دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1440هـ/15-07-2019م, 10:26 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
( الأسلوب الوعظي )
تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) سورة الحاقة .
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، وهدانا بمنه وفضله لعبادته يوم أن ضلَّ عنها كثيرٌ من البشر ، فنحن نرجو ما لا يرجون ونطمع فيما لا يطمعون ، فنسعد في السعي لما نرجو ، ونرجو أن نسعد في مآلنا بما نراه في صحفنا إنه ولي ذلك سبحانه أما بعد :
ـ ففي هذه الآيات سلوى لكل عامل ، وحافز لك خامل ، ومُنى كل سائل ؛ حيث يصوّر سبحانه وتعالى سعادة العاملين في الدنيا بما وجدوا في صحفهم من الحسنات ، وفرحهم بكتبهم التي أوتوها بأيمانهم تشريفا لهم ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) ) حتى أنهم من شدة فرحهم وسرورهم يقولون لكل من قابلوه ولقوه هاكم اقرءوا كتابيه محبةً أن يطلع الخلق على ما منّ الله عليهم به من الكرامة ، وحُقّ لهم هذا الفرح العظيم ؛لأن موقفَ استلام الكتب موقفٌ عظيم تشيب منه الولدان ،ويتخلى كل حبيب عن حبيبه وكل قريب عن قريبه حتى الأم تتخلى عن مولودها ، شعارهم "نفسي نفسي ". فقد روى ابن أبي حاتم عن أبي عثمان قال : المؤمن يُعطى كتابه ( بيمينه ) في ستر من الله ، فيقرأ سيّئاته ، فكلّما قرأ سيئة تغيّر لونه حتى يمرّ بحسناته فيقرؤها ، فيرجع إليه لونه . ثمّ ينظر فإذا سيئاته بٌدّلت حسنات ، قال : فعند ذلك يقول ( هاؤم اقرؤا كتابيه ) .
فينبغي للمسلم أن يكرر هذا المشهد في مخيّلته كلما أحسّ بفتور في عبادته ، متخيّلا نفسه القائل :هاؤم اقرؤا كتابيه ؛ لتوقد جذوة الحماس التي خبت ، فيستمر في طاعته وجهاده للشيطان .
ـ ثم يقول ( إني ظننت أنّي ملاقٍ حسابيه ) وهي تحمل معنيين للمفسرين : الأول أي : إني ظننت أن يأخذني الله بسيّئاتي ، يوم أن قرّره بها . والثاني أي : علمتُ علمَ اليقين في الدنيا أنّي أحاسب في الآخرة فعملت وقدّمت – فالظن هنا بمعنى اليقين - فعن مجاهدٍ قال: كلّ ظنٍّ في القرآن إنّي ظننت يقول: إنّي علمت) .
فينبغي للمسلم أن لا تغيب عنه هذه الحقيقة – حقيقة ملاقاة الحساب – فهي من صفات الناجين يوم القيامة .
ـ وقال تعالى : ( فهو في عيشة راضية ) أي عيشة مرضيّة ؛ فهي عيشة جامعة لنعيم لا عين رأت مثله ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
ـ وقال تعالى : ( في جنة عالية ) أي : رفيعة القدر والمكان فهي في السماء ، مرتفعة المنازل ، فمنازلها درجات بين الدرجة العليا والسفلى مائة درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، ينزلون في منازلهم بقدر أعمالهم ، ينزل أهل الدرجات العليا لزيارة أهل الدرجات السفلى ، ولا يستطيع أهل الدرجات السفلى الصعود لأن أعمالهم تقصر بهم . قال ابن أبي حاتم عن أبي سلّام قال : سمعت أبا أمامة قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يتزاور أهل الجنّة؟ قال: "نعم، إنّه ليهبط أهل الدّرجة العليا إلى أهل الدّرجة السّفلى، فيحيّونهم ويسلّمون عليهم، ولا يستطيع أهل الدّرجة السّفلى يصعدون إلى الأعلين، تقصر بهم أعمالهم" .
ـ قال تعالى : ( قطوفها دانية ) من نعيم أهل الجنة أن بساتينها مثمرةٌ يانعةٌ قريبة النوال ينالها أهلها بدون عناء ولا مشقة على أي حال كانوا قياماً أم قعوداً أم مضطجعين ، قال البراء بن عازب - رضي الله عنه -: أي قريبة يتناولها أحدهم وهو نائم على سريره.
ـ من النعيم الذي أعدّه الله أن يُقال لهم تفضُّلا وامتنانا وإنعاما وإحسانا :( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) كلوا من لذائذ الطعام ، وشهيّ المشارب بهناء تامّ كامل لا مكدّر له ولا منغّص ؛ فلا تتأذّون بما تأكلون ولا بما تشربون ولا تحتاجون إلى إخراج ما أكلتم وشربتم بغائظ ولا بول . بسبب ما قدمتم لآخرتكم في أيام الدنيا التي خليت فمضت من عملكم الصالحات وترككم السيّئات والمعاصي والمنهيّات؛ فتجدهم من أهل الصلاة والصيام والصدقة والحج والإحسان بأنواعه ومن أهل الذكر والإنابة وأنواع العبادات القلبيّة والظاهرة . وهذه الأعمال كلها سبب لدخول الجنة فقط وليست مكافئة لها فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة- رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنَّةَ عَمَلُهُ"، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ" فلا يمتنّ أحد بما قدم من الطاعات فإنها لا تعادل شيئا من نعم الله على العبد في الدنيا فكيف بنعيم الآخرة ؟! .
المراجع :
- تفسير ابن كثير
- تفسير السعدي
- تفسير الأشقر
- تفسير الطبري
- صحيح البخاري
أحسنت جدا في رسالتك، أسلوبك الوعظي حاضر ومؤثر نفع الله بك.
الدرجة:أ
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir