رسالة تفسيرية في قوله تعالى:( حور مقصورات في الخيام) بالاسلوب البياني.
يبين تعالى في هذه الآية الكريمة صورة رائعة لماينبغي أن تكون عليه المسلمة من صفات ترفعها عند ربها؛ وتسعد بيتها؛ وتستقر وتأمن؛ فقد وصف الله نساء الجنة بأنهن قاصرات أعينهن عن غير أزواجهن؛ وقاصرات أنفسهن في البيوت فلا يخرجن ؛ وهذه صفات المرأة كاملة العقل فهواها تبعا لما جاء به دينها؛ محبة لبيتها ؛
حافظة نفسها وزوجها بالعفاف فلاتنظر إلى ماحرم الله ممن لايحل لها النظر إليه، قال تعالى:( وعندهم قاصرات الطرف عين) .
وفي تصوير الحور بأنهن مختبآت في الخيام ترغيب للنساء في هذا ومنع لهن من الخروج عن بيوتهن فلا تزاحم ولاتخالط الرجال؛ ولا تتشبه بما حرم عليها؛ وهي مع ذلك معتزلة للفتن قارة في دارها لاتخرج إلالحاجة ماسة؛
وأمّا قوله: {مقصوراتٌ}. فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: تأويله أنّهنّ قصرن على أزواجهنّ، فلا يبغين بهم بدلاً، ولا يرفعن أطرافهنّ إلى غيرهم من الرّجال.
[* ] ذكر من قال ذلك:
- عن مجاهدٍ، {مقصوراتٌ في الخيام}. قال: قصرن أنفسهنّ وأبصارهنّ على أزواجهنّ، فلا يردن غيرهم.
-تدل كلمة مقصورات على القصر وعدم الاطالة تقول:( قصرت الطرف) أي غضضته ؛ فهي تدل على القناعة والاكتفاء؛وهي صفة النساء الصالحات القانعات برزق الله.
- لم عبر بلفظ الخيمة بدل البيت أو السكن؟
لأن في الجنة خيام مجوفة من لؤلؤ تسكنها الحور ؛
فدل على نسبة الخيام لهن.
والخيمة : السكن البسيط الصغير* غير المتكلف: وخيام الجنة من اللؤلؤ المجوف.
ويؤخذ من الآية أن صفة الحياء من أهم الصفات لصلاح المرأة ، قال تعالى :( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) فلم يصفها بشكل ولابلون بل وصف مشيتها انها مشية امرأة حيية؛ والحياء شعبة من الايمان فهو يقود المرأة لكل خير ويعينها على أمر دينها ؛ وإن من مظاهر عدم الحياء مانراه اليوم من نسائنا - هداهن الله- من عدم الاحتشام في اللباس والحجاب والخروج والكلام مع الرجال الأجانب وهذا كله نهانا الله تعالى عنه وهو سبب لزيغ المجتمع وانحرافه ؛ ولاحول ولاقوة الا بالله.
اسأل الله أن يثبتنا على الدين ويهدينا ويردنا إليه ردا جميلا.