد القاسم بن سلام، يحيى بن معين،
-ورواه الآجري في الشريعة و ابن بطة في الإبانة الكبرى كلاهما عن محمد بن يوسف بن الطباع عن الإمام أحمد.
-ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى عن يزيد بن زريعٍ، قلت: " صلّيت خلف من يقول: القرآن مخلوقٌ؟ فقال: خلف رجلٍ مسلمٍ أحبّ إليّ .
ورواه أيضا عن إبراهيم بن أبي نعيمٍ: " لو كان لي سلطانٌ ما دفن الجهميّة في مقابر المسلمين"

-ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة عن أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم قال: أرسل رجلٌ من أهل خراسان إلى أبي ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ بكتابٍ يسأل ...
وسألت: الصّلاة خلف من يقول: القرآن مخلوقٌ؟
فهذا كافرٌ بقوله، لا يصلّى خلفه، وذلك أنّ القرآن كلام اللّه جلّ ثناؤه، ولا اختلاف فيه بين أهل العلم، ومن قال: كلام اللّه مخلوقٌ فقد كفر وزعم أنّ اللّه عزّ وجلّ حدث فيه شيءٌ لم يكن.
ثم قال: من قال: لا ينكحون، ولا يصلّى خلفهم، ولا تعاد مرضاهم، ولا تشهد جنائزهم، وإنّ موالاة الإسلام انقطعت بينهم وبين المسلمين
وروي عن سلّام بن أبي مطيعٍ، وحمّاد بن زيدٍ، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثّوريّ، وأبي ضمرة أنس بن عياضٍ، وأبي معاوية الضّرير، ويزيد بن زريعٍ، ويزيد بن هارون، وحاتم بن إسماعيل، وابن عليّة، وعبد الرّحمن بن مهديٍّ، وقبيصة بن عقبة، وحجّاج بن المنهال، وعبيد اللّه بن عائشة، وفطر بن حمّادٍ، ومعلّى بن منصورٍ الرّازيّ، وأحمد بن حنبلٍ، والرّبيع بن سليمان المراديّ. انتهي
وقد تقدم ذكر كثير منها.

ثم رواه عن زهيرٌ أبو عبد الرّحمن السّجستانيّ، أنّه سأل سلّام بن أبي مطيعٍ عن الجهميّة، فقال: كفّارٌ ولا يصلّى خلفهم.
ثم رواه عن عبد الرّحمن بن عمر رسته قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهديٍّ، وسألته عن الصّلاة خلف أصحاب الأهواء،
قال: نعم، لا يصلّى خلف هؤلاء الصّنفين الجهميّة والرّوافض؛ فإنّ الجهميّة كفّارٌ بكتاب اللّه.
ثم رواه عن الرّبيع بن سليمان وقد سأل عن القرآن، فقال: كلام اللّه غير مخلوقٍ، فمن قال غير هذا فإن مرض فلا تعودوه، وإن مات فلا تشهدوا جنازته، كافرٌ باللّه العظيم.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


التقويم: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موضوع, نشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir