دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ربيع الأول 1431هـ/11-03-2010م, 02:31 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي جمع وتصنيف أعمال مذاكرة الطلاب في ثلاثة الأصول وأدلتها

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
هذه مجهودات طلاب المعهد أثناء استذكارهم لمادة ثلاثة الأصول
وسيتم إضافة مجهودات الطلاب الجدد تبعا بإذن الله ..
لينتفع بها من يأت من ورائهم .. وليراجع منها الطلبة عموما ..
جزا الله الطلبة جميعا خيرا ..



رقم المشاركةنوعية المادةالكميةصاحبة المشاركةتاريخ الدفعة
2ملخصكامل المادةابنة الرميصاءصفر 1430
3بعض أقوال العلماءالنصف الأولأم مجاهد وبارقة أملصفر 1430
4التعريفاتكامل المادةاخلاص وجليسة القومصفر 1430
5ملخصأول خمس دروسالمتأملةجمادى1430
6-7التقسيمات(التعداد)كامل المادةحفيدة بني عامرصفر1430


  #2  
قديم 26 ربيع الأول 1431هـ/11-03-2010م, 02:52 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ملخص ابنة الرميصاء

ملخص على شرح الشيخ الفوزان
لكامل المادة

للأخت الفاضلة : ابنة الرميصاء -بارك الله فيها-
الدفعة الأولى صفر 1430 هـ

الدروس من 1- 6
( المقدمة والأصل الأول كاملا عدا التفاصيل في أنواع العبادات )
معاني او تعاريف الكلمات التالية :




الله : المألوه حبا وتعظيما
الرحمن : ذو الرحمة الواسعة
الرحيم : الذي تصل رحمته لمن يشاء من عباده
التعلم : تحصيل العلم
العلم : معرفة الهدى بدليله
الرزق : ما يسوقه الله إلى الحيوان ليأكله ، أو هو ما ينتفع به كل مرتزق
الهمل : المتروك سدا ليلا ونهارا .
العبث : المتروط بلا أمر ولا نهي .
الوبيل : الثقيل الشديد
المحادة : أن تكون في جانب والشخص الذي تعانده في جانب آخر
الرشد : الاستقامه على دين الحق وهو ضد الغي
الطاعة : موافقة الشرع بفعل المأمور واجتناب المحظور
الحنيفيه : الحنف الميل ، المراد : الميل عن الشرك قصدا وإخلاصا إلى التوحيد
الملة : الدين ، وهو ما شرعه الله لعبيده على ألسنة أنبيائه
العبادة : لغة : الخضوع والتذلل ، شرعا : أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .
الإخلاص : أن يقصد العبد بعمله رضى الله وثوابه لا لشيء آخر من حطام الدنيا .
الشرك الأصغر : كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة للشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه
الرب : المربي
رباني : أوجدني وخلقني ثم رباني بنعمه
الحمد : الاعتراف للمحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم .
الآيـة : العلامة
العرش : السقف المحيط بالمخلوقات
المساجد : أماكن العبادة ، أو أعضاء السجود .
البرهان : الدليل الذي لا يترك في الحق لبسا.





اســــئلــة (تابع الملخص ) :




- لما ابتدأ المؤلف بالبسملة ؟
1. إقتداءا بالكتاب العزيز .
2. عملا بالسنة العملية لرسول الله
فائدة : الأحاديث القولية في مسألة البسملة ضعيفه .


- اذكري معنى الإسلام العام والخاص ؟
الإسلام العام : عبادة الله وحده لا شريك له وهو دعوة جميع الانبياء " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آباءك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون "
الإسلام الخاص : الشريعة التي بعث الله بها خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا المعنى هو المراد في قوله تعالى " ...ورضيت لكم الإسلام دينا " وقوله " ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه .. "


- اذكري انواع الأدلة ؟
ادلة سمعية : ما ثبت بالوحي قرآنا أو سنة .
ادلة عقلية : ما ثبت بالنظر والتأمل .


- ما سبب مقولة الشافعي في سورة العصر ؟
لأنه بهذه الأسباب الأربعة تحصل النجاة


- أذكري أهم الصفات المطلوبه في الداعي إلى الله ؟
(1) التقوى (2) الإخلاص في الدعوة (3) العلم بما سيدعوا له (4) الحلم وتمالك النفس عند الغضب (5) اتباع منهج القرآن "أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن" (6) البدء بالأهم فالأهم .


- أذكري أدلة الخلق بنوعيها ؟
الدليل السمعي : " ألا له الخلق والأمر " / " الله خالق كل شيء "
الدليل العقلي : هناك ثلاث لا رابع لها :
1. أننا خلقنا بلا خالق وهذا يرفضه العقل السليم فلا موجود بلا موجِد
2. أننا خلقنا أنفسنا وهذه أشد إنكارا من العقل .
3. أن هناك من خلقنا وهو الله جل وعلا .


- أنواع الرزق ؟
الرزق العام : ما به قوام البدن حلالا أو حراما للمسلم أو للكافر .
الرزق الخاص : كل ما يعين المؤمن على طاعة الله .


- من مظاهر موالاة المشركين ؟
مذكورة بإختصار في نهاية الدرس عشر مظاهر ذكرها الشارح .


- من ثمرات الإخلاص ؟
* به كمال الطاعة
* به يصرف عن العبد المعاصي والشهوات
* به تكون في حرز من الشيطان
* به يحرم العبد على النار .


- أنواع الشرك الأكبر ؟
1. شرك المحبة : أن تحب مع الله أحد مثل حبك لله أو أكثر !
2. شرك الدعاء : أن تتضرع لغير الله .
3. شرك الطاعة : أن تتخذ مشرعا غير الله .
4. شرك القصد والإرادة والنية : أن تنوي بعملك ابتدأ غير الله .


- أنواع الآيات ؟
آيات شرعية , آيات كونية


الدروس من 7- 10
( أنواع العبادة التي أورد لها مؤلف المتن أدلة وخصها بالذكر)

وَفِي الْحَدِيثِ: ( الدُّعَاءُ مخ الْعِبَادَةِ ). وَالدَّلِيلُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾.

- { الدعاء هو العبادة } دل على أن الدعاء هو من أهم أنواع العبادة .
- الدعاء في القرآن له معنيان :
1. دعاء العبادة : وهو سؤال الله امتثالا لأمرهـ
2. دعاء المسألة : أن تسأله جلب نفع أو دفع ضر
- مخ الشيء : لبه وخلاصته وما يقوم به ، ومعناهـ : أن العبادة لا تقوم إلا بالدعاء



وَدَلِيلُ الْخَوْفِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾.


- الخوف : إنفعال يحصل بتوقع ما فيه ضرر أو هلاك ، أنواعه :
1. خوف طبيعي : كالخوف من العدو والسبع .. الخ ، لا يلام صاحبه فهو ليس بعبادة .
2. خوف السر : أن يخاف من غير الله أنه يضره أو يؤذيه ، كالخوف من الميت والوثن أو الولي وهذا شرك
3. خوف من الناس يمنعك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا خوف محرم مذموم
4. خوف التعبد والتعلق وهذا لا يكون إلا من الله تبارك وتعالى وإن كان من غيره صار شركا .



وَدَلِيلُ الرَّجَاءِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾.



- الرجاء : الطمع أو إنتظار المحبوب ، أنواعه :
1. رجاء محمود : رجاء الطائع أن تقبل طاعته ، أو رجاء التائب أن يغفر ذنبه .
2. رجاء مذموم : المتمادي في التفريط ثم يرجوا الرحمة والمغفرة بلا عمل هذا غرور وتمني ورجاء كاذب
- الفرق بين الرجاء والتمني : الرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل ، والتمني يكون مع الكسل .
- العمل الصالح : الخالص من الرياء الموافق للشرع .



ودَلِيلُ التَّوَكُلِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾. وقوله: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.


- التوكل : الاعتماد ، وهو اعتقاد ثم اعتماد ثم عمل بالأسباب المأذونه .
- التوكل على الله يكـون في تحصيل مرضاته أو تحصيل حظك من الرزق والعافية .. الخ .
- التوكل أنواع :
1. التوكل على غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله وهذا شرك أكبر
2. التوكل على حي حاضر فيما أقدره الله عليه
3. الاعتماد على غيرك فيما تقدر عليه نيابة عنك {التوكيل}
- من فضائل التوكل : انه دليل على صحة إسلام المتوكل " وعليه فتوكلوا إن كنتم مسلمين " / وسبب لنيل محبة الله " إن الله يحب المتوكلين"



وَدَلِيلُ الرَّغْبَةِ، وَالرَّهْبَةِ، وَالْخُشُوعِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾. وَدَلِيلُ الْخَشْيَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي...﴾ الآية .


- الرغبة : السؤال والتضرع والابتهال مع محبة الوصول إلى الشيء المحبوب .
- الرهبة : الخوف المثمر للهرب من المخوف {خوف مصحوب بالعمل }
- الخشوع : التذلل والتطامن ، وهو بمعنى الخضوع ولكن الخضوع يغلب على البدن والخشوع على القلب والبصر والصوت .
- الخشية بمعنى الخوف ولكنها أخص لأنها مبنية على علم بعظمة من يخشآهـ { تذكرون في الحلية قال الخوف يكون بسبب ضعف الخائف والخشية بسبب عظمة المخشي , والخشية أعظم درجة }



وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ...﴾ الآية .


- الإنابة هي التوبة لكنها متضمنة مع شروط التوبة الثلاث أن يقبل المنيب على الطاعات فتكون التوبة هي الندم على الذنب والإقلاع عنه والعزم على عدم العودة إليه ويضاف إليها بالنسبة للمنيب إقباله على الطاعة .


وَدَلِيلُ الاسْتِعَانَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ . وَفِي الْحَدِيثِ: (...وإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ).


- الاستعانة : طلب العون
- الاستعانة بالله تتضمن ثلاث أمور: الخضوع والتذلل له ، الثقة به ، الاعتماد عليه .
- الاستعانة أنواع :
1. استعانة بالله .
2. استعانة بمخلوق في أمر يقدر عليه .
3. استعانة بأعمال وأحوال محبوبة شرعا " استعينوا بالصبر والصلاة "
4. إستعانة بالأموات أو بالأحياء على أمر لا يقدرون عليه ، وهذا شرك .



دَلِيلُ الاسْتِعَاذَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ . وَ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ .
ودَلِيلُ الاسْتِغَاثَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ...﴾ الآية.


- الاستعاذة : الاعتصام والالتجاء
- الاستغاثة : طلب الغوث
- الفرق بينهما : الاستعاذة تطلب منه أن يعصمك ، والاستغاذة تطلب منه أن ينجدك ويزيل ما وقع عليك من شدة { الأول قبل وقوع المكروه والثاني لمن وقع عليه المكروه} .



وَدَلِيلُ الذَّبْحِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَه وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ُ﴾ . وَمِنَ السُنَّةِ: (لعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ).


- الذبح يقع لوجوه :
1. الذبح عبادة لله وتقربا إليه .
2. الذبح إكراما للضيف أو لوليمة عرس .
3. الذبح للتمتع بالأكل .
- اللعن : الطرد والإبعاد من رحمة الله .



وَدَلِيلُ النَّذْرِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ﴾ .


- النذر : أن يلزم الإنسان نفسه شيئا غير لازم بأصل الشرع تعليقا أو ابتدءا .
- حكمه : الجمهور على مكروهيته , ومنهم من قال بالحرمة .


الدروس من 11-15
( مقدمة الأصل الثاني + المرتبة الأولى)



- الدين : الطاعة والانقياد
- أسس الإسلام :

1. الاستسلام لله بالتوحيد
2. الانقياد له بالطاعة ( بفعل المأمور ، واجتناب المحظور )
3. البراءة من الشرك وأهله .
- المرتبة : المكانة والمنزلة .
-الأركان : جمع ركن وهو جانب الشيء الأقوى الذي لا يقوم ولا يتم إلا به .
- لا يقبل العمل ولا يكون صحيحا إلا بتحقق شرطين فيه :
1- الإخلاص لله (وهذا تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله)
2- المتابعة لرسول الله (وهذا تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله )
- {شهد الله أنه لا إله إلا هو ... } دلت على فضل أهل العلم بوجهين :
1. أن الله خصهم بالذكر دون سائر البشر .
2. أن الله تعالى قرن شهادته بشهادتهم .
- إله : مألوه من أله يأله إلهة أي عبد يعبد عبادة ، والتأله التعبد .
- إعراب الشهادة : لا النافية للجنس وتسمى أيضا لام التبرئة ، إله اسم لا والخبر محذوف وتقديره معبود بحق ، إلا حصر ، ولفظ الجلالة الله بدل من الضمير المستتر في الخبر .
- فطرني : برأني وابتدأ خلقي
- آية { وجعلها كلمة باقية في عقبه .. } دلت على فوائد عظيمة نذكر منها :
1. وجوب البراءة من الشرك والمشركين
2. فضيلة من يورث أولادهـ هدىً وصلاحا .
3. الكمال العقلي والإدراك السليم أن يتبع المرء الهدى ولو خالف أهله وقومه .
- العنت : بمعنى المشقة .
- الصلاة : هي التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال على هيئة مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم .
- إقامة الصلاة : التعبد لله تعالى بفعلها على وجه الاستقامة والتمام في أوقاتها وهيئتها ، فيأتي بها وافية الأركان والواجبات ، حريص على سننها القولية والفعلية .
- الزكاة : جزء واجب في مال مخصوص لطائفة أو جهة مخصوصة .
- الصيام : الإمساك عن المفطرات تعبدا لله من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .
- الحج : قصد مكة لأداء مناسك الحج في زمن مخصوص .


الدروس 16-17
( تتمة الأصل الثاني مرتبتي الإيمان والإحسان)


الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ: الإِيمَانُ
وَهُوَ: بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَعْلاهَا قَوْلُ لا إلٰه إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الإِيمَانِ.
وَأَرْكَانُهُ سِتَّةٌ: كما فى الحديث (أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ).
وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذِهِ الأَرْكَانِ السِّتَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾[البقرة: 177].
ودليل القدر: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾[القمر: 49].


- الإيمان : هو التصديق الجازم بجميع ما أمر الله ورسوله بالتصديق به المتضمن للعمل وهو الإسلام .
- البِضع : اسم من أسماء العدد ، ويطلق على العدد من ثلاثة وتسعة .
- الحياء : خلق رفيع يبعث على فعل الخير واجتناب القبيح .
- حديث " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " قيل في معناهـ - ورجحوا الأول- :
* الأمر للتهديد ومعناه الخبر أي من لم يستح فليصنع ما شاء .

* الأمر للإباحـة أي أنظر إلى الفعل الذي تريد أن تفعله فإن كان مما لا يستحى منه فافعله .
- التوفيق بين أن أركان الإيمان ست وحديث الإيمان بضع وسبعون شعبه : نقول حديث الأركان المراد به الأمور الأعتقادية ، أما حديث الشُعَب المراد بيان خصال الخير التي هي الأعمال .
- الإيمان بالله يتضمن أربع أمور : الإيمان بوجوده & الإيمان بربوبيته & الإيمان بألوهيته & الإيمان بأسمائه وصفاته .
- الإيمان بالأسماء والصفات : إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو سنة رسوله من الأسماء والصفات على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
- الملائكـة : عالم غيبي خلقهم الله من نور ، عابدون لله لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، والإيمان بالملائكة يتضمن أربع أمور :
1. الإيمان بوجودهم .
2. الإيمان بـمن علمه اسمه بإسمه .
3. الإيمان بما علمنا من صفاتهم وهيئتهم .
4. الإيمان بما علمنا من أعمالهم ووظائفهم .
- الكتب : الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على رسله هداية للبشرية ورحمة بهم ليصلوا إلى سعادة الدارين ، والإيمان بالكتب يتضمن :
1. بأنها منزلة من عند الله .
2. بما علمنا أسمه منها .
3. التصديق بما صح من أخبارها .
4. العمل بأحكــام مالم ينسخ .
- الرُسُل : من بعثه الله إلى قوم وأنزل عليه كتابا أو لم ينزل عليه كتابا ، ولكن أوحي إليه بحكم لم يكن في شريعة من قبله
- النبي : من أمره الله أن يدعوا إلى شريعة سابقة دون أن ينزل عليه كتابا ، ولكن أوحي إليه بحكم جديد ناسخ أو غير ناسخ . وعلى ذلك فكل رسول نبي وليس العكس .
- الإيمان بالرسل يتضمن :
1. الإيمان بأن رسالتهم حق من عند الله وأنهم لا يأتون بشيء من عند أنفسهم .
2. الإيمان بمن علمنا أسمه منهم .
3. تصديق ما صح عنهم من أخبارهم .
4. العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم .
- اليوم الآخر : يوم القيامة الذي يبعث الله فيه الخلق للحساب والجزاء ، والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاث أمور :
(1) الإيمان بالبعث (2) الإيمان بالحساب والجزاء (3) الإيمان بالجنة والنار .
- القدر : تقدير الله لما سيكون حسب ما سبق به علمه واقتضت حكمته ، ويكون الإيمان بالقدر بـأربع أمور :
علم الله ثم كتب الله ثم شاء الله ثم خلق الله وقضى ( علم كتابة مولانا مشيئته * وخلقه وهو إيجاد وتكوين ) .
- البِرّ : اسم جامع لكل عمل من أعمال الخير من العقائد والأعمال



الْمَرْتَبَةُ الثَّالِثَةُ: الإِحْسَانُ
أركانه: وله رُكْنٌ وَاحِدٌ. كما فى الحديث: ( أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِن لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ). وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللّـهَ مَعَ الّـَذِينَ اتَّقَواْ وَّالّـَذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ﴾[النحل: 128].
وقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾[الشعراء: 217 ـ 220].
وقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ﴾ [يونس: 61].




- الإحسان نوعان يكون في عبادة الخالق ويكون في حقوق الخلق ، والإحسان للخلق مرتبتان :
1. إحسان واجب : أن نقوم بحقوقهم الواجبة (كـ بِر الوالدين)
2. إحسان مستحب : ما زاد عن الواجب من بذل نفع مادي أو علمي أو بدني .. الخ .
- أجل أنواع الإحسان أن تحسن لمن أساء إليك .
- مراقبة الله تبعث على أمرين : الإخلاص و الإتقان .

- لم أستخرج شيئا من درس حديث جبريل الطويل فما فيه ذكر في درس مرتبة الإيمان.


الدروس من19-25

( الأصل الثالث إلى نهاية المادة)



- ذكر المؤلف أربع أمور يجب أن تعرفها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي معرفة : نسبه و عمره وحياته النبوية وما بعث به .

- ثيابك فطهر منهم من قال طهر أعمالك من الشرك ومنهم من قال طهر ثيابك من النجاسات .
- هجر الأوثان يكون بـ تركها والإعراض عنها والبراءة من أهلها .
- الإسراء لغة السير بالشخص ليلا ، شرعا سير جبريل عليه السلام بمحمد عليه الصلاة والسلام من مكة إلى بيت المقدس .
- المعراج لغة الآلة التي يعرج بها (المصعد) ، شرعا السلم الذي عرج به رسول الله من الأرض إلى السمآء.
- الهجرة لغة الترك والخروج من أرض إلى آخرى ، شرعا الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام
- بلد الشرك هي البلد التي تقام فيها شعائر الكفر ولا تقام فيها شعائر الإسلام على وجهٍ عام .
- بلد الإسلام البلد الذي تظهر فيه الشعائر والأحكام على وجهٍ عام
- أصناف الناس مع الهجرة :
1. تجب عليه وهو قادر عليها ولا يتمكن من إظهار شعائر دينه .
2. تسقط عنه وهو العاجز عن الهجرة لضعف أو مرض .
3. تستحب له وهو القادر عليها ولكنه يتمكن من إظهار شعائر دينه .
- شروط السفر لبلاد الكفر :
1. أن يكون عنه علم يمنعه مما يرد عليه من شبهات .
2. ويكون عندهـ دين يمنعه من الشهوات .
3. وأن يتمكن من إظهار شعائر دينه هناك.
- فرض الصوم عـ 2 ــام ، وفرض الحج عـ 9 ـام على الراجح .
- المعروف أسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى خلقه
- عرفه الراغب بقوله اسم لكل فعل يعرف بالعقل أو الشرع حسنه ، والمنكر ما ينكر بهما .
- أرجح الأقوال أن الكفار يُحاسب لحكم منها :
1. إقامة الحجة عليه وإظهار عدل الله .
2. محاسبته فيها توبيخ وتقريع له .
3. لأن الكفار على أرجح الأقوال مخاطبون بالأوامر والنواهي .
4. لأنهم يتفاوتون في الكفر والنار دركات .
- البراهين العقلية على وقوع البعث :
1. إخبار العليم الخبير بوقوع القيامة .
2. أن القادر على الخلق الأول قادر على الخلق الثاني .
3. القادر على خلق الأعظم قادر على خلق ما دونه .
4. قدرة الله على تحويل الخلق من حال إلى حال (إحياء الأرض بعد موتها)
- التبشير ذكر الجزاء والثواب لمن أطاع
- الإنذار تخويف العاصي والكافر من سخط الله وعقابه
- الطاغوت في الأصل مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد ، شرعا (التعريف المذكور في المتن)
- " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون – الظالمون – الفاسقون " اختلفوا هل هي لموصوف واحد أم لعدة موصوفين وأوردوا اعتبارات كل من القولين (يرجع للمسألة في شرح الفوزان)
- آية لا إكراه في الدين اختلفوا على قولين :
· أنها منسوخة بآيات القتال ضعف هذا القول بن عربي وبن جرير والشوكاني وغيرهم
· أنها محكمة ولكنها خاصة بأهل الكتاب والمجوس أما الوثنيون فيكرهون وهذا اختيار بن جرير وجمع من المحققين .
- الكفر بالطاغوت يكون بـ اعتقاد بطلان عبادتها ، تركها ، بغضها ، تكفير أهلها ، ومعاداتهم .
- العروة : موضع شد اليد ، الوثقى : القوية التي لا تنفك . والمعنى : فقد استمسك بالعقد المحكم الذي يلا ينفك ولا ينفصم .
- عموده أي قوام الدين الذي لا يقوم الدين إلا به .
- الذروة : بكسر الذال وضمها وفتحها ذروة كل شيء أعلاه وهذا الحديث يدل على أن الجهاد أعلى شيء في الدين .
- الصلاة من الله على نبيه ثناؤه عليه في الملأ الأعلى أي عند الملائكة المقربين.
- آله : فيها خلاف والأظهر إذا ذكروا وحدهم يراد جميع أتباع دينه ، أما إذا قرنت بـ(أتباعه)يراد بالآل المؤمنون من أهل بيته .
- أصحابه : كل من اجتمع بالنبي مؤمنا ومات على ذلك .




أنتهت المادة .. ولله الحمد من قبل ومن بعد
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ..

  #3  
قديم 26 ربيع الأول 1431هـ/11-03-2010م, 03:05 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي أم مجاهد وبارقة أمل

بعض أقوال العلماء
النصف الأول من المادة-عدة شروح
للأختين الفاضلتين : أم مجاهد وبارقة أمل -بارك الله فيهما-

ما قبل المسطرة لـ أم مجاهد وما بعدها لـ بارقة أمل
الدفعة الأولى صفر 1430 هـ


أقوال العلماء المذكورة في شرح الدرس الأول (المسائل الأربع):

مأخوذة من المتن:

قَولُه تَعَالَى: بسم اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَالعَصْرِ (1) إنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إلاَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَواصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [العصر:1-3]
قَالَ الشَّافِعِيُّ - رَحِمَهُ الله تَعَالى-: (هَذِهِ السُّورَةُ لَو مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلاَّ هِيَ لَكَفَتْهُمْ).


وَقَالَ البُخَارِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى-: (بَابٌ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ والعَمَلِ، والدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك} [محمد:19]).



مأخوذة من شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

وقالَ عَزَّ وَجَلَّ {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَيُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌأَلِيمٌ}
قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: (أَتَدْرِي ماالفِتْنَةُ؟ الفِتْنَةُ: الشِّرْكُ، لَعَلَّهُ إذا رَدَّ بعضَ قولِهِ أنْ يَقَعَ فيقلبِهِ شيءٌ من الزَّيْغِ؛ فَيَهْلَك (

قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:
جِهَادُ النَّفْسِ أربعُ مَرَاتِبَ:
إِحْدُاهَا: أنْ يُجَاهِدَهَا على تَعَلُّمِ الهُدَى وَدِينِ الحَقِّ؛ الَّذِي لاَ فَلاَحَ لها، ولا سَعَادَةَ في مَعَاشِهَا ومَعَادِهَا إلاَّ بِهِ.
الثانيَةُ: أنْ يُجَاهِدَهَا على العملِ بِهِ بعدَ عِلْمِهِ.
الثالثةُ: أنْ يُجَاهِدَهَا على الدعوةِ إليهِ، وَتَعْلِيمِهِ مَنْ لا يَعْلَمُهُ.
الرابعةُ: أنْ يُجَاهِدَهَا على الصبرِ على مَشَاقِّ الدعوةِ إلى اللَّهِ،وأَذَى الخلقِ،وَيَتَحَمَّلَ ذلكَ كُلَّهُ لِلَّهِ، فإذا اسْتَكْمَلَ هذهِ المراتبَ الأربعَ صَارَ منَ الرَّبَّانِيِّينَ).


.......................

مأخوذة من حاشية ثلاثة الأصول للشيخ عبدالرحمن بن محمد ابن القاسم:

وقالَ أَحْمَدُ: (يَجِبُ أنْ يَطْلُبَ مِن العِلْمِ ما يَقُومُ بِه دينُه) قيلَ لَه: مِثْلَ أيِّ شَيءٍِ؟ قالَ: (الذي لا يَسَعُه جَهْلُه؛ صَلاَتُه وصِيامُه، ونحوُ ذلك).

وقالَ المُصنِّفُ رحِمَه اللَّهُ: (اعْلَمْ رَحِمَك اللَّهُ أنَّ طَلَبَ العِلْمِ فَريضَةٌ، وأنَّه شِفَاءٌ للقلوبِ المريضَةِ، وأنَّ أَهمَّ ما على العبْدِ مَعْرِفَةُ دينِه، الذي معْرِفَتُه والعَمَلُ بِه سببٌ لدخولِ الجنَّةِ، والجهْلُ بِه وإضاعتُه سببٌ لدخولِ النارِ، أعَاذَنَا اللَّهُ مِنها). اهـ.

قالَ أحمَدُ: (تَعَلُّمُ العِلْمِ وتَعْلِيمُه أَفْضَلُ مِن الجِهَادِ وغيرِه ممَّا يُتَطَوَّعُ بِهِ). اهـ.


وقالَ ابنُ القَيِّمِ: (جِهادُ النَّفْسِ أَرْبَعُ مَراتِبَ:
أحدُها: أنْ يُجَاهِدَها على تَعَلُّمِ الْهُدَى ودينِ الحقِّ، الذي لا فَلاَحَ لها ولا سَعَادَةَ في مَعَاشِها ومَعادِها إلاَّ به، ومَتَى فَاتَها عِلْمُه شَقِيت في الدَّاريْن.
الثانيةُ: أنْ يُجَاهِدَها على العمَلِ بِهِ بعدَ عِلْمِهِ، وإلاَّ فَمُجَرَّدُ العِلْمِ بلا عَمَلٍ، إنْ لَم يَضُرَّها لم يَنْفَعْهَا.
الثالثةُ: أنْ يُجَاهِدَها على الدعوةِ إليه، وتعليمِه مَن لا يَعْلَمُه، وإلاَّ كانَ مِن الَّذِين يَكْتُمون ما أنْزَلَ اللَّهُ مِن الهدَى والبيناتِ، ولا يَنْفَعُه عِلْمُه، ولا يُنَجِّيه مِن عذابِ اللَّهِ.
الرابِعَةُ: أنْ يُجَاهِدَها على الصبرِ على مَشَاقِّ الدعوةِ إلى اللَّهِ وأذَى الخَلْقِ، ويَتَحَمَّلُ ذلك كلَّه للَّهِ، فإذا اسْتَكْمَلَ هذه المراتِبَ الأربَعَ، صار مِن الرَّبَّانِيِّين، فإنَّ السَّلَفَ مُجْمِعُون على أنَّ العالِمَ لا يَسْتَحِقُّ أنْ يُسَمَّى رَبَّانيًّا، حتَّى يَعْرِفَ الحقَّ ويَعْمَلَ به ويُعَلِّمَه، فَمَن عَلِمَ وعَمِلَ وعلَّمَ، فذلك يُدْعَى عَظِيمًا في مَلَكُوتِ السماءِ).

وقالَ شيخُ الإسلامِ: (هو كما قالَ، فإنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أنَّ جَميعَ النَّاسِ خاسِرونَ إلاَّ مَن كانَ في نَفْسِهِ مُؤْمِنًا صالِحًا، ومعَ غيرِه مُوصِيًا بالحقِّ مُوصِيًا بالصبْرِ).


......................... ...

مأخوذة من شرح حصول المأمول للشيخ عبدالله الفوزان:

قالَ ابنُ القَيِّمِ رحمَهُ اللهُ: (الرحمنُ دالٌّ علَى الصفةِ القائمةِ بهِ سُبحانَهُ، والرحيمُ دالٌّ علَى تَعَلُّقِها بالمرحومِ، فكان الأَوَّلُ للوَصْفِ، والثاني للفِعْلِ، فالأوَّلُ دالٌّ علَى أنَّ الرحمةَ صِفَتُهُ، والثاني دالٌّ علَى أنَّهُ يَرْحَمُ خَلْقَهُ برحمتِهِ، وإذا أَرَدْتَ فَهْمَ هذا فتَأَمَّلْ قولَهُ: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}، {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ولم يَجِئْ قطُّ: رحمنٌ بِهِم. فعُلِمَ أنَّ (رحمن) هوَ الموصوفُ بالرحمةِ، و (رحيم) هوَ الراحمُ برَحمتِهِ).

قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَهُ اللهُ: (يَجِبُ أن يَطْلُبَ مِن الْعِلْمِ ما يَقومُ بهِ دِينُهُ، قيلَ لهُ: مِثلُ أيِّ شيءٍ؟ قالَ: الذي لا يَسَعُهُ جَهْلُهُ: صلاتُهُ، وصِيامُهُ، ونحوُ ذلكَ).

قالَ الفُضَيْلِ بنِ عِياضٍ رَحِمَهُ اللهُ: (لا يَزالُ العالِمُ جاهلاً حتَّى يَعْمَلَ بعِلْمِهِ فإذا عَمِلَ بهِ صارَ عالمًا)

قال بعضُ السلَفِ: (كُنَّا نَستعينُ علَى حِفْظِ الحديثِ بالعَمَلِ بهِ)

قالَ بعضُ أهلِ الْعِلْمِ: (مَنْ عَمِلَ بما عَلِمَ أَوْرَثَهُ اللهُ عِلْمَ ما لم يَعْلَمْ، ومَنْ لم يَعْمَلْ بما عَلِمَ أَوْشَكَ اللهُ أن يَسْلُبَهُ ما عَلِمَ)

قالَ تعالَى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}
قالَ الشَّوْكانيُّ: (زادَهم إيمانًا وعِلْمًا وبَصيرةً في الدِّينِ؛ أيْ: والذينَ اهْتَدَوْا إلَى طريقِ الخيرِ: فآمَنُوا باللهِ، وعَمِلُوا بما أَمَرَهم بهِ، زادَهم إيمانًا وعِلْمًا وبَصيرةً في الدِّينِ)


قال شيخَ الإسلامِ ابنَ تَيميَّةَ رَحِمَهُ اللهُ لَمَّا نَقَلَ كلامَ الشافعيِّ قالَ:(هوَ كما قالَ - يعنِي: ما قالَ الإمامُ الشافعيُّ هوَ في مَحَلِّهِ-، فإنَّ اللهَ جَلَّ وعلا أَخْبَرَ أنَّ جميعَ الناسِ خَاسِرون إلاَّ مَنْ كانَ في نفسِهِ مؤمِنًا صالحًا، ومعَ غيرِهِ مُوصيًا بالحقِّ، ومُوصيًا بالصبْرِ) انتهَى كلامُهُ.

ذَكَرَ أبو نُعيمٍ رَحِمَهُ اللهُ في (الْحِلْيَةِ) عنْ سُفيانَ بنِ عُيَيْنَةَ رَحِمَهُ اللهُ، أنَّهُ سُئِلَ عنْ فَضْلِ الْعِلْمِ فقالَ: (ألمْ تَسْمَعْ قولَهُ تعالَى حينَ بدأَ بهِ فقالَ: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ}، ثمَّ أَمَرَهُ بالعمَلِ بعدَ ذلكَ فقالَ: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}).




اقوال العلماء في شرح المسائل الثلاث
قالَ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ:(الحقُّ ثَقيلٌ مَرِيٌّ، والباطلُ خَفيفٌ وَبِيٌّ)
يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميَّةَ:(فأَخْبَرَ أنكَ لا تَجِدُ مُؤمِنًا يُوَادُّ الْمُحَادِّينَ للهِ ورسولِهِ، فإنَّ نفسَ الإيمانِ يُنافِي مُوَادَّتَهُ، كما يَنْفِي أحَدُ الضِّدَّيْنِ الآخَرَ، فإذا وُجِدَ الإيمانُ انْتَفَى ضِدُّهُ وهوَ مُوالاةُ أعداءِ اللهِ، فإذا كانَ الرجُلُ يُوالِي أَعداءَ اللهِ بقَلْبِهِ كانَ ذلكَ دَليلاً علَى أنَّ قَلْبَهُ ليسَ فيهِ الإيمانُ الواجِبُ).
قالَ الراغبُ: (العشيرةُ: اسمٌ لكلِّ جماعةٍ مِنْ أقاربِ الرجُلِ الذينَ يَتَكَثَّرُ بهم)
وقالَ الأَلُوسيُّ:(وليسَ الْمُرَادُ بمَنْ ذَكَرَ خُصوصَهم، وإنَّمَا الْمُرَادُ الأقاربُ مُطْلَقًا، وقَدَّمَ الآباءَ؛ لأنَّهُ يَجِبُ علَى أبنائِهم طَاعتُهم ومُصاحَبتُهم في الدنيا بالمعروفِ، وثَنَّى بالأبناءِ؛ لأنَّهُم أَعْلَقُ بهم لكونِهم أَكبادَهم، وثَلَّثَ بالإخوانِ؛ لأنَّهُم الناصرونَ لهم.. وخَتَمَ بالعشيرةِ؛ لأنَّ الاعتمادَ عليهم والتناصُرَ بهم بعدَ الإخوانِ غالبًا).
قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ:(وفيهِ سِرٌّ بَديعٌ وهوَ أنَّهُم لَمَّا أَسْخَطُوا الأقاربَ والعشائرَ في اللهِ عَوَّضَهم اللهُ بالرِّضا عنهم، وأَرضاهُم عنه بما أعطاهُم مِن النعيمِ الْمُقيمِ، والفَوْزِ العظيمِ، والفَضْلِ العميمِ).
قال بعض أئمة السلف: (ليس الشأن أن تُحِب، ولكن الشأن أن تُحَب).
قول شمس الدين ابن القيم في (نونيته)، بعد أبيات قال: فلواحدٍ كن واحداً في واحــدٍ أعني سبيـــل الحق والإيمـان
(فلواحدٍ): لله جل وعلا وحده دون ما سواه، (كن واحداً): في قصدك وإرادتك وتوجهك وطلبك، (في واحدٍ): في طريق واحد.
قال بعدها: (أعني سبيل الحق والإيمان) الذي هو سبيل النبي عليه الصلاة والسلام
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}قال علماؤنا رحمهم الله تعالى: أثبت الله جل وعلا في هذه الآية أنه حصل ممن ناداهم باسم الإيمان اتخاذ المشركين والكفار أولياء بإلقاء المودة لهم.
ولهذا جاء في رواية أخرى قال: ((إن الله اطلع على أهل بدر، فقال: افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) قال العلماء: (لعلمه جل وعلا بأنهم يموتون ويبقون على الإسلام).

الاصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها
شرح الشيخ :صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ
استدل العلماء بقول هذا المفتون في قبره: (سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته) على أن التقليد لا يصلح في جواب هذه المسائل الثلاث؛ جواب (من ربك؟) يعني: من معبودك؟ ، جواب (ما دينك؟)، جواب (من نبيك؟)
وقد سئل الشيخ الإمام رحمه الله تعالى عن الفرق بين الربوبية والألوهية في بعض النصوص في أحد الأسئلة التي وجهت إليه.
فكان من جوابه أن قال: (هذه مسألة عظيمة، وذلك أن الربوبية إذا فردت، فإنه يدخل فيها الألوهية؛ لأن الربوبية تستلزم الألوهية، وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الإلهية، والأُلوهية تتضمن الربوبية؛ لأن الموحد لله جل وعلا في ألوهيته هو ضمناً مقرٌ بأن الله جل وعلا واحدٌ في ربوبيته، ومن أيقن بأن الله جل وعلا واحد في ربوبيته؛ استلزم ذلك أن يكون مقراً بأن الله -جل وعلا- واحد في استحقاقه العبادة؛ ولهذا تجد في القرآن أكثر الآيات فيها إلزام المشركين بما أقروا به -ألا وهو: توحيد الربوبية- على ما أنكروه -ألا وهو: توحيد الإلهية- من مثل قول الله -جل وعلا- في سورة الزمر: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} هذا توحيد الربوبية، قال بعدها: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} .
وبعض علمائنا قال: إن لفظ الألوهية والربوبية يمكن أن يُدَخل في الألفاظ التي يقال: إنها إذا اجتمعت تفرقت، وإذا تفرقت اجتمعت، وهذا وجيه.
الرغبة والرهبة والخشوع والخشية
حصول المأمول لفضيلة الشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

قالَ الراغبُ:
(الخشيَةُ: خوفٌ يَشوبُهُ تَعظيمٌ، وأكثَرُ ما يكونُ ذلكَ عنْ عِلْمٍ بما يَخْشَى مِنه؛ ولذلكَ خُصَّ الْعُلَمَاءُ بها في قولِهِ تعالَى:
{إنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.
يقولُ الشيخُ عبدُ الرحمَنِ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (الخوفُ، والخشيَةُ، والخشوعُ، والإخباتُ، والوَجَلُ، مَعانيها مُتقارِبَةٌ، فالخوفُ يَمْنَعُ العبدَ عنْ مَحارِمِ اللهِ، وتُشارِكُهُ الْخَشيَةُ في ذلكَ، وتَزيدُ أنَّ خَوْفَهُ مَقرونٌ بمَعْرِفَةِ اللهِ.
وأمَّا الخشوعُ، والإخباتُ، والوَجَلُ، فإنَّها تَنْشَأُ عن الخوفِ والخشيَةِ للهِ، فيَخْضَعُ العبدُ للهِ، ويُخْبِتُ إلَى ربِّهِ مِنيبًا إليهِ بقلبِهِ، ويَحْدُثُ لهُ الوَجَلُ.
وأمَّا الخشوعُ فهوَ حُضورُ القلبِ وقتَ تَلَبُّسِهِ بطاعةِ اللهِ، وسُكونُ ظاهِرِهِ وباطنِهِ، فهذا خشوعٌ خاصٌّ، وأمَّا الخشوعُ الدائمُ الذي هوَ وَصْفُ خَواصِّ المؤمِنينَ فيَنْشَأُ مِنْ كمالِ
مَعْرِفَةِ العَبْدِ بربِّهِ ومُراقبتِهِ؛ فيَستولِي ذلكَ علَى القلبِ كما تَستولِي الْمَحَبَّةُ).
الذبح والنذر
حاشية ثلاثة الأصول للشيخ: عبد الرحمن بن محمد ابن قاسم

قَالَ شَيْخُ الإسْلاَمِ: (إنَّ اللَّهَ يَلْعَنُ مَن اسْتَحَقَّ اللَّعْنَ بالقَوْلِ، كَمَا يُصَلِّي عَلَى مَن اسْتَحَقَّ الصَّلاَةَ مِن عِبَادِه).
وقَالَ: (وَمَا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: هذه ذَبِيحَةٌ لكذا، وتَحْرِيمُهُ أَظْهَرُ مِن تَحْرِيمِ مَا ذُبِحَ لِلَحْمٍ؛ وقَالَ فيه: بِسْمِ المَسِيحِ أو نحوَه، وإِذَا حَرُمَ، فلأَنْ يَحْرُمَ مَا قِيلَ فيه لأَِجْلِ المَسِيحِ، أو قُصِدَ بِهِ أَوْلَى).
حصول المأمول لفضيلة الشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان
قالَ في (قُرَّةِ عُيونِ الْمُوَحِّدِينَ) (والمقصودُ أنَّ هذه الآيَةَ دَلَّتْ علَى أنَّ أقوالَ العبدِ وأعمالَهُ الباطنةَ والظاهرةَ لا يَجوزُ أن يَصْرِفَ مِنها شيئًا لغيرِ اللهِ كائنًا مَنْ كانَ، فمَنْ صَرَفَ مِنها شيئًا لغيرِ اللهِ؛ فقدْ وَقَعَ فيما نفاهُ تعالَى مِن الشرْكِ بقولِهِ: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .
والقرآنُ كلُّهُ في تقريرِ هذا التوحيدِ في عِبادتِهِ وبَيانِهِ، ونَفْيِ الشرْكِ والبراءةِ مِنه).
معنى شهادة أن محمدا رسول الله
حصول المأمول لفضيلة الشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

يقولُ الشيخُ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ رَحِمَهُ اللهُ: (وأَمَّا مُتابَعَةُ الرسولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فواجِبٌ علَى أُمَّتِهِ مُتابعتُهُ في الاعتقاداتِ والأقوالِ والأفعالِ.. فتُوزَنُ الأقوالُ والأفعالُ بأقوالِهِ وأفعالِهِ، فما وَافَقَ مِنها قُبِلَ، وما خالَفَ رُدَّ علَى فاعلِهِ كائنًا مَنْ كانَ؛ فإنَّ شَهادةَ: أنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ، تَتَضَمَّنُ تَصديقَهُ فيما أَخْبَرَ بهِ، وطاعتَهُ ومُتابعَتَهُ في كلِّ ما أَمَرَ بهِ).

  #4  
قديم 26 ربيع الأول 1431هـ/11-03-2010م, 03:13 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي التعاريف / اخلاص وجليسة القوم

التعاريف الواردة في شرح الشيخ الفوزان
كامل المادة
للأختين الفاضلتين : اخلاص و جليسة القوم -بارك الله فيهما-
الدفعة الأولى صفر 1430 هـ
هذه تعاريف جمعتها من متن ثلاثة الاصول و كتاب حصول المأمول المعتمد كشرح في هذه الدورة .

تعريفات في : المسائل الاربع

-العِلْمُ: وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللهِ وَمَعْرِفَةُ نَبِيِّهِ وَمَعْرِفَةُ دِينِ الإِسْلاَمِ بالادلة...الشيخ محمد بن عبد الوهاب
- الْعِلْمُ الشرعيُّ، والمقصودُ بهِ ما كانَ تَعَلُّمُهُ فرضَ عَيْنٍ؛ وهوَ كلُّ عِلْمٍ يَحتاجُ إليهِ الْمُكَلَّفُ في أَمْرِ دِينِهِ، كأصولِ الإيمانِ، وشرائعِ الإسلامِ، وما يَجِبُ اجتنابُهُ مِن الْمُحَرَّمَاتِ، وما يَحتاجُ إليهِ في الْمُعاملاتِ، ونحوِ ذلكَ ممَّا لا يَتِمُّ الواجِبُ إلاَّ بهِ فهوَ واجبٌ عليهِ الْعِلْمُ بهِ.
- الإسلامَ بالمعنَى العامِّ يُرادُ بهِ: عِبادةُ اللهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لهُ، وهذا دِينُ الأنبياءِ عُمومًا...شيخ الاسلام
-الإسلامُ بالمعنَى الخاصِّ فيُرادُ بهِ: الدِّينُ الذي بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا بهِ، وجَعَلَهُ خاتِمَةَ الأديانِ، لا يُقبَلُ مِنْ أَحدٍ دِينٌ سواهُ
-العصْرُ الْمُرَادُ بهِ: الزمَنُ الذي تَقَعُ فيهِ الأحداثُ مِنْ خيرٍ أوْ شَرٍّ، أَقْسَمَ اللهُ بهِ؛ لأنَّ أفعالَ الناسِ وتَصَرُّفَاتِهم كُلَّها تَقَعُ في هذا الزمَنِ، فهوَ ظَرْفٌ يُودِعُهُ العِبادُ أعمالَهم؛ إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشَرٌّ، فهوَ جَديرٌ أن يُقْسِمَ بهِ.
وقيلَ: {وَالْعَصْرِِ}ما بعدَ العَشِيِّ، وهوَ آخِرُ النهارِ، ومِنه صلاةُ العَصْرِ.
والأوَّلُ هوَ الأَظْهَرُ في معنَى الآيَةِ، واللهُ أَعْلَمُ
-الْخُسْرُ: هوَ النُّقصانُ والْهَلَكَةُ؛لأنَّ حياةَ الإنسانِ هيَ رأسُ مالِهِ، فإذا ماتَ ولم يُؤْمِنْ ولم يَعملْ صالحًا خَسِرَ كلَّ الْخُسرانِ...
- الْمُرَادُ بالعمَلِ الصالحِ: أفعالُ الخيرِ كلُّها، سواءٌ كانتْ ظاهِرةً أوْ باطِنةً، وسواءٌ كانت مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ اللهِ تعالَى أوْ مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ العِبادِ، وسواءٌ كانتْ مِنْ قَبيلِ الواجِبِ أوْ كانتْ مِنْ قَبيلِ الْمُسْتَحَبِّ، إذا كانت خالِصَةً صَوابًا.
-{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} الْمُرَادُ بالحقِّ في هذه الآيَةِ - واللهُ أَعْلَمُ - هوَ ما تَقَدَّم مِن الإيمانِ باللهِ والعملِ الصالحِ .

تعريفات في المسائل الثلاث:

-والرِّزْقُ: اسمٌ لما يَسُوقُهُ اللهُ إلَى الحيوانِ فيَأْكُلُهُ، قالَ في (القاموسِ): الرِّزْقُ - بالكسْرِ -: ما يَنْتَفِعُ بهِ كلُّ مُرتَزِقٍ
وهو نوعان:
خاصٌّ: وهوَ الرزْقُ الحلالُ للمؤمِنينَ، وهذا هوَ الرزْقُ النافعُ الذي لا تَبِعَةَ فيهِ إذا كانَ عَوْنًا علَى طاعةِ اللهِ
عامٌّ: وهوَ ما بهِ قِوامُ البَدَنِ، سواءٌ كانَ حلالاً أوْ حَرامًا، وسواءٌ كانَ الْمَرزوقُ مُسلِمًا أوْ كافرًا
- المساجِدُ: جَمْعُ مَسجِدٍ، وهوَ كلُّ مَوْضِعٍ بُنِيَ للصلاةِ والعِبادةِ وذِكْرِ اللهِ تعالَى
-والْمُوالاةُ معناها: الْمُصادَقَةُ والْمُوَادَّةُ والْمَحَبَّةُ، وهيَ تُشْعِرُ بالقُرْبِ والدُّنُوِّ مِن الشيءِ
-قالَ الراغبُ: (العشيرةُ: اسمٌ لكلِّ جماعةٍ مِنْ أقاربِ الرجُلِ الذينَ يَتَكَثَّرُ بهم)


بما عرفت ربك:
الآيَةُ في اللغةِ لها مَعَانٍ كثيرةٌ، مِنها: البُرهانُ، والدليلُ
آياتٌ شَرعيَّةٌ: ويُرادُ بها: الوحيُ الذي جاءَتْ بهِ الرُّسُلُ،
آياتٌ كَونيَّةٌ: والآياتُ الكَونِيَّةُ هيَ المخلوقاتُ،
والعرْشُ: هوَ ذلكَ السقْفُ الْمُحيطُ بالمخلوقاتِ
(المعبود) أي: الْمُسْتَحِقُّ لأَِنْ يُعْبَدَ دُونَ سِواهُ
والتَّقْوَى: اتِّخَاذُ وِقايَةٍ تَحْفَظُكم مِنْ عذابِ اللهِ باتِّباعِ الأوامِرِ واجتبابِ النواهِي.

انواع العبادة:
البُرهانُ: هوَ الدليلُ الذي لا يَتْرُكُ في الحقِّ لَبْسًا، وهوَ أَقْوَى الأَدِلَّةِ؛ لأنَّهُ لا يَتْرُكُ التِباسًا عندَ السامعِ، ولهذا يُطْلَقُ عليهِ بُرهانٌ، فهوَ أَقْوَى مِن الْحُجَّةِ وأَقْوَى مِن الدليلِ؛ لأنَّ الدليلَ قدْ يكون ظَنِّيًّا لا قَطْعِيًّا، أمَّا البُرهانُ فهوَ أَمْرٌ قَطْعِيٌّ
دُعاءُ العِبادةِ: وهوَ دُعاءُ اللهِ امتثالاً لأَمْرِهِ،
دُعاءُ الْمَسألةِ :هوَ دُعاؤُهُ سُبحانَهُ وتعالَى بِجَلْبِ الْمَنفعَةِ ودَفْعِ الْمَضَرَّةِ


الخوف والرجاء والتوكل: تعاريف

الخوفُ: هوَ انْفِعالٌ يَحْصُلُ بتَوَقُّعِ ما فيهِ ضَرَرٌ أوْ هَلاكٌ. وهو أنواع:
-الخوفُ الطبيعيُّ،:كالخوْفِ مِنْ عَدُوٍّ، أوْ سَبُعٍ، أوْ حَيَّةٍ، فهذا ليسَ بعِبادةٍ، ولا يُنافِي الإيمانَ
-خوفُ (السِّرِّ) :وهوَ أن يَخافَ مِنْ غيرِ اللهِ مِنْ وَثَنٍ أوْ وَلِيٍّ مِن الأولياءِ بعيدًا عنه أن يُصيبَهُ بمَكروهٍ وهذا الخوفُ هوَ الواقِعُ بينَ عُبَّادِ القبورِ والمتعلِّقينَ بالأولياء
-خوف من الناس:أن يَتْرُكَ الإنسانُ ما يَجِبُ خَوْفًا مِن الناسِ، كأن يَتْرُكَ الأمْرَ بالمعروفِ والنهيَ عن الْمُنْكَرِ خَوْفًا مِن الناسِ، فهذا خَوفٌ مُحَرَّمٌ مذمومٌ
-خوفُ تَعَبُّدٍ وتَعَلُّقٍ: وهوَ أن يَخافَ أحدًا يَتَعَبَّدُ بالخوفِ لهُ فيَدعوهُ الخوفُ لطاعتِهِ.

الرجاءِ أَصْلُه الطمَعُ، أو انتظارُ الشيءِ المحبوبِ، والرجاءُ يَتضمَّنُ التذلُّلَ والخضوعَ وهو أنواع:
- رجاءٌ مَحمودٌ: وهوَ رَجاءُ رَجُلٍ عَمِلَ بطاعةِ اللهِ علَى نورٍ مِن اللهِ فهوَ راجٍ لثوابِهِ، ورَجُلٍ أَذْنَبَ ذُنوبًا ثمَّ تابَ مِنها، فهوَ راجٍ لِمَغفِرَةِ اللهِ تعالَى وعَفوِهِ وإحسانِهِ وجُودِهِ وحِلْمِهِ وكَرَمِهِ.
-رجاءٌ مذمومٌ: وهوَ رجاءُ رجُلٍ مُتَمَادٍ في التفريطِ والخطايا يَرْجُو رحمةَ اللهِ بلا عمَلٍ ، فهذا هوَ الغرورُ والتمَنِّي والرجاءُ الكاذبُ

العمَلُ الصالحُ - كما فَسَّرَهُ أهلُ الْعِلْمِ - :هوَ الخالِصُ مِن الرياءِ، الموافِقُ لشَرْعِ اللهِ مِنْ واجِبٍ أوْ مُسْتَحَبٍّ

التوكُّلِ: أصلُه الاعتمادُ، تقولُ: تَوَكَّلْتُ علَى اللهِ تَوَكُّلاً؛ أي: اعتَمَدْتُ عليهِ، هذا معنَى التوَكُّلِ
حقيقةُ التوكُّلِ: أن يَعتمدَ العبدُ علَى اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى اعتمادًا صادقًا في مَصالِحِ دينِهِ ودُنياهُ معَ فِعْلِ الأسبابِ المأذونِ فيها، فالتَّوَكُّلُ: اعتقادٌ، واعتمادٌ، وعملٌ.
الاعتقادُ فهوَ: أن يَعْلَمَ العبدُ أنَّ الأمرَ كلَّهُ للهِ، فإنَّ ما شاءَ اللهُ كانَ، وما لم يَشَأْ لم يكنْ، واللهُ جَلَّ وعَلاَ هوَ: النافِعُ، الضارُّ، المُعطِي، المانِعُ.


الرغبةِ والرهبةِ والخشوعِ ـ تعريفات


الرغبةُ : السؤالُ والتَّضَرُّعُ والابتهالُ معَ مَحَبَّةِ الوُصولِ إلَى الشيءِ المحبوبِ، فإذا كانَ يَدْعُو وعندَهُ قُوَّةٌ لحصولِ مَطلوبِهِ فهذه رَغبةٌ.

الرهبةُ: الخوفِ الْمُثْمِرِ للَّهَرَبِ مِن الْمَخُوفِ، فهيَ خَوفٌ مَقرونٌ بعَمَلٍ.
قالَ الراغبُ: الرَّهْبةُ والرَّهْبُ: مَخافةٌ معَ تَحَرُّزٍ واضطرابٍ.

الخشوعُ :هوَ التَّذَلُّلُ والتطامُنُ، وهوَ بمعنَى الْخُضوعِ إلاَّ أنَّ الخضوعَ يَغْلِبُ أنْ يكونَ في البدَنِ، والخشوعَ في القلبِ أو البصَرِ أو الصوت وهو نوعان:
خشوعٌ خاصٌّ: هوَ حُضورُ القلبِ وقتَ تَلَبُّسِهِ بطاعةِ اللهِ، وسُكونُ ظاهِرِهِ وباطنِهِ.
الخشوعُ عام دائمُ : هوَ وَصْفُ خَواصِّ المؤمِنينَ فيَنْشَأُ مِنْ كمالِ مَعْرِفَةِ العَبْدِ بربِّهِ ومُراقبتِهِ؛ فيَستولِي ذلكَ علَى القلبِ كما تَستولِي الْمَحَبَّةُ).


الانابة والاستعانة والاستعاذة والنذر والذبح:

-الإنابةُ بمعنَى: التوبةِ، ولكن قالَ الْعُلَمَاءُ: إنَّها أعلَى مِن التوبةِ؛ لأنَّ التوبةَ إقلاعٌ ونَدَمٌ وعَزْمٌ علَى ألا يَعودَ، أمَّا الإنابةُ ففيها المعاني الثلاثةُ، وتَزيدُ معنًى آخَرُ وهوَ: الإقبالُ علَى اللهِ تعالَى بالعِباداتِ وهي قسمان:
إنابةٌ لرُبوبيَّتِهِ، وهيَ : إنابةُ المخلوقاتِ كلِّها، يَشتَرِكُ فيها المؤمِنُ والكافرُ، الْبَرُّ والفاجِرُ.
إنابةٌ لإَِّلَهِيَّتِهِ، وهيَ : إنابةُ أوليائِهِ، إنابةَ عُبوديَّةٍ ومَحَبَّةٍ.
-الإسلامُ الشرعيُّ: الاستسلامُ والانقيادُ لأحكامِ الشريعةِ.
-الإسلامِ الكونيِّ : الاستسلامُ لِحُكْمِ اللهِ الكونيِّ.
-الاستعانةُ: طَلَبُ العونِ؛ لأنَّ الألِفَ والسينَ والتاءَ في اللغةِ للطلَبِ
- الاستعاذةُ: هيَ الاعتصامُ والالتجاءُ إلَى مَنْ تَعْتَقِدُ أنَّهُ يُعيذُكَ ويُلْجِئُكَ.
-الاستغاثةُ: أنْ تَطْلُبَ الغوثَ مِمَّنْ يَستطيعُ أنْ يُنْقِذَكَ مِنْ ضِيقٍ أوْ شِدَّةٍ.
-الذبْحِ : ذبحُ القُربانِ، والضحايا، والهدايا.
-النذْرُ: أن يُلْزِمَ الإنسانُ نفسَهُ شيئًا غيرَ لازِمٍ بأَصْلِ الشرْعِ، فيُلْزِمَ نفسَهُ بصَدَقَةٍ أوْ صِيامٍ أوْ صلاةٍ أوْ غيرِ ذلكَ.


معرفة دين الاسلام بالأدلة: تعريفات

الاسلام:هو الاسْتِسْلامُ لِلّهِ بِالتَّوْحِيدِ، والانقيادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُ والخُلُوصُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ.
الدِّينُ في اللغةِ: يُطْلَقُ علَى معانٍ عِدَّةٍ مِنها:
- الطاعةُ والانقيادُ.
-ما يَتَدَيَّنُ بهِ الإنسانُ.
الاستسلامُ للهِ : الخضوعِ والذلِّ لهُ سُبحانَهُ .
التوحيد: أن يَستسلمَ ويَخْضَعَ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، وأنْ يُفرِدَهُ برُبوبيَّتِهِ وأُلوهيَّتِهِ.
الانقيادُ لهُ بالطاعةِ: الطاعةُ تَشملُ المأمورَ والمحظورَ، الطاعةُ في المأمورِ بالفِعْلِ، والطاعةُ في المحظورِ بالتَّرْكِ.
الْخُلوصُ مِن الشرْكِ : البراءةُ مِن الشرْكِ وأهلِهِ.
الْمَراتِبُ: جَمْعُ مَرتبةٍ، والْمَرتبةُ والرُّتبةُ: هيَ الْمَنْزلةُ، والْمَكانةُ.
الأركانُ: جمعُ رُكنٍ، وهوَ جانِبُ الشيءِ الأَقْوَى الذي لا يَقومُ ولا يَتِمُّ إلاَّ بهِ.
الشهادة: الاعتقادُ الجازمُ، والذي يُنْبِئُ عنْ هذا الاعتقادِ هوَ اللسانُ

معنى الشهادتين : بعض تعريفات
-مَعْنَى شهادة لا اله الا الله: لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ.
-الْمُرَادُ بأُولِي الْعِلْمِ: الأنبياءُ والْعُلَمَاءُ.
-الْقِسْطُ : هوَ العَدْلُ في القولِ والعملِ والْحُكْمِ،
-أصْلُ (إلهٍ) بمعنَى: مَألوهٍ، مِنْ: ألَهَ يَأْلَهُ إِلْهَةً؛ أيْ: عَبَدَ يَعبُدُ عِبادةً، والتأَلُّهُ في لغةِ العربِ معناهُ: التَّعَبُّدُ.
-فَطَرَنِي: بَرَأَنِي وابتدَأَ خَلْقِي.
- يَهدينِ: يُرشِدُني ويُوَفِّقُني إلَى سلوكِ الصراطِ المستقيمِ.
-الكلمةُ السواءُ: هيَ الكلمةُ العادِلةُ، فكلُّ كلمةٍ عادلةٍ يُطْلَقُ عليها كلمةٌ سواءٌ.
-مَعْنَى شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ :طَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ، وَأنْ لاَ يُعْبَدَ اللَّهُ إِلاَّ بِمَا شَرَعَ
-قولُهُ: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ} أصلُ العنَتِ بمعنَى الْمَشَقَّةِ، ومعنَى {عَزِيزٌ عَلَيْهِ} أيْ: شديدٌ عليهِ كلُّ ما فيهِ مَشَقَّةٌ عليكم مِنْ آصارٍ وأغلالٍ؛ لأنَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بُعِثَ بالحنيفيَّةِ السَّمْحةِ


بعض التعريفات التي جاءت في درس دليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد
في قوله تعالَى: {وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ}
القَيِّمَةُ وَصفٌ لِمُقَدَّرٍ، والتقديرُ واللهُ أعلَمُ: وذلكَ دِينُ الْمِلَّةِ القَيِّمَةِ،
ومعنَى {القَيِّمَةِ} المستقيمةُ.
دين القيمة دينُ المِلَّةِ القَيِّمَةِ التي لا اعْوِجَاجَ فيها؛ لأنَّها دينُ الله عز وجل
المِلَّةُ والشَّرِيعَةُ المُسْتَقِيمَةُ
معنَى (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) أيْ: لا مَعبودَ بِحَقٍّ إلاَّ اللهُ،
والصلاةُ: هيَ التَّعَبُّدُ للهِ تعالَى بأقوالٍ وأفعالٍ علَى هَيئةٍ مَخصوصةٍ، مُفْتَتَحَةٍ بالتكبيرِ، ومُختتَمَةٍ بالتسليمِ.
وإقامةُ الصلاةِ هوَ التَّعَبُّدُ للهِ تعالَى بفِعْلِها علَى وجهِ الاستقامةِ والتمامِ في أوقاتِها وهيئاتِها، فيأتي بها وافيَةَ الأركانِ والواجباتِ، حَريصًا علَى سُنَنِها القوليَّةِ والفعليَّةِ.
وأمَّا الزكاة: فهيَ جزءٌ واجبٌ، في مالٍ مَخصوصٍ، لطائفةٍ أوْ جِهَةٍ مَخصوصةٍ.

فالطائفةُ مثلُ: (الفُقَراءِ) والْجِهةُ مِثلُ: (في سَبيلِ اللهِ).



تعريفات وردت في درس دليل الصيام ودليل الحج
الصِّيامُ في اللُّغَةِ:الإِمْسَاكُ
وفي الشَّرْعِ:هو الإمْسَاكُ عن الأَكْلِ، والشُّرْبِ، والجِمَاعِ، مَعَ النِّيَّةِ، في وقتٍ مَخْصُوصٍ، مِن شَخْصٍ مَخْصُوصٍ.


الإمساكُ عن الْمُفَطِّرَاتِ تَعَبُّدًا للهِ تعالَى مِنْ طُلوعِ الفجْرِ إلَى غُروبِ الشمسِ.


والحَجُّ لُغَةً:قَصْدُ الشَّيْءِ وإِتْيانُه.
وشَرْعًا:قَصْدُ مَكَّةَ، لِعَمَلٍ مَخْصُوصٍ، في زَمَنٍ مَخْصُوصٍ
الاسْتِطَاعَةُ: القُدْرَةُ بِنَفْسِه عَلَى الذَّهابِ، ووُجُودُ الزَّادِ والرَّاحِلَةِ، بعدَ قَضَاءِ الوَاجِبَاتِ عَلَيْهِ،

والْمُرَادُ بالسبيلِ: الطريقُ، فإذا استطاعَ الإنسانُ وأَطاقَ الطريقَ الذي يُوَصِّلُهُ إلَى البيتِ وَجَبَ عليهِ الْحَجُّ.

{فإنَّ اللهَ} جَلَّ وعلا{غَنِيٌّ عن العالَمينَ}أيْ: كثيرُ الخيرِ لا يَحتاجُ إلَى أَحَدٍ مِن الْخَلْقِ سُبحانَهُ وتعالَى.

الإيمانُ في اللغةِ: التصديقُ.
وفي الشرعِ:اعتقادٌ بالقلبِ، وقولٌ باللسانِ، وعملٌ بالجوارحِ، وهُوَ بِضْعٌ وسبعونَ شُعْبَةً.
البِضْعُ بِكَسْرِ الباءِ: من الثلاثةِ إلى التسعةِ.
الشُّعْبَةُ: الجزءُ من الشيءِ

إزالةُ الأَذَى: وهُوَ ما يُؤْذِي المَارَّةَ منْ أحجارٍ، وأشْوَاكٍ، وَنُفَايَاتٍ، وَقُمَامَةٍ، وَمَا لهُ رائحةٌ كريهةٌ، ونحوِ ذلكَ.
الحياءُ: صفةٌ انفعاليَّةٌ تَحْدُثُ عندَ الخجلِ، وتَحْجِزُ المَرْءَ عنْ فعلِ ما يُخَالِفُ المُرُوءَةَ.


والرَّبُّ:مَنْ لهُ الخَلْقُ والمُلْكُ والأمرُ، فلا خَالِقَ إلاَّ اللَّهُ، ولا مالِكَ إلاَّ هوَ، ولا أَمْرَ إلاَّ لهُ، قالَ تَعَالَى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}، وقالَ: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ}.

و(الإلهُ) بمعنى (المَأْلُوهِ) أي: (المعبودِ) حُبًّا وتَعْظِيمًا

المُعَطِّلَةُ الذينَ أَنْكَرُوا الأسماءَ والصفاتِ، أوْ بَعْضَهَا، زَاعِمِينَ أنَّ إِثْبَاتَهَا لِلَّهِ يَسْتَلْزِمُ التشبيهَ؛ أيْ: تَشْبِيهَ اللَّهِ تَعَالَى بِخَلْقِهِ.
المشبهة الذينَ أَثْبَتُوا الأسماءَ أو الصفاتِ معَ تَشْبِيهِ اللَّهِ تَعَالَى بِخَلْقِهِ، زَاعِمِينَ أنَّ هذا مُقْتَضَى دلالةِ النصوصِ؛ لأنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخَاطِبُ العبادَ بما يَفْهَمُونَ.



الملائكةُ: عالَمٌ غَيْبِيٌّ، مَخْلُوقُونَ، عَابِدُونَ للَّهِ تَعَالَى، وليسَ لهم منْ خصائصِ الربوبيَّةِ والألوهيَّةِ شيءٌ، خَلَقَهُه اللَّهُ تَعَالَى منْ نورٍ، وَمَنَحَهُم الانقيادَ التامَّ لأمرِهِ، والقُوَّةَ على تنفيذِهِ


الكُتُبُ: جَمْعُ (كِتَابٍ) بِمَعْنَى (مَكْتُوبٍ).

والمرادُ بها هنا: الكُتُبُ التي أَنْزَلَهَا تَعَالَى على رُسُلِهِ؛ رَحْمَةً للخلقِ وهدايَةً لهم، لِيَصِلُوا بها إلى سعادتِهِم في الدنيا والآخرةِ.
الرُّسُلُ: جَمْعُ (رَسُولٍ) بِمَعْنَى (مُرْسَلٍ) أيْ: (مَبْعُوثٍ) بِإِبْلاَغِ شيءٍ.
والمرادُ هنا: مَنْ أُوحِيَ إليهِ من البشرِ بِشَرْعٍ وأُمِرَ بِتَبْلِيغِهِ



النبي يُوحَى إليهِ بِشَرِيعَةِ مَنْ قَبْلَهُ لِيُجَدِّدَهَا


اليومُ الآخِرُ: يومُ القيامةِ، الَّذِي يُبْعَثُ النَّاسُ فيهِ للحسابِ والجزاءِ.
القَدَرُ بِفَتْحِ الدَّالِ: تَقْدِيرُ اللَّهِ تَعَالَى للكائناتِ حَسْبَمَا سَبَقَ عِلْمُهُ، وَاقْتَضَتْهُ حِكْمَتُهُ.



بعض تعريفات التى وردت في درس الاحسان

الإحسانُ ضِدُّ الإساءةِ، وهُوَ: أنْ يَبْذُلَ الإنسانُ المعروفَ، وَيَكُفَّ الأَذَى، فَيَبْذُلَ المعروفَ لعبادِ اللَّهِ في مالِهِ وَجَاهِهِ وَعِلْمِهِ وَبَدَنِهِ.
الإِخْلاَصُ:هو إِيقَاعُ العَمَلِ عَلَى أَكْمَلِ وجُوهِهِ في الظَّاهِرِ والبَاطِنِ بِحَيْثُ يكونُ قَائِمًا بِهِ في البَاطِنِ والظَّاهِرِ عَلَى أَكْمَلِ الوُجُوهِ.
أنْ تَعبدَ اللهَ أيْ: تقومَ بعِبادةِ رَبِّكَ مِنْ عِبادةٍ بَدَنِيَّةٍ: مِنْ صلاةٍ وصيامٍ، أوْ عِبادةٍ مالِيَّةٍ: كذَبْحِ الأَضَاحِيِّ والهدايا أو الصدَقَةِ، تَقومُ بهذه العِبادةِ علَى هذه الحالِ.
كأنكَ تَراهُ أيْ: كأنكَ تَرَى مَعبودَكَ وتُشاهدُهُ؛ فيَبْعَثُ هذا

أَهْلُ الإحسانِ هم الصَّفوةُ، وهم الْخُلَّصُ مِنْ عِبادِ اللهِ المؤمِنينَ؛ ولهذا وَرَدَ في حَقِّهم في القرآنِ ما لم يَرِدْ في حقِّ غيرِهم.

اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين


عزيزٌ} أيْ: قَوِيٌّ لا يُغْلَبُ،
{رحيمٌ} أيْ: بالمؤمِنينَ مِنْ عِبادِهِ
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} أيْ: تَقومُ إلَى الصلاةِ فتُصَلِّي مُتَهَجِّدًا مِن الليلِ وَحدَكَ.

{وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} الواوُ حرفُ عطْفٍ، و{تَقَلُّبَ} معطوفٌ علَى الكافِ، والتقديرُ: الذي يَراكَ ويَرَى تَقَلُّبَكَ،
ومعنَى: (يَرَى تَقَلُّبَكَ في الساجدينَ) أيْ: يَرَى تَقَلُّبَكَ معَ الْمُصَلِّين.

والْمُرَادُ بالتَّقَلُّبِ:الركوعُ والسجودُ والقيامُ، فهوَ معكَ يَسمعُ ويَرَى.


بعض التعريفات لدرس والدليل من السنة حديث جبريل المشهور

فائدة وردت في اهمية الحديث
يقولُ ابنُ دقيقِ العيدِ رَحِمَهُ اللهُ في شرحِهِ علَى (الأربعينَ النوويَّةِ):
(هذا حديثٌ عظيمٌ قد اشْتَمَلَ علَى جميعِ وَظائفِ الأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ، وعلومُ الشريعةِ كلُّها راجعةٌ إليهِ، ومُتَشَعِّبَةٌ مِنه، لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ جَمْعِهِ علمَ السنَّةِ، فهوَ كالأُمِّ للسُّنَّةِ كما سُمِّيَتِ الفاتحةُ أمَّ القُرآنِ لِمَا تَضَمَّنَتْهُ مِنْ جَمْعِها معانِيَ القرآنِ).



الإِسْلاَمَ والإيمانَ، إِذَا اقْتَرَنا، فُسِّرَ الإسْلاَمُ بالأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ، والإيمانُ بالأَعْمَالِ البَاطِنَةِ. -فالإسلامُ يُفَسَّرُ بالأعمالِ الظاهرةِ مِنْ أقوالِ اللسانِ وأعمالِ الجوارحِ.
-وأمَّا الإيمانُ فإنَّهُ يُفَسَّرُ بالأعمالِ الباطنةِ، مِن اعتقاداتِ القلوبِ وأعمالِها، قالَ تعالَى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}.


الساعةُ بمعنَى: الوقتِ أو الزمَنِ الحاضِرِ، والْمُرَادُ بالساعةِ هنا: القِيامةُ، والمعنَى: فأَخْبِرْنِي عنْ زمَنِ قِيامِ الساعةِ.


والأماراتُ: جَمْعُ (أَمارةٍ) وهيَ: العَلاَمَةُ.

الأَماراتُ التي تَتَقَدَّمُ الساعةَ بأزمانٍ مُتطاوِلَةٍ، وهيَ الأشراطُ الصغرَى، وليسَ العَلاماتِ التي تَظْهَرُ قُرْبَ قِيامِ الساعةِ، وهيَ الأشراطُ الكُبْرَى: كطُلوعِ الشمسِ مِنْ مَغْرِبِها، وظهورِ الدَّجَّالِ، ونُزولِ عيسَى عليهِ السلامُ، وغيرِ ذلكَ.

والْحُفَاةُ: جَمْعُ حافٍ، وهوَ الذي لا نِعالَ عليهِ.
والعُراةُ: جَمْعُ عارٍ، وهوَ الذي لا ثِيابَ عليهِ.
والعَالَةُ: جَمْعُ: عائلٍ، والعائلُ هوَ: الفقيرُ،


رِعَاءَ الشَّاءِ) بكَسْرِ الراءِ، جَمْعُ: راعٍ، ويُجْمَعُ أيضًا علَى رُعاةٍ بضَمِّها.
والشاءُ : جَمْعُ: شاةٍ، وهوَ مِن الْجُموعِ التي يُفَرَّقُ بينَها وبينَ واحدِها بالهاءِ، كشَجَرٍ وشَجَرَةٍ.

الْمَلِيُّ: هوَ الزمانُ،

العُرُوجُ: الصُّعُودُ، ومنهُ قولُهُ تَعَالَى: {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}.

والعَرَبُ هنا، المُرَادُ بِهِم: المُسْتَعْرِبَةُ، فإِنَّ العَرَبَ قِسْمَانِ، عَارِبَةٌ ومُسْتَعْرِبَةٌ، والعَارِبَةُ قَحْطَانُ، والمُسْتَعْرِبَةُ عَدْنَانُ، وهم: أَفْضَلُ مِن العَرَبِ العَارِبَةِ، كيفَ ومِنْهُم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو القَائِلُ:
((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى بَنِي إِسْمَاعِيلَ مِن العَرَبِ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَأَنَا خِيَارٌ مِنْ خِيَارٍ)).

وَالْعَاقِبُ: الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ


قُريشٌ: هوَ النَّضْرُ بنُ كِنانةَ، لِمَا وَرَدَ عن الأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: (أَتيتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في وَفْدٍ لا يَرَوْنَ أَنِّي أَفْضَلُهم، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إننا نَزْعُمُ أَنَّا مِنْكُمْ، قالَ: ((نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ لاَ نَقْفُوا أُمَّنَا وَلاَ نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا …))).

فإنَّ العرَبَ قِسمانِ:
- عرَبٌ عَارِبَةٌ: وهم أَصْلُ العرَبِ الباقيَةِ جميعًا ويُسَمَّونَ (القَحْطَانِيِّينَ) ويَنتسبونَ إلَى سَبَأِ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قَحطانَ، وقدْ سَكَنُوا اليمَنَ ثمَّ تَفَرَّقُوا في بَقِيَّةِ شِبهِ الجزيرةِ.

-عَرَبٌ مُسْتَعْرِبَةٌ: ويُسَمَّوْنَ (العَدْنَانِيِّينَ) وقدْ نَشَأُوا في مَكَّةَ ومِنها تَفَرَّقُوا في جِهاتٍ كثيرةٍ مِن الْحِجازِ وتِهامةَ، ويَنتهِي نَسَبُهم إلَى إسماعيلَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ كما تَقَدَّمَ؛ لأنَّهُ لَمَّا أَصْهَرَ إلَى قَبيلةِ (جُرْهُمَ) كانَ مِنْ نَسْلِهِ (عَدنانُ) الذي تَنتسِبُ إليهِ العرَبُ الْمُسْتَعْرِبَةُ.


والإنذارُ بمعني: التحذيرِ،
والْمُنْذِرُ: الْمُحَذِّرُ، وأَصْلُ الإنذارِ: الإبلاغُ، ولا يكونُ إلاَّ في التخويفِ.


نُبِّئَ) أيْ: خُبِّرَ؛ لأنَّ أَصْلَ النُّبُوَّةِ مَأخوذةٌ مِن النَّبأِ وهوَ الخبَرُ.

قولُهُ: (وأُرْسِلَ بالْمُدَّثِّرِ) أيْ: بُعِثَ؛ لأنَّ الإرسالَ معناهُ البَعْثُ والتوجيهُ.

والإسراءُ لغةً: السيرُ بالشخصِ ليلاً.
وشَرْعًا: سَيْرُ جِبريلَ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إلَى بيتِ الْمَقْدِسِ؛ لقولِهِ تعالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ



والْمِعراجُ لغةً: الآلةُ التي يُعْرَجُ بها، وهيَ الْمِصْعَدُ.
وشَرْعًا: السُّلَّمُ الذي عَرَجَ بهِ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مِن الأرضِ إلَى السماءِ


(1) الهجرةُ
في اللُّغَةِ: مأخوذةٌ من الهَجْرِ؛ هُوَ التَّرْكُ.
وأمَّا في الشرعِ: فهيَ كما قالَ الشيخُ: (الانتقالُ منْ بلدِ الشركِ إلى بلدِ الإسلامِ).



والوِلْدَانُ: جَمْعُ ولِيدٍ، وَوَلِيدَةٍ، والوَليِدُ: الغُلاَمُ قبلَ أنْ يَحْتَلِمَ.

وبَلَدُ الشرْكِ: هوَ الذي تُقامُ فيهِ شَعائرُ الكُفْرِ، ولا تُقامُ فيهِ شَعائرُ الإسلامِ علَى وَجْهٍ عامٍّ.

وبلدُ الإسلامِ: هوَ البلَدُ الذي تَظْهَرُ فيهِ الشعائرُ والأحكامُ علَى وجهٍ عامٍّ.


كمال دين الاسلام

بعض التعريفات


بَعَثَهُ اللَّهُ) أيْ: أَرْسَلَهُ (إلى الناسِ كافَّةً) أيْ: جميعًا.



(والجهادِ) هوَ مَصْدَرُ: جاهَدَ يُجاهِدُ جِهادًا؛ إذا بالَغَ في قَتْلِ العدُوِّ وغيرِهِ.



وَمَادَّةُ (جَهِدَ) حيث وُجِدَتْ فيها معنَى المبالَغَةِ، قالَ تعالَى: {وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ}والْمُرَادُ هنا: قِتالُ الكُفَّارِ خَاصَّةً.
والجهادُ فَرْضٌ بعدَ الهجرةِدِينُهُ باقٍ) أيْ: لأنَّهُ دِينٌ عامٌّ إلَى يومِ القِيامةِ للبَشرِيَّةِ كلِّها، بينَما الأديانُ السابقةُ كانت مُؤَقَّتَةً بأوقاتٍ مُعَيَّنَةٍ انتهتْ بنِهايَتِها.
ولَمَّا كانَ الإسلامُ دِينًا عامًّا لجم


دِينُهُ باقٍ) أيْ: لأنَّهُ دِينٌ عامٌّ إلَى يومِ القِيامةِ للبَشرِيَّةِ كلِّها، بينَما الأديانُ السابقةُ كانت مُؤَقَّتَةً بأوقاتٍ مُعَيَّنَةٍ انتهتْ بنِهايَتِها.

قولُهُ: (وَالنَّاسُ إِذَا مَاتُوا يُبْعَثُونَ) قَصَدَ بهذا رَحِمَهُ اللهُ بيانَ وُجوبِ الإيمانِ بالبَعْثِ، وأنَّ الإيمانَ بهِ مِنْ جُملةِ الإيمانِ باليومِ الآخِرِ وما فيهِ.


والبَعْثُ معناهُ: إحياءُ الْمَوْتَى


والْحَشْرُ معناهُ: الْجَمْعُ، يعني: جَمْعَ الْخَلائقِ يومَ القِيامةِ لِحِسابِهم والقضاءِ بينَهم.

والْمُرَادُ بالحسابِ: إيقافُ اللهِ تعالَى العِبادَ علَى أعمالِهم التي عَمِلُوها وما كانوا عليهِ في الدنيا.


والطاغوتُ: هوَ كلُّ ما عُبِدَ منْ دونِ اللَّهِ وهوَ راضٍ، وكلُّ مَنْ حَكَمَ بغيرِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ أوْ دَعَا إلى ذلكَ.

والطَّاغُوتُ:هوَ الذي يَتَجاوزُ الحدَّ إمَّا بشِرْكِهِ وكُفْرِهِ، وإمَّا بِدَعْوتِهِ إلى ذلكَ.

وكذلكَ منْ حكمَ بغيرِ ما أنزلَ اللَّهُ متعمدًا، فهؤلاءِ رؤوسُ الطواغيتِ

وكلُّ منْ جاوزَ الحدَّ، وخَرَجَ عنْ طَاعَةِ اللَّهِ،يُسَمَّى طاغُوتًا، قالَ تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِن الغَيِّ}.


فالرشدُ:الإسلامُ وما جاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.



والغيُّ:الكفرُ باللَّهِ والضَّلاَلُ،

أستمسك يعني استعصم


مُبَشِّرِينَ) مَن أَجَابَهُم إِلَى مَا دَعَوا إِلَيْهِ، بِرِضوَانِ اللَّهِ وكَرَامَتِه،

(ومُنْذِرِينَ) مُحَذِّرِينَ مَن عَصَاهُم، غَضَبَ اللَّهِ وسَخَطَهُ وعِقَابَهُ.



والتبشيرُ معناهُ: ذِكْرُ الجزاءِ والثوابِ لِمَنْ أَطاعَ.

والإنذارُ: تَخويفُ العاصي والكافِرِ مِنْ سَخَطِ اللهِ تعالَى وعِقابِهِ


والطاغوتُ مُشْتَقٌّ من الطُّغْيَانِ، والطُّغْيَانُ مُجَاوَزَةُ الحدِّ، ومنهُ قولُهُ تَعَالَى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} يعني: لَمَّا زَادَ الماءُ عن الحدِّ المُعْتَادِ حَمَلْنَاكُم في الجاريَةِ، يَعْنِي: السَّفِينةَ.
وكلمةُ (طاغوت) مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبالَغةِ مِثلُ: الْجَبَروتِ والْمَلَكوتِ.

وَاصْطِلاَحًا: أَحْسَنُ ما قيلَ في تعريفِهِ ما ذَكَرَهُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ أنَّهُ - أي: الطاغوتَ -: (كُلُّ مَا تَجَاوَزَ بهِ العبدُ حَدَّهُ مِنْ معبودٍ أوْ مَتْبُوعٍ أوْ مُطَاعٍ) .ومُرَادُهُ بالمعبودِ والمَتْبُوعِ والمُطاعِ غيرُ الصالحينَ، أمَّا الصالحونَ فَلَيْسُوا طَوَاغِيتَ، وَإِنْ عُبِدُوا أو اتُّبِعُوا أوْ أُطِيعُوا.
- فالأصنامُ التي تُعْبَدُ منْ دونِ اللَّهِ طواغيتُ.


إِبْلِيسُ: هوَ الشيطانُ الرَّجيمُ اللَّعِينُ، الذي قالَ اللَّهُ لهُ: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} .
وكانَ إبليسُ


) الغَيْبُ : ما غابَ عن الإنسانِ، وهوَ نوعانِ:
- واقِعٌ.
- ومُسْتَقْبَلٌ.

فَغَيْبُ الواقعِ نِسْبِيٌّ، يكونُ لشخصٍ مَعْلُومًا ولآخَرَ مَجْهُولاً.
وَغَيْبُ المستقبلِ حَقِيقِيٌّ، لا يكونُ مَعْلُومًا لأَِحَدٍ إلاَّ اللَّهَ وَحْدَهُ،أوْ مَنْ أَطْلَعَهُ اللَّهُ عليهِ من الرُّسُلِ،


{العُرْوَةُ الوُثْقَى} هيَ: الإسلامُ .
قالَ عَزَّ وَجَلَّ: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ} ، ولم يَقُلْ: (تَمَسَّكَ)؛ لأنَّ الاسْتِمْسَاكَ أَقْوَى من التَّمَسُّكِ، فإنَّ الإنسانَ قدْ يَتَمَسَّكُ ولا يَسْتَمْسِكُ.

والعُرْوَةُ الوُثْقَى: القَوِيَّةُ التي لاَ تَنْفَكُّ، ولاَ تَنْفَصِمُ.

وقولُهُ: {بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} العُروةُ في الأَصْلِ: مَوضِعُ شَدِّ اليدِ، والوُثْقَى: تَأنيثُ الأَوْثَقِ، يُقالُ: رجُلٌ أَوْثَقُ، وامرأةٌ وُثْقَى، و{الوُثْقَى} أي: القَوِيَّةُ التي لا تَنْفَكُّ.
والمعنَى - واللهُ أَعْلَمُ - فقد اسْتَمْسَكَ بالعَقْدِ الْمُحْكَمِ الذي لا يَنْفَكُّ ولا يَنْفَصِمُ.



  #5  
قديم 27 ربيع الأول 1431هـ/12-03-2010م, 07:53 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي تلخيص المتأملة

ملخص على شرح الشيخ الفوزان
الدروس الخمس الأولى
للأخت الفاضلة : المتأملة -بارك الله فيها-

جمادى 1430 هـ


أبدأ بتلخيص درس اليوم ( المسائل الأربع - المسائل الثلاث ) مستعينة بالله وحده ..

بسم اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَالعَصْرِ (1) إنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إلاَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَواصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [العصر:1-3]
قَالَ الشَّافِعِيُّ - رَحِمَهُ الله تَعَالى-: (هَذِهِ السُّورَةُ لَو مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلاَّ هِيَ لَكَفَتْهُمْ).
وَقَالَ البُخَارِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى-: (بَابٌ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ والعَمَلِ، والدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك} [محمد:19] فَبَدَأَ بِالعِلْمِ قَبْلَ القَولِ وَالعَمَلِ).
قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: (أَتَدْرِي ما الفِتْنَةُ؟ الفِتْنَةُ: الشِّرْكُ، لَعَلَّهُ إذا رَدَّ بعضَ قولِهِ أنْ يَقَعَ في قلبِهِ شيءٌ من الزَّيْغِ ؛ فَيَهْلَكَ ).
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: (جِهَادُ النَّفْسِ أربعُ مَرَاتِبَ):
إِحْدُاهَا: أنْ يُجَاهِدَهَا على تَعَلُّمِ الهُدَى وَدِينِ الحَقِّ؛ الَّذِي لاَ فَلاَحَ لها، ولا سَعَادَةَ في مَعَاشِهَا ومَعَادِهَا إلاَّ بِهِ.
الثانيَةُ: أنْ يُجَاهِدَهَا على العملِ بِهِ بعدَ عِلْمِهِ.
الثالثةُ: أنْ يُجَاهِدَهَا على الدعوةِ إليهِ، وَتَعْلِيمِهِ مَنْ لا يَعْلَمُهُ.
الرابعةُ: أنْ يُجَاهِدَهَا على الصبرِ على مَشَاقِّ الدعوةِ إلى اللَّهِ،وأَذَى الخلقِ،وَيَتَحَمَّلَ ذلكَ كُلَّهُ لِلَّهِ، فإذا اسْتَكْمَلَ هذهِ المراتبَ الأربعَ صَارَ منَ الرَّبَّانِيِّينَ).
فاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَقْسَمَ في هذهِ السورةِ بالعصرِ على أنَّ كلَّ إنسانٍ فهوَ في خَيْبَةٍ وَخُسْرٍ مَهْمَا كَثُرَ مالُهُ وَوَلدُهُ، وعَظُمَ قَدْرُهُ وشَرَفُهُ، إلاَّ مَنْ جَمَعَ هذهِ الأوصافَ الأربعةَ:
أحدُهَا: الإيمانُ، وَيَشْمَلُ كلَّ ما يُقَرِّبُ إلى اللَّهِ تَعَالَى؛ منِ اعتقادٍ صحيحٍ وعلمٍ نافعٍ.
الثاني: العملُ الصالحُ، وهُوَ كلُّ قولٍ أوْ فعلٍ يُقَرِّبُ إلى اللَّهِ، بأنْ يكونَ فاعِلُهُ لِلَّهِ مُخْلِصًا، وَلِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّبِعًا.
الثالثُ: التَّوَاصِي بالحقِّ، هُوَ التواصِي على فِعْلِ الخيرِ، والحَثُّ عليهِ، والترغيبُ فيهِ.
الرابعُ: التَّوَاصِي بالصبرِ، وبأنْ يُوصِيَ بَعْضُهُم بعضًا بالصبرِ على فعلِ أوامرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَرْكِ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَتَحَمُّلِ أقدارِ اللَّهِ.

قالَ أحمَدُ: (تَعَلُّمُ العِلْمِ وتَعْلِيمُه أَفْضَلُ مِن الجِهَادِ وغيرِه ممَّا يُتَطَوَّعُ بِهِ). اهـ.
قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَهُ اللهُ: (يَجِبُ أن يَطْلُبَ مِن الْعِلْمِ ما يَقومُ بهِ دِينُهُ، قيلَ لهُ: مِثلُ أيِّ شيءٍ؟ قالَ: الذي لا يَسَعُهُ جَهْلُهُ: صلاتُهُ، وصِيامُهُ، ونحوُ ذلكَ).
المسائل الأربعه /
الأُولى:العِلْمُ: وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللهِ وَمَعْرِفَةُ نَبِيِّهِ وَمَعْرِفَةُ دِينِ الإِسْلاَمِ بالأَدِلَّةِ.
الثَّانِيَةُ:العَمَلُ بِهِ.

فالمسألةُ الأولَى والثانيَةُ- العلم والعمل - في قولِهِ سُبحانَهُ: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.



الثَّالِثَةُ:الدَّعْوَةُ إلَيْهِ.
والمسألةُ الثالثةُ- الدعوة اليه-في قولِهِ: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}.
الرَّابِعَةُ: الصَّبْرُ عَلَى الأَذَى فِيهِ.
والرابعةُ – الصبر - في قولِهِ: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.




عللي .. اللَّهُ سبحانَهُ وتعالى يقسمُ بما شاءَ منْ خلقِهِ ؟

- لأَِنَّ المخلوقاتِ تدلُّ على عظمتِهِ،وعلى أنَّهُ سبحانَهُ هوَ المستحقُّ للعبادةِ.
- ولبيانِ عظمِ شأنِ هذهِ المخلوقاتِ التي تدلُّ على وحدانيَّتِهِ وأنَّهُ المستحقُّ للعبادةِ وحدَه.
(العِلْمُ) : هوَ إدراكُ الشيءِ على ما هوَ عليهِ إِدْرَاكًا جَازِمًا.
وَمَرَاتِبُ الإدراكِ سِتٌّ:
الأولى:العلمُ، وهُوَ إدراكُ الشيءِ على ما هوَ عليهِ إِدْرَاكًا جَازِمًا.
الثانيَةُ:الجَهْلُ البَسِيطُ، وهُوَ عدمُ الإدراكِ بالكُلِّيَّةِ.
الثالثةُ:الجَهْلُ المُرَكَّبُ،وهُوَ إدراكُ الشيءِ على وجهٍ يُخَالِفُ ما هوَ عليهِ.
الرابعةُ:الوَهْمُ، وهُوَ إدراكُ الشيءِ معَ احتمالِ ضِدٍّ رَاجِحٍ.
الخامسةُ:الشَّكُّ ، وهُوَ إدراكُ الشيءِ معَ احتمالٍ مُسَاوٍ.
السادسةُ:الظَّنُّ، وهُوَ إدراكُ الشيءِ معَ احتمالِ ضِدٍّ مَرْجُوحٍ.
والعِلْمُ يَنْقَسِمُ إلى قِسْمَيْنِ:ضَرُورِيٍّ وَنَظَرِيٍّ.
فالضَّرُورِيُّ:ما يكونُ إدراكُ المعلومِ فيهِ ضَرُورِيًّا، بحيثُ يُضْطَرُّ إليهِ مِنْ غيرِ نَظَرٍ ولا استدلالٍ، كالعلمِ بأنَّ النَّارَ حارَّةٌ مثلاً.
والنَّظَرِيُّ:ما يَحْتَاجُ إلى نَظَرٍ واستدلالٍ، كالعِلْمِ بوجوبِ النِّيَّةِ في الوضوءِ.
وَيَتَعَرَّفُ العبدُ على رَبِّهِ:

-


بالنظرِ في الآياتِ الشرعيَّةِ في كتابِ اللَّهِ عَزَّ وجلَّ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

- والنَّظَرِ في الآياتِ الكونيَّةِ التي هيَ المخلوقاتُ؛
للإسلام معنيين خاص وعام ؟
الإسلامُ بالمَعْنَى العامِّ هوَ: التَّعَبُّدُ لِلَّهِ بما شَرَعَ منذُ أن ْأَرْسَلَ اللَّهُ الرُّسُلَ إلى أنْ تَقُومَ الساعةُ، كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ ذلكَ فِي آياتٍ كثيرةٍ تَدُلُّ على أنَّ الشرائعَ السابقةَ كُلَّهَا إسلامٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قالَ اللَّهُ تَعَالَى عنْ إبراهيمَ: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}.
والإسلامُ بالمعنى الخاصِّ بعدَ بَعْثَةِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْتَصُّ بما بُعِثَ بهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنَّ ما بُعِثَ بِهِ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسَخَ جميعَ الأديانِ السابقةِ، فَصَارَ مَنِ اتَّبَعَهُ مُسْلِمًا؛ ومَنْ خَالفَهُ ليسَ بمُسْلِم.







والأدلَّةُ: سَمْعِيَّةٌ، وَعَقْلِيَّةٌ.

فالسَّمْعِيَّةُ: ما ثَبَتَ بالوحيِ، وهُوَ الكتابُ والسُّنَّةُ.
والعقليَّةُ: ما ثَبَتَ بالنظرِوالتأمُّلِ





ومجالاتُ الدعوةِ كثيرةٌ:

منها: الدعوةُ إلى اللَّهِ تَعَالَى بِالْخَطَابَةِ وإلقاءِ المحاضراتِ.
ومنها: الدعوةُ إلى اللَّهِ بالمقالاتِ.
ومنها:الدعوةُ إلى اللَّهِ بِحَلَقَاتِ العلم.
ومنها: الدعوةُ إلى اللَّهِ بالتأليفِ ونَشْرِ الدينِ عنْ طريقِ التأليفِ.
ومنها: الدعوةُ إلى اللَّهِ في المجالسِ الخاصَّةِ.
*الصبرُ: حَبْسُ النفسِ على طاعةِ اللَّهِ، وَحَبْسُها عنْ معصيَةِ اللَّهِ، وَحَبْسُهَا عنِ التَّسَخُّطِ منْ أقدارِ اللَّهِ، فَيَحْبِسُ النفسَ عنِ التَّسَخُّطِ والتَّضَجُّرِ والمَلَلِ، وَيَكُونُ دَائمًا نَشِيطًا في الدعوةِ إلى دينِ اللَّهِ وإنْ أُوذِيَ؛ لأنَّ أَذِيَّةَ الداعِينَ إلى الخيرِ منْ طبيعةِ البشرِ، إِلاَّ مَنْ هَدَى اللَّهُ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا}.
والصبرُ ثلاثةُ أقسامٍ:
1 - صبرٌ على طاعةِ اللَّهِ.
2 - صبرٌ عنْ مَحَارِمِ اللَّهِ.
3 - وصبرٌ على أقدارِ اللَّه التي يُجْرِيهَا؛ إمَّا مِمَّا لا كَسْبَ للْعِبَادِ فيهِ، وَإِمَّا مِمَّا يُجْرِيهِ اللَّهُ على أَيْدِي بعضِ العِبَادِ منَ الإيذاءِ والاعتداءِ.
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: (جِهَادُ النَّفْسِ أربعُ مَرَاتِبَ):
إِحْدُاهَا:أنْ يُجَاهِدَهَا على تَعَلُّمِ الهُدَى وَدِينِ الحَقِّ؛الَّذِي لاَ فَلاَح َلها، ولا سَعَادَةَ في مَعَاشِهَا ومَعَادِهَا إلاَّ بِهِ.
الثانيَةُ:أنْ يُجَاهِدَهَا على العملِ بِهِ بعدَ عِلْمِهِ.
الثالثةُ:أنْ يُجَاهِدَهَا على الدعوةِ إليهِ، وَتَعْلِيمِهِ مَنْ لا يَعْلَمُهُ. والدعوةُ إلَى اللهِ تعالَى أَمْرُها عظيمٌ، وثوابُها جَزيلٌ، كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُعليهِ وسَلَّمَ: ((فَوَاللهِ لأََنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِالنَّعَمِ)).
الرابعةُ:أنْ يُجَاهِدَهَا على الصبرِ على مَشَاقِّ الدعوةِ إلى اللَّهِ،وأَذَى الخلقِ،وَيَتَحَمَّلَ ذلكَ كُلَّهُ لِلَّهِ، فإذا اسْتَكْمَلَ هذهِ المراتبَ الأربعَ صَارَ منَ الرَّبَّانِيِّينَ).




*العِلْمُ الشَّرْعِيُّ: على قِسْمَيْن، فرضُ عَيْنٍ، وفرضُ كِفَايةٍ.

فمَا كانَ واجِبًا على الإنسانِ العملُ بِه:
- كأصولِ الإيمانِ.
- وشرائِعِ الإِسلامِ.
- وما يَجِبُ اجْتِنَابُه مِن المحرَّمَات.
- وما يُحْتَاجُ إليه في المُعَامَلاتِ.
البَدْءُ بالبَسْمَلَةِ يَدُلُّ عليهِ أمرانِ:



الأوَّلُ:كتابُ اللهِ تعالَى حيث بُدِئَ بالبَسْمَلَةِ.
والثاني: ماكانَ يَصْنَعُهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في كِتاباتِهِ إلَى الْمُلوكِ.
اذكري وجه الاستدلال على فضل العلم ؟




أنَّ اللهَ تعالَى بَدَأَ بهِ فأَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بالْعِلْمِ قبلَ أنْ يَأْمُرَهُ بالعملِ.


وهذا يَدُلُّنَا علَى أَمرينِ:
أولاً:علَى فَضْلِ الْعِلْمِ.



ثانيًا:علَى أنَّ الْعِلْمَ مُقَدَّمٌ علَى العَمَلِ.
المسائل الثلاث هي /
الأُولَى:أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا وَرَزَقنَا وَلَمْ يَتْرُكْنا هَمَلاً؛ بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَمَنْ أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ.
والدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إنَّا أَرْسَلْنَا إلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيكُم كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَونُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً}[المزمل:14-15].



الثَّانِيَةُ:أَنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحـدٌ فِي عِبَادَتِهِ،
لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا غَيرُهُمَا، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}[الجن:18].
الثَّالِثَةُ:أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لاَ يَجُوزُ لَهُ مُوَالاَةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالى: {لاَ تَجِدُ قَوماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءَهُمْ أَو أَبْنَآءَهُمْ أَو إِخْوَانَهُمْ أَو عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ ألا إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ}[المجادلة:22].
هذه الْمَسائلُ الثلاثُ مُجْمَلُها:

الأولَى: في توحيدِالرُّبوبيَّةِ.
والثانيَةُ: في توحيدِالأُلوهِيَّةِ.
والثالثةُ: في الوَلاءِ والْبَرَاءِ. ، والمعنَى: أنَّ مَنْ أطاعَ الرسولَ فيما أَمَرَ، واجْتَنَبَ ما عنه نَهَى وزَجَرَ، ووَحَّدَ اللهَ سُبحانَهُ، فهذه هيَ العَقيدةُ الإسلاميَّةُ،
وهذه الْمَسائلُ الثلاثُ مَسائل ُعَظيمةٌ لا بُدَّ مِنْ تَعَلُّمِها والعمَلِ بها؛ لأنَّها قاعدةُ الدِّينِ وأساسُ العَقيدةِ.
*االرِّزْقُ: اسمٌ لما يَسُوقُهُ اللهُ إلَى الحيوانِ فيَأْكُلُهُ، قالَ في (القاموسِ): الرِّزْقُ - بالكسْرِ -: مايَنْتَفِعُ بهِ كلُّ مُرتَزِقٍ.
*الرِّزْقُ نوعانِ:

خاصٌّ: وهوَ الرزْقُ الحلالُ للمؤمِنينَ،وهذا هوَ الرزْقُ النافعُ الذي لا تَبِعَةَ فيهِ إذا كانَ عَوْنًا علَى طاعةِ الله ِتعالَى، قالَ تعالَى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِيأَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوافِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
عامٌّ: وهوَ مابهِ قِوامُ البَدَنِ، سواءٌ كانَ حلالاً أوْ حَرامًا، وسواءٌ كانَ الْمَرزوقُ مُسلِمًا أوْ كافرًا، قالَ تعالَى: {وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِيالأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا}.
مظاهر من موالاة الكفار ؟




فهذه بعضُ مَظاهِرِ مُوالاةِ الكُفَّارِ،




أوَّلاً: الرضا بكُفْرِ الكافرينَ وعَدَمُ تَكفيرِهم، أو الشكُّ في كُفْرِهم، أوْ تَصحيحُ أيِّ مَذْهَبٍ مِنْ مَذاهبِهم الكافِرَةِ.


ثانيًا: التَّشَبُّهُ بهم بعَادَاتِهم وأَخلاقِهم وتقالِيدِهم؛ لأنَّهُ ما تَشَبَّهَ بهم إلاَّ لأنَّهُ مُعْجَبٌ، والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقولُ: ((مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)).


ثالثًا: الاستعانةُ بهم، والثِّقَةُ بهم، واتخاذُهم أعوانًا وأنصارًا.


رابعًا: مُعاونتُهم ومُناصرَتُهم.


خامسًا: مُشارَكَتُهم في أعيادِهم بإعانتِهم، إما بالحضورِ أوْ بالتهنئةِ.


سادسًا: التَّسَمِّي بأسمائِهم.


سابعًا: السفَرُ إلَى بلادِهم لغيرِ ضَرورةٍ، بل ْللنُّزْهَةِ ومُتْعَةِ النفسِ.


ثامِنًا: الاستغفارُ لهم والترَحُّمُ عليهم إذا مات َمِنهم مَيِّتٌ.


تاسعًا: مُجامَلَتُهم ومُدَاهَنَتُهُم في الدِّينِ.


عاشرًا: استعارةُ قَوانِينِهم ومَناهِجِهم في حُكْمِ الأُمَّةِ وتَربيَةِ أبنائِها.







المساجد يُفعل فيها شيئان:




- سؤال الله، دعاء الله جل وعلا دعاء المسألة، هذا نوع.


والثاني: عبادة الله جل وعلا بأنواع العبادات؛ من الصلاة الفرض والنفل، ومن التلاوة، ومن الذكر، ومن التعلم والتعليم،ونحو ذلك.


الدعاء قسمان:




-

دعاء مسألة.


- ودعاء عبادة.


*الموالاة معناها: أن تتخذه ولياً،وأصلها من الوَلاية، والوَلاية هي المحبة، قال جل وعلا: {هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ}


فكلمة الولاء والبراء هي معنى الموالاة والمعاداة، وهي بمعنى الحب والبغض، فإذا قيل: الولاء والبراء في الله، هوبمعنى الحب والبغض في الله، وهو بمعنى الموالاة والمعاداة في الله، ثلاثة بمعنى واحد.


تنقسم الموالاة إلى قسمين:


الأول: التولي.


والثاني: الموالاة.


ما معنى التولي؟


معناه: محبة الشرك وأهل الشرك -لاحظ الواو- يعني: أن يحب الشرك وأهل الشرك جميعاً مجتمعة، أو ألا يحب الشرك؛ ولكن ينصر المشرك على المسلم؛ قاصداً ظهور الشرك على الإسلام، هذا الكفرالأكبر الذي إن فعله مسلم صار ردة في حقه، والعياذ بالله.


القسم الثاني: موالاة.


والموالاة محرمة، من جنس محبة المشركين والكفار؛ لأجل دنياهم، أو لأجل قراباتهم، أو لنحو ذلك.


وضابطه: أن تكون محبة أهل الشرك لأجل الدنيا، ولا يكون معها نصرة؛ لأنه إذا كان معها نصرة على المسلم بقصد ظهور الشرك على الإسلام؛ صار تولياً، من القسم المكفر.



معنى الحنيفية -الأصول الثلاثه


اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ أَن َّالحَنِيفِيَّةَ - مِلَّةَ إِبْراهِيمَ -: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاًلَهُ الدِّينَ، وَبِذَلكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛

كَمَا قَالَ تَعَالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّوَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}، وَمَعْنَى يَعْبُدُونِ: يُوَحِّدُونِ.



وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ التَّوْحِيدُ، وَهُوَ: إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ، وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْهُ الشِّرْكُ،
وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرهِ مَعَهُ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوْا بِهِ شَيْئاً} .




الحَنِيفيةُ ملةُ إبراهيمَ، وهيَ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًالهُ الدينَ،وهيَ التي قالَ اللَّهُ فيها لنبيِّهِ: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَحَنِيفًا}.

فالحنيفيةُ: هيَ الملةُ التي فيها الإخلاصُ للَّهِ وموالاتُهُ، وتركُ الإشراكِ بِهِ سبحانَهُ، والحنيفُ هوَ الذي أقبلَ على اللَّهِوأعرضَ عمَّا سواهُ، وأخلصَ لهُ العبادةَ، كإبراهيمَ وأتباعِهِ، وهكذا الأنبياءُوأتباعُهُم.



هذهِ العبادةُ هيَ التي خُلِقَ لها الناسُ، خُلِقَ لها الثَّقَلاَنِ، وهيَ توحيدُاللَّهِ، وطاعةُ أوامرِهِ، واجتنابُ نواهيهِ، قالَ اللَّهُ تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}يعني: يُوَحِّدوني في العبادةِ، ويَخُصُّوني بها بفعلِ الأوامرِ وتركِ النواهي، إلى غيرِذلكَ من الآياتِ.


الشركُ دعوةُ غيرِه معَهُ، وقدْ قالَ سبحانَهُ: {وَلَوْأَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}،


وفي الصحيحينِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قال: ((أَنْ تَجْعَلَ للَّهِ نِدًّا وَهُوَخَلَقَكَ)). قيلَ: ثمَّ أيٌّ؟ قالَ: ((أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أنْ يَطْعَمَ مَعَكَ)).

قيلَ: ثمَّ أيٌّ؟ قالَ: ((أَنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِجارِكَ)).فبيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّ الشِّرْكَ أعظمُ الذنوبِ وأشدُّها وأخْطَرُها، وفي الحديثِ الآخرِ يقولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكبائِرِ؟)) قُلْنا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: ((الإِشْراكُ باللَّهِ)) الحديثُ متفقٌ عليهِ.



فالتوحيدُ هوَ إفرادُ اللَّهِ بالعبادةِ، والشركُ هوَ دعوةُ غيرِ اللَّهِ معَ اللَّهِ، تَدْعُوهُ أو تَخَافُه أو تَرْجُوهُ أو تَذْبَحُ لهُ أو تَنْذِرُ لهُ أوغيرُ ذلكَ مِنْ أنواعِ العبادةِ، هذا الشركُ الأكبرُ سواءٌ كانَ المدعوُّ نبيًّا أوجنيَّاً أو شجرًا أو حجرًا أو غيرَ ذلك.


قالَ سبحانَهُ: {وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيعْبُدُوا اللَّهَمُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}فأعظمُ ما أمرَ اللَّهُ بهِ التوحيدُ وهوَإفرادُ اللَّهِ بالعبادةِ وأعظمُ ما نَهَى اللَّهُ عنهُ هوَ الشركُ باللَّهِ عزَّوجلَّ كما تقدمَ، ولهذا أكثرَ سبحانَهُ وتعالى في القرآنِ من الأمرِ بالتوحيدِوالنهيِ عنِ الشركِ.


الرُّشْدُ: الاستقامةُ على طريقِ الحقِّ.

الطَّاعَةُ: مُوَافَقَةُ المُرَادِ فِعْلاً للمأمورِ وَتَرْكًا للمحظورِ.
الحَنِيفِيَّةُ: هيَ المِلَّةُ المائِلَةُ عن الشركِ، المَبْنِيَّةُ على الإخلاصِ لِلَّهِ عَزَّوَجَلَّ.




*إبراهيمُ هوَ خليلُ الرحمنِ، قالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاتَّخَذَاللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}، وهُوَ أبو الأنبياءِ، وقدْ تَكَرَّر َذِكْرُ مَنْهَجِهِ في مواضعَ كثيرةٍ؛ للاقتداءِ بهِ.


والعبادةُ بِمَفْهُومِهَا العامِّ هيَ: التَّذَلُّلُ لِلَّهِ مَحَبَّةً وتعظيمًا؛بِفِعْلِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ، على الوجهِ الَّذِي جاءَتْ بهِ شَرَائِعُهُ.

أمَّا المفهومُ الخاصُّ للعبادةِ - يَعْنِي تَفْصِيلَهَا - فَقَدْ قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: (العبادةُ اسمٌ جامعٌ لكلِّما يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ من الأقوالِ والأعمالِ الظاهرةِ والباطنةِ،كالخوفِ والخشيَةِ والتَّوَكُّلِ والصلاةِ والزكاةِ والصيامِ، وغيرِ ذلكَ منْشرائعِ الإسلامِ).



وَاعْلَمْ أنَّ العبادةَ نَوْعَانِ:

عبادةٌكَوْنِيَّةٌ، وهيَ: الخضوعُ لأمرِ اللَّهِ تَعَالَى الكَوْنِيِّ، وهذهِ شاملةٌ لجميعِ الخلقِ لا يَخْرُجُ عنها أَحَدٌ؛ لقولِهِ تَعَالَى: {إِنْكُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}. فهيَ شاملةٌ للمؤمنِ والكافرِ والبرِّ والفاجرِ.
والثاني: عبادةٌشرعيَّةٌ، وهيَ الخضوعُ لأمرِ اللَّهِ تَعَالَى الشرعيِّ، وهذهِ خاصَّةٌ بِمَنْأَطَاعَ اللَّهَ تَعَالَى، وَاتَّبَعَ ما جَاءَتْ بهِ الرُّسُلُ، مثلُ قولِهِ تَعَالَى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا}.




فالنَّوْعُ الأَوَّلُ لا يُحْمَدُ عليهِ الإنسانُ؛ لأنَّهُ بغَيْرِ فِعْلِهِ، لكنْ قدْ يُحْمَدُ على ما يَحْصُلُ منهُ منْ شُكْرٍ عندَ الرخاءِ، وصَبْرٍ على البلاءِ،بخلافِ النوعِ الثاني؛ فإنَّهُ يُحْمَدُ عليهِ.


وأنواعُ التوحيدِ ثلاثةٌ:

الأَوَّلُ: توحيدُالرُّبُوبِيَّةِ، وهُوَ إفرادُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى بالخَلْقِ والمُلْكِ والتَّدْبِير:
-




قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}.


الثاني: توحيدُ الألوهيَّةِ، وهُوَ إفرادُ اللَّهِ سبحانَهُ وتَعَالَى بالعبادةِ،بأنْ لا يَتَّخِذَ الإنسانُ مَعَ اللَّهِ أحَداً يَعْبُدُهُ وَيَتَقَرَّبُ إليهِ كما يَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى وَيَتَقَرَّبُ إليهِ.

الثالثُ: توحيدُ الأسماءِوالصفاتِ، وهُوَ إفرادُ اللَّهِ سبحانَهُ وتَعَالَى بما سَمَّى بهِ نَفْسَهُ،وَوَصَفَ بهِ نَفْسَهُ في كتابِهِ، أوْ على لسانِ رسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلكَ بإثباتِ ما أَثْبَتَهُ، ونَفْيِ ما نَفَاهُ، منْ غيرِ تَحْرِيفٍ ولا تعطيلٍ، ومنْ غيرِ تَكْيِيفٍ ولا تَمْثِيلٍ.



أَعْظَمُ ما نَهَى اللَّهُ عنهُ الشِّرْكُ؛ وذلكَ لأنَّ أعظمَ الحقوقِ هوَ حقُّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فإذا فَرَّطَ فيهِ الإنسانُ فقَدْ فَرَّطَ في أعظمِ الحقوقِ، وهُوَ توحيدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:

-


قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.


والشركُ نَوْعَانِ:


شِرْكٌ أكبرُ، وَشِرْكٌ أصغرُ.
فالنوعُ الأَوَّلُ: الشِّرْكُ الأكبرُ، وهُوَ كُلُّ شِرْكٍ أَطْلَقَهُ الشارعُ وكانَ مُتَضَمِّنًالخروجِ الإنسانِ عنْ دِينِهِ.
النوعُ الثاني: الشِّرْكُ الأصغرُ، وهُوَ كلُّ عَمَلٍ قَوْلِيٍّ أوْ فِعْلِيٍّ أَطْلَقَ عليهِ الشرعُ وَصْفَ الشركِ، ولكنَّهُ لايُخْرِجُ عن المِلَّةِ.
وعلى الإنسانِ الحَذَرُ من الشركِ أَكْبَرِهِوَأَصْغَرِهِ؛ فقدْ قالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُأَنْ يُشْرَكَ بِهِ} .




قالَ الْعُلَمَاءُ: وسُمِّيَت الوَظائفُ التي طَلَبَها اللهُ تعالَى مِن الْمُكَلَّفِينَ عِباداتٍ؛ لأنَّهُم يَلتزِمونَها ويَفعلونَها مُتَذَلِّلِينَ خَاضِعينَ للهِ سُبحانَهُ وتعالَى.


وللإخلاصِ ثَمَرَاتٌ عظيمةٌ:


1 -


أنَّهُ بتحقيقِ الإنسانِ لتوحيدِ رَبِّهِ وإخلاصِهِ العُبوديَّةَ لهُ تَكْمُلُ لهُ الطاعةُ، ويَخرُجُ مِنْ قَلْبِهِ تَأَلُّهُ مايَهواهُ.

2 -


مَنْ أَخْلَصَ في عِبادةِ ربِّهِ صُرِفَتْ عنه المعاصي والذنوبُ، كما قالَ تعالَى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}، فعَلَّلَ صَرْفَ السوءِ والفحشاءِ عنه بأنَّهُ مِنْ عِبادِهِ الْمُخْلَصينَ لهُ في عِباداتِهم، الذينَ أَخْلَصَهم اللهُ واختارَهم واخْتَصَّهُم لنفسِهِ.

3 -


مَنْ أَخْلَصَ في عِبادةِ رَبِّهِ فهوَ في حِرْزٍمِن الشيطانِ، قالَ تعالَى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}، وقالَ الشيطانُ: {فَبِعِزَّتِكَ لأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}.


سُمُّوا جِنًّا لاجتنانِهم؛ أي: استتارِهم عن العيونِ، واجتماعُ الجيمِ معَ حَرْفِ النونِ في لُغةِ العَرَبِيَدُلُّ علَى السِّتْرِ، قالَ تعالَى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَوَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}.

والإنسُ : البشَرُ، الواحدُ: (إِنْسِيٌّ) سُمُّوا بذلكَ؛ لأنَّ بعضَهم يَأْنَسُ ببَعْضٍ، والأَنَسُ الطُّمأنينةُ.



وقدْ وَرَدَ قي الحديثِ القُدسيِّ عنْ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأَْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأَْتُ صَدْرَكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ)) .

فهذا الحديثُ يَدُلُّ علَى أنَّ الوَظيفةَ التي أُنِيطَتْ بهذا الْمُكَلَّفِ: هيَ عِبادةُ اللهِ والتفرُّغُ لِمَا خُلِقَ لأَجْلِهِ



الشرْكُ الأكبَرُ،وهوَ أربعةُ أنواعٍ:

1 -


شِرْكُ الدعاءِ:وهوَ أن يَضْرَعَ إلَى غيرِ اللهِ تعالَى، مِنْنَبِيٍّ، أوْ مَلَكٍ، أوْ وَلِيٍّ، بقُرْبِةٍ مِن الْقُرَبِ - صلاةٍ، أو استغاثةٍ،أو استعانةٍ - أوْ يَدْعُوَ مَيِّتًا، أوْ غَائِبًا، أوْ نحوَ ذلكَ مِمَّا هوَ مِناختصاصِ اللهِ تعالَى، والدليلُ قولُهُ تعالَى: {فَإِذَارَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّانَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}.

2 -


شِرْكُ النِّيَّةِ والإرادةِ والقَصْدِ: بأن يأتيَ بأَصْلِ العِبادةِ رِيَاءً، أوْ لأَجْلِ الدنيا وتَحصيلِ أَغراضِها، والدليلُ قولُهُ تعالَى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَانُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَاصَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.


قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: (أَمَّا الشِّرْكُ فِي الإِرَادَاتِ وَالنِّيَّاتِ فَذَلِكَ الْبَحْرُ الَّذِي لاَسَاحِلَ لَهُ، وَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ، فَمَنْ أَرَادَ بِعَمَلِهِ غَيْرَوَجْهِ اللهِ، وَنَوَى شَيْئًا غَيْرَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ وَطَلَبِ الجزاءِمِنه، فقدْ أَشْرَكَ في نِيَّتِهِ وَإِرَادَتِهِ...).


3 - شِرْكُ الطاعةِ: وهوَ أن يَتَّخِذَ لهُ مُشَرِّعًا سوَى اللهِ تعالَى، أوْيَتَّخِذَ شَريكًا للهِ في التشريعِ فيَرْضَى بِحُكْمِهِ ويَدينَ بهِ في التحليلِ والتحريمِ، عِبادةً وتَقَرُّبًا وقَضاءً وفَصْلاً في الْخُصوماتِ، والدليلُ قولُهُ تعالَى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًامِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُو اإِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّايُشْرِكُونَ}.

ولمَّا سَمِعَ عديُّ بنُ حاتمٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقرأُ هذه الآيَةَ، قالَ: (إنَّا لسنا نَعْبُدُهم، قالَ: ((أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونَهُ، وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتُحِلُّونَهُ؟)) قالَ: بلَى، قالَ: ((فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ)).
4 - شِرْكُ الْمَحَبَّةِ: وهوَ اتِّخاذُ الأندادِ مِن الْخَلْقِ يُحِبُّهُم كحُبِّ اللهِ تعالَى، فيُقَدِّمُ طَاعتَهم علَى طاعتِهِ، ويَلْهَجُ بذِكْرِهم ودُعائِهم،والدليلُ قولُهُ تعالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْدُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ}.
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: (وها هنا أربعةُ أنواعٍ مِنالْمَحبَّةِ يَجِبُ التفريقُ بينَها، وإنَّمَا ضَلَّ مَنْ ضَلَّ بعَدَمِ التمييزِ بينَها:
أحدُها: مَحَبَّةُ اللهِ، ولاتَكْفِي وَحْدَها في النجاةِ مِنْ عذابِ اللهِ والفوزِ بثَوابِهِ، فإنَّ المشركينَ وعُبَّادَ الصليبِ واليهودَ وغيرَهم يُحِبُّونَ اللهَ.
الثاني: مَحَبَّةُ ما يُحِبُّهُ اللهُ، وهذه هيَ التي تُدْخِلُهُ في الإسلامِ وتُخْرِجُهُ مِن الكُفْرِ، وأَحَبُّ الناسِ إلَى اللهِ أَقْوَمُهم بهذه الْمَحَبَّةِ وأَشْهَدُهم فيها.
الثالثُ: الحبُّ للهِ وفيهِ، وهيَ مِنْ لَوازِمِ مَحَبَّةِ مايُحِبُّهُ اللهُ، ولا يَستقيمُ مَحَبَّةُ ما يُحِبُّهُ اللهُ إلاَّ بالحبِّ فيهِولهُ.
الرابعُ: الْمَحَبَّةُ معَ اللهِ، وهيَ الْمَحَبَّةُ الشِّركيَّةُ، وكلُّ مَنْ أَحَبَّ شيئًا معَ اللهِ، لا للهِ، ولا مِنْ أَجْلِهِ،ولا فيهِ، فقد اتَّخَذَهُ نِدًّا مِنْ دونِ اللهِ، وهذه مَحَبَّةُ الْمُشرِكينَ).




وأمَّا الشرْكُ الأصغَرُ فهوَ: كلُّما نَهَى عنه الشرْعُ مِمَّا هوَ ذَريعةٌ إلَى الشِّرْكِ الأَكْبَرِ، ووسيلةٌ للوُقوعِ فيهِ، وجاءَ في النصوصِ تَسميتُهُ شِرْكًا، كالْحَلِفِ بغيرِ اللهِ تعالَى، والرياءِ اليسيرِ في أفعالِ العِباداتِ وأقوالِها، وبعضِ العباراتِ مثلِ: (مَا شاءَ اللهُ وشِئْتَ)، ونحوِها ممَّا فيهِ تَشريكٌ بينَ اللهِ وخَلْقِهِ مِثلِ: (لولا اللهُ وفلانٌ)، و(ما لي إلاَّ اللهُ وأنتَ)، (وأنا مُتَوَكِّلٌ علَى اللهِ وعليكَ)، (ولولا أنتَ لم يكنْ كذا).. وقدْ يكونُ هذا شِرْكًا أَكبرَ بِحَسَبِ قائلِهِ ومَقْصِدِهِ.


قولُهُ تعالَى:{وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} ) هذه الآيَةُ جَمَعَتْ بينَ الأمرينِ: الأمْرِ بالعبادةِ، والنهيِ عن الشرْكِ،


وأمَّا حُكْمُ الشرْكِ: فالأكبرُ مُخْرِجٌ مِن الْمِلَّةِ، وقدْ حَرَّمَ اللهُ الْجَنَّةَ علَى صاحبِهِ؛ إذْ ليسَمعه شيءٌ مِن التوحيدِ، قالَ تعالَى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُأَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.

وأمَّا الأصغَرُ: فلا يُخْرِجُ مِن الْمِلَّةِ، لكنه وَسيلةٌ إلَى الأَكْبَرِ، وصاحبُهُ علَى خَطَرٍعظيمٍ، فعلَى العَبْدِ أن يَحْذَرَ الشرْكَ مُطْلَقًا،



وأعظم ما نُهي عنه من المنهيات هو الشرك، لِمَ؟

لأن الغاية من خلق الإنسان هي عبادة اللهوحده، فصار الأمر بالتوحيد هو الأمر لهذا المخلوق بأن يعلم وأن يُنْفِذ غاية الله -جل وعلا- من خلق هذا المخلوق.



الاصول الثلاثه التي يجب على العبد معرفتها /


فَإذَا قِيلَ لَكَ: مَا الأُصُوْلُ الثَّلاثَةُ الَّتِييَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُها؟

فَقُلْ: مَعْرِفَةُ العَبْدِ رَبَّهُ،وَدِينَهُ، وَنَبِيَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَإِذَاقِيلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ؟
فَقُلْ: رَبِّيَ اللهُ الَّذِي رَبَّانِي، وَرَبَّى جَمِيعَ العَالَمِينَ بِنِعْمَتِهِ، وَهُوَ: مَعْبُودِي لَيْسَ لِي مَعْبُودٌسِوَاهُ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {الحَمْدُ لِلَّهِرَبِّ العَالَمِينَ}، وَكُلُّ مَن سِوَى اللهِ عَالَمٌ، وَأَنَا وَاحِدٌمِنْ ذَلِكَ العَالَمِ.




الأصولُ جَمْعُ أَصْلٍ، وهُوَ ما يُبْنَى عليهِ غيرُهُ، ومنْ ذلكَ أصلُ الجدارِ،وهُوَ أساسُهُ، وأصلُ الشجرةِ الَّذِي يَتَفَرَّعُ منهُ الأغصانُ، قالَ اللَّهُتَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِيا لسَّمَاءِ} .


مَعْرِفَةُ اللَّهِ تكونُ بِأَسْبَابٍ:

منها: النظرُ والتَّفَكُّرُ في مخلوقاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فإنَّ ذلكَ يُؤَدِّي إلى معرفتِهِ، ومعرفةِ عظيمِ سلطانِهِ وَتَمَامِ قُدْرَتِهِ وحِكْمَتِهِ ورحمتِهِ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لأُِولِي الأَلْبَابِ}.



ومن أسبابِ مَعْرِفَةِ العبدِ رَبَّهُ: النَّظَرُ في آياتِهِ الشرعيَّةِ، وهيَ الوحيُ الَّذِي جاءَتْ بهِ الرُّسُلُ عليهم الصلاةُ والسلامُ، فَيَنْظُرُ في هذهِ الآياتِ وما فيها من المصالحِ العظيمةِ التي لا تَقُومُ حياةُ الخلقِ في الدنيا ولافي الآخرةِ إلاَّ بها، فإذا نَظَرَ فيها وَتَأَمَّلَهَا وَمَا اشْتَمَلَتْ عليهِ من العِلْمِ والحكمةِ، وَوَجَدَ انْتِظَامَهَا وَمُوَافَقَتَهَا لمصالحِ العِبَادِ،عَرَفَ بذلكَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، كما قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِاللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} .


*التَّرْبِيَةُ هيَ: عبارةٌ عن الرعايَةِ التي يكونُ بها تَقْوِيمُ المُرَبَّى.


أنواع التربية:

- تربية الأجسام.

- تربية الغرائز.
- تربية الفكر.
- تربية العقل.


(معرفة العبد ربه) يعني: معرفة العبدمعبوده؛ لأن الربوبية في هذا المقام يراد بها العبودية، لِمَ؟


لأن الابتلاءبالأنبياء والمرسلين لم يقع في معاني الربوبية، ألم تر أن الله جل وعلا قال: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ}هذه مقتضيات الربوبية {فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} المشركون في كل زمان لم يكونوا ينازعون في توحد الله جلوعلا في ربوبيته، ولهذا فسر العلماء سؤال القبر: (من ربك؟) بـ(من معبودك؟) لِمَ؟
لأن الابتلاءلم يقع في الربوبية.




الفرق بين الربوبيه والالوهيه ؟


أن الربوبية إذا فردت، فإنه يدخل فيها الألوهية؛ لأن الربوبية تستلزم الألوهية،وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الإلهية، والأُلوهية تتضمن الربوبية؛ لأن الموحد للهجل وعلا في ألوهيته هو ضمناً مقرٌ بأن الله جل وعلا واحدٌ في ربوبيته، ومن أيقن بأنالله جل وعلا واحد في ربوبيته؛ استلزم ذلك أن يكون مقراً بأن الله -جل وعلا- واحدفي استحقاقه العبادة؛ ولهذا تجد في القرآن أكثر الآيات فيها إلزام المشركين بماأقروا به -ألا وهو: توحيد الربوبية- على ما أنكروه -ألا وهو: توحيد الإلهية- من مثلقول الله -جل وعلا- في سورة الزمر: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}هذا توحيد الربوبية،إذاً: الربوبية تطلق ويراد منهاالعبودية في بعض المواضع، تارةً بالاستلزام، وتارة بالقصد، وبعض علمائنا قال: إنلفظ الألوهية والربوبية يمكن أن يُدَخل في الألفاظ التي يقال: إنها إذا اجتمعت تفرقت، وإذا تفرقت اجتمعت، وهذا وجيه.

  #6  
قديم 27 ربيع الأول 1431هـ/12-03-2010م, 07:56 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي التقسيمات / حفيدة بني عامر

التقسيمات (التعداد) الوارد في شرح الشيخ الفوزان
كامل المادة
للأخت الفاضلة : حفيدة بني عامر -بارك الله فيها-
صفر 1430 هـ

(1)
الدرس الأول : (( المسائل الأربع )) :


والبدء بالبسملة يدل على أمران :
الأوَّلُ:كتابُ اللهِ تعالَى حيث بُدِئَ بالبَسْمَلَةِ.
والثاني: ماكانَ يَصْنَعُهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في كِتاباتِهِ إلَى الْمُلوكِ.


***


الإسلامُ لهُ معنيانِ:
- معنًى عامٌّ، ومعنًى خاصٌّ :لأنَّهُ قدْ وَرَدَتْ أَدِلَّةٌ تَدُلُّ علَى أنَّ الإسلامَ خاصٌّ بهذه الأُمَّةِ، ووَرَدَتْ أدِلَّةٌ تَدُلُّ علَى أنَّ الإسلامَ مَوجودٌ في الشرائعِ السابقةِ، فتَحريرًا للمسألةِ نَذْكُرُكلامَ شيخِ الإسلامِ رَحِمَهُ اللهُ في هذا الموضوعِ .
- وهوَ أنَّ الإسلامَ بالمعنَى العامِّ يُرادُ بهِ: عِبادةُ اللهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لهُ، وهذا دِينُ الأنبياءِ عُمومًا.
-قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عن التوراةِ وأنبياءِ بني إسرائيلَ : (يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا) ,فوَصْفُ اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى أنبياءَ بني إسرائيلَ بالإسلامِ؛ ممَّا يَدُلُّ علَى أنَّ الإسلامَ ليسَ خاصًّا بهذه الأُمَّةِ بلْ هوَ عامٌّ.
-وذَكَرَ اللهُ تعالَى عنْ موسَى عليهِ السلامُ أنَّهُ قالَ لقومِهِ:(إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)
وعنْ أبناءِ يَعقوب َعليهِ السلامُ:( قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبـَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
-أمَّا الإسلامُ بالمعنَى الخاصِّ فيُرادُ بهِ: الدِّينُ الذي بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًابهِ، وجَعَلَهُ خاتِمَةَ الأديانِ، لا يُقبَلُ مِنْ أَحدٍ دِينٌ سواهُ:
- قالَ تعالَى ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَالإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
-وقالَ تعالَى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا.
(فهذه الآيَةُ تُفيدُ أنَّ اللهَ تعالَى ارْتَضَى لهذه الأُمَّةِ الإسلامَ دِينًا، فيُفَسَّرُ بالمعنَى الخاصِّ).


***


والدعوةُلا تُؤْتِي ثِمارَها وتكونُ وَسيلةَ إصلاحٍ وبِناءٍ، إلاَّ إذا كانَ الداعيمُتَّصِفًابمايكونُ سَببًا لقَبولِ دَعوتِهِ وظُهورِ أَثَرِها، ومِنْ ذلكَ:
1-التقوَى : ويُقْصَدُ بها كلُّ مَعانيها مِن: امتثالِ المأمورِ، واجتنابِ المحظورِ، والتَّحَلِّي بصِفاتِ أهلِ الإيمانِ.
2-الإخلاصُ: بأنْ يَقْصِدَ بدعوتِهِ وجهَ اللهِ تعالَى ورِضاهُ، والإحسانَ إلَى خَلْقِهِ، ويَحْذَرَ مِنْ أنْ يَقْصِدَ إظهارَ التمَيُّزِ علَى غيرِهِ، وإذلالَ الْمَدْعُوِّ بإشعارِهِ بالجهْلِ والتقصيرِ.
3- الْعِلْمُ : فلا بدَّ أنْ يكونَ الداعي عالِمًا بما يَدْعو بهِ، ذا فَهْمٍ لِمَا جاءَ في كِتابِ اللهِ تعالَى وسُنَّةِ رسولِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وسِيَرِ السلَفِ الصالحِ.
4- الحِلْمُ وضَبْطُ النفْسِ عندَالغَضَبِ ؛ لأنَّ مَيدانَ الداعيَةِ صُدُورُالرجالِ ونُفوسُ البَشَرِ، وهيَ مُتَبَايِنَةٌ ومُخْتَلِفَةٌ كاختلافِ صُوَرِهِم وأَشكالِهم.
5- أنْ يَبْدَأَ بالأَهَمِّ فالأَهَمِّ علَى حَسَبِ البيئةِ التي يَدْعُو فيها، فمَسائِلُ العَقيدةِ وأصولِ الدِّينِ تأتي في الْمَقامِ الأَوَّلِ، وقدْ دلَّ علَى ذلكَ قولُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لِمُعاذٍرَضِيَ اللهُ عنهُ: ((فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَإِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ...)) الحديثَ.
6- أنْ يَسْلُكَ في دعوتِهِ الْمَنْهَجَ الذي نَصَّ اللهُ عليهِ في كِتابِهِ الكريمِ، يقولُ سُبحانَهُ: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، والْحِكمةُ مَعْرِفَةُ الحقِّ والعملُ بهِ، والإصابةُ في القولِ والعملِ، وهذا لا يكونُ إلاَّبفَهْمِ القرآنِ، والفقهِ في شرائعِ الإسلامِ وحقائقِ الإيمانِ (وَالْمَوْعِظَةِالْحَسَنَ ةِ)
لأمْرُوالنهيُ المقرونُ بالترغيبِ والترهيبِ، وإِلاَنَةِ القولِ وتَنشيطِ الْمَوعوظِ.
(وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِي َأَحْسَنُ) فيَسْلُكُ كلَّ طريقٍ يَكونُ أَدْعَى للاستجابةِ: مِن الالتزامِ بالموضوعِ، والبُعْدِ عن الانفعالِ، والترَفُّعِ عن المسائلِ الصغيرةِ في مُقابِلِ القضايا الكُبرَى؛حِفْظًا للوَقْتِ، وعِزَّةً للنفْسِ، وكمالاً للمُروءةِ.
7- الصبْرُعلَى الأَذَى فيهِ : الرابعةُ مِن الْمَسائلِ الأربعِ: الصبرُ علَى الأَذَى في الدعوةِ إلَى اللهِ تعالَى، بأنْ يكونَ الداعيَةُ صابرًا علَى ما يَنالُهُ مِنْ أَذِيَّةِ الناسِ؛ لأنَّ أَذِيَّةَ الدُّعاةِ مِنْ طبيعةِ البَشَرِ إلاَّ مَنْ هَدَى اللهُ، كما قالَ تعالَى: ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا )
فيَجِبُ علَى الداعيَةِ أنْ يكونَ صابرًا علَى دَعوتِهِ مُسْتَمِرًّا فيها، صابرًا علَى ما يَعْتَرِضُ دَعوتَهُ أوْ ما يَعْتَرِضُهُ هوَ مِن الأَذَى؛ لأنَّ الداعيَةَ يَطْلُبُ مِن الناسِ أن يَتَحَرَّرُوا مِنْ شَهَوَاتِهم ورَغَبَاتِهم، وعاداتِ أقوامِهم،ويَقِفُوا عندَ حُدودِ اللهِ تعالَى في أَوامِرِهِ ونَواهِيهِ، وأكثرُالناسِ لا يُؤْمِنُ بهذا الْمَنْهَجِ.
فلهذا يُقاوِمُونَ الدعوةَ بكلِّ قُوَّةٍ، ويُحارِبون دُعاتَها بكلِّ سِلاحٍ، قالَ تعالَى عنْلُ قْمَانَ الحكيمِ في وَصِيَّتِهِ لابنِه قال تعالى : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَك َإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)
8 - وعلَى الداعيَةِ أن يَتَأَسَّى بالرسُلِ الكِرامِ الذينَ قَصَّ الله ُعلينا أَخبارَهم، وما حَصَلَ لهم مِنْ مَشاقِّ الدعوةِ ومَتاعبِها مِنْ إعراضِ الناسِ عنْ دعوتِهم وأَذِيَّتِهم بالقولِ والفِعلِ، معَ طولِ الطريقِ واستبطاءِ النصْرِ، قالَ تعالَى: ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوالْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل)


***


استدَلَّ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ علَى هذه المسائلِ الأربعِبسورةٍ عظيمةٍ لا تَزيدُ علَى ثلاثِ آياتٍ، وهيَ سورةُ العصْرِ :-
فالمسألةُ الأولَى والثانيَةُ في قولِهِ سُبحانَهُ:(إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ)
فإنَّ الإيمانَ لا يكونُ صَحيحًا، والعملَ لا يكونُ صالحًا إلاَّ بالْعِلْمِ بأنْ يُعْبَدَ اللهُ علَى بَصيرةٍ.
-والمسألةُ الثالثةُ في قولِهِ : ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقّ) .
-والرابعةُفي قولِهِ: ( وَتَوَاصَوْابِالصَّبْر) .


***


(وَتَوَاصَوْابِالصَّبْرِ)
جميعُ أنواعِ الصبْرِ:
-الصبرُ علَى طاعةِ اللهِ وأداءِ فَرائضِهِ، والقيامِ بحقوقِهِ وحقوقِ عِبادِهِ، فهذا يَحتاجُ إلَى صَبْرٍ .
-والصبرُ عنْ مَعصيَةِ اللهِ؛ لأنَّ النفْسَ أَمَّارَةٌ بالسُّوءِ فلابُدَّ للإنسانِ أن يَصْبِرَ؛ لئلاَّ يَقَعَ في الْمَعْصِيَةِ.
_ ومِن الصبْرِ أيضًا: الصبْرُ عن البَطَرِ عندَ كثرةِ النِّعَمِ ، فيَصْبِرُ الإنسانُ عن البَطَرِ والإسرافِ والتبذيرِ عندَ وُجودِ النِّعَمِ أوْ كَثْرَتِها.
_ ومِن الصبْرِ أيضًا: الصبْرُ علَى الْمَصائِبِ
وهيَ ما يُصِيبُ الإنسانَ في هذه الدنيا مِنْ مَصائبَ وحَوَادِثَ فإنَّهُ عُرْضَةٌ لذلكَ.


***


وقولُهُ تعالَى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله)
وقد اسْتَدَلَّ بعضُ السلَفِ بهذه الآيَةِ علَى :
فَضْلِ الْعِلْمِ، فقدْ ذَكَرَ أبو نُعيمٍ رَحِمَهُ اللهُ في (الْحِلْيَة )عنْ سُفيانَ بنِ عُيَيْنَةَ رَحِمَهُ اللهُ، أنَّهُ سُئِلَ عنْ فَضْلِ الْعِلْمِ فقالَ: ألمْ تَسْمَعْ قولَهُ تعالَى حينَ بدأَ بهِ فقالَ:
( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ)،
-ثمَّ أَمَرَهُ بالعمَلِ بعدَ ذلكَ فقالَ: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)
ووَجْهُ الاستدلالِ علَى فَضْلِ الْعِلْمِ :
أنَّ اللهَ تعالَى بَدَأَ بهِ فأَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُعليهِ وسَلَّمَ بالْعِلْمِ قبلَ أنْ يَأْمُرَهُ بالعملِ.
وهذا يَدُلُّنَا علَى أَمرينِ:
أولاً : علَى فَضْلِ الْعِلْمِ.
ثانيًا:علَى أنَّ الْعِلْمَ مُقَدَّمٌ علَى العَمَلِ.





الدرس الثاني :(( المسائل الثلاث )):


قولُهُ : (أَنَّهُ يَجِبُ علَى كلِّ مُسْلِمٍ ومُسلِمَة ٍتَعَلُّمُ هذه الْمَسائلِ الثلاثِ والعَمَلُ بِهِنّ) َ.هذه الْمَسائلُ الثلاثُ مُجْمَلُها:
الأولَى: في توحيدِ الرُّبوبيَّةِ.
والثانيَةُ: فيتوحيدِ الأُلوهِيَّةِ.
والثالثةُ: في الوَلاءِ والْبَرَاءِ.
وهذه الْمَسائلُ الثلاثُ مَسائلُ عَظيمةٌ لا بُدَّ مِنْ تَعَلُّمِها والعمَلِ بها؛ لأنَّها قاعدةُالدِّينِ وأساسُ العَقيدةِ.


***


الأولى : التي هيَ توحيدُ الرُّبوبيَّةِ:
(أَنَّ اللهَ خَلَقَنا ورَزَقَناولم يَتْرُكْنا هَمَلا) هذه ثلاثةُ أُمورٍ:
الأَوَّلُ: أنَّ اللهَ تعالَى خَلَقَنا، والدليلُ علَى أنَّ اللهَ خَلَقَنا هوَ السمْعُ والعَقْلُ.
أمَّا السمْعُ فآياتُهُ كَثيرةٌ كقولِهِ تعالَى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ )،وقولِهِ تعالَى:(اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )
أمَّاالعقلُ فقدْ دَلَّ عليهِ قولُ اللهِ تعالَى في سورةِ الطُّورِ:(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُون )،ففي هذه الآيَةِ دليلٌ عقليٌّ علَى أنَّهُ لا بُدَّ مِنْ خالِقٍ، وأنَّهُ لم يُوجَدْ هذا الكونُ صُدْفَةً؛ لأنَّ القِسْمَةَ العقليَّةَ تَقتضِي ثلاثةَ أُمورٍلا رابعَ لها:
-إمَّا أننا خُلِقْنَا بدونِ خالقٍ، وهذا لا يُمْكِنُ؛ لأنَّ الْخَلْقَ لا بُدَّ أن يَتَعَلَّقَ بخالِقٍ كالتحريكِ يَتَعَلَّقُ بِمُحَرِّكٍ، فلايُمكِنُ للشيءِ أن يَتَحَرَّكَ مِنْ مَكانِهِ إلاَّ بوُجودِ مُحَرِّكٍ لهُ، وهذاأَمْرٌ ضَروريٌّ يَعرِفُهُ العُقلاءُ.
فكَوْنُنا خُلِقْنَا بدونِ خالِقٍ هذا لايُمْكِنُ، والناسُ بِمُقْتَضَى عُقولِهم - حتَّى الْمُعانِدونَ مِنهم - يَعْرِفون هذا.
فلوْ قِيلَ لشخصٍ: إنَّ هناكَ قَصْرًا مِن القصورِ الذي جُهِّزَ بكلِّ ماتَشتهيهِ الأَنْفُسُ وتَتَمَنَّاهُ، ولكنَّ هذا القَصْرَ وُجِدَ صُدفةً بدون ِبِناءٍ ولا إِعدادٍ؛ لبَادَرَ الناسُ إلَى التكذيبِ، وقالُوا: هذا لا يُمْكِنُ؛لأنَّ القَصْرَ يَحتاجُ إلَى بِناءٍ، وما فيهِ يَحتاجُ إلَى إعدادٍ، فلا بدَّ مِنْ عُمَّالٍ وصُنَّاعٍ.
ُ الثاني: أننا خَلَقْنَا أنْفُسَنا، وهذا أَشَدُّ فَسادًا ممَّا قَبْلَهُ؛لأننا مَعدومونَ، والْمَعدومُ لا يُمْكِنُ أنْ يكونَ قادرًا علَى إيجادِ نفسِهِ؛ لأنَّ العَدَمَ نقْصٌ، والخَلْقَ كمالٌ، فكيفَ يكونُ الناقصُ كاملاً، هذا لايُمْكِنُ، فيَتَعَيَّنُ:
الثالثُ وهوَ: أنَّهُ لا بدَّ لنا مِنْ خالقٍ وهوَ الربُّ القادِرُ.
ولهذا قالَ تعالَى: (أَمْ خُلِقُوامِنْ غَيْرِ شَيْءٍ) يعنِي: هلْ هم خُلِقوا هكذا دونَ خالقٍ؟ هذا الأمرُالأوَّلُ، أمْ هم الخالقونَ؟ يعني: لأنفسِهم، هذا الأمرُ الثاني، والأمرُ الثالثُ لم تَذْكُرْهُ الآيَةُ؛ لأنَّهُ إذا امْتَنَعَ الأمرُ الأوَّلُ والثاني يَتعيَّنُ الأمرُ الثالثُ.
وقدْ وَرَدَ في الحديثِ أنَّ رجلاً مُشْرِكًا سَمِعَ هذه الآيَةَ فدَخَلَ الإيمانُ في قَلْبِهِ وهوَ جُبَيْرُ بنُ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ كما في (صحيحِ البخاريِّ) أنَّهُ جاءَ في مَوضوعِ أُسارَى بَدْرٍ والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقرأُ في صلاةِ الْمَغرِبِ بسورةِ الطُّورِ، فمَرَّت الآيَةُ وجُبيرٌ يَسمعُ، فيقولُ مُعَبِّرًا عنْ نفسِهِ: (كادَ قَلبِي أنْ يَطيرَ، ومُنذُ ذلكَ الوقتِ وَقَرَ الإيمانُ في قَلْبِي)؛لأنَّهُ مِنْ أهلِ اللِّسَانِ والفَصاحةِ والبلاغةِ، فعَرَف الآيَةَ ومعناها وماتَدُلُّ عليهِ؛ فوَقَرَ الإيمانُ في قَلْبِهِ.


***


والدليلُ علَى أنَّ اللهَ تعالَى رَزَقَنا آياتٌ كثيرةٌ مِن القرآنِ الكريمِ:
- كقولِ اللهِ تعالَى:(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَاتُوعَدُونَ)
- وقولِهِ تعالَى: (إِنَّ اللهَ هُوَالرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)
- وقولِهِ تعالَى:(إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)إلَى غيرِذلكَ مِن الآياتِ.



***


ومُوالاةُ الكُفَّارِ لها مَظَاهِرُ مُتعدِّدَةٌ يَكْثُرُ ظُهورُها مِنْ زَمَن ٍإلَى زَمَنٍ آخَرَ، ولْنَذْكُرْ أَهَمَّ هذه الْمَظاهِرِ، فمَتَى تَلَبَّسَ بها أوْبشيءٍ مِنها إنسانٌ مسلِمٌ فعليهِ أن يَعْلَمَ أنَّهُ قدْ والاهم بقَدْرِ ما قامَ بهِ مِنْ هذه الْمَظاهِرِ.


قالَ تعالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ).
فمِنْ هذه المَظاهِرِ:
أوَّلاً: الرضا بكُفْرِ الكافرينَ وعَدَمُ تَكفيرِهم، أوالشكُّ في كُفْرِهم، أوْ تَصحيحُ أيِّ مَذْهَبٍ مِنْ مَذاهبِهم الكافِرَةِ.
ثانيًا: التَّشَبُّهُ بهم بعَادَاتِهم وأَخلاقِهم وتقالِيدِهم؛ لأنَّهُ ماتَشَبَّهَ بهم إلاَّ لأنَّهُ مُعْجَبٌ، والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقولُ: ((مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ))
ثالثًا: الاستعانةُ بهم، والثِّقَةُ بهم، واتخاذُهم أعوانًا وأنصارًا.
رابعًا: مُعاونتُهم ومُناصرَتُهم.
خامسًا: مُشارَكَتُهم في أعيادِهم بإعانتِهم، إما بالحضورِ أوْ بالتهنئةِ.
سادسًا: التَّسَمِّي بأسمائِهم.
سابعًا: السفَرُ إلَى بلادِهم لغيرِ ضَرورةٍ، بلْ للنُّزْهَةِ ومُتْعَةِالنفسِ.
ثامِنًا: الاستغفارُ لهم والترَحُّمُ عليهم إذا ماتَ مِنهم مَيِّتٌ.
تاسعًا: مُجامَلَتُهم ومُدَاهَنَتُهُم في الدِّينِ.
عاشرًا: استعارةُ قَوانِينِهم ومَناهِجِهم في حُكْمِ الأُمَّةِ وتَربيَةِ أبنائِها.
فهذه بعضُ مَظاهِرِ مُوالاةِ الكُفَّارِ، والمسألةُ تَحتاجُ إلَى بيانٍ أَكْثَرَ، وفيما ذَكَرْنا كفايَةٌ إنْ شاءَ اللهُ


***
انتهت دروس السبت ..



الأحد :
معنى الحنيفية + الأصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها

الدرس الثالث (( معنى الحنيفية ))

وللإخلاصِ ثَمَرَاتٌ عظيمةٌ:
أنَّهُ بتحقيق ِالإنسانِ لتوحيدِ رَبِّهِ وإخلاصِهِ العُبوديَّةَ لهُ تَكْمُلُ لهُ الطاعةُ،ويَخرُجُ مِنْ قَلْبِهِ تَأَلُّهُ ما يَهواهُ.
مَنْ أَخْلَصَ في عِبادةِربِّهِ صُرِفَتْ عنه المعاصي والذنوبُ، كما قالَ تعالَى:
(كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْعِبَادِنَا الْمُخْلَصِين)، فعَلَّلَ صَرْفَ السوءِ والفحشاءِ عنه بأنَّهُمِنْ عِبادِهِ الْمُخْلَصينَ لهُ في عِباداتِهم، الذينَ أَخْلَصَهم اللهُ واختارَهم واخْتَصَّهُم لنفسِهِ.
مَنْ أَخْلَصَ في عِبادةِ رَبِّهِ فهوَ في حِرْزٍمِن الشيطانِ، قالَ تعالَى:
(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَعَلَيْهِمْ سُلْطَان) ٌ، وقالَ الشيطانُ:
َبِعِزَّتِكَ لأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين)َ.
ثَبَتَ في حديثِ عِتبانَ أنَّهُ قالَ: ((إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّاللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله ))

***

الشرْكُ الأكبَرُ،وهوَ أربعةُ أنواعٍ:
شِرْكُ الدعاءِ:وهوَ أن يَضْرَعَ إلَى غيرِ اللهِ تعالَى، مِنْنَبِيٍّ، أوْ مَلَكٍ، أوْ وَلِيٍّ، بقُرْبِةٍ مِن الْقُرَبِ - صلاةٍ، أو استغاثةٍ،أو استعانةٍ - أوْ يَدْعُوَ مَيِّتًا، أوْ غَائِبًا، أوْ نحوَ ذلكَ مِمَّا هوَ مِن اختصاصِ اللهِ تعالَى، والدليلُ قولُهُ تعالَى:
(فَإِذَارَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّانَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)
شِرْكُ النِّيَّةِ والإرادةِ والقَصْدِ:بأن يأتيَ بأَصْلِ العِبادةِ رِيَاءً، أوْ لأَجْلِ الدنيا وتَحصيلِ أَغراضِها، والدليلُ قولُهُ تعالَى:
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَانُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَاصَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: (أَمَّا الشِّرْكُ فِي الإِرَادَاتِ وَالنِّيَّاتِ فَذَلِكَ الْبَحْرُ الَّذِي لاَسَاحِلَ لَهُ، وَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ، فَمَنْ أَرَادَ بِعَمَلِهِ غَيْرَ وَجْهِ اللهِ، وَنَوَى شَيْئًا غَيْرَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ وَطَلَبِ الجزاءِ مِنه، فقدْ أَشْرَكَ في نِيَّتِهِ وَإِرَادَتِهِ .. )
واعتبارُ شِرْكِ النِّيَّةِ والقَصْدِ مِن الشرْكِ الأكبَرِ محمولٌ علَى ماذَكَرْنَا، وهوَ أن يَأْتِيَ بأَصْلِ العملِ رِياءً أوْ لأَجْلِ الدنيا، ولم يكنْ مُرِيدًا وَجْهَ اللهِ تعالَى والدارَ الآخِرةَ، وهذا العَمَلُ علَى هذا الوَصْفِ لا يَصْدُرُ مِنْ مُؤمِنٍ، فإنَّ المؤمِنَ - وإنْ كانَ ضَعيفَ الإيمانِ - لا بُدَّأن يُريدَ اللهَ والدارَ الآخِرةَ، لكن إن تَسَاوَى القَصدانِ أوْ تَقَارَبا فهذانَقْصٌ في الإيمانِ والتوحيدِ، وعَمَلُهُ ناقصٌ لفَقْدِهِ كَمالَ الإخلاصِ.
وإنعَمِلَ للهِ وَحدَهُ وأَخْلَصَ في عمَلِهِ إخلاصًا تامًّا، وأَخَذَ عليهِ جُعلاًمعلومًا يَستعينُ بهِ علَى العَمَلِ والدينِ، فهذا لا يَضُرُّ؛ لأنَّ اللهَ تعالَى جَعَلَ في الأموالِ الشرعيَّةِ، كالزَّكَواتِ، وأموالِ الفَيْءِ وغيرِها، جُزءًاكبيرًا يُصْرَفُ في مَصالِحِ المسلمينَ.
شِرْكُ الطاعةِ: وهوَ أن يَتَّخِذَ لهُ مُشَرِّعًا سوَى اللهِ تعالَى، أوْيَتَّخِذَ شَريكًا للهِ في التشريعِ فيَرْضَى بِحُكْمِهِ ويَدينَ بهِ في التحليلِ والتحريمِ، عِبادةً وتَقَرُّبًا وقَضاءً وفَصْلاً في الْخُصوماتِ، والدليلُ قولُهُ تعالَى:
(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًامِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّايُشْرِكُونَ)
ولمَّا سَمِعَ عديُّ بنُ حاتمٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ النبي َّصَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقرأُ هذه الآيَةَ، قالَ:(إنَّالسنا نَعْبُدُهم، قالَ: ((أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ الله ُفَتُحَرِّمُونَهُ، وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتُحِلُّونَهُ؟)) قالَ: بلَى،قالَ: ((فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ)).

شِرْكُ الْمَحَبَّةِ: وهوَ اتِّخاذُ الأندادِ مِن الْخَلْقِ يُحِبُّهُم كحُبِّ اللهِ تعالَى، فيُقَدِّمُ طَاعتَهم علَى طاعتِهِ، ويَلْهَجُ بذِكْرِهم ودُعائِهم،والدليلُ قولُهُ تعالَى:
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْدُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ)

***
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: ( هن اأربعةُ أنواعٍ مِن الْمَحبَّةِ)
يَجِبُ التفريقُ بينَها، وإنَّمَا ضَلَّ مَنْ ضَلَّ بعَدَمِ التمييزِ بينَها:
أحدُها: مَحَبَّةُ اللهِ، ولاتَكْفِي وَحْدَها في النجاةِ مِنْ عذابِ اللهِ والفوزِ بثَوابِهِ، فإنَّ المشركينَ وعُبَّادَ الصليبِ واليهودَ وغيرَهم يُحِبُّونَ اللهَ.
الثاني: مَحَبَّةُ ما يُحِبُّهُ اللهُ، وهذه هيَ التي تُدْخِلُهُ في الإسلامِ وتُخْرِجُهُ مِن الكُفْرِ، وأَحَبُّ الناسِ إلَى اللهِ أَقْوَمُهم بهذه الْمَحَبَّةِ وأَشْهَدُهم فيها.
الثالثُ: الحبُّ للهِ وفيهِ، وهيَ مِنْ لَوازِمِ مَحَبَّةِ ما يُحِبُّهُ اللهُ، ولا يَستقيمُ مَحَبَّةُ ما يُحِبُّهُ اللهُ إلاَّ بالحبِّ فيهِ ولهُ.
الرابعُ: الْمَحَبَّةُ معَ اللهِ، وهيَ الْمَحَبَّةُ الشِّركيَّةُ، وكلُّ مَنْ أَحَبَّ شيئًامعَ اللهِ، لا للهِ، ولا مِنْ أَجْلِهِ، ولا فيهِ، فقد اتَّخَذَهُ نِدًّا مِنْ دونِ اللهِ، وهذه مَحَبَّةُ الْمُشرِكينَ.
وأمَّا الشرْكُ الأصغَرُ فهوَ: كلُّ مانَهَى عنه الشرْعُ مِمَّا هوَ ذَريعةٌ إلَى الشِّرْكِ الأَكْبَرِ، ووسيلةٌ للوُقوعِ فيهِ، وجاءَ في النصوصِ تَسميتُهُ شِرْكًا، كالْحَلِفِ بغيرِ اللهِ تعالَى،والرياءِ اليسيرِ في أفعالِ العِباداتِ وأقوالِها، وبعضِ العباراتِ مثلِ: (مَا شاءَاللهُ وشِئْتَ)، ونحوِها ممَّا فيهِ تَشريكٌ بينَ اللهِ وخَلْقِهِ مِثلِ: (لولااللهُ وفلانٌ)، و(ما لي إلاَّ اللهُ وأنتَ)، (وأنا مُتَوَكِّلٌ علَى اللهِ وعليكَ)، (ولولا أنتَ لم يكنْ كذا).. وقدْ يكونُ هذا شِرْكًا أَكبرَ بِحَسَبِ قائلِهِ ومَقْصِدِهِ.


الدرس الرابع ((الأصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها))

مَا الأُصُوْلُ الثَّلاثَةُ الَّتِييَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُها؟
فَقُلْ: مَعْرِفَةُ العَبْدِ رَبَّهُ،وَدِينَهُ، وَنَبِيَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(( لايوجد في هذا الدرس تعداد ))

الدرس الخامس : (( بم يعرف العبد ربه ))

وآياتُ اللهِ نوعانِ:
1 - آياتٌ شَرعيَّةٌ: ويُرادُ بها : الوحيُ الذي جاءَتْ بهِ الرُّسُلُ، فهوَ آيَةٌ مِنْ آياتِ اللهِ، قالَ تعالَى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَّاتٍ بَيِّنَاتٍ}.
فإنْ قيلَ: كيفَ كانَ الوحيُ دليلاً وبُرهانًا علَى اللهِ تعالَى؟
فالجوابُ:
أوَّلاً: أنَّ هذا الوحيَ الذي جاءتْ بهِ الرُّسُلُ جاءَ وَحْيًا مُتَكَامِلاً مُنْتَظِمًا لا تَناقُضَ فيهِ ولا اضطرابَ، قالَ تعالَى عن القرآنِ:
{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}.
فالقرآنُ الكريمُ دَليلٌ علَى وُجودِ الربِّ العظيمِ، وهوَ دليلٌ مِن الآياتِ الشَّرعيَّةِ.
ثانيًا: أنَّ هذه الآياتِ الشَّرعيَّةَ قامَتْ بِمَصالِحِ العِبادِ، وهيَ كَفيلةٌ بسَعادَتِهم في دينِهم ودُنياهم.
وأَوْضَحُ مِثالٍ شَريعةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ؛ فإنَّ اللهَ جَلَّ وعَلاَ قدْ شَرَعَ لنا في هذا القرآنِ الكريمِ وعلَى لِسانِ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ما هوَ كَفيلٌ بِمَصالِحِنا، وما مِنْ مُشكِلَةٍ أوْ مُعْضِلَةٍ إلاَّ وفي الشريعةِ الإسلاميَّةِ حَلٌّ لها، سواءٌ كانَ هذا الْحَلُّ عنْ طريقِ الكُلِّيَّاتِ أوْ عنْ طريقِ الْجُزئيَّاتِ.
2 - آياتٌ كَونيَّةٌ: والآياتُ الكَونِيَّةُ هيَ المخلوقاتُ، مِثلُ: السماواتِ، والأرضِ، والإنسانِ، والحيوانِ، والنباتِ، وغيرِ ذلكَ.
والْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ يقولُ: (فقلْ: بآياتِهِ ومَخلوقاتِهِ)
فإذا فَسَّرْنَا الآياتِ : بالآياتِ الشَّرعيَّةِ والكَونيَّةِ؛ فإنَّهُ يَدْخُلُ قولُهُ (ومخلوقاتِهِ) تحتَ قولِهِ: (بآياتِهِ)؛ لأنَّ المخلوقاتِ هيَ الآياتُ الكَونيَّةُ، فيكونُ كلامُ الْمُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ مِنْ بابِ عَطْفِ الخاصِّ علَى العامِّ، علَى سبيلِ الاهتمامِ بالخاصِّ، فإنَّهُ المخلوقاتِ معَ أنَّها دَاخلةٌ في الآياتِ للاهتمامِ بها؛ لأنَّها مَرْئِيَّةٌ يُدْرِكُها العالِمُ وغيرُ العالِمِ.
أمَّا إذا فَسَّرْنا الآياتِ بالآياتِ الشرعيَّةِ فقطْ فإننا نُفَسِّرُ المخلوقاتِ بالآياتِ الكونيَّةِ، ويَصيرُ مِنْ بابِ عَطْفِ الْمُغَايِرِ.
وظاهِرُ كلامِ الشيخِ رَحِمَهُ اللهُ يَدُلُّ علَى أنَّهُ ما قَصَدَ الآياتِ الشرعيَّةَ بلْ أَرادَ بالآياتِ والمخلوقاتِ الكَونيَّةَ مِنها، بدَليلِ أنَّهُ قالَ: (وَمِنْ آيَاتِهِ: اللَّيْلُ، وَالنَّهَارُ، وَالشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ، وَمِنْ مَخْلُوقَاتِهِ: السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ، وَالأَرَضُونَ السبعُ ومَنْ فيهنَّ، وما بينَهما) ويكونُ خَصَّ الآياتِ الكونيَّةَ بالذكْرِ؛ لأنَّ دَلالتَها يَشْتَرِكُ فيها العالِمُ والجاهِلُ كما تَقَدَّمَ.


***
{فَلاَ تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
وهذه الآيَةُ هيَ أَحَدُ البراهينِ العقليَّةِ التي أَبْطَلَ اللهُ بها اتِّخاذَ المشرِكينَ للآلِهَةِ؛ فإنَّ القرآنَ الكريمَ ذَكَرَ بُرهانَيْنِ عقْلِيَّيْنِ علَى إبطالِ الشرْكِ والتنديدِ بالمشرِكينَ الذينَ عَبَدُوا معَ اللهِ غيرَهُ:
البُرهانُ الأوَّلُ: إذا كنتم تُقِرُّونَ بأنَّ اللهَ هوَ الخالِقُ الرازِقُ الْمُحْيِي الْمُميتُ الْمُدَبِّرُ لهذا الكونِ فيَلْزَمُكم أن تَعْتَرِفوا بوحَدْانِيَّتِهِ، فإنَّ مَنْ كانتْ هذه صِفَتَهُ فهوَ الإلهُ الْمُسْتَحِقُّ للعبادةِ، وما عَداهُ فهوَ مَربوبٌ مَأْلُوهٌ لا يَمْلِكُ لنفسِهِ ولا لغيرِهِ نَفْعًا ولا ضَرًّا، قالَ تعالَى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} .
وهذا مِن التناقُضِ الذي وقَعَ فيهِ المشرِكونَ إذْ كانوا يَعترِفون بأنَّ هذه الأمورَ مِنْ خصائصِ اللهِ تعالَى، وهذا يَعْنِي أن يُقِرُّوا بالعِبادةِ؛ لأنَّ غيرَهُ ممَّا عُبِدَ معه ليستْ لهم هذه الخصائصُ.
البُرهانُ الثاني: أنَّ هذه الآلهةَ المعبودةَ مِنْ دُونِ اللهِ تعالَى ليسَ لها ما يُخَوِّلُها لأَِنْ تُعْبَدَ، فإنَّها كما قالَ اللهُ تعالَى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُورًا} ، وقدْ تَقَدَّمَ شيءٌ مِنْ ذلكَ.




الدرس السادس : (( أنواع العبادة التي أمربها الله ))

ذَكَرَ الشيخُ رَحِمَهُ اللهُ مِن الأَدِلَّةِ.
فبَدَأَ بـالنوعِ الأَوَّلِ وهو الدعاءُ؛ لأنَّهُ أَهَمُّ أنواعِ العِبادةِ
,
لما وَرَدَ في حديثِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ))، فدَلَّ علَى أنَّ الدعاءَ أَهَمُّ أنواعِ العِباداتِ مِنْ وجهينِ:
الأوَّلُ: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أتَى بضَميرِ الفَصْلِ: (هوَ) وضميرُ الفَصْلِ يُفيدُ التوكيدَ.
الثاني: أنَّهُ أتَى باللامِ في قولِهِ: ((العِبادةِ)) فكأنَّهُ قالَ: (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ لاَ غَيْرُهَا).


***
والدعاءُ في القرآنِ الكريمِ يَتناوَلُ مَعنيينِ:
الأوَّلُ: دُعاءُ العِبادةِ، وهوَ دُعاءُ اللهِ امتثالاً لأَمْرِهِ، فإنَّهُ سُبحانَهُ أَمَرَ عِبادَهُ بالدعاءِ، فمتَى دَعَوْتَ اللهَ سُبحانَهُ وتعالَى مُمْتَثِلاً أَمْرَهُ فإنَّ دُعاءَكَ عِبادةٌ، قالَ تعالَى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، فإذا دَعَوْتَهُ امْتَثَلْتَ أَمْرَهُ، وإذا امْتَثَلْتَ أَمْرَهُ تكونُ عَبَدْتَهُ.
الثاني: دُعاءُ الْمَسألةِ وهوَ دُعاؤُهُ سُبحانَهُ وتعالَى بِجَلْبِ الْمَنفعَةِ ودَفْعِ الْمَضَرَّةِ.
فكِلاَ النوعينِ عِبادةٌ للهِ سُبحانَهُ وتعالَى، فمَنْ دَعَا اللهَ سُبحانَهُ وتعالَى طالِبًا جَلْبَ النفْعِ ودَفْعَ الضَّرِّ وهوَ في حالِ دُعائِهِ مُمْتَثِلاً أمْرَهُ سُبحانَه وتعالَى فإنَّهُ يكونُ قد اجْتَمَعَ في حَقِّهِ دُعاءُ العِبادةِ ودُعاءِ الْمَسألةِ.


انتهت دروس الإثنين ..

  #7  
قديم 27 ربيع الأول 1431هـ/12-03-2010م, 08:01 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي التقسيمات 2 / حفيدة بني عامر

التقسيمات (التعداد) الوارد في شرح الشيخ الفوزان
كامل المادة
للأخت الفاضلة : حفيدة بني عامر -بارك الله فيها-
صفر 1430 هـ
(2)

الثلاثاء:
الخوف والرجاء والتوكل +الرغبة والرهبة والخشوع والخشية +الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة +الذبح والنذر

الدرس السابع : ((الخوف والرجاء والتوكل ))

والخوفُ أنواعٌ:
الأوَّلُ: الخوفُ الطبيعيُّ، كالخوْفِ مِنْ عَدُوٍّ، أوْ سَبُعٍ، أوْ حَيَّةٍ، فهذا ليسَ بعِبادةٍ، ولا يُنافِي الإيمانَ؛ لأنَّهُ قدْ يُوجَدُ في المؤمِنِ كما قالَ تعالَى عنْ موسَى عليهِ السلامُ: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} وهذا الخوفُ لا يُلامُ عليهِ الإنسانُ إذا انْعَقَدَتْ أسبابُهُ.
أمَّا إذا كانَ وَهْمِيًّا أَوْ لَهُ سببٌ ضعيفٌ فهوَ مَذمومٌ؛ لأنَّ صاحبَهُ جَبَانٌ.
النوعُ الثاني: خوفُ (السِّرِّ) وهوَ أن يَخافَ مِنْ غيرِ اللهِ مِنْ وَثَنٍ أوْ وَلِيٍّ مِن الأولياءِ بعيدًا عنه أن يُصيبَهُ بمَكروهٍ وهذا الخوفُ هوَ الواقِعُ بينَ عُبَّادِ القبورِ والمتعلِّقينَ بالأولياءِ، قالَ تعالَى عنْ قومِ هُودٍ: {إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} فهم يَتَصَوَّرُونَ أنَّ الآلِهَةَ يُخافُ مِنها؛ لأنَّها قدْ تَعْتَرِي الإنسانَ بسُوءٍ، ومعنَى هذا في نظَرِهم أنَّها إذا كانتْ تَنْفَعُ فإنَّهُ يُتَصَوَّرُ أنَّها تَضُرُّ فهذا يُطْلَقُ عليهِ خَوْفُ السِّرِّ.
النوعُ الثالثُ: أن يَتْرُكَ الإنسانُ ما يَجِبُ خَوْفًا مِن الناسِ، كأن يَتْرُكَ الأمْرَ بالمعروفِ والنهيَ عن الْمُنْكَرِ خَوْفًا مِن الناسِ، فهذا خَوفٌ مُحَرَّمٌ مذمومٌ.
النوعُ الرابعُ: خوفُ تَعَبُّدٍ وتَعَلُّقٍ، وهوَ أن يَخافَ أحدًا يَتَعَبَّدُ بالخوفِ لهُ فيَدعوهُ الخوفُ لطاعتِهِ، وهذا النوعُ هوَ خوفُ التَّعَبُّدِ والتأَلُّهِ الذي يَحْمِلُ علَى الطاعةِ والبُعْدِ عن الْمَعْصِيَةِ، وهذا خاصٌّ باللهِ تعالَى، وتَعَلُّقُه بهِ مِنْ أعْظَمِ واجباتِ الدِّينِ ومُقتضياتِ الإيمانِ، وتَعَلُّقُه بغيرِ اللهِ تعالَى مِن الشرْكِ الأكبَرِ؛ لأنَّ الخوفَ مِنْ أعظَمِ واجباتِ القلبِ.

***

الرجاءُ نوعانِ:
1 - رجاءٌ مَحمودٌ: وهوَ رَجاءُ رَجُلٍ عَمِلَ بطاعةِ اللهِ علَى نورٍ مِن اللهِ فهوَ راجٍ لثوابِهِ، ورَجُلٍ أَذْنَبَ ذُنوبًا ثمَّ تابَ مِنها، فهوَ راجٍ لِمَغفِرَةِ اللهِ تعالَى وعَفوِهِ وإحسانِهِ وجُودِهِ وحِلْمِهِ وكَرَمِهِ.
2 - رجاءٌ مذمومٌ: وهوَ رجاءُ رجُلٍ مُتَمَادٍ في التفريطِ والخطايا يَرْجُو رحمةَ اللهِ بلا عمَلٍ ، فهذا هوَ الغرورُ والتمَنِّي والرجاءُ الكاذبُ.

***

وقولُهُ: {لِقَاءَ رَبِّهِ} الْمُرَادُ باللقاءِ أو اللُّقَى هنا الْمُعاينةُ، والْمُرَادُ بها الْمُلاقاةُ الْخَاصَّةُ؛ لأنَّ اللقاءَ يومَ القِيامةِ نَوعانِ:
نوعٌ خاصٌّ: وهذا للمؤمِنينَ، وهوَ لِقاءُ الرِّضَا والنعيمِ مِن اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى.
لقاءٌ عامٌّ: لجميعِ الناسِ، وقدْ دَلَّ علَى اللقاءِ العامِّ قولُهُ تعالَى في سورةِ الانشقاقِ: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا..} الآيَةَ، فدَلَّ قولُهُ: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ....}، {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ...} علَى أنَّ اللِّقاءَ في قولِهِ: {فَمُلاَقِيهِ} لقاءٌ عامٌّ.
أمَّا في هذه الآيَةِ التي معَنا فمعناها: فمَنْ كانَ يَنتَظِرُ ويَطْلُبُ ويَتَرَقَّبُ لقاءَ اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى الذي هوَ لقاءُ رِضًا ونعيمٍ، فلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالحًا ولا يُشْرِكْ بعِبادَةِ ربِّهِ أحدًا؛ لأنَّ الذي يَرْجو ثوابَ اللهِ ويَخافُ مِنْ عِقابِهِ يَعْمَلُ عملاً صالِحًا، ولا يُشْرِكُ بعِبادةِ رَبِّهِ أَحَدًا.
والعمَلُ الصالحُ - كما فَسَّرَهُ أهلُ الْعِلْمِ - هوَ الخالِصُ مِن الرياءِ، الموافِقُ لشَرْعِ اللهِ مِنْ واجِبٍ أوْ مُسْتَحَبٍّ.

***

التوَكُّلُ علَى اللهِ تعالَى نَوعانِ:
أحدُهما: تَوَكُّلٌ عليهِ في تحصيلِ حَظِّ العبدِ مِن الرزْقِ والعافيَةِ وغيرِهما.
وثانيهما: تَوَكُّلٌ عليهِ في تحصيلِ مَرْضاتِهِ.
فأمَّا النوعُ الأوَّلُ: فغَايتُهُ المطلوبةُ وإن لم تكنْ عِبادةً؛ لأنَّها مَحْضُ حَظِّ العبدِ، فالتوَكُّلُ علَى اللهِ في حُصولِهِ عِبادةٌ، فهوَ مَنشأٌ لِمَصلحةِ دِينِهِ ودُنياهُ.
وأمَّا النوعُ الثاني: فغايتُهُ عِبادةٌ، وهوَ في نفسِهِ عِبادةٌ، فلا عِلَّةَ فيهِ بِوَجْهٍ، فإنَّهُ استعانَةٌ باللهِ علَى ما يُرضِيهِ، فصاحِبُهُ مُتَحَقِّقٌ بـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .
وأمَّا التوَكُّلُ علَى غيرِ اللهِ تعالَى فأنواعٌ:
النوعُ الأَوَّلُ: التوَكُّلُ علَى غيرِ اللهِ فيما لا يَقْدِرُ عليهِ إلاَّ اللهُ مِنْ جَلْبِ الْمَنافعِ ودَفْعِ الْمَضَارِّ، وهذا شِرْكٌ أَكْبَرُ؛ لأنَّهُ إذا كانَ التوكُّلُ علَى اللهِ مِنْ تَمامِ الإيمانِ، فالتوَكُّلُ علَى غيرِ اللهِ فيما لا يَقْدِرُ عليهِ غيرُ اللهِ مِن الشرْكِ الأكبَرِ، وهذا النوعُ هوَ الْمُرَادُ:
- بقولِهِ تعالَى: {وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} .
- وقالَ تعالَى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}.
- وقالَ تعالَى: {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.
النوعُ الثاني: أن يَتَوَكَّلَ علَى حيٍّ حاضرٍ مِنْ مَلِكٍ أوْ وزيرٍ أوْ مسؤولٍ فيما أَقْدَرَهُ اللهُ عليهِ مِنْ رِزْقٍ أوْ دَفْعِ أَذًى، وهذا شِرْكٌ أَصْغَرُ، بسببِ قُوَّةِ تَعَلُّقِ القلبِ بهذا الإنسانِ واعتمادِهِ عليهِ.
أمَّا إذا اعْتَقَدَ أنَّ هذا الإنسانَ سببٌ، وأنَّ اللهَ تعالَى هوَ الذي أَقْدَرَهُ علَى هذا الشيءِ وأَجراهُ علَى يَدَيْهِ فهذا لا بأسَ بهِ إذا كانَ لهذا الإنسانِ أَثَرٌ صحيحٌ في حُصولِ الْمُرَادِ، لكنَّ كثيرًا مِن الناسِ قدْ لا يَمُرُّ علَى بالِهِ هذا المعنَى، ويَكادُ يَعتمِدُ علَى هذا الإنسانِ في حُصولِ مُرادِهِ.
النوعُ الثالثُ: الاعتمادُ علَى الغيرِ في فِعْلِ ما يَقْدِرُ عليهِ نِيابةً عنه، فهذا جائزٌ دَلَّ عليهِ الكتابُ والسُّنَّةُ والإجماعُ، لكن لا يُعْتَمَدُ عليهِ في حُصولِ ما وُكِّلَ فيهِ بلْ يَتَوَكَّلُ علَى اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى في تَيسيرِ أَمْرِهِ الذي يَطْلُبُهُ إمَّا بنفسِهِ أوْ بنائِبِهِ؛ ولهذا لا تَقولُ: تَوَكَّلْتُ علَى فُلانٍ، إنَّمَا تَقولُ: وَكَّلْتُ فلانًا.
وقدْ وَكَّلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ عَلِيًّا في ذَبْحِ بَقِيَّةِ بُدْنِهِ في حَجَّةِ الوداعِ، ووَكَّلَ أبا هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ علَى الصدَقَةِ، ووَكَّلَ عُرْوَةَ بنَ الْجَعْدِ أن يَشتريَ لهُ أُضْحِيَّةً.

***

الدرس الثامن : (( الرغبة والرهبة والخشوع والخشية))

(وَدَليلُ الرغبةِ والرهبةِ والخشوعِ قولُهُ تعالَى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ})
هذه ثلاثةُ أنواعٍ مِن العِبادةِ دَلَّتْ عليها آيَةٌ واحدةٌ.
(1) الأول: الرغبةُ، ومعناها: السؤالُ والتَّضَرُّعُ والابتهالُ معَ مَحَبَّةِ الوُصولِ إلَى الشيءِ المحبوبِ، فإذا كانَ يَدْعُو وعندَهُ قُوَّةٌ لحصولِ مَطلوبِهِ فهذه رَغبةٌ.
(2) الثاني: الرهبةُ، والرهبةُ بمعنَى: الخوفِ الْمُثْمِرِ للَّهَرَبِ مِن الْمَخُوفِ، فهيَ خَوفٌ مَقرونٌ بعَمَلٍ.
قالَ الراغبُ: الرَّهْبةُ والرَّهْبُ: مَخافةٌ معَ تَحَرُّزٍ واضطرابٍ.
(3) الثالثُ: الخشوعُ وهوَ التَّذَلُّلُ والتطامُنُ، وهوَ بمعنَى الْخُضوعِ إلاَّ أنَّ الخضوعَ يَغْلِبُ أنْ يكونَ في البدَنِ، والخشوعَ في القلبِ أو البصَرِ أو الصوت:
- قالَ تعالَى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ} .

***

الدرس التاسع : ((الإنابة و الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة ))


وقدْ ذَكَرَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ أنَّ الإنابةَ إنابتان:
- إنابةٌ لرُبوبيَّتِهِ، وهيَ : إنابةُ المخلوقاتِ كلِّها، يَشتَرِكُ فيها المؤمِنُ والكافرُ، الْبَرُّ والفاجِرُ، قالَ اللهُ تعالَى: {وَإِذَا مَسَّ النَاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ}، فهذا عامٌّ في حقِّ كلِّ داعٍ أصابَهُ ضُرٌّ كما هوَ الواقعُ، وهذه الإنابةُ لا تَستلزِمُ الإسلامَ بلْ تُجامِعُ الشِّركَ والكُفْرَ، كما قالَ تعالَى في حقِّ هؤلاءِ: {ثُمِّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ}.
- إنابةٌ لإَِّلَهِيَّتِهِ، وهيَ : إنابةُ أوليائِهِ، إنابةَ عُبوديَّةٍ ومَحَبَّةٍ.
وتَتَضَمَّنُ أربعةَ أمورٍ:
مَحَبَّتَهُ، والخضوعَ لهُ، والإقبالَ عليهِ، والإعراضَ عما سِواهُ.

***

والاستعانةُ أنواعٌ:
النوعُ الأوَّلُ: الاستعانةُ باللهِ، وهيَ الاستعانةُ المتضمِّنَةُ كمالَ الذُّلِّ مِن العَبْدِ لربِّهِ معَ الثِّقَةِ بهِ والاعتمادِ عليهِ، وهذه لا تكونُ إلاَّ للهِ.
فهيَ تَتَضَمَّنُ ثلاثةَ أشياءَ:
الأوَّلُ: الْخُضوعُ والتَّذَلُّلُ للهِ تعالَى.
الثاني: الثقةُ باللهِ جَلَّ وعلا.
الثالثُ: الاعتمادُ علَى اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى، وهذه لا تكونُ إلاَّ للهِ، فمَن استعانَ بغيرِ اللهِ مُحَقِّقًا هذه المعانِيَ الثلاثةَ فقدْ أَشْرَكَ معَ اللهِ غيرَهُ.
والعبدُ عاجزٌ عن الاستقلالِ بجَلْبِ مَصالِحِهِ ودَفْعِ مَضَارِّهِ، ولا مُعينَ لهُ علَى مَصالِحِ دِينِهِ ودُنياهُ إلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وهذا تَحقيقُ معنَى قولِ:
(لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ) فإنَّ المعنَى: لا تَحَوُّلَ للعَبْدِ مِنْ حالٍ إلَى حالٍ، ولا قُوَّةَ لهُ علَى ذلكَ إلاَّ باللهِ تعالَى.
وهذه كلمةٌ عظيمةٌ، وهيَ كَنْزٌ مِنْ كُنوزِ الجنَّةِ، فالعبدُ مُحتاجٌ إلَى الاستعانةِ باللهِ في فِعْلِ المأمورِ، وتَرْكِ المحظورِ، والصبْرِ علَى الْمَقدورِ، وهذه في الدنيا، وكذا عندَ الموتِ وبعدَهُ مِنْ أحوالِ البَرْزَخِ ويومِ القيامةِ، ولا يَقْدِرُ علَى الإعانةِ علَى ذلكَ إلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فمَنْ حَقَّقَ الاستعانةَ عليهِ في ذلكَ كلِّهِ أَعانَهُ.
النوعُ الثاني: الاستعانةُ بالمخلوقِ علَى أَمْرٍ قادرٍ عليهِ، ومعنَى الاستعانةِ بالمخلوقِ: أن تَطْلُبَ مِنه أن يُعينَكَ ويُساعِدَكَ، وشَرْطُ ذلكَ أنْ يكونَ في أَمْرٍ يَقْدِرُ عليهِ، فهذه إنْ كانتْ علَى بِرٍّ وخيرٍ فهيَ جائزةٌ والْمُعينُ مُثابٌ؛ لأنَّهُ إحسانٌ، قالَ تعالَى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}.
وإنْ كانتْ علَى إثمٍ فهيَ حَرامٌ، قالَ تعالَى: {وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
النوعُ الثالثُ: الاستعانةُ بالأمواتِ أوْ بالأحياءِ علَى أَمْرٍ غائبٍ لا يَقْدِرون عليهِ فهذا شِرْكٌ؛ لأنَّهُ إذا استعانَ بالميِّتِ أوْ بِحَيٍّ علَى أَمْرٍ بعيدٍ غائبٍ عنه
لا يَقْدِرُ عليهِ؛ فهذا يَدُلُّ علَى أنَّهُ يَعتقِدُ أنَّ لهؤلاءِ تَصَرُّفًا في الكونِ، وأنَّ معَ اللهِ مُدَبِّرًا.
النوعُ الرابعُ: الاستعانةُ بأعمالٍ وأحوالٍ مَحبوبةٍ شَرْعًا، فهذا النوعُ مَشروعٌ بدليلِ قولِهِ تعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، فكونُكَ تَستعينُ بالصبْرِ وتَستعينُ بالصلاةِ علَى أمورِكَ هذا أَمْرٌ مَحبوبٌ.

***
الدرس العاشر : (( الذبح والنذر ))

والذبْحُ يقعُ علَى وُجوهٍ:
النوعُ الأوَّلُ: يَقَعُ عِبادةً للهِ يَقْصِدُ بها الذابِحُ تعظيمَ المذبوحِ لهُ، والتقرُّبَ إليهِ، وهذا لا يكونُ إلاَّ للهِ سُبحانَهُ وتعالَى، فلوْ تَقَرَّبَ بالذبْحِ لشخصٍ مِنْ سُلطانٍ أوْ غيرِهِ لوَقَعَ في الشرْكِ، وعَلامَةُ ذلكَ أنَّهُ يَذْبَحُ في وَجْهِهِ؛ أيْ: يُريقُ الدمَ ساعةَ حُضورِهِ، فهذا معناهُ التعظيمُ، ودليلٌ علَى أنَّهُ قَصَدَ بهذا التَّقَرُّبَ إليهِ، وكذا لوْ ذَبَحَ للأولياءِ أوْ للْجِنِّ - كما يَفعلُهُ كثيرٌ مِن الْجَهَلَةِ في بعضِ الجهاتِ - فهذا مِن الشرْكِ الأكبَرِ الذي يُخْرِجُ صاحبَهُ مِن الْمِلَّةِ، والعياذُ باللهِ.
النوعُ الثاني: وهوَ الذبحُ إكرامًا للضيفِ أوْ لوَليمةِ عُرْسٍ، فهذا مأمورٌ بهِ في الشرْعِ إمَّا وُجوبًا أو استحبابًا، وقدْ قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لعبدِ الرحمَنِ بنِ عوفٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: ((أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ)).
وفي قِصَّةِ الأنصاريِّ الذي جاءَ إليهِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ومعه أبو بكرٍ وعمرُ رَضِيَ اللهُ عنهُما، فإنَّهُ لَمَّا ذَهَبَ يَذبَحُ لهم قالَ لهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ)) فذَبَحَ لهم.. فأَقَرَّهُ النبيُّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ علَى ذَبْحِهِ لهم.
النوعُ الثالثُ: أنْ يكونَ الذبحُ للتَّمَتُّعِ بالأَكْلِ مِن المذبوحِ أو الاتِّجارِ بهِ، فهذا علَى الأَصْلِ في الْمَنافِعِ وهوَ الإباحةُ، قالَ تعالَى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} فامْتَنَّ اللهُ علينا بالأَكْلِ مِنْ هذه الأنعامِ.
وقولُهُ تعالَى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي} أيْ: جميعُ صلواتي.
{وَنُسُكِي} أيْ: جميعَ أَنساكِي، وهيَ العِباداتُ أو الذبائحُ التي يُتَقَرَّبُ بها إلَى اللهِ تعالَى مِن: الْهَدْيِ، والأُضْحِيَّةِ، والعَقيقةِ، وفي هذا إثباتُ توحيدِ العِبادةِ.
{وَمَحْيَايَ} أيْ: أَمْرُ حياتي وما أَعْمَلُهُ فيها.
{وَمَمَاتِي} أيْ: أمرُ مَوْتِي وما أَلْقَاهُ بعدَهُ، وفي هذا إثباتٌ لتوحيدِ الرُّبوبيَّةِ.
{للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أيْ: خالِصٌ ومُخْتَصٌّ باللهِ خالِقِ ومالكِ ومُدَبِّرِ العالمينَ، وهم كلُّ مَنْ سِوَى اللهِ تعالَى.
{لاَ شَرِيكَ لَهُ} أيْ: لا مُشارِكَ لهُ في العِبادةِ، كما أنَّهُ لا شَريكَ لهُ في الْمُلْكِ والتدبيرِ.
{وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ} أيْ: وبذلكَ الإخلاصِ والتوحيدِ أَمَرَنِيَ اللهُ تعالَى أَمْرًا حَتْمًا لا أَخْرُجُ مِن التَّبِعَةِ إلاَّ بامتثالِهِ.
{وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} أيْ: أَسْبَقُهُم انقيادًا إلَى الإسلامِ لكمالِ عِلْمِهِ باللهِ تعالَى.
إن كانَ الْمُرَادُ بالأوَّلِيَّةِ أَوَّلِيَّةَ الانقيادِ، أوْ أَسْبَقُهم زمَنًا، ويكونُ الْمُرَادُ بـ: {الْمُسْلِمِينَ} مُسْلِمِي أُمَّتِهِ، إن كانَ الْمُرَادُ أَوَّلِيَّةَ الزمَنِ، واللهُ أَعْلَمُ بِمُرادِهِ في كِتابِهِ.
قالَ في (قُرَّةِ عُيونِ الْمُوَحِّدِينَ) (والمقصودُ أنَّ هذه الآيَةَ دَلَّتْ علَى أنَّ أقوالَ العبدِ وأعمالَهُ الباطنةَ والظاهرةَ لا يَجوزُ أن يَصْرِفَ مِنها شيئًا لغيرِ اللهِ كائنًا مَنْ كانَ، فمَنْ صَرَفَ مِنها شيئًا لغيرِ اللهِ؛ فقدْ وَقَعَ فيما نفاهُ تعالَى مِن الشرْكِ بقولِهِ: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .
والقرآنُ كلُّهُ في تقريرِ هذا التوحيدِ في عِبادتِهِ وبَيانِهِ، ونَفْيِ الشرْكِ والبراءةِ مِنه).

انتهت دروس الثلاثاء ..



الأربعاء: الأصل الثاني

الدرس الحادي عشر : ((الأصل الثاني :معرفة دين الإسلام بالأدلة ))

(2) قولُهُ: (وَهُوَ) أيْ: دِينُ الإسلامِ - الذي بَعَثَ اللهُ بهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - يَقومُ علَى ثلاثةِ أُسُسٍ:
الأساسُ الأوَّلُ: الاستسلامُ للهِ بالتوحيدِ.
الأساسُ الثاني: الانقيادُ للهِ تعالَى بالطاعةِ.
الأساسُ الثالثُ: الْبَراءةُ مِن الشرْكِ ومِنْ أَهْلِ الشرْكِ.
فهذه الأمورُ الثلاثةُ هيَ التي يَنتظِمُها دِينُ الإسلامِ.

***

(9) ودليلُ هذه الأركانِ الخمسةِ: حديثُ ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)).


فالرُّكْنُ الأَوَّلُ: هوَ الشهادةُ.
ومعناها: الاعتقادُ الجازمُ، والذي يُنْبِئُ عنْ هذا الاعتقادِ هوَ اللسانُ،
فالشهادةُ: هيَ الاعتقادُ الجازِمُ الذي يُعَبِّرُ عنه اللسانُ.
وأُطْلِقَ علَى الاعتقادِ لفظُ الشهادةِ؛ لبيانِ أنَّهُ لا بُدَّ مِن الاعتقادِ الجازِمِ، والشهادةُ تكونُ مَقرونةً برُؤيَةِ المشهودِ عليهِ أوْ بسَماعِهِ مَثَلاً، فلَمَّا أُريدَ أنَّ هذا الاعتقادَ يَكونُ جَازِمًا عَبَّرَ عنه بلَفْظٍ يَدُلُّ علَى الْجَزْمِ وهوَ لفظُ الشهادةِ.
هذه هيَ الْحِكمةُ - واللهُ أَعْلَمُ - مِنْ أنَّهُ يُقالُ: شَهادةُ أنْ (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ، ولا يُقالُ: اعتقادٌ، فاخْتِيرَ لفظُ الشَّهادةِ دونَ لفظِ الاعتقادِ مِنْ بابِ التوكيدِ والجزْمِ حتَّى كأنَّ هذا الذي تَعتقِدُهُ كأنَّكَ تُشاهِدُهُ، والذي تُشاهِدُهُ تَشْهَدُ بهِ، هذا معنَى شَهادةِ: أن (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ.
ثمَّ هنا مسألةٌ أُخْرَى وهيَ أنَّهُ في هذا الحديثِ جُعِلَت الشهادتانِ رُكْنًا واحدًا، فلم تُجْعَلْ شَهادةُ: (أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ) رُكْنًا، وتُجْعَلْ شَهادةُ: (أنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ) رُكْنًا؛ لأنَّ المشهودَ بهِ مُتَعَدِّدٌ..
والجوابُ عنْ هذا السؤالِ مِنْ وجهينِ:
الأوَّلُ: أنَّ هاتينِ الشهادتينِ أساسُ صِحَّةِ الأعمالِ وقَبولِها

إذ لا يُقْبَلُ العملُ ولا يكون صَحيحًا إلاَّ بأمرينِ:
1- الإخلاصُ للهِ سُبحانَهُ وتعالَى.
2- المتابَعَةُ للرسولِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ.
فإذا وُجِدَ الإخلاصُ تَحَقَّقَت شَهادةُ: أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ.
وإذا وُجِدَت الْمُتابَعَةُ تَحَقَّقَت شَهادةُ: أنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ.
فإذا كانت الشهادتانِ هما أَساسَ الأعمالِ صَحَّ أنْ يكونا رُكْنًا واحدًا.
الثاني: أنَّ الرسولَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مُبَلِّغٌ عن اللهِ، فالشهادةُ لهُ بالرسالةِ والعُبوديَّةِ مِنْ تَمَامِ شَهادةِ: أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ، فكأنَّ الثانيَةَ تَكْمِلَةٌ للأُولَى.
أمَّا بَقِيَّةُ الأركانِ فيَأْتِي الكلامُ عليها -إنْ شاءَ اللهُ - عندَ سِياقِ الْمُصَنِّفِ أَدِلَّتَها.

انتهى درس الأربعاء ..



الخميس : معنى شهادة أن لا إله إلا الله +معنى شهادة أن محمدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -

الدرس الثاني عشر : (( معنى شهادة أن لا إله إلا الله ))

وفي قولِهِ تعالَى: {وَأُولُو الْعِلْمِ} دليلٌ واضحٌ علَى فَضْلِ الْعِلْمِ وأهلِهِ؛ لأنَّ اللهَ جَلَّ وعلا خَصَّهُم بالذكْرِ مِنْ دونِ البشَرِ، ولوْ كانَ أَحَدٌ يُقَارِبُهم في هذا لذُكِرَ معهم، بلْ لوْ كانَ أحَدٌ أَفْضَلَ مِنهم لذُكِرَ، واللهُ جلَّ وعلا خَصَّهُم بالذكْرِ، وقَرَنَ شَهادتَهم بشَهادتِهِ وشَهادةِ الملائكةِ، فيَصْلُحُ أنْ تكونَ الآيَةُ مِن الأَدِلَّةِ علَى فَضْلِ الْعِلْمِ مِنْ وجهينِ:
الوجهُ الأَوَّلُ: أنَّ اللهَ تعالَى خَصَّهُمْ بالذكْرِ دونَ سائرِ البَشَرِ؛ لأنَّ اللهَ لم يَذْكُرْ مِن البشَرِ أَحَدًا إلاَّ أُولِي الْعِلْمِ، فإنَّهُ سُبحانَهُ ذَكَرَ نفسَهُ الْمُقَدَّسَةَ {شَهِدَ اللهُ}، وذَكَرَ الملائكةَ وهم ليسوا مِن البَشَرِ، ولم يَذْكُرْ مِن البشرِ إلاَّ أُولِي الْعِلْمِ، فلوْ كانَ مِن البَشَرِ مَنْ هوَ أَفْضَلُ مِنْ أُولِي الْعِلْمِ أوْ مِثلُهم لذُكِرَ.
الوجهُ الثاني: أنَّ اللهَ تعالَى قَرَنَ شَهادتَهم بشَهادتِهِ، وهذه رِفعةٌ لهم، حيث إنَّهُم يَشهدونَ بأُلوهيَّةِ اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى وإفرادِهِ بالعِبادةِ.
وقولُهُ تعالَى: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ}.

***
{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} وهذه الآيَةُ مِن الآياتِ العظيمةِ في العقيدةِ، وقدْ دَلَّتْ علَى فوائدَ نَذْكُرُ مِنها:
أوَّلاً: أنَّ الآيَةَ دليلٌ علَى وُجوبِ البَراءةِ مِن الشرْكِ والمشرِكينَ، فيَصْلُحُ أن نَستَدِلَّ بالآيَةِ علَى الْجُزئيَّةِ الثالثةِ التي ذَكَرَها الشيخُ قبلَ قليلٍ، وهيَ البَراءةُ مِن الشرْكِ وأهلِهِ.
ثانيًا: الآيَةُ دليلٌ علَى فَضيلةِ مَنْ يُوَرِّثُ أولادَهُ هُدًى وصَلاَحًا، وأنَّ الإنسانَ يُنَشِئُ أولادَهُ ويُرَبِّيهِم ويُوَرِّثُهمُ الْهُدَى والصلاحَ، فإنَّ إبراهيمَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ جَعَلَ هذه الكلمةَ باقيَةً في عَقِبِهِ وفي ذُرِّيَّتِهِ.
الفائدةُ الثالثةُ: أنَّ الآيَةَ فيها دليلٌ علَى أنَّ مِن الكمالِ العقليِّ والإدراكِ السليمِ أن يَتْبَعَ المرءُ الْهُدَى ولوْ خالَفَهُ أهلُهُ وقومُهُ وأهلُ بلادِهِ.

***
الدرس الثالث عشر : (( معنى شهادة أن محمدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -))

لايوجد تعداد في هذا الدرس ..

انتهت دروس الخميس .



الجمعة : دليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد +دليل الصيام والحج +مرتبة الإيمان

الدرس الرابع عشر : (( دليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد ))

{وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}) هذه الآيَةُ الكريمةُ كما ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فيها دَلالةٌ علَى ثلاثةِ أمورٍ:
الأمْرُ الأَوَّلُ:
علَى وُجوبِ الصلاةِ، وذلكَ مِنْ قولِهِ: {وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ}.
الأمْرُ الثاني:
{وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} لأنَّ الفِعْلَ {يُقِيمُوا} مَعطوفٌ علَى الفِعْلِ {لِيَعْبُدُوا} الذي دَخَلَتْ عليهِ لامُ الأَمْرِ، فالآيَةُ فيها أَمْرٌ بإقامةِ الصلاةِ وأَمْرٌ بإيتاءِ الزكاةِ.
الأمرُ الثالثُ:
وهوَ تَفسيرُ التوحيدِ فهوَ مِنْ قولِهِ: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} فهم مَأمورونَ بإفرادِ اللهِ بالعِبادةِ، وهوَ مُستفادٌ مِنْ طريقِ القَصْرِ وهوَ الاستثناءُ بعدَ النفيِ في قولِهِ: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ}، ويُضافُ إلَى هذا الإخلاصُ، وهوَ ألا يُشْرَكَ معَ اللهِ غيرُهُ، فيكونُ قولُهُ تعالَى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} هوَ معنَى (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) أيْ: لا مَعبودَ بِحَقٍّ إلاَّ اللهُ، ولا يَتِمُّ هذا إلاَّ بإفرادِ اللهِ تعالَى بالعِبادةِ.


***

مِنْ ثَمراتِ إقامِ الصلاةِ:
أنَّها صِلَةٌ بينَ العبدِ ورَبِّهِ، فيها انشراحُ الصدرِ، وقُرَّةُ العينِ، والهدايَةُ إلَى فِعْلِ الخيرِ، والانزجارُ عن الفَحشاءِ والْمُنكَرِ، قالَ تعالَى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.
وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ)).

***
مِنْ ثَمراتِ إخراجِ الزكاةِ:
تَطهيرُ نَفْسِ الغنيِّ مِنَ الشُّحِّ والبُخْلِ، وتطهيرُ نفسِ الفقيرِ مِنَ الْحَسَدِ والضَّغينةِ علَى الأغنياءِ، وسَدُّ حاجةِ الإسلامِ والمسلمينَ، وطُهْرَةُ المالِ، وحُصولُ الآثارِ الطَّيِّبَةِ علَى البلادِ والعِبادِ.

الدرس الخامس عشر : (( دليل الصيام والحج ))

وفي الصيامِ فوائدُ عظيمةٌ، وفَضائلُ جَسيمةٌ :
مِن التَّعَبُّدِ للهِ بتَرْكِ شَهَواتِ النفْسِ، وتَربيَةِ الإرادةِ، وجِهادِ النفْسِ وتَعويدِها علَى الصبْرِ والتحَمُّلِ، وإشعارِ الصائمِ بنِعَمِ اللهِ عليهِ.
وفي الصوْمِ فوائدُ صِحِّيَّةٌ، وهوَ أَكبَرُ عَونٍ علَى تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وفيهِ مِنْ جَزيلِ الأَجْرِ ما لوْ تَصَوَّرَتْهُ نفْسٌ صائمةٌ لطَارَتْ فَرَحًا، وتَمَنَّتْ أنْ تكونَ السَّنَةُ كلُّها رَمضانَ.

الدرس السادس عشر : (( مرتبة الإيمان ))

والإيمانُ باللهِ يَتَضَمَّنُ أربعةَ أمورٍ:



الأول:



الإيمانُ بوُجودِ اللهِ تعالَى.

الثاني: الإيمانُ برُبوبيَّتِهِ.

الثالث: الإيمانُ بأُلوهيَّتِهِ، وقدْ تَقَدَّمَ ذلكَ.
الرابعُ: الإيمانُ بأسمائِهِ وصِفاتِهِ، ومعناهُ: إثباتُ ما أَثْبَتَهُ اللهُ تعالَى لنفْسِهِ في كِتابِهِ أوْ سُنَّةِ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مِن الأسماءِ والصفاتِ علَى ما يَليقُ بجَلالِهِ وعَظمتِهِ، مِنْ غيرِ تَحريفٍ ولا تَعطيلٍ، ولا تَكييفٍ ولا تَمثيلٍ، قالَ تعالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

***


والإيمانُ بالملائكةِ لا يَتِمُّ إلاَّ إذا تَحَقَّقَ فيهِ أربعةُ أمورٍ:
الأوَّلُ: الإيمانُ بوُجودِهم، وأنَّهُم مَخلوقون عابِدون للهِ، قائمونَ بما أُمِرُوا بهِ.





والأمْرُ الثاني:


الإيمانُ بِمَنْ عَلِمْنَا اسمَهُ باسمِهِ، ومَنْ لم يُعْلَم اسمُهُ فالإيمانُ بهِ إجمالاً.
وقدْ عُلِمَ مِن النُّصوصِ في الكتابِ والسُّنَّةِ أسماءُ بعضِ الملائكةِ، كجِبريلَ: الْمُوَكَّلِ بالوحيِ، ومِيكائيلَ: الْمُوَكَّلِ بالقَطْرِ والنباتِ، وإسرافيلَ: الْمُوَكَّلِ بالنَّفْخِ في الصُّورِ، ومَلَكِ الموتِ: الْمُوَكَّلِ بقَبْضِ الأرواحِ.
فهؤلاءِ الملائكةُ نَعْرِفُ أسماءَهم فنُؤْمِنُ بهم، أمَّا البَقِيَّةُ الذينَ لا نَعْرِفُ أسماءَهم فهؤلاءِ نُؤْمِنُ بهم إِجْمالاً، ومَلَكُ الموتِ يَرِدُ في بعضِ الآثارِ أنَّهُ (عِزرائيلُ) وهذا لم يَثْبُتْ، فاسمُهُ الصحيحُ مَلَكُ الموتِ، كما قالَ تعالَى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}.



الثالثُ:



نُؤْمِنُ بما عَلِمْنا مِنْ صِفاتِهم وهَيئاتِهم.

ومِنْ ذلكَ ما رواهُ الإمامُ أحمدُ في مُسْنَدِهِ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: (رأَى رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ جِبريلَ في صُورتِهِ ولهُ سِتُّمِائَةِ جَناحٍ، كلُّ جَناحٍ مِنها قدْ سَدَّ الأُفُقَ، يَسْقُطُ مِنْ جَناحِهِ مِن التهاويلِ والدُّرِّ والياقوتِ ما اللهُ بهِ عَليمٌ).
والْمُرَادُ بالتهاويلِ: الأشياءُ المختلِفةُ الألوانِ.
فهذا يَدُلُّ علَى قُدرةِ الخالِقِ جَلَّ وعلا، ويَدُلُّ علَى صِفةِ جَبرائيلَ عليهِ السلامُ، وأنَّ لهُ سِتَّمِائَةِ جَناحٍ، الْجَناحُ الواحدُ يَسُدُّ الأُفُقَ، ولا يُقالُ: إنَّ الرسولَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ كيفَ يَرَى سِتَّمِائَةِ جَناحٍ؟ وكيفَ عدَّ الرسولُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ الستَّمائةِ معَ أنَّ الْجَناحَ الواحدَ قدْ سَدَّ الأُفُقَ؟
قلنا: ما دامَ أنَّهُ قدْ وَرَدَ الحديثُ وصَحَّحَ الْعُلَمَاءُ إسنادَهُ فلا نَبْحَثُ في الكَيْفِيَّةِ؛ لأنَّ اللهَ جلَّ وعلا قادِرٌ علَى أنْ يُرِيَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ما لا نَتَصَوَّرُهُ نحن ولا تَتَحَمَّلُهُ عُقُولُنا.
الأمرُ الرابعُ الذي لا بدَّ مِنه في موضوعِ الإيمانِ بالملائكةِ: الإيمانُ بما عَلِمْنا مِنْ أعمالِهم ووَظائفِهم التي دَلَّتْ عليها النصوصُ.



فجِبريلُ عليهِ السلامُ مُوَكَّلٌ بالوحيِ، ومَلَكُ الموتِ مُوَكَّلٌ بوظيفةِ قَبْضِ الأرواحِ، وهناكَ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بالجنينِ في بطنِ أُمِّهِ، يَكتُبُ رِزْقَهُ وأَجَلَهُ، وهناكَ مَلائكةٌ مُوَكَّلونَ ببنِي آدَمَ{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ}.
وهناكَ ملائكةٌ مُوَكَّلُونَ بكَتْبِ أسماءِ الناسِ يومَ الجُمُعَةِ قَبلَ دُخولِ الخطيبِ، إلَى غيرِ ذلكَ مِمَّا تَدُلُّ عليهِ النصوصُ.

***

والإيمانُ بالكُتُبِ لا يَتِمُّ إلاَّ بأربعةِ أُمورٍ:


أوَّلاً:



الإيمانُ بأنَّها مُنَزَّلَةٌ مِنْ عنْدِ اللهِ حَقًّا.



والثاني:



الإيمانُ بما عَلِمْنا اسْمَهُ مِنها، كالقرآنِ، والتوراةِ، والإنجيلِ، والزَّبورِ، وأمَّا مَا لا نَعْرِفُهُ مِنها فنُؤْمِنُ بهِ إجمالاً.


والأمرُ الثالثُ:



التصديقُ بما صَحَّ مِنْ أخبارِها، كأخبارِ القرآنِ، وأَخبارِ ما لم يُحَرَّفْ وما لم يُبَدَّلْ مِنْ أَخبارِ الكُتُبِ السابقةِ، مِثلَ الرَّجْمِ، فإنَّهُ مِن الأخبارِ التي لم تُحَرَّفْ فيما حُرِّفَ مِن التوراةِ.


الرابعُ:



العملُ بأحكامِ ما لم يُنْسَخْ، وهذا بالنِّسبةِ لكتابِنا وهوَ القرآنُ، وما لم يُنْسَخْ مِنْ أخبارِ الكُتُبِ السابقةِ مِثلَ الرجْمِ فإنَّ الرجْمَ ثَبَتَ في شَريعَتِنا وهذا دليلٌ علَى أنَّهُ لم يُنْسَخْ.
والكُتُبُ السابقةُ كلُّها نُسِخَتْ بالقرآنِ العظيمِ الذي تَكَفَّلَ اللهُ بحِفْظِهِ؛ لأنَّهُ سيَبْقَى حُجَّةً علَى الْخَلْقِ أجمعينَ إلَى يومِ القِيامةِ.
ويَتَرَتَّبُ علَى ذلكَ أنَّهُ لا يَجوزُ التحاكُمُ إلَى شيءٍ مِنها بِحَالٍ مِن الأحوالِ، كما قالَ تعالَى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}.

***

والإيمانُ بالرُّسُلِ يَتَضَمَّنُ أربعةَ أمورٍ:


الأوَّلُ:



الإيمانُ بأنَّ رسالتَهم حقٌّ مِنْ عندِ اللهِ تعالَى
، وأنَّهُم لا يَأتونَ بشَيءٍ مِنْ عندِ أنفُسِهم، كما قالَ تعالَى عنْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}.



الثاني:



الإيمانُ بِمَنْ عَلِمْنا اسمَهُ مِنهم، وأنَّ هناكَ رُسُلاً نُؤمِنُ بهم إجمالاًولا نَعْرِفُ أسماءَهم؛ لأنَّهُ لم يُذْكَرْ مِنْ أسمائِهم لا القليلُ.
الثالثُ: تصديقُ ما صَحَّ عنهم مِنْ أخبارِهم.



الرابعُ:



العملُ بشريعة مَنْ أُرْسِلَ إلينا مِنهم وهوَ خاتَمُهم مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ.

***
والإيمانُ باليومِ الآخِرِ لا يَتِمُّ إلاَّ بثلاثةِ أمورٍ:


الأوَّلُ:



الإيمانُ بالبَعْثِ.



الثاني:



الإيمانُ بالحسابِ والجزاءِ.



الثالثُ:



الإيمانُ بالْجَنَّةِ والنارِ.
***
والإيمانُ بالقَدَرِ لا يَتِمُّ إلاَّ بأربعةِ أمورٍ:

الأوَّلُ:



الإيمانُ بعِلْمِ اللهِ تعالَى، وأنَّهُ عالِمٌ بما كانَ، وما يكونُ، وكيفَ يكونُ.


الثاني:



الإيمانُ بالكتابةِ، وأنَّ اللهَ كَتَبَ ما عَلِمَ أنَّهُ كائنٌ إلَى يومِ القِيامةِ.


والثالثُ:



الإيمانُ بأنَّهُ لا يَحْصُلُ في هذا الكونِ إلاَّ ما شاءَ اللهُ.



والرابعُ:



الإيمانُ بأنَّ اللهَ جَلَّ وعلا خَلَقَ الْخَلْقَ وأعمالَهم وأفعالَهم.
انتهت دروس الجمعة .






وبهذا انتهت دروس الأسبوع الأول ..


السبت : المرتبة الثالثة الإحسان + دليل مراتب الدين
الدرس السابع عشر : (( المرتبة الثالثة : الإحسان ))
الإحسانُ في الأَصْلِ نَوعانِ:
- إحسانٌ في عِبادةِ الخالِقِ وهوَ الْمُرَادُ هنا.
- إحسانٌ في حُقوقِ الخلْقِ، وهوَ نَوعان:
النوع الأول: إحسانٌ واجبٌ،وهوَ أنْ تَقومَ بحُقوقِهم الوَاجبةِ علَى أَكْمَلِ وَجْهٍ: كَبِرِّ الوالدينِ، وصِلَةِ الأرحامِ، والإنصافِ في جميعِ الْمُعاملاتِ، ويَدْخُلُ في هذا النوعِ: الإحسانُ إلَى البَهائمِ، ثمَّ الإحسانُ في القَتْلِ، لِمَا وَرَدَ في الحديثِ الصحيحِ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ)).
النوعُ الثاني: الإحسانُ المستحَبُّ، وهوَ ما زادَ علَى الواجِبِ مِنْ: بَذْلِ نَفْعٍ بَدَنِيٍّ، أوْ مالٍ، أوْ عِلْمِيٍّ، فَيُساعِدُ الإنسانُ مَن احتاجَ إلَى مُساعَدَتِهِ ببَدَنِهِ، أوْ بمالِهِ، أوْ بعِلْمِهِ، فهذا كلُّهُ داخلٌ في بابِ الإحسانِ.

وأَجَلُّ أنواعِ الإحسانِ: الإحسانُ إلَى مَنْ أساءَ إليكَ، كما قالَ تعالَى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
***
.(كأنكَ تَراهُ) أيْ: كأنكَ تَرَى مَعبودَكَ وتُشاهدُهُ؛ فيَبْعَثُ هذا علَى أمرينِ:
الأمرُ الأوَّلُ: الإخلاصُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ بعِبادتِهِ، فلا يَعْبُدُهُ رياءً، ولا سُمْعَةً، ولا مَدْحًا، وهوَ يَعتقدُ أنَّ اللهَ يَراهُ.

الثاني: أن يَتَيَقَّنَ العِبادةَ ويُحْسِنَ أداءَها، فيُصَلِّيَ صلاةَ مَنْ يُشاهدُهُ رَبُّهُ وهوَ يَرَى رَبَّهُ.
***
والْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ أَخَّرَ الْمَرتبةَ الثالثةَ وهيَ مَرتبةُ الإحسانِ؛ لأنَّها أَضيقُ الْمَراتِبِ الثلاثِ؛ لأنَّ أصحابَها هم الْخُلَّصُ مِنْ عِبادِ اللهِ الصالحينَ؛ ولهذا يقولُ الْعُلَمَاءُ: (إذا تَحَقَّقَ الإحسانُ تَحَقَّقَ الإيمانُ والإسلامُ، وكلُّ مُحْسِنٍ مؤمِنٌ مُسلمٌ، وليسَ كلُّ مسلمٍ مؤمِنًا مُحْسِنًا).
وقدْ صَوَّرَ بعضُ الْعُلَمَاءِ هذه الْمَراتِبَ الثلاثَ بثلاثِ دَوائرَ، كلُّ واحدةٍ داخلَ الأخرَى :
- الدائرةُ الأُولَى: وهيَ الدائرةُ الوَاسعةُ، دائرةُ الإسلامِ؛ لأنَّ أهلَ الإسلامِ أكثرُ مِنْ أهلِ الإيمانِ، فقدْ يكونُ مسلمًا في الظاهرِ ولا يكونُ مؤمِنًا، كما سنَذْكُرُ بعدَ قليلٍ إن شاءَ اللهُ، فأَوْسَعُ دائرةٍ هيَ دائرةُ الإسلامِ.
-وفي داخلِها: دائرةُ الإيمانِ.
- وأَضيقُ مِنها: دائرةُ الإحسانِ.
- فمَنْ وُجِدَ داخلَ الدوائرِ الثلاثِ فهوَ مُسلمٌ مؤمِنٌ مُحْسِنٌ.
-وإن خَرَجَ مِن الدائرةِ الصُّغرَى -ونَعْنِي بها دائرةَ الإحسانِ - فهوَ مؤمِنٌ مُسلمٌ.
-وإن خَرَجَ مِن الدائرةِ الثانيَةِ فهوَ مُسلِمٌ في الظاهرِ وليسَ بمؤمِنٍ، ومِنْ بابِ أَوْلَى لن يكونَ مُحْسِنًا.
***
الدرس الثامن عشر : (( دليل مراتب الدين ))
لايوجد تعداد .
***
الأحد : الأصل الثالث :معرفة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم -
الدرس التاسع عشر : (( معرفة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم -))
قولُهُ: (وقريشٌ مِن العَرَبِ، والعربُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إسماعيلَ) الْمُرَادُ بالعرَبِ هنا: العرَبُ الْمُسْتَعْرِبَةُ، فإنَّ العرَبَ قِسمانِ:
- عرَبٌ عَارِبَةٌ: وهم أَصْلُ العرَبِ الباقيَةِ جميعًا ويُسَمَّونَ (القَحْطَانِيِّينَ) ويَنتسبونَ إلَى سَبَأِ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قَحطانَ، وقدْ سَكَنُوا اليمَنَ ثمَّ تَفَرَّقُوا في بَقِيَّةِ شِبهِ الجزيرةِ.
-عَرَبٌ مُسْتَعْرِبَةٌ: ويُسَمَّوْنَ (العَدْنَانِيِّينَ) وقدْ نَشَأُوا في مَكَّةَ ومِنها تَفَرَّقُوا في جِهاتٍ كثيرةٍ مِن الْحِجازِ وتِهامةَ، ويَنتهِي نَسَبُهم إلَى إسماعيلَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ كما تَقَدَّمَ؛ لأنَّهُ لَمَّا أَصْهَرَ إلَى قَبيلةِ (جُرْهُمَ) كانَ مِنْ نَسْلِهِ (عَدنانُ) الذي تَنتسِبُ إليهِ العرَبُ الْمُسْتَعْرِبَةُ .

الإثنين :معنى الهجرة وحكمها
الدرس العشرون : (( معنى الهجرة وحكمها ))
أنَّ الهجرةَ مِنْ بَلَدِ الكفرِ ثلاثةُ أَضْرُبٍ، والناسُ ثلاثةُ أصنافٍ:
الصِّنْفُ الأَوَّلُ: تَجِبُ عليهِ الْهِجرةُ، وهوَ القادِرُ عليها معَ عَدَمِ إمكانِ إظهارِ دينِهِ، وهذا يَدُلُّ عليهِ قولُهُ تعالَى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
ووَجهُ الدَّلالةِ:أنَّ اللهَ جَلَّ وعلا وَصَفَهم بأنَّهُم ظالِمون لأنفسِهم، فمَنْ بَقِيَ في بَلَدِ الشرْكِ وهوَ قادرٌ علَى الهجرةِ ولا يَقْدِرُ علَى إظهارِ دينِهِ فهوَ ظالِمٌ لنفسِهِ، مُرْتَكِبٌ حَرامًا بالإجماعِ.
الصِّنْفُ الثاني: مَنْ لا هِجرةَ عليهِ، وهوَ العاجزُ عن الهجرةِ: إمَّا لِمَرَضٍ، أوْ إكراهٍ علَى الإقامةِ، فلم يَسْتَطِع الخروجَ، أوْ ضَعْفٍ مِن النساءِ والوِلدانِ وشَبَهِهم.
فهؤلاءِ لا هِجرةَ عليهم؛ لأنَّ اللهَ جلَّ وعَلاَ قالَ: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً}وعليهِ أن يَعتزِلَ الكُفَّارَ ما استطاعَ ويُظْهِرَ دِينَهُ ويَصْبِرَ علَى أَذاهُمْ.
الصِّنْفُ الثالثُ: مَنْ تُسْتَحَبُّ لهُ الهجرةُ، ولا تَجِبُ عليهِ كما تَجِبُ علَى الصِّنْفِ الأَوَّلِ، وهذا في حقِّ مَنْ يَقدِرُ علَى الهجرةِ لكنه مُتَمَكِّنٌ مِنْ إظهارِ دِينِهِ، فهذا تُسْتَحَبُّ لهُ الهجرةُ لأَجْلِ أن يَتَمَكَّنَ مِنْ جِهادِ الكُفَّارِ، وتَكثيرِ المسلمينَ، والتخَلُّصِ مِن الكُفَّارِ ومُخالَطَتِهم.
فهذه ثلاثةُ أصنافٍ هيَ أَصنافُ الناسِ بالنسبةِ للهِجرةِ.
***
ويُفْهَمُ مِنْ كلامِ الْعُلَمَاءِ أنَّهُ لا يَجوزُ السفَرُ لبلادِ الكُفْرِ إلاَّ بثلاثةِ شُروطٍ:
الشرْطُ الأَوَّلُ: أنْ يكونَ عندَهُ عِلْمٌ يَمْنَعُهُ مِمَّا يَرِدُ عليهِ مِن الشُّبُهاتِ التي قدْ تَعْرِضُ لهُ في تلكَ البلادِ، فإنْ لم يكنْ عندَهُ عِلْمٌ فهوَ علَى خَطَرٍ عظيمٍ، فقدْ يَنْحَرِفُ في عَقيدتِهِ ويَنْخَدِعُ بما هم عليهِ، فلا بُدَّ أنْ يكونَ المسافِرُ علَى عِلْمٍ يَمْنَعُهُ مِمَّا يَرِدُ عليهِ مِن الشُّبُهَاتِ والإشكالاتِ.
الشرْطُ الثاني: أنْ يكونَ عندَهُ دِينٌ يَمْنَعُهُ مَمَّا يَرِدُ عليهِ مِن الشَّهَواتِ؛ لأنَّ تلكَ البلادَ بلادٌ مُغْرِيَةٌ، بلادُ الشهواتِ واللذاتِ التي تَقِفُ علَى قَدَمٍ وساقٍ، دونَ تَفريقٍ بينَ ما أَحَلَّ اللهُ وما حَرَّمَ اللهُ.
والذي لا دِينَ عندَهُ يَمْنَعُهُ مِن الوُقوعِ في هذه الْمُحَرَّمَاتِ يَكونُ عُرضةً للانحرافِ، ومُجاراةِ القومِ فيما هم عليهِ مِن الذنوبِ والمعاصي، غَائِبًا عنْ بَالِهِ عاقبةُ الأمرِ.
ومِنْ وَسائلِ السلامةِ - بإذْنِ اللهِ تعالَى -:
-أنْ يكونَ المسافِرُ مُتَزَوِّجًا.
-وأنْ تكونَ زَوجتُهُ معه ليُعِفَّ نفسَهُ ويَتَحَصَّنَ مِن الحرامِ، إذا كانَ يُريدُ الإقامةَ للدعوةِ أوْ للدراسةِ مَثَلاً.
الشرْطُ الثالثُ: أن يَتَمَكَّنَ مِنْ إظهارِ دينِهِ والقيامِ بعِبادةِ رَبِّهِ، كما أَمَرَ اللهُ جَلَّ وعلا، وعليهِ أن يَحْذَرَ كلَّ الْحَذَرِ مِنْ مُوالاةِ المشرِكينَ؛ لأنَّ مُوالاتَهم - كما مَرَّ معنا - تُنَافِي الإيمانَ.
أمَّا السفَرُ لبلادِ الكُفْرِ لِمُجَرَّدِ السياحةِ فالقولُ بالْمَنْعِ أَظْهَرُ؛ لأنَّ اللهَ تعالَى أَوْجَبَ علَى الإنسانِ العملَ بالتوحيدِ، وفَرَضَ عليهِ عَداوةَ المشرِكينَ، فما كانَ ذَريعةً وسَبَبًا إلَى إسقاطِ ذلكَ فإنَّهُ لا يَجوزُ.
وقدْ وَرَدَ عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أنَّهُ قالَ: ((أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ لاَ تَرَاءَى نَارُهُمَا)).
ومعنَى: (لاَ تَرَاءَى نَارُهُمَا) أيْ: لا تَرَى نارُ المسلِمِ نارَ الْمُشْرِكِ، ولا نارُ المشرْكِ نارَ المسلِمِ، وهذا كِنايَةٌ عن القُرْبِ.
***
فمَنْ سَافَرَ لِمُجَرَّدِ السياحةِ فهوَ علَى خَطَرٍ عظيمٍ مِنْ وُجوهٍ:
أوَّلاً: أنَّهُ خالَفَ النُّصوصَ علَى وُجوبِ الهجرةِ وتحريمِ السفَرِ، ومِنها حديثُ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((مَنْ جَامَعَ الْمُشْرِكَ وَسَكَنَ مَعَهُ فَإِنَّهُ مِثْلُهُ)).

ثانيًا: فَقْدُ الْغَيْرَةِ عندَهُ، وهذا شيءٌ مُلاَحَظٌ؛ فإنَّ الإنسانَ - وإن كانَ عندَهُ غَيْرَةٌ - إذا أَقامَ في بَلَدٍ تَكْثُرُ فيها الْمَعَاصِي؛ فإنَّ غَيْرَتَهُ تَضْعُفُ أوْ تَموتُ بالكُلِّيَّةِ، ويُصْبِحُ مُجارِيًا لهم فيما هم عليهِ.
وقدْ ذَكَرَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميَّةَ: (أنَّ مُشارَكَةَ الكُفَّارِ في الْهَدْيِ الظاهرِ تُوجِبُ الاختلاطَ الظاهِرَ حتَّى يَرتَفِعَ التمييزُ بينَ الْمَهْدِيِّينَ الْمَرْضِيِّينَ وبينَ المغضوبِ عليهم والضالِّينَ).

هذا إذا لم يكنْ ذلكَ الْهَدْيُ الظاهِرُ إلاَّ مُبَاحًا مَحْضًا لوْ تَجَرَّدَ عنْ مُشابَهَتِهم.
فأمَّا إن كانَ مِنْ مُوجِباتِ كُفْرِهم فإنَّهُ يكونُ شُعبةً مِنْ شُعَبِ الكُفْرِ، فمُوافَقَتُهم فيهِ مُوافَقَةٌ في نوعٍ مِنْ أنواعِ ضَلاَلِهم ومَعاصيهم فهذا أَصْلٌ يَنبغِي أن يُتَفَطَّنَ لهُ.

ثالثًا: أنَّ هذه الأسفارَ لا تَسْلَمُ غالبًا مِن الإسرافِ في الْمَصارِيفِ الْمَالِيَّةِ، وهذا فيهِ إنعاشٌ لاقتصادِهم وتَقويَةٌ لهم.

رابعًا: شعورُ الإنسانِ الذي يُقيمُ بأنَّهُ كَفَرْدٍ مِنهم، لهُ ما لهم وعليهِ ما عليهم.
أَضِفْ إلَى هذا أنَّ أهلَهُ مِن النساءِ والأطفالِ - إنْ كانوا معه - يَتَأَثَّرُونَ بأخلاقِ أهلِ تلكَ البلادِ؛ لأنَّ المرأةَ والطفْلَ والشابَّ أسرَعُ تَأَثُّرًا وأَكْثَرُ إِعجابًا بما عليهِ الآخَرُونَ.

الثلاثاء : كمال دين الإسلام
الدرس الحادي والعشرون : (( كمال دين الإسلام ))
لايوجد تعداد .

الأربعاء : البعث بعد الموت +الحكمة من إرسال الرسل .

الدرس الثاني والعشرون : (( البعث بعد الموت ))
مُحاسَبَةُ الكافِرِ وَراءَها حِكَمٌ عَظيمةٌ، مِنها:
أوَّلاً: إقامةُ الْحُجَّةِ علَى الكُفَّارِ وإظهارُ عَدْلِ اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى فيهم.
ثانيًا: مُحاسَبَةُ الكُفَّارِ فيها تَوبيخٌ وتَقريعٌ لهم.
ثالثًا: لأنَّ الكُفَّارَ - علَى أَرْجَحِ الأقوالِ - مُخاطَبونَ بالأوامِرِ والنواهي، كما دَلَّتْ علَى ذلكَ النصوصُ الشرعيَّةُ.
رابعًا: لأنَّ الكُفَّارَ يَتفاوَتونَ في الكُفْرِ، والنارُ دَرَكَاتٌ.
***
وخُلاصَةُ الأَدِلَّةِ علَى وُقوعِ البَعْثِ، كما يلِي:
الدليلُ الأَوَّلُ: إخبارُ العليمِ الخبيرِ بوُقوعِ يومِ القِيامةِ، وأنَّ الساعةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فيها، وأنَّ اللهَ يَبعثُ مَنْ في القُبورِ، وجاءَ هذا الإخبارُ في القرآنِ الكريمِ بأساليبَ مُتنوِّعَةٍ؛ ليَكونَ أَوْقَعَ في النفوسِ، وأَقْرَبَ إلَى القَبولِ.
الدليلُ الثاني: أنَّ القادِرَ علَى الْخَلْقِ الأوَّلِ قادرٌ علَى الْخَلْقِ الثاني، كما قالَ تعالَى: {وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا}.
وقد اسْتَقَرَّ في أفهامِ الناسِ وتَصَوُّرِهم أنَّ الإعادةَ أَهوَنُ مِن الْبَدْءِ.

فإذا كُنتُم تَعْتَرِفُونَ أنَّ اللهَ قدْ خَلَقَكم ابتداءً فلِماذا تُنْكِرون الإعادةَ معَ أنَّ الإعادةَ في نَظَرِكم أَهْوَنُ، والْبَدْءُ والإعادةُ عندَ اللهِ تعالَى سَواءٌ.
وقدْ ذَكَرَ اللهُ تعالَى هذا المعنَى فقالَ تعالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، يعني: أهونُ عليهِ في نَظَرِكم، فلماذا تُنْكِرُونَهُ؟

والحاصِلُ: أنَّ القادِرَ علَى الْخَلْقِ الأوَّلِ قادِرٌ علَى الْخَلْقِ الثاني.

الدليلُ الثالثُ: أنَّ القادِرَ علَى خَلْقِ الأَعْظَمِ قَادِرٌ علَى خَلْقِ ما دُونَهُ، قالَ تعالَى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ}.
الدليلُ الرابعُ: قُدرةُ اللهِ جَلَّ وعَلاَ علَى تَحويلِ الْخَلْقِ مِنْ حالٍ إلَى حالٍ، فهوَ يُميتُ ويُحْيِي، ويَخْلُقُ ويُفْنِي، وهذه الأَرْضُ تَكونُ هامِدةً لا نَباتَ فيها فيُنْزِلُ اللهُ الْمَطَرَ فإذا هيَ خَضراءُ تَهْتَزُّ.
-{وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ}.

الدرس الثالث والعشرون : (( الحكمة من إرسال الرسل ))
قولُهُ: (وكلُّ أُمَّةٍ بَعَثَ اللهُ إليها رسولاً مِنْ نُوحٍ عليهِ السلامُ إلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَأمرُهم بعِبادةِ اللهِ وَحْدَهُ، ويَنهاهُمْ عنْ عِبادةِ الطاغوتِ) يعني: يَأْمُرُهم بالتوحيدِ؛ لأنَّ التوحيدَ يَجْمَعُ أمرينِ:
الأَوَّلُ: عِبادةُ اللهِ وَحْدَهُ.

الثاني: النهيُ عنْ عِبادةِ الطاغوتِ.


الخميس: معنى الكفر بالطاغوت + رأس الأمر وعمودة وذرة سنامه

الدرس الرابع والعشرون : (( معنى الكفر بالطاغوت ))
ومعنَى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} أيْ: لظُهورِ أَدِلَّةِ الدِّينِ وبَراهينِهِ، فلا يُكْرَهُ إنسانٌ علَى أنْ يَعتنِقَ الإسلامَ، وإنَّمَا يَعتنقُهُ الإنسانُ بإرادتِهِ واختيارِهِ.
ولا مُنافاةَ بينَ هذه الآيَةِ والآياتِ الدالَّةِ علَى وُجوبِ القتالِ والجهادِ؛ لأنَّ هذه الأدِلَّةَ مُرادٌ بها إزالةُ العَوائقِ في وَجْهِ الإسلامِ، فإذا وَقَفَ أُناسٌ في وَجْهِ الإسلامِ، أوْ قُوَّةٌ وَقَفَتْ في وجهِ الإسلامِ، فإنَّهُ يُشْرَعُ القتالُ، ويَجِبُ في هذه الحالةِ لإزالةِ هذه العوائقِ، لكن لا يُلْزَمُ الإنسانُ بأنْ يَعتنِقَ الإسلامَ.

وهذه الآيَةُ فيها خِلافٌ بينَ المفسِّرينَ :
- فمِنهم : مَنْ ذَهَبَ إلَى أنَّها مَنسوخةٌ بآياتِ القتالِ.

وضَعَّفَ هذا الْمُحَقِّقونَ: كابنِ جريرٍ، وابنِ العَرَبِيِّ، والشوكانيِّ، وغيرِهم.
- ومِنهم مَنْ قالَ: إنَّ هذه الآيَةَ مُحْكَمَةٌ، وإنَّها خاصَّةٌ باليهودِ والنصارَى والْمَجُوسِ، أمَّا الوثنيُّونَ فإنَّهُم يُكرَهونَ علَى الإسلامِ ويُلْزَمُونَ بالدخولِ فيهِ، وهوَ اختيارُ ابنِ جَريرٍ وجَمْعٍ مِن الْمُحَقِّقِين.
وعلَى أيِّ حالٍ فالإنسانُ يَعتنِقُ الإسلامَ بإرادتِهِ واختيارِهِ وظُهورِ تعاليمِهِ وأَدِلَّتِهِ وبَراهينِهِ.
وأمَّا ما جاءَ في آياتِ القِتالِ والجهادِ فهذا لا يُنافِي الآيَةَ، بلْ كلُّ مَنْ وَقَفَ في وجهِ الإسلامِ مِنْ شَخْصٍ أوْ مِنْ قُوَّةٍ فإنَّهُ يُقاتَلُ، أمَّا أنَّهُ يُلْزَمُ ويُكْرَهُ علَى اعتناقِ الإسلامِ فقدْ يَعتنقُهُ في الظاهِرِ ولا يَعتنقُهُ في
الباطنِ، فيكونُ مُنَافِقًا.


الدرس الخامس والعشرون : (( رأس الأمر وعمودة وذرة سنامه ))
لايوجد تعداد ..

وبهذا انتهيت من دروس ثلاثة الأصول وأدلتها , والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ..

  #8  
قديم 9 ذو القعدة 1431هـ/16-10-2010م, 11:00 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

حل بعض الأسئلة الواردة في آخر دروس الأصول الثلاثة
للأخت (توكل) بارك الله فيها
عام1431

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أسجل حضوري بحل الأسئلة
س1: تحدث باختصار عن أهمية رسالة ثلاثة الأصول.
هيَ أُصولُ الإسلامِ التي لا يَقومُ إلاَّ عليها، وهيَ التي يُسْأَلُ عنها العَبْدُ في قَبْرِهِ.
فالإنسانُ إذا عَرَفَ ربَّهُ، وعَرَفَ نَبِيَّهُ، وعَرَفَ دِينَ الإسلامِ بالأَدِلَّةِ؛ كَمُلَ لهُ دِينُهُ، فهذا هوَ الْعِلْمُ الشرعيُّ الذي لا بُدَّ منهُ
س2: اذكر بعض فوائد بدء المؤلف رسالته بالبسملة
اقتداءً بكتابِ اللهِ تعالَى، وتَأَسِّيًا بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، فإنَّهُ كانَ يَبدأُ كُتُبَهُ بالبَسْمَلَةِ،
س3: اشرح معنى البسملة بإيجاز.
بسم:كلُّ اسمٍ مِنْ أسماءِ اللهِ تعالَى
(اللهُ)اسم اللهِ تعالَى الخاصَّ بهِ: الْمَأْلُوهُ حُبًّا وتَعظيمًا.
(الرحمنِ) مِنْ أسماءِ اللهِ الخاصَّةِ بهِ: ذو الرحمةِ الواسعةِ.
(الرحيمِ): مُوصِلُ رحمتِهِ إلَى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ.
س4: قال المؤلف رحمه الله تعالى مستهلاً رسالته (اعلم رحمك الله) اشرح هذه الجملة مبيناً ما فيها من اللطائف.
كلمةُ (اعْلَمْ)يُؤْتَى بها مِنْ بابِ التنبيهِ وحَثِّ السامعِ علَى أن يُصْغِيَ لِمَا سَيقالُ، فهيَ أمْرٌ بتحصيلِ العِلْمِ، والتَّهَيُّؤِ لِمَا سيُلْقَى إليكَ مِن العُلومِ.
ولهذا يَنبغِي للمُتَكَلِّمِ إذا تَحَدَّثَ أمامَ الناسِ أن يَستعْمِلَ العباراتِ التي تَشُدُّ أذهانَهم
رحمك الله:غَفَرَ اللهُ لكَ ما مَضَى مِنْ ذُنوبِكَ، ووَفَّقَكَ وعَصَمَكَ فيما يستقبل بالتوفيقِ للخيرِ والسلامةِ مِن الذنوبِ.
دعاءٌ يَدُلُّ علَى مَحَبَّتِهِ وشَفَقَتِهِ وأنَّهُ راغبٌ في حُصولِ الخيرِ
س5: ما معنى الوجوب في قول المؤلف: (يجب علينا تعلم أربع مسائل)؟
الوجوبُ العَيْنِيُّ، وهوَ ما يَجِبُ أداؤُهُ علَى كلِّ مُكَلَّفٍ بعينِهِ.
س6: تكلم بإيجاز عن أهمية هذه المسائل الأربع، مستشهداً بما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله في ذلك.
العلم:ما كانَ تَعَلُّمُهُ فرضَ عَيْنٍ؛ وهوَ كلُّ عِلْمٍ يَحتاجُ إليهِ الْمُكَلَّفُ في أَمْرِ دِينِهِ، كأصولِ الإيمانِ، وشرائعِ الإسلامِ، وما يَجِبُ اجتنابُهُ مِن الْمُحَرَّمَاتِ، وما يَحتاجُ إليهِ في الْمُعاملاتِ،ما لا يَتِمُّ الواجِبُ إلاَّ بهِ فهوَ واجبٌ عليهِ الْعِلْمُ بهِ
العملُ بهِ لأنَّ الْعِلْمَ لا يُطْلَبُ إلاَّ للعَمَلِ، وذلكَ بأنْ يَتَحَوَّلَ الْعِلْمُ إلَى سُلوكٍ واقعيٍّ يَظهرُ علَى فِكْرِ الإنسانِ وتَصَرُّفِهِ ومِنْ أسبابِ ثَباتِ الْعِلْمِ وبَقائِهِ،الإنسانَ الذي لا يَعْمَلُ بعِلْمِهِ سيكونُ عِلْمُهُ حُجَّةً عليهِ،
الدعوةُ إليهِ) أي: الدعوةُ إلَى توحيدِ اللهِ وطَاعتِهِ، وهذه وَظيفةُ الرُّسُلِ وأَتْبَاعِهم،لأنَّ الإنسانَ إذا كَمُلَتْ قُوَّتُهُ الْعِلْميَّةُ بالْعِلْمِ، وقُوَّتُهُ العَمَلِيَّةُ بالعملِ؛ فإنَّ عليهِ أن يَسْعَى إلَى بَذْلِ الخيرِ للآخرينَ، تَأَسِّيًا برُسُلِ اللهِ تعالَى عليهم الصلاةُ والسلامُ.
الصبْرُ علَى الأَذَى فيهِ) بأنْ يكونَ الداعيَةُ صابرًا علَى ما يَنالُهُ مِنْ أَذِيَّةِ الناسِ
فيَجِبُ علَى الداعيَةِ أنْ يكونَ صابرًا علَى دَعوتِهِ مُسْتَمِرًّا فيها، صابرًا علَى ما يَعْتَرِضُ دَعوتَهُ أوْ ما يَعْتَرِضُهُ هوَ مِن الأَذَى؛ لأنَّ الداعيَةَ يَطْلُبُ مِن الناسِ أن يَتَحَرَّرُوا مِنْ شَهَوَاتِهم ورَغَبَاتِهم، وعاداتِ أقوامِهم، ويَقِفُوا عندَ حُدودِ اللهِ تعالَى في أَوامِرِهِ ونَواهِيهِ، وأكثرُالناسِ لا يُؤْمِنُ بهذا الْمَنْهَجِ.
فلهذا يُقاوِمُونَ الدعوةَ بكلِّ قُوَّةٍ، ويُحارِبون دُعاتَها بكلِّ سِلاحٍ،
قالَ ابنُ القَيِّمِ: (جِهادُ النَّفْسِ أَرْبَعُ مَراتِبَ:
أحدُها: أنْ يُجَاهِدَها على تَعَلُّمِ الْهُدَى ودينِ الحقِّ، الذي لا فَلاَحَ لها ولا سَعَادَةَ في مَعَاشِها ومَعادِها إلاَّ به، ومَتَى فَاتَها عِلْمُه شَقِيت في الدَّاريْن.
الثانيةُ: أنْ يُجَاهِدَها على العمَلِ بِهِ بعدَ عِلْمِهِ، وإلاَّ فَمُجَرَّدُ العِلْمِ بلا عَمَلٍ، إنْ لَم يَضُرَّها لم يَنْفَعْهَا.
الثالثةُ: أنْ يُجَاهِدَها على الدعوةِ إليه، وتعليمِه مَن لا يَعْلَمُه، وإلاَّ كانَ مِن الَّذِين يَكْتُمون ما أنْزَلَ اللَّهُ مِن الهدَى والبيناتِ، ولا يَنْفَعُه عِلْمُه، ولا يُنَجِّيه مِن عذابِ اللَّهِ.
الرابِعَةُ: أنْ يُجَاهِدَها على الصبرِ على مَشَاقِّ الدعوةِ إلى اللَّهِ وأذَى الخَلْقِ، ويَتَحَمَّلُ ذلك كلَّه للَّهِ، فإذا اسْتَكْمَلَ هذه المراتِبَ الأربَعَ، صار مِن الرَّبَّانِيِّين، فإنَّ السَّلَفَ مُجْمِعُون على أنَّ العالِمَ لا يَسْتَحِقُّ أنْ يُسَمَّى رَبَّانيًّا، حتَّى يَعْرِفَ الحقَّ ويَعْمَلَ به ويُعَلِّمَه، فَمَن عَلِمَ وعَمِلَ وعلَّمَ، فذلك يُدْعَى عَظِيمًا في مَلَكُوتِ السماءِ

س1ما هي أقسام العلم من حيث الحاجة إلى الاستدلال؟
التقليدَ لا يَنفَعُ في بابِ العقائدِ، وأنَّهُ لا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ دِينِ الإسلامِ بالأدِلَّةِ مِنْ كتابٍ أوْ سُنَّةٍ أوْ إجماعٍ.
لابدمن تعلم العلم والمقصودُ بهِ ما كانَ تَعَلُّمُهُ فرضَ عَيْنٍ؛ وهوَ كلُّ عِلْمٍ يَحتاجُ إليهِ الْمُكَلَّفُ في أَمْرِ دِينِهِ، كأصولِ الإيمانِ، وشرائعِ الإسلامِ، وما يَجِبُ اجتنابُهُ مِن الْمُحَرَّمَاتِ، وما يَحتاجُ إليهِ في الْمُعاملاتِ، ونحوِ ذلكَ ممَّا لا يَتِمُّ الواجِبُ إلاَّ بهِ فهوَ واجبٌ عليهِ الْعِلْمُ بهِ.
س2: عرف العلم لغة واصطلاحاً.
العلم لغة حُكْمُ الذِّهْنِ الجازِمُ، المُطَابِقُ للواقِعِ؛
العلم اصطلاحاً الْعِلْمُ الشرعيُّ، ما كانَ تَعَلُّمُهُ فرضَ عَيْنٍ؛ وهوَ كلُّ عِلْمٍ يَحتاجُ إليهِ الْمُكَلَّفُ في أَمْرِ دِينِهِ،
س3: ما حكم التقليد في الاعتقاد؟
التقليدَ لا يَنفَعُ في بابِ العقائدِ
س4: ما هو القدر الواجب من العلم على المكلف؟
مَّا لا يَتِمُّ الواجِبُ إلاَّ بهِ فهوَ واجبٌ عليهِ الْعِلْمُ بهِ. ، كأصولِ الإيمانِ، وشرائعِ الإسلامِ، وما يَجِبُ اجتنابُهُ مِن الْمُحَرَّمَاتِ، وما يَحتاجُ إليهِ في الْمُعاملاتِ،
س5: عرف الإسلام بالمعنى العام، والمعنى الخاص.
المعنًى العامٌّ: عِبادةُ اللهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لهُ، وهذا دِينُ الأنبياءِ عُمومًا.
الدليل قول أبناءِ يَعقوبَ عليهِ السلام في قوله تعالى: ُ: { قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبـَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
فهذا هوَ الإسلامُ بالمعنَى العامِّ.أمَّا الإسلامُ بالمعنَى الخاصِّ فيُرادُ بهِ: الدِّينُ الذي بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا بهِ، وجَعَلَهُ خاتِمَةَ الأديانِ، لا يُقبَلُ مِنْ أَحدٍ دِينٌ سواهُ:
قالَ تعالَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.فهذه الآيَةُ تُفيدُ أنَّ اللهَ تعالَى ارْتَضَى لهذه الأُمَّةِ الإسلامَ دِينًا، فيُفَسَّرُ بالمعنَى الخاصِّ.
س6: ما حكم العمل بغير علم؟
فمَنْ عَمِلَ بلا عِلْمٍ فقدْ شَابَهَ النَّصارَى،
س7: ما معنى الدليل؟
هوَ الْمُرْشِدُ إلَى المطلوبِ، وهوَ إمَّا سَمْعِيٌّ: وهوَ ما ثَبَتَ بالوحيِ مِنْ كتابٍ أوْ سُنَّةٍ، وإما عَقْلِيٌّ: وهوَ ما ثَبَتَ بالنظَرِ والتأَمُّلِ،
س8: تحدث باختصار عن أهمية العمل بالعلم.
الْعِلْمَ لا يُطْلَبُ إلاَّ للعَمَلِ،
ويجبِ إتْبَاعِ الْعِلْمِ بالعملِ، وظُهورِ آثارِ الْعِلْمِ علَى طالِبِهِ، ووَرَدَ الوَعيدُ الشديدُ لِمَنْ لا يَعْمَلُ بعِلْمِهِ،
فلا يكونُ العالِمُ عالِمًا حقًّا إلاَّ إذا عَمِلَ بما عَلِمَ و العملَ مِنْ أسبابِ ثَباتِ الْعِلْمِ وبَقائِهِ
ودليلُ هذا في كتابِ اللهِ، قالَ تعالَى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}
س8: تكلم عن المسألة الثالثة باختصار في ضوء النقاط التالية:

أ. معنى الدعوة. الدعوةُ إلَى توحيدِ اللهِ وطَاعتِهِ،
ب. حكمها. على كلِّ مسلمٍ أن يَدْعُوَ إلى اللَّهِ حسبَ طاقتِهِ وعلمِهِ، فكلُّ واحدٍ - رجلٍ أوِ امرأةٍ - عليهِ قسطٌ منْ هذا الواجب، منَ التبليغِ والدعوةِ والإرشادِ والنصيحةِ، وأنْ يدعوَ إلى توحيدِ اللَّهِ
ج. فضلها. والدعوةُ إلَى اللهِ تعالَى أَمْرُها عظيمٌ، وثوابُها جَزيلٌ، كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((فَوَاللهِ لأََنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ))
وهذه وَظيفةُ الرُّسُلِ وأَتْبَاعِهم،
وأعلَى مَراتِبِ العِلْمِ: الدعوةُ إلى الحقِّ
د. وسائلها ومجالاتها
منها: الدعوةُ إلى اللَّهِ تَعَالَى بِالْخَطَابَةِ وإلقاءِ المحاضراتِ.
ومنها: الدعوةُ إلى اللَّهِ بالمقالاتِ.
ومنها:الدعوةُ إلى اللَّهِ بِحَلَقَاتِ العلم.
ومنها: الدعوةُ إلى اللَّهِ بالتأليفِ ونَشْرِ الدينِ عنْ طريقِ التأليفِ.
ومنها: الدعوةُ إلى اللَّهِ في المجالسِ الخاصَّةِ
هـ. شروطها. و. آدابها
التقوَى: ويُقْصَدُ بها كلُّ مَعانيها مِن: امتثالِ المأمورِ، واجتنابِ المحظورِ،والتَّحَلِّي بصِفاتِ أهلِ الإيمانِ.
-الإخلاصُ: بأنْ يَقْصِدَ بدعوتِهِ وجهَ اللهِ تعالَى ورِضاهُ،.
-الْعِلْمُ: فلا بدَّ أنْ يكونَ الداعي عالِمًا بما يَدْعو بهِ
-الحِلْمُ وضَبْطُ النفْسِ عندَ الغَضَبِ؛
-أنْ يَبْدَأَ بالأَهَمِّ فالأَهَمِّ علَى حَسَبِ البيئةِ التي يَدْعُو فيها
-أنْ يَسْلُكَ في دعوتِهِ الْمَنْهَجَ الذي نَصَّ اللهُ عليهِ في كِتابِهِ الكريمِ،.
س9: اشرح المسألة الرابعة في ضوء النقاط التالية:
معنى الصبر، الصبرُ علَى الأَذَى في الدعوةِ إلَى اللهِ تعالَى، بأنْ يكونَ الداعيَةُ صابرًا علَى ما يَنالُهُ مِنْ أَذِيَّةِ الناسِ؛
أنواعه، صابرًا علَى دَعوتِهِ مُسْتَمِرًّا فيها
صابرًا علَى ما يَعْتَرِضُ دَعوتَهُ أوْ ما يَعْتَرِضُهُ هوَ مِن الأَذَى؛
، قالَ تعالَى عنْ لُقْمَانَ الحكيمِ في وَصِيَّتِهِ لابنِهِ: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}.
فضائله. جعَلَ اللهُ تعالَى العاقِبةَ للمُتَّقِينَ، وكَتَبَ النصْرَ لدُعاةِ الحقِّ، قالَ تعالَى:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ}.
س10: إذا لم يرَ الداعية استجابة ممن يدعوهم فما الواجب عليه؟
وعلَى الداعيَةِ أن يَتَأَسَّى بالرسُلِ الكِرامِ الذينَ قَصَّ اللهُ علينا أَخبارَهم، وما حَصَلَ لهم مِنْ مَشاقِّ الدعوةِ ومَتاعبِها مِنْ إعراضِ الناسِ عنْ دعوتِهم وأَذِيَّتِهم بالقولِ والفِعلِ، معَ طولِ الطريقِ واستبطاءِ النصْرِ، قالَ تعالَى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}.

س1فسر باختصار سورة العصر مبيناً ما يلي:-
أ. معنى العصر:. ما بعدَ العَشِيِّ، وهوَ آخِرُ النهارِ، وهوالزمَنُ الذي تَقَعُ فيهِ الأحداثُ مِنْ خيرٍ أوْ شَرٍّ،
ب. الحكمة من إقسام الله تعالى بالعصر: لأنَّ أفعالَ الناسِ وتَصَرُّفَاتِهم كُلَّها تَقَعُ في هذا الزمَنِ، فهوَ ظَرْفٌ يُودِعُهُ العِبادُ أعمالَهم؛ إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشَرٌّ، فهوَ جَديرٌ أن يُقْسِمَ بهِ.
ج. ما هو جواب القسم: كلُّ إنسانٍ في خُسْرٍوالْخُسْرُ: هوَ النُّقصانُ والْهَلَكَةُ
د. ما المقصود بالإنسان:كلُّ إنسانٍ الألِفُ واللامُ للاستغراقِ والشمولِ بدليلِ الاستثناءِ
هـ. ما معنى الإيمانوهوَ الإيمانُ باللهِ والملائكةِ والكتابِ والنَّبِيِّينَ، وكلِّ ما يُقَرِّبُ إلَى اللهِ تعالَى مِن اعتقادٍ صحيحٍ، وعِلْمٍ نافعٍ:
و. ما معنى قوله تعالى: {وعملوا الصالحات}:أفعالُ الخيرِ كلُّها، سواءٌ كانتْ ظاهِرةً أوْ باطِنةً، وسواءٌ كانت مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ اللهِ تعالَى أوْ مُتَعَلِّقَةً بحقوقِ العِبادِ، وسواءٌ كانتْ مِنْ قَبيلِ الواجِبِ أوْ كانتْ مِنْ قَبيلِ الْمُسْتَحَبِّ، إذا كانت خالِصَةً صَوابًا.
ز. ما معنى التواصي بالحق:الدعوة إلى الإيمانِ باللهِ والعملِ الصالحِ
ح. ما معنى التواصي بالصبر: الصبرُ علَى طاعةِ اللهِ وأداءِ فَرائضِهِ، والقيامِ بحقوقِهِ وحقوقِ عِبادِهِ، فلا بُدَّ للإنسانِ أن يَصْبِرَ؛ لئلاَّ يَقَعَ في الْمَعْصِيَةِ
س2: لله تعالى أن يقسم بما يشاء من خلقه اذكر بعض فوائد ذلك.
واللَّهُ سبحانَهُ وتعالى يقسمُ بما شاءَ منْ خلقِهِ، وأمَّا المخلوقُ فليسَ لَهُ أنْ يُقْسِمَ إلاَّ بربِّهِ،فلا يُقْسِمُ ولاَ يَحْلِفُ إلا باللَّهِ ولا يجوزُ لهُ أن يحلفَ بالأنبياءِ، ولا بالصالحينَ، ولا بالأمانةِ، ولا بالكعبةِ
- لأَِنَّ المخلوقاتِ تدلُّ على عظمتِهِ،وعلى أنَّهُ سبحانَهُ هوَ المستحقُّ للعبادةِ.
- ولبيانِ عظمِ شأنِ هذهِ المخلوقاتِ التي تدلُّ على وحدانيَّتِهِ وأنَّهُ المستحقُّ للعبادةِ وحدَه.
س3: ما حكم حلف العبد بغير الله؟
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ)).
وقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: ((مَنْ كَانَ حالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ)).فالواجِبُ عَلَى كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ الحذرُ من الحلفِ بغيرِ اللَّهِ، وأنْ تكونَ أَيْمانُهم كلُّها باللَّهِ وحدَه سبحانَهُ وتعالى.
س4: اشرح قول الشافعي بإيجاز.
أيْ لوْ نَظَروا في سورة العصر وتأمَّلوا فيها لكانتْ كافيةً في إلزامِهِم بالحقِّ، وقيامِهِم بما أوجبَ اللَّهُ عليهِم، وتركِ ما حرَّمَهُ عليهِم؛
س5: اذكر وجه استدلال البخاري بقوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} على وجوب العلم قبل القول والعمل.
ووَجْهُ الاستدلالِ علَى فَضْلِ الْعِلْمِ أنَّ اللهَ تعالَى بَدَأَ بهِ فأَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بالْعِلْمِ قبلَ أنْ يَأْمُرَهُ بالعملِ.
س6: ما حكم العمل بغير علم؟
مَنْ عَمِلَ بغير عِلْمٍ فقدْ شَابَهَ النَّصارَى،
س7: اكتب ترجمة موجزة للأعلام:
أ. الشافعي: هوَ أبو عبدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بنُ إدريسَ بنِ العَبَّاسِ بنِ عُثْمَانَ بنِ شافعٍ الهَاشِمِيُّ القُرَشِيُّ، وُلِدَ فِي غَزَّةَ سَنَةَ 150هـ، وتُوُفِّيَ بِمِصْرَ سنةَ 204هـ، هُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأربعةِ، على الجميعِ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى
ب. البخاري:هوَ أبو عبدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ المُغِيرَةِ البخاريُّ.
وُلِدَ بِبُخَارَى في شَوَّالٍ سنةَ أربعٍ وتسعينَ ومائةٍ، وَنَشَأَ يَتِيمًا في حِجْرِ وَالِدَتِهِ، وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ في خَرْتَنْكَ؛ بَلْدَةٌ على فَرْسَخَيْنِ منْ سَمَرْقَنْدَ، ليلةَ عيدِ الفطرِ سَنَةَ سِتٍّ وخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ..
ج. محمد بن عبد الوهاب: هو الإمامُ الشيخُ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ بنِ سُليمانَ بنِ عليٍّ مِنْ قَبيلةِ تَميمٍ.
وُلِدَ الشيخُ - عليهِ رَحْمَةُ اللهِ - عامَ 1115 هـ في بَلدةِ العُيَيْنَةِفتَعَلَّمَ القُرآنَ وحَفِظَهُ عنْ ظَهْرِ قَلْبٍ قبلَ بُلوغِهِ عَشْرَ سِنينَ.
وكان حادَّ الفَهْمِ، وَقَّادَ الذِّهْنِ، ذَكِيَّ القلْبِ، سريعَ الْحِفْظِ، واجْتَمَعَ لهُ معَ هذه الْمَلَكَاتِ وِراثةٌ عِلْمِيَّةٌ، ووَسَطٌ دِينِيٌّ صالحٌ تَرَبَّى فيهِ، فجَدُّهُ كانَ عالِمًا جَليلاً، ووالدُهُ قاضي الْعُيَيْنَةِ.
رَحَلَ في طَلَبِ العِلْمِ إلَى:الْحِجَازِ، واليَمَنِ، والبَصرةِ، فحَازَ عُلومًا، وحَفِظَ مُتونًا، قَرَأَ كثيرًا مِنْ كُتُبِ الحديثِ، والتفسيرِ، والأصولِ، وعُنِيَ عِنايَةً خاصَّةً بِمُؤلَّفاتِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيميَّةَ وتِلميذِهِ العَلاَّمَةِ ابنِ القَيِّمِ، وتَأَثَّرَ بأفكارِهماممَّا كانَ لهُ أَثَرٌ واضحٌ علَى دَعوةِ الشيخِ ومَنْهَجِهِ.
عادَ الشيخُ ، فَدَرَسَ علَى والدِهِ في حريملاءَ، وَدَعَا إلَى توحيدِ اللهِ تعالَى، وبَيَّنَ بُطلانَ ما عليهِ عُبَّادُ القُبُورِ.
ولَمَّا تُوُفِّيَ والدُهُ عامَ 1153 هـ أَعْلَنَ دَعوتَهُ انْتَقَلَ إلَى (العُيَيْنَةِ) فناصَرَهُ أميرُها عُثمانُ بنُ مَعْمَرٍ أوَّلَ الأمْرِ ثمَّ انْتَقَلَ الشيخُ إلَى (الدرعيَّةِ) وهَيَّأَ اللهُ لهُ الأميرَ مُحَمَّدَ بنَ سُعودٍ فقَوِيَتْ وانْتَشَرَتْ دَعوتُهُ، فأَخَذَ يَنشُرُ التوحيدَ ويُجاهِدُ في إحياءِ السنَّةِ وإماتَةِ الْبِدْعَةِ، ويُدَرِّسُ العلومَ النافعةَ، ويُؤَلِّفُ الكُتُبَ علَى طريقةِ السلَفِ الصالحِ وأَخَذَ عنه كثيرونَ وخَلَّفَ مِن التلاميذِ الكِبارِ مَنْ نَفَعَ اللهُ بهم الإسلامَ وأهلَهُ كما نَفَعَ بهِ.
وقدْ مَدَّ اللهُ تعالَى في عُمُرِ الشيخِ فعاشَ في (الدرعيَّةِ) بعدَ انتقالِهِ إليها قُرابةَ خَمسينَ عامًا قَضاها في الدعوةِ إلَى اللهِ، وتَطبيقِ مَبادئِها بِهَدْمِ القِبابِ الْمُقامَةِ علَى القُبورِ، وقَطْعِ الأشجارِ التي يَتَبَرَّكُ بها الناسُ، وإقامةِ الحدودِ، والجهادِ، والعملِ علَى نَشْرِ الدعوةِ، فقَرَّتْ عَيْنُهُ بانتصارِ كلمةِ الحقِّ وشُمُولِها أجزاءَ الجزيرةِ، وقدْ وَافَتْهُ مَنِيَّتُهُ يومَ الاثنينِ آخِرَ شهرِ شَوَّالٍ سنةَ 1206 هـ، وكان عُمُرُه نحوَ اثنتينِ وتِسعينَ سنةً، وماتَ ولم يُخَلِّفْ دِينارًا ولا دِرْهمًا، فلم يُوَزَّعْ بينَ وَرَثَتِهِ مالٌ ولم يُقَسَّمْ.

  #9  
قديم 29 محرم 1433هـ/24-12-2011م, 09:45 PM
الرحيـــل الرحيـــل غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 45
افتراضي جمع وتصنيف أعمال مذاكرة الطلاب في ثلاثة الأصول وأدلتها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله تعالى لي ولكم علماً نافعاً ..
أثناء مذاكرتي لشرح كتاب الأصول الثلاثة قمت بتقسيمه إلى ثلاث ملفات وورد وفي كل ملف، حددت بالتلوين بعض المعلومات التي أراها مهمة كنقاط أساسية تسهل عملية المراجعة ..
سأقوم بإرفاق هذه الملفات الثلاث هنــا لتعم الفائدة ..
لا أعلم هل هذا المكان مناسب لوضع الموضوع أم لا ، إن وجدتم أن مكانها غير مناسب فاسمحولي على ذلك ولكم أن تنقلوها للمكان المناسب ..
http://www.afaqattaiseer.com/vb/uplo...1324751691.doc
http://www.afaqattaiseer.com/vb/uplo...1324751978.doc
http://www.afaqattaiseer.com/vb/uplo...1324752225.doc
ولكم مني أطيب الدعوات ..


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جمع, وتصنيف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
برنامج شرح ثلاثة الأصول وأدلتها جميلة عبد العزيز مكتبة المعهد 2 4 ذو القعدة 1432هـ/1-10-2011م 11:52 PM
جمع وتصنيف أعمال مذاكرة الطلاب في حلية طالب العلم ساجدة فاروق منتدى الإعداد العلمي 7 9 ذو القعدة 1431هـ/16-10-2010م 11:25 AM


الساعة الآن 11:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir