المجموعةالرابعة :
س1: اذكرالمعنى اللغوي للمفردات التالية:
أ: نخِرة: أي باليه فتاتا.
ب: غلبا: الغليظ .
س2: اذكر مع الترجيح الأقوال الواردة في معنى قوله تعالى: (فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا)؟.
قالَ بْنِ كَثِيرٍ رحمه الله :وقوله: (فالسّابقات سبقا)روي عن عليٍّ ومسروقٍ ومجاهدٍ وأبيصالحٍ والحسن البصريّ: يعني الملائكة،قاله الحسن، سبقت إلى الإيمان والتّصديقبه.
وعن مجاهدٍ: الموت.
وقال قتادة: هي النّجوم.
وقال عطاءٌ: هي الخيل فيسبيل اللّه.
قالَ السّعْدِيُّ رحمه الله :(فَالسَّابِقَاتِ) هي الملائكة ,فتبادرُ لأمرِ اللهِ، وتسبقُ الشياطينَ في إيصالِالوحيِ إلى رسلِ اللهِ حتى لا تسترقَه .
قالَ الأَشْقَرُ رحمه الله : (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً)هِيَ الْمَلائِكَةُ تَسْبِقُ بِأَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّةِ.
والقول الراجح : أنها الملائكة فقد جاءت الآية التي بعدها مفسرةً لها .
تفسير قوله تعالى: (فَالْمُدَبِّرَاتِأَمْرًا )
قالَ بْنِ كَثِيرٍ رحمه الله :وقوله: (فالمدبّرات أمرا ) قال عليٌّ ومجاهدٌ وعطاءٌ وأبوصالحٍ والحسن وقتادة والرّبيع بن أنسٍ والسّدّيّ: هي الملائكة.
زاد الحسن: تدبّر الأمر من السّماء إلى الأرض.يعني: بأمر ربّها عزّ وجلّ.
قالَ السّعْدِيُّ رحمه الله :(فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً)الملائكةُ الذينَ وكَّلهم اللهُ أن يدبروا كثيراً منْ أمور العالمِ العلويِّ والسفليِّ.
قالَ الأَشْقَرُ رحمه الله : (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرا)تَدْبِيرُ الْمَلائِكَةِ للأمْرِ: نُزُولُهَا بالحلالِ والحرامِ وَتَفْصِيلِهِمَا، وَبِتَدْبِيرِ أَهْلِ الأَرْضِ فِيالرياحِ والأمطارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، قِيلَ: وَتَدْبِيرُ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَىأَرْبَعَةٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ: جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وعَزْرَائِيلَ،وَإِسْرَافِيلَ.فَأَمَّا جِبْرِيلُ فَمُوَكَّلٌ بالرِّياحِ والجنودِ، وَأَمَّامِيكَائِيلُ فَمُوَكَّلٌ بالقَطْرِ والنباتِ، وَأَمَّا عَزْرَائِيلُ فَمُوَكَّلٌبِقَبْضِ الأَنْفُسِ، وَأَمَّا إِسْرافيلُ فَهُوَ يَنْزِلُ بالأَمْرِ عَلَيْهِمْ.
س3: ماالغرض من الاستفهام في قوله تعالى : { قُتل الإنسان ما أكفره }؟
استفهام إنكاري ,لكثرة تكذيبه بلا مستندٍ بل بمجرّد الاستبعاد وعدم العلم.
س4: وضح أثر الكِبْرِ في خسارة الإنسان في الدنيا والآخرة ؟
لاشك أن الكبر صفة ذميمة , وعاقبته وخيمة ,فمن أعظم ما عصي الله الكبر والحسد , كما أنه يدفع بصاحبه إلى عدم قبول الحق والانقياد له , فيخسر الدنيا والآخرة , ويجره إلى ظلم العباد والإستبداد في الأرض , فيحشر الله عزوجل المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر .قال رسول الله r:"لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " .
س5: فسِّر باختصار قوله تعالى : (أأنتم أشد خلقًا أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها* والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها* والجبال أرساها * متاعا لكمولأنعامكم) ؟
تفسير قوله تعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا )
قالَ بْنِ كَثِيرٍ:يقول تعالى: محتجًّا على منكري البعث في إعادة الخلق بعد بدئه(أأنتم)أيّها النّاس أشدّ خلقاً أمالسّماء. يعني: بل السّماء أشدّ خلقاً منكم، كما قال تعالى: (لخلق السّماوات والأرض أكبر من خلق النّاس)
فقوله: (بناها)فسّره بقوله: (رفع سمكهافسوّاها)
قالَ السّعْدِيُّ:يقولُ تعالى مبيِّناً دليلاً واضحاً لمنكري البعثِومستبعدي إعادةِ اللهِ للأجسادِ: (أَأَنْتُم) أيُّها البشرُ(أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ)ذاتُ الجرْمِ العظيم، والخلقِ القوي، والارتفاعِ الباهِر(بَنَاهَا )الله.
قالَالأَشْقَرُ : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء)أَيْ: أَخَلْقُكُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ وَبَعْثُكُمْ أَشَدُّ عِنْدَكُمْ وَفِي تَقْدِيرِكُمْ أَمْ خَلْقُ السَّمَاءِ؟ لأَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى خَلْقِ السَّمَاءِالَّتِي لَهَا هَذَا الجِرْمُ الْعَظِيمُ، وَفِيهَا مِنْ عَجَائِبِ الصُّنْعِ وبدائعِ القُدْرةِ مَا هُوَ بَيِّنٌ للنَّاظِرِينَ، كَيْفَ يَعْجِزُ عَنْإعادةِ الأَجْسَامِ الَّتِي أَمَاتَهَا بَعْدَ أَنْ خَلَقَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ.
تفسير قوله تعالى: (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا )
قالَ بْنِ كَثِيرٍ :(رفع سمكها فسوّاها)أي: جعلها عالية البناء بعيدةالفناء، مزينة بالكواكب في الليلة الظّلماء.
قالَ السّعْدِيُّ:( رَفَعَ سَمْكَهَا)أي: جرمهَاوصورتهَا (فَسَوَّاهَا)بإحكامٍ وإتقانٍ يحيرُ العقولَ،ويذهلُ الألبابَ.
قالَالأَشْقَرُ : (رَفَعَ سَمْكَهَا)؛أَيْ: جَعَلَهَا كَالبناءِ المُرْتَفِعِ فَوْقَ الأَرْضِ.
{فَسَوَّاهَا}:فَجَعَلَهَا مُسْتَوِيَةَ الْخَلْقِ مُعَدَّلَةَالشَّكْلِ، لا تَفَاوُتَ فِيهَا وَلا اعْوِجَاجَ، وَلا فُطُورَ وَلا شُقُوق.
تفسير قوله تعالى: (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)
قالَ بْنِ كَثِيرٍ: (وأغطش ليلها وأخرج ضحاها). أي: جعل ليلها مظلماً أسود حالكاً،ونهارها مضيئاً مشرقاً نيّراً واضحاً، قال ابن عبّاسٍ:(أغطش ليلها ( أظلمه.
وكذا قال مجاهدٌ وعكرمة وسعيد بنجبيرٍ وجماعةٌ كثيرون.
(وأخرج ضحاها) أي: أنار نهارها.
قالَ السّعْدِيُّ : (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا)أي: أظلَمهُ، فعمتِ الظلمةُ جميعَأرجاءِ السماء، فأظلمَ وجهُ الأرضِ (وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)أي: أظهرَ فيهِ النورَ العظيمَ، حينَ أتى بالشمسِ،فامتدَّ النَّاسُ في مصالحِ دينهِمْ ودنياهمْ.
قال الأَشْقَرُ (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا) أَيْ: جَعَلَهُ مُظْلِماً(وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا )أَيْ: أَبْرَزَ نَهَارَهَاالمُضِيءَ بِإِضَاءَةِ الشَّمْسِ
تفسير قوله تعالى: (وَالْأَرْضَ بَعْدَذَلِكَ دَحَاهَا)
قالَ بْنِ كَثِيرٍ :وقوله(والأرض بعد ذلك دحاها)فسّره بقوله(أخرج منها ماءهاومرعاها) وقد تقدّم في سورة (حم السجدة) أنّ الأرض خلقت قبل خلق السّماء، ولكن إنّما دحيت بعد خلق السّماءبمعنى أنّه أخرج ما كان فيها بالقوّة إلى الفعل، وهذا معنى قول ابن عبّاسٍ وغيرواحدٍ، واختاره ابن جريرٍ.
وروى ابن أبي حاتمٍ: عن ابن عبّاسٍ :(دحاها ) ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى،وشقّق فيها الأنهار، وجعل فيها الجبال والرّمال والسّبلوالآكام،فذل كقوله (والأرض بعد ذلك دحاها)قالَ السّعْدِيُّ :(وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ )أي: بعد خلق السماءِ(دَحَاهَا)أي: أودعَ فيها منافعهَا، وفَسَّرَ ذلكَ بقولهِ(أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا )
قالَالأَشْقَرُ : (وَالأَرْضَ بَعْدَذَلِكَ) أَيْ: بَعْدَ خَلْقِ السَّمَاءِ،
(دَحَاهَا) أَيْ: بَسَطَهَا.
تفسير قوله تعالى: (أَخْرَجَ مِنْهَامَاءَهَا وَمَرْعَاهَا )
قالَالأَشْقَرُ : (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَاوَمَرْعَاهَا)أَيْ: فَجَّرَ مِنَ الأَرْضِ الأنهارَ والبِحارَ والعُيونَ، وَأَخْرَجَ مِنْهَامَرْعَاهَا؛ أَي: النَّبَاتَ الَّذِي يُرْعَى.
تفسير قوله تعالى: (وَالْجِبَالَأَرْسَاهَا )
قالَ بْنِ كَثِيرٍ: (والجبال أرساها)أي: قرّرها وأثبتها وأكّدها في أماكنها.
وروى الإمام أحمد: عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليهوسلّم: (لمّا خلقاللّه الأرض جعلت تميد؛ فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرّت، فتعجّب الملائكة منخلق الجبال، فقالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الجبال؟ قال: نعم، الحديد. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الحديد؟ قال: نعم، النّار. قالت: يا ربّ،فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من النّار؟ قال: نعم، الماء. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌأشدّ من الماء؟ قال: نعم، الرّيح. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الرّيح؟ قال: نعم،ابن آدم، يتصدّق بيمينه يخفيها من شماله) قالَ السّعْدِيُّ: (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا)أي: ثبَّتَها فيالأرضِ.
فَدَحْيُ الأرضِ بعدَ خلق السماءِ،كما هوَ نصُّ هذه الآياتِ .
وأمَّا خْلقُ الأرضِ فمتقدِّمٌ على خلقِ السماءِ؛ كماقالَ تعالى(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَالأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}إلى أنْ قالَ: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءوَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَاأَتَيْنَا طَائِعِين)
قالَالأَشْقَرُ : (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) وَجَعَلَهَا كالأوتادِ للأرضِ؛ لِئَلاَّ تَمِيدَبِأَهْلِهَا.
تفسير قوله تعالى: (مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ )
قالَ بْنِ كَثِيرٍ : وقوله تعالى :(متاعاً لكم ولأنعامكم )أي: دحا الأرض فأنبع عيونها، وأظهرمكنونها، وأجرى أنهارها، وأنبت زروعها وأشجارها وثمارها، وثبّت جبالها لتستقرّبأهلها ويقرّ قرارها، كلّ ذلك متاعاً لخلقه ولما يحتاجون إليه من الأنعام التي يأكلونها ويركبونها مدّة احتياجهم إليها في هذه الدّار إلى أن ينتهي الأمد، وينقضيالأجل .
س6: بين ما استفدته من دروس في فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسيرسورتي النازعات وعبس؟
ــــ أن الدعوة المثمرة تقوم على أسس ثلاثة : بالحكمة , والموعظة الحسنة , والجدال الذي يراد منه الوصول إلى الحق .
ـــــ إخلاص الداعية لله وتجرده من حوله وقوته , وأن الهداية بيد الله وحده .
ــــ أن يبذل دعوته للصغير والكبير, والضعيف والقوي , والرفيع والوضيع , فلا تدري من لعله يهتدي ويتزكى .
تمت بحمد الله وتوفيقه .