س1: ما حكم طلب العلم؟
طلب العلم الشرعي ينقسم إلى قسمين:
الأول /فرض عين , أي واجب على كل مسلم ,ومن لم يتعلمه فهو آثم ,كأحكام الصلاة والصوم والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ونحو ذلك مما لا يسع العبد جهله البتة .وقد مر الإمام أحمد بقوم لا يحسنون الصلاة فكتب لهم كتابا فيه تعلم الصلاة وبعث به إليهم.
الثاني/ فرض كفاية , هو الذي لا يجب على جميع أفراد الأمة ,بل إذا قام به البعض سقط عن الباقين ,ويدل على هذا قول الله تعالى:{فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لعلهم يَحذَرُون}.
س2: بيّن عناية السلف الصالح بطلب العلم.
أدرك علماء هذه الأمة فضل طلب العلم ومنزلة صاحبه عند الله ,وأيقنوا أنه من أفضل الأعمال الموصلة إلى الدرجات العلى, فسعوا في تعلمه وتعليمه ,وصبروا على ما أصابهم في ذلك حتى تبوءوا المكانة التي رفع الله بها ذكرهم وأعلى شأنهم ,فلا توجد أمة من الأمم اعتنت بتعلم أحكام دينها كعناية هذه الأمة المباركة ,فقد بلغت في طلب العلم غاية لم تبلغها أمة من الأمم قبلها ,واختصها الله فيه بخصائص لم تعط لأمة قبلها .
وقد صنف العلماء في فضل طلب العلم مصنفات عظيمة النفع ,جليلة القدر, ومن هؤلاء أبو نعيم الأصبهاني وأبو العباس المرهبي وابن عبد البر, وكذلك ابن القيم, وأفرد له بعضهم أبوابا في بعض كتبهم كالإمام البخاري في صحيحه, ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي والدارمي وغيرهم كثير.
س3: اذكر بعض الأمثلة للعلوم التي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
من العلوم الضارة ,السحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة ,وغيرها من العلوم التي تخالف هدي الشريعة ,وفيه انتهاك لحرمات الله عز وجل ,وقول على الله بغير علم واعتداء على شرعه واعتداء على عباده .
ومن أبرز علامات العلوم التي لا تنفع, مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة ,فكل علم يصد عن طاعة الله ,أو يزين معصية الله ,أو يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه ,أو تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه ,فهو علم غير نافع .
والفضول قد يدفع المتعلم إلى القراءة فيما لا ينفع, فيعرض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة, وقد قال الله تعالى:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.