دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1438هـ/26-07-2017م, 01:39 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السادس عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة مسائل الإيمان

*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثالث)

اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"

المجموعة الثانية :

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 ذو القعدة 1438هـ/28-07-2017م, 10:44 PM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

المجلس السادس عشر / مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة مسائل الإيمان
الإجابات لأسئلة المجموعة الأولى
1- حكم من وقف في القرآن : إما جهميّ كافر أو مخطئ ضال ، على التفصيل الآتي :
- من كان متكلماً مجادلاً ويقول بالوقف في القرآن فهو جهميٌّ كافر .
- من كان جاهلاً عاميّاً شاكّاً متردداً في الوقف في القرآن فهذا يبيَّن له الحق ويعلَّم فإن قبِله واتبعه قُبل منه ، وإن أبى واستكبر وبقي شاكّاً متردداً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر ؛ لأن الشاكّ والمكذّب طريقهما واحد لنفي التصديق الواجب .
- من كان عالماً من أهل الحديث وقال بالوقف في القرآن فهو مجتهد مخطئ يحذَّر منه ويُهجر حتى يرجع عن قوله .

2- اختلاف المواقف من مسألة اللفظ على سبعة مواقف :
أ- موقف الجهمية المتسترة باللفظ ليصلوا إلى القول بخلق القرآن ، وأول من أظهر هذا التلبيس وأشعل هذه الفتنة حسين بن علي الكرابيسي فقال : (لفظي بالقرآن مخلوق) وهذا القول موافق لقول الجهمية ، بل هو شر منه لزيادة التلبيس والتوهيم .
ب- موقف طائفة خاضت في علم الكلام متأثرة ببعض قول الجهمية مع أن أصولها غير جارية على أصول الجهمية ، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له : الشرّاك ، فقال : (إن القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً) ومعلوم أن هذا القول يعود إلى صريح قول الجهمية .
ج- موقف داوُد بن علي الأصبهاني الظاهري ، رأس أهل الظاهر وإمامهم ، فقال : (القرآن محدَث ولفظي بالقرآن مخلوق ، وأما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق ، وأما الذي بين الناس مخلوق) وهذا القول لم يُسبق إليه ولم يقل به أحدٌ قبله -كما قال الذهبي رحمه الله- .
د- موقف جمهور أهل الحديث والأئمة الربانييّن أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة -رحمهم الله تعالى- فمنعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه ، واشتدوا على من قال باللفظ ، وبدّعوا كلا الفريقين ، من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، وكانوا -رحمهم الله- شديدي الحذر والتحذير من حيل الجهمية وتلبيسهم وبيّنوا أن أفعال العباد مخلوقة .
ه- موقف طائفة من أهل الحديث فصرّحوا : (بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وأن أفعال العباد مخلوقة) وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق لكنهم أخطأوا في إطلاق واستعمال هذه العبارة ، وممن نُسب إليه هذا القول محمد بن يحيى الذهلي -شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمنه- وأبو حاتم الرازي ومحمد بن داوُد المصيصي -قاضي أهل الثغر وشيخ أبي داوُد السجستاني صاحب السنن- وابن منده وأبو نصر السجزي وأبو إسماعيل الأنصاري وأبو العلاء الهمداني -رحمهم الله- .
و- موقف أبي الحسن الأشعري ومن تبعه فقالوا : (لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق) لكنهم فهموا معنى آخر في سبب كراهة أحمد -رحمه الله- لهذه المقولة وهو بأن معنى اللفظ الطرح والرمي ، وهذا لا يليق بالقرآن .
ز- موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القرّاء بالقرآن غير مخلوقة وأن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران -عليه السلام- واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال منها : - أن صوت الرب حلّ في العبد . - ظهر فيه ولم يحل فيه . - لا نقول ظهر ولا حل . - الصوت المسموع قديم غير مخلوق . - يُسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق . - كلام الله بعينه في المصحف . ولا شك أن هذه الأقوال كلها مردودة مبتدعة .

3- سبب ظهور بدعة ابن كلاب هو : نشأة قوم أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية ، فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم فوقعوا في بدع أخرى وخرجوا بأقوال محدَثة مخالفة لأهل السنة والجماعة ، ومن هؤلاء أبو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب البصري ، فاشتهر بردوده على المعتزلة ومناظرتهم وإفحامهم ، لكنه خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة ، وأحدث أقوالاً لم تُعرف في الأمّة لتقصيره في معرفة السنّة وعلوم أهلها مع سلوكه طريقة المتكلمين وتسليمه للمعتزلة في بعض أصولهم الفاسدة ، فكان موقف أهل السنة منه بأن أنكروا عليه طريقته المبتدعة وأقواله المحدَثة وحذّروا منه ومن طريقته .

4- كانت فتنة القول بخلق القرآن فتنة عظيمة ، عمَّ بلاؤها وامتُحن فيها العلماء محنة شديدة ، ثم تبعتها فتنة اللفظية وهي مقولة (لفظي بالقرآن مخلوق) وما تبعها من أقوال محدَثة مبتدعة ، فكانت فتنة عظيمة استمرت قروناً وامتُحن بسببها العلماء وابتُلي أهل السنّة وأُوذوا ، وذلك عندما أظهرها الكرابيسي غضباً من الإمام أحمد -رحمه الله- لما خالفه وحذّر منه بسبب كتابه الذي حطّ فيه من قدر بعض الصحابة والتابعين ، وقوّى فيه من شأن الرافضة ، فحصلت فتنة اللفظية عظيمة الخطر والفتنة على الناس والعامة -حتى على بعض أهل الحديث فداخلهم الغلط- لزيادة التلبيس والتوهيم وإلباس الحق بالباطل وإثارة الشبهات ، فحصل الخلاف والفُرقة والشقاق حتى بين بعض أهل العلم ، فالقائلين بهذه المقولة جمعوا بين القول بنفي خلق القرآن والقول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق ، وهي كلمة مجملة حمّالة لوجوه ، ويُقصد منها أكثر من وجه ، فتتأوّلها كل فرقة على ما تريد ، والحق في عدم إيرادها ؛ لأن الناس أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، لذا اشتد نكير الإمام أحمد -رحمه الله- على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً ؛ لأنه تلبيس يفتن العامّة ولا يظهر لهم الحق ، فاللهمّ أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .

5- سبب شهرة أبي الحسن الأشعري ؛ لأنه التزم قول أهل السنة بعد ما تاب من الاعتزال ورجع عن مذهبهم ، فكان بصيراً بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم ، واشتهر بمناظراته لهم وردوده عليهم وإفحامهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية فأحرجهم وتهيّبوا من حضور مجالسه ، وعظّمه بعض الناس وعدّوه منافحاً عن السنّة مبطلاً لقول خصوم أهل السنّة من المعتزلة ، إلا أن موقف أهل السنة منه -في مخالفته لمنهجهم وطريقتهم وإحداثه أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تُعرف من قبل- وجوب لزوم السنّة وصَونها مما أحدثه ، فالانحراف في طريقته يزداد شيئاً فشيئاً في أتباعه من بعده حتى عظمت الفتنة بهم وازدادوا بُعداً عن السلف وعن طريقة أبي الحسن حتى خلطوا التصوف والكلام ، وما أحسن قول الإمام أحمد -رحمه الله- : (فالسعيد من لزِم السنّة) .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 ذو القعدة 1438هـ/29-07-2017م, 01:19 AM
محمد شحاته محمد شحاته غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 140
افتراضي

المجموعة الأولى:
1-الواقفة هم من يقولون بأن القرآن كلام الله ويقفون فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق. وهم ثلاث أصناف:
الصنف الأول: طائفة من الجهمية يقولون بخلق القرآن ويتسترون بالوقف و زعيمهم محمد بن شجاع الثلجي ببغداد وكان يضع الأحاديث و يكيد الإمام أحمد عند الخليفة.
وهؤلاء كان خطرهم على العامة أكثر من الجهمية لأنهم يستدرجونهم بما يقولون ويشككونهم في كلام الله.وقولهم كفر.
الصنف الثاني: الذين يقفون في ذلك شكا وترددا. فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة لأن الإيمان هو التصديق والشك مناف له.
وقد يعذر الجاهل أو المتلبس بشبهه حتى تقوم عليه الحجة.
الصنف الثالث : طائفة من اهل الحديث قالوا بالوقف وأخطأوا في ذلك وحجتهم أن هذا القول محدث ونبقى على ما كان عليه السلف فى ذلك.
قيل للإمام أحمد: هل هناك رخصة أن يقول رجل: القرآن كلام الله. ويسكت. فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأى شيء لا يتكلمون؟
فبيان الايمان الصحيح من البيان الواجب على العلماء وليس من الجدال المنهى عنه. ولو لم يتكلم في المسألة بالباطل لوسعنا السكوت.

2-اختلاف المواقف في مسألة اللفظ:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية فيقولوا : إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.
واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
وهذه الكلمة "محدث" واردة في القرآن في قوله تعالى: {ما يأتيهم من ذكر من ربّهم محدَث إلا كانوا عنه معرضين}
لكنّها ليست على المعنى الذي أراده المعتزلة من أنّه مخلوق، ولكنّ الله يحدث من أمره ما يشاء؛ فيكون حديثا أي جديداً عند إنزاله أو وقوعه.
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد
وهؤلاء : يقولون إن القرآن غير مخلوق. وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
وظنوا أنّهم بقولهم: (ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة) يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
قال ابن تيمية: (وهؤلاء يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك)
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا، ولكن ألجأ أصحابها إليها اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني.
وقريب من هؤلاء طائفة زعمت أن كلام الله بعينه في المصحف؛ وقد ردّ عليهم البخاري في كتابه خلق أفعال العباد وقال ابن تيميه: (قال أحمد وغيره من السلف: القرآن كلام الله حيث تصرف غير مخلوق ولم يقل أحد من السلف والأئمة إن أصوات العباد بالقرآن غير مخلوقة أو قديمة ولا قال أيضا أحد منهم: إن المداد الذي يكتب به القرآن قديم أو غير مخلوق. فمن قال إن شيئا من أصوات العباد أو أفعالهم أو حركاتهم أو مدادهم: قديم أو غير مخلوق فهو مبتدع ضال مخالف لإجماع السلف والأئمة.)

3-نشأ أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وخرجوا بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
ومن هؤلاء أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري (ت: 243هـ) وقد صنف فى الرد على المعتزلة وأجاد فى ذلك ولكن بسبب تقصيره فى علوم السنة واشنغاله بعلم الكلام أحدث أقوالا مخالفة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).
فإنّه وافقهم على أصلهم الذي أصّلوه، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا؛ وتفسيرهم لهم يقتضي نفي كلام الله تعالى، بل جميع الصفات الفعلية المتعلّقة بالمشيئة.
فلذلك خرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال.
وهذا كلّه بسبب أنّه التزم هذا الأصل الذي أصّلوه وهو باطل.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
وقد قيل: إنه رجع عن علم الكلام قبل موته، والله تعالى أعلم

4-خطر فتنة اللفظية:أول من أنشأ هذه الفتنة حسين بن علي الكرابيسي، وكان رجلا ذو علم لكنه وقع في سقطات تدل على ضعف ادراكه للمقاصد الشرعية، وقد ألف كتابا وضع فيه الأحاديث وحط فيه على بعض الصحابة والتابعين. فلما حذر منه الإمام أحمد، قال: لا قولن مقالة حتى يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر، لفظي بالقرآن مخلوق.
فقال الإمام أحمد: بل هو الكافر، وأي شيء قالت الجهمية الا هذا؟ وما ينفعه وقد ناقض كلامه الأخير كلامه الأول.
وهذه المقالة صرح بها الجهمية والمعتزلة في أول الأمر لكنهت لم تشتهر عنهما واشتهر القول بخلق القرآن.
ولبيان بطلان هذا القول يجب أن نفرق بين أمرين:
الأول: القرآن كلام الله غير مخلوق تكلم به ابتداء وهو صفة من صفاته.
وهذا ما خالف فيه الجهمية والمعتزلة.
الثاني: أفعال العباد مخلوقة كما أن ذواتهم مخلوقة ، قال تعالى(والله خلقكم وما تعملون)
وهذا ما خالف فيه القدرية.
فجاءت مسألة اللبس لتخلط بين الأمرين فهي كلمة مجملة حمالة لوجوه استغلها وقال بها الجهمية ليلبسوا على العامة لأنها أخف وقعا فتستروا باللفظ.
وبين البخاري نكارة هذا القول فقال في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
و قال الإمام أحمد: (افترقت الجهمية على ثلاث فرق: فرقة قالوا: القرآن مخلوق.وفرقة قالوا :كلام الله، وتسكت.وفرقة قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق)
فالفرقة الأولى هم جمهور المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن، وأظهروا هذا القول وأشهروه ودعوا إليه.
والفرقة الثانية هم الذين سُمّوا بالواقفة.
والفرقة الثالثة هم اللفظية.

5-سبب شهرة أبى الحسن الأشعرى أنهكان معتزلياً في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره، دخل جامع البصرة يوم جمعة واعتلى المنبر، وأعلن للناس توبته من الاعتزال، والتزامه قول أهل السنة؛ وعزمه على الانتصار لها، والردّ على المعتزلة، لكنّه كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ بصيراً بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم، وأعجبته طريقة ابن كلاب؛ لقربها من فهمه وإدراكه؛ فاجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
ثمّ إنّه خاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.ثم إنّه في آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث.
موقف أهل السنة ممن اتبع منهجه وتسمى باسمه: قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
ووصل الأمر بمتأخري الأشاعرة كأبي المعالي الجويني وأبي بكر الرازي إلى نفي الصفات الخبرية جملة فلا يثبتون منها إلا ما دلّ على العقل، وجرّدوا القول بتقديم العقل على النقل. وصنف علماء السنة فى الرد على ذلك
وقد خلط بعض متأخري الأشاعرة التصوف بالكلام؛ فأنتج لهم ذلك أنواعاً من الأقوال الفاسدة المحدثة، والفتن العظيمة التي سرى أثرها في الأمّة بسبب تعصّب أتباعهم لأقوالهم، وتقريب بعض أصحاب السلطان للقضاة والفقهاء من ينتحلون هذه المذاهب؛ فعظمت الفتنة بهم في القرن السابع والثامن، وانبرى للردّ عليهم أئمة أهل السنة من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما ، ولقوا في ذلك ما لقوا.

6-أهم الفوائد:
1- معرفة الايمان بالقرآن بأركانه الثلاثة
2-معرفة القول الحق فى مسائل الاعتقاد فى القرآن.
3-العناية بالتفكر فى بصائر القرآن والزام النفس بمدلول الآيات.
4- تنوع وسائل الهداية بالقرآن.
5-معرفة عقيدة أهل السنة والجماعة فى القرآن وفى صفة الكلام والرد على المخالفين.
6-الالمام بفتنة خلق القرآن وآثارها وموقف علماء أهل السنة فيها.
7- معرفة نشأة الفرق المخالفة وسبب ابتعادهم عن منهج أهل السنة.
8- معرفة الفتن التى نتجت من هذه الفتنة وكيفية الرد على المخالفين منهم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 ذو القعدة 1438هـ/29-07-2017م, 12:46 PM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن ( القسم الثالث )
المجموعة الأولى :
س١/ ما حكم من وقف فى القرآن ؟
س٢/ أعرض بإيجاز اختلاف الموقف فى مسألة اللفظ .
س٣/ ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب ؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه ؟
س٤/ بين خطر فتنة اللفظية .
س٥/ ما سبب شهرة أبى الحسن الأشعري ؟ وما موقف أهل السنة منه ؟
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ج١/ المواقفة ثلاثة :
الأولى : من سكتوا عن القول بخلق القرآن مع اعتقادهم بخلقه ، وهم الجهمية ، وأبرز صفاتهم تعاطى علم الكلام والجدل والخوض فى الخصومة ، فهؤلاء القطع عليهم بالكفر ؛ لتسترهم خلاف ما يظهرون من معتقدهم فى القرآن .
ويلحق بهم من سكتوا عن القول بخلق القرآن ، لا هم قالوا به ولا هم أنكروا على القائلين به ، وكانوا معروفين بتعاطى علم الكلام والجدل ، فهؤلاء جهمية أيضا ويحكم بكفرهم ؛ لفساد معتقدهم .

الثانية : الواقف المتردد الشاك ، لا هو قال بخلق القرآن ولا هو غير مخلوق ؛ لغلبة الريب على أمره ؛ فهؤلاء صنفان :
١- الواقف العامي الجاهل ؛ فهؤلاء يلزمهم سؤال أهل العلم بالدين الحنيف وليتعلموا منهم ليهتدوا إلى رشدهم ويرفعوا الأمية عنهم ، ويلزمهم الإيمان والتصديق بالقرآن بعدما تبين لهم الحق ، فإن هم أبوا وأصروا على الوقف حكم بكفرهم ؛ لأنه لا سبيل إلى الشك بعد ما تبين الحق من الزيغ .

٢- الواقف الجهمي : قال الإمام أحمد فيهم : (( من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي )) والجهمية كفرة .

الثالثة : فهم الواقفة من أصحاب الحديث ، ومعتقدهم فى القرآن أنه كلام الله غير مخلوق ، ولا يصرحون بذلك لدعوى أن السلف لم يعهدوها فكيف يقولون بها ؟! فهؤلاء النكارة عليهم والحذر منهم وهجرانهم .

ج٢/ مسألة اللفظ من المسائل التى ولدتها فتنة القول بخلق القرآن ، والمواقف فيها كالآتية :-
الأول : موقف الجهمية المتسترة ؛ القائلون باللفظ سرا كالجهمية المواقفة ؛ حيث سكتوا عن القول بخلق القرآن مع الاعتقاد به ، وهؤلاء يفرحون باتخاذهم هذه النحلة لخفة شناعته عليهم لدى العامة ؛ وأنها أقرب إلى استمالة العامة إليهم ؛ فإذا تحققت الاستمالة نفذت الغرض .
فيجب الحذر والتحذير منهم ؛ لأنهم من الجهمية .

الثانى : مواقف جماعة يتعاطون علم الكلام ، وفيهم نزعة جهمية ؛ وإن لم يكن كلامهم جار مجرى الأصول الجهمية ، والذى تولى كبر هذه النحلة الشراك من أهل الشام ، فقال : " إن القرآن كلام الله ، فإذا تلفظنا به صار مخلوقا " وهذا نظير قول الجهمية عند التحقق .
وهؤلاء يجب الحذر منهم واجتناب مجالسهم والقائلين به .

الثالث : موقف داود بن علي الظاهري ؛ الذى قال عن القرآن قولته المشهورة : " القرآن محدث " وقال : " أما الذى فى اللوح المحفوظ فغير مخلوق ، وأما الذى هو من الناس فمخلوق " .
وهاتان القولتان من مغالطات داود ؛ كذلك قوله : " لفظى بالقرآن مخلوق " فيجب الحذر وهجران القائلين بهذا .

الرابع : موقف جمهور أهل الحديث ؛ كالإمام أحمد وابن راهوية والبخاري وأبى ثور وغير واحد منهم ، منعوا الخوض من الكلام فى مسألة اللفظية أصلا ؛ لأنها قولة بدعة مستحدثة لم يعهد بها السلف ؛ ولالتباسها ، فقالوا ببدعية الفرقتين :
١- من قالت : ( لفظى بالقرآن مخلوق ) .
٢- ومن قالت : ( لفظى بالقرآن غير مخلوق ) .
واشتد ردودهم على من قال : ( لفظى بالقرآن مخلوق ) خشية التذرع بهذا التلبس إلى إرادة القول بخلق القرآن ، فكانوا شديدى الحذر من حيل ومداخل الجهمية ، ويبينوا أن أفعال العباد مخلوقة تبعا لأصل خلقهم ، وقد ألف البخاري فى ذلك كتابا باسم ( خلق أفعال العباد ) .
ولذلك يجب كراهة التكلم فى مسألة اللفظية أصلا .

الخامس : موقف جماعة من أهل الحديث : صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ؛ إرادة منهم أن القرآن غير مخلوق ، ردا على الجهمية ، فكأنهم قالوا ذلك تباعا لأصول أهل السنة والجماعة فى التصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ؛ فقالوا – خطأ منهم – بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، فقد وقع فى هذا شرذمة من أهل الحديث مع التزامهم بأصول السنة .
ثم مرادهم فى ذلك صوت القارئ للقرآن ؛ لأن أفعال العباد مخلوقة عندهم ، وإن كان قد وجد فى المتأخرين من أدخل أفعال العباد فيه ، فرد عليهم الأئمة كالبخاري وابن إسحاق المروزي .

السادس : موقف أبى الحسن الأشعري وبعض أتباعه ممن تأثروا بطريقته كأبى بكر بن الطيب والقاضى أبى يعلى .
وهؤلاء فهموا فى مسألة اللفظ معنى آخر غير ما وضعت له المبتدعة من كلامهم ، وقالوا أن سبب كراهة ابن حنبل فى اللفظ لإفادة اللفظ الطرح والرمي ؛ فلا يحسن ذلك فى حق الله تعالى .

السابع : موقف جماعة قالوا أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة ، وأن أسماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله ، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ ، كما سمعه موسى بن عمران من الرب عز وجل .
فكعادة المبتدعة ؛ الاتفاق فى الابتداع ، ثم الاختلاف والتعارض فى الالتزام بدقائق بدعتهم ، فمن هؤلاء من ذهب إلى القول بأن الرب حلّ فى العبد ، والقائل بأنه ظهر فيه ولم يحل فيه ، وآخرون إلى أن الصوت المسموع قديم غير مخلوق ، وبعض الآخر إلى القول أنه يسمع منه صوتا مخلوقا وغير مخلوق .
فلا يخفى على ذى حجة وبصيرة سخافة هذه المزعومة وبطلانها .

ج٣/ قال سبحانه : { وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } والحق يظهر بمكافحة أهل الحق الباطل بالحجج والبراهين الساطعة من منهل الكتاب والسنة ، فإذا رام المرء مكافحة الباطل بغير الكتاب والسنة ، وانتهج غير منهج أهل السنة لم يجد شيئا ، ومن ثم تنزلق قدماه فيقع فى مستنقع الهلكة ، وهذا ما حصل لابن كلاب ؛ حيث أراد نصرة السنة والذب عنها زعائم المبتدعة من المعتزلة والجهمية ، فلم يلتزم أصول منهج السنة فى الاحتجاج والمناظرة ؛ ذلك لقلة حظه فى الحديث ، ومن ثم كانت فيه نزعة كلامية ، فأدى به إلى مسالمة المبتدعة فى بعض أصولهم ، فأتى ببدعة القول بأن القرآن حكاية عن كلام الله ، وكلام الله معنى نفسي ليس فيه حروف ولا أصوات ، وجبريل عليه السلام هو الحاكى عما فى نفس الله ، ويسمعه النبي صلى الله عليه وسلم.
فلا يخفى مخالفة هذا القول لنصوص الكتاب والسنة الصريحة وما عليه سلف الأمة .
وقد اشتهرا بمناظرته لبعض أكابر المعتزلة وإقحامهم ، فاغتر بذلك مما أدى إلى تصنيفه الكتب فى الرد على المعتزلة ، واجتهد فى ذلك اجتهادا كبيرا ، فاشتهر ردوده وذاعت صيته ، وظن بذلك أنه قد نصر السنة ، فاشتهر ذكره وأعجب به بعض متغايظى المعتزلة فأشادوا بذكائه وبراعته فى المجادلة ، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها .
وأما عن موقف أئمة السنة منه ؛ فقد أنكر أئمة أهل السنة والجماعة عليه انكارا شديدا مما دل على رفضهم لمزعومه .

ج٤/ مرت بالأمة فتن ومحن قاسوا شدائدها ، انتهك منها الأعراض وسفكت من أجلها الدماء وافترقت وحدة الأمة وكلمتها بسببها ، وكانت فتنة اللفظ من أعظم وأخطر الفتن من ذى قبل ؛ إذ لم يتأثر فى أهل الحديث سواها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، حيث فتنت المبتدعة بذلك من لم يفطن لحيلهم ومداخلهم الخبيثة الخديعة .
فقول الكرابيسي : ( أقول : " إن القرآن كلام الله غير مخلوق فى كل الجهات ، إلا أن لفظى به مخلوق ، ومن لم يقل لفظى بالقرآن مخلوق فهو كافر ) . هذا القول فيه التباس ؛ حيث لم يقصد به إلا القول بخلق القرآن ، وقد نفى ذلك فى أول كلامه ليخدع به ؛ فجمع بين القول بنفي خلق القرآن والقول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق .
فمسألة اللفظ جاءت للتلبيس على الأمة إيمانهم فى القرآن ؛ فقول القائل : " لفظى بالقرآن مخلوق " قد يريد به ملفوظه وهو القرآن – كلام الله – الذى تلفظ به ، فيكون موافقا للجهمية القائلين بخلق القرآن .
وقد يريد به فعل العبد الذى هو القراءة والتلفظ بالقرآن ؛ لأن اللفظ فى اللغة يأتى اسما ومصدرا ، فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ ، والمصدر هو التلفظ ، ومن ثم يتفرع من هذين الاحتمالين احتمالات أخرى كانت هي سبب اختلاف الناس فى تأويل قول المبتدعة ( لفظى بالقرآن مخلوق ) فاحتيج إلى التوضيح وبيان الغامض والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ؛ لأن الجهمية سروا بهذه المقولة فقالوا : ( ألفاظنا بالقرآن مخلوقة أو القرآن بألفاظنا مخلوق ) ، والقصد من وراء ذلك القول بأن القرآن مخلوق ، لكن القول باللفظ أيسر إلى الإدراك منه وأقرب إلى قبول العامة من التصريح لهم ، فتستروا به وانخدع بهم خلق كثير .
ج٥/ وأما سبب شهرة أبى الحين الأشعري ؛ فهو ممن أعجبوا بطريقة ابن كلاب فى الرد على المعتزلة واقحام أكابرهم بأساليب كلامية وحجج منطقية ؛ ولذلك لما اغتاظ أبو الحسن من المعتزلة بعدما تبين له الحق من فساد معتقدهم وتمويههم على الأمة ؛ أعلن توبته للناس من المعتزلة والتزامه قول أهل السنة ، وعزم على نصرة السنة والرد على المعتزلة ؛ لكنه قليل الحظ بعلوم السنة ، بصيرا فى علم الكلام وعلل المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم ، فيلك طريقة ابن كلاب لقربه من فهمه وإدراكه ، وكان يرى أن ن كلاب متكلم السنة والمحاط عنهم ، فاجتهد فى الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخباره وردوده واقحامه لعدد من أكابر المعتزلة ، ثم استدرك على ابن كلاب فى طريقته ، وهو يظن أنه ينصر السنة المحضة ؛ لتعظيمه بعض الناس ، وعدوه منافحا عن السنة ومبطلا لقول خصول أهل السنة من المعتزلة .
وأبو الحسن الأشعري أقرب إلى السنة من المعتزلة ، وكتابة " الإبانة " الذى ألفه فى آخر حياته أكبر شاهد على رجوعه ؛ إذ ذكر فيه رجوعه عن الطريقة الكلامية ، والتزامه قول أهل الحديث ، وإن كان قد صدر منه بعض الأخطاء فى فهم بعض المسائل ، ظن أنه واقف السنة فيها وهو مخالف لهم ، كمسألة الاستطاعة وغيرها ...

وأما القول عن موقف أهل السنة منه ؛ فقد قال إمام أهل السنة والجماعة ، الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : ( لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة ، فإنه لا يؤول أمره إلى خير ) .
وقال أبو محمد البربهاري : ( احذر صغار المحدثات من الأمور ، فإن صغار البدع تعود كبارا ) .
والبربهاري هذا أنكر على أبى الحسن الأشعري طريقته فى الرد على المعتزلة .

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 ذو القعدة 1438هـ/29-07-2017م, 01:50 PM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن ( القسم الثالث )
المجموعة الأولى :
س١/ ما حكم من وقف فى القرآن ؟
س٢/ أعرض بإيجاز اختلاف الموقف فى مسألة اللفظ .
س٣/ ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب ؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه ؟
س٤/ بين خطر فتنة اللفظية .
س٥/ ما سبب شهرة أبى الحسن الأشعري ؟ وما موقف أهل السنة منه ؟
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ج١/ المواقفة ثلاثة :
الأولى : من سكتوا عن القول بخلق القرآن مع اعتقادهم بخلقه ، وهم الجهمية ، وأبرز صفاتهم تعاطى علم الكلام والجدل والخوض فى الخصومة ، فهؤلاء القطع عليهم بالكفر ؛ لتسترهم خلاف ما يظهرون من معتقدهم فى القرآن .
ويلحق بهم من سكتوا عن القول بخلق القرآن ، لا هم قالوا به ولا هم أنكروا على القائلين به ، وكانوا معروفين بتعاطى علم الكلام والجدل ، فهؤلاء جهمية أيضا ويحكم بكفرهم ؛ لفساد معتقدهم .

الثانية : الواقف المتردد الشاك ، لا هو قال بخلق القرآن ولا هو غير مخلوق ؛ لغلبة الريب على أمره ؛ فهؤلاء صنفان :
١- الواقف العامي الجاهل ؛ فهؤلاء يلزمهم سؤال أهل العلم بالدين الحنيف وليتعلموا منهم ليهتدوا إلى رشدهم ويرفعوا الأمية عنهم ، ويلزمهم الإيمان والتصديق بالقرآن بعدما تبين لهم الحق ، فإن هم أبوا وأصروا على الوقف حكم بكفرهم ؛ لأنه لا سبيل إلى الشك بعد ما تبين الحق من الزيغ .

٢- الواقف الجهمي : قال الإمام أحمد فيهم : (( من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي )) والجهمية كفرة .

الثالثة : فهم الواقفة من أصحاب الحديث ، ومعتقدهم فى القرآن أنه كلام الله غير مخلوق ، ولا يصرحون بذلك لدعوى أن السلف لم يعهدوها فكيف يقولون بها ؟! فهؤلاء النكارة عليهم والحذر منهم وهجرانهم .

ج٢/ مسألة اللفظ من المسائل التى ولدتها فتنة القول بخلق القرآن ، والمواقف فيها كالآتية :-
الأول : موقف الجهمية المتسترة ؛ القائلون باللفظ سرا كالجهمية المواقفة ؛ حيث سكتوا عن القول بخلق القرآن مع الاعتقاد به ، وهؤلاء يفرحون باتخاذهم هذه النحلة لخفة شناعته عليهم لدى العامة ؛ وأنها أقرب إلى استمالة العامة إليهم ؛ فإذا تحققت الاستمالة نفذت الغرض .
فيجب الحذر والتحذير منهم ؛ لأنهم من الجهمية .

الثانى : مواقف جماعة يتعاطون علم الكلام ، وفيهم نزعة جهمية ؛ وإن لم يكن كلامهم جار مجرى الأصول الجهمية ، والذى تولى كبر هذه النحلة الشراك من أهل الشام ، فقال : " إن القرآن كلام الله ، فإذا تلفظنا به صار مخلوقا " وهذا نظير قول الجهمية عند التحقق .
وهؤلاء يجب الحذر منهم واجتناب مجالسهم والقائلين به .

الثالث : موقف داود بن علي الظاهري ؛ الذى قال عن القرآن قولته المشهورة : " القرآن محدث " وقال : " أما الذى فى اللوح المحفوظ فغير مخلوق ، وأما الذى هو من الناس فمخلوق " .
وهاتان القولتان من مغالطات داود ؛ كذلك قوله : " لفظى بالقرآن مخلوق " فيجب الحذر وهجران القائلين بهذا .

الرابع : موقف جمهور أهل الحديث ؛ كالإمام أحمد وابن راهوية والبخاري وأبى ثور وغير واحد منهم ، منعوا الخوض من الكلام فى مسألة اللفظية أصلا ؛ لأنها قولة بدعة مستحدثة لم يعهد بها السلف ؛ ولالتباسها ، فقالوا ببدعية الفرقتين :
١- من قالت : ( لفظى بالقرآن مخلوق ) .
٢- ومن قالت : ( لفظى بالقرآن غير مخلوق ) .
واشتد ردودهم على من قال : ( لفظى بالقرآن مخلوق ) خشية التذرع بهذا التلبس إلى إرادة القول بخلق القرآن ، فكانوا شديدى الحذر من حيل ومداخل الجهمية ، ويبينوا أن أفعال العباد مخلوقة تبعا لأصل خلقهم ، وقد ألف البخاري فى ذلك كتابا باسم ( خلق أفعال العباد ) .
ولذلك يجب كراهة التكلم فى مسألة اللفظية أصلا .

الخامس : موقف جماعة من أهل الحديث : صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ؛ إرادة منهم أن القرآن غير مخلوق ، ردا على الجهمية ، فكأنهم قالوا ذلك تباعا لأصول أهل السنة والجماعة فى التصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ؛ فقالوا – خطأ منهم – بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، فقد وقع فى هذا شرذمة من أهل الحديث مع التزامهم بأصول السنة .
ثم مرادهم فى ذلك صوت القارئ للقرآن ؛ لأن أفعال العباد مخلوقة عندهم ، وإن كان قد وجد فى المتأخرين من أدخل أفعال العباد فيه ، فرد عليهم الأئمة كالبخاري وابن إسحاق المروزي .

السادس : موقف أبى الحسن الأشعري وبعض أتباعه ممن تأثروا بطريقته كأبى بكر بن الطيب والقاضى أبى يعلى .
وهؤلاء فهموا فى مسألة اللفظ معنى آخر غير ما وضعت له المبتدعة من كلامهم ، وقالوا أن سبب كراهة ابن حنبل فى اللفظ لإفادة اللفظ الطرح والرمي ؛ فلا يحسن ذلك فى حق الله تعالى .

السابع : موقف جماعة قالوا أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة ، وأن أسماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله ، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ ، كما سمعه موسى بن عمران من الرب عز وجل .
فكعادة المبتدعة ؛ الاتفاق فى الابتداع ، ثم الاختلاف والتعارض فى الالتزام بدقائق بدعتهم ، فمن هؤلاء من ذهب إلى القول بأن الرب حلّ فى العبد ، والقائل بأنه ظهر فيه ولم يحل فيه ، وآخرون إلى أن الصوت المسموع قديم غير مخلوق ، وبعض الآخر إلى القول أنه يسمع منه صوتا مخلوقا وغير مخلوق .
فلا يخفى على ذى حجة وبصيرة سخافة هذه المزعومة وبطلانها .

ج٣/ قال سبحانه : { وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } والحق يظهر بمكافحة أهل الحق الباطل بالحجج والبراهين الساطعة من منهل الكتاب والسنة ، فإذا رام المرء مكافحة الباطل بغير الكتاب والسنة ، وانتهج غير منهج أهل السنة لم يجد شيئا ، ومن ثم تنزلق قدماه فيقع فى مستنقع الهلكة ، وهذا ما حصل لابن كلاب ؛ حيث أراد نصرة السنة والذب عنها زعائم المبتدعة من المعتزلة والجهمية ، فلم يلتزم أصول منهج السنة فى الاحتجاج والمناظرة ؛ ذلك لقلة حظه فى الحديث ، ومن ثم كانت فيه نزعة كلامية ، فأدى به إلى مسالمة المبتدعة فى بعض أصولهم ، فأتى ببدعة القول بأن القرآن حكاية عن كلام الله ، وكلام الله معنى نفسي ليس فيه حروف ولا أصوات ، وجبريل عليه السلام هو الحاكى عما فى نفس الله ، ويسمعه النبي صلى الله عليه وسلم.
فلا يخفى مخالفة هذا القول لنصوص الكتاب والسنة الصريحة وما عليه سلف الأمة .
وقد اشتهرا بمناظرته لبعض أكابر المعتزلة وإقحامهم ، فاغتر بذلك مما أدى إلى تصنيفه الكتب فى الرد على المعتزلة ، واجتهد فى ذلك اجتهادا كبيرا ، فاشتهر ردوده وذاعت صيته ، وظن بذلك أنه قد نصر السنة ، فاشتهر ذكره وأعجب به بعض متغايظى المعتزلة فأشادوا بذكائه وبراعته فى المجادلة ، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها .
وأما عن موقف أئمة السنة منه ؛ فقد أنكر أئمة أهل السنة والجماعة عليه انكارا شديدا مما دل على رفضهم لمزعومه .

ج٤/ مرت بالأمة فتن ومحن قاسوا شدائدها ، انتهك منها الأعراض وسفكت من أجلها الدماء وافترقت وحدة الأمة وكلمتها بسببها ، وكانت فتنة اللفظ من أعظم وأخطر الفتن من ذى قبل ؛ إذ لم يتأثر فى أهل الحديث سواها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، حيث فتنت المبتدعة بذلك من لم يفطن لحيلهم ومداخلهم الخبيثة الخديعة .
فقول الكرابيسي : ( أقول : " إن القرآن كلام الله غير مخلوق فى كل الجهات ، إلا أن لفظى به مخلوق ، ومن لم يقل لفظى بالقرآن مخلوق فهو كافر ) . هذا القول فيه التباس ؛ حيث لم يقصد به إلا القول بخلق القرآن ، وقد نفى ذلك فى أول كلامه ليخدع به ؛ فجمع بين القول بنفي خلق القرآن والقول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق .
فمسألة اللفظ جاءت للتلبيس على الأمة إيمانهم فى القرآن ؛ فقول القائل : " لفظى بالقرآن مخلوق " قد يريد به ملفوظه وهو القرآن – كلام الله – الذى تلفظ به ، فيكون موافقا للجهمية القائلين بخلق القرآن .
وقد يريد به فعل العبد الذى هو القراءة والتلفظ بالقرآن ؛ لأن اللفظ فى اللغة يأتى اسما ومصدرا ، فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ ، والمصدر هو التلفظ ، ومن ثم يتفرع من هذين الاحتمالين احتمالات أخرى كانت هي سبب اختلاف الناس فى تأويل قول المبتدعة ( لفظى بالقرآن مخلوق ) فاحتيج إلى التوضيح وبيان الغامض والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ؛ لأن الجهمية سروا بهذه المقولة فقالوا : ( ألفاظنا بالقرآن مخلوقة أو القرآن بألفاظنا مخلوق ) ، والقصد من وراء ذلك القول بأن القرآن مخلوق ، لكن القول باللفظ أيسر إلى الإدراك منه وأقرب إلى قبول العامة من التصريح لهم ، فتستروا به وانخدع بهم خلق كثير .
ج٥/ وأما سبب شهرة أبى الحين الأشعري ؛ فهو ممن أعجبوا بطريقة ابن كلاب فى الرد على المعتزلة واقحام أكابرهم بأساليب كلامية وحجج منطقية ؛ ولذلك لما اغتاظ أبو الحسن من المعتزلة بعدما تبين له الحق من فساد معتقدهم وتمويههم على الأمة ؛ أعلن توبته للناس من المعتزلة والتزامه قول أهل السنة ، وعزم على نصرة السنة والرد على المعتزلة ؛ لكنه قليل الحظ بعلوم السنة ، بصيرا فى علم الكلام وعلل المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم ، فيلك طريقة ابن كلاب لقربه من فهمه وإدراكه ، وكان يرى أن ن كلاب متكلم السنة والمحاط عنهم ، فاجتهد فى الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخباره وردوده واقحامه لعدد من أكابر المعتزلة ، ثم استدرك على ابن كلاب فى طريقته ، وهو يظن أنه ينصر السنة المحضة ؛ لتعظيمه بعض الناس ، وعدوه منافحا عن السنة ومبطلا لقول خصول أهل السنة من المعتزلة .
وأبو الحسن الأشعري أقرب إلى السنة من المعتزلة ، وكتابة " الإبانة " الذى ألفه فى آخر حياته أكبر شاهد على رجوعه ؛ إذ ذكر فيه رجوعه عن الطريقة الكلامية ، والتزامه قول أهل الحديث ، وإن كان قد صدر منه بعض الأخطاء فى فهم بعض المسائل ، ظن أنه واقف السنة فيها وهو مخالف لهم ، كمسألة الاستطاعة وغيرها ...

وأما القول عن موقف أهل السنة منه ؛ فقد قال إمام أهل السنة والجماعة ، الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : ( لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة ، فإنه لا يؤول أمره إلى خير ) .
وقال أبو محمد البربهاري : ( احذر صغار المحدثات من الأمور ، فإن صغار البدع تعود كبارا ) .
والبربهاري هذا أنكر على أبى الحسن الأشعري طريقته فى الرد على المعتزلة .

ج٦/ من أهم ما استفدته من خلال دراستى لمسائل الإيمان بالقرآن :
١- وجوب الإيمان بالقرآن من كل الوجوه ، وأنه كلام الله بحروفه ومعانيه ، وأنه أوحاه الله إلى جبريل عليه السلام ، وأوحاه جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

٢- وجوب الإعتبار بأمثال القرآن وأخباره والتبصر بها ، ثم الاتعاظ بمواعظه ، وأن الله تعالى لم يضرب المثل فى القرآن إلا للتبصر بها .

٣- اثبات صفة الكلام لله تعالى بالأدلة القطعية من الكتاب والسنة .

٤- التعرف على مواقف أهل السنة والجماعة وعقائدهم فى القرآن ، وما لاقوه فى سبيل ذلك من الأذى ، وطريقتهم فى الرد على شبه المخافين والمبتدعة .

٥- التعرف على معتقد أهل الزيغ والمبتدعة فى القرآن ومداخلهم ومعطياتهم .

٦- الوقوف على تاريخ الأمة وما مرت بهم من المحن ، وما نشبت فيهم من الفتن .

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 ذو القعدة 1438هـ/29-07-2017م, 06:03 PM
معاذ المحاسنة معاذ المحاسنة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 66
افتراضي

المجموعة الأولى :

السؤال الأول :

الواقفة في القرآن :هم من يقولون أن القرآن هو كلام الله تعالى و يسكتون، و لا يقولون هو مخلوق أم غير مخلوق و هم على ثلاثة أصناف :
1-طائفة من الجهمية يستترون بالوقف و هم واقعياً يقولون بخلق القرآن و يدعون إلى مقاتلتهم هذه، و ينكرون بأن القرآن غير مخلوق. و هذه الطائفة أهل خداع، و لهم شر كبير على العامة و شرهم أخطر من الذين يقولون بخلق القرآن، لأنهم يستدرجون العامة و يشككونهم بكلام الله تعالى، فلا يدري العامة أن القرآن مخلوق أم غير مخلوق، و لهذا أنكر الإمام أحمد رحمه الله تعالى على هؤلاء القوم فكرهم و حذر منهم.
2- قوم يقفون شكا و ترددا في مسألة خلق القرآن، و هذه الجماعة لم تصل للإيمان الحق بكلام الله تعالى، لأن الإيمان يتطلب التصديق، و الشك عكس التصديق، و من يملك الشك فليس بمؤمن. و يعذر من هؤلاء الجماعة الجهال، بسبب جهلهم، و يعذر من إعترضته شبهة إلى أن تقوم عليه الحجة.
3- قوم من أهل الحديث، يقولون أن كلام الله غير مخلوق، و قالوا أن القول بخلق القرآن محدث،و قالوا بأن القرآن غير مخلوق و لا مخلوق، و قالوا بالبقاء على ما كان عليه السلف رحمهم الله تعالى قبل هذا القول بخلق القرآن، و لكنهم إرتكبوا خطأ في ذلك، و ذلك قالوا بالوقف. و كان الإمام أحمد رحمه الله تعالى شديداً على من يقول بالوقف من المحدثين، و أمر بهجرهم لعدة أسباب منها :
أ- أنهم يمهدون السبل أمام أهل الأهواء من أجل بث و نشر معتقداتهم الباطلة. ب- لإنهم يشككون العامة بكلام الله تعالى.

السؤال الثاني :

إنتشرت بدعة اللفظ في زمن الإمام أحمد رحمه الله تعالى، و إنتشرت بشكلٍ كبير، و بقيت بعد عصره عدة قرون، و قد إختلفت المواقف منها إختلافا كثيراً، و كان لكل جماعة فهمها الخاص، و كانت المواقف منها كالتالي :
1- موقف الجهمية :التي كانت تتستر باللفظ، و هم من يقولون بخلق القرآن و تستروا باللفظ.
2- جماعة خاضوا في علم الكلام، و تأثروا بأقوال الجهمية، و لكن كلامهم لا يوافق أصول الجهمية.
3- موقف داوود بن خلف الأصبهاني الظاهري، الذي قال: أن القرآن الذي في اللوح المحفوظ فهو غير مخلوق، و أما القرآن الذي بين أيدي الناس فهو مخلوق، و لم يسبقه أحد إلى مقالته هذه.
4- موقف أهل الحديث أمثال الإمام أحمد و إسحاق بن راهويه و أبو ثور رحمهم الله جميعا. و هؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقا، بسبب إلتباسه، و قالوا ببدعة من قال: ( لفظي بالقرآن غير مخلوق)، و إشتدوا أكثر على من قال ببدعة: ( لفظي بالقرآن مخلوق)، خوفا من التذرع بهذا القول إلى إرادة القول بخلق القرآن.
5- جماعة من أهل الحديث قالوا صراحة: أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، و أرادوا بقولهم أن القرآن غير مخلوق، و لكنهم أخطؤوا في إستعمال هذه العبارة. و ملخص عبارتهم كما قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى: أن القرآن غير مخلوق، و لكن أفعال العباد مخلوقة.
6- موقف أبي الحسن الأشعري و بعض أتباعه المتأثرين بطريقته و قالوا: أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى قد كره الكلام باللفظ لأن معنى اللفظ الطرح و الرمي، و هذا لا يليق بحق القرآن الكريم.
7- مجموعة من الطوائف زعموا: أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقه، و أن السماع لقراءة القارئ هي سماع من الله مباشرة، و قد إختلفوا في مسألة السماع على عدة أقوال، فمنهم من قال :أن صوت الله يحل في العبد، و منهم من قال: أن صوت الله يظهر في العبد و لا يحل فيه، و قال أخرون: أن صوت الله لا يحل و لا يظهر في المخلوقات، و قالت طائفة منهم: أن صوت الله المسموع قديم غير مخلوق، و قالت أخرى: يسمع من الله صوتان أحدهما مخلوق، و الآخر غير مخلوق.

السؤال الثالث :

كان أهل السنة والجماعة يردون على المعتزلة و غيرهم من أهل الأهواء بالكتاب والسنة النبوية الشريفة، إلى أن ظهر في عهد الإمام أحمد رحمه الله تعالى طائفة من أهل السنة أرادوا الدفاع عن معتقد أهل السنة والجماعة، و لكنهم إستخدموا الحجج المنطقية و طرق الكلام في الرد على خصومهم، فوقعوا في بدع أخرى، و قالوا بأقوال محدثة فيها مخالفة لمنهاج أهل السنة والجماعة. و كان من هؤلاء النفر، أبا محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب البصري، و كان معاصرا للإمام أحمد، و أراد الرد على المعتزلة و أهل الكلام بنفس منهجهم، لكن هذا قاده إلى التسليم ببعض معتقدات المعتزلة الفاسدة المخالفة لأهل السنة، و لكنه في نفس الوقت تمكن من الرد على بعض مقالاتهم الفاسدة، و إحراج كثيراً من زعمائهم، و قاده هذا كله إلى الشهرة و الغرور.
لكن إبن كلاب كان مقصرا في معرفة علوم أهل السنة والجماعة، و أخطئ حين سلك طريق المتكلمين و أهل المنطق في الرد على شبهات أهل الأهواء و البدع و الضلال و كان نتيجة ذلك ما يلي :
1- سلم للمعتزلة ببعض أصولهم الفاسدة. 2- خرج بقول محدث بين قول أهل السنة و قول المعتزلة، و هو أن القرآن هو عبارة عن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله، و أنه ليس بحرف و لا بصوت، و لا يتجزأ و لا يتباعض و لا يتفاعل. 3- أحدث أقوالا ، لم تكن معروفة عن السلف و أهل السنة، مثل أقواله المحدثة في صفات الله تعالى و الإيمان بالقدر.

السؤال الرابع :

ظهرت فتنة اللفظية بعد فتنة خلق القرآن الكريم، و كانت أشد خطراً من فتنة خلق القرآن الكريم، لأنها لبثت في الأمة عدة قرون، و حسين بن علي الكرابيسي أول من أشعل فتنة اللفظية، و قد ألف كتاباً إنتقص فيه من شأن بعض الصحابة رضي الله عنه، كقوله أن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه من الخوارج، و أيد الرافضة في بعض مواقفهم، و قلل من شأن بعض التابعين رحمهم الله تعالى.
و كانت مقالة الكرابيسي باللفظ بالقرآن مخلوق، أدى إلى فتنة عظيمة و ذلك لأن الناس كانوا بحاجة إلى معرفة الحق و رفع اللبس لا لزيارته.
و تكمن خطورة بدعة اللفظية كون هذه المسألة فيها تلبيس بين القول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق، أن يكون المراد به أن الملفوظ من كلام الله الذي يتلفظ به يكون مخلوقا، و هذا ما قالت به الجهمية الذين قالوا بخلق القرآن. و الوجه الآخر لهذا القول، أن يكون المراد به هي القراءة و التلاوة و التلفظ بالقرآن، لأن اللفظ في لغة العرب يأتي إسما و مصدراً، و يكون الإسم بمعنى الملفوظ، و المصدر بمعنى التلفظ. و بسبب هذا الإختلاف اللغوي، إختلف الناس في تأويل قول ( لفظي بالقرآن مخلوق) ، فهذه العبارة المجملة تحتمل كثيراً من المعاني، و لهذا السبب كانت خطورة هذه المقالة، لأن الناس كانوا بحاجة إلى التوضيح و التصريح بأن القرآن الكريم كلام الله غير المخلوق.

السؤال الخامس :
كان أبو الحسن الأشعري معتزليا في بداية عمره،و كان سبب إعتزاله أنه نشأ في بيت زوج أمه المعروف بأبي علي الجبائي، و كان الجبائي من رؤوس المعتزلة، و عندما بلغ أبو الحسن الأربعين من عمره، صعد المنبر، و أعلن توبته من مذهب الإعتزال و لزومه قول أهل السنة والجماعة. و كان أبو الحسن الأشعري على دراية بعلم الكلام و علل أقوال المعتزلة، و لكنه لم يكن متبحرا بعلوم أهل السنة والجماعة، فأعجب بطريقة إبن كلاب في الرد على المعتزلة، و أخذ بطريقة إبن كلاب لأنها كانت قريبة من فهمه و إدراكه، فستدرك على طريقة إبن كلاب، و إجتهد في الرد على المعتزلة، و لهذا السبب ذاع صيته و أشتهرت أخبار مناضراته و ردوده على أهل البدع و المقالات و على رأسهم المعتزلة، فعظمه الناس و إعتبروه المدافع و المنافح عن أهل السنة و أهلها، و مبطلا لمقالات أهل البدع و الأهواء المخالفين لأهل السنة والجماعة. و في أخر حياته، ألف كتابه ( التبانة) الذي إلتزام فيه طريقة و منهاج أهل السنة والجماعة، و لاختلاف مراحل حياته الفكرية، إختلف فيه أهل العلم من أهل السنة والجماعة إلى عدة أقوال :
1- طائفة من أهل العلم قالت: أن أبو الحسن الأشعري، قد رجع رجوعا صحيحاً إلى مذهب أهل السنة والجماعة.
2- طائفة من أهل العلم قالت: أن رجوع أبو الحسن الأشعري إلى مذهب أهل السنة والجماعة، كان رجوعا مجملا، و لم يخلو رجوعه من الأخطاء في مسائل الإعتقاد، و لهذا فأن كثيراً من أتباعه لم يتركوا منهجه في علم الكلام في الرد على المخالفين لهم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ذو القعدة 1438هـ/29-07-2017م, 07:15 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

المجموعة الأولى :
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
فتنه الوقف في القرآن : أي الذين يقلون كلام الله ، ويقفون ، فلا يقلون مخلوق او غير مخلوق ، وحكمهم أنهم أصناف ثلاثة :
1- طائفة من الجهمية ، يتسترون بالوقوف وإلا في الحقيقة هم يقولون بخلق القرآن ، ومنهم ابن الثلجي في بغداد ، زمن الامام أحمد بن حنبل ، وقد كفرهم الامام لانهم يشكلون في القرآن ، أمخلوق أم لا زمنهم ابن المعدل في البصرة.
2- الذين يقوفون شكا وترددا فا يقولون مخلوق أو غير مخلوق لشكهم وهذا يخالف التصديق الواجب بالقرآن الكريم الذي هو كلام الله وكلامه صفة من صفاته وصفاته غير مخلوقه.
3- طائفة من أهل الحديث ، قالو بالوقوف وقد أمر الامام بهجرهم ، لأن رأيهم يوطئ لأصحاب الهوى ، ويشكك العامة فإن حصل ذلك وجب البيان ، ومن أولئك مصعب الزبيري ، وبشر الكندي ، ومن قال بالوقوف : من المحدثين يحذر منه ويهجر حتى يرجع عن قوله.
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
1- موقف الجهمية المتستره باللفظ ، فمن قال : لفظي بالقران مخلوق وهو انحراف وكفر ،
2- موقف على رأسه " شراك " كان يقول القران كلام الله ، فاذا تلفظنا به كان مخلوقا .
3-موقف داوود الظاهري " قال " اما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق ، وأما الذي في ايدي الناس فمخلوق ، وقال القران : محدث ، اي مخلوق ، فنفوا صفة الكلام عن الله سبحانه .
4- جمهور أهل الحديث . الامام احمد البخاري منعوا الكلام في اللفظ لالتباسه، وبدعوا الاقوال السايقة ، وحذروا من حيل الجمهية في ذلك ، وقرروا ان افعال العباد مخلوقة
5- من اهل الحديث : قالوا : اللفظ بالقران غير مخلوق ، وهم يردون أن القران غير مخلوق ومنهم الذهلي شيخ البخاري ,
اختلاف الافهام في مسـألة اللفظ : وهي تتوقف على مراد القاتل ، حسب اللفظ وهل يراد به المصدر او المفعول ، وحسب التقسيم السابق يكون الحكم .
6- موقف الاشعري والباقلاني ، وان الامام أحمد كره الكلام في اللفظ لان معناه الطرح والرمي وهذا غير لائق . في حق القران .
7 - طوائف زعموا ان ألفاظ القراء بالقران غير مخلوقة ، واختلفوا بعد ذلك ، وهي أقوال مبتدعة ، وباطلة شرعا

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أراد أقوام الرد على المعتزلة في علم الكلام والانتصار لأهل السنة ، فوقعوا بأخطاء وأقوال محدثة ، ومنهم :
- ابن كلاب البصري ، جادل المعتزلة ، ولكن ذلك قاده للتسليم ببعض اصولهم الفاسدة ، مع انه نجح في بعض ردوده على المعتزلة وذاع صيته .
- ثم انه وافق المعتزلة في مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا ، وتفسيرهم لذلك يقتضي نفي الكلام عن الله سبحانه .
بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة فخرج بقول : ان القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وانه ليس بحرف ولا صوت ، ولا تجزأ ولا يتباعض ولا يتفاضل .
نفي ابن كلاب ما يتعلق بمشيئة الله وقدرته من الافعال وغيرها .
اختلاف الفرق في القرآن
أراد أقوام الرد على المعتزلة في علم الكلام والانتصار لأهل السنة ، فوقعوا بأخطاء وأقوال محدثة ، ومنهم :
- ابن كلاب البصري ، جادل المعتزلة ، ولكن ذلك قاده للتسليم ببعض اصولهم الفاسدة ، مع انه نجح في بعض ردوده على المعتزلة وذاع صيته .
- ثم انه وافق المعتزلة في مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا ، وتفسيرهم لذلك يقتضي نفي الكلام عن الله سبحانه .
بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة فخرج بقول : ان القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وانه ليس بحرف ولا صوت ، ولا تجزأ ولا يتباعض ولا يتفاضل .
نفي ابن كلاب ما يتعلق بمشيئة الله وقدرته من الافعال وغيرها .
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
ظهرت فتنة اللفظية في إطار فتنة القول بخلق القرآن ، واستمرت قرونا من الزمان ، وامتحن الناس بها .
أول من أشعل فتنة اللفظية : حسين الكرابيسي ، الذي ألف كتابا حط فيه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتصر فيه للخوارج والرافضة ، وحذر منه الامام أحمد بن حنبل ، فغضب من ذلك وقال : لفظي بالقرآن مخلوق ، وكان يريد الاثارة والفتنة ،
لابد من التنبة الى :
1- ان القران كلام الله غير مخلوق ، فالكلام ينسب الى من قاله ابتداء ، ولا ينسب الى قارئه ،
2- أن افعال العباد مخلوقة ، وكل ما يصدر عنهم مخلوق ، قال تعالى "والله خلقكم وما تعملون " ، وخالف القدرية فقالوا : العباد يخلقون أفعالهم بأنفسهم .
الخلاصة : أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وافعال العباد مخلوقة ثم جاءت مسألة التلبيس : لفظي بالقرآن مخلوق . فهو كلمة مجملة حمالة وجوه ، وقد فصل الامام احمد الجهمية الى 3 :
1- قالوا القران مخلوق " جمهور المعتزلة "
2- قالوا القران كلام الله ونسكت " الواقفة "
3- قالوا لفظنا بالقران مخلوق من اللفظية .
#بيان الامام احمد والبخاري في مسالة اللفظ بالقران :
-القران الكريم كلام الله " هو آيات بينات في صدور الذين آمنوا"
-والقراءة للقرآن فعل الخلق ، فاقرؤوا ما تيسر منه "
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
وأبو الحسن الأشعري عاش عند خاله الجبائي وتأثر به ، ثم إنه رشد وأدرك ضلالة المعتزلة ، وتاب من على المنبر عن الاعتزال ، وأراد الرد على المعتزلة على طريقة ابن كلاب لكن رجع آخر حياته وألف كتابه " الإبانة " :
# البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه :
أنكر على الأشعري طريقتة في الرد على المعتزلة

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 ذو القعدة 1438هـ/29-07-2017م, 10:10 PM
محمد انجاي محمد انجاي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 108
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
ج: الوقف في القرآن هو أن يقول القائل: القرآن كلام الله، ثم يقف ولا يزيد أهو مخلوق أم غير مخلوق.
وسبب وقوف بعض أهل الحديث يرجع إلى تأوّل تأوّلوه؛ وهو أن السلف كانوا يكتفون بقولهم: القرآن كلام الله، ولا يزيدون.
وهو يرون أن ذلك هو الأسلم للخروج من الخلاف.

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ يرجع إلى الكلمة نفسها، لأنها حمالة أوجه.
تحتمل أن تكون الكلمة مصدرا وتعني الحركة والأصوات من اللسان، وتحتمل أن تكون اسما مفعولا وتعني القرآن وهو الملفوظ.
فمن ذهب إلى المذهب الأول، رأى أن كلامه هو ولفظه وصوته هو المخلوق، وليس كلام الله.
ومن ذهب إلى المذهب الثاني رأى عكس ذلك.
فهذا هو سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
سبب محنته هو أنه كان له حلقة في نيسابور يعلم فيها، فسأله طالب عن مسألة اللفظ فأفتى بأن القرآن كلام الله، وأفعالنا مخلوقة. فنُقل كلامه على غير وجهه إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي، فمنع القاضي من مجالسته والحضور في حلقته.
وموقفه من المسألة واضح كما أوردناه؛ وهو أن القرآن كلام الله، ولفظنا وأصواتنا مخلوقة لأنها من أفعالنا، وأفعال العباد مخلوقة، وفي ذلك صنّف كتابه: "خلق أفعال العباد".
وكان البخاري -رحمه الله- شديد التحفظ عن الكلام في هذه المسألة، وكان يراها مسألة مشؤومة لما تلقّى فيها الإمام أحمد من الأذى والضرر في جسده.

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
ولدت فتنة اللفظية في كنف الكرابيسي، وذلك أن الإمام أحمد حذّر منه لما علم فيه من بدع وفتن، فبلغ ذلك الكرابيسي، فغضب وتنمر، ثم قال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.
وبهذا ظهرت هذه الفتنة في الأمة، وشاع صيتها، وقال بها طوائف من أهل البدع والأهواء.

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
خلاصة بيان أحمد والبخاري أن القرآن كلام الله وليس بمخلوق، وما سواه مخلوق، ويتجنبون الخوض في المسائل الغامضة.

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"

1 - أن الله يقيد من يحفظ له دينه في كل عصر من العصور.
2 - أن البدع مهما رفع شأنها فإن مصيرها الخمول.
3 - صدق وعد النبي صلى الله عليه وسلم بافتراق الأمّة إلى فرق كثيرة.
4 - أن الله يبتلي عباده المقرّبين أشدّ البلاء ليرفع درجتهم.
5 - العلم الصحيح المبني على الكتاب والسنة هو الآلة الوحيدة التي يمكن بها مقارعة حجج أهل الأهواء والبدع، وإبطال شبهاتهم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 01:40 AM
سلطان الفايز سلطان الفايز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 71
افتراضي

المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الوقفية هم الذين يقولون القرآن كلام الله ويقفون فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق .
وهم على ثلاثة أصناف :
1/ طائفة من الجهمية يستترون بالوقف وهم في حقيقة أمرهم يعتقدون أن القران مخلوق، فهؤلاء حكمهم حكم من قال بخلق القرآن ويحكم بكفرهم .
2/ الذين يقفون تردداً وشكاً فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكهم وعدم الجزم انه كلام الله، فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقتاً لأن الايمان يستلزم الجزم وعدم التردد إلا انه قد يعذر بالجهل من لم تقم عليه الحجة .
3/ طائفة من أهل الحديث قالوا بالوقف اجتهادا منهم وأخطؤوا بذلك وحجتهم أن هذا أمر محدث ولم يكن لسلفهم كلام فيه فيقولون نسكت كما سكتوا ، وفي الحقيقة أن سكوت من قبلهم قبل وقوع الفتنة واضطراب الناس فلابد من تبين الأمر، والسكوت يوهم بالموفقة على القول بخلق القران خصوصاً إذا كان من أهل العلم ويؤخذ بقوله ،ولذلك انكر الإمام حمد عليهم إنكاراً شديداً ..

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المستترة باللفظ فهؤلاء كمن تستر بالوقف للتلبيس على الناس فقد وجدوا بالقول باللفظ أخف شناعة من القول بخلق القرآن صراحتاً
الموقف الثاني :موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر بالجهمية ، وقالوا أن القران كلام الله فإذا تكلمنا به صار مخلوقاً وهذا القول شبه بقول الجهمية وقد انكر عليهم الإمام احمد ووصفهم بالجهمية .
الموقف الثالث :موقف دواود الظاهري إمام الظاهرية وقد جاء بقول لم يسبقه إليه أحد وهو(أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق) وقد اشتهر عنه أنه قال القرآن محدث ،ولاشك في بطلان هذا القول وهو كقول الجهمية وقد انكر عليه الإمام احمد وأمر بهجره .
الموقف الرابع : موقف الجمهور من اهل السنة كالإمام أحمد زاسحاق بن رهويه والبخاري ..فهؤلاء منعوا الكلام في الفظ مطلقاً للتباسبه وبدعوا الفرقين من قال اللفظ مخلوق ومن قال أنه غير مخلوق .
الموقف الخامس :موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا أن اللفظ في القرآن غير مخلوق وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق ، فأخطؤوا بهذه العبارة لانه يلتبس على الناس في مسألة خلق أفعال االعباد ...
الموقف السادس :موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ، وفهموا من منع الإمام أحمد الخوض في هذه المسألة ان المراد باللفظ هو الرمي والقذف وهذا غير لائق بكلام الله .
الموقف السابع :موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرأن غير مخلوقة ، وزعموا أن سماع القارئ يقرأ القرآن هو سماع مباشر من الله .. ولاشك في بدعت هذا القول وبطلانه .

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهور بدعة ابن كلاب أنه حاول الرد على المعتزله بطرقهم الكلامية وخالف أئمة أهل السنة في الرد عليهم ، حيث أنه سلم لهم ببعض أصولهم الفاسدة ،لكنه اشتهر بقوة حجته وافحامه لبعض علماء المعتزلة الكبار عندهم وهذا مما جعل له صيتاً عند الناس وتأثراً ببدعته ....فقد خرج بأقوال لم يسبق لها وخرج بقول بين السنة والمعتزلة .
_وموقف أهل السنة منه انهم أنكروا عليه طريقته في الرد على المعتزلة بطرقهم الكلامية وأن هذا يفضي به الى التسليم ببعض أصولهم الفاسدة وهذا ما حدث بالفعل وبل وكان فتة على الناس لظهوره بأقوال باطلة ولهذا حذر الإمام أحمد منه وكان شديدا في الرد عليه .

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
يتمثل خطر فتنة اللفظية في أنها فتنة مبهمة ومحتملة لدورانها بين أصلين مهمين هما 1/كلام الله 2/أفعال العباد
ولهذا توقف العلماء فيها وفتن فيها من فتن ،فعند القول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق قد يكون مراد القائل فيه أنه كلام الله ، وعندما يقول أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق قد يكون مراده فيه هو فعل العبد ؛فيصعب على العامة التفريق ويحصل اللبس وقد استغل الجهمية هذا ففتنوا بها العامة وجادلوا العلماء ...

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرة أبي الحسن الأشعري أنه كان في بداية عمره معتزلاً إلا أنه تبين له بطلان مذهب المعتزلة ومافيه من تناقضات فأعلن تركه لمذهبهم ودخوله مع أهل السنة ثم إنه قام بتبين مذهب المعتزلة والرد عليهم ونقض حججهم وشبههم حتى اشتهر عند الناس و عدوه منافحاً عن أهل السنة ... لكنه كان متبحراً في علم الكلام قليل البضاعة في علوم السنة وهذا ما كان سبباً في وقوعه في كثير من الأخطاء وأحدث أقوالاً في أصول الدين لم تعرف من قبل .. إلا انه نُقل عنه في كتابه الإبانه رجوعه في آخر حياته الى مذهب اهل السنة والجماعة
موقف اهل السنة منه : أنه اخطاء في مسائل كثيرة منها ماهو من اصول الدين وان سلوك طرق الكلام ليس منهجاً في الرد على المخالفين وأنه يودي بصاحبه الى اخطاء وتناقضات يصعب خروجه منه .
وأما رجوعه في آخر حياته فعده بعض أهل العلم رجوعاً صحيحا ً ومنهم من قال أنه رجوع مجمل لم يخل من أخطاء في مسائل الاعتقاد .
لكن اتباعه بقوا على طرقته وزادوا شيئاً فشيئا حتى عظمت فتنتهم
س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
1/ أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وهذا مذهب أهل السنة والجماعة .
2/ مسائل القرآن منها ماهو اعنقادي ومنها ماهو سلوكي .
3/ وجوب الإيمان بالقران وهو ركن من اركان الإيمان .
4/ فضل الإمام احمد بن حنبل في الثبات في محنة خلق القران
5/ شدة الفتن صعوبة الثبات فيها فلا ملجئ منها الإ بالعتصام بالله
6 / خطورة الطرق الكلامية والبدع وانها سبب للضلال
7/ ليس كل من ظهر صلاحه وقوة علمه أنه على حق
8 / فتنة الوقفيه ورد العلماء على من وقف في فتنة خلق القران ولم يثبت أنه كلام الله غير مخلوق ، وأن السكوت فيما يحتاج الى تبين ليس منهجاً ..
9 / فتنة اللفظية من دسائس المبتدعة والفرق بن خلق افعال العباد وكلام الله الذي يتلى

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 02:13 AM
مصطفى الراوي مصطفى الراوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 68
افتراضي

بسم الله وصلى الله على نبيه ومن ولاه
وبعد : اقول مستعينا بالله
المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟

هناك ثلاث اصناف من الواقفة وكل صنف له حكمه
فأما أصحاب القول الاول : الجهمية الذين يتسترون بالوقف ، فهؤلاء كفرهم الامام أحمد وغلظ عليهم وخاصة زعيمهم ابن الثلجي الذي كان من طلبة المريسي ، كما كفرهم كثير من علماء السلف ، وذلك أنهم يتسترون بالقول بالوقف ويستدرجون العامي ثم اذا استمالوه بثوا عليه شرورهم وبدعهم في القران وشككوه بالأسماء والصفات ، فاذا شك العامي في كون القران مخلوق او غير مخلوق وقع في فتنتهم والتزم قولهم .
عن يعقوب الدّورقيّ: سألت أحمد بن محمّد بن حنبلٍ، قلت: فهؤلاء الّذين يقولون: نقف ونقول كما في القرآن: كلام اللّه، ونسكت؟
قال: « هؤلاء شرٌّ من الجهميّة، إنّما يريدون رأي جهمٍ ».
وقال في رواية أخرى: « هم أشدّ تربيثًا على النّاس من الجهميّة، وهم يشكّكون النّاس، وذلك أنّ الجهميّة قد بان أمرهم، وهؤلاء إذا قالوا: "لا يتكلّم"؛ استمالوا العامّة، إنّما هذا يصير إلى قول الجهميّة »
قال شيخنا - حفظه الله – ملعقا على قول الامام احمد : (( والتربيث هنا التخذيل عن الحق والتعويق عن اتّباعه، وهو من أعمال المنافقين.)) ا.هـ

وخلاصة القول في هذا الصنف ان من كان متكلما ومجادلا في علم الكلام فهو جهمي .

الطائفة الثانية : هم من يقفون في القول بخلق القران شكا وترددا منهم
فهؤلاء لم يحصل لهم التصديق بل هم في شك ، وبذلك لم يدخلوا في الايمان ( الواجب ) لان الشك مناف للتصديق الواجب ، ومنهم من عرضت له شبهة فهؤلاء قد يعذرون لتأولهم الى أن تقوم عليه الحجة ، وهؤلاء الصنف أيضاً قد وردت آثار كثيرة عن السلف في تكفيرهم على تفريق بين العامي والمجادل والمتأول حتى يتبين له الحق وتزال شبهته وممن كفرهم الامام أحمد وابن الماجشون ، قال احمد : (( الواقفيّ لا تشكَّ في كفره ((، وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي )) ، قال شيخنا معلقا : (( وهاتان الروايتان تدلان على تفريق الإمام أحمد رحمه الله بين الواقف الجهمي والواقف العامّي )) أ.هـ . وقال ابن الماجشون : (( من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال: مخلوقٌ )) وغيرها من الاقوال المأثورة عن أحمد وغيره .
الطائفة الثالثة : طائفة من أهل الحديث قالوا بالوقف ومنهم من دعا إليه وهؤلاء ينكرون على من قال بخلق القران ولا يقولون به ، فهم يرون ان احداث القول بخلق القران او بعدم خلقه أمر حادث لا يجوز التكلم به بل يجب الامساك عنهم والاكتفاء بما كان عليه سلف الامة ممن قبلهم ، وهذا وان كان أمر حسن لكن بعد أن فشت الفتنة وقال الناس ما قالوا وخاضوا في هذه المسألة فحينها لا يحسن السكوت بل يجب البيان وتبيين موقف أهل السنة في هذه المسألة ، فمن سكت كان عونا للمعتزلة والشاكة والواقفة في التشكيك بكلام الله ويدل على ذلك ما رواه أبو داوود عن الامام احمد قال : سمعتُ أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟ ).

وممن نُسب إليه القول بالوقف من أهل الحديث: مصعب بن عبد الله الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي، وبشر بن الوليد الكندي، وعلي بن الجعد الجوهري، ويعقوب بن شيبة السدوسي.
وخلاصة القول في هذا الصنف ان السلف لم يكفروهم وعلى رأسهم الامام احمد ولكن عنفوهم وهجروهم ونهيَ الناس عن الاخذ منهم ومجالستهم الا ان يتوبوا ويرجوا
وقال المرّوذيّ: (لمّا أظهر يعقوب بن شيبة الوقف، حذّر منه أبو عبد الله، وأمر بهجرانه).
قال أبو داوود: ( سمعت أحمد -وذكر رجلين كانا وقفا في القرآن، ودعوا إليه فجعل يدعو عليهما- وقال لي: (هؤلاء فتنة عظيمة، وجعل يذكرهما بالمكروه).
وقال شيخنا : ((والمقصود أنّ من قال بالوقف من المحدّثين لشبهة عرضت له؛ كان يحذّرُ منه ويُهجرُ حتى يرجعَ عن قوله. )) ا.هـ
ويتبين من ذلك أن حكم الوقف بالقران لا يجوز بل يجب البيان وتبيان عقيدة السلف في القران وأنه لا يسع السكوت بعد انتشار الفتنة وقول من قال وخاض بها ، بل الحق والواجب البيان وكما هو مقرر عند العلماء من أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز . والله أعلم

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الاول : الجهمية المتسترة بهذا القول وهم نظير من تستر بالقول بالوقف
قال عبد الله بن الإمام أحمد : سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف» .

وقال عبد الله بن أحمد: سئل أبي، وأنا أسمع عن اللّفظيّة والواقفة، فقال: من كان منهم يحسن الكلام، فهو جهميٌّ.
وروى أبو القاسم اللالكائي عن أبي بكر الأسدي أنه قال: أتى قومٌ أبا مصعبٍ الزّهريّ؛ فقالوا: إنّ قبلنا ببغداد رجلًا يقول: لفظه بالقرآن مخلوقٌ.
فقال: (يا أهل العراق، ما يأتينا منكم هناه، ما ينبغي أن نتلقّى وجوهكم إلّا بالسّيوف، هذا كلامٌ نبطيٌّ خبيثٌ).

الموقف الثاني : موقف من خاض في علم الكلام وتأثر ببعض الجهمية وإن كانت اصولهم غير اصول الجهمية ورأس هذا الصنف الشّراك ،وهو القائل: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً ، وهذا صريح قول الجهمية عند التحقيق. وحين سُئل احمد عنه قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه».

الموقف الثالث : موقف داوود الاصبهاني رأس الظاهرية وامامهم وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
وقال ان القران محدث – والاحداث عند المعتزلة الخلق –
الموقف الرابع : موقف جمهور اهل الحديث كأحمد وإسحاق والبخاري وغيرهم فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
الموقف الخامس : موقف طائفة من اهل الحديث ممن صرحوا بان اللفظ بالقران غير مخلوق وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة
وممن نسب اليه القول به : محمد بن يحيى الذهلي قاضي نيسابور ، وأبو حاتم الرازي، والمصيصي قاضي أهل الثغر وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
وهؤلاء اهل سنة الا انهم اخطأوا بهذا اللفظ قال شيخ الاسلام : وكل هؤلاء من أهل العلم والسنة والحديث، وهم من أصحاب أحمد بن حنبل، ولهذا قال ابن قتيبة: إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ).
الموقف السادس : أبي الحسن وبعض أتباعه ومن تأثر به كالباقلاني وأبي يعلى وقالوا ان مراد احمد من اللفظ هو الطرح والرمي فكرهه احمد لذلك ، قال شيخ الاسلام عنهم : (( يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك ))
الموقف السابع : من زعم ان القران غير مخلق وان السامع للقران يسمع من الله مباشرة وليس الصوت صوت القارئ كما سمع موسى من الله ثم اختلفوا فقال بعضهم : أن صوت الرب حل بالعبد ، وقال اخرون : ظهر فيه ولم يحل فيه ، وآخرون قالوا : لم يحل ولم يظهر فيه , وآخرون قالوا : الصوت المسموع قديم غير مخلوق ، وقال اخرون : يسمع من القارئ صوتان مخلوق وغير مخلوق وكل هذه الاقوال باطلة حكاها شيخ الاسلام عنهم ثم قال: (وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا، ولكن ألجأ أصحابها إليها اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني، فإنه إذا قيل: سمعت زيدا وقيل: هذا كلام زيد، فإن هذا يقال على كلامه الذي - تكلم هو به بلفظه ومعناه، سواء كان مسموعا منه أو من المبلغ عنه مع العلم بالفرق بين الحالين، وأنه إذا سمع منه سمع بصوته، وإذا سمع من غيره سمع من ذلك المبلغ لا بصوت المتكلم، وإن كان اللفظ لفظ المتكلم، وقد يقال مع القرينة هذا كلام فلان، وإن ترجم عنه بلفظ آخر، كما حكى الله كلام من يحكي قوله من الأمم باللسان العربي، وإن كانوا إنما قالوا بلفظ [عبري] أو سرياني أو قبطي أو غير ذلك).

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

سب ظهور فتنة ابن كلاب ان اقوام ارادوا الرد على المعتزلة وأهل الكلام والجهمية من اصولهم وبالحجج العقلانية فنهاهم أئمة السلف وعلى رأسهم الامام احمد لكنهم لم ينتهوا فخرجوا باقوال محدثة واضلوا بذلك ، ومن هؤلاء ابن كلاب ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).
ومما وافقهم امتناع حلول الحوادث في الله عز وجل فاقتضى ذلك ان ينفي الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة ، وأمور اخرى في القدر وفي الصفات
وقد انكر اهل السنة عليه وعلى ما احدثه وحذروا من طريقته ، قال ابن خزيمة : (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
من اسباب خطورة هذه الفتنة انها تلبس على الناس فقولهم ( اللفظ بالقران مخلوق ) أو ( لفظي بالقران مخلوق ) فيه تلبيس بين امرين : أنه قد يريد باللفظ الملفوظ ( كلام الله ) فيوافق الجهمية ، وقد يريد به فعل العبد (التلفظ ) فهي محتملة لوجهين ولا نفع في ايرادها فهي تشكك العامة وكان بسبب ذلك نشوء اقوال وظهور فرق ومقالات مخالفة لما كان عليه اهل السنة بسبب تلك المقولة وما تحمله من تلبيس على الناس ، ولذلك فرحت الجهمية بذلك لانها اقل وطأ على العامي من التصريح بخلق القران فتستروا بها ، قال الامام احمد : ((افترقت الجهمية على ثلاث فرق: فرقة قالوا: القرآن مخلوق. وفرقة قالوا :كلام الله، وتسكت. وفرقة قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق).
فالفرقة الأولى هم جمهور المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن، وأظهروا هذا القول وأشهروه ودعوا إليه.
والفرقة الثانية هم الذين سُمّوا بالواقفة. والفرقة الثالثة هم اللفظية.))

ومما يبين خطر هذه الفتنة ما فعلته من فتنة وفرقة لاهل السنة وعلى رأس ذلك الامام البخاري وما وقعت له من محنة بسبب تلبيسهم واتهامهم له بهذا القول ، وكذلك ما جرى لاصحاب احمد بعده ، وكذلك لبعض اهل الحديث .
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
من اسباب شهرته انه كان متبحرا في علم الكلام وعالما بشبههم واصوالهم ويعود ذلك الى سبب نشأته في كنف زوج امه ونشأته على الاعتزال الى الاربعين من عمره ، وكذلك غيظه على المعتزلة بعد معرفة فساد منهجهم وتبرأه منه ولانهم اضاعوا عليه كثير من عمره في تلبيسهم وزخرفة اقوالهم وكذبهم على الناس ، فكان عازما على فضحهم والانتقام منهم ، وكذلك اعجابه بابن كلام وقرب طريقة ابن كلام لفهمه لانه على طريقة اهل الكلام في الرد على الجهمية والمعتزلة ، وكان ابو الحسن يرى ابن كلام متكلم اهل السنة فنهج نهجه وسار على طريقته وزاد فيها واستدرك عليه ، وكان قد اشتهر وبرع في افحام كثير من علماء المتكلمين حتى انهم كانوا يجانبوه ولا يحبون مناظرته فعظمه الناس لذلك وذاع صيته بين الناس .
ومع هذا كله فقد خالف اهل السنة ووقع في مخالفات خرج بها عما كان عليه فهم السلف لقلة بضاعته في السنة وكثرة في علمه بالكلام . مع انه الف اخر حياته كتاب الابانة وصرح فيه الى رجوعه الى عقيدة اهل السنة وعقيدة الامام احمد ، ولذلك اختلف اهل السنة في رجوعه هل هو رجوع صحيحا ام انه مجمل ـ قال شيخنا : ((وعلى كلّ حال فإنّ أتباعه بقوا على طريقته الأولى، بل زادوا في أخذهم بالطرق الكلامية، ولم يزل الانحراف يزداد شيئاً فشيئا حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد.)) وقال شيخ الاسلام ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"

1- خطورة الفتنة بخلق القران وانه ولولا أن حفظ الله هذا الدين برجال صدقٍ ثبتوا في هذه المحنة فثبت بثباتهم خلق من العامة؛ لقد كاد أن يطبق على هذا القول عامة الناس.
2- جرت حكمة الله بأن تُبتلى الفئة التي ثبتت في المحنة في أوّل الأمر بابتلاء آخر ؛ ويبتلى عامّة الناس بهم.
3- الشيخ اذا املى على طلابه فانه يحسن ان يعيد الطالب عليه ما كتبه وما نسبه اليه لأن لا يحمل الشيخ كلاما لا يريده أو لا يقصده وقد يكون مخالفا لمنهجه كما في مسألة ابي طالب مع الامام احمد
4- ان مخالفة اهل السنة ولو بمسألة واحدة فإنها تكون مثلبة بل وقد تكون مهلكة لصاحبها وبداية لنشوء فتنة وبدعة فإنه كما قال ابن تيمية: (وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.
وقال أبو محمّد البربهاري: (ت:328هـ): ( احذر صغار المحدثات من الأمور؛ فإن صغار البدع تعود كبارا).

5- ان كل صاحب كلام وقول محدث لا يؤول امره الى خير ، وان كل شر اتى على الامة في دينها انما كان من هذه العلوم التي لا نفع فيها ، قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).


هذا والله اعلم
فما كان صوبا فمن توفيقه ونعمته عليّ
وما أخطأت به فمني ومن الشيطان ... والله ورسوله منه براء
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 02:28 AM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

المجموعة الأولى .

1- ما حكم مَن وقف في القرآن ؟
- إنّ مَن وقف في القرآن على ثلاثة أصناف :
• الصنف الأول : طائفة من الجهمية يتستّرون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، لكنهم بظاهر قولهم يقولون بالوقف ويدعون إلى القول به، وينكرون على مَن يقول: القرآن غير مخلوق، وأهل هذا الصنف من الواقفة جهمية مخادعون؛ وفتنتهم على العامّة أشدّ من الجهميّة؛ ذلك لأن الجهميّة بان أمرهم، أما هؤلاء يشكّكونهم في كلام الله، لذلك اشتدّ إنكار الإمام أحمد على هؤلاء الوافقة وحكم عليهم بتكفيرهم والتحذير منهم .
• الصنف الثاني: هم الذين يقفون شكّاً وتردّداً، فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك، فهؤلاء يُعذَرون بسبب شبهتهم حتى تقوم عليهم الحجة، فالأصل أنّ الشكّ منافٍ للتصديق الواجب، إلّا أنّ الجاهل قد يُعذَر لجهله، فقد قال عبد الله بن الإمام أحمد : سُئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة؛ فقال: « من كان منهم جاهلاَ ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلّم »، فالعامّي الذي لم يدخل في علم الكلام ولم يجادل جدال أصحاب الأهواء؛ يُبَيّن له الحق ويُعلَّم، ويجب عليه الإيمان بأنّ القرآن كلام الله، فإن قَبِل واتّبع الحق قُبل منه، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكّاً في كلام الله بعد إقامة الحجة عليه؛ حُكِم بكفره.
• الصنف الثالث: هو طائفة من أهل الحديث، أنكروا على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق، ولا يقولون أنّه غير مخلوق، يقولون القرآن كلام الله و يسكتون، ومنهم مَن دعا إلى الوقف والقول، وهذا الصنف قد أنكر عليهم كبار الأئمة وهجروهم، كما أمر الإمام أحمد بهجرهم؛ لأنهم يوطئون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشكّكون العامّة في كلام الله.


2- اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ .
• الموقف الأول : موقف الجهمية، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستّرون باللفظ، وهؤلاء مِن أكثر مَن أشاع مسألة اللفظ، حيث كثُرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهميّة، قال عبد الله بن الإمام أحمد: « كل مَن يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي »، وقد كانت فتنة الجهميّة باللفظ فتنة عظيمة، فلذلك اشتدّ تحذير العلماء من هذه الفتنة، ومن مُخرجيها، وقال الإمام أحمد: ( إنّ اللفظية إنّما يدورون على كلام جهم، يزعمون أنّ جبريل إنّما جاء بشيء مخلوق إلى مخلوق )..، وقال جعفر بن أحمد: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول:«اللّفظيّة والواقفة زنادقةٌ عتقٌ»، وقال عبّاسٌ الدّوريّ: كان أحمد بن حنبلٍ يقول: «الواقفة واللّفظيّة جهميّةٌ »
• الموقف الثاني: موقف طائفة ممن تأثّر ببعض قول الجهمية وخاض في علم الكلام، وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهميّة، وكان يرأسهم الشرّاك وهو من أهل الشام؛ قال: إنّ القرآن كلام الله؛ فإذا تلفّظنا به صار مخلوقاً، وهذا قول الجهميّة،
وخاله عبد الكريم الصوفيّ وكان يُلقّب ب«عبدَك »، وكان صاحب كلام وتصوّف، وقد اشتهرت عنه وبدعة التحريم المطلق، كان يزعم أنّ كل ما في الدنيا حرام إلّا القوت، وخلط التصوّف بالتشيّع، وذُكِرَ عن محمد بن أسلم الطوسيّ أنّه قال: ( إنّ مَن قال: إنّ القرآن يكون مخلوقاً بالألفاظ فقد زعم أنّ القرآن مخلوق ).
• الموقف الثالث: موقف داوود بن خلف الأصبهاني الظاهري، رأس أهل الظاهر وإمامهم، وهو مَن ردّ القياس وادّعى الاستغتناء عنه بالظاهر،وهو من أصحاب حسين الكرابيسيّ، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فقد تفرّد بقولٍ في القرآن؛ قال:[ أما الذي في اللوح المحفوظ؛ فغير مخلوق. وأما الذي هو بين الناس فمخلوق ]، وكان داوود بن علي الظاهري ممن تكلّم باللفظ، لكنّه تأوّله على مذهبه في القرآن، فهجره الإمام أحمد، وأمر بمجانبته وهجره.
• الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث، كالإمام أحمد والبخاري وغيرهما، فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا مَن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ومَن قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ واشتدّوا على مَن قال هذا القول؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن.
• الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرّحوا بأنّ اللفظ في القرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وحصل التباس عليهم وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة، حتى إنّ منهم مَن نسب ذلك إلى الإمام أحمد، ولكن الإمام أحمد أنكر وتغيّظ عليه وأنّه رجع ذلك،
وممن نُسِب إليه هذا التصريح: محمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم الرازي، وأبو العلاء الهمذاني وغيرهم، وقد ذكر عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية أنّ هؤلاء يقولون: إنّ القرآن غير مخلوق، وأنّ أفعال العباد مخلوقة، لكنهم أخطؤوا في إطلاق القول بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وظنّوا أنّ قولهم « ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة » يتصدّون للجهميّة الذين يتحيّلون باللفظ للقول بخلق القرآن..
قال ابن قتيبة: إنّ أهل السنّة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ .
• الموقف السادس :
وهو موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه، ومَن تأثّر بطريقته، وهؤلاء فهموا معنى اللفظ معنى آخر، وقالوا إنّ الإمام أحمد إنّما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، قال ابن تيمية رحمه الله: ( والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه؛ كالقاضي أبي يعلى وغيره يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفيين؛ على مَن يقول: « لفظي بالقرآن مخلوق » و « لفظي بالقرآن غير مخلوق » ).
• الموقف السابع :
وهو موقف طوائف أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وأنّ سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران، واختلفوا في تفصيل ذلك:
قال بعضهم: إنّ صوت الرب حلّ في العبد، وآخرون قالوا: ظهر فيه ولم يحلّ فيه، وقال غيرهم : لا نقول ظهر ولا حلّ، وغيرها من الأقوال التي حكاها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وأنكر عليها وقال: « وهذه الأقوال كلّها مبتدعة، لم يقل السلف شيئاً منها، وكلها باطلة شرعاً وعقلاً، ولكن ألجأ أصحابها إليها اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني... ».


3- ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنّة منه ؟
• إنّ سبب ظهور بدعة ابن كلاب هو خوضه فيما نَهَوه عنه أهل العلم، وخرج بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، حيث أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية، حيث تمكّن من ردّ بعض أقوالهم وإفحام كبرائهم، فغرّه ذلك وأدّاه إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وذلك بسبب تقصيره في معرفة السنّة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين،
فظنّ بذلك أنّه نصر السنّة، فذاع صيته، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه بعض الناس وفُتن بها، قال ابن خزيمة: « كان أحمد بن حنبل من أشدّ الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره ».
أما موقف أهل السنّة منه؛ فقد أنكر أئمة أهل السنّة عليه وحذّروا منه ومن طريقته المبتدعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية « وابن كلاب لما ردّ على الجهميّة لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه ».


4- بيّن خطر اللفظية .
• إنّ خطر فتنة اللفظية، فتنة عظيمة ومحنة شديدة، استمرت فترة طويلة من الزمن، عمّ بلاؤها عامّة الناس، وتفرّق المسلمون بسببها، حمل الناس على القول بخلق القرآن، وأنّه لا يتم الدّين إلّا به، وكان الهدف من مسألة اللفظ للتلبيس بين الأمرين: وهو أنّ القرآن كلام الله تعالى.وهو غير مخلوق، فلو قُرِئ القرآن أو كُتِب في المصحف لا يخرج من كونه كلام الله، فلو قيل: « لفظي بالقرآن مخلوق » فقد يُراد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تُلفّظ به، فيكون موافقاً للجهميّة الذين يقولون بخلق القرآن.
وقد يُراد به فعل العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن، فإنّ أفعال العباد مخلوقة؛ فكل ما يصدر من العبد من قول أو فعل فهو مخلوق، قال تعالى: { والله خلقكم وما تعملون }..وبهذا يتفرع على هذين الاحتمالين احتمالات كثيرة، لذلك اختُلِفَ في تأويل « لفظي بالقرآن مخلوق »، فهي كلمة مجملة حمّالة لوجوه .ولا نفع في إيرادها، وفيها تلبيس للعامّي، غير أنّ الجهمية يريدون أنّ القرآن مخلوق، فيتستّروا باللفظ؛ لأنّ القول باللفظ أخف وطأة وأقرب إلى قبول العامّة من التصريح إنّ القرآن مخلوق .


5- ما سبب شهرة أبي حسن الأشعري؟ وما هو موقف أهل السنّة منه؟
إنّ سبب شهرة أبي الحسن الأشعري توبتُه من الاعتزال، حيث كان معتزلياً في شبابه، وكان إماماً من أئمّتهم، أعلن للناس توبته من الاعتزال، والتزامه قول أهل السنّة وعزمه على الانتصار لها، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار ردوده للشبهات التي كانوا يُثيرونها، وفسادها وقبح مؤدّاها، فقد كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ بصيراَ بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم
وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية، فعظّمه بعض الناس، وعدّوه منافحاً عن السنّة، واختلف أهل العلم في شأنه؛ فمنهم من قال إنّه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنّة، ومنهم مَن ذهب إلى أنّ رجوعه كان مجملاً لم يَخلُ من أخطاء في مسائل الاعتقاد، إلّا أنّ أتباعه بقَوا على طريقته الأولى، ولم يزل الانحراف يزداد شيئاً فشيئاً حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة..
وقال أحمد بن محمد حنبل عنه: نضّر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون؛ لأنّه الإمام الفاضل والرئيس الكامل، الذي أبان الله به الحق، ودفع به الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشكّ الشاكّين، فرحمة الله من إمام مقدم، وجليل معظّم، وكبير مفهم .


6- بيّن أهم الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة « الإيمان بالقرآن » .
1- تصحيح العقيدة قبل الدعوة إلى أي عمل، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس بعد بعثته ثلاث عشرة سنة لتصحيح العقيدة، لأنها هي الأساس التي تُبنى عليه أعمال الإنسان، ويتوقّف قبولها على سلامة أصول العقيدة من شرك أو كفر .
2- تصفية العقيدة من شوائب الشرك والكفر، ومحاربة الأفكار والمذاهب العقدية الباطلة، ورفع الجهل، والنجاة من فِتَنها، فلا نجاة منها إلّا بالمعتقد الصحيح .
3- حراسة الدّين والشريعة من تحريف الغالين وتأويل الجاهلين، والمحافظة على بقائها نقيّة صافية، وذلك معرفة شُبَه المخالفين والرد عليها، والقيام بما أوجبه الله من بيان الحق ورد الباطل، فالصراع بين الحق والباطل باقٍ ومستمر .
4- نصر السنن والتخلص من البدع، وتثبيت المؤمنين على ماهم عليه من الحق والهدى، والصبر على الحق،
وكشف ضلال أهل الباطل والرد على شُبَههم، لإنقاذ العامّي من إضلالهم، فالإمام أحمد صار مثلاً سائراً بين الناس، فقد أرخص روحَه في سبيل الله، وغيره من العلماء تقبّلهم الله .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 06:00 AM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الواقفة في القرآن علي ثلاثة أنواع لكل منها حكمه
النوع الأول :
طائفة من الجهمية يتسترون بالوقف وهم في الحقيقة يقولون بخلق القرآن مثل محمد بن شجاع الثلجي , وهذا الصنف جهمية مخادعون لهم حكم الجهمية الأوائل وقد حذر منهم الإمام أحمد وقال عنهم هم شر من الجهمية.
النوع الثاني :
الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك. فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى؛ فالشاكّ غير مؤمن؛ إلا أنَّ الجاهل قد يُعذر لجهله، ومن عرضت له شُبهة قد يُعذر بسبب شهته حتى تقوم عليه الحجة فهولاء يبيّن لهم الحقّ ويعلَّموا، ويجب عليهم الإيمان والتصديق بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة.
.وقد سئل الإمام أحمد عنهم فقال : (من كان منهم جاهلا ليس بعالم؛ فليسأل وليتعلم). وقال في موضع أخر (من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي).
وقد كثرت الآثار عن السلف في تكفير الشاكّة من الواقفة. قال سلمة بن شبيبٍ: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: (الواقفيّ لا تشكَّ في كفره).
وقال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمَّن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق. فقال: (هذا شاك، والشاك كافر).
النوع الثالث:
طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت. وممن نُسب إليه القول بالوقف من أهل الحديث: مصعب بن عبد الله الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي، وبشر بن الوليد الكندي، وعلي بن الجعد الجوهري، ويعقوب بن شيبة السدوسي.
وكان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم؛ لأنّهم يوطّئون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشكّكون العامّة في كلام الله، وإذا أثيرت الشبهة وعمّت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس. قال أبو داوود: سمعتُ أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟ ).
ونفي التشكيك في صفات الله تعالى عند حدوث الفتنة في ذلك من البيان الواجب على العلماء، وليس من الخوض المنهي عنه، وقد ظنَّ من وقف من المحدّثين أنّ الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي، وليس الأمر كما ظنّوا.

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن، ويتستّر باللفظ. قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: « كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي » وقال أيضاً: سمعت أبي يقول: « من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر ».
وقال أيضاً: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟ قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف»
قال جعفر بن أحمد: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: «اللّفظيّة والواقفة زنادقةٌ عتقٌ». وقال عبّاسٌ الدّوريّ: كان أحمد بن حنبلٍ يقول: «الواقفة واللّفظيّة جهميّةٌ» وروى أبو القاسم اللالكائي عن أبي بكر الأسدي أنه قال: أتى قومٌ أبا مصعبٍ الزّهريّ؛ فقالوا: إنّ قبلنا ببغداد رجلًا يقول: لفظه بالقرآن مخلوقٌ. فقال: (يا أهل العراق، ما يأتينا منكم هناه، ما ينبغي أن نتلقّى وجوهكم إلّا بالسّيوف، هذا كلامٌ نبطيٌّ خبيثٌ).
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ. قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه».
قال: قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقد جاء بالأمر كلّه»
قلت: (الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ: {الم غلبت الرّوم} فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا، ولكنّه كلام اللّه)؟
قال: «نعم، هذا وغيره، إنّما هو كلام اللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك» .
قلت: كذا بلغني.
قال: «أخزاه اللّه، تدري من كان خاله؟»
قلت: لا.
قال: «كان خاله عبدَك الصّوفيّ، وكان صاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ»، واستعظم ذلك واسترجع، وقال: «إلى ما صار أمر النّاس؟».
وهذه الرواية ذكرها ابن بطّة في الإبانة.

الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت).
واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق. ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
وقد أنكر عليه إسحاق بن راهويه، وشهد على داوود أنه قال: (القرآن محدث) بعض من حضره، فكتب قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي إلى الإمام أحمد ببغداد
أنّ داوود بن علي قال: (القرآن محدث) فأمر الإمام أحمد بهجره ومجانبته.
قال أبو بكر المروذي: إن داوود خرج إلى خراسان إلى ابن راهويه، فتكلم بكلام شهد عليه أبو نصر بن عبد المجيد وآخر، شهدا عليه أنه قال: القرآن محدث.
فقال لي أبو عبد الله [أحمد بن حنبل]: مَن داود بن علي لا فرج عنه الله؟
قلت: هذا من غلمان أبي ثور.
قال: جاءني كتاب محمد بن يحيى النيسابوري أن داوود الأصبهاني قال ببلدنا: إن القرآن محدَث. فهجره الإمام أحمد، وأمر بهجره.
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة. فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق. واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم. وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
قال إسحاق بن حنبلٍ: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ، ومن زعم أنّ لفظه بالقرآن غير مخلوقٍ، فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد اللّه عن هذا، وغضب منه، وقال: (ما سمعت عالمًا قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيمٍ، وأبي بكر بن عيّاشٍ، وسفيان بن عيينة، فما سمعتهم قالوا هذا).
قال إسحاق: (وأبو عبد اللّه أعلم النّاس بالسّنّة في زمانه، لقد ذبّ عن دين اللّه، وأوذي في اللّه، وصبر على السّرّاء والضّرّاء).
وهذا الكلام نصّ عليه غير واحد من أصحاب الإمام أحمد مثل: يعقوب الدورقي.
وقال أبو إسحاق الهاشميّ: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ، فقلت: إذا قالوا لنا: القرآن بألفاظنا مخلوقٌ، نقول لهم: ليس هو بمخلوقٍ بألفاظنا أو نسكت؟
فقال: " اسمع ما أقول لك: القرآن في جميع الوجوه ليس بمخلوقٍ ". ثمّ قال أبو عبد اللّه: «جبريل حين قاله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان منه مخلوقًا؟ والنّبيّ حين قاله كان منه مخلوقًا؟ هذا من أخبث قولٍ وأشرّه» ثمّ قال أبو عبد اللّه: «بلغني عن جهمٍ أنّه قال بهذا في بدء أمره».
ذكر ذلك ابن بطّة في الإبانة الكبرى.

الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني. وقد ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهؤلاء :
1. يقولون إن القرآن غير مخلوق.
2. وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق. وظنوا أنّهم بقولهم: (ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة) يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
قال ابن تيمية: (والمنتصرون للسنة من أهل الكلام والفقه: كالأشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول: لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ؛ لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك).
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وهذه الأقوال حكاها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض الطوائف، وحكى أقوالاً أخرى نحوها في البطلان؛ ثم قال: (وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا، ولكن ألجأ أصحابها إليها اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني، فإنه إذا قيل: سمعت زيدا وقيل: هذا كلام زيد، فإن هذا يقال على كلامه الذي - تكلم هو به بلفظه ومعناه، سواء كان مسموعا منه أو من المبلغ عنه مع العلم بالفرق بين الحالين، وأنه إذا سمع منه سمع بصوته، وإذا سمع من غيره سمع من ذلك المبلغ لا بصوت المتكلم، وإن كان اللفظ لفظ المتكلم، وقد يقال مع القرينة هذا كلام فلان، وإن ترجم عنه بلفظ آخر، كما حكى الله كلام من يحكي قوله من الأمم باللسان العربي، وإن كانوا إنما قالوا بلفظ [عبري] أو سرياني أو قبطي أو غير ذلك).

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
فمن ذلك أن أبا محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري (ت: 243هـ) - وكان معاصراً للإمام أحمد بن حنبل- أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً، واشتهرت ردوده على المعتزلة، وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).
فإنّه وافقهم على أصلهم الذي أصّلوه، وهو مبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا؛ وتفسيرهم لهم يقتضي نفي كلام الله تعالى، بل جميع الصفات الفعلية المتعلّقة بالمشيئة.
فلذلك خرج ابن كلاب بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال.
اما موقف أهل السنة منه : قال ابن تيمية: (فأحدث ابن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لم يكن يتصوره عاقل، ولا خطر ببال الجمهور، حتى أحدث القول به ابن كلاب).
وقال الذهبي عن ابن كلاب: (وقد صنف كتبا كثيرة في التوحيد والصفات، وبين فيها أدلة عقلية على فساد قول الجهمية. وبين أن علو الله تعالى على عرشه ومباينته لخلقه معلوم بالفطرة والأدلة العقلية، كما دل على ذلك الكتاب والسنة).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كان الناس قبل أبي محمد ابن كلاب صنفين:
- فأهل السنة والجماعة يثبتون ما يقوم بالله تعالى من الصفات والأفعال التي يشاؤها ويقدر عليها.
- والجهمية من المعتزلة وغيرهم تنكر هذا وهذا.
فأثبت ابن كلاب قيام الصفات اللازمة به، ونفى أن يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها. ووافقه على ذلك أبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري، وغيرهما)ا.هـ.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
فتنة اللفظية لبست بين أمرين مهمين وهما:
1- أن القرآن كلام الله تعالى وهو غير مخلوق، فالقرآن يتلوه القارئ، ويكتبه الكاتب في المصحف، ولا يخرج بذلك عن كونه كلام الله، لأن الكلام يُنسب إلى من قاله ابتداء.
2- أنَّ أفعال العباد مخلوقة، فكما أنَّ ذواتهم مخلوقة؛ فكل ما يصدر منهم من قول أو فعل فهو مخلوق؛ كما هو معلوم متقرر من أدلّة كثيرة؛ منها قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون}.
فجاءت مسألة اللفظ للتلبيس بين الأمرين؛ فقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق؛ قد يريد به ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفّظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن.
وقد يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن؛ لأنَّ اللفظ في اللغة يأتي اسماً ومصدراً؛ فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ، والمصدر هو التلفظ.
ويتفرّع على هذين الاحتمالين احتمالات أخرى، ولذلك اختلف الناس في تأويل قول القائل: "لفظي بالقرآن مخلوق" إلى أقوال، فهي كلمة مجملة حمّالة لوجوه، ولا نفع في إيرادها، والناس كانوا أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق.
لا أن تلقى إليهم كلمة مجملة فيها تلبيس تتأوَّلها كلّ فرقة على ما تريد.
ولذلك فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة؛ فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، ومنهم من قال: القرآن بألفاظنا مخلوق.
وهم يريدون أنَّ القرآن مخلوق؛ لكن القول باللفظ أخفّ وطأة وأقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق.
فتستّروا باللفظ؛ كما تستّرت طائفة منهم بالوقف.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 06:09 AM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

تابع إجابة أسئلة المجموعة الأولي
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
وأما أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (ت:324هـ)؛ فإنّه كان معتزلياً في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره، وقد نشأ في كنف زوج أمّه أبي علي الجبّائي، وكان الجبّائي من رؤوس المعتزلة في زمانه، وعنه أخذ الأشعري علمَ الكلام حتى بلغ فيه الغاية عندهم؛ وعدّوه إماما من أئمّتهم، حتى كان الجبّائي ينيبه في بعض مجالسه.
وكان الأشعري تحيك في نفسه أسئلة لا يجد لها جواباً شافياً فيتحيّر فيها، ويسأل الجبّائيَّ فلا يجد عنده ما يشفيه، حتى ناظره في مسائل انقطع عنها الجبّائيّ؛ وتبيّن للأشعري فساد قول المعتزلة، وأدرك أنّهم موّهوا على الناس وفتنوهم. فأصابته حيرة شديدة احتبس بسببها عن الناس خمسة عشر يوماً، ثم دخل جامع البصرة يوم الجمعة واعتلى المنبر، وأعلن للناس توبته من الاعتزال، والتزامه قول أهل السنة؛ وعزمه على الانتصار لها، والردّ على المعتزلة، وكان قد امتلأ غيظاً من المعتزلة بسبب تمويههم على الناس بشبهات تبيّن له بطلانها وفسادها وقبح مؤدّاها، وضياع شطر من عمره في أباطيلهم.
لكنّه كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ بصيراً بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم، وأعجبته طريقة ابن كلاب؛ لقربها من فهمه وإدراكه؛ وكان يرى أنّ ابن كلاب متكلّم أهل السنّة، والمحاجّ عنهم؛ فانتهج طريقته واستدرك عليه فيها، وزاد فيها، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
ثمّ إنّه خاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل
ثم إنّه في آخر حياته ألّف كتابه "الإبانة" الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية ، والتزم قول أهل الحديث، وكان مما قال فيه: (قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب الله ربنا عز وجل، وبسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما روي عن السادة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل- نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون؛ لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل، الذي أبان الله به الحق، ودفع به الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين؛ فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وجليل معظم، وكبير مفهم...) إلى آخر ما قال.
فهذا رجوع عامٌّ مجمل إلى قول أهل السنة، وقد حكى في الإبانة من عقيدته ما خالف فيه ابن كلاب في مسائل الصفات والكلام والقرآن وغيرها، وأخطأ في مسائل ظنّ أنه وافق فيها أهل السنة، وهو مخالف لهم؛ كمسألة الاستطاعة وغيرها.
ولذلك اختلف في شأنه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.
وعلى كلّ حال فإنّ أتباعه بقوا على طريقته الأولى، بل زادوا في أخذهم بالطرق الكلامية، ولم يزل الانحراف يزداد شيئاً فشيئا حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد.
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن
1- زيادة الإيمان بالقرآن الكريم
2- معرفة مسائل الإيمان بالقرآن
3- معرفة عقيدة أهل السنة في القرآن
4-معرفة أدلة إثبات صفة الكلام لله عز وجل
5- معرفة اقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن
6- معرفة الفتن التي ظهرت بسبب الاختلاف في القرآن

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 7 ذو القعدة 1438هـ/30-07-2017م, 05:14 PM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
افتراضي

المجموعة الثانية :

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

الوقف في القرآن: هو بأن يقول القائل أن القرآن كلام الله ويقف قاصدا ذلك، فلا يصرح بالقول أنه مخلوق أو غير مخلوق.
وقف بعض أهل الحديث في مسألة خلق القرآن وكانوا مخطئين في ذلك، مع إنكارهم لمن قال بأن القرآن مخلوق، واعتقادهم الجازم ببطلان هذا القول، ولكنهم رأوا الوقوف في المسألة، وأن يكتفوا بقول السلف بأن القرآن كلام الله، وقالوا بأن القول بخلق القرآن أو أنه غير مخلوق قول محدث، فسكتوا وبقوا على القول بأن القرآن كلام الله، ولم يصرحوا بأنه مخلوق أو غير مخلوق.

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.

لأن الجملة محتملة لمعان ووجوه مختلفة، فإذا قال القائل: ((لفظي بالقرآن مخلوق))، فالمعنى يحتمل أن المراد باللفظ هو الملفوظ أي كلام الله، لأن اللفظ هنا يكون اسما بعنى المفعول، ووافق من قال بذلك قول الجهمية والمعتزلة القائلين بخلق القرآن.
ويحتمل المعنى أن المراد باللفظ التلفظ، وهو فعل العبد، فالقراءة والتلفظ بالقرآن من فعل العبد، لأن اللفظ هنا يكون مصدرا بمعنى التلفظ، وأفعال الناس مخلوقة.
ويتفرع من المعنيين أفهام ومعان وتأويلات أخرى.

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

لما قدم الإمام البخاري إلى نيسابور لكثرة المخالفين له في بلده بخارى، قصد الإقامة في نيسابور، ولعلمه بما حصل للإمام أحمد بن حنبل في مسألة اللفظ قبل ذلك، لم يتكلم بهذه المسألة، وكان يرى بأنها مسألة مشؤومة.
احتفى أهل نيسابور بالإمام البخارى واستقبلوه استقبالا كبيرا لم ينله أحد قبله في نيسابور، واحتفى به قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي، وكان صاحب وجاهة في نيسابور، وقال محمد بن يحيى الذهلي: لا تسألوه عن شيء من الكلام، فإن أجاب بخلاف ما نحن فيه، وقع بيننا وبينه وشمت بنا كل حروري، وكل رافضي، وكل جهمي، وكل مرجئ بخراسان.
ولكن الناس تعرضوا للبخاري مسألة اللفظ عند استقباله، كما ذكر ذلك الذهبي من قول الإمام مسلم، وقال ابن عدي: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه، واجتماعهم عليه؛ فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس فقال: يا أبا عبد الله؛ ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق.
فقال البخاري بعد أن عرض عنهم، وحاول التهرب من الإجابة، لعظم هذه الفتنة، ولعلمه بما حصل للإمام أحمد ولأهل الحديث فيها، ولكنهم أصروا عليه حتى قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة، ثم نقل الكلام لمحمد بن يحيى الذهلي على غير وجهه، فاتهمه بالبدعة وبالقول باللفظية، وأمر بهجره، ثم خرج بعد ذلك البخاري إلى بلده بخارى.
استقبل أهل بخارى الإمام البخاري وحصلت له محنة أخرى، فلقد أرسل محمد بن يحيى الذهلي كتابا إلى خالد بن أحمد أمير بخارى وذكر بأن البخاري قد أظهر خلاف السنة، فقرأ كتابه على أهل بخارى، وأمره بالخروج من البلد.
وذكر أبوبكر بن أبي عمرو الحاف، أن سبب نفي خالد بن أحمد أمير بخارى للبخاري، أن أمير بخارى أمر البخاري بأن يحضر منزله فيقرأ على أولاده الجامع والتاريخ، فامتنع البخاري بأن يخص أحدا في العلم، فاستعان الأمير بحريث بن أبي الورقاء وغيره حتى تكلموا في مذهب البخاري، ونفي بعد ذلك.
ومنهج الإمام البخاري في اللفظ التوقف فيه للبسه، والقول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والسؤال في مسألة اللفظ بدعة.

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.

بعد انكشاف الغمة في مسألة خلق القرآن التي أتى بها المعتزلة، ونصر الله للفئة التي ثبتت في هذه المسألة وتأييده للحق، وانتشار علم الكلام بين الناس، وبعد ظهور فتنة الوقف، ظهرت فتنة أخرى أنشأها حسين بن علي الكرابيسي، وكان صاحب علم غزير وله فيه أتباع، ولكن كان لديه ضعف في إدراك مقاصد الشريعة، وضعف في إدراك المصالح وتحقيقها ودفع المفاسد ودرئها، فانسلخ بذلك عن مقاصد العلم الشرعي ومصالحه، فاشتغل بالمراء والجدال وإثارة الشبهات وتتبعها ، فصار علمه وبالا عليه، فلم يرزق بركة في علمه، بل تمكن بذكائه وما أوتي من العلم، من إشاعة فتنة ابتلي بها الناس والعلماء، وهي فتنة اللفظية.
فقد ألف حسين بن علي الكرابيسي كتابا زعم فيه أن ابن الزبير من الخوارج، وأشاع من المرويات الضعاف ما يقوي موقف الرافضة، وتكلم في بعض التابعين، وانتصر للحسن بن صالح بن حي، وكان يرى السيف، وعرض كتابه على الإمام أحمد فقال فيه: ( هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب).
فلما بلغ ذك الكرابيسي غضب وتنمر بالعلم وأراد أن ينتصر لنفسه، وأن يذيع صيته، فقال: لأقولن مقالة حتى يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر، فقال:(لفظي بالقرآن مخلوق ومن لم يقل لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر).
قال الإمام أحمد:( بل هو الكافر - قاتله الله - وأي شيء قالت الجهمية إلا هذا ).
فانتشرت هذه الفتنة وذاع صيتها بين الناس وانتشر للناس فيها مواقف وفرق، تكلم فيها من تكلم، وسكت فيها من سكت، واستغلتها الجهمية لكونها أقرب للقبول من أقوالهم السابقة بخلق القرآن.

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.

هو موقف جمهور أهل الحديث وموقف الإمام أحمد والبخاري، امتنعوا ومنعوا الحديث في اللفظ لأن الكلام فيها يحتمل أوجه مختلفة، والفهم فيها ملتبس، وعدوا الحديث فيه بدعة، وبدعو الفريقين ممن قال لفظي بالقرآن مخلوق، أو لفظي بالقرآن غير مخلوق، وازدادوا في تبديع من قال لفظي بالقرآن مخلوق، لقربه من قول الجهمية والمعتزلة في زمن المحنة، فلقد اتخذوا هذا القول بعد أن ضعف قولهم بخلق القرآن، وقل أتباعهم، ولبسوا بالقول باللفظ على الناس فهمهم، ليصلوا إلى مآربهم.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غير مخلوق).
وقال البخاري في كتابه خلق أفعال العباد وذب عن الإمام أحمد الذي اتهم بالقول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق: (فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه، فليس بثابت كثير من أخبارهم، وربما لم يفهموا دقة مذهبه، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام )
فمنهج الإمام أحمد والخاري بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن أفعال العباد مخلوقة، وتركوا الحديث في اللفظ، لأن اللفظ يأتي بمعنى الملفوظ أي القرآن وهو غير مخلوق، ويأتي اللفظ بمعنى التلفظ أي القراءة وهي من فعل العبد، وأفعال العباد مخلوقة، فتركوا الحديث لأجل هذا الالتباس، وبدعوا الفريقين.


س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"

- كيف يكون الإيمان بالقرآن صحيحافي المسائل الاعتقادية والقولية والعملية.
- أدلة وجوب الإيمان بالقرآن، وأدلة الوعيد في من كفر بالقرآن.
- مسائل الإيمان بالقرآن، اعتقادية وسلوكية، فأما الاعتقادية فتكون بما يجب اعتقاده القرآن، وأما السلوكية تعنى بكيفية الانتفاع بالقرآن وبصائره وهداياته.
- علم السلوك قائم على أصلين: الأول البصائر والبينات، وهو قائم على العلم ومثمر لليقين، ويعرف به الحق ، والثاني اتباع الهدى، وهو قائم على الإرادة ومثمر للاستقامة، ليتبع الهدى به.
- الاهتداء بالقرآن يكون: بتصديق الأخبار تصديقا جازما، عقل الأمثال وفقه مقاصدها، فعل الأوامر، واجتناب النواهي.
- الأدلة على اثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى، وكيفية الرد على المبتدعة وشبهاتهم بالأدلة الصحيحة.
- منهج أهل السنة والسلف الصالح في الإيمان بالقرآن.
- الحذر من المتكلمين وعلم الكلام والالتزام بأدلة الكتاب والسنة، على فهم سلف الأمة، فهما صحيحا.
- عقيدة أهل السنة في القرآن، واثبات صفة الكلام لله، وأن القرآن منه بدأ وإليه يعود، وأن الله تكلم به بصوت وحرف، وسمعه جبريل، وسمعه نبينا صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام، وأن حروفه ومعانيه من الله.
- معرفة أئمة أهل السنة والجماعة الذين ثبتوا في مسائل المحنة في القرآن، وثبتهم الله بتثبيته ونصر بهم الدين بنصره، ومعرفة المحن التي تعرضوا لها وصبرهم عليها.
- معرفة أقوال الفرق في مسائل خلق القرآن واللفظ والوقف ، ومنشأ تلك الأقوال، ودحض شبهاتها، والرد عليها، من قبل العلماء المبرزين في ذلك الزمان.
- التحذير من المبتدعة في كل زمان ومكان، وهجرهم من قبل العلماء والناس إن دعت المصلحة لذلك.
- إذا ظهرت الفتنة وانتشرت بين الناس، وجب على العلماء التصدي لها وإظهار الحق، كما فعل ذلك الإمام أحمد، وأنكر على الواقفة.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 9 ذو القعدة 1438هـ/1-08-2017م, 03:49 PM
إبراهيم الكفاوين إبراهيم الكفاوين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 181
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نجيب على المجموعة الثانية بعون الله :

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

الوقف في القرآن هو قول أن القرآن كلام الله ويقف، فلا يقول مخلوق ولا غير مخلوق يجعل الامر مبهما غير واضحا .وهذه هي فتنة الوقف في القرآن التي جاءت بعد فتنة خلق القرآن .

أما أهل الحديث فمنهم طائفة قالوا بالوقف وأخطأوا وسبب ذلك إنهم قالوا إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
وأنكر عليهم العلماء هذا الكلام مثل أبو وداوود وأحمد بن حنبل وكان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم؛ لأنّهم يوطّئون الطريق لأصحاب الأهواء، ويشكّكون العامّة في كلام الله، وإذا أثيرت الشبهة وعمّت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس
.
س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ ؟

طبعا قبل معرفة سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ علينا ان نعرف أمرين
الأول ان القرآن كلام الله غير مخلوق
والثاني أن أفعال العباد مخلوقة
وعبارة ( لفظي بالقرآن مخلوق؛ قد يريد به كلام الله وهو غير مخلوق وقد يريد به فعل العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن؛ لأنَّ اللفظ في اللغة يأتي اسماً ومصدراً؛ فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ، والمصدر هو التلفظ.
ويتفرّع على هذين الاحتمالين احتمالات أخرى لذلك هي عبارة حمالة اوجه .
س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ ؟
ذهب محمد بن إسماعيل الى نيسابور واستقبله الناس والعلماء وازدحم عليه الناس في دروسه وبعد
أيام قام إليه رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن فقال: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا فوقع بينهم اختلاف.

وقال ابن عدي: ذكر لي أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من المشايخ فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق؟
فأعرض عنه البخاري، ولم يجبه فقال الرجل: يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.
ونقلت مقالته على عير وجهها إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي؛ فقال في مجلسه فيما قال: (من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه). وهذا سبب محنته
وله محنة أيضا في بلده بخارى فعندما قدمها كتب بعد ذلك محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد بن أحمد أمير بخارى: إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة فقرأ كتابه على أهل بخارى فقالوا: لا نفارقه فأمره الأمير بالخروج من البلد فخرج.

وقول الإمام البخاري في فتنة اللفظية :
قال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
وننقل أيضا هذا الحوار
سأل احدهم البخاري : يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن؟ فقال: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قَالَ: فقلت له: إن الناس يزعمون أنك تقول: ليس في المصاحف قرآن ولا في صدور الناس.
فقال: استغفر الله أن تشهد على بشيء لم تسمعه مني، أقول كما قَالَ الله تعالى {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2)}.
أقول: في المصاحف قرآن وفي صدور الناس قرآن، فمن قَالَ غير هذا يستتاب، فإن تاب وإلا فسبيله سبيل الكفر).
ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه وأبو القاسم اللالكائي في شرح السنة.

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية ؟

الذي أشعل هذه الفتنة هو حسين بن علي الكرابيسي ، وكان صاحب علم وله مصنفات كثيرة و أصحاب واتباع
وكان الكرابيسيّ قد ألّف كتاباً انتقص فيه بعض الصحابة وزعم أنّ ابن الزبير من الخوارج، وأدرج فيه ما يقوّي به جانب الرافضة من بعض المرويات وانتقص ايضا بعض التابعين كسليمان الأعمش وغيره، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف.
وعرضوا كتابه على الإمام احمد وهو لا يدري لمن هو فاستبشع مافيه وقال : (هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب...)
وقال: (قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به).
وبعد ذلك نهى الإمام احمد من الخذ منه وحذر الناس منه فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر
وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.
وها سبب بداية هذه الفتنة ونشأتها .
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ ؟
يقول الإمام احمد رحمه الله : القرآن كيف تصرّف في أقواله وأفعاله، فغير مخلوقٍ؛ فأمّا أفعالنا فمخلوقةٌ
وقال ان اللفظية لا يدخلون في الجهمية وله روايات اخرى تقول أن اللفظية جهمية وهي محمولة على من قال بخلق القرآن وتستر باللفظ.

وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن" ؟
1- معرفة عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن بتفاصيلها
2- معرفة أصول العقائد المنحرفة في القرآن .
3- معرفة الحجج الثابتة في اعتقاد اهل السنة في القرآن
4- خطورة الفتن ومتعلقاتها .
5- ان الفتنة تآكل الخضر واليابس فلا يتعرض احدنا لها .
6- دعاء الله الدائم الثبات على التوحيد والسنة لإنه من هذه الدورة رأينا علماء قد خاضوا في الفتن .
7- عرفنا أن علم الكلام يعتبر مرض ويصل بنا إلى الفتن .

وبارك الله فيكم

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10 ذو القعدة 1438هـ/2-08-2017م, 06:12 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

*&* تقويم مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثالث)

تقبل الله منكم طلابنا الأكارم ، ويسر لكم سبل العلم عنه.

- نلفت عنايتكم بأنّ بعض منكم فاته الإجابة على السؤال السادس، وقد تمّ إرجاء وضع الدّرجة لمن فاته لحين إتمامه له، شاكرين لكم تعاونكم.

& تنبيه &
ما يتعلق بالتزام النسخ واللصق، وهو يتكرر من بعضكم، والنسخ واللصق وهْم يعيشه الطّالب ويرى أنه أنجز وأحسن العمل، فإذا ما أغلق الجهاز وذهب يسترجع شيئا مما قدمه فإنه لا يجد على الغالب إلا القليل، ناهيك عن ضعف تطور أسلوبه وتحسين عباراته، فنرجو منكم الاجتهاد في تلخيص المطلوب بأسلوبكم، حتى لا نضطر إلى رفض التطبيق في النهاية.


المجموعة الأولى :

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.

فات بعضا منكم التعريف أكثر بفتنة اللفظية وما تتسبب من لبس في بيان المراد منها وذلك:
-لأن كلمة لفظي بالقرآن تطلق ويراد بها المصدر: فيكون المعنى خاص بما فعل القارئ وصوته ،وهذا مخلوق .
وعليه يكون معنى لفظي بالقرآن مخلوق: صحيح.

-وتطلق ويراد بها المفعول: فيكون المعنى حاصل للكلام الملفوظ، هذا ليس بمخلوق؛ لأنه كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته، وصفاته غير مخلوقة.
وعليه يكون معنى لفظي بالقرآن مخلوق: باطل والقول به كفر.

- يعقوب دومان.
أحسنت في إجابتك، نفع الله بك.
ج4: فاتك التعريف أكثر بفتنة اللفظية وكيف حصل الالتباس في المراد باللفظ .
ج6: فاتك السؤال.

- محمد شحاته.ب+
أحسنت وفقك الله .

ج4: فاتك التعريف أكثر بفتنة اللفظية وكيف حصل الالتباس في المراد باللفظ .
نوصيك بالحرص على أسلوبك في الإجابة وتجنب كثيرا من النسخ.

- عنتر علي .أ+
أحسنت في إجابتك وفقك الله ونفع بك.

- معاذ المحاسنة:

أحسنت في إجابتك وفقك الله ونفع بك.
. فاتك السؤال السادس.

- عبد الكريم الشملان .
ج1: من يقف شكا وترددا فهؤلاء يُعلمون
وتقام عليهم الحجة فإن أصروا على موقفهم حُكم عليهم بالكفر لشكهم في الله.
ج3: فاتك الشق الثاني من السؤال وهو بيان موقف أهل السنة منه.

ج4: فاتك التعريف أكثر بفتنة اللفظية وكيف حصل الالتباس في المراد باللفظ.
ج5: اختصرت في إجابتك كما فاتك الشق الثاني من السؤال .
ج6: فاتك السؤال.

- سلطان الفايز.أ+
أحسنت وفقك الله ونفع بك.

- مصطفى الراوي.أ

أحسنت وفقك الله ونفع بك.

ج5: تصويب الأخطاء الكتابية : ابن كلاب وليس ابن كلام.

- عصام عطار.أ+
أحسنت وفقك الله ونفع بك.

- مؤمن عجلان .
ج+
اعتمدت كثيرا على النسخ في إجاباتك وهذا غير مقبول وفقك الله .

-----------------------------------
المجموعة الثانية :


- محمد انجاي.أ
أحسنت وفقك الله مع وجود بعض الاختصار ، نوصيك بمراجعة إجابة الطّالب سعود لمزيد من البيان .

- سعود الجهوري.أ
أحسنت جدا وفقك الله .
. نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.

- إبراهيم الكفاوين.أ

أحسنت جدا وفقك الله .
. نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.



تم بفضل الله مساق مسائل الإيمان بالقرآن
نفعكم الله ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 11 ذو القعدة 1438هـ/3-08-2017م, 01:06 AM
عبد الكريم محمد عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 194
افتراضي

المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الواقفون على ثلاثة أصناف :
- طائفة من الجهمية يتسترون بالوقف و هؤلاء اشتد انكار الامام أحمد عليهم و كثرت الروايات عنه في تكفيرهم فهم أشر من الجهمية .
- الذين يقفون شكا و ترددا ، و هؤلاء الجاهل منهم من يعذر لجهله و من عرضت له شبهة قدر يعذر حتى تقوم الحجة عليه ، و متى بين له الحق فرفضه فبقي شاكا مرتابا بعد قيام الحجة حكم بتكفيره. و كان الإمام أحمد يقول الواقفي لا تشك في تكفيره
- من قال من أهل العلم بالوقف اجتهادا مع اعتقاده بأن القران كلام الله غير مخلوق و هؤلاء كان يشتد انكار الأئمة لهم ويرون هجرانهم حتى يعودوا عن قولهم

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

أولا : موقف الجهمية المتسترة باللفظ و قد فرحوا بهذه المقالة لقبول الناس لها و لأنها طريق موصل للقول بخلق القران .
ثانيا : موقف بعض من خاض في علم الكلام و تأثر بكلام بعض الجهمية و هو لا يسير على أصولهم و هم قالوا القران كلام الله فإذا تلفظنا صار مخلوقا و هذا يعود إلى قول الجهمية .
ثالثا : موقف داوود بن علي الاصبهاني الظاهري قال : أما الذي في اللوح المحفوظ فليس بمخلوق و أما الذي هو بين الناس فمخلوق .و هذه مقولة لم يسبق إليها كما ذكر الإمام الذهبي .
و اشتهر عنه أنه قال القران محدث و الإحداث عند المعتزلة معناها الخلق
و قد هجره الإمام أحمد و أمر بهجره
رابعا : موقف جمهور أهل الحديث فقد منعوا من الكلام في اللفظ لالتباسه و بدعوا من قال لفظي بالقران مخلوق و من قال لفظي بالقران غير مخلوق .
خامسا : موقف طائفة من أهل الحديث فقد صرحوا بأن اللفظ بالقران غير مخلوق و مقصدهم أن القران غير مخلوق و اخطؤوا في هذه العبارة .
و ممن نسب له التصريح بذلك محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري و أبو حاتم الرازي محمد بن داوود شيخ ابي داوود السجستاني صاحب السنن و غيرهم
و أرادوا بذلك قطع الطريق على الجهمية
سادسا : موقف أبي الحسن الأشعري و بعض أتباعه و من تأثر به و منهم من ينكر تكلم الله بالصوت و منهم من يقره و هم يقولون إن الإمام أحمد كره الكلام في اللفظ لأن اللفظ هو الطرح و الرمي .
سابعا : مواقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقران غير مخلوقة و زعموا أن سماعهم لقراءة القارئ سماع من الله مباشر . و اختلفوا فمنهم من قال إن صوت الله حل في العبد و منهم من قال ظهر فيه و منهم من انكر المقولتين و غير ذلك ، و هذه الأقوال كما قال شيخ الاسلام كلها مبتدعة وباطلة شرعا و عقلا

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

قارع المعتزلة بأصولهم و تمكن من رد بعض أقوالهم و أفحم بعض أكابرهم و صنف الكتب في الرد على المعتزلة فاشتهرت ردوده
و قد أنكر عليه أئمة أهل السنة طريقته البدعية و حذروا منه ومن طريقته .و كان الإمام أحمد من أشد الناس عليه و على صاحبه الحارث المحاسبي .

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
كانت هذه الفتنة أعظم و أطول أمد من فتنة الوقف فقد استمرت قورنا و حصل بسببها بلاء و محن و شقاق و نزاع
و خطر هذه الفتنة لأنها تلبس بين القول بأن القران كلام الله غير مخلوق و بين أفعال العباد مخلوقة .
فهي كلمة مجملة حمالة لوجوه و لا نفع في إيراداها وهي تلبس على العامة و قد تكون مقبولة عندهم و غير مستنكرة و كذلك عند بعض من دق عليه فهمها من أهل العلم فخطرها في تلبيسها و خفاء وجوه ضررها
و هي كلمة يحبها الجهمية لأنها طريق للقول بمقالتهم

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
اشتهر بسبب ردوده و مناظرته للمعتزلة و إفحامه لعدد من كبرائهم و أحرجهم حتى أصبح بعضهم يتجنب حضور مجلسه فعظمه بعض الناس واعتبروه منافحا للسنة .
و اختلف في شأنه أهل العلم فمنهم من قال إنه رجع رجوعا صحيحا لما عليه أهل السنة ، و منهم من قال كان رجوعه مجملا فيه أخطاء

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
1- أن الإيمان بالقران يكون بالقول و العمل و الاعتقاد . فمن جمع هذه الثلاث فهو مؤمن بالقران و قد وعده الله فضلا كبيرا .
2- و تعلمت كيف اهتدي بهذا الكتاب العظيم .
3- و تعرفت على فضائل متعددة لمن يؤمن بهذا الكتاب
4- معرفة قول أهل السنة في صفة الكلام لله و أدلتهم على ذلك
5- التعرف على الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة و الجماعة في باب الإيمان بالقران .
6- التعرف على الفتن و البلاء الذي لحق لق الأئمة و صبرهم على الصدع بالحق .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 11 ذو القعدة 1438هـ/3-08-2017م, 01:30 AM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

المجلس السادس عشر / مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة مسائل الإيمان / تكملة لإجابات أسئلة المجموعة الأولى
4- كانت فتنة القول بخلق القرآن فتنة عظيمة ، عمَّ بلاؤها وامتُحن فيها العلماء محنة شديدة ، ثم تبعتها فتنة اللفظية وهي مقولة (لفظي بالقرآن مخلوق) وما تبعها من أقوال محدَثة مبتدعة ، فجاءت هذه المقولة للتلبيس على الناس والعامة ، فقد يراد بها (المفعول) والمراد ملفوظه وهو كلام الله الذي يلفظ به ، فيوافق الجهمية القائلين بخلق القرآن ، وقد يراد به (المصدر) والمراد فعل العبد الذي هو القراءة والتلفظ بالقرآن ، فيتفرّع ويتولّد من هذين الاحتمالين احتمالات أخرى باطلة ، فكانت فتنة عظيمة استمرت قروناً وامتُحن بسببها العلماء وابتُلي أهل السنّة وأُوذوا ، وذلك عندما أظهرها الكرابيسي غضباً من الإمام أحمد -رحمه الله- لما خالفه وحذّر منه بسبب كتابه الذي حطّ فيه من قدر بعض الصحابة والتابعين ، وقوّى فيه من شأن الرافضة ، فحصلت فتنة اللفظية عظيمة الخطر والفتنة على الناس والعامة -حتى على بعض أهل الحديث فداخلهم الغلط- لزيادة التلبيس والتوهيم وإلباس الحق بالباطل وإثارة الشبهات ، فحصل الخلاف والفُرقة والشقاق حتى بين بعض أهل العلم ، فالقائلين بهذه المقولة جمعوا بين القول بنفي خلق القرآن والقول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق ، وهي كلمة مجملة حمّالة لوجوه ، ويُقصد منها أكثر من وجه ، فتتأوّلها كل فرقة على ما تريد ، والحق في عدم إيرادها ؛ لأن الناس أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، لذا اشتد نكير الإمام أحمد -رحمه الله- على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً ؛ لأنه تلبيس يفتن العامّة ولا يظهر لهم الحق ، فاللهمّ أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .

6- أهم الفوائد من دراستي لدورة (الإيمان بالقرآن) :
1- الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان التي لا يصح الإيمان إلا بها .
2- يتحقق الإيمان بالقرآن بثلاثة أمور : أ- بالاعتقاد فيصدق بأنه كلام الله تعالى أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بالحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، وأنه غير مخلوق ، وأنه مهيمن على ما قبله من الكتب وناسخ لها ، وأنه محفوظ بأمر الله تعالى إلى أن يأتي وعد الله ، لا يخلق ولا يبلى ، ولا يقدر أحد أن يأتي بمثله .
ب- بالقول فيقول ما يدل على إيمانه بالقرآن فيتلوه تصديقا وتعبدا .
ج- بالعمل فيتبع هداه ويمتثل أمر الله فيه ويجتنب نهي الله فيه .
3- الناس بحاجة إلى البينات ليعرفوا الحق من الباطل ، وبحاجة إلى معرفة الهدى ليتبعوه .
4- طريق الفلاح هو : الجمع بين تصحيح الاعتقاد وتصحيح السلوك ، فلا يغلّب جانب على آخر فيقع في المحذور من بدع وشطحات أو قسوة القلب وحرمان بركة العلم .
5- يتحقق الاهتداء بالقرآن بأمور أربعة : أ- بتصديق أخباره . ب- بعَقْل أمثاله . ج- بامتثال أوامره . د- باجتناب نواهيه .
6- بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين .
7- العلم والعدل والهدى أساس كل خير ، والجهل والظلم والهوى أساس كل شر .
8- ينبغي على المسلم البعد عن مواطن الفتن والشبه وأهلها ، وعدم الدخول على السلاطين ، والخوف من الفتنة في الدين وعدم تمنّيها ، وعدم الاغترار والثقة بالنفس .
9- وجود العلماء الربانيين حصنٌ للأمّة وأمانٌ للأرض ، فبهم يزول الجهل والبدعة ، وبهم يأمن الناس وتستقر الأرض بإذن الله تعالى .
10- المخرج الأساس من أي فتنة أو مصيبة هو : التقوى ، ويدخل في ذلك كثرة العبادة في زمن المحن ، وخاصة الصلاة .
11- الناس على دين ملوكهم وسلاطينهم ، فمتى صلح السلطان صلحت الناس ، ومتى فسد فسدت .
12- من صفات ولي الله تعالى والعالم الرباني :
- عدم التقية في الدين . - محبة الخير للخلق . - الغضب لله تعالى والصدع بالحق والنصيحة . - الإنكار على السلاطين الظلمة وعدم الدخول عليهم .- الورع والزهد في الدنيا .
13- الاستعاذة بالله تعالى -دوما- من علم لا ينفع ، وذلك لأن ضرره متعدي ، فبه يعمّ الجهل والبدعة ، ويقوى الشر والضلال ، ويحلّ الخوف والاضراب .
14- شعار أهل الباطل والهوى : (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) .
15- بلاء الرجل على قدر دينه وعلى حسب صلاحه واستقامته ، فأشدهم بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .
16- كم من محنة كانت في طيّاتها منحة ، وكم من محنة أظهرت معادن الرجال .
17- كلٌّ يجود بما عنده في سبيل نصرة الدين ، ولا عذر لأحد ، فنصرته بالمال أو بالجاه أو بالنفس ، والجود بالنفس أقصى غاية الجود .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 11 ذو القعدة 1438هـ/3-08-2017م, 08:37 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم محمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى :


س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الواقفون على ثلاثة أصناف :
- طائفة من الجهمية يتسترون بالوقف و هؤلاء اشتد انكار الامام أحمد عليهم و كثرت الروايات عنه في تكفيرهم فهم أشر من الجهمية .
- الذين يقفون شكا و ترددا ، و هؤلاء الجاهل منهم من يعذر لجهله و من عرضت له شبهة قدر يعذر حتى تقوم الحجة عليه ، و متى بين له الحق فرفضه فبقي شاكا مرتابا بعد قيام الحجة حكم بتكفيره. و كان الإمام أحمد يقول الواقفي لا تشك في تكفيره
- من قال من أهل العلم بالوقف اجتهادا مع اعتقاده بأن القران كلام الله غير مخلوق و هؤلاء كان يشتد انكار الأئمة لهم ويرون هجرانهم حتى يعودوا عن قولهم

س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

أولا : موقف الجهمية المتسترة باللفظ و قد فرحوا بهذه المقالة لقبول الناس لها و لأنها طريق موصل للقول بخلق القران .
ثانيا : موقف بعض من خاض في علم الكلام و تأثر بكلام بعض الجهمية و هو لا يسير على أصولهم و هم قالوا القران كلام الله فإذا تلفظنا صار مخلوقا و هذا يعود إلى قول الجهمية .
ثالثا : موقف داوود بن علي الاصبهاني الظاهري قال : أما الذي في اللوح المحفوظ فليس بمخلوق و أما الذي هو بين الناس فمخلوق .و هذه مقولة لم يسبق إليها كما ذكر الإمام الذهبي .
و اشتهر عنه أنه قال القران محدث و الإحداث عند المعتزلة معناها الخلق
و قد هجره الإمام أحمد و أمر بهجره
رابعا : موقف جمهور أهل الحديث فقد منعوا من الكلام في اللفظ لالتباسه و بدعوا من قال لفظي بالقران مخلوق و من قال لفظي بالقران غير مخلوق .
خامسا : موقف طائفة من أهل الحديث فقد صرحوا بأن اللفظ بالقران غير مخلوق و مقصدهم أن القران غير مخلوق و اخطؤوا في هذه العبارة .
و ممن نسب له التصريح بذلك محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري و أبو حاتم الرازي محمد بن داوود شيخ ابي داوود السجستاني صاحب السنن و غيرهم
و أرادوا بذلك قطع الطريق على الجهمية
سادسا : موقف أبي الحسن الأشعري و بعض أتباعه و من تأثر به و منهم من ينكر تكلم الله بالصوت و منهم من يقره و هم يقولون إن الإمام أحمد كره الكلام في اللفظ لأن اللفظ هو الطرح و الرمي .
سابعا : مواقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقران غير مخلوقة و زعموا أن سماعهم لقراءة القارئ سماع من الله مباشر . و اختلفوا فمنهم من قال إن صوت الله حل في العبد و منهم من قال ظهر فيه و منهم من انكر المقولتين و غير ذلك ، و هذه الأقوال كما قال شيخ الاسلام كلها مبتدعة وباطلة شرعا و عقلا

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟

قارع المعتزلة بأصولهم و تمكن من رد بعض أقوالهم و أفحم بعض أكابرهم و صنف الكتب في الرد على المعتزلة فاشتهرت ردوده
و قد أنكر عليه أئمة أهل السنة طريقته البدعية و حذروا منه ومن طريقته .و كان الإمام أحمد من أشد الناس عليه و على صاحبه الحارث المحاسبي .

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
كانت هذه الفتنة أعظم و أطول أمد من فتنة الوقف فقد استمرت قورنا قرونا و حصل بسببها بلاء و محن و شقاق و نزاع
و خطر هذه الفتنة لأنها تلبس بين القول بأن القران كلام الله غير مخلوق و بين أفعال العباد مخلوقة .
فهي كلمة مجملة حمالة لوجوه و لا نفع في إيراداها وهي تلبس على العامة و قد تكون مقبولة عندهم و غير مستنكرة و كذلك عند بعض من دق عليه فهمها من أهل العلم فخطرها في تلبيسها و خفاء وجوه ضررها
و هي كلمة يحبها الجهمية لأنها طريق للقول بمقالتهم
أحسنت ولو بينت كيف أنّ اللفظ سبب فتنة ولبس على الناس كما أشرنا في التعليقات لكان أتم.

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
اشتهر بسبب ردوده و مناظرته للمعتزلة و إفحامه لعدد من كبرائهم و أحرجهم حتى أصبح بعضهم يتجنب حضور مجلسه فعظمه بعض الناس واعتبروه منافحا للسنة .
و اختلف في شأنه أهل العلم فمنهم من قال إنه رجع رجوعا صحيحا لما عليه أهل السنة ، و منهم من قال كان رجوعه مجملا فيه أخطاء

س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
1- أن الإيمان بالقران يكون بالقول و العمل و الاعتقاد . فمن جمع هذه الثلاث فهو مؤمن بالقران و قد وعده الله فضلا كبيرا .
2- و تعلمت كيف اهتدي بهذا الكتاب العظيم .
3- و تعرفت على فضائل متعددة لمن يؤمن بهذا الكتاب
4- معرفة قول أهل السنة في صفة الكلام لله و أدلتهم على ذلك
5- التعرف على الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة و الجماعة في باب الإيمان بالقران .
6- التعرف على الفتن و البلاء الذي لحق لق الأئمة و صبرهم على الصدع بالحق .

الدرجة : أ
أحسنت وفقك الله وزادك من فضله
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 14 ذو القعدة 1438هـ/6-08-2017م, 03:10 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يعقوب دومان مشاهدة المشاركة
المجلس السادس عشر / مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة مسائل الإيمان / تكملة لإجابات أسئلة المجموعة الأولى
4- كانت فتنة القول بخلق القرآن فتنة عظيمة ، عمَّ بلاؤها وامتُحن فيها العلماء محنة شديدة ، ثم تبعتها فتنة اللفظية وهي مقولة (لفظي بالقرآن مخلوق) وما تبعها من أقوال محدَثة مبتدعة ، فجاءت هذه المقولة للتلبيس على الناس والعامة ، فقد يراد بها (المفعول) والمراد ملفوظه وهو كلام الله الذي يلفظ به ، فيوافق الجهمية القائلين بخلق القرآن ، وقد يراد به (المصدر) والمراد فعل العبد الذي هو القراءة والتلفظ بالقرآن ، فيتفرّع ويتولّد من هذين الاحتمالين احتمالات أخرى باطلة ، فكانت فتنة عظيمة استمرت قروناً وامتُحن بسببها العلماء وابتُلي أهل السنّة وأُوذوا ، وذلك عندما أظهرها الكرابيسي غضباً من الإمام أحمد -رحمه الله- لما خالفه وحذّر منه بسبب كتابه الذي حطّ فيه من قدر بعض الصحابة والتابعين ، وقوّى فيه من شأن الرافضة ، فحصلت فتنة اللفظية عظيمة الخطر والفتنة على الناس والعامة -حتى على بعض أهل الحديث فداخلهم الغلط- لزيادة التلبيس والتوهيم وإلباس الحق بالباطل وإثارة الشبهات ، فحصل الخلاف والفُرقة والشقاق حتى بين بعض أهل العلم ، فالقائلين بهذه المقولة جمعوا بين القول بنفي خلق القرآن والقول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق ، وهي كلمة مجملة حمّالة لوجوه ، ويُقصد منها أكثر من وجه ، فتتأوّلها كل فرقة على ما تريد ، والحق في عدم إيرادها ؛ لأن الناس أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، لذا اشتد نكير الإمام أحمد -رحمه الله- على من قال باللفظ إثباتاً أو نفياً ؛ لأنه تلبيس يفتن العامّة ولا يظهر لهم الحق ، فاللهمّ أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .

6- أهم الفوائد من دراستي لدورة (الإيمان بالقرآن) :
1- الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان التي لا يصح الإيمان إلا بها .
2- يتحقق الإيمان بالقرآن بثلاثة أمور : أ- بالاعتقاد فيصدق بأنه كلام الله تعالى أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بالحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، وأنه غير مخلوق ، وأنه مهيمن على ما قبله من الكتب وناسخ لها ، وأنه محفوظ بأمر الله تعالى إلى أن يأتي وعد الله ، لا يخلق ولا يبلى ، ولا يقدر أحد أن يأتي بمثله .
ب- بالقول فيقول ما يدل على إيمانه بالقرآن فيتلوه تصديقا وتعبدا .
ج- بالعمل فيتبع هداه ويمتثل أمر الله فيه ويجتنب نهي الله فيه .
3- الناس بحاجة إلى البينات ليعرفوا الحق من الباطل ، وبحاجة إلى معرفة الهدى ليتبعوه .
4- طريق الفلاح هو : الجمع بين تصحيح الاعتقاد وتصحيح السلوك ، فلا يغلّب جانب على آخر فيقع في المحذور من بدع وشطحات أو قسوة القلب وحرمان بركة العلم .
5- يتحقق الاهتداء بالقرآن بأمور أربعة : أ- بتصديق أخباره . ب- بعَقْل أمثاله . ج- بامتثال أوامره . د- باجتناب نواهيه .
6- بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين .
7- العلم والعدل والهدى أساس كل خير ، والجهل والظلم والهوى أساس كل شر .
8- ينبغي على المسلم البعد عن مواطن الفتن والشبه وأهلها ، وعدم الدخول على السلاطين ، والخوف من الفتنة في الدين وعدم تمنّيها ، وعدم الاغترار والثقة بالنفس .
9- وجود العلماء الربانيين حصنٌ للأمّة وأمانٌ للأرض ، فبهم يزول الجهل والبدعة ، وبهم يأمن الناس وتستقر الأرض بإذن الله تعالى .
10- المخرج الأساس من أي فتنة أو مصيبة هو : التقوى ، ويدخل في ذلك كثرة العبادة في زمن المحن ، وخاصة الصلاة .
11- الناس على دين ملوكهم وسلاطينهم ، فمتى صلح السلطان صلحت الناس ، ومتى فسد فسدت .
12- من صفات ولي الله تعالى والعالم الرباني :
- عدم التقية في الدين . - محبة الخير للخلق . - الغضب لله تعالى والصدع بالحق والنصيحة . - الإنكار على السلاطين الظلمة وعدم الدخول عليهم .- الورع والزهد في الدنيا .
13- الاستعاذة بالله تعالى -دوما- من علم لا ينفع ، وذلك لأن ضرره متعدي ، فبه يعمّ الجهل والبدعة ، ويقوى الشر والضلال ، ويحلّ الخوف والاضراب .
14- شعار أهل الباطل والهوى : (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) .
15- بلاء الرجل على قدر دينه وعلى حسب صلاحه واستقامته ، فأشدهم بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .
16- كم من محنة كانت في طيّاتها منحة ، وكم من محنة أظهرت معادن الرجال .
17- كلٌّ يجود بما عنده في سبيل نصرة الدين ، ولا عذر لأحد ، فنصرته بالمال أو بالجاه أو بالنفس ، والجود بالنفس أقصى غاية الجود .
الدرجة : أ+
أحسنت نفع الله بك وبارك في همتك.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 2 ذو الحجة 1438هـ/24-08-2017م, 04:17 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

اعادة ارسال مجلس المذاكره للاسبوع التاسع عشر بعد التعديلات الخميس 4/11/1438المجموعة الأولى :
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
فتنه الوقف في القرآن : أي الذين يقلون كلام الله ، ويقفون ، فلا يقلون مخلوق او غير مخلوق ، وحكمهم أنهم أصناف ثلاثة :
1- طائفة من الجهمية ، يتسترون بالوقوف وإلا في الحقيقة هم يقولون بخلق القرآن ، ومنهم ابن الثلجي في بغداد ، زمن الامام أحمد بن حنبل ، وقد كفرهم الامام لانهم يشكلون في القرآن ، أمخلوق أم لا زمنهم ابن المعدل في البصرة.
2- الذين يقوفون شكا وترددا فا يقولون مخلوق أو غير مخلوق لشكهم وهذا يخالف التصديق الواجب بالقرآن الكريم الذي هو كلام الله وكلامه صفة من صفاته وصفاته غير مخلوقه. الجاهل قد يعذر لجهله ,حتى تقوم عليه الحجة, ويتعلم الحق , فإن اتبع قبل منه, ومن ابى واستكبر حكم بكفره , لأن الشك والتكذيب منافيان للتصديق الواجب .
3- طائفة من أهل الحديث ، قالو بالوقوف وقد أمر الامام بهجرهم ، لأن رأيهم يوطئ لأصحاب الهوى ، ويشكك العامة فإن حصل ذلك وجب البيان ، ومن أولئك مصعب الزبيري ، وبشر الكندي ، ومن قال بالوقوف : من المحدثين يحذر منه ويهجر حتى يرجع عن قوله.
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
1- موقف الجهمية المتستره باللفظ ، فمن قال : لفظي بالقران مخلوق وهو انحراف وكفر ،
2- موقف على رأسه " شراك " كان يقول القران كلام الله ، فاذا تلفظنا به كان مخلوقا .
3-موقف داوود الظاهري " قال " اما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق ، وأما الذي في ايدي الناس فمخلوق ، وقال القران : محدث ، اي مخلوق ، فنفوا صفة الكلام عن الله سبحانه .
4- جمهور أهل الحديث . الامام احمد البخاري منعوا الكلام في اللفظ لالتباسه، وبدعوا الاقوال السايقة ، وحذروا من حيل الجمهية في ذلك ، وقرروا ان افعال العباد مخلوقة
5- من اهل الحديث : قالوا : اللفظ بالقران غير مخلوق ، وهم يردون أن القران غير مخلوق ومنهم الذهلي شيخ البخاري ,
اختلاف الافهام في مسـألة اللفظ : وهي تتوقف على مراد القاتل ، حسب اللفظ وهل يراد به المصدر او المفعول ، وحسب التقسيم السابق يكون الحكم .
6- موقف الاشعري والباقلاني ، وان الامام أحمد كره الكلام في اللفظ لان معناه الطرح والرمي وهذا غير لائق . في حق القران .
7 - طوائف زعموا ان ألفاظ القراء بالقران غير مخلوقة ، واختلفوا بعد ذلك ، وهي أقوال مبتدعة ، وباطلة شرعا

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أراد أقوام الرد على المعتزلة في علم الكلام والانتصار لأهل السنة ، فوقعوا بأخطاء وأقوال محدثة ، ومنهم :
- ابن كلاب البصري ، جادل المعتزلة ، ولكن ذلك قاده للتسليم ببعض اصولهم الفاسدة ، مع انه نجح في بعض ردوده على المعتزلة وذاع صيته .
- ثم انه وافق المعتزلة في مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا ، وتفسيرهم لذلك يقتضي نفي الكلام عن الله سبحانه .
بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة فخرج بقول : ان القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وانه ليس بحرف ولا صوت ، ولا تجزأ ولا يتباعض ولا يتفاضل .
نفي ابن كلاب ما يتعلق بمشيئة الله وقدرته من الافعال وغيرها .
اختلاف الفرق في القرآن
أراد أقوام الرد على المعتزلة في علم الكلام والانتصار لأهل السنة ، فوقعوا بأخطاء وأقوال محدثة ، ومنهم :
- ابن كلاب البصري ، جادل المعتزلة ، ولكن ذلك قاده للتسليم ببعض اصولهم الفاسدة ، مع انه نجح في بعض ردوده على المعتزلة وذاع صيته .
- ثم انه وافق المعتزلة في مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا ، وتفسيرهم لذلك يقتضي نفي الكلام عن الله سبحانه .
بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة فخرج بقول : ان القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وانه ليس بحرف ولا صوت ، ولا تجزأ ولا يتباعض ولا يتفاضل .
نفي ابن كلاب ما يتعلق بمشيئة الله وقدرته من الافعال وغيرها . وقد انكر ائمة اهل السنه على ابن كلاب طريقته المبتدعة , وحذروا منها , وذكر ابن تيمية ان ابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتد لفساد اصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الاسلام بل وافقهم عليه , اي : مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا , وتفسيرهم لهم يقتضى نفي كلام الله تعالى , بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئه , كما انه خرج بقول محدث في القران , وانه حكاية عن المعنى القديم القائم بالله , وهو كلام لا يتصورة عاقل
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
ظهرت فتنة اللفظية في إطار فتنة القول بخلق القرآن ، واستمرت قرونا من الزمان ، وامتحن الناس بها .
أول من أشعل فتنة اللفظية : حسين الكرابيسي ، الذي ألف كتابا حط فيه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتصر فيه للخوارج والرافضة ، وحذر منه الامام أحمد بن حنبل ، فغضب من ذلك وقال : لفظي بالقرآن مخلوق ، وكان يريد الاثارة والفتنة ،
لابد من التنبة الى :
1- ان القران كلام الله غير مخلوق ، فالكلام ينسب الى من قاله ابتداء ، ولا ينسب الى قارئه ،
2- أن افعال العباد مخلوقة ، وكل ما يصدر عنهم مخلوق ، قال تعالى "والله خلقكم وما تعملون " ، وخالف القدرية فقالوا : العباد يخلقون أفعالهم بأنفسهم .
الخلاصة : أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وافعال العباد مخلوقة ثم جاءت مسألة التلبيس : لفظي بالقرآن مخلوق . فهو كلمة مجملة حمالة وجوه ، وقد فصل الامام احمد الجهمية الى 3 :
1- قالوا القران مخلوق " جمهور المعتزلة "
2- قالوا القران كلام الله ونسكت " الواقفة "
3- قالوا لفظنا بالقران مخلوق من اللفظية .
#بيان الامام احمد والبخاري في مسالة اللفظ بالقران :
-القران الكريم كلام الله " هو آيات بينات في صدور الذين آمنوا"
-والقراءة للقرآن فعل الخلق ، فاقرؤوا ما تيسر منه " وخطر اللفظية انها كلمة حمالة وجوه , ولا نفع في ايرادها , والناس احوج الى البيان والتوضيح والتصريح بان القران كلام الله غير مخلوق , لئلا يلتبس على الناس ويتأولونها على ما يريدون , خاصة العامة منهم , ومآلها الى القول بخلق القران , قال الامام أحمد :- ان كل واحد من إطلاق الخلقية وعد مها على اللفظ موهم , ولم يأت به كتاب ولا سنة , وعد الامام أحمد صاحب هذا القول فوق المبتدع , ومن الجهمية
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
وأبو الحسن الأشعري عاش عند خاله الجبائي وتأثر به ، ثم إنه رشد وأدرك ضلالة المعتزلة ، وتاب من على المنبر عن الاعتزال ، وأراد الرد على المعتزلة على طريقة ابن كلاب لكن رجع آخر حياته وألف كتابه " الإبانة " :
# البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه :
أنكر على الأشعري طريقتة في الرد على المعتزلة , واهل السنة اختلفوا في شأنه فمنهم من قال انه رجع رجوعا صحيحا الى مذهب اهل السنة والجماعة , ومنهم من ذهب الى ان رجوعه مجمل , لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد , واتباعه بقوا على طريقته الاولى وزادوا في أخذهم بعلم الكلام , بل زاد الانحراف عندهم حتى عظمت الفتنة بهم .
وأنكر البهبهاري طريقة الاشعري وألف السجزى في الرد عليه . وأدى الامر باتباع الاشعري الى ان الرازي والجويني قالا بنفي الصفات الخبرية .
س6:-أهم الفوائد من دورة الايمان بالقران .
1- أهمية الالتزام بأقوال أئمة الاسلام في المسائل العقدية المتعلقة بالقران الكريم .
2- خطورة الخوض في علم الكلام ومذاهب المنطق ومتاهاته .
3- وجوب تعلم المذهب الصحيح والمعتقد الحق في شأن القران الكريم وأنه كلام الله غير مخلوق , منزل عن طريق جبريل عليه السلام .
4 -التفريق بين كلام الله سبحانه من حيث ابتداؤه , وبين قراءة المخلوق للقران الكلايم بفعله وقوله .
5- الحذر من الشبه والمزالق في جوانب العقيدة , وان لا يتصدى لمقارعتها الا المتمكن من العلم الشرعي
6- وجوب الالتفاف حول العلماء الربانيين والحذر والبعد عن مؤديات الفوضى والفتن .
7- وجوب نصح من ظهر عليه أمارات الخطأ والانحراف في المعتقد , فأن تاب ورجع فبها , والا فانه يتم التحذير منه و هجره .
8- أهمية الاستدلال في المسائل العقدية , وخاصة مسائل الخلاف وادراك وجه الاستشهاد .
9- ضرورة الوقوف والتصدي لمظاهر الانحراف العقدي والرد عليها لئلا تؤثر على عامة الناس.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 2 ذو الحجة 1438هـ/24-08-2017م, 07:13 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم الشملان مشاهدة المشاركة
اعادة ارسال مجلس المذاكره للاسبوع التاسع عشر بعد التعديلات الخميس 4/11/1438المجموعة الأولى :
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
فتنه الوقف في القرآن : أي الذين يقلون كلام الله ، ويقفون ، فلا يقلون مخلوق او غير مخلوق ، وحكمهم أنهم أصناف ثلاثة :
1- طائفة من الجهمية ، يتسترون بالوقوف وإلا في الحقيقة هم يقولون بخلق القرآن ، ومنهم ابن الثلجي في بغداد ، زمن الامام أحمد بن حنبل ، وقد كفرهم الامام لانهم يشكلون في القرآن ، أمخلوق أم لا زمنهم ابن المعدل في البصرة.
2- الذين يقوفون شكا وترددا فا يقولون مخلوق أو غير مخلوق لشكهم وهذا يخالف التصديق الواجب بالقرآن الكريم الذي هو كلام الله وكلامه صفة من صفاته وصفاته غير مخلوقه. الجاهل قد يعذر لجهله ,حتى تقوم عليه الحجة, ويتعلم الحق , فإن اتبع قبل منه, ومن ابى واستكبر حكم بكفره , لأن الشك والتكذيب منافيان للتصديق الواجب .
3- طائفة من أهل الحديث ، قالو بالوقوف وقد أمر الامام بهجرهم ، لأن رأيهم يوطئ لأصحاب الهوى ، ويشكك العامة فإن حصل ذلك وجب البيان ، ومن أولئك مصعب الزبيري ، وبشر الكندي ، ومن قال بالوقوف : من المحدثين يحذر منه ويهجر حتى يرجع عن قوله.
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
1- موقف الجهمية المتستره باللفظ ، فمن قال : لفظي بالقران مخلوق وهو انحراف وكفر ،
2- موقف على رأسه " شراك " كان يقول القران كلام الله ، فاذا تلفظنا به كان مخلوقا .
3-موقف داوود الظاهري " قال " اما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق ، وأما الذي في ايدي الناس فمخلوق ، وقال القران : محدث ، اي مخلوق ، فنفوا صفة الكلام عن الله سبحانه .
4- جمهور أهل الحديث . الامام احمد البخاري منعوا الكلام في اللفظ لالتباسه، وبدعوا الاقوال السايقة ، وحذروا من حيل الجمهية في ذلك ، وقرروا ان افعال العباد مخلوقة
5- من اهل الحديث : قالوا : اللفظ بالقران غير مخلوق ، وهم يردون أن القران غير مخلوق ومنهم الذهلي شيخ البخاري ,
اختلاف الافهام في مسـألة اللفظ : وهي تتوقف على مراد القاتل ، حسب اللفظ وهل يراد به المصدر او المفعول ، وحسب التقسيم السابق يكون الحكم .
6- موقف الاشعري والباقلاني ، وان الامام أحمد كره الكلام في اللفظ لان معناه الطرح والرمي وهذا غير لائق . في حق القران .
7 - طوائف زعموا ان ألفاظ القراء بالقران غير مخلوقة ، واختلفوا بعد ذلك ، وهي أقوال مبتدعة ، وباطلة شرعا

س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أراد أقوام الرد على المعتزلة في علم الكلام والانتصار لأهل السنة ، فوقعوا بأخطاء وأقوال محدثة ، ومنهم :
- ابن كلاب البصري ، جادل المعتزلة ، ولكن ذلك قاده للتسليم ببعض اصولهم الفاسدة ، مع انه نجح في بعض ردوده على المعتزلة وذاع صيته .
- ثم انه وافق المعتزلة في مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا ، وتفسيرهم لذلك يقتضي نفي الكلام عن الله سبحانه .
بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة فخرج بقول : ان القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وانه ليس بحرف ولا صوت ، ولا تجزأ ولا يتباعض ولا يتفاضل .
نفي ابن كلاب ما يتعلق بمشيئة الله وقدرته من الافعال وغيرها .
اختلاف الفرق في القرآن
أراد أقوام الرد على المعتزلة في علم الكلام والانتصار لأهل السنة ، فوقعوا بأخطاء وأقوال محدثة ، ومنهم :
- ابن كلاب البصري ، جادل المعتزلة ، ولكن ذلك قاده للتسليم ببعض اصولهم الفاسدة ، مع انه نجح في بعض ردوده على المعتزلة وذاع صيته .
- ثم انه وافق المعتزلة في مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا ، وتفسيرهم لذلك يقتضي نفي الكلام عن الله سبحانه .
بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة فخرج بقول : ان القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وانه ليس بحرف ولا صوت ، ولا تجزأ ولا يتباعض ولا يتفاضل .
نفي ابن كلاب ما يتعلق بمشيئة الله وقدرته من الافعال وغيرها . وقد انكر ائمة اهل السنه على ابن كلاب طريقته المبتدعة , وحذروا منها , وذكر ابن تيمية ان ابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتد لفساد اصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الاسلام بل وافقهم عليه , اي : مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلا , وتفسيرهم لهم يقتضى نفي كلام الله تعالى , بل جميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئه , كما انه خرج بقول محدث في القران , وانه حكاية عن المعنى القديم القائم بالله , وهو كلام لا يتصورة عاقل
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
ظهرت فتنة اللفظية في إطار فتنة القول بخلق القرآن ، واستمرت قرونا من الزمان ، وامتحن الناس بها .
أول من أشعل فتنة اللفظية : حسين الكرابيسي ، الذي ألف كتابا حط فيه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتصر فيه للخوارج والرافضة ، وحذر منه الامام أحمد بن حنبل ، فغضب من ذلك وقال : لفظي بالقرآن مخلوق ، وكان يريد الاثارة والفتنة ،
لابد من التنبة الى :
1- ان القران كلام الله غير مخلوق ، فالكلام ينسب الى من قاله ابتداء ، ولا ينسب الى قارئه ،
2- أن افعال العباد مخلوقة ، وكل ما يصدر عنهم مخلوق ، قال تعالى "والله خلقكم وما تعملون " ، وخالف القدرية فقالوا : العباد يخلقون أفعالهم بأنفسهم .
الخلاصة : أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وافعال العباد مخلوقة ثم جاءت مسألة التلبيس : لفظي بالقرآن مخلوق . فهو كلمة مجملة حمالة وجوه ، وقد فصل الامام احمد الجهمية الى 3 :
1- قالوا القران مخلوق " جمهور المعتزلة "
2- قالوا القران كلام الله ونسكت " الواقفة "
3- قالوا لفظنا بالقران مخلوق من اللفظية .
#بيان الامام احمد والبخاري في مسالة اللفظ بالقران :
-القران الكريم كلام الله " هو آيات بينات في صدور الذين آمنوا"
-والقراءة للقرآن فعل الخلق ، فاقرؤوا ما تيسر منه " وخطر اللفظية انها كلمة حمالة وجوه , ولا نفع في ايرادها , والناس احوج الى البيان والتوضيح والتصريح بان القران كلام الله غير مخلوق , لئلا يلتبس على الناس ويتأولونها على ما يريدون , خاصة العامة منهم , ومآلها الى القول بخلق القران , قال الامام أحمد :- ان كل واحد من إطلاق الخلقية وعد مها على اللفظ موهم , ولم يأت به كتاب ولا سنة , وعد الامام أحمد صاحب هذا القول فوق المبتدع , ومن الجهمية
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
وأبو الحسن الأشعري عاش عند خاله الجبائي وتأثر به ، ثم إنه رشد وأدرك ضلالة المعتزلة ، وتاب من على المنبر عن الاعتزال ، وأراد الرد على المعتزلة على طريقة ابن كلاب لكن رجع آخر حياته وألف كتابه " الإبانة " :
# البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه :
أنكر على الأشعري طريقتة في الرد على المعتزلة , واهل السنة اختلفوا في شأنه فمنهم من قال انه رجع رجوعا صحيحا الى مذهب اهل السنة والجماعة , ومنهم من ذهب الى ان رجوعه مجمل , لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد , واتباعه بقوا على طريقته الاولى وزادوا في أخذهم بعلم الكلام , بل زاد الانحراف عندهم حتى عظمت الفتنة بهم .
وأنكر البهبهاري طريقة الاشعري وألف السجزى في الرد عليه . وأدى الامر باتباع الاشعري الى ان الرازي والجويني قالا بنفي الصفات الخبرية .
س6:-أهم الفوائد من دورة الايمان بالقران .
1- أهمية الالتزام بأقوال أئمة الاسلام في المسائل العقدية المتعلقة بالقران الكريم .
2- خطورة الخوض في علم الكلام ومذاهب المنطق ومتاهاته .
3- وجوب تعلم المذهب الصحيح والمعتقد الحق في شأن القران الكريم وأنه كلام الله غير مخلوق , منزل عن طريق جبريل عليه السلام .
4 -التفريق بين كلام الله سبحانه من حيث ابتداؤه , وبين قراءة المخلوق للقران الكلايم بفعله وقوله .
5- الحذر من الشبه والمزالق في جوانب العقيدة , وان لا يتصدى لمقارعتها الا المتمكن من العلم الشرعي
6- وجوب الالتفاف حول العلماء الربانيين والحذر والبعد عن مؤديات الفوضى والفتن .
7- وجوب نصح من ظهر عليه أمارات الخطأ والانحراف في المعتقد , فأن تاب ورجع فبها , والا فانه يتم التحذير منه و هجره .
8- أهمية الاستدلال في المسائل العقدية , وخاصة مسائل الخلاف وادراك وجه الاستشهاد .
9- ضرورة الوقوف والتصدي لمظاهر الانحراف العقدي والرد عليها لئلا تؤثر على عامة الناس.
الدرجة: أ
اجتهدت فأحسنت نفع الله بك .

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 3 محرم 1439هـ/23-09-2017م, 01:19 PM
يحيى شوعي يحيى شوعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 67
افتراضي المجموعة الأولى :

المجموعة الأولى :
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الصنف الأول: من يتستتر بالوقف كالجهمة لكنهم في الأصل يرون بخلق القرآن وحكمهم جهمية كفره
والصنف الثاني: من يقفون شكاً تردد وحكمهم هو حكم الصنف الأول إلا إن كان ذلك الشخص عامي فإننه يستتاب فإن عاد وإلا حكم بكفره .
والصنف الثالث: من أخطأ من أهل الحديث وقال بالوقف أو دعا إليه لكنهم لا يرون بخلق القرآن ولا يعتقدون ذلك وقد هجرهم العلماء والأئمة وأنكروا عليهم ذلك وحذروا منهم .
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الأول : موقف الجهمية المتستّرة باللفظ
وموقفهم : أنهم يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف , وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية
وموقفهم : على رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري .
و موقفه : كان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة , واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة .
وموقفهم : هؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم , وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق،
وموقفهم : هم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما قيل عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى .
وموقفهم : هؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
وموقفهم : أنهم اختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد , وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه , وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ , وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق , وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق, وهذه الأقوال حكاها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض الطوائف، وحكى أقوالاً أخرى نحوها في البطلان؛ ثم قال: (وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا، ولكن ألجأ أصحابها إليها اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني، فإنه إذا قيل: سمعت زيدا وقيل: هذا كلام زيد، فإن هذا يقال على كلامه الذي - تكلم هو به بلفظه ومعناه، سواء كان مسموعا منه أو من المبلغ عنه مع العلم بالفرق بين الحالين، وأنه إذا سمع منه سمع بصوته، وإذا سمع من غيره سمع من ذلك المبلغ لا بصوت المتكلم، وإن كان اللفظ لفظ المتكلم، وقد يقال مع القرينة هذا كلام فلان، وإن ترجم عنه بلفظ آخر، كما حكى الله كلام من يحكي قوله من الأمم باللسان العربي، وإن كانوا إنما قالوا بلفظ [عبري] أو سرياني أو قبطي أو غير ذلك).
س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهور بدعته :
أنه أراد الرد على المعتزلة وحاجهم في أصولهم المنطقية والكلامية لكنه سلم لهم ببعض أصولهم الفاسدة , وبالرغم من ذلك رد عليهم بعض أقوالهم وأفحمهم و ألف كتباً في الرد عليهم حتى اشتهرت ردوده وعجزهم عن مناظرته فاعتقد أنه نصر السنة بذلك
، فذاع صيته واشتهر ذكره، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها , لكن بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
موقف أئمة أهل السنة منه :
أنكروا عليه طريقته وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره (
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه(
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
لأن العلماء أوذوا بسببها و لأنها أظهرت أقوال وبدع كثيرة , حتى بعض أهل الحديث وقعوا فيها , وحصلت الفرقة بين بعض أهل العلم , ولبس على العامة بها كثيرا
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرة أبي الحسن الأشعري :
لأنه بعدما رجع لقول أهل السنة بعدما تاب من الاعتزال ورجع عن مذهبهم , كان خبيرا بأقوالهم وبما لديهم من علل فسهل عليه مناظرتهم .
فقد كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ بصيراً بعلل أقوال المعتزلة واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
موقف أهل السنة منه :
اختلف فيه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة قبل وفاته ، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد , لكن أتباعه بقوا على طريقته الأولى، بل زادوا في أخذهم بالطرق الكلامية، ولم يزل الانحراف يزداد شيئاً فشيئا حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد.
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة) ا.هـ.
و كان البربهاري قد دخل عليه أبو الحسن وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته.
س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
-معرفة المنهج الصحيح لأهل اسنة في لإيمان بالقرآن .
-معرفة أهم أسباب الانحراف عن العقيدة الحيحة في الإيمان بالقرآن
-أهمية حراسة عقيدة المسلم خصوصا فيما يتعلق بالقرآن .
-الإلمام بأهم أقوال المخالفين لأهل السنة والجماعة فيما يتعلق بالقرآن .
-معرفة حجج المخالفين لأهل السنة والجماعة في مسائل الإيمان بالقرآن .
-الاطلاع على أهم الفتن التي حدثت لأهل السنة فيما يتعلق بمسائل الايمان بالقرآن وكيف واجهوها .

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 17 ربيع الأول 1439هـ/5-12-2017م, 02:55 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى شوعي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى :
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الصنف الأول: من يتستتر بالوقف كالجهمة لكنهم في الأصل يرون بخلق القرآن وحكمهم جهمية كفره
والصنف الثاني: من يقفون شكاً تردد وحكمهم هو حكم الصنف الأول إلا إن كان ذلك الشخص عامي فإننه يستتاب فإن عاد وإلا حكم بكفره .
والصنف الثالث: من أخطأ من أهل الحديث وقال بالوقف أو دعا إليه لكنهم لا يرون بخلق القرآن ولا يعتقدون ذلك وقد هجرهم العلماء والأئمة وأنكروا عليهم ذلك وحذروا منهم .
س2: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الأول : موقف الجهمية المتستّرة باللفظ
وموقفهم : أنهم يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف , وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية
وموقفهم : على رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري .
و موقفه : كان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة , واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة .
وموقفهم : هؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم , وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق،
وموقفهم : هم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما قيل عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى .
وموقفهم : هؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
وموقفهم : أنهم اختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد , وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه , وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ , وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق , وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق, وهذه الأقوال حكاها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض الطوائف، وحكى أقوالاً أخرى نحوها في البطلان؛ ثم قال: (وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا، ولكن ألجأ أصحابها إليها اشتراك في الألفاظ واشتباه في المعاني، فإنه إذا قيل: سمعت زيدا وقيل: هذا كلام زيد، فإن هذا يقال على كلامه الذي - تكلم هو به بلفظه ومعناه، سواء كان مسموعا منه أو من المبلغ عنه مع العلم بالفرق بين الحالين، وأنه إذا سمع منه سمع بصوته، وإذا سمع من غيره سمع من ذلك المبلغ لا بصوت المتكلم، وإن كان اللفظ لفظ المتكلم، وقد يقال مع القرينة هذا كلام فلان، وإن ترجم عنه بلفظ آخر، كما حكى الله كلام من يحكي قوله من الأمم باللسان العربي، وإن كانوا إنما قالوا بلفظ [عبري] أو سرياني أو قبطي أو غير ذلك).
س3: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهور بدعته :
أنه أراد الرد على المعتزلة وحاجهم في أصولهم المنطقية والكلامية لكنه سلم لهم ببعض أصولهم الفاسدة , وبالرغم من ذلك رد عليهم بعض أقوالهم وأفحمهم و ألف كتباً في الرد عليهم حتى اشتهرت ردوده وعجزهم عن مناظرته فاعتقد أنه نصر السنة بذلك
، فذاع صيته واشتهر ذكره، حتى تبعه على طريقته بعض الناس وفتن بها , لكن بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
موقف أئمة أهل السنة منه :
أنكروا عليه طريقته وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره (
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه(
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
لأن العلماء أوذوا بسببها و لأنها أظهرت أقوال وبدع كثيرة , حتى بعض أهل الحديث وقعوا فيها , وحصلت الفرقة بين بعض أهل العلم , ولبس على العامة بها كثيرا
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرة أبي الحسن الأشعري :
لأنه بعدما رجع لقول أهل السنة بعدما تاب من الاعتزال ورجع عن مذهبهم , كان خبيرا بأقوالهم وبما لديهم من علل فسهل عليه مناظرتهم .
فقد كان متبحّراً في علم الكلام، قليل البضاعة في علوم السنّة؛ بصيراً بعلل أقوال المعتزلة واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
موقف أهل السنة منه :
اختلف فيه أهل العلم؛ فمنهم من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة قبل وفاته ، ومنهم من ذهب إلى أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد , لكن أتباعه بقوا على طريقته الأولى، بل زادوا في أخذهم بالطرق الكلامية، ولم يزل الانحراف يزداد شيئاً فشيئا حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد.
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة) ا.هـ.
و كان البربهاري قد دخل عليه أبو الحسن وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته.
س6: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "الإيمان بالقرآن"
-معرفة المنهج الصحيح لأهل اسنة في لإيمان بالقرآن .
-معرفة أهم أسباب الانحراف عن العقيدة الحيحة في الإيمان بالقرآن
-أهمية حراسة عقيدة المسلم خصوصا فيما يتعلق بالقرآن .
-الإلمام بأهم أقوال المخالفين لأهل السنة والجماعة فيما يتعلق بالقرآن .
-معرفة حجج المخالفين لأهل السنة والجماعة في مسائل الإيمان بالقرآن .
-الاطلاع على أهم الفتن التي حدثت لأهل السنة فيما يتعلق بمسائل الايمان بالقرآن وكيف واجهوها .
أحسنت بارك الله فيكِ وأحسن إليك. أ
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir