دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 03:44 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة شرح مسائل التأمين

أسئلة مسائل التأمين بعد الفاتحة

المجموعة الأولى:
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".
س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
س5: متى يقول المأموم "آمين"؟

المجموعة الثانية:
س1: ما هي اللغات الواردة في كلمة آمين.
س2: حرّر القول في معنى موافقة الملائكة للتأمين.
س3: هل يعدّ
المُؤمِّنُ داعياً؟
س4: هل يجهر المنفرد بالتأمين؟
س5: هل يؤمّن المأموم إذا لم يسمع قراءة الإمام؟


المجموعة الثالثة:

س1: هل "آمين" تعد من أسماء الله تعالى؟
س2: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟
س3: بيّن بإيجاز حرص الصحابة رضي الله عنهم على التأمين.
س4: حرّر القول في مسألة جهر الإمام بالتأمين.
س5: ما حكم قول "آمين رب العالمين"؟



المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى قول: "آمين وبسلا".
س2: بيّن بإيجاز فضل التأمين.
س3: ما حكم دعاء المأموم قبل تأمين الإمام؟
س4: حرّر القول في مسألة جهر المأموم بالتأمين.
س5: ما حكم من نسي قول آمين؟

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 12:32 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس مذاكرة مسائل التأمين بعد الفاتحة

المجموعة الأولى:
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".

قول جمهور اللغويين والمفسّرين، وهو الصحيح إن شاء الله؛ أن آمين اسم فعل، يفيد طلب الاستجابة؛ فهو بمعنى "اللهم استجب" ، و"ربّنا استجب لنا" ونحو ذلك [ذكره الزجاج وقال ابن عطية أن هذا هو المعنى عند أكثر أهل العلم].
ولأهل العلم في معنى آمين أقوال:
القول الأول: آمين بمعنى "ربّ افعل" وهذا القول روي عن ابن عباس من طريقين واهيين ذكرهما السيوطي في الدر المنثور والكلبي في تفسيره.
القول الثاني: معناها "اللهم استجب" وهذا القول رواه ابن الأنباري وابن شاهين عن الحسن البصري. وقال به: أبو إسحاق الزجاج، وابن الأنباري وأبو منصور الأزهري وعليه أكثر علماء اللغة
القول الثالث: آمين اسم من أسماء الله ، وهذا القول مروي عن أبي هريرة وهلال بن يساف ومجاهد وحكيم بن جبير. ومال إليه من علماء اللغة: ابن قتيبة الدينوري، وابن خالوية، وأبو علي الفارسي، وغيرهم. قال النووي في التبيان: (قيل: هو اسم من أسماء الله تعالى وأنكر المحققون والجماهير هذا)ا.ه. لأن رواته ممن رووا الإسرائيليات فيحتمل أنهم نقلوه من أهل الكتاب من كلمة مشابهة فنقل معناها لآمين ولم تكن كتبهم بالعربية.
القول الرابع: معناها "كذلك يكون" ، وهذا القول ذكره الثعلبي عن ابن عباس وقتادة من غير إسناد، وذكره ابن الأنباري في الزاهر عن ابن عباس والحسن من غير إسناد أيضاً. وذكره الخطابي في شرح البخاري وابن سيده في المحكم وجماعة
القول الخامس: هي آمّين، أي: قاصدين إليك.
قال ابن كثير: (نقل أبو نصرٍ القشيريّ عن الحسن وجعفرٍ الصّادق أنّهما شدّدا الميم من آمين مثل: {آمّين البيت الحرام})ا.هـ. قال النووي في التبيان: (عدّها أكثر أهل اللغة من لحن العوام، وقال جماعة من أصحابنا: من قالها في الصلاة بطلت صلاته)ا.هـ . ولم تثبت عن جعفر الصادق ولا الحسن.
القول السادس: آمين كلمة ليست بعربية، إنما هي عبرية أو سريانية ثمّ تكلمت بها العرب فصار لغة لها، وهذا القول ذكره الثعلبي عن عطية العوفي من غير إسناد، وذكره الباقولي عن الأخفش. وقال شيخنا: هو قول باطل.
=وهناك أقوال أخرى غير مشتهرة، وعامّتها معلول، كقول بعضهم:
-"أمّنا بخير"، وهو منقول خطأ من معنى "اللهم"،
-"لا تخيب رجاءنا" ونسب للترمذي وقال شيخنا أنه لم يقف على أصله،
-"طابع لله على عباده يدفع به عنهم الآفات" وهو مأخوذ من حديث ضعيف.
-وقيل غير ذلك.



س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
قال وائل بن حجر رضي الله عنه: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : {ولا الضالين} فقال : ((آمين)) يمدّ بها صوته). رواه أحمد وابن أبي شيبة والترمذي من طريق سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر، وفي رواية عند أبي داوود بلفظ: قال: (آمين ورفع بها صوته).
وقال الترمذي أنه هو قول غير واحد من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وبه يقول الشافعي وأحمد واسحاق.

س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
= من المرويات الضعيفة ما رواه جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن كعب المدني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( إذا قال الإمام : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقال الذين خلفه: آمين؛ فالتقت من أهل السماء وأهل الأرض آمين؛ غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه)).
قال (( ومثل الذي لا يقول آمين كمثل رجل غزا مع قوم؛ فاقترعوا فخرجت سهامهم ولم يخرج سهمه؛ فقال: ما لِسَهمي لم يخرج؟
قال : إنك لم تقل : آمين). رواه إسحاق بن راهويه وأبو يعلى،
علة الحديث: أن فيه ليث ضعيف الحديث، وكعب المدني مجهول.
= ومنها ما رواه أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين» رواه الطبراني في الدعاء وابن عدي في الكامل،
وعلة الحديث أن في إسناده أبو أمية ضعيف الحديث، قال البخاري: (سكتوا عنه)، وقال يحيى بن معين: (ليس بشيء).
= ومنها ما رواه عبد العزيز بن أبان قال: حدثنا زربي مولى خالد، حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت ثلاث خصال: صلاة في الصفوف، وأعطيت السلام وهو تحية أهل الجنة، وأعطيت آمين، ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون)). رواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده.
وعلة الحديث أن فيه: زربي ضعيف الحديث،
قال البخاري: (فيه نظر) وقال الترمذي وابن عدي: (له مناكير)، وعبد العزيز بن أبان متروك الحديث، واتّهمه يحيى بن معين وغير واحد من الحفاظ بالكذب.

س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
التأمين خارج الصلاة مستحب كما هو داخلها لمن قرأ الفاتحة لحديث أبي هريرة عند البخاري مرفوعاً: " «إذا أمّن القارئ فأمّنوا، فإن الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه"
قال ابن حجر: (روى البخاري في الدعوات من صحيحه من حديث أبي هريرة رفعه: "إذا أمن القارئ فأمنوا" فالتعبير بالقارئ أعم من أن يكون داخل الصلاة أو خارجها) ا.هـ.

س5: متى يقول المأموم "آمين"؟
يقولها مع الإمام في نفس الوقت فيكون تأمين الإمام والمأمومين معا، وهذا قول جمهور أهل العلم، وفي هذا حديثين في الصحيحين يفسر أحدهما الآخر:
فقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا» يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم : « وإذا قال:{ ولا الضالين}فقولوا: آمين»،
والمعنى إذا شرع الإمام في التأمين أو إذا أراد التأمين فأمنوا، وهذا مثل قول أنس في الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث . والمعنى إذا أراد دخوله.
وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ المأموم يؤمّن بعد تأمين الإمام تمسّكاً بظاهر لفظ "إذا أمّن الإمام فأمّنوا" ، وهو قول مرجوح، ذكره ابن مفلح عن بعض أصحاب الإمام أحمد. وقال ابن رجب أنه فيه أثر وأن إسناده ضعيف.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 07:11 PM
نورة الأمير نورة الأمير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: هل "آمين" تعد من أسماء الله تعالى؟
روي عن بعض السلف أنهم كانوا يقولون أن آمين تعد من أسماء الله, لكن هذه الروايات معلولة لكونها مأخوذة ممن يروي الإسرائيليات، وقد يكون من رُوي عنه هذا الخبر نقل كلمة أعجمية إلى العربية مقاربة لآمين فيها دلالة على اسم من أسماء الله، ثمّ نقل ذلك على أنّ آمين من أسماء الله، ومعلوم أنّ كتب بني إسرائيل كانت بغير العربية.
وقد أنكر علماء اللغة أن يكون "آمين" من أسماء الله:
قال أبو البقاء العكبري:(قيل: "آمين" اسم من أسماء الله تعالى، وتقديره يا آمين، وهذا خطأ لوجهين:
أحدهما: أن أسماء الله لا تعرف إلا تلقيا ولم يرد بذلك سمع.
والثاني: أنه لو كان كذلك لبُني على الضم؛ لأنه منادى معرفة أو مقصود، وفيه لغتان: القصر وهو الأصل، والمد وليس من الأبنية العربية، بل هو من الأبنية الأعجمية كهابيل وقابيل، والوجه فيه أن يكون أشبع فتحة الهمزة، فنشأت الألف، فعلى هذا لا تخرج عن الأبنية العربية), وقد ذكر ابن قرقول أنه ليس في أسماء الله اسم مبني ولا غير معرب.
وقد ذكر ابن القيم كلاما وجيها في هذه المسألة ونختم به, فقال: أن القول بأن آمين من أسماء الله يراد به أن هذه الكلمة تتضمن اسمه تبارك وتعالى فإنَّ معناها استجب وأعط ما سألناك؛ فهي متضمنة لاسمه مع دلالتها على الطلب.
فيكون بذلك قد عالج هذه المسألة ووجهها توجيها سليما.

س2: ما حكم التأمين بعد الفاتحة؟
التأمين سنة مؤكدة داخل الصلاة وخارجها.
عن أحمد قال: "آمين" أَمْرٌ من النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: ((إذا أمّن القارئ فأمنوا)) فهذا أمر منه، والأمر أوكد من الفعل. ذكره ابن رجب.


س3: بيّن بإيجاز حرص الصحابة رضي الله عنهم على التأمين.
كان الصحابة حريصين على التأمين, وعلى ألا يسبقهم الإمام بالتأمين, وقد ورد عن حرصهم عليها آثار منها:
-يقول ابن جريج: كان ابن عمر إذا ختم أمّ القرآن قال: «آمين»، لا يدع أن يؤمن إذا ختمها، ويحضهم على قولها. رواه عبد الرزاق، وعلّقه البخاري في صحيحه.
-وقال ابن جريج لعطاء بن أبي رباح: أكان ابن الزبير يؤمن على إثر أمّ القرآن؟
قال: (نعم، ويؤمّن من وراءه حتى إن للمسجد للجَّة).
ثم قال: (إنما آمين دعاء، وكان أبو هريرة يدخل المسجد وقد قام الإمام قبله فيقول: لا تسبقني بآمين). رواه عبد الرزاق والشافعي وابن المنذر، وعلّقه البخاري في صحيحه.
- وقد روي عن أبي هريرة وبلال أنهما كانا يأمران الإمام ألا يسبقهما بالتأمين. مما رواه عبدالرزاق وابن شيبة.

س4: حرّر القول في مسألة جهر الإمام بالتأمين.
وقد اختلف الفقهاء في مسألة جهر الإمام بالتأمين على أقوال:
القول الأول: يجهر الإمامُ بالتأمين، وهو قول عطاء والشافعيّ وأحمد وإسحاق بن راهويه وأبي ثور، ورواية عن الأوزاعي، ورواية جماعة من أصحاب الإمام مالك عنه، وقال به جماعة من فقهاء السلف.
القول الثاني: يخفي التأمين، وهو قول إبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، وابن جرير الطبري، ورواية عن أحمد والأوزاعي.
القول الثالث: لا يؤمّن الإمام في الصلاة الجهرية إلا إذا صلى وحده، ويؤمّن في السرية سراً، وهو رواية عن الإمام مالك وأبي حنيفة.
وحجتهم حديث سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي عليه السلام قال: (( إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا آمين )) ).ا.هـ ، ذكره ابن عبدالبر.
ورد على ذلك الشافعي وابن المنذر فقالا: أن في قول رسول الله «إذا أمن الإمام فأمنوا» دلالة على أنه أمر الإمام أن يجهر بآمين؛ لأن من خلفه لا يعرف وقت تأمينه إلا بأن يسمع تأمينه.
ثمّ روى ابن المنذر من طريق معمر قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: «آمين» حتى يسمعنا).
والذين ذهبوا إلى القول بإخفاء التأمين استدلّوا بأدلّة:
منها: ما رواه شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين }؛ فقال: آمين وخفض بها صوته).
وقد حكم البخاري وأبو زرعة والدارقطني بأنّ شعبة أخطأ في رواية هذا الحديث، وأنّ الصواب رواية الجهر، وقد رواها جماعة ثقات بألفاظ متقاربة؛ وقد بسط ابن القيّم في إعلام الموقّعين القول في ذلك.
ومنها: ما صحّ عن إبراهيم النخعي أنه قال: (خمس يخفيهن الإمام: الاستعاذة، وسبحانك اللهم وبحمدك، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين، واللهم ربنا لك الحمد).رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طرق عن إبراهيم.
وقد أعلّ بما ما رواه ابن أبي شيبة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود أنه كان يخفي: (بسم الله الرحمن الرحيم، والاستعاذة، وربنا لك الحمد). من غير ذكر "آمين"؛ وهو إسناد متّصل إلى ابن مسعود، أشار إلى ذلك ابن حجر في الدراية.
ويُحتمل أن يكون هذا القول محفوظاً عن ابن مسعود أو بعض أصحابه، لكن أدلّة جهر الإمام بآمين أصحّ وأصرح، والمصير إليها أرجح.
وهذا كلّه إنّما هو في الصلاة الجهرية، وأمّا السريّة فيسرّ بالتأمين عند القائلين به.
قال ابن جريج : قلت لعطاء: أرأيت إذا قرأ الإمام بأم القرآن في الآخرة من المغرب، والآخرتين من العشاء كيف يؤمّن؟
قال: «يخافت بآمين في نفسه» رواه عبد الرزاق.


س5: ما حكم قول "آمين رب العالمين"؟
لا يستحب قولها وإن كانت لا تقطع الصلاة لأنها من ذكر الله كما ذكر ذلك الشافعي, لكن الأصل أن يقول العبد كما كان يقول رسول الله, وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (صلوا كما رأيتموني أصلي).ذكره أحمد
وإن كان شاع واشتهر قول هذه العبارة لدى بعض الفقهاء, لكنها من أحاديث لا يصح رفعها لرسول الله بل هي من المراسيل.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 شعبان 1438هـ/19-05-2017م, 11:11 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هي اللغات الواردة في كلمة آمين.
اللغات في "آمين"
في "آمين" لغتان مشتهرتان:
الأولى: قَصْر الأَلِف: "أمين"، على وزن "فَعِيل" ، وهي لغة صحيحة فصيحة مشتهرة.
قال جبير بن الأضبط:
تباعَدَ منى فُطْحُلٌ إذْ دعوتُه ... أَمينَ، فزاد اللهُ ما بيننا بُعْدا
وقال آخر:
سَقَى اللَّهُ حَيًّا بينَ صارَةَ والحِمَى ... حِمَى فَيْدَ صَوْبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ
أَمِــــــينَ ورَدَّ اللَّهُ رَكْـــــــــباً إليهـــــــــــــــم ... بِخَيْـــرٍ ووَقَّــــــــــــاهُمْ حِمــــــــــــــــــــامَ المَقادِرِ
واللغة الأخرى: مدّ الألف: "آمين" على وزن فاعِيل، وهذا المدّ حقيقته إشباع فتحة الهمزة.
قال ابن المنيّر: (والمد إشباع بدليل أنه لا يوجد في العربية كلمة على فاعيل)ا.هـ.
وقد استشهد له بعض علماء اللغة بقول مجنون ليلى:
يا ربِّ لا تَسلبَنِّى حُبَّها أبدا ... ويرحَمُ الله عبدا قال آمينا

وقد ذكر بعضهم لغة ثالثة لا تصح هي آمّين.
وقد نبّه كبار علماء اللغة على خطئها، وعدّها بعض العلماء من لحن العوامّ.

س2: حرّر القول في معنى موافقة الملائكة للتأمين.
- قال صلى الله عليه وسلم: إذا أمَّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه
- فسره قوله صلى الله عليه وسلم: إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين؛ فوافقت إحداهما الأخرى غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ». والحديثان في الصحيحين.

وقد اختلف العلماء في تفسير هذه الموافقة، وأقرب الأقوال فيها أنّ الملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدّم من ذنبه؛ فقوله صلى الله عليه وسلم: « إذا أمّن الإمام فأمّنوا» وفي رواية: « إذا قال: {ولا الضالين} فقولوا: آمين » فيه توقيت بيّنٌ لتأمين المأموم، وأنّ هذا هو وقت تأمين الملائكة، فمن وافقهم في التأمين غفر له ما تقدّم من ذنبه
للأدلة التالية:
- فيه حديث مفسر لا يحتاج إلى تأويل، كما قال القاضي عياض
- قوله: « فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة» معطوف على مضمر، وهو الخبر عن تأمين الملائكة كأنه قال: إذا قال الإمام: آمين، فقولوا: آمين كما تقوله الملائكة، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، ولولا ذلك لم يصح تعقيبه بما عقبه به من حرف الفاء من قوله « فإنه، كما قال أبو سليمان الخطابي..

وهذا لا يقتضي أنّ جميع الملائكة في السماء تؤمّن خلف كلّ إمام ، بل يصدق هذا الحديث على صنف من الملائكة موكلون بهذا العمل، وأنّ الله تعالى جعل لهم من العلم والقدرة ما يتمكنون به من أداء هذا العمل، فيعرفون كلّ جماعة تقام في الأرض، ويؤمّنون إذا أمّن الإمام
ونظير ذلك الملاكة الموكلة بنقل السلام والصلاة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والملائكة المستغفرين لمن في الأرض
ولا يخفى أهمية الإخلاص وحضور القلب المرافقة للموافقة في التأمين
والخلاصة أنّ الأقوال التي قيلت في هذه المسألة أربعة:
القول الأول: الموافقة في وقت تأمينهم، وهو قول أبي سليمان الخطابي والنووي والباجي والقاضي عياض وغيرهم من شراح الأحاديث.
والقول الثاني: الموافقة في صفة الأداء من الخشية والإخلاص، وهو قول ابن حبان، وذكره القاضي عياض وابن عطية وابن كثير وغيرهم.
والقول الثالث: الموافقة في الإجابة، أي: من اسْتُجِيبَ له كما يُستجابُ للملائكةِ غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه، ذكره ابن العربي والقاضي عياض من غير نسبة لمعيّن، وهو قول بعيد عن ظاهر النص.
والقول الرابع: الموافقة في الغرض بأن يقصد الدعاء لنفسه وللمسلمين، ذكره ابن عبد البرّ، وابن العربي والقاضي عياض، وهو بعيد أيضاً عن ظاهر النصّ.

والراجح: أن المراد بموافقة تأمين الملائكة أن يوافقهم في وقت تأمينهم بأنْ يؤمّن تأمينا صحيحاً مع تأمين الملائكة، وذلك إذا قال الإمام: {ولا الضالّين}.

قال ابن عطية: (واختلف الناس في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة» فقيل: في الإجابة، وقيل: في خلوص النية، وقيل: في الوقت، والذي يترجح أن المعنى فمن وافق في الوقت مع خلوص النية، والإقبال على الرغبة إلى الله تعالى بقلب سليم، والإجابة تتبع حينئذ، لأنّ من هذه حاله فهو على الصراط المستقيم)ا.هـ.

س3: هل يعدّ المُؤمِّنُ داعياً؟
قول آمين بمنزلة قول " اللهمّ استجب" فهو دعاء في حقيقة الأمر.
ومن الأدلة:
1- قوله تعالى: { وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (888) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}.
فقال: {قد أجيبت دعوتكما} والداعي في الآية قبلها موسى عليه السلام، والخطاب في هذه الآية لموسى وهارون؛ فدلّ ذلك على أنّ هارون كان شريكاً لموسى في دعائه، روي هذا القول عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم وقاله عكرمة، ومحمد بن كعب القرظي.وأبو العالية الرياحي، والربيع بن أنس البكري، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، والليث بن سعد، ومكي بن أبي طالب وابن كثير .

2- حديث أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وأعطيت {آمين} ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو وهارون يؤمّن))، ضعيف.

س4: هل يجهر المنفرد بالتأمين؟
القول الأول: أن المنفرد جَهْرُه بالتأمين تبعٌ لقراءته؛ فإن جهر بالقراءة جهر بالتأمين، وإن أسرّ أسرّ، ، وهو قول جمهور أهل العلم.
قال الشيخ ابن عثيمين: (المنفرد إن جَهَرَ بقراءته؛ جَهَرَ بآمين، وإن أسرَّ؛ أسرَّ بآمين، ودليل ذلك: أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان في صلاة السِرِّ كالظُّهر والعصر لا يجهر بآمين، وهذا يقتضي أنك إذا لم تجهر بالقراءة لم تجهر بآمين، والمنفرد الذي يقوم الليل مثلاً، وأحياناً يرى أن حضورَ قلبِه وقوَّة يقظته وطرد النوم عنه بالجهر، فيجهر كما فَعَلَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم حين صَلَّى بحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما.
فإذا جَهَرَ بالقراءة جَهَرَ بالتأمين، وأحياناً يرى أن الإِسرار أفضل له وأخشع، وأبعد عن الرِّياء، أو أن هناك مانعاً يمنعه من الجَهْر لكون مَن حولَه نياماً، وما أشبه ذلك، فإذا أسرَّ بالقراءة فإنه يُسِرُّ بالتأمين، ولا يجهر به)ا.هـ.
القول الثاني: يخفي التأمين مطلقاً، وهو قول الحنفية.

الراجح:
القول الأول والله أعلم.

س5: هل يؤمّن المأموم إذا لم يسمع قراءة الإمام؟
للفقهاء قولان في هذه المسألة:
أحدهما: يؤمنّ لأنّ الدعاء معلوم، والتأمين سنة، وهو قول الشافعية والحنابلة، وقول ابن عبدوس من المالكية.
والقول الآخر: لا يؤمن، لأنّ التأمين فرع عن سماع الدعاء، وهو قول لبعض المالكية.
قال ابن تيمية في شرح العمدة: (وإذا ترك الإمام التأمين أو الجهر به أمَّن المأموم وجهر به، وسواء كان قريباً من الإمام يسمع قراءته ويسمع همهمته، أو كان لا يسمع له صوتاً؛ فإنه يؤمّن)ا.هـ.
والراجح أنّ حال المأموم لا يخلو من ثلاث حالات:
1. إما أن يكون معه آخرون يسمعون قراءة الإمام ويؤمّنون فيؤمّن معهم.
2. وإما أن يكون ومن معه يسمعون همهمة الإمام بالقراءة فيؤمّنون أيضاَ.
3. وإمّا أن يكونوا كلّهم لا يسمعون له صوتاً فلا يؤمّنون لأنّ الأمر بالتأمين معلّق بشرط لم يتحقق، وأصبحت صلاة الإمام كالسريّة لا يؤمّن فيها؛ فلا يؤمّن المأموم.
وكذلك إذا أسرّ الإمام في الجهرية سهواً منه أو كانت به علّة تمنع ظهور صوته؛ فإنّ المأموم لا يؤمّن لعدم تحقق الشرط الذي علّق عليه الأمر بالتأمين، لكن يقرأ المأموم الفاتحة لنفسه ويؤمّن إذا ختمها.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 شعبان 1438هـ/20-05-2017م, 06:48 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى قول: "آمين وبسلا".

آمين اسم فعل يفيد طلب الاستجابة وتحقق المطلوب ، وبسلا بمعنى آمين كما قال ابن الانباري ، وهي تأكيد لها ، وذكر أبو منصور الأزهري عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقولها في آخر دعائه .

س2: بيّن بإيجاز فضل التأمين.
1- أنه من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء ، وورد في ذلك عدة أحاديث صحيحة منها ماجاء عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » . متفق عليه.
2- فيه من الفضل والخير ماجعل اليهود يحسدون هذه الامة عليه كما حسدوهم على يوم الجمعة ، روى سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)). رواه البخاري في الأدب المفرد، وإسحاق بن راهويه، وابن ماجه .

س3: ما حكم دعاء المأموم قبل تأمين الإمام؟
القول الأول : المشروع عدم الفصل بين الفاتحة والتأمين بدعاء ، وهو قول الجمهور .
القول الثاني : أنه مستحب ، ذهب إليه بعض السلف وخاصة أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه أنّهم يدعون قبل قول آمين، ويعدّون ذلك من مواضع إجابة الدعاء لأجل تأمين الملائكة ، ومن القائلين بهذا : الربيع بن خثيم ، والثوري وإبراهيم النخعي ، ومجاهد بن جبر ، قال الربيع بن خثيم: (إذا قال الإمام : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فاستعن من الدعاء بما شئت). رواه ابن أبي شيبة .
القول الثالث : أنه كان مشروعاً ثمّ نُسخ ، وقد أُثر عن ابن مسعود أنه لم يتركه .
والراجح هو القول الأول اتّباعاً لظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( وإذا قال {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فقولوا: آمين )) .
الرد على القول الثاني :
- ما روي في الدعاء قبل التأمين عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصحّ، وروي فيه آثار عن بعض الصحابة كابن مسعود وابن عباس ولا تصحّ أيضاً .
- ما صحّ عن بعض أصحاب ابن مسعود وجّه بأنّه كان ذلك فهماً فهموه من قوله: ((فإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة استجيب الدعاء)) وهذا ليس بنصّ على أنّ المأموم يدعو بدعاء من تلقاء نفسه، وإنما ظاهره أنّ الدعاء المراد هو دعاء الفاتحة.
وربما كان مشروعاً ثمّ نُسخ كما نُسخ التطبيق في الصلاة، وقد أثر عن ابن مسعود أنه لم يتركه.

س4: حرّر القول في مسألة جهر المأموم بالتأمين.
القول الأول : يجهر المأموم بالتأمين في الصلوات الجهرية، وهو قول عطاء بن أبي رباح، ومالك، وأحمد، والبخاري، وهو قول للشافعي وعليه مذهبهم ، ونسبه القاضي عياض إلى فقهاء أهل الحديث.
القول الثاني : يخفيها المأموم، وهو قول أبي حنيفة، وقول للشافعي، وقول لبعض المالكية.
القول الثالث : إذا كان المسجد صغيراً يبلغهم تأمين الإمام لم يجهر به لأنه لا يحتاج إلى ذلك ، وإن كان كبيراً جهر لأنه يحتاج إلى الجهر للإبلاغ، وهذا قول لبعض الشافعية أرادوا به الجمع بين قولي الشافعي.
واتفق الشافعية على أنّ الإمام إذا نسي التأمين أمّن المأموم وجهر به ليسمع الإمام فيأتي به.
القول الرابع : إن كثر القوم جهروا وإلا فلا، وهو قول للشافعية ، وصحّح النووي أن المأموم يجهر به أيضا ، سواء كان الجمع قليلاً أو كثيراً).
والراجح هو القول الأول وهو اختيار ابن تيمية رحمه الله لعدة أمور ذكرها رحمه الله :
- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالتأمين، وقد أَمَر المأمومين أن يؤمّنوا مع تأمين الإمام، وظاهره أنهم يؤمّنون مثل تأمينه؛ لأن التأمين في حقهم أوكد؛ لكونهم أمروا به؛ فإذا كان هو يجهر به فالمأموم أولى، وقد تقدَّم التصريح بذلك .
- أنّ هذا ما فهمه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأمر الجهر به، وأجمعوا على ذلك؛ فروى إسحاق بن راهويه عن عطاء قال: "أدركت مائتين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} سمعت لهم ضجَّة بآمين", وعن عكرمة قال: "أدركت الناس في هذا المسجد ولهم ضجة بآمين"
قال إسحاق: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بآمين، حتى يسمعوا للمسجد رِجَّة .

س5: ما حكم من نسي قول آمين ؟
فيه أقوال لأهل العلم:
القول الأول: يؤمّن ما لم يشرع الإمام في قراءة السورة التي بعد الفاتحة، ومالم يطُل الفصل ، وهو قول عند الشافعية، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولا يسجد للسهو .
والقول الثاني: يؤمّن ما لم يركع، وهو قول عند الشافعية؛ ذكره الماوردي والنووي.
والقول الثالث: لا يؤمّن إذا فاته التأمين مع المأمومين ولو لم يشرع الإمام في القراءة؛ لأنّه ذكر مستحبّ مؤقّت بوقت، فلا يقال بعد فوات وقته، وهو أظهر الأقوال عند الشافعية .
والراجح والله أعلم القول الأول .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 04:11 AM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".
القول الأول: اسم فعل بمعنى (اللهم استجب) وهذا القول رواه ابن الأنباري وابن شاهين عن الحسن البصري وأبو إسحاق الزجاج وأبو منصور الأزهري وأكثر علماء اللغة.
القول الثاني : بمعنى (ربى افعل ) وهذا القول روي عن ابن عباس من طرق واهية.
القول الثالث: اسم من أسماء الله ، وهذا القول مروي عن أبي هريرة وهلال بن يساف ومجاهد وحكيم بن جبير وبعض علماء اللغة مثل ابن قتيبة الدينوري وابن خالوية وأبو علي الفارسي
-وأنكره جماعة من الأئمة كما ذكر النووي في التبيان
القول الرابع: "كذلك يكون" وهذا القول ذكره الثعلبي عن ابن عباس وقتادة من غير إسناد، وذكره ابن الأنباري في الزاهر عن ابن عباس والحسن من غير إسناد أيضاً.
وذكر هذا القول أبو سليمان الخطابي في شرح صحيح البخاري وجماعة من أهل اللغة والتفسير.
القول الخامس: آمّين بمعنى ( قاصدين إليك)
قال ابن كثير: (نقل أبو نصرٍ القشيريّ عن الحسن وجعفرٍ الصّادق أنّهما شدّدا الميم من آمين مثل: {آمّين البيتالحرام})
ولا يصح عن جعفر الصادق ، ولا عن الحسن البصري، وأنكره المحققون من علماء اللغة وقال النووي في التبيان: (عدّها أكثر أهل اللغة من لحن العوام، وقال جماعة من أصحابنا: من قالها في الصلاة بطلت صلاته)
القول السادس: آمين كلمة عبرية أو سريانية تكلمت بها العرب فصارت لغة لها
وهذا القول ذكره الثعلبي عن عطية العوفي من غير إسناد وذكره الباقولي عن الأخفش وهو قول باطل.

س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
قال وائل بن حجر رضي الله عنه: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : {ولا الضالين} فقال : ((آمين)) يمدّ بها صوته).

س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
- ما رواه جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن كعب المدني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( إذا قال الإمام:{ غير المغضوب عليهم ولا الضالين }فقال الذين خلفه: آمين؛ فالتقت من أهل السماء وأهل الأرض آمين؛ غفر الله للعبد ماتقدم من ذنبه)).
قال(( ومثل الذي لا يقول آمين كمث لرجل غزا مع قوم؛ فاقترعوا فخرجت سهامهم ولم يخرج سهمه؛ فقال: ما لِسَهمي لم يخرج؟
قال : إنك لم تقل : آمين).
- ليث ضعيف الحديث، وكعب المدني مجهول.
- وما رواه أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين)
وأبو أمية ضعيف الحديث قال البخاري: (سكتوا عنه)، وقال يحيى بن معين: (ليس بشيء).

س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
مستحب والدليل ما رواه البخاري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إذا أمّن القارئ فأمّنوا، فإن الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)
قال ابن حجر: (روى البخاري في الدعوات من صحيحه من حديث أبي هريرة رفعه: "إذا أمن القارئ فأمنوا" فالتعبير بالقارئ أعم من أن يكون داخل الصلاة أو خارجها)


س5: متى يقول المأموم "آمين"؟
قول جمهور أهل العلم أن المأموم يؤمن إذا قال الإمام: {ولا الضالين} فيقع تأمين المأموم مع تأمين إمامه لقوله صلى الله عليه وسلم: (وإذا قال:{ ولاالضالين} فقولوا: آمين)
وذهب بعض الفقهاء إلى أن المأموم يؤمن بعد تأمين الإمام تمسكا بظاهر لفظ (إذا أمن الإمام فأمنوا) ، وهو قول مرجوح، لأن قوله صلى الله عليه وسلم المراد به إذا شرع في التأمين أو بلغ موضع التأمين، وهو كما قال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}أي: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
قال النووي:) فمعناه إذا أراد التأمين، قال أصحابنا: وليس في الصلاة موضع يستحب أن يقترن قول المأموم بقول الإمام إلا في قوله: آمين، وأما في الأقوال الباقية فيتأخر قول المأموم)

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 شعبان 1438هـ/24-05-2017م, 10:52 PM
هدى مخاشن هدى مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 240
افتراضي

المجموعةالأولى:
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".
ورد لأهل العلم في معنى آمين أقوال/
القول الأول: بمعنى "ربّ افعل" وهذا القول روي عن ابن عباس من طريقين واهيين
القول الثاني:معناها "اللهم استجب" وهو الذي عليه جمهور المفسرين وأهل اللغة
قال ابن الأنباري: (قال إِسماعيل [بن مسلم]: كان الحسن إِذا سُئل عن تفسير آمين، قال: اللهمَّ استجب) ا.هـ.
القول الثالث: اسم من أسماء الله ، وهذا القول مروي عن أبي هريرة وهلال بن يساف ومجاهد وحكيم بن جبير. ومال إليه بعض من علماء اللغة
قال النووي في التبيان: )قيل: هو اسم من أسماء الله تعالى وأنكر المحققون والجماهير هذا) ا.ه.
القول الرابع:"كذلك يكون" ، ورد عن ابن عباس وقتادة من غير إسناد، وقريب منه الجوهري:كذلك فليكنوقيل قريبا منه: "كذلك فعل الله".
القول الخامس:هي آمّين، بتشديد الميم أي: قاصدين إليك.
ورد عن جعفر الصادق ، وعن الحسن البصري، ولا يصح عنهم وقد أنكره المحققون من علماء اللغة
قال النووي في التبيان: (عدّها أكثر أهل اللغة من لحن العوام، وقال جماعة من أصحابنا: من قالها في الصلاة بطلت صلاته) ا.هـ.

القول السادس:آمين، هي عبرية أو سريانية أي ليست عربية؛ ثمّ تكلمت بها العرب فصار لغة لها،وهو قول باطل.
وقيل غير ذلك
س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
قال وائل بن حجر رضي الله عنه: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : {ولا الضالين}فقال :((آمين(( يمدّ بها صوته). رواه أحمد وابن أبي شيبة والترمذي من طريق سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر، وفي رواية عند أبي داوود بلفظ: قال: (آمين ورفع بها صوته)
س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
وما رواه أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال» آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين«
العلة/ أن أبو أمية ضعيف الحديث،قال البخاري: (سكتوا عنه)، وقال يحيى بن معين: (ليس بشيء)
س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
مستحب التأمين لمن ختم الفاتحة في الصلاة وغيرها أن يأمن سواء مد أو قصر لكن من غير تشديد
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال» إذا أمّن القارئ فأمّنوا، فإن الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه« رواه أحمد والبخاري والنسائي ابن ماجة وغيرهم
س5: متى يقول المأموم "آمين"؟
إذا سمع المأموم الإمام أمّن فإنه يأمن بلا خلاف أما إذا لم يسمعه ففقد اختلف الفقهاء والراجح والله أعلم أنه لا يأمن لعدم تحقق الشرط الذي علّق له الأمر،
ثم إنه في أي وقت يقولها أي متى يكون موضعها فتكون بعد قول الإمام قوله تعالى: {ولا الضالين} فإنه يقول آميــن لحديثه صلى الله عليه وسلم: (وإذا قال:{ولا الضالين}فقولوا: آمين) ومعنى إذا في هذا الحديث وفي حديث إذا أمن الإمام فأمنوا أي إذا شرع أو بلغ موضع التأمين فيكون تأمين المأموم مع تامين إمامه وهو الذي عليه جمهور العلماء كما هو في قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}أي: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وغيرها من الأدلة الواضحة الصريحة، وكما هو عمل الصحابة
وهناك قول وهو: أن يكون تأمين المأموم بعد تأمين الإمام وهو قول مرجوح


اعتذر أعدت إرسالها بسبب ضياع التنسيق والألوان

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 شعبان 1438هـ/25-05-2017م, 12:40 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة " شرح مسائل التأمين "

أحسنتم جميعًا ، بارك الله فيكم ونفع بكم.


المجموعة الأولى
- علاء عبد الفتاح : أ+
- هدى مخاشن : أ

س1: القول الثالث : لا يُكتفى بنسبته إليهم هكذا ، بل يوضح أنه لم يصح عن أبي هريرة، وأنه روي عن البقية من طرق فيها من يروي الإسرائيليات ليُعلم علة هذا القول.
س4: وجه الشاهد من الحديث الذي ذكرت هو قوله " إذا أمّن القارئ " ؛ فلفظ القارئ عام في الصلاة وغيرها.
س5: لم يتضح معنى قولكِ : " (وإذا قال:{ولا الضالين}فقولوا: آمين) ومعنى إذا في هذا الحديث "
- سها حطب : أ+


المجموعة الثانية :

ضحى الحقيل : أ+

المجموعة الثالثة :
نورة الأمير : أ+
س1: وما روي عن أبي هريرة في إسناده بشر بن رافع وهو متروك الحديث ؛ فلا يصح إسناده لأبي هريرة.

المجموعة الرابعة :
سارة المشري : أ+


بارك الله فيكم ونفع بكم.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 شوال 1438هـ/6-07-2017م, 08:02 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر الأقوال الواردة في معنى قول: "آمين".

1- رب افعل : منقول عن ابن عباس .
2- اللهم استجب : منقول عن الحسن وهو قول ابو إسحاق الزجاج وعليه أكثر علماء اللغة .
3- آمين اسم من أسماء الله : منقول عن أبي هريرة وقال به من علماء اللغة ابن قتيبة الدينوري وقال عنه النووي رده أكثر المحققون .
4- كذلك يكون : نقله الثعلبي عن ابن عباس من غير إسناد .
5- آمِّين أي قاصدين إليك : وهذا القول لا يصح وقد أنكره المجققون من علماء اللغة .
6- ليست عربية وإنما هي سريانية , وهذا قول باطل .

س2: اذكر الدليل على مدّ الصوت في كلمة "آمين".
روى وائل ابن حجر : (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : {ولا الضالين} فقال : ((آمين)) يمدّ بها صوته). رواه أحمد

س3: مثّل لبعض المرويات الضعيفة في فضل التأمين.
1- قال أبو زهيرفي قصة طويلة لأصحابه: أخبركم عن ذلك خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة؛ فأتينا على رجل قد ألحّ في المسألة؛ فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يستمع منه؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أوجب إن ختم ))فقال رجل من القوم: (بأي شيء يختم؟).قال: (( بآمين؛ فإنه إن ختم بآمين؛ فقد أوجب)).رواه ابو داوود وضعفه الالباني
2- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( إذا قال الإمام : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقال الذين خلفه: آمين؛ فالتقت من أهل السماء وأهل الأرض آمين؛ غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه)).راوه اسحاق ابن راهوية وفيه راوٍ ضعيف .
3- عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين» رواه الطبراني وفيه راوٍ ضعيف .

س4: ما حكم تأمين القارىء في غير الصلاة؟
حكمه الاستحباب كما هو داخل الصلاة والدليل
1- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إذا أمّن القارئ فأمّنوا، فإن الملائكة تؤمّن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه أحمد والبخاري . ولفظ القارئ عامّ؛ يعمّ من كان في الصلاة ومن هو خارجها.
قال النووي: (يستحب لكل من قرأ الفاتحة في الصلاة أو خارج الصلاة أن يقول عقب فراغه منها آمين

س5: متى يقول المأموم "آمين"؟

عقب انتهاء الإمام من قوله تعالى ( ولا الضالين ) والدليل : قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمَّن الإمام فأمّنوا» يفسّره قوله صلى الله عليه وسلم: « وإذا قال:{ ولا الضالين} فقولوا: آمين» , بمعنى إذا شرع الإمام في التأمين .
وقال النووي: (وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: ((إذا أمن الإمام فأمنوا)) فمعناه إذا أراد التأمين

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 ذو القعدة 1438هـ/2-08-2017م, 07:55 PM
أماني مخاشن أماني مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 176
افتراضي

المجموعة الثانية:*
س1: ما هي اللغات الواردة في كلمة آمين.

فيها لغتان:
الأولى: أمين، بقصر الألف
والثانية: آمين، بمدها على وزن فاعيل..*
وقد زعم بعضهم لغة ثالثة فيها، وهي آمّين ، بتشديد الميم
وقد نبّه كبار علماء اللغة على خطئها، وعدّها بعض العلماء من لحن العوامّ،*
وقال أبو سهل الهروي في إسفار الفصيح:*( ولا تشدد الميم فإنه خطأ؛ لأنه يخرج من معنى الدعاء ويصير بمعنى قاصدين،*كما قال تعالى:*{وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَام}).
س2: حرّر القول في معنى موافقة الملائكة للتأمين.
ورد هذا اللفظ في قوله صلى الله عليه وسلم:*« إذا أمَّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه »*
وقد جاء في معنى الموافقة أربعة أقوال:
أولها: من وافقها في التوقيت، فإن الحديث المذكور أعلاه يفسره حديث صحيح آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم:*« إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين؛ فوافقت إحداهما الأخرى غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه ».*وهو القول الصحيح الذي لا يحتمل التأويل والله أعلم.قال القاضي عياض:*(وقد جاء فيه حديث مفسِّرٌ بيّن لا يحتاج إلى تأويل) .وهذا القول هو قول أبي سليمان الخطابي والنووي والباجي والقاضي عياض وغيرهم من شراح الأحاديث.*
الثاني: من وافقهم في صفة التأمين، فكان خالصا لارياء فيه ولا سمعة كتأمين الملائكة حصلت له المغفرة، وهو قول ابن حبان، وذكره القاضي عياض وابن عطية وابن كثير وغيرهم.
وقد تعقبه عليه ابن حجر رحمهم الله جميعا.
ومعلوم أنه لا يحصل الثواب على الأعمال إلا ماتحقق فيه شرطا قبول العمل من الإخلاص والمتابعة فهو وإن كان صحيحاً من جهة أنّ من شروط صحة التأمين أن يكون خالصاً لله تعالى، إلا أنّه يقصر عن تفسير معنى موافقة تأمين المأموم لتأمين الملائكة.*
والقول الثالث:*الموافقة في الإجابة، أي: من اسْتُجِيبَ له كما يُستجابُ للملائكةِ غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه، ذكره ابن العربي والقاضي عياض من غير نسبة لمعيّن، وهو قول بعيد عن ظاهر النص.
والقول الرابع:*الموافقة في الغرض بأن يقصد الدعاء لنفسه وللمسلمين، ذكره ابن عبد البرّ، وابن العربي والقاضي عياض، وهو بعيد أيضاً عن ظاهر النصّ.*
قال ابن عطية: (واختلف الناس في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:*«فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة»*فقيل: في الإجابة، وقيل: في خلوص النية، وقيل: في الوقت، والذي يترجح أن المعنى فمن وافق في الوقت مع خلوص النية، والإقبال على الرغبة إلى الله تعالى بقلب سليم، والإجابة تتبع حينئذ، لأنّ من هذه حاله فهو على الصراط المستقيم)ا.هـ.
س3: هل يعدّ*المُؤمِّنُ داعياً؟*
11. هل المُؤمِّنُ داعٍ؟*
التأمين هو قول آمين، ومعناه على الصحيح اللهم استجب.
وقد قال كثير من العلماء أن المؤمّن داعٍ استدلالا بقوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) مع أن الداعي هو موسى عليه السلام وحده، قال تعالى:*{وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأليم) وهارون عليه السلام كان يؤمن على الدعاء، فنسب الله عز وجل الدعاء إليهما جميعًا.
س4: هل يجهر المنفرد بالتأمين؟
الجهر بالتأمين تابعٌ للقراءة فإذا قرأ جهرا أمّن جهرًا، وإن قرأ سرًّا كان تأمينه سرَّا، وهو الراجح، وهو قول الجمهور خلافا للحنفية الذين قالوا بإخفاء التأمين مطلقا ، ودليل ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صلواته الجهرية والسرية.
س5: هل يؤمّن المأموم إذا لم يسمع قراءة الإمام؟*
للفقهاء قولان في هذه المسألة:*
أحدهما:*يؤمنّ لأنّ الدعاء معلوم، والتأمين سنة، وهو قول الشافعية والحنابلة، وقول ابن عبدوس من المالكية.*
والقول الآخر:*لا يؤمن، لأنّ التأمين فرع عن سماع الدعاء، وهو قول لبعض المالكية.*
قال ابن تيمية في شرح العمدة:*(وإذا ترك الإمام التأمين أو الجهر به أمَّن المأموم وجهر به، وسواء كان قريباً من الإمام يسمع قراءته ويسمع همهمته، أو كان لا يسمع له صوتاً؛ فإنه يؤمّن)ا.هـ.
والراجح أنّ حال المأموم لا يخلو من ثلاث حالات:*
1.أن يكون معه قوم آخرون يسمعون قراءة الإمام فيأمنون ويؤمن معهم.
2.*أن يكونوا يسمعون للإمام صوتا خفيا فيؤمنون معه أيضا .
3.*وأمّا أن كانوا كلّهم لا يسمعون له صوتاً فلا يؤمّنون لأنّ الأمر بالتأمين معلّق بشرط لم يتحقق، وأصبحت صلاة الإمام كالسريّة لا يؤمّن فيها؛ فلا يؤمّن المأموم.*
والله أعلم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir