قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (33- الحليم: هو ذو الصفح، والأناة، الذي لا يستفزه غضب ولا يستخفه جهل جاهل، ولا عصيان عاص، ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحلم؛ إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة. و المتأني الذي لا يعجل بالعقوبة. وقد أنعم بعض الشعراء بيان هذا المعنى في قوله:
لا يدرك المجد حتى أقوام وإن كرموا.......حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام
ويشتموا فترى الألوان مسفرة.......لا صفح ذل ولكن صفح أحلام
ويقال: لم يصف الله سبحانه أحدًا من خلقه بصفة أعز من الحلم، وذلك حين وصف إسماعيل به. ويقال: إن أحدًا لا يستحق اسم الصلاح حتى يكون موصوفًا بالحلم، وذلك أن إبراهيم صلوات الله عليه دعا ربه فقال: {رب هب لي من الصالحين} [الصافات: 100] فأجيب بقوله: {فبشرناه بغلام حليم}. [الصافات: 101] فدل على أن الحلم أعلى مآثر الصلاح – والله أعلم – ويقال: حلم الرجل يحلم حلما، بضم اللام في الماضي والمستقبل، وحلم في النوم، بفتح اللام يحلم حلما، اللام في المستقبل، والحاء في المصدر منه، مضمومتان). [شأن الدعاء: 63]