دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 صفر 1441هـ/10-10-2019م, 05:00 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس السادس: مجلس أداء التطبيق الثاني لفهرسة المسائل العلمية

التطبيق الثاني لفهرسة المسائل العلمية



التطبيق الثاني: فهرسة مسائل مقدمة التفسير لابن تيمية. | المقدمة: هنا

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 صفر 1441هـ/14-10-2019م, 10:51 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

المقدمة
سبب تأليف الرسالة: وهو سؤال بعض الإخوان أن يكتب لهم مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن، ومعرفة تفسيره ومعانيه.
التفسير على نوعين: إما نقلي وإما عقلي
الكتب المصنفة في التفسير يوجد فيها الغث والسمين
حاجة الأمة إلى فهم القرآن ماسة
بعض أوصاف القرآن: هدى ونور وروح وحبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يخلق على كثيرة الترديد ولا تنقضي عجائبه
المقدمة من إملاء الفؤاد

بيان النبي معاني القرآن لأصحابه
البيان النبوي للقرآن يشمل الألفاظ والمعاني
الآيات الدالة على تدبر معاني القرآن
دليل العادة يدل على طلب فهم معاني القرآن
قاعدة علمية: كلما كان العصر أشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر

اختلاف السلف في التفسير
الخلاف الواقع بين السلف في التفسير أقل من الخلاف الواقع بينهم في الأحكام
الاختلاف في التفسير ينقسم إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد
أكثر الخلاف المنقول عن السلف في التفسير اختلاف تنوع

أنواع اختلاف التنوع:
النوع الأول من اختلاف التنوع: اتحاد المسمى واختلاف العبارة الدالة عليه
أمثلة لاتحاد المسمى واختلاف العبارة عنه: كأَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى، وَأَسْمَاءِ رَسُولِ اللهِ وَأَسْمَاءِ القُرْآنِ.
دلالة الاسم على الذات وعلى الصفات
أن التفسير يختلف باختلاف مقصود السائل:
فإذا كان المقصود تعيين المسمى عبرنا عنه بأي اسم
وإذا كان المقصود معرفة ما في الاسم من الصفة فلا بد من قدر زائد على تعيين المسمى
مثال من القرآن لاتحاد المسمى واختلاف العبارة عنه: معنى الذكر
مثال ثاني من القرآن لاتحاد المسمى واختلاف العبارة عنه: تفسير الصراط المستقيم وتنوع ألفاظ السلف فيه

النوع الثاني من اختلاف التنوع: أن يذكر من الاسم العام أمثلة له
مثاله من القرآن: تفسير الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات
فائدة التفسير بالمثال: أن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق

ذكر سبب النزول نوع من التفسير بالمثال
تنازع الناس في اللفظ العام الوارد على سبب، هل يختص بسببه أم لا؟
أن الآية لا تختص بالشخص المعين دون غيره، فقولهم: نزلت في فلان، لا يعني أنها مختصة به
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية
المراد بقول السلف: (نزلت في هذه الآية في كذا)
اختلاف العلماء في قول الصحابي: نزلت الآية في كذا، هل له حكم الرفع أم لا؟
الاحتمالات الواردة على اختلاف سبب النزول إذا ورد فيها أكثر من سبب:
الاحتمال الأول: أن تكون الآية نزلت عقب هذه الأسباب، فيكون أكثر من حدث سببا لنزول الآية
الاحتمال الثاني: أن تكون الآية نزلت مرتين، مرة لهذا السبب، ومرة لذلك السبب الآخر
النوعان السابقان في تنوع التفسير – تنوُّعَ العبارةِ والتفسيرَ بالمثالِ – هما الغالب في تفسير سلف الأمة الذي يظن أنه مختلف.

النوع الثالث من اختلاف التنوع: ما يكون اللفظ فيه محتمل لأمرين: إما لكونه مشتركا لغويا، وإما لكونه متواطئا.
مثال المشترك: قسورة، وعسعس.
مثال المتواطئ: كالضمائر في قوله {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى}، وكلفظ (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ).
احتمال حمل المشترك على معنييه أو معانيه التي قالها السلف
المتواطئ الذي يحتمل معنيين أو أكثر يمكن أن يكون من قبيل اللفظ العام الذي يذكر له أمثلة

النوع الرابع من اختلاف التنوع: التعبير عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة
الترادف في اللغة قليل، وفي القرآن نادر أو معدوم، وهذا من أسباب إعجاز القرآن
فائدة جمع أقوال السلف: مجموع عبارات السلف المتقاربة التي يعبرون بها عن المعنى أدل على المقصود
أمثلة للتعبير عن المعنى بألفاظ متقاربة: تمور، وأوحينا، وقضينا، وريب، وتبسل.

الحذف والتضمين:
معنى التضمين في لغة العرب
ترجيحه لرأي البصريين في القول بالتضمين، ورده لمذهب من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض.
من أمثلة ذلك: (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ)، و(مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللهِ)، و(يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) و(وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) و(وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا).

وقوع الاختلاف المحقق في تفسير السلف
يوجد لدى السلف اختلاف تضاد في بعض مسائل التفسير كما اختلفوا في بعض الأحكام
بيان أن عامة ما يضطر إليه من الاختلاف معلوم لدى العامة والخاصة
وجود الاختلاف في بعض مسائل الفقهيات لا يوجب شكا في جمهورها
بعض أسباب الاختلاف: قد يكون لخفاء الدليل والذهول عنه، وقد يكون لعدم سماعه، وقد يكون للغلط في فهم النص، وقد يكون لاعتقاد معارض راجح

الاختلاف في التفسير المستند إلى النقل وإلى طريق الاستدلال
أقسام العلم الصحيح: بيان أن العلم إما نقل مصدق عن معصوم أو قول عليه دليل معلوم
نوعي الاختلاف الواقع في كتب التفسير: يكون في النقل وفي الاستدلال

النوع الأول: الخلاف الواقع في التفسير من جهة النقل

أنواع المنقول -سواء كان عن المعصوم أو غير المعصوم-: منه ما يمكن معرفة الصحيح منه ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك فيه
عامة ما لا يمكن الجزم بصحته لا فائدة فيه
أمثلة لما لا فائدة فيه: لون كلب أصحاب الكهف وفي البعض الذي ضُرب به البقرة وفي مقدار سفينة نوح وما كان خشبها وفي اسم الغلام الذي قتله الخضر
المبهم قد يكون منقولا نقلا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم كاسم صاحب موسى أنه الخضر
ما يحتاج إليه في الدين من المنقول موجود كثيرا، وقد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره
مقولة الإمام أحمد في كتب التفسير وتوجيه معناها: أن أكثر المنقول في التفسير كالمنقول في المغازي والملاحم ليس له إسناد.

الإسرائيليات
أقسام الإسرائيليات وحكم روايتها:
القسم الأول: ما جاء تصديقه في القرآن أو في السنة، فهذا صحيح نصدقه
القسم الثاني: ما تحققنا أنه كذب، وأنه لا أصل له
القسم الثالث: ما لا نجد ما يصدقه ولا نجد ما يكذبه، فيذكر للاعتبار لا للاعتقاد
الموقف من نقل الإسرائيليات عن الصحابة والتابعين
نقل الصحابة عن أهل الكتاب أقل من نقل التابعين
نقل السدي عن ابن مسعود وابن عباس ما يروونه عن أهل الكتاب
تحديث عبد الله بن عمرو من زاملتين من كتب أهل الكتاب
اختلاف أهل الكتاب فيما يروونه من أقاصيصهم
جواز نقل الخلاف عن أهل الكتاب في قصصهم

طبقات الناس في العلوم
أعلم الناس بالمغازي: أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق
أعلم الناس بالتفسير: أهل مكة، فالكوفة، فالمدينة، لكون أهل مكة ممن تتلمذوا على ابن عباس وأخذوا عنه كثيرا، وأهل الكوفة هم تلاميذ ابن مسعود.

حكم الأخذ بالمراسيل في التفسير ومعرفة كيفية التعامل مع الطرق المتعددة منها
صحة المراسيل متعددة الطرق الخالية من المواطأة في التفسير وغيره
تعدد الطرق عمن يعتبر حديثهم يوجب العلم
اعتضاد الطرق بعضها ببعض وإن لم تكن قوية بمفردها
حفاظ الأمة من علماء السلف إنما يخاف عليهم الغلط أو النسيان
الحديث الطويل المروي من وجهين مختلفين يمتنع أن يكون غلطا أو كذبا
قد يقع الغلط في بعض التفاصيل دون أصل القصة: كقصة بيع جابر جمله للنبي صلى الله عليه وسلم
القطع بأن جمهور ما في البخاري ومسلم قاله النبي
كتابة المراسيل وغيرها من الروايات الضعيفة للشواهد والاعتبار: مثل كتابة الإمام أحمد لحديث عبد الله بن لهيعة

حكم خبر الواحد
خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول تصديقا له أو عملا به فإنه يوجب العلم
العبرة بإجماع أهل الحديث في قبول خبر الواحد

فوائد من علم علل الحديث
علماء الحديث قد يضعفون حديث الثقة الصدوق لوقوعه في الغلط
ذكر بعض الأحاديث المعللة في التفسير والحديث
الناس في التصحيح والتضعيف طرفان ووسط

الموضوعات في كتب التفسير
أمارات الكذب والوضع في الحديث، ومثال ذلك: الوضّاعون من أهل البدع والغلو في الفضائل
بعض المرويات الموضوعة في كتب التفسير: مثل ما ورد في فضائل علي
من أشهر الموضوعات: الحديث الوراد في فضائل كل سورة
نقد شيخ الإسلام لتفسير الثعلبي والواحدي والزمخشري

النوع الثاني: الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال وهو التفسير بالرأي

خلو التفاسير التي تنقل تفسير السلف من خطأ الاستدلال

الأوجه التي يدخل منها الخطأ من جهة الاستدلال اثنان: قد يكون الغلط في المعنى وقد يكون في اللفظ.
الوجه الأول: الذين اعتقدوا معاني ثم حملوا ألفاظ القرآن عليها، وهما صنفان:
الصنف الأول: من يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به
الصنف الثاني: من يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به
في كلا الأمرين قد يكون ما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى باطلا فيكون خطؤهم في الدليل والمدلول، وقد يكون حقا فيكون خطؤهم فيه في الدليل لا في المدلول.
الوجه الثاني: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقين بلغة العرب بكلامه
من الأسباب التي جعلتهم يفسرون القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده العربي بكلامه: عدم النظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.

نقد بعض التفاسير المخالفة لمنهج السلف، وبيان المنهج العقدي العام لها
أمثلة للطوائف التي أخطأت في الدليل والمدلول وهم من اعتقدوا ثم تأولوا القرآن على آرائهم كأهل البدع ومنهم الخوارج والمعتزلة والرافضة
أمثلة لتفاسير المعتزلة
أصول المعتزلة الخمسة التي حملوا ألفاظ القرآن عليها: التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وإنفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
متأخرو الشيعة وافقوا المعتزلة
أبو جعفر الطوسي الرافضي يضم إلى كلام المعتزلة كلام الإمامية
الأصل الذي خالفت فيه الرافضة المعتزلة: "مسألة الإمامة"
ذكر بعض من رد على أهل البدع، وأن هذه الردود فيها الحسن وغيره
من الوجوه التي يظهر فيها بطلان تفاسير من اعتقدوا رأيا وحملوا ألفاظ القرآن عليه، وجهان:
1- تارة من العلم بفساد قولهم.
2- وتارة من العلم بفساد ما فسروا به القرآن، إما دليلا على قولهم أو جوابا عن المعارض لهم.

الأمثلة التي ذكرها شيخ الإسلام في انحرافات التفسير
من نماذج التأويلات الباطلة لأهل البدع: دس الزمخشري اعتزالياته في عبارات كتابه
دخول الفلاسفة والرافضة والقرامطة في التأويلات وتفاقم الأمر في تفاسيرهم بسبب تأويلات أهل الكلام وخاصة تطرف المعتزلة في ذلك
إنكار غلاة الباطنية القرامطة لما في الأسماء الحسنى من صفات الإثبات
أمثلة لتطرف الرافضة وأعاجيبهم في تأويل آيات من القرآن فيها الطعن في الصحابة والثناء على علي
بعض التفسيرات من غير الرافضة تقارب تفسيرات الرافضة من وجوه
قاعدة في ضابط معرفة الانحراف في تفسير الألفاظ بأشخاص معينين:
الضابط الأول: تفسير اللفظ بما لا يدل عليه بحال
الضابط الثاني: جعل اللفظ المطلق العام منحصرا في شخص واحد
تفضيل تفسير ابن عطية على تفسير الزمخشري
ثناؤه على تفسير الطبري
خطأ من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه
الذين خالفوا أقوال الصحابة وفسروا القرآن بخلاف تفسيرهم أخطأوا في الدليل والمدلول
البدع من أعظم أسباب الاختلاف في التفسير
مكانة تفسير من خالف السلف، وكيفية معرفة تلك المخالفة لتمييز الحق من الباطل
من أصول العلم: رد التفاسير الباطلة بدليل مجمل وآخر مفصل
الدليل المجمل: أن ما خرج عن تفاسير الصحابة والتابعين فهو مردود لأن العلم محفوظ فيهم ولا يمكن أن يدخر لمن بعدهم علم ويحجب عن الصحابة لأنهم خير هذه الأمة.
الدليل المفصل: وهو أن ما من تفسير يخالف تفاسيرهم ويأتي بمعنى محدث إلا وثم أدلة كثيرة من الكتاب والسنة تبطل ذلك التفسير المعين.
كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء يخطؤون في الدليل لا في المدلول
مثال ذلك: تفسير حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي، وهو من تفاسير الصوفية
ما ذكره الصوفية من معان باطلة فهو خطأ في الدليل والمدلول

طرق تفسير القرآن
الأول: تفسير القرآن بالقرآن
كونه أحسن طرق التفسير
ذكر نوعين منه: أن ما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر في موضع فقد يبسط في موضع آخر

الثاني: تفسير القرآن بالسنة
بيان أن السنة وحي
الفرق بين الأحاديث وبين الآيات: أن الآيات يُتعبد بتلاوتها دون الأحاديث
الاستدلال بحديث معاذ على أن السنة في المرتبة الثانية من المصادر بعد القرآن

الثالث: تفسير القرآن بأقوال الصحابة
عناية الصحابة بتعلم معاني القرآن
من أبرز المفسرين منهم: ابن مسعود وابن عباس، وبيان منزلتهم في التفسير
أسباب ترجيح الأخذ بتفسير الصحابة: لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح.
من ميزات تفسيرهم: قلة الخلاف بينهم في التفسير بالنسبة إلى من بعدهم

الرابع: تفسير القرآن بأقوال التابعين
تلقي التابعين التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة
من التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة كمجاهد وقتادة
نقل السدي الكبير للتفسير عن ابن عباس وابن مسعود
كثير من الأئمة كانوا يرجعون في التفسير إلى أقوال التابعين
اعتماد الشافعي والبخاري وأحمد وغيرهم تفسير مجاهد
اجتهاد التابعين في بيان القرآن فقد يتكلمون في التفسير بالاستنباط والاستدلال
حجية أقوال التابعين في التفسير إذا أجمعوا على شيء
قاعدة: متى اختلف التابعون لم يكن بعض أقوالهم حجة على بعض
المرجحات عند اختلاف التابعين: إما لغة القرآن، أو بيان السنة أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة

الطريق العلمي في عرض الأقوال ومناقشتها
ما اشتملت عليه قصة أصحاب الكهف من أدب رواية أخبار السابقين
أحسن الطرق عند ذكر مسائل الخلاف وأوجه الترجيح: وذلك بأن تستوعب الأقوال ويذكر الباطل منها، ثم يصحح الصحيح بدليله
نصب الخلاف فيما لا فائدة فيه، أو حكاية أقوال ترجع إلى معنى واحد تضييع للزمان

وجوه التفسير عند ابن عباس أربعة:
وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى

التفسير بالرأي المجرد وموقف السلف منه
حرمة التفسير بمجرد الرأي
تشديد أهل العلم في أن يفسر القرآن بغير علم
شدة تحرز السلف من الكلام في التفسير بلا علم
تحرج أبي بكر من القول بالرأي في معنى الأب
توقف ابن عباس في تفسير آية
جندب بن جنادة لم يجب سائلا عن معنى آية
سعيد بن المسيب لا يتكلم إلا فيما يعلم من تفسير القرآن
فقهاء المدينة يعظمون القول في التفسير
عروة لا يتأول شيئا من القرآن
تابعيو الكوفة يتقون التفسير
لا حرج فيمن تكلم بشيء قد علمه، ولا يذم بل يؤجر، ولهذا رويت أقوال في التفسير عن كثير من السلف.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 صفر 1441هـ/21-10-2019م, 08:29 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم محمد مشاهدة المشاركة
المقدمة
سبب تأليف الرسالة: وهو سؤال بعض الإخوان أن يكتب لهم مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن، ومعرفة تفسيره ومعانيه.
التفسير على نوعين: إما نقلي وإما عقلي
الكتب المصنفة في التفسير يوجد فيها الغث والسمين
حاجة الأمة إلى فهم القرآن ماسة
بعض أوصاف القرآن: هدى ونور وروح وحبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يخلق على كثيرة الترديد ولا تنقضي عجائبه
المقدمة من إملاء الفؤاد

بيان النبي معاني القرآن لأصحابه
البيان النبوي للقرآن يشمل الألفاظ والمعاني
الآيات الدالة على تدبر معاني القرآن [وفي هذه الآيات دلالة على بيان النبي صلى الله عليه وسلم لألفاظ القرآن ومعانيه، كذا أثر أبي عبد الرحمن السلمي؛ فحبذا لو خصصت مسألة للأدلة على بيان النبي صلى الله عليه وسلم لألفاظ القرآن ومعانيه]
دليل العادة يدل على طلب فهم معاني القرآن
قاعدة علمية: كلما كان العصر أشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر

اختلاف السلف في التفسير
الخلاف الواقع بين السلف في التفسير أقل من الخلاف الواقع بينهم في الأحكام
الاختلاف في التفسير ينقسم إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد
أكثر الخلاف المنقول عن السلف في التفسير اختلاف تنوع

أنواع اختلاف التنوع:
النوع الأول من اختلاف التنوع: اتحاد المسمى واختلاف العبارة الدالة عليه
أمثلة لاتحاد المسمى واختلاف العبارة عنه: كأَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى، وَأَسْمَاءِ رَسُولِ اللهِ وَأَسْمَاءِ القُرْآنِ.
دلالة الاسم على الذات وعلى الصفات
أن التفسير يختلف باختلاف مقصود السائل:
فإذا كان المقصود تعيين المسمى عبرنا عنه بأي اسم
وإذا كان المقصود معرفة ما في الاسم من الصفة فلا بد من قدر زائد على تعيين المسمى
مثال من القرآن لاتحاد المسمى واختلاف العبارة عنه: معنى الذكر
مثال ثاني من القرآن لاتحاد المسمى واختلاف العبارة عنه: تفسير الصراط المستقيم وتنوع ألفاظ السلف فيه

النوع الثاني من اختلاف التنوع: أن يذكر من الاسم العام أمثلة له
مثاله من القرآن: تفسير الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات
فائدة التفسير بالمثال: أن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق

ذكر سبب النزول نوع من التفسير بالمثال
تنازع الناس في اللفظ العام الوارد على سبب، هل يختص بسببه أم لا؟
أن الآية لا تختص بالشخص المعين دون غيره، فقولهم: نزلت في فلان، لا يعني أنها مختصة به
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية
المراد بقول السلف: (نزلت في هذه الآية في كذا)
اختلاف العلماء في قول الصحابي: نزلت الآية في كذا، هل له حكم الرفع أم لا؟
الاحتمالات الواردة على اختلاف سبب النزول إذا ورد فيها أكثر من سبب:
الاحتمال الأول: أن تكون الآية نزلت عقب هذه الأسباب، فيكون أكثر من حدث سببا لنزول الآية
الاحتمال الثاني: أن تكون الآية نزلت مرتين، مرة لهذا السبب، ومرة لذلك السبب الآخر
النوعان السابقان في تنوع التفسير – تنوُّعَ العبارةِ والتفسيرَ بالمثالِ – هما الغالب في تفسير سلف الأمة الذي يظن أنه مختلف.

النوع الثالث من اختلاف التنوع: ما يكون اللفظ فيه محتمل لأمرين: إما لكونه مشتركا لغويا، وإما لكونه متواطئا. [هذا النوع ليس دائمًا يكون من خلاف التنوع، بل أحيانًا من خلاف التنوع وأحيانًا من خلاف التضاد، ولو تأملت لفظ ابن تيمية تجد أنه ذكر أن اختلاف التنوع على نوعين، ثم فصل أنواع أخرى، وهذه الأنواع إما أنها ليست من قبيل الخلاف أصلا مثل الألفاظ المتقاربة، أو أنهما تحتمل أي منهما.
مثال للمشترك " القرء" فلا يمكن حمل معنى الآية على كلا معنيي القرء في نفس الحالة]

مثال المشترك: قسورة، وعسعس.
مثال المتواطئ: كالضمائر في قوله {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى}، وكلفظ (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ).
احتمال حمل المشترك على معنييه أو معانيه التي قالها السلف
المتواطئ الذي يحتمل معنيين أو أكثر يمكن أن يكون من قبيل اللفظ العام الذي يذكر له أمثلة
[كذلك المتواطئ يكون من قبيل التفسير بالمثال، إذا لم يكن لتخصيصه موجب، فإذا تحقق موجب للتخصيص كان الخلاف من خلاف التضاد]
النوع الرابع من اختلاف التنوع: التعبير عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة
الترادف في اللغة قليل، وفي القرآن نادر أو معدوم، وهذا من أسباب إعجاز القرآن
فائدة جمع أقوال السلف: مجموع عبارات السلف المتقاربة التي يعبرون بها عن المعنى أدل على المقصود
أمثلة للتعبير عن المعنى بألفاظ متقاربة: تمور، وأوحينا، وقضينا، وريب، وتبسل.

الحذف والتضمين:
معنى التضمين في لغة العرب
ترجيحه لرأي البصريين في القول بالتضمين، ورده لمذهب من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض.
من أمثلة ذلك: (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ)، و(مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللهِ)، و(يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) و(وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) و(وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا).

وقوع الاختلاف المحقق في تفسير السلف
يوجد لدى السلف اختلاف تضاد في بعض مسائل التفسير كما اختلفوا في بعض الأحكام
بيان أن عامة ما يضطر إليه من الاختلاف معلوم لدى العامة والخاصة
وجود الاختلاف في بعض مسائل الفقهيات لا يوجب شكا في جمهورها
بعض أسباب الاختلاف: قد يكون لخفاء الدليل والذهول عنه، وقد يكون لعدم سماعه، وقد يكون للغلط في فهم النص، وقد يكون لاعتقاد معارض راجح

الاختلاف في التفسير المستند إلى النقل وإلى طريق الاستدلال
أقسام العلم الصحيح: بيان أن العلم إما نقل مصدق عن معصوم أو قول عليه دليل معلوم
نوعي الاختلاف الواقع في كتب التفسير: يكون في النقل وفي الاستدلال

النوع الأول: الخلاف الواقع في التفسير من جهة النقل

أنواع المنقول -سواء كان عن المعصوم أو غير المعصوم-: منه ما يمكن معرفة الصحيح منه ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك فيه
عامة ما لا يمكن الجزم بصحته لا فائدة فيه
أمثلة لما لا فائدة فيه: لون كلب أصحاب الكهف وفي البعض الذي ضُرب به البقرة وفي مقدار سفينة نوح وما كان خشبها وفي اسم الغلام الذي قتله الخضر
المبهم قد يكون منقولا نقلا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم كاسم صاحب موسى أنه الخضر
ما يحتاج إليه في الدين من المنقول موجود كثيرا، وقد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره
مقولة الإمام أحمد في كتب التفسير وتوجيه معناها: أن أكثر المنقول في التفسير كالمنقول في المغازي والملاحم ليس له إسناد.

الإسرائيليات
أقسام الإسرائيليات وحكم روايتها:
القسم الأول: ما جاء تصديقه في القرآن أو في السنة، فهذا صحيح نصدقه
القسم الثاني: ما تحققنا أنه كذب، وأنه لا أصل له
القسم الثالث: ما لا نجد ما يصدقه ولا نجد ما يكذبه، فيذكر للاعتبار لا للاعتقاد
الموقف من نقل الإسرائيليات عن الصحابة والتابعين
نقل الصحابة عن أهل الكتاب أقل من نقل التابعين
نقل السدي عن ابن مسعود وابن عباس ما يروونه عن أهل الكتاب
تحديث عبد الله بن عمرو من زاملتين من كتب أهل الكتاب
اختلاف أهل الكتاب فيما يروونه من أقاصيصهم
جواز نقل الخلاف عن أهل الكتاب في قصصهم

طبقات الناس في العلوم
أعلم الناس بالمغازي: أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق
أعلم الناس بالتفسير: أهل مكة، فالكوفة، فالمدينة، لكون أهل مكة ممن تتلمذوا على ابن عباس وأخذوا عنه كثيرا، وأهل الكوفة هم تلاميذ ابن مسعود.

حكم الأخذ بالمراسيل في التفسير ومعرفة كيفية التعامل مع الطرق المتعددة منها
صحة المراسيل متعددة الطرق الخالية من المواطأة في التفسير وغيره
تعدد الطرق عمن يعتبر حديثهم يوجب العلم
اعتضاد الطرق بعضها ببعض وإن لم تكن قوية بمفردها
حفاظ الأمة من علماء السلف إنما يخاف عليهم الغلط أو النسيان
الحديث الطويل المروي من وجهين مختلفين يمتنع أن يكون غلطا أو كذبا
قد يقع الغلط في بعض التفاصيل دون أصل القصة: كقصة بيع جابر جمله للنبي صلى الله عليه وسلم
القطع بأن جمهور ما في البخاري ومسلم قاله النبي
كتابة المراسيل وغيرها من الروايات الضعيفة للشواهد والاعتبار: مثل كتابة الإمام أحمد لحديث عبد الله بن لهيعة

حكم خبر الواحد
خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول تصديقا له أو عملا به فإنه يوجب العلم
العبرة بإجماع أهل الحديث في قبول خبر الواحد

فوائد من علم علل الحديث
علماء الحديث قد يضعفون حديث الثقة الصدوق لوقوعه في الغلط
ذكر بعض الأحاديث المعللة في التفسير والحديث
الناس في التصحيح والتضعيف طرفان ووسط

الموضوعات في كتب التفسير
أمارات الكذب والوضع في الحديث، ومثال ذلك: الوضّاعون من أهل البدع والغلو في الفضائل
بعض المرويات الموضوعة في كتب التفسير: مثل ما ورد في فضائل علي
من أشهر الموضوعات: الحديث الوراد في فضائل كل سورة
نقد شيخ الإسلام لتفسير الثعلبي والواحدي والزمخشري

النوع الثاني: الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال وهو التفسير بالرأي

خلو التفاسير التي تنقل تفسير السلف من خطأ الاستدلال

الأوجه التي يدخل منها الخطأ من جهة الاستدلال اثنان: قد يكون الغلط في المعنى وقد يكون في اللفظ.
الوجه الأول: الذين اعتقدوا معاني ثم حملوا ألفاظ القرآن عليها، وهما صنفان:
الصنف الأول: من يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به
الصنف الثاني: من يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به
في كلا الأمرين قد يكون ما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى باطلا فيكون خطؤهم في الدليل والمدلول، وقد يكون حقا فيكون خطؤهم فيه في الدليل لا في المدلول.
الوجه الثاني: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقين بلغة العرب بكلامه
من الأسباب التي جعلتهم يفسرون القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده العربي بكلامه: عدم النظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.

نقد بعض التفاسير المخالفة لمنهج السلف، وبيان المنهج العقدي العام لها
أمثلة للطوائف التي أخطأت في الدليل والمدلول وهم من اعتقدوا ثم تأولوا القرآن على آرائهم كأهل البدع ومنهم الخوارج والمعتزلة والرافضة
أمثلة لتفاسير المعتزلة
أصول المعتزلة الخمسة التي حملوا ألفاظ القرآن عليها: التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وإنفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
متأخرو الشيعة وافقوا المعتزلة
أبو جعفر الطوسي الرافضي يضم إلى كلام المعتزلة كلام الإمامية
الأصل الذي خالفت فيه الرافضة المعتزلة: "مسألة الإمامة"
ذكر بعض من رد على أهل البدع، وأن هذه الردود فيها الحسن وغيره
من الوجوه التي يظهر فيها بطلان تفاسير من اعتقدوا رأيا وحملوا ألفاظ القرآن عليه، وجهان:
1- تارة من العلم بفساد قولهم.
2- وتارة من العلم بفساد ما فسروا به القرآن، إما دليلا على قولهم أو جوابا عن المعارض لهم.

الأمثلة التي ذكرها شيخ الإسلام في انحرافات التفسير
من نماذج التأويلات الباطلة لأهل البدع: دس الزمخشري اعتزالياته في عبارات كتابه
دخول الفلاسفة والرافضة والقرامطة في التأويلات وتفاقم الأمر في تفاسيرهم بسبب تأويلات أهل الكلام وخاصة تطرف المعتزلة في ذلك
إنكار غلاة الباطنية القرامطة لما في الأسماء الحسنى من صفات الإثبات
أمثلة لتطرف الرافضة وأعاجيبهم في تأويل آيات من القرآن فيها الطعن في الصحابة والثناء على علي
بعض التفسيرات من غير الرافضة تقارب تفسيرات الرافضة من وجوه
قاعدة في ضابط معرفة الانحراف في تفسير الألفاظ بأشخاص معينين:
الضابط الأول: تفسير اللفظ بما لا يدل عليه بحال
الضابط الثاني: جعل اللفظ المطلق العام منحصرا في شخص واحد
تفضيل تفسير ابن عطية على تفسير الزمخشري
ثناؤه على تفسير الطبري
خطأ من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه
الذين خالفوا أقوال الصحابة وفسروا القرآن بخلاف تفسيرهم أخطأوا في الدليل والمدلول
البدع من أعظم أسباب الاختلاف في التفسير
مكانة تفسير من خالف السلف، وكيفية معرفة تلك المخالفة لتمييز الحق من الباطل
من أصول العلم: رد التفاسير الباطلة بدليل مجمل وآخر مفصل
الدليل المجمل: أن ما خرج عن تفاسير الصحابة والتابعين فهو مردود لأن العلم محفوظ فيهم ولا يمكن أن يدخر لمن بعدهم علم ويحجب عن الصحابة لأنهم خير هذه الأمة.
الدليل المفصل: وهو أن ما من تفسير يخالف تفاسيرهم ويأتي بمعنى محدث إلا وثم أدلة كثيرة من الكتاب والسنة تبطل ذلك التفسير المعين.
كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء يخطؤون في الدليل لا في المدلول
مثال ذلك: تفسير حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي، وهو من تفاسير الصوفية
ما ذكره الصوفية من معان باطلة فهو خطأ في الدليل والمدلول

طرق تفسير القرآن
الأول: تفسير القرآن بالقرآن
كونه أحسن طرق التفسير
ذكر نوعين منه: أن ما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر في موضع فقد يبسط في موضع آخر

الثاني: تفسير القرآن بالسنة
بيان أن السنة وحي
الفرق بين الأحاديث وبين الآيات: أن الآيات يُتعبد بتلاوتها دون الأحاديث
الاستدلال بحديث معاذ على أن السنة في المرتبة الثانية من المصادر بعد القرآن

الثالث: تفسير القرآن بأقوال الصحابة
عناية الصحابة بتعلم معاني القرآن
من أبرز المفسرين منهم: ابن مسعود وابن عباس، وبيان منزلتهم في التفسير
أسباب ترجيح الأخذ بتفسير الصحابة: لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح.
من ميزات تفسيرهم: قلة الخلاف بينهم في التفسير بالنسبة إلى من بعدهم

الرابع: تفسير القرآن بأقوال التابعين
تلقي التابعين التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة
من التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة كمجاهد وقتادة
نقل السدي الكبير للتفسير عن ابن عباس وابن مسعود
كثير من الأئمة كانوا يرجعون في التفسير إلى أقوال التابعين
اعتماد الشافعي والبخاري وأحمد وغيرهم تفسير مجاهد
اجتهاد التابعين في بيان القرآن فقد يتكلمون في التفسير بالاستنباط والاستدلال
حجية أقوال التابعين في التفسير إذا أجمعوا على شيء
قاعدة: متى اختلف التابعون لم يكن بعض أقوالهم حجة على بعض
المرجحات عند اختلاف التابعين: إما لغة القرآن، أو بيان السنة أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة

الطريق العلمي في عرض الأقوال ومناقشتها
ما اشتملت عليه قصة أصحاب الكهف من أدب رواية أخبار السابقين
أحسن الطرق عند ذكر مسائل الخلاف وأوجه الترجيح: وذلك بأن تستوعب الأقوال ويذكر الباطل منها، ثم يصحح الصحيح بدليله
نصب الخلاف فيما لا فائدة فيه، أو حكاية أقوال ترجع إلى معنى واحد تضييع للزمان

وجوه التفسير عند ابن عباس أربعة:
وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى

التفسير بالرأي المجرد وموقف السلف منه
حرمة التفسير بمجرد الرأي
تشديد أهل العلم في أن يفسر القرآن بغير علم
شدة تحرز السلف من الكلام في التفسير بلا علم
تحرج أبي بكر من القول بالرأي في معنى الأب
توقف ابن عباس في تفسير آية
جندب بن جنادة لم يجب سائلا عن معنى آية
سعيد بن المسيب لا يتكلم إلا فيما يعلم من تفسير القرآن
فقهاء المدينة يعظمون القول في التفسير
عروة لا يتأول شيئا من القرآن
تابعيو الكوفة يتقون التفسير
لا حرج فيمن تكلم بشيء قد علمه، ولا يذم بل يؤجر، ولهذا رويت أقوال في التفسير عن كثير من السلف.


التقويم: أ+
أحسنت، بارك الله فيك.
أحسنت استخلاص المسائل والتعبير عنها بعبارات موجزة.
فاتك اليسير من المسائل، أغلبها استطرادية، لكن في الفهرسة نستوعب كل المسائل الواردة، ويمكننا التصرف في ترتيبها.
أرجو مراجعة الملحوظات اليسيرة " باللون الاحمر " أعلاه، أثناء الاقتباس.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 ربيع الأول 1441هـ/7-11-2019م, 03:12 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

فهرسة مسائل مقدمة التفسير لابن تيمية.

مقدمة:
خطبة الحاجة

سبب نأليف الرسالة:
سؤال بعض الأخوان الشيخ أن يكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على:
-فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه.
-التمييز من كتب التفاسير بين ما كان من التفسير بالمأثور ولبتفسير بالرأي.
-التنبيه على ما امتلأت به كتب التقاسير من الغث والسمين.

نوعي التفسيرعلى الإجمال:
- تفسير بالأثر
- تفسير بالعقل

أقسام العلوم:
- نقل مصدق عن معصوم: وهو ما في الكتاب والسنة الصحيحة.
- قول عليه دليل معلوم.
وغير ذلك لا يلتفت إليه لعدم إمكانية الوقوف على حقيقته.

أهمية هذه المقدمة:
الحاجة الماسة إلى فهم القرآن:
- لأنه حبل الله المتين.
- هو الذكر الحكي.
- هو صراط الله المستقيم الموصل إلى رضوانه وجنته.
قال تعالى:{ قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من أتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور}.
- فيه الهداية التامة الواضحة, فمن إبتغى الهدى فى غيره أضله الله.
قال تعالى:{ فأما يأتينكم منى هدى فمن أتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}
- وهو الحكم العدل فيما كان الناس فيه يختلفون.

البيان النبوي لمعاني القرآن:
الأدلة على البيان النبوي للصحابة لمعاني للقرآن:
1- قال تعالى:{ لتبين للناس ما نزل إليه} وهذا يتضمن بيان اللفظ وبيان المعنى.
2- تلقى الصحابة التفسير عن النبي-عليه الصلاة والسلام- حيث قال أبو عبد الرحمن السلمي: ( حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما, أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل, قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
3- قال تعالى:{ أفلا يتدبرون القرآن} وقال: {أفلم يدبروا القول} وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن.
4- قال تعالى:{ إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} وعقل الكلام متضمن لفهمه.
5- لا يقع الانتفاع للإنسان بالقرآن إلا بفهم معانيه, فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا علميا ولا يستشرحوه, فكيف بكلام الله الذى فيه النجاة والعصمة والسعادة في الدارين!

ندرة تنازع الصحابة في تفسير القرآن:
الأسباب:
- سلامة القلوب
- شهدوا التنزيل
- فهموا التأويل

قاعدة: كلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر.

بيان الصحابة لمعاني القرآن للتابعين:
- تلقي التابعين تفسير القرآن عن الصحابة
- علم القرآن الأصل فيه إنه علم منقول كما إن قراءة القرآن علم منقول:
- تلقى التابعون التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة.
- قد يتكلم بعض التابعين في التفسير بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون فى بعض السنن بالاستنباط والاستدلال.

الخلاف بين السلف في التفسير:
-اختلاف السلف في الأحكام أكثر من خلافهم في القرآن.
-الاختلاف بين السلف اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.

أولا: اختلاف التنوع:
اختلاف التنوع نوعان:
الأول: الأسماء المتكافئة: التعبير عن المعنى الواحد بأكثر من لفظ.
مثال:
- اسم السيف: الصارم والمهند.
- أسماء الله الحسنى:
السلف يعبرون عن المسمى بلفظ يعبر عن عينه. وان كان فيها من الصفة ما ليس فى الاسم الآخر, مثل قول (إن القدوس هو الغفور والرحيم) والمعنى: أن المسمى واحد, لا إن هذه الصفة هى هذه الصفة.
- تفسير السلف للصراط المستقيم:
قال بعضهم هو القرآن.
وقال بعضهم هو الإسلام.
الراجح: القولان متفقان لأن دين الاسلام هو اتباع القرآن ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الآخر.

الثاني: التفسير بالمثال.
هو أن يذكر أحدهم بعض الأنواع ويذكر أحدهم بعض الأنواع الأخرى على سبيل التمثيل.
مثاله:
تفسير قوله تعالى:{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات}:
بعضهم فسر الظالم لنفسه بالمضيع للواجبات ثم يمثوان على هذا, وفسر المقتصد بفاعل الواجبات وتارك المحرمات ويمثلون عليه وهكذا.

فوائد التفسير بالمثال:
-تسهيل وتيسير بيان المراد, فالتعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق.

من أنواع التفسير بالمثال:
ذكر سبب النزول: كقولهم: هذه الآية نزلت في كذا.

تعريف سبب النزول:
ما نزل قرآن بشأنه وقت وقوعه.

مصدر أسباب النزول:
ما نقل عن الصحابة, لذلك خص شيخ الإسلام أسباب النزول بالذكر.
مثال:
- قولهم ان آية الظهار نزلت فى امرأة أوس بن الصامت.
- أن قوله نعالى:{ وان أحكم بينهم بما أنزل الله} نزلت فى بنى قريظة والنضير.
- ان قوله تعالى:{ ومن يولهم يومئذ دبره} نزلت فى بدر.
- قول أبي أيوب ان قوله تعالى:{ ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة} نزلت فينا معشر الأنصار.

المراد بقول السلف:( نزلت هذه الآية فى كذا):
- قد يراد به تارة أنه سبب النزول.
- أو يراد به أن ذلك داخل فى الآية وان لم يكن السبب, من باب التفسير بالمثال.

تنبيه:
- من قواعد التفسير: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
- قول الصحابة: (نزلت في فلان) من باب التمثيل لا الحصر.

فوائد معرفة أسباب النزول:
- يعين على فهم الآية, فالعلم بالسبب يورث العلم بالمسبب.

حكم ما جاء عن الصحابي في سبب النزول:
اختلف العلماء في حكمه:
- قال بعضهم: له حكم المرفوع إلى النبي عليه الصلاة والسلام, وهذا صنيع الإمام البخاري حيث أدخل أقوال الصحابة في سبب النزول في المسند, كذلك فعل الإمام أحمد وأكثر العلماء.
- قال آخرون: ليس بمسند, بل هو تفسير من الصحابي للآية.

تعدد أسباب النزول:
إذا قال أحدهم: (نزلت فى كذا) وقال آخر: (نزلت فى كذا):
- اذا كان اللفظ يحتمل الأمرين: إما أن تكون الآية نزلت مرتين, أو تكون الآية قد نزلت بعد حصول هذه الأسباب جميعها, وهذا اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.

مما قد يتوهم به أحيانا أن يكون من أسباب اختلاف التضاد:
1- أن يكون اللفظ محتملا لمعنيين أو أكثر, مثل:
اللفظ المشترك:
تعريفه:
المتفق لفظا المفترق معنى.

مثاله:
- لفظ(قسورة) الذى يراد به الرامى ويراد به الأسد.
- لفظ (عسعس) الذى يراد به إقبال الليل وإدباره.

2- اللفظ المتواطئ :
تعريفه:
ما طابق لفظه معناه.
مثاله:
الاختلاف في عود الضمائر كما في قوله تعالى:{ ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى}.

الحالات الني يكون فيها اختلافهم في اللفظ المحتمل لمعنيين من اختلاف التنوع:
- إذا أريد باللفظ كل المعانى التى قالها السلف لكون الآية نزلت مرتين فأريد بها المعنى الأول تارة, والمعنى الثاني تارة.
- إذا اللفظ المشترك يجوز أن يراد به معنياه إذا صح حمل الآية عليهما, وهذا جوزه ذلك أكثر فقهاء المذاهب وكثير من اهل الكلام.
- إذا كان اللفظ المشترك من قبيل اللفظ المتواطئ العام الذي صح فيه القولان ولم يرد ما يخصصه.

أما إذا لم يجز أن يكون المعنيين صحيين فهو من صور الاختلاف في تفسير السلف.

3- التعبير عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة فيظن بعضهم بأن هذا اختلافا منهم.
مثال:
تفسيرهم (الوحى) بالإعلام, أو تفيسرهم إياه بالإنزال, وتفسيرهم(وقضينا الى بنى إسرائيل) أي: أعلمنا, فهذا كله من باب التقريب لا التحقيق.

هل يوجد ترادف في القرآن:
الترادف فى ألفاظ القرآن: فاما نادر واما معدوم, وقل أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدى جميع معناه, بل يكون فيه تقريب لمعناه, وهذا من اسباب اعجاز القرآن.

التضمين:
-العرب تضمن الفعل معنى فعل آخر, وتعديه تعديته, وهو قول نحاة البصرة.
-لذلك غلط الكوفيون ممن جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض, فقالوا إن معنى قوله تعالى:{لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه} أى مع نعاجه.
أما نحاة البصرة فقالوا بأن هذا من التضمين: فسؤال النعجة يتضمن جمعها وضمها الى نعاجه.

فائدة: من النافع جمع عبارات السلف في التفسير, لأن مجموع عباراتهم تحيط بالمعنى بشكل أشمل من دلالة عبارة أو عبارتين.

حتمية وقوع الخلاف بين السلف في التفسير كما في اختلافهم في الأحكام:
-المسائل التي يحتاج إليها الناس معلومة عند الخاصة والعامة.

أسباب اختلاف السلف في الأحكام:
- خفاء الدليل والذهول عنه.
- عدم وصول الدليل إليهم.
- الغلط في فهم دلالة النص.
- الاعتقاد بوجود دليل معارض راجح.

أنواع الاختلاف الواقع في التفسير:
النوع الأول: الاختلاف الواقع في التفسير من جهة النقل:
المنقول قسمان:
- إما نقل عن معصوم
- إما نقل عن غير معصوم.

الأول: النقل عن معصوم:
- يمكن معرفة الصحيح والضعيف منه.
-هو مما يكون فيه الفائدة وقد نصب الله عليه دليلا.

فالمهمات في القرآن تنقسم إلى قسمين:
- قسم بين في السنة أو في القرآن: وهو كل ما يحتاج إليه في الدين.
- قسم لم يبين وهذا يبقى مبهم ولا يتوقف فهم الآية عليه, ولا تفيد حكاية الأقوال فيه.

الثاني: النقل عن غير معصوم:
- لا يمكن معرفة صحيحه من سقيمه:
-عامته ليس من وراءه فائدة.
-الكلام فيه من فضول الكلام.

من أنواعه:
أ:الإسرائيليات:
مثاله:
فى لون كلب أصحاب الكهف

الحديث عن أسانيد التفسير :
-الغالب على التفسير المراسيل.
قال الإمام أحمد: ( ثلاثة أمور ليس لها إسناد: التفسير والملاحم والمغازى).

- بعض من اشتهر بروايتها:
عروة بن الزبير, والشعبى, وابن اسحاق وغيرهم.

أحوال قبول المراسيل:
-المرسل من حيث الأصل من قبيل الحديث الضعيف.
-تقبل المراسيل اذا تعددت طرقها وخلت عن المواطأة قصدا أو الاتفاق بغير قصد.
- إذا علم بأن النقلة ممن لا يتعمد الكذب.
-لم يعرف عن الصحابة قطها تعمدهم الكذب.
-لم يعرف عن فضلاء التابعين تعمدهم الكذب.
-قد يحصل الخطا في بعض التفاصيل لا في اصل القصة المروية إذا تعددت طرقها.
-الدقائق والتفاصيل تحتاج لطريق صحيح لإثباتها.

خبر الواحد يفيد العلم واليقين:
-خبر الواحد اذا تلقته الأمة بالقبول تصديقا له أوعملا به أنه يوجب العلم .
- هذا قول جمهور العلماء من الفقهاء وأهل الحديث والسلف, وقول كثير من أهل الكلام.
-خالف ذلك بعض أصحاب الأئمة ممنن تبع طائفة من أهل الكلام, وقد أنكر ابن الباقلانى ذلك وتبعه مثل أبى المعالى وأبى حامد وابن عقيل وابن الجوزى وغيرهم.
-القول المعتبر في هذه المسألة هو قول أهل العلم بالحديث لأنهم أصحاب الفن.
كما أن الاعتبار فى الإجماع على الأحكام باجماع أهل العلم بالأمر والنهى والاباحة

أقسام الناس في النظر إلى الأحاديث:
الأول: قسم لا يميز بين الصحيح والضعيف
الثاني: قسم يريد تصحيح جميع ما يكون من رواية الثقة وظاهره الصحة دون النظر إلى العلل الخفية.
وإذا عارض ما صححه نصا صحيحا صريحا: تكلف له التأويلات الباردة أو يجعله دليلا له فى مسائل العلم مع أن أهل العلم بالحديث يعرفون ان مثل هذا غلط.

الموضوعات في كتب التفسير:
مثال:
-ما رواه الثعلبى والواحدى والزمخشرى فى فضائل سور القرآن سورة سور:ة فانه موضوع باتفاق أهل العلم.

الأسباب:
- عدم التمييز بين الصحيح والسقيم.
- الجهل باللغة.
- البعد عن هدي السلف.

القسم الثاني: الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
- أكثر الأخطاء في هذا النوع وقعت بعد عهد الصحابة والتابعين.
- كتب التفسير التي أخذت اقوال السلف مجردا سلمت من الموضوعات.
أمثلة لتفاسير السلف:
تفسير عبدالرزاق, تفسيروكيع, تفسير عبد بن حميد, تفسير الطبري وغيرهم.

أسباب الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
الأول: من اعتقد معاني ثم حمل ألفاظ القرآن عليها:
- كان نظرهم إلى المعنى أسبق دون النظر الى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان.
- كثيرا ما يقع منهم الغلط فى صحة المعنى الذى فسروا به القرآن كما يغلط فى ذلك أصحاب القسم الثاني.
- وهم صنفان:
1- معطلة: يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
2- مؤولة: يحملون لفظ القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به.

- إذا كان ما قصدوا نفيه أو اثباته من المعنى باطلا: يكون خطؤهم فى الدليل والمدلول.
مثل طوائف من أهل البدع اعتقدوا مذهبا يخالف مذهب أهل السنة .

-إذا كان حقا: يكون خطؤهم فى الدليل لا فى المدلول.
مثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم: يفسرون القرآن بمعان صحيحة لكن القرآن لا يدل عليها.
ان كان فيما ذكروه معان باطلة فهذا يدخل فى الخطأ فى الدليل والمدلول جميعا.

الثاني: من فسر القرآن بمجرد اللغة دون النظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب.
- كان نظرهم إلى اللفظ أسبق دون النظر الى ما يصلح للمتكلم به ولسياق الكلام.
- كثيرا ما يقع منهم الغلط فى احتمال اللفظ لذلك المعنى فى اللغة كما يقع من أصجاب القسم الأول.

بيان لمن كان خطؤهم فى الدليل والمدلول:
جميع الفرق فسرت ألفاظ القرآن بما يناسب المعاني التي اعتقدوها.

1- تفاسير المعتزلة:
تفسير عبدالرحمن بن كيسان الأصم شيخ إبراهيم بن إسماعيل بن علية الذي كان يناظر الشافعي.
كتاب أبي علي الجبائي.
التفسير الكبير للقاضي عبدالجبار
الكشاف للزمخشري

طرق معرفة فساد أقوالهم في التفسير:
1- فساد قولهم نفسه لفساد معتقدهم.
2- فساد ما فسروا به القرآن, فاستدلالهم فاسد وإن صح الدليل.

2- تفاسير الباطنية:
ظهروا نتيجة لتفاقم البدع :
وذلك بسبب تطرف المعتزلة ومن شابههم وضلالهم دخلت الرافضة الإمامية ثم الفلاسفة ثم القرامطة فقاموا بما هو اقبح من سابقيهم ففسروا القرآن بأنواع لا تنقضي عجائبها!

أمثلة لبيان فساد تفسيرهم الباطني:
فسروا قوله تعالى:{مرج البحرين} أي: على وفاطمة.
وقوله:{ اللؤلؤ والمرجان} أي: الحسن والحسين.
وقوله:{إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} هي عائشة بزعمهم!

3- تفاسير الأشاعرة:
مثل: تفسير ابن عطية:
أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفاسير المعتزلة ككشاف الزمخشري.
تفسيره من جملة التفسير على مذهب الأشاعرة.
لا يذكر كلام السلف الموجود فى التفاسير المأثورة عنهم على وجهه.
ينقل كثيرا من تفسير الطبرى مع عدم نقله لأقوال السلف التي حكاها الطبري.
يرجح (أقوال المحققين من العلماء) بزعمه, وهو يعني بهم طائفة من علماء أهل الكلام.

قاعدة:
من ترك تفسير السلف وفسر الآيات بقول آخر لأجل مذهب ليس من مذاهب الصحابة اعتقدوه : صار مشاركا لأهل البدع في مثل ما ابتدعوه.
من خالف قول الصحابة وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ فى الدليل والمدلول جميعا.

كيفية التعامل مع تفاسير اهل البدع:
- معرفة القول الحق الذي خالفوه.
- معرفة أن تفسير السلف يخالف تفسيرهم.
- معرفة أن تفسيرهم محدث مبتدع.
- معرفة فساد تفسيرهم بالطرق المفصلة بما نصبه الله من الأدلة على بيان الحق.

طرق تفسير القرآن:
أولا: تفسير القرآن بالقرآن, وهو أصح طرق التفسير, حيث يفصل في مكان ما أجمل في مكان آخر, ويبين في مكان ما ابهم في مكان آخر..

ثانيا: تفسير القرآن بالسنة, فهي شارحة وموضحة للقرآن, وهي مؤكدة, وهي مؤسسة لأحكام جديدة.
قال الله تعالى:{إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله}.

ثالثا: تفسير القرآن بأقوال الصحابة:
قواعد في تفسير الصحابة للقرآن:
- شاهدوا معالم التنزيل.
- لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح ما ليس لغيرهم ممن أتى بعدهم.
- قولهم حجة في النفسير.
- ما نقلوه عن أهل الكتاب قليل جدا.
- ما قالوه اجتهادا لا نقلا عن أهل الكتاب هو أكثر الوارد عنهم.

مسألة:
ما نقل عن بعض الصحابة نقلا صحيحا دون إمكانية التأكد رفعه, فهذا فيه تفصيل:
- الاحتمال قائم بأن يكون قد سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام- أو ممن سمعه منه.
- يكون من اجتهاد الصحابي وليس نقلا عن أهل الكتاب في الغالب, كونهم نهوا عن تصديقهم فكيف بالأخذ منهم.

ممن اشتهر بالتفسير من الصحابة:
-الخلفاء الراشدون المهديون الأربعة.

- عبدالله بن مسعود.
قال عبدالله يعنى ابن مسعود: ( والذى لا اله غيره ما نزلت آية من كتاب الله الا وأنا اعلم فيمن نزلت واين نزلت ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله منى تناوله المطايا لاتيته).

- الحبر البحر عبدالله بن عباس .
قال الأعمش عن أبى وائل: ( استخلف على عبدالله بن عباس على الموسم فخطب الناس فقرأ فى خطبته سورة البقرة ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا).

حكم رواية الإسرائيليات:
-إن ثبتت صحتها بنص من كتاب أول سنة: تصدق وتكون من نوع المنقول عن معصوم.
-إن عارضت ما في الكتاب والسنة: يحكم بكذبها وردها قطعا.
- ما لا يعارض الكتاب والسنة ولم تثبت صحته فهذا لا يصدق ولا يكذب.
قال صلى الله عليه وسلم: (اذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه).
- الأحاديث الاسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد

رابعا: اذا لم نجد التفسير فى القرآن ولا فى السنة ولا عن الصحابة : يرجع إلى أقوال التابعين وتابعي التابعين.
حكم تفسير التابعين:
- ما اتفقوا عليه فهو حجة لأنه إجماع.
- ما اختلفوا فيه لا يكون قول بعضهم حجة على بعض, بل يرجع إلى قرائن الترجيح.
- ما نقله التابعون دون تصريح منهم بنقله عن أهل الكتاب: فهذا لا يصدق ولا يكذب إن كان من النوع الثالث.

ذكر بعض المفسرين من التابعين وتابعيهم:
سعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء بن أبى رباح والحسن البصرى ومسروق بن الاجدع وسعيد بن المسيب وأبى العالية والربيع بن أنس وقتادة والضحاك بن مزاحم وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم.

أعلم الناس بالتفسير:
1- أهل مكة :أصحاب ابن عباس, كمجاهد وعطاء بن أبى رباح, وعكرمة مولى ابن عباس.
قال: ( عرضت المصحف على ابن عباس أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها).
قال عنه الثورى: ( اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به).
2- أهل الكوفة: اتباع مدرسة ابن مسعود من أصحابه مثل: مسروق بن الأجدع.
3- أهل المدينة: اتباع مدرسة أبي بن كعب, مثل: أبو العالية وسعيد بن المسيب وزيد بن اسلم.

تفسير القرآن بالرأي:
وهو على قسمين:
الأول: تفسير بالرأي مذموم.
حكمه:
حرام, عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال فى القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ). قال الترمذى هذا حديث غريب.

- شدد الصحابة في أن يفسر القرآن بغير علم.
قال أبو بكر الصديق: ( أى أرض تقلنى وأى سماء تظلنى اذا قلت فى كتاب الله ما لم أعلم).

- شدد التابعون في أن يفسر القرآن بغير علم.
كان سعيد بن المسيب اذا سئل عن تفسير آية من القرآن قال: إنا لا نقول فى القرآن شيئا.
عن محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة السلمانى عن آية من القرآن فقال: 0 ذهب الذين كانوا يعلمون فيما أنزل من القرآن, فاتق الله وعليك بالسداد).

الثاني: تفسير بالرأي محمود.
- من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه.
- يكون الكلام في القرآن عن علم ويجب السكوت عما جهله المرء.
- يجب القول فيما سئل عنه المرء مما يعلمه, لقوله تعالى:{لتبيننه للناس ولا تكتمونه}.
- ما روي عن امتناع بعض الصحابة والتابعين عن التفسير محمول على تحرجهم عن الكلام فى التفسير بما لا علم لهم به.

أنواع التفسير:
- وجه تعرفه العرب من كلامها.
- تفسير لا يعذر أحد بجهالته.
- تفسير يعلمه العلماء.
- تفسير لا يعلمه إلا الله.

المسائل الاستطرادية:


مسائل عامة:
سعة علم شيخ الإسلام:
قال رحمه الله تعالى:(وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسير الله تعالى من إملاء الفؤاد والله الهادي إلى سبيل الرشاد).

بعض آداب حكاية الخلاف في أقوال العلماء:
- استيعاب الأقوال فى ذلك المقام.-
- التنبيه على الصحيح منها والتنبيه على الباطل.
- ذكر فائدة الخلاف وثمرته.
- عدم الاشتغال به عن الأهم.

مسائل استطرادبة عقدية:
أصول المعتزلة:
1- إنفاذ الوعيد فى الآخرة, لذلك نفوا الشفاعة لأهل الكبائر وقالوا بخلود صاحب الكبيرة في النار.
2- التوحيد: ويعنون به نفي الصفات عن الله, لذلك نفوا الرؤية, ونفوا العلو, وقالوا بخلق القرآن.
3- العدل, ويعنون به أن أفعال العباد غير غير مخلوقة تنزيها لله عن خلق الكفر والمعاصي.

فائدة عقدية:
الرد على أهل البدع يكون بالكتاب والسنة, لذلك لما استخدمت طوائف من المرجئة والكرامية والكلابية وأتباعهم طريقة المعتزلة في الجدال للرد عليهم: أحسنوا تارة وأساءوا أخرى حتى صاروا فى طرفى نقيض!

قواعد في أسماء الله وصفاته:
- كل اسم من أسماء الله باعتبار الدلالة يدل على ذات واحدة, وباعتبار الصفات يختلف معناها.
- كل اسم من أسماء الله يدل على ذاته بأحد الدلالات الثلاثة.
- يجب إثبات الاسم وما تضمنه من صفة.

مسائل استطرادية لغوية:
مسألة: هل يوجد ترداف في اللغة:
رجح شيخ الإسلام أن الترادف فى اللغة قليل.

مسائل استطرادية حديثية:
كتابة العلماء للأحاديث الضعيفة:
- كتب العلماء الأحاديث برواية المجهول والسيىء الحفظ, وكتبوا الأحاديث المرسلة وغيرها.
- اعتبروها صالحة للشواهد والاعتبار.
قال احمد: ( قد أكتب حديث الرجل لاعتبره).

علم علل الحديث:
- من أشرف علوم أهل الحديث.
- يكون الحديث قد رواه ثقة ضابط وغلط فيه.
- قد يضعفون من حديث الثقة الصدق الضابط ما تببن لهم أنه غلط فيه.
- يستدلون على غلطه بأمور قد تكون ظاهرة وقد تكون غير ذلك.

مسائل استطرادية في المغازي والسير:
أعلم الناس بالمغازي:
1- أهل المدينة: لأنها كانت عندهم.
2- أهل الشام: لأنهم كانوا أهل غزو وجهاد فكان لهم من العلم بالجهاد والسير ما ليس لغيرهم ولهذا عظم الناس كتاب أبى اسحاق الفزارى الذى صنفه فى ذلك وجعلوا الاوزاعى أعلم بهذا الباب من غيره من علماء الأمصار.
3- أهل العراق.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 ربيع الأول 1441هـ/7-11-2019م, 03:15 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

جزاكم الله خيرا
فهرسة مسائل مقدمة شيخ الإسلام يعد من التطبيقات الطويلة والتي تحتاج إلى وقت , فثلاثة أيام لا تكفي لفهرستها إلا لمتفرغ!
لذا أرجوا مراعاة ذلك.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ربيع الثاني 1441هـ/14-12-2019م, 03:07 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل مقدمة التفسير لابن تيمية.

مقدمة:
خطبة الحاجة

سبب نأليف الرسالة:
سؤال بعض الأخوان الشيخ أن يكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على:
-فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه.
-التمييز من كتب التفاسير بين ما كان من التفسير بالمأثور ولبتفسير بالرأي.
-التنبيه على ما امتلأت به كتب التقاسير من الغث والسمين.

نوعي التفسيرعلى الإجمال:
- تفسير بالأثر
- تفسير بالعقل

أقسام العلوم:
- نقل مصدق عن معصوم: وهو ما في الكتاب والسنة الصحيحة.
- قول عليه دليل معلوم.
وغير ذلك لا يلتفت إليه لعدم إمكانية الوقوف على حقيقته. [أو ثبوت بطلانه]
أهمية هذه المقدمة:
الحاجة الماسة إلى فهم القرآن:
- لأنه حبل الله المتين.
- هو الذكر الحكي. [الحكيم]
- هو صراط الله المستقيم الموصل إلى رضوانه وجنته.
قال تعالى:{ قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من أتبع [اتبع] رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور}.
- فيه الهداية التامة الواضحة, فمن إبتغى الهدى فى غيره أضله الله.
قال تعالى:{ فأما يأتينكم منى هدى فمن أتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}
- وهو الحكم العدل فيما كان الناس فيه يختلفون.

البيان النبوي لمعاني القرآن:
الأدلة على البيان النبوي للصحابة لمعاني للقرآن:
1- قال تعالى:{ لتبين للناس ما نزل إليه} وهذا يتضمن بيان اللفظ وبيان المعنى.
2- تلقى الصحابة التفسير عن النبي-عليه الصلاة والسلام- حيث قال أبو عبد الرحمن السلمي: ( حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما, أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل, قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
3- قال تعالى:{ أفلا يتدبرون القرآن} وقال: {أفلم يدبروا القول} وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن.
4- قال تعالى:{ إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} وعقل الكلام متضمن لفهمه.
5- لا يقع الانتفاع للإنسان بالقرآن إلا بفهم معانيه, فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا علميا ولا يستشرحوه, فكيف بكلام الله الذى فيه النجاة والعصمة والسعادة في الدارين!

ندرة تنازع الصحابة في تفسير القرآن:
الأسباب:
- سلامة القلوب
- شهدوا التنزيل
- فهموا التأويل

قاعدة: كلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر.

بيان الصحابة لمعاني القرآن للتابعين:
- تلقي التابعين تفسير القرآن عن الصحابة
- علم القرآن الأصل فيه إنه علم منقول كما إن قراءة القرآن علم منقول:
- تلقى التابعون التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة.
- قد يتكلم بعض التابعين في التفسير بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون فى بعض السنن بالاستنباط والاستدلال.

الخلاف بين السلف في التفسير:
-اختلاف السلف في الأحكام أكثر من خلافهم في القرآن.
-الاختلاف بين السلف اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد. [أغلبه، مسائل خلاف التضاد قليلة جدًا وأغلبها في المسائل التفسيرية الفقهية]

أولا: اختلاف التنوع:
اختلاف التنوع نوعان:
الأول: الأسماء المتكافئة: التعبير عن المعنى الواحد بأكثر من لفظ.
مثال:
- اسم السيف: الصارم والمهند.
- أسماء الله الحسنى:
السلف يعبرون عن المسمى بلفظ يعبر عن عينه. وان كان فيها من الصفة ما ليس فى الاسم الآخر, مثل قول (إن القدوس هو الغفور والرحيم) والمعنى: أن المسمى واحد, لا إن هذه الصفة هى هذه الصفة.
- تفسير السلف للصراط المستقيم:
قال بعضهم هو القرآن.
وقال بعضهم هو الإسلام.
الراجح: القولان متفقان لأن دين الاسلام هو اتباع القرآن ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الآخر.

الثاني: التفسير بالمثال.
هو أن يذكر أحدهم بعض الأنواع ويذكر أحدهم بعض الأنواع الأخرى على سبيل التمثيل.
مثاله:
تفسير قوله تعالى:{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات}:
بعضهم فسر الظالم لنفسه بالمضيع للواجبات ثم يمثوان على هذا, وفسر المقتصد بفاعل الواجبات وتارك المحرمات ويمثلون عليه وهكذا.

فوائد التفسير بالمثال:
-تسهيل وتيسير بيان المراد, فالتعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق.
[ولبيان أن هذا النوع داخل في تفسير الآية]
من أنواع التفسير بالمثال:
ذكر سبب النزول: كقولهم: هذه الآية نزلت في كذا.

تعريف سبب النزول:
ما نزل قرآن بشأنه وقت وقوعه.

مصدر أسباب النزول:
ما نقل عن الصحابة, لذلك خص شيخ الإسلام أسباب النزول بالذكر.
مثال:
- قولهم ان آية الظهار نزلت فى امرأة أوس بن الصامت.
- أن قوله نعالى:{ وان أحكم بينهم بما أنزل الله} نزلت فى بنى قريظة والنضير.
- ان قوله تعالى:{ ومن يولهم يومئذ دبره} نزلت فى بدر.
- قول أبي أيوب ان قوله تعالى:{ ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة} نزلت فينا معشر الأنصار.

المراد بقول السلف:( نزلت هذه الآية فى كذا):
- قد يراد به تارة أنه سبب النزول.
- أو يراد به أن ذلك داخل فى الآية وان لم يكن السبب, من باب التفسير بالمثال.

تنبيه:
- من قواعد التفسير: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
- قول الصحابة: (نزلت في فلان) من باب التمثيل لا الحصر.

فوائد معرفة أسباب النزول:
- يعين على فهم الآية, فالعلم بالسبب يورث العلم بالمسبب.

حكم ما جاء عن الصحابي في سبب النزول:
اختلف العلماء في حكمه:
- قال بعضهم: له حكم المرفوع إلى النبي عليه الصلاة والسلام, وهذا صنيع الإمام البخاري حيث أدخل أقوال الصحابة في سبب النزول في المسند, كذلك فعل الإمام أحمد وأكثر العلماء.
- قال آخرون: ليس بمسند, بل هو تفسير من الصحابي للآية.

تعدد أسباب النزول:
إذا قال أحدهم: (نزلت فى كذا) وقال آخر: (نزلت فى كذا):
- اذا كان اللفظ يحتمل الأمرين: إما أن تكون الآية نزلت مرتين, أو تكون الآية قد نزلت بعد حصول هذه الأسباب جميعها, وهذا اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.

مما قد يتوهم به أحيانا أن يكون من أسباب اختلاف التضاد: [الأفضل أن يكون العنوان " بعض أسباب الخلاف في التفسير" لأن بعض أحوال ما ذكرتِ أدناه يكون من خلاف التنوع وفي أحوال أخرى يكون من خلاف التضاد]
1- أن يكون اللفظ محتملا لمعنيين أو أكثر, مثل:
اللفظ المشترك:
تعريفه:
المتفق لفظا المفترق معنى.

مثاله:
- لفظ(قسورة) الذى يراد به الرامى ويراد به الأسد.
- لفظ (عسعس) الذى يراد به إقبال الليل وإدباره.

2- اللفظ المتواطئ :
تعريفه:
ما طابق لفظه معناه.
مثاله:
الاختلاف في عود الضمائر كما في قوله تعالى:{ ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى}.

الحالات الني يكون فيها اختلافهم في اللفظ المحتمل لمعنيين من اختلاف التنوع:
- إذا أريد باللفظ كل المعانى التى قالها السلف لكون الآية نزلت مرتين فأريد بها المعنى الأول تارة, والمعنى الثاني تارة.
- إذا اللفظ المشترك يجوز أن يراد به معنياه إذا صح حمل الآية عليهما, وهذا جوزه ذلك أكثر فقهاء المذاهب وكثير من اهل الكلام.
- إذا كان اللفظ المشترك من قبيل اللفظ المتواطئ العام الذي صح فيه القولان ولم يرد ما يخصصه.

أما إذا لم يجز أن يكون المعنيين [المعنيان] صحيين فهو من صور الاختلاف في تفسير السلف. [إذا لم يجز الجمع بين الأقوال فهو من اختلاف التضاد ]

3- التعبير عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة فيظن بعضهم بأن هذا اختلافا منهم.
مثال:
تفسيرهم (الوحى) بالإعلام, أو تفيسرهم إياه بالإنزال, وتفسيرهم(وقضينا الى بنى إسرائيل) أي: أعلمنا, فهذا كله من باب التقريب لا التحقيق.

هل يوجد ترادف في القرآن:
الترادف فى ألفاظ القرآن: فاما نادر واما معدوم, وقل أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدى جميع معناه, بل يكون فيه تقريب لمعناه, وهذا من اسباب اعجاز القرآن.

التضمين:
-العرب تضمن الفعل معنى فعل آخر, وتعديه تعديته, وهو قول نحاة البصرة.
-لذلك غلط الكوفيون ممن جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض, فقالوا إن معنى قوله تعالى:{لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه} أى مع نعاجه.
أما نحاة البصرة فقالوا بأن هذا من التضمين: فسؤال النعجة يتضمن جمعها وضمها الى نعاجه.

فائدة: من النافع جمع عبارات السلف في التفسير, لأن مجموع عباراتهم تحيط بالمعنى بشكل أشمل من دلالة عبارة أو عبارتين.

حتمية وقوع الخلاف بين السلف في التفسير كما في اختلافهم في الأحكام:
-المسائل التي يحتاج إليها الناس معلومة عند الخاصة والعامة.

أسباب اختلاف السلف في الأحكام:
- خفاء الدليل والذهول عنه.
- عدم وصول الدليل إليهم.
- الغلط في فهم دلالة النص.
- الاعتقاد بوجود دليل معارض راجح.

أنواع الاختلاف الواقع في التفسير:
النوع الأول: الاختلاف الواقع في التفسير من جهة النقل:
المنقول قسمان:
- إما نقل عن معصوم
- إما نقل عن غير معصوم.

الأول: النقل عن معصوم:
- يمكن معرفة الصحيح والضعيف منه.
-هو مما يكون فيه الفائدة وقد نصب الله عليه دليلا.

فالمهمات في القرآن تنقسم إلى قسمين:
- قسم بين في السنة أو في القرآن: وهو كل ما يحتاج إليه في الدين.
- قسم لم يبين وهذا يبقى مبهم ولا يتوقف فهم الآية عليه, ولا تفيد حكاية الأقوال فيه.

الثاني: النقل عن غير معصوم:
- لا يمكن معرفة صحيحه من سقيمه:
-عامته ليس من وراءه فائدة.
-الكلام فيه من فضول الكلام. [هذا الكلام عن الإسرائيليات]
[المنقول يقسم باعتبارين:
الأول: باعتبار مصدره إلى منقول عن معصوم ومنقول عن غير معصوم.
الثاني: باعتبار تمييز صحته من ضعفه، إلى ما يمكن تمييزه، وما لا يمكن تمييزه.
ما لا يمكن تمييزه هو القسم الذي لا فائدة منه]

من أنواعه:
أ:الإسرائيليات:
مثاله:
فى لون كلب أصحاب الكهف

الحديث عن أسانيد التفسير :
-الغالب على التفسير المراسيل.
قال الإمام أحمد: ( ثلاثة أمور ليس لها إسناد: التفسير والملاحم والمغازى).
[مع توضيح أن عبارة الإمام أحمد كانت قبل ظهور الكثير من الكتب المسندة، وإنما كان حديثه عن بعض الكتب الضعيفة مثل تفسير مقاتل بن سليمان]
- بعض من اشتهر بروايتها:
عروة بن الزبير, والشعبى, وابن اسحاق وغيرهم.

أحوال قبول المراسيل:
-المرسل من حيث الأصل من قبيل الحديث الضعيف.
-تقبل المراسيل اذا تعددت طرقها وخلت عن المواطأة قصدا أو الاتفاق بغير قصد.
- إذا علم بأن النقلة ممن لا يتعمد الكذب.
-لم يعرف عن الصحابة قطها تعمدهم الكذب.
-لم يعرف عن فضلاء التابعين تعمدهم الكذب.
-قد يحصل الخطا في بعض التفاصيل لا في اصل القصة المروية إذا تعددت طرقها.
-الدقائق والتفاصيل تحتاج لطريق صحيح لإثباتها.

خبر الواحد يفيد العلم واليقين:
-خبر الواحد اذا تلقته الأمة بالقبول تصديقا له أوعملا به أنه يوجب العلم .
- هذا قول جمهور العلماء من الفقهاء وأهل الحديث والسلف, وقول كثير من أهل الكلام.
-خالف ذلك بعض أصحاب الأئمة ممنن تبع طائفة من أهل الكلام, وقد أنكر ابن الباقلانى ذلك وتبعه مثل أبى المعالى وأبى حامد وابن عقيل وابن الجوزى وغيرهم.
-القول المعتبر في هذه المسألة هو قول أهل العلم بالحديث لأنهم أصحاب الفن.
كما أن الاعتبار فى الإجماع على الأحكام باجماع أهل العلم بالأمر والنهى والاباحة

أقسام الناس في النظر إلى الأحاديث:
الأول: قسم لا يميز بين الصحيح والضعيف
الثاني: قسم يريد تصحيح جميع ما يكون من رواية الثقة وظاهره الصحة دون النظر إلى العلل الخفية.
وإذا عارض ما صححه نصا صحيحا صريحا: تكلف له التأويلات الباردة أو يجعله دليلا له فى مسائل العلم مع أن أهل العلم بالحديث يعرفون ان مثل هذا غلط.

الموضوعات في كتب التفسير:
مثال:
-ما رواه الثعلبى والواحدى والزمخشرى فى فضائل سور القرآن سورة سور:ة فانه موضوع باتفاق أهل العلم.

الأسباب:
- عدم التمييز بين الصحيح والسقيم.
- الجهل باللغة.
- البعد عن هدي السلف.

القسم الثاني: الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
- أكثر الأخطاء في هذا النوع وقعت بعد عهد الصحابة والتابعين.
- كتب التفسير التي أخذت اقوال السلف مجردا سلمت من الموضوعات.
أمثلة لتفاسير السلف:
تفسير عبدالرزاق, تفسيروكيع, تفسير عبد بن حميد, تفسير الطبري وغيرهم.

أسباب الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
الأول: من اعتقد معاني ثم حمل ألفاظ القرآن عليها:
- كان نظرهم إلى المعنى أسبق دون النظر الى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان.
- كثيرا ما يقع منهم الغلط فى صحة المعنى الذى فسروا به القرآن كما يغلط فى ذلك أصحاب القسم الثاني.
- وهم صنفان:
1- معطلة: يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
2- مؤولة: يحملون لفظ القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به.

- إذا كان ما قصدوا نفيه أو اثباته من المعنى باطلا: يكون خطؤهم فى الدليل والمدلول.
مثل طوائف من أهل البدع اعتقدوا مذهبا يخالف مذهب أهل السنة .

-إذا كان حقا: يكون خطؤهم فى الدليل لا فى المدلول.
مثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم: يفسرون القرآن بمعان صحيحة لكن القرآن لا يدل عليها.
ان كان فيما ذكروه معان باطلة فهذا يدخل فى الخطأ فى الدليل والمدلول جميعا.

الثاني: من فسر القرآن بمجرد اللغة دون النظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب.
- كان نظرهم إلى اللفظ أسبق دون النظر الى ما يصلح للمتكلم به ولسياق الكلام.
- كثيرا ما يقع منهم الغلط فى احتمال اللفظ لذلك المعنى فى اللغة كما يقع من أصجاب القسم الأول.

بيان لمن كان خطؤهم فى الدليل والمدلول:
جميع الفرق فسرت ألفاظ القرآن بما يناسب المعاني التي اعتقدوها.

1- تفاسير المعتزلة:
تفسير عبدالرحمن بن كيسان الأصم شيخ إبراهيم بن إسماعيل بن علية الذي كان يناظر الشافعي.
كتاب أبي علي الجبائي.
التفسير الكبير للقاضي عبدالجبار
الكشاف للزمخشري

طرق معرفة فساد أقوالهم في التفسير:
1- فساد قولهم نفسه لفساد معتقدهم.
2- فساد ما فسروا به القرآن, فاستدلالهم فاسد وإن صح الدليل.

2- تفاسير الباطنية:
ظهروا نتيجة لتفاقم البدع :
وذلك بسبب تطرف المعتزلة ومن شابههم وضلالهم دخلت الرافضة الإمامية ثم الفلاسفة ثم القرامطة فقاموا بما هو اقبح من سابقيهم ففسروا القرآن بأنواع لا تنقضي عجائبها!

أمثلة لبيان فساد تفسيرهم الباطني:
فسروا قوله تعالى:{مرج البحرين} أي: على وفاطمة.
وقوله:{ اللؤلؤ والمرجان} أي: الحسن والحسين.
وقوله:{إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} هي عائشة بزعمهم!

3- تفاسير الأشاعرة:
مثل: تفسير ابن عطية:
أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفاسير المعتزلة ككشاف الزمخشري.
تفسيره من جملة التفسير على مذهب الأشاعرة.
لا يذكر كلام السلف الموجود فى التفاسير المأثورة عنهم على وجهه.
ينقل كثيرا من تفسير الطبرى مع عدم نقله لأقوال السلف التي حكاها الطبري.
يرجح (أقوال المحققين من العلماء) بزعمه, وهو يعني بهم طائفة من علماء أهل الكلام.

قاعدة:
من ترك تفسير السلف وفسر الآيات بقول آخر لأجل مذهب ليس من مذاهب الصحابة اعتقدوه : صار مشاركا لأهل البدع في مثل ما ابتدعوه.
من خالف قول الصحابة وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ فى الدليل والمدلول جميعا.

كيفية التعامل مع تفاسير اهل البدع:
- معرفة القول الحق الذي خالفوه.
- معرفة أن تفسير السلف يخالف تفسيرهم.
- معرفة أن تفسيرهم محدث مبتدع.
- معرفة فساد تفسيرهم بالطرق المفصلة بما نصبه الله من الأدلة على بيان الحق.

طرق تفسير القرآن:
أولا: تفسير القرآن بالقرآن, وهو أصح طرق التفسير, حيث يفصل في مكان ما أجمل في مكان آخر, ويبين في مكان ما ابهم في مكان آخر..

ثانيا: تفسير القرآن بالسنة, فهي شارحة وموضحة للقرآن, وهي مؤكدة, وهي مؤسسة لأحكام جديدة.
قال الله تعالى:{إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله}.

ثالثا: تفسير القرآن بأقوال الصحابة:
قواعد في تفسير الصحابة للقرآن:
- شاهدوا معالم التنزيل.
- لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح ما ليس لغيرهم ممن أتى بعدهم.
- قولهم حجة في النفسير.
- ما نقلوه عن أهل الكتاب قليل جدا.
- ما قالوه اجتهادا لا نقلا عن أهل الكتاب هو أكثر الوارد عنهم.

مسألة:
ما نقل عن بعض الصحابة نقلا صحيحا دون إمكانية التأكد رفعه, فهذا فيه تفصيل:
- الاحتمال قائم بأن يكون قد سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام- أو ممن سمعه منه.
- يكون من اجتهاد الصحابي وليس نقلا عن أهل الكتاب في الغالب, كونهم نهوا عن تصديقهم فكيف بالأخذ منهم.

ممن اشتهر بالتفسير من الصحابة:
-الخلفاء الراشدون المهديون الأربعة.

- عبدالله بن مسعود.
قال عبدالله يعنى ابن مسعود: ( والذى لا اله غيره ما نزلت آية من كتاب الله الا وأنا اعلم فيمن نزلت واين نزلت ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله منى تناوله المطايا لاتيته).

- الحبر البحر عبدالله بن عباس .
قال الأعمش عن أبى وائل: ( استخلف على عبدالله بن عباس على الموسم فخطب الناس فقرأ فى خطبته سورة البقرة ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا).

حكم رواية الإسرائيليات:
-إن ثبتت صحتها بنص من كتاب أول سنة: تصدق وتكون من نوع المنقول عن معصوم.
-إن عارضت ما في الكتاب والسنة: يحكم بكذبها وردها قطعا.
- ما لا يعارض الكتاب والسنة ولم تثبت صحته فهذا لا يصدق ولا يكذب.
قال صلى الله عليه وسلم: (اذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه).
- الأحاديث الاسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد

رابعا: اذا لم نجد التفسير فى القرآن ولا فى السنة ولا عن الصحابة : يرجع إلى أقوال التابعين وتابعي التابعين.
حكم تفسير التابعين:
- ما اتفقوا عليه فهو حجة لأنه إجماع.
- ما اختلفوا فيه لا يكون قول بعضهم حجة على بعض, بل يرجع إلى قرائن الترجيح.
- ما نقله التابعون دون تصريح منهم بنقله عن أهل الكتاب: فهذا لا يصدق ولا يكذب إن كان من النوع الثالث.

ذكر بعض المفسرين من التابعين وتابعيهم:
سعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء بن أبى رباح والحسن البصرى ومسروق بن الاجدع وسعيد بن المسيب وأبى العالية والربيع بن أنس وقتادة والضحاك بن مزاحم وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم.

أعلم الناس بالتفسير:
1- أهل مكة :أصحاب ابن عباس, كمجاهد وعطاء بن أبى رباح, وعكرمة مولى ابن عباس.
قال: ( عرضت المصحف على ابن عباس أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها).
قال عنه الثورى: ( اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به).
2- أهل الكوفة: اتباع مدرسة ابن مسعود من أصحابه مثل: مسروق بن الأجدع.
3- أهل المدينة: اتباع مدرسة أبي بن كعب, مثل: أبو العالية وسعيد بن المسيب وزيد بن اسلم.

تفسير القرآن بالرأي:
وهو على قسمين:
الأول: تفسير بالرأي مذموم.
حكمه:
حرام, عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال فى القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ). قال الترمذى هذا حديث غريب.

- شدد الصحابة في أن يفسر القرآن بغير علم.
قال أبو بكر الصديق: ( أى أرض تقلنى وأى سماء تظلنى اذا قلت فى كتاب الله ما لم أعلم).

- شدد التابعون في أن يفسر القرآن بغير علم.
كان سعيد بن المسيب اذا سئل عن تفسير آية من القرآن قال: إنا لا نقول فى القرآن شيئا.
عن محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة السلمانى عن آية من القرآن فقال: 0 ذهب الذين كانوا يعلمون فيما أنزل من القرآن, فاتق الله وعليك بالسداد).

الثاني: تفسير بالرأي محمود.
- من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه.
- يكون الكلام في القرآن عن علم ويجب السكوت عما جهله المرء.
- يجب القول فيما سئل عنه المرء مما يعلمه, لقوله تعالى:{لتبيننه للناس ولا تكتمونه}.
- ما روي عن امتناع بعض الصحابة والتابعين عن التفسير محمول على تحرجهم عن الكلام فى التفسير بما لا علم لهم به.

أنواع التفسير:
- وجه تعرفه العرب من كلامها.
- تفسير لا يعذر أحد بجهالته.
- تفسير يعلمه العلماء.
- تفسير لا يعلمه إلا الله.

المسائل الاستطرادية:


مسائل عامة:
سعة علم شيخ الإسلام:
قال رحمه الله تعالى:(وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسير الله تعالى من إملاء الفؤاد والله الهادي إلى سبيل الرشاد).

بعض آداب حكاية الخلاف في أقوال العلماء:
- استيعاب الأقوال فى ذلك المقام.-
- التنبيه على الصحيح منها والتنبيه على الباطل.
- ذكر فائدة الخلاف وثمرته.
- عدم الاشتغال به عن الأهم.

مسائل استطرادبة عقدية:
أصول المعتزلة:
1- إنفاذ الوعيد فى الآخرة, لذلك نفوا الشفاعة لأهل الكبائر وقالوا بخلود صاحب الكبيرة في النار.
2- التوحيد: ويعنون به نفي الصفات عن الله, لذلك نفوا الرؤية, ونفوا العلو, وقالوا بخلق القرآن.
3- العدل, ويعنون به أن أفعال العباد غير غير مخلوقة تنزيها لله عن خلق الكفر والمعاصي.

فائدة عقدية:
الرد على أهل البدع يكون بالكتاب والسنة, لذلك لما استخدمت طوائف من المرجئة والكرامية والكلابية وأتباعهم طريقة المعتزلة في الجدال للرد عليهم: أحسنوا تارة وأساءوا أخرى حتى صاروا فى طرفى نقيض!

قواعد في أسماء الله وصفاته:
- كل اسم من أسماء الله باعتبار الدلالة يدل على ذات واحدة, وباعتبار الصفات يختلف معناها.
- كل اسم من أسماء الله يدل على ذاته بأحد الدلالات الثلاثة.
- يجب إثبات الاسم وما تضمنه من صفة.

مسائل استطرادية لغوية:
مسألة: هل يوجد ترداف في اللغة:
رجح شيخ الإسلام أن الترادف فى اللغة قليل.

مسائل استطرادية حديثية:
كتابة العلماء للأحاديث الضعيفة:
- كتب العلماء الأحاديث برواية المجهول والسيىء الحفظ, وكتبوا الأحاديث المرسلة وغيرها.
- اعتبروها صالحة للشواهد والاعتبار.
قال احمد: ( قد أكتب حديث الرجل لاعتبره).

علم علل الحديث:
- من أشرف علوم أهل الحديث.
- يكون الحديث قد رواه ثقة ضابط وغلط فيه.
- قد يضعفون من حديث الثقة الصدق الضابط ما تببن لهم أنه غلط فيه.
- يستدلون على غلطه بأمور قد تكون ظاهرة وقد تكون غير ذلك.

مسائل استطرادية في المغازي والسير:
أعلم الناس بالمغازي:
1- أهل المدينة: لأنها كانت عندهم.
2- أهل الشام: لأنهم كانوا أهل غزو وجهاد فكان لهم من العلم بالجهاد والسير ما ليس لغيرهم ولهذا عظم الناس كتاب أبى اسحاق الفزارى الذى صنفه فى ذلك وجعلوا الاوزاعى أعلم بهذا الباب من غيره من علماء الأمصار.
3- أهل العراق.


التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 رمضان 1441هـ/29-04-2020م, 03:30 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

المسائل التفسيرية التي حوتها مقدمة تفسير ابن تيمية رحمه الله تعالى

الفصل الأول : مقدمات
المقدمة الأولى : سبب التأليف
- طلب بعض الإخوة منه مقدمة كلية والغرض منها
= تعين على فهم القرآن
= معرفة التفسير
= القدرة على التمييز في المنقول بين الحق والباطل
= الإشارة إلى الدليل الفاصل بين الأقاويل

المقدمة الثانية : أنواع العلم
= إما خبر منقول
= أو علم معقول
= أو علم يتوقف فيه
= وما سواها مزيف مردود

المقدمة الثالثة : حاجة الأمة إلى القرآن وعلومه
= القرآن هو حبل الله المتين وهو المحجة البيضاء الذي لا يزيغ عنها إلا هالك
= من كان القرآن حجته فهو صادق وأجره عظيم ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، قالَ تعالَى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَن اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى )

المقدمة الرابعة : النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من فسر القرآن
- النبي صلى الله عليه وسلم بين معاني القرآن كما بين ألفاظه
- ولهذا كان الصحابة يبقون مدة طويلة في حفظ القرآن لأنهم يحفظون ألفاظه ومعانيه ، وَلهذا قالَ أَنَسٌ : " كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ البقرَةَ وآلَ عِمْرَانَ جَدَّ فِي أَعْيُنِنَا ."
- لأن الغرض من نزول القرآن هو تدبر معانيه قال تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )
- ومن البدهي عند العقلاء أن المقصود من الكلام هو فهم معانيه دون مجرد أوصافه والقرآن أولى بذلك
- ومن المعتاد بين البشر تمنع أن يقرأ قوم كتاباً ولا يحاولون فهمه فكيف بكتاب ربهم الذي فيه نجاتهم وسعادتهم
- من أجل ذلك كله كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليل جداً وفي التابعين أكثر وكلما كان الوقت أشرف كان الاجتماع في العلم والبيان فيه أكثر

المقدمة الخامسة : عناية التابعين بالتفسير
- منهم من تلقى التفسير كاملاً عن الصحابة ومنهم مجاهد كما تلقوا عنهم علم السنة
- وكانوا يتكلمون في بعض التفسير بالاستنباط والاستدلال
- وأعلم الناس بالتفسير هم أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس وكذلك أهل الكوفة لأنهم أصحاب ابن مسعود وكذلك من أهل المدينة مثل زيد بن أسلم

الفصل الثاني : اختلاف السلف في التفسير
- الخلاف في التفسير قليل نسبة إلى خلافهم في الأحكام
- وأغلب اختلافهم اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد وهو على صنفين هما أغلب تفسير السلف الذي يظن أنه مختلف
- ومن يقوم على جمع عبارات السلف فإنه نافع جداً في هذا المجال فمجموع عباراتهم تدل على المقصود أكثر
- لابد من وجود اختلاف في التفسير ولا محالة كما هو موجود في الأحكام
- والاتفاق بين المفسرين يكاد يكون متواتراً عند العامة والخاصة كما في عدد الصلوات ومقاديرها وصوم رمضان
- وإن اختلاف الصحابة في أنصبة الجد والجد وغيرها لا يوجب ريباً في اتفاقهم في معظم مسائل الميراث
- والاختلاف يكون لخفاء دليل أو عدم سماعه أو للغلط في فهم النص أو لاعتقاد معارض راجح وغير ذلك

كيف ننقل المسألة المختلف فيها
= يجب استيعاب جميع الأقوال في المسألة ومن لم يستوعب الأقوال فهو ناقص إذا قد يكون الصواب في الذي تركه من الأقوال
= فلا يصح أن يتكلم عن الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال كما يفعل كثير من المفسرين
= ومن صحح غير الصحيح فقد تعمد الكذب أو إن كان جاهلاً فقد أخطأ
= ومن ذكر خلافاً لا فائدة فيه أو حكى أقوالاً متعددة لفظاً ويرجع حاصل الأقوال إلى قولين أوثلاثة فقد ضيع الزمان وتكثر بما ليس بصحيح
= فيجب تقصي مسائل الخلاف وأن تذكر الأقوال كلها وتستبعد الأقوال التي لا طائل تحتها وأن ينبه على الصحيح منها ويبطل الباطل كذلك ، وأن يذكر أيضاً فائدة الخلاف وثمرته

الباب الأول : الاختلاف بين السلف على صنفين
= الصنف الأول : أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه مثل أسماء الله الحسنى وأسماء القرآن كلها تدل على مسمى واحد

مثال على اختلاف التنوع : تفسير الصراط المستقيم
- هو القرآن لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( وهو الصراط المستقيم )
- الإسلام لقوله صلى الله عليه وسلم ( ضرب الله مثلا صراطاً مستقيماً ..... فالصراط المستقيم هو الإٍسلام )
- السنة والجماعة
- طريق العبودية
فكل هذه الأقوال أشارت إلى ذات واحدة ولكن وصفها كل منهم بفة من صفاتها

= الصِّنفُ الثَّانِي : أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه كمن سأل عن الخبز فأري منه رغيفاً
- لأن التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق
- ومثله قولهم هذه الآية نزلت في كذا كقولهم : إن آية الظهار نزلت في امرأة أوس بن الصامت ونظائر ذلك كثير في القرآن فمن ذكر شخصاً معيناً لم يقصد أن الآية مختصة بأولئك القوم دون غيرهم فهذا لا يقوله عاقل ولا مسلم على الإطلاق
- وذلك لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
- هناك خلاف بين العلماء في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص به أم لا ؟
- لكن عمومات الكتاب والسنة تختص بنوع الشخص المراد بالآية فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم بها بحسب اللفظ
- فالآية إن كانت أمرا أو نهياً مدحاً أو ذماً فهي متناولة لذلك الشخص ومن كان بمنزلته أو يشبهه

ومن أنواعه
النوع الأول : الألفاظ المشتركة والمتواطئة تحتمل أكثر من معنى
= مشترك : كلفظ قسورة يراد به الرامي والأسد إما لكون اللفظ يجوز أن يرا به معنياه
= متواطئ لكن المراد به أحد النوعين أو أحد الشيئين كالضمائر في قوله تعالى ( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدى ) لكون اللفظ عاماً إذا لم يكن لتحصيصه موجب
- فمثل هذه الأمثلة قد تحتمل كل المعاني التي قالها السلف وقد لا يجوز ذلك

النوع الثاني : الألفاظ المتقاربة في حال صحة القولان فيه
- لأنه لا يوجد ترادف في اللغة إلا قليلاً وفي القرآن إما معدوم وإما نادر ، فإذا عبرنا عن لفظ بلفظ آخر فلن يؤدي جميع معناه وإنما هو تقريب لمعناه وهذا من أسباب إجاز القرآن
= ومن أمثلته قوله تعالى ( يوم تمور السماء موراً ) المور هو الحركة السريعة الخفيقة

النوع الثالث : التضمين وهو تضمين الفعل معنى فعل إخر وتعديته ، حتى وإن قيل أنه يستلزم هذا المعنى لكن لفظه لا يدل عليه
= ومن أمثلته كما قال تعالى ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) فتضمن سؤال النعجة جمعها وضمها إلى نعاجه
= ومنه قول تعالى ( لا ريب ) : لا شك ، فهذا تقريب لأن الريب فيه اضطراب وحركة
= ومنه قوله تعالى ( ذلك الكتاب ) : هذا القرآن ، فإن ذلك تدل على البعد والغيبة والكتاب يدل على المكتوب لا كما يدل القرآن فإنه يدل على المقروء

الباب الثاني : معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية
- إن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب
- فقولهم نزلت الآية في كذا يراد منه أنه سبب النزول ويراد منه أيضاً أن هذا داخل في الآية وإن لم يكن السبب
- لكن إذا ذكر سبب أنزلت عقبه الآية فإنهم كلهم يدخلون هذا في المسند
- هل قول الصحابي نزلت الآية في كذا هو من قبيل المسند أو من قبيل التفسير ، على قولين
= البخاري يدخله في المسند وأكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره
- وإذا ذكر أحدهم سبباً للنزول وذكر الآخر سبباً آخر ، فقد يمكن صدقهما بأن تكون نزلت عقب تلك الأسباب كلها أو تكون نزلت مرتين

الباب الثالث : المراسيل وحجتها في التفسير
= إذا تعددت طرقها وانتفت عنها المواطأة كانت صحيحة ، فإذا حدث حديثاً فيه فنون أو فيه قصة طويلة متنوعة وحدث آخر بمثله فإما أن يكونوا قد تواطؤا عليه أو أخذوه من بعضهم أو يكون الحديث صدقاً
= وبتعدد الطرق يعلم صدق المراسيل من كذبها وإن لم يكن أحد الطرق كافياً إما لإرساله وإما لضعف ناقله ، لا سيما إذا علم أن نقلته ليسوا ممن يتعمدون الكذب
= ولكن لا نستطيع بالمراسيل ضبط الألفاظ والدقائق بل تحتاج إلى طريق تثبت به تلك الدقائق والألفاظ ، ومن ذلك ثبوت عزوة بدر بالتواتر وأنها قبل أحد
= وبهذا التأصيل نستطيع الجزم بكثير من المنقولات في التفسير والمغازي والملاحم
= ومن عرف صدقهم وإنما يخاف عليهم النسيان أو الغلط كابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم يتيقن أنهم لم يكونوا يتعمدوا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
= وكذلك التابعون مثل أبي صالح السمان والأعرج فضلا عمن هو فوقهم مثل محمد بن سيرين أو سعيد بن المسيب
= علماً بأن جمهور أهل العلم من جميع الطوائف على أن خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول وجب العلم اليقيني
= وهذا ما اتفق عليه ( قبول الخبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول ) جمهور أهل أصول الفقه وأهل الكلام وأكثر الفقاء وأهل الحديث والسلف مع مخالفة قليلة من أهل الكلام وبعض الفقهاء
= وتعدد الطرق يُنتَفَع به في علم أحوال الناقلين وبه أيضاً يُنتفع برواية المجهول والسيء الحفظ وبالحديث المرسل أيضاً ( أي أنه يصلح للشواهد والاعتبار مالا يصلح لغيره ) ومثله عبد الله بن لهيعة بسبب احتراق كتبه وقع في حديثه المتأخر غلط فصار يعتبر بذلك ويستشهد به

الباب الرابع : الموضوعات في التفسير
= والتفسير له النصيب الأوفر من مثل أحاديث وضعها الكذابون مثل ما يروي الثعلبي والواحدي في فضائل سور القرآن
= والثعلبي كان ينقل كل ما وجده في كتب التفسير من غير تمييز صحيحه من ضعيفه أو موضوعه ثم أتى البغوي فاختصر تفسير الثعلبي وصانه عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة .
= والواحدي كان بصيراً بالعربية لكنه بعيد عن منهج السلف
= وقد كثرت الموضوعات في التفسير ومنها الأحاديث الصريحة في الجهر بالبسملة

الباب الخامس : أسباب الاختلاف في التفسير
وهو على نوعين
النوع الأول : الاختلاف الواقع في التفسير من جهة النقل
= النقل إما مطابق للخبر فيكون صدقاً أو لا ، وعند المخالفة إما أن يكون الناقل متعمداً للكذب أو مخطئ بشتى أنواع الخطأ فمتى سلم الخبر من الكذب بنوعيه كان صدقاً بلا شك
= والنقل إما أن يكون عن معصوم أو غير معصوم وهو على قسمين :

القسم الأول : ومنه ما يمكن معرفة صحيحه من ضعيفه كاسم صاحب موسى أنه الخضر .
- وهذا كثير ولله الحمد يوجد منه في التفسير والحديث والمغازي
- وأما يحتاج المسلمون إلى معرفته فإن الله جعل الدليل عليه واضحاً
- وقد جعل الله له دليلاً من النقل ودليلاً من غير النقل أيضاً .
= ولكل إجماع أهله يعتبر بإجماعهم ، فالإجماع على تصديق خبر موجباً للقطع به فالاعتبار في ذلك بإجماع أهل العلم بالحديث ، وهكذا ....

القسم الثاني : ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك وعامته لا فائدة منه ، ومنه مقدار سفينة نوح .
= ومنه الروايات الإسرائيلية في قسمها التي لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه
= وكذلك ما نقل عن التابعين ، فمتى اختلف التابعون لا نجعل أقوالهم حجة على بعض
= ويجب أن يكون المتعلم أوثق بما نقل عن الصحابة نقلا موثوقاً أكثر مما نقل عن التابعين
- لأن احتمال سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم أو من بعض ممن سمعه من النبي أقوى
- لأن نقل الصحابة عن أهل الكتاب أقل من نقل التابعين خاصة إذا جزم الصحابي بقوله
= وأكثر المنقول في التفسير كالمنقول في المغازي والملاحم لم يتعرض لما تعرض له الحديث من تنقيح وجرح وتعديل
= لهذا نقل عن الإمام أحمد ( ثلاثة أمور ليس له إسناد : التفسير والملاحم والمغازي )لأن الغالب عليها المراسيل

النَّوعِ الثَّاني : الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال .
= التفاسير التي تنقل بالنص عن الأجيال المشهود لها بالخيرية لا يكاد يوجد فيها شيء من الاختلاف مثل تفسير عبد الرزاق ووكيع والإمام أحمد

الأخطاء التي تقع في التفسير الاستدلالي
أكثر ما يتبين به الخطأ من جهتين حدثتا بعد الأجيال المشهود لها بالخيرية
الجهة الأولى : قوم اعتقدوا معانيَ ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها
= هؤلاء راعوا المعنى الذي رأوه من غير الرجوع إلى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان
= كثيراً ما يغلطون في صحة المعنى الذي فسروا القرآن به ونظرهم إلى المعنى أسبق
= وهم صنفان :
الصنف الأول : يسلبون لفظ القرآن وما دل عليه وأريد به
الصنف الثاني : يحملون القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به
والصنفان على إحدى حالتين
-- قد يكون ما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى باطلاً ، فيكونون مخطئين في الدليل والمدلول
-- وقد يكون حقاً فيكون خطؤهم في الدليل لا في المدلول

الجهة الثانية : قوم فسروا القرآن بمجرد فهم من يتكلم العربية من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به
= وهؤلاء راعوا مجرد اللفظ وما يجوز عندهم لمن تكلم بالعربية من غير نظر إلى سياق الكلام وسباقه
= كثيراً ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة ويغلطون في صحته أيضاً ، ونظرهم إلى اللفظ أسبق

الباب السادس : أنواع وأصناف من يخطئون في الدليل والمدلول
الصنف الأول : الذين أخطأوا في الدليل والمدلول هم طوائف من أهل البدع
= اعتقدوا مذهباً مخالفاً لأهل الحق وإجماع الأمة ومن هؤلاء الخوارج والروافض والمعتزلة وغيرهم
= عمدوا إلى القرآن فتأولوه على آرائهم
-- تارة يستدلون بآيات على مذهبهم ولا دلالة فيها
-- وتارة يتأولون ما يخالف مذهبهم بما يحرفون الكلم عن مواضعه
= ويظهر بطلان تفسيرهم من جهتين
الأولى : يظهر من العلم بفساد قولهم
الثانية : يظهر من العلم بفساد ما فسروا به القرآن إما دليلاً على قولهم أو جواباً لمعارض لهم
= ومنهم من يكون حسن العبارة يستطيع دس السم في العسل كصاحب الكشاف حتى أنه ليخفى على كثير من العلماء المفسرين ما يذكره الكشاف في تفسيره من وجوه باطلة ومعانٍ فاسدة .

التفسير الباطني
= بسبب تطرف الطوائف المبتدعة دخلت الرافضة الإمامية ثم الفلاسفة وغيرهم في التأويل حتى أنهم فسروا القرآن بتفاسير يعجب منها القاصي والداني
= ومن أمثلة تفاسير الرافضة
- ( تبت يدا أبي لهب ) هما أبو بكر وعمر .
- ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) أي بين أبي بكر وعمر وعلي في الخلافة .
- يذكرون الأحاديث الموضوعة بإجماع أهل العلم ( مثل تصدق علي بخاتمه في الصلاة )
= وليس وحدهم الرافضة وقعوا في التفسير الباطني
- فقد قال كثير من المفسرين في قوله تعالى ( الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار ) إن الصابرين رسول الله ، والصادقين أبو بكر ، والقانتين عمر ، والمنفقين عثمان ، والمستغفرين علي
- وقول بعضهم ( والتين ) أبو بكر ، ( والزيتون ) عمر ، ( وطور سينين ) عثمان ( وهذا البلد الأمين ) علي
= وهذه الخرافات تأتي
= تارة من تفسير لفظ بما لا يدل عليه بحالٍ
= وتارة من جعل اللفظ العام منحصراً في شخص واحد ( والذي جاء بالصدق وصدق به ) أريد بها أبو بكر وحده


الصنف الثاني : الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول
= فمنهم كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم .
= يفسرون القرآن بمعانٍ صحيحة ولكن القرآن لا يدل عليها
= مثل ما كره أبو عبد الرحمن السلمي في كتابه " حقائق التفسير "
= ويوجد أحياناً معانٍ باطلة فتدخل في الصنف الأول ( الخطأ في الدليل والمدلول جميعاً )

الفصل الثالث : أحسن طرق التفسير
هاكها مرتبة
- أن يفسر القرآن بالقرآن ؛ فما أجمل في موضع فسِّر في موضع آخر ، فإن لم تجد ننتقل إلى المرتبة الثانية
- أن يفسر القرآن بالسنة ؛ فإنها شارحة للقرآن وموضحة له ،
=لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) .
= كما أنها تنزل بالوحي كما ينزل القرآن
= كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن " بم تحكم ؟ " قال بكتاب الله ، قال فإن لم تجد قال فبسنة رسول الله ، قال فإن لم تجد قال أجتهد رأيي ولا آلو .
= فإن لم نجد في السنة فإننا ننتقل إلى المرتبة الثالثة
- أن يفسر القرآن بأقوال الصحابة
= لأنهم أدرى بالتفسير لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها
= ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح
= لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالخلفاء الراشدين وعبد الله بن مسعود فعنه رضي الله عنه ( كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانين والعم بهن
= ونخص بالذكر ترجمان القرآن عبد الله ابن عباس
= فإن أكثر ما يذكره السدي الكبير في تفسيره هو من ابن مسعود وابن عباس ، لكنه ينقل بعض الأحيان ما يحكونه من أهل الكتاب التي أباحها رسول الله
- أن يفسر القرآن بأقوال التابعين
= إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة عند ذلك نرجع إلى أقوال التابعين ومنهم مجاهد
= ومنهم مجاهد بن جبر فإنه آية في التفسير كما قال عن نفسه " عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات ... أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها "
= ومنهم أيضاً سعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء بن أبي رباح
= وطريقة عرض أقوال التابعين أن تذكر أقوالهم في الآية .
= وقد يوجد تباين في أقوالهم في الظاهر يحسبها من لا علم عنده اختلافاً فيحكيها أقوالاً
= فمن التابعين من يعبر عن الشيء بلازمه أو نظيره ، ومنهم أيضاً من ينص على الشيء بعينه ؛ والكل بمعنى واحد في كثير من الأقوال
= إذا اجتمعوا في أقوالهم على مسألة فهو حجة .
= قال شعبة بن الحجاج ( أقوال التابعين في الفروع ليست حجة ، فكيف تكون حجة في التفسير ) يعني أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم ولا على بعضهم ، والحكم في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب أو أقوال الصحابة
- أن يفسر القرآن بمجرد الرأي
= تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام
= قال صلى الله عليه وسلم ( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار )
= وهكذا روي عن أهل العلم أنهم شددوا في أن يفسر القرآن بغير علم
= وما روي عن مجاهد وقتادة أنهم فسروا القرآن فلا يظن بهم أنهم فسروه بغير علم أو من قبل أنفسهم
= ومن قال في القرآن برأيه فقد تكلف ما لا علم له به وسلك غير ما أمر به ؛
= حتى ولو أنه أصاب المعنى لكان قد أخطأ لأنه لم يأت الأمر من بابه ، كمن حكم بين الناس عن جهل فهو في النار وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر ، لكن يكون أخف جرماً ممن أخطأ
= أليس قد سمى الله القذفة كاذبين ولو كان قد قذف من زنى في نفس الأمر ؛ لأنه أخبر بما لا يحل له الإخبار به وتكلف ما لا علم له به

تحرج السلف عن القول في القرآن بغير علم
= من أجل الروايات التي نقلت عن القول في القرآن بغير علم ؛ تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به
= قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم .
= وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قرأ قوله تعالى ( وفاكهة وأباً ) وما الأب ؟ فقال إن هذا لهو التكلف فما عليك ألا تدريه .
= وقول خليفتي المسلمين محمول على أنهما أرادا استكشاف ماهية الأب وإلا فكونه نبتاً من الأرض ظاهر لا يُجهل
= وروى ابن أبي مليكة أن ابن عباس سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها ، فأبى أن يقول فيها
= روى ابن جرير أنه جاء طلق بن حبيب إلى جندب بن عبد الله فسأله عن آية من القرآن فقال : أحرج عليك إن كنت مسلماً لما قمت عني أو قال تجالسني
= وعن سعيد بن المسيب أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن
= وعن الشعبي : والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ، ولكنها الرواية عن الله
= فهذه الآثار وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام بما لا علم لهم به
= فأما من تكلم بما يعلم من اللغة والشرع فلا حرج عليه ، ولهذا نقل عنهم وعن غيرهم أقوال في التفسير ولا منافاة في ذلك لأنهم تكلموا فيما علموا وسكتوا عما جهلوا
= فكما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لما جاء في الحديث الشريف : من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار .

التفسير على أربعة أوجه
= قال ابن عباس التفسير على أربعة أوجه
- وجه تعرفه العرب من كلامها
- تفسير لا يعذر أحد بجهالته
- وتفسير يعلمه العلماء
- تفسير لا يعلمه إلا الله


الفصل الرابع : مسائل استطرادية
المسألة الأولى : الروايات الإسرائيلية
= تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد ، وهي ثلاثة أقسام
- ما يشهد ديننا بصحتها ، فذاك صحيح
- ما شهد ديننا بكذبه ، فهذا مردود
- ما هو مسكوت عنه ، فلا نؤمن به ولا نكذبه ، وغلالب ما فيه مما لا فائدة منه مثل أسماء أصحاب الكهف ونقل الخلاف في ذلك مما هو جائز ولا حرج فيه

المسألة الثانية : أسماء الله تعالى

- فكل اسم من أسمائه تعالى تدل على الذات وعلى الصفة فاسمه العليم يدل على الذات وعلى العلم ويدل على الصفة التي في الاسم الآخربطريق اللزوم
- من أنكر دلالة أسمائه على صفاته فقوله يشبه غلاة الباطنية والقرامطة ، فإن الباطنية ينكرون ما في أسمائه الحسنى من صفات الإثبات
- فإذا كان مقصود السائل هو التعبير عن المسمى عبّرنا له بأي اسم كان
- ممكن أن يكون الاسم علماً أو يكون صفة كقوله تعالى ( ومن أعرض عن ذكري ) ما ذكره ؟ قلنا له هو ما يذكره به هو القرآن أو قلنا له هو ما يذكر به كقولك سبحان الله ثم نحدد المراد بدلالة سياق الآيات ، وسواء أريد هذا أو ذاك ( كتابي ، كلامي ، هداي ) فإن المسمى واحد
- وإن كان مقصود السائل معرفة مافي الاسم من الصفة المختصة به فلا بد من تعيين قدر زائد على تعيين المسمى كمن يسأل عن القدوس وهو يعلم أنه الله تعالى
- لذلك كان السسلف كثيراً ما يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه وإن كان فيها من الصفة ماليس في الاسم الآخر كمن يقول أحمد هو الحاشر والماحي

المسألة الثالثة : آيات الميراث ثلاث تناولت :
- ذكر في الأولى الأصول والفروع
- ذكر في الثانية الحاشية التي ترث بالفرض كالزوجين وولد الأم
- ذكر في الثالثة الحاشية الوارثة بالتعصيب وهم الإخوة لأبوين أو لأب
- اجتماع الجد مع الإخوة نادر جداً

المسألة الرابعة : أعلم الناس بالمغازي والجهاد
= وأعلم الناس بالمغازي أهل المدينة لأنها كانت عندهم ثم الشام ثم العراق
= وأعلم الناس بالجهاد أهل الشام لأنهم كانوا أهله وكان الإمام الأوزاعي أعلم بهذا الباب من غيره

المسألة الخامسة : كيف يحكم على غالب الأحاديث بصحتها
= الحديث إذا تعددت طرقه واستحال تواطأ النقلة على الكذب ولم يتعمدوا الكذب وكان الحديث ذو فنون أو فيه قصة طويلة حكم على الحديث بصحته وصدقه وإن اختلفوا في أجزاء الحديث
= فإذا وقع الغلط أو النسيان في بعض أجزاء القصة مثل حديث بيع جابر للنبي صلى الله عليه وسلم البعير فإن من تأمل طرقه عرف أنه صحيح قطعاً وإن اختلفوا في مقدار الثمن
= ولذلك جعلوا حديث من وقع في الغلط أو النسيان أو أي سبب آخر جعل حديثه ضعيفاً جعلوه مما يصلح للمشاهدة والاعتبار
= وإن جمهور ما في البخاري ومسلم مما يقطع بأن صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن غالبه يقيني قطعي وتلقاه أهل العلم بالقبول والتصديق والأمة لا تجتمع على خطأ
= ويستحيل أن تجتمع الأمة على خطأ أو كذب وهذا ممتنع والأمة قد اجتمعت على أن جمهور مافي البخاري ومسلم صحيح
= وإن كنا بدون الإجماع نجوز الخطأ أو الكذب في الخبر فهو كالحكم بالجواز قبل أن نعلم الإجماع على العلم الذي ثبت بطريق ظني أن يكون الحق في خلافه ، فإذا أجمعوا على الحكم جزمنا بأن الحكم ثابت ظاهراً وباطناً

المسألة السادسة : علم علل الحديث
= اعتمد أهل الحديث على أن حديث الثقة الصدوق الضابط إذا وقع في غلط جعلوا حديثه ضعيفاً ويستدلون على ضعفه بأمور وضعوها وسموها علم علل الحديث
= وهو من أشرف علوم الأمة لأنهم يعرفون صحة الأحاديث من ضعفها بعلل ظاهرة أو باطنة
= كحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج متمونة وهو حلال وجعلوا رواية ابن عباس لتزوجها وهو حرام ضعيفة
= والناس بالنسبة لعلم علل الحديث طرفان
الأول : من أهل الكلام فهو لا علم له بالحديث وليس من أهله ، فيشك في صحة أحاديث مع كونها معلومة عند أهلها
الثاني : من يدعي اتباع الحديث والعمل به كلما وجد طرفاً من حديث رواه ثقة يريد أن يجعل ذلك من جنس ما جزم به أهل العلم بصحته ، فلذلك تجده يتكلف التأويلات الجافة إذا عارض ما وجده من حديث صحيح
= وللحديث أدلة يعلم بها أنه صدق ، وكذلك عليه أدلة يعلم بها أنه كذب ، مثل ما كذبه الوضاعون في علم الفضائل

المسألة السابعة : الطوائف المنحرفة عن أهل السنة والجماعة
= وأعظم الفرق في الجدل هم المعتزلة ( صنفوا تفاسير على أصول مذهبهم مثل الجبائي والزمخشري
= أصول المعتزلة خمسة ( التوحيد ، العدل ، المنزلة بين المنزلتين ، وإنفاذ الوعيد ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
= توحيدهم نفوا منه الصفات وقالوا : بأن الله لا يرى ، وأن القرآن مخلوق ، وأنه تعالى لا تقوم به صفة من صفاته )
= عدلهم اعتقدوا أن الله لم يشأ جميع الكائنات ولا خلقها كلها ، وأفعال العبد لم يخلقها الله
= لا ينكرون خلافة الخلفاء الراشدين
= وافق المعتزلة متأخروا الشيعة كأبي جعفر الطوسي
= وإنفاذ الوعيد عندهم مع الخوراج : أن الله لا يقبل أهل الطائر في الشفاعة ولا يخرجون من النار
= وباقي الطوائف أرادوا الرد عليهم لكنهم خرجوا عن جادة الصواب ( المرجئة والكرامية والكلابية )
= ما يجمع هذه الطوائف أنهم ليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا من أئمة المسلمين

المسألة الثامنة : عدد أصحاب الكهف
= قَالَ تَعَالَى : {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِرًا وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا } [سُورَةُ الْكَهْفِ :22]
= اشتملت هذه الآية على الأدب الذي ينبغي أن يتحلى به المؤمن في المسائل التي ما فيها علم يفيد دنيا ولا أخرى
= فقد ذكرت الآية ثلاثة أقوال فضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث فدل على صحته
= ثم نبه على الأدب المهم فقال ( قل ربي أعلم بعدتهم ) فلا تجهد نفسك أيها المؤمن في معرفة عددهم فلو كان يهمك هذا الأمر لبينه الله أحسن تبيين
= ولا ينبغي للمؤمن أن يسأل عن هذا الأمر فإنهم لا يعلمون وما جوابهم في ذلك إلا رجماً بالغيب

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 شوال 1441هـ/1-06-2020م, 07:41 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
المسائل التفسيرية التي حوتها مقدمة تفسير ابن تيمية رحمه الله تعالى

الفصل الأول : مقدمات
المقدمة الأولى : سبب التأليف
- طلب بعض الإخوة منه مقدمة كلية والغرض منها
= تعين على فهم القرآن
= معرفة التفسير
= القدرة على التمييز في المنقول بين الحق والباطل
= الإشارة إلى الدليل الفاصل بين الأقاويل

المقدمة الثانية : أنواع العلم
= إما خبر منقول
= أو علم معقول
= أو علم يتوقف فيه
= وما سواها مزيف مردود

المقدمة الثالثة : حاجة الأمة إلى القرآن وعلومه
= القرآن هو حبل الله المتين وهو المحجة البيضاء الذي لا يزيغ عنها إلا هالك
= من كان القرآن حجته فهو صادق وأجره عظيم ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، قالَ تعالَى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَن اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى )

المقدمة الرابعة : النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من فسر القرآن
- النبي صلى الله عليه وسلم بين معاني القرآن كما بين ألفاظه
- ولهذا كان الصحابة يبقون مدة طويلة في حفظ القرآن لأنهم يحفظون ألفاظه ومعانيه ، وَلهذا قالَ أَنَسٌ : " كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ البقرَةَ وآلَ عِمْرَانَ جَدَّ فِي أَعْيُنِنَا ."
- لأن الغرض من نزول القرآن هو تدبر معانيه قال تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )
- ومن البدهي عند العقلاء أن المقصود من الكلام هو فهم معانيه دون مجرد أوصافه والقرآن أولى بذلك
- ومن المعتاد بين البشر تمنع أن يقرأ قوم كتاباً ولا يحاولون فهمه فكيف بكتاب ربهم الذي فيه نجاتهم وسعادتهم
- من أجل ذلك كله كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليل جداً وفي التابعين أكثر وكلما كان الوقت أشرف كان الاجتماع في العلم والبيان فيه أكثر

المقدمة الخامسة : عناية التابعين بالتفسير
- منهم من تلقى التفسير كاملاً عن الصحابة ومنهم مجاهد كما تلقوا عنهم علم السنة
- وكانوا يتكلمون في بعض التفسير بالاستنباط والاستدلال
- وأعلم الناس بالتفسير هم أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس وكذلك أهل الكوفة لأنهم أصحاب ابن مسعود وكذلك من أهل المدينة مثل زيد بن أسلم

الفصل الثاني : اختلاف السلف في التفسير
- الخلاف في التفسير قليل نسبة إلى خلافهم في الأحكام
- وأغلب اختلافهم اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد وهو على صنفين هما أغلب تفسير السلف الذي يظن أنه مختلف
- ومن يقوم على جمع عبارات السلف فإنه نافع جداً في هذا المجال فمجموع عباراتهم تدل على المقصود أكثر
- لابد من وجود اختلاف في التفسير ولا محالة كما هو موجود في الأحكام
- والاتفاق بين المفسرين يكاد يكون متواتراً عند العامة والخاصة كما في عدد الصلوات ومقاديرها وصوم رمضان [ابن تيمية رحمه الله ضرب أمثلة من أبواب الفقه على أن عامة ما يحتاجه الناس هو مما اتفق عليه العلماء ولا خلاف فيه]
- وإن اختلاف الصحابة في أنصبة الجد والجد وغيرها لا يوجب ريباً في اتفاقهم في معظم مسائل الميراث
- والاختلاف يكون لخفاء دليل أو عدم سماعه أو للغلط في فهم النص أو لاعتقاد معارض راجح وغير ذلك

كيف ننقل المسألة المختلف فيها
= يجب استيعاب جميع الأقوال في المسألة ومن لم يستوعب الأقوال فهو ناقص إذا قد يكون الصواب في الذي تركه من الأقوال
= فلا يصح أن يتكلم عن الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال كما يفعل كثير من المفسرين
= ومن صحح غير الصحيح فقد تعمد الكذب أو إن كان جاهلاً فقد أخطأ
= ومن ذكر خلافاً لا فائدة فيه أو حكى أقوالاً متعددة لفظاً ويرجع حاصل الأقوال إلى قولين أوثلاثة فقد ضيع الزمان وتكثر بما ليس بصحيح
= فيجب تقصي مسائل الخلاف وأن تذكر الأقوال كلها وتستبعد الأقوال التي لا طائل تحتها وأن ينبه على الصحيح منها ويبطل الباطل كذلك ، وأن يذكر أيضاً فائدة الخلاف وثمرته

الباب الأول : الاختلاف بين السلف على صنفين
= الصنف الأول : أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه مثل أسماء الله الحسنى وأسماء القرآن كلها تدل على مسمى واحد

مثال على اختلاف التنوع : تفسير الصراط المستقيم
- هو القرآن لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( وهو الصراط المستقيم )
- الإسلام لقوله صلى الله عليه وسلم ( ضرب الله مثلا صراطاً مستقيماً ..... فالصراط المستقيم هو الإٍسلام )
- السنة والجماعة
- طريق العبودية
فكل هذه الأقوال أشارت إلى ذات واحدة ولكن وصفها كل منهم بفة من صفاتها

= الصِّنفُ الثَّانِي : أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه كمن سأل عن الخبز فأري منه رغيفاً
- لأن التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق
- ومثله قولهم هذه الآية نزلت في كذا كقولهم : إن آية الظهار نزلت في امرأة أوس بن الصامت ونظائر ذلك كثير في القرآن فمن ذكر شخصاً معيناً لم يقصد أن الآية مختصة بأولئك القوم دون غيرهم فهذا لا يقوله عاقل ولا مسلم على الإطلاق
- وذلك لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
- هناك خلاف بين العلماء في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص به أم لا ؟
- لكن عمومات الكتاب والسنة تختص بنوع الشخص المراد بالآية فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم بها بحسب اللفظ
- فالآية إن كانت أمرا أو نهياً مدحاً أو ذماً فهي متناولة لذلك الشخص ومن كان بمنزلته أو يشبهه

ومن أنواعه
النوع الأول : الألفاظ المشتركة والمتواطئة تحتمل أكثر من معنى
= مشترك : كلفظ قسورة يراد به الرامي والأسد إما لكون اللفظ يجوز أن يرا به معنياه
= متواطئ لكن المراد به أحد النوعين أو أحد الشيئين كالضمائر في قوله تعالى ( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدى ) لكون اللفظ عاماً إذا لم يكن لتحصيصه موجب
- فمثل هذه الأمثلة قد تحتمل كل المعاني التي قالها السلف وقد لا يجوز ذلك
[المشترك والمتواطئ قد يكون من باب خلاف التنوع أو التضاد بحسب ما تحتمله الآية لهذا لم يلحقه ابن تيمية بالنوع الثاني مباشرة كما فعلت، وإنما فصل معنى المشترك والمتواطئ والأمثلة عليهما ثم بين حكم الخلاف المبني عليهما]
النوع الثاني : الألفاظ المتقاربة في حال صحة القولان فيه
- لأنه لا يوجد ترادف في اللغة إلا قليلاً وفي القرآن إما معدوم وإما نادر ، فإذا عبرنا عن لفظ بلفظ آخر فلن يؤدي جميع معناه وإنما هو تقريب لمعناه وهذا من أسباب إجاز القرآن
= ومن أمثلته قوله تعالى ( يوم تمور السماء موراً ) المور هو الحركة السريعة الخفيقة

النوع الثالث : التضمين وهو تضمين الفعل معنى فعل إخر وتعديته ، حتى وإن قيل أنه يستلزم هذا المعنى لكن لفظه لا يدل عليه
= ومن أمثلته كما قال تعالى ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) فتضمن سؤال النعجة جمعها وضمها إلى نعاجه
= ومنه قول تعالى ( لا ريب ) : لا شك ، فهذا تقريب لأن الريب فيه اضطراب وحركة
= ومنه قوله تعالى ( ذلك الكتاب ) : هذا القرآن ، فإن ذلك تدل على البعد والغيبة والكتاب يدل على المكتوب لا كما يدل القرآن فإنه يدل على المقروء
[أنواع الخلاف صنفان لا ثالث لهما، وهما خلاف التنوع وخلاف التضاد
من أنواع خلاف التنوع التعبير عن المعنى بعبارة تختلف عن الآخر لفظًا ومعنى، ومن ذلك الخلاف في الصراط المستقيم.
ومنه التفسير بالمثال.
- أما التعبير بعبارات متقاربة أي الاختلاف لفظًا وليس معنى فهو ليس خلافًا على الحقيقة، لهذا لو أعدت قراءة المقدمة فقد ذكره ابن تيمية بعد بيان أنواع الخلاف.
- تقدم بيان ما يخص المشترك والمتواطئ، وأنه قد ينتج عنهما خلاف تنوع أو تضاد بحسب ما يحتمله سياق الآيات من معاني أو وجود دليل يرجح أحد الأقوال على الآخر.
- التضمين مبحث آخر منفصل، وقد بين فيه ابن تيمية الخلاف الذي قد يحصل في التفسير بسبب خلاف أهل اللغة في معاني الحروف ومذهبهم فيها هل يقولون بالتعاقب أي أن الحرف يأتي مكان الآخر، أو بالتضمين.
أرجو إعادة قراءة هذه المباحث جيدًا وقراءة شروحها فهي مفيدة جدًا في مسيرتكم العلمية، وفي دراسة الكثير من المسائل التفسيرية.
وابن تيمية معذور لأنه كتب هذه المقدمة في السجن من إملاء الفؤاد فربما تجد أن بعض المباحث غير مرتبة، أو يستطرد في بعض المواضع ثم يعود للموضوع الأصل مما يحدث تشويش عند القارئ
لكن إن أعدتم القراءة بتركيز تتبين لكم بإذن الله]

الباب الثاني : معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية
- إن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب
- فقولهم نزلت الآية في كذا يراد منه أنه سبب النزول ويراد منه أيضاً أن هذا داخل في الآية وإن لم يكن السبب
- لكن إذا ذكر سبب أنزلت عقبه الآية فإنهم كلهم يدخلون هذا في المسند
- هل قول الصحابي نزلت الآية في كذا هو من قبيل المسند أو من قبيل التفسير ، على قولين
= البخاري يدخله في المسند وأكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره [وهل هو صريح في سبب النزول أو لا؟ الصحيح أنه غير صريح، لأنه قد يكون بمعنى التفسير وليس بيانا لسبب النزول
ومرادهم أن هذا المعنى يدخل في تفسير الآية.
وأما قول " حصل كذا فنزلت الآية، فهو صريح في سبب النزول]

- وإذا ذكر أحدهم سبباً للنزول وذكر الآخر سبباً آخر ، فقد يمكن صدقهما بأن تكون نزلت عقب تلك الأسباب كلها أو تكون نزلت مرتين

الباب الثالث : المراسيل وحجتها في التفسير
= إذا تعددت طرقها وانتفت عنها المواطأة كانت صحيحة ، فإذا حدث حديثاً فيه فنون أو فيه قصة طويلة متنوعة وحدث آخر بمثله فإما أن يكونوا قد تواطؤا عليه أو أخذوه من بعضهم أو يكون الحديث صدقاً
= وبتعدد الطرق يعلم صدق المراسيل من كذبها وإن لم يكن أحد الطرق كافياً إما لإرساله وإما لضعف ناقله ، لا سيما إذا علم أن نقلته ليسوا ممن يتعمدون الكذب
= ولكن لا نستطيع بالمراسيل ضبط الألفاظ والدقائق بل تحتاج إلى طريق تثبت به تلك الدقائق والألفاظ ، ومن ذلك ثبوت عزوة بدر بالتواتر وأنها قبل أحد
= وبهذا التأصيل نستطيع الجزم بكثير من المنقولات في التفسير والمغازي والملاحم
= ومن عرف صدقهم وإنما يخاف عليهم النسيان أو الغلط كابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم يتيقن أنهم لم يكونوا يتعمدوا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
= وكذلك التابعون مثل أبي صالح السمان والأعرج فضلا عمن هو فوقهم مثل محمد بن سيرين أو سعيد بن المسيب
= علماً بأن جمهور أهل العلم من جميع الطوائف على أن خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول وجب العلم اليقيني
= وهذا ما اتفق عليه ( قبول الخبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول ) جمهور أهل أصول الفقه وأهل الكلام وأكثر الفقاء وأهل الحديث والسلف مع مخالفة قليلة من أهل الكلام وبعض الفقهاء
= وتعدد الطرق يُنتَفَع به في علم أحوال الناقلين وبه أيضاً يُنتفع برواية المجهول والسيء الحفظ وبالحديث المرسل أيضاً ( أي أنه يصلح للشواهد والاعتبار مالا يصلح لغيره ) ومثله عبد الله بن لهيعة بسبب احتراق كتبه وقع في حديثه المتأخر غلط فصار يعتبر بذلك ويستشهد به

الباب الرابع : الموضوعات في التفسير
= والتفسير له النصيب الأوفر من مثل أحاديث وضعها الكذابون مثل ما يروي الثعلبي والواحدي في فضائل سور القرآن
= والثعلبي كان ينقل كل ما وجده في كتب التفسير من غير تمييز صحيحه من ضعيفه أو موضوعه ثم أتى البغوي فاختصر تفسير الثعلبي وصانه عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة .
= والواحدي كان بصيراً بالعربية لكنه بعيد عن منهج السلف
= وقد كثرت الموضوعات في التفسير ومنها الأحاديث الصريحة في الجهر بالبسملة

الباب الخامس : أسباب الاختلاف في التفسير
وهو على نوعين
النوع الأول : الاختلاف الواقع في التفسير من جهة النقل
= النقل إما مطابق للخبر فيكون صدقاً أو لا ، وعند المخالفة إما أن يكون الناقل متعمداً للكذب أو مخطئ بشتى أنواع الخطأ فمتى سلم الخبر من الكذب بنوعيه كان صدقاً بلا شك
= والنقل إما أن يكون عن معصوم أو غير معصوم وهو على قسمين :

القسم الأول : ومنه ما يمكن معرفة صحيحه من ضعيفه كاسم صاحب موسى أنه الخضر .
- وهذا كثير ولله الحمد يوجد منه في التفسير والحديث والمغازي
- وأما يحتاج المسلمون إلى معرفته فإن الله جعل الدليل عليه واضحاً
- وقد جعل الله له دليلاً من النقل ودليلاً من غير النقل أيضاً .
= ولكل إجماع أهله يعتبر بإجماعهم ، فالإجماع على تصديق خبر موجباً للقطع به فالاعتبار في ذلك بإجماع أهل العلم بالحديث ، وهكذا ....

القسم الثاني : ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك وعامته لا فائدة منه ، ومنه مقدار سفينة نوح .
= ومنه الروايات الإسرائيلية في قسمها التي لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه
= وكذلك ما نقل عن التابعين ، فمتى اختلف التابعون لا نجعل أقوالهم حجة على بعض [لا يصح إلحاق هذه العبارة تحت هذا العنوان، وإنما تفرد في مبحث مستقل اختلاف التابعين]
= ويجب أن يكون المتعلم أوثق بما نقل عن الصحابة نقلا موثوقاً أكثر مما نقل عن التابعين
- لأن احتمال سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم أو من بعض ممن سمعه من النبي أقوى
- لأن نقل الصحابة عن أهل الكتاب أقل من نقل التابعين خاصة إذا جزم الصحابي بقوله
= وأكثر المنقول في التفسير كالمنقول في المغازي والملاحم لم يتعرض لما تعرض له الحديث من تنقيح وجرح وتعديل
= لهذا نقل عن الإمام أحمد ( ثلاثة أمور ليس له إسناد : التفسير والملاحم والمغازي )لأن الغالب عليها المراسيل
[ومقولة أحمد في التفاسير المشهورة في عهده، أما بعد ذلك فقد كثرت التفاسير المسندة]
النَّوعِ الثَّاني : الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال .
= التفاسير التي تنقل بالنص عن الأجيال المشهود لها بالخيرية لا يكاد يوجد فيها شيء من الاختلاف مثل تفسير عبد الرزاق ووكيع والإمام أحمد

الأخطاء التي تقع في التفسير الاستدلالي
أكثر ما يتبين به الخطأ من جهتين حدثتا بعد الأجيال المشهود لها بالخيرية
الجهة الأولى : قوم اعتقدوا معانيَ ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها
= هؤلاء راعوا المعنى الذي رأوه من غير الرجوع إلى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان
= كثيراً ما يغلطون في صحة المعنى الذي فسروا القرآن به ونظرهم إلى المعنى أسبق
= وهم صنفان :
الصنف الأول : يسلبون لفظ القرآن وما دل عليه وأريد به
الصنف الثاني : يحملون القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به
والصنفان على إحدى حالتين
-- قد يكون ما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى باطلاً ، فيكونون مخطئين في الدليل والمدلول
-- وقد يكون حقاً فيكون خطؤهم في الدليل لا في المدلول

الجهة الثانية : قوم فسروا القرآن بمجرد فهم من يتكلم العربية من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به
= وهؤلاء راعوا مجرد اللفظ وما يجوز عندهم لمن تكلم بالعربية من غير نظر إلى سياق الكلام وسباقه
= كثيراً ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة ويغلطون في صحته أيضاً ، ونظرهم إلى اللفظ أسبق

الباب السادس : أنواع وأصناف من يخطئون في الدليل والمدلول
الصنف الأول : الذين أخطأوا في الدليل والمدلول هم طوائف من أهل البدع
= اعتقدوا مذهباً مخالفاً لأهل الحق وإجماع الأمة ومن هؤلاء الخوارج والروافض والمعتزلة وغيرهم
= عمدوا إلى القرآن فتأولوه على آرائهم
-- تارة يستدلون بآيات على مذهبهم ولا دلالة فيها
-- وتارة يتأولون ما يخالف مذهبهم بما يحرفون الكلم عن مواضعه
= ويظهر بطلان تفسيرهم من جهتين
الأولى : يظهر من العلم بفساد قولهم
الثانية : يظهر من العلم بفساد ما فسروا به القرآن إما دليلاً على قولهم أو جواباً لمعارض لهم
= ومنهم من يكون حسن العبارة يستطيع دس السم في العسل كصاحب الكشاف حتى أنه ليخفى على كثير من العلماء المفسرين ما يذكره الكشاف في تفسيره من وجوه باطلة ومعانٍ فاسدة .

التفسير الباطني
= بسبب تطرف الطوائف المبتدعة دخلت الرافضة الإمامية ثم الفلاسفة وغيرهم في التأويل حتى أنهم فسروا القرآن بتفاسير يعجب منها القاصي والداني
= ومن أمثلة تفاسير الرافضة
- ( تبت يدا أبي لهب ) هما أبو بكر وعمر .
- ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) أي بين أبي بكر وعمر وعلي في الخلافة .
- يذكرون الأحاديث الموضوعة بإجماع أهل العلم ( مثل تصدق علي بخاتمه في الصلاة )
= وليس وحدهم الرافضة وقعوا في التفسير الباطني
- فقد قال كثير من المفسرين في قوله تعالى ( الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار ) إن الصابرين رسول الله ، والصادقين أبو بكر ، والقانتين عمر ، والمنفقين عثمان ، والمستغفرين علي
- وقول بعضهم ( والتين ) أبو بكر ، ( والزيتون ) عمر ، ( وطور سينين ) عثمان ( وهذا البلد الأمين ) علي
= وهذه الخرافات تأتي
= تارة من تفسير لفظ بما لا يدل عليه بحالٍ
= وتارة من جعل اللفظ العام منحصراً في شخص واحد ( والذي جاء بالصدق وصدق به ) أريد بها أبو بكر وحده


الصنف الثاني : الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول
= فمنهم كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم .
= يفسرون القرآن بمعانٍ صحيحة ولكن القرآن لا يدل عليها
= مثل ما كره أبو عبد الرحمن السلمي في كتابه " حقائق التفسير "
= ويوجد أحياناً معانٍ باطلة فتدخل في الصنف الأول ( الخطأ في الدليل والمدلول جميعاً )

الفصل الثالث : أحسن طرق التفسير
هاكها مرتبة
- أن يفسر القرآن بالقرآن ؛ فما أجمل في موضع فسِّر في موضع آخر ، فإن لم تجد ننتقل إلى المرتبة الثانية
- أن يفسر القرآن بالسنة ؛ فإنها شارحة للقرآن وموضحة له ،
=لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) .
= كما أنها تنزل بالوحي كما ينزل القرآن
= كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن " بم تحكم ؟ " قال بكتاب الله ، قال فإن لم تجد قال فبسنة رسول الله ، قال فإن لم تجد قال أجتهد رأيي ولا آلو .
= فإن لم نجد في السنة فإننا ننتقل إلى المرتبة الثالثة
- أن يفسر القرآن بأقوال الصحابة
= لأنهم أدرى بالتفسير لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها
= ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح
= لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالخلفاء الراشدين وعبد الله بن مسعود فعنه رضي الله عنه ( كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانين والعم بهن
= ونخص بالذكر ترجمان القرآن عبد الله ابن عباس
= فإن أكثر ما يذكره السدي الكبير في تفسيره هو من ابن مسعود وابن عباس ، لكنه ينقل بعض الأحيان ما يحكونه من أهل الكتاب التي أباحها رسول الله
- أن يفسر القرآن بأقوال التابعين
= إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة عند ذلك نرجع إلى أقوال التابعين ومنهم مجاهد
= ومنهم مجاهد بن جبر فإنه آية في التفسير كما قال عن نفسه " عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات ... أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها "
= ومنهم أيضاً سعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء بن أبي رباح
= وطريقة عرض أقوال التابعين أن تذكر أقوالهم في الآية .
= وقد يوجد تباين في أقوالهم في الظاهر يحسبها من لا علم عنده اختلافاً فيحكيها أقوالاً
= فمن التابعين من يعبر عن الشيء بلازمه أو نظيره ، ومنهم أيضاً من ينص على الشيء بعينه ؛ والكل بمعنى واحد في كثير من الأقوال
= إذا اجتمعوا في أقوالهم على مسألة فهو حجة .
= قال شعبة بن الحجاج ( أقوال التابعين في الفروع ليست حجة ، فكيف تكون حجة في التفسير ) يعني أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم ولا على بعضهم ، والحكم في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب أو أقوال الصحابة
- أن يفسر القرآن بمجرد الرأي
= تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام
= قال صلى الله عليه وسلم ( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار )
= وهكذا روي عن أهل العلم أنهم شددوا في أن يفسر القرآن بغير علم
= وما روي عن مجاهد وقتادة أنهم فسروا القرآن فلا يظن بهم أنهم فسروه بغير علم أو من قبل أنفسهم
= ومن قال في القرآن برأيه فقد تكلف ما لا علم له به وسلك غير ما أمر به ؛
= حتى ولو أنه أصاب المعنى لكان قد أخطأ لأنه لم يأت الأمر من بابه ، كمن حكم بين الناس عن جهل فهو في النار وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر ، لكن يكون أخف جرماً ممن أخطأ
= أليس قد سمى الله القذفة كاذبين ولو كان قد قذف من زنى في نفس الأمر ؛ لأنه أخبر بما لا يحل له الإخبار به وتكلف ما لا علم له به

تحرج السلف عن القول في القرآن بغير علم
= من أجل الروايات التي نقلت عن القول في القرآن بغير علم ؛ تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به
= قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم .
= وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قرأ قوله تعالى ( وفاكهة وأباً ) وما الأب ؟ فقال إن هذا لهو التكلف فما عليك ألا تدريه .
= وقول خليفتي المسلمين محمول على أنهما أرادا استكشاف ماهية الأب وإلا فكونه نبتاً من الأرض ظاهر لا يُجهل
= وروى ابن أبي مليكة أن ابن عباس سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها ، فأبى أن يقول فيها
= روى ابن جرير أنه جاء طلق بن حبيب إلى جندب بن عبد الله فسأله عن آية من القرآن فقال : أحرج عليك إن كنت مسلماً لما قمت عني أو قال تجالسني
= وعن سعيد بن المسيب أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن
= وعن الشعبي : والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ، ولكنها الرواية عن الله
= فهذه الآثار وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام بما لا علم لهم به
= فأما من تكلم بما يعلم من اللغة والشرع فلا حرج عليه ، ولهذا نقل عنهم وعن غيرهم أقوال في التفسير ولا منافاة في ذلك لأنهم تكلموا فيما علموا وسكتوا عما جهلوا
= فكما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لما جاء في الحديث الشريف : من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار .

التفسير على أربعة أوجه
= قال ابن عباس التفسير على أربعة أوجه
- وجه تعرفه العرب من كلامها
- تفسير لا يعذر أحد بجهالته
- وتفسير يعلمه العلماء
- تفسير لا يعلمه إلا الله


الفصل الرابع : مسائل استطرادية
المسألة الأولى : الروايات الإسرائيلية
= تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد ، وهي ثلاثة أقسام
- ما يشهد ديننا بصحتها ، فذاك صحيح
- ما شهد ديننا بكذبه ، فهذا مردود
- ما هو مسكوت عنه ، فلا نؤمن به ولا نكذبه ، وغلالب ما فيه مما لا فائدة منه مثل أسماء أصحاب الكهف ونقل الخلاف في ذلك مما هو جائز ولا حرج فيه

المسألة الثانية : أسماء الله تعالى

- فكل اسم من أسمائه تعالى تدل على الذات وعلى الصفة فاسمه العليم يدل على الذات وعلى العلم ويدل على الصفة التي في الاسم الآخربطريق اللزوم
- من أنكر دلالة أسمائه على صفاته فقوله يشبه غلاة الباطنية والقرامطة ، فإن الباطنية ينكرون ما في أسمائه الحسنى من صفات الإثبات
- فإذا كان مقصود السائل هو التعبير عن المسمى عبّرنا له بأي اسم كان
- ممكن أن يكون الاسم علماً أو يكون صفة كقوله تعالى ( ومن أعرض عن ذكري ) ما ذكره ؟ قلنا له هو ما يذكره به هو القرآن أو قلنا له هو ما يذكر به كقولك سبحان الله ثم نحدد المراد بدلالة سياق الآيات ، وسواء أريد هذا أو ذاك ( كتابي ، كلامي ، هداي ) فإن المسمى واحد
- وإن كان مقصود السائل معرفة مافي الاسم من الصفة المختصة به فلا بد من تعيين قدر زائد على تعيين المسمى كمن يسأل عن القدوس وهو يعلم أنه الله تعالى
- لذلك كان السسلف كثيراً ما يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه وإن كان فيها من الصفة ماليس في الاسم الآخر كمن يقول أحمد هو الحاشر والماحي

المسألة الثالثة : آيات الميراث ثلاث تناولت :
- ذكر في الأولى الأصول والفروع
- ذكر في الثانية الحاشية التي ترث بالفرض كالزوجين وولد الأم
- ذكر في الثالثة الحاشية الوارثة بالتعصيب وهم الإخوة لأبوين أو لأب
- اجتماع الجد مع الإخوة نادر جداً

المسألة الرابعة : أعلم الناس بالمغازي والجهاد
= وأعلم الناس بالمغازي أهل المدينة لأنها كانت عندهم ثم الشام ثم العراق
= وأعلم الناس بالجهاد أهل الشام لأنهم كانوا أهله وكان الإمام الأوزاعي أعلم بهذا الباب من غيره

المسألة الخامسة : كيف يحكم على غالب الأحاديث بصحتها
= الحديث إذا تعددت طرقه واستحال تواطأ النقلة على الكذب ولم يتعمدوا الكذب وكان الحديث ذو فنون أو فيه قصة طويلة حكم على الحديث بصحته وصدقه وإن اختلفوا في أجزاء الحديث
= فإذا وقع الغلط أو النسيان في بعض أجزاء القصة مثل حديث بيع جابر للنبي صلى الله عليه وسلم البعير فإن من تأمل طرقه عرف أنه صحيح قطعاً وإن اختلفوا في مقدار الثمن
= ولذلك جعلوا حديث من وقع في الغلط أو النسيان أو أي سبب آخر جعل حديثه ضعيفاً جعلوه مما يصلح للمشاهدة والاعتبار
= وإن جمهور ما في البخاري ومسلم مما يقطع بأن صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن غالبه يقيني قطعي وتلقاه أهل العلم بالقبول والتصديق والأمة لا تجتمع على خطأ
= ويستحيل أن تجتمع الأمة على خطأ أو كذب وهذا ممتنع والأمة قد اجتمعت على أن جمهور مافي البخاري ومسلم صحيح
= وإن كنا بدون الإجماع نجوز الخطأ أو الكذب في الخبر فهو كالحكم بالجواز قبل أن نعلم الإجماع على العلم الذي ثبت بطريق ظني أن يكون الحق في خلافه ، فإذا أجمعوا على الحكم جزمنا بأن الحكم ثابت ظاهراً وباطناً

المسألة السادسة : علم علل الحديث
= اعتمد أهل الحديث على أن حديث الثقة الصدوق الضابط إذا وقع في غلط جعلوا حديثه ضعيفاً ويستدلون على ضعفه بأمور وضعوها وسموها علم علل الحديث
= وهو من أشرف علوم الأمة لأنهم يعرفون صحة الأحاديث من ضعفها بعلل ظاهرة أو باطنة
= كحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج متمونة وهو حلال وجعلوا رواية ابن عباس لتزوجها وهو حرام ضعيفة
= والناس بالنسبة لعلم علل الحديث طرفان
الأول : من أهل الكلام فهو لا علم له بالحديث وليس من أهله ، فيشك في صحة أحاديث مع كونها معلومة عند أهلها
الثاني : من يدعي اتباع الحديث والعمل به كلما وجد طرفاً من حديث رواه ثقة يريد أن يجعل ذلك من جنس ما جزم به أهل العلم بصحته ، فلذلك تجده يتكلف التأويلات الجافة إذا عارض ما وجده من حديث صحيح
= وللحديث أدلة يعلم بها أنه صدق ، وكذلك عليه أدلة يعلم بها أنه كذب ، مثل ما كذبه الوضاعون في علم الفضائل

المسألة السابعة : الطوائف المنحرفة عن أهل السنة والجماعة
= وأعظم الفرق في الجدل هم المعتزلة ( صنفوا تفاسير على أصول مذهبهم مثل الجبائي والزمخشري
= أصول المعتزلة خمسة ( التوحيد ، العدل ، المنزلة بين المنزلتين ، وإنفاذ الوعيد ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
= توحيدهم نفوا منه الصفات وقالوا : بأن الله لا يرى ، وأن القرآن مخلوق ، وأنه تعالى لا تقوم به صفة من صفاته )
= عدلهم اعتقدوا أن الله لم يشأ جميع الكائنات ولا خلقها كلها ، وأفعال العبد لم يخلقها الله
= لا ينكرون خلافة الخلفاء الراشدين
= وافق المعتزلة متأخروا الشيعة كأبي جعفر الطوسي
= وإنفاذ الوعيد عندهم مع الخوراج : أن الله لا يقبل أهل الطائر في الشفاعة ولا يخرجون من النار
= وباقي الطوائف أرادوا الرد عليهم لكنهم خرجوا عن جادة الصواب ( المرجئة والكرامية والكلابية )
= ما يجمع هذه الطوائف أنهم ليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا من أئمة المسلمين

المسألة الثامنة : عدد أصحاب الكهف
= قَالَ تَعَالَى : {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِرًا وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا } [سُورَةُ الْكَهْفِ :22]
= اشتملت هذه الآية على الأدب الذي ينبغي أن يتحلى به المؤمن في المسائل التي ما فيها علم يفيد دنيا ولا أخرى
= فقد ذكرت الآية ثلاثة أقوال فضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث فدل على صحته
= ثم نبه على الأدب المهم فقال ( قل ربي أعلم بعدتهم ) فلا تجهد نفسك أيها المؤمن في معرفة عددهم فلو كان يهمك هذا الأمر لبينه الله أحسن تبيين
= ولا ينبغي للمؤمن أن يسأل عن هذا الأمر فإنهم لا يعلمون وما جوابهم في ذلك إلا رجماً بالغيب

التقويم: أ
الخصم للتأخير
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir