دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 رمضان 1441هـ/30-04-2020م, 12:52 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طرق التفسير

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دروة طرق التفسير

القسم الثاني: [ من مقدمة في التفسير اللغوي إلى درس إعراب القرآن ]

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:

س1: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
س2: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
س3:
بيّن مع التمثيل أهمية علم معاني الحروف في التفسير.
س4:
تحدّث بإيجاز عن أنواع مسائل إعراب القرآن.

المجموعة الثانية:

س1: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.

س2: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير.
س3:
تحدّث بإيجاز عن احدى أمثلة دراسة معاني الحروف في التفسير.
س4:
تحدّث بإيجاز عن عناية علماء اللغة بمسائل الإعراب على مر العصور.

المجموعة الثالثة:

س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أن يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 رمضان 1441هـ/30-04-2020م, 05:13 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
المجموعة الأولى:

س1: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.

تفسير القرآن بلغة العرب أوسع المصادر استعمالا، وقد خاطب الله تعالى العرب الذين أنزل القرآن بلسانهم فقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، وقسم ابن عباس رضي الله عنهما التفسير إلى أربعة أوجه، ومنها: وجهٌ تعرفه العربُ من كلامها، ما يدل على معرفتهم هذا الخطاب: مفرداته وأساليبه، ودلائله ومراميه، وفحواه وإيماءه. وذلك لأن القرآن نزل بالعربية المحضة فليس فيه ما يخالف ما تعرفه العرب من سَنن كلامها.
فقد قال الله تعالى: { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}. وما وصف الله تعالى القرآن بأنه بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ إلا لحُسن إفادته المعاني على ما تعرفه العرب من فنون الخطاب ودلائله، ويشمل هذا الوصف ألفاظه ومعانيه وهداياته. وهذا يكفي لبيان الهدى، وإفهام المعنى، وقيام الحجة.
فالقرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمون من دلائل الخطاب ما يُعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية، والخشية والبكاء، كما قال الله تعالى: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين} وهذا من دلائل إفادة القرآن للهدى وبيان الحقّ بما تعرفه العرب من سَنن كلامها.
لكن لا يعني ما ذكر عدم الاختلاف في التفسير باللغة؛ إذ ينبغي أن يعلم أن الناس يتفاوتون في العلم بمفرداتها وإدراك معانيها، ويستعمل عند أقوام من العرب ما هو غريب على آخرين، فعن ابن عباس أنه قال: (كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن جرير في تفسيره والبيهقي في شعب الإيمان.

س2: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
كان المفسرون يستعينون باللغة على التفسير وعلى إعراب القرآن. والعلماء الذين لهم عناية بتفسير القرآن بلغة العرب على طبقات:
الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، فقد كانوا عرباً فصحاء وتفسيرهم القرآن بلغة العرب حجّة لغوية إذا صحّ الإسناد إليهم وأُمن لحن الرواة.
الثانية: طبقة كبار التابعين، وعامّتهم من أهل عصر الاحتجاج. ومن هذه الطبقة: أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي، قال محمد بن سلام الجمحي: (كان أولَّ مَن أسَّسَ العربيَّةَ، وفتحَ بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسَها: أبو الأسود الدؤلي). وكان له تأثير على من بعده.
الثالثة: الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، وهم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين منهم.
الرابعة: طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها.
الخامسة: تلاميذ الطبقة الرابعة: حماد بن سلمة البصري (ت: 167هـ) والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي (ت:168هـ) والخليل بن أحمد الفراهيدي (ت:170هـ) وهارون بن موسى الأعور (ت:170هـ) والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد (ت: 177هـ ).
السادسة: أعلام اللغة الكبار، سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر (ت: 180هـ)، وخلف بن حيّان الأحمر (ت: نحو 180هـ) ويونس بن حبيب الضَّبِّي (ت:183هـ) وعلي بن حَمزةَ الكِسَائِي (189هـ) وغيرهم. وعامّتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة.
السابعة: طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ (ت: 225هـ)، وصالح بن إسحاق الجرمي (ت:225هـ)، وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي(ت:230هـ)، ومحمَّد بن زياد ابن الأعرابي (ت:231هـ) ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي (ت: 231هـ) وغيرهم.
الثامنة: طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي (ت:240هـ)، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ)، وغيرهم.
التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري (ت: 275هـ)، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ)، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري(ت:282هـ)، وغيرهم.
العاشرة: طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي (ت: 304هـ)، ومحمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي (ت: 310هـ)، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلُغْدَة(ت: 311هـ)، وإبراهيم بن السَّرِيِّ الزَّجَّاج (ت:311هـ) وغيرهم.
الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (ت: 328 هـ)، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني (ت: 330هـ) ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس(ت:338هـ) وغيرهم.
الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت: 366هـ) وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت: 368هـ)، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي (ت: 370هـ)، وغيرهم.

س3: بيّن مع التمثيل أهمية علم معاني الحروف في التفسير.
علم معاني الحروف مفيد في حلّ كثير من الإشكالات، واستخراج الأوجه التفسيرية، ومعرفة أوجه الجمع والتفريق بين كثير من أقوال المفسرين ما يدل على أهميته للمفسر. والغفلة عن معاني الحروف قد توقع في خطأ في فهم معنى الآية. ومن أمثلة ذلك: قال مالك بن دينار: كنا نعرض المصاحف أنا والحسن وأبو العالية الرياحي ونصر بن عاصم الليثي وعاصم الجحدري، قال: سأل رجل أبا العالية عن قول الله عز وجل {الذين هم عن صلاتهم ساهون} ما هو؟ فقال أبو العالية: «هو الذي لا يدري عن كم انصرف؟ عن شفع أو عن وتر». فقال الحسن: مَهْ! ليس كذلك، {الذين هم عن صلاتهم ساهون}: «الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت» رواه عبد الرزاق.
قال الزركشي: (لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال: "في صلاتهم" فلما قال "عن صلاتهم" دل على أن المراد به الذهاب عن الوقت)ا.هـ.
وأورد ابن كثير قول عطاء بن دينار: الحمد للّه الذي قال: ﴿عن صلاتهم ساهون﴾ ولم يقل: "في صلاتهم ساهون". قال السعدي: "والسهوُ عن الصلاةِ هو الذي يستحقُّ صاحبهُ الذمّ واللوم، وأمَّا السهوُ في الصلاة، فهذا يقعُ منْ كلِّ أحد، حتى منَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم".

س4: تحدّث بإيجاز عن أنواع مسائل إعراب القرآن.
علم إعراب القرآن له صلة وثيقة بتفسير القرآن، ومن فوائده:
- الكشف عن المعاني.
- التعرّف على علل الأقوال.
- ترجيح بعض الأقوال وأوجه المعاني على بعض.
- وتخريج أقوال المفسّرين.
ويمكن تقسيم مسائل الإعراب إلى قسمين:
الأول: ما لا خلاف فيها.
الثاني: ما وقع فيها الاختلاف. وهذا أيضا على صنفين:
الصنف الأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، كاختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}. فإنما يختلفون فيه لاختلافهم في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده، فليس له أثر على المعنى سوى الفوارق البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب.
الصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى، كاختلافهم في إعراب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}؛ على قولين:
الأول: أنه في محل رفع فاعل، فيكون المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
الثاني: : أنه في محل نصب مفعول به، فيكون المعنى: ألا يعلم اللهُ الذين خلقهم.
قال ابن القيّم رحمه الله: "...وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به".

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 رمضان 1441هـ/30-04-2020م, 04:01 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.

أنزل الله تعالى القرآن بلسان عربي مبين، فقال تعالى: "وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين".
فإذا سمعه العرب أمكنهم عقله ووعيه، فهو خطاب يعرفون مفرداته وأساليبه، ودلائله ومراميه، وفحواه وإيماءه، ليس فيه ما يخالف ما تعرفه العرب من سنن كلامها.
وقد بلغت العرب في العناية بلغتها وبلاغتها مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم:
- فقد تنافسوا في الفصاحة، وتفاخروا بالقصائد المحكمة، والخطب البليغة، والأمثال السائرة، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها، وتنافسوا في الاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حجة وألطف منزع، حتى توصلوا ببراعتهم في البيان إلى أمور لا تبلغها كثير من الحيل، فكانوا إذا وفدت قبيلة على قبيلة نمقوا الخطب والأشعار ما يعرضون بها فصاحتهم وحسن بيانهم، ليرتفع شأنهم وتخلد مآثرهم.
فقال طرفة بن العبد: رأيت القوافي يتلجن موالجا تضيق عنها أن تولجها الإبر
- وكان من فصحائهم محكّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر، فمن حُكم له عُدّ ذلك مفخرة له، ومن حكم عليه عد ذلك مذمة له ومنقصة.
- اتخذوا من حسن البيان سبيلا لبلوغ المآرب، ونيل المكاسب، ومؤانسة الجلاس، وقضاء كثير من شؤونهم. فقال قائلهم: (إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه).
فقال زهير بن أبي سلمى: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
- كان كثير منهم أهل حفظ وضبط وذاكرة متوقدة، وقد شاع فيهم أنه ربما يسمع أحدهم القصيدة الطويلة تنشد، فيحفظها من أول مرة، فيحفظون الشعر حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجالسهم وأسمارهم.
قال المسيب بن علس متفاخرا بكثرة إنشاده للشعر وتمثل الناس به:
فلأهدين مع الرياح قصيدة مني مغلغلةً إلى القعقاع
ترد المياه فما تزال غريبة في الناس بين تمثل وسماع.
- كان الشعر لدى العرب بمثابة كتاب تاريخ أو ديوان للعرب، إذ لم تكن لهم كتب، فكانوا يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم، فقد كانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويعرفون مراتبهم، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم حتى كان منهم من يميز بين أشعار الشعراء كما نميز بين الأصوات، فلا يشتبه عليه شعر شاعر بغيره، فيعرفون المنحول والمدرج والمسترفد والمهتدم، وأشعار القبائل والموالي، حتى أن منهم من يميز بين شعر الرجل من شعر أبيه.
فمما سبق نعلم أن العرب وصلوا إلى الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رتبه، ومعرفة فنونه وأساليبه، وتنوع دلائله، فما نزل القرآن بلسان عربي مبين، بهرهم حسنه، وأدهشهم بيانه، فلا منافس يساميه، ولا منازع يدانيه، ففهموه وعقلوه وعلموا أنه لا طاقة لأحد منهم أن يأتي بمثله ولا بقريب منه، فعلموا أنه لما أعيا فصحاءهم، أنه ليس بكلام بشر. لذلك لما نزلت آيات التحدي، أعجزهم ذلك، فلم يقدروا على معارضة كلامه، ولكنهم عاندوا فلم يقروا بأنه كلام الله، فاختلقوا الأقوال منفرة عنه وعن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا عنه ساحر، شاعر، كاهن.. إلخ.

س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أن يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
يجب أن يعلم أنه لا يصح أن يفسر القرآن بكل ما تحتمله اللفظة فيه من المعاني في اللغة. وإن من أسباب الانحراف في التفسير الأخذ بمجرد الاحتمال اللغوي. وينبغي على من يفسر القرآن بلغة العرب أن يراعي أصول التفسير، ومراتب الاستدلال، وقواعد الترجيح، فلا يحل له أن يفسر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي، من غير أن يراعي المراتب التي يجب أن يراعيها كما في المثال التالي:
مثاله:
لفظ "الفلق" يطلق في اللغة على:
- الصبح.
- وعلى الخلق كلّه.
- وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله.
- وعلى المكان المطمئن بين ربوتين.
- وعلى مِقْطَرة السجان.
- وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه.
- وعلى الداهية.
ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة مبثوثة في كتب اللغة.
ولكنها في آية سورة الفلق، لا يصح تفسير معناها بكل المعاني المذكورة أعلاه، ولكن يؤخذ بما يحتمله السياق منها، وهما المعنيان الأول والثاني، وهذا يتم بالنظر على مراتب:
- المرتبة الأولى: النظر في دلالة النص أو الإجماع على اختيار بعض تلك المعاني؛ فما دلّ عليه النصّ أو الإجماع وجب المصير إليه وطرح كلّ ما خالفه.
- المرتبة الثانية: النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين فيؤخذ ما قالوا به منها، وينظر في أقوالهم حسب قواعد الجمع والترجيح. وينظر كذلك في المعاني التي يحتملها السياق مما لم يذكروه بشرط ألا تعارض ما قالوه، ولا تعارض نصّاً ولا إجماعاً في موضع آخر.
- والمرتبة الثالثة: النظر في أقوال المفسّرين من علماء اللغة فما قالوا به مما لا يعارض المرتبتين الأولى والثانية فمقبول إلا أن تكون له علّة لغوية.
- والمرتبة الرابعة: النظر في دلالة المناسبة، وهي أن يكون أحد المعاني أنسب لمقصد الآية من المعاني الأخرى.
- المرتبة الخامسة: النظر في توارد المعاني، وهي أن يحتمل التركيب معاني متعددة لأحوال متغايرة؛ فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا.
وقد اغتر بعض أصحاب الأهواء بالاشتغال بالتفسير بمجرد الاحتمال اللغوي، فضلوا وأضلوا.

س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
اعتنى المفسرون ببيان معاني الحروف في القرآن، وقد سلك العلماء طرقا متنوعة في التأليف، من أشهرها:
النوع الأول: إدراجها في كتب الوجوه والنظائر، وهو أول ما ظهر من الكتابة في معاني الحروف، حيث ترد على وجوه متعددة من المعاني، غير أن هذا النوع لا يتقصى الحروف، وأشهر الكتب في هذا النوع:
1) كتاب "الوجوه والنظائر" لمقاتل بن سليمان البلخي.
2) "الوجوه والنظائر" لهارون بن موسى النحوي، وفيه اعتماد كبير على كتاب مقاتل، وزيادة عليه.
3) "نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر" لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي.
وغيرها..

النوع الثاني: إدراج شرحها في معاجم اللغة. والسبب أن الحروف من المفردات التي يكثر دورانها في الاستعمال، فشرح أصحاب المعاجم اللغوية الحروف فيما يشرحون من المفردات على تفاوت ظاهر بين العلماء، ومن أشهر المعاجم اللغوية:
1) كتاب "العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي، وأتمه تلميذه الليث بن المظفر، وقد تتبعه ونقده الإمام أبو منصور الأزهري في كتابه "تهذيب اللغة"، ويوصى من يبحث عن معنى مفردة في كتاب العين أن يطالع شرحها في كتاب تهذيب اللغة.
2) كتاب "جمهرة اللغة" للأزدي.
3) كتاب "تهذيب اللغة" لأبي منصور الأزهري.
4) "مقاييس اللغة" لابن فارس، ولكن تناوله لمعاني الحروف في كتاب "مجمل اللغة" أكثر.
5) "لسان العرب" لابن منظور.
6) "القاموس المحيط" للفيروز أبادي.
وغيرها.

النوع الثالث: التأليف المفرد في معاني الحروف. ومن أشهر كتب هذا النوع:
1) "الحروف" لابن جرير الطبري.
2) "حروف المعاني والصفات" للزجاجي.
3) "الحروف" لأبي حاتم السجستاني، وهو جزء صغير نقله ياقوت الحموي من كتاب مفقود لأبي حاتم اسمه "لحن العامة".
4) "المحلى" للبغدادي. وقد بدأه بتفسير وجوه النصب والرفع والخفض والجزم، ثم أخذ في شرح أنواع الحروف ومعانيها.
وغيرها.
وعامة هذه الكتب مطبوعة، وهي على أصناف، فمنها من لا تصح نسبتها إلى من نسبت إليه، ككتاب "الحروف" المنسوب إلى الخليل بن أحمد، ومنها صنف لم يصل إلينا ككتب الكسائي، ومنها صنف وإن كان عنوانه في الحروف إلا أن موضوعه في غير بيان معاني الحروف.

النوع الرابع: إفراد بعض الحروف في التأليف، ومن المؤلفات في هذا النوع:
1) "الهمز" لأبي زيد الأنصاري.
2) "الألفات" لابن الأنباري.
3) "اللامات" لابن فارس.
وغيرها.


س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
لمسائل إعراب القرآن نوعان:
- منها مسائل بينة عند النحاة والمفسرين لا يختلفون فيها. وهذه لا تدخل في أثر الاختلاف في الإعراب على التفسير.
- ومنها مسائل مشكلة على بعضهم يختلف فيها كبار النحاة، وهذا الاختلاف على صنفين:
الصنف الأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، والاختلاف الحاصل فيه هو في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده.
مثاله: اختلافهم في قوله تعالى: "إن هذان لساحران".
فقد اختلف النحاة في إعراب هذان على أقوال عدة. وقد قال الزجاج:"وهذا الحرف من كتاب الله عزوجل مشكل على أهل اللغة، وقد كثر اختلافهم في تفسيره، ونحن نذكر جميع ما قاله النحويون ونخبر بما نظن أنه الصواب والله أعلم".
وهذا الاختلاف في هذا الصنف من المسائل ليس له أثر على المعنى سوى الفوراق البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب.
الصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى، وهذا له أمثلة كثيرة:
اختلاف العلماء في إعراب "من" في قوله تعالى: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"
- فمن جعلها فاعلا ذهب إلى أن المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
- ومن جعلها مفعولا ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب (من خلق) هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة (من) تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.
وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به.
والأمثلة على الصنفين كثيرة جداً، والذي يتّصل بالتفسير اللغوي هو الصنف الثاني دون الأوّل.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 رمضان 1441هـ/1-05-2020م, 03:23 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الأولى:

س1: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
ان القران يسمعه العالم والجاهل والحاضر والبادي فيفهمون من دلائل الخطاب ما يعرف أثره عليهم في المعرفة والدراية والخشية والبكاء كما قال تعالى (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق) فهنا فاضت أعينهم من الدمع لما عرفوا الحق الذي تلي عليهم وهذا دليل على ان التلاوة كافية بينة في تعريفهم الحق.

وقد يتلى على الكافر فيتفكر فيه ثم يسلم لما عرف من الحق وهذا ما حصل مع جبير بن مطعم لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء مشركي بدر وكان حينها مشركا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب فقرأ من سورة الطور فبلغ الآية (أم خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون) فقال كاد قلبي ان يطير وذلك اول ما وقر الايمان في قلبي. فهذه التلاوة البينة كانت لجبير كافية في ان يتعرف الحق وتؤثر فيه بدون ان يحتاج الى تفسير او شرح

وقول الله تعالى لنبيه (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) فالتفكر دليل استخراج المعاني وفهم المقاصد وسبيل ذلك عند المخاطبين معرفتهم باللغة والاساليب. والقصص هو البيان المفصل الذي لم يدع شيئا مشتبها بل فرق بين اهل الحق واهل الباطل

فالعرب فهموا القران ونظامه وفنونه ولا يحتاجون الى تعلم مشكله او غريب ألفاظهركحاجة المولدين الناشئين الذين لا يعلم هذا اللسان العربي وخصائصه.

س2: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
١_ طبقة الصحابة فكانوا يفسرون القران بما يعرفونه من لغتهم العربية

٢_ طبقة كبار التابعين وعامتهم من عصر الاحتجاج وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي ومن اشهر مفسري هذه الطبقة اللغويين أبو الأسود الدؤلي وهو تابعي ثقة روى عن الصحابة. وانتفع من صحبة علي بن أبي طالب

٣_ الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي وهم جماعة من المعتنيين بالعربية في عداد التابعين منهم ابن عطاء ويحيى بن معمر ونصر بن عاصم الليثي

٤_ طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود وعامتهم من صغار التابعين وهم جماعة من علماء اللغة المتقدمين الذين شافهوا الأعراب وكانت لهم عناية بتأسيس علوم اللغة وتدوينها ومنهم عبد الله بن أبي اسحاق الحضرمي وعيسى بن عمر الثقافي وابو عمرو بن العلاء المازني التميمي وكانوا مع علمهم بالعربية من القراء المعروفين الذين تؤخذ عنهم القراءة

٥_ طبقة حماد بن سلمة البصري والمفصل بن محمد الضبي والخليل بن أحمد الفراهيدي وهارون بن موسى الأعور والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد وهؤلاء فط عداد تلاميذ الطبقة الرابعة ومنهم من شافه الاعراب واخذ عنهم

٦_ طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر وخلف بن حيان ويونس بن حبيب الضبي وعلي بن حمزة الكسائي والأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة البلخي وأبو عبيد القاسم بن سلام وهؤلاء من علماء اللغة الكبار ولهم مصنفات فيها بيان لمعاني بعض الايات وما يتصل بها من مسائل لغوية وعامتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة

٧_ طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيدي وصالح بن اسحاق الجرمي وأبي مسحل عبد الوهاب الاعرابي ومحمد بن زياد وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي

٨_ طبقة أبي العميثيل عبد الله بن خليد الاعرابي ويعقوب بن اسحاق بن السكيت وأبي عثمان بكر بن محمد المازني وأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني

٩_ طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري وأبي حنيفة أحمد بن داوود الزينوري والمفضل بن سلمة الضبي
١٠_ طبقة يموت بن المزرع العبدي ومحمد بن جرير الطبري وأبي عليذالحسن بن عبد الله الأصفهاني وابراهيم بن السرى الزجاج والأخفش الصغير علي بن سلطمان

١١_ طبقة ابي بكر محمد بن القاسم ابن الانباري وابي بكر محمد بن عزيز السجستاني وأبي جعفر بن محمد النحاس وعبد الرحمن بن اسحاق الزجاجي

١٢_ طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني وابي سعيد الحسن بن عبد السيرافي وابي منصور محمد بن احمد الأزهري والحسين بن احمد ابن خالويه وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي

س3: بيّن مع التمثيل أهمية علم معاني الحروف في التفسير.
هذا العلم مفيد في حل كثير من الاشكالات واستخراج الاوجه التفسيرية ومعرفة اوجه الجمع والتفريق بين كثير من اقوال المفسرين والغفلة عن معاني الحروف قد توقع في خطأ في فهم معنى الآية، ومن الامثلة ما رواه مالك بن دينار : سأل رجل أبا العالية عن قول الله (الذين هم عن صلاتهم ساهون) ما هو؟ فقال ابو العالية: هو الذي لا يدري عن كم انصرف عن شفع او عن وتر فقال الحسن : مه! ليس كذلك؛ الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت

قال الزركشي: لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال : في صلاتهم فلما قال عن صلاتهم دل على ان المراد به الذهاب عن الوقت..

س4: تحدّث بإيجاز عن أنواع مسائل إعراب القرآن.
اختلف كبار النحاة في اعراب القرآن على صنفين:
١_ الاختلاف الذي لا أثر له في المعنى ويعود اختلافهم فيه لاختلافهم في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده كاختلافهم في قوله تعالى (إن هذان لساحران) حيث تعددت الاقوال في اعراب حرف (إن) وخلص أبو اسحاق الزجاج الى ان(إن) وقعت موقع نعم وان اللام وقعت موقعها والمعنى هذان لهما ساحران

وابن تيميةَبسط الاقوال في المسالة وناقش الاقوال والعلل وخلص الى ان هذه القراءة موافقة للسماع والقياس ولم يشتهر ما يعارضها في اللغة.

٢_ الاختلاف الذي له أثر في المعنى

ومن امثلته الاختلاف في اعراب (من) من قوله تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فمنهم من رفعها بالفاعلية فصار المراد بها الله تعالى لانه الخالق ومنهم من نصبها على المفعولية فصار المعنى الا يعلم الله الذي خلقهم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 رمضان 1441هـ/1-05-2020م, 04:10 PM
جيهان أدهم جيهان أدهم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 170
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي
.
كان تفسير الصحابة والتابعين ممن لم يعرف اللحن عنهم للقرآن بلغة العرب، يعتبر حجة لغوية بشرط صحة الإسناد إليهم وأُمن لحن الرواة، وذلك لعلمهم بالعربية وسلامة لسانهم من العجمة واللحن، وكانوا يتفاضلون في معرفتهم بفنون العربية.
وقد اعتنى الصحابة والتابعون بالتفسير اللغوي:
1- كانوا يفسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي نزل القرآن بها.
2-كان لبعضهم مزيد عناية بأساليب العربية وفنونها، وحفظ شواهدها الشعرية التي كانوا يستعينون بها على التفسير وعلى إعراب القرآن وحسن تلاوته.
3- كانت لهم عناية بالتفقّه في العربية وسؤال الفصحاء المعربين، وحفظ الحجج اللغوية والشواهد من الأشعار والخطب وغيرها، قال عاصم بن أبي النجود: "كان زرّ بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية".
4- كانوا يأمرون بالتفقه في العربية وإعراب القرآن؛ ليستعينوا به على بيان ما خفي عليهم من القرآن؛ فقد كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري: "أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون".
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "ما خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب".
5- أمر علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أبا الأسود الدؤلي أن يؤسس العربية، قال محمد بن سلام الجمحي: "كان أولَّ مَن أسَّسَ العربيَّةَ، وفتحَ بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسَها: أبو الأسود الدؤلي".
قال الذهبي: "أَمَرَهُ علي رضي الله عنه بوضع النحو، فلما أراه أبو الأسود ما وضع، قال: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت، ومن ثَمَّ سُمِّيَ النَّحْو نحواً".
6- كان أبو الأسود الدؤلي يستشهد بأبيات الشعر في التفسير، وله أقوال مروية عنه، وأكثر من يروي عنه ابنه أبو حرب واسمه عطاء، ويحيى بن يعمر، وأرسل عنه قتادة.
7- كان يحيى بن يعمر أول من نقط المصاحف، وقد أخذ النقط عن أبي الأسود، وهو أكثر من يُروى عنه التفسير من أصحاب أبي الأسود، وقد اجتمع مع عطاء بن أبي الأسود على إكمال ما نحاه أبو الأسود فأضافا إليه أبواباً من العربية.
8- ثم جاء صغار التابعين ممن شافهوا الأعراب، أسسوا علوم العربية ودونوها، ومنهم عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وعيسى بن عمر الثقفي وأبو عمرو بن العلاء المازني التميمي، وكانوا من القراء المعروفين الذين تؤخذ عنهم القراءة، ولهم مصنفات كثيرة، في النحو وعلوم العربية، وتدوينات لما سمعوه من أخبار العرب وأشعارهم، لكن عامّة كتبهم مفقودة.
- أما أبو عمرو بن العلاء فكان من أوسع الناس معرفة بالقراءات والعربية، وأشعار العرب ولغاتهم وأخبارهم وأنسابهم، وكانت له كتب كثيرة لكنّه أحرقها.
وكان متواضعاً مع سعة علمه، سهلَ الحديث مع فصاحته لا يتكلّف غريب الألفاظ، ولا عسف المعاني، ولا يتمدّح بعلمه ولا يتفاخر به.
- وأما ابن أبي إسحاق فتوسّع في القياس وعلله، وتبحّر في النحو حتى بلغ فيه الغاية في زمانه.
- وأمّا عيسى بن عمر فكان عالما في النحو، وله مصنّفات فيه، لم يعرف منها إلا الجامع والإكمال، وهما مفقودان، قال فيهما الخليل بن أحمد وهو تلميذه:
ذهب النَّحْو جميعاً كلُّه ... غير ما أحدث عيسى بن عمر
ذاك إكمال وهذا جامع ... فهما للناس شمس وقمر
وقد شارك هذه الطبقة في الأخذ عن أصحاب أبي الأسود جماعةٌ من فقهاء التابعين منهم: محمد بن سيرين وقتادة وإسحاق بن سويد، لكن عناية أولئك بالعربية أظهر وأشهر.

س2: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير.
لمعرفة الأساليب القرآنية أثر بالغ في التفسير، بعد معرفة معاني الألفاظ:
فلا يستقيم فهم معنى الآية إلا بمعرفة معنى الأسلوب؛ فإذا تبيّن معنى الأسلوب تبيّن معنى الآية للمتأمّل، وقد يصيب المفسر في معرفة الأسلوب ثمّ يقع الخطأ في تقرير المعنى على ذلك الأسلوب.
فهناك مرحلتين؛ معرفة الأسلوب أولا، ثم تقرير المعنى على ذلك الأسلوب.
ومن أمثلة معرفة الأسلوب :
منها: قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} فيه قولان؛ أنه أسلوب تعجب، وأنه أسلوب استفهام، وهما قولان مشهوران للسلف واللغويين.
ومنها: قوله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أوّل العابدين} فسّر هذا الأسلوب بالنفي وفسّر بالشرط، وللمفسّرين كلام طويل في هذه الآية عماده على تفسير هذا الأسلوب.
وأمثلة تقرير معنى الأسلوب بعد معرفته:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير قوله تعالى: {أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله}
قال: (أي: أإله مع الله فعل هذا؟ وهذا استفهام إنكار، وهم مقرون بأنه لم يفعل هذا إله آخر مع الله.
ومن قال من المفسرين إن المراد: هل مع الله إله آخر؟ فقد غلط؛ فإنهم كانوا يجعلون مع الله آلهة أخرى كما قال تعالى: {أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد}).
س3: تحدّث بإيجاز عن احدى أمثلة دراسة معاني الحروف في التفسير.
تختلف معاني الحروف وتتنوّع بحسب السياق والمقاصد وما يحتمله الكلام؛ فمعنى الباء في {بسم الله}:
اختلف اللغويون في معناها هنا على أقوال أقربها للصواب وأشهرها أربعة أقوال:
القول الأول: الباء للاستعانة، أي استعين بالله، وهو قول أبي حيان الأندلسي، والسمين الحلبي، وقال به جماعة من المفسّرين.
والقول الثاني: الباء للابتداء، أي ابتدئ قراءتي بسم الله، وهو قول الفراء، وابن قتيبة، وثعلب، وأبي بكر الصولي، وأبي منصور الأزهري، وابن سيده، وابن يعيش، وجماعة.
والقول الثالث: الباء للمصاحبة والملابسة، أي استصحب اسم الله عند قراءتي، واختاره ابن عاشور.
والقول الرابع: الباء للتبرك، أي أبدأ متبركاً، وهو قول بعض السلف وبعض المفسرين. وهذه المعاني الأربعة كلها صحيحة لا تعارض بينها، فقد يستحضر المبسملَ عندَ بسملته هذه المعاني جميعاً، ولا يجد في نفسه تعارضاً بينها.
ومن الأقوال الضعيفة التي قيلت في معنى الباء هنا: أنها زائدة، وقيل: هي للقسم؛ وقيل: للاستعلاء، وضعفت هذه الأقوال لعدم وجود جواب للقسم، أو ما يستدعي معنى الاستعلاء؛ كالتسمية عند الرمي وفي الجهاد، بل المراد التذلل للهوالتقرب إليه.

س4: تحدّث بإيجاز عن عناية علماء اللغة بمسائل الإعراب على مر العصور.
عني علماء اللغة بمسائل الإعراب لأسباب من أجلّها الكشف عن المعاني، والتعرّف على علل الأقوال، وترجيح بعض الأقوال وأوجه المعاني على بعض، وتخريج أقوال المفسّرين:
1- كان منهم من تُحفظ أقواله وتروى في كتب التفسير وكتب العربية، ومنهم من كانت له كتب يعرض فيها لبعض مسائل إعراب القرآن، مثل: الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهارون الأعور، وسيبويه.
2- في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث ظهر التأليف في معاني القرآن وإعرابه:
معاني القرآن للكسائي، والفراء، وقطرب والأخفش
ومجاز القرآن لمعمر بن المثنى
3- وفي منتصف القرن الثالث وآخره جماعة من علماء اللغة الذين كانت لهم أقوال مأثورة في إعراب القرآن، ومنهم: ابن السكيت، وأبو حاتم السجستاني، وابن قتيبة، والمبرّد، وثعلب.
4- اتسع التأليف في إعراب القرآن في القرن الرابع الهجري:
-
معاني القرآن وإعرابه للزجاج
- إعراب القرآن للنحاس و معاني القرآن و"القطع والائتناف".
-"إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم" و"إعراب القراءات السبع وعللها" لابن خالويه وهما من أجلّ كتب إعراب القرآن.
-"معاني القراءت وعللها" للأزهري تعرّض فيه لبعض مسائل الإعراب.
5- تتابع التأليف في إعراب القرآن في القرون التالية، ومن أجود المؤلفات فيه:
- أعراب القرآن للحوفي، وقد عرف باسم "البرهان في علوم القرآن"، وهو كتاب جامع في التفسير والقراءات وتوجيهها والإعراب والغريب والاشتقاق، ولمؤلفه عناية ظاهرة بالإعراب.
-وكتاب "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب القيسي.
-وكتاب "البيان في غريب إعراب القرآن" لأبي البركات ابن الأنباري.
-و"الملخص في إعراب القرآن"، للخطيب يحيى بن علي التبريزي.
-و"كشف المشكلات وإيضاح المعضلات"، لعلي بن الحسين الباقولي.
-و"إملاء ما مَنَّ به الرحمن" لأبي البقاء عبدالله بن الحسين العكبري، وله كتاب "إعراب القراءات الشواذ".
-و"الفريد في إعراب القرآن المجيد"، لحسين بن أبي العز المنتجب الهمذاني.
-و"المجيد في إعراب القرآن المجيد" لإبراهيم بن محمد الصفاقسي.
6- ومن المفسّرين الذين اتعنوا بمسائل الإعراب وأثرها على التفسير والترجيح بين الأقوال، ومن هؤلاء المفسّرين:
-
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره الكبير "جامع البيان عن تأويل آي القرآن".
-
وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي في تفسيره البسيط.
-
وأبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي في تفسيره الحافل "البحر المحيط" ، وهو من أجود التفاسير التي عنيت بإعراب القرآن.
-
وأحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي في كتابه "الدرّ المصون".
-
والأستاذ محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره القيّم الذي سماه "التحرير والتنوير".

7- ومن المؤلفات الحديثة في إعراب القرآن، ومن أشهرها وأجودها:
- "
الجدول في إعراب القرآن" للأستاذ محمود بن عبد الرحيم الصافي.
-
و"إعراب القرآن وبيانه"، لمحيي الدين درويش، وقد أمضى في تأليفه نحو عشرين عاماً.
-
و"المعجم النحوي لألفاظ القرآن الكريم،" لدرويش أيضا، وهو أحد أقسام موسوعته الكبيرة في دراسة أساليب القرآن، وقد أمضى في تأليف تلك الموسوعة أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 رمضان 1441هـ/2-05-2020م, 07:36 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الثانية
س1: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي

* الصحابة و التابعيين كان لديهم اهتمام كبير باللغة و فنونها و أدواتها و يرجعون اليها في تفسيرهم، فكانوا يتعلمنوها و يحثون من حولهم لتعلمها ، كما كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى [الأشعري]: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون».
وقال أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه »
فكيف لمن لا يعرف العربية أن يفهم القرآن ؟
* كانوا يفسرون الألفاظ و يستعينون بمحفوظهم من الأشعار و ما عندهم من علم باللغة لتبيين معاني بعض الكلمات و اعراب القرآن .
حتى أن بن عباس كان يٌوصي أذا ما خفي عنهم القرآن أن يتلمسوه في لغتهم ؛ فذكرعنه قوله «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب»..
كما ذُكر عنه أنه كان يستشهد بالشعر على التفسير ؛ قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يُسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر».
قال أبو عبيد: (يعني أنه كان يستشهد به على التفسير) .
و من أمثلة ذلك ؛ تفسيره (وما وسق) : وما جمع، و استشهاده بالشعر فقال : ألم تسمع قول الشاعر: مستوسقات لو يجدن سائقا )
و من أمثلة تفسير ألفاظ القرآن بالعربية للصحابة ما ذُكرعن مجاهد قال ان ابن عباس لا يدري ما ( فاطر السموات} حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: يا أبا عباس بئري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد ( فاطر السموات ) .
و الاحتجاج باللغة في التفسير كان الى سنة40 هجري ، من بعده دخل اللحن في لسان العرب بسبب مخالطة العجم للعرب ، و كان أوقاتها الصحابة و التابعين مع علمهم باللغة تتفاوت درجتهم في الاهتمام و العناية بالتفسير بها، لتفاوت ما لديهم من أدواتها و شواهدها .
و التفسير ممن عرف من الصحابة و التابعين بتفسيرهم القرآن و كان من أهل اللغة ، و تُثُبت من الاسناد و من غياب اللحن عند من نقل الرواية ، كان تفسيره باللغة حجة .
س2: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير
تتنوع أساليب القرآن في الآيات ، و معرفة هذه الأساليب ،و دلالتها ، مما يُعين كثيراً على فهم الآيات فهماً صحيحا ً ، فحتى مع وضوح الكلمات ، نجد أن الأسلوب اللغوي يُضفي معنى على الآية لا يظهرالا بالتأمل ، فدلالة الأساليب يكون زيادة معنى تناسب مع هدي القرآن و معانيه العامة ، و بدون التأمل فيها لا نصل للحق في الآية ، و من أمثلة ذلك : :
تفسير قوله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أوّل العابدين} ظاهر تفسير الآية دون التأمل في الأسلوب يعطي معناً لا يناسب هدي القرآن ، لكن المفسرين فسّروا الآية اعتماداً على الأسلوب ، أنه أسلوب نفي و منهم من فسّر بالشرط .
ليس كل ما يُفسر بالأسلوب صحيح ، فقد يُخطئ المفسر في معرفة الأسلوب الذي يُوافق المعنى الصحيح للآية ، من أمثلة ذلك تفسير الآية: {أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله )
هناك من قال أن المراد هو هل مع الله اله آخر ؟ و هذا من الخطأ و الحق أنه كما قال شيخ الإسلام بن تيميية ؛قال: (أي: أإله مع الله فعل هذا؟ وهذا استفهام إنكار، وهم مقرون بأنه لم يفعل هذا إله آخر مع الله.
سبب الخطأ في هذا التفسير أنهم كانوا يجعلون مع الله آلهة أخرى كما قال تعالى: {أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد}.

س3: تحدّث بإيجاز عن احدى أمثلة دراسة معاني الحروف في التفسير
من المسائل ( ما ) في الآية (إِنَّ الله يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ) و ما تأتي بأكثر من معنى ، ما الاستفهامية ، ما الموصولة ، ما النافية , سياق الكلام و تركيبه هو ما يبين المعنى و حسب معناها يكون معنى الآية ، و تكون دلالتها مختلفة و هذا فيه زيادة معنى :
1- اذا كان معنى "ما" موصولة لإفادة العموم :
فيكون معنى الآية : إن الله يعلم كلَّ ما تعبدون من دونه ، ما الموصولة لغير العاقل ‘ فهم يعبدون الحجر و الشمس و القمر و النار و الجن و الأنس ، فالله علمه محيط بهم ، حالهم و ضعفهم و عجزهم و غيرها من الأحوال ، و في الآية تقليل من شأنهم و تحقير ، فلا يستحقوا العبادة و لا أن يشركوا مع الله في العبادة ، و في الآية تهديد بأنه سيجازيهم على شركهم له في العبادة ، هذا القول قاله بن جرير و عدد من المفسرين.
2- اذا كان المعنى "ما" نافية :
النفي هنا نفي للنفع مطلقاً لهذه المعبودات ، فنفي وجودها نفي لنفعها ، فهي و العدم سواء ، و هذا تقريع للمشركين على ما هم فيه من الضلال .
و مما يوافق هذا المعنى قول الله تعالى: { مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ)
هذا القول ذكره أبو البقاء العكبري وأبو حيّان الأندلسي والسمين الحلبي وابن عاشور.
3- "ما" استفهامية، والاستفهام إنكاري، و"يعلم" معلّقة:
فيكون المعنى أيّ شيء تدعون من دون الله؟
و هذا القول ذكره سيبويه عن الخليل بن أحمد، وقال به أبو علي الفارسي والراغب الأصبهاني وأبو البقاء العكبري وجماعة.
س4: تحدّث بإيجاز عن عناية علماء اللغة بمسائل الإعراب على مر العصور
اهتم علماء اللغة بالاعراب على مر العصور لأهميته ، فكانت المصنفات و الكتب التي تملأ المكتبة العربية غزيرة بهذا التراث القيم و منها :
1- كتب كان يعرض أصحابها من علماء اللغة المتقدمين لبعض مائل الاعراب في التفسير ، و تُحفظ لهم أقوال تُروى في كتب التفسير
منهم : عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي ، وعيسى بن عمر الثقفي ، وأبو عمرو بن العلاء ،، والخليل بن أحمد ، وهارون الأعور ، وسيبويه ، ويونس بن حبيب ، وأضرابهم.
2- في نهاية القرن الثاني و أوائل القرن الثالث ظهر من العلماء من ألف في معاني اقرآن و اعرابه ، و منهم :
• كتاب في معاني القرآن للكسائي و هو كتاب مفقود .
• كتاب قيم لأبي زكريا يحيى بن زياد الفرَّاء في معاني القرآن، و قد اهتم العلماء به .
• كتاب مجاز القرآن لأبو عبيدة معمر بن المثني
3- في منتصف القرن الثالث وآخره ظهر و برز عددا من علماء اللغة، ومنهم:
• ابن السكيت، وأبو حاتم السجستاني، وابن قتيبة، والمبرّد، وثعلب
4- في .القرن الرابع الهجري اتسع الاهتمام باللغة و التأليف فيها :
• -كتاب معاني القرآن و اعرابه لأبو إسحاق إبراهيم بن السريّ الزجاج، كتاب اشتهر و اهتم به العلماء .
• كتابا أبو جعفر أحمد بن إسماعيل النحاس "معاني القرآن" و"القطع والائتناف" ، من أوسع الكتب في الاعراب .
• كتب أبو عبد الله الحسينُ بنُ أحمدَ ابنُ خالويه الهمَذاني ؛ كتابيه "إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم" و"إعراب القراءات السبع وعللها" وهما من أجلّ كتب إعراب القرآن.
5- في القرون التالية انتشرت و توالت الكتابات في اعراب القرآن و منها :
• كتاب إعراب القرآن لعلي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي.
• "البرهان في علوم القرآن" ، كتاب جامع في التفسير والقراءات وتوجيهها والإعراب والغريب والاشتقاق، ولمؤلفه عناية ظاهرة بالإعراب
• كتاب "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب القيسي .
• كتاب "البيان في غريب إعراب القرآن" لأبي البركات ابن الأنباري .
و غيرها من المصنفات و الكتب التي تدل على اهتمام العلماء بهذا الباب من العلوم ، مما يدل على أهميته في تفسير القرآن .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 رمضان 1441هـ/2-05-2020م, 11:42 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

☪ المجموعة الثانية : ☪


س 1⃣ - تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.


🌙ج س1 - كان الصحابة رضي الله عنهم والتابعين المتقدمين . رحمهم الله من أبعد الناس لسانا عن العجمة


واللحن ، فقد سبقوا فشو اللحن وانتشاره التى تزامن مع دخول العجم في الإسلام وما ترتب

عليه من مخالطة العرب لهم وتأثر لسانهم بهذه المخالطة ،. و على هذا فا لصحابة جميعهم من طبقة الأحتجاج

لغة ثم هم ،. ومع هذه السليقة الفصيحة

كانوا أحرص ما يكونون على الفقه باللغة وسؤال أهلها المعربين الفصحاء

فهاهو أبي بن كعب يوصي قائلا : ◽ تعلموا العربية. في القرآن كما تتعلمون حفظه ◽

ويكتب *الفاروق عمر * رضي الله عنه إلي أبي موسى الأشعري :

« ◽أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». ◽

وكان *ابن عباس رضي الله عنهما * ينشد الشعر ، شواهد يستشهد به في تفسير كلام الله تعالى

وهذا الصحابي القرآني * عبد الله بن مسعود * يسأل التابعي زر بن حبيش وكان من آعرب الناس

لحرصه رضي الله عنه وتمام عنايته بلغة القرآن

وفي طبقة التابعين الأولى ، كان الحسن البصري فصيحا بليغا لا يشوب كلامه لحن ، حتى إذا سأل عن

سلامة منطقه ورفيع مقالته ، أجاب رحمه الله قائلا : ◽ أني سبقت اللحن ◽

وما ذاك الحرص وهذا التعني والإعتناء باللغة إلا حرصا منهم على القرآن وصون لغته وبيانه عن

كل دخيل فيها ، ربما ذهب بالمعنى المراد بعيدا عن مقصود. كلام الله تعالى .


⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪


س 2⃣ -بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير


🌙 ج2 - تتبع الآساليب القرآنية وتقصي معانيها. ومقاصدها يعين إلى حد كبير في تفسير الأيات والوصول


إلى المراد منها ، فلا يكتمل الفهم حتى تجتمع معاني المفردات ومعرفة الأسلوب الذى سيقت به الأية الكريمة

وهذا له شواهد وأمثال كثيرة منها قوله تعالى: . { فما أصبرهم على النار }

فسر الإسلوب هنا * بالنفي ،. وفسر *بالشرط ، والمرجع في كلا التفسيرين عائد إلى الإسلوب

وقد يصيب المفسر في معرفة الأسلوب ويلحقه الخطأ في تقرير المعنى على. هذا الإسلوب

ولما كانت أسا ليب القرآن الكريم غزيرة متنوعة منها ما كانت تعرفه العرب في كلامها وخطابها

ومنها أساليب جديدة لا عهد لهم بها ، ،. بهرتهم وتركتهم يتحيرون وهم أمراء الكلام

وأرباب الفصاحة ، وعامة كتب غريب القرآن ، وكتب معاني القرآن. ، هذا موضوعها لعظم قدر

هذا العلم وكثير نفعه .

⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪



س 3⃣ - تحدّث بإيجاز عن احدى أمثلة دراسة معاني الحروف في التفسير.


🌙 ج3 - من علوم التفسير التى ينبغي للمفسر أن يتعلمها ،* علم معاني الحروف*

فبه تتبين كثير من الإشكالات التفسيرية وتستخرج أوجه التفسير المتعددة ،

ومعرفة وفهم أوجه التفسير عند المفسرين في الجمع والتفريق.


- وكمثال مختصر على هذا : 🔷 معنى الباء في { بِسْم الله } 🔷

- أربعة أقوال أوردها اللغويون. في معنى الباء في { بِسْم الله } :

1- الباء🔸للإستعانة - الباء 🔸للإبتداء - الباء 🔸للتبرك - الباء🔸 للمصاحبة والملابسة

. والأرجح. في هذه المسألة أن المعنى يحتمل كل هذه الأوجه لا تعارض بينها

ومن اعترض على بعضها ، كمن. رد أن تكون الباء للاستعانة معللا ذلك :

بأن المستعين يتوجه إلى ربه مستعينا به ، لا يستعين قائلا أستعين باسم الله

ويدفع هذا الاعتراض. ، أن الإستعانة متحققة لمن سمى ربه مستعينا به


لأنه إنما يستعين باسمه تعالى متوسلا به لطلب عونه.

لذا صح للمبسمل أن يستحضر كل هذه المعاني ولا حرج

_. كانت هذه الأقوال الأربعة أشهرماقيل في الباء في { بسم الله }

وهناك أقوال أخرى ، ضعفها بين. ظاهر ،منها:

من قال أن الباء هنا : زأئدة - هي للقسم - للاستعلاء

وكلا القولين أنها زائدة وأنها للقسم . ضعيف بل ضعيف جدا

فيتبقى القول أنها للاستعلاء ، وهذا المعنى يكون صحيحا متى ناسب

الحال. ، كالتسمية عند الرمي وفي الجهاد ، ولكن حال التالي لكتاب الله

حال الذليل المتخشع ، فكان الاستعلاء لا يناسب المعنى بحال .


⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪⚪



س 4⃣ - تحدّث بإيجاز عن عناية علماء اللغة بمسائل الإعراب على مر العصور.


🌙 ج 4 - علم إعراب القران ، علم شريف كان محل عناية نحاة المفسرين وأئمتهم لما لهذا العلم


من فائدة في الكشف عن خفي المعاني و معرفة العلل في الآقوال . والترجيح بين الأقوال. ووجوه المعاني


وتخريج أقوال. المفسرين ،. وكان لأهل اللغة نصيبهم من الإعتناء بهذا العلم وتمضية السنين في

في تصنيف المؤلفات والكتب فيه ، وتساق أقوالهم في كتب التفسير ،فمنهم على سبيل المثال

*أبو عمرو بن العلاء* والخليل و بن أحمد * وسيبويه


ثم لما كان القرن الثاني في أخره وبداية الثالث أفردت كتب لإعراب القرآن ، مثل كتاب*الفراء*

الذي كان من أجمع هذه الكتب في زمانه ، وكتاب *أبو عبيدة و كتاب قطر

ثم اتسعت حركة التأليف في علم إعراب القرآن في القرن الرابع، وومن أمهات هذه

كتاب * أبو إسحاق الزجاج* وكتاب * أبو جعفر أحمد بن إسماعيل النحاس * الذى يعد من أوسع

في إعراب القرآن، و ظل التصنيف في هذا العلم. والعناية به من قبل أهل اللغة والعربية

يترى ويتتابع في القرون التى تلت ،فقد حفلت المكتبة العربية بمصنفات جياد محققات

منها على سبيل الذكر ، ( كتاب البرهان في علوم القرآن ) ويقع في عشر مجلدات

لعلي بن سعيد الحوفي ، وكتاب ( البيان في غريب إعراب القرآن) لأبي البركات الأنباري

وغيرها كثير . رحم الله وعلمائنا وطيب ثراهم .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 رمضان 1441هـ/11-05-2020م, 12:01 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني
من دورة طرق التفسير





المجموعة الأولى:


1: فروخ الأكبروف أ
أحسنت بارك الله فيك.

س1: من الدلائل البينة: تأثر بعض المشركين بالقرآن بمجرد سماعه، وذكر أمثلة لذلك.


2: هنادي الفحماوي أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.




المجموعة الثانية:


1: جيهان أدهم أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.


2: رولا بدوي أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.


3: سعاد مختار أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.



المجموعة الثالثة:


1: إيمان جلال أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.




- وفقكم الله وسددكم -

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 شوال 1441هـ/1-06-2020م, 02:02 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

س1: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
تتجلى معرفة العرب المخاطبون بالقران العظيم من مواقف تاثرهم وبكاءهم وخشيتهم ومن ذلك ما في الصحيحين وغيرهما من حديث جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلّي المغرب؛ فقرأ بالطّور؛ فلمّا بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون}
قال: كاد قلبي أن يطير، وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي).
فبمجرد سماع الايات الواضحات التي لم يحتج معها الى التفسير كانت سببا في اسلامه.
وقد قال تعالى: {والله يقصُّ الحقّ وهو خير الفاصلين}، وقال تعالى: {ولقد جئناهم بكتاب فصّلناه على علم}.
وقد قال الله تعالى: { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)}.

فدلائل القران الواضحة الموجهة الى قوم كافرين ، وخاصة الايات التي فيها الاصول المحكمة من الإيمان بالله والكفر بالطاغوت واتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتصديق بالبعث والحساب والجزاء، جميعها يفقهها هولاء دون الحاجة الى من يوضح لهم الواضح المعلوم لديهم من اساليب الخطاب .

قال أبو منصور الأزهري: (نزلَ القرآنُ الكريمُ والمخاطَبون بِهِ قومٌ عَرَبٌ، أولو بَيانٍ فاضلٍ، وفهمٍ بارع، أنزلهُ جَلّ ذِكْره بلسانهم، وَصِيغَة كَلَامهم الَّذِي نشؤوا عَلَيْهِ، وجُبِلوا على النُّطْق بِهِ، فتدَرّبوا بِهِ يعْرفُونَ وُجُوه خطابه، ويفهمون فنون نظامه، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تعلُّم مُشْكِلِه وغريب أَلْفَاظه حاجةَ المولَّدين الناشئين فِيمَن لَا يعلم لسانَ الْعَرَب حَتَّى يُعَلَّمَه، وَلا يَفهم ضُروبه وَأَمْثَالَه، وطُرَقه وأساليبَه حتّى يُفَهَّمَها)ا.هـ.

س2: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
اهتم العلماء بتفسير القرآن العظيم وفق لغة العرب ،وهم على درجات:
1- الصحابة رضي الله عنهم، فقد ورد عنهم تفسير الغريب، وبيان الاساليب القرآنية ، وكان منهم من يهتم لعلم اللغة وحفظ شواهدها.
2- كبار التابعين، ومنهم: أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي، وله علم بالعربية وكان فصيحا وهو تابعيّ ثقة
له أقوال في التفسير تروى عنه، وأبيات يستشهد بها، وما حُفظ من أقواله وأشعاره قليل.
3- الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، منهم: ابنه عطاء، ويحيى بن يَعْمَر العدواني، ونصر بن عاصم الليثي ،وعنبسة بن معدان المهري الملّقب بعنبسة الفيل.
4- طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، ومنهم: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وعيسى بن عمر الثقفي، وأبو عمرو بن العلاء المازني التميمي.
وهم من القرّاء المعروفين، الذين تُؤخذ عنهم القراءة، ولهم مصنفات كثيرة في النحو وعلوم العربية.
وشارك هذه الطبقة في الأخذ عن أصحاب أبي الأسود جماعة منهم: محمد بن سيرين وقتادة وإسحاق بن سويد، لكن عناية أولئك بالعربية أظهر وأشهر.

5- طبقة حماد بن سلمة البصري (ت: 167هـ) والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي (ت:168هـ) والخليل بن أحمد الفراهيدي (ت:170هـ) وهارون بن موسى الأعور (ت:170هـ) والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد (ت: 177هـ ).
وهؤلاء في عداد تلاميذ الطبقة الرابعة، ومنهم من شافه الأعراب وأخذ عنهم.

6- طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر (ت: 180هـ)، وخلف بن حيّان الأحمر (ت: نحو 180هـ) ويونس بن حبيب الضَّبِّي (ت:183هـ) وعلي بن حَمزةَ الكِسَائِي (189هـ) وأبي فيد مؤرج بن عمرو السدوسي (ت: 195هـ) ويَحيى بن سلاَّم البصري (ت:200هـ)، ويحيى بن المبارك اليزيدي (ت: 202هـ) ومحمد بن إدريس الشافعي (ت: 204هـ)
وهم من أعلام اللغة الكبار، ولهم مصنّفات كثيرة، وفي مصنّفاتهم بيان لمعاني بعض الآيات وما يتصل بها من مسائل لغوية.

7- طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ (ت: 225هـ)، وصالح بن إسحاق الجرمي (ت:225هـ)، وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي(ت:230هـ)، ومحمَّد بن زياد ابن الأعرابي (ت:231هـ) ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي (ت: 231هـ)، ومحمد بن سلام الجُمَحِيّ (ت:231هـ).


8- طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي (ت:240هـ)، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ)، وأبي عثمان بكر بن محمد المازني (ت:247هـ)، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي (ت: 250هـ)، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السِّجِسْتاني (ت:255هـ).

9-طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري (ت: 275هـ)، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ)، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري(ت:282هـ)، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي(ت:284هـ)، وإبراهيم بن إسحاق الحربي (ت:285هـ)، ومحمّد بن يزيدَ المبرّد (ت: 285هـ) ، وأبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني [ثعلب] (ت:291هـ)، والمفضَّل بن سلَمة الضَّبّي (ت:291هـ).

10- طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي (ت: 304هـ)، ومحمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي (ت: 310هـ) ، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلُغْدَة(ت: 311هـ)، وإبراهيم بن السَّرِيِّ الزَّجَّاج (ت:311هـ)، والأخفش الصغير علي بن سليمان (ت:315هـ)، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت:321هـ)، ونفطويه إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي (ت:323هـ).

11- طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (ت: 328 هـ)، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني (ت: 330هـ) ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس(ت:338هـ)، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت:340هـ)، وغلام ثعلب أبي عمر الزاهد (ت:345هـ)، وعبد الله بن جعفر ابن درستويه (ت: 347هـ)، وأبي الطيّب اللغوي(ت:351هـ)، وأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي (ت: 356هـ).
12- طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت: 366هـ) وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت: 368هـ)، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي (ت: 370هـ)، والحسين بن أحمد ابن خالويه (ت:370هـ)، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي (ت: 377هـ)، وأبي بكر الزبيدي (ت:379هـ)، وعلي بن عيسى الرمَّاني (ت: 384هـ)، وأبي سليمان حَمْد بن محمد الخَطَّابي (ت:388هـ)، وأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ)، وأبي نصر الجوهري(ت:393هـ)، وأحمد بن فارس الرازي (ت:395هـ).
ثمّ خلفهم في كلّ قرن جماعة من العلماء، اقتفوا آثارهم، واعتنوا بعلومهم.


س3: بيّن مع التمثيل أهمية علم معاني الحروف في التفسير.

من العلوم اللغوية المهمة علم معاني الحروف ، وذلك لحلّ كثير من الإشكالات، واستخراج الأوجه التفسيرية،والغفلة عن معاني الحروف قد توقع في خطأ في فهم معنى الآية، وقد يقع ذلك لبعض كبار المفسّرين.
ومن ذلك :
قال مالك بن دينار: كنا نعرض المصاحف أنا والحسن وأبو العالية الرياحي ونصر بن عاصم الليثي وعاصم الجحدري، قال: سأل رجل أبا العالية عن قول الله عز وجل {الذين هم عن صلاتهم ساهون} ما هو؟
فقال أبو العالية: «هو الذي لا يدري عن كم انصرف؟ عن شفع أو عن وتر»
فقال الحسن: مَهْ! ليس كذلك، {الذين هم عن صلاتهم ساهون}: «الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت» رواه عبد الرزاق.
قال الزركشي: (لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال: "في صلاتهم" فلما قال "عن صلاتهم" دل على أن المراد به الذهاب عن الوقت)ا.هـ.

س4: تحدّث بإيجاز عن أنواع مسائل إعراب القرآن.

الأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، كاختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}.
فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال عديدة.

الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى، وهذا له أمثلة كثيرة:
1- اختلاف العلماء في إعراب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ؛ فمَن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم اللهُ الذين خلقهم.

2-اختلافهم في إعراب "نافلة" في قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة}
فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.
ومن أعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق، وزدناه يعقوب زيادة.


ومن أمثلة ذلك قول الرازي في معنى "ما" في قوله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم} إذ قال: (هنا يجوز أن تكون {ما} استفهاما للتعجب تقديره: فبأي رحمة من الله لنت لهم)ا.هـ.
وقد ردّه ابن هشام في قواعد الإعراب من وجهين؛ فقال: (والتوجيه المذكور في الآية باطل لأمرين:
أحدهما: أن (ما) الاستفهامية إذا خُفضت وجب حذف ألفها نحو: {عم يتساءلون}.
الثاني: أن خفض {رحمة} حينئذ يشكل؛ لأنه لا يكون بالإضافة، إذ ليس في أسماء الاستفهام ما يضاف إلا (أي) عند الجميع، و(كم) عند الزجاج.
- ولا بالإبدال من (ما) لأنَّ المبدل من اسم الاستفهام، لابد أن يقرن بهمزة الاستفهام، نحو: كيف أنت، أصحيح أم سقيم؟
- ولا صفة لأن (ما) لا توصف إذا كانت شرطية أو استفهامية.
- ولا بياناً لأنَّ ما لا يوصف لا يعطف عليه عطف البيان كالمضمرات)ا.هـ.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 15 شوال 1441هـ/6-06-2020م, 10:42 PM
سارة المري سارة المري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 125
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.

عرفت العرب بعنايتها الشديدة بلسانها وبتحديهم بالاشعار لبيان رفعتهم على بعضهم ولكن بعدما نزل القرآن بلسانهم وجدوا أنه فصيح باهر الحُسن لا يمكنهم معارضته والتصدي له بأشعارهم.
فقاموا بالتنفير عن القرآن باختلاق أقوال لا أساس لها من الصحة كوصفه بالسحر والشعر وقاموا بارسال كبار شعرائهم للاستماع إلى ما يقوله محمد ﷺ خوفًا من أن يجابه كلامهم وحرصًا منهم على الصد عن اتباع النبي ﷺ
لأنهم حفظة يحفظون الأشعار بمجرد تلقيهم إياها ويعرفون قائليها بمجرد الاستماع لها
ولا أحد يشك بفصاحة القرآن فمن شدة عنايتهم بلسانهم كانوا يفهمون القرآن بمجرد استماعهم له ولذا وقر الإسلام في قلب جبير بن مطعم رضي الله عنها بعدما استمع إلى آيات من سورة الطور .

س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أن يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
لا يصح أن يفسر القرآن بمجرد الإحتمال اللغوي ، فتعدد المعاني للفظة واحدة يجب أن تعرض على أصول التفسير وقواعد الترجيح ومراتب الاستدلال ورؤية القرائن ما إذا كانت موجوده قبل إيقاع المعاني المتعدده على اللفظه القرآنيه لمجرد احتمالها لمعانٍ متعدده فليس كلها يناسب السياق القرآني ، علمًا أنه من الممكن أن تكون للآية القرآنية عدة معانٍ ولكن ذلك عائد الى التركيبة نفسها فتتغير بتغير احوالها ، وقد يكون هناك قول لصاحبي او اثر عن تابعي يرجح فيه معنىً عن آخر
مثال اللفظة التي تحتمل معانٍ كثيرة في اللغه وبشواهد صحيحة ، لفظة ( الفلق ) فتأتي بمعنى :
- الصبح
- الخلق كله
- تبين الحق بعد اشكاله
- المكان المطمئن بين ربوتين
- مقطرة السجان
- اللبن المتفلق الذي تميز ماؤه
- الداهية
فلا يصح أن تُفسر الآية بكل تلك المعاني لمجرد احتمال اللفظة إليها وإنما ينظر إلى سياق الآية ومراتب الاستدلال قبل ذلك.

س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
للعلماء طرق متنوعة في شرح معاني الحروف وأشهرها أربعة أنواع:
1. ضمها ضمن كتب الوجوه والنظائر
وهذا أول ادراج لمعاني الحروف وأول ما كتب في ذلك ، وسبب ايرادها فيه هو لتعدد معاني الحروف على أكثر من وجه
وأشهر المصنفات التي أوردت ذلك :
• الوجوه والنظائر لمقاتل بن سليمان البلخي
• الوجوه والنظائر لهارون النحوي

2. شرحها في معاجم اللغة
وسبب ايرادها ضمن كتب المعاجم هو كثرة استعمال تلك الحروف
وأشهر المعاجم اللغوية التي أدرجت فيها الحروف :
• العين للخليل بن احمد الفراهيدي
• لسان العرب لابن منظور
• تاج العروس للزبيدي

3. ظهور مؤلفات خاصة لمعاني الحروف مثل:
• الحروف لابن ابي حاتم السجستاني
• مغني اللبيب لابي محمد جمال الدين الانصاري

4. إفراد بعض الحروف بالتأليف مثل :
• الهمز لأبي زيد الانصاري
• اللامات لابي جعفر النحاس

س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
ينبغي التنبيه إلى أن ليس كل اختلاف في الاعراب له تأثير على التفسير ، فالاختلاف يقع على صنفين
• الصنف الأول / وهو الاختلاف غير المؤثر على المعنى ، كاختلاف في اصل نحوي أو تطبيق قاعده أو اشكال في الاعراب
مثل اختلاف النحاة في اعراب كلمة هاذان في قوله تعالى " ان هذان لسٰحران " فالفوارق بيانيه الا انه ليس هناك تأثير على المعنى

• الصنف الثاني ( وهو المراد ) / وهو الاختلاف المؤثر على المعنى
مثل اختلافهم في اعراب كلمة نافلة في قوله تعالى " ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة"
فالفريق الأول أعرب نافلة بأنها نائب مفعول مطلق فتكون " وهبنا .. نافلة ( هبة )"
فتكون معنى نافلة أي هبة
والفريق زلثاني أعربها حالاً من يعقوب وكان المراد بالنافلة الزيادة ، فيكون المعنى ووهبنا له إسحاق وزدناه يعقوب زيادةً .
فأدى اختلاف الاعراب إلى اختلاف المعنى

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 شوال 1441هـ/8-06-2020م, 11:34 AM
عبير الغامدي عبير الغامدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 423
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
من الدلائل الدالة على أن القرآن يهدي ويبين الحق بماتعرفه العرب من كلامها:
أن القرآن يفهمه العالم والجاهل؛ والحضر والبدو والدليل قوله تعالى:(وإذا سمعوا ماأنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق)٠
وعندما صلى جبير بن مطعم مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم بالطور فقرأ:( أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون٠أم خلقوا السماوات والأرض بل لايشعرون).
يقول جبير: فلماسمعتها كاد قلبي أن يطير، وذلك أول ماوقر في قلبي من الايمان).
فجبير فهمها بمايعرف من اللغة٠
وقوله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم(فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)
والقصص مؤثرة في النفس؛ وقوله:( وقالت لأخته قصيه.....)
وقد خاطب الله عز وجل بالقرآن الكفار بمايعرفون من لغتهم؛ فلم يحتاجوا إلى علماء يفسرون لهم المراد؛ قال تعالى:(أفلم يدبروا القول أم جاءهم مالم يأت آبائهم الأولين٠أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون٠أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون).
وقال أبو منصور الأزهري: (نزلَ القرآنُ الكريمُ والمخاطَبون بِهِ قومٌ عَرَبٌ، أولو بَيانٍ فاضلٍ، وفهمٍ بارع، أنزلهُ جَلّ ذِكْره بلسانهم، وَصِيغَة كَلَامهم الَّذِي نشؤوا عَلَيْهِ، وجُبِلوا على النُّطْق بِهِ، فتدَرّبوا بِهِ يعْرفُونَ وُجُوه خطابه، ويفهمون فنون نظامه، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تعلُّم مُشْكِلِه وغريب أَلْفَاظه حاجةَ المولَّدين الناشئين فِيمَن لَا يعلم لسانَ الْعَرَب حَتَّى يُعَلَّمَه، وَلا يَفهم ضُروبه وَأَمْثَالَه، وطُرَقه وأساليبَه حتّى يُفَهَّمَها)ا.هـ

س2: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
١- طبقة الصحابة رضي الله عنهم الذين فهموا القرآن بلغتهم ، وكان لهم علم بأساليب اللغة العربية٠
٢- كبار التابعين (أهل عصر الاحتجاج) الذين فهموا القرآن عن الصحابة رضي الله عنهم مثل : أبو الأسود الدؤلي توفي بالبصرة في خلافة الزبير (٦٩ه)
تابعي فصيح عالم بالعربية؛ عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام وأسلم في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم٠
٣- من أخذوا عن أبي الأسود من التابعين:
*ابنه: عطاء} من القراء >أقرأ أبو عبدالرحمن السلمي٠
*نصر بن عامر الليثي(٨٩ه)}من القراء> أقرأ أبو عبدالرحمن السلمي ؛
*يحيى بن يعمر العدواني(٩٠ه):
أكثر من يروى عنه التفسير؛ أول من نقط المصاحف أخذها عن أبي الأسود؛ أكمل مع عطاء بن أبي الأسود أبواب من العربية٠
*ميمون الأقرن: من علماء العربية؛ أخذ عن عنبسة٠
٤- الآخذين عن أبي الأسود من صغار التابعين من علماء العربية:
*عبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي (١٢٩ه) عالما بالنحو والقياس والعلل٠
* عيسى بن عمر الثقفي (١٤٩ه).رأس في النحو وله مصنفات منها:(الجامع وإلاكمال) مفقودة٠
*أبو عمرو بن العلاء المازني (١٥٤ه) عالما باللغة والشعر فصيحا متواضعا٠
* محمد بن سيرين٠
* قتادة٠
*إسحاق بن سويد٠
الثلاثة من فقهاء التابعين٠
٥- طبقة *حماد بن سلمة البصري(١٦٧ه).
محدث؛ فقيه؛لغوي؛ عالم بالنحو٠
*المفضل بن محمد الضبي(١٦٨ه).
من القراء والأدباء ؛صاحب كتاب (المفضليات).
* الخليل بن أحمد الفراهيدي(١٧٠ه).
ابتكر العروض؛ صنف المعجم بين فيه معاني الآيات باللغة٠
*هارون بن موسى الأعور(١٧٠ه).
قارئ؛ نحوي؛ عالم بالحديث؛ رمي بالقدر٠
*الأخفش الأكبر عبدالحميد بن عبدالمجيد (١٧٧ه): أستاذ في النحو والعربية والشعر٠
٦- طبقة سيبويه: عمرو بن عثمان(١٨٠ه).
*خلف بن حيان الأحمر (١٨٠ه).
*يونس حبيب الضبي(١٨٣ه).
*علي حمزة الكسائي(١٨٩ه). صنف في التفسير٠
*أبي فيد مؤرج بن عمرو السدوسي(١٩٥ه)
*يحيى بن سلام البصري(٢٠٠ه) صنف في التفسير٠
*يحيى بن المبارك اليزيدي(٢٠٢ه). اتهم بالمعتزلة٠
*محمد إدريس الشافعي(٢٠٤ه)
*النضر بن شميل المازني(٢٠٤ه)
*أبوزكريا يحيى الفراء(٢٠٧ه). صنف في التفسير؛ أخذ عن الكسائي٠
*أبوعبيدة معمربن المثنى(٢٠٩ه) صنف في التفسير٠
*محمد بن المستنير(قطرب)(٢١١ه) من المعتزلة٠
*أبوعمرو إسحاق الشيباني(٢١٣ه)
*الأخفش الأوسط سعيد البلخي(٢١٥ه) صنف في التفسير؛ أخذ عن سيبويه؛ من المعتزلة٠
*أبوزيد سعيد الأنصاري(٢١٥ه)
*عبدالملك قريب الأصمعي(٢١٦ه). أخذ عن خلف الأحمر٠
*أبوعبيد القاسم الهروي(٢٢٤ه)
من أعلام اللغة ومنهم من صنف في بيان معاني الآيات٠
٧- طبقة إبراهيم يحيى اليزيدي (٢٢٥ه).
*صالح إسحاق الجرمي(٢٢٥ه)
*أبو مسحل عبدالوهاب حريش(٢٣٠ه).
*محمد زياد الأعرابي(٢٣١ه)
*أبو نصر أحمد الباهلي صاحب الأصمعي (٢٣١ه)
*محمد سلام الجمحي(٢٣١ه)
*محمد سعدان الضرير(٢٣١ه)
*عبدالله محمد التوزي(٢٣٣ه)
*عبدالله يحيى اليزيدي(٢٣٧ه)
٨- طبقة أبي العميثل عبدالله الأعرابي(٢٤٠ه).
*يعقوب إسحاق السكيت(٢٤٤ه)
*أبو عثمان بكر المازني(٢٤٧ه)
*أبو عكرمة عامر الضبي(٢٥٠ه)
*أبو حاتم سهل السجستاني(٢٥٥ه)
٩- طبقة أبي سعيد الحسن السكري (٢٧٥ه)
*عبدالله بن مسلم الدينوري(٢٧٦ه)
*أبوحنيفة أحمد الدينوري(٢٨٢ه)
*اليمان بن أبي اليمان البندنيجي(٢٨٤ه)
*إبراهيم إسحاق الحربي(٢٨٥ه)
*محمد يزيد المبرد(٢٨٥ه)
*أبو العباس أحمد الشيباني ثعلب(٢٩١ه)
*المفضل سلمة الضبي(٢٩١ه)
١٠-طبقة يموت المزرع العبدي(٣٠٤ه)
*محمد جرير الطبري(٣١٠ه)
*كراع النفل علي الهنائي(٣١٠ه)
*أبوعلي الحسن الأصفهاني(٣١١ه)
* إبراهيم السري الزجاج(٣١١ه)
*الأخفش الصغير علي سليمان(٣١٥ه)
*أبوبكر محمد الأزدي(٣٢١ه)
*نفطويه إبراهيم الأزدي(٣٢٣ه)
١١- طبقة أبي بكر محمد الأنباري(٣٢٨ه)
*أبوبكر محمد السجستاني(٣٣٠ه)
*أبو جعفر أحمد النحاس(٣٣٨ه)
*عبدالرحمن إسحاق الزجاج(٣٤٠ه)
*غلام ثعلب الزاهد(٣٤٥ه)
*عبدالله جعفر ابن درستويه(٣٤٧ه)
*أبو الطيب اللغوي(٣٥١ه)
*أبو علي إسماعيل القالي(٣٥٦ه)
١٢- طبقة القاضي علي الجرجاني(٣٦٦ه)
*أبو سعيد الحسن السيرافي(٣٦٨ه)
*أبو منصور محمد الأزهري(٣٧٠ه)
*الحسين أحمد ابن خالويه(٣٧٠ه)
*أبوعلي الحسن الفارسي(٣٧٧ه)
*أبوبكر الزبيدي(٣٧٩ه)
*علي عيسى الرماني(٣٨٤ه)
*أبوسليمان حمد الخطابي(٣٨٨ه)
*أبوالفتح عثمان الموصلي(٣٩٢ه)
*أبونصر الجوهري(٣٩٣ه)
*أحمد فارس الرازي(٣٩٥ه)

س3: بيّن مع التمثيل أهمية علم معاني الحروف في التفسير.
من فوائدها:
١-تحل كثير من الاشكالات٠
٢- استخراج الأوجه التفسيرية٠
٣- معرفة أوجه الجمع والتفريق عند علماء التفسير٠
٣- أن ترك تعلمها يؤدي إلى الخطأ في التفسير٠
مثل: سؤال الرجل لأبي العالية عن معنى(الذين هم عن صلاتهم ساهون) قال :هو أن ينصرف عنها فلايدري شفع أم وتر٠فقال الحسن: مه؛ ليس كذلك إنما هو الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت)
فالمراد كمافهم أبو العالية هو انصراف القلب عن الخشوع في الصلاة ولو كان كذلك لكان التعبير في الآية(في صلاتهم)
كصلاة المنافقين ليس المقصد منها التقرب إلى الله٠

س4: تحدّث بإيجاز عن أنواع مسائل إعراب القرآن٠
تنقسم مسائل إعراب القرآن إلى قسمين:
١- مسائل بينة عند النحاة٠
٢- مسائل مشكلة فيها اختلاف٠والاختلاف إما أن يكون ليس له أثر على المعنى ؛ كقوله تعالى(إن هذان لساحران)فاختلفوا في إعراب هذان ،
كماقال الزجاج المعنى: لهما ساحران٠لأن إن وقعت موقع نعم واللام وقعت موقعها؛ وفصل في ذلك ابن تيمية رحمه الله٠
٢- مسائل لهاأثر على المعنى مثل:
*اختلافهم في إعراب(من)في قوله:(ألايعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
فمن أعربها فاعل : فالمراد الله عزوجل٠
ومن جعلها مفعول: فالمراد الناس الذين خلقهم٠ واختلفوا في نصب من خلق أورفعها: مرفوعة: علم الله لخلقه ٠
منصوبة:مخلوقه٠
وكلها تدل على خلق مافي الصدور٠
*الاختلاف في إعراب نافلة :
*حال: معناها الزيادة٠
*مفعول مطلق: معناها الهبة٠
ومعرفة الاعراب تعين على معرفة الخطأ بين الأقوال٠
*إعراب الرازي (ما) في قوله: ( فبمارحمة من الله لنت لهم) أنها استفهامية للتعجب والمعنى: فبأي رحمة من الله لنت لهم٠
ورد قوله ابن هشام لسببين:
١- أن ماالاستفهامية إذا خفضت وجب حذف ألفها مثل: (عم يتساءلون).
٢- أن خفض رحمة مشكل لأنه لايضاف فأسماء الاستفهام ليس فيها إضافة إلا (أي)و(كم)كقول الزجاج٠
- لاتكون مبدلةمن (ما) لأن المبدل من اسم الاستفهام يقرن بالهمزة(كيف أنت أصحيح أم سقيم؟).
-لاتكون صفة لأن ما لاتوصف إذا كانت شرطية أو استفهامية٠
- لاتكون بيان لأن مالايوصف لايعطف عليه عطف البيان كالمضمرات٠
والله أعلى وأعلم٠

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 شوال 1441هـ/8-06-2020م, 03:37 PM
عطاء طلعت عطاء طلعت غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 90
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
قوله تعالى: "إنَّا أنزلناه قُرْآنًا عربيًّا لعلكم تعقلون" والآية خطاب للعرب بأنه نزل بلسانهم، فهم يعرفون مفرداته وتراكيبه، فسهل عليهم عقل فحواه وما يشتمل عليه الخطاب فليس فيه ما يخالف سَنن كلامهم.
وقوله تعالى: " كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" أي: فصل هذا الكتاب باللسان العربي لقوم يعرفون اللسان العربي، فالقرآن كان بما يعرفونه من المفردات والتراكيب والأساليب والدلائل ليعلموه ويعقلوا مما فيه.
والعرب وإن كان بعضهم بقي على الشرك إلا أنه شهد على أن هذا القرآن في أعلى رتب الفصاحة والبيان كما قال البيهقي: (في حديث حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: «جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: اقرأ علي، فقرأ عليه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}.
قال: أعد، فأعاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر»).
وبعضهم لان قلبه بالقرآن فأسلم بمجرد سماعه تلاوة الآيات ومن ذلك ما في الصحيحين وغيرهما من حديث جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلّي المغرب؛ فقرأ بالطّور؛ فلمّا بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون} قال: كاد قلبي أن يطير، وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي).
س2: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
الطبقة الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، وكانوا يفسرون الغريب والأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية.
الطبقة الثانية: طبقة كبار التابعين، وعامّتهم من أهل عصر الاحتجاج، وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي، ومن أشهرهم: أبو الأسود الدؤلي، وهو أول من أسس العربية، وفتح بابها في عهد على بن أبى طالب –رضى الله عنه- .
الطبقة الثالثة: الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، وهم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين، منهم: ابنه عطاء ويحيى بن يعمر العدواني وهو أول من نقط المصاحف وقد أخذ النقط عن أبي الأسود، ونصر بن عاصم الليثي، وعنبسة بن معدان المهري الملّقب بعنبسة الفيل.
الطبقة الرابعة: طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب، وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها، ومن أهل هذه الطبقة: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وعيسى بن عمر الثقفي، وأبو عمرو بن العلاء المازني التميمي الذي كان من أوسع الناس معرفة بالقراءات والعربية، وأشعار العرب ولغاتهم وأخبارهم وأنسابهم، وكانت له كتب كثيرة لكنّه أحرقها لما تنسك.
الطبقة الخامسة: تلاميذ الطبقة الرابعة، وهم: طبقة حماد بن سلمة البصري، والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي، والخليل بن أحمد الفراهيدي، وهارون بن موسى الأعور، والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد.
الطبقة السادسة: وهؤلاء عامّتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة، وفي أواخر هذه الطبقة من أخذ عن أوائلها كما أخذ الأخفش الأوسط عن سيبويه، وأخذ الفرّاء عن الكسائي، وأخذ الأصمعي عن خلف الأحمر.
الطبقة السابعة: طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ، وصالح بن إسحاق الجرمي، وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي، ومحمَّد بن زياد ابن الأعرابي، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي، ومحمد بن سلام الجُمَحِيّ، ومحمد بن سعدان الضرير، وعبد الله بن محمد التَّوَّزي، وعبد الله بن يحيى اليزيدي.
الطبقة الثامنة: طبقة أبي عثمان بكر بن محمد المازني، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السِّجِسْتاني.
الطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري، ومحمّد بن يزيدَ المبرّد، وأبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني.
الطبقة العاشرة: طبقة محمد بن جرير الطبري، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلُغْدَة، وإبراهيم بن السَّرِيِّ الزَّجَّاج، والأخفش الصغير علي بن سليمان.
الطبقة الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي.
الطبقة الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني، والحسين بن أحمد ابن خالويه، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي، وأحمد بن فارس الرازي.
س3: بيّن مع التمثيل أهمية علم معاني الحروف في التفسير.
علم معاني الحروف من العلوم اللغوية المهمة للمفسر لأنها مفيدة في حل كثير من الإشكالات، واستخراج الأوجه التفسيرية، ومعرفة أوجه الجمع والتفريق بين كثير من أقوال المفسرين، ودفع الخطأ في فهم الآية القرآنية.
كما جاء في تفسير أبو العالية لقوله تعالى: (الذين هم عن صلاتهم ساهون) قال: هو الذي لا يدري عن كم انصرف عن شفع او عن وتر فقال الحسن : مه! ليس كذلك؛ الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت.
قال الزركشي: لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال: "في صلاتهم " فلما قال "عن صلاتهم " دل على أن المراد به الذهاب عن الوقت.
ومثال في أهمية دراسة معاني الحروف: معنى الباء في {بسم الله} اختلف اللغويون في معنى الباء في (بسم الله) على عدة أقوال وأكثرها قرباً للصواب أربعة وهي على النحو التالي:
القول الأول: الباء للاستعانة، وهو قول أبي حيان الأندلسي، وقال به جماعة من المفسّرين.
والقول الثاني: الباء للابتداء، وهو قول الفراء، وابن قتيبة، وجماعة.
والقول الثالث: الباء للمصاحبة والملابسة، واختاره ابن عاشور.
والقول الرابع: الباء للتبرك، أي أبدأ متبركاً، وهذا القول مستخرج من قول بعض السلف في سبب كتابة البسملة في المصاحف، وأنها كتبت للتبرّك، وهذا المعنى يذكره بعض المفسرين مع بعض ما يذكرونه من المعاني.
والأقوال الأربعة كلها صحيحة لا تعارض بينها.
س4: تحدّث بإيجاز عن أنواع مسائل إعراب القرآن.
الصنف الأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، سوى الفوارق البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب، وإنما الخلاف فيه خلاف في بعض أصول النحو، وتطبيقات قواعده، وتخريج ما أشكل إعرابه كاختلافهم في قوله تعالى: "إن هذان لساحران" فتعددت بذلك الأقوال حتى خلص الزجاج بعد بحثه المسألة إلى قوله: (والذي عندي - واللّه أعلم - وكنتُ عرضتُه على عالميَنا محمد بن يزيد وعلى إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد القاضي فقَبِلاه وذكرا أنّه أجود ما سمعاه في هذا، وهو أنّ "إنْ" قد وقعت موقع "نعم"، وأنَّ اللام وقعت موقعها، وأن المعنى هذان لهما ساحران).
الصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى.
مثاله: اختلافهم في إعراب (مَن) في قوله تعالى: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" فالذي رفعها وجعلها فاعلاً كان المراد الله سبحانه وتعالى والمعنى الله هو الخالق، والذي نصبها وجعلها مفعولاً فأصبح المعنى ألا يعلم الله الذي خلقهم.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 شوال 1441هـ/8-06-2020م, 11:58 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

تابع تصحيح المتأخرات:

رفعة القحطاني ب+

سارة المري أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.


عبير الغامدي ب+

عطاء طلعت ب+

الخصم للتأخير والنسخ الزائد.
وفقكم الله.



رد مع اقتباس
  #14  
قديم 25 ذو القعدة 1441هـ/15-07-2020م, 11:39 PM
براء القوقا براء القوقا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 120
افتراضي

س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
كانت العرب في وقت نزول القرآن قد بلغت مبلغا عظيما في العناية باللغة فكانوا فحولا وعظماء وأساتذة في اللغة، وقد وهبهم الله قوة الحجة والبيان والبلاغة والفصاحة في الشعر والخطابة، وبلغوا في ذلك مبلغا عظيما. يذكر منه ما يلي:
• تنافسوا في الفصاحة والبيان تنافساً مشهوراً مأثورا ، أو وفدت قبيلة على قبيلة عرضوا عليهم خطبهم وأشعارهم ليتوصّلوا إلى إثبات رفعة شأنهم، وعلوّ قدرهم، وتخليد مآثرهم.
• كانوا يتنافسون في الاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حُجَّة وألطَفِ منزع.
• وكانوا يتحاكمون إلى محكَّمين يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر ؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له، ومن حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة.
• واتّخذوا من حسن البيان سبيلاً لبلوغ المآرب، ونيل المكاسب ،وقضاء الحوائج؛ حتى قال قائلهم: (إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه).
وقال زهير بن أبي سلمى:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
• كان الشعر ديوان العرب، يحفظون به وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم ،
• كانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويميّزون بين أشعار الشعراء ،فيعرفون المنحولَ والمدرجَ والمسترفَد والمهتدَم، وأشعار القبائل والموالي، حتى إنّ منهم من يميّز شعرَ الرجل من شعر أبيه، وإن كان يحتذي بمثاله، وينسج على منواله.

قال محمد بن سلام الجمحي في "طبقات فحول الشعراء": (وليس يُشكِل على أهل العلم زيادة الرواة ولا ما وضعوا، ولا ما وضع المولَّدون، وإنما عضل بهم أن يقول الرجل من أهل البادية من وَلَدِ الشُّعَراء أو الرجل ليس من ولدهم؛ فيُشكل ذلك بعض الإشكال).
وهذا يعني أهم وصلوا رتبة عالية في فهم الخطاب العربي ، ومعرفة فنونه وأساليبه، وتنوّع دلائله.

فلمّا نزل القرآن بلسانهم العربي ،على أحسن مما يعرفون من الفصاحة والبيان، بهرهم حُسْنُه، وأدهشهم بيانه، وتيقّنوا أنه لا طاقة لهم بمعارضته والإتيان بمثلها، واستيقنت أنفسهم أن هذا الحسن والبيان ما كان من قول بشر وأنه من لدن حكيم عليم، كبروا عليهم أن يقروا بأنه كلام الله تعالى ، فاتهموا النبي صلى الله عليه وسلم: بالشعر والكهانة واختلاق الأساطير وغيرها.

س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أن يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
لا يصح أن يفسر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي، فليس كل ما تحتمله اللفظة في اللغة يصح أن يسقط على تفسيرها في القرآن ، بل إن كانت الكلمة من المشترك اللفظي لا بد أن ينظر فيها حين تفسيرها على خمس مراتب:
1. المرتبة الأولى: النظر في دلالة النص والإجماع: فإن ثبت فهو حجة قاطعة.
2. المرتبة الثانية: النظر في أقوال الصحابة والتابعين: مع مراعاة صحة السند، وأصول الترجيح والجمع.
3. المرتبة الثالثة: النظر في أقوال المفسرين من أهل اللغة: وقولهم مقبول إذا راعى المرتبتين الأوليين، إلا أن تكون له علّة لغوية.

4. المرتبة الرابعة: النظر في دلالة المناسبة . واختيار المعنى اللغوي المناسب لدلالة الآية.
5. المرتبة الخامسة: النظر في توارد المعاني: فقد تكون للتفسير معاني تركيبية لحالات متعددة ، فتفسر بالمعني الأول على الحالة الأولى، والمعنى الثاني على الحالة الثانية.

ومثال ذلك : الفلق في اللغة يأتي بمعنى:
الصبح، وعلى الخلق كلّه، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين، وعلى مِقْطَرة السجان، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه، وعلى الداهية
وهذه المعاني مبثوثة في كتب اللغة لكن لا يمكن أن تصح جميعها تفسيرا لقوله تعالى:" رب الفلق" فحسب السياق يكون اختيار المعنى المناسب.
فيجب عند اختيار معنى في التفسير مراعاة أوجه الاستدلال وقواعد الترجيح وأصول التفسير.


س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
النوع الأول: إدراجها في كتب الوجوه والنظائر، وهو أوّل ما ظهر من الكتابة في معاني الحروف، وسبب ذلك أنّ الحروف ترد على وجوه متعددة من المعاني، غير أنّ هذا النوع من التأليف لا يختص بالحروف ولا يتقصّاها:
1. كتاب "الوجوه والنظائر" لمقاتل بن سليمان البلخي
2. "الوجوه والنظائر" لهارون بن موسى النحوي
3. التصاريف ليحيى بن سلام البصري.
4. "الوجوه والنظائر" للقاضي أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني

النوع الثاني: إدراج شرحها في معاجم اللغة
وسبب ذلك أنّ الحروف من المفردات التي يكثر دورانها في الاستعمال:
1. كتاب "العين"، للخليل بن أحمد الفراهيدي .
2. جمهرة اللغة"، لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي.
3. "لسان العرب"، لأبي الفضل محمد بن مكرم بن منظور الأنصاري
4. "القاموس المحيط"، لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي؟


النوع الثالث: التأليف المفرد في معاني الحروف
1. الحروف، لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني.
2: المحلّى، لأبي بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي.
3: الحروف، لأبي الحسن علي بن الفضل المزني النحوي .
4: منازل الحروف، لأبي الحسن علي بن عيسى الرُّمَّاني.

النوع الرابع: إفراد بعض الحروف بالتأليف.
ومن الكتب المفردة في معاني بعض الحروف:
1: الهمز، لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري.
2: الألفات، لأبي عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني.
3:اللامات، لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس.

س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير:
مسائل الإعراب منها مسائل لا إشكال فيها عند النحاة والمفسّرين، ومنها مسائل مشكلة مختلف فيها، وهذا الاختلاف على صنفين:
الصنف الأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، وإنما يختلفون فيه لاختلافهم في بعض أصول النحو .
مثال ذلك: اختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}.
فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال عديدة.
قال أبو إسحاق الزجاج: (وهذا الحرف من كتاب اللَّه عزَّ وجلَّ مُشْكِل على أهل اللغة، وقد كثر اختلافهم في تفسيره، ونحن نذكر جميع ما قاله النحويون ونخبر بما نظن أنه الصواب واللَّه أعلم).
ثم خلص رأيه في المسألة :" أنّ "إنْ" قد وقعت موقع "نعم"، وأنَّ اللام وقعت موقعها، وأن المعنى هذان لهما ساحران).

والصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى.
ومثال ذلك" اختلاف العلماء في إعراب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} .
1. فمَن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
وفيه استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه
2. ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم اللهُ الذين خلقهم.
فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.


ومنها: اختلافهم في إعراب "نافلة" في قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة}
فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة، أي: وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة،
ومن أعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق، وزدناه يعقوب زيادة.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 15 ذو الحجة 1441هـ/4-08-2020م, 12:20 PM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

مجلس المذاكرة الثاني لدورة طرق التفسير
القسم الثاني : [من مقدمة في التفسير اللغوي إلى درس إعراب القرآن]
المجموعة الثالثة

س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
بلغت العرب في العناية بلُغَتها وبلاغتها مبلغاً لم يُسمعْ بمثله في أمةٍ من الأمم ، حتى تنافسوا في الفصاحة ، وتفاخروا بالقصائد المحْكَمَةِ ، والخُطَب البليغة ، والأمثال السائرة ، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها ، وتنافسوا في الاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حُجَّة وألطَفِ منزع ، حتى توصّلوا ببراعتهم في البيان إلى أمورٍ لا تبلغها كثير من الحِيَل.
وكان منْ فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان ؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له ، ومنْ حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها.
وتنافسوا في الفصاحة والبيان تنافساً مشهوراً مأثوراً ، ولهم في ذلك قصص وأخبار ، وخطب وأشعار ، وكانوا إذا جمعهم مجمع ، أو وفدت قبيلة على قبيلة ؛ نمّقوا منْ خطبهم وأشعارهم ما يعرضون به فصاحتهم وحسن بيانهم ، ليتوصّلوا بذلك إلى إثبات رفعة شأنهم ، وعلوّ قدرهم ، وتخليد مآثرهم.
واتّخذوا منْ حسن البيان سبيلاً لبلوغِ المآرب ، ونيلِ المكاسب ، واكتسابِ المراتب ، ومؤانسة الجلاس ، والدخول على الملوك والكبراء.
فشاعت فيهم الأشعار والأراجيز ، والخطب والوصايا ، والقصص والأمثال ، فرووا منها شيئاً كثيراً لا يُحدّ ، وكان كثيرٌ منهم أهل حفظ وضبط ، ربما سمع أحدهم القصيدة الطويلة تُنشَد ؛ فحفظها من أوّل مرة ، وهذا كثير شائع فيهم.
فكانوا يعتنون بجيّد الشعر عناية بالغة ، ويحفظونه حفظ الحريص عليه ، وينشدونه في مجامعهم ومواردهم ومجالسهم وأسمارهم.
وكان منَ مفاخرهم : تفاخر الشعراء بكثرةِ إنشادِ شعرِهِ وتَمَثُّلِ النَّاسِ به.
وكان الشعر ديوان العرب ، إذ لم تكن لهم كتب ، وفكانوا يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم ، وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء ، ويعرفون مراتبهم ، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم ، حتى كان منهم منْ يميّز بين أشعار الشعراء ، كما نميّز بين الأصوات ؛ وكما يعرف القافةُ الأشباه ، فلا يشتبه عليه شعرُ شاعرٍ بغيره ؛ فيعرفون المنحولَ والمدرجَ والمسترفَد والمهتدَم ، وأشعار القبائل والموالي ، حتى إنّ منهم من يميّز شعرَ الرجل من شعر أبيه ، وإن كان يحتذي بمثاله ، وينسج على منواله.
والمقصود منْ ذكر عناية العرب بلسانهم وبيانهم ، وحفظهم لأشعارهم ومآثرهم وآثارهم ، وتمييزهم بين الصحيح والمنحول ، والفاضل والمفضول ؛ بيان ما وصلوا إليه منَ الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رُتَبِه ، ومعرفة فنونه وأساليبه ، وتنوّع دلائله.

س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أنْ يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
لا يصح أن يفسر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي ، بل يجب على منْ يفسّر القرآن بلغة العرب أنْ يراعي أصولَ التفسير ، ومراتب الاستدلال ، وقواعد الترجيح ، ولا يحلّ له أن يفسّر القرآن بمجرّد الاحتمال اللغوي منْ غير مراعاةِ ما تقدّم ، وليُعلمْ أنَّ منْ أسباب الانحراف في التفسير الأخذ بمجرّد الاحتمال اللغوي ، وقد اغترّ بذلك بعض من اشتغل بالتفسير من أصحاب الأهواء ، وفتنوا ببعض ما خرجوا به منْ أقوالٍ لمّا رأوا القرآن حمّالاً ذا وجوه ، وأعجبتهم أقوالهم ، وما أشربوا من أهوائهم ، فضلّوا وأضلوا.
فليس كلّ ما تحتمله اللفظة منَ المعاني في اللغة يصحّ أنْ تُفسَّر به في القرآن.
ومنْ أمثلة ذلك : لفظ { الفلق } ؛ يطلق في اللغة على الصبح ، وعلى الخلق كلّه ، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله ، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين ، وعلى مِقْطَرة السجان ، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه ، وعلى الداهية ، ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة مبثوثة في كتب اللغة.
ومثل هذه الألفاظ التي تطلق على أكثر منْ معنى ؛ يؤخذ بما يحتمله السياق منها ، ثمّ يكون النظر فيها على مراتب :
المرتبة الأولى : النظر في دلالة النص أو الإجماع على اختيار بعض تلك المعاني ؛ فما دلّ عليه النصّ أو الإجماع وجب المصير إليه وطرح كلّ ما خالفه.
المرتبة الثانية : النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين ؛ فيؤخذ ما قالوا به منها ، وينظر في أقوالهم حسب قواعد الجمع والترجيح.
وينظر كذلك في المعاني التي يحتملها السياق مما لم يذكروه ، بشرط أنْ لا تعارض ما قالوه ، ولا تعارض نصّاً ولا إجماعاً في موضع آخر.
والمرتبة الثالثة : النظر في أقوال المفسّرين منْ علماء اللغة ، فما قالوا به مما لا يعارض المرتبتين الأولى والثانية فمقبول ، إلا أن تكون له علّة لغوية.
والمرتبة الرابعة : النظر في دلالة المناسبة ، وهي أن يكون أحد المعاني أنسب لمقصد الآية من المعاني الأخرى.
المرتبة الخامسة : النظر في توارد المعاني ، وهي أنْ يحتمل التركيب معاني متعددة لأحوالٍ متغايرةً ؛ فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا.

س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
سلك العلماء طرقاً متنوعة في التأليف في شرح معاني الحروف ، منْ أشهرها :
النوع الأول : إدراجها في كتب الوجوه والنظائر ؛ ومن أشهر الكتب في ذلك :
1 - الوجوه والنظائر لمقاتل بن سليمان البلخي.
2 - الوجوه والنظائر لهارون بن موسى النحوي.
3 - التصاريف ليحيي بن سلام البصري.
4 - وجوه القرآن لإسماعيل بن أَحْمد الحيري الضرير.
5 - الوجوه والنظائر للدامغاني.
6 - نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي.
7 - كشف السرائر في معني الوجوه والأشباح والنظائر لشمس الدين محمد بم محمد البلبيسي المعروف بابن العماد المصري.
النوع الثاني : إدراج شرحها في معاجم اللغة ؛ ومن أشهر المعاجم اللغوية :
1 - العين للخليل بن أحمد الفراهيدي.
2 - جمهرة اللغة للأزدي.
3 - تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري.
4 - المحيط في اللغة للطالقاني المعروف بالصاحب بن عباد.
5 - تاج اللغة وصحاحُ العربية للجوهري.
6 - مجمل اللغة ، ومقاييس اللغة ، كليهما لابن فارس.
7 - المخصص ، والمحكم والمحيط الأعظم ، كليهما لابن سيده.
8 - لسان العرب لابن منظور.
9 - القاموس المحيط للفيروز أبادي.
10 - تاج العروس من جواهر القاموس لأبي الفيض مرتضي الزبيدي.
النوع الثالث : التأليف المفرد في معاني الحروف ، ومن أشهر كتب هذا النوع :
1 - المحلي لابي بكر بن شقير النحوي البغدادي.
2 - حروف المعاني والصفات للزجاجي.
3 - الحروف لابي الْحسن علي بن الفضل المزني النحوي.
4 - منازل الحروف للرماني.
5 - رصف المباني في حروف المعاني للمالقي.
وغيرها الكثير.
النوع الرابع : إفراد بعض الحروف في التأليف ، ومن ذلك :
1 - الهمز لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري.
2 - الألفات لابن الأنباري ، وآخر لابن خالويه.
3 - اللامات لابن فارس ، وآخر للزجاجي ، وآخر لأبي جعفر النحاس.

س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
اختلاف النحاة والمفسرين في إعراب القرآن الكريم علي نوعين :
النوع الأول : الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى ، سوى الفوراق البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب.
النوع الثاني : الاختلاف الذي له أثر على المعنى ، ومن أمثلة هذا الاختلاف :
اختلافهم في إعراب { نافلة } في قوله تعالى : { ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة }
فمن أعربها نائب مفعول مطلق ؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.
ومن أعربها حالاً من { يعقوب } ذهب إلى أنَّ المراد بالنافلة الزيادة ، أي : وهبنا له إسحاق ، وزدناه يعقوب زيادة.
قال الأمين الشنقيطي : وقوله : { نافلة } فيه وجهان من الإعراب ؛ فعلى قول من قال : النافلة العطية فهو ما ناب عن المطلق من { وهبنا } ؛ أي : وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة ، وعليه النافلة مصدرٌ جاء بصيغة اسم الفاعل كالعاقبة والعافية.
وعلى أن النافلة بمعنى الزيادة فهو حال من { يعقوب } ؛ أي : وهبنا له يعقوب في حال كونه زيادة على إسحاق. ا. هـ.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 16 ذو الحجة 1441هـ/5-08-2020م, 02:16 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة براء القوقا مشاهدة المشاركة
س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
كانت العرب في وقت نزول القرآن قد بلغت مبلغا عظيما في العناية باللغة فكانوا فحولا وعظماء وأساتذة في اللغة، وقد وهبهم الله قوة الحجة والبيان والبلاغة والفصاحة في الشعر والخطابة، وبلغوا في ذلك مبلغا عظيما. يذكر منه ما يلي:
• تنافسوا في الفصاحة والبيان تنافساً مشهوراً مأثورا ، أو وفدت قبيلة على قبيلة عرضوا عليهم خطبهم وأشعارهم ليتوصّلوا إلى إثبات رفعة شأنهم، وعلوّ قدرهم، وتخليد مآثرهم.
• كانوا يتنافسون في الاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حُجَّة وألطَفِ منزع.
• وكانوا يتحاكمون إلى محكَّمين يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر ؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له، ومن حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة.
• واتّخذوا من حسن البيان سبيلاً لبلوغ المآرب، ونيل المكاسب ،وقضاء الحوائج؛ حتى قال قائلهم: (إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه).
وقال زهير بن أبي سلمى:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
• كان الشعر ديوان العرب، يحفظون به وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم ،
• كانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويميّزون بين أشعار الشعراء ،فيعرفون المنحولَ والمدرجَ والمسترفَد والمهتدَم، وأشعار القبائل والموالي، حتى إنّ منهم من يميّز شعرَ الرجل من شعر أبيه، وإن كان يحتذي بمثاله، وينسج على منواله.

قال محمد بن سلام الجمحي في "طبقات فحول الشعراء": (وليس يُشكِل على أهل العلم زيادة الرواة ولا ما وضعوا، ولا ما وضع المولَّدون، وإنما عضل بهم أن يقول الرجل من أهل البادية من وَلَدِ الشُّعَراء أو الرجل ليس من ولدهم؛ فيُشكل ذلك بعض الإشكال).
وهذا يعني أهم وصلوا رتبة عالية في فهم الخطاب العربي ، ومعرفة فنونه وأساليبه، وتنوّع دلائله.

فلمّا نزل القرآن بلسانهم العربي ،على أحسن مما يعرفون من الفصاحة والبيان، بهرهم حُسْنُه، وأدهشهم بيانه، وتيقّنوا أنه لا طاقة لهم بمعارضته والإتيان بمثلها، واستيقنت أنفسهم أن هذا الحسن والبيان ما كان من قول بشر وأنه من لدن حكيم عليم، كبروا عليهم أن يقروا بأنه كلام الله تعالى ، فاتهموا النبي صلى الله عليه وسلم: بالشعر والكهانة واختلاق الأساطير وغيرها.

س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أن يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
لا يصح أن يفسر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي، فليس كل ما تحتمله اللفظة في اللغة يصح أن يسقط على تفسيرها في القرآن ، بل إن كانت الكلمة من المشترك اللفظي لا بد أن ينظر فيها حين تفسيرها على خمس مراتب:
1. المرتبة الأولى: النظر في دلالة النص والإجماع: فإن ثبت فهو حجة قاطعة.
2. المرتبة الثانية: النظر في أقوال الصحابة والتابعين: مع مراعاة صحة السند، وأصول الترجيح والجمع.
3. المرتبة الثالثة: النظر في أقوال المفسرين من أهل اللغة: وقولهم مقبول إذا راعى المرتبتين الأوليين، إلا أن تكون له علّة لغوية.

4. المرتبة الرابعة: النظر في دلالة المناسبة . واختيار المعنى اللغوي المناسب لدلالة الآية.
5. المرتبة الخامسة: النظر في توارد المعاني: فقد تكون للتفسير معاني تركيبية لحالات متعددة ، فتفسر بالمعني الأول على الحالة الأولى، والمعنى الثاني على الحالة الثانية.

ومثال ذلك : الفلق في اللغة يأتي بمعنى:
الصبح، وعلى الخلق كلّه، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين، وعلى مِقْطَرة السجان، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه، وعلى الداهية
وهذه المعاني مبثوثة في كتب اللغة لكن لا يمكن أن تصح جميعها تفسيرا لقوله تعالى:" رب الفلق" فحسب السياق يكون اختيار المعنى المناسب.
فيجب عند اختيار معنى في التفسير مراعاة أوجه الاستدلال وقواعد الترجيح وأصول التفسير.


س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
النوع الأول: إدراجها في كتب الوجوه والنظائر، وهو أوّل ما ظهر من الكتابة في معاني الحروف، وسبب ذلك أنّ الحروف ترد على وجوه متعددة من المعاني، غير أنّ هذا النوع من التأليف لا يختص بالحروف ولا يتقصّاها:
1. كتاب "الوجوه والنظائر" لمقاتل بن سليمان البلخي
2. "الوجوه والنظائر" لهارون بن موسى النحوي
3. التصاريف ليحيى بن سلام البصري.
4. "الوجوه والنظائر" للقاضي أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني

النوع الثاني: إدراج شرحها في معاجم اللغة
وسبب ذلك أنّ الحروف من المفردات التي يكثر دورانها في الاستعمال:
1. كتاب "العين"، للخليل بن أحمد الفراهيدي .
2. جمهرة اللغة"، لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي.
3. "لسان العرب"، لأبي الفضل محمد بن مكرم بن منظور الأنصاري
4. "القاموس المحيط"، لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي؟


النوع الثالث: التأليف المفرد في معاني الحروف
1. الحروف، لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني.
2: المحلّى، لأبي بكر أحمد بن الحسن بن شقير النحوي البغدادي.
3: الحروف، لأبي الحسن علي بن الفضل المزني النحوي .
4: منازل الحروف، لأبي الحسن علي بن عيسى الرُّمَّاني.

النوع الرابع: إفراد بعض الحروف بالتأليف.
ومن الكتب المفردة في معاني بعض الحروف:
1: الهمز، لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري.
2: الألفات، لأبي عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني.
3:اللامات، لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس.

س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير:
مسائل الإعراب منها مسائل لا إشكال فيها عند النحاة والمفسّرين، ومنها مسائل مشكلة مختلف فيها، وهذا الاختلاف على صنفين:
الصنف الأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، وإنما يختلفون فيه لاختلافهم في بعض أصول النحو .
مثال ذلك: اختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}.
فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال عديدة.
قال أبو إسحاق الزجاج: (وهذا الحرف من كتاب اللَّه عزَّ وجلَّ مُشْكِل على أهل اللغة، وقد كثر اختلافهم في تفسيره، ونحن نذكر جميع ما قاله النحويون ونخبر بما نظن أنه الصواب واللَّه أعلم).
ثم خلص رأيه في المسألة :" أنّ "إنْ" قد وقعت موقع "نعم"، وأنَّ اللام وقعت موقعها، وأن المعنى هذان لهما ساحران).

والصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى.
ومثال ذلك" اختلاف العلماء في إعراب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} .
1. فمَن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
وفيه استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه
2. ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم اللهُ الذين خلقهم.
فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.


ومنها: اختلافهم في إعراب "نافلة" في قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة}
فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة، أي: وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة،
ومن أعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق، وزدناه يعقوب زيادة.
أحسنت نفع الله بك
أ
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 16 ذو الحجة 1441هـ/5-08-2020م, 02:23 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أحمد صخر مشاهدة المشاركة
مجلس المذاكرة الثاني لدورة طرق التفسير
القسم الثاني : [من مقدمة في التفسير اللغوي إلى درس إعراب القرآن]
المجموعة الثالثة

س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
بلغت العرب في العناية بلُغَتها وبلاغتها مبلغاً لم يُسمعْ بمثله في أمةٍ من الأمم ، حتى تنافسوا في الفصاحة ، وتفاخروا بالقصائد المحْكَمَةِ ، والخُطَب البليغة ، والأمثال السائرة ، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها ، وتنافسوا في الاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حُجَّة وألطَفِ منزع ، حتى توصّلوا ببراعتهم في البيان إلى أمورٍ لا تبلغها كثير من الحِيَل.
وكان منْ فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان ؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له ، ومنْ حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها.
وتنافسوا في الفصاحة والبيان تنافساً مشهوراً مأثوراً ، ولهم في ذلك قصص وأخبار ، وخطب وأشعار ، وكانوا إذا جمعهم مجمع ، أو وفدت قبيلة على قبيلة ؛ نمّقوا منْ خطبهم وأشعارهم ما يعرضون به فصاحتهم وحسن بيانهم ، ليتوصّلوا بذلك إلى إثبات رفعة شأنهم ، وعلوّ قدرهم ، وتخليد مآثرهم.
واتّخذوا منْ حسن البيان سبيلاً لبلوغِ المآرب ، ونيلِ المكاسب ، واكتسابِ المراتب ، ومؤانسة الجلاس ، والدخول على الملوك والكبراء.
فشاعت فيهم الأشعار والأراجيز ، والخطب والوصايا ، والقصص والأمثال ، فرووا منها شيئاً كثيراً لا يُحدّ ، وكان كثيرٌ منهم أهل حفظ وضبط ، ربما سمع أحدهم القصيدة الطويلة تُنشَد ؛ فحفظها من أوّل مرة ، وهذا كثير شائع فيهم.
فكانوا يعتنون بجيّد الشعر عناية بالغة ، ويحفظونه حفظ الحريص عليه ، وينشدونه في مجامعهم ومواردهم ومجالسهم وأسمارهم.
وكان منَ مفاخرهم : تفاخر الشعراء بكثرةِ إنشادِ شعرِهِ وتَمَثُّلِ النَّاسِ به.
وكان الشعر ديوان العرب ، إذ لم تكن لهم كتب ، وفكانوا يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم ، وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء ، ويعرفون مراتبهم ، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم ، حتى كان منهم منْ يميّز بين أشعار الشعراء ، كما نميّز بين الأصوات ؛ وكما يعرف القافةُ الأشباه ، فلا يشتبه عليه شعرُ شاعرٍ بغيره ؛ فيعرفون المنحولَ والمدرجَ والمسترفَد والمهتدَم ، وأشعار القبائل والموالي ، حتى إنّ منهم من يميّز شعرَ الرجل من شعر أبيه ، وإن كان يحتذي بمثاله ، وينسج على منواله.
والمقصود منْ ذكر عناية العرب بلسانهم وبيانهم ، وحفظهم لأشعارهم ومآثرهم وآثارهم ، وتمييزهم بين الصحيح والمنحول ، والفاضل والمفضول ؛ بيان ما وصلوا إليه منَ الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رُتَبِه ، ومعرفة فنونه وأساليبه ، وتنوّع دلائله.

س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أنْ يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
لا يصح أن يفسر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي ، بل يجب على منْ يفسّر القرآن بلغة العرب أنْ يراعي أصولَ التفسير ، ومراتب الاستدلال ، وقواعد الترجيح ، ولا يحلّ له أن يفسّر القرآن بمجرّد الاحتمال اللغوي منْ غير مراعاةِ ما تقدّم ، وليُعلمْ أنَّ منْ أسباب الانحراف في التفسير الأخذ بمجرّد الاحتمال اللغوي ، وقد اغترّ بذلك بعض من اشتغل بالتفسير من أصحاب الأهواء ، وفتنوا ببعض ما خرجوا به منْ أقوالٍ لمّا رأوا القرآن حمّالاً ذا وجوه ، وأعجبتهم أقوالهم ، وما أشربوا من أهوائهم ، فضلّوا وأضلوا.
فليس كلّ ما تحتمله اللفظة منَ المعاني في اللغة يصحّ أنْ تُفسَّر به في القرآن.
ومنْ أمثلة ذلك : لفظ { الفلق } ؛ يطلق في اللغة على الصبح ، وعلى الخلق كلّه ، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله ، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين ، وعلى مِقْطَرة السجان ، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه ، وعلى الداهية ، ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة مبثوثة في كتب اللغة.
ومثل هذه الألفاظ التي تطلق على أكثر منْ معنى ؛ يؤخذ بما يحتمله السياق منها ، ثمّ يكون النظر فيها على مراتب :
المرتبة الأولى : النظر في دلالة النص أو الإجماع على اختيار بعض تلك المعاني ؛ فما دلّ عليه النصّ أو الإجماع وجب المصير إليه وطرح كلّ ما خالفه.
المرتبة الثانية : النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين ؛ فيؤخذ ما قالوا به منها ، وينظر في أقوالهم حسب قواعد الجمع والترجيح.
وينظر كذلك في المعاني التي يحتملها السياق مما لم يذكروه ، بشرط أنْ لا تعارض ما قالوه ، ولا تعارض نصّاً ولا إجماعاً في موضع آخر.
والمرتبة الثالثة : النظر في أقوال المفسّرين منْ علماء اللغة ، فما قالوا به مما لا يعارض المرتبتين الأولى والثانية فمقبول ، إلا أن تكون له علّة لغوية.
والمرتبة الرابعة : النظر في دلالة المناسبة ، وهي أن يكون أحد المعاني أنسب لمقصد الآية من المعاني الأخرى.
المرتبة الخامسة : النظر في توارد المعاني ، وهي أنْ يحتمل التركيب معاني متعددة لأحوالٍ متغايرةً ؛ فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا.

س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
سلك العلماء طرقاً متنوعة في التأليف في شرح معاني الحروف ، منْ أشهرها :
النوع الأول : إدراجها في كتب الوجوه والنظائر ؛ ومن أشهر الكتب في ذلك :
1 - الوجوه والنظائر لمقاتل بن سليمان البلخي.
2 - الوجوه والنظائر لهارون بن موسى النحوي.
3 - التصاريف ليحيي بن سلام البصري.
4 - وجوه القرآن لإسماعيل بن أَحْمد الحيري الضرير.
5 - الوجوه والنظائر للدامغاني.
6 - نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي.
7 - كشف السرائر في معني الوجوه والأشباح والنظائر لشمس الدين محمد بم محمد البلبيسي المعروف بابن العماد المصري.
النوع الثاني : إدراج شرحها في معاجم اللغة ؛ ومن أشهر المعاجم اللغوية :
1 - العين للخليل بن أحمد الفراهيدي.
2 - جمهرة اللغة للأزدي.
3 - تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري.
4 - المحيط في اللغة للطالقاني المعروف بالصاحب بن عباد.
5 - تاج اللغة وصحاحُ العربية للجوهري.
6 - مجمل اللغة ، ومقاييس اللغة ، كليهما لابن فارس.
7 - المخصص ، والمحكم والمحيط الأعظم ، كليهما لابن سيده.
8 - لسان العرب لابن منظور.
9 - القاموس المحيط للفيروز أبادي.
10 - تاج العروس من جواهر القاموس لأبي الفيض مرتضي الزبيدي.
النوع الثالث : التأليف المفرد في معاني الحروف ، ومن أشهر كتب هذا النوع :
1 - المحلي لابي بكر بن شقير النحوي البغدادي.
2 - حروف المعاني والصفات للزجاجي.
3 - الحروف لابي الْحسن علي بن الفضل المزني النحوي.
4 - منازل الحروف للرماني.
5 - رصف المباني في حروف المعاني للمالقي.
وغيرها الكثير.
النوع الرابع : إفراد بعض الحروف في التأليف ، ومن ذلك :
1 - الهمز لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري.
2 - الألفات لابن الأنباري ، وآخر لابن خالويه.
3 - اللامات لابن فارس ، وآخر للزجاجي ، وآخر لأبي جعفر النحاس.

س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
اختلاف النحاة والمفسرين في إعراب القرآن الكريم علي نوعين :
النوع الأول : الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى ، سوى الفوراق البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب.
النوع الثاني : الاختلاف الذي له أثر على المعنى ، ومن أمثلة هذا الاختلاف :
اختلافهم في إعراب { نافلة } في قوله تعالى : { ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة }
فمن أعربها نائب مفعول مطلق ؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.
ومن أعربها حالاً من { يعقوب } ذهب إلى أنَّ المراد بالنافلة الزيادة ، أي : وهبنا له إسحاق ، وزدناه يعقوب زيادة.
قال الأمين الشنقيطي : وقوله : { نافلة } فيه وجهان من الإعراب ؛ فعلى قول من قال : النافلة العطية فهو ما ناب عن المطلق من { وهبنا } ؛ أي : وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة ، وعليه النافلة مصدرٌ جاء بصيغة اسم الفاعل كالعاقبة والعافية.
وعلى أن النافلة بمعنى الزيادة فهو حال من { يعقوب } ؛ أي : وهبنا له يعقوب في حال كونه زيادة على إسحاق. ا. هـ.
أحسنت نفع الله بك
الأصل صياغة الإجابة بأسلوبك الخاص , وقد غلب على السؤال الأول والثاني طابع النسخ المحض!
ب
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 17 ذو الحجة 1441هـ/6-08-2020م, 11:22 PM
أفراح قلندة أفراح قلندة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 141
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
الصحابة رضي الله عنهم كانوا عربا فصحاء، ومع علمهم باللغة وفصاحة لسانهم ، فقد كان لهم عناية بالتفقه في العربية وسؤال الفصحاء المعربين وحفظ الحجج اللغوية والشواهد من الأشعار والخطب وغيرها. ومن الأدلة على عناية الصحابة بالتفسير اللغوي:
- عمر بن زيد: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه ». رواه ابن وهب وابن أبي شيبة.
- وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب» رواه الحاكم والبيهقي.
وكان من الصحابة علماء يفسرون الغريب ويبينون معاني الأساليب القرآنية، والصحابة كانوا عربا فصحاء وتفسيرهم القرآن بلغة العرب حجة لغوية -إذا صح الإسناد-، وكان أكثرهم استعمالاً لهذا للتفسير اللغوي ابن عباس رضي الله عنه. وقد روي عنه آثار كثيرة في التفسير اللغوي منها: ما روي عن مجاهد، عن ابن عباس، في هذه الآية {إلا اللمم} قال: (الذي يلم بالذنب ثم يدعه، ألم تسمع قول الشاعر: إن تغفر اللهم تغفر جما ... وأي عبد لك لا ألما ). أخرجه الحاكم في مستدركه.
وكذلك كان كبار التابعين وعامتهم، فقد كانوا من أهل عصر الاحتجاج وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي ومن الأمثلة على تفاسيرهم اللغوية:
- ما رواه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {الزبانية} قال: «الزبانية في كلام العرب الشرط».
- ومنها: ما رواه ابن أبي شيبة عن شريك، عن بيانٍ، عن عامرٍ الشعبي: {فإذا هم بالسّاهرة} قال: « بالأرض، ثمّ أنشد أبياتًا لأميّة: وفيها لحم ساهرةٍ وبحرٍ».
وأبو أسود الدؤلي تابعي ثقة فصيح اللسان عالم بالعربية، وهو أول من وضع كتابا في أصول اللغة "النحو" -بأمر من علي رضي الله عنه-، كما ذكر الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام. ولأبي الأسود أقوال في التفسير تُروى عنه وكان له جماعة من المعتنين باللغة العربية أخذوا عنه التفسير اللغوي منهم ابنه عطاء ويحيى بن يعمر ونصر بن عاصم الليثي وعنبسة بن معدان المهري.
ثم تبعهم طبقة صغار التابعين الذين أخذوا عن أصحاب أبي الأسود وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها ومنهم: عبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي، وعيسى بن عمر الثقفي وأبو عمرو بن العلاء التميمي. وهؤلاء كانوا مع علمهم باللغة العربية وفصاحتهم من القراء المعروفين الذين تؤخذ عنهم القراءة.


س2: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير.
أكثر عناية السلف اللغوية كانت ببيان معاني المفردات والأساليب القرآنية، ولمعرفة الأساليب ومعانيها ومقاصدها أثر بالغ في التفسير، فمعرفة معنى الأسلوب قدر زائد على معرفة معاني الألفاظ المفردة، ولا يستقيم فهم معنى الآية إلا بمعرفة معنى الأسلوب، ومنها:
- إذا تبيّن معنى الأسلوب تبيّن معنى الآية للمتأمّل، ولذلك أمثلة منها:
منها: قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} فسّر بالتعجب وفسّر بالاستفهام، وللسلف واللغويين قولان مشهوران في هذه الآية عمادهما على تفسير معنى الأسلوب.
- ومما ينبغي أن يُتنبّه له أن المفسّر قد يصيب في معرفة الأسلوب ثمّ يقع الخطأ في تقرير المعنى على ذلك الأسلوب، ولذلك أمثلة منها:.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير قوله تعالى: {أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله} قال: (أي: أإله مع الله فعل هذا؟ وهذا استفهام إنكار، وهم مقرون بأنه لم يفعل هذا إله آخر مع الله.
ومن قال من المفسرين إن المراد: هل مع الله إله آخر؟ فقد غلط؛ فإنهم كانوا يجعلون مع الله آلهة أخرى كما قال تعالى: {أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد}).


س3: تحدّث بإيجاز عن احدى أمثلة دراسة معاني الحروف في التفسير.
المسألة: معنى الباء في {بسم الله}
اختلف اللغويون في معنى الباء في (بسم الله) على أربعة أقوال وهي:
- القول الأول: الباء للاستعانة، وهو قول أبي حيان الأندلسي، والسمين الحلبي، وقال به جماعة من المفسّرين.
- والقول الثاني: الباء للابتداء، وهو قول الفراء، وابن قتيبة، وثعلب، وأبي بكر الصولي، وأبي منصور الأزهري، وابن سيده، وابن يعيش، وجماعة.
- والقول الثالث: الباء للمصاحبة والملابسة، واختاره ابن عاشور.
- والقول الرابع: الباء للتبرك، أي أبدأ متبركاً، وهذا القول مستخرج من قول بعض السلف في سبب كتابة البسملة في المصاحف.
والمعاني الأربعة كلها صحيحة لا تعارض بينها، ولذلك يصحّ أن يستحضرَ المبسملَ عندَ بسملته هذه المعاني جميعاً، ولا يجد في نفسه تعارضاً بينها.
وبهذا نرى أن معاني الحروف تتنوّع بحسب السياق والمقاصد وما يحتمله الكلام، وليست جامدة على معنى معين .


س4: تحدّث بإيجاز عن عناية علماء اللغة بمسائل الإعراب على مر العصور.
حظي الإعراب ومسائله في التفسير بعناية فائقة من قبل جماعة من علماء اللغة على مر العصور، وسأعرض هنا -بإيجاز- في التسلسل الزمني بعض من هؤلاء العلماء وإنجازاتهم في علم اللغة والإعراب:
أولاً : العلماء المتقدمين، منهم من تُحفظ أقواله وتروى في كتب التفسير وكتب العربية، ومنهم من كانت له كتب يعرض فيها بعض مسائل إعراب القرآن. ومن هؤلاء العلماء:
- عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي(ت: 129هـ)
- وأبو عمرو بن العلاء(ت:154هـ) ،
- والخليل بن أحمد (ت:170هـ)
- وسيبويه (ت: 180هـ) وغيرهم.
ثانيا: في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث، قام العلماء بالتأليف في معاني القرآن وإعرابه ومنهم:
- لأبي زكريا يحيى بن زياد الفرَّاء (ت:207هـ) كتاب قيّم في معاني القرآن، من أجمع الكتب في زمانه في إعراب القرآن، وقد عني العلماء به.
- وكتب الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (ت: ٢١٥هـ) كتاباً في "معاني القرآن" وهو مطبوع.
ثالثاً: برز في منتصف القرن الثالث وآخره جماعة من علماء اللغة الذين كانت لهم أقوال مأثورة في إعراب القرآن، ومنهم:
- ابن السكيت، وأبو حاتم السجستاني، وابن قتيبة، والمبرّد، وثعلب.
رابعاً: اتّسع التأليف في إعراب القرآن في القرن الرابع الهجري؛ واشتهرت فيه كتب منها:
- فكتب أبو إسحاق إبراهيم بن السريّ الزجاج(ت:311هـ) كتابه الحافل ""معاني القرآن وإعرابه" وهو من أجمع كتب إعراب القرآن في زمانه، واشتهر كتابه شهرة كبيرة وعني به العلماء.
- وكتب أبو عبد الله الحسينُ بنُ أحمدَ ابنُ خالويه الهمَذاني(ت:370هـ) كتابيه "إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم" و"إعراب القراءات السبع وعللها" وهما من أجلّ كتب إعراب القرآن.
- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري(ت:310هـ) في تفسيره الكبير "جامع البيان عن تأويل آي القرآن". وهو من المفسّرين الذي زخر تفسيره بعناية حسنة بمسائل الإعراب وأثرها على التفسير والترجيح بين الأقوال.
خامسا: وتتابع التأليف في إعراب القرآن في القرون التالية، ومن أجود المؤلفات فيه:
- كتاب البرهان في علوم القرآن لعلي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي(ت:430هـ)وهو كتاب جامع في التفسير والقراءات وتوجيهها والإعراب والغريب والاشتقاق، ولمؤلفه عناية ظاهرة بالإعراب.
- وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي (ت: 468هـ) في تفسيره البسيط، وقد طبع مؤخراً. ولتفسير عناية حسنة بمسائل الإعراب.
- و"الملخص في إعراب القرآن"، للخطيب يحيى بن علي التبريزي (ت: 502هـ).
- وأبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي (ت: 745هـ) في تفسيره الحافل "البحر المحيط" ، وهو من أجود التفاسير التي عنيت بإعراب القرآن.
سادسا: وأُلّف في هذا العصر مؤلفات كثيرة في إعراب القرآن، ومن أشهرها وأجودها:
- الأستاذ محمد الطاهر بن عاشور(ت:1393هـ) في تفسيره القيّم الذي سماه "التحرير والتنوير". وفيه عناية حسنة بالإعراب.
"الجدول في إعراب القرآن" للأستاذ محمود بن عبد الرحيم الصافي(ت:1376هـ) .
- و"إعراب القرآن وبيانه"، لمحيي الدين درويش (ت:1402هـ) .
- و"المعجم النحوي لألفاظ القرآن الكريم" (ت:1404هـ)

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 18 ذو الحجة 1441هـ/7-08-2020م, 11:45 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أفراح قلندة مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:

س1: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
الصحابة رضي الله عنهم كانوا عربا فصحاء، ومع علمهم باللغة وفصاحة لسانهم ، فقد كان لهم عناية بالتفقه في العربية وسؤال الفصحاء المعربين وحفظ الحجج اللغوية والشواهد من الأشعار والخطب وغيرها. ومن الأدلة على عناية الصحابة بالتفسير اللغوي:
- عمر بن زيد: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه ». رواه ابن وهب وابن أبي شيبة.
- وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب» رواه الحاكم والبيهقي.
وكان من الصحابة علماء يفسرون الغريب ويبينون معاني الأساليب القرآنية، والصحابة كانوا عربا فصحاء وتفسيرهم القرآن بلغة العرب حجة لغوية -إذا صح الإسناد-، وكان أكثرهم استعمالاً لهذا للتفسير اللغوي ابن عباس رضي الله عنه. وقد روي عنه آثار كثيرة في التفسير اللغوي منها: ما روي عن مجاهد، عن ابن عباس، في هذه الآية {إلا اللمم} قال: (الذي يلم بالذنب ثم يدعه، ألم تسمع قول الشاعر: إن تغفر اللهم تغفر جما ... وأي عبد لك لا ألما ). أخرجه الحاكم في مستدركه.
وكذلك كان كبار التابعين وعامتهم، فقد كانوا من أهل عصر الاحتجاج وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي ومن الأمثلة على تفاسيرهم اللغوية:
- ما رواه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {الزبانية} قال: «الزبانية في كلام العرب الشرط».
- ومنها: ما رواه ابن أبي شيبة عن شريك، عن بيانٍ، عن عامرٍ الشعبي: {فإذا هم بالسّاهرة} قال: « بالأرض، ثمّ أنشد أبياتًا لأميّة: وفيها لحم ساهرةٍ وبحرٍ».
وأبو أسود الدؤلي تابعي ثقة فصيح اللسان عالم بالعربية، وهو أول من وضع كتابا في أصول اللغة "النحو" -بأمر من علي رضي الله عنه-، كما ذكر الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام. ولأبي الأسود أقوال في التفسير تُروى عنه وكان له جماعة من المعتنين باللغة العربية أخذوا عنه التفسير اللغوي منهم ابنه عطاء ويحيى بن يعمر ونصر بن عاصم الليثي وعنبسة بن معدان المهري.
ثم تبعهم طبقة صغار التابعين الذين أخذوا عن أصحاب أبي الأسود وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها ومنهم: عبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي، وعيسى بن عمر الثقفي وأبو عمرو بن العلاء التميمي. وهؤلاء كانوا مع علمهم باللغة العربية وفصاحتهم من القراء المعروفين الذين تؤخذ عنهم القراءة.


س2: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير.
أكثر عناية السلف اللغوية كانت ببيان معاني المفردات والأساليب القرآنية، ولمعرفة الأساليب ومعانيها ومقاصدها أثر بالغ في التفسير، فمعرفة معنى الأسلوب قدر زائد على معرفة معاني الألفاظ المفردة، ولا يستقيم فهم معنى الآية إلا بمعرفة معنى الأسلوب، ومنها:
الأساليب القرآنية هي أشهر الأنواع التي أولاها السلف عنايتهم لكونها أنفعها ، وأشدّها صلة بالتفسير، إذ يكون به الكشف عن معنى اللفظ، ومعرفة مقاصد الأساليب، وأكثر عناية السلف اللغوية كانت بهذا النوع.
- إذا تبيّن معنى الأسلوب تبيّن معنى الآية للمتأمّل، ولذلك أمثلة منها:
منها: قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} فسّر بالتعجب وفسّر بالاستفهام، وللسلف واللغويين قولان مشهوران في هذه الآية عمادهما على تفسير معنى الأسلوب.
- ومما ينبغي أن يُتنبّه له أن المفسّر قد يصيب في معرفة الأسلوب ثمّ يقع الخطأ في تقرير المعنى على ذلك الأسلوب، ولذلك أمثلة منها:.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير قوله تعالى: {أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله} قال: (أي: أإله مع الله فعل هذا؟ وهذا استفهام إنكار، وهم مقرون بأنه لم يفعل هذا إله آخر مع الله.
ومن قال من المفسرين إن المراد: هل مع الله إله آخر؟ فقد غلط؛ فإنهم كانوا يجعلون مع الله آلهة أخرى كما قال تعالى: {أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد}).


س3: تحدّث بإيجاز عن احدى أمثلة دراسة معاني الحروف في التفسير.
المسألة: معنى الباء في {بسم الله}
اختلف اللغويون في معنى الباء في (بسم الله) على أربعة أقوال وهي:
- القول الأول: الباء للاستعانة، وهو قول أبي حيان الأندلسي، والسمين الحلبي، وقال به جماعة من المفسّرين.
- والقول الثاني: الباء للابتداء، وهو قول الفراء، وابن قتيبة، وثعلب، وأبي بكر الصولي، وأبي منصور الأزهري، وابن سيده، وابن يعيش، وجماعة.
- والقول الثالث: الباء للمصاحبة والملابسة، واختاره ابن عاشور.
- والقول الرابع: الباء للتبرك، أي أبدأ متبركاً، وهذا القول مستخرج من قول بعض السلف في سبب كتابة البسملة في المصاحف.
والمعاني الأربعة كلها صحيحة لا تعارض بينها، ولذلك يصحّ أن يستحضرَ المبسملَ عندَ بسملته هذه المعاني جميعاً، ولا يجد في نفسه تعارضاً بينها.
وبهذا نرى أن معاني الحروف تتنوّع بحسب السياق والمقاصد وما يحتمله الكلام، وليست جامدة على معنى معين .
لو بينت كيفية الجمع بين الأقوال كما ذكره الشيخ حفظه الله , حتى يتضح عدم وجود تعارض بينها .

س4: تحدّث بإيجاز عن عناية علماء اللغة بمسائل الإعراب على مر العصور.
حظي الإعراب ومسائله في التفسير بعناية فائقة من قبل جماعة من علماء اللغة على مر العصور، وسأعرض هنا -بإيجاز- في التسلسل الزمني بعض من هؤلاء العلماء وإنجازاتهم في علم اللغة والإعراب:
أولاً : العلماء المتقدمين، منهم من تُحفظ أقواله وتروى في كتب التفسير وكتب العربية، ومنهم من كانت له كتب يعرض فيها بعض مسائل إعراب القرآن. ومن هؤلاء العلماء:
- عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي(ت: 129هـ)
- وأبو عمرو بن العلاء(ت:154هـ) ،
- والخليل بن أحمد (ت:170هـ)
- وسيبويه (ت: 180هـ) وغيرهم.
ثانيا: في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث، قام العلماء بالتأليف في معاني القرآن وإعرابه ومنهم:
- لأبي زكريا يحيى بن زياد الفرَّاء (ت:207هـ) كتاب قيّم في معاني القرآن، من أجمع الكتب في زمانه في إعراب القرآن، وقد عني العلماء به.
- وكتب الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (ت: ٢١٥هـ) كتاباً في "معاني القرآن" وهو مطبوع.
ثالثاً: برز في منتصف القرن الثالث وآخره جماعة من علماء اللغة الذين كانت لهم أقوال مأثورة في إعراب القرآن، ومنهم:
- ابن السكيت، وأبو حاتم السجستاني، وابن قتيبة، والمبرّد، وثعلب.
رابعاً: اتّسع التأليف في إعراب القرآن في القرن الرابع الهجري؛ واشتهرت فيه كتب منها:
- فكتب أبو إسحاق إبراهيم بن السريّ الزجاج(ت:311هـ) كتابه الحافل ""معاني القرآن وإعرابه" وهو من أجمع كتب إعراب القرآن في زمانه، واشتهر كتابه شهرة كبيرة وعني به العلماء.
- وكتب أبو عبد الله الحسينُ بنُ أحمدَ ابنُ خالويه الهمَذاني(ت:370هـ) كتابيه "إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم" و"إعراب القراءات السبع وعللها" وهما من أجلّ كتب إعراب القرآن.
- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري(ت:310هـ) في تفسيره الكبير "جامع البيان عن تأويل آي القرآن". وهو من المفسّرين الذي زخر تفسيره بعناية حسنة بمسائل الإعراب وأثرها على التفسير والترجيح بين الأقوال.
خامسا: وتتابع التأليف في إعراب القرآن في القرون التالية، ومن أجود المؤلفات فيه:
- كتاب البرهان في علوم القرآن لعلي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي(ت:430هـ)وهو كتاب جامع في التفسير والقراءات وتوجيهها والإعراب والغريب والاشتقاق، ولمؤلفه عناية ظاهرة بالإعراب.
- وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي (ت: 468هـ) في تفسيره البسيط، وقد طبع مؤخراً. ولتفسير عناية حسنة بمسائل الإعراب.
- و"الملخص في إعراب القرآن"، للخطيب يحيى بن علي التبريزي (ت: 502هـ).
- وأبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي (ت: 745هـ) في تفسيره الحافل "البحر المحيط" ، وهو من أجود التفاسير التي عنيت بإعراب القرآن.
سادسا: وأُلّف في هذا العصر مؤلفات كثيرة في إعراب القرآن، ومن أشهرها وأجودها:
- الأستاذ محمد الطاهر بن عاشور(ت:1393هـ) في تفسيره القيّم الذي سماه "التحرير والتنوير". وفيه عناية حسنة بالإعراب.
"الجدول في إعراب القرآن" للأستاذ محمود بن عبد الرحيم الصافي(ت:1376هـ) .
- و"إعراب القرآن وبيانه"، لمحيي الدين درويش (ت:1402هـ) .
- و"المعجم النحوي لألفاظ القرآن الكريم" (ت:1404هـ)
أحسنت نفع الله بك
ب+
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 23 ذو الحجة 1441هـ/12-08-2020م, 11:25 PM
فردوس الحداد فردوس الحداد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 107
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
بلغت العرب في العناية بلُغَتها وبلاغتها مبلغاً تميزت به بين الأمم، ومن مظاهر هذه العناية:
‎1/ التنافس في الفصاحةوالتفاخر بالقصائد والخُطب والأمثال، وحسن البيان في التعبير عن المراد بأفصح العبارات، وكذلك التنافس في الاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى الحجج.
كما قال طرفة بن العبد البكري:
رأيت القوافي يتّلجن موالجاً*...*تَضَيَّقُ عنها أن تولّجها الإِبَرْ
2/ جعلوا من بعض فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له، ومن حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها.
3/ كانوا إذا جمعهم مجمع، أو وفدت قبيلة على قبيلة انتقوامن خطبهم وأشعارهم ما يعرضون به فصاحتهم وحسن بيانهم ليتوصّلوا بذلك إلى إثبات رفعة شأنهم، وعلوّ قدرهم.
4/اتّخذوا من حسن البيان سبيلاً لبلوغ مآربهم ومطامحهم، واكتساب المراتب، ومؤانسة الجلاس، والدخول على الملوك والكبراء، وقضاء كثير من شؤونهم؛ حتى قال قائلهم: (إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه).
قال زهير بن أبي سلمى:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده*...*فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
5/ كثيرٌ منهم أهل حفظ وضبط، فيسمع أحدهم القصيدة الطويلة تُنشَد؛ فيحفظها فكانوا يعتنون بجيّد الشعر عناية بالغة، ويحفظونه حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجامعهم ومجالسهم.
6/كان الشعر ديوان العرب،*إذ لم تكن*لهم كتب، فكانوا يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم.
7/ وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويعرفون مراتبهم، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم فلا يشتبه عليه شعرُ شاعرٍ بغيره؛ فيعرفون المنحولَ والمدرجَ والمسترفَد والمهتدَم، وأشعار القبائل والموالي.
ومن جميع ماسبق يتبين ما وصلوا إليه من الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رُتَبِه، ومعرفة فنونه وأساليبه، وتنوّع دلائله.
فلمّا نزل القرآن بلسان عربيّ مبين؛ على أحسن مما يعرفون من الفصاحة والبيان، بهرهم حُسْنُه، وأدهشهم بيانه، وتيقّنوا أنه لا طاقة لأحد أن يأتي بمثله، ولا بقريب منه، وأنّ المتعرّض لمعارضته إنما يعرّض نفسه للهزء بها، فصانوا أنفسهم عن قصد معارضته.
وقد علموا أنّه لو كان من قول البشر لما أعيا فصحاءهم أن يأتوا بمثله أو بقريب منه،
فلمّا تحدّاهم الله تعالى لم يقدروا على معارضة كلامه ولا الإتيان بمثله.
•••••••••••••••••**********
س2: بيّن مع التمثيل*هل يصح أن*يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
لا يصح أن يفسر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي، بل إن من أسباب الانحراف في التفسير الأخذ بمجرّد الاحتمال اللغوي، وقد اغترّ بذلك*بعض*من اشتغل بالتفسير من*أصحاب الأهواء، وفتنوا ببعض*ما خرجوا به من أقوال لمّا رأوا القرآن حمّالاً ذا وجوه، وأعجبتهم أقوالهم، فضلّوا وأضلوا.
فيجب على من يفسّر القرآن بلغة العرب أن يراعي أصولَ التفسير ومراتب الاستدلال وقواعد الترجيح، ولا يحلّ له أن يفسّر القرآن بمجرّد الاحتمال اللغوي من غير مراعاة ما تقدّم،*
لأنه ليس كلّ ما تحتمله اللفظة من المعاني في اللغة*يصحّ*أن*تُفسَّر به في القرآن.
ومن أمثلة ذلك:*لفظ "الفلق" يطلق في اللغة على الصبح، وعلى الخلق كلّه، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين، وعلى مِقْطَرة السجان، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه، وعلى الداهية.
ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة في اللغة.
وفي مثل هذه الألفاظ التي تطلق على أكثر من معنى يؤخذ بما يحتمله السياق منها، ثمّ يكون النظر فيها على مراتب:
المرتبة الأولى:*النظر في دلالة النص أو الإجماع على اختيار بعض تلك المعاني؛ فما دلّ عليه النصّ أو الإجماع وجب اختياره وطرح كلّ ما خالفه.
المرتبة الثانية:*النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين فيؤخذ ما قالوا به منها، وينظر في أقوالهم حسب قواعد الجمع والترجيح.
وينظر كذلك في المعاني التي يحتملها السياق مما لم يذكروه بشرط أن لا تعارض ما قالوه، ولا تعارض نصّاً ولا إجماعاً في موضع آخر.
والمرتبة الثالثة:*النظر في أقوال المفسّرين من علماء اللغة فما قالوا به مما لا يعارض المرتبتين الأولى والثانية فمقبول إلا أن*تكون له علّة لغوية.
والمرتبة الرابعة:*النظر في دلالة المناسبة، وهي أن يكون أحد المعاني أنسب لمقصد الآية من المعاني الأخرى.
المرتبة الخامسة:*النظر في توارد المعاني ، وهي أن يحتمل التركيب معاني متعددة لأحوال متغايرة؛ فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا.
••••••••••••••••*••
س3: تحدّث بإيجاز عن*أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
النوع الأول: ذكرها في كتب الوجوه والنظائر،*وهو أوّل ما ظهر من الكتابة في معاني الحروف، وسبب ذلك أنّ الحروف ترد على وجوه متعددة من المعاني، غير أنّ هذا النوع من التأليف لا يختص بالحروف ولا يتقصّاها؛ ومن أشهر الكتب المؤلفة في هذا النوع:
1. كتاب "الوجوه والنظائر" لمقاتل بن سليمان البلخي(ت:150هـ)، وقد ذكر فيه معاني بعض الحروف مثل: "إلى"، و"إلا" و"إن"، و"أو" و"أم" و"حتى"، و"لولا"، و"لما" وغيرها.
2. ‎النوع الثاني: شرحها في معاجم اللغة
وسبب ذلك أنّ الحروف من المفردات التي يكثر دورانها في الاستعمال؛ فكان من عناية أصحاب المعاجم اللغوية شرحها فيما يشرحون من المفردات، ومن أشهر المعاجم اللغوية: كتاب "العين"، للخليل بن أحمد الفراهيدي، وقد شرح معاني بعض الحروف كما في شرحه لـ"أو" و"أم" و"أي" وغيرها.
النوع الثالث: التأليف المفرد في معاني الحروف وقد صنّف في معاني الحروف جماعة من أهل العلم، ومن أشهر كتبهم:كتاب حروف المعاني والصفات، لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي.
النوع الرابع: إفراد بعض الحروف بالتأليف.
ومن الكتب المفردة في معاني بعض الحروف: كتاب الهمز، لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري.
••••••••••••••••••••••••••
س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
وهذا الاختلاف على*صنفين:
الصنف الأول:*الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، وإنما يختلفون فيه لاختلافهم في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده، كاختلافهم في قوله تعالى:*{إن هذان لساحران}، فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال عديدة.
والصنف الثاني:*الاختلاف الذي له أثر على المعنى، وهذا النوع هو الداخل في التفسير اللغوي ومن أمثلته:
1/اختلاف العلماء في إعراب "مَن" في قوله تعالى:*{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}*؛ فمَن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم اللهُ الذين خلقهم.
•••
2/اختلافهم في إعراب "نافلة" في قوله تعالى:*{ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة}
فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.
ومن أعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق، وزدناه يعقوب زيادة.
•••••••••

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 9 محرم 1442هـ/27-08-2020م, 11:10 PM
عبير الجبير عبير الجبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 119
افتراضي

المجلس الحادي عشر



س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
كان العرب وقت نزول القرآن يتميزون بأنهم أهل فصاحة وبلاغة، فكانوا يكتبون القصائد والخطب ويتنافسون في البيان وحسن المنطق، ويقيمون المسابقات ويضعون لها محكما، فمن غلب كان له شرف البيان بحسن اللغة، وكانوا يعتنون بالشعر وينقلون به وقائعهم ومشاعرهم وتاريخهم فالشعر ديوان العرب.

س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أن يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
لا يصح تفسير القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي، لأن الألفاظ قد تدل على أكثر من معنى مختلف وبعضها قد تتناقض، فيجب أن يكون المعنى صحيح لغة إضافة إلى كونه مناسبا للمعنى المراد وللسياق وألا يخالف نصوصا شرعية أخرى.
ومثال ذلك ما قيل في المعاني اللغوية لكلمة (الفلق)، منها: الصبح، والبرية كلهم، و الأمر إذا استبان، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين، وعلى مقطرة السجان، وعلى اللبن المتفلق الذي تميز ماؤه، وعلى الداهية.
فهذه المعاني كلها صحيحة لغة ولكن في التفسير فلا يصح منها إلا ما له معنى يناسب المرتد بالآية.


س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
النوع الأول: إدراجها في كتب الوجوه والنظائر، ومنها كتاب: (الوجوه والنظائر لمقاتل بن سليمان البلخي).
النوع الثاني: إدراجها في كتب معاجم اللغة، ومنها كتاب: (لسان العرب لابن منظور)
النوع الثالث: التأليف المفرد في معاني الحروف، ومنها كتاب: (كفاية المُعاني في حروف المعاني للبيتوشي)
والنوع الرابع: إفراد بعض الحروف بالتأليف، ومنها كتاب: (اللامات للزجاج)




س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
اختلاف الإعراب قد يكون له ثمرة وتأثير على التفسير، وقد لا يكون له تأثير في التفسير،

ومما لا أثر له: اختلاف النحويين في (هذان) في قوله تعالى: (إن هذان لساحران).

ومن الاختلاف الذي له أثر في المعنى يغير التفسير، اختلافهم في (من) قوله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
فمن جعلها فاعلا فسرها بأن المراد هو الله تعالى،
ومن جعلها مفعولا فسرها بأن المراد المخلوق.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 17 محرم 1442هـ/4-09-2020م, 11:55 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فردوس الحداد مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
بلغت العرب في العناية بلُغَتها وبلاغتها مبلغاً تميزت به بين الأمم، ومن مظاهر هذه العناية:
‎1/ التنافس في الفصاحةوالتفاخر بالقصائد والخُطب والأمثال، وحسن البيان في التعبير عن المراد بأفصح العبارات، وكذلك التنافس في الاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى الحجج.
كما قال طرفة بن العبد البكري:
رأيت القوافي يتّلجن موالجاً*...*تَضَيَّقُ عنها أن تولّجها الإِبَرْ
2/ جعلوا من بعض فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له، ومن حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها.
3/ كانوا إذا جمعهم مجمع، أو وفدت قبيلة على قبيلة انتقوامن خطبهم وأشعارهم ما يعرضون به فصاحتهم وحسن بيانهم ليتوصّلوا بذلك إلى إثبات رفعة شأنهم، وعلوّ قدرهم.
4/اتّخذوا من حسن البيان سبيلاً لبلوغ مآربهم ومطامحهم، واكتساب المراتب، ومؤانسة الجلاس، والدخول على الملوك والكبراء، وقضاء كثير من شؤونهم؛ حتى قال قائلهم: (إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه).
قال زهير بن أبي سلمى:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده*...*فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
5/ كثيرٌ منهم أهل حفظ وضبط، فيسمع أحدهم القصيدة الطويلة تُنشَد؛ فيحفظها فكانوا يعتنون بجيّد الشعر عناية بالغة، ويحفظونه حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجامعهم ومجالسهم.
6/كان الشعر ديوان العرب،*إذ لم تكن*لهم كتب، فكانوا يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم.
7/ وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويعرفون مراتبهم، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم فلا يشتبه عليه شعرُ شاعرٍ بغيره؛ فيعرفون المنحولَ والمدرجَ والمسترفَد والمهتدَم، وأشعار القبائل والموالي.
ومن جميع ماسبق يتبين ما وصلوا إليه من الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رُتَبِه، ومعرفة فنونه وأساليبه، وتنوّع دلائله.
فلمّا نزل القرآن بلسان عربيّ مبين؛ على أحسن مما يعرفون من الفصاحة والبيان، بهرهم حُسْنُه، وأدهشهم بيانه، وتيقّنوا أنه لا طاقة لأحد أن يأتي بمثله، ولا بقريب منه، وأنّ المتعرّض لمعارضته إنما يعرّض نفسه للهزء بها، فصانوا أنفسهم عن قصد معارضته.
وقد علموا أنّه لو كان من قول البشر لما أعيا فصحاءهم أن يأتوا بمثله أو بقريب منه،
فلمّا تحدّاهم الله تعالى لم يقدروا على معارضة كلامه ولا الإتيان بمثله.
•••••••••••••••••**********
س2: بيّن مع التمثيل*هل يصح أن*يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
لا يصح أن يفسر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي، بل إن من أسباب الانحراف في التفسير الأخذ بمجرّد الاحتمال اللغوي، وقد اغترّ بذلك*بعض*من اشتغل بالتفسير من*أصحاب الأهواء، وفتنوا ببعض*ما خرجوا به من أقوال لمّا رأوا القرآن حمّالاً ذا وجوه، وأعجبتهم أقوالهم، فضلّوا وأضلوا.
فيجب على من يفسّر القرآن بلغة العرب أن يراعي أصولَ التفسير ومراتب الاستدلال وقواعد الترجيح، ولا يحلّ له أن يفسّر القرآن بمجرّد الاحتمال اللغوي من غير مراعاة ما تقدّم،*
لأنه ليس كلّ ما تحتمله اللفظة من المعاني في اللغة*يصحّ*أن*تُفسَّر به في القرآن.
ومن أمثلة ذلك:*لفظ "الفلق" يطلق في اللغة على الصبح، وعلى الخلق كلّه، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين، وعلى مِقْطَرة السجان، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه، وعلى الداهية.
ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة في اللغة.
وفي مثل هذه الألفاظ التي تطلق على أكثر من معنى يؤخذ بما يحتمله السياق منها، ثمّ يكون النظر فيها على مراتب:
المرتبة الأولى:*النظر في دلالة النص أو الإجماع على اختيار بعض تلك المعاني؛ فما دلّ عليه النصّ أو الإجماع وجب اختياره وطرح كلّ ما خالفه.
المرتبة الثانية:*النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين فيؤخذ ما قالوا به منها، وينظر في أقوالهم حسب قواعد الجمع والترجيح.
وينظر كذلك في المعاني التي يحتملها السياق مما لم يذكروه بشرط أن لا تعارض ما قالوه، ولا تعارض نصّاً ولا إجماعاً في موضع آخر.
والمرتبة الثالثة:*النظر في أقوال المفسّرين من علماء اللغة فما قالوا به مما لا يعارض المرتبتين الأولى والثانية فمقبول إلا أن*تكون له علّة لغوية.
والمرتبة الرابعة:*النظر في دلالة المناسبة، وهي أن يكون أحد المعاني أنسب لمقصد الآية من المعاني الأخرى.
المرتبة الخامسة:*النظر في توارد المعاني ، وهي أن يحتمل التركيب معاني متعددة لأحوال متغايرة؛ فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا.
••••••••••••••••*••
س3: تحدّث بإيجاز عن*أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
النوع الأول: ذكرها في كتب الوجوه والنظائر،*وهو أوّل ما ظهر من الكتابة في معاني الحروف، وسبب ذلك أنّ الحروف ترد على وجوه متعددة من المعاني، غير أنّ هذا النوع من التأليف لا يختص بالحروف ولا يتقصّاها؛ ومن أشهر الكتب المؤلفة في هذا النوع:
1. كتاب "الوجوه والنظائر" لمقاتل بن سليمان البلخي(ت:150هـ)، وقد ذكر فيه معاني بعض الحروف مثل: "إلى"، و"إلا" و"إن"، و"أو" و"أم" و"حتى"، و"لولا"، و"لما" وغيرها.
2. ‎النوع الثاني: شرحها في معاجم اللغة
وسبب ذلك أنّ الحروف من المفردات التي يكثر دورانها في الاستعمال؛ فكان من عناية أصحاب المعاجم اللغوية شرحها فيما يشرحون من المفردات، ومن أشهر المعاجم اللغوية: كتاب "العين"، للخليل بن أحمد الفراهيدي، وقد شرح معاني بعض الحروف كما في شرحه لـ"أو" و"أم" و"أي" وغيرها.
النوع الثالث: التأليف المفرد في معاني الحروف وقد صنّف في معاني الحروف جماعة من أهل العلم، ومن أشهر كتبهم:كتاب حروف المعاني والصفات، لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي.
النوع الرابع: إفراد بعض الحروف بالتأليف.
ومن الكتب المفردة في معاني بعض الحروف: كتاب الهمز، لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري.
••••••••••••••••••••••••••
س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
وهذا الاختلاف على*صنفين:
الصنف الأول:*الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، وإنما يختلفون فيه لاختلافهم في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده، كاختلافهم في قوله تعالى:*{إن هذان لساحران}، فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال عديدة.
والصنف الثاني:*الاختلاف الذي له أثر على المعنى، وهذا النوع هو الداخل في التفسير اللغوي ومن أمثلته:
1/اختلاف العلماء في إعراب "مَن" في قوله تعالى:*{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}*؛ فمَن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم اللهُ الذين خلقهم.
•••
2/اختلافهم في إعراب "نافلة" في قوله تعالى:*{ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة}
فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.
ومن أعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق، وزدناه يعقوب زيادة.
•••••••••
أحسنت نفع الله بك
أ
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 17 محرم 1442هـ/4-09-2020م, 12:01 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الجبير مشاهدة المشاركة
المجلس الحادي عشر



س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
كان العرب وقت نزول القرآن يتميزون بأنهم أهل فصاحة وبلاغة، فكانوا يكتبون القصائد والخطب ويتنافسون في البيان وحسن المنطق، ويقيمون المسابقات ويضعون لها محكما، فمن غلب كان له شرف البيان بحسن اللغة، وكانوا يعتنون بالشعر وينقلون به وقائعهم ومشاعرهم وتاريخهم فالشعر ديوان العرب.

س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أن يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
لا يصح تفسير القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي، لأن الألفاظ قد تدل على أكثر من معنى مختلف وبعضها قد تتناقض، فيجب أن يكون المعنى صحيح لغة إضافة إلى كونه مناسبا للمعنى المراد وللسياق وألا يخالف نصوصا شرعية أخرى.
ومثال ذلك ما قيل في المعاني اللغوية لكلمة (الفلق)، منها: الصبح، والبرية كلهم، و الأمر إذا استبان، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين، وعلى مقطرة السجان، وعلى اللبن المتفلق الذي تميز ماؤه، وعلى الداهية.
فهذه المعاني كلها صحيحة لغة ولكن في التفسير فلا يصح منها إلا ما له معنى يناسب المرتد بالآية.
لو ذكرت المراتب

س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
النوع الأول: إدراجها في كتب الوجوه والنظائر، ومنها كتاب: (الوجوه والنظائر لمقاتل بن سليمان البلخي).
النوع الثاني: إدراجها في كتب معاجم اللغة، ومنها كتاب: (لسان العرب لابن منظور)
النوع الثالث: التأليف المفرد في معاني الحروف، ومنها كتاب: (كفاية المُعاني في حروف المعاني للبيتوشي)
والنوع الرابع: إفراد بعض الحروف بالتأليف، ومنها كتاب: (اللامات للزجاج)
لو تكلمت بإيجاز عن كل نوع

س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
اختلاف الإعراب قد يكون له ثمرة وتأثير على التفسير، وقد لا يكون له تأثير في التفسير،

ومما لا أثر له: اختلاف النحويين في (هذان) في قوله تعالى: (إن هذان لساحران).

ومن الاختلاف الذي له أثر في المعنى يغير التفسير، اختلافهم في (من) قوله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
فمن جعلها فاعلا فسرها بأن المراد هو الله تعالى،
ومن جعلها مفعولا فسرها بأن المراد المخلوق.
أحسنت نفع الله بك
ب+
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir