دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #13  
قديم 11 جمادى الآخرة 1443هـ/14-01-2022م, 12:44 AM
هند محمد المصرية هند محمد المصرية غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 203
افتراضي

تفسير قوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(

الأسلوب الوعظي :
إنها آية عظيمة، تقود قلب العبد المؤمن إلى محبة الله والرجاء فيه، وتبعث في نفسه الهيبة والخوف.
فإن كانت هذه الآية نزلت في -خولة بنت ثعلبة- التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي زوجها -أوس بن الصامت- إلا أنها عامة، فالعبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما أورد السعدي في تفسيره.
فإن المؤمن العارف بربه، يعلم أن الله سميع، والسميع اسم من أسماء الله الحسنىومعناه:سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفية والجلية، وإحاطته التامة بها، وهذا المعنى يبث في نفس المؤمن الخوف والهيبة من الله الذي يسمع كل شئ ولا يخفى عليه شئ، فليحذر المؤمن من سمع الله وإحطاته به فلا تخفى عليه خافية.
فيكون ذلك داعيا للعبد أن يقل خيرا أو ليصمت فأين يذهب من سمع الله.
ومعنى اسم السميع أيضًا: سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم ، فما أجمل هذا المعنى وما أعظم ما يغرسه في قلب العبد المؤمن من محبة الله والرجاء فيه، فهو السميع لعباده ولسؤالهم ودعاءهم، وهو المجيب لهم.
ولعل هنا نستطيع أن نربط بين ما ورد عن سؤال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : أبعيد ربنا فنناديه، أم قريب فنناجيه؟
فنزل قوله تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع)
فربنا سميع قريب مجيب.
فلما جاءت خولة تشتكي زوجها الذي ظاهرها، بعد الصحبة والأولاد وكان شيخا كبيرا وقال لها لها أنت محرمة علي كظهر أمي، نزلت هذه الآية، وفيها إجابة سؤالها.
فقد سمعها الله وسمع شكوتها، على الرغم أنه كما ذكرت السيدة عائشة أنها كانت معهما ولم تسمع حديثهما، لكن الله يسمع.
فعن عروة عن عائشة قالت: الحمد لله الذي توسع لسمع الأصوات كلها، لقد جاءت المجادلة فكلمت رسول الله وأنا في جانب البيت لا أدري ما يقول فأنزل الله ﴿قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها﴾
يسمع ربنا تلك المرأة التي جاءت تشتكي همها كما ذكر الطبري في تفسيره، أنها جاءت تشتكي همها لرسول الله فأجابها الله السميع لعباده، البصير بهم وبأحوالهم، وبصير بما يعلمون وبما يفعلون.
وفي الأية إشارة أن الله سيزيل عنها ما أهمها ويرفع عنها ما ألم بها.
ولو تأملنا في معاني الآية لتحركت قلوبنا معها، فتزداد محبتنا لله.
وثمرات زيادة محبة العبد لربه

• تعظيم الله ، فكلما زادت المحبة زاد التعظيم.
• حسن الإقبال على الله والاستغناء به عن غيره.
• تعلق القلب بالله وحده، وعدم التعلق بالمخلوقين.
فمن عرف ربه أحبه، ومن أحبه أقبل عليه، ولجأ له في السراء والضراء، في العسر واليسر وفي الشدة والرخاء.
فإن كان مهموما بث شكواه إليه، وإن كان له حاجة ناجاه فهو سميع له.
فلا ملجأ ولا منجا إلا إليه.
وقد ذكر ابن القيم معنى نفيس في حال استجابة الله لعبد الحامد له فقال عن معنى : سمع الله لمن حمده : وأما سمع الله لمن حمده فقال السهيلي: مفعول سمع محذوف لأن السمع متعلق بالأقوال والأصوات دون غيرها فاللام على بابها إلا أنها تؤذن بمعنى زائد وهو الاستجابة المقارنة للسمع فاجتمع في الكلمة الإيجاز والدلالة على الزائد وهي الاستجابة لمن حمده.
وعليه فإن من أدرك معنى سمع الله وبصره لزم مراقبة الله
وللمراقبة فوائد وثمرات منها:-
• أنها تجعل العبد يصل في عمله إلى درجة الإحسان وهي اعلى درجات الدين.
• تجعل المسلم متذكرا لربه دائما فيرغب في العمل الصالح ويزهد في المعصية.
• تجعل المسلم حريص على الأمانة في اقواله وأفعاله.
ولعلنا نستعين بالله على مراقبته فهو السميع البصير.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir