دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > تاريخ علم التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 صفر 1437هـ/29-11-2015م, 09:10 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي طبقات المفسرين في عصر التابعين

طبقات المفسّرين في عصر التابعين

كان المشتغلون بالتفسير في عصر التابعين على طبقات:

الطبقة الأولى: طبقة أئمة أهل التفسير الذين جمعوا الرواية والدراية
وهم الذين اعتنوا بالتفسير على الطريقة التي تعلّموها من الصحابة رضي الله عنهم رواية ودراية، ومنهم: محمد بن الحنفية، وعَبيدة السلماني، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، والربيع بن خثيم الثوري، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وشريح القاضي، وقيس بن أبي حازم، والأسود بن يزيد النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وزرّ بن حبيش، وصلة بن زفر، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو رجاء العطاردي، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأخوه حميد، وخارجة بن زيد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعليّ بن الحسين بن علي، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وعمر بن عبد العزيز، ومجاهد بن جبر، وطاووس بن كيسان اليماني، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وعامر بن شراحيل الشعبي، وأبو ميسرة عمرو بن شراحيل الهمداني، وعمرو بن ميمون الأودي، وعبد الله بن أبي مليكة، وأبو الشعثاء جابر بن زيد، وأبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي، وأبو قلابة الجرمي، وأبو مجلز لاحق بن حميد، وأبو عبد الرحمن الحبُلِّي، وأسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب، وابنه زيد بن أسلم، ونافع مولى ابن عمر، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وقتادة بن دعامة السدوسي، ومحمد بن المنكدر، وعبد الرحمن بن سابط، ومكحول الدمشقي، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو أيوب ميمون بن مهران، ومحمد بن مسلم ابن شهاب الزهري، وأبو نضرة العبدي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وسالم بن أبي الجعد الأشجعي، وأيوب بن أبي تميمة السختياني، وسليمان بن مهران الأعمش، وغيرهم كثير.

وهؤلاء عامّتهم من الأئمة الثقات، وهم أكثر من يروى عنهم التفسير في كتب التفسير المسندة التي بين أيدينا، ولهم أقوال في التفسير ولهم مرويات عن الصحابة وعن كبار التابعين، على تفاضل بينهم في الرواية والدراية، وإنما أكثرت من تعداد هذه الأسماء لتتبيّن كثرة المعتنين بالتفسير من ثقات التابعين، وأنّهم حملوا أمانة هذا العلم من الصحابة خير محمل، ورعوه أحسن رعاية، وأدّوه إلى من بعدهم أداء جميلاً في روايته ودرايته.
وقد يدخل في بعض رواياتاتهم وأقوالهم بعض الخطأ ولذلك أسبابه التي تبحث في علل التفسير.


الطبقة الثانية: طبقة ثقات نقلة التفسير
وهم من الأئمة الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين، وأدّوها كما سمعوها، ولا تكاد تُحفظ لهم أقوال في التفسير منسوبة إليهم إلا قليلاً، وإنما كانت أكثر عنايتهم بالتفسير روايته عمّن سبقهم، وكانت روايتهم مما يحتجّ به في الجملة.

ومن هؤلاء: سعيد بن نمران، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، والربيع بن أنس البكري، وأبو المتوكّل الناجي، وأبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي، وأبو حازم سلمة بن دينار، وأبو الزبير المكي.
وأصحاب الطبقتين الأولى والثانية هم عماد علم التفسير في عصر التابعين.


الطبقة الثالثة: المفسّرون المتكلّم فيهم
وهم الذين تنقل عنهم الأقوال في التفسير، ولهم مرويات فيه، وهم متكلّم فيهم عند أهل الحديث، على تفاوت في مقتضى ذلك الكلام؛ فمنه ما لا يصل إلى ترك مرويات المفسّر وأقواله، ومنه ما يوجب تركهم وتوقّي ما يروى عنهم.
وكلام الأئمة النقّاد في أهل هذه الطبقة له أسباب منها ما يتعلّق بالعدالة كالاتهام بالكذب في حقّ بعضهم، ومنه ما يتعلّق بالضبط ككثرة الخطأ في مروياتهم وتحديث بعضهم عن المجاهيل وكثرة الإرسال والتدليس، أو روايتهم لبعض الأخبار المنكرة المخالفة لروايات الثقات؛ فهؤلاء في جانب رواية الأحاديث لم يكونوا ممن تعتمد روايتهم، لكن لبعضهم أقوال حسنة في التفسير؛ ولهم عناية بجمعه وروايته، وربما اجتمع لديهم من الروايات في التفسير ما لم يجتمع لكثير من أهل زمانهم بسبب كثرة جمعهم من غير تثبّت في تلقي الروايات؛ فكان من أهل العلم من يتوقّى حديثهم، ويحذّر منهم، ومنهم من يحمل عنهم التفسير لأجل ذلك؛ ويكون في أقوالهم صواب وخطأ، وفي مروياتهم ما يعرف وما ينكر.
وهم على أصناف:
الصنف الأوّل: من يترجّح قبول مروياتهم بشرط عدم مخالفة الثقات، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، والسدي الكبير.

ومعنى اعتبار الأقوال في التفسير أن يُنظر فيها فإن كان لها وجه صحيح في الاستدلال قُبلت، وإن تبيّن فيها خطأ رُدَّت، وإن لم تُعرف صحتها ولم يتبيّن خطؤها فيتوقّف فيها وتجعل عهدتها على قائلها.
الصنف الثاني: من لا يحتجّ بهم إذا تفرّدوا في جانب المرويات لضعفهم، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: شهر بن حوشب، وعطية العوفي، وشرحبيل بن سعد المدني.
الصنف الثالث: المتروكون لاتّهامهم بالكذب أو غلوّهم في البدعة، ومنهم: الحارث بن عبد الله الهمداني، وجابر الجعفي.

1
: أبو صالح باذام مولى أمّ هانئ (ت: 92هـ تقريباً )
ويقال: باذان
روى عن مولاته أمّ هانئ بنت أبي طالب، وعن أخيها عليّ بن أبي طالب، وعن أبي هريرة وابن عباس وغيرهم.
وقد اختلف في سماعه من ابن عباس،ومن العلماء من يوثّقه، ومنهم من يضعّفه، لكنّه كان مشتغلاً بالتفسير، وله كتاب فيه، وكان معلّم صبيان في مكة.
- قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: (ليس به بأس، وإذا روى عنه الكلبي فليس بشيء). وذلك لأن الكلبي كان يكذب عليه كثيراً.
- وقال يحيى القطان: (لم أر أحدا من أصحابنا تركه).
- وقال أبو حاتم: (يكتب حديثه ولا يحتج به).
- وقال النسائي: (ليس بثقة).
- وقال ابن عدي: (عامة ما يرويه تفسير، وما أقلّ ما له من المسند، وفي ذلك التفسير ما لم يتابعه عليه أهل التفسير، ولم أعلم أحدا من المتقدمين رضيه).
- قال زكريا ابن أبي زائدة: كان الشعبي يمرّ بأبي صالح باذان، فيأخُذ بأذنه فيعرُكُها ويقول: (تُفسِّر القرآنَ وأنتَ لا تقرأ القرآن!).
قلت: يريد أنه لا يحفظ القرآن، وكان الشعبي قاضي البصرة في زمانه.
وكان من التابعين من يسأله عن التفسير.
قال عبد الله بن إدريس: سمعت أبي، قال: مرَّ أبو صالح صاحب الكلبي قال: فقال أبي، قال لي الحسن وأنا جالس: سله، فقلت: ما الأكواب؟ قال: جرار الفضة المستديرة أفواهها، والأباريق ذوات الخراطيم). رواه ابن جرير.
وقد روى عنه شعبة بن الحجاج من طريق السدّي أقوالا يسيرة في التفسير؛ فكان لا يجاوز بها أبا صالح.
- شعبة، عن إسماعيل السدي، عن أبي صالح صاحب الكلبي في قوله: {والمرسلات عرفا} قال:( هي الرياح). رواه ابن جرير.
ولم يكن صاحباً للكلبي، وإنما كان هذا التعريف لكثرة رواية الكلبي عنه، وقد كانت رواية الكلبي عنه من أكثر ما أساء إليه؛ فإنّه قد روى عنه باطلاً كثيراً لا يصحّ عنه، وكثير منه يسنده إلى ابن عباس؛ فما يرويه الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فهو باطل.
- قال أبو جناب الكلبي: (حلف أبو صالح أني لم أقرأ على الكلبي من التفسير شيئا). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
وهذا مما يدلّ على أنّ له كتاباً في التفسير، لكنّه لم يقرأه على الكلبي.
- وقال مفضل بن مغيرة: ( كان أبو صالح صاحب الكلبي يعلم الصبيان، ويضعف تفسيره) قال: (كتبا أصابها .. نعجب ممن يروي عنه). رواه ابن عدي.

من أقواله في التفسير:
- قال ابن وهب: حدثني ابن مهدي، عن الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قول الله: {واجعلنا للمتقين إماما}، قال: يُقتدى بهدانا.
- قال عبد الله بن إدريس: سمعت إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}، فمنهن: {إني جاعلك للناس إماما}، وآيات النسك). رواه ابن جرير.

من مرويّاته في التفسير:
- منصور بن المعتمر، عن أبي صالح، عن عبد الله بن عباس أنه قال في هذه الآية: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} قال: (تنفق في سبيل الله، وإن لم يكن لك إلا مِشْقَصٌ) رواه سفيان الثوري وابن جرير.
- قال سنيد: حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان، عن أبي النضر، عن أبي صالح، عن ابن عباس: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة}، قال: من عمل السوء فهو جاهل، من جهالته عمل السوء). رواه ابن جرير.
أبو النضر هو الكلبي.

2: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي الكوفي(ت:127هـ)
قيل: كان يقعد في سُدَّة باب الجامع فسمى السُدّي، وهو السدّي الكبير، وكان من أشهر المفسّرين في زمانه، تصدّر للتفسير وهو شابّ، ولم يزل متصدراً إلى أن توفي، وقد أخذ التفسيرَ عن مرة الهمداني صاحب ابن مسعود، وعن أبي مالك الغفاري وعن أبي صالح مولى أمّ هانئ، وعن جماعة، ووقف على صحف في التفسير في زمانه، وكتب كتابه الكبير في التفسير الذي رواه عنه أسباط بن نصر، وقد جمعه من طرق لم يميز صحيحها من ضعيفها، ساقها مساقاً واحداً فتكلّم فيه بعض أهل العلم بسبب صنيعه هذا، ويروى عنه التفسير من طرق أخرى غير كتابه هذا ، وهو أمثل مما يروى عنه في كتابه لأن الأئمة من طبقة تلاميذه كانوا ينتقون من أقواله ومروياته، وأما أسباط فكان يروي كتابه تاماً.
والسدي رجل صالح في نفسه غير متّهم بالكذب، وبعض ما انتقد به لا يصحّ عنه، وقد أخرج له مسلم في صحيحه، وكان قاصّا يعظ ويفسّر القرآن، وقد اختلف فيه الأئمة فمنهم من وثقه كأحمد والعجلي ومنهم من ضعّفه كيحي بن معين وأبي زرعة، ومنهم من توسّط في شأنه كالنسائي ورواية عن أحمد، والصواب التوسّط.
وسيأتي تفصيل الحديث عن السدّي بعون الله تعالى.

3: شهر بن حوشب الأشعري (ت: 100هـ)
يروي عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وأبي سعيد الخدري وغيرهم.
- وقرأ القرآن على ابن عباس.
- وله أقوال في التفسير، وله مرويات كثيرة في كتب التفسير؛ وقد اختلف فيه الأئمة النقّاد؛ فتركه شعبة وقال: (إنّ شهراً نزكوه) أي طعنوا فيه، وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه، ووثّقه الإمام أحمد، وقال ابن حجر: صدوق كثير الإرسال والأوهام.
- ومروياته في التفسير تعرف منها وتنكر؛ فيها ما يخالف فيه ما صح عن الثقات، ويروي بعض الإسرائيليات في التفسير من غير إسناد.
- وخلاصة القول فيه: أنه لا يُقبل تفرّده في المرويات؛ ويعتبر حديثه في الشواهد والمتابعات، وأمّا أقواله في التفسير؛ فما كان له وجه صحيح فيقبل، وما توقّف القبول فيه على صحّة الرواية فلا يعتمد.
قال ابن جرير: حدثنا الحسن، قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة، عن موسى البزار، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: (الرعْد ملك يسوق السحاب بالتسبيح، كما يسوق الحادي الإبل بحداته).
وهذا الخبر له علّة، وهو يرجع إلى قول أبي الجلد الأسدي وكان ممن يقرأ كتب أهل الكتاب.
قال حماد بن سلمة: أخبرنا موسى بن سالم أبو جهضم، مولى ابن عباس، قال: (كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن الرعد، فقال: الرعد ملك). رواه ابن جرير.
و
جعل الرعد اسماً للملَك مخالف للعهد الذهني للرعد في لسان العرب بلا قرينة صارفة ولا نصّ ثابت.

4: عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي (ت:111هـ)
- روى عن أبي سعيد وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وغيرهم.
له مرويات وأقوال كثيرة في التفسير، وحدّث بأحاديث صالحة عن أبي سعيد الخدري وعن غيره، ثم دلّس بعدها عن بعض الضعفاء؛ فاختلط صحيح حديثه بضعيفه؛ فمن أهل العلم من ترك حديثه، ومنهم من رأى أن يكتب حديثه ليميّز صحيحه من ضعيفه، وهو في نفسه لم يكن متّهماً بالكذب، لكنه كان يروي عن الضعفاء ولا يبيّن حالهم، وربّما كنّاهم بما لا يُعرفون به.
- قال أحمد بن حنبل: (ضعيف الحديث).
- وقال أبو حاتم: (ضعيف يكتب حديثه).
- وقال ابن حبان: (سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث، فلما مات أبو سعيد، جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، فيحفظه، وكناه أبا سعيد، ويروي عنه، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد به الكلبي، فلا يحل الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلى على جهة التعجب).
- وقال ابن سعد: (كان ثقة إن شاء الله، وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتجّ به).
- قال ابن عدي: (قد روى عنه جماعة من الثقات، ولعطية عن أبي سعيد أحاديث عدة، وعن غير أبي سعيد، وهو مع ضعفه يكتب حديثه، وكان يعد مع شيعة أهل الكوفة).
- له مرويات وأقوال كثيرة في كتب التفسير، وأكثر ما يروى عنه السلسلة المشهورة بالضعف في كتب التفسير، وهي التي يرويها عنه أبناؤه.
قال ابن أبي حاتم: (أخبرنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي فيما كتب إلي حدثني أبي ثنا عمي عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس...)
وروى ابن أبي حاتم فيما طبع من تفسيره نحو ثلاثمائة رواية بهذا الإسناد الضعيف.
وقال ابن جرير الطبري: (حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده [عطية بن سعد العوفي] عن ابن عباس...)
وروى بهذا الإسناد أكثر من ألف وثلاثمائة رواية.

مما روي عنه في التفسير:
أ: فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي في قوله: {ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا}، قال: (أمرت أن تشهد، فإن شئت فاشهد، وإن شئت فلا تشهد). رواه ابن جرير.
ب: فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن عبد الله بن عمير قال: نزلت هذه الآية في الأعراب: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} قال: فقال رجل: فما للمهاجرين؟ قال: (ما هو أعظم من ذلك: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} وإذا قال الله لشيء:"عظيم"، فهو عظيم). رواه ابن جرير، وهو ضعيف من أجل عطية هذا.
ج: قال ابن جرير: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي قال: عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: {أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما..} الآية، يقول: كانتا ملتصقتين، فرفع السماء ووضع الأرض).

5: الحارث بن عبد الله الهمداني (65هـ)
- روى عن علي وابن مسعود وزيد بن ثابت وغيرهم.
- وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وأبو البختري الطائي وعطاء بن أبي رباح وغيرهم.
- كذّبه الشعبي، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: (كان الحارث غاليا في التشيع واهيا في الحديث)، ونفى عنه بعضهم تعمّد الكذب، لكن ضعّفوه جدا لأجل تشيعه ورواياته المنكرة، وكان في أوّل أمره يُثنى عليه بالعلم والفقه، ويُقدَّم في أصحاب عليّ؛ لكنّه غلا في التشيّع، وقال أقوالاً رديئة ذكر بعضها الإمام مسلم في مقدمته، وقد كاد أن يُقتل بسبب بعض أقواله.

من مروياته في التفسير:
- أبو إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي في قوله تعالى: {وشاهد ومشهود} وقال: «الشاهد يوم الجمعة , والمشهود يوم عرفة»). رواه عبد الرزاق.


الطبقة الرابعة: طبقة ضعفاء النقلة:
وهم الذين غلبت المناكير على مروياتهم، وكثرت أخطاؤهم في الرواية فحذّر منهم الأئمة النقّاد، وقد يكون منهم من هو صالح في نفسه لكنّه لا يقيم الحديث من كثرة ما يخطئ فيه، ويكون منهم من هو متّهم بالكذب؛ فهم ليسوا على درجة واحدة في الضعف، فمنهم من تعتبر روايته فتقبل بتعدد الطرق، ومنهم من لا تعتبر روايته.
- فمن الضعفاء الذين تُعتبر رواياتهم في التفسير إذا سلمت من النكارة والمخالفة: علي بن زيد بن جدعان، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعاصم بن عبيد الله العدوي.
- ومن المتروكين الذين لا تعتبر رواياتهم: أبان بن أبي عياش، ويزيد بن أبان الرقاشي، وعبد الله بن يزيد الدالاني، والأصبغ بن نباتة التميمي، وأبو هارون العبدي، وأبو المهزم التميمي.

1: علي بن زيد بن جدعان (ت:131هـ)
قال الإمام أحمد: ليس بالقوي، وقال يحيى بن معين: (ضعيف في كل شيء). وقال أبو حاتم: (ليس بقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به).
وقال ابن كثير: ( علي بن زيد بن جدعان ضعيف، يغرب في رواياته).
يروي إسرائيليات عن سعيد بن المسيب، وعن يوسف بن مهران عن ابن عباس.
من مروياته:
قال ابن أبي حاتم: (حدثنا أحمد بن عصام، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا سفيان، عن علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: «لما كان نوح في السفينة قرط الفار حبال السفينة فشكى ذلك، فأوحي إليه فمسح ذنب الأسد فخرج سنوران، وكان في السفينة عذرة فشكى فأوحي إليه فمسح ذنب الفيل، فخرج خنزيران»).

2: يزيد بن أبان الرقاشي (ت: 125هـ تقريباً)
- قال عبد الله بن إدريس: سمعت شعبة يقول: (لأن أزني أحب إلي من أن أروي عن يزيد وأبان).
- وقال أبو داود عن أحمد: (لا يكتب حديث يزيد)
قلت: فلم ترك حديثه لهوى كان فيه؟
قال: (لا، ولكن كان منكر الحديث، وكان شعبة يحمل عليه، وكان قاصاً)
- وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: رجل صالح وليس حديثه بشيء.
- وقال أبو حاتم: (كان واعظا بكاء كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر وفي حديثه ضعف).
من مرويّاته في التفسير:
قال ابن جرير: حدثنا علي بن شعيب السمسار، قال: ثنا معن بن عيسى، قال: ثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، عن محمد بن المنكدر، عن يزيد بن أبان، عن أنس بن مالك، قال: «بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثمانية آلاف من الأنبياء، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل»

3: أبو هارون عمارة بن جوين العبدي (ت: 134هـ)
قال شعبة: (لأن أقدَّم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أحدث عنه).
قال أحمد: (ليس بشيء).
وقال النسائي: (متروك الحديث).
وقال الجوزجاني: (كذاب مفتر).
من مروياته في التفسير:
قال ابن جرير: (حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري {ورفعناه مكانا عليا} قال: في السماء الرابعة).

4: أبان بن أبي عياش العبدي (ت: 145هـ تقريباً)
قال أحمد بن حنبل: "متروك الحديث ترك الناس حديثه منذ دهر".
وقال أبو حاتم: (متروك الحديث، وكان رجلا صالحا ولكنه بلي بسوء الحفظ).
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فقال: "ترك حديثه, ولم يقرأه علينا فقيل له كان يتعمد الكذب؟
قال: لا، كان يسمع الحديث من أنس ومن شهر ومن الحسن فلا يميز بينهم"
من مروياته في التفسير:
قال عبد الرزاق: عن معمر , عن أبان بن أبي عياش , في قوله تعالى: {حور مقصورات في الخيام} يرفعه إلى أبي موسى الأشعري , قال: «بلغني أن الخيمة من خيام الجنة يكون طولها ستين ميلا ولكل ناحية منها أهل , ما يرى بعضهم بعضا وهي درة واحدة»

5: عبد الله بن يزيد بن آدم الدالاني الدمشقي (ت: 145هـ)
- قال عنه الإمام أحمد: (أحاديثه موضوعة).
- وقال الجوزجاني: (أحاديثه منكرة).
مما روي عنه في التفسير:
- قال ابن جرير: (حدثنا موسى بن سهل الرملي قال، حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا فياض بن محمد الرقي قال: حدثنا عبد الله بن يزيد بن آدم، عن أبي الدرداء وأبي أمامة قالا: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من الراسخ في العلم؟ قال:"من برت يمينه، وصدق لسانه، واستقام به قلبه، وعف بطنه، فذلك الراسخ في العلم").


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المفسرين, طبقات

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir