دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات التفسير وعلوم القرآن الكريم > دورة تلخيص دروس التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 ربيع الأول 1436هـ/6-01-2015م, 08:47 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي الدرس الخامس: أمثلة وتطبيقات على التحرير العلمي لأقوال المفسّرين


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنستكمل في هذا الدرس شرح خطوات تلخيص دروس التفسير، وسبق شرح مرحلتي استخلاص المسائل وترتيبها، ونشرع الآن بإذن الله في الخطوة الثالثة وهي مهمة جداً في عمل الملخص
، وهي التي نسميها بالتحرير العلمي.


الخطوة الثالثة: التحرير العلمي لأقوال المفسرين


في هذه المرحلة من التلخيص تكون دراسة المسائل واستيعاب أقوال المفسرين فيها، وترتيبها، وبيان حجة كل قول ومن قال به، وعلته إن وجدت، ثم تلخيص أقوال المفسرين في كل مسألة، وهذا هو لبّ تلخيص دروس التفسير؛ فلذلك نأمل أن تعطوا هذا الدرس حقّه من العناية والتركيز.

- استيعاب الأقوال في المسألة: أي ذكر جميع الأقوال الواردة في المسألة، ولو كانت في مواضع متفرّقة من الدرس، فلا تذكر بعضها وتترك البعض الآخر.
- وترتيبها: أي ترتيب أقوال المفسرين الأقدم فالأقدم وهذا مهم جدا عند تلخيص الأقوال.
- وذكر أدلتها:
وهو ما يستدل به المفسر لقوله من الآيات والأحاديث وأقوال السلف من الصحابة والتابعين.
- وعللها:
أي ذكر ما ينقض الاحتجاج بالدليل الذي استدل به المفسر (إن وجد).
- ومن قال بها: وهذا مهم جدا، لا يكون ملخصك مرسلا مجهول المصادر، بل أسند كل قول إلى قائله
.
وسنوضح ذلك بشيء من التفصيل إن شاء الله

وقبل إيراد الأمثلة على شرح هذه الخطوة المهمة، ننبه على أمر مهم جدا، وسيكون هو الأصل الذي سأبني عليه طريقة عرض أقوال المفسرين في كل مسألة، وهو مدى الاتفاق والتباين بين هذه الأقوال.
فالأقوال التي يذكرها المفسرون في أي مسألة لا تخرج عن أن تكون متفقة ، يعني أنهم متفقون في تفسير الآية، أو مختلفة، يعني هناك أكثر من قول في تفسير الآية.
وكل نوع له طريقته في العرض والصياغة.
ولنأخذ أمثلة على كل نوع بإذن الله:


المثال الأول: مرجع الضمير في قوله تعالى:
{وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)} الحاقة

اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : {وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين} يعني: القرآن، كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44].
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): {وَإِنَّهُ}؛ أي: القرآنَ الكريمَ
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (ت: 1430هـ) :
{وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} أيْ: إنَّ القرآنَ لتَذْكِرَةٌ لأَهْلِ التَّقْوَى؛ لأنهم الْمُنتفعونَ به.
تبدو المسألة سهلة والحمد لله، ومع ذلك، انتبهوا جيدا لطريقة إيراد الدليل، وإسناد أقوال المفسرين، فنقول:
مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنه لتذكرة للمتقين}:
مرجع الضمير في الآية هو القرآن،
واستدل لها ابن كثير بقوله تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى} [فصّلت: 44]، ذكر ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.

المثال الثاني: معنى العبادة في قوله تعالى: {
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة
اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (العبادة في اللّغة من الذّلّة، يقال: طريقٌ معبّد، وبعيرٌ معبّد، أي: مذلّلٌ، وفي الشّرع: عبارةٌ عمّا يجمع كمال المحبّة والخضوع والخوف).
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): (العبادة): اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ).
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (ت: 1430هـ): (والعبادة: عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف).
أرأيتم الأقوال في معنى العبادة؟
كلها متفقة في المعنى، وإن اختلفت عبارات المفسرين في بعض الألفاظ، كيف ألخص معنى العبادة إذن؟!
أصوغ قولا واحدا من مجموع كلامهم، يشير إلى معناها لغة وشرعا:

معنى العبادة:
العبادة في اللّغة من الذّلّة، يقال: طريقٌ معبّد، وبعيرٌ معبّد، أي: مذلّلٌ.
وفي الشرع
اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ.
فالعبادة يجتمع بها كمال المحبة والخضوع والخوف، وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


المثال الثالث: معنى {الرشد} في قوله تعالى: {
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2)} الجن
اقتباس:
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}، والرُّشْدُ: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُرْشِدُ الناسَ إلى مَصَالِحِ دِينِهم ودُنياهُمْ
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ): {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} أيْ: إلى الحَقِّ والصوابِ ومَعْرِفَةِ اللهِ.
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): {يهدي إلى الرّشد} أي: إلى السّداد والنّجاح.
الأقوال في معنى الرشد تبدو متطابقة أيضا، وتؤدي في النهاية إلى معنى واحد، فأصوغها في عبارة واحدة جامعة، فأقول:

معنى الرشد:
اسم جامع لكل ما يهدي الناس إلى معرفة الله، ومعرفة الحق والصواب، ومعرفة مصالح دينهم ودنياهم، وما يكون سببا في سدادهم ونجاحهم، هذا خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخامس, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir