مجلس مذاكرة تفسير سور:
الأعلى، والغاشية،والفجر، والبلد، والشمس، والليل،والضحى.
أجبعلى الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: الغاشية.
· الغاشية اسم من أسماء يوم القيامة، قاله ابن عبّاسٍ وقتادة وابن زيدٍ.
و سميت بذلك؛ لأنّها تغشى الخلائق و تعمهم بشدائدهاو أهوالها الطامة .
وهذا حاصل ماذكره ابن كثير والسعدي و الأشقر .
ب: حجر.
· الحجر يعني: العقلٍ واللبّ .
و سمّي العقل حجراً؛ لأنهيمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال، ومنه حجر البيت؛ لأنهيمنع الطائف من اللّصوق بجداره الشاميّ. و هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي و الأشقر .
.
ج: التراث.
جاء في معناها أقوال يمكن تلخيصها في قولين :
· الأول : أنه المال المخلف ( الميراث).
· الثاني : أموال اليتامى و النساء و الضعفاء .
و هذا حاصل ما ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر .
السؤال الثاني: فسّر باختصار قوله تعالى:-
أ: { فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْإِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْمِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)} البلد.
· "فَلَا اقْتَحَم َالْعَقَبَةَ (11)" : أي: لم يقتحمها ويعبر عليها ، وقيل أن العقبة: واد في نار جهنم. و المقصود بهذه الآية : أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة و الخير، فهذا حض له بأن ينشط و يخترق الموانع التي تحول بينه و بين طاعة الله ؛ من تسويل النفس واتباع الهوى والشيطان .
· " وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) " : ثمَّ فسر اقتحام العقبة بأنها: إعتاق رقبة بتخليصها من الرق أو مساعدتها على أداء كتابتها .
· " أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) " : أو فسرها بأن : يطعم في يومٍ يشتهى فيه الطعام أو يطعم وقت الحاجة أشدَّ الناس حاجة ،و المسغبة : هي المجاعة .
· " يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) ": أي : أطعم في مثل هذا اليوم صغيراً لا أب له و لا أم من الأقارب .
· "أَوْمِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)": أي: فقيراً محتاجا مطروحا في الطريق لا بيت له و لا شيء يقيه من التراب حتى بدا كأنه لصق بالتراب من الفقر و الحاجة .
· "ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْابِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) ":
- معنى قوله تعالى :"ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا" :
حريٌّ بمن حرص على طاعة الله و نفع عباده محتسباً ثواب ذلك عند الله كأن يُطعم من هذين الصنفين في أيام المجاعات التي تذهل الإنسان إلا عن نفسه و أهله أن يكون من الذين آمنُوا بقلوبهم بما يجبُ الإيمانُ بهِ، وعملُوا الصالحاتِ بجوارحهمْ مِنْ كلِّ قولٍ وفعلٍ واجبٍ أو مستحب. كقوله تعالى :"ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كانسعيهم مشكوراً".
- معنى قوله تعالى :"و تواصوا بالصبر " :
و من المتواصين بالصبر على أذى الناس و على طاعةالله و عن معصيته، وعلى أقدار الله المؤلمة بأنْ يحثَّ بعضهم بعضاً على الانقيادِ لذلكَ، والإتيانِ به كاملاً منشرحاً بهِ الصدرُ، مطمئنةً بهِالنفسُ.
- معنى قوله تعالى :"و تواصوا بالمرحمة" :
و تواصوا بالرحمة للخلقِ بأن يحبَّوا لهمْ ما يحبونهلأنفسهم ،منْ القيامِ بمَا يحتاجونَ إليهِ من المصالحِ الدينية والدنيوية، فيرحمون اليتيم و المسكين و يستكثرون من فعل الخير بالصدقة .
· "أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ(18)" :
أي أولئكَ الذين قاموا بهذهِ الأوصافِ، من أصحاب اليمين و أهل الجنة هم الذينَ وفقهمُ اللهُ لاقتحامِ هذه العقبةِ ؛ لأنَّهمْ أدوا ما أمرَ اللهُ بهِ منْ حقوقهِ وحقوقِ عبادهِ، وتركوا مَا نهوا عنهُ،وهذا عنوانُ السعادةِ وعلامتُهَا.
· "وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ(19)" :
أي: أن الذين كفروا بالآيات التنزيلية و الآيات التكوينية بأن نبذوا هذهِ الأمورَ وراءَ ظهورهمْ، فلمْ يصدقوا بالله ، و لا عملوا صالحاً، ولا رحموا عبادَ الله هم أصحاب الشّمال و هي النار المشؤومة .
· "عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)" :
أي: مطبقةٌ عليهم في عمدٍ ممدّدةٍ، قدْ مُدَّتْ منْ ورائهَا، لئلا تنفتحَ أبوابُهَا، حتى يكونوا في ضيقٍ وهمٍّ و شدَّةٍ فلا ضوء فيها ، ولا فرج ، فلا محيد لهم عنها ، و لا خروج لهم منها آخر الأبد ، و قيل مؤصدة :حيط لا باب له .
السؤال الثالث: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: حصول نسخ التلاوة.
الدليل : قوله تعالى : {سنقرئك فلا تنسى ،إلا ما شاء الله }.
وجه الاستدلال : أن الآية فيها إخبارٌ و وعد من اللّه لنبيه بأنّه سيقرئه قراءةً لا ينساها إلا ما يشاء رفعه و نسخ تلاوته مما اقتضتْ حكمتُهُ أنْ ينسيهِ إياها لمصلحةٍ بالغة . و هذا مفهوم من الاستثناء الذي جعل المفسرون معناه على ما يقع من النسخ . وهذا خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
.
ب: أدب نشر العلم.
الدليل : قوله تعالى :{فذكّر إن نفعت الذّكرى}.
وجه الاستدلال : يؤخذ الأدب في نشر العلم من معنى الآية حيث :
- أمرنا الله بالتذكير بشرع الله و آياته حيث تنفع التذكرة و مادامت الذكرى مقبولة و الموعظة مسموعة سواء حصل منها جميع المقصود أو بعضه .
- و كما قال أمير المؤمنين عليٌّ رضي اللّه عنه: (ما أنت بمحدّثٍ قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلاّ كان فتنةً لبعضهم) ، وقال: (حدّث الناس بمايعرفون، أتحبّون أن يكذّب اللّه ورسوله؟!).
ج: على الرسول البلاغ.
الدليل : قوله تعالى :{فذكّر إن نفعت الذّكرى، سيذكر من يخشى ، ويتجنبها الأشقى }.
وجه الاستدلال :
من مفهومُ الآيات : أنَّهُ إنْ لمْ تنفعِ الذكرى، بأنْ كانَ التذكيرُ يزيدُ في الشَّرِّ، أوينقصُ منَ الخِير، لمْ تكنِ الذكرى مأموراً بها، بل منهيّاً عنها. قاله السعدي .
· و الذكرى ينقسمُ الناسُ فيها قسمينِ:
- منتفعونَ: حيث أنَّ خشيتهم اللهِ تعالى، وعِلْمه بأنْه سيجازيهِم علىأعمالهِم، توجبُ لهم الانكفافَ عن المعاصي والسعيَ في الخيراتِ فيتعظون بالبلاغ ويزدادون به خشيةً وصلاحاً.
- و أما غيرُ المنتفعين: فقد ذُكِّروا وَبُيِّنَ لَهُم الْحَقُّ بِجَلاءٍ فَاتَّبَعَوا أهَوَاءهُم وَ أَصَروا عَلَى العِصيانِ فَلا حَاجَةَ إِلَى تَذْكِيرِهِم.
السؤال الرابع: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
أ: معنى "الكبد" في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4))البلد.
جاء في معنى الكبد أقوال أوردها ابن كثير في تفسيره :
· القول الأول : الكبد: مسمى لخلق آدم في السماء .قاله ابن زيد.
· القول الثاني : منتصباً .قاله ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وعكرمة، ومجاهدٍ، وإبراهيم النّخعيّ، وخيثمة،والضّحّاك، وغيرهم: يعني: منتصباً. و زاد ابن عبّاسٍ في روايةٍ عنه:منتصباً في بطن أمّه.
· القول الثالث : قيل أن الكبد : الاستواء والاستقامة ، كقوله: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}، وكقوله: {لقدخلقنا الإنسان في أحسن تقويمٍ}. . و قد روى ابن حاتم عن أبي جعفر الباقر نحو هذا القول .
· القول الرابع : في كبد أي: في شدة خلق بمعنى أنه يتكبد في الخلق ( نطفة ثم علقة ثم مضغة) ، وهو كقوله: {حملته أمّه كرهاً ووضعته كرهاً} .وهذا مجموع ما قالهمجاهدٌ ورواه عطاء عن ابن عباس.
· القول الخامس : قيل المعنى : في شدة طلب و معيشة يكابد أمراً من أمر الدنيا،و أمراً من أمر الآخرة. وفي روايةٍ: يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة.و هذا مجموع ما قاله الحسن و سعيد بن جبير و ذكره نحوه قتادة و عكرمة.
-والراجح هو: القول الخامس حيث اختاره ابن جرير و السعدي و الأشقر .
ب:تفسير قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)) الشمس.
· أولا: "قد أفلح من زكاها ".
-يحتمل أن يكون المعنى: قد أفلح من نمّا نفسه و رقاها بطاعة الله و العلم النافع والعمل الصالح و طهرها من الرذائل و الأخلاق الدنيئة، وهذه الآية كقوله تعالى: "قد أفلح من تزكّى وذكر اسم ربّه فصلّى". قاله قتادة ويروى نحوه عن مجاهدٍ، وعكرمة، وسعيد بن جبيرٍ.
- و يدل على هذا المعنى أيضا ما روي عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا فَقَدَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن مَضْجَعِهِ، فَلَمَسَتْهُ بِيَدِهَا، فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ وَهُوَيَقُول: ((رب أَعْطِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَاأَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا)).
و هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي و الأشقر .
· ثانياً: "و قد خاب من دساها ".
· القول الأول : بمعنى دسسها، أي: أخملها ووضع منها بخذلانه إيّاها عن الهدى، فأخفى نفسهُ الكريمةَ، بالتدنسِ بالرذائلِ، والدنوِّ منَ العيوبِ والاقترافِ للذنوبِ، وتركِمَا يكملهَا وينميهَا، واستعمالِ ما يشينُهَا، ويدسيهَا و لم يشهرها بالطاعة و العمل الصالح .قاله ابن كثير.
· القول الثاني : قيل يحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكّى الله نفسه، وقد خابمن دسّى الله نفسه. قاله العوفيّ، وعليّ بن أبي طلحة، عن ابنعبّاسٍ.وأورده ابن كثير في تفسيره .
-و الراجح الأول كما يظهر لنا من تفسير السعدي و الأشقر .
السؤال الخامس:
بيّن مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه جل وعلامن خلال دراستك لتفسير سورة الضحى.
· مكانة النبي صلى اله عليه وسلم عند ربه جل و على تتجلى في:
أن الله أقسمَ تعالى قسماً بليغاً بالنهارِ إذا انتشرَ ضياؤهُ بالضحى، وبالليلِ إذا ادلهمَّتْ ظلمتهُ ، على اعتنائه برسوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وأن كلُّ حالةٍ متأخرةٍ منْ أحواله ،فإنَّ لهَا الفضلُ على الحالةِ السابقةِ. ففي :
الحياة الدنيا :لم يبغضه و لم يهمله ، فقال: "ما ودعك ربك و ما قلى " ،
فلمْ يزلْ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصعدُ في درجِ المعالي، ويمكنُ لهُ اللهُ دينهُ، وينصرُهُ على أعدائِهِ، ويسددُ لهُ أحوالهُ، حتى ماتَ، وقدْ وصلَ إلى حالٍ لا يصلُ إليهَا الأولونَ والآخرونَ، منَ الفضائلِ والنعمِ، وقرةِ العينِ، وسرورِ القلبِ.
-وهاهنا فائدة لطيفة : و هي :أن نفيَ الضدِّ دليلٌ على ثبوتِ ضدِّهِ، والنفي المحضُ لا يكونُ مدحاً، إلاَّ إذا تضمنَ ثبوتَ كمالٍ، فهذهِ حالُ الرسول صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الماضيةُ والحاضرةُ، أكملُ حالٍ وأتمها، محبةُ اللهِ لهُ واستمرارهَا، و ترقيتهُ في درجِ الكمالِ، ودوامُ اعتناءِ اللهِ بهِ.
و أما في الدار الآخرة :يعطيه حتّى يرضيه في أمّته، وفيما أعدّه له من الكرامة، ومن جملته الشفاعة و نهر الكوثر، الذي حافتاه قباب اللّؤلؤ المجوّف، وطينه مسكٌ أذفر.
السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قولهتعالى:-
أ:{كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَيَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُالْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} الفجر.
- لابد للإنسان أن يكون في سعيٍ دائم و عملٍ دؤوب ، لا أن ينتظر المحفزات و المصائب و المحن ليستفيق من غفلته و يعمل لأخراه .
- لا يأخذ البريء بجريرة المسيء ، و يوم القيامة" لا ينفع نفسٌ إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً" .