دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو الحجة 1431هـ/4-12-2010م, 07:19 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي من مدونة الفاضلة : أم أويس

بسم الله الرحمن الرحيم
هنا في هذه الصفحة, كلمات تلامس القلب, أنقلها لكم من مدونة أختي الفاضلة أم أويس, ومع أول موضوع.





النور



بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله الذي شرح بالقرآن صدورا ..
والصلاة والسلام على من أرسله الله بالكتاب للعالمين نورا .. وبعد :
قال الله جل وعلا في كتابه العزيز : أشربو قلوبكم
" ولكن جعلناه نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا" الشورى 52
" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأنعام 122
- جاء في تفسير القرطبي رحمه الله :
"فأحييناه" يقول : فهديناه للإسلام ، فأنعشناه ، فصار يعرف مضارّ نفسه ومنافعها، ويعمل في خلاصها من سَخَط الله وعقابه في معاده. فجعل إبصاره الحق تعالى ذكره بعد عَمَاه عنه، ومعرفته بوحدانيته وشرائع دينه بعد جهله بذلك، حياة وضياء يستضيء به فيمشي على قصد السبيل ومنهج الطريق في الناس "كمن مثله في الظلمات"، لا يدري كيف يتوجه، وأي طريق يأخذ، لشدة ظلمة الليل وإضلاله الطريق. فكذلك هذا الكافر الضال في ظلمات الكفر، لا يبصر رشدًا ولا يعرف حقًّا، يعني في ظلمات الكفر .
- وعند ابن كثير رحمه الله :
"وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ" أي: يهتدي به كيف يسلك ، وكيف يتصرف به.
والنور هو: القرآن ، كما رواه العَوْفي وابن أبي طلحة، عن ابن عباس. وقال السُّدِّي: الإسلام. والكل صحيح.
- [ .. جعل النور للميت قال "يمشي به في الناس" أي يصحبه كيف تقلب ، وقال "في الناس" إشارة إلى تنويره على نفسه وعلى غيره من الناس فذكر أن منفعة المؤمن ليست مقتصرة على نفسه وقابل تصرفه بالنور وملازمة النور له باستقرار الكافر "في الظلمات " وكونه لا يفارقها ، وأكد ذلك بدخول الباء في خبر ليس " ليس بخارج منها " .. ] البحر المحيط , ابن حيان

ويطيب لي أن أعطر متصفحي بمقتطفات من تفسير الظلال لهذه الآية ..
ومن أراد الاستزادة من النور الذي وهبه الله لسيد رحمه الله .. فليعد لتفسيره !
[ .. إن هذه العقيدة تنشئ في القلب حياة بعد الموت ، وتطلق فيه نوراً بعد الظلمات .
حياة يعيد بها تذوق كل شيء ، وتصور كل شيء ، وتقدير كل شيء بحس آخر لم يكن يعرفه قبل هذه الحياة .
ونوراً يبدو كل شيء تحت أشعته وفي مجاله جديداً كما لم يبد من قبل قط لذلك القلب الذي نّوره الإيمان .
هذه التجربة لا تنقلها الألفاظ . يعرفها فقط من ذاقها ..
والعبارة القرآنية هي أقوى عبارة تحمل حقيقة هذه التجربة . لأنها تصورها بألوان من جنسها ومن طبيعتها .
إن الكفر انقطاع عن الحياة الحقيقية الأزلية الأبدية ، التي لا تفنى ولا تغيض ولا تغيب . فهو موت . . وانعزال عن القوة الفاعلة المؤثرة في الوجود كله . . فهو موت . . وانطماس في أجهزة الاستقبال والاستجابة الفطرية . . فهو موت . .
والإيمان اتصال ، واستمداد ، واستجابة . . فهو حياة . .
إن الكفر حجاب للروح عن الاستشراف والاطلاع . . فهو ظلمة . . وختم على الجوارح والمشاعر . . فهو ظلمة . . وتيه في التيه وضلال . . فهو ظلمة . .
وإن الإيمان تفتح ورؤية ، وإدراك واستقامة . . فهو نور بكل مقومات النور . .
إن الكفر انكماش وتحجر . . فهو ضيق . . وشرود عن الطريق الفطري الميسر . . فهو عسر . . وحرمان من الاطمئنان إلى الكنف الآمن . . فهو قلق . .
وإن الإيمان انشراح ويسر وطمأنينة وظل ممدود .. ]
[.. ويجد الإنسان في قلبه هذا النور فيجد الوضوح في كل شأن وفي كل أمر وفي كل حدث .. يجد الوضوح في نفسه وفي نواياه وخواطره وخطته وحركِته . ويجد الوضوح فيما يجري حوله سواء من سنة الله النافذة ... ويجد تفسير الأحداث والتاريخ في نفسه وعقله وفي الواقع من حوله ، كأنه يقرأ من كتاب!
ويجد الإنسان في قلبه هذا النور ، فيجد الوضاءة في خواطره ومشاعره وملامحه! ويجد الراحة في باله وحاله ومآله! ويجد الرفق واليسر في إيراد الأمور وإصدارها ، وفي استقبال الأحداث واستدبارها! ويجد الطمأنينة والثقة واليقين في كل حالة وفي كل حين!
وهكذا يصور التعبير القرآني الفريد تلك الحقيقة بإيقاعاته الموحية :
" أومن كان ميتا فأحييناه ، وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس ، كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها؟ " .
كذلك كان المسلمون قبل هذا الدين . قبل أن ينفخ الإيمان في أرواحهم فيحييها ، ويطلق فيها هذه الطاقة الضخمة من الحيوية والحركة والتطلع والاستشراف . . كانت قلوبهم مواتا . وكانت أرواحهم ظلاما . . ثم ..

إذا قلوبهم ينضح عليها الإيمان فتهتز ، وإذا أرواحهم يشرق فيها النور فتضيء ، ويفيض منها النور فتمشي به في الناس تهدي الضال ، وتلتقط الشارد ، وتطمئن الخائف ، وتحرر المستعبد ، وتكشف معالم الطريق للبشر وتعلن في الأرض ميلاد الإنسان الجديد . الإنسان المتحرر المستنير؛ الذي خرج بعبوديته لله وحده من عبودية العبيد!
ومخرج ..~
من تتمة كلام سيد رحمه الله
( أفمن نفخ الله في روحه الحياة ،
وأفاض على قلبه النور . .
كمن حاله أنه في الظلمات ، لا مخرج له منها؟
إنهما عالمان مختلفان شتان بينهما شتان!
فما الذي يمسك بمن في الظلمات والنور حوله يفيض؟ . ا.هـ )
أشرِبوا قلوبكم بنور القرآن تُضاء حياتكم وتطيب .


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 ذو الحجة 1431هـ/5-12-2010م, 12:06 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي من مدونة الفاضلة : أم أويس [ القارئ المنافق ]


القارئ المنافق




بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ..
والصلاة والسلام على محمد خير من سار على التراب
وبعد :

القارئ المنافق
يا له من عنوان أليم !

قال صلى الله عليه وسلم
" أكثر منافقي أمتي قراؤها " ورواية " أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها "
رواه أحمد والبيهقي والطبراني وقال الأرناؤوط صحيح وهذا إسناد حسن
وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 386 : ورد من حديث عبد الله بن عمرو
و عقبة بن عامر ، و عبد الله بن عباس ، و عصمة بن مالك .

بعض الشروح :
- قال البيقهي شارحا : القراء : حفظة القرآن ومن يجيدون قراءته !
- وفي فيض القدير ج2 :
[ .. أي الذين يتأولونه على غير وجهه ويضعونه في غير مواضعه أو يحفظون القرآن تقية للتهمة عن أنفسهم وهم معتقدون خلافه ، فكان المنافقون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة ، ذكره ابن الأثير .. وقال الزمخشري : أراد بالنفاق الرياء لأن كلا منهما إرادة ما في الظاهر ..] ا هـ

- وقال صاحب معاني الأخيار في مقارنة بين حال المنافق والقارئ المرائي :
[ .. والله أعلم هذا نفاق العمل لا نفاق الاعتقاد ، وذلك أن المنافق هو الذي أظهر شيئا وأضمر خلافه ، أظهر الإيمان بالله لله ، وأضمر عصمة ماله ودمه ، والمرائي بعمله الدار الآخرة ، وأضمر ثناء الناس وعرض الدنيا ، والقارئ أظهر أنه يريد الله بعمله ووجهه لا غير ، وأضمر حظ نفسه وهو الثواب ، ويرى نفسه أهلا لذلك ، وينظر لعمله بعين الإجلال ، فلأن كان باطنه خلاف ظاهره صار منافقا إذ المنافق بإيمانه قصد حظ نفسه ، والقارئ بعمله قصد حظ نفسه فاستويا في القصد ، ومخالفة الباطن والظاهر ، فاستويا في الإثم لاستوائهما في القصد والصفة ، فالمنافق راءى الإمام والسلطان وعوام المسلمين ، والمرائي راءى الزهاد والعباد ، وأرباب الدين ، والقارئ راءى الله عز وجل فصال بعمله ، وأعجب بنفسه ، وتمنى على ربه .

- وقال شارح كتاب الاستذكار لابن عبد البر :
[ .. أن القرآن قد يقرؤه من لا دين له ولا خير فيه ولا يجاوز لسانه وقد مضى هذا المعنى عند قول بن مسعود {
وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه تحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده }
وذكرنا هناك قول رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر منافقي أمتي قراؤها وحسبك بما ترى من تضييع حدود القرآن وكثرة تلاوته في زماننا هذا بالأمصار وغيرها مع فسق أهلها والله أسأله العصمة والتوفيق والرحمة فذلك منه لا شريك له ..] ا هـ

***
وبغض النظر عن الاختلاف حول إن كان نفاق اعتقاد أو عمل وما إلى ذلك
فالحديث مخيف .. مخيف جدا .. حتى بأخف معانيه!
فيا قارئ القرآن احذر احذر احذر ولا تغفل عن قلبك طرفة عين ..
سَلِّم أمرك لله وتذكر أنه أخفى من دبيب النمل .. فعليك بما وُّصِيَ بِه صِدِّيق هذه الأمة :
" اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلم "
وحين تصبح وحين تمسي
" يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "

***
فأخلِص تـُخْلص ( وتـكون من الـمُخلَصين المتـخلصين مـِن احـتناك إبـليـس )
واصدُقْ تُصدق ( فإن النبي لما رأى مصرع عبد الله بن جحش قال : صدق الله فصدقه الله )

أتُراك
تتخذ القرآن حبل نجاتك .. أم يكون بـِه هلاكُكْ
أحملته مسارعا نحو الجِنان .. أم كالحمار يحمل أسفارا !

أعلم أنها وقفة مؤلمة وقاسية .. ولكن .. هي الحقيقة ولا بد من المواجهة
وأعدكم بالأمل في وقفتي التالية بإذن الله

وخلاصـة العِلاج :
بالقرآن عالج نفسك وطهر قلبك .. تَدَبّر وستجد فيه دوائك !

طهر الله قلبك ونوره بنوره .
(
وأقـم من الإخلاص قصرا شامخا ؛*؛ يدني على عينيك كل بعيد
كم قـارئ في الناس يحمد ذكره ؛*؛ ويكون عند الله غير حميد
....
يا قـارئ القرآن لا تركن إلى ؛*؛ مدح العباد ومنطق التمجيد
(

شعر , عبد الرحمن العشماوي


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 محرم 1432هـ/10-12-2010م, 11:49 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي من مدونة الفاضلة : أم أويس [ قسوة القلب ]

قسوة القلب


بسم الله الرحمن الرحيم ..


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
قبل 5 سنوات تقريبا استمعت لمحاضرة صوتيـة
عنوانها قسوة القلب / للشيخ محمد مختار الشنقيطي
فلخصتها على شكل نقاط أضعها بين أيديكم ، ومن أحب استماعها يجدها في مواقع الصوتيات الإسلامية .

من أسباب استجلاب رقة القلب :
1. الدعاء " وأعوذ بك من قلب لا يخشع "
2. أن يتذكر الإنسان منازل لا بُدَّ من نزولها ، تذكر الموت وزيارة القبور .. ما دخل ذكر الآخرة إلى قلب إلاَّ رق له سبحانه ، فالمؤمن الصادق له حظ في زيارة المقابر ، وله جلسات للتفكر في أهوال يوم القيامة وحرِّ النار وعذاب الله وغضبه ولعناته .. ما أستقر ذكر الآخرة في قلب عبد إلاّ وأخبت وأناب لله .. و " كفى بالموت واعظا "
3. تلاوة الكتاب الذي لو نزل على الرواسي لدُكّت ، الذي سمعته الجن فقالت "إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا "
تلاوته مع رجاء الرحمة ، ضع القرآن في حجرك وأنت تشعر أن هذا كلام الله ورسالته إليك ، وليس في قلبك سوى الرحمن ، أخلص في تلاوة القرآن . وحاول استشعار معانيه ..
4. الاستكثار من الصالحات ، والاستكثار من ذكر الله جل في عُلاه ، الاستكثار من خِصال الخير .

من أسباب زيادة الإيمان :
• تلاوة القرآن
• كن أسبق الناس إلى الخيرات والطاعات ، وأبعدهم عن محارم الله سبحانه وتعالى ومعاصيه .
• كن قويا صادقا .. وأعرف كيف تُعامل الله جل في علاه .
• الدعـــاء والمداومة عليه .

البرنامج العملي للمؤمن :
أن لا يراك الله حيث يحب أن يفتقدك ،
و لا يفتقدك حيث يحب أن يراك ،
أصدق الله يصدقك ، واحفظ وصاياه سبحانه .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 محرم 1432هـ/10-12-2010م, 10:18 PM
موسى موسى غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 483
افتراضي

نفع الله بكم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 محرم 1432هـ/11-12-2010م, 12:44 PM
سليمان العماني سليمان العماني غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 76
افتراضي

يا الله رحمتك يا رب

بورك فيكم ...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 11:59 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله بنت علي
أم عبد الله بنت علي أم عبد الله بنت علي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 299
افتراضي

جزاكِ الله وأختنا أم أويس خيرًا


التوقيع :
.
موقع عقيدة السلف الصالح

.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 12:07 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي من مدونة الفاضلة أم أويس [ كن تقيا ]

كُنْ تَقيّاً ..



بسم الله الرحمن الرحيم ..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ" مسند أحمد وقال الألباني حديث حسن ، وكذلك جاء عن معاذ بن جبل "قل آمنت بالله ثم أستقم" .
الاستقامة : هي التقوى ، والمداومة على التقوى .
عُرِّفَت التقوى بـ :
- أن تترك ما تهــوى ، لِما تخشـى
- علم القــلب ، بقـــرب الــرب
- الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والاستعداد ليوم الرحيل
- أن لا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفتقدك حيث أمرك
- ( أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله ، وأن تترك معصية الله بنور من الله تخاف عقاب الله ) طلق بن حبيب رحمه الله .
- أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكـن تراه فإنه يراك .

التقوى .. كنز عزيز فإن تظفر بها فكم فيه من جوهر ،، هي الجامعة .
والتقوى ..وصية النبي صلى الله عليه وسلم : " أوصيكم بتقوى الله " ، " اتقي المحارم تكن أعبد الناس"
التقوى ..الناصحين بها كثير ، والعاملين بها قليل
التقوى ..هي خير لباس " ولباس التقوى ذلك خير "
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى ** تجرد عريانا ولو كان كاسيا
وخير ثياب المرء طاعة ربه ** ولا خير في عبدٍ إذا كان عاصيا
التقوى ..هي خير زاد " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى "
التقوى ..هي علامة للعقلاء "واتقونِ يا أولي الألباب "
المتقين ..هم أكرم الناس " إن أكرمكم عند الله أتقاكم "

من ثمرات التقوى العاجلة :
1. أن تجعل للعبد من كل ضيق مخرجا ، ويرزق من حيث لا يحتسب" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ".
2. اليسر في كل أموره " ومن يتقي الله يجعل له من أمره يسرا "
3. يُرزق المتقي العلم النافع " واتقوا الله ويعلمكم الله "
4. الحفظ من كيد الأعداء " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا
5. البركـــات "ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات.."
6. ( لو أتقيت شَرُفت) من أشرف ممن انقطع إلى من بيده كل شيء؟!.
7. الذرة من صاحب التقوى خير من جبال ممن ليس له تقوى ، قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ( يا حبذا نوم الأكياس وفطرهم ، كيف يغبنون قيام الحمقى وصيامهم والذرة من صاحب التقوى ، خير من الجبال من غيره ) .

من ثمار التقوى الآجلة :
8. تكفير السيئات وتعظيم الأجور "ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا"
9. المتقون هم ورثة الجنة " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا "
10. عِز الفوقية فوق الخلائق " .. والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة "
11. تجمع بين أهلها يوم تقلب كل علاقة إلى مشاقة وكل خلة إلى عداوة " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"
12. يساق أهلها إلى ربهم زمرا "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا "
13. تتقرب الجنة إليهم " وأزلفت _أي قربت_ الجنة للمتقين غير بعيد" .

فـ هل لك في الفوز والفلاح في لحظة واحدة ، أصدق مع نفسك ، واعزم على التقـوى .
- إنما سموا متقين لأنهم اتقوا ما لا يُتقى (تركوا الكثير من الحلال خشية أن يقعوا في الحرام )

كيف تتحصل على التقوى :
1. محبة لله تغلب على القلب ، يدع لها كل محبوب ، ويضحي لأجلها بكل مرغوب .
2. أن تستشعر في قلبك مراقبة الله عز وجل " وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير " ، اقرأ هذه الآية جيدا ، كررها ولو مائة مرة.
3. أن تعرف ما في طريق المعاصي من الآلام والشرور .
4. أن يتدرب العبد : كيف يخالف هواه ويطيع مولاه " ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله "
5. دراسة مكائد الشيطان ومعرفتها -ننصح بكتاب تلبيس إبليس- .
6. الإكثار من ذكر الله عز وجل .
7. ترك الفضول من المباحات ( مطعم أو ملبس أو مسكن أو كلام أو... ، ألم نقل سموا متقين لأنهم اتقوا ما لا يُتقى ) .

كيف تتحصل على المحبة :
• معرفة الله بأسمائه وصفاته وربوبيته وألوهيته.
• قراءة القرآن بتدبر وتفهم لمعانيه ، قال عثمان ذي النورين رضي الله عنه ( لو طهرت قلوبكـم ، ما شبعتم من كلام ربكم ) .

وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يٌقَبِّل المصحف وقول ( كلام ربي ، كلام ربي !! ) .
• كثرة النوافل بعد استكمال الفرائض " وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته .. " عن أبي هريرة عند مسلم .
• كثرة الذكر ، فالذكر للقلب كالماء للسمك ، قال الحسن البصري : ( تلمسوا حلاوة الذكر والقرآن والصلاة فإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق- فاعلموا أنه لا قلوب لكم فاسألوا الله أن يرزقكم قلوبا- ) .
• تقديم محبة الله جل وعلا على محبوباتك عند غلبة الهوى .
• الخلوة بالله عز وجل في الثلث الأخير .
• التفكر في مخلوقات الله عز وجل يورث المحبة لله والتعظيم لجلاله سبحانه.

- سُئِل أبو هريرة رضي الله عنه ، عن التقوى فقال : هل مشيت في طريق ذا شوك ؟ ، قال : نعم ، قال : فماذا صنعت ؟ ، قال : أشمِّر وأحاذر ، قال : فذلك التقوى .
فهكذا يكون حالك في الدنيا ، قبل أي شيء تتأكد من حله ، وكما تبحث عن أصفى بقعة لتضع فيها قدمك ، تهيأ أصدق النية قبل العمل .
قال بن القيم ( إذا غفل القلب عن الذكر ساعة جثم عليه الشيطان ، وأخذ يعده ويُمَنّيه)
المتقي .. يدع ما لا بأس به ، حذر مما به بأس ، قيل ( لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يترك كثير من الحلال خشية أن يقع في الحرام )


من حلقات رياض الجنة ، قناة الحكمة الفضائية ، الشيخ أحمد فريد .
تفريغ وتنسيق : ابنة الرميصاء ، شعبان 1429

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 محرم 1432هـ/12-12-2010م, 01:45 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

وجزاكم جميعا خيرا
وأدخلكم جنته بغير حساب

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 محرم 1432هـ/13-12-2010م, 05:19 PM
موسى موسى غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 483
افتراضي

نفع الله بكم

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 محرم 1432هـ/18-12-2010م, 12:25 AM
الصورة الرمزية طالبة الثريا
طالبة الثريا طالبة الثريا غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 164
افتراضي

جزاك الله خير
ولا حرمك ولا حرمها الاجر

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16 محرم 1432هـ/22-12-2010م, 12:00 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي من مدونة الفاضلة أم أويس [ لمن الدنيا ]

لمن الدنيا



بسم الله الرحمن الرحيم ..


الحمد لله الذي رفع بالعلم أُمما ، والصلاة والسلام على أُمّيٍ عَلَََّمَ الأمم ، أُتي بفضل ربه جوامع الكلم ف روى عنه الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي كبشة الأنماري أنه قال :
" إنما الدنيا لأربعة نفر
- عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بِـأحسن المنازل عند الله
- ورجل أتاه الله عـلما ولم يؤته مالا فهو يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته وهما في الأجر سواء
- ورجل أتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ولا يتقي فيه ربه ولا يصل فيرحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأسوأ المنازل عند الله
- ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته وهما في الوزر سواء "
حديث صحيح صححه الترمذي والحاكم وغيرهما

فقسم النبي أهل الدنيا أربعة أقسام :
- الأول : خيرهم من أوتي علما ومالا فهو محسن إلى الناس وإلى نفسه بعلمه وماله ويليه في المرتبة من أوتي علما ولم يؤت مالا وان كان أجرهما سواء فذلك إنما كان بالنية وإلا فالمنفق المتصدق فوقه بدرجة الإنفاق والصدقة .
- الثاني : والعالم الذي لا مال له إنما ساواه في الأجر بالنية الجازمة المقترن بها مقدورهما وهو القول المجرد .
- الثالث : من أوتي مالا ولم يؤت علما فهذا أسوأ الناس منزلة عند الله لأن ماله طريق إلى هلاكه ، فلو عدمه لكان خيرا له فإنه أعطى ما يتزود به إلى الجنة فجعله زادا له إلى النار .
- الرابع : من لم يؤت مالا ولا علما ومن نيته أنه لو كان له مال لعمل فيه بمعصية الله فهذا يلي الغني الجاهل في المرتبة ويساويه في الوزر بنيته الجازمة المقترن بها مقدورها وهو القول الذي لم يقدر على غيره .

فقسم السعداء قسمين وجعل العلم والعمل بموجبه سبب سعادتهما
وقسم الأشقياء قسمين وجعل الجهل وما يترتب عليه سبب شقاوتهما
فعادت السعادة بجملتها إلى العلم وموجبه والشقاوة بجملتها إلى الجهل وثمرته.

كل ما سبق من كلام الإمام بن القيم رحمه الله وطيب ثراه ، وأذكر ها هنا مقتطفات من شرح الشيخ أبي إسحاق الحويني للحديث وما بين الأقـواس زيادات مني :
- ميزان أهل العلم وأولوا الألباب يختلف عن ميزان أهل الحساب ، فهم يعلمون أن الحسنة بعشر أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء ( لذا فتراهـم يتنافسون حتى في النوايــا , وأحلام يقظتهم يؤجرون عليها ! ) .
- أهل العلم .. هم الملوك حقا بغير تيجان ..
- جاءت لفظ "الدنيا" في الحديث ليظهر أن أهل العلم لم يبخسوا الدنيا ! .
- لما حاول عم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أن يجعله يترخص في فتنة خلق القرآن قال { يا عم عرضت نفسي على النار وعلى السوط فوجدتني لا أقوى على النار , يا عمآه والله ما بيتي والسجن إلا واحد }
-
كفى بالعلم شرفا أن يدعيه من ليس بأهله !
- قال أبو الدرداء رضي الله عنه :
اغدوا عالما أو متعلما , ولاتكن الثالث فتهلك .
- مدار الحديث على المال والعلم وكلاهمـا رزق مكتسب ( فيه حث على الاجتهاد في تحصيلهما فلا أحد يولد بهما )
- إذا أراد العبد أن تدوم عليه النعمة , فليقيم لها أعمالاً شكرا !

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 محرم 1432هـ/28-12-2010م, 03:52 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي من مدونة الفاضلة : أم أويس [واصطنعتك لنفسي]


واصطنعتك لنفسي


بسم الله الرحمن الرحيم ..


مدخل ..
صعب أن تموت في سبيل الله
فهذه لا تكون إلا بصدق القلوب
والأصعب منه .. أن تحيا في سبيله!
وأن تراقبه في خواطرك فلا تكون إلا له !

الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" واصطنعتك لنفسي " سورة طه41

[ ..
خالصاً مستخلصاً ممحضاً لي ولرسالتي ودعوتي .. ليس بك شيء من هذه الدنيا ولا لهذه الدنيا .
إنما أنت للمهمة التي صنعتك على عيني لها واصطنعتك لتؤديها .
فما لك في نفسك شيء . وما لأهلك منك شيء ، وما لأحد فيك شيء .
فامض لما اصطنعتك له
.. ] في ظلال القرآن ، سيد قطب رحمه الله .

[ ..
أي : أجريت عليك صنائعي ونعمي ، وحسن عوائدي ، وتربيتي ، لتكون لنفسي حبيبا مختصا ..
وتبلغ في ذلك مبلغا لا يناله أحد من الخلق ، إلا النادر منهم ..
وإذا كان الحبيب إذا أراد اصطناع حبيبه من المخلوقين ، وأراد أن يبلغ من الكمال المطلوب له ما يبلغ .. يبذل غاية جهده ، ويسعى نهاية ما يمكنه في إيصاله لذلك ،
فما ظنك بصنائع الرب القادر الكريم ، وما تحسبه يفعل بمن أراده سبحانه لنفسه ، واصطفاه من خلقه ؟!
.. ] تفسير السعدي ، رحمه الله .

مخرج ..
كيف نكونها ونحن كما نحن !
ابذل جهدك اصدق عزمك
اخلص نيتك وَحَسِّنْ خُلُقَكَ
لعل الكريم لنفسه –سبحانه- يصطنعك .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2 صفر 1432هـ/7-01-2011م, 01:48 AM
شموخ أنثى شموخ أنثى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 26
افتراضي

احسنت النقل

الله يزيدك انت والاخت كل خير
ويفتح عليكما ابواب الفقه والعلم وينفع بكما وبعلمكما
بوركتِ

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 3 صفر 1432هـ/8-01-2011م, 06:49 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

آميــن, وإياكما حبيبتاي شموخ أنثى , طالبة الثريا.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 3 صفر 1432هـ/8-01-2011م, 06:57 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

طرق وفرائد في تقييد الفوائد
بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أنقل لكم فصلا من كتاب المشوق إلى القراءة وطلب العلم لصاحبه : علي بن محمد العمران .
ثم أتبع ذلك بشيء مما عندي ورأيته .

قال الكاتب : الرابع: تقييد الفوائد
إذا انخرط الطالبُ في سِلْك القُرَّاء وانضم إلى ناديهم، فلا بُدَّ له من استثمار قراءته وتوظيفها ، ليجنيَ منها ما تمنَّى ، ولا يضيع تعبه سدى، ولا طريقة أنفع ولا أنجع لتحقيق ذلك من الكتابة والتقييد. فيقيد الفائدة المستجدة، والنقل العزيز، والتحرير المُدَلَّل، والترتيب المبتكر، وطرائف النقول والحِكَم، ودقائق الاستنباطات، ولطائف الإشارات، والأشباه والنظائر، وغيرها.
فكلّ نوع من هذه الفوائد له في عقل الطالب الجاد وقَلْبه مكانه الخاصّ به اللائق بمثله، فمعرفة اقتناص الفوائد شيء، وسرعة اقتناصها والاحتفاظ بها شيء ثانٍ، ثم معرفة توظيفها ووضعها في مكانها اللائق بها شيءٌ ثالث، فإذا اجتمعت هذه الثلاثة استكملَ الطالبُ فوائدَ القراءة وجنى ثمرتَها.
قال الإمام النووي - وهو يرشد الطالب إلى تعليق النفائس والغرائب مما يراه في المطالعة أو يسمعه من شيخه- :
((ولا يحتقرن فائدة يراها أو يسمعها في أيِّ فنٍّ كانت، بل يُبادِر إلى كتابتها، ثم يواظب على مطالعة ما كتبه...)) اهـ.
فهذه نصيحة غالية، ولَفْتَةٌ من إمام، فتمسَّك بها تُفْلِح.

فكم من عالمٍ أبدى أسَفَه وحَسْرَته على فوائد فاته تقييدُها فشردت، أو اتكل على حافظته فخانته (والحفظ خوَّان)، فهذا الإمام ابنُ حجر العسقلاني (حافظ عصره) فاتَه تقييدُ شيءٍ من الفوائد فتأسَّف عليه، قال تلميذه السخاوي : ((أما التفسير، فكان فيه آيةٌ من آيات الله تعالى، بحيث كان يُظْهِر التأسُّفَ في إهمال تقييد ما يقع له من ذلك مما لا يكون منقولاً... وفي أواخر الأمر صار بعض طلبته يعتني بكتابة ذلك)).
وصدق القائل: ((وكم حَسَراتٍ في بطونِ المقابرِ)).

وأنت إذا نظرت في سِيَر العلماء ، وكيف حرصهم على اغتنام الزمان وتقييد الفوائد رأيتَ عجبًا!.
فهذا الإمام البخاري -رحمه الله- (جَبَلُ الحِفْظ) يستيقظ مراتٍ كثيرة في الليل ليُقَيِّد الفوائد، قال راويته الفَرَبري: ((كنت مع محمد بن إسماعيل بمنزله ذات ليلةٍ، فأحصيت عليه أنه قام وأسْرَجَ يستذكر أشياءَ يُعلِّقها في ليلةٍ ثمان عشرة مرَّة))
وهذا الإمام الشافعي يحكي عنه صاحبُه الحُمَيْديُّ -لمَّا كانا بمصر- أنه كان يخرج في بعض الليالي فإذا مصباح منزل الشافعي مُسْرج، فيصعد إليه ((فإذا قِرْطاس ودَوَاة، فأقول: مَهْ يا أبا عبد الله! فيقول: تفكّرت في معنى حديث -أو في مسألة- فخِفْت أن يذهب عَلَيَّ، فأمرت بالمصباح وكتبته))
وأما العلاَّمة أبي القاسم ابن ورد التميمي فكان لا يُوْتى بكتابٍ إلا نظر أعلاه وأسفله، فإن وجد فيه فائدة نقلَها في أوراق عنده، حتى جمع من ذلك موضوعًا .
وذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة الإمام الزركشي كان يتردد إلى سوق الكتب، فإذا حضره أخَذَ يُطَالع في حانوت الكتب طول نهاره ، ومعه ظهور أوراق يُعلِّق فيها ما يعجبه، ثم يرجع فينقله إلى تصانيفه.

وقد دوّن كثير من العلماء هذه الفوائد في كتب مفردة ، مثل: ((الفنون)) لابن عقيل وهو من أضخم الكتب، و((الفوائد العونية)) للوزير ابن هبيرة، و((صيد الخاطر)) وغيره لابن الجوزي، و((قيد الأوابد)) في (400 مجلد) للدعولي، و((عيون الفوائد)) لابن النجار في (6 أسفار)، و((بدائع الفوائد)) و((الفوائد)) لابن القيم، و((التذكرة)) للكندي في (50 مجلدًا)، و((مجمع الفوائد ومنبع الفرائد)) للمقريزي كالتذكرة له في نحو (100 مجلد)(9) وتذكرة السيوطي في أنواع الفنون في 50 مجلدًا، وتذكرة الصفدي في مجلدات كثيرة أكثر من (30) منها أجزاء مخطوطة. وغيرها كثير.
ولا يتوهَّمنَّ أحدٌ لأجل ثنائنا وإشادتنا بتقييد العلم وتدوين الفوائد، أنَّا نُقلِّل من أهمية الحفظ ونحط من شأنه، كلاَّ ، إذ لا تعارض بينهما بحمد الله تعالى، وهل من ذكرنا خبرهم -قريبًا- في حِرصهم على التقييد... إلا من أكابر الحفَّاظ!!.
انتهى المنقول ، جزا الله الكاتب خيرا وجزا أصحاب تلك الهمم السالفة الذكر عنّا خيرا وأوسع الله قبورهم وجعلها من رياض الجنة .

وهذا شيء مما أحببت إضافته :
- التقييد بالقلم الرصاص في هوامش الكتاب أو بين الأسطر إذا كانت طبعة الكتاب فيها فراغا كافياً . أو في الصفحات الفارغة بين الفصول مع عزو كل فائدة إلى الصفحة التي استقيتها منها إن كانت طبعة محشوّة .

- تقييد الفوائد على صنفين ولعلكِ إن تأملتِ في القصص أعلاه فهمتِ كليهما : الأول اقتصاص جزء من النص ، كمقولة مميزة أو تقسيم أو حكم ( التميمي والزركشي ) وهذه تكفي بوضع خط خفيف تحتها بالقلم الرصاص أو تحديدها بالأقلام المخصصة لذلك والتي تظهر ما تحتها ، والثاني : هو كتعليقك الخاص على ما قرأت أو استنباطك لشيء من خلال قراءتك ( البخاري والشافعي ) وهو الذي يكتب على الهوامش وفي الفراغات وأيضا بالقلم الرصاص حتى تتمكن من إزالتها إذا ما احتجت لذلك لأي سبب وكي لا يختلط كلامك مع أصل الكتاب .
- إذا كان الكتاب محشوا ولا فراغات فيه ، أو كنت تسجل تعليقات طويلة وتكثر خطراتك فمن الجميل أن يكون لديك كمية كافية من الأوراق الصغيرة اللاصقة كالتي تستخدم للتذكير بأمر ما ، تقيد فيها تعليقك وتلصقها في الفراغ الذي بأعلى الصفحة بحيث يكون اللاصق في الفراغ وباقي الورقة يغطي على النص ويسهل رفعه عند القراءة .
- ستعرف إن كنت قد ازددت حكمة وعلما وتعقلا خلال فترة ما ، وذلك بمراجعة هوامشك وتعليقاتك بين الحين والحين ، وستمتع بذلك كثيرا ، كما ويمكنك أن تسجل ما عندك في النقطة المعينة التي تقرأها ليستفيد من يقرأه بعدك وأوضح ذلك بمثال : قرأت في تفسير آية مثلا وكنت تعلم في تلك الآية مسائل من الفقه والحديث وتعلقها وارتباطها بما حولها من الآيات ما لم يرد في الكتاب الذي بين يديك قم بإضافتها في ورقة وضع الورقة داخل الصفحة أو إن كان تعليقك قصيرا فعلى ورقة من الأوراق اللاصقة .
- إن كنت تقرئين من الحاسب فافتحي لكل كتاب صفحة على برنامج الـ(word) تنسخين إليها مقتبساتك وتسجلين فيها تعليقاتك .

هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على معلمنا الخير


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10 جمادى الأولى 1432هـ/13-04-2011م, 11:23 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

لطائف وعبر من سورة مريم
رجب 1431 هـ



بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين وبعد :
هذه بعض لطائف وعبر قيّدتها أثناء قراءتي في التفسير .

* في دعاء زكريا عليه السلام لطيفة :
يعلم الله بحاله لكنه ذِلّة وتملقا وصف وضعه بأبلغ كلمات الضعف والعجز ، ومع ذلك عظم حسن ظنه بربه كأنه يقول: يا رب مع اجتماع كل العقبات في طريق أملي ، لكن كل هذه العقبات تزول إن أنا دعوتك ، فكيف يشقى من أملك وجعل فضلك مناط أماله !
فلما كان ذلك كذلك .. ما كان الله ليرد عبدا أمّـله وتجرد من حوله وقوته معتمدا على حول الله وقوته .

* وفي تسمية الابن والنبي الولي (يحي) عليه السلام لطيفة :
أنه قد يظن البشر بعقولهم القاصر وتشاؤمهم أنه سيأتي ضعيفا أو قد يموت في أول سنين عمره لأن والديه أنجباه على كبر بعد أن ضعفا وخارت قواهما .. فأسماه الله يحي فكان حيّ سليما قويما .

شيء من الفوائد :
- حين تسأل الله شيئا ، لا تفكر في كيف ستعطاه ولا تفكر في الموانع والعقبات بل سله فحسب وهو على كل شيء قادر سبحانه .. هكذا فعل زكريا عليه السلام ، قال السعدي رحمه الله : ( والحال أن المانع من وجود الولد، موجود بي وبزوجتي؟ وكأنه وقت دعائه، لم يستحضر هذا المانع لقوة الوارد في قلبه، وشدة الحرص العظيم على الولد، وفي هذه الحال، حين قبلت دعوته، تعجب من ذلك ) ا هـ .

- بذل السبب دون أن يُظَن أنه هو الموصل للمراد ، فنحن أمرنا ببذل السبب والله مسبب الأسباب هو من يهب المراد ، فلا نتكل أبدا بل عليه نتوكل ونبذل ما في مقدورنا ، يقينا المرأة الضعيفة في حال مخاض ليس بها من الطاقة شيء ، هزها للنخلة لا يؤثر على النخلة قيد أنمله ، ولكنها أمرت بذلك بذل للسبب وسقوط الثمر عليها ما كان لها فيه شيء إنما هو فضل الله سبحانه .
- الأجر والغنيمة على قدر الفداء والتضحية وعظم الثواب من عظم الجهد ، تجلى ذلك في عدة مواضع منها الذرية الطيبة المباركة التي وهبت لإبراهيم عليه السلام بعد طول حرمان لما هاجر في سبيل الله .
- أهمية الصلاة ، إذ جعل الله من كرامة وصفات المدح التي مدح بها إسماعيل عليه السلام " وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة .. " ، ثم لما ذكر الأقوام الذين ضلوا الطريق كانت أول صفاتهم " أضاعوا الصلاة .. " وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم " الصلاة خير موضوع" .
- إذا علمت بخير فعملت به هديت للمزيد من العلم ووفقت للإكثار من العمل " ويزيد الله الذين اهتدوا هدى " .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12 جمادى الأولى 1432هـ/15-04-2011م, 02:37 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

"فتية أمنوا بربهم .. "
رجب 1431 هـ



بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمامنا وقدوتنا وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فإن الله جلّ وعلا يقصّ علينا القصص للاعتبار والانتفاع لا لمجرد التسلية - فأسأل الله أن يبصرني والقارئات بمرادات الله في آياته المرئية والمنطوقة-
أثناء قراءتي للتفسير أدوّن شيء مما يفتح الله بِهِ عليّ .. وسأعرض بين حين وأخر شيء من تلك الفوائد .. راجية من القارئة أن تتقدم قراءة مقالي بـ قراءة الآيات المقصودة والاطلاع على تفسيرها من أحد التفاسير المختصرة حتى تتحصل الفائدة المرجوّه ، ووقفتي الأولى مع آيات قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف . الله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
- ضحوا بكل (كل) شيء في سبيل الحفاظ على عقيدتهم ويروى في الإسرائيليات والله أعلم بالحق أنهم كانوا من أشراف قومهم ، المهم أنهم تركوا الدنيا والأهل والمال والمنصب وخرجوا لا بشيء إلا دينهم ، فماذا بذلنا نحن في سبيل ديننا ، وهل شكرنا نعمة الأمان ؟!
- من ثبت على الحق زاده الله هدى (زاده علما ووفقه للعمل الصالح ) ثم ثبته وأعانه على أمر الدعوة ونزع من قلبه الخوف من غيره سبحانه .
- حسن الظن بالله والتفاؤل بالخير فمع تجمع قومهم عليهم وإنكارهم للحق ترى قوة الأمل في كلماتهم مع ذلك الاستضعاف الشديد " ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا"
- التوكل على الله والتجرد من حول النفس وقوتها وورد ذلك في القصة مرارا .
- أهمية البراءة من الشرك وأهله وعدم مداهنة ومحاباة المخالفين لدين الله بل لابد من التبرء منهم والإنكار عليهم واعتزالهم إن عُلِم منهم إرادة هلكة وقتل لصاحب الحق بالهجرة في سبيل الله .
- يغير الله نواميس الكون ويسخر الدنيا بما فيها لأجل حماية أوليائه الصالحين الصادقين .
- أهمية الصحبة الصالحة (ذكر الله كلبهم) والكلب يذكر دائما في معرض المذمة ولكنه هنا ذُكِر لصحبته لأولئك النفر الطيبون .
- رد العلم دائما وأبدا إلى الله جل وعلا وإن كنت متأكدا من معلومتك فلا تفتر أن تكرر (والله أعلم) فهم ما كان يخطر ببالهم مدة نومهم تلك وما ظنوا أنهم تجاوزوا اليوم أو اليومين ومع هذا قالوا (ربكم أعلم ) .
- في اختلاف أهل الكتاب على عددهم وأسمائهم نتعلم أن لا نكون مثلهم ولا نبحث ونسأل فيما لا فائدة منه فماذا لو كان 3 أو 10 وماذا لو كانت أسمائهم فلان أو عِلان ، ويقص الله علينا من القصص ما يفيدنا فنستخرج من الفوائد ثم نطبق ولا نبحث فيما لا فائدة ترجى من ورائه .
وفي القصة من الفوائد ما هو أضعاف ما ذكرته .. علمني الله وإيّاكم ما جهلنا .
والحمد لله ربّ العالمين . وصلى الله وسلم على الحبيب الأمين .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 9 محرم 1434هـ/22-11-2012م, 11:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجاد الحربي مشاهدة المشاركة
"فتية أمنوا بربهم .. "
رجب 1431 هـ



بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمامنا وقدوتنا وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فإن الله جلّ وعلا يقصّ علينا القصص للاعتبار والانتفاع لا لمجرد التسلية - فأسأل الله أن يبصرني والقارئات بمرادات الله في آياته المرئية والمنطوقة-
أثناء قراءتي للتفسير أدوّن شيء مما يفتح الله بِهِ عليّ .. وسأعرض بين حين وأخر شيء من تلك الفوائد .. راجية من القارئة أن تتقدم قراءة مقالي بـ قراءة الآيات المقصودة والاطلاع على تفسيرها من أحد التفاسير المختصرة حتى تتحصل الفائدة المرجوّه ، ووقفتي الأولى مع آيات قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف . الله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
- ضحوا بكل (كل) شيء في سبيل الحفاظ على عقيدتهم ويروى في الإسرائيليات والله أعلم بالحق أنهم كانوا من أشراف قومهم ، المهم أنهم تركوا الدنيا والأهل والمال والمنصب وخرجوا لا بشيء إلا دينهم ، فماذا بذلنا نحن في سبيل ديننا ، وهل شكرنا نعمة الأمان ؟!
- من ثبت على الحق زاده الله هدى (زاده علما ووفقه للعمل الصالح ) ثم ثبته وأعانه على أمر الدعوة ونزع من قلبه الخوف من غيره سبحانه .
- حسن الظن بالله والتفاؤل بالخير فمع تجمع قومهم عليهم وإنكارهم للحق ترى قوة الأمل في كلماتهم مع ذلك الاستضعاف الشديد " ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا"
- التوكل على الله والتجرد من حول النفس وقوتها وورد ذلك في القصة مرارا .
- أهمية البراءة من الشرك وأهله وعدم مداهنة ومحاباة المخالفين لدين الله بل لابد من التبرء منهم والإنكار عليهم واعتزالهم إن عُلِم منهم إرادة هلكة وقتل لصاحب الحق بالهجرة في سبيل الله .
- يغير الله نواميس الكون ويسخر الدنيا بما فيها لأجل حماية أوليائه الصالحين الصادقين .
- أهمية الصحبة الصالحة (ذكر الله كلبهم) والكلب يذكر دائما في معرض المذمة ولكنه هنا ذُكِر لصحبته لأولئك النفر الطيبون .
- رد العلم دائما وأبدا إلى الله جل وعلا وإن كنت متأكدا من معلومتك فلا تفتر أن تكرر (والله أعلم) فهم ما كان يخطر ببالهم مدة نومهم تلك وما ظنوا أنهم تجاوزوا اليوم أو اليومين ومع هذا قالوا (ربكم أعلم ) .
- في اختلاف أهل الكتاب على عددهم وأسمائهم نتعلم أن لا نكون مثلهم ولا نبحث ونسأل فيما لا فائدة منه فماذا لو كان 3 أو 10 وماذا لو كانت أسمائهم فلان أو عِلان ، ويقص الله علينا من القصص ما يفيدنا فنستخرج من الفوائد ثم نطبق ولا نبحث فيما لا فائدة ترجى من ورائه .
وفي القصة من الفوائد ما هو أضعاف ما ذكرته .. علمني الله وإيّاكم ما جهلنا .
والحمد لله ربّ العالمين . وصلى الله وسلم على الحبيب الأمين .
جزاكِ الله عنّي خيرا أمجاد ، وشكر الله للجميع .. تقبل الله منا ومنكم ورزقنا الإخلاص .
بعض الأخوات الفاضلات جزاهن الله عني خيرا صممن بطاقات لكل مقال أستئذنك مجد بتعديل مشاركاتك وإضافة كل تصميم في موقعه .


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 9 محرم 1434هـ/22-11-2012م, 11:28 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي


لنتعلم ، من موسى والخضر عليهما السلام
رجب 1431

بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمامنا وقدوتنا وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فإن الله جلّ وعلا يقصّ علينا القصص للاعتبار والانتفاع لا لمجرد التسلية - فأسأل الله أن يبصرني والقارئات بمرادات الله في آياته المرئية والمنطوقة-
أثناء قراءتي للتفسير أدوّن شيء مما يفتح الله بِهِ عليّ .. وسأعرض بين حين وأخر شيء من تلك الفوائد .. راجية من القارئة أن تتقدم قراءة مقالي بـ قراءة الآيات المقصودة والاطلاع على تفسيرها من أحد التفاسير المختصرة حتى تتحصل الفائدة المرجوّه ، ووقفتي
الثانية مع آيات قصة موسى والخضر عليهما السلام في سورة الكهف . الله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فوائد من قصة الخضر مع موسى عليهما السلام :
- أن يكل الإنسان كل علمه وكل فضل وكرامة هو فيها إلى الله جلّ وعلا ويعترف له بالفضل ولا يعجب بنفسه أو يغتر بها .
-
علو الهمـة وقوة العزم في طلب العلم وتحصيله والاستزادة منه ، كما قال موسى عليه السلام " لا أبرح .. " ، والاستمرارية في الطلب مهما كثر علمك وعظم شأنك فموسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل ومع هذا ظلّ طالبا للعلم .
-
التواضع لخلق الله عموما ولمن هم تحت يدك من خدم وتلاميذ خصوصا ، ومشاركتهم حالك وأفكارك وطعامك وإيناسهم والاستئناس بهم ، فقد بلغ من قوة الرابط بين النبي موسى وخادمه يوشع أن انصلح حال ذلك الخادم حتى صار أهلا لأن يصطفى ويرفع إلى رتبة الأنبياء . على يوشع وموسى الصلاة والسلام .
- أن
العلم هو رحمة من رحمات الله بعبده " أتيناه رحمة من عندنا " فكلما تعلمتِ شيئا جديدا استشعري أنها أولا فضل الله أن وفقك لها ولفهمها وثانية استدفئي بها فهي رحمة من الله تنزلت عليكِ .
-
لا بأس بأن يتعلم المرء من غيره سواءا كان أفضل منه أو دونه فلكل واحد نصيب من العلم قد يفوت من هو أعلم منه . فموسى من أفضل النبيين وهو واحدة من الخمسة أولي العزم من الرسل ومع ذلك تعلم من الخضر عليهما السلام .
- حين تكون في مقام المتعلم لا بد من
التأدب مع معلمك ولو كنت أفضل أو أعلم منه فكيف لو كان أكبر منك سنا وأكثر منك علما وأحكم وأكثر خبرة ! يصير أدبك معه حينها أكثر إلزاما عليك ( هل أتبعك .. ) والأدب عموما كله خير .
- عليك حين تعلم أحد أن توضح له شيء من عقبات الطريق لتتثبت عزمه وهمته فإن كان جادا تابعك وإلا انفلت عنك منذ البداية فلا تضيع وقتك معه عبثا .
-
الجدية ونيـة الثبات والاستمرارية عند طالب العلم مع الاعتماد الكليّ على رب العزّة جل وعلا والاستعانة به على الدوام " ستجدني إن شاء الله صابرا .. " والعزم على المشقات الصالحة وتحديث النفس بقدرتها على ذلك بمشيئة من الله وفضله .
-
طاعة المعلم في كل ما يأمرك به ما لم يكن أمرا بمعصية ، حتى وإن لم تتضح لك الحكمة من أمره " ولا أعصي لك أمرا" .
-
الذِلة والانكسار للمعلم والمبادرة في الاعتذار إليه عند أي بادرة تقصير أو خطأ منك .
-
إنكار المنكر ولو على معلمك وغيره من باب أولى وأن لا تخاف في الله لومة لائم ، مع الالتزام الأدب في ذلك ويبقى ذو فضل عليك .
-
إمهال المعلم طالبه حال قصر ومنحه فرص لتصحيح مساره .
- إنّ عِلم الخضر علما لم يكن لأحد فيه نصيب إلا لبعض النبيين منهم محمد صلى الله عليه وسلم وهناك علوم أخرى هي محض فضل من الله لا يد للعبد فيها ، ينالها العبد بالتقوى والإحسان كالفراسة والحكمة . نسأل الله من فضله .
- من الموقف الثاني بينهما : أن العبد بطاعته لربه يصرف الله عنه أقدرا أليمة مكتوبة عليه في المستقبل ، فهذين الأبوين كان إيمانهما حافظا لهم من أذى ابنهما في الكبر .
- ومن الموقف الثاني أيضا :
التسليم لقضاء الله وقدره مهما بدا أنه أليما أو محزنا ، ومن أكبر ما يصاب به الإنسان موت الابن الصغير .. ولعله حين يكبر يكون سببا في عذابه وحده الله يعلم ذلك ، فليعلم أن أمر المرء كله خير فليداوم الحمد والرضا وليعلم أن الله أحكم وأرحم به من نفسه .. وأعلم .
- ومن الموقف الثاني أيضا : أن
يدوم لوجوء العبد إلى ربه ويستعين به ويسأله الصبر في مواطن الشدة ويتصبر ويسلي نفسه دوما ، فإن البلاء يصل بالمؤمن حدّ الكفر كما في الآية ، فلنفر إلى الله دوما ونعوذ به من بلاء يفسد علينا ديننا .
- أن
أثر صلاح الأب يمتد إلى ذريته فيرعاهم الله له ويسخر من العباد من يحفظ لهم حقهم ويعينهم على أمر دينهم ودنياهم كما في الموقف الثالث .


ولله الحمد من قبل ومن بعد [ وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد ]
http://saaid.net/daeyat/alromaysa/28.htm


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مدونة, من


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir