دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 1 جمادى الأولى 1442هـ/15-12-2020م, 04:15 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

رسالة في تفسير قوله تعالى
(فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى)
تبين الآية الكريمة حال المؤمن المراقب لربه في الدنيا مع المعاصي وهوى النفس : وهو الذي يعظم الله في قلبه فيجتنب معاصيه ويمتثل أوامره فينهى العبد نفسه عن الأهواء الفاسدة خوفا من يوم يقوم العبد بين يدي ربه للحساب.
وقد تواترت أقوال السلف بهذا المعنى في الآية الكريمة:
فقد ذكر القرطبي فيما رواه عن ابن عباس في تفسير الآية:
من خاف عند المعصية مقامه بين يدي الله فانتهى عنها
وكذلك قول الكلبي: نزلت في من هم بمعصية وقدر عليها في خلوة ثم تركها من خوف الله
وذكر البغوي عن مقاتل: هو الرجل يهم بالمعصية فيذكرمقامه للحساب فيتركها. .

-وجاء في سبب نزول الآية عدة أقوال:
فذكر القرطبي أن هذه الآية والتي قبلها نزلت في مصعب بن عمير وأخيه عامر بن عمير فيما رواه الضحاك عن ابن عباس (فأما من طغى) فهو أخ لمصعب بن عمير أسر يوم بدر فأخذته الأنصار فقالوا: من أنت؟ قال: أنا أخو مصعب بن عمير فلم يشدوه في وثاقه وأكرموه وبيتوه عندهم فلما اصبحوا حدثوا مصعب بن عمير حديثه فقال: ما هو لي بأخ شدوا أسيركم فإن أمه أكثر أهل البطحاء حليا ومالا فأوثقوه حتى بعثت أمه في فدائه وأما من خاف مقام ربه فمصعب بن عمير وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه يوم أحد حين تفرق الناس عنه حتى نفذت المشاقص في جوفه وهي السهام فلما رآه الرسول متشحطا في دمه قال: عند الله أحتسبك وقال لأصحابه: لقد رأيته وعليه بردان ما تعرف قيمتهما وغن شراك نعليه من ذهب. وقيل إن مصعب بن عمير قتل اخاه عامر يوم بدر.
وعن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في رجلين أبي جهل المخزومي ومصعب بن عميرالعبدري.
وقال السدي: نزلت هذه الآية في ابي بكر الصديق وذلك أن أبا بكر كان له غلام يأتيه بطعام وكان يسأله من اين اتيت بهذا فأتاه يوما بطعام فلم يسأل وأكله فقال له غلامه: لم لا تسألني اليوم؟ فقال: نسيت. فمن أين لك هذا الطعام؟ فقال: تكهنت لقوم في الجاهلية فأعطونيه فتقيأه من ساعته وقال: يا رب ما بقي في العروق فأنت حبسته فنزلت: وأما من خاف مقام ربه.
-وفي الآية مسائل منها
1- معنى الخوف في الآية.
2- المراد بمقام ربه.
3- معنى الهوى.

المسألة الأولى (الخوف في الآية):
فقد فسره العلماء في تفسير تلك الآية ونظيرتها في سورة الرحمن (ولمن خاف مقام ربه جنتان):
قال الطبري: ولمن اتقى الله من عباده -فخاف مقامه بين يديه، فأطاعه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه - جنتان، يعني بستانين.
ففسر الطبري الخوف بتقوى الله وهي اجتناب معاصيه وامتثال أوامره.
ثم ذكر الطبري بعض الأقوال المفسرة لذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) قال: وعد الله جلّ ثناؤه المؤمنين الذين خافوا مقامه، فأدَّوا فرائضه الجنة
فأداء الفرائض هو لازم الخوف من الله.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) يقول: خاف ثم اتقى، والخائف: من ركب طاعة الله، وترك معصيته.
حدثني أبو السائب، قال: ثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن مجاهد، في قوله: ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ )، هو الرجل يهم بالذنب، فيذكر مقام ربه فينـزع.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) قال: إن المؤمنين خافوا ذاكم المقام فعملوا له، ودانوا له، وتعبَّدوا بالليل والنهار.
وبهذا وإن تعددت الأقوال فإنها تفسر الخوف من الله بلازمه وهو تقوى الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
- المسألة الثانية (المراد بمقام ربه):
ذكر في هذا المعنى قولان:
ذكر الشنقيطي أن هذه الآية الكريمة فيها وجهان معروفان عند العلماء كلاهما يشهد له قرآن: أحدهما: أن المراد بقوله: ((مَقَامَ رَبِّهِ)) أي: قيامه بين يدي ربه، فالمقام اسم مصدر بمعنى القيام، وفاعله على هذا الوجه هو العبد الخائف، وإنما أضيف إلى الرب لوقوعه بين يديه، وهذا الوجه يشهد له قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} فقوله: ((وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)) قرينة دالة على أنه خاف عاقبة الذنب حين يقوم بين يدي ربه، فنهى نفسه عن هواها..
وومن قال بذلك من المفسرين:
الطبري:مسألة الله إياه عند وقوفه يوم القيامة بين يديه.
وقال الربيع: مقامه يوم الحساب
وكان قتادة يقول: إن لله مقاما قد خافه المؤمنون
وقال ابن كثير: خاف القيام بين يدي الله وخاف حكم الله فيه.
والوجه الثاني: أن فاعل المصدر الميمي الذي هو المقام هو الله تبارك وتعالى، أي: خاف هذا العبد قيام الله عليه، ومراقبته لأعماله وإحصاءها عليه، ويدل لهذا الوجه الآيات الدالة على قيام الله على جميع خلقه وإحصائه عليهم أعمالهم، كقوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255]، وقوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد:33]، وقوله تبارك وتعالى: {وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [يونس:61] الآية.
ومن قال بذلك من المفسرين:
قال مجاهد: هو خوفه في الدنيا من الله عند مواقعة الذنب فيقلع.
السعدي: خاف القيام عليه ومجازاته بالعدل فأثر هذا الخوف في قلبه فنهى نفسه عن هواها.
وللإمام ابن القيم كلام قيم جداً في الترجيح بين القولين اللذين ذكرناهما في تفسير الآية: ((وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ))، هل هي ولمن خاف مقامه بين يدي الله يوم القيامة للحساب، أو ولمن خاف قيام الله عليه وشهوده واطلاعه على أعماله في الدنيا، فيتقي منه ويترك المعصية.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى مرجحاً أن المعنى: ولمن خاف مقامه بين يدي ربه في الحساب يوم القيامة.
أي: أن الإنسان يهم بالمعصية فيتذكر أنه واقف بين يدي الله يوم القيامة وأنه محاسب فينزجر عنها، هذا الذي يرجحه ابن القيم وترجيحه هذا لوجوه: الأول: أن طريقة القرآن في التخويف أن يخوفهم بالله واليوم الآخر، فإذا خوفهم به علق الخوف به لا بقيامه عليهم، كقوله تعالى: {فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
- المسألة الثالثة( معنى الهوى):
ذكر العلماء عدة اقوال في الهوى:
الطبري:هواها فيما يكرهه الله ولا يرضاه منها.
قال البغوي :المحارم التي تشتهيها
قال السعدي: الهوى والشهوة الصادين عن الخير
ابن عاشور: هو ما ترغب فيه قوى النفس الغضبية مما يخالف الحق والنفع الكامل وشاع الهوى في المرغوب الذميم ولذلك قال الله (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) فقوله (بغير هى) حال مؤكدة ليست تقييدا إذ لا يكون الهوى إلا بغير هدى.
روى القرطبي عن عبد الله بن مسعود قوله: أنتم في زمان يقود الحق الهوى وسيأتي زمان يقود الهوى الحق فنعوذ بالله من ذلك الزمان.
- وأما نهي النفس عن الهوى فهو زجرها وردعها عن الحرام:
وقال سهل: ترك الهوى مفتاح الجنة
السعدي: جاهد الهوى
ابن كثير: ردها إلى طاعة مولاها.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir