حل "مجلس مذاكرة تفسير سور: الشرح وحتى الناس."
.
أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: علق.
-العلقة: قطعة من الدَّمُ الجامدُ، و هي طور من أطوار خلق الجنين .
.
ب: أشتاتا.
- أي: أنواعاً و أصنافاً و فرقاً مُخْتَلِفِي الأحوالِ مَعَ تَفَرُّقِهِمْ فِي الأَدْيَانِ، وَاخْتِلافِهِمْ فِي الأَعْمَالِ، فلا يجتمعون :ما بين شقيٍّ خائف مأمورٍ به إلى النّار ، و سعيدٍ آمِنٌ مأمورٍ به إلى الجنَةِ .
.
ج: حنفاء.
-مائلين و معرضينَ عنْ الشرك -الذي تدعو له الأديانِ المخالفةِ- لدينِ التوحيدِ.
.
د: الصمد.
و جاء في معناه أقوال :
· القول الأول :أنه السَّيِّدُ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ السُّؤْدَدُ، فَلا سَيِّدَ فَوْقَهُ. قاله الزجاج و روى مثله الأعمش عن أبي وائلٍ و مالك عن زيد بن أسلم ، و عاصمٌ عن ابن مسعودٍ.
و زاد علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه: الشريف الذي قد كمل فيشرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل حلمه، والعليم الذي قدكمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشّرف والسّؤدد، وهو اللّه سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلاّ له، ليس له كفءٌ، وليس كمثلهشيءٌ، سبحان اللّه الواحد القهّار.
و ذكر ذلك كل من ابن كثير والسعدي والأشقر.
.
· القول الثاني : الذي يصمد الخلائق إليه-أي يقصدونه-في حوائجهم ومسائلهم ؛لكونه قادرا على قضائها. رواه عكرمة عن ابن عباس و أورده ابن كثير والأشقر في تفسيرهما .
.
· القول الثالث: هو الباقي بعد خلقه الحي القيوم الذي لا زوال له .وهذا حاصل ما قاله الحسن وقتادة وأورده ابن كثير في تفسيره.
.
· القول الرابع : المصمت الذي لا جوف له فلا يأكل و لا يشرب و لم يخرج منه شيءٌ. و هذا مجموع ما قاله ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ وسعيد بن المسيّب ومجاهدٌ و الشعبي و عبد اللّه بنبريدة وعكرمة أيضاً وسعيد بن جبيرٍ وعطاء بن أبي رباحٍ وعطيّة العوفيّ والضّحّاك والسّدّيّ. ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.
.
·القول الخامس : نورٌ يتلألأ. قاله عبدالله بن بريدة و أورده ابن كثير في تفسيره .
.
· وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ و لا منافاة بينها ، وهي صفات لله عزوجل الكامل في أوصافه : فهو الذي يصمد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصّمد الذي لا جوف له، ولا يأكلولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه. قاله الطبراني و ذكر البيهقيّ نحوه . و أورد هذا القول ابن كثير في تفسيره و ذكر نحوه الأشقر .
.
السؤال الثاني: اذكر الأقوال مع الترجيح في:-
أ: المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
و في ذلك قولان :
· القول الأول:أن المراد به الشرح المعنوي: يعني : نوّرناه و لم يكنْ ضيقاً حرجاً حيث جعلناه فسيحاً واسعاً لشرائعِ الدينِ و قبول أعباء النبوة و حفظ الوحي ، و الاتصافِ بمكارمِ الأخلاق ، و تسهيل الخيرات و الإقبالِ على الآخرةِ ،كقوله:{فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}. و هذا حاصل ما قاله ابن كثير والأشقر.
.
· القول الثاني : أن المراد به شرح صدره ليلة الإسراء .
- فقد روى عبد الله ابن الإمام أحمد: عن أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله ، ما أوّل مارأيت من أمر النّبوّة ؟ فاستوى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم جالسا و قال : ((... إنّي لفي الصّحراء ابن عشر سنين و أشهرٍ ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي،وإذا رجلٌ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلقٍ قطّ، وأرواحٍ لم أجدها من خلقٍ قطّ، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ قطّ، فأقبلا إليّ يمشيان، حتّى أخذ كلّ واحدٍ منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلاقصرٍ ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دمٍ، ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغلّ والحسد. فأخرج شيئاً كهيئة العلقة، ثمّ نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرّأفة والرّحمة. فإذا مثل الّذي أخرج، شبه الفضّة،ثمّ هزّ إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم. فرجعت بها أغدو رقّةً على الصّغيرورحمةً للكبير )) .ذكره ابن كثير.
.
· و الراجح ما قاله ابن كثير من أن الشرح الذي هو الشق و إن كان واقعاً ، و لكن لا منافاة ؛ فإنّ من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإسراء ، و ما نشأ عنه من الشرح المعنويّ أيضاً. والله أعلم.
.
ب: المراد بأسفل سافلين.
و في ذلك قولان :
· القول الأول:أنها أرذل العمر و هو الهرم و الضعف بعد الشباب و القوة ، حتى يصير كالصبي فيخرف و ينقص عقله ، و هم الضعفاء و الأطفال و الشيخ الكبير أضعف هؤلاء جميعاً . و هذا حاصل ما قاله ابن كثير و الأشقر.
.
· القول الثاني : أنها أسفلِ النارِ، موضعِ العصاةِ المتمردينَ على ربِّهمْ . وهذا حاصل ما قاله السعدي و الأشقر .
.
· والراجح ما قاله الأشقر حيث جمع بين القولين : فقال معنى الآية : أن الإنسان الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ فِي أَحْسَنِ حَالٍ وَصُورةٍ يُرَدُّ شَرًّا منْ كُلِّ دَابَّةٍ ، وَ فِي حَالٍ أَسْوَأَ مِنْ كُلِّ حَالٍ؛ لأَنَّهُ يُرَدُّ إِلَى أسفلِ الدرجاتِ السافلةِ فِي الدَّرْكِ الأسفلِ من النَّارِ. والله أعلم.
.
ج: المراد بالعاديات
· القول الأول : أنها الإبل، قاله عبدالله وعليو قال بهذا القول جماعةٌ: منهم إبراهيم وعبيد بن عميرٍ . و زاد الأشقر أنها الإبل التي تَعْدُو بالحَجِيجِ مِن عَرَفَةَ إِلَى مُزْدَلِفَةَ،فَيَجْتَمِعُونَ فِيهَا جَمْعاً. وهذا حاصل ما ذكره السعدي وابن كثير والأشقر .
.
· القول الثاني : أنها الخيل، قاله ابن عباس و مجاهدٌ وعكرمة و عطاءٌ و قتادة و الضّحّاك ، و اختاره ابن جريرٍ.و زاد ابن عباس في رواية له من طريق أبي حاتم و ابن جرير عن سعيد بن جبير أنها:الخيل حين تغير في سبيل اللّه ثمّ تأوي إلى اللّيل فيصنعون طعامهم و يورون نارهم.وزاد غيره أنها التي تعدو من عرفة إلى مزدلفة. وهذا حاصل ما أورده ابن كثير والأشقر.
.
· و رجح ابن جرير و الأشقر أن المراد بالعاديات الخيل ، و الله أعلم .
.
السؤال الثالث: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: فضل العلم.
· الدليل : في سورة العلق حيث قال تعالى : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)،) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَالْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)" .
-وجه الاستدلال : يكمن في أنه من أول ما أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم -و أمته تبع له في ذلك- ، فالأمر بالقراءة والإشارة إلى الكتابة بالقلم التي هي من مقومات العلم كونها ووسائل التعلم ؛ لأن العلم ذهني و لفظي باللسان و كتابي بالبنان ، فمنْ كرم الله أنْ علَّم بالعلمِ و علم بالقلم و مكن من القراءة بعد أن أخرجه من بطن أمه أمياً لا يعلم شيء .
و هذا مفهوم مما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
.
ب: فضل القرآن.
· الدليل : قوله تعالى في مطلع سورة القدر : " إنا أنزلناه في ليلة القدر " .
- وجه الاستدلال : (هاء الضمير في أنزلناه عائدة على القرآن ) : فالله عزوجل بين في هذا الآية فضل القرآن و علوّ قدره ، حيث أنّه أنزل في الليلة المباركة التي هي ليلة القدر، كمَا قالَ تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ".و هذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي .
.
ج: تكلّم الأرض يوم القيامة.
· الدليل :
1. من القرآن :قوله تعالى في سورة الزلزلة :"يومئذ تحدث أخبارها ، بأن ربك أوحى لها ".
2. من السنة :
-روى الإمام أحمد: عن أبي هريرة قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية: {يومئذٍ تحدّث أخبارها}. قال: ((أتدرون ما أخبارها؟)). قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: ((فإنّ أخبارها أنتشهد على كلّ عبدٍ وأمةٍ بما عمل على ظهرها؛ أن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا. فهذه أخبارها)).
*قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
-وفي معجم الطّبرانيّ عن ربيعة الجرشيّ، أنّ رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((تحفّظوا من الأرض؛ فإنّها أمّكم، وإنّه ليس منأحدٍ عاملٍ عليها خيراً أو شرًّا إلاّ وهي مخبرةٌ)).
أورد هذين الحديثين ابن كثير في تفسيره .
.
- وجه الاستدلال : بيِّن من أقوال المفسرين في معنى الآيات و صراحة ألفاظ الحديثين، فإن الأرض من جملة الشهود الذين يستنطقهم الله ، فتحدث أخبارها بوحي الله وإذنه لها فلا تعصي أمره ، و تشهد بما عمل العاملون على ظهرها من خير أو شر . و هذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي و الأشقر .
.
د: فضل النبي صلى الله عليه وسلم.
· الدليل : قوله تعالى في مطلع سورة الشرح : " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِيأَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ(4) ".
- وجه الاستدلال :
ما تضمنته الآيات من ذكر نعم الله على نبيه -صلى الله عليه وسلم- مما يدلنا على فضله :
.
أولا : أن الله شرح صدره و نوره لقبول أعباء النبوة وشرائع الدين .
.
ثانيا : حط عنه الذي و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و كل ما أثقله حمله مما سلف منه في الجاهلية و ما تأخر و يدخل في ذلك من فسر الوزر بأنه أعباء النبوة حيث سهلها عليه حتى تيسرت له .
.
ثالثا : رفع الله ذكره و أعلى قدره في الدنيا والآخرة ، فليس خطيبٌ، ولا متشهّدٌ، ولا صاحب صلاةٍ إلاّينادي بــِــ: (أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأشهد أنّ محمداً رسول الله) . فهذا ثناءٌ حسن عالي لم يصل إليه أحد منالخلقِ، فلا يُذكر الله إلا ذُكر معهُ رسولُه صلَّى الله عليهِ وسلَّم كما في الأذان و الأقامة و الخطب و غير ذلك .
.
رابعاً: كما أن له في قلوب أمته من المحبة و الإجلال ما ليس لأحد غيره بعد الله تعالى فقد أمرنا الله بطاعته و الصلاة والسلام عليه . فصلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم تسليماً كثيرا.
و هذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر .
.
السؤال الرابع: فسّر باختصار كلا من:-
أ: سورة الفلق.
تضمنتِ هذه السورة الاستعاذةَ من جميعِ أنواعِ الشرِّ، عموماًوخصوصاً. قاله السعدي.
.
· (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) :
أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم و أمته من بعده -تبع له في ذلك - أن يلوذوا ويعتصموا بالله فالق الإصباح و مراده الإشاره إلى أن القادر على إزالة ظلمة الكون يقدر على دفع كل ما يخشاه العائذ به . وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
.
· (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) :
أي: استعذ بالله من الشرّ الذي في جميع مخلوقاته من إنس و جن و حيوان و جهنّم و إبليس و غيرها. و هذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر .
.
· (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ) :
و من شر الليل إذا غشي الناس و أقبل بظلامه و انبعث أهل الشر على العبث والفساد و انتشرت السباع والهوام و الأرواح الشريرة. وهذا هو المعنى الصحيح من حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي و الأشقر .
.
· (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَد) :
أي : من شر السّواحر اللاتي يستعنَّ على سحرهنَّ بالنَّفثِ في العقدِ حين يسحرن بها . و هذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر .
.
· (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) :
أي : و تعوذ بالله ليبطل كيد الحاسد الذي يحب زوال النعمة عن المحسود ، فيسعى في زوالهَا بما يقدرُ عليهِ من الأسباب ، ويدخلُ في الحاسد العائن ؛ لأن العين لا تصدرُ إلا من حاسدٍ خبيثِ النفسِ، و هنا إشارة إلى أن السحَر له حقيقة و يخشى من ضررهِ. وهذا حاصل ما قاله السعدي و الأشقر.
..
ب: سورة الناس.
· (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) :
أمر اللهُ رب كل شيء و خالقه المستعيذَ أن يتعوّذ به ، فهو مدبر أمره و مصلح أحواله . و هذا حاصل ما قاله ابن كثير والأشقر.
.
· (مَلِكِ النَّاسِ) :
أي : المتصف بالملك الكامل و السلطان القاهِر. قاله الأشقر و ذكر نحوه ابن كثير .
.
· (إِلَهِ النَّاسِ):
المتصف بالإلــــهيّة ، معبود الناس و كل شيء ،و في هذه الآية بين الله عزوجل أن اسم الإله خاص به لايشاركه فيه أحد ؛ و في ذلك إشارة إلى أن الملك قد يكون إلـــــها و قد لا يكون. و هذا حاصل ما قاله ابن كثير والأشقر.
.
· (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاس) :
من شرّ الوسواس الخنّاس، وهوالشيطان ذي الوسوسة الجاثمٌ على قلب ابن آدم،فإذا سها وغفل وسوس و انبسط على القلب، و إذا ذكر اللّه خنس و انقبض ، (والخناس: كثير الخنس و التأخر)؛ فإنه ما من أحدٍ من بني آدم إلاّ و له قرينٌ يزيّن له الفواحش، ولا يألوه جهداً في الخبال، والمعصوم من عصمه اللّه.
-وقد ثبت في الصحيح أنّه: ((ما منكم من أحدٍ إلاّ وقد وكّل به قرينه)). قالوا: وأنت يارسول اللّه؟ قال: ((نعم، إلاّ أنّ اللّه أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلاّبخيرٍ)). وهذا حاصل ما ذكر ابن كثير و الأشقر.
.
· (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) :
الذي يوسوس في صدور الناس من الجن والإنس-في أصح قولَي المفسرين-. قاله ابن كثير . و زاد الأشقر أن وسوسة الشيطان : هي الدعاء بطاعته بصوت خفي لا يُسمع يصل إلى القلب.
.
· (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) :
بين سبحانه وتعالى الذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجنّ،كما قال تعالى : {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلىبعضٍ زخرف القول غروراً}. حيث أن :
-شيطان الجن: يُوَسوِسُ فِي صُدورِ النَّاسِ ،
-و أما شيطان الإنسِ:فَوَسوسته فِي صدورِ النَّاسِ أَنَّهُ يَرَى نفسه كالناصحِ المشفق،فَيُوقِعُ فِي الصدر من كلامه الذي أخرجه مخرج النصيحة مايوقع الشيطان الجني فيه بوسوسته . نعوذ بالله منهما.
.
السؤال الخامس: اذكر سبب النزول لكل من:-
أ: سورة الكوثر.
سبب نزولها:
· لَمَّا مَاتَ ابْنٌ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ أَحَدُ الْمُشْرِكِينَ: إِنَّهُ أَبْتَرُ. فَنَزَلَتِ السُّورَةُ. ذكره ابن كثير .
.
ب: سورةالمسد.
سبب نزولها:
· روى البخاري عن ابن عباس أنّالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى: ((ياصباحاه)). فاجتمعت إليهقريشٌ، فقال: ((أرأيتم إن حدّثتكم أنّ العدوّ مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدّقوني؟)). قالوا: نعم. قال: ((فإنّي نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ)). فقال أبو لهبٍ – و في رواية فقام ينفض يده- قال: ألهذاجمعتنا تبًّا لك؟! فأنزل اللّه: {تبّت يدا أبي لهبٍ وتبّ} إلى آخرها.
.
ج: سورةالإخلاص.
سبب نزولها:
· روى الإمامأحمد عن أبيّ بن كعبٍ، أنّ المشركين قالوا للنبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا محمد، انسب لنا ربّك؟ فأنزل اللّه: "قل هو اللّه أحدٌ (1) اللّه الصّمد (2) لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفواًأحدٌ". وكذا رواه التّرمذيّ وابن جريرٍ، عن أحمد بن منيعٍ -زاد ابن جريرٍ: ومحمود بن خداشٍ- عن أبي سعدٍ محمّد بن ميسّرٍ به. و هذا ما ذكره ابن كثير والأشقر .
.
السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستكلتفسير:-
أ:سورة العصر.
1. العاقل يفهم من قسم الله في هذه الآية على أن الإنسان في خسر : أن عليه التوقف توقف مع نفسه و محاسبتها جيداً و تحسُس مظان خسرانها و التخلص منها . وقد قال الشافعيّ رحمه اللّه: لو تدبّر الناس هذه السورة لوسعتهم.
.
2. الناجح الرابح في الدنيا والآخرة من اتصف : بالإيمان و العمل الصالح و حسن التواصي بالحق و التواصي بالصبر .
3. التواصي و بذل النصح بين الناس في كافة شؤونهم و أمور حياتهم مما يُمدح به و يثاب عليه إن صدق و حسُنت نيته مأمور.
4. المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" و " و مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد " ، فمن التواصي بالصبر :
- ما يكون من التخفيف عن الآخرين بقدر المستطاع فيما يعرضهم من مصائب .
- و الصبر على ما قد يلحق من أذى عند الأمر بالمعروف ، و النهي عن المنكر.
.
5. التواصي بالحقِّ يكون بالحث على الإيمانُ المقرون بالعلم ، فلا يكون الإيمان بلا علم.
6. بالإيمان و العمل الصالح يُكمّل الإنسان نفسَه ، و بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر يُكمّل غيره ، و بتكميلِ الأمورِ الأربعةِ يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ.قاله السعدي –بتصرف يسير-.
.
.
ب: سورة النصر.
1. إذا فاجأك الله بنعمة لم تكن تتوقعها من تفريج كروب و تيسير الأمور ، فأكثر من الذكر من تسبيح و استغفار ؛ شكراً للنعمة و اعترافاً بالتقصير ، فالله غني كريم و هو الغفور الودود.
.
2. إذا وفقك الله للتأثير على من حولك بما ينفعهم و و يرفعهم و يرفعك أنت عند مولاك ، و تتابعت عليك الفتوح و أكرمك الله بالقبول ، فلا تنسَ شكر الذي أنعم و أكرم .
.
3. دوام استحضار التقصير و الافتقار إلى الله مهما بلغنا من مكانة و علم و دين ، و ذلك كله من فضله سبحانه جل في علاه .
4. قمينٌ بطالب العلم إذا رأى من نفسه و تتابع الفتوحات عليه في الفهم و الإدراك و القبول أن يستشعر حسن تدبير الله له فيكون دافع له لاستجلاب المزيد بلزوم الذكر و الاستفغار خاصة ؛ الذي قال الله تعالى في فضله : " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليه مدرارا..." ، و من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا و من كل بلاء عافية و يرزقه من حيث لا يحتسب .
.