مجلس مناقشة دورة أساليب التفسير.
الحمد لله وصلاة وسلاما على حبيبه ومصطفاه وآله وصحبه ومن والاه، الحمد لله الذي هدانا لهذا وكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
أحييكم جميعا طلاب وطالبات المستوى الثالث الكرام..
موعدنا هذا الأسبوع بمشيئة الله ولمدة ثلاثة أسابيع مع دورة قيّمة بعنوان "أساليب التفسير"، هذه الدورة النافعة التي نرجو من الله أن يمنّ عليكم بحسن فهمها وتطبيقها.
وهذه الدورة تعتبر إحدى الثمار العملية لدراستكم في هذا البرنامج بإذن الله، إذ هي تدريب للطالب على إيصال ما تعلّمه للآخرين وعرضه بأفضل أسلوب يناسب المقام وحال المخاطبين، وهو لعمر الله أمنية كل داعية أن تكون دعوته وفق أصول علمية صحيحة، وبأسلوب يقتدي فيه بأهل العلم الأكابر، لذا نوصيكم بشدّة بإعطائها ما تستحقّه من العناية والجهد، وأنتم أهل لها بإذن الله.
وستدرسون فيها بإذن الله ستة أساليب على ثلاثة أسابيع:
1: أسلوب التقرير العلمي، والأسلوب الوعظي.
2: الأسلوب الاستنتاجي، وأسلوب الحجاج الشرعي.
3: الأسلوب البياني، والأسلوب المقاصدي.
وعلى كل أسلوب من هذه الأساليب تطبيق قصير يحاكي فيه الطالب إحدى الرسائل التفسيرية المكتوبة بهذا الأسلوب.
وقد خصّص هذا المجلس لمناقشة ما يتعلّق بهذه الدورة المهمّة، والردّ على استفساراتكم قبل تقديم كل تطبيق إن شاء الله.
وسنضع قبل كل تطبيق بعض الإرشادات التي تعين على تنفيذه بسهولة ويسر إن شاء الله، حتى يكون الطالب مطمئنا إلى عمله، ولا يحتاج إلى كثير تعديل بإذن الله.
وقبل الكلام على أول هذه الأساليب وهو أسلوب التقرير العلمي، نتّفق على أصول عامّة مشتركة بين جميع التطبيقات، وتتمثّل في التالي:
1: كتابة الرسالة بأسلوب الطالب، فهذه الدورة اسمها "أساليب التفسير"، ولا يقبل أن تكون الرسالة عبارة عن نسخ لكلام أهل العلم من هنا وهناك، إلا أن يستعين ببعض عباراتهم دون إفراط، ولا يقلقه ضعف أسلوبه أول الأمر.
2: أن يكون أسلوب الطالب ظاهرا في الرسالة، وأن يتمثّل أنه يخاطب الآخرين، فيحسن التقديم لرسالته ويحسن شرح مسائلها والانتقال بينها، لا أن يسرد المسائل سردا جامدا.
2: أن يكون التطبيق قصير من صفحة إلى صفحتين، فأول تدريب يجب ألا يتوسّع فيه الطالب بما لا يطيقه.
3: ألا يعسّر الطالب على نفسه في أول تجربة، ولا يختار من المسائل ما يجد في بحثه كلفة ومشقّة.
4: أن يكون عمل الطالب متركّزا على الكيف لا الكمّ، فيحسن تأمّل المسائل وتحريرها وعرضها وفهم كلام أهل العلم فيها، ولا يكون همّه منصرفا إلى كثرة المادّة العلمية المعروضة فقط.
5: أن يعطي الطالب رسالته حقّها في البحث بما يطيقه، فلا يكتفي الطالب بعدد قليل من المصادر التفسيرية، بل يتوسّع فيها بما يضمن لتطبيقه تحريرا علميا جيدا أيّا كان نوع الرسالة، وليكن اتّفاقنا على عدد أساسي من التفاسير لا نخلّ به، وللطالب أن يتوسّع بعده بما شاء، هذه التفاسير التي هي مظنّة جمع الأقوال وإسنادها وتحريرها، كتفسير الطبري وابن عطية وابن كثير وابن عاشور والزجّاج والشنقيطي.
سنتناول بإذن الله في المشاركة التالية إرشادات خاصّة بكتابة رسالة تفسيرية بأسلوب التقرير العلمي فكونوا بالقرب، كما نستقبل استفساراتكم حول هذه الدورة التي نسأل الله أن ينفعكم بها، وأن يجعلكم بسببها هداة مهتدين.
{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}
13 ربيع الأول 1438هـ/12-12-2016م, 01:39 AM
مجلس مناقشة دورة أساليب التفسير
العرض الشجري