دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 ذو القعدة 1441هـ/25-06-2020م, 12:25 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب خلاصة تفسير القرآن

مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب
خلاصة تفسير القرآن


اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:


المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.
2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشرعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.

المجموعة الثانية:
1. تحدث بإيجاز عن أوصاف القرآن الجامعة.
2. تحدّث عن منّة الله تعالى علينا بإرسال رسوله الكريم.
3. عدد سبع فوائد من تفسير قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا - وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}
4. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} مبيّنا مقاصد تشريع الصيام وآدابه وبعض أحكامه.

المجموعة الثالثة:
1. بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.
2. اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟
3. اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.
4. فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة منها.

المجموعة الرابعة:
1. الإيمان باليوم الآخر من أصول الإيمان؛ تحدّث عن هذا الأصل بإيجاز مبيّنا تقرير أدلّته وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
2. من أصول موضوعات القرآن الحثّ على أداء حقّ الخالق جل وعلا وأداء حقوق المخلوقين؛ تحدّث عن هذا الأصل مبيّنا أدلته وفوائده.
3. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...} الآية مبيّنا دلالة هذه الآية على فضل صلاة الجمعة وآدابها وأحكامها ومقاصد تشريعها.
4. عدد سبع فوائد من تفسير آيات فرض الحجّ.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ذو القعدة 1441هـ/27-06-2020م, 11:57 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

مجلس المذاكرة التاسع .
القسم الأول من كتاب خلاصة تفسير القرآن .
ج1/ ذكر أوصاف القرآن العامة الجامعة :-
1- أوصاف القرآن تدل أنه الأصل والأساس لجميع العلوم النافعة ، والفنون المرشدة لخيري الدنيا والآخرة .
2- من أوصافه :- الهدى والرشد والفرقان ، ومبين وتبيان لكل شيء ، يهدي لكل ما يحتاجه الناس في أمورهم ، ويرشدهم للطريق المستقيم .
3- فيه بيان الأصول والفروع ، وأدلتها النقلية والعقلية .
4- قيد هدايته بقيود :-
- هدى للمتقين ، لقوم يعقلون ، يتفكرون ،ولابد لهدايته من عقل وتفكير وتدبر لآياته، ونية صادقة للإفادة منه حقا ،وليس لغرض دنيوي .
5- هو رحمة:-
خير الدنيا والآخرة والدين ، وكلما زاد الاهتداء به زادت له الرحمة والخير والسعادة والفلاح .
6- هو نور :-
لبيانه وتوضيحه العلوم النافعة ، والمعاني الكاملة ، يخرج من ظلمات الجهل والكفر والمعاصي والشقاء إلى نور العلم والطاعة والرشاد.
7- شفاء لما في الصدور :-
من أمراض القلوب ، كالنفاق والشقاق والكرة والحسد ،وأمراض الأبدان المتنوعة .
ويرشد إلى وسائل العلاج منها ،والشفاء من العلل النفسية والبدنية والفكرية ، وشفاء لأمراض الشهوات وعلاجها بالمواعظ .
8- كله محكم، وكله متشابه في الحسن والبلاغة والفصاحة ،ومحكم في ترتيبه وأحكامة ودقته وتناسقة ،ومحكم : في تنزيل الأمور منازلها ، ووضعها مواضعها ،وليس فيه تناقض ولا اختلاف .
9- حسنه :-
في بيان الأخلاق والآداب ، لفظا ومعنى ، ورد المتشابهات إلى المحكمات ، التي هي نص في المراد .
10- كله صلاح :- يهدي إلى الإصلاح ، للعقائد والقلوب والأخلاق والأعمال ، ويهدي لكل صلاح ،فالقرآن فيه مزج عجيب هو من كماله وعظيم تأثيرة ،فهو : كتاب تربيه تقوم الأخلاق ،
وكتاب تعليم يزيل الجهالات .

ج 2 :
منّة الله على الناس ببعثه النبي صلى الله عليه وسلم
1- " لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم ...." هي أكبر المنن ، هذا الرسول الجامع لكمال المحاسن ،وبها كمّل المؤمنين علما وعملا..، -بعثَه منهم :يعرفونه وصدقه وأمانته ،
يتلوا عليهم آياته :- يعلمهم ألفاظها ويشرح معانيها ، يزكيهم :- يطهرهم من الشرك والمعاصي والرذائل، وينميهم على الأخلاق الحميدة .
الحكمة :- السنة .
وبالقرآن والسنة :كل كمال وهداية وحفظ من الشرور ،فعلم النبي عليه السلام-أمته ودرسهم وهداهم ...
-وقام عليه السلام بتعليم أمته كل خير وفضل وصلاح ،وخاصة تعليم القرآن الكريم وتفسيره والاهتداء به.
وعلم أمته الأحكام الشرعية وتفصيلاتها الدقيقة في الاعتقاد والأحكام الفقهية والأخلاق ،وكان قدوة حسنة لهم ،
ثم إن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من السلف تناقلوا تلك الهدايات للناس وعلموهم إلى يومنا هذا،فبلغ الرسالة ونصح الأمة ،وزكاهم بكل أنواع التزكية وأكملها وأشملها .

ج3:
من فوائد الآية:
" أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ..."
1- الأمر بالصلاة بلفظ الإقامة " وأقيموا الصلاة ..." .
2-الإقامة :- أمر بفعلها ،وتكميل أركانها وسننها ،وجعلها شريعة ظاهرة .
3- أمر بإقامتها لأوقاتها الخمسة أو الثلاثة ،وإضافتها إلى أوقاتها من باب إضافة الشيء إلى سببه الموجب له .
4-دلوك الشمس :- زوالها واندفاعها من المشرق نحو المغرب ،
وصلاة الظهر : أول الدلوك ، والعصر : آخره .
5-غسق الليل : ظلمته ، فدخل في ذلك صلاة المغرب ، وهو ابتداء الغسق ، وصلاة العشاء آخره .
6-قرآن الفجر :- صلاة الفجر ، وسماها قرآنا لمشروعية إطالة القراءة فيها ، ولفضل قراءتها لكونها مشهودة ، يشهدها الله ، وتشهدها الملائكة ( ملائكة الليل والنهار ) .

7- ذكر الأوقات الخمسة صريحا ، ولم يصرح في القرآن بها إلا هنا ، والمأمورات فرائض .
8- الوقت شرط لصحة الصلاة ،وسبب لوجوبها ،ويرجع للرسول في مقادير الأوقات والركعات والسجدات والهيئات .
9- وفيها : أن الظهر والعصر يجمعان للعذر ، لأن الله جمع وقتهما في وقت واحد للمعذور ، ووقتان لغير المعذور .
10- فضيله صلاة الفجر ، وفضيلة إطالة القرآن فيها ، وأن القراءة فيها ركن ، لأن العبادة إذا سميت ببعض أجزائها دل على فضيلته وركنيته ، وعبر الله عن الصلاة بالقراءة والركوع وبالسجود وكلها أركانها المهمة .
11- " ومن الليل فتهجد به " :صل به في أوقاته نافلة لك : لتكون صلاة الليل زيادة لك في علو المقامات ورفع الدرجات، بخلاف غيرك فإنها تكون كفارة لسيئاته ،
أو يحتمل أن صلاة الليل فرض عليك وحدك لكرامتك على الله ، حيث وظيفتك أكثر من غيرك ، ومنّ عليك بالقيام بها ليكثر ثوابك ، ويرتفع مقامك ، وتنال المقام المحمود ، مقام الشفاعة العظمى وتكون له اليد البيضاء .

تفسير قوله تعالى" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " :
- مقاصد تشريع الصيام : وآدابه وبعض أحكامه ،
قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " :- وهذا امتنان من الله سبحانه على عبادة بهذه الفريضة ، لأنها من الشرائع الكبار التي فيها تحقيق مصالح عظيمة ، وثمرات جليلة ،
"لعلكم تتقون " :إن الصيام من أعظم أسباب التقوى ،لأنه امتثال لأمر الله واجتناب لنواهية ،كما أن فيه سعادة للعباد في الحاضر والمعاد ، لأن فيه تقديم لمحبة الله على محبة النفس ، لأن الله اختصه لنفسه " إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " :ومن مقاصده: تحصيل زيادة الإيمان ،والتمرن على الصبر على المشاق والصعوبات والجوع والعطش ، وهو مجال لكثرة الطاعات من الصلاة والذكر وقراءة القرآن .
ومن مقاصده : ردع النفس عن شهواتها وترك ما تهوى ،وفيه تضييق لمجاري الشيطان، وبالتالي تقل معاصي الإنسان ،
ومن مقاصدة أن الغني يحس بحاجة الفقير، فيسعى للبذل والعطاء ومواساة الفقراء والمعدمين ،
" أيامًا معدودات " :
أي أيام الصيام قليلة سهلة ، يشترك فيها جميع الناس وهذا مما يهونه .
" فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر "
وهذا تسهيل آخر ، شرع لحاجة المشقة ،فرخص الفطر ،ثم يقضي ما فاته في أيام أخرى ، تحصيلا لمصلحته .
" فعدة من أيام أخر " :- وله أن يختار ما شاء من أيام السنة ليقضي ما فاته حسب مصلحته في البرد أو الاعتدال .
" وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" :-
هذا في بدء فرض الصيام ، لما فيه من مشقة مفاجئة لهم ، فخيروا بداية الأمر حسب استطاعتهم ، ثم فرض حتما بعد التمرن عليه .
أو " وعلى الذين يطيقونه " أي :يتكلفون الصيام ،ويشق عليهم مشقة لا تحتمل ،كالكبار والمريض فدية : طعام مسكين عن كل يوم يفطره .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 ذو القعدة 1441هـ/4-07-2020م, 12:41 PM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.
الطريق إلى العلم بأنه لا إله إلا الله يكون بأمور :

أوضحها وأهمها تدبر أسماء الله وصفاته ، وأفعاله الدالة على هذه الأسماء في نفسك وفي الكون

 العلم بأنه الرب المنفرد بالخلق والرزق والتدبير، فبذلك يعلم أنه المنفرد بالألوهية فيستدل بربوبيته على استحقاقه للألوهية .

 العلم بأنه المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب به ومحبته .

 ما يراه العباد ويسمعونه من النصر والتمكين والعزة لأوليائه ، والذل والهوان والشقاء لأعدائه المشركين والفاسقين عن أمره .

 معرفة أوصاف الأوثان والأنداد التي عبدت من دون الله ، وفقرها وعجزها عن نفع او حتى ضر نفسها فضلا عن غيرها .

 تصديق كتب الله على هذا .

 اتفاق أكمل الناس عقولا وأخلاقا ويقينا وعلما وهم الأنبياء والرسل والعلماء على هذا العلم .

 ما أقامه الله من الأدلة الأفقية والنفسية التي تدل على التوحيد (وحدانية الله وانفراده بالكمال ) أعظم دلالة ، (( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ))

 ما أودعه الله من الحكمة الباهرة والأحكام العادلة لما فيه صلاح دينهم ودنياهم في شرعه وما أصابهم قط من مفاسد وأضرار في دنياهم ودينهم إلا بقدر بعدهم ومخالفتهم لها .

 تدبر القرآن العظيم والتأمل في آياته، فإنه الباب الأعظم إلى العلم بالتوحيد، ويحصل به من تفاصيله وجمله ما لا يحصل من غيره.

ومن الآيات الدالة على وحدانية الله قوله تعالى : (( قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا احد ))
قل: قولا جازما معتقدا له عالما به ، ((الله أحد )) : الإله : هو المألوه الذي تأله القلوب أي تحبه وتعظمه ، ((أحد )) : لأنه واحد في كماله منفرد بصفات الكمال والجلال ، واحد في استحقاقه للعبادة ، لأن له الصفات العليا والأسماء الحسنى والأفعال التي كلها حكمة وعدل وإحسان .
(( الله الصمد )) : الصمد عن العرب : هو السيد الذي له السيادة وتقصده الناس في حوائجهم ، فالله الصمد : لما له كمال ، فهو قدير له الكمال في القدرة ، عزيز له الكمال في العزة ، عظيم له الكمال في العظمة ، فيقصده الناس في قضاء حوائجهم وتفريج كرباتهم .
(( لم يلد ولم يولد )) : فهو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الآخر الذي ليس بعده شيء ، لم يتخذ ولدا ولا صاحبة لكماله وغناه ، ولأنه ليس له كفوا ولا شبيه ولا نضير .
............................................................................

2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره
حكم الإيمان بالملائكة : الإيمان بالملائكة أصل من أصول الدين ولا يتم الإيمان بالله وبالكتب وبالرسل إلا بالإيمان بهم .
الأدلة من الكتاب والسنة على أن الإيمان بالملائكة أصل وركن من أركان الدين :
1) 0((آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ))
2) ((ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ))
3) ((ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا )).
4) وفي حديث جبريل المشهور قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئله عن الإيمان قال : ((الإيمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )) .
صفات الملائكة:
1) خلق من مخلوقات الله خلقهم من نور .
2) لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
3) ليس لهم عمل إلا الطاعة والعبادة ، فلا يأكلون ولا يشربون ولكنهم يقدسون وينزهون الله ، ويسبحون الليل والنهار لا يفترون .
4) يغارون على حرمات الله ، ويبغضون العصاة ، قال تعالى على لسانهم : (( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )) .
5) يحبون عباد الله المؤمنين ويدعون لهم ويستغفرون لهم : (( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا )) .
6) وهم رسل الله خلقهم بأجنحة ، (( جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء )) .
7) وهم على هذا خاضعين لله متذللين : ({وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ )).
وظائف الملائكة :
1) هم الواسطة بين الله وبين الرسل ، وأعظمهم جبريل عليه السلام وهو الملكف بتبليغ الوحي وهو أعظم الملائكة وأقربهم لله ، ( ذي قوة عند ذي العرش مكين ) ( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين )) .
2) الحفظة الكتبة ، (( وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين )) ، الذين يحفظون على العباد أعمالهم ويحصونها عليهم ويكتبونها .
3) حملة العرش ،(الذين يحملون العرش ومن حوله ))
4) الملائكة التي تدبر أمر ربها من السماء إلى الأرض ثم تعرج إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة .
5) الملائكة الموكلة بقبض الأرواح ، (( والنازعات غرقا والناشطات نشطا )) .
6) المعقبات ، وهم الملائكة الذين يحفظون العبد ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) .
7) وهناك " ميكائيل " الموكل بالقطر والرزق وأقوات العباد ، وهناك " إسرافيل " الموكل بالنفخ في الصور ، وغيرهم ممن لا يحصيهم ويعلمهم إلا الله ممن جاءنا خبرهم وممن غاب عنا أمرهم .
ومن أثار الإيمان بهم : تعظيم الله والعلم بكمال سلطانه وقهره ونفوذه وسطوته في ملكه ، والتأسي بالملائكة في تسبيح الله وتعظيمه والاستئناس بهم ، والحياء منهم ومن قربهم من العبد فهم رسل الله الكرام والإيمان برسل الله وبكتبه متعلق بالإيمان بالملائكة .
.....................................................................................

3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
هذه الآية اصل للتعامل مع الناس ، جامعة الكمال في حسن الخلق ، (( خذ العفو )) : أي اقبل ما تيسر من طبائع الناس وسجاياهم المختلفة باختلاف قناعاتهم وإراداتهم وعقولهم ، فلا تتوقع منهم الكمال ولا تكلفهم فوق طاقاتهم ، (( وأمر بالعرف )) : وهو كل قول حسن وخلق جميل ، وادعوهم إلى ما يقربهم من ربهم ويصلح ذات بينهم ، وانصحهم بالتي هي أحسن إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم ،(( واعرض عن الجاهلين )) : فلا ترد الإساءة بمثلها ولكن صل من قطعك وأحسن إلى من أساء لك ، وأعرض عن الجاهلين بقلبك وفكرك مقبلا على ما ينفعك فإن الله لا يضيع أجر المحسنين .
........................................................................................
4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشرعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.


o قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}
o ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا))
o ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ))
o ((واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل )).
الحكمة من مشروعيته :
ومقصود الجهاد هو إقامة الدين ، والدعوة إلى عبادته التي خلق الله المكلفين من أجلها ، ، وأوجبها عليهم، لذا هي من ضرورات الدين ، ودفع كل من قاوم الأمر الضروري، ومقاومة الظالمين المعتدين على دين الله وعلى المؤمنين من عباده كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}
أسباب النصر وآدابه :
الصبر والثبات ، وبذل الجهد في ذلك .
التوكل على الله والتضرع لله وكثرة الذكر .
طاعة الله وطاعة رسوله والاستجابة والاتباع سبب كفاية الله .
اتحاد الكلمة ، وترك التنازع والاختلاف والحرص على ائتلاف القلوب .
التفقه ، في فضل الجهاد وشدة الحاجة إليه وما جعله الله من عظيم الأجر والثواب للمجاهد ، وحسناته وفضائله في الدنيا والآخرة ، وما يفوت المؤمنين من ترك الجهاد وعدم إقامة الدين .
اعداد العدة ، وتعلم الأمور التي تعين على قتال العدو كل زمان بحسبه .
الحث والتواصي والتناصح في الجهاد وفضله والترغيب فيه
عدم مخالفة القائد في أمر من الأمور وطاعته كما كان حال الصحابة رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
المشورة وانزال كل فرد في الجيش منزله ومعرفة ثغرات العدو والحرص على زعزعة صف العدو وبث الجواسيس لذلك .
وأهم سبب أن يتحد جميع الجيش في إصلاح قلوبهم وأن يكون هدف الجهاد أن تكون كلمة الله هي العليا .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 ذو القعدة 1441هـ/10-07-2020م, 07:19 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب
خلاصة تفسير القرآن

المجموعة الأولى:
1.بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.

قال الله تعالى: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)، فهذه أعظم شهادة على الإطلاق، من أعظم شاهد وهو الله عز وجل، على أعظم مشهود به وهو توحيده وإفراده بالعبادة وإخلاص الدين له.
فأجل مطلوب وأعظم مرغوب هو توحيد الله عز وجل، وهو الذي من أجله خلق الله الخلق، وتوحيد الله ثابت ثبوت لا شك فيه ولا ريب، قد دلت عليه الآيات المتلوة والمشهودة، ولا يتبصر بطريق العلم بوحدانية الله إلا متدبر قاصد للحق.
وإليك جملة من الأمور الموصلة إلى العلم بوحدانية الله تبارك وتعالى:
1. تدبر أسماء الله وصفاته وأفعاله الدالة على كماله وعظمته وجلاله؛ فإن معرفتها توجب العلم بأنه لا يستحق الألوهية سواه، وتوجب بذل الجهد في التعبد الكامل لله عز وجل.
2. العلم بربوبية الله عز وجل وأنه المنفرد بالخلق والرزق والتدبير، فهذا موجب لإفراده بالعبادة.
3. العلم بالمنعم الأوحد، فالله عز وجل هو المتفضل على عباده بالنعم الدينية والدنيوية ظاهرها وباطنها، وإن ساق هذه النعم لعباده بمختلف الطرق وشتى الأسباب ألا إنه هو مسببها والممتن بها على خلقه، ومطالعة تلك النعم موجب لمحبة المنعم والإنابة إليه وإفراده بالعبادة.

4. العلم بمآلات ما سبق من الأمم مؤمنها وكافرها، ومعاينة الواقع فيما يكون من نصر الله لأوليائه وحلول النقم على أعدائه، فهذا موجب للإذعان بأنه لا ملك سواه ولا إله غيره.
5. العلم بأوصاف الأوثان والأنداد التي اتخذت آلهة من دون الله، فإنها حقيرة ذليلة لا تملك لنفسها نفعا فضلا على أن تملك لغيرها، فأنى لعاقل أن يتخذها معبودا ويعرض عن الحق المبين.
6. اتفاق الكتب المنزلة من عند الله على التوحيد فأصل العقيدة واحد وإن اختلفت الشرائع، وكذلك اتفاق الرسل في دعوتهم، فما من نبي إلا ودعا من بعث فيهم إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة، فهذا الاتفاق في الكتب وبين الرسل برهان عظيم على توحيد لله.
7. دلالة الآيات الأفقية والنفسية على التوحيد وقد قال تعالى: (سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)، والمتأمل بعين البصيرة، الراغب في قصد الحق ستدله الآيات على ربه ولطيف صنعه وبديع حكمته.
8. المتأمل في محاسن الدين الإسلامي وكماله وإحكام آياته، وما أمر به من فرائض، وما حث عليه من مصالح دينية ودنيوية، أدرك بما لا يدع مجالا للشك بأن الشارع عليم حكيم مستحق للتوحيد.

وجماع ما سبق هو تدبر القرآن العظيم وبه يحصل العلم بالتوحيد، ففيه الإخبار عن الله عز وجل بأسمائه وصفاته وبيان حكيم أفعاله، وفيه أدلة ربوبيته الموجبة لألوهيته، وفيه ذكر آلائه ونعمائه على جميع خلقه، وفيه بيان ثواب الموحدين، وجزاء الكافرين، وفيه بيان ما ينافي التوحيد وهو الشرك، وحال الأنداد الباطلة، وفيه بيان دعوة جميع الرسل، وما نزلت به الكتب، وفيه من الدعوة للتأمل في آيات الله الكونية والنفسية، وفيه الأحكام الدالة على كمال الدين، فمن انفتح له باب التدبر فقد وفق لخير عظيم.


ومن الآيات الدالة على وحدانية الله عز وجل:
قوله تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم* هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن الميمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون* هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) .

فهذه الآية من أجمع الآيات لأسماء الله تعالى، وقد اشتملت على صفاته العظيمة، فكل اسم دال على صفة كمال لله عز وجل، ولما كان أساس التوحيد هو المعرفة بالله، فإن معرفة الله تتحصل بمعرفة أسمائه وصفاته سبحانه، فافتتح الله الآيات بتقرير وحدانيته فقال تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو) أي: المألوه المستحق للعبادة وحده دون سواه، (عالم الغيب والشهادة): الذي أحاط علمه بكل شيء، والغيب عند الله شهادة، قد علم ما كان وما سيكون وما هو كائن، لا يخفى عليه خافية، قد أحاط بما زاد في الأرض وما نقص منها، شمل علمه جميع خلقه على وجه التفصيل، ( هو الرحمن الرحيم): ذو الرحمة الواسعة التي عمت جميع خلقه فشملت كل شيء، وخص برحمته الخاصة أولياءه المتقين، (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك): الذي له الملك التام المطلق، المتصرف في جميع مماليكه بما شاء، لا ينازعه أحد في ملكه، والخلق جميعا تحت سلطانه، (القدوس السلام): المقدس المعظم، السالم من جميع العيوب والنقائص المنافية لكماله، وهذان الاسمان من أسماء التنزيه، فرغم بيان وكمال الأدلة على وحدانية الله فإن من الخلق من أشرك مع الله غيره في العبادة، فنزه الله نفسه عن الشرك، فهو سبحانه المستحق وحده للعبادة لما اتصف به من كمال الصفات، (المؤمن): المصدق لرسله وأنبيائه بما جاؤوا به من الآيات البينات والبراهين والحجج، الذي له العلم كله، ويعلم من أوصافه المقدسة ونعوته العظيمة ما لا يعلمه بشر ولا ملك،(الميهمن): الشاهد على خلقه بأعمالهم، الرقيب عليهم، (العزيز): الذي له عزة القوة والقدرة، وعزة القهر والغلبة، وعزة الامتناع، فهو القوي المتين، القاهر لكل مخلوق، ولا يعجزه شيء،(الجبار): الذي قهر المخلوقات ودنت له الموجودات، وجبر بلطفه وإحسانه القلوب المنكسرات، (المتكبر): عن النقائص والعيوب، وعن مشابهة أحد من خلقه، ومماثلتهم لعظمته وكبريائه ، ف(سبحان الله عما يشركون) تنزه وتعالى وتقدس عما وصفه به المشركون، ومن لم يقدره حق قدره، (هو الله الخالق البارئ المصور)، المقدر للمخلوقات الموجد لها وفق تقديره، المصور لها على أحسن ما يكون، (له الأسماء الحسنى) التي لا يشاركه فيها أحد، قد اشتملت على صفات الكمال والجلال، فالواجب على العباد معرفة تلك الأسماء وحفظها وتفهمها والتعبد لله بما تقتضيه، وهو سبحانه ( يسبح له ما في السماوات والأرض)من المكلفين وغيرهم فقهنا ذلك أم لم نفقه تسبيح كل مخلوق له، (وهو العزيز الحكيم)في خلقه وشرعه.

2.تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.

قال الله تعالى : (وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون)، فالله عز وجل قد خلق الملائكة وأخلصهم لعبادته، وجعل فيهم من صفات الكمال والقوة التي تعينهم على عبادته، والقيام بأمره، وهم لا يفترون عن التسبيح فيسبحون ربهم بالليل والنهار، يسارعون في تنفيذ أمر مولاهم ولا يعصونه ما أمرهم.

فهم وسائط الله في التدبيرات القدرية، كما قال تعالى:
(والمدبرات أمرا)، فقد جعل الله لكل طائفة من الملائكة عمل هم موكلون به، فمنهم من وكل بالغيث والنبات، ومنهم من وكل بقبض الأرواح، ومنهم من وكل بتصوير الأجنة في الأرحام، ومنهم من وكل بحفظ العباد مما يضرهم كما قال تعالى: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله)، ومنهم من وكل بحمل العرش وهم الملائكة المقربون قال تعالى: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم).

ومنهم من جعله الله وسيط بينه وبين رسله كجبريل عليه السلام، الذي وكله الله بالوحي، وقال في وصفه: (ذي قوة عند ذي العرش مكين)، أي أن له قوة عظيمة هائلة، وهو ذو مكانة رفيعة ومنزلة عالية عند ربه، وأمره مطاع بين الملائكة فيما يأمره به ربه إبلاغهم، وهو أمين فلا يزيد ولا ينقص فيما وكل به من أمر الوحي وغيره كما قال تعالى: (مطاع ثم أمين)، ووصفه الله عز وجل بأنه الروح الأمين كما قال تعالى: (نزل به الروح الأمين)، وقيل في سبب تسميته روحا أنه ينزل بالوحي الذي هو حياة القلوب، فهو ينزل بما يحيي القلوب.

والإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان، وأركان الإيمان كلها متلازمة مترابطة، لا يصح أن يؤمن أحد بركن دون بقية الأركان، ومن يكفر بركن فقد كفر ببقية الأركان وإن ادعى أنه مؤمن بها، فالإيمان بالملائكة هو من الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر.
والإيمان بالملائكة إجمالا واجب، وتفصيلا لما علمناه من أمرهم، وقد احتوت نصوص القرآن والسنة على ذكرهم وفيها تفصيل لأسماء بعضهم ومهامهم وخصائصهم، والواجب على المسلم أن يؤمن بكل خبر يعرفه عنهم مما صح في الكتاب والسنة.


وأما من أنكر وجود الملائكة، فهو إما حاقد حاسد يبطن الكفر، وإما زنديق صرح بكفره ومعاداته للإسلام والحق، والرد على هؤلاء يكون بالانطلاق من الأساس وهو بيان أدلة وجود الخالق وربوبيته،
وتبصيرهم بالحق، فمن شاء الله له الهداية بصره بالحق ووفقه لاتباعه، ومن كتب عليه الشقاوة فلا طائل من بيان الحق له والإعراض عنه هو الأولى.
أما المغرر بهم من المسلمين ضعاف الإيمان، الذين وقعوا في براثن المتعالمين الفسقة، فالواجب بيان شر أولئك الزنادقة لهم، وبيان عوار منهجهم الباطل وفساد فلسفتهم التي لا تفيد الحق شيئا، بل هى من الأمور التي تجلب الشر، وتؤدي إلى الهلاك، ومن جهة أخرى فالواجب ربط هؤلاء بالقرآن وتعليمهم ما جاء فيه من الحق، وبيان أركان الإيمان إجمالا وتفصيلا، وتصحيح ما فسد من اعتقادهم، وهذا واجب العلماء وطلاب العلم المتمكنين.


3.فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}

جمعت الآية الكريمة ثلاث قواعد أساسية في باب المعاملات مع الخلق، فأما الأولى، فهى في التعامل فيما يأتيك من الناس، فالواجب أن تأخذ بالعفو كما قال الله تعالى:(خذ العفو) أي: خذ من الناس ما سمحت به نفوسهم، وسهلت به أخلاقهم، ولا تنتظر منهم أن يعاملوك جميعا بنفس الطريقة، فالناس طباع وأجناس، فاقبل منهم ما عاملوك به، وغض الطرف عن تقصيرهم وإسائتهم.
أما الثانية، فأمر بكل معروف، قال الله تعالى:
( وأمر بالعرف) وهى فيما يصدر منك إلى الناس، فلا يصل الناس منك إلا كل قول أو فعل جميل حسن، كأمر بالمعروف أو تعليم ديني أو دنيوي، أو نصيحة أو حث على طاعة وعبادة، إو إصلاح بينهم أو تحذير من شر وفساد.
أما الثالثة، فلا يسلم منها أحد حتى الأنبياء وهم خير الخلق لم يسلموا من أذى الجاهلين، فالتوجيه الإلهي في هذه الحال، هو كما قال الله تعالى:
(وأعرض عن الجاهلين) أي: قابل إساءة الناس بالإعراض، ومن آذاك فلا تؤذه، ومن قطعك فصله، ومن ظلمك فلا تظلمه بل اعدل وكن عبدا لله كما يحب، وبهذا تتحقق للعبد ثمرات عدة أهمها الثواب الجزيل من الله عز وجل، وحصول اطمئنان القلب وسكونه لعدم اشتغاله بما يفسده، والسلامة من الجاهلين، بل إن العدو قد يكون صديق.
وهذا المعنى كما جاء في قول الله تعالى:
( ادفع بالتي هى أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما إلا ذو حظ عظيم).



4.اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشرعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.

- شرع الله الجهاد لحكم عظيمة، والجهاد هو استفراغ الوسع وبذل الطاقة في فعل ما يرضي الله عز وجل، وتجنب ما يسخطه، والأمر بالجهاد لابد أن يُعلم أنه سلك مسلك التدرج التشريعي الذي مرت بعض أحكام الشرع، وذلك حتى تتهيأ النفوس وتستعد وتقبل على التكليف بعد الاستعداد له، فتألفه ولاتستثقله وتنفر منه.
- وفي أول الأمر كان المسلمون ضعفاء لا حيلة لهم ولا قوة، وكان جهادهم مقتصر على جهاد الكلمة، أما جهاد السيف فقد أُذن لهم فيه بعدما قويت شوكتهم، وأصبحوا على استعداد للقتال ومجابهة العدو، فأذن الله لهم بالقتال لرد المظلمة التي وقعت عليهم، ولإقامة دينهم، وقد قال الله تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)، وليُعلم أن الجهاد المأمور به هو قتال الدفع، لرد الظالمين المعتدين، وإعلاء دين الله وكلمته، كما قال الله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله).
وقال الله تعالى: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد..) ، فإن مقاتلة هؤلاء الكفرة المشركين من أجل إصلاح الأرض، وكف أذاهم عن الخلق، وتعمير المجتمع بالإسلام المُصلح للفرد والجماعة.

- ومن حكم الجهاد إقامة دين الله والدعوة إلى عبادته، ليظهر العدل ولئلا يطغى أهل الكفر والضلال على أهل الإيمان، كما قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا).

أما أسباب النصر فأعظمها وأهمها أمران، متى اجتمعا فقد أُتى بأسباب النصر:
1. الصبر، وهو الثبات التام وإبداء كل مجهود في تحصيل ذلك، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا).
2. التوكل على الله، والتضرع إليه، والإكثار من ذكره، كما قال تعالى: (واذكروا الله ذكرا كثيرا).
والتوكل هو قلب التوحيد النابض، فإن اعتماد العبد على الله وحده موجب لكفايته كما قال تعالى:
(أليس الله بكاف عبده).


والصبر على ملاقاة الأعداء، والتوكل على الله لا ينافيان الأخذ بالأسباب المادية، لكن لا يكون التعلق بها، لأنها في النهاية مجرد أسباب أَمَرَ الله بها، فيؤخذ بها مع كمال تعلق القلب بالله وحده، والاعتقاد بأنه على نصر عباده المؤمنين لقدير.
- ويعين على الصبر إدراك المجاهد أنه على الحق، فذلك يبث في نفسه الثبات في مواجهة أهل الباطل، وكذلك تصديقه بوعد الله له بالأجر الجزيل، والثواب العظيم، وكذلك صدق التوكل واعتماد القلب بكليته على الله.


ومن الأسباب أيضا:
3. الأخذ بالأسباب المادية من تعلم الرمي والركوب والفنون العسكرية المناسبة للزمان، بل إن ذلك مما يعين على الصبر، كما قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم).
4. اتفاق القلوب وعدم التفرق والتنازع، فإن الفرقة موجبة للضعف والفشل، واتفاق كلمتهم على إعلاء دين الله.

5. إخلاص النية، بأن يكون الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله لا من أجل عرض دنيوي أو شهرة رخيصة يحققها المجاهد، ولا يفتتن ويعجب بكثرة أو قوة فإنها أسباب، والنصر بيد مسببها ومالكها.
6. حسن القيادة والتنظيم للجيوش والصفوف، كما قال الله تعالى: ( وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم) .
7. السعي بقدر الاستطاعة في إيقاع الانشقاق في صفوف الأعداء، وفعل كل سبب يحصل به تفريق شملهم وتفريق وحدتهم، ومهادنة من يمكن مهادنته منهم، كذلك تحسس أخبار العدو بكل الطرق لأخذ الحذر.


ومن آداب الجهاد:
- أن يكون القائد رحيما برعيته، ناصحا لهم، يعمل الرأي والمشورة لأصحاب الاختصاص والحكمة، يستطيع أن يؤلف بين الجيش وأفراده، فلا يحدث بينهم شقاق أو منازعات، بل يزرع فيهم أهمية الوحدة، وضرورة حل الخلافات التي تنشأ في بدايتها لإنهائها، والسعي للإصلاح، وقد قال الله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول).
- كذلك العدل في قسم الغنائم، فإن ذلك موجب إزالة ما في النفوس من شحناء إن اقتسم لأحد فوق حقه لمحبة أو مصلحة، فإن ذلك مؤدي إلى انهيار الجيوش وتفكيك الصفوف من الداخل، بل إن في ذلك إعانة لأعداء.
- تهيئة النفوس للقتال، وبث روح النصر فيها بكل السبل، وإن وقعت الهزيمة فلابد من النظر في أسباب ذلك ومحاولة تصحيح ما وقع من أخطاء وتدارك الأمور.

- وإن ارتبط الجيش بقائده إلا أنه لا يجب ربط ذلك بالنصر، فمتى حصل للقائد أمرا فأخره وأقعده ، فلابد أن يصمد الجيش ويتذكر الغاية الأعظم التي من أجلها يحارب ويقاتل، وهى إعلاء كلمة الله، فهذا الذي يجب أن يكون نصب الأعين ومطمع القلوب.

الحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو الحجة 1441هـ/2-08-2020م, 04:52 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من خلاصة تفسير القرآن للسعدي


المجموعة الأولى:
رشا عطية: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س2: لم يكن مطلوبًا وظائف الملائكة، وصفات الملائكة في رأس السؤال
وإنما كان مطلوبًا الرد على من أنكر وجود الملائكة، وقد فاتكِ إجابة هذه النقطة.
س4:
افصلي بين أسباب النصر وآداب الجهاد
واستشهدي - ما استطعتِ - بما دل عليها من آيات القرآن الكريم، وقد أورد السعدي بعضها أثناء حديثه.


إنشاد راجح: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س2: فاتكِ بيان آثار الإيمان بالملائكة.

المجموعة الثانية:
عبد الكريم الشملان: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
السؤال الرابع، حبذا لو ذكرت التفسير الإجمالي، ثم خصصت عناوين منفصلة لباقي أجزاء السؤال لئلا يفوتك شيء منها، فلم يظهر في إجابتك بوضوح (آداب الصيام)

زادكم الله علما نافعًا وعملا صالحًا ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir