س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل.
ج: قال الله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم), وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم", وقال: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي جداج هي خداج غير تمام", فصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد بالسبع المثاني: الفاتحة, ولما كانت هذه الآية آية من سورة الحجر, وقد اتفق العلماء على مكية هذه السورة, دل ذلك على مكية سورة الفاتحة.
ذلك ولم يصح خلاف في أنها مكية عن أحد من الصحابة أو التابعين, إلا ما روي عن مجاهد من أنها نزلت بالمدينة, وهو قول تفرد به.
وجمهور أهل العلم على أن فاتحة الكتاب مكية, والله أعلم.
س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟
ج: روي عن الإمام علي رضي الله عنه: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرءوا كما علمتم", والمشهور عن القراء ترتيل الاستعاذة وتجويدها.
ومن العلماء من اختار عدم التجويد والترتيل لأنها ليست بقرآن, وإنما ذكر ودعاء بإجماع العلماء.
والأولى الأخذ بما عليه أئمة القراء من التجويد والترتيل.
س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟
ج: (الرحمن): ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء, وهو على وزن "فعلان" مما يدل على بلوغ الغاية, و(الرحمن) اسم مختص بالله تعالى, لا يسمى به غيره.
(الرحيم): أي الراحم, وهو على وزن فعيل فدل على المبالغة في الرحمة, وسبحانه عظيم الرحمة وكثير الرحمة.
والحكمة من اقترانهما:
اختلف في ذلك العلماء على أقوال, من أحسنها قول ابن القيم رحمه الله: (الرحمن) دال على الصفة القائمة به سبحانه, و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم؛ فالرحمن للوصف والرحيم للفعل, وقال بعضهم (الرحمن): ذو الرحمة, و(الرحيم): الراحم.
س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟
ج: (مالك يوم الدين): ورد فيها قراءتان متوترتان:
الأولى: (مالك يوم الدين) بإثبات الألف بعد الميم, وهي قراءة عاصم وغيره.
الثانية: (ملك يوم الدين) بحذف الألف, وهي قراءة نافع وغيره.
وأثر القراءتين على المعنى:
(مالك يوم الدين): أي الذي يملك كل شيء يوم الدين, ويتفرد فيه بالملك التام, (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله).
و(ملك يوم الدين): أي الملك صاحب الملك والتصرف, وأمره نافذ على من تحت ملكه وسلطانه, ولا ملك في ذلك اليوم إلا الله, (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار).
والجمع بين المعنيين فيه كمال آخر؛ فإن من الناس من يملك وليس بملك, ومنهم من هو ملك لا يملك, أما الله تعالى فهو المالك الملك, ويوم القيامة لا يبقى ملك سواه, ولا مالك إلاه.
وموقفنا من هذه القراءات:
أن ما صح من قراءات عند أهل العلم نعتقد صحتها جميعا, ولا يسوغ لنا الطعن فيها, فكل ما صح من القراءات عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز رده، فإن تواتر فهو قرآن متعبد بتلاوته، وإلا فحكمه حكم الحديث الصحيح أي بمنزلته في الاستدلال به على الأحكام الشرعية، ونسبة القراءات للرواة كالسبعة وغيرهم لاشتهارهم بتعليمها وتلقيها عنهم، والأفضل التنويع في القراءة ليقرأ بكل ما ثبت.
س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها.
ج: الاستعانة: هي طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضار, وهي أوسع معاني الطلب, وتشمل الاستعاذة والاستغاثة والتوكل وغير ذلك؛ فكل ما يقوم به العبد من قول أو عمل رجاء تحصيل منفعة أو دفع مفسدة فهو استعانة.
أقسامها: هي على قسمين:
- استعانة العبادة: هي التي يصاحبها معان تعبدية في قلب المستعين, كالمحبة والخوف والرجاء, ولا تصرف لغير الله تعالى ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر.
- استعانة التسبب: ومعناها بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب, مع الاعتقاد بأن النفع والضر بيد الله وحده, ولكونها تخلو من المعاني التعبدية, فهي ليست بعبادة, وقد تكون مشروعة, وقد تكون شركا؛ بحسب حكم السبب وحكم الغرض.
س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
ج: تعدية فعل الهداية في القرآن له أنواعك
- التعدي بإلى؛ قال تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم), وهي هداية دعوة وإرشاد إلى الصرط المستقيم.
- التعدي باللام؛ قال سبحانه: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم), وذلك بمعنى حصول الهداية للعبد وتهيئتها.
- تعدي الفعل بنفسه دون حرف؛ كما في الآية هنا: (اهدنا الصراط المستقيم), فجمع هذه المعاني كلها؛ من دعوة وإرشاد, وتحقيق وتهيئة, فتجريد الفعل من الحرف خروج بالمعنى عن التعين والتخصيص بحسب معنى الحرف.
س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟
ج: التأمين: هو قول (آمين) بعد قراءة أو سماع الفاتحة و في الصلاة وخارجها, وهي كلمة دعاء بمعنى" اللهم استجب", وهو سنة مؤكدة.
واتفق العلماء على أن المأموم يقول: (آمين), واختلفوا في الجهر بها وإخفاءها على أقوال, والراجح الجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية.
قال صلى الله عليه وسلم: "...وإذا قال (ولا الضالين) فقولوا: آمين".
وكذلك الإمام فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (ولا الضالين) فقال: (آمين ورفع بها صوته), وبذلك قال غير واحد من الصحابة والتابعين ومن بعدهم: أنهم يرون رفع الصوت بالتأمين, وعدم إخفائها.
وتأمين المنفرد يكون تبعا لقراءته.
س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
ج:
- الحرص على الدين والإهتمام بالقرآن الكريم تأسيا بالصحابة الكرام في ذلك, وعدم وضع ما ليس بقرآن داخل المصحف.
- لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن, فلذلك يجب على العبد أن يحسن قراءتها وتعلم معانيها.
- استشعار معنى الفاتحة في الصلاة, وما تورثه من خشوع وخضوع.
- مداومة الحمد والشكر لله تعالى, والثناء عليه, فهو الرب وهو الإله.
- التعرض لرحمة الله التي وسعت كل شيء, وهو سبحانه رحيم بعباده.
- اعمل ما شئت, فإن الله يدين الناس بما عملوا يوم الدين, فإن شاء غفر, وإن شاء عذب.
- لا يغرنك ملك دنيا فسرعان ما يزول, وكل ملك سيزول ملكه إلا الله تعالى, فهو الملك الحق.
- العبادة تستلزم العون من الله عليها, فاستعن بالله على عبادته سبحانه.
- أنفع وأعظم الدعاء: (اهدنا الصراط المستقيم...)
- وجوب لزوم الصراط المستقيم, والبعد عن طرق المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى ومن على شاكلتهم.
- الحرص على قول (آمين) عقب الفاتحة في الصلاة وغيرها, لأنها من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء, وأن في التأمين من الخير ما جعل اليهود يحسدون المسلمين عليه.