دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 01:39 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 133-152)



حرّر القول في القراءات في قول الله تعالى: {وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربيّون كثير} وإسناد الفعل في كل قراءة.


تعليمات الإجابة:
هذا التطبيق مطلوب تقديمه في صورة خطوات منفصلة كالتالي:
أولا: ذكر مراجع البحث مرتّبة على مراتب مراجع الأقوال في التفسير.
ثانيا:
استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
ثالثا: تخريج الأقوال.
رابعا: توجيه الأقوال.
خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.



تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:05 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

حرّر القول في القراءات في قول الله تعالى: {وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربيّون كثير} وإسناد الفعل في كل قراءة.


*المراجع:
-[سنن سعيد بن منصور: 3/1094-1097] ت227هـ.
-[جامع البيان للطبري: 6/109-116] ت310هـ.
- ]الحجة في القراءات السبع لابن خالويه: ج1/114, دار الشروق – بيروت, ط 4-1401هـ[ ت370هـ.
-[المحرر الوجيز لابن عطية: 2/375-382] ت546هـ.
-[الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ج4/229-230, دار الكتب المصرية, ط2-1384هـ]ـ ت671هـ.
*تنبيه:
لم يقتصر اطلاعنا على المراجع المذكورة أعلاه فقط, بل اطلعنا على كل ما ورد في جمهرة التفاسير, بالإضافة للكثير من الكتب المختصة بالقراءات, ولكننا لم نوثقها في المراجع لأننا لم نستفد منها إضافة لمعنى جديد, أو تقوية لإسناد, أو ترجيحا لرأي, أو استحسانا لتوجيه, فجل ما ورد فيها هو نفسه ما ورد في هذه المراجع, دون تبيين لقول أو توضيح له أو ترجيح, لذا اكتفينا بهذه المراجع لأهميتها وشموليتها وكفايتها عن غيرها:

*استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها وتخريجها وتوجيهها:
بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, وبعد:
فإن القراءات في قوله تعالى :"وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير" اختلفت, واختلف معها إسناد الفعل في كل قراءة, وسنستعرض بإذن الله الاختلافات الواردة في قراءاتها, وتوجيه كل قراءة وتوضيح إسناد الفعل في كل منها:

-القراءة الأولى: "قاتل" بفتح القاف والألف. وهي قراءة ابن مسعود, وسعيد بن جبير, وإبراهيم, والحسن, كما روى ذلك سعيد بن منصور, وهي قراءة جماعةٍ من قرّاء الحجاز والكوفة, كما ذكر ذلك الطبري, وقرأ بها ابن عامر واختارها أبو عبيد, كما ذكر ذلك القرطبي.
*التخريج:
رواية ابن مسعود: رواها سعيد بن منصور في سننه عن عتّاب بن بشيرٍ، قال: نا خصيف، عن زياد بن أبي مريم، وأبي عبيدة، عن ابن مسعودٍ, وذكر قوله.
رواية سعيد بن جبير: رواها سعيد بن منصور عن عتّاب، عن خصيف، عن سعيد بن جبيرٍ, وذكر قوله.
رواية إبراهيم: رواها سعيد بن منصور في سننه عن عوفٌ، عن إبراهيم, وذكر قوله.
رواية الحسن: رواها سعيد بن منصور في سننه عن هشيمٌ، قال: نا عوفٌ، عن الحسن, وذكر قوله.
*توجيه من قرأ بهذه القراءة:
فأمّا من قرأ {قاتل} فإنّه اختار ذلك لأنّه قال: لو قتلوا لم يكن لقوله: {فما وهنوا} وجهٌ معروفٌ؛ لأنّه يستحيل أن يوصفوا بأنّهم لم يهنوا ولم يضعفوا بعد ما قتلوا, كما قال بذلك ابن مسعود. ووجه ابن جبير اختياره بقوله: ما سمعنا قط أن نبيا قتل في القتال. روى الأقوال سعيد بن منصور في سننه, وذكرها الطبري. وعلل أبو عبيد اختياره لهذه القراءة بقوله: إِنَّ اللَّهَ إِذَا حَمِدَ مَنْ قَاتَلَ كَانَ مَنْ قُتِلَ دَاخِلًا فِيهِ، وَإِذَا حَمِدَ مَنْ قُتِلَ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ غَيْرُهُمْ، فَقَاتَلَ أَعَمُّ وَأَمْدَحُ. ذكره القرطبي.
*إسناد الفعل في هذه القراءة:
إسناد الفعل للربّيّين ، لأنه حديث عنهم. ذكره ابن خالويه, وابن عطية واستحسنه بناء على هذه القراءة.

-القراءة الثانية: "قتِل" بضم القاف, وكسر التاء المخففة, قرأ بها ابن كثير وأبو عمرو ونافع, كما ذكر ذلك ابن عطية, وقراءة يعقوب وابن عباس, واختارها أبو حاتم, كما ذكر ذلك القرطبي, وهي قراءة جماعة من قراء الحجاز والبصرة, كما ذكر ذلك الطبري ورأى أنها الأولى بالصواب, واستحسن رأيه ابن عطية.
*توجيه القراءة:
-أن المعني بالقتل هنا النبي, ويدخل معه بعض من قتل من الربيين دون جميعهم, ونفي الوهن والضعف هو عمن بقي منهم ممن لم يقتل, لأنّ اللّه عزّ وجلّ إنّما عاتب بهذه الآية، والآيات الّتي قبلها, كقوله: "وما محمد إلا رسول .... أفإن مات أو قتل", وقوله: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم اللّه الّذين جاهدوا منكم" الّذين انهزموا يوم أحدٍ، وتركوا القتال، ثمّ أخبرهم عمّا كان من فعل كثيرٍ من أتباع الأنبياء قبلهم من الصبر وعدم الوهن والضعف والبقاء على موقفهم حتى يحكم الله بينهم وبين القوم الظالمين. ذكر ذلك الطبري ورجحه, وأشار إلى نحوه ابن خالويه, وابن عطية واستحسنه.
-أن المعني بالقتل الربيون, وأن الكلام موجه لمن بقي منهم ممن لم يقتل, ويقال في الكلام الموجه لهم ما قيل فيما ذكرنا أعلاه, والذي ذكره الطبري, إلا أن القتل هنا مقصور على الربيين والكلام موجه للبقية منهم, بينما في القول الأول أن المعني بالقتل النبي وبعض من معه من الربيين, والكلام موجه لمن بقي منهم. ذكر ذلك ابن خالويه, والقرطبي واستحسنه, لأنه أَشْبَهُ بِنُزُولِ الْآيَةِ وَأَنْسَبُ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُقْتَلْ، وَقُتِلَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ.
*إسناد الفعل:
-إسناد الفعل هنا للنبي. ذكر ذلك ابن خالويه, والقرطبي, واختاره الطبري, واستحسنه ابن عطية.
-إسناد الفعل هنا إلى من قتل من الربيين. ذكره ابن عطية, والقرطبي واستحسنه.

-القراءة الثالثة: "قتِّل" بضم القاف, وكسر التاء مشددة على التكثير, قرأها قتادة, وذكر ذلك ابن عطية.
*توجيه القراءة:
أن المراد كم من نبي قتل معه ربيون كثير, فالقتل هنا مسند للربيين, لأن الفعل جاء بالتشديد الذي يدل على الكثرة, وأن المراد بعدم الوهن والضعف هو البقية ممن لم يقتل.
*إسناد القراءة:
لا يحسن أن يسند الفعل إلا إلى الربيين، لما فيه من معنى التكثير الذي لا يجوز أن يستعمل في قتل شخص واحد. قال بذلك أبو الفتح, وذكره ابن عطية.

*دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح:
ينبغي أن يعرف في تعاملنا مع القراءات أن المنهج الذي نعمل به, هو أن القراءات ما اختلفت إلا من باب الإعجاز البياني, الذي ينتج عنه تنوع المعاني دون تناقضها, بل بعضها يصدق بعضا, لذا فإن اختيار قول بأنه هو الصواب دون غيره, نرى برؤيتنا القاصرة أنه ليس هو الصواب, فما دامت القراءات وردت متنوعة, فإننا نأخذ بتنوعها وتنوع المعاني التي نتجت عنها, لذا فإننا نميل إلى أن المعنى يدخل فيه مدح من صبر من بقية الربيين الذين قتل نبيهم, أو قتل جلهم, أو مدح للصورة عامة, صورة النبي الذي يقاتل ومعه الربيون, ويصبرون على ما يعرض لهم من القتل والجراح, فيكون المدح لصورة القتال عامة, فكل هذه المعاني صحيحة وممدوحة بلا شك, فلماذا نقصر المعنى على أحدها ما دامت القراءات تنوعت؟.
بقي أن نشير إلى أنه من باب تقوية هذا الرأي, فإننا يجب أن نرد على من وجه قوله بما يمتنع مع قولنا, فدل كلامه على اقتصار المعنى على قوله دون غيره, فنقول:
-قول من قال: أن الصحيح "قاتل" وأن السبب أنهم لو قتلوا لم يكن لقوله "فما وهنوا" وجه معروف, فالرد عليه: أن قوله "فما وهنوا" موجه لمن بقي منهم.
-ومن قال: ما سمعنا قط أن نبيا قتل, نقول: أنها حجة غير مقبولة, وهل يشترط سماعنا بذلك حتى يصح المعنى؟ طبعا لا يشترط, ناهيك عن أن هذه الآية هي أصلا الخبر في ذلك, ناهيك عن أن كثيرا من الآيات التي وردت في بني إسرائيل ذكرت قتلهم للأنبياء, وقد يكون ذلك في صورة معركة, لا بالضرورة في أحداث فردية.
-ومن قال: أن قاتل أعم وأمدح, نقول: أن العمومية والشمول وكون الآية بهذا المعنى شاملة في مدحها قد لا تكون بالضرورة مقصدا مهما بقدر توضيح تعرض هؤلاء الأقوام للقتل, بل وأنبياؤهم, ومع ذلك صبروا, فانظروا إلى الحال الذي وصلوا إليه مما لم تصلوا إليه بعد! بل قد يكون تخصيص المدح لمن صبر مقصود, لغرض الآية بحثِّ من بقي ولم يقتل على الصبر وعدم الوهن, ويعلم بمفهوم الخطاب أن المدح يشمل من قتل من باب أولى, وإن كان في المقام الأول مدح لمن بقي وصبر, والسبب في مدحهم بالمقام الأول, هو لأن المخاطب في الآيات هم الصحابة الذين بقوا أحياء وشهدوا ما شهدوا, فشابهوا هؤلاء فيما تعرضوا له, لا من قتل واستشهد, فالخطاب لهم, وذكر المثال هو من باب رفع هممهم.
-وأما من استحسن وقوع معنى الآية على بعض الربيين دون نبيهم, وذلك لمشابهة هذا المشهد لمشهد الصحابة آنذاك, إذ قتل منهم جماعة وبقي منهم من بقي مع رسول الله, فإننا نقول: سياق الآيات هو من يرد عليك, فالقارئ للآيات التي تتحدث عن إمكانية قتل الرسول "وما محمد إلا رسول ... أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم", وأن الواجب في التعامل مع هذه المصيبة هو الصبر وتقبل موته إذ يجري عليه ما يجري على غيره, يبين لك أن المقام مقام وعظ وتذكير بحدوث ما خشي المؤمنون حدوثه مع الأقوام السابقة, ولا نقول بعدم وجاهة هذا الرأي أبدا, ولكننا نبين أننا كذلك نستطيع أن نثبت عكسه, مما يدل على قبولية الآية لتعدد المعاني.
*وردنا على هذه الأقوال لا يعني مخالفة قائليها في عدم صحة ما مالوا إليه, بل رد على حججهم التي بها قصروا المعنى على آرائهم, ولم يفسحوا مجالا لمعاني أخرى لتدخل تحت هذه الآية الكريمة.
هذا وعفا الله عن تقصيرنا, وغفر لنا زلاتنا, ورزقنا الهداية لمعرفة الحق, والقيام بأوامره, واجتناب نواهيه, لا مجرد العلم بلا عمل, والمعرفة بلا توفيق, ربنا اغفر لنا ذنوبنا, وإسرافنا في أمرنا, وثبت أقدامنا, وانصرنا على القوم الكافرين.. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 صفر 1440هـ/3-11-2018م, 07:46 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

حرّر القول في القراءات في قول الله تعالى: {وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربيّون كثير} وإسناد الفعل في كل قراءة.

المراجع :
• السبعة في القراءات لابن مجاهد
• الحجة في القراءات السبعة لابن خالويه
• سنن سعيد بن منصور
• فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر
• عمدة القاري للعيني
• إرشاد الساري للقسطلاني
• جامع البيان لابن جرير الطبري
• تفسير الماوردي
• تفسير القرطبي
• تفسير ابن الجوزي
• معاني القرآن للفراء
• معاني القرآن للأخفش
• معاني القرآن للنحاس
• المحرر الوجيز لابن عطية
• تفسير ابن كثير

القراءات في ( كأين ) : اخْتلفُوا فِي الْهَمْز من قَوْله ( وكأين ) .
القراءة الأولى : {وكأيّن} بهمز الألف وتشديد الياء ، وهي قراءة ابن محيصن و الأشهب العقيلي .
القراءة الثانية : " وكائن " وقرأ بها ابن كثير ، مثل وكاعن ، على وزن فاعل ،
ذكره ابن مجاهد ، و ابن خالويه ، وابن جرير و جمع من المفسرين .
القراءة الثالثة : كي ، بتسهيل الهمزة وقرأ بها أبو الحسن بن الحسن ، وهذا خلاصة قول ابن جرير و ابن عطية .

قال ابن جرير : وهما قراءتان مشهورتان في قراءة المسلمين، ولغتان معروفتان لا اختلاف في معناهما، فبأيّ القراءتين قرأ ذلك قارئٌ فمصيبٌ، لاتّفاق معنى ذلك وشهرتهما في كلام العرب .
قال ابن عطية : وكأيّن بمنزلة «كم» و تعطي في الأغلب التكثير .

القراءات في ( قاتل ) : اخْتلفُوا فِي فتح الْقَاف وَضمّهَا وَإِدْخَال الْألف وإسقاطها من قَوْله {قَاتل مَعَه} ،

القراءة الأولى : ( قاتل ) بفتح القاف وإثبات الألف ، وهي اختيار ابن مسعود وسعيد بن جبير والحسن وإبراهيم .
وقراءة عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ ، ذكره ابن مجاهد .
فأما ما روي عن ابن مسعود فرواه سعيد بن منصور من طريق خصيف عن زياد بن أبي مريم، وأبي عبيدة، عنه .
وأما ما روي عن سعيد بن جبير فرواه سعيد بن منصور من طريق خصيف عنه .
وأما ماروي عن الحسن فرواه سعيد بن منصور من طريق هشيم عن عوف عنه .
وأما ما روي عن إبراهيم فرواه سعيد بن منصور عن عوف عنه .

القراءة الثانية : ( قُتل ) : بضم القاف و كسر التاء مخففة ، قرأه جماعة من قراء الحجاز والبصرة ، ابن كثير ونافع وابن عمرو ، وأبان والمفضل كلاهما عن عاصم ، ذكره الماوردي وابن الجوزي ، واختارها ابن جرير .

القراءة الثالثة : «قتل» بضم القاف وكسر التاء مشددة على التكثير ، وقرأ بها قتادة ، ذكره ابن عطية .

إسناد الفعل :

& على قراءة فتح القاف وإثبات الألف فيه قولان :
الأول : إسناده إلى ضمير نبيٍّ، والمعنى أن النبي ، قاتل ، ومعه ربيون .
الثاني : إسناده إلى ربيون ، والمعنى أنهم المُقاتِلون مع نبيهم ، فما وهنوا .
& و على قراءة الضم مع التخفيف في إسناده قولين كالسابقين :
الأول : إسناده إلى ضمير نبيٍّ، والمعنى أن النبي قُتل ، ومعه ربيون فما وهنوا بعده .
الثاني : إسناده إلى ربيون ، و المعنى أنهم المقتولون ، ويكون: "فما وهنوا" لمن بقي منهم .
& على قراءة الضم مع تشديد التاء : يكون إسناد الفعل إلى الربيين ، لما فيه من معنى التكثير الذي لا يجوز أن يستعمل في قتل شخص واحد .

الدراسة والتوجيه :

من اختار قراءة قُتل بضم القاف وأن الإسناد إلى النبي ، كان تعليلهم بأنهم قالوا يوم أحد: قتل محمد صلى الله عليه وسلم، ففشلوا، و أنزل الله تبارك وتعالى ( {وما محمد إلاّ رسولٌ قد خلت من قبله الرّسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) ، وأنزل ( وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير فما وهنوا ) وكان المطلوب أن يفعلوا كما فعل أتباع الأنبياء من قبلهم إذا قتل نبيهم من الثبات على منهاجه والقتال على دينه ، وهذا هو ترجيح ابن جرير رحمه الله .
وأجيب عن هذا التوجيه بأنّه لم يشتهر نقل قتل النبيين مع اشتمال كأين على صيغة التكثير .
و اعترض على القول بضم القاف وإسناد الفعل إلى الربانيين ، بقوله تعالى بعد ذلك {فما وهنوا} وقد قلنا إنهم قد قتلوا فكيف ينفي عنهم الوهن ، وأجيب بقولهم المعنى قتل معه بعض الربيين لا كلهم ، وهذا معروف في اللغة أن يقال جاءني بني فلان وإنما جاء بعضهم .
وأما قراءة تشديد الفتح فتقوي قول من قال من السبعة: إن «قتل» - بتخفيف التاء أو «قاتل» إنما يستند إلى الربيين، نقله ابن عطية عن أبي الفتح ،.وأما من قرأ «قاتل» فحجتهم أنها أعم في المدح لأنه يدخلها فيها من قتل ومن بقي .
وهذه القراءات كلها صحيحة لغة ، و تختلف معانيها بحسبها ، ولا تعارض ولا اختلاف في المعاني .


القراءات في ( ربيون ) :
بكسر الراء : وهي قراءة الجمهور .
وبضم الراء : عن علي وجماعة ذكره ابن حجر ، وقرأ بها ابن مسعود ، وأبو رزين ، وأبو رجاء ، والحسن ، وابن يعمر ، وابن جبير ، وقتادة ، وعكرمة ، وأيوب ، ذكره ابن الجوزي .
وبفتح الراء : وقرأ بها ابن عباس ، وأنس وأبو مجلز ، وأبو العالية ، والجحدري ، ذكره ابن الجوزي .
توجيهه :
إن كانت بالفتح فالنّسبة إلى الرب ، وهو من تغيير النّسب .
و على الضم والكسر فلا تغيير و يكون منسوباً إلى الرّبّة أي الجماعة ، وفيها لغتان الكسر والضم ، ذكره القسطلاني .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 10:49 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 133-152)


أحسنتم، بارك الله فيكم وسدّد خطاكم.

- اتّفقنا سابقا أن مسائل القراءات التي ليس لها تأثير على معنى الآية لا تصنّف ضمن مسائل التفسير وليس مطلوبا تحريرها.
- أيضا عند عرض القراءات الواردة في الآية لا تسرد القراءات المنسوخة أو التي لا يقرأ بها الآن، فلا نقول قراءة ابن عباس وقراءة ابن مسعود وقراءة ابن محيصن، بل يكتفى بالقراءات العشر المتواترة، أما القراءات الأخرى فتفيدنا في التفسير عند توجيه بعض الأقوال والترجيح بينها.

- القراءات تسند إلى القرّاء العشر المعروفين.
- كتب الوقف والابتداء مهمّة في تحرير مسألة إسناد الفعل، ونذكّر بضرورة تصنيف المسألة واختيار مراجع البحث بعناية.
- توجد نقطة مهمّة نود أن تنتبهوا إليها جيدا وهي خاصّة باختيار ابن جرير -رحمه الله- لبعض القراءات على بعض، فنقول هناك فرق بين الاختيار والترجيح وأن الاختيار لا يقصد به ترجيح قراءة وطرح أخرى؛ إذ لا يجوز إسقاط قراءة متواترة، وإنما مراد ابن جرير من الاختيار تقوية القراءة دون طرح القراءة الأخرى إذا ما ثبت أنها قراءة صحيحة، والمفاضلة بين القراءات الصحيحة لها أسباب وضوابط بين أهل العلم أغلبها يرجع إلى قوة السند وفصاحة القراءة وشهرتها في لغة العرب وقوة موافقتها للسياق ونحو ذلك من العلل.
وقد حصل بالفعل أن رجّح ابن جرير بين قراءات متواترة في بعض مواضع من تفسيره، ويُعتذر له بأنه لم يبلغه تواتر هذه القراءة المرجوحة عنده، خاصّة وأن مصطلح التواتر وتسبيع القراءات لم يعرف إلا بعد الطبري بزمن طويل، والمتتبّع لمنهج الطبري في التعامل مع القراءات في تفسيره يلاحظ ذلك جيدا وهو من هو في علمه بالقراءات، فرحمه الله رحمة واسعة.



1: نورة الأمير ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- يرجى مراجعة الإرشادات أعلاه للأهميّة، وخاصّة آخر فقرة.
- يرجى وضع قائمة بأسماء ما طالعتيه من المصادر بحسب مراتب المراجع، والتزام ما أوصى به الشيخ -حفظه الله- في دروس تعيين مراجع البحث.
ومجرّد الإشارة إلى أنك طالعتِ مراجع أخرى لا يكفي، لأن المصدر حجّة بين الطالب وبين المصحّح أثناء التقويم، ثم إننا نحتاج كثيرا لتعداد المصادر ولو تكرّرت فيها الأقوال، لأن التكرار من مصادر تقوية القول عند الخلاف، وليس التكرار عديم الفائدة، ولا يفوتني أن أحيلك على تفسير أضواء البيان ففيه كلام جيّد حول مسألة إسناد الفعل.
- تسند القراءات إلى القراء العشر المعروفين، ويرجع في الإسناد إلى كتب القراءات وليس كتب التفسير، هذه الملحوظة يجب الانتباه لها أثناء تحرير مسائل القراءات.
- في إسناد الفعل قولان على كل قراءة، وقد أسندتِ الفعل في القراءة الأولى {قاتل} للربيّين فقط، وهو مخالف أيضا لما أشرتِ إليه أثناء التوجيه من وجود قولين، هذه هي الملحوظة الثانية.
- قلتِ: "كثيرا من الآيات التي وردت في بني إسرائيل ذكرت قتلهم للأنبياء, وقد يكون ذلك في صورة معركة" ، فهل تظنّين أنهم يقتلون أنبياءهم في حرب بدلا من قتال عدوّهم؟ أليس احتمالا بعيدا؟
- قلتِ: "وردنا على هذه الأقوال لا يعني مخالفة قائليها في عدم صحة ما مالوا إليه, بل رد على حججهم التي بها قصروا المعنى على آرائهم, ولم يفسحوا مجالا لمعاني أخرى لتدخل تحت هذه الآية الكريمة.".
هذه العبارة خطر ولا يليق بطالب العلم أن يوجّهها لأي من أهل العلم فضلا عن أن يوجّهها لأكابرهم، فمن الذي قال إنهم يقصرون معاني القرآن على آرائهم؟ ومن قال إنهم خطّؤوا بقية المعاني؟، فليصبر طالب العلم حتى يفهم معنى الخلاف بينهم ومعنى اختيارهم، وليحفظ لأهل العلم قدرهم، ولا يتسرّع في حكم قد يوقعه في محظور نعلم يقينا أنه لم يقصده.


2: سارة المشري أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ويرجى مراجعة الإرشادات أعلاه لأهميّتها في مثل هذا النوع من المسائل.
وللشنقيطي -رحمه الله- كلام جيّد في إسناد الفعل على قراءة {قتل}، فلو طالعتيه للفائدة.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 ربيع الأول 1440هـ/1-12-2018م, 01:39 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 133-152)


حرّر القول في القراءات في قول الله تعالى: {وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربيّون كثير} وإسناد الفعل في كل قراءة.




أولا: ذكر مراجع البحث.
هذه المسألة تفسيرية، ولها تعلق بالقراءات، وتم الرجوع فيها إلى الكتب التالية :

أولا من المصادر الأصلية:
-من المرتبة الأولى: كتب دواوين السنة.

بحثت في بعضها كالصحيحين والسنن الأربع ومسند أحمد ومستدرك الحاكم وسنن سعيد بن منصور وتفسيره، ومصنف عبد الرزاق
- من المرتبة الثانية: كتب التفسير في جوامع الأحاديث.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)
- من المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة :
1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري (ت: 310هـ)
2- تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)
3- معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ)
4- تفسير أبي إسحاق الثعلبي(ت427) .
- ومن المرتبة الرابعة : التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها .
-1تفسير سفيان الثوري (161 ه)
-2تفسير ابن المنذر النيسابوري(ت:318هـ)
- من المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير :
.1. الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب (ت: 427 ه)
1. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
2. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
3. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
4. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)
.5 أحكام القرآن للقرطبي (ت671)

-وفي الوقف والابتداء والقراءات
-إيضاح الوقف والابتداء لأبي بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):
-والمكتفي لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444).
-شرح طيبة النشر للنويري
-منار الهدى في الوقف والابتدا لعبد الرحيم الأشموني.
-القراءات وأثرها في علوم العربية لمحمد محمد محيسن
-إيضاح الوقف والابتداء لمحمد بن القاسم الانباري.

ومن التفاسير اللغوية :
-معاني القرآن للفراء (ت207)
-غريب القرآن لابن قتية (ت276)
-غريب القرآن للسجستاني (ت330)
-معاني القرآن للنحاس(ت338)
-معاني القرآن لإِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ)
- ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب (ت345).
-تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ت370).


ثانيا: استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
وردت قراءات في قوله تعالى "قاتل معه ربيون" هي :
==القراءة الأولى: "قاتل معه"

=من قرأ بها:
قرأ بها ابن مسعود وسعيد بن جبير والحسن وإبراهيم والضحاك وعطية العوفي والقراء سوي ابن كثير ونافع وأبو عمر،
=تخريجها:
أما قراءة ابن مسعود فأخرجها سعيد ابن منصور عن أبي عُبيدة عنه،
وأما قراءة سعيد بن جبير والحسن وإبراهيم فأخرجها سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر كلهم عنهم.
وأما قراءة الضحاك وعطية فأخرجها عبد ابن حميد عنهما.
=توجيه هذه القراءة
يكون المعنى على هذه القراءة: إنهم قاتلوا مع نبيهم وما وهنوا في قتالهم ولا ضعفوا ولا استكانوا.
فإسناد الفعل هنا هو إلى النبي ومعه الربيون فهم قاتلوا مع نبيهم.


==القراءة الثانية: "قُتِل معه" بضم القاف وكسر التاء مخففة.
=من قرأ بها:
قرأ بها ابن مسعود في أحد الروايات عنه وكذا عطية العوفي، وقرأ بها ابن كثير وأبو عمرو ونافع ، وأبان والمفضل كلاهما عن عاصم
=تخريجها.
فأما قراءة ابن مسعود فأخرجها عبد بن حميد عن زر عنه.
وأما قراءة عطية العوفي فأخرجها عبد بن حميد عنه.
وذكر هذه القراءة عمن ذكرناهم من القراء ابن عطية في تفسيره وابن الجوزي في زاد المسير، والماوردي في النكت والعيون.
=توجيه هذه القراءة
هذه القراءة يكون فيها إسناد الفعل إلى ضمير نبي والمعنى أن النبي قتل، وكان معه ربيون قاتلوا بعده وما ضعفوا وما استكانوا،
قال ابن عباس في قوله: وما كان لنبيٍّ أن يغلّ [آل عمران: 161] النبي يقتل، فكيف لا يخان،
ويجوز أن يكون إسناده إلى ربيون، ويكون المعنى أن النبي في قتاله لأهل الضلال قتل ممن معه ربيون وبقي آخرون بعدهم يقاتلون مع نبيهم وما ضعفوا وما استكانوا.
قال الحسن وسعيد بن جبير: لم يقتل نبي في حرب قط.

==القراءة الثالثة: "قُتِّل معه" بضم القاف وكسر التاء مشددةً.
=من قرأ بها:
قرأ بها قتادة
=تخريجها.
ذكرها عن قتادة ابن عطية في تفسيره،
=توجيه هذه القراءة
التشديد هنا يفيد كثرة من قتل مع النبي.
وأما إسناد الفعل فإنه هنا يسند إلى ربيون ولا يحسن غيره إذ لا يحسن أن يسند إلى قتل النبي وهو مفرد وإنما يسند إلا من معه من الربيون فيفيد كثرة من قتل منهم.


خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.
أولا الكلام على إسناد الفعل
أما بالنسبة إلى إسناد الفعل في القراءة ب "قاتل" بإثبات الألف يكون إلى الجميع فالقوم كلهم قاتلوا ولم يهنوا ولم يضعفوا
وأما "قُتِّل" بالتخفيف ففيها ثلاثة أوجه:
-1-أن يكون إلى الربيين وهو اختيار ابن عطية،
-2-ويجوز أن يكون إلى النبي وهو اختيار ابن جرير ويقوي قوله ما تقدم من قوله تعالى: أفإن مات أو قتل [آل عمران: 144] ، ويقويه أيضا ما جاء في سبب نزول الآية وأنها نزلت لما أشيع مقتل النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت تحث المؤمنين أن يقاتلوا كما قاتل من كان قبلهم.
-3-أن يكون إلى الربيين وهذا يكون مع قراءة "قُتِّل" بالتشديد فيحسن فيها أن يكون الإسناد إلى الربيين لأن التكثير يكون مع الجمع لا مع المفرد.

ثانيا: الاختيار بين القراءات
=قد اختار ابن جرير قراءة من قرأ "قتل معه ربيون كثير" وقال أنها الأولى بالصواب عنده
معللا بأن الله عاتب بهذه الآيات والّتي قبلها من انهزم يوم أحدٍ، وتركوا القتال أو سمعوا الصّائح يصيح: "إنّ محمّدًا قد قتل". فعاتبهم اللّه على فرارهم وتركهم القتال فقال لهم: {أفإن مات أو قتل} أيّها المؤمنون ارتددتم عن دينكم وانقلبتم على أعقابكم؟.
ثم أخبرهم عما كان من فعل كثير من أتباع الأنبياء قبلهم، وقال لهم: هلا فعلتم كما كان أهل الفضل والعلم من أتباع الأنبياء قبلكم يفعلونه إذا قتل نبيهم = من المضي على منهاج نبيهم، والقتال على دينه أعداءَ دين الله، على نحو ما كانوا يقاتلون مع نبيهم
واختارها أيضا القرطبي في تفسيره معللا اختياره بأنها أشبه بنزول الآية وأنسب

=والقراءة بإثبات الألف هي التي في رسم المصحف وهي قراءة الأكثرين فإن من اختارها –كأبو عبيدة- قال: لو قُتلوا لم يكن لقوله: "فما وهنوا"، وجه معروف. لأنه يستحيل أن يوصفوا بأنهم لم يَهِنوا ولم يضعفوا بعد ما قتلوا، ويحمل المعنى بأن المسلمين لما ضعفوا لقتل أصحابهم وجراحهم فأنزل الله عز وجل عليهم يعلمهم أن كثيراً من الأنبياء قاتل مع أصحابه وأتباعه، فلم يضعفوا لما أصابهم من قتل وجراح فتأسوا بهم.
وهذه القراءة هي التي ظهر لي من كلام أهل العلم أنها الأقوى في المعنى كما قال مكي ابن أبي طالب في الهداية إلى بلوغ النهاية :
واختار بعض أهل اللغة قاتل لأنه أبلغ في المدح من قتل لأن الله تعالى إذا مدح من قاتل كان من قتل أدخل في المدح لأنه لم يقتل إلا بعد القتال، فالقاتل والمقتول ممدوحان في قراءة من قرأ قاتل وهو إذا مدح من قتل فليس من قاتل، ولم يقتل بالممدوح، فقاتل أبلغ في المدح للجميع.


-------------------------------------
وقد ورد في "كأين" قراءتان قال عنهما الزجاج :
وفيها لغتان جيدتان بالغتان يقرأ بهما جميعا.
يقرأ. {وكأيّن} بتشديد الياء وهمز الألف، (وكائن) على وزن فاعل بمد الألف وتخفيف الياء.
وقال الطبري وهما قراءتان مشهورتان في قرأة المسلمين، ولغتان معروفتان، لا اختلاف في معناهما، فبأي القراءتين قرأ ذلك قارئ فمصيبٌ. لاتفاق معنى ذلك، وشهرتهما في كلام العرب. ومعناه: وكم من نبي.

وقال ابن عطية أنها فيها أربع لغات في كلام العرب
-«كأين» على وزن كعين بفتح العين،
-و «كأين»، على وزن كاعن
-و «كأين» على وزن كعين بسكون العين
-وكان على وزن كعن بكسر العين،
وأكثر ما استعملت العرب في أشعارها التي على وزن كاعن،
وقد ذكرها أيضا الثعلبي وقال وكلها لغات معروفة بمعنى واحد.

ولعدم وجود اختلاف في المعنى لم أكثر الكلام عليها كما هو صنيع أهل العلم ممن مررت بكلامهم في البحث.

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 ربيع الثاني 1440هـ/9-12-2018م, 02:30 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت مسافرا ولم أتمكن من تأدية المجلس في وقته وقدمت الاعتذار وطلبت الإدارة مني ذكره هنا في نهاية المجلس.

وجزاكم الله خيرا.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 ربيع الثاني 1440هـ/13-12-2018م, 05:24 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم

علاء عبد الفتاح ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- في قراءة {قاتل} قولان في إسناد الفعل:
الأول أن يسند للنبي، فتكون الآية: {وكأيّن من نبيّ قاتل} ثم نقف ونبدأ بعدها بقوله: {معه ربيّون كثير}.
الثاني: أن يسند إلى الربيّين، فهم المقاتلون، فتوصل الآية.
وتراجع إرشادات التقويمات للأهمية، ويستفاد من فقرة توجيه الأقوال في تحرير الأستاذة سارة.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 ربيع الثاني 1440هـ/5-01-2019م, 10:39 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

حرّر القول في القراءات في قول الله تعالى: {وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربيّون كثير} وإسناد الفعل في كل قراءة.

جاء في هذا المقطع المذكور من الآية ثلاث كلمات، فيها قراءات، سأذكرها باختصار ثم أفصل القول في الفعل الذي أثرت القراءات في معناه وهو الفعل: {قاتل}
1. {وكأيّن}
- تقرأ {وكائن} على وزن فاعل، وهي قراءة ابن كثير وحده.
- وتقرأ {وكأيّن} بالتشديد، وهي قراءة باقي السبعة.
ذكرها الزجاج وقال عنها: "فيها لغتان جيدتان بالغتان يقرأ بهما جميعا، ولم يذكر لها أثرا على المعنى
وقال عنها ابن جرير: "هما قراءتان مشهورتان في قراءة المسلمين، ولغتان معروفتان لا اختلاف في معناهما، فبأيّ القراءتين قرأ ذلك قارئٌ فمصيبٌ، لاتّفاق معنى ذلك وشهرتهما في كلام العرب.
كما ذكر القراءات ابن عطية وذكر قراءات أخرى لغير السبعة ولم يذكر لأين منها أثرا على المعنى.
واتفق الجميع على أن المعنى (وكم من نبي) وأنها تعطي في الأغلب معنى التكثير، والمقصود أن كثيرا من الأنبياء قاتل معه جماعة فلم يهنوا.
2. {ربّيّون}
- تقرأ بكسر الراء قال الزجاج وهو الأكثر، وقال ابن عطية أنها قراءة السبعة.
- وتقرأ بضم الراء، ذكرها الزجاج، وقال ابن عطية أنها قراءة: علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن مسعود وابن عباس وعكرمة والحسن وأبو رجاء وعمرو بن عبيد وعطاء بن السائب.
- وروى قتادة عن ابن عباس «ربيون» بفتح الراء، ذكره ابن عطية.
ذكر الزجاج قراءة الكسر والضم، ولم يذكر لها أثرا على المعنى، ومعناها "الجماعات الكثيرة" وقيل معناها " العلماء الأتقياء الصبَّر" قال الزجاج "وكلا القولين حسن جميل".
وفصل ابن عطية القول في القراءات الثلاث ومعناها ونسبتها ولم يخرج عما قاله الزجاج من معان، وأشار ابن كثير لنفس المعاني دون الإشارة للقراءات إلا أنه، أضاف معنا هو " الذين يعبدون الرب" وذكر أن بعضهم أنكره لأن هذا المعنى يقتضي فتح الراء، وهي مفتوحة في القراءة التي أوردها ابن عطية، والله أعلم.


تفصيل القول في القراءات في قول الله تعالى: {قاتل} وإسناد الفعل في كل قراءة.

أولا: ذكر مراجع البحث مرتّبة على مراتب مراجع الأقوال في التفسير.

المرتبة الأولى: كتب التفسير في دواوين السنّة
1. كتاب التفسير من سنن سعيد بن منصور الخراساني(ت:226هـ).
المرتبة الثانية: كتب التفسير في جوامع الأحاديث
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)
المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة
1. جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لإمام المفسّرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ).
2. تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ).
3. الكشف والبيان عن تفسير القرآن، لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي (ت: 427هـ)
4. معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ).
المرتبة الرابعة: التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها
1. تفسير سفيان الثوري(ت:161هـ) برواية أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي.
المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير
1. الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب القيسي(ت:437هـ)
2. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
3. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
4. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
5. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(ت:671هـ).
6. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)
مراجع أخرى:
1. التيسير في القراءات السبع / عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر أبو عمرو الداني (المتوفى: 444هـ)
2. السبعة في القراءات/ أحمد بن موسى بن العباس التميمي، أبو بكر بن مجاهد البغدادي (المتوفى:324هـ)

ثانيا وثالثا: استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها، وتخريجها

القراءات في قوله تعالى: {قاتل}
بالرجوع لكتب القراءات ومنها: كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد، وكتاب التيسير في القراءات لأبو عمرو الداني، نجد أنهم ذكروا في لهذا الفعل قراءتان:
الأولى: {قاتل}، بالألف وَفتح الْقَاف وَالتَّاء، وهي قراءة الكوفيون: (عاصم وحمزة والكسائي) وابن عامر.
الثانية: {قتل}، بِضَم الْقَاف وَكسر التَّاء من غير ألف، وهي قراءة ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو.
وقد أضاف ابن عطية والشنقيطي قراءة بالتشديد {قتِّل} نسبها ابن عطية لقتادة، ووصفها الشنقيطي بأنها قراءة شاذة.

وبالرجوع لأقوال السلف في تفسير الآية نجد الأقوال التالية:
1. أن القراءة قاتل والمعنى: أن الربيون قاتلوا عدوهم مع نبيهم وهو قول ابن مسعود، وسعيد بن جبير، وإبراهيم، والحسن
- فأما قول ابن مسعود فرواه عنه سعيد بن منصور في سننه.
- وأما قول إبراهيم فرواه عنه سعيد بن منصور في سننه.
- وأما قول الحسن فرواه ابن أبي حاتم في تفسيره.
- ويلحق بهذا القول ما رواه سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير أنّه كان يقول: ما سمعنا قطّ أنّ نبيًّا قتل في القتال.

2. أن القراءة {قتل} والمعنى أن النبي قتل ومعه جماعات لم يهنوا لقتل نبيهم، وهو قول ابن عباس، وسعيد بن جبير ومحمد بن إسحاق، والسدي، والربيع، وقتادة.
- أما قول ابن عباس، فرواه عنه ابن أبي حاتم في تفسيره، كما روى ما يفيد معناه أبو حذيفة النهدي في تفسير الثوري: عن ابن عباس: (وما كان النبي أن يغل) قال: بلى ويقتل [الآية: 161].
- وأما قول سعيد بن جبير فرواه عنه الطبري في تفسيره أنه سئل كيف تقرأ هذه الآية: {وما كان لنبيٍّ أن يغلّ} أو يغلّ؟ قال: لا، بل {يغلّ}، فقد كان النّبيّ واللّه يغلّ ويقتل.
- أما قول محمد بن إسحاق فرواه عنه، ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيرهما.
- أما قول الربيع فرواه عنه ابن جرير في تفسيره.
- أما قول السدي فرواه عنه، ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيرهما.
- وأما قول قتادة فرواه عنه، ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيرهما.

رابعا: توجيه الأقوال.
في الآية قراءتان سبعيتان لا إشكال فيهما، يتغير بتغيرهما المعنى ويتبع كل معنى اختلاف في نسبة الفعل.

القراءة الأولى: {قاتل معه} وفيها احتمالين:
- إما أن يكون الفعل موجه للنبي ويكون قوله معه بمعنى ومعه ربيون أي أنهم قاتلوا معه.
- وإما أن يكون الفعل موجه للربيون والمعنى أنهم قاتلوا مع نبيهم.

القراءة الثانية: {قتل معه} وفيها أيضا احتمالين:
- إما أن يكون النبي هو الذي قتل وهذا الذي أنكره بعض من فسر الآية لمنافاته الغلبة التي وعد بها الأنبياء، ورد عليهم من أثبت القتل للأنبياء، وأيده بما سبق من ذكر ما حدث في أحد من إشاعة قتل النبي.
- وإما أن يكون الربيون هم الذين قتلوا، والاعتراض عليه كيف ينفي عنهم الوهن والضعف والاستكانة بعد قتلهم، ورد عليه أصحاب هذا القول بأن بعضهم قتل وبعضهم لم يهن ولم يضعف بعد قتل من قتل.

القراءتان سبعيتان ولا إشكال في ثبوتهما، ولا إشكال في احتمالات الإعراب المذكورة من الناحية اللغوية قال ابن عاشور: وَعَلَى كِلْتَا الْقِرَاءَتَيْنِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعُ الْفِعْلَيْنِ ضَمِيرَ نَبِيءٍ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعُ الْفِعْلَيْنِ لِفْظُ (رِبِّيُّونَ)، ولم يعترض أحد من المفسرين على التركيب اللغوي والإعراب فالجميع أيد إمكانية نسبة الفعل إلى الربيين وإلى النبي في كلا القراءتين من حيث الإعراب، وقراءة {قاتل} لا إشكال فيها ولا يتغير بتغير النسبة المعنى تغيرا مؤثرا، ويبقى الاختلاف محصورا في نسبة القتل إلى النبي في قراءة {قتل}، والاختلاف بسبب إنكار بعضهم لقتل النبي في الحرب كما أن له علاقة بمنهج كل مفسر في توجيه القراءات والله أعلم.

خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.

القراءة الأولى: {قاتل}.
- ومعناها واضح.
- ومعنى {فما وهنوا} بعدها لا إشكال فيه.
- ولا يرد عليها الإشكال الوارد في قراءة قتل من تجويز قتل النبي في الحرب أو نفيه.
- كما أنها أعم في المدح لأنه يدخلها فيها من قتل ومن بقي.

ذكرها الطبري والثعلبي، والبغوي والزجاج، وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي وابن كثير.
وقال ابن عطية: " ويتصور في قراءة من قرأ «قاتل» جميع ما ذكرته من التقديرات في قراءة «قتل»"
ومعنى ذلك:
أن الفعل إذا أسند إلى النبي فهو الذي قاتل وقاتل معه الربيون وما وهنوا.
وإذا أسند إلى الربيون فهم الذين قاتلوا مع نبيهم.
ولا فرق حينئذ في المعنى.


القراءة الثانية: {قُتِل} بضم القاف وكسر التاء مخففة، وهذه القراءة هي التي وقع في معناها الخلاف وهي محل الدراسة هنا وفيما يلي بيان ما قاله المفسرون فيها:
القول الأول:
أن الفعل عائد على النبي فهو الذي قتل، فيكون المعنى: كم من نبيٍّ أصابه القتل، ومعه ربّيّون، فما وهنوا بعد نبيّهم.
ومبرر أصحاب هذا القول:
- أنّ اللّه تعالى عاتب بهذه الآيات والّتي قبلها من انهزم يوم أحدٍ، وتركوا القتال لما سمعوا الصّائح يصيح: "إنّ محمّدًا قد قتل". فقال لهم: {أفإن مات أو قتل} أيّها المؤمنون ارتددتم عن دينكم؟
- وقوله بعدها: {فما وهنوا لما أصابهم}، فكيف يصيب الوهن من قتل.
- قول ابن عباس: عند قوله تعالى: {وما كان لنبي أن يغل}. أن النبي يقتل فكيف لا يخان.
- ما ثبت في السير من قتل بعض الأنبياء.

وهذا القول هو اختيار ابن جريرٍ، ووصفه الزجاج بأنه الأجود، وحسنه ابن عطية، ومكي
وذكره ابن الجوزي، والقرطبي، وابن كثير، وقال عنه: وقد نصر هذا القول السّهيليّ وبالغ فيه، وكذلك حكاه الأمويّ في مغازيه، عن كتاب محمّد بن إبراهيم، ولم يقل غيره. كما نقله عن ابن إسحاق في السّيرة.

القول الثاني:
أن الفعل عائد على الربيين فهم الذين قتلوا، فيكون المعنى: وكم من نبيٍّ قتل بين يديه من أصحابه ربّيّون كثيرٌ، ويكون (فما وهنوا) أي ما وهن من بقي منهم، ذكره الزجاج والثعلبي والبغوي وابن عطية ومكي وابن الجوزي وابن كثير
وقد أطال الشنقيطي رحمه الله في الانتصار لهذا القول، بعد أن أقر بصحة الإعراب على القولين، وقرر أن في الآية إجمالا يظهر تفصيله بالاستدلال بآيات أخرى من القرآن، واستدل على قوله بدليلين رئيسيين مع رده على اعتراضات أصحاب القول الأول:

الدليل الأول:
الْآيَاتُ الْقُرْآنِيَّةُ التي تبين أَنَّ النَّبِيَّ الْمُقَاتِلَ غَيْرُ مَغْلُوبٍ بَلْ هُوَ غَالِبٌ قال تعالى:

- كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي [58 \ 21].

وقد فصل الشنقيطي رحمه الله القول لبيان أن هذه الآية تدل على أن الغلبة المذكورة تنافي القتل في الحرب وألخص ما قاله بما يلي:

أولا: التصريح بالغلبة في قوله تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} يشمل قسمين ثابتين للأنبياء هما:
- غَلَبَةٌ بِالْحُجَّةِ وَالْبَيَانِ، وَهِيَ ثَابِتَةٌ لِجَمِيعِهِمْ،
- وَغَلَبَةٌ بِالسَّيْفِ وَالسِّنَانِ، وَهِيَ ثَابِتَةٌ لِخُصُوصِ الَّذِينَ أُمِرُوا مِنْهُمْ بِالْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ; لِأَنَّ مَنْ لَمْ يُؤْمَرْ بِالْقِتَالِ لَيْسَ بِغَالِبٍ وَلَا مَغْلُوبٍ، لِأَنَّهُ لَمْ يُغَالِبْ فِي شَيْءٍ.
ويبين سبب نزول الآية أن الغلبة المقصودة هي غلبة السيف والسنان، جاء في سبب نزولها:
أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَالَ: أَيَظُنُّ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ أَنْ يَغْلِبُوا الرُّومَ وَفَارِسَ، كَمَا غَلَبُوا الْعَرَبَ زَاعِمًا أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ لَا يَغْلِبُهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِكَثْرَتِهِمْ، وَقُوَّتِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْآيَةَ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْغَلَبَةَ الْمَذْكُورَةَ فِيهَا غَلَبَةٌ بِالسَّيْفِ وَالسِّنَانِ ; لِأَنَّ صُورَةَ السَّبَبِ لَا يُمْكِنُ إِخْرَاجُهَا، وَيَدُلُّ لَهُ قَوْلُهُ قَبْلَهُ: أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ [58 \ 20] ، وَقَوْلُهُ بَعْدَهُ: إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ.

ثانيا: َأَغْلَبُ مَعَانِي الْغَلَبَةِ فِي الْقُرْآنِ الْغَلَبَةُ بِالسَّيْفِ وَالسِّنَانِ مثال ذلك قوله تعالى:
- {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [8 \ 65].
- {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ}.
- {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ [30 \ 40].
- {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً [2 \ 249].
- {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ [3 \ 12].

ثالثا: بين القرآن أَنَّ الْمَقْتُولَ لَيْسَ بِغَالِبٍ بَلْ هُوَ قِسْمٌ مُقَابِلٌ لِلْغَالِبِ قال تعالى:
- {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ} [4 \ 74].

رابعا: أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى مُطْلَقِ النَّصْرِ الَّذِي هُوَ فِي اللُّغَةِ إِعَانَةُ الْمَظْلُومِ، بَلْ خصص ذَلِكَ النَّصْرَ الْمَذْكُورَ لِلرُّسُلِ بأنه نَصْرُ غَلَبَةٍ التي هي لغة القهر بِقَوْلِهِ: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}.


خامسا: أنه تَعَالَى صرح بأَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ رُسُلَهُ لَا يُمْكِنُ تَبْدِيلُهُ قال تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} [6\ 34]، وَلَا شَكَّ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}، مِنْ كَلِمَاتِهِ الَّتِي صَرَّحَ بِأَنَّهَا لَا مُبَدِّلَ لَهَا.

ساسا: أنه نَفَى جَلَّ وَعَلَا عَنِ الْمَنْصُورِ أَنْ يَكُونَ مَغْلُوبًا نَفْيًا بَاتًّا بِقَوْلِهِ: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}؛ [3 \ 160].


فَاتَّضَحَ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ أَنَّ الْقَتْلَ لَيْسَ وَاقِعًا عَلَى النَّبِيِّ الْمُقَاتِلِ، لِأَنَّ اللَّهَ كَتَبَ وَقَضَى لَهُ فِي أَزَلِهِ أَنَّهُ غَالِبٌ، وَصَرَّحَ بِأَنَّ الْمَقْتُولَ غَيْرُ غَالِبً، وأن كلماته لا مبدل لها سبحانه.


الدليل الثاني:
استشهد الشنقيطي رحمه الله بالقراءة الشاذة {قتِّل}، بضم القاف وكسر التاء مشددة على التكثير.
فبَعْضَ الْقُرَّاءِ غَيْرَ السَّبْعَةِ قَرَأَ {قُتِّلَ} بِالتَّشْدِيدِ، فالتَّكْثِيرَ الْمَدْلُولَ عَلَيْهِ بِالتَّشْدِيدِ يَقْتَضِي أَنَّ الْقَتْلَ وَاقِعٌ عَلَى الرِّبِيِّينَ.
وقد أشار لهذه القراءة ابن عطية، وأكد أن إسناد الفعل في هذه القراءة يتجه للربيين رغم أنه حسن القول بأن إسناد الفعل في قراءة {قتل} بالتخفيف يتجه للنبي، ونقل عن أبي الفتح قوله: "وهذه القراءة تقوي إسناد الفعل إلى الربيين في باقي القراءات.

اعتراض على الاستشهاد بالقراءة الشاذة:
لو قيل معنى كم التي تفيد التكثير في قوله {كأين} لم لا تجعل فعل {قتل} بالتشديد يشمل قتل النبي؟
الجواب:
- أن اللفظ قد مشى على جهة الإفراد في قوله من نبيٍّ.
- أن الضمير المفرد في قوله {معه} دل على أن المراد إنما هو التمثيل بواحد واحد.
- نقل ابن عطية عن أبي الفتح قوله: لا يحسن أن يسند الفعل إلا إلى الربيين، لما فيه من معنى التكثير الذي لا يجوز أن يستعمل في قتل شخص واحد.
قال الشنقيطي:
"وَلِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ رَجَّحَ الزَّمَخْشَرِيُّ، وَالْبَيْضَاوِيُّ، وَابْنُ جِنِّيٍّ ; أَنَّ نَائِبَ الْفَاعِلِ رِبِيُّونَ، وَمَالَ إِلَى ذَلِكَ الْأَلُوسِيُّ فِي «تَفْسِيرِهِ» مُبَيِّنًا أَنَّ دَعْوَى كَوْنِ التَّشْدِيدِ لَا يُنَافِي وُقُوعَ الْقَتْلِ عَلَى النَّبِيِّ ; لِأَنَّ: كَأَيِّنْ إِخْبَارٌ بِعَدَدٍ كَثِيرٍ أَيْ: كَثِيرٍ مِنْ أَفْرَادِ النَّبِيِّ قُتِلَ خِلَافَ الظَّاهِرِ، وَهُوَ كَمَا قَالَ".



اعتراض على منافاة النصر والغلبة للقتل.
ورد أصحاب القول الأول على الآيات التي تثبت النصر للأنبياء مثل قوله تعالى:
- {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [58 \ 21].
- {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا الْآيَةَ} [40 \ 51].
- {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ} [37 \ 171 \ 172].
بأَنَّهُ لَا مَانِعَ مَنْ قَتْلِ الرَّسُولِ الْمَأْمُورِ بِالْجِهَادِ، وَأَنَّ نَصْرَهُ الْمَنْصُوصَ فِي الْآيَةِ، يُحْمَلُ عَلَى أَحَدِ أَمْرَيْنِ:
- أَحَدُهُمَا: أَنَّ اللَّهَ يَنْصُرُهُ بَعْدَ الْمَوْتِ، بِأَنْ يُسَلِّطَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ مَنْ يَنْتَقِمُ مِنْهُ، كَمَا فَعَلَ بِالَّذِينَ قَتَلُوا يَحْيَى وَزَكَرِيَّاءَ وَشَعْيَا مِنْ تَسْلِيطِ بُخْتُنَصَّرَ عَلَيْهِمْ، وَنَحْوَ ذَلِكَ.
- الثَّانِي: حَمْلُ الرُّسُلِ فِي قَوْلِهِ: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا عَلَى خُصُوصِ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَحْدَهُ.


ورد عليهم الشنقيطي بأن ذلك لا يجوز لما يلي:

- أن الْآيَاتُ الدَّالَّةُ عَلَى عُمُومِ الْوَعْدِ بِالنَّصْرِ لِجَمِيعِ الرُّسُلِ كَثِيرَةٌ، لَا نِزَاعَ فِيهَا.
- أَنَّهُ خُرُوجٌ بِكِتَابِ اللَّهِ عَنْ ظَاهِرِهِ الْمُتَبَادَرِ مِنْهُ بِغَيْرِ دَلِيلٍ مِنْ كِتَابٍ، وَلَا سُنَّةٍ وَلَا إِجْمَاعٍ.
- أن الْحُكْمُ بِأَنَّ الْمَقْتُولَ مِنَ الْمُتَقَاتِلِينَ هُوَ الْمَنْصُورُ بَعِيدٌ جِدًّا، وغَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ، فَحَمْلُ الْقُرْآنِ عَلَيْهِ بِلَا دَلِيلٍ غَلَطٌ ظَاهِرٌ.
- أن حَمْلُ الرُّسُلِ عَلَى نَبِيِّنَا وَحْدَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعِيدٌ جِدًّا أَيْضًا.


اعتراض يتعلق بجواز قتل الأنبياء:
قال بعضهم: أن نائب الفاعل هنا محتمل للأمرين وقد صرحت آيات أخرى بِقَتْلِ بَعْضِ الرُّسُلِ كَقَوْلِهِ:

- فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ [2 \ 87].
- قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ الْآيَةَ [3 \ 183].

والجواب:

- أن الاستدلال بغلبة الأنبياء المأمورين بالمغالبة أخص من الاستدلال بقتل بعضهم خاص ولا دليل على أنه كان في جهاد، والأخص مقدم على الأعم.
- أَنَّ جَمِيعَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ بَعْضَ الرُّسُلِ قَتَلَهُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ كُلُّهَا فِي قَتْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْبِيَاءَهُمْ، فِي غَيْرِ جِهَادٍ، وَمُقَاتَلَةٍ إِلَّا مَوْضِعَ النِّزَاعِ وَحْدَهُ.
- أن القول بأن الربيون هم المقتولون لا يتعارض مع شيء من كتاب الله، بينما القول بأن المقتول هو النبي يقتضي أن الكثير من الأنبياء قتلوا في ميدان القتال وهذا يعارض قوله تعالى: {كتب الله} لأغلبن أنا ورسلي، والقرآن كلام الله المنزه عن التعارض.
- ما روي عن بعض السلف من أنه لم يقتل نبي في جهاد.


اعتراض يتعلق بسبب النزول:

أَنَّ سَبَبَ النُّزُولِ الآية محل الدراسة يَدُلُّ عَلَى أن المقتول النبي لِأَنَّ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنَّ الصَّائِحَ صَاحَ قُتِلَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَّ قَوْلَهُ: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ} [3 \ 144]، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ.

الرد:
- أَنَّ سَبَبَ النُّزُولِ لَوْ كَانَ يَقْتَضِي تَعْيِينَ ذِكْرِ قَتْلِ النَّبِيِّ لَكَانَتْ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ {قَاتَلَ} جَارِيَةً عَلَى خِلَافِ الْمُتَعَيِّنِ.
- قَوْلِهِ: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ}، مُعَلَّقَانِ بِأَدَاةِ الشَّرْطِ وَالْمُعَلَّقُ بِهَا لَا يدَلَ عَلَى وُقُوعِ نِسْبَةٍ أَصْلًا لَا إِيجَابًا، ولَا سَلْبًا حَتَّى يُرَجِّحَ بِهَا غَيْرُهَا.
- أن نَبِيَّهُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لَمْ يُقْتَلْ، وَلَمْ يَمُتْ.

اعتراض يتعلق بقوله {فما وهنوا}:
قَوْلَهُ: فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [3 \ 146]، يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الرِّبِيِّينَ لَمْ يُقْتَلُوا ; لِأَنَّهُمْ لَوْ قُتِلُوا لَمَا قَالَ عَنْهُمْ: فَمَا وَهَنُوا.

الرد:
يرد عليه بقِرَاءَةُ حَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ: {وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ} [2 \ 191]، كُلُّ الْأَفْعَالِ مِنَ الْقَتْلِ لَا مِنَ الْقِتَالِ، وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ السَّبْعِيَّةُ الْمُتَوَاتِرَةُ فِيهَا. فَإِنَّ قَتَلُوكُمْ بِلَا أَلِفٍ بَعْدَ الْقَافِ فِعْلٌ مَاضٍ مِنَ الْقَتْلِ فَاقْتُلُوهُمْ والْمَعْنَى قَتَلُوا بَعْضُكُمْ وَهُوَ مَعْنًى مَشْهُورٌ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُونَ: قَتَلُونَا وَقَتَلْنَاهُمْ، يَعْنُونَ وُقُوعَ الْقَتْلِ عَلَى الْبَعْضِ
وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.

قال ابن عطية: والضمير في قوله: فما وهنوا عائد على جميع الربيين في قول من أسند قتل إلى نبي، ومن أسنده إلى الربيين قال في هذا الضمير إنه يعود على من بقي منهم، إذ المعنى يفهم نفسه.

استدراك:
أشار بعض المفسرين منهم ابن جرير والثعلبي وابن كثير إلى قول ثالث هو أن الفعل عائد على الاثنين فيكون المعنى: كم من نبيٍّ قتل، وقتل معه ربّيّون من أصحابه كثيرٌ، وليس جميعهم فيكون بذلك نفى الوهن والضّعف عمّن بقي من الرّبّيّين ممّن لم يقتل، والإعراب أيضا يحتمل هذا القول، وموطن الخلاف هو اثبات قتل النبي أو نفيه سواء قتل معه بعض أصحابه أو لا. وقد تضمن ما سبق الإشارة لمناقشة هذا القول تبعا.
وقد رجح القرطبي هذا القول حيث قال: "وَهَذَا الْقَوْلُ أَشْبَهُ بِنُزُولِ الْآيَةِ وَأَنْسَبُ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُقْتَلْ، وَقُتِلَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ."



الترجيح:
أطال الشنقيطي رحمه الله في الاستدلال لنفي القتل عن الأنبياء في الحرب وأجاد وأفاد كعادته والحقيقة أن تفصيله دائما ما يكون مبهرا أخاذا، وفي حال تحرير المسألة أظل حائرة أشعر بنقص المصادر ما لم أجد مناقشة وتفصيلا له رحمه الله
إلا أنني في هذه المرة لا أستطيع الجزم بصحة قوله مع معارضة كبار المفسرين له، ولا أستطيع ترجيح قول على آخر وسأكتفي بذكر تصور بسيط متشوقة للتصحيح والتصويب
أولا/ اختلاف المفسرين كان يرجع في بعض مفاصله لمناهجهم في التعامل مع القراءات:
- فالطبري رجح قراءة {قتل} على قراءة قاتل.
- وابن عطية جوز أن تدل كل قراءة على معنى مختلف.
- وابن عاشور عد اختلاف المعاني تبعا لاختلاف الإعراب والقراءات من البلاغة.
- والشنقيطي استشهد بالقراءة الشاذة على حصر المعنى في القراءة السبعية.
ولم يتيسر لي البحث في هذا المجال ولا الاطلاع على أقوال العلماء في ترجيح منهج دون الآخر، إلا أنني أعرف أن القراءة إذا كانت سبعية فلا مجال لردها.

ثانيا/ لم يخالف الشنقيطي في جواز قتل الأنبياء، لكنه نفى جواز قتلهم في الحرب ولا أدري لماذا جزم بأن الآية تحث على الاقتداء بأتباع الأنبياء في حال قتلهم في الحرب؟ ولماذا لا يشمل الحث على عدم الوهن والضعف والاستكانة كل الأحوال سواء قتل النبي في الحرب أو في غيرها؟ قال ابن عاشور: "وَمَحَلُّ الْعِبْرَةِ هُوَ ثَبَاتُ الرَّبَّانِيِّينَ عَلَى الدِّينِ مَعَ مَوْتِ أَنْبِيَائِهِمْ وَدُعَاتِهِمْ"، وقال: " فَالْقُدْوَةُ الْمَقْصُودَةُ هُنَا، هِيَ الِاقْتِدَاءُ بِأَتْبَاعِ الْأَنْبِيَاءِ، أَيْ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَتْبَاعُ مَنْ مَضَى مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، أَجْدَرَ بِالْعَزْمِ مِنْ أَتْبَاعِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


والحقيقة أن قول ابن عاشور:
- " وَجَاءَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى هَذَا النَّظْمِ الْبَدِيعِ الصَّالِحِ لِحَمْلِ الْكَلَامِ عَلَى تَثْبِيتِ الْمُسْلِمِينَ فِي حَالِ الْهَزِيمَةِ وَفِي حَالِ الْإِرْجَافِ بِقَتْلِ النَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

أخذ بمجامع لبي، وأشعرني بسعة المعاني التي يحتملها قوله تعالى: {كأين من نبي قتل معه ربيون} مع تنوع القراءات والإعرابات.

فسبحان القائل: {إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} [الزخرف: 3]
والله أعلم وأحكم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 جمادى الآخرة 1440هـ/18-02-2019م, 12:45 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


ضحى الحقيل ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- في كل قراءة قولان في إسناد الفعل كما ذكرتِ في توجيه الأقوال، ولكنك عند تصنيف الأقوال ابتداء اخترتِ لكل قراءة إسنادا واحدا عند بيان المعنى، ولا يصلح ذلك، فلابد من ذكر القولين معا في إسناد كل فعل.
- خسارة أن نجد تحريرا متميزا كهذا دون تخريج صحيح للأقوال.
- الشنقيطي رحمه الله استعمل القراءاة الشاذّة ضمن مقويّات القول ولم يقتصر عليها وحدها.
- لعلك تراجعين ما يتعلّق بمفاضلة ابن جرير رحمه الله بين بعض القراءات.
وقد أجدتِ في تحرير المسألة، زادك الله توفيقا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir