دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > لامية الأفعال

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 محرم 1430هـ/16-01-2009م, 03:33 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي فصل فيما يفتتح به المضارع وحركة ما قبل آخره غير ثلاثي

فَصْلٌ فِيمَا يُفْتَتَحُ بِهِ المُضَارِعُ وَحَرَكَةِ مَا قَبْلَ آخِرِهِ غَيْرَ ثُلَاثِيٍّ :


بِبَعْضِ نَأْتِي المُضَارِعَ افْتَتِحْ وَلَهُ = ضَمٌّ إِذَا بِالرُّبَاعِي مُطْلَقًا وُصِلَا
وَافْتَحْهُ مُتَّصِلًا بِغَيْرِهِ وَلِغَيْـ = ـرِ اليَاءِ كَسْرًا أَجِزْ فِي الآتِي مِنْ فَعِلَا
أَوْ مَا تَصَدَّرَ هَمْزُ الوَصْلِ فِيهِ أَوِ الـ = ـتَّا زَائِدًا كَتَزَكَّى وَهْوَ قَدْ نُقِلَا
فِي الْيَا وَفِي غَيْرِهَا إِنْ أُلْحِقَا بِأَبَى = أَوْ مَا لَهُ الْوَاوُ فَاءً نَحْوَ قَدْ وَجِلَا
وَكَسْرُ مَا قَبْلَ آخِرِ الْمُضَارِعِ مِنْ = ذَا البَابِ يَلْزَمُ إِنْ مَاضِيهِ قَدْ حُظِلَا
زِيَادَةَ التَّاءِ أَوَّلًا وَإِنْ حَصَلَتْ = لَهُ فَمَا قَبْلَ الْآخِرِ افْتَحَنْ بِوِلا


  #2  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 12:17 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي زبدة الأقوال لابن الناظم: بدر الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك الطائي

فصلٌ في المضارِعِ
ص

ببعضِ: نَأْتِي، المضارعَ افتَتِحْ وَلَهُ = ضَمٌّ إذا بالرباعيِّ مُطْلَقاً وُصِلاَ
وافْتَحْهُ مُتَّصِلاً بغيرِه ولغيـ = ـرِ الياءِ كَسْراً أَجِزْ في الآتِ مِن فَعِلا
أو ما تَصَدَّرَ هَمْزُ الوَصْلِ فيه أو التـ = ـتازائداً كـ" تَزَكَّى " وهو قد نُقِلاَ
في اليا وفي غيرِها إن أُلْحِقَا بـ " أَبَى " = أو مالَهُ الواوُ فاءٌ نحوَ قد وُجِلاَ
ش
بناءُ المضارِعِ مِن كلِّ فِعْلٍ بأن يُزادَ في أوَّلِهِ أحَدُ حروفِ المضارَعَةِ، وهي: همزةُ المتكلِّمِ ونونٌ له مُشارِكاً أو عظيماً، وتاءُ المخاطَبِ مُطْلَقاً، والغائبةِ، والغائبتينِ، وياءُ الغائبِ الْمُذَكَّرِ، مُطْلَقاً، والغائباتِ، والأوَّلُ مِن المضارِعِ المبنيِّ للفاعلِ، مضمومٌ أو مفتوحٌ أو مكسورٌ.
فيُضَمُّ بالاتِّفَاقِ، ما كان ماضيهِ رُباعيًّا بزيادةٍ أو دونِها، نحوَ: أَكْرَمَ يُكْرِمُ، وعَلَّمَ يُعَلِّمُ، وضارَبَ يُضَارِبُ، ودَحْرَجَ يُدَحْرِجُ.
ويُفْتَحُ عندَ الحجازِيِّينَ ما ليس ماضيه رُباعيًّا، نحوَ: ضَرَبَ يَضرِبُ، وشَرِبَ يَشربُ، وظَرُفَ يَظْرُفُ، وتَعَلَّمَ يَتَعَلَّمُ، وانْطَلَقَ يَنطلِقُ، واسْتَخْرَجَ يَستخرِجُ.
ويُكْسَرُ عندَ غيرِالحجازِيِّينَ ما ليس ياءً، مما كان ماضيه على: فَعِلَ ـ بكسرِ العينِ_ أو أوَّلُهُ همزةُ وَصْلٍ، أو تاءٌ مَزيدةٌ، وما كان ياءٌ أو غيرُها مِن مضارِعِ: أَبَى، وفَعِلَ مما فاؤُه واوٌ، ويُفْتَحُ ما سِوَى ذلك.
فأما ما كان مَاضيهِ على: فَعِلَ، فنحوَ: عَلِمْتَ فأنتَ تِعْلَمُ، وأنا إِعْلَمُ، ونحن نِعْلَمُ.
وأمَّا ما أوَّلُ ماضيهِ همزةُ وَصْلٍ، وهي التي بعدَها أربعةُ أَحْرُفٍ أو خمسةٌ، فنحوَ: انْطَلَقْتَ تَنْطَلِقُ، واسْتَخْرَجْتَ تَسْتَخْرِجُ.
وأمَّا ما أوَّلُ ماضيهِ تاءٌ مَزيدةٌ، فنحوَ: تَكَلَّمْتَتَتَكَلَّمُ، وتَدَحْرَجْتَ تَتَدَحْرَجُ.
وأمَّا: أَبَى، فَجَاءُوا بِمُضارِعِه مَفتوحَ العينِ على: يَأْبَى؛ لأنَّ مِن العربِ مِن يقولُ في ماضيهِ، أَبِيَ، فاسْتَغْنَوْا بمضارِعِ المكسورِ العينِ عن مضارعِ المفتوحِها.
وكَسَرَ غيرُ الحجازِيَّينَ أوَّلَه مُطْلَقاً، فقالوا: أنت تِئْبَى، وهو يِئْبَى، وهكذا مضارِعُ: فَعِلَ مما فاؤُهُ واوٌ نحوَ: وَجِلَتْ فأنتَ تِيْجَلُ، وهو يِيْجَلُ.
[مُضارعُ ما زادَ على ثلاثةِ أَحْرُفٍ]
ص

وكَسْرُ ما قبلَ آخِرِ المضارِعِ مِنْ = ذا البابِ يَلْزَمُ إنْ ماضيه قد حُظِلاَ
زيادةُ التا أوَّلاً وإن حَصَلَتْ= له فما قبلَ الآخِرِ افْتَحَنْ بِوِلاَ
ش
المرادُ بذا البابِ ما زادَ على ثلاثةِ أَحْرُفٍ، وكلُّ مُضارِعٍ مَبْنِيٌّ للفاعلِ مما زادَ على ثلاثةِ أَحْرُفٍ، فواجبٌ فيه كَسْرُ ما قبلَ آخِرِه لَفظاً أو تقديراً، ما لم يكنْ أوَّلُ ماضيهِ تاءً مَزيدةً.
مثالُما يُكْسَرُ لفظاً: دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ، وقاتَلَ يُقاتلُ، واقْتَدَرَ يَقتدِرُ، واستَعْجَلَ يَستعجِلُ.
ومثالُ ما يُكْسَرُ تَقديراً: أَعَدَّ يُعِدُّ، واستَرَدَّ يَسترِدُّ، واستقامَ يَستقيمُ، واختارَ يَختارُ، وانقادَ يَنقادُ.
وما أوَّلُ ماضيهِ تاءٌ مَزيدةٌ فباقٍ على حالِه مِن فَتْحِ ما قبلَ الآخِرِ، نحوَ: تَعَلَّمَ يَتعلَّمُ، وتغافَلَ يَتغافَلُ، وتَدحرَجَ يَتدحْرَجُ.


  #3  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 12:19 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي فتح الأقفال لجمال الدين محمد بن عمر المعروف ببحرَق

فَصْلٌ في المُضَارِعِ

أيْ: في أَحْكَامِهِ التي يَتِمُّ بها بِنَاؤُهُ على أيِّ وَزْنٍ كانَ مَاضِيهِ، وَهيَ ثلاثةٌ: ما يُفْتَتَحُ بهِ، وَحركةُ أَوَّلِهِ المُفْتَتَحِ بهِ، وَحَرَكَةُ ما قَبْلَ آخِرِهِ. وَأمَّا حَرَكَةُ آخِرِهِ مِنْ رَفْعٍ وَنصْبٍ وَجزمٍ فَمَحَلُّهُ عِلْمُ الإِعرابِ. أَمَّا مَا يُفْتَتَحُ بهِ فَأَشَارَ إِليهِ بِقَوْلِهِ:
بِبَعْضِ نَأْتِي المُضَارِعَ افْتَتِحْ
أيِ افْتَتِح المضارعَ بِبَعْضِ حروفِ نَأْتِي، فَكُلُّ مُضَارِعٍ ثلاثيًّا أَوْ رُبَاعِيًّا أَوْ خُمَاسِيًّا أَوْ سُدَاسِيًّا فلا بُدَّ أَنْ يُفْتَتَحَ أَوَّلُهُ بزيادةٍ على ماضِيهِ ببعضِ حروفِ نَأْتِي، وَمِنْهُمْ مَنْ عَبَّرَ عنها بِنَأَيْتُ، وَتُسَمَّى حُرُوفَ المضارعةِ، وَهيَ أَرْبَعَةٌ: الهَمْزَةُ، وَالنونُ، وَالتاءُ، وَالياءُ.
فالهمزةُ تكونُ للمُتَكَلِّمِ المُنْفَرِدِ، كَقَوْلِكَ: أنَا أَدْخُلُ، وَأُكْرِمُكَ وَأَنْطَلِقُ وَأَسْتَخْرِجُ. فَإِنْ كانَ في أوَّلِ الفعلِ هَمْزَةٌ، وَلم تَدُلَّ على مُتَكَلِّمٍ فَهُوَ مَاضٍ؛ كَأَكْرَمَكَ زَيْدٌ.
وَالنونُ تَكُونُ للمُتَكَلِّمِ المُشَارِكِ كَقَوْلِكَ: نَحْنُ نَدْخُلُ وَنُكْرِمُ، وَنَنْطَلِقُ وَنَسْتَخْرِجُ. فَلَوْ كَانَ في أوَّلِ الفعلِ نونٌ وَلمْ تَدُلَّ على مُتَكَلِّمٍ، كَنَصَرَهُ، وَنَرْجَسَ الداوءَ؛ أيْ: جَعَلَ فيهِ النَّرْجِسَ، فهوَ ماضٍ.
وَالتاءُ المُثَنَّاةُ فَوْقُ تَكُونُ للمُخَاطَبِ مُطْلَقاً، أيْ مُفْرَداً وَمُثَنًّى وَمَجْمُوعاً مُذَكَّراً وَمُؤَنَّثاً؛ كَقَوْلِكَ: أَنْتَ تَدْخُلُ، وَتُكْرِمُنِي، وَأَنْتُمَا تَنْطَلِقَانِ، وَأَنْتُمْ تَسْتَخْرِجُونَ، وَأَنْتِ تَقُومِينَ، وَأَنْتُنَّ تَقُمْنَ. فَلَوْ كانَ في أَوَّلِهِ تَاءٌ، وَهوَ غيرُ دالٍّ على مُخَاطَبٍ، نَحْوُ: تَعَلَّمْتُ العلمَ، فهوَ مَاضٍ.
وَتكونُ هذهِ التاءُ أيضاً للمُؤَنَّثِ الغائِبِ، مُفْرَداً وَمُثَنًّى فَقَطْ، نَحْوُ: هِيَ تَقُومُ وَالهِنْدَانِ تَقُومَانِ، دُونَ جَمْعِهِ، نَحْوُ: هُنَّ يَقُمْنَ؛ فإِنَّهُ بالياءِ المثنَّاةِ.
وَالْيَاءُ المُثَنَّاةُ تَحْتُ تَكُونُ للغائبِ المُذَكَّرِ مُطْلَقاً: أيْ مُفْرَداً وَمُثَنًّى وَمَجْمُوعاً، نحوُ: هُوَ يَقُومُ، وَالزَّيْدَانِ يَقُومَانِ، وَهُمْ يَقُومُونَ، وَللغَائِبَاتِ فَقَطْ، نَحْوُ: هُنَّ يَقُمْنَ. فلوْ كانَ في أوَّلِ الفعلِ ياءٌ وَلمْ تَدُلَّ على الغائبِ، نحوُ: يَئِسَ منهُ، فَهُوَ مَاضٍ.
فَائِدَةٌ: إِنَّمَا زَادُوا حَرْفَ المُضَارَعَةِ لِيَحْصُلَ الفرقُ بَيْنَهُ وَبينَ الماضِي، وَاخْتُصَّت الزيادةُ بهِ دونَ الماضي؛ لأنَّهُ فَرْعُهُ؛ أيْ: هوَ مُؤَخَّرٌ عنهُ، وَالأصلُ عَدَمُ الزيادةِ، فَاخْتُصَّ الأصلُ بالأصلِ، وَالفرعُ بالفرعِ. وَسُمِّيَ مُضَارِعاً؛ لأنَّ المُضَارَعَةَ المُشَابَهَةُ، مَأْخُوذٌ مِن ارْتِضَاعِ اثْنَيْنِ ضَرْعَ المَرْأَةِ، فَهُمَا أَخَوَانِ، وَقدْ شَابَهَ اسْمَ الفاعلِ في حَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ، كَيَضْرِبُ وَضَارِبٌ، وَيُدَحْرِجُ وَمُدَحْرِجٌ، وَيَنْطَلِقُ وَمُنْطَلِقٌ، وَيَسْتَخْرِجُ وَمُسْتَخْرِجٌ. وَبهذهِ المشابهةِ أيضاً أُعْرِبَ دونَ غَيْرِهِ مِن الأفعالِ.
وأمَّا حَرَكَةُ أَوَّلِهِ فَأَشَارَ إِليها بِقَوْلِهِ:

... ... ... وَلَهُ = ضَمٌّ إِذَا بِالرُّبَاعِي مُطْلَقاً وُصِلا
وَافْتَحْهُ مُتَّصِلاً بِغَيْرِهِ.... ... ... = ... ... ... ... ...
أيْ: وَحَقُّ الحرفِ المُفْتَتَحِ بهِ أَوَّلَ المضارعِ الضَّمُّ إِذا اتَّصَلَ بِفِعْلٍ مَاضِيهِ رُبَاعِيٌّ مُطْلَقاً؛ أيْ: مُجَرَّداً كانَ كَدَحْرَجَ، أَوْ مَزِيدَ الثلاثيِّ كَأَعْلَمَ وَوَلَّى وَوَالَى، فَتَقُولُ في المضارعِ: يُدَحْرِجُ وَيُعَلِّمُ وَيُوَلِّي وَيُوَالِي.
فإِذا اتَّصَلَ حَرْفُ المضارعةِ بغيرِ الرباعيِّ فَحَقُّهُ الفَتْحُ، ثُلاثِيًّا كانَ كَضَرَبَ، أَوْ خُمَاسِيًّا كَانْطَلَقَ، أَوْ سُدَاسِيًّا كاسْتَخْرَجَ، فَتَقُولُ في مُضَارِعِهَا: يَضْرِبُ وَيَسْتَخْرِجُ.
وَهذا على لُغَةِ الحجازِ، وَهُمْ قُرَيْشٌ وَكِنَانَةَ، وَبِلُغَتِهِمْ نَزَلَ القرآنُ.
وَأمَّا غَيْرُهُمْ مِنْ تَمِيمٍ وَقَيْسٍ وَرَبِيعَةَ فإِنَّهُم يُوَافِقُونَ أَهْلَ الحجازِ في لُزُومِ ضَمِّ أَوَّلِ الرُّبَاعِيِّ، وَكذا فَتْحِ أَوَّلِ مُضَارِعِ فَعُلَ المضمومِ كَكَرُمَ يَكْرُمُ، وَفَعَلَ المفتوحِ بِجَمِيعِ أنواعِهِ، سواءٌ كانَ فَاؤُهُ وَاواً كَوَعَدَ يَعِدُ، أَوْ عَيْنُهُ أَوْ لامُهُ ياءً كَبَاعَ يَبِيعُ، وَرَمَى يَرْمِي،
أَوْ وَاواً كَقَالَ يَقُولُ، وَغَزَا يَغْزُو، أَوْ مُضَاعَفاً لازِماً كَحَنَّ يَحِنُّ،
أَوْ مُعَدًّى كَمَدَّهُ يَمُدُّهُ، مُعْتَلاًّ كما ذَكَرَ أَوْ صَحِيحاً،
حَلَقِيًّا كَمَنَعَ يَمْنَعُ وَسَأَلَ يَسْأَلُ أَوْ غَيْرَ حَلَقِيٍّ،
مَضْمُومَ المضارعِ كَنَصَر يَنْصُرُ أَوْ مَكْسُورَهُ كَضَرَبَ يَضْرِبُ أَوْ بِوَجْهَيْنِ: كَعَتَلَهُ يَعْتِلُهُ وَيَعْتُلُهُ -فإِنَّهُم يُوَافِقُونَ أَهْلَ الحجازِ في الْتِزَامِ فَتْحِ حَرْفِ المضارعةِ مِنْ ذلكَ كُلِّهِ ما خَلا كلمةَ أَبَى يَأْبَى؛ فإِنَّهُم يَكْسِرُونَ حَرْفَ المضارعةِ مِنْهَا كَمَا سَيَأْتِي.
وَإِنَّمَا سَكَتَ الناظمُ عَنْ ذلكَ؛ لأنَّهُ بَاقٍ على الأصلِ السابقِ مِنْ لُزُومِ فَتْحِ غيرِ الرباعيِّ، وَضَمِّ الرباعيِّ. وَأَمَّا فَعِلَ المكسورُ وَالخُمَاسِيُّ المَبْدُوءُ بِهَمْزَةِ الوصلِ كَانْطَلَقَ، أَوْ بالتاءِ كَتَعَلَّمَ، وَالسُّدَاسِيُّ المَبْدُوءُ بِهَمْزَةِ الوصلِ كَاسْتَخْرَجَ، فلا يَلْتَزِمُونَ فَتْحَ حرفِ المضارعةِ فيها، وَلهم فيها حَالَتَانِ: حالةٌ يُجِيزُونَ فيها كَسْرَ الهمزةِ وَالنونِ وَالتاءِ الفَوْقَانِيَّةِ دُونَ الياءِ التَّحْتِيَّةِ، وَحالةٌ يُجِيزُونَ فيها كَسْرَ الجميعِ، الياءِ وَغَيْرِهَا. وَإِلى الحالةِ الأُولَى أَشَارَ بِقَوْلِهِ:

........ وَلِغَيْـ = ـرِ اليَاءِ كَسْراً أَجِزْ فِي الآتِي مِنْ فَعِلا
أَوْ مَا تَصَدَّرَ هَمْزُ الوَصْلِ فِيهِ أَوِ الـ = ـتَّا زَائِداً كَتَزَكَّى.....
أيْ: وَأَجِز الكَسْرَ لغيرِ الياءِ المُثَنَّاةِ تَحْتُ، مِنْ همزةٍ أَوْ نُونٍ أَوْ تاءٍ فَوْقَانِيَّةٍ في وَزنِ المضارعِ الآتِي مِنْ فَعِلَ المكسورِ كَفَرِحَ، أَوْ مِن الفعلِ الخماسيِّ وَالسداسيِّ.
وَهوَ المرادُ بقولِهِ: أَوْ مَا تَصَدَّرَ هَمْزُ الوصلِ فيهِ أَو التاءُ الزائدةُ؛ إِذْ لا يكونُ الزائدُ على أربعةٍ إلاَّ مُصَدَّراً بِهَمْزَةِ وَصْلٍ، وَيكونُ خُمَاسِيًّا كَانْطَلَقَ، وَسُدَاسِيًّا كاسْتَخْرَجَ، أَوْ بالتاءِ الزائدةِ، وَلا يكونُ إلاَّ خُمَاسِيًّا كَتَزَكَّى، فَتَقُولُ فيها:
أَنَا أَعْلَمُ وَأَنْطَلِقُ وَأَسْتَخْرِجُ وَأَتَزَكَّى بِفَتْحِ الهمزةِ وَكَسْرِهَا، وَكذا نَحْنُ نَعْلَمُ وَنَنْطَلِقُ وَنَسْتَخْرِجُ وَنَتَزَكَّى، وَتَقُولُ: هُوَ يَعْلَمُ وَيَنْطَلِقُ وَيَسْتَخْرِجُ بالفَتْحِ لا غَيْرُ.
وَقدْ قُرِئَ شَاذًّا: {وَإِيَّاكَ نِسْتَعِينُ}، وَ{يَوْمَ تِبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتِسْوَدُّ وُجُوهٌ}، {وَلا تِرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}، {أَلَمْ إِعْهَدْ إِلَيْكُمْ} بِكَسْرِ حُرُوفِ المضارعةِ فيها على هذهِ اللُّغَةِ؛ لأنَّ ماضيَ هذهِ الأفعالِ اسْتَعَانَ وَابْيَضَّ وَاسْوَدَّ، مِمَّا تَصَدَّرَ بِهَمْزَةِ الوصلِ، وَرَكِنَ وَعَهِدَ كَعَلِمَ، وَهوَ مَا يَجُوزُ فيهِ كَسْرُ حروفِ المضارعةِ الياءِ وَغيرِهِ.
وإِلى القسمِ الثاني أَشَارَ بقولِهِ:

... ... ...... ...... .....= ..... ... وَهُوَ قَدْ نُقِلا
فِي الْيَا وَفِي غَيْرِهَا إِنْ أُلْحِقَا بِأَبَى = أَوْ مَا لَهُ الْوَاوُ فَاءً نَحْوُ قَدْ وَجِلا
أيْ: وَجَوَازُ الكسرِ قدْ نُقِلَ عنهم في التَّحْتَانِيَّةِ وَغيرِهَا مِنْ حروفِ المضارعةِ إِنْ أُلْحِقَا؛ أي: الياءُ وَغيرُهَا، بكلمةِ أَبَى بالمُوَحَّدَةِ، أَوْ بِكُلِّ فِعْلٍ ثلاثيٍّ فاؤُهُ وَاوٌ؛ أيْ: إِذا كانَ مِنْ بابِ فَعِلَ المكسورِ كَوَجِلَ وَوَجِعَ دُونَ وَعَدَ وَنَحْوِهِ، فَيَقُولُونَ: أَبَى يَأْبَى بالفَتْحِ وَيِئْبَى بالكسرِ، وَأَبَيْتُ أَنَا أَأْبَى وَإِئْبَى، وَأَبَيْنَا نَحْنُ نَأْبَى وَنِئْبَى، وَأَبَيْتَ أَنْتَ تَأْبَى وَتِئْبَى بالوَجْهَيْنِ. وَكذا يَقُولُونَ: وَجِلَ زَيْدٌ يَوْجَلُ وَيِيجَلُ، وَوَجِلْتَ أَنْتَ تَوْجَلُ وَتِيجَلُ.
تَنْبِيهٌ: اعْلَمْ أَنَّ الناظمَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَطْلَقَ في القِسْمِ الأوَّلِ جَوَازَ كَسْرِ غيرِ الياءِ مِنْ فَعِلَ المسكورِ، وَفي القسمِ الثانيِ جَوَازَهُ في الياءِ وَفي غَيْرِهَا مِمَّا فَاؤُهُ وَاوٌ. وَليسَ كذلكَ بلْ شَرْطُهُ في القسمِ الأوَّلِ أنْ يَأْتِيَ مُضَارِعُهُ على يَفْعَلُ بالفتحِ، فإِنْ خَالَفَ القِيَاسَ كَمَا في حَسِبَ يَحْسِبُ وَأَخَوَاتِهِ وَجَبَ فَتْحُ حُرُوفِ المضارعةِ كُلِّهَا اتِّفَاقاً.
وَكذا شَرْطُهُ فِيمَا فَاؤُهُ وَاوٌ أنْ يَكُونَ مَاضِيهِ على فَعِلَ بالكسرِ كما قَيَّدْنَاهُ بذلكَ، وَيُرْشِدُ إِليهِ تَمْثِيلُهُ لهُ بِوَجِلَ دونَ وَصَلَ، وَلا بُدَّ أَيْضاً أَنْ يَكُونَ مُضَارِعُهُ على يَفْعَلُ بالفتحِ، [فإِنْ كانَ مَاضِيهِ على فَعَلَ بالفتحِ] كَوَعَدَ،
أَوْ فَعُلَ بالضمِّ كَوَفُرَ المَالُ،
أَوْ على فَعِلَ بالكسرِ وَمضارعُهُ على يَفْعِلُ بالكسرِ شَاذًّا كَوَرِثَ يَرِثُ وَأَخَوَاتِهِ،
فَيَجِبُ فَتْحُ حُرُوفِ المضارعةِ أيضاً اتِّفَاقاً. وَأمَّا حركةُ ما قَبْلَ آخِرِ المضارعِ فَأَشَارَ إِليها بِقَوْلِهِ:

وَكَسْرُ مَا قَبْلَ آخِرِ الْمُضَارِعِ مِنْ = ذَا البَابِ يَلْزَمُ إِنْ مَاضِيهِ قَدْ حُظِلا
زِيَادَةَ التَّاءِ أَوَّلاً وَإِنْ حَصَلَتْ = لَهُ فَمَا قَبْلَ الآخِرِ افْتَحَنْ بِوِلا
والمرادُ بذا البابِ بَابُ أَبْنِيَةِ الفعلِ المزيدِ فيهِ؛ لأنَّ هذا البابَ [مَعْقُودٌ لهُ]، وَالفصلُ مَعْقُودٌ لمُضَارِعِهِ؛ لأنَّ أَبْنِيَةَ الفعلِ المُجَرَّدِ مِنْ مَاضٍ وَمضارعٍ قدْ سَبَقَ حُكْمُهَا في بَابِهَا. وَاسْتَطْرَدَ بِذِكْرِ المُجَرَّدِ وَغيرِهِ فيما يُفْتَحُ لهُ المُضَارعُ لِعَدَمِ ذِكْرِهِ لذلكَ مِنْ قَبْلُ، وَالمَعْنَى أَنَّهُ يَلْزَمُ كَسْرُ ما قَبْلَ آخِرِ المضارعِ مِن الفِعْلِ المزيدِ فيهِ إِنْ لمْ يَكُنْ أَوَّلُ مَاضِيهِ تَاءً مَزِيدَةً.
وَمَعْنَى حُظِلَ بالحَاءِ المُهْمَلَةِ وَالظَّاءِ المُعْجَمَةِ: مُنِعَ، وَذلكَ نَحْوُ: أَكْرَمَ يُكْرِمُ، وَقَاتَلَ يُقَاتِلُ، وَوَلَّى يُوَلِّي، وَانْطَلَقَ يَنْطَلِقُ، وَاسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ.
فإِنْ حَصَلَت التاءُ المزيدةُ في أوَّلِ مَاضِيهِ فُتِحَ؛ أيْ: بَقِيَ ما قَبْلَ آخِرِهِ مَفْتُوحاً، وَذلكَ، نَحْوُ: تَدَحْرَجَ، وَتَعَلَّمَ يَتَعَلَّمُ، وَتَغَافَلَ يَتَغَافَلُ.
تَتِمَّاتٌ:
إِحْدَاهَا: ظَاهِرُ عِبَارَتِهِ أنَّ فتحةَ ما قبلَ الآخرِ مِنْ نَحْوِ يَتَدَحْرَجُ فَتْحَةٌ عارضةٌ غيرُ فَتْحَتِهِ التي في ماضِيهِ، وَالأكثرُ على خِلافِهِ. وَلَعَلَّ مَعْنَى قولِهِ: افْتَحَنْ بِوِلا، بِكَسْرِ الواوِ؛ أي: افْتَحَنْهُ بِفَتْحَةٍ تَلِي مَا قَبْلَهَا مِن الفَتَحَاتِ. وَنُونُ افْتَحَن الخَفِيفَةُ.
الثانيةُ: قدْ يَرِدُ على ظاهرِ عِبَارَتِهِ فَتْحُ ما قَبْلَ الآخرِ في نَحْوِ: احْمَرَّ يَحْمَرُّ، وَسُكُونُهُ في نَحْوِ: احْمَارَّ يَحْمَارُّ، وَانْقَادَ يَنْقَادُ، وَاخْتَارَ يَخْتَارُ، وَاسْتَعَانَ يَسْتَعِينُ؛ لأنَّهُ لمْ يَسْتَثْنِ إلاَّ ما في أوَّلِهِ التاءُ المَزِيدَةُ.
وَيُجَابُ عنهُ بأنَّ الكسرةَ فيهِ مُقَدَّرَةٌ؛ لأنَّ كَسْرَ ما قَبْلَ الآخرِ، إِمَّا أَنْ يَكُونَ ظَاهِراً كَمَا سَبَقَ، أَوْ مُقَدَّراً كَمَا في احْمَرَّ يَحْمَرُّ؛ فَإِنَّ أَصْلَهُ: يَحْمَرِرُ كَيَنْطَلِقُ، فَالكَسْرَةُ فيهِ مُقَدَّرَةٌ، وَإِنما فُتِحَ لِعَارِضِ التضعيفِ. كَمَا عَرَضَ السكونُ في نَحْوِ يَحْمَارُّ وَيَنْقَادُ وَيَسْتَعِينُ للإِعْلالِ.
الثالثةُ: تَقْيِيدُهُ بذا البابِ يُخْرِجُ الرباعيَّ المُجَرَّدَ معَ أنَّ حُكْمَهُ كَسْرُ ما قَبْلَ آخِرِهِ أَيْضاً؛ كَدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ. وَأمَّا الرباعيُّ المَزِيدُ فيهِ، كَأَكْرَمَ يُكْرِمُ، وَوَلَّى يُوَلِّي، وَقَاتَلَ يُقَاتِلُ؛ فَقَدْ شَمِلَتْهُ عِبَارَتُهُ.
الرابعةُ: قِيَاسُ ما سَبَقَ مِنْ أنَّ بِنَاءَ المضارعِ مِنْ كُلِّ فِعْلٍ بِأَنْ يُزَادَ على ماضِيهِ أَحَدُ الحروفِ الأربعةِ المُسَمَّاةِ حروفَ المضارعةِ، أنْ يكونَ مُضَارِعُ أَكْرَمَ وَنَظَائِرِهِ يُؤَكْرِمُ كَيُدَحْرِجُ.
إلاَّ أنَّهُم لَمَّا اجْتَمَعَ فيهِ عندَ إِسنادِهِ إِلى همزةِ المُتَكَلِّمِ هَمْزَتَانِ، كَقَوْلِكَ: أَنَا أُؤَكْرِمُ، وَهُمَا هَمْزَةُ المضارعةِ وَهمزةُ الزيادةِ على الثلاثيِّ، اسْتَثْقَلُوا الجَمْعَ بَيْنَ الهَمْزَتَيْنِ، فَحَذَفُوا إِحْدَاهُمَا تَخْفِيفاً، ثمَّ حَمَلُوا ما فيهِ النونُ وَالياءُ وَالتاءُ عَلَيْهِ ليَكُونَ على نَسَقٍ وَاحدٍ. وَعلى الأصلِ المَهْجُورِ جاءَ قولُ الشاعرِ:
............ = فإِنَّهُ أَهْلٌ لأَنْ يُؤَكْرَمَا


  #4  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 12:20 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي مناهل الرجال للشيخ: محمد أمين بن عبد الله الأثيوبي الهرري

قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:
فَصْلٌ في المُضَارِعِ
أيْ: في أحكَامِهِ التي يَتَمَيَّزُ بها بِنَاؤُهُ على أَيِّ وزنٍ كانَ مَاضِيهِ , وتلكَ الأحكامُ ثلاثةُ أشياءَ: الأوَّلُ وجوبُ افتتاحِهِ بواحدٍ منْ أحْرُفِ المُضَارَعَةِ. والثاني حكمُ حركةِ الحرفِ الذي يُفْتَتَحُ بهِ. والثالثُ حُكْمُ حركةِ ما قَبْلَ آخرِهِ. وأمَّا حَرَكَةُ آخرِهِ منْ رفعٍ ونصبٍ وجزمٍ، فمَحَلُّها علمُ الإعرابِ. فأمَّا حركةُ ما يُفْتَتَحُ بهِ فثلاثةٌ: الضمُّ، والفتحُ، والكسرُ، فالضمُّ واجبٌ إذا اتَّصَلَ بمضارعٍ مَاضِيهِ رُبَاعِيٌّ مُطْلَقاً، أيْ: مُجَرَّداً كانَ كدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ، أوْ مزيدَ الثلاثيِّ كأَكْرَمَ يُكْرِمُ، وإنَّما وَجَب ضَمُّهُ في الرباعيِّ ؛ لأنَّهُ لوْ فُتِحَ في يُكْرِمْ مثلاً لمْ يُعْلَمْ مُضَارِعُ المزيدِ من المُجرَّدِ، ثمَّ حُمِلَ عليهِ الباقي، والفتحُ إذا اتَّصَلَ بغيرِ الرباعيِّ مطلقاً، أيْ: ثلاثيًّا كانَ كضَرَبَ يَضْرِبُ، أوْ خُمَاسِيًّا كانْطَلَقَ يَنْطَلِقُ، أوْ سُدَاسِيًّا كاسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ، ولهذا الفتحِ حَالَتَانِ، حالةُ وجوبٍ، وهيَ في غيرِ المواضعِ الخمسةِ الآتيَةِ في الكسرِ كمُضَارِعِ فَعُلَ المضمومِ وفَعَلَ المفتوحِ، وفي الياءِ في المواضعِ الثلاثةِ الأُولَى منْ تلكَ الخمسةِ، والكسرُ جائزٌ في خمسةِ مواضعَ: الأوَّلُ بابُ فَعِلَ المكسورِ الذي لمْ يكُنْ أوَّلُهُ واواً كَفَرِحَ نِفْرَحُ. والثاني الفعلُ الذي بُدِئَ بهمزةِ الوصلِ كانْطَلَقَ نِنْطَلِقُ واسْتَخْرَجَ نِسْتَخْرِجُ. والثالثُ الفعلُ الذي بُدِئَ بتاءٍ زائدةٍ كتَزَكَّى نِتَزَكَّى. والرابعُ كلمةُ أَبَى. والخامسُ بابُ فَعِلَ المكسورِ الذي أوَّلُهُ واوٌ، نحوُ: وَجِلَ يِيجَلُ. وهذهِ الخمسةُ تنقسمُ على قسمَيْنِ، ما يُكْسَرُ فيهِ بعضُ حروفِ المضارعةِ، أعني بذاكَ البعضِ غيرَ الياءِ، وهوَ الثلاثةُ الأُولَى من المواضعِ الخمسةِ، وما يُكْسَرُ فيهِ جميعُ حروفِ المضارعةِ، وهوَ المَوْضِعَانِ الأخيرانِ منها، وأمَّا حركةُ ما قبلَ الآخرِ فَاثْنَتَانِ , الفتحُ وهوَ واجبٌ في المضارعِ الذي بُدِئَ مَاضِيهِ بتاءٍ زائدةٍ كَتَدَحْرَجَ يَتَدَحْرَجُ وتَعَلَّمَ يتَعَلَّمُ، والكسرُ وهوَ واجبٌ في جميعِ المضارعِ الذي ليسَ مَاضيهِ مَبْدُوءاً بتاءٍ زائدةٍ كدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ وانْطَلَقَ يَنْطَلِقُ واسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ.
الإعرابُ:
(فَصْلٌ): خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: هذا فصلٌ، والجملةُ الاسميَّةُ مُستأنفةٌ اسْتِئْنَافاً نحْوِيًّا، (في المضارعِ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بمحذوفٍ صفةٍ لفصلٌ، تقديرُهُ: فصلٌ موضوعٌ في المضارعِ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:

بِبَعْضِ نَأْتِي المُضَارِعَ افْتَحْ ولَهُ = ضَمٌّ إذا بالرباعيِّ مطلقاً وُصِلا
ثمَّ شرعَ الناظمُ في الحُكْمِ الأوَّلِ من الأحكامِ الثلاثةِ، وهوَ ما يُفْتَحُ بهِ، بقولِهِ: (ببعضِ نأتي المضارعَ افْتَحْ)، أيْ: وابدَأْ أيُّها الصَّرْفِيُّ وجوباً الفعلَ الذي يَؤُولُ إلى كَوْنِهِ مضارعاً على أيِّ وزنٍ كانَ ببعضِ الأحرفِ المجموعةِ في قَوْلِكَ: نَأْتِي ونَحْضُرُ مَشَاهِدَ الخيرِ، أو في قَوْلِكَ: أَنَيْتُ وأدْرَكْتُ المطلوبَ، أو في قَوْلِكَ: نَأَيْتُ وبَعُدْتُ عن الشرِّ، أو في قَوْلِكَ: آتَيْنَ وَحَضَرْنَ المؤمناتُ، والمرادُ بالبعضِ حرفٌ واحدٌ منها لا غيرُ، وإنْ كانَ البعضُ صادقاً بالاثنَيْنِ والثلاثةِ أيضاً، وإنَّما زَادُوا هذهِ الأحرفَ ليَحْصُلَ الفرقُ بينَ الماضي والمضارعِ، واخْتُصَّت الزيادةُ بهِ دونَ الماضي؛ لأنَّ الزيادةَ فرعٌ عن التجريدِ، وهوَ فرعٌ عنْ الماضي؛ لأنَّهُ مُؤَخَّرٌ عنهُ، فأُعْطِيَ الأصلُ الأصلَ والفرعُ الفرعَ ؛ سُلُوكاً مسلكَ التَّنَاسُبِ، والمرادُ بها الحروفُ الدَّالَّةُ بواسطةِ ما هيَ فيهِ على مَعْنًى بأنْ تكونَ الهمزةُ للمُتَكَلِّمِ وحْدَهُ، والنونُ للمُتَكَلِّمِ المُشَارَكِ أو المُعَظِّمِ، والتاءُ للمُخَاطَبِ مُطْلَقاً أوْ للغائبةِ أوْ للغائبتَيْنِ، والياءُ للغائبِ المُذَكَّرِ مطلقاً أوْ للغائباتِ، فلا يَلْزَمُ أنَّ كلَّ ما فيهِ هذهِ الأحرفُ مضارعٌ، نحوُ: أَكْرَمَ، ونَرْجَسَ، ويَرْنَأَ، وتَعَلَّمَ، وإنَّما زَادُوا هذهِ الأحرفَ دونَ غيْرِها لكثرةِ دَوَرَانِها على الألسنةِ، وسُمِّيَ الفعلُ المزيدةُ هيَ فيهِ مُضَارِعاً أخذاً من المُضَارَعَةِ بمعنى المشابهةِ لمُشَابَهَتِهِ اسمَ الفاعلِ في حَرَكَاتِهِ وسَكَنَاتِهِ كيَضْرِبُ وضَارِبٌ ويُدَحْرِجُ ومُدَحْرِجٌ مثلاً، ومُطْلَقُ الاسمِ في وقُوعِهِ مُشْتَرَكاً وتخصِيصِهِ، ولهذهِ المشابهةِ أُعْرِبَ أيضاً دونَ غيْرِهِ من الأفعالِ، ثمَّ أشارَ الناظمُ إلى الحُكْمِ الثاني، وهوَ حركةُ أوَّلِهِ بقولِهِ: (وَلَهُ ضَمٌّ إذا بالرباعي مُطْلقاً وُصِلا)، أيْ: ولبعضِ حروفِ نَأْتِي المُفْتَتَحِ بهِ المضارعُ ضَمٌّ وجوباً عندَ الحِجَازِيِّينَ والتَّمِيمِيِّينَ إذا اتَّصَلَ بالمضارعِ الذي مَاضيهِ رباعيٌّ مطلقاً، أيْ: مُجَرَّداً كانَ كَدَحْرَجَ ودَرْبَخَ، أوْ مزيدَ الثلاثيِّ كأَعْلَمَ وأَكْرَمَ، فتقولُ في مُضَارِعِهِ: يُدَحْرِجُ، ويُدَرْبِخُ، ويُعَلِّمُ، ويُكْرِمُ، بضَمِّ أوَّلِهَا عندَ جميعِ العربِ، وإنَّما ضَمُّوا أوَّلَ الرباعيِّ؛ لأنَّهُ لوْ فُتِحَ في يُكْرِمُ مثلاً لمْ يُعْلَمْ مُضارعُ المزيدِ فيهِ منْ مضارعِ المُجرَّدِ، ثمَّ حُمِلَ الباقي عليهِ، وقيلَ: إنَّما ضُمَّ أوَّلُهُ لقِلَّةِ استعمالِهِ، وقيلَ: وإنَّما ضُمَّ؛ لأنَّ الرباعيَّ فرعُ الثلاثيِّ، والضمَّ فرعُ الفتحِ، فَأُعْطِيَ الفرعُ للفرعِ والأصلُ للأصلِ ؛ سُلُوكاً مَسْلَكَ التناسبِ، وإنَّما فُتِحَ الخماسيُّ والسداسيُّ معَ أنَّهُما فَرْعَا الثلاثيِّ أيضاً تخفيفاً لهما لكثرةِ حُرُوفِهما، ولوْ ضُمَّ لأَدَّى إلى الجمعِ بينَ ثَقِيلَيْنِ، وأمَّا الضمُّ في يُهْرِيقُ؛ فلأنَّهُ من الرباعيِّ لا من الخماسيِّ، فإنَّ أصْلَهُ يُرِيقُ، فَزِيدَت الهاءُ على خلافِ القياسِ، وذِكْرُ حُكْمِ مضارعِ المُجرَّدِ فيما يُفْتَتَحُ بهِ وفي حَرَكَتِهِ هنا استطراديٌّ لعدمِ ذِكْرِهِ في بَابِهِ؛ لأنَّ هذا البابَ معقودٌ للفعلِ المزيدِ فيهِ، والفصلُ معقودٌ لمُضَارِعِهِ وأبنيَةُ الفعلِ المُجرَّدِ منْ ماضٍ ومضارعٍ قدْ سَبَقَ حُكْمُهَا في بَابِها، وتركَ المُصَنِّفُ في هذا النظمِ التكَلُّمَ على مضارعِ الرباعيِّ المُجرَّدِ بالنسبةِ لِمَا قبلَ آخِرِهِ.
الإعرابُ:
(بِبَعْضِ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بِافْتَح الآتي، وهوَ مضافٌ، (نَأْتِي): مضافٌ إليهِ مَحْكِيٌّ، (المضارِعَ): مفعولٌ بهِ لقَوْلِهِ: (إِفْتَحْ): وهوَ بإثباتِ الهمزةِ المكسورةِ للضرورةِ فعلُ أمرٍ، وفاعِلُهُ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُهُ: (أنتَ)، والجملةُ الفعليَّةُ مُستأنفةٌ، (وَلَهُ): الواوُ عاطفةٌ أو استئنافيَّةٌ، لهُ: جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٍ مُقدَّمٍ، (ضَمٌّ): مبتدأٌ مُؤَخَّرٌ، وسَوَّغَ الابتداءَ بالنكرةِ تَقَدُّمُ الخبرِ الظرفيِّ عليهِ، والتقديرُ: وضَمٌّ كائنٌ لهُ، والجملةُ الاسميَّةُ معطوفةٌ على الجملةِ الفعليَّةِ أوْ مُستأنفةٌ، (إذا): ظرفٌ لِمَا يُسْتَقْبَلُ من الزمانِ مُجَرَّدٌ عنْ معنى الشرطِ، (بالرباعِيِّ): الباءُ حرفُ جرٍّ، الرباعيُّ مجرورٌ بالباءِ وعلامةُ جَرِّهِ كسرةٌ مُقدَّرةٌ منعَ منْ ظُهورِها اشتغالُ المحلِّ بسكونِ ضرورةِ النظمِ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بِوُصِلَ الآتي، (مُطْلَقاً): حالٌ من الرباعيِّ أوْ مفعولٌ مُطْلَقٌ لِوُصِلَ، (وُصِلا): فعلٌ ماضٍ مُغَيَّرُ الصيغةِ، ونائبُ فاعلِهِ ضميرٌ مستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على بعضِ نَأْتِي، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، والجملةُ من الفعلِ المُغَيَّرِ ونائبِ فاعلِهِ في محلِّ الجرِّ مضافٌ إليهِ لـ(إذا)، والتقديرُ: ولهُ ضمٌّ وَقْتَ وَصْلِهِ بالرباعيِّ حالةَ كونِهِ مطلقاً عن التقييدِ بالمُجرَّدِ أوْ بالمزيدِ، أوْ وَقْتَ وَصْلِهِ بالرباعيِّ وَصْلاً مُطلقاً عن التقييدِ بالمُجرَّدِ أوْ بالمزيدِ، والظرفُ متعلِّقٌ بواجبِ الحذفِ لوُقُوعِهِ حالاً منْ ضميرِ لهُ، والتقديرُ: ضمٌّ كائنٌ لهُ حالةَ كونِهِ كائناً وَقْتَ وَصْلِهِ بالرباعيِّ مطلقاً، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:
وَافْتَحْهُ مُتَّصِلاً بغَيْرِهِ ولِغَيْـ = ـرِ الياءِ كَسْراً أَجِزْ في الآتِ منْ فَعِلا
(وَافْتَحْهُ)، أيْ: وافتحْ أيُّها الصَّرْفِيُّ بعضَ حروفِ نَأْتِي المُفْتَتَحِ بهِ المضارعُ وجوباً؛ لأنَّ الفتحَ هوَ الأصلُ لخِفَّتِهِ حالةَ كونِهِ (مُتَّصِلاً بغَيْرِهِ)، أيْ: بغيرِ الرباعيِّ، أيْ: وَافْتَحْهُ وجوباً عندَ الحِجَازِيِّينَ، سواءٌ كانَ ذلكَ الغيرُ ثلاثيًّا كضَرَبَ يَضْرِبُ، أوْ خُمَاسِيًّا كانْطَلَقَ يَنْطَلِقُ، أوْ سُدَاسِيًّا كاسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ، وهذهِ هيَ اللغةُ الفُصْحَى، وافْتَحْهُ وجوباً عندَ التَّمِيمِيِّينَ إذا كانَ مُتَّصِلاً بفَعُلَ المضمومِ كَشَرُفَ يَشْرُفُ، وبفَعَلَ المفتوحِ بجميعِ أنْوَاعِهِ كَوَعَدَ يَعِدُ وبَاعَ يَبِيعُ، إلاَّ كلمةَ أَبَى يَأْبَى. وأمَّا فَعِلَ المكسورُ وكلمةُ أَبَى والخماسيُّ المبدوءُ بالهمزةِ كانْطَلَقَ يَنْطَلِقُ، أوْ بالتاءِ المعتادةِ كتَعَلَّمَ يَتَعَلَّمُ والسُّدَاسِيُّ، ولا يكونُ إلاَّ مَبْدُوءاً بالهمزةِ كاسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ، فلا يُوجِبُونَ فتحَ حرفِ المضارعةِ في هذهِ الأنواعِ الأربعةِ، ولهم، أيْ: للتَّمِيمِيِّينَ في هذهِ الأنواعِ الأربعةِ حالتانِ، حالةٌ يُجَوِّزُونَ فيها معَ الفتحِ كسرَ الهمزةِ والنونِ والتاءِ الفَوْقِيَّةِ فقطْ دونَ الياءِ التَّحْتَانِيَّةِ، وحالةٌ يُجَوِّزُونَ فيها معَ الفتحِ كسرَ جميعِ حروفِ المضارعةِ الياءِ وغيْرِها، وإلى الحالةِ الأُولَى أشارَ بقولِهِ: (ولغَيْرِ الياءِ كَسْراً أَجِزْ)، أيْ: وأَبِحْ أيُّها الصَّرْفيُّ عندَ التَّمِيمِيِّينَ معَ الفتحِ كسراً لغيرِ الياءِ منْ بَقِيَّةِ حروفِ المضارعةِ. (في) المضارعِ (الآتِ): أي في المُضارعِ المَصُوغِ (من) مصدرِ (فَعِلا) المكسورِ بشرطِ أنْ يكونَ مُضارِعُهُ على يَفْعَلُ بالفتحِ كَفَرِحَ يَفْرَحُ، فتقولُ فيهِ: أنا إِفْرَحُ، وأنتَ تِفْرَحُ، ونحنُ نِفْرَحُ، بالكسرِ فيها جَوَازاً، والفتحُ أفصحُ منهُ، فإنْ خالفَ القياسَ كما في حَسِبَ يَحْسِبُ وأخَوَاتِهِ وجبَ فتحُ حروفِ المضارعةِ كُلِّها اتِّفاقاً.
الإعرابُ:
(وَافْتَحْهُ): الواوُ عاطفةٌ أو استئنافيَّةٌ، افْتَحْ فِعْلُ أمرٍ، وفاعِلُهُ مُسْتَتِرٌ تقديرُهُ: (أنتَ)، والهاءُ ضميرٌ مُتَّصِلٌ في محلِّ النصبِ مفعولٌ بهِ، والجملةُ الفعليَّةُ معطوفةٌ على جُمْلَةِ افْتَحْ أوْ مُستأنفةٌ، (مُتَّصِلاً): حالٌ منْ ضميرِ افْتَحْهُ، (بغيرِهِ): جارٌّ ومجرورٌ ومضافٌ إليهِ متعلِّقٌ بمُتَّصِلاً، (ولغيرِ الياءِ): الواوُ استئنافيَّةٌ، لغيرِ الياءِ: جارٌّ ومجرورٌ ومضافٌ إليهِ متعلِّقٌ بكسراً الآتي (كَسْراً): مفعولٌ بهِ مُقدَّمٌ لقولِهِ: (أَجِزْ): وهوَ فعلُ أمرٍ، وفاعِلُهُ مُسْتَتِرٌ تقديرُهُ: (أَنْتَ)، والجملةُ الفعليَّةُ مُستأنفةٌ، (في): حرفُ جرٍّ، (الآتِ): مجرورٌ بفي وعلامةُ جَرِّهِ كسرةٌ مُقدَّرةٌ على الياءِ المحذوفةِ لضرورةِ النظمِ منعَ منْ ظُهورِها الثقلُ؛ لأنَّهُ اسمٌ منقوصٌ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بأَجِزْ، (منْ): حرفُ جرٍّ (فَعِلا): مجرورٌ مَحْكِيٌّ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بالآتِ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:

أوْ مَا تَصَدَّرَ هَمْزُ الوصلِ فيهِ أو التَّا = ءُ زائداً كَتَزَكَّى وَهْوَ قدْ نُقِلا
في الْيَا وفي غَيْرِهَا إنْ أُلْحِقَا بِأَبَى = أوْ مَا لَهُ الواوُ فاءً نحوُ قدْ وَجِلا
وقولُهُ: (أوْ ما تَصَدَّرَ همزُ الوَصْلِ فيهِ)، معطوفٌ على فَعِلا السابقِ، وقولُهُ: (أو التَّاءُ): معطوفٌ على همزِ الوصلِ، أيْ: وأَجِزْ عندَ التَّمِيمِيِّينَ معَ الفتحِ كَسْراً لغيرِ الياءِ في المضارعِ الآتي منْ فَعِلَ المكسورِ أو الآتي منْ ما تَصَدَّرَ همزُ الوصلِ فيهِ أو التاءُ، أيْ: من الفعلِ الماضي الذي جُعِلَ فيهِ همزُ الوصلِ صدرَ الكلمةِ , خُماسيًّا كانَ كَانْطَلَقَ، أوْ سُداسيًّا كاسْتَخْرَجَ، أوْ من الماضي الذي جُعِلَ فيهِ التاءُ صَدْرَ الكلمةِ حالةَ كونِ التاءِ (زَائِداً) على أصولِ الكلمةِ، ولا يكونُ إلاَّ خُماسيًّا، وذلكَ (كَتَزَكَّى)، وتَطَهَّرَ زيدٌ مثلاً من الأدناسِ الحسِّيَّةِ والمعنوِيَّةِ، فتقولُ فيها: أنا إِنْطَلِقُ وَإِسْتَخْرِجُ وَإِتَزَكَّى، وأنتَ تِنْطَلِقُ وتِسْتَخْرِجُ وتِتَزَكَّى، ونحنُ نِنْطَلِقُ ونِسْتَخْرِجُ ونِتَزَكَّى بالكسرِ فيها جَوَازاً، والفتحُ أفصحُ كما مرَّ، وقَيَّدَ الهمزَ بالوصلِ احترازاً عنْ همزِ القطعِ؛ لأنَّهُ لا يكونُ إلا في الرباعيِّ، فَيَجِبُ ضمُّ أوَّلِهِ، وظاهرُ قَوْلِهِ: أو التاءِ زائداً، أنَّ جوازَ الكسرِ مُطَّرِدٌ في كلِّ ما زِيدَتْ فيهِ التاءُ، وليسَ كذلكَ، بلْ يُشْتَرَطُ أنْ تكونَ التاءُ مُعتادةً، أيْ: قِيَاسِيَّةً، وهيَ تاءُ المطاوعةِ، نحوُ: تَكَسَّرَ يَتَكَسَّرُ، فلوْ كانتْ شاذَّةً وهيَ المزيدةُ أوَّلَ الماضي شُذُوذاً، نحوُ: تَرْمَسَ بمعنى رَمَسَ لَمْ يُكْسَرْ أوَّلُ المضارعِ.
وإلى الحالةِ الثانيَةِ وهيَ ما يجوزُ فيها كسرُ جميعِ حروفِ المضارعةِ الياءِ وغيْرِها أشارَ بقولِهِ: (وَهْوَ)، أيْ: وجوازُ الكسرِ، (قدْ نُقِلا) بألفِ الإطلاقِ، أيْ: قدْ نُقِلَ عن التَّمِيميِّينَ (في الياءِ): التَّحْتَانِيَّةِ (وفي غَيْرِها)، أيْ: وفي غيرِ الياءِ التَّحْتانيَّةِ منْ بَقِيَّةِ أحرفِ المضارعةِ (إنْ أُلْحِقَا) بألفِ التَّثْنِيَةِ، أي: الياءُ وغيْرُها (بكلمَةِ) (أَبَى)، وامتنعَ بالمُوَحَّدَةِ منْ بابِ فَعَلَ يَفْعَلُ بالفتحِ فيهما، فتقولُ في مُضارعِهِ: أنا إِيبَى، وأنتَ تِأْبَى، وهوَ يِأْبَى، ونحنُ نِأْبَى، بالكسرِ فيها جَوَازاً، والفتحُ أفصحُ، (أوْ) أُلْحِقَا (بِمَا لَهُ الواوُ)، أيْ: أوْ أُلْحِقَا بفعلٍ ماضٍ لهُ الواوُ حالةَ كونِ الواوِ (فاءً) لهُ، أيْ: أوْ أُلْحِقَا بكلِّ فعلٍ ماضٍ ثلاثيٍّ فَاؤُهُ واوٌ وكانَ منْ بابِ فَعِلَ المكسورِ، وذلكَ (نحْوُ) قَوْلِكَ: (قَدْ) خافَ و(وَجِلا) زَيْدٌ بألفِ الإطلاقِ، ووَجِعَ عمْرٌو، دونَ المفتوحِ كَوَعَدَ، والمضمومِ كَوَفُرَ المالُ، فتقولُ في مُضارِعِهِ: أَنَا إِيجَلُ، وأنتَ تِيجَلُ، ونحنُ نِيجَلُ، وزيدٌ يِيجَلُ، بالكسرِ فيها جوازاً، والفتحُ أفصحُ، وظاهرُ كلامِهِ إطلاقُ جوازِ الكسرِ في الياءِ وفي غيْرِها في كلِّ ما فاؤُهُ واوٌ، وليسَ كذلكَ، بلْ شَرْطُهُ أنْ يكونَ مَاضِيهِ على فَعِلَ بالكسرِ كما قَيَّدْنَاهُ بذلكَ، وكما يُرْشِدُ إليهِ تَمْثِيلُهُ بِوَجِلَ دُونَ وَصَلَ، ولا بُدَّ أيضاً منْ أنْ يكونَ مضارعُهُ على يَفْعَلُ بالفتحِ، أمَّا إذا كانَ ماضيهِ على فَعُلَ بالضمِّ كَوَفُرَ المالُ، أوْ كانَ على فَعِلَ بالكسرِ ومُضَارِعُهُ على يَفْعِلُ بالكسرِ شَاذًّا كَوَرِثَ وأخَوَاتِهِ، فيجبُ فتحُ حروفِ المضارعةِ كُلِّها اتِّفاقاً.
الإعرابُ:
(أوْ ما تَصَدَّرَ همزُ الوصلِ فيهِ): أوْ حرفُ عطفٍ وتفصيلٍ، ما موصولةٌ أوْ موصوفةٌ في محلِّ الجرِّ معطوفةٌ على فَعِلا، تَصَدَّرَ: فعلٌ ماضٍ، هَمْزُ: فاعلٌ، وهوَ مضافٌ، الوصلِ: مضافٌ إليهِ، فيهِ جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بتَصَدَّرَ، والجملةُ الفعليَّةُ صلةٌ لِمَا أوْ صفةٌ لها، (أَوْ): حرفُ عطفٍ وتفصيلٍ، (التَّاءُ): معطوفةٌ على هَمْزُ الوصلِ، (زَائِداً): حالٌ من التاءِ، (كَتَزَكَّى): جارٌّ ومجرورٌ مَحْكِيٌّ متعلِّقٌ بواجبِ الحذفِ لوُقُوعِهِ خبراً لمبتدأٍ محذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: وذلكَ كائنٌ كَتَزَكَّى، والجملةُ الاسميَّةُ مُستأنفةٌ، (وَهْوَ): الواوُ استئنافيَّةٌ، هوَ مبتدأٌ، (قَدْ): حرفُ تحقيقٍ، (نُقِلا): فعلٌ ماضٍ مُغَيَّرُ الصيغةِ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، ونائبُ فاعلِهِ مستترٌ يعودُ على المبتدأِ العائدِ على الكسرِ، والجملةُ الفعليَّةُ خبرُ المبتدأِ، تقديرُهُ: وهوَ منقولٌ، والجملةُ الاسميَّةُ مُستأنفةٌ، (في): حرفُ جرٍّ (الْيَا): مجرورٌ بكسرةٍ ظاهرةٍ على الهمزةِ المحذوفةِ لضرورةِ النظمِ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بِنُقِلا، (وفي غَيْرِها): الواوُ عاطفةٌ، في غَيْرِها جارٌّ ومجرورٌ مضافٌ إليهِ معطوفٌ على الجارِّ والمجرورِ قَبْلَهُ، (إنْ): حرفُ شرطٍ، (أُلْحِقَا): أُلْحِقَ فعلٌ ماضٍ مُغَيَّرُ الصِّيغَةِ، الألفُ فيهِ ضميرُ تثنيَةٍ عائدٌ على الياءِ وغَيْرِها في محلِّ رفعٍ نائبٌ عنْ فَاعِلِهِ، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ جزمٍ بإِنْ على كَوْنِهَا فعلَ شرطٍ لها، وجوابُ إنْ معلومٌ مِمَّا قبْلَها تقديرُهُ: فهوَ قدْ نُقِلا فيهما، والجملةُ الشرطيَّةُ مُستأنفةٌ، (بِأَبَى): جارٌّ ومجرورٌ مَحْكِيٌّ متعلِّقٌ بِأُلْحِقَا، (أَوْ): حرفُ عطفٍ وتفصيلٍ، (ما): موصولةٌ أوْ موصوفةٌ في محلِّ الجرِّ معطوفةٌ على أَبَى، (لَهُ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٍ مُقدَّمٍ، (الواوُ): مبتدأٌ مُؤَخَّرٌ، التقديرُ: أوْ ما الواوُ كائنةٌ لهُ، والجملةُ الاسميَّةُ صلةٌ لِمَا أوْ صفةٌ لها، (فاءً): حالٌ من الضميرِ المُسْتَكِنِّ في الخبرِ أوْ حالٌ من المبتدأِ على رَأْيِ سِيبَوَيْهِ، (نحْوُ): خبرٌ لمحذوفٍ تقديرُهُ: وذلكَ نحوُ، والجملةُ الاسْمِيَّةُ مُستأنفةٌ، وهوَ مضافٌ، (قدْ وَجِلا): مضافٌ إليهِ مَحْكِيٌّ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:

وكَسْرُ ما قبلَ آخِرِ المضارعِ منْ = ذا البابِ يَلْزَمُ إنْ مَاضِيهِ قدْ حُظِلا
زِيَادَةَ التاءِ أَوَّلاً وإنْ حَصَلَتْ = لهُ فما قبلَ الآخِرِ إِفْتَحَنْ بِوِلا
(وكسرُ ما قبلَ آخِرِ المضارِعِ)، أيْ: وكسرُ الحرفِ الذي استقرَّ قبلَ آخرِ المضارعِ الكائنِ، (من ذا البابِ)، أيْ: منْ هذا البابِ، يعني بابَ أبنيَةِ الفعلِ المزيدِ فيهِ؛ لأنَّ هذا البابَ معقودٌ لهُ، والفصلُ معقودٌ لمُضارِعِهِ، وتَقْيِيدُهُ بذا البابِ يُخْرِجُ الرباعيَّ المُجرَّدَ معَ أنَّ حُكْمَهُ كسرُ ما قبلَ آخِرِهِ كدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ، وأمَّا الرباعيُّ المزيدُ فيهِ كَأَكْرَمَ يُكْرِمُ، فقدْ شَمِلَتْهُ عِبَارَتُهُ، أيْ: وكسرُ ما قبلَ آخرِ مضارعِ الفعلِ المزيدِ فيهِ لفظاً كما في يُكْرِمُ ويَنْطَلِقُ ويَسْتَخْرِجُ، أوْ تقديراً كما في يُعِدُّ وَيَحْمَرُّ ويَسْتَعِينُ، (يَلْزَمُ)، أيْ: يَجِبُ بِقَيْدٍ ذَكَرَهُ بقولِهِ: (إنْ مَاضِيهِ قدْ حُظِلا)، بألفِ الإطلاقِ، أيْ: إنْ مُنِعَ ماضي مضارعِ هذا البابِ، (زيادةَ التَّاءِ أوَّلاً)، أيْ: إنْ لمْ يَكُنْ في أوَّلِ مَاضيهِ تاءٌ مزيدةٌ على أصولِ الكلمةِ، وإنَّما وَجَبَ كسْرُهُ ليُغَايِرَ الفرعَ الذي هوَ المضارعُ الأصلَ الذي هوَ الماضي، (وإنْ حَصَلَتْ)، أيْ: وإنْ وُجِدَت التاءُ المزيدةُ أَوَّلاً (لَهُ)، أيْ: لماضي مضارعِ هذا البابِ، (فما قبلَ الآخِرِ إفْتَحَنْ) بنونِ التوكيدِ الخفيفةِ، أيْ: فَافْتَحَنَّ أيُّها الصَّرْفِيُّ الحرفَ الذي استقرَّ قبلَ آخرِ مضارعِ هذا البابِ فَتْحاً مُلْتَبِساً (بِوِلا) بكسرِ الواوِ وبالقصرِ لضرورةِ النظمِ، أيْ: فَتْحاً مُلْتَبِساً بِوِلاءٍ وتَبَعٍ لِمَا قبلَها من الفتحاتِ، وذلكَ كيَتَعَلَّمُ ويَتَغَافَلُ ويَتَدَحْرَجُ، وإنَّما فَتَحُوا ما قبلَ الآخرِ في هذهِ الأبوابِ الثلاثةِ تَعْوِيضاً بأخي السُّكُونِ، أَعْنِي الفتحَ عنْ سكونِ الثاني، وجَبْراً للخِفَّةِ الفَائِتَةِ من الطَّرَفِ الأَوَّلِ.
الإعرابُ:
(وكَسْرُ): الواوُ استئنافيَّةٌ، كسرُ: مبتدأٌ، وهوَ مُضَافٌ، (ما): موصولةٌ أوْ موصوفةٌ في محلِّ الجرِّ مضافٌ إليهِ، (قبْلَ): منصوبٌ على الظرفيَّةِ المكانيَّةِ، والظرفُ صلةٌ لِمَا أوْ صفةٌ لها، وهوَ مضافٌ، (آخِرِ): مضافٌ إليهِ، وهوَ مضافٌ (المضارِعِ): مضافٌ إليهِ، (مِنْ): حرفُ جرٍّ (ذَا): اسمُ إشارةٍ في محلِّ الجرِّ بِمِنْ، (البابِ): بدلٌ من اسمِ الإشارةِ بدلَ كلٍّ منْ كلٍّ أوْ عطفُ بيانٍ منهُ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بمحذوفٍ صفةٍ للمضارعِ تقديرُهُ: الكائنِ منْ ذا البابِ، أوْ حالٌ منهُ تقديرُهُ: حالةَ كونِهِ كائناً منْ هذا البابِ، (يَلْزَمُ): فعلٌ مضارعٌ، وفاعِلُهُ مُستترٌ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على كَسْرُ، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ الرفعِ خبرُ المبتدأِ، تقديرُهُ: وكسرُ ما قبلَ آخرِ المضارعِ منْ هذا البابِ لازمٌ وواجبٌ لُزُوماً ووجُوباً صناعيًّا، (إنْ): حرفُ شرطٍ، (ماضِيهِ): ماضي نائبُ فاعلٍ بِفِعْلٍ محذوفٍ وجوباً يُفَسِّرُهُ المذكورُ بعْدَهُ، تقديرُهُ: إنْ حُظِلَ مَاضِيهِ، وهوَ مضافٌ، والهاءُ ضميرٌ مُتَّصِلٌ في محلِّ الجرِّ مضافٌ إليهِ، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ الجزمِ بإِنْ على كَوْنِهَا فعلَ شَرْطٍ لها، وجوابُ إنْ معلومٌ مِمَّا قبْلَها تقديرُهُ: يَلْزَمُ كَسْرُ ما قبلَ آخرِ المضارعِ، والجملةُ الشرطيَّةُ مُستأنفةٌ، (قَدْ): حرفُ تحقيقٍ (حُظِلا): حُظِلَ فعلٌ ماضٍ مُغَيَّرُ الصيغةِ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، ونائبُ فاعلِهِ مستترٌ يعودُ على مَاضيهِ، والجملةُ الفعليَّةُ جملةٌ مُفَسِّرَةٌ لا محلَّ لها من الإعرابِ، (زيادَةَ): مفعولٌ ثانٍ لحُظِلَ، وهوَ مضافٌ، (التاءِ): مضافٌ إليهِ، (أوَّلاً): منصوبٌ على الظرفيَّةِ المكانيَّةِ، والظرفُ متعلِّقٌ بالزيادةِ، (وإنْ حَصَلَتْ): الواوُ استئنافيَّةٌ، إنْ حرفُ شرطٍ، حَصَلَ فعلٌ ماضٍ، التاءُ علامةُ تأنيثِ الفاعلِ، وفاعِلُهُ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ: هيَ، يعودُ على زيادةِ التاءِ، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ الجزمِ بإنْ على كَوْنِها فِعْلَ شَرْطٍ لها، (لَهُ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بحَصَلَتْ، (فما): الفاءُ رابطةٌ وجوباً، ما موصولةٌ أوْ موصوفةٌ في محلِّ النصبِ مفعولٌ مُقدَّمٌ لافْتَحَنْ، (قبْلَ): منصوبٌ على الظرفيَّةِ المكانيَّةِ، والظرفُ صِلَةٌ لِمَا أوْ صفةٌ لها، وهوَ مضافٌ، (الآخِرِ): مضافٌ إليهِ، (افْتَحَنْ): افتحْ فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على الفتحِ لاتِّصَالِهِ بنونِ التوكيدِ الخفيفةِ، وهيَ حرفٌ لا محلَّ لها من الإعرابِ، وفاعِلُهُ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ: (أنتَ)، والجملةُ الفعليَّةُ جوابُ إن الشرطيَّةِ، والجملةُ الشرطيَّةُ مُستأنفةٌ، (بِوِلا): الباءُ حرفُ جرٍّ، وِلا: مجرورٌ بكسرةٍ ظاهرةٍ على الهمزةِ المحذوفةِ لضرورةِ القافيَةِ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بمحذوفٍ وجوباً صفةٍ لمصدرٍ محذوفٍ تقديرُهُ: فَتْحاً مُلْتَبِساً بِوِلاءٍ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فيما, فصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir