دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 6 جمادى الآخرة 1442هـ/19-01-2021م, 01:31 AM
أماني خليل أماني خليل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 124
افتراضي

رسالة في تفسير قول الله تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ).
قوله تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) .
ففيه مسائل :

المسألة الأولى : ما معنى الموت والحياة ؟
المسألة الثانية : ما معنى ( الذي خلق الموت والحياة ) ؟
المسألة الثالثة : ما معنى ( أحسن عملا ) ؟
المسألة الرابعة : ما الحكمة من خلق الموت والحياة ؟
المسألة الخامسة : ما المقصد من الابتلاء ؟
المسألة السادسة : ما مناسبة اقتران اسم الله العزيز باسمه الغفور في الآية ؟

فأما جواب المسألة الأولى فالموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها له .
والحياة تعلق الروح بالبدن واتصالها به ، فالحياة تعني خَلْقَه إنسانا ، وخَلْق الروح فيه .
وأما جواب المسألة الثانية : فمعنى ( خلق الموت والحياة ) أي : قدّر لعباده أن يحييهم ثم يميتهم . كما قال تعالى : ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا ) . [ البقرة ٢٨ ] . فسمى الحال الأول وهو العدم موتا، وسمى هذه النشأة حياة . ولهذا قال : ( ثم يميتكم ثم يحييكم ) [ البقرة ٢٨ ] .
وعن قتادة في قوله : ( الذي خلق الموت والحياة ) قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله أذل بني آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت ، وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء " .
وأما جواب المسألة الثالثة : فمعنى ( أحسن عملا ) أي : أخلصه وأصوبه ، فإن الله خلق عباده وأخرجهم لهذه الدار وأخبرهم أنهم سينتقلون منها وأمرهم ونهاهم وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل ؛ أحسن الله له الجزاء في الدارين ، ومن مال مع شهوات النفس ، ونبذ أمر الله ، فله شر الجزاء .
وأما جواب المسألة الرابعة : فالحكمة من خلق الموت والحياة هو الابتلاء ، فأوجد سبحانه الخلائق من العدم ليبلوهم ويختبرهم أيهم أحسن عملا .
وأما جواب المسألة الخامسة : فالمقصد من الابتلاء هو ظهور كمال إحسان المحسنين .
وأما جواب المسألة السادسة : فالعزيز هو العظيم المنيع الجناب ، وهو مع ذلك غفور لمن تاب إليه وأناب بعد ما عصاه وخالف أمره ، وإن كان تعالى عزيزا هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز .
فمن تفكر في حكمة خلق الله للموت والحياة ، والحكمة من إيجاد الخلائق من العدم ، وأن هذه الدنيا دار ابتلاء ، ولن نلبث أن ننتقل منها إلى دار الجزاء ؛ أورثه ذلك الاجتهاد في إحسان العمل .
نسأل الله أن يبلغنا درجة المحسنين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد .

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir