القسم الأول:
س1:ما الاسم الصحيح للرسالة وما اسم مؤلفها؟
رسالة ثلاثة الأصول وأدلتها.
المؤلف: شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي.
س2:مسائل الاعتقاد لا تخرج عن بابين عظيمين من أبواب الاعتقاد ما هما؟
- مسائل الاعتقاد لا تخرج عن بابين عظيمين من أبواب الاعتقاد:
الباب الأول: الشهادتان شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوازم هاتين الشهادتين العظيمتين، وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له: (إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله). وفي رواية في صحيح البخاري : (فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله).
فأول ما يجب تعلمه التوحيد كما دل عليه الحديث.
الباب الثاني: مراتب الدين المذكورة في حديث جبريل الطويل التي هي : (الإسلام والإيمان والإحسان).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في تمام الحديث: (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).
س3:يطلق لفظ الإسلام على ثلاث معان ماهي؟
ولفظ الإسلام يطلق على معانٍ ثلاثة:
المعنى الأول: الإسلام الكوني العام، ويراد به خضوع جميع المخلوقات لأمر الله الكوني كما في قوله تعالى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا}.
المعنى الثاني: الإسلام الشرعي العام وهو دين الأنبياء جميعاً ويراد به توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة كما جاء في آيات كثيرة عن عدد من الأنبياء أنهم من المسلمين، وكما في قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} وفي قوله جل وعلا: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا}
فدين الأنبياء واحد، وشرائعهم شتى.
المعنى الثالث: الإسلام الشرعي الخاص وهو الشريعة المحكمة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي المرادة في قوله تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وقوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}
س4:ما أنواع الأدلة التي يستشهد بها على المسائل؟
الأدلة التي يستشهد بها على المسائل نوعين:
الأدلة السمعية: هي التي مستندها الثبوت بالنقل الصحيح، وهي أدلة الكتاب والسنة والإجماع.
الأدلة العقلية: هي التي مستند ثبوتها العقل والنظر.
س5:ما حكم العلم؟
العلم الشرعي منه فرض عين وفرض كفاية، ففرض العين هو ما يتأدى به الواجب، قال الإمام أحمد: (يجب أن يطلب من العلم ما يقوم به دينه) قيل له: مثل أي شيء؟ قال: (الذي لا يسعه جهله صلاته وصيامه ونحو ذلك). وفرض الكفاية هو ما إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين.
س6:ما حكم العمل بالعلم مع التمثيل؟
حكم العمل بالعلم:
وعند التفصيل في حكم العمل بالعلم نقول: إنه من حيث الأصل واجب، وفي تفصيله أحوال وأحكام.
* فمنه ما تركُه كُفر ومنه ما تركُه معصية ومنه ما تركُه مكروه ومنه ماتركُه مُباح.
- مثال الأول: ترك العمل بالتوحيد، وترك ما يسبب تركه نقض الإسلام كترك الصلاة، وكذلك ترك العمل مطلقاً والإعراض عن دين الله عز وجل فهذا كفر.
-ومثال الثاني: قطيعة الأرحام.
- ومثال الثالث: ترك أمر مستحب كالسواك، فترك فعل المستحبات مكروه.
- ومثال الرابع: ترك ما لا يتعلق بالعمل به ثواب ولا عقاب كترك بعض ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور الجبلية.
س7:ما حكم الدعوة إلى الله؟ ومتى تتعين؟
*وأما حكم الدعوة إلى الله تعالى فهو فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين لقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}، وقوله: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}.
هذا الحكم من حيث الأصل، وقد تتعين في أحوال:
- فمن رأى منكراً وجب عليه تغييره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه.
- ومن سئل عن علم وجب عليه بيانه وحرم عليه كتمانه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار)) رواه أبو داوود والترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
- ومن استنصحه أخوه المسلم وجبت عليه نصيحته.
- وكذلك إذا دعت الحاجة إلى البيان لم يجز تأخيره.
فهذه مواضع تجب فيها الدعوة.
س8:ما أنواع الصبر مع بيان حكم كل نوع ؟
- أنواع الصبر:
1: الصبر على طاعة الله:
فالصبر على الطاعات الواجبة واجب، كالصبر على أداء الصلاة المفروضة {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}، وأما الصبر على الطاعات المستحبة فهو مستحب، يثاب عليه فاعله، ولا يأثم تاركه.
2: الصبر عن معصية الله:
والصبر عن فعل المعاصي واجب، ويتأكد وجوبه في الصبر عن إتيان الكبائر، وأما الصبر عن المكروهات فهو مستحب، يثاب عليه فاعله، ولا يأثم تاركه.
3: الصبر على المصائب المقدرة:
الصبر على المصائب المقدرة فهو واجب بحيث لا يجزع ولا يتسخط على الله، وأما الرضا بالمصيبة فهو مستحب على الصحيح
س9:ما المسائل الأربع وما دليلها؟
المسائل الأربع هي:
الأُولى: العِلْمُ: وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللهِ وَمَعْرِفَةُ نَبِيِّهِ وَمَعْرِفَةُ دِينِ الإِسْلاَمِ بالأَدِلَّةِ.
الثَّانِيَةُ: العَمَلُ بِهِ.
الثَّالِثَةُ: الدَّعْوَةُ إلَيْهِ.
الرَّابعةُ: الصَّبْرُ عَلَى الأَذَى فِيهِ.
والدَّلِيلُ قَولُه تَعَالَى: ﴿ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ﴾ [العصر:1-3]
القسم الثاني:
س1:ما المسائل الثلاث التي يجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها؟
المسائل الثلاث التي يجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها هي:
الأُولَى: أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا وَرَزَقنَا وَلَمْ يَتْرُكْنا هَمَلاً؛ بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَمَنْ أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ، والدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إنَّا أَرْسَلْنَا إلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيكُم كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَونُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبيلاً﴾ [المزمل:14-15].
الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحـدٌ فِي عِبَادَتِهِ، لاَ نَبيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا غَيرُهُمَا، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالى: ﴿وَأَنَّ المَسَاجدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً﴾[الجن:18].
الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لاَ يَجُوزُ لَهُ مُوَالاَةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالى:﴿لاَ تَجدُ قَوماً يُؤْمِنُونَ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءَهُمْ أَو أَبْنَآءَهُمْ أَو إِخْوَانَهُمْ أَو عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ في قُلُوبهِمُ الإيمَانَ وأَيَّدَهُمْ برُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ ألا إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة:22].
س2:كم أقسام التوحيد وماهي؟
إن التوحيد على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: توحيد الربوبية، وهو إفراد الله تعالى بأفعاله من الخلق والملك والتدبير والرَّزق وغيرها.
والقسم الثاني: توحيد الألوهية، وهو إفراد الله تعالى بالعبادة.
والقسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات، وهو إفراد الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.
س3:ما الأقوال في المساجد؟
المساجد فيها ثلاثة أقوال مشهورة:
القول الأول: أنها مواضع السجود من جسد الإنسان لأنها المساجد التي يسجد بها وهي (لله) لأن الله هو الذي خلقها فلا يجوز أن تعبد هذه المساجد إلا الله، وهذا القول مروي عن سعيد بن جبير والربيع بن أنس البكري وذكره الفراء وجهاً في التفسير، وقال به الزجاج.
القول الثاني: أن المساجد مصدر كالمضارب فهي بمعنى السجود يقال سجدت سجوداً ومسجداً ومساجد، وهذا قول ابن قتيبة رحمه الله.
القول الثالث: أن المساجد مواضع الصلاة التي يصلى فيها ويدعى فيها فهي لله لا يجوز أن يشرك مع الله أحد، وهذا قول جمهور المفسرين لأنه المعنى المتبادر لهذا اللفظ والمعهود في القرآن.
س4:ما أسباب البراءة المتعلقة بالمتبرئين والمتعلقة بالمتبرأ منهم (الكفار والمشركين)؟
فأما أسبابها المتعلقة بالمتبرِّئين وهم المؤمنون فهي:
1- موافقة الله تعالى فيما يحب ويبغض.
2- امتثال أمر الله تعالى بالبراءة من الشرك وأهله.
3- الغضب لله جل وعلا.
4- إثبات تقديم محبة الله تعالى على محبة غيره.
وأما أسبابها المتعلقة بالمتبرأ منهم وهم المشركون والكفار فمنها:
1-عداوتهم لله تعالى ، وبغضهم لما يحبه الله، ومحبتهم لما يبغضه الله، ومحادتهم لله ورسوله.
2- أنهم أعداء للمؤمنين يجتهدون في إعناتهم والمشقة عليهم وإفساد أمورهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
3-سعيهم للصد عن سبيل الله عز وجل بأقوالهم وأعمالهم.
4-حسدهم للمؤمنين وتمنيهم زوال الخير عنهم.
5- كفرهم بنعم الله جل وعلا ومقابلتها بالشرك والفسوق والعصيان.
س5:ما مقاصد البراءة من الشرك وأهله؟
· 1: رعاية حدود الله عز وجل، وأعظم الحدود ما جعله الله من الحد الفاصل بين الكفر والإيمان، وسمى الله المشركين محادين له ولرسوله، فهم في حد، والمؤمنون في حد.
· 2: إنكار المنكر العظيم الذي لا أعظم منه وهو الشرك بالله جل وعلا .
· 3: التنصّل من موافقة المشركين على دينهم وإقرارهم لما هم عليه من الشرك.
· 4: رجاء أن يقلع المشرك عن شركه إذا وجد من المؤمنين بغضاً لما يفعله من الشرك ومجانبة والامتناع عن بعض التعاملات معه.
· 5: الاعتزاز بدين الله تعالى والاستغناء به جل وعلا.
· 6: النصيحة للمسلمين وبيان الحق لهم فإن موالاة الكفار قد تغرّ بعض المسلمين فتفتنَهم عن دينهم.
س6:ما معنى الموالاة؟
الموالاة تطلق على معنيين بينهما تناسب وتلازم وهما التحاب والتناصر، فالولاية تطلق على المحبة والنصرة في اللغة وعلى ما ينشأ منهما؛ فالحليف ولي، والكفيل ولي، والقيم على من تحته ولي.
س7:ما درجات الكفار من حيث الموالاة؟
فقد بين الله تعالى في كتابه أن الكفار على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: الأبوين الكافرين.
الدرجة الثانية: الذين لم يقاتلوا المؤمنين ولم يعينوا عليهم .
الدرجة الثالثة: المقاتلون والمعينون على قتال المؤمنين والعدوان عليهم.
س8:ما حكم موالاة الكفار؟
فالله تعالى قد جعل موالاة الكفار وتوليهم حداً من الحدود الفارقة بين الإسلام والكفر، ولا يجوز لمسلم أن يتولى الكفار ولو كان من تولاه أحد أبويه أو من عشيرته فاتخاذهم أولياء وإعانتهم على دعوة الإسلام وعلى المسملين كفر وردة عن دين الله عز وجل.
وأما مصاحبتهم ومعاشرتهم والإحسان إليهم من غير موالاة فليست من هذا الباب.
س9:ما أقسام المسلمين في البراءة من الكفار؟
المسلمون في البراءة من الكفار على ثلاثة أقسام:
- قسم غلوا في البراءة وتعدوا حدود الله في ذلك فارتكبوا من الظلم والعدوان والتنفير عن دين الله عز وجل ما لا يحل لهم، وهم مخطئون في ذلك خطأ شنيعاً.
- وقسم فرطوا وتساهلوا في ذلك حتى حصلت منهم مودة ومحبة للكفار في بعض شؤون دنياهم من غير أن يتخذوهم أولياء، وإنما خالفوا هدى الله ففعلوا ما لم يأذن الله به.
- فأصحاب هذين القسمين مخالفون لهدى الله خاطئون مذنبون.
- وقسم وسط اتبعوا هدى الله وامتثلوا أحكامه فتبرئوا من الكفر وأهله وعاملوهم بمقتضى شرع الله فأحلوا ما أحله الله وحرموا ما حرمه الله ورعوا فيهم حدود الله.
فهؤلاء هم الموفقون الناجون.
القسم الثالث:
س1: ما الحنفية؟
الحنيفية هي الملة القويمة المستقيمة التي لا ميل فيها ولا انحراف، وهي ملة التوحيد.
كما قال الله تعالى لنبيه الكريم: {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
س2: عرف الإخلاص.
الإخلاص في اللغة: التصفية والتنقية.
والإخلاص شرعا هو تخليص الأعمال من الشرك بالله جل وعلا، وإفراد الله تعالى وحده بالعبادة لا شريك له.
كما قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.
س3: ما أعظم ما أمر الله به؟ مع الدليل.
أعظم ما أمر الله به هو التوحيد
قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}
وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: ((إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله))
س4: وما أعظم ما نهى الله عنه؟ مع الدليل.
أعظم ما نهى الله عنه هو الشرك.
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}
وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
س5: كم أقسام الشرك؟ وما هي؟
الشرك على قسمين:
أحدهما: الشرك الأكبر: ويكون في الربوبية والألوهية:
- أما الشرك الأكبر في الربوبية فهو: اعتقاد شريك لله تعالى في أفعاله من الخلق والرزق والملك والتدبير.
- وأما الشرك الأكبر في الألوهية: فهو عبادة غير الله تعالى.
والقسم الآخر: الشرك الأصغر، وهو ما كان وسيلة للشرك الأكبر وسمي في النصوص شركاً من غير أن يتضمن صرفاً للعبادة لغير الله عز وجل.
ومثاله: الرياء بتحسين أداء الصلاة، لطلب مدح الناس وإعجابهم على عبادته لله جل وعلا.
س6: بين الأصول الثلاثة؟
بيان الأصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها وهي: معرفة العبد ربه ونبيه ودين الإسلام بالأدلة:
وأصول دين الإسلام هي هذه الثلاثة وهي راجعة إلى معنى الشهادتين.
فمعرفة العبد ربه هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، وهو الأصل الأول.
ومعرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم هي مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما دين الإسلام فهو الرسالة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم.
ولذلك فإن هذه الأصول هي التي يسأل عنها العبد في قبره
كما في سنن أبي داوود وغيره من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الميتَ ليسمع خَفْق نعالهم إذا وَلَّوْا مدبرين حين يقال له: يا هذا، مَنْ ربُّك؟ وما دِينُك؟ ومن نَبِيُّكَ)).
س7: ما معنى الرب؟ مع بيان الربوبية العامة والربوبية الخاصة؟
والرب هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والملك والإنعام والتدبير والتربية والإصلاح.
ومن معاني (الرب) في لسان العرب: المالك؛ فرب الشيء هو مالكه، ورب الدار: صاحبها ومالكها، ورب الإبل: مالكها.
ولا يطلق هذا اللفظ بغير الإضافة إلا على الله عز وجل، فهو الرب وحده.
والربوبية لها معنيان:
ربوبية عامة بالخلق والملك والإنعام والتدبير، وهذه عامة لجميع المخلوقات.
وربوبية خاصة لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والتسديد والحفظ.
س8: ما طرق معرفة الله تعالى؟
لمعرفة العبد ربه جل وعلا طريقان بينهما الله عز وجل في كتابه الكريم:
الطريق الأول: التفكر في آياته الكونية المخلوقة.
والطريق الآخر: التفكر في آياته الشرعية وهي آيات القرآن العزيز وما تضمنه أمره جل وعلا في كتابه وفي غيره من الآيات البينات.
س9: عرف الآية. وبين أقسام الآيات؟
و(الآية) في اللغة تطلق على العلامة وعلى الرسالة وعلى الجماعة.
قال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} أي علامة.
وفي الصحيحين من حديث أنس أن النبي قال: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)، فالآية هي العلامة البينة الدالة على المراد.
أقسام الآيات: يشمل الآيات الكونية والشرعية.
- فالآيات الكونية: الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض وما أنعم به من سائر النعم كلها آيات على أنها من عند الله جل وعلا، وهي علامات بينات لا ينكرها إلا مُكابِر مُعانِد.
- والآيات الشرعية هي: آيات القرآن المتلوة، سميت بذلك لأنها دالة على أنها من عند الله عز وجل.
ولأن فيها من البراهين البينة ما يوجب قيام الحجة على من بلغته.
س10: ما الشروط التي لابد أن تتوافر في المعبود ليكون معبودا بحق؟
فلا بدَّ أن يكون المعبودُ:
- مالكاً للأسباب التي ينفع بها عابده.
- أو شريكاً لمالكها.
- أو ظهيرا أو وزيراً ومعاوناً له.
- أو وجيهاً ذا حرمة وقدر يشفع عنده.
فإذا انتفت هذه الأمور الأربعة من كل وجه وبطلت انتفت أسباب الشرك وانقطعت موادُّه
القسم الرابع:
س1: ما تعريف العبادة عند شيخ الإسلام ابن تيمية؟
تعريف العبادة عند شيخ الإسلام ابن تيمية:
العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
س2: ما أنواع العبادة؟
العبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: عبادة شرعية.
فأما العبادة الكونية فهذه عامة لجميع الخلق، كما قال الله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا}.
وأما العبادة الشرعية فهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
س3: لا تسمى العبادة عبادة إلا بثلاثة أمور عددها.
الأمر الأول: المحبة العظيمة.
الأمر الثاني: التعظيم والإجلال.
الأمر الثالث: الذل والخضوع والانقياد.
س4: اذكر شروط قبول العبودية.
ولقبول العبادة شرطان لا بد منهما:
الشرط الأول: الإخلاص لله جل وعلا.
والشرط الآخر: أن تكون هذه العبادة على ما شرع الله عز وجل بما أنزله في كتابه العظيم وبينه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}.
س5: ما العهد العظيم بين العبد وربه؟
وهذا العهد الذي بين العبد وربه بالتوحيد وإخلاص العبادة له هو أعظم العهود، وأعظم الأمانات، وجزاؤه وثوابه أعظم الجزاء والثواب، وعقاب نقضه ونكثه أعظم العقاب.
س6: عدد درجات تسلط الشيطان على الناس.
- تسلط الشيطان على الإنسان ومحاولة تسلطه على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: التسلط التام، وهذا إنما هو على المشركين والمنافقين.
الدرجة الثانية: التسلط الناقص وهو باستزلال الشيطان للإنسان، وهذا لا يكون تاماً على المسلمين.
الدرجة الثالثة: النزغ، وهذا ليس تسلطاً وإنما هو محاولة من الشيطان لاستجراء العبد ليتبع خطواته.
س7: ما درجات تحقق العبودية؟
الدرجة الأولى: الإتيان بأصل العبودية لله تعالى، وهو ما يبقى به المرء مسلماً، فيعبد الله وحده لا شريك له، ويجتنب عبادة غير الله جل وعلا، ويأتي من الفرائض ويجتنب من النواقض ما يبقى به إسلامه. فهذه درجة الإسلام.
الدرجة الثانية: تحقيق الكمال الواجب في العبادة، وهذه مرتبة الإيمان.
الدرجة الثالثة: تحقيق الكمال المستحب في العبادة، وهذه مرتبة الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
س8:من المخالفون في العبودية الشرعية؟
والمخالفون في العبودية الشرعية على درجتين:
الدرجة الأولى: المشركون الذين لم يخلصوا العبادة لله تعالى، فلم يمتثلوا أمره في أعظم ما أمر به، فهؤلاء مشركون كفار خارجون عن دين الإسلام.
الدرجة الثانية: المبتدعة الضلال الذين غلَّبوا جانب التعبد لله بالتفكر في أفعاله وخلقه حتى ضيعوا بعض الفرائض وارتكبوا بعض المحرمات.
س9:ما أصول العبادات التي ذكرها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب معرفا كل قسم ومستدلا عليه.
ذكر الشيخ رحمه الله أربع عشرة عبادة من أصول العبادات وأهم أنواعها:
1-الدعاء:
الدعاء على قسمين:دعاء مسألة ودعاء عبادة.
صح في السنن الأربعة من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( إنَّ الدُّعاء هو العِبادَة )).
و قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].
2-الخوف: وهو الذي يحمل معنى العبادة من التذلل والرهبة والخشية من إيقاع الضرر ممن يملك إيقاعه.
ودَلِيلُ الخَوْفِ قَوْلُهُ تَعَالى: ﴿إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيطَانُ يُخَوِّفُ أوْلِيَآءَهُ فَلاَ تَخَافُـوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 175])
3-الرجاء:
الرجاء نقيض اليأس، وهو طمع القلب في حصول منفعة.
قال الله تعالى: {وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين}
وقال عن أوليائه المتقين: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون}.
قال تعالى:﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبهِ فَلْيَعمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بعِبَادَةِ رَبهِ أَحَداً ﴾.
4-التوكل:
التوكُّل على الله تعالى حقيقته: الاعتماد على الله وتفويض الأمر إليه ثقة في حسن تدبيره واعتقاداً بأن النفع والضر بيده وحده سبحانه.
وَدَلِيلُ التَّوَكُّلِ قَوْلُهُ تَعَالى:﴿ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾. [المائدة: 23]، وَقَوْلُهُ تَعَالى: ﴿ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3]).
5، 6- : الرغبة والرهبة:
الرَّغْبَة والرَّغَب: الرجاء والطمع .
والرَّهْبَةُ والرَّهَب: الخوف والخشية
ودَلِيلُ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَالْخُشُوعِ قَوْلُهُ تَعَالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.
7- الخشوع:
الخشوع في اللغة أصله السكون، قال الله تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}
ويفسَّر في كل موضع بحسبه؛ فخشوع الأصوات: سكونها وصمتها قال تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}.
وخشوع الأبصار: خضوعها وذلتها وانخفاضها قال الله تعالى: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} وقال تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ}.
8- الخشية:
الخشية: شدة الخوف وهي مبنية على العلم، وبذلك فُرق بينها وبين الخوف وإن كان بينهما تقارب في المعنى.
فالخشية فيها معنى الخوف الشديد المبني على العلم بعظمة المخشي منه، قال الله تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَماءُ}.
قال تعالى: {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَونِي} [البقرة:150].
9- الإنابة:
الإنابة: هي الرجوع والإقبال إلى الله تعالى.
وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} الآية[الزمر:54]).
12,11,10- الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة:
الاستعانة هي طلب الإعانة على تحصيل نفع يرجى وقوعه.
والاستعاذة هي طلب الإعاذة من ضرّ يخشى وقوعه.
والاستغاثة هي طلب الإغاثة لتفريج كربة، فالاستغاثة أخص منهما لأنها تكون عند الشدة.
وهذا الطلب يكون بالقلب والقول والعمل
فدليل الاستعانة قَوله تَعَالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، وَفِي الْحَدِيثِ: ((إذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ).
وَدَلِيلُ الاسْتِعَاذَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، وَقَوْلُهُ تَعَالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}.
وَدَلِيلُ الاسْتِغَاثَةِ قَوْلُهُ تَعَالى: {إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} الآية).
13 - الذبح :
الذبح المراد به ذبح القرابين من الأنعام، وهو النسك
وَدَلِيلُ الذَّبْحِ قَوْلُهُ تَعَالى: {قُلْ إِنَّ صَـلاَتِي وَنُسُكِـي وَمَحْيَايَ وَمَمَـاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ}، وَمِنَ السُّنَّةِ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: ((لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ)).
14- النذر:
النذر في لسان العرب: الإيجاب، فمن نذر شيئاً على نفسه فقد أوجبه عليها وألزمها به.
ومعنى النذر في الشرع هو معناه في اللغة: فما أوجبه العبد على نفسه لله جل وعلا سمي نذراً، ولذلك فهو عبادة.
ودليل النذر قوله تعالى:﴿ يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ﴾.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)) رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها.
س10:العبادة تكون بالقلب واللسان والجوارح اشرح ذلك.
والعبادة تكون بالقلب واللسان والجوارح؛
فعبادة القلب جامعة لأمرين:
- أحدهما: الاعتقاد وهو التصديق واليقين، ويسمّى قول القلب.
- والأمر الآخر: وعمل القلب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل وغير ذلك من أعمال القلوب.
وعبادة اللسان هي بقول ما يحبه الله من الذكر والدعاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الأقوال التي يحبها الله.
وعبادة الجوارح هي ما تقوم به جوارح الإنسان من أعمال التعبد كالصلاة والزكاة والصيام والحج والذبح والنذر وغيرها.
س11:كم أقسم الدعاء وما هي؟
أقسام الدعاء قسمين، دعاء مسألة ودعاء عبادة.
أما دعاء المسألة فهو الذي يكون فيه سؤال رغبة ورهبة لجلب منفعة أو دفع مضرة، فيكون عبادة لا يجوز صرفها لغير الله جل وعلا.
قال الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}.
وأما دعاء العبادة فهو التعبد للمعبود بأفعال أو أقوال يتقرب بها إليه رغبة ورهبة فهذا صرفه لغير الله جل وعلا شرك أكبر.
قال تَعَالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذيِنَ يَسْتَكْبرُونَ عَنْ عِبَادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].
س12:سؤال غير الله على ثلاث درجات عددها.
سؤال غير الله تعالى على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: الدعاء الذي يكون فيه معاني التعبد من الرغب والرهب والخوف والرجاء واعتقاد النفع والضر في المدعو.
الدرجة الثانية: سؤال المخلوقين مما يقدرون عليه مع اعتقاد أن الله تعالى هو النافع الضار لكن يغلب على قلبه التعلق بهم.
لدرجة الثالثة: أن يطلب من المخلوقين ما يقدرون عليه مما يحتاج إليه من غير أن يكون في قلبه تعلق بهم ولا تذلل لهم ولا خضوع.
س13: ما أقسام الخوف؟
أقسام الخوف:
- القسم الأول: خوف العبادة:وهو الذي يحمل معنى العبادة من التذلل والرهبة والخشية من إيقاع الضرر ممن يملك إيقاعه. فهذا الخوف لا شك أن صرفه لغير الله جل وعلا شرك أكبر مخرج عن الملة.
- القسم الثاني: الخوف الطبيعي:وهو ما خلا من معاني التعبد، وهذا حكمه بحسب ما يحمل عليه:
أما إن حمل هذا الخوف صاحبَه على ترك بعض الواجبات التي لا يعذر بتركها أو ارتكاب محظور لا يعذر بارتكابه فهو محرم لا يجوز.
بل قد يصل الخوف من غير الله تعالى بالعبد إلى الكفر والعياذ بالله؛ كمن يحمله الخوف على الرضا بالكفر واختياره خوفاً وجبناً.
س14:ما أقسام الرجاء؟
والرجاء على قسمين:
القسم الأول: رجاء العبادة، لا يجوز صرفه لغير الله جل وعلا، ومن صرفه لغير الله تعالى فهو مشرك.
القسم الثاني: رجاء نفع الأسباب، مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا.
س15:لم يذكر المؤلف عبادة من أجل العبادات ما هي؟
لم يذكر المؤلف رحمه الله (المحبة) وهي عبادة من أجل العبادات، بل هي أصل هذه العبادات، وأعلاها شأناً وقد قال الله تعالى: {والذين آمنوا أشد حباً لله}.
س16:ما تعريف التوكل؟
التوكُّل على الله تعالى حقيقته: الاعتماد على الله وتفويض الأمر إليه ثقة في حسن تدبيره واعتقاداً بأن النفع والضر بيده وحده سبحانه.
س17:ما أنواع التوكل؟
التوكل على الله نوعان:
- أحدهما: توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.
- والثاني: التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه.
س18:كيف يتحقق التوكل؟
- وتحقيق التوكل يكون بأمرين:
الأمر الأول: صدق الالتجاء إلى الله وتفويض الأمر إليه وإحسان الظن به جل وعلا وتعظيم الرغبة في فضله وإحسانه،وإفراده جل وعلا بما تقتضيه عبودية التوكل من العبادات العظيمة.
الأمر الثاني: اتباع رضوان الله جل وعلا بفعل ما هدى إليه امتثال الأمر واجتناب النهي والحرص على بذل الأسباب التي أذن الله بها في جلب النفع ودفع الضر.
س19:ما أقسام الرغبة والرهبة ودرجاتها؟
الرغبة والرهبة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: رغبة العبادة ورهبة العبادة وهي الرغبة والرهبة التي تحمل معاني التعبد من الذل والمحبة والتعظيم فهذه عبادة من صرفها لغير الله فقد أشرك بالله شركاً أكبر مخرجاً عن الملة.
القسم الثاني: الرغبة والرهبة الطبيعيتان وهما اللتان يحمل عليهما مقتضى الطبع ولا يكون فيهما معاني التعبد.
وقال الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}.
فهذه على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: لا لوم فيها على العبد، وذلك إذا لم تحمل هذه الرغبة الرهبة العبد على ارتكاب محظور لا يعذر فيه، أو ترك مأمور لا يعذر بتركه، ولم يتعلق قلبه بالأسباب.
الدرجة الثانية: محرمة وهي التي تحمل العبد على ترك مأمور لا يعذر بتركه أو فعل محظور لا يعذر بفعله، وتختلف درجة التحريم بحسب درجة المخالفة؛ فإن خالف في صغيرة كان إثمها بحسبها، وإن ارتكب كبيرة من الكبائر بسبب هذه الرغبة والرهبة كان إثمه أعظم، فإن أدى به ذلك إلى ارتكاب ناقض من نواقض الإسلام فهو كافر.
الدرجة الثالثة: الرغبة والرهبة التي هي شرك أصغر من شرك الأسباب، وهي أن يتعلق قلب العبد بالأسباب.
س20:عرف الخشوع وبين الفرق بين خشوع القلب والجوارح.
الخشوع في اللغة أصله السكون، قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}، ويفسَّر في كل موضع بحسبه.
فخشوع الأصوات: سكونها وصمتها قال تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}.
وخشوع الأبصار: خضوعها وذلتها وانخفاضها قال الله تعالى: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} وقال تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ}.
والفرق بين خشوع القلب والجوارح هو أن:
خشوع القلب: ذلُّه وخضوعه وإخباته.
وخشوع الجوارح: سكونها عن الحركة المنافية للخشوع.
س21:عرف الخشية والإنابة واستدل على كل منهما.
- معنى الخشية:
الخشية: شدة الخوف وهي مبنية على العلم، وبذلك فُرق بينها وبين الخوف وإن كان بينهما تقارب في المعنى، قَال تَعَالى: {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَونِي} [البقرة:150]
فالخشية فيها معنى الخوف الشديد المبني على العلم بعظمة المخشي منه، قال الله تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَماءُ}.
... - معنى الإنابة:
الإنابة: هي الرجوع والإقبال إلى الله تعالى.
قَال تَعَالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} الآية[الزمر:54]).