المجموعة الثالثة:
س1: عدد أنواع جمع القرآن
جمع القرآن على ثلاثة أنواع/
- النوع الأول: جمع في الصدور هذا الجمع من عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان القرآن مجموعا في صدور بعض الصحابة رضوان الله عليهم منهم: عبد الله بن مسعود، أبي بن كعب، زيد بن ثابت، سالم مولى أبي حذيفة، معاذ بن جبل، ثابت بن قيس.
- النوع الثاني: جمع في السطور كتابة؛ كُتب في عهد النبي صلى الله عليه السلام مفرقا في عسب أو كتف وغيره، لكن كتب في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه بإشارة من عمر بن الخطاب كاملا في صحيفة.
- النوع الثالث: جمع الناس على رسم واحد وقراءة واحدة وعلى لغة قريش، فقد جمعه عثمان بن عفان رضي الله عنه
س2: اذكر أسماء جماعة ممن جمعوا القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه القرآن وكانوا أهل حفظ وقيام به وحفظهم له رضي الله عنهم كان على نوعين/
- جمع فردي: أي أن الصحابي يجمعه كله من أوله إلى آخره حفظا واستظهارا، منهم أبي بن كعب عبد الله بن مسعود عثمان بن عفان زيد بن ثابت معاذ بن جبل أبو الدرداءقال أنس بن مالك :(جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي)متفق عليه، وغيرهم الكثير فهذه الأسماء ليس على سبيل الحصر
- جمع جماعي: وهو ان تكون كل آية من القرآن محفوظة في صدور الصحابة بحيث لا تبقى آية إلا وهي في صدر رجل منهم، وهذا النوع يصعب حصرهم لكثرتهم وتحصل الطمأنينة بحفظهم وضبطهم.
س3: اذكر أسماء جماعة من كُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ممن كتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، والمغيرة بن شعبة، ومعاوية بن أبي سفيان، وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهم وغيرهم.
قال المقريزي في "إمتاع الأسماع": (وكان كتاب الوحي: عثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، فإن غابا كتب أبى بن كعب، وزيد بن ثابت، رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، وكان أبىّ ممن كتب لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، الوحي قبل زيد بن ثابت، وكتب معه أيضا.
وكان زيد ألزم الصحابة لكتابة الوحي، وكان زيد وأبىّ يكتبان الوحي بين يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فإن لم يحضر أحد من هؤلاء الأربعة، كتب من حضر من الكتاب، وهم: معاوية بن أبى سفيان، وخالد بن سعيد، وأبان بن سعيد، والعلاء بن الحضرميّ، وحنظلة بن الربيع، وكتب عبد اللَّه بن سعد بن أبى سرح الوحي، ثم ارتد)ا.هـ.
س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
- علي بن أبي طالب رضي الله عنه/
رابع الخلفاء الراشدين، من السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، من قراء الصحابة وفقهائهم ومن أعلمهم بالتفسير ونزول القرآن، وفضائله كثيرة معروفة.
قال أبو الطفيل عامر بن واثلة: شهدت عليا وهو يخطب ويقول(سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل). رواه عبد الرزاق في تفسيره.
كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره، وهو الذي كتب صلح الحديبية.
- أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري/
شهد بيعة العقبة الثانية، وبدراً وما بعدها، وكان من علماء الصحابة وقرائهم الكبار.
قال ابن سعد في الطبقات)وكان أبيّ يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم(
وكتب قبل زيد بن ثابت ومعه أيضًا، وهو زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي،
وقالوا أنه أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء المدينة، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: "وكتب فلان"، وكان إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت الأنصاري؛
- زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري،
من أشهر كتّاب الوحي، قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ وهو ابن إحدى عشرة سنة، وكان غلاماً ذكيا فَهماً فطناً، حسن التعلم، ماهراً بالكتابة؛ فكان النبي صلى الله عليه السلام يعلّمه القرآن، ويأمره بكتابة الوحي؛ وكان جاراً للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فلزمه وتعلّم منه، وشاهد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه القرآن مراراً.
- الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله}فجاء عبد الله ابن أم مكتوم ، وقال: يا رسول الله «إني أحب الجهاد في سبيل الله , ولكن فيَّ من الزمانة ما قد ترى، وذهب بصري»
قال زيد: «فثقلت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي؛ حتى حسبت أن يرضها»ثم قال: " اكتب{لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله}رواه عبد الرزاق.
ولمّا عزم أبو بكر على جمع القرآن قال له: « إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه».رواه البخاري.
س5: ما المقصود بالعرضة الأخيرة؟ وما معنى شهودها؟
للمراد بالعرضة الأخيرة معنيان:
الأول/ما عرضه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان شهده النبي صلى الله عليه وسلم.
وبالاتفاق أن هذه العرضة نزل بعدها آيات من القرآن؛ كما ثبت في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ قول الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا..}نزل يوم عرفة من حجة الوداع، ولم يعش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إلا نحو ثلاثة أشهر.
الثاني/ ما عرضه الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم آخر الأمر، فيدخل في ذلك ما نزل بعد رمضان من السنة العاشرة؛ فيكون لكلّ قارئ منهم عرضة أخيرة له عرضها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقع التفاضل في وصف الآخرية، وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم نحو ستة أشهر فهذه المدة كانت كافية لأن يعرض عليه قراء أصحابه قراءاتهم مع ما عرف من شدة عنايتهم بالقرآن وحرصهم على مدارسته.
فعن ابن مسعود رضي الله عنه: (وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارَض بالقرآن في كلّ رمضان، وإني عَرضْتُ في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن).رواه الإمام أحمد
و قوله: [لو أعلم أنَّ أحدا تبلغنيه الإبل أحدث عهدا بالعرضة الأخيرة مني لأتيته، أو لتكلفت أن آتيه]
فبقاء التفاضل يدل على هذا المعنى إذ لا غاية منه إذا كان المراد به عرضه مع جبريل في رمضان.
قال ابن سيرين: (إنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الآخرة فيكتبونها على قوله).
معنى شهود العرضة الأخيرة
نذكر الآثار التي تعيننا على معرفة معنى شهود العرضة الأخيرة/
- قال ابن أبي شيبة: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن في كل رمضان مرة إلا العام الذي قُبض فيه فإنه عُرض عليه مرتين بحضرة عبد الله فشهد ما نسخ منه وما بدل.
- وقال البغوي في شرح السنة: (قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتبة المصاحف رضي الله عنهم أجمعين)ا.هـ.
فعلى هذا يكون شهود العرضة يحمل على واحد من ثلاثة معانٍ كلها صحيحة:
المعنى الأول: حضور المجلس الذي نزل فيه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يلزم من هذا أن يسمعوا قراءة جبريل عليه السلام ولا أن يروه، ولا أن يحضروا جميع آيات القرآن.
والمعنى الثاني: حضور القارئ وصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم واعتناءه المعتني بمعرفة ما نُسخ وما أُثبت من القرآن، وإن لم يحضر مجلس العرض؛ لكن يصدق عليه شهوده للعرضة الأخيرة لأنه على معرفة بما نُسخ وغيّر؛ ولأنه حاضراً غير مسافر ولا منقطع عن مجالس النبي صلى الله عليه وسلم وإقرائه القرآن.
والمعنى الثالث: عرض الصحابي قراءته على النبي صلى الله عليه وسلم بعد العرضة الأخيرة. وعلى هذا تكون هذه اللفظ قد رويت بالمعنى.
وفيما ذكرنا من الآثار المتقدمة هناك بعض الألفاظ التي تفيد التفاضل ولا يقع التفاضل في الآخرية إلا أن يكون المراد به عرض الصحابي قراءته على النبي صلى الله عليه وسلم عرضاً يطمئنّ به إلى ثبوت حفظه على ما أراد الله أن يستقرّ عليه ترتيب آيات القرآن وإحكام ما أراد الله أن تبقى تلاوته ولا تنسخ.
وهذه المعان كلها صحيحة وتدل على أن القرآن قد نقل متواتراً على ما كان عليه في العرضة الأخيرة بإجماع من قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، واتّفاقهم على ذلك اتفاقاً تقوم به الحجة وتنتفي به الشبهة.
س6: ما مصير مصحف أبي بكر رضي الله عنه؟
كانت الصحف عند أبي بكر فلما توفي رضي الله عنه أخذها عمر ثم لما توفي أخذتها حفصة رضي الله عنهما حتى جاء جمع عثمان رضي الله عنه فأخذها لغرض إتمام جمعه للقرآن ثم ردها إليها فلما توفيت أخذها مروان بعد أن تمنعت أن تدفعها له في حياتها فلما أخذها أحرقها وفي رواية مزقها وفي أخرى غسلها وفي غيره دفنها.
عن سالمٍ، وخارجة: (كانت تلك الكتب عند أبي بكرٍ حتّى توفّي، ثمّ عند عمر حتّى توفّي، ثمّ كانت عند حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ فأرسل إليها عثمان؛ فأبت أن تدفعها إليه حتّى عاهدها ليردّنّها إليها، فبعثت بها إليه؛ فنسخها عثمان في هذه المصاحف، ثمّ ردّها إليها ؛فلم تزل عندها حتّى أرسل مروان فأخذها فحرّقها) رواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف.
- ورواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف عن سالم بن عبد الله: (فأمر بها مروان فشققت) ورواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة عن خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: )لما ماتت حفصة أرسل مروان إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بعزيمة، فأعطاه إياها، فغسلها غسلا(
س7: عرّف بأسماء أجزاء المصحف وملحقاته في الزمان الأول.
دفتا المصحف، الشرج، الرصيع، الربعة
1- فدفّتا المصحف: ضمامتاه من جانبيه. قاله الخليل بن أحمد
2- والشَّرَج: عُرى المصاحف.
3- والرَّصيع: زرّ عروة المصحف.
والرَّبعة: الصندوق الذي يوضع فيه المصحف.
وكانت أوراق المصاحف من أُدم رِقَاق