دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م, 01:27 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي فهرسة موضوع: آخر ما نزل من القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في هذا الموضوع توضع تطبيقات الطلاب الذين اختاروا فهرسة موضوع:

- آخر ما نزل من القرآن




تعليمات:
- لا يطلع الطالب على مشاركات زملائه إلا بعد اعتماد موضوعه
- بعد اعتماد الطالب لموضوعه، يمكنه الاطّلاع على نموذج الإجابة الخاص به، وكذلك بقية نماذج الإجابة الخاصة ببقية الموضوعات (هنا)
- يضع الطالب نسخة من مشاركته في صفحته لدراسة أصول التفسير وعلوم القرآن
- يصحح للطالب موضوعه في صفحته الخاصّة.


وفقكم الله

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م, 03:49 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

آخر ما نزل من القرآن
العناصر:
آخر سورة نزلت جميعاً*
آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً*
- القول الأول: سورة النصر
- القول الثاني: سورة التوبة
- القول الثالث: سورة المائدة
*آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- القول الثاني: آية الكلالة
- القول الثالث: آية الربا
- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
*آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
*أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
-القول الأول : أن آخر آية نزلت قوله تعالى :( واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ).
-القول الثاني : أن آخر ما نزل هي آية الربا ,وهي قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
-القول الثالث : أنها آية الدين وهي قوله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ{ إلى قولهسبحانه: }وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ .
-القول الرابع : أن آخر ما نزل قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم....) الآية .
-القول الخامس : أن آخر ما نزل هو قوله تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم ..) .
-القول السادس : سورة النصر .
-القول السابع : آخر آية نزلت قوله تعالى :( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) وآخر سورة نزلت سورة براءة.
-القول الثامن : سورة المائدة .
-القول التاسع : قوله تعالى :(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل )...الآية وقوله تعالى :(ولا تتمنوا ما فضل الله به) وقوله :(إن المسلمين والمسلمات).
-القول العاشر : وفي البرهان لإمام الحرمينإن قوله تعالى} قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما{ الآية .
-القول الحادي عشر:أنه آية} وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {.
-القول الثاني عشر:أن آخر الآيات نزولا قوله تعالى:} فمن كان يرجو لقاء ربه}.
الجمع بين الأقوال.
سبب الخلاف.
أواخر مخصوصة
-آخر ما نزل بمكة
إشكال وجوابه.
سبب عدم التسمية في بداية سورة التوبة.
آخر سورة نزلت جميعاً:
دلت الآثار المروية عن الصحابة رضوان الله عليهم أن آخر سورة نزلت جميعًا سورة النصر.

عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم -وقال هارون: تدري- آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟ , قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح} , قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه و ابن أبي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه النسائي في سننه وذكره ابن كثير في تفسيره, وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور.

آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول:سورة النصر : وبه قال الإمام مسلم وذكره ابن أبي شيبة وابن كثير والسيوطي , والكلبي في التفسير والذهبي في التاريخ .
دليلهم :
1-عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه و ابن أبي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه النسائي في سننه وذكره ابن كثير في تفسيره, وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور, وذكره الذهبي في التاريخ.
2-عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه , ذكره الذهبي في التاريخ .
فدل ذلك على أن سورة النصر هي آخر سورة نزلت من القرآن وذلك لأن فيها علامة قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم .
- القول الثاني:سورة التوبة , وبه قال الزهري والهروي , وذكره ابن أبي شيبة في مصنفه.
دليلهم :
1-عن محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ذكره الزهري في الناسخ والمنسوخ.
2-عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا. ذكره الهروي في فضائل القرآن.
3- عن البراء، قال، (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة، وآخر آيةٍ نزلت في القرآن: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}. أخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه البجلي في فضائل القرآن وابن الضريس في فضائل القرآن والذهبي في التاريخ وابن كثير في تفسيره.
- القول الثالث:سورة المائدة ,ذكره سعيد بن منصور و ابن كثير والسيوطي.
دليلهم :
1-عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة) , رواه ابن كثير في تفسيره.
2-عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة. رواه سعيد بن منصور في سننه.
3-عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه) , أخرجه أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" , وذكره السيوطي في الدر المنثور.

آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم

القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} ذكره الهروي في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه :
دليلهم:
١-عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}. الناسخ والمنسوخ لقتادة.
٢-عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}ذكره الهروي في فضائل القرآن.
٣-عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه. فضائل القرآن للهروي.
٤-عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} . روابن ابن أبي شيبة في مصنفه.
٥-عن عطيّة العوفيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}. . روابن ابن أبي شيبة في مصنفه.
القول الثاني: آية الكلالة ، رواه البخاري في صحيحه وذكره الهروي في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه وابن كثير في تفسيره والبجلي في فضائل القرآن .
دليلهم :
عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه، يقول: آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل: اللّه يفتيكم في الكلالة} [النساء: 176] وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ) رواه البخاري وذكر نحوه الهروي في فضائل القرآن وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه والبجلي في فضائل القرآن وابن كثير في تفسيره.
القول الثالث: آية الربا ، ذكره الهروي في فضائل القرآن والبجلي كذلك.
دليلهم :
١-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس).ذكره الهروي في فضائل القران.
٢-عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» )ذكره البجلي في فضائل القرآن.
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين ، ذكره الهروي في فضائل القرآن.
دليلهم:
عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين. ذكره الهروي في فضائل القرآن.
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة ،ذكره الزهري في الناس والمنسوخ والبجلي والبجلي في فضائل القرآن والداني في البيان.
دليلهم:
١-عن محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}. ذكره الزهري في الناسخ والمنسوخ.
٢-عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها. الناسخ والمنسوخ لقتادة وفضائل القرآن للبجلي.
٣-عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن. قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}. فضائل القرآن للبجلي.
٤-عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). البيان للداني.

آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن. فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن)قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}). فضائل القرآن لابن الضريس.

أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
القول الأول : أن آخر آية نزلت قوله تعالى :( واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ) وبه قال ابن عباس وذكره البيهقي في دلائل النبوة والواحدي في أسباب النزول والسخاوي في جمال القراء وأبو شامة في المرشد الوجيز والزركشي في البرهان والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان .
دليلهم :
1-عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما . زاد المنادي في روايته :(نزلت بمنى), عن ابن عباس قال: (آخر شيء نزل من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} ذكره البلقيني في مواقع العلوم عن طريق الشعبي.
2-قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين,يعني العاشر من يوم مرضه.ذكره أبو شامة في المرشد الوجيز .
القول الثاني : أن آخر ما نزل هي آية الربا ,وهي قوله تعالى}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{, وهو رواية عن ابن عباس وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما , وذكره البيهقي في دلائل النبوة وأبو شامة في المرشد الوجيز , والكلبي في التسهيل والذهبي في التاريخ والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في البرهان .
دليلهم :
عن ابن عباس قال : (آخر آية أنزلها الله عز وجل على رسوله آية الربا، وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل ليس به بأس وننهى عن الشيء لعل به بأس)
عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).ذكره البيهقي في دلائل النبوة و الذهبي في التاريخ.
وروى البيهقيعن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى}:يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}
القول الثالث : أنها آية الدين وهي قوله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ{ إلى قولهسبحانه: }وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ وهي أطول آية في القرآن. ذكره السيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان.
دليلهم:
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب:أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان .
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.ذكره السيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان .
وأخرج ابن جريرمن طريق ابن شهابعن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد. ذكره السيوطي في الإتقان.
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.
وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهنويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى.ذكره السيوطي في الاتقان
يقول الزرقاني: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .وذلك لأمرين:
-أحدهما:ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارةإلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الرابع : أن آخر ما نزل قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم....) الآية , وهذا القول مروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه وذكره البيهقي في دلائل النبوة وأبو شامة في المرشد الوجيز والذهبي في التاريخ والزركشي في البرهان رواه عن السدي والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان..
دليلهم :
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}ثم قرأ إلى{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
قال هذا آخر ما نزل من القرآن فختم بما فتح به بالذي لا إله إلا هو وهو قول الله تبارك وتعالى{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}. رواه أحمد وذكره الزركشي في البرهان .
ويمكن نقضه بأنها آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة. ولعل قوله سبحانه: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولي الأعداء وإعراضهم.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الخامس : أن آخر ما نزل هو قوله تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم ..) ذكره السخاوي في جمال القراء وأبو شامة في المرشد الوجيز والسيوطي في الإتقان .
ونزلت:{ اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة.
القول السادس : سورة النصر , ذكره الكلبي في التسهيل , والزركشي في البرهان والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان .
دليلهم:
وروى مسلم في صحيحه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال ابن عباس: يا ابن عتبة تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم{إذا جاء نصر الله} قال: صدقت. ذكره البلقيني في مواقع العلوم .
ويحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي))وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. كما ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال: الكمال دليل الزوال ،ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط ويدل عليه رواية ابن عباس: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا :{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
القول السابع : آخر آية نزلت قوله تعالى :( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) وآخر سورة نزلت سورة براءة, وهذا ما قال به البراء بن عازب رضي الله عنه وذكره البيهقي في دلائل النبوة و الواحدي في أسباب النزول وأبو شامة في المرشد الوجيز والذهبي في التاريخ والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان.
دليلهم : عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: (آخر سورة أنزلت براءة، وآخر آية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {يستفتونك..} ) رواه البخاري ومسلم .
ويمكن نقض هذا الاستدلال بحمل الخبر المذكور على أن الآية آخر ما نزل في المواريث وأن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فكلاهما آخر إضافي لا حقيقي.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والسيوطي في الاتقان.
وقد قيل في آخريّة نزول براءة: أنّ المراد بعضها، فقيل: قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية "التوبة: 5، 11"، وقيل: { لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية "التوبة: 128". ذكره ابن حجر في الفتح .
القول الثامن : سورة المائدة , روي عن عائشة رضي الله عنها وذكره الزركشي في البرهان .
دليلهم :
ما رواه الترمذي والحاكم عن عائشة: آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه.ذكره السيوطي في التحبير والزرقاني في مناهل العرفان.
ويمكن رده بأن المراد أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام وعليه فهي آخر مقيد كذلك.
القول التاسع : قوله تعالى :(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل )...الآية وقوله تعالى :(ولا تتمنوا ما فضل الله به) وقوله :(إن المسلمين والمسلمات), ذكره السيوطي في الإتقان.
دليلهم :
عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل}إلى آخرها . أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد وذكره السيوطي في الإتقان.
قال السيوطي وذلك أنها قالت: يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت}: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض{ونزلت: }إن المسلمين والمسلمات{ ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والسيوطي في الإتقان.
القول العاشر : وفي البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى} قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما{ الآية من آخر ما نزل
وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى. ذكره السيوطي في الإتقان.
القول الحادي عشر: أنه آية} وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {.
واستدلوا بما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال: هذه الآية: } وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ {هي آخر ما نزل وما نسخها شيء، ولا يخفى عليك أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الثاني عشر:أن آخر الآيات نزولا قوله تعالى:} فمن كان يرجو لقاء ربه}ذكره السيوطي في التحبير والزرقاني في مناهل العرفان.
قال السيوطي: ومن أغرب ما روي في هذا النوع ما رواه ابن جرير قال: أنبأنا أبو عامر السكوتي أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا ابن عباس أنبأنا عمرو بن قيس الكندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الآية}: فمن كان يرجو لقاء ربه{ الآية، وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن.
قال ابن كثير: وهو أثَر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية نسختها ولا تُغيِّر حكمها بل هي مثبتة محكمة فاشتبه ذلك على بعض الرواة فراوه بالمعنى على ما فهمه، انتهى.

الجمع بين الأقوال :
القول الأقرب من هذه الأقوال والله أعلم : هو أن آخر القرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: } وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ{وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة بما علمت ,ورجح هذا القول ابن حجر في الفتح والزرقاني في مناهل العرفان.
لكن القاضي أبا بكر في الانتصار يذهب مذهبا آخر إذ يقول: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو ا هـ وكأنه يشير إلى الجمع بين تلك الأقوال المتشعبة بأنها أواخر مقيدة بما سمع كل منهم من النبي صلى الله عليه وسلم وهي طريقة مريحة غير أنها لا تلقي ضوءا على ما عسى أن يكون قد اختتم الله به كتابه الكريم. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والزركشي في البرهان .

سبب الخلاف:
هذا الخلاف راجع إلى أن كل واحد من الصحابة رضوان الله عليهم أخبر بما عنده من العلم , والمراد بذلك ان هذه الآيات هي من أواخر ما نزل وليست آخر آية نزلت مطلقًا ,ذكره البيهقي رحمه الله في دلائل النبوة .



● أواخر مخصوصة
آخر ما نزل بمكة:
القول الأول: سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة. وسورة النبأ: ليس فيها ناسخ ولا منسوخ , ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء .
القول الثاني : سورة المطففين هي آخر ما نزل بمكة , قال به عطاء ,
قال الزركشي : واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء:هي آخر ما نزل بمكة. ذكره الزركشي في البرهان.
إشكال وجوابه.
من المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها , وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك؟
الجواب أن نقول أن معنى إكمال الدين في الآية هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون , ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته وأديل له على الشرك وحزبه والكفر وجنده والنفاق وحسراته حتى لقد أجلي المشركون عن البلد الحرام ولم يخالطوا المسلمين في الحج والإحرام. قال ابن جرير في تفسير الآية المذكورة: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإقرارهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} . ذكره السيوطي في الإتقان والرزرقاني في مناهل العرفان.

سبب عدم التسمية في بداية سورة التوبة :
لأنّ الصّحابة لم يكتبوا البسملة في أوّلها في المصحف الإمام، والاقتداء في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه وأرضاه، كما قال التّرمذيّ: أن ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} ووضعتموها في السّبع الطّول، ما حملكم على ذلك؟، فقال عثمان: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها وحسبت أنّها منها، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} فوضعتها في السبع الطول.
وكذا رواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرقٍ أخر، عن عوفٍ الأعرابيّ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه,و ذكره ابن كثير في تفسيره.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م, 03:50 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...3&postcount=41

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م, 05:24 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي فهرسة موضوع آخر مانزل من القرآن

عناصر الموضوع:


أولا: آخر سورة نزلت جميعاً.
ثانيا: آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً.
ثالثا: آخر ما نزل من الآيات .
رابعا: أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم.
خامسا:بيان أسباب الاختلاف وتوجيهه.
سادسا:آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
سابعا: آخر مانزل بمكة.


تلخيص الموضوع:


أولا: آخر سورة نزلت جميعاً:
هي سورة النصر.
-أورد ابن أبي شيبة في مصنفه بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال : صدقت).
-وكذلك أخرجه مسلم بسنده وكذا أورده ابن كثير والسيوطي .

ثانيا: آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً:

القول الأول:
سورة النصر وقد سبق بيان الأثر الوارد فيها عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقد أورده الذهبي كذلك.
-وروى الترمذي بسنده عن عبد الله بن عمرو:(آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح)، ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.وذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الثاني: سورة براءة:
ومما روي في ذلك من آثار:
-قالَ الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ (حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ).
-روى أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بإسناده عن ابن عباس، عن عثمان، قال: (كانت براءة من آخر القرآن نزولا). [فضائل القرآن : ]
روى ابنُ أبي شيبةَ بإسناده عن البراء، قال: (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة) .[مصنف ابن أبي شيبة: 10/540]
وروى محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ بإسناده عن البراء، قال: « وآخر سورة نزلت براءة» ). [فضائل القرآن:1/36]كذلك أورده الذهبي .وأورده ابن كثير عن البخاري بسنده إلى البراء رضي الله عنه.
القول الثالث: سورة المائدة:
ومماورد فيه من آثار:
-روى سعيدُ بنُ منصورٍ بسنده عن أبي ميسرة، قال: (آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة). [سنن سعيد بن منصور: 4/1435]
-وروى بْنِ كَثِيرٍ بسنده عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)). [تفسير القرآن العظيم: 3/236] وكذلك رواه عن الترمذي بسنده وقال الترمذي :هذا حديث حسن غريب.
-وأخرج أحمد وأبو عبيد والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)). ذكره السيوطي في الدر المنثور.

ثالثا: آخر ما نزل من الآيات :
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
ومماورد فيه من آثار:
-روى محمد بن كثيرٍ العَبْدي بسنده عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} ). [الناسخ والمنسوخ لقتادة:51]
-وروى أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ بسنده عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}). [فضائل القرآن : ]
وروى أيضا أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بسنده عن ابن عباس: (آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) [فضائل القرآن : ]
-روى ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ بسنده عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} .
وكذا رواه بسنده عن عطية الطوفي.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/541]
القول الثاني: آية الكلالة
الآثار في ذلك منها:
-مارواه أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بسنده عن البراء بن عازب، قال:(آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ). [فضائل القرآن : ]
وهذا الأثر رواه كذلك ابن أبي شيبة بسنده عن البراء ،ورواه البخاري بسنده عنه، ورواه ابن أبي أيوب بسنده عنه.
وروى ابْنِ كَثِيرٍ في تفسير سورة التوبة عن البخاري بسنده عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} وآخر سورةٍ نزلت براءة) ). [تفسير القرآن العظيم:4/101]
القول الثالث: آية الربا
ومماورد من آثار فيها:
-مارواه أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ بسنده عن الشعبي، عن ابن عباس قال: (آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا ). [فضائل القرآن:؟؟]
-وروى القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ أيضا بسنده عن ابن شهاب قال:(آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين). [فضائل القرآن : ]
فأضاف إلي آية الربا آية الدين.
-روى محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ بسنده عن سعيد بن المسيب، عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» ). [فضائل القرآن:1/37]
القول الرابع: آخر آيتين من سورة التوبة
-روى الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ بسنده عن محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}). [الناسخ والمنسوخ للزهري:42]
-روى محمد بن كثيرٍ العَبْدي بسنده عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها). [الناسخ والمنسوخ لقتادة:51]
وروى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ بسنده عن قتادة، عن الحسن أن أُبَيَّ بن كعب كان يقول: « إن آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} إلى قوله: {وهو رب العرش العظيم} » ) [فضائل القرآن: ]
-وروى كذلك محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ بسنده عن الربيع، عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن.
قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} ). [فضائل القرآن:1/39]
-وروى أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ بسنده عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). [البيان: 137]

رابعا: أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم:
البيهقيُّ :
- روى بسنده عن البراء، قال: (آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ). ورواه مسلم في الصحيح ، عن علي بن خشرمة ، عن وكيع.
- وروى بسنده عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما ) زاد المنادي في روايته (نزلت بمنى) كذا في رواية الكلبي.
- وروى بسنده عن الشعبي، عن ابن عباس قال : (آخر آية أنزلها الله عز وجل على رسوله آية الربا، وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل ليس به بأس وننهى عن الشيء لعل به بأس) .
- روى بسنده عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).
- ورى بسنده عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيِّ بن كعب قال: (آخر آية نزلت: {فإن تولوا فقل حسبي الله..}.
- وروى بسنده عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: (آخر آية نزلت {لقد جاءكم رسول من أنفسكم..}
الإمام الواحدي :
-روى بسنده عن شعبة قال: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: ( آخر آية نزلت {يَستَفتونَكَ قُلِ اللهُ يُفتيكُم في الكَلالَةِ} وآخر سورة أنزلت: براءة). رواه البخاري في التفسير عن سليمان بن حرب عن شعبة. ورواه في موضع آخر عن أبي الوليد. ورواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة.
-روى بسنده عن الضحاك عن ابن عباس قال: ( آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ} ).
وعن مالك بن مغول، سمعت عطية العوفي يقول: ( آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ} ).
قال: ذكروا هذه الآية وآخر آية من سورة النساء نزلتا آخر القرآن.
-ورى بسنده عن ابن عباس عن أبي بن كعب أنه قال: ( آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لَقَد جاءَكُم رَسولُ مِّن أَنفُسِكُم..}) وقرأها إلى آخر السورة. قال: رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن الأصم عن بكار بن قتيبة عن أبي عامر العقدي عن شعبة.
-وروى بسنده عن أبي بن كعب قال: ( أحدث القرآن بالله عهدًا: {لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِّن أَنفُسِكُم..} الآية) ). [أسباب النزول: 12-13]
الإمام السخاوي:
-قالَ :(وقيل آخر ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} فبقي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسعة أيام ثم قبض). [جمال القراء:؟؟]
-قالَ:(ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة). [جمال القراء:؟؟]
أبو شامة المقدسي:
-قال : (وآخر ما نزل من الآيات {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} الآية.وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
وقيل: آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوماً} هي آخرهن.ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
وروى بسنده عن ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.
قال أبو شامة: يعني العاشر من يوم مرضه.
وروى بسنده عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.قلت: يعني من آيات الأحكام، والله أعلم). [المرشد الوجيز:31-33]
الإمام ابْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ
قالَ :(وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها). [التسهيل:7]
الإمام الذهبي:
قال : (وقال شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء يقول: آخر سورة نزلت (براءة) وآخر آية أنزلت (يستفتونك). متفق عليه.
- وقال الثوري عن عاصم الأحول عن الشعبي عن ابن عباس قال: آخر آية أنزلها الله آية الربا.
- وقال الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} .
- وقال ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر: (آخر ما أنزل الله آية الربا فدعوا الربا والريبة). صحيح.
- وقال أبو جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي قال: آخر آية نزلت {فإن تولوا فقل حسبي الله}. [تاريخ الإسلام للذهبي:1/411]
الإمام الزركشي:
قال: النوع العاشر: معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل..
وأما آخره فاختلفوا فيه فعن ابن عباس رضي الله عنهما: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} وعن عائشة سورة المائدة وقيل {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}
وقال السدي: آخر ما نزل {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وفي صحيح البخاري في تفسير سورة براءة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وآخر سورة نزلت براءة
وفي رواية غيره آخر سورة أنزلت كاملة سورة براءة وآخر آية نزلت خاتمة النساء وذكر ابن الأنباري عن أبي إسحاق عن البراء قال: آخر آية نزلت من القرآن {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ}.
ثم قال: وأخطأ أبو إسحاق، ثم ساق سنده من طرق إلى ابن عباس آخر آية أنزلت {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} وكان بين نزولها ووفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد وثمانون يوما وقيل تسع ليال انتهي.
وفي مستدرك الحاكم عن شعبة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأها إلى آخر السورة .
ورواه أحمد في المسند عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأ إلى: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
قال هذا آخر ما نزل من القرآن فختم بما فتح به بالذي لا إله إلا هو وهو قول الله تبارك وتعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} .
وقال بعضهم روى البخاري آخر ما نزل آية الربا .
وروى مسلم آخر سورة نزلت جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}.
عبد الرحمن البلقيني:
قالَ :(النوع الثاني عشر: آخر ما نزل
قد ذكر هذا النوع – أيضا – المتكلمون على أسباب النزول، وأخرج الصحيحان من طريق البراء بن عازب أن آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة.
وأخرج البخاري في باب: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} من طريق الشعبي عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا.
ومنهم من يروي عن ابن عباس أنه قال: آخر آية نزلت: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}.
وروي عنه أنه قال: ذكروا أن هذه الآية وآخر آية من سورة النساء أنزلتا آخر القرآن.
وأخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – أنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم} وقرأها إلى آخر السورة.
وروى مسلم في صحيحه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال ابن عباس: يا ابن عتبة تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم: {إذا جاء نصر الله} قال: صدقت). [مواقع العلوم: 58-59]
الإمام ابن حجر العسقلاني:
وقد قيل في آخريّة نزول براءة: أنّ المراد بعضها، فقيل: قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية [التوبة: 5، 11]، وقيل: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية [التوبة: 128].
وأصح الأقوال في آخريّة الآية قوله تعالى: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله} الآية [البقرة: 281] كما تقدم في البقرة.
ونقل ابن عبد السّلام آخر آيةٍ نزلت آية الكلالة [النساء: 176] فعاش بعدها خمسين يومًا ثمّ نزلت آية البقرة والله أعلم). [فتح الباري: 8/316-317]
الإمام السيوطي:
قال:معرفة آخر ما نزل فيه اختلاف:
فروى الشيخان عن البراء بن عازب قال آخر آية نزلت {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة
وأخرج البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت آية الربا
وروى البيهقي عن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}
وعند أحمد وابن ماجه عن عمر: من آخر ما نزل آية الربا
وعند ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر فقال: إن من آخر القرآن نزولا آية الربا
وأخرج النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية
وقال الفريابي في تفسيره حدثنا سفيان عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس قال :آخر آية نزلت: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية وكان بين نزولها وبين موت النبي صلى الله عليه وسلم أحد وثمانون يوما .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال :آخر ما نزل من القرآن كله {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال ثم مات ليلة الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول
وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد
وفي المستدرك عن أبي بن كعب قال :آخر آية نزلت: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة
وأخرج ابن مردويه عن أبي أيضا قال :آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} وأخرجه ابن الأنباري بلفظ أقرب القرآن بالسماء عهدا .
وأخرج مسلم عن ابن عباس قال: آخر سورة نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح}.
وأخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت: آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه . . . الحديث
وأخرجا أيضا عن عبد الله بن عمرو قال :آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح
قلت يعني {إذا جاء نصر الله }
وفي حديث عثمان المشهور: براءة من آخر القرآن نزولا.
ومن غريب ما ورد في ذلك ما أخرجه ابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن .
قال ابن كثير هذا أثر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مثبتة محكمة
قلت ومثله ما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .
وعند أحمد والنسائي عنه لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخها شيء
وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل} إلى آخرها
قلت وذلك أنها قالت: يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} ونزلت: {إن المسلمين والمسلمات} ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة .
وأخرج ابن جرير عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض)) قال أنس: وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} الآية قلت يعني في آخر سورة نزلت .
وفي البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية من آخر ما نزل
وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى). [الإتقان في علوم القرآن:1/ 176-187]

الزرقاني:
الأول: أن آخر ما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وكذلك أخرج ابن أبي حاتم قال: آخر ما نزل من القرآن كله {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} الآية. وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول.
الثاني: أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى في سورة البقرة أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. أخرجه البخاري عن ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر.
الثالث: أن آخر ما نزل آية الدين في سورة البقرة أيضا وهي قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ} إلى قوله سبحانه: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وهي أطول آية في القرآن.
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب:أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين.
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.
الرابع: أن آخر القرآن نزولا قول الله تعالى في سورة آل عمران: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} الآية. ودليل هذا القول ما أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة أنها قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} إلى آخرها.
وذلك أنها قالت: يا رسول الله. أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} ونزل {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بعد ما كان ينزل في الرجال خاصة.



خامسا:بيان أسباب الاختلاف وتوجيهه:
ليس هناك أثر مرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لهذا اجتهد العلماء في الجمع بين هذه الأقوال:
1-ما ذكره البيهقي أن كل واحد منهم أخبر بما عنده من العلم.وكذلك قال الذهبي، والزركشي؛ وأضاف :وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده .
2-ما ذكره البيهقي أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت.
3-المراد آخرية مخصوصة ،ذكره ابن حجر.
4-الجمع الرابع هو ترجيح بين الأقوال والرد على ماأشكل عليها؛ ومن ذلك :
-قال ابن حجر :(وأمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة وأوضح من ذلك أنّ أوّل براءةٍ نزل عقب فتح مكّة في سنة تسعٍ عام حجّ أبي بكرٍ وقد نزل:
{اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] وهي في المائدة في حجّة الوداع سنة عشرٍ.
فالظّاهر: أنّ المراد معظمها ولا شكّ أنّ غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. ). وذكر رحمه الله أن آخر سورة بإطلاق هي سورة النصر.
ثم جمع بين آية الربا وقوله {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}أن هذه الآية خاتمة الآيات التي نزلت في الربا.
وذكر أن الآخرية في سورة النساء هي باعتبار المواريث.
-قال السيوطي:(قلت: ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا {واتقوا يوما} وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح وقول البراء: آخر ما نزل: {يستفتونك} أي في شأن الفرائض .).
-قال محمد عبد العظيم الزرقاني بعد أن ساق الآثار في آخر مانزل:
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.).
ثم رجح أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .
وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.).
ثم رد الشيخ الزرقاني على مايعارض ماذهب إليه فقال بعد أن ساق خبر أم سلمة :(من السهل رد الاستدلال بهذا الخبر على آخر ما نزل مطلقا وذلك لما يصرح به الخبر نفسه من أن الآية المذكورة آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بالإضافة إلى ما ذكر فيه النساء أي فهي آخر مقيد لا مطلق وليس كلامنا فيه).
ورد على من قال أنه آية {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا.
ورد على من قال أن آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ}أنها آخر آية في المواريث.
ومن قال أن آخر ما نزل سورة المائدة رد عليهم الشيخ أنها آخر مانزل في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام.
ومن قال أن آخر ما نزل هو خاتمة سورة براءة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخر السورة ؛أنها آخر مانزل من سورة براءة لا آخر مطلقا.
ومن قال أن آخر ما نزل هو آخر سورة الكهف: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} أيضا هو آخر مقيد لا مطلق وقد ذكر ابن كثير أن المقصود أنها آية محكمة لم تنسخ.
ومن قال أن آخر ما نزل هو سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} رواه مسلم عن ابن عباس. حمل الشيخ الزرقاني هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. قال:(ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) ) .
ورد على من قال آخر مانزل هو قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} :(أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة).
وقرر الشيخ أن المعنى إنجاح الدين وإقراره وإظهاره على الدين كله، وكان هذا متحققا في حجة الوداع.
فحاصل ردود الشيخ أن ماسوى آية البقرة هي أواخر إضافية أو مخصوصة أو مقيدة، والله أعلم.


سادسا:آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

-روى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ بسنده عن أبي العالية :أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}). ). [فضائل القرآن:]


سابعا: آخر مانزل بمكة.

قالَ ابنِ نصرٍ المقرئ : (سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 193]وكذلك ذكر السخاوي.
قالَ الزَّرْكَشِيُّ : (واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة).[البرهان في علوم القرآن:؟؟].


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م, 05:27 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

السلام عليكم

هذا رابط الفهرسة
http://afaqattaiseer.net/vb/showpost...3&postcount=49

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م, 01:18 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

المطلوب وضع الموضوع نفسه يا أخوات
لو أعدتم قراءة المشاركة الأولى لوضح لكم ذلك
وفقكم الله

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م, 02:35 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

آخر ما نزل من القرآن


عناصر الموضوع:


آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
...- القول الأول: سورة النصر
...- القول الثاني: سورة التوبة
...- القول الثالث: سورة المائدة

آخر آيات نزلت من القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
...- القول الثاني: آية الكلالة
...- القول الثالث: آية الربا
...- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
...- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة

أواخر مخصوصة
- آخر ما نزل بمكة
- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أسباب الخلاف في آخر ما نزل من القرآن
الراجح في آخر ما نزل من القرآن :
إشكال وجوابه


تلخيص الموضوع:


آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
...- القول الأول: سورة النصر

- قالأبو العميس عن عبد المجيد بن سهيل عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبةقال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم{إذا جاء نصر الله والفتح}قال: صدقت. رواه مسلم . ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام
وكذا أخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباسٍ . ذكر السيوطي في الدر المنثور
وكذا أخرجه النسائي عن ابن عباس . ذكر ابن كثير في تفسير القرآن العظيم
- روي عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: (آخر سورةٍ أنزلت:{إذا جاء نصر اللّه والفتح }وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، ورواه الإمام أحمد والنّسائيّ . ذكر ابن كثير في تفسيره


القول الثاني: سورة براءة
- حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن . قال الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري
- حدثنا مروان بن معاوية عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا . قال الهروي في فضائل القرآن
- حدّثنا وكيعٌ، عن البراء، قال،(آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة . قال ابن أبي شيبة في المصنف وكذا قال ابن أيوب البجلي في فضائل القرآن والذهبي في تاريخ الإسلام وابن كثير في تفسيره .
- وفي الحديث المشهور في جمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان للقرآن : عنابن عبّاس قال ( ...وكانت الأنفال منأوّل ما نزلبالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن ) وكذارواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم فيمستدركه ذكره ابن كثير في تفسيره.


القول الثالث: سورة المائدة
- حدّثنا سعيد عن أبي ميسرة،قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة . سنن سعيد بن منصور
- قال ابن وهب عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة) . ذكر ابن كثير في تفسيره
- أخرجأحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذروالحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي:(يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه) ذكر السيوطي في الدرر المنثور



آخر آيات نزلت من القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} . قال محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة
- حدثنا خالد بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} . ذكر الهروي في فضائل القرآن
- حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}, قال:زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه . ابن سلام الهروي في فضائل القرآن
- حدّثنا وكيع عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}. ذكر ابن شيبة في المصنف


القول الثاني: آية الكلالة
- حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه،يقول: آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل: اللّه يفتيكم في الكلالة}[النساء: 176]وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ). صحيح البخاري وكذا ذكر الهروي في فضائل القرآن ،وابن شيبة في مصنفه، وابن أيوب في فضائل القرآن وابن كثير في تفسيره .


القول الثالث: آية الربا
- حدثنا قبيصة عن ابن عباس قال: آخرما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمربالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس . ذكر ابن سلام الهروي في فضائل القرآن
- أخبرنا مسدد عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة». ابن أيوب في فضائل القرآن


القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- حدثنا عبد الله بن صالح عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين .بن سلام الهروي في فضائل القرآن


القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقدجاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوفرحيمفإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرشالعظيم}.ذكر الوليد بن محمد الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري
- حدثنا همام عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..}إلى آخرها . ذكر ابن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة ، كذا قال محمد ابن أيوب في فضائل القرآن


أواخر مخصوصة


- آخر ما نزل بمكة :
- قيل سورة النبأ آخر ما نزل من المكي الأول وهو ما نزل قبل الهجرة . ذكر ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء
- وقال عطاء سورة المطففين هي آخر ما نزل بمكة . ذكر الزركشي في البرهان


- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بنكعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة{ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن ،فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلاهو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ابن أيوب في فضائل القرآن



أسباب الخلاف في آخر ما نزل من القرآن :
1- هذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن . قاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
2- أو قد يرجع هذا الاختلاف إلى أن كل واحد منهم قد أخبر بما عنده من العلم وأن يكون ما قاله آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزل الوحي بشىء آخر وهو لم يعلم ذلك . البيهقي في دلائل النبوة والذهبي في تاريخ الإسلام وقاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
3- أو يكون أراد به أن ما ذكر من ضمن أواخر الآيات التي نزلت . البيهقي في دلائل النبوة
4- ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب . قاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
5- أنّ يكون كل منهم قد قصد آخرية مخصوصة .



الراجح في آخر ما نزل من القرآن :
ما ذكر من السور :
- فأما سورة براءة فأولها نزل عقب فتح مكة فالغالب أن القائل بأنها آخر سورة نزلت أراد به بعضها وهي آيات : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم { والظاهر أنه أريد بها آخرية مخصوصة بأنها آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبي بكر والله أعلم .
-وأما سورة المائدة فغالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وآية { اليوم أكملت لكم دينكم } معلوم أنها نزلت في حجة الوداع في السنة العاشرة .
- وأما سورة النصر فهي آخر ما نزل من السور وليس الآيات ويدل عليه رواية مسلم عن ابن عباس كما أنها آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. ذكر الزرقاني في مناهل العرفان


ما ذكر من الآيات :
الراجح أن آخر ما نزل من الآيات هو قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وذلك لعدة أسباب منها :
1- ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
2- التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
3- أن غيرها من الآيات المذكورة غالبًا ما يقصد منه آخر ما نزل في الأحكام والتشريعات .


إشكال وجوابه
قالوا: لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة، والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
والجواب: أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين و أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق لأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.
والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون. ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته . الزرقاني في مناهل العرفان

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 09:54 AM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

فهرسة أخر ما نزل من القرآن

عناصر الموضوع:
● آخر سورة نزلت جميعاً
● آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
...- القول الأول: سورة النصر
...- القول الثاني: سورة التوبة
...- القول الثالث: سورة المائدة
● آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
...- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
...- القول الثاني: آية الكلالة
...- القول الثالث: آية الربا
...- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
...- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
● آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
● أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
● أواخر مخصوصة
● إشكال وجوابه

العنصر الأول:
أخر سورة نزلت جميعا
-سورة النصر
قال جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكرٍ السيوطي :وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباسٍ قال: آخر سورةٍ نزلت من القرآن جميعاً {إذا جاء نصر الله والفتح} ). [الدر المنثور: 15/728]
العنصر الثاني :
● آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
سورةالنصر
قال جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكرٍ السيوطي :وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباسٍ قال: آخر سورةٍ نزلت من القرآن جميعاً {إذا جاء نصر الله والفتح} ). [الدر المنثور: 15/728]
القول الثاني:
سورة التوبة
قالَ الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ :حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ). [الناسخ والمنسوخ للزهري:42]
قال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي :قال شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء يقول: آخر سورة نزل(براءة) وآخر آية أنزلت (يستفتونك). متفق عليه.
القول الثالث:
سورة المائدة
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ : عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)). [الدر المنثور: 5/156]
العنصر الثالث:
● آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول:
...- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ :عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) [فضائل القرآن : ]
وهذا هو القول الأصح والله أعلم .
القول الثاني:
...- القول الثاني: آية الكلالة
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ :عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ). [فضائل القرآن : ]
القول الثالث:
...- القول الثالث: آية الربا
قالَ محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ :عن سعيد بن المسيب، عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا)) .
القول الرابع:
آية الربا وآية الدَّين
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ :عن عقيل، عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين). [فضائل القرآن : ]
القول الخامس:
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ :عن قتادة، عن الحسن أن أُبَيَّ بن كعب كان يقول: « إن آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} إلى قوله: {وهو رب العرش العظيم} » .
العنصر الرابع:
أخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبوبكر رضي الله عنه
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ : قال أبو العالية :أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن ). [فضائل القران]
العنصر الخامس:
● أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
القول الأول:
- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: (آخر سورة أنزلت براءة، وآخر آية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {يستفتونك..} ) رواه البخاري في الصحيح .
القول الثاني:
- وقد حدثنا أبو عبد الله الحافظ، قال:عن عكرمة، عن ابن عباس قال: (آخر شيء نزل من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} ).
القول الثالث:
- أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: عن الشعبي، عن ابن عباس قال : (آخر آية أنزلها الله عز وجل على رسوله آية الربا، وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل ليس به بأس وننهى عن الشيء لعل به بأس) .
القول الرابع:
ن عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: (آخر آية نزلت {لقد جاءكم رسول من أنفسكم..} .
قال محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748هـ): (وقال شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء يقول: آخر سورة نزلت (براءة) وآخر آية أنزلت (يستفتونك). متفق عليه.
- وقال الثوري عن عاصم الأحول عن الشعبي عن ابن عباس قال: آخر آية أنزلها الله آية الربا.
- وقال الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} .
- وقال ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر: (آخر ما أنزل الله آية الربا فدعوا الربا والريبة). صحيح.
- عن مالك بن مغول، سمعت عطية العوفي يقول: ( آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ} ).
أخبرنا محمد بن عبد ا
-وقال بعضهم روى البخاري آخر ما نزل آية الربا .
وروى مسلم آخر سورة نزلت جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}.
-وأخرج من طريق عطية عن أبي سعيد قال: آخر آية نزلت {واتقوا يوما ترجعون} الآية
-عن عبد الله بن عمرو قال :آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح
- عن يونس بن ماهك عن أبي بن كعب قال: ( أحدث القرآن بالله عهدًا: {لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِّن أَنفُسِكُم..}الآية) ). [أسباب النزول: 12-13).
-قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكلبي :(وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها). [التسهيل:7]
-وقال أبو جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي قال: آخر آية نزلت {فإن تولوا فقل حسبي الله}.
فحاصله أن كلا منهم أخبر بمقتضى ما عنده من العلم). [تاريخ الإسلام للذهبي:1/411]
العنصر السادس:
أواخر مخصوصة
أخر مانزل بمكة
قالَ هِبَةُ الله بنُ سلامةَ بنِ نصرٍ المقرئ : (سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة).

العنصر السابع:
إشكال وجوابه
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ :من المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك وقد استشكل ذلك ابن جرير وقال الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإفرادهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون ثم أيده بما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وأتممت عليكم نعمتي} ). [الإتقان في علوم القرآن:1/ 188]
قال محمد عبد العظيم الزرقاني :شبهة في هذا المقام:
بقي أن ندحض شبهة أثيرت حول تعيين آخر ما نزل من القرآن. قالوا: لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
والجواب: أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.
والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون. ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته وأديل له على الشرك وحزبه والكفر وجنده والنفاق وحسراته حتى لقد أجلي المشركون عن البلد الحرام ولم يخالطوا المسلمين في الحج والإحرام. قال ابن جرير في تفسير الآية المذكورة: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإقرارهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون ). [مناهل العرفان:؟؟]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 03:18 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

رابط الفهرسة

http://afaqattaiseer.net/vb/showthre...d=1#post199454

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 04:57 PM
إدارة الاختبارات إدارة الاختبارات غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 4,427
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه مشاهدة المشاركة
المطلوب وضع التلخيص نفسه وليس الرابط
بارك الله فيكِ

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 05:19 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

🔴 تلخيص موضوع " آخر ما نزل من القرآن
عناصر الموضوع:
▪آخر السور نزولا
-أقوال العلماء فيما نزل جميعا
- أقوال العلماء فيما نزل مطلقا
▪ آخر ما نزل من الآيات
- الأقوال الواردة فيها
- الخلاصة
المسائل الواردة في هذا الموضوع
▪اخر السور نزولا
ذكر ابن كثير والنسائي أن عبدالله بن عتبه قال: قال لي ابن عبّاسٍ: (يا ابن عتبة، أتعلم آخر سورةٍ من القرآن نزلت؟) قلت: نعم، {إذا جاء نصر اللّه والفتح} قال: (صدقت))
وفي رواية ابن أبي شيبة: (تعلم أي سورةٍ؟) ولم يقل: (آخر).
،وقال ابن ابي شيبه في مصنفه( أجمع العلماء على أن اخر سورة نزلت سورة الفتح وذكره،النيسابوري، ومسلم، والسيوطي .

أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن مطلقا
ذكرالعلماء في آخر مانزل من القرآن مطلقا ثلاثة أقوال :
القول الأول : سورة النصر،وتسمّى سورة الفتح ، وورد فيها أقوال عدة منها :
- ما ذكره الذهبي في (باب آخر سورة نزلت ) عن ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم).
وأخرج مسلم أيضا عن عبد الله بن عمرو قال :آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح
قلت يعني {إذا جاء نصر الله }
ووردت رواية أخرى (للذهبي) عن أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه).
و قالَ ابن كثير ،في روايةٌ للترمذي عن قتيبة، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح)، ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.
وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه .
ورواه الإمام أحمد،، عن معاوية بن صالحٍ، وزاد: وسألتها عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: (القرآن). وراوه النّسائيّ من حديث ابن مهديٍّ).
-،وقال الزرقاني ، في آخر ما نزل على الإطلاق
اختلف العلماء في تعيين آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق واستند كل منهم إلى آثار ليس فيها حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فكان هذا من دواعي الاشتباه وكثرة الخلاف على أقوال شتى:وذكر ، تسعة أقوال ثمّ قال :
العاشر: أن آخر ما نزل هو سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} رواه مسلم عن ابن عباس. ولكنك تستطيع أن تحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. كما ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال: الكمال دليل الزوال ،ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط ويدل عليه رواية ابن عباس: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} .

القول الثاني : التوبة
ذكر العلماء عدة أقوال ، منها:
ماذكره ابن كثير في تفسير سورة التوبة: (هذه السّورة الكريمة من أواخر ما نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما ذكر ذلك البخاريّ: ، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} الآية [النّساء، وآخر سورةٍ نزلت براءة"
وإنّما لا يبسمل في أوّلها؛ لأنّ الصّحابة لم يكتبوا البسملة في أوّلها في المصحف الإمام، والاقتداء في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه وأرضاه، كما رواه التّرمذيّ: عن ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} ووضعتموها في السّبع الطّول، ما حملكم على ذلك؟، فقال عثمان: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها وحسبت أنّها منها، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} فوضعتها في السبع الطول).
وكذا رواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرقٍ أخر، عن عوفٍ الأعرابيّ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه). [تفسير القرآن العظيم:
- وكذا ذكر الموقَّرِيُّ ،عن الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) "الناسخ والمنسوخ ً"وقال بمثله الهَرَوِيُّ ، والبجليّ ، وابن الضريس ، والواحديّ ،في "فضائل القرآن
وروى البخاري في التفسير عن سليمان بن حرب عن شعبة. ورواه في موضع آخر عن أبي الوليد. ورواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة
وورد في مصنف ابن أبي شيبة" قوله "سورة كاملة"
وروى الحاكم عن عبد الله بن عمرو وعثمان في حديثه المشهور: براءة من آخر القرآن نزولاً.
وبه قال "الذهبيّ" من حديث أبي إسحاق سمع البراء يقول: آخر سورة نزلت (براءة) وآخر آية أنزلت (يستفتونك). متفق عليه.
وذكر "الزرقاني "ماورد من اختلاف ، فقال :
اختلف العلماء في تعيين آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق واستند كل منهم إلى آثار ليس فيها حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فكان هذا من دواعي الاشتباه وكثرة الخلاف على أقوال شتى:
منها، أن آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وهي خاتمة سورة النساء وأن آخر سورة نزلت سورة براءة. واستند صاحب هذا الرأي إلى ما يرويه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب أنه قال: آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وآخر سورة نزلت براءة.
ويمكن نقض هذا الاستدلال بحمل الخبر المذكور على أن الآية آخر ما نزل في المواريث وأن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فكلاهما آخر إضافي لا حقيقي.
- وقال العَسْقَلانيُّ "وأمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة وأوضح من ذلك أنّ أوّل براءةٍ نزل عقب فتح مكّة في سنة تسعٍ عام حجّ أبي بكرٍ وقد نزل: ((اليوم أكملت لكم دينكم )) الآية . وهي في المائدة في حجّة الوداع سنة عشرٍ.
فالظّاهر: أنّ المراد معظمها ولا شكّ أنّ غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.

القول الثالث : المائدة
ذكر العلماء عدة أقوال ، منها :
- ما ذكره ابن كثير ، عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)
وفي رواية للتّرمذيّ عن قتيبة، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورةالمائدة والفتح)،وقال: حديثٌ غريبٌ حسنٌ.
وقالَ الخراسانيُّ: ، عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة). [سنن سعيد بن منصور
وقالَ السُّيُوطِيُّ : (وأخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" والترمذي ،عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)). [الدر المنثور.
- واختلف العلماء،هل المراد بعضها،
قال العَسْقَلانيُّ : من حديث البراء في آخر آيةٍ نزلت وآخر سورةٍ نزلت.
وأمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة وأوضح من ذلك أنّ أوّل براءةٍ نزل عقب فتح مكّة في سنة تسعٍ عام حجّ أبي بكرٍ وقد نزل:
{اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] وهي في المائدة في حجّة الوداع سنة عشرٍ.
فالظّاهر: أنّ المراد معظمها ولا شكّ أنّ غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- و قال الزرقاني، في (آخر ما نزل على الإطلاق
اختلف العلماء في تعيين آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق واستند كل منهم إلى آثار ليس فيها حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فكان هذا من دواعي الاشتباه وكثرة الخلاف على أقوال شتى:
منها : أن آخر ما نزل سورة المائدة. واحتج صاحب هذا القول برواية للترمذي والحاكم في ذلك عن عائشة رضي الله عنها.
ويمكن رده بأن المراد أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام وعليه فهي آخر مقيد كذلك.
🔴 آخر ما نزل من الآيات
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
قال الزرقاني : في آخر ما نزل على الإطلاق
اختلف العلماء في تعيين آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق واستند كل منهم إلى آثار ليس فيها حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فكان هذا من دواعي الاشتباه كثرة الخلاف .
وذكرو عدة أقوال :
منها: أن آخر ما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس ، وكذلك ، العبدي ،في الناسخ والمنسوخ لقتادة، وذكره "العبسّي" في "مصنف ابن أبي شيبة
وروى "النّحويّ"عن ابن عباس في قوله: {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ}
قال: ذكروا هذه الآية وآخر آية من سورة النساء نزلتا آخر القرآن.
و أخرج ابن أبي حاتم قال: آخر ما نزل من القرآن كله {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} الآية. وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول.
- وقال "الهروّي" قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين،(صلوات الله عليه وسلامه )"فضائل القرآن،وذكر نحوه "السّخاويّ " في جمال القراء، وقال به ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير،
وأخرج ابن جرير مثله عن ابن جريج
- وقال الكلبي، عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما ) وذكره السّدي ، والنسائي ،وقال به الفريابي في تفسيره .
- وقال الزرقاني" ولكن الذي تستريح إليه النفس أن آخرها نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .
وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
- وقالَ السُّيُوطِيُّ : (تنبيه: من المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم}
والجواب: أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.
القول الثاني: آية الكلالة
الأقوال الواردة في أية الكلالة :
- قال ابن كثير في تفسير سورة التوبة: (هذه السّورة الكريمة من أواخر ما نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما قال البخاريّ: عن البراء يقول: (آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} وآخر سورةٍ نزلت براءة) [تفسير القرآن العظيم .وذكره الهرويّ، والبجلي، في"فضائل القرآن "والعبسيّ في "مصنف ابن أبي شيبة" ورواه ، البيهقيي، ومسلم في الصحيح ،
وقال الواحديّ، رواه البخاري في التفسير عن سليمان بن حرب عن شعبة. ورواه في موضع آخر عن أبي الوليد. ورواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة، وذكره ، الذهبي ،والبلقيني .
وقال الزرقاني ، بعدما ذكر عدة أقوال :
السادس: أن آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وهي خاتمة سورة النساء وأن آخر سورة نزلت سورة براءة. واستند صاحب هذا الرأي إلى ما يرويه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب أنه قال: آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وآخر سورة نزلت براءة.
ويمكن نقض هذا الاستدلال بحمل الخبر المذكور على أن الآية آخر ما نزل في المواريث وأن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فكلاهما آخر إضافي لا حقيقي.
القول الثالث: آية الربا
الأقوال الواردة في أية الرباقَالَ الهَرَوِيُّ (حدثنا قبيصة، عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس). "فضائل القرآن" وروى مثله ، الطبراني ،
وقالَ البَجَلِيُّ ( حدثنا يحيى، عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» )."فضائل القرآن"
- وأخبرأبو عبد الله الحافظ،عن عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).وقال به الثوري ،وقال بعضهم روى البخاري آخر ما نزل آية الربا .
وروى البيهقي عن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}
وعند ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر فقال: إن من آخر القرآن نزولا آية الربا
وأخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال :آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين
وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد
- وقال ، الزرقاني:بعد ذكر عدة أقوال :
الثاني: أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى في سورة البقرة أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. أخرجه البخاري عن ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر.
- وعقب"الفريابي" فقال ، ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا {واتقوا يوما} وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح وقول البراء: آخر ما نزل: {يستفتونك} أي في شأن الفرائض
وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن ويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى .
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
قَالَ الهَرَوِيُّ، ( حدثنا عبد الله بن صالح، عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين). "فضائل القرآن "
وروى البيهقي عن عمر مثله، وأخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهداً بالعرش آية الربا وآية الدين.
وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد
وقال ، "السيوطي "لا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا {واتقوا يوما} وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح وقول البراء: آخر ما نزل: {يستفتونك} أي في شأن الفرائض
وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن ويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى .
- وقال الزرقاني ، أنه يمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
اقوال العلماء في: آخر آيتين من سورة التوبة
قال السدي: آخر ما نزل {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وذكره "الموقَّرِيُّ" عن الزهريّ ، في "الناسخ والمنسوخ"، والعبديّ ، في" الناسخ والمنسوخ لقتادة"، والبجليّ في "فضائل القرآن" ، والدّانيّ في "البيان"
وفي مستدرك الحاكم عن شعبة عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأها إلى آخر السورة . وأخبر به الصوفي ، ورواه " الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، وأحمد في المسند ،
وروى عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن مردويه عن أبي أنهم جمعوا القرآن في خلافة أبي بكر وكان رجال يكتبون فلماانتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} ظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن فقال لهم أبي بن كعب: إن رسول الله أقرأني بعدها آيتين {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى قوله: {وهو رب العرش العظيم} وقال هذا آخر ما نزل من القرآن قال فختم بما فتح به بالله الذي لا إله إلا هو وهو قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي أيضا قال :آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} وأخرجه ابن الأنباري بلفظ أقرب القرآن بالسماء عهدا .
- وقال الزرقاني ، بعدما ذكر عدة أقوال :
منها ، أن آخر ما نزل هو خاتمة سورة براءة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخر السورة. رواه الحاكم وابن مردويه عن أبي بن كعب.
قال وهذا يمكن نقضه بأنها آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة. ولعل قوله سبحانه: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولي الأعداء وإعراضهم.

🔴 خلاصة هذا الموضوع
خلاصة ما قاله العلماء في آخر ما نزل من الأيات والسور
أنه ليس فيه شيئ مرفوع إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، وإنماهو ضرب من الإجتهاد ، وغلبة الظنّ، وقد يحمل ، والله أعلم ،إلى أن كل واحد منهم أخبر بما عنده من العلم، أو أراد أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت ،
- و قد يراد في الآخريّة ، آخريّةٌ مخصوصة ، مثل قولهم ، أن آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وهي خاتمة سورة النساء وأن آخر سورة نزلت سورة براءة
ويمكن نقض هذا، بحمل الخبر المذكور على أن الآية آخر ما نزل في المواريث وأن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فكلاهما آخر إضافي لا حقيقي.
هذا خلاصة ماذكره ، "القاضي أبو بكر في الانتصار" و"البيهقي "و"السيوطي "

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 08:54 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

فهرسة باب ( آخر ما نزل من القرآن )
باب : آخر ما نزل من القرآن
عناصر الفهرسة

أقوال السلف في آخر ما نزل من القرآن:


-القول الأول : سورة النصر


-القول الثاني : سورة براءة :


-القول الثالث : سورة المائدة


القول الرابع :قوله تعالى : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )


القول الخامس : آية الكلالة


القول السادس : آية الربا


-القول السابع :آية الربا والدين :


-القول الثامن : آخر التوبة :


القول التاسع : ( اليوم أكملت لكم دينكم )


القول العاشر : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم ) إلى آخرها


القول الحادي عشر : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة )


القول الثاني عشر : ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما )


سبب الاختلاف في الأقوال-


كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن وامتثال أمره


-فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم اعلام بقرب موته-


لا يبدأ بالبسملة في سورة براءة-


-آخر ما كتب في جمع أبي بكر للمصحف-


آخر ما نزل في العهد المكي الأول : ( قبل الهجرة )-


فهرسة :
آخر ما نزل من القرآن
أقوال السلف في آخر ما نزل من القرآن :
-القول الأول : سورة النصر
أثر ابن عباس قال : آخر سورة أنزلت : ( إذا جاء نصر الله والفتح) ذكره الامام مسلم في صحيحه و الكلبيفي التسهيل والذهبي في تاريخ الاسلام وابن كثير في تفسيره وابن ابي شيبة العبسي في مصنفه والسيوطيفي الاتقان
قال الزرقاني في مناهل العرفان: يحتمل أنها آخر ما نزل من السور
-القول الثاني : سورة براءة :
عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا: ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن
عن أبي اسحاق قال : سمعت البراء يقول : ( آخر سورة نزلت براءة ) ذكره الضيرسي في فضائل القرآن والذهبي في تاريخ الاسلام وابن كثير في تفسيره حكاية عن البخاري وابن شيبة العبسي في مصنفه
-القول الثالث : سورة المائدة
عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدةذكره ابن كثير في تفسيره
عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة سنن سعيد بن منصور
عن أبي إسحاق قال فيما رواه البخاري ومسلم : سمعت البراء يقول: (آخر سورة أنزلت براءة
عن جبير بن نفيل قال : حججت فدخلت على عائشة فقالت لي : ياجبير : أتقرأ المائدة ؟ قلت : نعم ، فقالت : أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه – ذكره السيوطي في الدر المنثور
قال الزرقاني في مناهل العرفان : أن السورة آخر ما نزل في تشريع الجهاد وليس اطلاقا .
القول الرابع :قوله تعالى : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )
عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوماذكره البيهقي
عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه
عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن: ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن
)
القول الخامس : آية الكلالة
روى البخاري عن البراء بن مالك قال : ( آخر آية نزلت : ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ) وذكره أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه ، وابن الضريس البجلي في فضائل القرآن ونقله ابن كثير في تفسيره والبلقيني
وقال الزرقاني في مناهل العرفان أن الخبر محمول على أنها آخر ما نزل في المواريث
القول السادس : آية الربا
عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأسحكاه البيهقيوأبو عبيد في فضائل القرآن
عن عمر رضي الله عنه قال : آخر ما نزل من القرآن آية الربا، وأن النبي صبى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن )
-القول السابع :آية الربا والدين :
عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدينذكره أبو عبيد في فضائل القرآن
توجيه الاختلاف في أيات سورة البقرة :
قال الزرقاني :
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.
أقول: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُون. َ}
-القول الثامن : آخر التوبة :
قال أبي بن كعب : إن آخر القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) إلى قوله تعالى : ( وهو رب العرش العظيم ) ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن
روي عن الزهري أنه قال :وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) ذكره الموقري في الناسخ والمنسوخ
وقال الزرقاني في مناهل العرفان : أنها آخر ما نزل من التوبة لا آخر مطلق
القول التاسع : ( اليوم أكملت لكم دينكم )
روى علم الدين السخاوي : ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة في جمال القراء
وذكر السيوطي والزرقاني شبهة في هذا المقام من أن الآية صريحة بأنها أكملت الدين ونزلت في عرفة ذلك اليوم المشهود ، وقال الزرقاني في مناهل العرفان وهو رأي السيوطي سابقا : أن اكمال الدين هو انجاحه واقراره واجلاء الكفار عن البلد الحرام
القول العاشر : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم ) إلى آخرها
عن أم سلمة قالت : آخر ما نزل هذه الآية : ( فاستجاب لهم ربهم ... ) وذلك أنها قالت : يارسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) ونزلت : ( إن المسلمين والمسلمات ) ونزلت هذه الآية وكانت آخر الثلاثة نزولا أخرجه ابن مردويه
وليس فيه إلا أنها أخر الثلاثة نزولا
القول الحادي عشر : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة )
أخرج ابن جرير عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من فارق الدنيا على الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله راض عنه ) قال أنس : وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة )
القول الثاني والعشرين : ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما )ذكره السيوطي نقلا عن امام الحرمين في البرهان
وتعقبه ابن الحصار وقال السورة مكية باتفاق
قول غريب : أن آخر ما نزل : ( فمن كان يرجو لقاء ربه )
أخرجه ابن جرير الطبري عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية ( فمن كان يرجو لقاء ربه ) وقال إنها آخر ما نزل ، ووجهه ابن كثير أنه لعله يقصد أنه لم تنزل آية تنسخها وذكره السيوطي في التحبير
سبب الاختلاف في الأقوال :
قال القاضي أبو بكر في الانتصار وهذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط ،ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده .
ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيبنقله الزركشي في البرهان عن القاضي أبي بكر في الانتصار
كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن وامتثال أمره
روى الامام أحمد عن معاوية بن صالح أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : القرآنذكره ابن كثير في تفسيره
-فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم اعلام بقرب موته
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناهذكره الذهبي في تاريخ الاسلام).
لا يبدأ بالبسملة في سورة براءة :
وإنّما لا يبسمل في أوّلها؛ لأنّ الصّحابة لم يكتبوا البسملة في أوّلها في المصحف الإمام، والاقتداء في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه وأرضاه، كما قال التّرمذيّ: عن ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} ووضعتموها في السّبع الطّول، ما حملكم على ذلك؟، فقال عثمان: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها وحسبت أنّها منها، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} فوضعتها في السبع الطولذكرها ابن كثير في تفسيره حكاية عن البخار ورواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه من طرق آخر عن عوف الأعرابي وقال الحاكم صحيح الاسناد).
-آخر ما كتب في جمع أبي بكر للمصحف :
عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ذكره أبو عبيد في فضائل القرآن }).
آخر ما نزل في العهد المكي الأول : ( قبل الهجرة )
-سورة النبأ أخر العهد المكي الأول الذي نزل قبل الهجرة ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ
-سورة النبأ ليس فيها ناسخ ولا منسوخ فهي آخر المكي الأول ذكره علم الدين السخاوي في جمال القراء
واختلفوا في المطففين فقال ابن عباس مدنية وقال عطاء آخر ما نزل في مكة : قاله الزركشي في البرهان -

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 20 رجب 1436هـ/8-05-2015م, 08:12 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي فهرسة مسائل آخر ما نزل من القرآن

آخر ما نزل من القرآن
  • آخر سورة نزلت جميعا
1.سورة النصر
_الدليل
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ(( تعلم)وفي رواية تدري) أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: نعم :إذا جاء نصر الله والفتح آخر سورة نزلت جميعا قال:صدقت)) ذكر هذا الدليل مسلم في صحيحه،وابن أبي شيبة في مصنفه،وابن كثيرفي تفسير القرآن العظيم،والسيوطي في الذر المنثور،والذهبي في تاريخ الإسلام.

_ تعليق العلماء على هذا القول
قال الزرقاني في مناهل العرفاننستطيع حمل هذا الخبرعلى أنها آخر ما أنزل مشعرا بقرب أجل النبي ويعضد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لمل نزلت ((نعيت إلي نفسي))
2. سورة التوبة
_الدليل
عن البراء قال ))آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة)) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه.
_تعليق العلماء على هذا القول
_قال ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري”المراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة وأوضح من ذلك أنّ أوّل براءةٍ نزل عقب فتح مكّة في سنة تسعٍ عام حجّ أبي بكرٍ،والظاهر أن المراد أغلبها ، لأن أغلب آياتها نزلت في غزوة تبوك ، وهي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.
_وقال الزرقاني في “ مناهل العرفان” وقد يحمل هذا الخبر على أنها آخر ما نزل في تشريع القتال والجهاد.
  • آخر سورة نزلت مطلقا
1. سورة النصر
تقدم الحديث عن الدليل ، وهو ما رواه مسلم في صحيحه وغيره عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن بن عباس :أنها آخر ما أنزل من القرآن ، وحمل بعض العلماء ذلك على أنها آخر ما أنزل مشعرا بدنو أجله صلى الله عليه وسلم.
2. سورة المائدة
_الدليل.
_أخرج ابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" وغيرهم عن جبير بن نفير(( قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: يا جبير تقرأ المائدة? فقلت: نعم، فقالت:أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)).ذكر هذا القول السيوطي في الدر المنثور.
_عن عبد الله بن عمرو(( قال: آخر سورة أنزلت سورة المائدة)) وقد رواه الترمذي وقال حديث غريب من هذا الوجه.ذكر ذلك ابن كثير في تفسير القرآن العظيم.
_عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة.ذكر هذا القول سعيد بن منصور في مسنده.
_تعليق العلماء على هذا القول
قال الزرقاني في “مناهل العرفان” ويمكن ردهبأن المراد أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام وعليه فهيآخر مقيد كذلك.
3. سورة التوبة
تقدم على أن الدليل ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ، من حديث البراء:على أنها آخر ما أنزل من القرآن ، وقد قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري:على أن الظاهر أن المراد أغلبها ، وقال الزرقاني في مناهل العرفان:يحتمل أن المراد آخر ما أنزل في تشريع الجهاد.
  • آخر ما نزل من الآيات
1. القول الأول((واتقوا وما ترجعون فيه إلى الله))
_الدليل
عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن((واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)) قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه.أخرج هذه الرواية أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن ، وقد ذكر مثل هذا القول عن عطاء بن أبي رباح في نفس الكتاب . وذكر هذا القول كذلك في الناسخ والمنسوخ لقتادة من طريق محمد بن كثير العبدي عن أبي صالح وسعيد بن جبير.كما ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه عن السدي وعن عطية العوفي.
2. القول الثاني((آية الربا))
_الدليل
((عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه، يقول: آخر آيةٍ نزلت يستفتونك قل: اللّه يفتيكم فيالكلالة))
راه البخاري في صحيحه .وأخرجه أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن ، وابن أبي شيبة في مصنفه ، وابن كثير في تفسيره ، ومحمد بن أيوب الضريس في فضائل القرآن.
3. القول الثالث((آية الدين))
_الدليل
((عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا, وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس)) ذكر هذا القول أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن ، وقد ذكره محمد بن أيوب الضريس عن عمر في نفس الكتاب.
4. موقف العلماء من هذه الأقوال الثلاثة
_قال الإمام السيوطي:الظاهر أن هذه الآيات نزلت دفعة واحدة كما هو مرسوم في المصحف ، ولذلك يصح القول في كل منها أنها آخر ما نزل.
_وقال الزرقاني:والذي ترتاح إليه النفس على أن آخر ما نزل ((واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)) وذلك لما تحمله في طياتها من الإشارة إلى ختام الدين والوحي ، بسبب الحث على الاستعداد للمعاد ، وللتنصيص الذي جاء في رواية ابن أبي حاتم أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط.
5. القول الرابع(( آية الكلالة من آخر النساء))
_الدليل
((عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة)) رواه البخاري ومسلم.وقد أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ، والسيوطي وابن حجر والواحدي وغيرهم.
_ما يحمل عليه هذا القول
قال الزرقاني فيي مناهل العرفان أنه يمكن نقض هذا الاستدلال بكون هذه الآية آخر ما نزل فيي المواريث
6. القول الخامس((لقد جاءكم رسول من أنفسكم))
_الدليل
ما رواه الحاكم وابن مردويه ((عن أبي أنه قال: : إن رسول الله أقرأني بعدها آيتين((لقد جاءكم رسول من أنفسكم)) إلى قوله(( وهو رب العرش العظيم)) وقال هذا آخر ما نزل من القرآن.وقد أخرج هذا القول السيوطي والواحدي والزرقاني وغيرهم.
_ما يحمل عليه هذا القول
قال الزرقاني ويمكن نقضه بأنهاآخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتانبخلاف سائر السورة.
7. القول السادس((فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع))الآية.
_الدليل
((عن أمسلمة أنها قالت: آخر آية نزلت هذه الآية ((فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ)) إلى آخرها ، وقالت هذه آخر الآيات الثلاث نزولا_بعدما ذكرت آيتيين أخريين _خاصا في النساء بعدما كان ينزل خاصا في الرجال.أخرج هذا القول ابن مردويه من طريق مجاهد ونقل هذا القول الزرقاني.
_ما يحمل عليه هذا القول
قال الزرقاني : أن في قول أم سلمة أن هذه الآية آخر ما نزل خاصا في النساء بعدما كان ينزل في الرجال قال بأن في هذا القول ما يدل على أنها آخرية مخصوصة ولييست مطلقة.
8. القول السابع((ومن يقتل مؤمنا متعمدا))الآية
_الدلي
((عن ابن عباس قال: هذه الآية ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُجَهَنَّمُ))هي آخر ما نزل وما نسخها شيء)).رواه البخاري وغيره.ونقله الزرقاني في مناهل العرفان.
_ما يحمل عليه هذا القول
قال الزرقاني:قول ابن عباس وما نسخها شيء،دليل على أنها آخر حكم نزل في القتل العمد للمؤمن ولم ينسخ.
9. القول الثامن((فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا))الآية
_الدليل
أخرج ابن جرير(( عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال: أن آخر ما نزل هو آخرسورة الكهف ((فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِفَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)))) نقل هذا القول الزرقاني في مناهل العرفان.
_ما يحمل عليه هذا القول
نقل الرقاني عن ابن كثير قوله:هذا قول مشكل ولعله قصد أنها لم ينزل بعدها ما ينسخها ، فبقيت مثبتة محكمة.
  • موقف العلماء من هذا الاختلاف
قال البيهقي: يجمع بين هذهالاختلافات إن صحت بأن كل واحد أجاب بما عنده .
وقال القاضي أبو بكر فيالانتصار: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قاله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبيصلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعدذلك وإن لم يسمعه هو ويحتمل أيضا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر آية تلاها الرسولصلى الله عليه وسلم مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك فيظن أنهآخر ما نزل في الترتيب
  • آخر ما نزل من القرآن مطلقا
قال الإمام الزرقاني:بعدما ساق الأقوال التي مضت في أول ما نزل من السور والآيات،وذكر الأدلة،وعلق عليها: تلك أقوال عشرة عرفتها وعرفت توجيهها ورأيت أن الذيتستريح إليه النفس منها هو أن آخر القرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورةالبقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَىاللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة بما علمت،ثم ذكر قول القاضي أبي بكر واستحسنه،ولكن أشار إلى أنه لم يجتهد في تحديد آخر ما نزل من القرآن مطلقا.
  • أواخر مخصوصة
آخر ما نزل مكة
  • سورة النبأ
قال هبة الله المقرىء فييي الناسخ والمنسوخ((سورة النبأ آخر ما أنزل من المكي الأول أي قبل الهجرة)).
وقال السخاوي في جمال القراء((روي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غداة نزول سورة النبأ)).
  • سورة المطففيين
قال الزركشي في البرهان((واختلفوافي وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَفقال ابنعباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة))
  • آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبوبكر الصديق
ذكر محمد بن أيوب بن الضريس في فضائل القرآن((عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة ((ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون)) فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أُبَيُّ بنُ كعب إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين((لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريصعليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهورب العرش العظيم)).
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن
  • إشكال وجوابه
_لقد فهم بعض أهل العلم ومنهم السدي قوله تعالى ((اليوم أكملت لكم دينكم))الآية .على ظاهره فقالوا أنها نزلت بعد إتمام الفرائض والأحكام ، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام ، ولكن يرد على ذلك أن آية الربا والدين والكلالة نزلت بعدها ، وقد استشكل ابن جرير ذلك ، وقال بأن الله تعالى عنى باتمام الدين والنعمة هنا إفرادهم بالبيت الحرام فلا يخالطهم فيه المشركون.ذكر هذا القول السيوطي في الإتقان.
_وقال الزرقاني في مناهل العرفان:معنى إكمال الدين هنا إقراره ، وإظهاره على الدين كله ولو كره المشركون.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 20 رجب 1436هـ/8-05-2015م, 08:21 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي راببط فهرسة درس آخر ما نزل من القرآن

السلام عليكم
هذا رابط الفهرسة

http://www.afaqattaiseer.net/vb/showpost.php?p=200506&postco

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 21 رجب 1436هـ/9-05-2015م, 01:15 AM
إدارة الاختبارات إدارة الاختبارات غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 4,427
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال بناوي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
هذا رابط الفهرسة

http://www.afaqattaiseer.net/vb/showpost.php?p=200506&postco
نسخته لك أخي
فالمطلوب هو وضع نسخة م التلخيص هنا وفي صفحتك

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 21 رجب 1436هـ/9-05-2015م, 12:05 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

آخر ما نزل من القرآن ●
عناصر الموضوع:
● آخر سورة نزلت جميعاً
● آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
...- القول الأول: سورة النصر
القول فيها
...- القول الثاني: سورة براءة
القول فيها
...- القول الثالث: سورة المائدة
القول فيها
● آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
...- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
القول فيها
...- القول الثاني: آية الربا
...- القول الثالث: آية الربا وآية الدَّين
القول في الأقوال الثلاثة السابقة
...- القول الرابع: آية الكلالة
القول فيها
...- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
القول فيها
أقوال العلماء في الأقوال السابقة
...ـ القول السادس : "فمن كان يرجو لقاء ربه "
القول فيها
... ـ القول السابع : " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم "
القول فيها
القول الثامن : " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل "
القول فيها
القول التاسع : "فإن تابوا و أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة "
القول فيها
القول العاشر : " قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما "
القول فيها
القول الحادي عشر :"اليوم أكملت لكم دينكم "
● إشكال وجوابه
● آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
● أواخر مخصوصة

تحرير مسائل أقوال العلماء في آخر ما نزل
1: آخر سورة نزلت جميعاً
آخر سورة نزلت جميعاً سورة (إذا جاء نصر الله والفتح )
فعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم -وقال هارون: تدري- آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟
قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح}
قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه وابن شيبة في مصنفه
وفي رواية ابن أبي شيبة: (تعلم أي سورةٍ؟) ولم يقل: (آخر).ورواه ابن كثير في تفسيره
- عن ابن عباسٍ قال: آخر سورةٍ نزلت من القرآن جميعاً {إذا جاء نصر الله والفتح} ). أخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه ذكره السيوطي في الدر المنثور

آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
تعددت أقوال العلماء في ذلك
القول الأول: سورة النصر، وتسمّى سورة الفتح.
نقل السيوطي في الدر المنثور هذا القول عن ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباس فعن ابن عباسٍ قال: آخر سورةٍ نزلت من القرآن جميعاً {إذا جاء نصر الله والفتح}
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم -وقال هارون: تدري- آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟
قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح}
قال: صدقت. رواه مسلم وابن أبي شيبه في مصنفه وابن كثير في تفسيره
وبهذا القول قال ابن جزئ الكلبي في التسهيل.
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام : (باب آخر سورة نزلت وذكر حديث عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس روايه مسلم
- وعن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه).ذكره الذهبي في [تاريخ الإسلام للذهبي]
- عن عبد الله بن عمرو قال : آخر سورة أنزلت سورة المائدة والفتح )ثم قال الترمذي : هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.ذكره ابن كثير في تفسيره
وروى الترمذي عن ابن عبّاسٍ أنه قال : آخر سورة أنزلت ( إذا جاء نصر الله والفتح ) الآية
وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه
ورواه الإمام أحمد، عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن معاوية بن صالحٍ، وزاد: وسألتها عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: (القرآن). وراوه النّسائيّ من حديث ابن مهديٍّ). ذكر ذلك ابن كثير في [تفسير القرآن العظيم
القول فيها
يحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. كما ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال: الكمال دليل الزوال ،ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط ويدل عليه رواية ابن عباس: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} . ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
القول الثاني: سورة براءة
- عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا). ذكره القاسم بن سلام في [فضائل القرآن : ]
- قال ا بْنِ كَثِيرٍ في تفسير سورة التوبة: (هذه السّورة الكريمة من أواخر ما نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما قال البخاريّ: حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} الآية [النّساء: 176] وآخر سورةٍ نزلت براءة) إلى أن قال : عن يزيد الفارسيّ، أخبرني ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ..إلى أن قال عثمان :وكانت براءة من آخر القرآن،)
قال ابن كثير :وكذا رواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرقٍ أخر، عن عوفٍ الأعرابيّ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه). [تفسير القرآن العظيم:
- عن الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ). [الناسخ والمنسوخ للزهري] ذكر ذلك الموقري
- وعن أبي إسحاق، عن البراء، قال، (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة،...)ذكره ابن أبي شيبة .في مصنفه وذكره الضريس في فضائل القرآن من طريق عمرو بن مرزوق ورواية أخرى من طريق أحمد.وذكره الذهبي في تاريخ الاسلام.
القول فيها
١- المراد بعضها أو معظمها وإلا ففيها آيات كثيرة نزلت قبل سنة الوفاة النبوية فأول براءة نزل عقب فتح مكة في سنة تسع عام حج أبي بكر وقد نزل ( اليوم أكملت لكم دينكم ) وهي في المائدةً في حجة الوداع سنة عشر
فالظاهر معظمها ولا شك أن غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه . ذكره ابن حجر في فتح الباري
٢- أن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فهو آخر إضافي لا حقيقي. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
القول الثالث: سورة المائدة
،- عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)). ذكره ابن كثير في تفسيره تفسير القرآن العظيم
ورواه الترمذي وزاد فيه والفتح وقال عنه الترمذي حديث غريب حسن ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره
وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه.
ورواه الإمام أحمد، عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن معاوية بن صالحٍ، وزاد: وسألتها عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: (القرآن). وراوه النّسائيّ من حديث ابن مهديٍّ). ذكره ابن كثير في [تفسير القرآن العظيم
- عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)).أخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" ذكره السيوطي في [الدر المنثور]
- عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة). ذكره سعيد بن منصور في سننه.
القول فيها
المراد آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام وعليه فهو آخر مقيد . ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- قال ابن عباس : آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله})قال زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال وبدئ يوم السبت ومات يوم الأثنين صلوات الله عليه وسلم .ذكره القاسم بن سلام في [فضائل القرآن : ]ورواه في رواية أخرى عن عطاء بن رباح. وكذلك روي عن أبي صالح وسعيد بن جبير رواه العبدي في (الناسخ والمنسوخ لقتادة)وروي عن السدي والعوفي في مصنف ابن أبي شيبة .
دون زيادة ( قال : زعموا أن رسول الله ....)
القول فيها
وهي أصح الأقوال في آخرية الآية . قاله ابن حجر في فتح الباري وبه قال الزرقاني في مناهل العرفان
القول الثاني: آية الربا
- عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» ). ذكره ابن الضريس في [فضائل القرآن]وروي هذا القول عن ابن عباس. ذكره القاسم بن سلام في فضائل القرآن
القول الثالث: آية الربا وآية الدَّين
- عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين).ذكره القاسم بن سلام في [فضائل القرآن : ]
القول في هذه الأقوال الثلاثة:
لا منافاة بين هذه الروايات في آية الربا {واتقوا يوما}وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح .ذكره السيوطي في الاتقان.وبه قال الزرقاني في مناهل العرفان ورجح إلى أن آخر هذه الثلاثه نزولا هو قوله تعالى :( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله)
سبب الترجيح أمران:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
٢ - وقيل في أن آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا و آية الدين يعني من آيات الأحكام والله أعلم . قاله المقدسي في المرشد الوجيز
٣- طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن ويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى .قاله ابن حجر في شرح البخاري ذكره السيوطي في الاتقان
القول الرابع: آية الكلالة
- عن البراء بن عازب، قال:آخر آية نزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ). رواه البخاري في صحيحه وذكره القاسم بن سلام في [فضائل القرآن : ]وذكره ابن أبي شيبة في مصنفه بروايتين عن البراء إحداهما عن طريق ابن نمير والأخرى عن طريق وكيع .وذكره الضريس في فضائل القرآن بروايتين إحداهما عن طريق عمرو بن مرزوق والاخرى عن طريق سليمان بن حرب وذكره ابن كثير في تفسيره رواه عن البخاري.
القول في هذه الاقوال
أي آخر ما نزل في شأن الفرائض .ذكره السيوطي في الاتقان.وبه قال الزرقاني في مناهل العرفان .

القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- عن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..}إلى آخرها). ذكره العبدي في [الناسخ والمنسوخ لقتادة]وذكره الضريس في فضائل القرآن . وقال بهذا القول الزهري ذكره الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري.
- عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن. ذكره ابن الضريس في [فضائل القرآن
- عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). ذكره الداني في [البيان
القول فيها
المراد آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة ولعل قوله سبحانه ( فإن تولوا فقل حسبي الله) الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولى الأعداء وإعراضهم. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
القول في هذه الأقوال السابقة
بعد أن ذكر الذهبي هذه الأقوال قال : "فحاصله أن كلا منهم أخبر بمقتضى بما عنده من العلم . ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام وبهذا قال البيهقي وزاد " أو أراد أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت والله أعلم " دلائل النبوة للبيهقي.
٣- قال القاضي أبو بكر في الانتصار وهذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط ،ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده .
ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب).ذكره الزركشي في [البرهان في علوم القرآن والزرقاني في مناهل العرفان وعلق عليه بقوله :
"وكأنه يشير إلى الجمع بين تلك الأقوال المتشعبة بأنها أواخر مقيدة بما سمع كل منهم من النبي صلى الله عليه وسلم وهي طريقة مريحة غير أنها لا تلقي ضوءا على ما عسى أن يكون قد اختتم الله به كتابه الكريم "مناهل العرفان
القول السادس: {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية
- عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن .
القول فيها:
قال ابن كثير هذا أثر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مثبتة محكمة .
ذكره السيوطي في الاتقان وفي التحبير في علم التفسير. ونقله الزرقاني في مناهل العرفان ثم قال : وهو يفيد أنها آخر مقيد لا مطلق
القول السابع : {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم}
أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .
وعند أحمد والنسائي عنه لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخها شيء
وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد
القول فيها
كلمة ما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر مانزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقاً. قاله الزرقاني في مناهل العرفان.

القول الثامن: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل} إلى آخرها
- عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل} إلى آخرها
القول فيها:
قال السيوطي :ذلك أنها قالت: يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}ونزلت: {إن المسلمين والمسلمات} ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة .
ذكره السيوطي في الاتقان وقال به الزرقاني في مناهل العرفان.
القول التاسع: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} الآية
- أخرج ابن جرير عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض)) قال أنس: وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} الآية
القول فيها:
يعني في آخر سورة نزلت . ذكره السيوطي في الاتقان .
القول العاشر : {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما}
- في البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية من آخر ما نزل . ذكره السيوطي [الإتقان في علوم القرآن
القول فيها:
وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى). ذكره السيوطي [الإتقان في علوم القرآن
القول الحادي عشر : {اليوم أكملت لكم دينكم}
ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة).ذكره السخاوي في[جمال القراء
إشكال وجوابه
المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام فلماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن فإكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.؟
الجواب
أولا : أن هناك قرآنا نزل بعدها كآية الربا و الدين والكلالة وقوله ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) فكانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق و النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم أن معنى إكمال الدين أنه إكمال النزول . ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
ثانيا: فالاقرب أن معنى إكمال الدين هو إقراره واظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون
قال ابن جرير : الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإفرادهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون ثم أيده بما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وأتممت عليكم نعمتي} ). ذكره السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ، والزرقاني في مناهل العرفان

4: آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
آخر ما كتب آخر آيتين من سورة براءة
- عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}).). ذكره الضريس في [فضائل القرآن:]
أواخر مخصوصة
آخر ما نزل بمكة
انواع النزول المكي
المكي الأول :ما نزل قبل الهجرة.
المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة. [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
آخر المكي الأول نزولا
فيه قولان
الأول: سورة النبأ
هي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء
الثاني : ويل للمطففين
وفيه اختلاف في نزولها
فقال ابن عباس: مدنية.
وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة).ذكره الزركشي في البرهان في علوم القرآن
سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب اليك

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 21 رجب 1436هـ/9-05-2015م, 10:31 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

فهرسة وتلخيص آخر ما نزل من القرآن
العناصر :
آخر سورة نزلت
الاقوال في آخر آية نزلت
الرد على كل قول
أصح الأقوال
اخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
سبب اختلاف العلماء حول آخر ما نزل من القرآن
قول القاضي أبو بكر والرد عليه
آيات نزلت بأحكام ولم تنسخ
آخر ما نزل بمكة
الرد على من قال بأن آية ( اليوم أكملت لكم دينكم ) آخر ما نزل من القرآن .

آخر سورة نزلت بتمامها :
سورة النصر
الأدلة :
1- روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي).
2- ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال: الكمال دليل الزوال.
3-رواية ابن عباس: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} .

آخر آية من القرآن الكريم نزولاً:
القول الأول :
قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}البقرة
الأدلة :
1-قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) [فضائل القرآن للهروي ]
2- عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} ). [الناسخ والمنسوخ لقتادة]
3-ن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}). [فضائل القرآن للهروي ]
4- عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} . [مصنف ابن أبي شيبة]
5- عن عطيّة العوفيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}).[مصنف ابن أبي شيبة]

القول الثاني :
آية الربا
الأدلة :
1- عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا"[ فضائل القرآن]
2-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا .[ فضائل القرآن]


القول الثالث :
آية الربا وآية الدين
الدليل :
1- عن ابن شهاب قال:(آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين). [فضائل القرآن : ]
2-عن سعيد بن المسيب:أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين) أخرجه ابن جرير .
الرد :
القول الثالث والرابع يدلان على آيات متصلة بالآية الأولى ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ) وقال السيوطي بأن الايات أتت متتالية في نزولها فهي مترابطة ،فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.

القول الرابع :
آية الكلالة
الدليل :
عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ، رواه الامام البخاري والامام أحمد ( تفسير ابن كثير ، فضائل القرآن )
الرد :
قد يكون القصد ان تكون آخر ما نزل في أحكام المواريث .

القول الخامس :
آخر آيتين من سورة التوبة
الأدلة :
1-عن الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )[الناسخ والمنسوخ للزهري].
2-قال أبي بن كعب :( إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها). [الناسخ والمنسوخ لقتادة]
3-عن جابر بن زيد قال :(وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). [البيان]0
الرد :
ورد ان هاتين الآيتين مكية فلا يصلح ان تكون آخر ما نزل .

القول السادس :
سورة المائدة
الدليل : ماروته عائشة رضي الله عنها:( آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه. )وأخرجه النسائي والحاكم .
الرد عليه :
هي آخر سورة نزلت في الأحكام ولم ينسخ شيء من أحكامها .

القول السابع :
اية قتل العمد
الدليل :
عن ابن عباس قال: هذه الآية: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} هي آخر ما نزل وما نسخها شيء،
الرد :
قوله وما نسخها شيء يدل على أن المقصود انها آخر ما نزل في حكم القتل عمداً ولم ينسخها حكم آخر .

القول الثامن :
آخر سورة الكهف
الدليل :
أن آخر ما نزل هو آخر سورة الكهف: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} أخرجه ابن جريرعن معاوية بن أبي سفيان.
الرد :
قال عنه العلماء ان أثر مشكل ، وقد يكون القصد ان تكون هذه الاية مثبتة ولم تنسخ .

أصح الأقوال في ذلك :
ان آخر ما نزل من القرآن هو قوله تعالى :( واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ) البقرة
ويؤيد هذا القول :
1-قال سعيد بن جبير :( ان مابين وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وبين نزول آخر آية تسع ليال ) أخرجه ابن جرير ، وهو الأثر الوحيد الذي فيه هذا التخصيص.
2- ان معنى الآية يدل على ختام الدعوة والاستعداد لليوم الآخر .

آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه :
عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}). ). [فضائل القرآن:]

سبب اختلاف العلماء في تحديد آخر ما نزل من القرآن :
1-كان كل من الصحابة يحدث بما لديه من العلم .
2- لا توجد رواية مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر .
3- بعض الصحابة قد يكون مجتهداً في تحديد هذه المسألة .
4-العلم بهذا ليس من فرائض الدين .
5-قد يكون كل صحابي حدث بآخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وهم متفاوتون في ذلك .
6-قد تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر بكتابة الآيات التي نزلت معها وتلاوتها بعد كتابة ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب.
[البرهان في علوم القرآن ]

قول القاضي أبي بكر والرد عليه :
يقول بانه لم يرد دليلاً ثابتاً على تخصيص آخر ما نزل وانما هي اجتهادات من الصحابة رضوان الله عليهم فكل يحدث بآخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم
الرد :
هو رأي مريح ويجمع بين الأقوال إلى أنه لا يبين آخر ما نزل من القرآن


آيات نزلت بحكم ولم تنسخ :
1- عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .أخرجه البخاري
2-عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :(يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} ونزلت: {إن المسلمين والمسلمات} ثم نزلت :( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم ) ،أخرجه ابن ماردويه .


آخر ما نزل بمكة :
1-سورة النبأ، ذكر هبة الله المقري والسخاوي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت . (الناسخ والمنسوخ لابن سلامة )
2- سورة المطففين ، قال عطاء : هي آخر ما نزل بمكة ( الزركشي ) .


اقوال العلماء في المدة مابين نزول آخر آية ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم :
1- قول ابن عباس رضي الله عنهما : واحد وثمانون يوماً ، أخرجه النسائي.
2-قول آخر لابن عباس رضي الله عنهما : واحد وثلاثون يوماً، رواه الكلبي.
3-قول ابن جريج : سبع ليال وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين . رواه أبو عبيد .
4-أخرج ابن أبي حاتم قال: آخر ما نزل من القرآن كله {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} الآية. وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول.


الرد على من قال بأن الأية ( اليوم أكملت لكم دينكم ) هي آخر ما نزل :
قال السيوطي في الإتقان ، والزرقاني في مناهل العرفان :
من المعروف أن هذه الأية نزلت بعرفة في حجة الوداع في العام العاشر للهجرة وقد استشكلت هذه الآية على البعض فظنوا أنها آخر ما نزل ،فقد قال فيهاالسدي : لم ينزل بعدها حلال ولا حرام ، ومعنى الآية يدل على اكتمال الدين ونهايته .

الرد على هذه الشبهة :
1-إن إتمام النعمة وإكمال الدين قد يكون المقصود به هو خلو الحج من المشركين واتمام النعمة على المسلمين بحجهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإظهار قوة الدين .
الدليل :
عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة وقد أيد هذا القول ابن جرير رحمه الله.

2- ثبوت نزول آية الربا وآية ( واتقوا يوماً) وآية الدين بعد هذه الآية .
الدليل :
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي بعد نزول قوله تعالى :( اليوم أكملت لكم دينكم ) تسع ليال ثم توفي .

استغفر الله وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 22 رجب 1436هـ/10-05-2015م, 01:41 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

آخر ما نزل من القرآن
عناصر الموضوع:
-آخر سورة نزلت جميعاً
-آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
القول الأول: سورة النصر
القول الثاني: سورة التوبة
القول الثالث: سورة المائدة
-آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
القول الثاني: آية الكلالة
القول الثالث: آية الربا
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
-أواخر مخصوصة
-آخر ما نزل بمكة
-آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
-أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
إشكال وجوابه
تلخيص أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن
عناصر الموضوع:
-آخر سورة نزلت جميعا
سورة النصر
-عن أبي العميس ، عن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}
قاله أبوبكر العبسي والأمام مسلم وفي رواية بن أبي شيبة،والأمام السيوطي في الدر المنثور.
-وعن ابن عبّاسٍ: (يا ابن عتبة، أتعلم آخر سورةٍ من القرآن نزلت؟) قلت: نعم، {إذا جاء نصر اللّه والفتح} قال: (صدقت))
ذكره بن كثير في تفسير القرآن العظيم.
-آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
-القول الأول: سورة النصر
-عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة
أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه،ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام،وابن كثير في تفسير القرآن العظيم.
-عن أبي العميس ، عن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}
قاله أبوبكر العبسي والأمام مسلم وفي رواية بن أبي شيبة،والأمام السيوطي في الدر المنثور.
-القول الثاني: سورة التوبة
-حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن))ذكره الوليد الموقري في الناسخ والمنسوخ.
-حدثنا مروان بن معاوية عن بن عباس ،عن عثمان ،قال:كانت برءاة من آخر القرآن نزولا) ذكره الهروي في فضائل القرآن.
-عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: «آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءة"ذكره بن أبي شيبة في مصنف ابن أبي شيبة ، وأيوب البجلي في فضائل القرآن،والذهبي في تاريخ الإسلام،وبن كثير في تفسير القرآن العظيم.
-القول الثالث: سورة المائدة
-عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة).قاله سعيد الخرساني في سنن سعيد بن منصور.
-عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)).
ذكره بن كثير في تفسير القرآن العظيم .
- عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)).
أخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه"،ذكره السيوطي في الدر المنثور.
-آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
-عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}، قاله محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ.
- عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}.ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن.
- قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن.
-عن السّدّيّ،وعن عطية العوفي أيضا قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} ذكره أبو بكر العبسي في مصنف ابن أبي شيبةوذكره السخاوي في جمال القراء، والمقدسي.
القول الثاني: آية الكلالة
- عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن، وأبو بكر ابن أبي شيبة في مصنفه، والبخاري، ومحمد البجلي في فضائل القرآن.
القول الثالث: آية الربا
-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس) ذكره أبو عبيد الهروي في فضائل القرآن.
- عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة") ذكره أيوب البجلي في فضائل القرآن.
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
-عن ابن شهاب قال:(آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين) ذكره أبوعبيد في فضائل القرآن،وفي المرشد الوجيز.
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- عن الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}).ذكره الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري.
-عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها وأيضا روي عن الحسن.ذكره العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة،وبن الضريس في فضائل القرآن،ورواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه وذكره في أسباب النزول.
-عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}).ذكره أبو عمرو الداني في البيان.
-أواخر مخصوصة
-آخر مانزل بمكة
-قيل سورة النبأ نزلت بمكة،وهي من آخر المكي الأول وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غداة يوم إنزالها،ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ،والسخاوي في جمال القراء.
-وقال بن عطاء (ويل للمطففين)،آخر ما نزل بمكة،ذكره الزركشي في البرهان.
-آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
-عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن،فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.ذكره بن الضريس في فضائل القرآن.
-أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
- واختلف العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن ، ومن أسباب خلافهم:
1- أن كلا منهم أخبر بمقتضي ما عنده من العلم.
2-هذه الأقوال ليس فيها شئ مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم.
3-أن كلا قاله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن.
4-ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلي الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبيل مرضه وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده.
5- ويحتمل أيضا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب.
ذكره الزركشي في الإتقان .
والراجح في أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن :
من السور:
-سورة براءة
-سورة المائدة ،فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي
-سورة النصر،رواه مسلم عن ابن عباس. ولكنك تستطيع أن تحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة
من الآيات:
الراجح أن آخرالقرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}،وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام. المذكورة في سياقها
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
-إشكال وجوابه
الإشكال:
-لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
الجواب:
أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة، والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون ،وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}
ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م, 03:54 PM
حياة بنت أحمد حياة بنت أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 222
افتراضي

● آخر ما نزل من القرآن ●

عناصر الموضوع:

● آخر سورة نزلت جميعاً
● آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول: سورة النصر
- القول الثاني: سورة التوبة
- القول الثالث: سورة المائدة
● آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- القول الثاني: آية الكلالة
- القول الثالث: آية الربا
- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
● آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
● أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
● أواخر مخصوصة
● إشكال وجوابه



تلخيص أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن

● آخر سورة نزلت جميعًا
* عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟ قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال : صدقت
● آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول: سورة النصر
* قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيّ (وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها).
* عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم).
* عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح)، ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.
- القول الثاني: سورة التوبة
* قال الزهري: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن)
* عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا)
* عن البراء، قال، (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة، وآخر آيةٍ نزلت في القرآن:{يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}).
- القول الثالث: سورة المائدة
* عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة).
* عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)
* عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه).
● آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
* عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} ).
* عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}).
* عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه).
* عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} .
* عن عطيّة العوفيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}).
- القول الثاني: آية الكلالة
* عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } )
- القول الثالث: آية الربا
* عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس).
* عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة».
- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
* عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين).
- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
* قال الزهري:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}).
* عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها).
● آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
* عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}).
● الجمع بين أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
هناك عشرة أقوال في آخر ما نزل، ذكرنا بعض منها، والذي تستريح إليه النفس منها كما ذُكر هو أن آخر القرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة.
قال القاضي أبو بكر في الانتصار: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن، ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو.
● أواخر مخصوصة
* سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة).
*(واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة).
● إشكال وجوابه:
من المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك.
الجواب: الأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون. ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته وأديل له على الشرك وحزبه والكفر وجنده والنفاق وحسراته حتى لقد أجلي المشركون عن البلد الحرام ولم يخالطوا المسلمين في الحج والإحرام. قال ابن جرير في تفسير الآية المذكورة: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإقرارهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} .

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م, 12:45 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

● آخر ما نزل من القرآن ●
عناصر الموضوع
● آخر سورة نزلت جميعاً
● آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
...- القول الأول: سورة النصر
...- القول الثاني: سورة التوبة
...- القول الثالث: سورة المائدة
● آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
...- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
...- القول الثاني: آية الكلالة
...- القول الثالث: آية الربا
...- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
...- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
● آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
● أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
● أواخر مخصوصة
● إشكال وجوابه

خلاصة أقوال أهل العلم في مسألة آخر ما نزل من القرآن


● آخر سورة نزلت جميعاً
(إذا جاء نصر الله والفتح)
الدليل
عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، قال: قال لي ابن عبّاسٍ: (يا ابن عتبة، أتعلم آخر سورةٍ من القرآن نزلت؟) قلت: نعم، {إذا جاء نصر اللّه والفتح} قال: (صدقت)).
ذكر ذلك ابن أبي شيبة ومسلم بن الحجاج وبْنِ كَثِيرٍ فى تفسيره والسيوطى فى الدر المنثور
● آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
...- القول الأول: سورة النصر
ذكر ذلك الكلبى فى التسهيل والذهبى فى تاريخ الأسلام وبن كثير
الدليل
1- حديث بن عباس السابق فى أخر سوره نزلت جميعاً
2-عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: (آخر سورةٍ أنزلت: {إذا جاء نصر اللّه والفتح} ذكره بن كثير
3- أن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح)، ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ. ذكره بن كثير
...- القول الثاني: سورة التوبة
ذكره الهراوى وبن كثير وبن الضريس والموقرى
والدليل
1- عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا).الهراوى فى فضائل القرآن
2- وقول عثمان رضى الله عنه فى ذكر سبب عدم كتابه البسمله فى حديث يزيد الفارسى (وكانت براءة من آخر القرآن) وهذا الحديث رواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرقٍ أخر، عن عوفٍ الأعرابيّ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه -- ذكره بن كثير فى تفسيره
3- عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: آخر سورة نزلت {براءة}، وآخر آية نزلت {يستفتونك}). ذكره أيوب بن الضريس فى فضائل القرآن:]
4- قالَ الوليدُ بنُ محمَّدٍ الموقَّرِيُّ (ت:182هـ): (حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ). [الناسخ والمنسوخ للزهري:42]

...- القول الثالث: سورة المائدة
ذكره السيوطى وبن كثير وسعيد بن منصور الخرسانى
الدليل
1-أخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)). ذكره السيوطى فى [الدر المنثور
2-عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح)، ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.ذكره بن كثير فى تفسيره
3-عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة). ذكره سعيد بن منصورالخرسانى فى سننه
● آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
...- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
ذكر ذلك محمد بن كثيرٍ العَبْدي والهراوى وبن أبى شيبه
والدليل
1-عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) ذكره الهراوى فى فضائل القرآن وأوردأثراً أخر عن عطاء بن أبى رباح
2- حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} ). ذكره محمد بن كثير العبدى فى الناسخ والمنسوخ لقتادة
3-حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} .ذكره بن ابى شيبه فى مصنفه وذكر أثراُ اخر عن عطيه العوفى

...- القول الثاني: آية الكلالة
ذكر ذلك الهراوى بن ابى شيبه وبن الضريس وبن كثير وأوردوا حديث البخارى عن البراء
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) في تفسير سورة التوبة: (هذه السّورة الكريمة من أواخر ما نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كما قال البخاريّ: حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر آيةٍ نزلت: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} وآخر سورةٍ نزلت براءة) ). [تفسير القرآن العظيم:4/101]
...- القول الثالث: آية الربا
ذكره الهراوى وبن ضريس البجلى
1-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس).ذكره الهراوى فى فضائل القرآن
2-عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» ).ذكره بن ضريس البجلى فى فضائل القرآن
...- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
ذكره الهراوى
عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين).ذكره الهراوى فى فضائل القرآن
...- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
ذكره محمد بن كثبر العبدى وبن الضريس البجلى والمقرى وبن سعيد الدانى
1-عن الربيع، عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن.
قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}
ذكره بن الضريس البجلى وذكر ذلك عن أبى بن كعب ايضاُ محمد بن كثير العبدى
2-محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}). ذكره الموقرى فى الناسخ والمنسوخ للزهري
3- عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} )ذكره بن سعيد الدانى فى البيان
● آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه

عن الربيع، عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن.
قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}
ذكره بن الضريس البجلى
● أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
اختلف العلماء في تعيين آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق واستند كل منهم إلى آثار ليس فيها حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فكان هذا من دواعي الاشتباه وكثرة الخلاف على أقوال شتى:
ويمكن جمع أقوال العلماء
القول الآول
أن الأقوال التى ذكرت يمكن نقضها بأنها أخر مقيد لا مطلق ومثال ذلك ما ذكره الزرقانى
- أن آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ فهى أخر ما نزل يقصد فى الفرائض كما زكره بن حجر العسقلانى فى شرحه على صحيح البخارى
-أن آخر ما نزل سورة المائدة. واحتج صاحب هذا القول برواية للترمذي والحاكم في ذلك عن عائشة رضي الله عنها.
ويمكن رده بأن المراد أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام وعليه فهي آخر مقيد كذلك.

-أن آخر ما نزل هو خاتمة سورة براءة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخر السورة. رواه الحاكم وابن مردويه عن أبي بن كعب.
ويمكن نقضه بأنها آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة. ولعل قوله سبحانه: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولي الأعداء وإعراضهم.
وكذا ماقيل فى باقى الأيات التى ذكرت فهو محمول على انها مقيده أو أخر مخصوص
القول الثانى
قول البيهقى والذهبى والزركشى وهو قول أبو بكر القاضى فى الأنتصار
أن هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو


القول الثالث
رجح جمع من العلماء أن أخر ما نزل قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} وذكروا الأدله التى ذكرناها سابقاً
ومنهم السخاوى وأبو شامه المقدسى وبن جزىء الكلبى وبن حجر العسقلانى والسيوطى والزرقانى
وذكر الزرقانى الحجه فى ذلك فقال
أقول: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .
وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة
● أواخر مخصوصة
أختلف العلماء على قولين
الأول
انها سوره المطففين ذكره الزركشى فى البرهان
والدليل
{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة
الثانى
أنها سوره النبأ ذكره المقرئ فى الناسخ والمنسوخ والسخاوى فى جمال القراء هي آخر المكي الأول، لأن المكي الأول ما نزل قبل الهجرة، والمكي الثاني بعد الفتح


● إشكال وجوابه
الإشكال

قالوا: لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.


والإجابه
كما ذكرها الزرقانى فى مناهل العرفان وبنحوه قال السيوطى فى الإتقان

-- أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين و أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.
-- الأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون. ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته وأديل له على الشرك وحزبه والكفر وجنده والنفاق وحسراته حتى لقد أجلي المشركون عن البلد الحرام ولم يخالطوا المسلمين في الحج والإحرام. قال ابن جرير في تفسير الآية المذكورة: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإقرارهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} .


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م, 12:47 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

رابط الموضوع فى صفحه أصول التفسير
http://afaqattaiseer.net/vb/showthre...559#post201559
وجزاكم الله خيراً

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موضوع, فهرسة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir