دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ذو القعدة 1436هـ/10-09-2015م, 03:38 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن

مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن



اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
س2: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة القول بخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
س4: ما حكم من وقف في القرآن؟
س5: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.

المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

المجموعة الخامسة:
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن
س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.
س3: بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.

المجموعة السادسة:

- فهرس مسائل دروس الإيمان بالقرآن.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.


- يوصى بأن لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع جوابه.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة ولصقها، ولا تقبل المشاركة.
- سيُغلق هذا المجلس صباح ( الأحد ) عند الساعة السادسة صباحاً بتوقيت مكة - بإذن الله-.
- ستنشر أفضل الإجابات في المشاركة الأولى من هذا الموضوع يوم ( الأحد ) - بإذن الله تعالى -.


  #2  
قديم 28 ذو القعدة 1436هـ/11-09-2015م, 11:20 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
تنقسم مسائل الإيمان بالقرآن إلى نوعين :
1: اعتقادية.
2: سلوكية.
وبيان ذلك :
1: المسائل الاعتقادية : هي المسائل التي تعنى بـما يجب اعتقاده في القرآن.
وتنقسم إلى : أحكام عقدية ، وآداب بحث مسائل الاعتقاد.
وعلى طالب العلم بالتفسير أن يعتني بمعرفة ثلاثة أمور لكل مسألة عقدية وهي :
1: معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن.
2: تقرير الاستدلال لهذه المسائل.
3: معرفة أقوال المخالفين في هذه المسائل ، ودرجة مخالفتهم ، وأصول شبهاتهم ، وحجج أهل السنة في الرد عليهم ، ومنهجهم في معاملتهم.

2: المسائل السلوكية :
وهي المسائل التي تُعنى بالانتفاع بالقرآن والاهتداء به، وتدخل في مسائل الإيمان بالقرآن لأن الإيمان اعتقاد وقول وعمل ، والمسائل السلوكية منها مسائل اعتقادية ومسائل قولية وعملية.
وتعنى بأصلين :
1: البصائر والبينات : وتقوم على العلم وتثمر اليقين.
وقد سمى الله عز وجل القرآن بالبصائر والبينات فقال : {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}
وقال :{أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ}

2: اتباع الهدى : ويقوم على الإرادة والعزيمة ويثمر الاستقامة والتقوى.
والأصل الأول حجة على من خالف في الأصل الثاني ،
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى.
  • أهل السنة والجماعة يثبتون صفة الكلام لله - عز وجل - من غير تشبية ولا تكييف ولا تعطيل ، كما أثبتها الله عز وجل لنفسه في كتابه ، وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم.
    والدليل على ذلك :
    من القرآن مثل قوله تعالى : {وكلم الله موسى تكليما}، وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
    ومن السنة :
    عن عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
  • يؤمنون أن صفة الكلام صفة ذاتية له فلم يزل الله متكلمًا متى شاء وكيف شاء ، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء)
  • يؤمنون بأن التوراة والإنجيل والقرآن من كلام الله حقيقة ، تكلم بهم بحرف وصوت.
    ومن الأدلة على أن القرآن كلام الله :
    وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
    والمقصود بكلام الله في الآية أي القرآن.
    وقالتعائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
    قال عمرو بن دينار: (أدركت مشايخنا والنّاس منذ سبعين سنةً يقولون: القرآن كلام اللّه، منه بدأ وإليه يعود). رواه أبو القاسم اللالكائي.
    وعمرو بن دينار من التابعين فيكون مقصوده بالناس هم الصحابة وكبار التابعين.
  • يؤمنون بأن كلمات الله لا تنفد ولا تنقضي
قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
نشأة القول بخلق القرآن
1: الجعد بن درهم : ( ت : 124 هـ )
أول من قال بخلق القرآن قتله أمير العراق خالد بن عبد الله القسري ذبحا يوم عيد الأضحى


2: جهم بن صفوان ( ت: 128 هـ )
جهم بن صفوان لم يكن ذا علم لكن كان ذا فصاحة.
أخذ القول بخلق القرآن عن الجعد ابن درهم وقيل بأن الجعد جده.
لم يتبع الجهم في زمانه خلق كثير لكن انتشرت مقالاته من بعده.
قتل الأمير سلم ابن الأحوز المازني جهم بن صفوان.

3: بشر بن غياث المريسي : ( 218 هـ )
افتتن بعلم الكلام وقال بخلق القرآن لكنه لم يكن يجرؤ على إعلان هذه المقالة خوفًا من هارون الرشيد إذ توعده بالقتل ، فتستر منه ، وقد كفر العلماء بشرا ودعوا إلى قتله.
أظهر بدعته بالقول بخلق القرآن ودعا إليها بعد موت هارون الرشيد سنة 193 هـ وتولي المأمون للخلافة وتقريبه لعلماء المعتزلة وقوله بخلق القرآن.

س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
اختلف العلماء في مسألة اللفظ اختلافا كبيرًا وذلك لأن كلمة اللفظ تحتمل معنيين :
الأول : الملفوظ ؛ فيكون قصد القائل بـ : " لفظي بالقرآن مخلوق " أن القرآن مخلوق ويوافق بذلك رأي الجهمية.
الثاني : التلفظ ؛ فيكون قصد القائل فعل التلفظ وحركة اللسان ، وهذه مخلوقة لأن أفعال العباد مخلوقة.
وقد منع علماء السنة إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة لما تثيره من الفتن والاشتباه على الأمة ؛ فعدوا هذا القول من البدع.
واختلفت المواقف بالنسبة لمسألة اللفظ على النحو التالي :
الموقف الأول : جهمية فرحوا بمقولة حسين الكرابيسي بأن اللفظ بالقرآن مخلوق و تستروا في اللفظ ليشككوا الناس ويلبسوا عليهم حتى يقولوا بخلق القرآن من خلال القول باللفظ.
ويُحمل كلام الإمام أحمد الذي يقول فيه بأن اللفظية جهمية على هذا النوع.
قال جعفر بن أحمد: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: «اللّفظيّة والواقفة زنادقةٌ عتقٌ».
وقال عبّاسٌ الدّوريّ: كان أحمد بن حنبلٍ يقول: «الواقفة واللّفظيّة جهميّةٌ»
الموقف الثاني :قوم تأثروا بعلم الكلام وببعض أقوال الجهمية وإن كانوا هم ليسوا جهمية في الأصل ، وعلى رأسهم : الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً
  • حكمه : يوافق قول الجهمية بخلق القرآن عند التحقيق.
  • قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ. قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه».
  • ذكر أبو القاسم اللالكائي عن محمّد بن أسلم الطّوسيّ أنه قال: (إنّ من قال: إنّ القرآن يكون مخلوقًا بالألفاظ، فقد زعم أنّ القرآن مخلوقٌ).

القول الثالث : قول داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري ، أخذ مسألة اللفظ عن الكربيسي وتأولها بقول :
" أما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق ، وأما الذي هو بين الناس فمخلوق "
وقال أيضًا : " القرآن محدث " يريدُ بالإحداث - على قول المعتزلة - أنه مخلوق
- أمر الإمام أحمد بهجره ودعا عليه.
القول الرابع : موقف جمهور أهل الحديث مثل الإمام أحمد :
منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
قال إسحاق بن حنبلٍ: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ، ومن زعم أنّ لفظه بالقرآن غير مخلوقٍ، فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد اللّه عن هذا، وغضب منه، وقال: (ما سمعت عالمًا قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيمٍ، وأبي بكر بن عيّاشٍ، وسفيان بن عيينة، فما سمعتهم قالوا هذا).

وقال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غير مخلوق).

الموقف الخامس: موقف جماعة من أهل الحديث قالوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، وهم يعتقدون بأن : القرآن غير مخلوق ، وأن أفعال العباد مخلوقة ، وأرادوا بذلك أن يقطعوا على الجهمية أقوالهم ، لكن أخطأوا التعبير.

الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وأتباعه ؛ وهؤلا يوافقون الإمام أحمد على الإنكار على من يقول لفظي بخلق القرآن ، ومن يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، إلا أنهم فهموا من إنكار الإمام أحمد أنه أنكر لأن كلمة اللفظ تعني الطرح والإلقاء وهذا لايليق أن نصف القرآن به ؛ وحملهم هذا على ابتداع أراء أخرى في القرآن.

الموقف السابع: طائفة تقول بأن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة ، وهم على أنواع :
منهم من يقول : إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
احتجوا بقول الله تعالى : { فأجره حتى يسمع كلام الله } فأولوها على أن صوت القارئ هو كلام الله وكلام الله غير مخلوق.
ورد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله :
( فإن سماع كلام الله بل وسماع كل كلام يكون تارة من المتكلم به بلا واسطة الرسول المبلغ له، قال تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء}، ومن قال: إن الله كلمنا بالقرآن كما كلم موسى بن عمران، أو إنا نسمع كلامه كما سمعه موسى بن عمران، فهو من أعظم الناس جهلا وضلالا.)



س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أراد ابن كلاب أن يرد على المعتزلة قولهم بأن القرآن مخلوق وينتصر لأهل السنة ، لكنه انتهج طريقة المتكلمين وكانت بضاعته قليلة في أصول أهل السنة ؛ فأدى ذلك إلى التسليم بأصول المعتزلة بأن الله عز وجل يمتنع حلول الحوادث به جل وعلا ، وبذلك نفى الصفات الفعلية التي تتعلق بالمشيئة ومنها صفة الكلام ، وانتهى إلى أن القرآن هو حكاية المعنى النفسي القديم القائم بالله - عز وجل - ، فأتى بقول جديد لا هو إلى المعتزلة ولا هو إلى أهل السنة.
فهو يرى أن القرآن غير مخلوق ، لكنه نفى صفة الكلام عن الله عز وجل ونفى أن يكون الله عز وجل تكلم بالقرآن !

موقف أئمة أهل السنة منه :
ردوا عليه بدعته وأمروا بهجره ،
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).

  #3  
قديم 28 ذو القعدة 1436هـ/11-09-2015م, 11:46 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

فهرس بمسائل الدرس الأول والثاني من دورة مسائل الإيمان بالقرآن

العناصر :
● أهمية دراسة مسائل الإيمان بالقرآن
أنواع مسائل الإيمان بالقرآن :
أ: المسائل الاعتقادية :
- تعريفها :
- أقسامها :
- ما يحتاجه طالب العلم في دراسة مسائل الإيمان بالقرآن :
- أشهر المسائل الاعتقادية في الإيمان بالقرآن :

ب: مسائل سلوكية :
- تعريفها :
- الأصول التي تعنى بها المسائل السلوكية :
1: البصائر والبينات.
2: اتباع الهدى.
- البصائر والبينات حجة على المخالفين في الاتباع.


بيان وجوب الإيمان بالقرآن
الأدلة على وجوب الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان.
حكم من لم يؤمن بالقرآن.
عاقبة من لم يؤمن بالقرآن.
حكم الشاك في وجوب الإيمان بالقرآن.



الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل
- الإيمان الاعتقادي بالقرآن
- الإيمان القولي بالقرآن
- الإيمان العملي بالقرآن ( اتباع هدى القرآن )
عاقبة من آمن بالقرآن اعتقادًا وقولا وعملا :

● الاهتداء بالقرآن
الأمور التي تحقق الاهتداء بالقرآن :
الأول: تصديق الأخبار :
.....- علامات التصديق الحسن :
.....- ثمرات التصديق الحسن :
.....- التصديق بالأخبار يحصل أصلي علم السلوك المتعلق بالإيمان بالقرآن
.....- التصديق بالأخبار وسيلة لصلاح القلب :

الثاني: عقل الأمثال :
.....- المراد بعقل الأمثال
.....- التفريق بين عقل الأمثال ومعرفة المعنى
.....- أقسام أمثال القرآن :
.....أ: أمثال صريحة :
.....ب: أمثال كامنة :
.....الكتب التي ذُكرت فيها الأمثال الكامنة :

.....- ثمرات عقل الأمثال :
.....- عاقبة الإعراض عن عقل الأمثال :

الثالث والرابع : فعل الأوامر واجتناب النواهي :
.....- الأدلة على أن فعل الأوامر واجتناب النواهي يحققان الاهتداء بالقرآن
.....- ثمرات فعل الأوامر واجتناب النواهي :
.....- عاقبة الإعراض عن فعل الأوامر مع إتيان النواهي :

● فضائل الإيمان بالقرآن.

التلخيص :

أهمية دراسة مسائل الإيمان بالقرآن :
- معرفة ما يتحقق به الإيمان بالقرآن وما يقدح فيه ، ومراتب المخالفين في ذلك وأحكامهم.
- معرفة السبيل إلى الاهتداء بالقرآن واتباع النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان - كما قالت عنه عائشة رضي الله عنها - : " كان خلقه القرآن "رواه مسلم.

أنواع مسائل الإيمان بالقرآن :
أ: المسائل الاعتقادية :
- تعريفها : تعنى بما يجب اعتقاده في القرآن.

- أقسامها :
1: أحكام عقدية :
مثل : حكم المسألة ، وحكم مخالفتها.
2: آداب بحث مسائل الاعتقاد المتعلقة بالقرآن :

مثل : طريقة أهل السنة في بحث مسائل الإيمان بالقرآن ، والكف عن المراء في القرآن والتنازع فيه.
- ما يحتاجه طالب العلم في دراسة مسائل الإيمان بالقرآن :
1: معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن ، حتى يصحح اعتقاده في القرآن.
2: تقرير الاستدلال لهذه المسائل من القرآن والسنة وإجماع سلف الأمة ، حتى يتمكن من الدعوة إلى هذه المسائل على بصيرة ويتجنب الخطأ في مسائل الإيمان بالقرآن.
3: معرفة أقوال المخالفين في هذه المسائل ، ودرجة مخالفتهم ، وأصول شبهاتهم ، وحجج أهل السنة في الرد عليهم ، ومنهجهم في معاملتهم.

- أشهر المسائل الاعتقادية في الإيمان بالقرآن :
1: الإيمان بأنّ القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
2: الإيمان بأن القرآن بدأ من الله عز وجل وإليه يعود.
3: الإيمان بأن القرآن مهيمن على ما قبله من الكتب وناسخ لها.
4: الإيمان بما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5: اعتقاد وجوب الإيمان بالقرآن.
6: أن ويحلّ حلاله ويحرّم حرامه ويعمل بمحكمه ويردّ متشابهه إلى محكمه، ويكل ما لا يعلمه إلى عالمه
.

ب: مسائل سلوكية :
- تعريفها : هي المسائل التي تُعنى بالانتفاع بالقرآن والاهتداء به.
وجه دخول المسائل السلوكية في مسائل الإيمان بالقرآن :
أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل ،
والمسائل السلوكية تعنى بالاهتداء بالقرآن ومنها مسائل اعتقادية ومسائل قولية وعملية.
- الأصول التي تعنى بها المسائل السلوكية :
1: البصائر والبينات :
- وتقوم على العلم وتثمر اليقين.
- يسميها علماء السلوك بالمعارف والحقائق ، وتسمى في النصوص بالبصائر والبينات.
- وصف الله عز وجل القرآن بالبصائر والبينات فقال :
{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}
وقال :{أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ}.

2: اتباع الهدى :
- وهو التطبيق العملي لبينات القرآن الكريم ؛ فيأتي ما يؤمر به ويجتنب ما ينهى عنه ، ويفعل ما يوعظ به.

- يقوم على الإرادة والعزيمة ويثمر الاستقامة والتقوى.
- قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}
الشاهد قوله : { ما أنزلنا من البينات والهدى } ؛ فجمعت هذه الآية أصلي علم السلوك.

- البصائر والبينات حجة على المخالفين في الاتباع.
قال تعالى : {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)}
الشاهد : تخلف العمل عن العلم كان حجة كافية عليهم لتعذيبهم.

بيان وجوب الإيمان بالقرآن
الأدلة على وجوب الإيمان بالقرآن :
* من القرآن :

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}.وقال تعالى:{ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) } ، وفسر ابن جرير الطبري النور بأنه القرآن.

قال تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)}
الشاهد :
- الأمر بالإيمان بما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا }
- ما يفهم بمفهوم المخالفة من قوله : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا } ، وما يفهم بمنطوق قوله : { وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله }
فتقرر خسران من أعرض عن الإيمان بالقرآن واستحقاقه للعذاب ، وهذا يدل على وجوب الإيمان بالقرآن.
* من السنة :
حديث جبريل الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره».رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان:
- كما تقرر في حديث جبريل الطويل ؛ فالقرآن من كتب الله - عز وجل - ولا يتم إيمان المرء إلا بالإيمان به.

حكم من لم يؤمن بالقرآن :
من لم يؤمن بالقرآن فهو كافر.
الدليل :
الأدلة على ذلك كثيرة في كتاب الله - عز وجل - ، ومنها :
قال تعالى :
{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) }
وقال تعالى :
{ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ
(5)}

عاقبة من لم يؤمن بالقرآن :
- من لم يؤمن بالقرآن متوعد بالعذاب بالشديد.
قال تعالى: { وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)}
- وقد توعد الله اليهود والنصارى لكفرهم بالقرآن فقال :
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)}
وقال تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)}

حكم الشاك في وجوب الإيمان بالقرآن.

الشاك في وجوب الإيمان بالقرآن كافر.
الدليل :

قال تعالى: {بل هم في شكّ من ذكري بل لمّا يذوقوا عذاب}.

الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل
- الإيمان الاعتقادي بالقرآن :
من الإيمان الاعتقادي بالقرآن :
- تصديق أن القرآن كلام الله منزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
- اعتقاد وجوب الإيمان به.
- تصديق ما أخبر الله به في كتابه.
- الخضوع لما أمر به ؛ فيعتقد حل ما أحله وتحريم ما حرمه وأنه لا طاعة لمن خالفه.
- أن كل ما جاء به فهو حق ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
- أنه قيم لا عوج فيه ، ولا اختلاف فيه.
- وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله.
- لا يستطيع أحد أن يأتي بسورة من مثله ، فضلا عن أن يأتي بمثله.


- الإيمان القولي بالقرآن :
قول ما يدل على إيمانه بالقرآن ومن ذلك تلاوته تصديقًا وتعبدًا.
- الإيمان العملي بالقرآن ( اتباع هدى القرآن ):
فعل ما أمر الله به في القرآن ، واجتناب ما نهى الله عنه.

- عاقبة من آمن بالقرآن اعتقادًا وقولا وعملا :
1: الوعد بهداية التوفيق :
قال تعالى
: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}

2: تكفير السيئات وصلاح البال :
قال تعالى : {
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}.
3: الفضل العظيم والأجر الكبير :
قال تعالى
: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)}

الاهتداء بالقرآن
الأمور التي تحقق الاهتداء بالقرآن :
الأول: تصديق الأخبار :
أهميته : التصديق بالأخبار يحقق أصلي علم السلوك لأنه يصدق بالبصائر والبينات ، ثم بعمل بها يحصل له الاهتداء بالقرآن.
.....- علامات التصديق الحسن :
ألا يكون معه شك ولا تردد.
.....- ثمرات التصديق الحسن :
1: اليقين :
وهو أعظم نعمة بعد العافية كما في قول أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - :
«سلوا الله العفو والعافية فإن الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية». رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وغيرهما.
2: بلوغ مرتبة الإحسان :

قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}
الشاهد من وجهين :
أحدهما: أنّ الله تعالى سمّاه محسناً كما قال الله تعالى: {ذلك جزاء المحسنين}.
الثاني : أن الله يكفر عنه سيئاته فيأتي يوم القيامة وليس معه إلا الحسنات ؛ فيكون بذلك من أهل الإحسان.

3: كفاية الله لعبده :
قال الله تعالى بعد قوله : { والذي جاء بالصدق وصدق به ... } إلى آخر الآيتين.
قال : { أليس الله بكاف عبده } ، فدل على أن كفاية الله للعبد من جزاء التصديق الحسن.

4: صدق الرغبة والرهبة.
ويحصل بمجموع ذلك صدق الرغبة والرهبة وزوال الهم والغم.
الثاني: عقل الأمثال :
.....- المراد بعقل الأمثال :
وعي الأمثال وفهم مقاصدها ثم الاعتبار بها ،
قال تعالى : {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}
.....- التفريق بين عقل الأمثال ومعرفة المعنى :
معرفة المعنى قد تكون مجردة عن العمل ، أما عقل الأمثال فتستلزم تحقيق مقاصدها.
قال تعالى :
{واضرب لهم مثل الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه}.
فهذا قد عرف المعنى لكن تخلف العمل عن العلم فاستحق الخسران والعذاب.
.....- أقسام أمثال القرآن :
.....أ: أمثال صريحة :
هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، مثل قوله تعالى : {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}
.....ب: أمثال كامنة :
هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه ، مثل سورة المسد.
.....الكتب التي ذُكرت فيها الأمثال الكامنة :
- البرهان للزركشي.
- إعلام الموقعين لابن القيم ذكر أنواعًا تصلح أن تكون من الأمثلة الكامنة .

.....- ثمرات عقل الأمثال :
1: المعرفة الحسنة والتصديق الحسن.
2: التنبيه على العلل والنظائر والإرشاد لأحسن السبل وأيسرها.
3: التنبيه إلى مآلات وعواقب الأمور.
ويثمر ذلك : الخشية والإنابة والرغبة والرهبة واليقين.
فيحقق له : زكاة النفس ، وصلاح القلب وحسن العمل والعاقبة بإذن الله تعالى.

.....- عاقبة الإعراض عن عقل الأمثال :
* توعد الله من أعرض عن عقل ما آتاه الله من البيان والمعرفة بالخسران والعذاب الشديد.
الدليل :
- قال تعالى :
{واضرب لهم مثل الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه}
- وصف حال أهل النار لأنفسهم وتحسرهم على ما كان منهم فقالوا : { وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا من أصحاب السعير }


الثالث والرابع : فعل الأوامر واجتناب النواهي :
- فعل الأوامر واجتناب النواهي هما طاعة الله عز وجل :
.....- الأدلة على أن فعل الأوامر واجتناب النواهي يحققان الاهتداء بالقرآن:
1: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}
الشاهد : وعده لمن آمن وأتبع الإيمان بالعمل الصالح بـ { يهديهم ربهم بإيمانهم }
2: وقال تعالى : {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)
فبين أن من عاقبة الطاعة الهداية.
3: وقال تعالى : { وإن تطيعوه تهتدوا } ومرجع الضمير في { تطيعوه } يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله : { من يطع الرسول فقد أطاع الله }.

.....- ثمرات فعل الأوامر واجتناب النواهي :
1: الثبات والأجر العظيم ، والهداية ، ويؤخذ ذلك من قوله تعالى :

{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)}
2: والوقاية من العذاب الأليم ويؤخذ ذلك من مفهوم المخالفة لوعيد الله - عز وجل - لمن أعرض عن طاعته.

.....- عاقبة الإعراض عن طاعة الله عز وجل :
1: الضلال:
قال تعالى : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ }
وقال : { إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ}
2: الفتنة والعذاب الأليم :
قال تعالى :
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}

فضائل الإيمان بالقرآن :
1: أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربه ويعرفه به.
2: يهدي المؤمن للتي هي أقوم في جميع أمور حياته وآخرته : قال تعالى : { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } ، وهدايات القرآن مرتبطة بالرحمة والبشرى ، قال تعالى : { هدىً ورحمة للمؤمنين } ، وقال تعالى : { هدى وبشرى للمؤمنين }.
3: يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ، فتكون تلاوته ذكر لله - عز وجل - يثاب عليه.
4: أنه شرط للانتفاع بالقرآن ، وعلى قدر إيمان العبد يكون انتفاعه ونصيبه من فضائله ،
كما قال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)} وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}






للفائدة هذا فهرس بعناصر درس " عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن "


● إثبات صفة الكلام لله تعالى أصل مسائل الاعتقاد في الإيمان بالقرآن
● الأدلة على إثبات صفة الكلام لله تعالى :

...- من القرآن
...- من السنة
...- من أقوال الصحابة :

عقيدة أهل السنة والجماعة في إثبات صفة الكلام لله تعالى :
...- الله عز وجل يتكلم بحرف وصوت
...- الله - عز وجل - هو المتكلم بالتوراة والإنجيل والقرآن
...- كلمات الله لا تفند ولا تنقضي
...- صفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها وفعلية باعتبار آحاد كلامه
...- نفي التشبيه عن صفة الكلام

● عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن
● الأدلة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق :
...- من القرآن :
...- من السنة :
...- الإجماع :
● سبب تصريح أهل السنة والجماعة بأن القرآن غير مخلوق
● مسألة الكلام من أكبر المسائل التي حصل فيها خلاف بين الفرق
● أشهر الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن
...1: قول الرافضة :
..... - حكمهم :

...2: الجهمية الأوائل :
..... - حكمهم :

...3: قول المعتزلة :
..... - السبب في اعتقاد المعتزلة هو إنكارهم للصفات
..... - حكمهم :

- الأصل العام لعقيدة الكلابية والماتريدية والأشاعرة في القرآن
:
4: الكلابية :
... - سبب نشأة عقيدة الكلابية :
... - عقيدة الكلابية في القرآن :
5: الأشاعرة :
... - عقيدة الأشاعرة في القرآن :
- الفرق بين الكلابية والأشاعرة
- الفرق بين الأشاعرة والمعتزلة
- رد علماء أهل السنة على الكلابية والأشاعرة


  #4  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 01:44 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي


المجموعة الرابعة:
س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
الاهتداء بالقرآن يكون بتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.
- فيكون في قلب العبد التصديق الحسن الذي لا شك فيه ولا ريب بكل ما جاء في القرآن من أخبار، حتى يصل العبد إلى درجة اليقين الذي يزداد به علما وهدى، وينال به ثواب المحسنين. قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ . لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ . لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}
- ويعي المؤمن ما ذكر الله في كتابه من أمثال، فيعرف مقاصدها والمراد منها، فيعتبر بها، ويتبع الهدى الذي أرشد الله إليه بها، فيزداد خشية وإنابة ورغبة ورهبة، وتزكو نفسه، ويصلح عمله.
- ويمتثل ما أمر الله به في كتابه، وينتهي عما نهى عنه، فيظفر بالخير والصلاح، وينجو من الشر والفساد، و يزداد هدى وإيمانا وقربا من الله تعالى. كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}

س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق هو ظهور وانتشار الفتنة بالقول بخلق القرآن، فلم يسعهم إلا رد هذا الباطل؛ ببيان الحق للناس وإظهاره والدعوة إليه، وبالتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، حتى تزول الشبهة تماما ولا يبقى أدنى شك أو لبس.
قال ابن تيمية: (لم يقل أحد من السلف: إن القرآن مخلوق أو قديم، بل الآثار متواترة عنهم بأنهم يقولون: القرآن كلام الله، ولما ظهر من قال: إنه مخلوق، قالوا ردا لكلامه: إنه غير مخلوق)

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.

- لعلمه رحمه الله أنه لو ترخص - وجميع العلماء - بعذر الإكراه لضاع الحق واندثر، ولذاع الباطل وانتشر، ولظنّ العامّة أن ما قاله العلماء من خلق القرآن - مكرهين - هو الحق، فتختل بذلك عقيدة الناس في الإيمان بالقرآن وتفسد، لا سيما عند الجهلة منهم.
- ولاستحضاره حديث خباب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه " فلم ير رحمه الله لنفسه رخصة.

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن يعني القول بأن القرآن كلام الله ثم الوقف والسكوت دون التصريح بأنه مخلوق أو غير مخلوق.
وسبب وقوف بعض أهل الحديث هو:
- رغبتهم في البقاء على ما كان عليه السلف من القول بأن القرآن كلام الله دون الزيادة على ذلك، وعدوا الزيادة قولا محدثا متبدعا.
- ظنهم أن الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي عنه.
- كرههم الكلام فيما لا يكون تحته عمل (كما قالوا).
- الاقتداء بمالك في ترك الكلام في الدين وكراهيته، كما ذكروا.

وكان هذا اجتهادا منهم أخطؤوا فيه رحمهم الله، واغترّ بهم جماعة من العامّة، فكان سببا لإنكار الأئمة عليهم والدعوة إلى هجرهم.

س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

يمكن عزو محنة البخاري رحمه الله إلى عدة أسباب:
- أنه نأى بنفسه في أول الأمر عن الحديث في مسألة اللفظ بالقرآن لمّا رأى الإيذاء الذي طال الإمام أحمد رحمه الله بسببه، ولأن التصريح به لا نفع فيه ولا طائل بل هو موهم، وقد تتأوله كل فرقة على ما تريد، أو يجر إلى سوء الفهم عنه، فلما توقف ظن البعض أنه يقول به.
- رده على بعض أهل الحديث ممن أطلق القول بأن "اللفظ بالقرآن غير مخلوق"، ظنا منهم أن ذلك يقطع الطريق على الجهمية بذلك، وهم في الحقيقة أخطؤوا في استعمال هذه العبارة، فحصل بسبب ذلك شيء من الفرقة والفتنة بينه وبين بعض أهل الحديث، منهم: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه.
- حسد بعض المشايخ له، كما حصل حين سافر البخاري إلى نيسابور، فلمّا رأى مشايخها إقبال الناس عليه واحتفاؤهم به، عرضوا على طلابهم امتحانه في مسألة اللفظ بالقرآن، فأعرض عن جوابهم حتى ألحوا عليه بالسؤال، فلما أجابهم بقوله: "القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة" تناقل الناس مقالته على غير وجهها، واتهموه بالقول باللفظ، وهجروه، وكان محمد بن يحيى الذهلي فيمن هجره، بل ومنع من حضور مجلسه كل من يحضر عند البخاري، وقال: لا يساكنني هذا الرجل في البلد فخشي البخاري وسافر.
- إخراجه من بخارى بعد عودته إليها؛ بسبب كتاب محمد بن يحيى الذهلي إلى أميرها خالد بن أحمد يتهمه فيه بخروجه عن السنة. وقيل: إن سبب إخراج الأمير له امتناعه من إجابة طلبه في الحضور إليه ليُسمعه - أو يُسمع أولاده في مجلس خاص لهم - بعض كتبه، ورده عليه بأنه لا يذل العلم ولا يحمله إلى أبواب الناس.

موقف البخاري من مسألة اللفظ:
موقف البخاري هو الموقف الحق، وهو منع الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه، ولم يقل باللفظ إثباتا ولا نفيا؛ لم يقل: اللفظ بالقرآن مخلوق، ولم يقل: اللفظ بالقرآن غير مخلوق [لأنها أيضا كلمة مجملة حمّالة لوجوه، قد تتأوَّلها كلّ فرقة على ما تريد]، وبدّع الفريقين، وبيّن الحقّ في هذه المسألة في كتابه "خلق أفعال العباد" بياناً شافياً.
وكان فيما قال: (... بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم)
نقل عنه محمد بن نصر أنه قال: من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله.


  #5  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 02:04 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل؛ وذلك لأن الإيمان: قول وعمل واعتقاد.
فالإيمان الاعتقادي بالقرآن: يعني ما يجب اعتقاده في القرآن مما يبحث في كتب اعتقاد أهل السنة والجماعة:
وأصل ذلك أن يصدّق أنه منزّل من الله تعالى، وأنه كلامه تعالى، وأن كل ما فيه حقّ، لا ريب فيه ولا عوج ولا اختلاف، وأنه محفوظ لا يبلى ولا يخلق.
وأن يصدّق بكلّ ما أخبر به تعالى في كتابه.
وأن يعتقد تحريم ما حرّم الله فيه، وحلّة ما أحلّه تعالى.
والإيمان القولي: أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقًا وتعبّدًا.
والإيمان العملي: هو اتباع هدي القرآن باتباع ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.
فمن جمع هذه الثلاث فهو مؤمن بالقرآن، قد وعده الله تعالى فضلًا كبيرًا وأجرًا عظيمًا، كما قال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا كبيرًا}

س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
من فضائل الإيمان بالقرآن:
1: أنه أعظم هادٍ للنفس، فيعرّفها بربّها ، ووعده ووعيده، وحكمته في تشريعه، وكيف يتقرّب إليه، وكيف ينجو منه.
2: ومن فضائله أنه يهدي المؤمن للتي هي أقوم في جميع شئونه، وهدايات القرآن مقترنة بالبشرى والرحمة، قال تعالى: {هدًى وبشرى للمؤمنين}، وكلما ازداد هداية بالقرآن ازداد من رحمة القرآن وبشاراته.
3: ومن فضائله أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن، فتكون تلاوته ذكر وعبادة، تزيده إيمانًا وتثبيتًا وطمأنينة، ويزداد بالتفكّر به إيمانًا ويقينًا.
وهدايات القرآن وفضائله لا تُنال إلا بالإيمان به، فهو شرط للانتفاع بتلاوة القرآن، وما فيه من الحكمة، وعلى قدر إيمانه يكون استفادته من فضائله، وهذا في الجانب العلمي.
وفي الجانب العملي: يهديه للتي هي أقوم، ويورّثه الاستقامة والتقوى وصدق الرغبة والرهبة.
ففضائله تشمل الجانبين العلمي والعملي.

س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
المعتزلة يقولون: القرآن كلام الله، وهو مخلوق منفصل عنه، يخلقه تعالى في بعض الأجسام، وهذا قادهم إلى القول بخلق القرآن.
والذي دعاهم إلى هذا القول: أنهم لا يثبتون لله تعالى شيئا من الصفات.
فقول المعتزلة في القرآن: أنه كلام الله ولكنه مخلوق.
والأشاعرة يقولون: القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، ولكنه عبارة عن كلام الله تعالى، عبّر به جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.
وذلك لأن معتقد الأشاعرة في الكلام أنه هو المعنى النفسي القائم بالله تعالى، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، وأنه لا يتعلّق بالمشيئة والقدرة، وأنه لا يتجزّأ، ولا يتبعّض، ولا يتفاضل، وهذا هو قول الكلابية والماتريدية في مسألة الكلام.
وكلا القولين باطل وضلال مبين في مسألة صفة الكلام لله تعالى.
والحق هو ما عليه أهل السنة والجماعة وهو أن القرآن كلام الله تعالى، تكلّم الله به، بكلام سمعه جبريل من الله تعالى، فبلغه بحروفه النبي صلى الله عليه وسلم.

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
أظهر الكرابيسي مسألة اللفظ بالقرآن، وهو قوله: (لفظي بالقرآن مخلوق)، وهذا القول أثار فتنة عظيمة على الأمة، وذلك لما فيه من زيادة التلبيس والتوهيم على الناس في مسألة الإيمان بالقرآن وكونه كلام الله تعالى غير مخلوق، وذلك في وقت كان الناس بحاجة فيه إلى بيان الحقّ ورفع اللبس وإزالة الشبهة، لا أن يُطرح عليهم قولًا مجملًا تتأوّلها كل فرقة على ما تريد.
ولبيان ما في هذه المقولة من المفاسد يُقال:
- هذا اللفظ قول مجمل حمّال وجوه، والناس كانوا في ذلك الوقت بحاجة إلى بيان الحقّ بالتصريح أن القرآن كلام الله تعالى منزّل غير مخلوق.
فهذا اللفظ فيه تلبيس على الأمة، ولا يبيّن لهم حقّا ولا يهديهم سبيلًا.
وهذا التلبيس في هذا اللفظ كان بين أمرين عظيمين مما هو مقرر في أصول اعتقاد المسلمين؛ وهو أن كلام الله صفة من صفاته، وصفاته تعالى كذاته غير مخلوقة، فالقرآن كلام الله غير مخلوق، والثاني: أن أفعال العباد مخلوقة كذواتهم، فكل ما يصدر من قول وفعل عنهم فهو مخلوق.
فيتخلص من هذا: أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة.
فجاءت مسألة اللفظ للتلبيس بين هذين الأمرين؛ إذ أن قول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق، قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفّظ به، فيكون موافقًا للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن، وقد يريد به فعل العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن.
ويتفرّع على هذين الاحتمالين احتمالات أخرى، ولذلك اختلف الناس في تأويل قول القائل: (لفظي بالقرآن مخلوق) على سبع تأويلات.
وهذا التلبيس لا يلبّس به إلا أهل الهوى، أما أهل السنة أهل الحق فكلامهم صريح أنه كلام الله منزّل غير مخلوق.
- هذا القول فيه توطئة الطريق لأصحاب الأهواء، ليقولوا في القرآن بباطلهم؛ ولهذا فرحت الجهمية بهذه المقالة، فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، ومنهم من قال: القرآن بألفاظنا مخلوق، وهم يريدون أن القرآن مخلوق.
- القول باللفظ قد يتذرّع به إلى إرادة القول بخلق القرآن، وذلك لأن القول باللفظ أخفّ وطأة من التصريح بقول الجهمية : أن القرآن مخلوق، فهو أقرب إلى قبول العامّة، وإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن؛ ولهذا تستّرت الجهميّة باللفظ، كما تستّرت طائفة منهم بالوقف.
ولهذا كان الإمام أحمد يكره القول باللفظ في القرآن، وكان يكثر التحذير من هؤلاء؛ ومن ذلك قوله رحمه الله: (كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهميّ.).
- هذه المسألة كان لها ذيوع وانتشار كبير في عصر الإمام أحمد، وبعده بقرون، حتى كان الناس يقدمون على الإمام أحمد من مختلف الأمصار يستفتونه في مسألة اللفظ لاشتباهها عليهم، واختلاف مواقف الناس فيها اختلافا كثيرًا، فكل يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل، وذلك لما فيها من الغموض والالتباس، حتى سأل عنها فقهاء أهل الحديث كما جاء عن الأثرم والمعيطي، مما يدلّ على أن هذه المسألة أثارت فتنة وشبهة عظيمة على الأمة، ولهذا اشتدّ تحذير العلماء من هذه الفتنة، وكانوا يمنعون القول باللفظ في القرآن مطلقًا لالتباسه.
- هذه المسألة دخل بها الغلط على بعض أهل الحديث، وحصل بسبب ذلك نوع من الفرقة والفتنة بين أهل الحديث، فهي كما قال الإمام البخاري مسألة مشئومة.
فطائفة من أهل الحديث صرّحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وممن نسب إليهم هذا التصريح: محمد بن يحيى الذهلي، وأبي حاتم الرازي، ومحمد بن داود المصيصي وغيرهم، وقد أخطأوا في إطلاق لفظي بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق، لكنهم أخطأوا في استعمال هذه العبارة، حتى إن منهم من نسب هذا القول للإمام أحمد يظنون أن هذا قوله، وإنما كان أئمة أهل السنة كالإمام أحمد والبخاري يمنعون إطلاق الألفاظ المجملة المشتبهة.
وحصل بسبب هذا الاختلاف محن لبعض أئمة أهل السنة كالإمام البخاري رحمه الله، فحصل بين البخاري والذهلي ما هو معروف من الوحشة والجفاء، فصار مع البخاري قوم كمسلم بن
الحجاج وغيره، وقوم عليه كأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين وغيرهما.
وكل هؤلاء من أهل العلم والسنة والحديث، وهم من أصحاب أحمد، ولهذا قال ابن قتيبة: (إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ.)
وذلك لأن مسألة اللفظ من المسائل الغامضة لتوقفها على مراد القائل، ودخول التأوّل فيها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيه من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بيّنت معانيها، فإنّ ما كان مأثورًا حصلت له الألفة، وما كان معروفًا حصلت به المعرفة، كما يُروى عن مالك رحمه الله أنه قال: "إذا قلّ العلم ظهر الجفاء، وإذا قلّت الآثار كثرت الأهواء"، فإذا لم يكن اللفظ منقولًا ولا معناه معقولًا ظهر الجفاء والأهواء.).

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
كان أبي الحسن الأشعري بصيرًا بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم؛ إذ كان متبحرًا في علم الكلام، وكان يعدّ من أئمتهم، ثمّ إنه لمّا تاب من الاعتزال وأعلن التزامه قول أهل السنة، اجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلاميّة والحجج العقليّة المنطقيّة، حتى أحرجهم وصار البعض منهم يتجنّب المجالس التي يغشاها لأشعريّ، فعظّمه بعض الناس لذلك وعدّوه منافحًا عن السنة، مبطلًا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
موقف أهل السنة منه:
بعد أن أعلن أبي الحسن التزامه قول أهل السنة سلك طريقة ابن كلاب، لقربها من فهمه وإدراكه، فكان يرى ابن كلاب متكلّم السنة والمحاجّ عنها؛ فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها، وزاد فيها، وكان على ذلك مدّة من عمره.
ثم إنه في آخر حياته ألّف كتابه (الإبانة) الذي رجع فيه عن الطريقة الكلاميّة، والتزم قول أهل الحديث، وكان رجوعه عام مجمل إلى قول أهل السنة؛ إذ أخطأ في مسائل ظنّ أنّه وافق فيها أهل السنة، ولذلك اختلف في شأنه أهل العلم:
- فمنهم من قال: إنه رجع رجوعًا صحيحًا إلى مذهب أهل السنة.
- ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعًا مجملًا لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.
وأما أتباعه فإنهم بقوا على طريقته الأولى، بل زادوا في الأخذ بالطرق الكلامية، حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبرًا صار في الأتباع ذراعًا ثم باعًا حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة.).

  #6  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 06:34 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 728
افتراضي

فتنة القول بخلق القرآن

عناصر الموضوع:
· نشأة القول بخلق القرآن
- نشأته قبل خلافة المأمون بن الرشيد
- نشأته في خلافة المأمون بن الرشيد
· بداية المحنة
· محنة الإمام أحمد بن حنبل
- في خلافة المأمون
- في خلافة المعتصم بن الرشيد
- محنة أهل السنة في مدة حبس الإمام أحمد
- المناظرة الكبرى في خلق القرآن
· المحنة في عهد الواثق بن المعتصم
· رفع المحنة


تلخيص مسائل: فتنة القول بخلق القرآن

· نشأة القول بخلق القرآن
- نشأته قبل خلافة المأمون بن الرشيد
- أول من ابتدع القول هو:
الجعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق خالد القسري سنة 124 هـ
- ثم تبنى هذا القول مع أقوال كفرية أخرى الجهم بن صفوان، وقد أوتي ذكاء ولساناً بارعاً ولم يؤت علما، ولما كان كاتبا لبعض الأمراء انتشرت مقالاته، وانتهى به الأمر إلى تكفير العلماء له وقتله على يد الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128 هـ
- ظهر بعدهما بمدة
بشر بن غياث المريسي، وكان قد اشتغل بالفقه أول أمره، ثم افتتن بعلم الكلام حتى قال بخلق القرآن، ثم دعا إليه علانية بعد موت هارون الرشيد سنة 193 هـ

- نشأته في خلافة المأمون بن الرشيد

- لما آلت الخلافة إلى المأمون سنة 198 هـ تقرب إليه رؤوس المعتزلة:
بشر بن غياث المريسي، وثمامة بن أشرس النميري، وأبو الهذيل محمد بن الهذيل العلاف، وأحمد بن أبي دؤاد الإيادي وغيرهم،- ساعدهم في ذلك إقباله على العلم والأدب - فصاروا من قضاته وكتابه وجلسائه، فزينوا له القول بخلق القرآن، فأراد إظهاره ولكن منعه مكان يزيد بن هارون، وخشية إيقاع الفتنة بين الناس.
- مات يزيد بن هارون سنة 206هـ، واستمر تردد المأمون في إظهار القول حتى تجاسرعليه سنة 212هـ، فقرّب من يقول به، وأقصى من يأباه دون أن يجبر أحدا على القول به أو يمتحنه.


· بداية المحنة

- في سنة 218 هـ: عزم المأمون على إظهار القول بخلق القرآن، فكتب إلى الولاة بامتحان العلماء، ومن أبى هُدّد بالعزل أو الحبس أو القتل.
- أول من امتُحن من العلماء عفان بن مسلم الصفار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخاً فقيرًا يُجرى عليه من بيت المال ألف درهم كلّ شهر، فهُدد بقطعه عنه، فثبت ولم يجب.
- ثمّ أمر المأمون بإحضار جماعة من أهل الحديث ليمتحنهم منهم: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستلمي، وابن أبي مسعود، فهابوه وخافوا معارضته؛ فأجابوا وأُطلقوا، ولو ثبتوا ما اجترأ على غيرهم كما ذكر ابن حنبل رحمه الله.
- أُمر والي دمشق بامتحان محدثيها: هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري؛ فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد -لإجلاله لهم -، فأجابوا خلا أحمد بن أبي الحواري، فما زال الوالي يدفعه إلى القول ولو متأولا، حتى دفعه إلى القول بأن ما في القرآن من الجبال والشجر مخلوق، فقاله فأطلق.
- وامتحن المأمون أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وشيخ الإمام أحمد، فأبى أن يجيب؛ فدعا المأمون بالنطع والسيف؛ فلما رأى ذلك أجاب مترخّصاً بعذر الإكراه، ثم حُبس حتى لا يقول أنه أجاب مترخصا، فما لبث يسيرا حتى مات.
- وممّن حُبس في هذه المحنة وطال حبسه المحدّث الفقيه: الحارث بن مسكين المصري؛ شيخ أبي داوود والنسائي، فلم يزل محبوسا ببغداد إلى أن ولي المتوكل فأطلقه.

· محنة الإمام أحمد بن حنبل

- في خلافة المأمون
- أمر المأمون أمير بغداد بامتحان أهل الحديثفأجابوا جميعاً مصانعة وترخّصاً بالإكراه غير أربعة: أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ثم أجاب بعد ذلك القواريري وسجادة بسبب الحبس والإكراه.
- حُبس أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح أياماً؛ قبل أن يأمر المأمون بحملهما إليه مقيدين.
- لما وصل وصاحبه إلى الرقة، حُبسا فيها حتى يعود المأمون من سفره، فدخل عليه بعض أهل الحديث يحثونه على الأخذ بالتقية ويذكرونه بأحاديثها، فما أجابهم وذكرهم بحديث خباب الذي يحث على الثبات على الدين ولو نُشر العبد بالمنشار.
- وفي طريقهما إلى المأمون أخبرهما أحد خدامه - باكيا- توعد المأمون لهما بالشر العظيم إن لم يجيباه بالقول بخلق القرآن، فدعا ابن حنبل ربه أن يكفيهما مؤونته فاستجاب الله له، ومات المأمون قبل أن يصل إليه ابن حنبل رحمه الله.

- في خلافة المعتصم بن الرشيد
- استمرت محنة الإمام رحمه الله في زمن المعتصم الذي حذا حذو أخيه، لا سيما مع تقليده لأحمد بن أبي دؤاد الإيادي -الذي كان شديد الأذية لأهل السنة- منصبَ قاضي القضاة، فأمرَ بإرجاع الإمام أحمد وصاحبه مقيّدين إلى بغداد؛ ويُحبسا فيها حتى ينظر في أمرهما، وكانا قد مرضا مرضاً شديداً، ومات محمد بن نوح في طريق العودة.
- استمر نقل الإمام أحمد إلى محابس متعددة، حتى استقرّ حبسه في محبس العامّة في بغداد، وما كان يصلي فيها إلا مقيدا.

- محنة أهل السنة في مدة حبس الإمام أحمد
في الكوفة: امتحن واليها أبا نعيم الفضل بن دكين - وكان شيخاً قد قارب التسعين- وجماعة من أهل الحديث منهم أحمد بن يونس، وابن أبي حنيفة، فلم يقل أبو نعيم بخلق القرآن فطُعن في عنقه، وأصابه كسر في صدره، فمات قبل خروج الإمام من سجنه.
في البصرة: اُمتحن العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني؛ فلم يجيبا، فضُرب العباس بالسوط حتى أجاب، فلما رأى علي ما نزل به من الضرب أجاب مثله، فكان الإمام أحمد يعذر العباس ولا يعذر عليّا.

- المناظرة الكبرى في خلق القرآن
- لما طال حبس ابن حنبل رحمه الله، سعى عمه إسحاق إلى الأمراء وقادة الجيوش ليشفعهم فيه، فلما أيس منهم، طلب من نائب بغداد إسحاق بن إبراهيم أن يناظره العلماء، وأرادها وسيلة لإخراجه.
- أُحضر الإمام أحمد من سجنه، إلى دار إسحاق بن إبراهيم، فناظره من المعتزلة: أبو شعيب الحجام ومحمد بن رباح؛ فإذا ناظراه بعلم الكلام لم يجبهما، وإذا استدلا عليه بشيء من الكتاب والسنّة ردّ عليهما خطأهما في الاستدلال، فاحتج عليهما بأن علم الله غير مخلوق، وكفّر الحجام لما نفى هذا القول.
- أُحضر إلى مجلس الخليفة في صباح اليوم التالي- وكان أول لقاء له به - واجتمع القضاة وأهل الكلام من المعتزلة وزعيمهم ابن أبي دؤاد، وكانوا نحو خمسين، وحضر المجلس بعض الأمراء وقادة الجيوش، فبين رحمه الله للخليفة أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كانت للتوحيد وقد شهد بها، فما وجه دعوتهم بعد دعوته صلى الله عليه وسلم؟!
- أمر الخليفة بمناظرته، فحاججهم بأن من زعم أن علم الله مخلوق فقد كفر بالله، واستدلّ بقوله تعالى: {ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم}، فتحيروا ولم يجيبوه.
- استمر ابن حنبل رحمه الله في مناظرتهم، فكانوا لا يوردون إلا الكلام والحجج الواهية، وما يجيبهم إلا بحجج قاطعة من الكتاب والسنة، فلما طالت المناظرة اتهموه بأنه ضال مبتدع وأشاروا على الخليفة بقتله، فلم يجبهم وصُرف الجميع من المجلس.
- استمرت المناظرة في اليوم التالى حتى آخر النهار، ثم خلا به الخليفة وإسحاق بن إبراهيم فجعل الخليفة يهدده طمعا أن يجيبه فيجيبه الناس، فبين رحمه الله أنه ما أعطي دليلا من كتاب الله أو من سنة رسوله، فأُرجع إلى مكانه.
- طالت المناظرة بينه وبين رؤوس المعتزلة في اليوم الثالث أيضا، واحتج عليهم الإمام أحمد بقول الله تعالى: {ألا له الخلق والأمر}، وأن الله فرّق بين الخلق والأمر، والقرآن من أمر الله تعالى كما قال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا}
- نصح الإمام أحمد الخليفة بالرجوع عن هذا، وبين له أن المراء في القرآن كفر، وأوشك أن يلين له لولا إلحاح من حوله بضرورة عقاب ابن حنبل وقتله، فاستجاب لهم وأمر بضربه أشد الضرب، وطفق ومن حوله يحثونه على الإجابة ليخفف عن نفسه، و كان رحمه الله يُغمى عليه في أثناء ذلك مرارا.
- لما رأى الخليفة الإمام أحمد لا يتحرك، خاف وأمسك عنه، وأطلق قيوده، وبلغ الخليفة مقالة الإمام رحمه الله: (لي ولهم موقف بين يدي الله عزّ وجل) فأمر بتخليته، وكسوته، وحمله إلى منزله.
- أخذ الإمام أحمد يعالج جراحاته أياما حتى تعافى وقوي على شهود الصلاة مع المسلمين، وكان إذ ذاك في الخامسة والخمسين من عمره.
- لم تنته المحنة بهذا عن المسلمين، لكنّهم كفّوا عن امتحان الإمام أحمد، فلم يزل يحدث ويفتي، ولم يعرض له المعتصم بقيّة حياته حتى مات سنة 226هـ.
- ثم إنّ الإمام أحمد قد عفا عن المعتصم، وعن كلّ من آذاه في تلك المحنة إلا من كان صاحب بدعة.

· المحنة في عهد الواثق بن المعتصم

- استمرت المحنة في عهد الواثق بتدبير قاضي القضاة ابن أبي دؤاد، الذي أرسل إلى والي مصر بامتحان أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، وتلميذ الشافعي، وأمره أن يحمله إلى بغداد مقيدا في أربعين رطلاً من حديد إن لم يُجب، فحمل البويطي بعد أن أبى، وحُبس إلى أن مات في قيوده سنة 231 هـ.
-وحُبس محمود بن غيلان المروزي شيخ البخاري ومسلم، والذي أكثر الترمذي من الرواية عنه.
- ضاق بعض فقهاء بغداد ذرعا من أمر ابن أبي دؤاد بتعليم الصبيان في الكتاتيب القولَ بخلق القرآن؛ وخافوا أن ينشأ جيل على الكفر، فقرروا الخروج عليه، ولم يستجيبوا لنهي أحمد ابن حنبل عن ذلك، فلم ينالوا ما أرادوا، فمنهم من حُبس حتى مات، ومنهم من هرب.
- ثم بلغ ابن حنبل رحمه الله أمر الواثق بأن لا يجتمع بأحد، وأن لا يساكنه في مدينته، فتنقل في أماكن متخفياً ثم رجع إلى منزله واحتبس فيه، وامتنع عن التحديث، ومجالسة الناس.
- في سنة 231هـ: فادى الواثق من طاغية الروم أربعة آلاف وستمائة أسير من المسلمين؛ ولم يُفادى- بأمر من أحمد ابن أبي دؤاد - إلا من قال: القرآن مخلوق.
- وفي تلك السنة أمر الواثق أمير البصرة بامتحان الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن؛ فسجن جماعة منهم.
- وأوذي في هذه المحنة من المحدّثين: فضل بن نوح الأنماطي؛ فضُرب، ثمّ فرّقوا بينه وبين امرأته.
- مقتل أحمد بن نصر الخزاعي: أُحضر الخزاعي - وكان شيخا - إلى مجلس الواثق ليمتحنه، فلم يقل عن القرآن إلا أنه كلام الله، فضربه الواثق على عاتقه ثم على رأسه وهو مربوط بحبل، ثم طعنه في بطنه فسقط صريعا رحمه الله، فعُلق رأسه في بغداد، وصُلب جسده في سامرا ست سنين، ثم دُفع رأسه وجسده إلى أهله فدفنوه.
- وامتحن الواثق في آخر زمانه شيخا من أهل الشام من بلدة يُقال لها أذنة، قيل: هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمّد بن إسحاق الأذرميّ، فرق له لما رأى حسن شيبته، وأمره أن يناظر ابن أبي دؤاد، فحاجه في ثلاثة أمور:
· أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كتم شيئا من أمر الله، ولا دعا الأمة إلى هذه المقالة، فكيف يكون القول به واجبا؟!
· أن الله تعالى قال في كتابه: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}، فكيف يدعي هو نقصانه بوجوب القول بخلق القرآن.
· أن هذه المقالة لم يدع بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدون، وعليه الاقتداء بهم. [هذا معنى ما قال]
- ثم أمر الواثق بقطع قيود الشيخ، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد، ولم يمتحن بعدها أحداً.

· رفع المحنة

- توفّي الواثق لستّ بقين من ذي الحجّة سنة 232هـ ، وبويع بعده أخوه المتوكّل، وكان كارهاً لأمر المحنة، فرفعها رفعا تاما سنة 233 هـ، وأظهر السنة، وأكرم المحدثين.
- وفي سنة 237هـ - وبعد عزل محمد الذي خلف أبيه ابن أبي دؤاد- أمر المتوكل بإطلاق جميع من سُجن في أيام أبيه بسبب الامتناع عن القول بخلق القرآن.


  #7  
قديم 29 ذو القعدة 1436هـ/12-09-2015م, 08:42 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

فهرسة مسائل (فتنة الوقف في القرآن)

عناصر الموضوع:
· مقدّمة في آثار فتنة القول بخلق القرآن
· فتنة الوقف في القرآن
· من هم الواقفة
· أصناف الذين وقفوا في القرآن
- الواقفة من الجهمية.
- الشاكّة من الواقفة.
- طائفة من أهل الحديث قالوا بالوقف.
· من نسب إليه القول بالوقف من أهل الحديث
- مصعب بن عبد الله الزبيري (236ه).
- إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي (245ه).
- علي بن الجعد الجوهري (230ه).
- بشر بن الوليد الكندي (238ه).
- يعقوب بن شيبة السدوسي(262ه).
· خطر فتنة الوقف في القرآن

تلخيص مسائل (فتنة الوقف في القرآن)
· مقدّمة في آثار فتنة القول بخلق القرآن.
- كان بدء المحنة في سنة 218ه، ورفعت في عام 233ه، لكن رفع المحنة لم يكن رفعًا للفتنة.
- إذ بقي من المعتزلة قضاة ومفتون وخطباء ولهم مجالس وحلقات، وكتب ومصنفات يبثون فيها شبهاتهم.
- وكانت الردود بين أهل السنة والمعتزلة قائمة على أشدّها، وكانت ردود أئمة السنة على المعتزلة قائمة على الكتاب والسنة، فلم يتعاطوا علم الكلام في الردّ عليهم.
- ونشأ أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنّة بالحجج المنطقية والطرق الكلاميّة، فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم، وخرجوا بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة، ونتج عن ذلك فتنا عظيمة؛ من أهمها: فتنة اللفظ، وفتنة الوقف.
فتنة الوقف في القرآن
· من هم الواقفة
- هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق.
- ونبغ القول بالوقف في زمن الإمام أحمد بن حنبل.
· أصناف الذين وقفوا في القرآن
هم على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: الواقفة من الجهمية.
- هم طائفة من الجهمية يستترون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، لكنهم في الظاهر يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على من يقول: القرآن غير مخلوق.
- فهم جهمية مخادعون، وفتنتهم على العامّة أشدّ من فتنة الجهميّة الذين يصرّحون بالقول بخلق القرآن؛ لأنهم يستدرجونهم بذلك، ثم يشككونهم في كلام الله.
- حكمهم: اشتدّ إنكار السلف على هذا الصنف، وكثرت الروايات عنهم في تكفيرهم والتحذير منهم.
- ذكر عبدالله بن الإمام أحمد أن أباه سئل مرّة عن الواقفة؛ فقال: (صنفٌ من الجهميّة استتروا بالوقف.)
وقال أيضًا: (هؤلاء شرّ من الجهميّة، إنما يريدون رأي جهم.)
- وعلامة هؤلاء: أنهم يتعاطون علم الكلام ويجادلون، فمن كان متكلّمًا مجادلًا ويقول بالوقف في القرآن فهو جهميّ.
- قال الإمام أحمد لما سئل عنهم: من كان يخاصم ويُعرف بالكلام فهو جهميّ.
- زعيم هذه الطائفة: هو محمد بن شجاع الثلجي، وكان في بغداد، وهو جهمي متكلم، من أصحاب بشر المريسي.
-ومن الواقفة في البصرة: أحمد بن المعذّل العبدي، وكان من كبار فقهاء البصرة في زمانه، ولم تكن له عناية بالحديث، واشتغل بشيء من علم الكلام فأتي من هذا الباب، وهو الذي فتق القول بالوقف في البصرة، وفتن به الناس، ومنهم أهل الحديث.
- قال عنه الذهبي: (قد كان ابن المعذّل من بحور العلم، لكنه لم يطلب الحديث، ودخل في علم الكلام، ولهذا توقف في مسألة القرآن.)
الصنف الثاني: الشاكّة من الواقفة.
- وهم الذين يقفون شكّا وتردّدًا، فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك.
- حكمهم: من كان منهم جاهلًا، أو كانت عنده شبهة، فهذا يبيّن له الحقّ ويعلّم، ويجب عليه الإيمان والتصديق بأن القرآن كلام الله تعالى وهو صفة من صفاته، وصفاته تعالى غير مخلوقة.
فإن قبل واتبع الحقّ قبل منه، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكّا مرتابا في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجة عليه؛ حُكم بكفره.
- قال الإمام أحمد حين سئل عن اللفظية والواقفة: (من كان منهم جاهلًا ليس بعالم، فليسأل وليتعلّم.)
وقال أيضًا: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهميّ.)
- فيفرّق بين الواقف الجهمي والواقف العاميّ.
الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث قالوا بالوقف.
- وهؤلاء قالوا بالوقف، وأخطأوا في ذلك، ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
- وهؤلاء ينكرون على من يقول: إن القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أن كلام الله مخلوق.
- ووصفوا بالوقف: لأنهم قالوا: إن القول بخلق القرآن محدث، فنحن لا نقول إنه مخلوق، ولا نقول إنه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف، فنقول القرآن كلام الله ونسكت.
- فهم ظنّوا أن الكلام في هذه المسألة كله من الخوض المنهي عنه في القرآن، وليس الأمر كما ظنّوا.
- هل لهم رخصة في أن يقول الرجل: القرآن كلام الله ثم يسكت؟ سئل الإمام أحمد عن ذلك، فقال: (ولم يسكت، لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلّموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون).
- حكمهم: أنكر عليهم كبار الأئمة وهجروهم؛ لأنهم يوطئون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشككون العامّة في كلام الله.
- وذلك أنه إذا أثيرت الشبهة وعمّت الفتنة، وجب على العلماء التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس.
· من نسب إليه القول بالوقف من أهل الحديث
1: مصعب بن عبد الله الزبيري (236ه)
2: إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي (245ه).
- وصرّح كلا من مصعب الزبيري وإسحاق المروزي بأنهما لم يقفا على الشكّ، وإنما سكتا كما سكت من قبلهم، وكرها الدخول في هذه المسألة من أصلها.
- وهذا اجتهاد منهم أخطأوا فيه رحمهم الله، وذلك أن هذه المسألة قد تكلّم فيها بالباطل، واشتبه أمرها على الناس، حتى عمّت بها الفتنة، فلابد حينئذ من البيان، والتصريح فيها بما يردّ باطل الجهميّة، فلا يترك الناس في عماية ولبس.
- وقد روى اللالكائي عن مصعب رواية توافق قول أهل السنة في تخطئة الواقفة، فلعلّه رجع عن قوله.
- وقال أبو حاتم الرازي: (كتبت عن إسحاق بن أبي إسرائيل، فوقف في القرآن، فوقفنا عن حديثه، ...).
3: علي بن الجعد الجوهري (230ه).
- نُسب إليه الوقف، وأشدّ منه أنه لم ينكر على من يقول بخلق القرآن، وهو في نفسه لا يقوله.
- نهى الإمام أحمد عن الكتابة عنه لمّا أظهر الوقف في القرآن.
- بشر بن الوليد الكندي (238ه).
- كان ممن ثبت في زمن المحنة، ولم يجب حتى عُرض على السيف، وكان قاضيًا وعزل بسبب الفتنة، ولكن لما كبر تكلّم بالوقف، وتركه أهل الحديث.
- يعقوب بن شيبة السدوسي (262ه).
- هو صاحب المسند الكبير، لكنه دخل في شيء من علم الكلام لتتلمذه على أحمد بن المعذّل، وعنه أخذ الوقف.
- قال المروذيّ: (لما أظهر يعقوب بن شيبة الوقف، حذّر منه أبو عبد الله، وأمر بهجرانه.)
- فمن قال بالوقف من المحدّثين لشبهة عرضت له، كان يحذّر منه ويُهجر حتى يرجع عن قوله.
· خطر فتنة الوقف في القرآن
- فيه توطئة الطريق لأصحاب الأهواء، ليقولوا في القرآن بباطلهم.
- هو سبيل لدخول الشبهة على الناس، وتشكيكهم في صفات الله تعالى.
- أن العامّة كانوا أكثر قبولا للقول بالوقف منهم للقول بخلق القرآن، لهذا من وقف من المحدّثين فقد وافقوا قول الواقفة من الجهميّة والشاكّة، وكانوا عونًا لهم على التشكيك في كلام الله.

  #8  
قديم 1 ذو الحجة 1436هـ/14-09-2015م, 04:06 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اطّلعت على إجاباتكم وتلخيصاتكم ، وقد أحسنتم فيها ؛ بارك الله فيكم وزادكم هدى وسداداً، وجعلكم ممن يؤتسى بهم في الخير.

وأدعو بقيّة طلاب البرنامج إلى مطالعة هذا المجلس والاستفادة منه.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir