دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 محرم 1438هـ/28-10-2016م, 12:09 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

اسلوب الحجاج
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (258)

الحمدلله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان خلق له عقلاً يستنير به وأرسل إليه رسلاً يبلغون وحيه ، من اجابهم نجى وللخير اهتدى ، ومن أعرض عن نهجهم ضل وبغى
يذكر الله لنا في هذه الآية مثال لمجادلة المشركين لأهل التوحيد ،والغرض منه اثبات وحدانية الله عز وجل ،وإبطال إلاهية غيره لانفراده بالإحياء والإماتة ،وجميع أمور الخلق ،وهذا متواتر في القرآن
كقوله تعالى ((وحاجّه قومه قال أتحاجّوني في الله وقد هدان ))وقال عز من قائل : (( فإن حاجّوك فقل أسلمت وجهي لله )) ،وفيه دلالة على جواز المناظرة والمجادلة في إثبات العقائد، وهي من مقامات الرسل ،وينبغي لطالب العلم أن يتعلم طرقها لأنها وسيلة نافعة لإيصال العلم والدفاع عن الحق وإنما المنهي عنه الجدال بغير حقّ مكابرة وتعصبا وتلبيساًالباطل بالحق ،ولعظم هذا الأمر وبشاعة المقولة ،افتتحها الله تعالى بقوله (أَلَمْ تَرَ) وذلك لاستحضار المشهد في الذهن وهذا من بلاغة القرآن الكريم في عرض الأمور العجيبة معرض التقرير والإستفهام والمقصود به التعجب من أمر هذا الكافر الذي آل به غروره وبطره أن يجادل في أمرٍ لا مجال للتشكيك فيه وهو وجود الله عز وجل،فشبهةُ هذا المجادل واضحة حملها عليه طغيانه وتفرده بالملك مدة طويلة كما قال تعالى ((كلاّ إنّ الإنسان ليطغى * إن راه استغنى )) والذي ينبغي على المجادل أن يعلمه عن خصمه الشبه التي يثيرها ،هل هي عن علم واقتناع ، أم سبهها حبُ شهرة، أم طغيان ،ليكون الرّدُ عليه بما يناسبه ، ونلحظ هذا في موقف نبيّ الله ابراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، رد عليه بما يناسب حاله التي غلب عليها الطغيان حيث لم يمضي في نقض حجته التي ذكرهاحيث لا فائدة من ذلك، لأن من عنده ذرة عقل لايمكن إن يقبل بها،وإنما أنهى الحوار معه بحجة دامغة لا يستطيع ردها افحمه بها، وهي أن يأت بالشمس من المغرب ،فكان حاله كما ذكره الله تعالى (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ) أى غُلب وقهر وتحير وانقطع حجاجه ولم يستطع أن يتكلم لإنه فوجئ بما لايملك دفعه، وبمثل هذه الحجة الدامغة ينقطع الخصم وتبطل حججه ، وأورد هنا كلاماً لإبن القيم حول هذه الآية حيث قال ((تضمن الدليلان اللذان استدل بهما إبراهيم إبطال إلهية تلك جملة بأن الله وحده هو الذي يحيي ويميت، ولا يصلح الحي الذي يموت للإلهية لا في حال حياته ولا بعد موته، فإن له ربا قادرا قاهرا متصرفا فيه إحياء وإماتة، ومن كان كذلك فكيف يكون إلها حتى يتخذ الصنم على صورته، ويعبد من دونه، وكذلك الكواكب أظهرها وأكبرها للحس هذه الشمس وهي مربوبة مدبرة مسخرة، لا تصرف لها بنفسها بوجه ما، بل ربها وخالقها سبحانه يأتي بها من مشرقها فتنقاد لأمره ومشيئته، فهي مربوبة مسخرة مدبرة، لا إله يعبد من دون الله " ، وفي ختام الآية بنفي الهداية عن القوم الظالمين إشارة إلى أن الظلم حائل بين صاحبه وبين التنازل إلى الحقّ وإلى النظر فيه ،وكذلك أن صاحب العدل حريٌّ إلى أن يُهدي ويسدد، ولهذا قال شيخ الإسلام "ابن تيمية" في العقيدة الواسطية (( من تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق))

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 ربيع الثاني 1438هـ/11-01-2017م, 04:56 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيرة محمد مشاهدة المشاركة
اسلوب الحجاج
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (258)

الحمدلله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان خلق له عقلاً يستنير به وأرسل إليه رسلاً يبلغون وحيه ، من اجابهم نجى وللخير اهتدى ، ومن أعرض عن نهجهم ضل وبغى
يذكر الله لنا في هذه الآية مثال لمجادلة المشركين لأهل التوحيد ،والغرض منه اثبات وحدانية الله عز وجل ،وإبطال إلاهية غيره لانفراده بالإحياء والإماتة ،وجميع أمور الخلق ،وهذا متواتر في القرآن
كقوله تعالى ((وحاجّه قومه قال أتحاجّوني في الله وقد هدان ))وقال عز من قائل : (( فإن حاجّوك فقل أسلمت وجهي لله )) ،وفيه دلالة على جواز المناظرة والمجادلة في إثبات العقائد، وهي من مقامات الرسل ،وينبغي لطالب العلم أن يتعلم طرقها لأنها وسيلة نافعة لإيصال العلم والدفاع عن الحق وإنما المنهي عنه الجدال بغير حقّ مكابرة وتعصبا وتلبيساًالباطل بالحق ،ولعظم هذا الأمر وبشاعة المقولة ،افتتحها الله تعالى بقوله (أَلَمْ تَرَ) وذلك لاستحضار المشهد في الذهن وهذا من بلاغة القرآن الكريم في عرض الأمور العجيبة معرض التقرير والإستفهام والمقصود به التعجب من أمر هذا الكافر الذي آل به غروره وبطره أن يجادل في أمرٍ لا مجال للتشكيك فيه وهو وجود الله عز وجل،فشبهةُ هذا المجادل واضحة حملها عليه طغيانه وتفرده بالملك مدة طويلة كما قال تعالى ((كلاّ إنّ الإنسان ليطغى * إن راه استغنى )) والذي ينبغي على المجادل أن يعلمه عن خصمه الشبه التي يثيرها ،هل هي عن علم واقتناع ، أم سبهها حبُ شهرة، أم طغيان ،ليكون الرّدُ عليه بما يناسبه ، ونلحظ هذا في موقف نبيّ الله ابراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، رد عليه بما يناسب حاله التي غلب عليها الطغيان حيث لم يمضي في نقض حجته التي ذكرهاحيث لا فائدة من ذلك، لأن من عنده ذرة عقل لايمكن إن يقبل بها،وإنما أنهى الحوار معه بحجة دامغة لا يستطيع ردها افحمه بها، وهي أن يأت بالشمس من المغرب ،فكان حاله كما ذكره الله تعالى (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ) أى غُلب وقهر وتحير وانقطع حجاجه ولم يستطع أن يتكلم لإنه فوجئ بما لايملك دفعه، وبمثل هذه الحجة الدامغة ينقطع الخصم وتبطل حججه ، وأورد هنا كلاماً لإبن القيم حول هذه الآية حيث قال ((تضمن الدليلان اللذان استدل بهما إبراهيم إبطال إلهية تلك جملة بأن الله وحده هو الذي يحيي ويميت، ولا يصلح الحي الذي يموت للإلهية لا في حال حياته ولا بعد موته، فإن له ربا قادرا قاهرا متصرفا فيه إحياء وإماتة، ومن كان كذلك فكيف يكون إلها حتى يتخذ الصنم على صورته، ويعبد من دونه، وكذلك الكواكب أظهرها وأكبرها للحس هذه الشمس وهي مربوبة مدبرة مسخرة، لا تصرف لها بنفسها بوجه ما، بل ربها وخالقها سبحانه يأتي بها من مشرقها فتنقاد لأمره ومشيئته، فهي مربوبة مسخرة مدبرة، لا إله يعبد من دون الله " ، وفي ختام الآية بنفي الهداية عن القوم الظالمين إشارة إلى أن الظلم حائل بين صاحبه وبين التنازل إلى الحقّ وإلى النظر فيه ،وكذلك أن صاحب العدل حريٌّ إلى أن يُهدي ويسدد، ولهذا قال شيخ الإسلام "ابن تيمية" في العقيدة الواسطية (( من تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق))
الدرجة: أ+
أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.
ولو فسّرتِ معنى كلام النمروذ بأنه يحي ويميت ليكون الكلام أكثر وضوحا، وسمّيتِ أدوات الحجاج التي اشتملت عليها الآية.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir