دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الآخرة 1443هـ/30-01-2022م, 01:38 AM
دينا المناديلي دينا المناديلي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 231
افتراضي

رسالة تفسيرية في قول الله تعالى:
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)}
بالأسلوب الاستنتاجي



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهمّ علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
قال تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)}

في هذه الآية يخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الذين كُلِّفوا بحمل التوراة والقيام بما فيها ثمّ هم لم يعملوا بما علموا، وقد شبههم الله سبحانه وتعالى بالحمار الذي يحمل كتبا عظيمة على ظهره لا يفهم ما فيها
بل إنّ الحمير أحسنُ حالا من هؤلاء ، فإنّ الحمار لا فهم له، لكن اليهود لهم فهوم لم ينتفعوا بها فكانوا أسوأ حالا من الحمير. ثم يخبرنا الله عن قبح هؤلاء وقبح صنيعهم فيقول : { بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله}
فهؤلاء بامتناعهم عن اتباعهم العمل للعلم استحقوا غضب الله عليهم، وكان من جزائهم أنهم لا يهتدون لما فيه مصالحهم، لا يهتدون لطريق النجاة.

وهذه الآية فيها فوائد عظيمة نبين بعضها فيما يلي ونسأل الله التوفيق.

من الفوائد: شؤم معصية عدم العلم بالعمل، فإنّ العبد يُحرَم بهذا هداية التوفيق، قال تعالى:{ والله لا يهدي القوم الظالمين}
ومن الفوائد: تحقق وصف الظلم فيمن لم يعمل بعلمه، والظلم ،ضع الشيء في غير موضعه، ومن لا يعمل بعلمه - أي لم يضع العلم في موضعه وهو العمل- هذا ظالم لنفسه متعرض لما لا يرضى الله.
ومن الفوائد: بغض الله سبحانه وتعالى لمن لا يعمل بعلمه، فالآية في سياق الذم، فمن هذا حاله يُخذل ولا يفلح.
ومن الفوائد: قبح مآل من كذب بآيات الله فإنه لا يهتدي إلى سبيل الجنة .
ومن الفوائد: عدم الاغترار بمن كثر علمه ولم يعمل به، فإنّ اليهود كانوا يستنصرون الأوس والخزرج باخبارهم بأنه سيبعث نبي وهم ينتظرونه ويستنصرون به على الأوس والخزرج، لكن لمّا وجدوه من العرب لم يؤمنوا به، وقد آمن الأوس والخزرج،
فالذين انتفعوا بالمعلومة ليس أصحابها بل الذين سمعوها من اليهود؛ فلا بد من التفطن فينتفع الإنسان بعلمه، لا يكون جسرا يعبر الناس عليه إلى الجنة ثم لا يكون هو معهم.

ومن الفوائد: بيان كمال عدل الله وتنزيهه عن الظلم، فمن لم يعمل بمقتضى علمه ظالم لنفسه استحق العقاب من ربه، { وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
ومن الفوائد: التحذير من مشابهة اليهود.
ومن الفوائد: ثمرة هذا المثل، وهو الخوف، والحب والرجاء.
- خوف أن نقرأ القرآن ونعلم ما فيه ثم لا نعمل به.
- خوف ألا يحبنا الله إذا عملنا ما يغضبه.
-خوف أن نحرم هداية التوفيق بسوء العمل.
- رجاء أن يعصمنا الله من حال هؤلاء ومآلهم، فنجتهد في العبادة ونسارع للعمل الصالح
- حب الله سبحانه وتعالى الذي أرشد عباده إلى ما يحبه ويرضاه وحذرهم ما يغضبه وما لا يحبه، فهو الرب السيد الذي أحسن إلى عباده غاية الإحسان وأنعم عليهم وبين لهم طريق الخير وطريق الشر، فكل ذلك يثمر محبة الله.

نسأل الله سبحانه وتعالى ألا يكلنا إلى أنفسنا فنهلك، نسأله أن يعيننا على أن نعمل ما تعلمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 رجب 1443هـ/22-02-2022م, 09:43 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا المناديلي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قول الله تعالى:
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)}
بالأسلوب الاستنتاجي



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهمّ علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
قال تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)}

في هذه الآية يخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الذين كُلِّفوا بحمل التوراة والقيام بما فيها ثمّ هم لم يعملوا بما علموا، وقد شبههم الله سبحانه وتعالى بالحمار الذي يحمل كتبا عظيمة على ظهره لا يفهم ما فيها
بل إنّ الحمير أحسنُ حالا من هؤلاء ، فإنّ الحمار لا فهم له، لكن اليهود لهم فهوم لم ينتفعوا بها [أوتو علما فلم يعملوا وينتفعوا به] فكانوا أسوأ حالا من الحمير. ثم يخبرنا الله عن قبح هؤلاء وقبح صنيعهم فيقول : { بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله}
فهؤلاء بامتناعهم عن اتباعهم العمل للعلم العلم بالعمل استحقوا غضب الله عليهم، وكان من جزائهم أنهم لا يهتدون لما فيه مصالحهم، لا يهتدون لطريق النجاة.

وهذه الآية فيها فوائد عظيمة نبين بعضها فيما يلي ونسأل الله التوفيق.

من الفوائد: شؤم معصية عدم العلم بالعمل العمل بالعلم، فإنّ العبد يُحرَم بهذا هداية التوفيق، قال تعالى:{ والله لا يهدي القوم الظالمين}
ومن الفوائد: تحقق وصف الظلم فيمن لم يعمل بعلمه، والظلم ،ضع الشيء في غير موضعه، ومن لا يعمل بعلمه - أي لم يضع العلم في موضعه وهو العمل- هذا ظالم لنفسه متعرض لما لا يرضى الله.
ومن الفوائد: بغض الله سبحانه وتعالى لمن لا يعمل بعلمه، فالآية في سياق الذم، فمن هذا حاله يُخذل ولا يفلح.
ومن الفوائد: قبح مآل من كذب بآيات الله فإنه لا يهتدي إلى سبيل الجنة .
ومن الفوائد: عدم الاغترار بمن كثر علمه ولم يعمل به، فإنّ اليهود كانوا يستنصرون الأوس والخزرج باخبارهم بأنه سيبعث نبي وهم ينتظرونه ويستنصرون به على الأوس والخزرج، لكن لمّا وجدوه من العرب لم يؤمنوا به، وقد آمن الأوس والخزرج،
فالذين انتفعوا بالمعلومة ليس أصحابها بل الذين سمعوها من اليهود؛ فلا بد من التفطن فينتفع الإنسان بعلمه، لا يكون جسرا يعبر الناس عليه إلى الجنة ثم لا يكون هو معهم.

ومن الفوائد: بيان كمال عدل الله وتنزيهه عن الظلم، فمن لم يعمل بمقتضى علمه ظالم لنفسه استحق العقاب من ربه، { وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
ومن الفوائد: التحذير من مشابهة اليهود.
ومن الفوائد: ثمرة هذا المثل، وهو الخوف، والحب والرجاء.
- خوف أن نقرأ القرآن ونعلم ما فيه ثم لا نعمل به.
- خوف ألا يحبنا الله إذا عملنا ما يغضبه.
-خوف أن نحرم هداية التوفيق بسوء العمل.
- رجاء أن يعصمنا الله من حال هؤلاء ومآلهم، فنجتهد في العبادة ونسارع للعمل الصالح
- حب الله سبحانه وتعالى الذي أرشد عباده إلى ما يحبه ويرضاه وحذرهم ما يغضبه وما لا يحبه، فهو الرب السيد الذي أحسن إلى عباده غاية الإحسان وأنعم عليهم وبين لهم طريق الخير وطريق الشر، فكل ذلك يثمر محبة الله.

نسأل الله سبحانه وتعالى ألا يكلنا إلى أنفسنا فنهلك، نسأله أن يعيننا على أن نعمل ما تعلمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أحسنتِ سددكِ الله.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir