دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الجامع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 06:10 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب الذكر والدعاء (11/19) [دعاء سيد الاستغفار]


وعنْ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ)). أَخْرَجَهُ البخاريُّ.


  #2  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 09:19 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني


18/1470 - وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ)). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
(وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ).
وَتَمَامُ الْحَدِيثِ: ((مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)).
قَالَ الطِّيبِيُّ: لَمَّا كَانَ هَذَا الدُّعَاءُ جَامِعاً لِمَعَانِي التَّوْبَةِ، اسْتُعِيرَ لَهُ اسْمُ السَّيِّدِ، وَهُوَ فِي الأَصْلِ الرَّئِيسُ الَّذِي يُقْصَدُ إلَيْهِ فِي الْحَوَائِجِ، وَيُرْجَعُ إلَيْهِ فِي الأُمُورِ.
وَجَاءَ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ: ((أَلا أَدُلُّكَ عَلَى سَيِّدِ الاسْتِغْفَارِ؟)) وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ عِنْدَ النَّسَائِيِّ: ((تَعَلَّمُوا سَيِّدَ الاسْتِغْفَارِ)).
وَقَوْلُهُ: ((لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتنِي))، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ: ((اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتنِي)) إلخ، وَزَادَ فِيهِ: ((آمَنْتُ لَكَ مُخْلِصاً لَكَ دِينِي)).
وَقَوْلُهُ: ((وَأَنَا عَبْدُكَ)) جُمْلَةٌ مُؤَكِّدَةٌ لِقَوْلِهِ: ((أَنْتَ رَبِّي))، وَيُحْتَمَلُ أَنَّ عَبْدَكَ بِمَعْنَى عَابِدُكَ، فَلا يَكُونُ تَأْكِيداً، وَيُؤَيِّدُهُ عَطْفُ قَوْلِهِ: ((وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ)).
وَمَعْنَاهُ كَمَا قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَنَا عَلَى مَا عَاهَدْتُكَ عَلَيْهِ وَوَاعَدْتُكَ مِن الإِيمَانِ بِكَ، وَإِخْلاصِ الطَّاعَةِ لَكَ، مَا اسْتَطَعْتُ، وَمُتَمَسِّكٌ بِهِ، وَمُنْجِزٌ وَعْدَكَ فِي التَّوْبَةِ وَالأَجْرِ.
وَفِي قَوْلِهِ: ((مَا اسْتَطَعْتُ)) اعْتَرَفَ بِالْعَجْزِ وَالْقُصُورِ عَن الْقِيَامِ بِالْوَاجِبِ مِنْ حَقِّهِ تَعَالَى.
قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ: يُرِيدُ بِالْعَهْدِ الَّذِي أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ؛ حَيْثُ أَخْرَجَهُمْ أَمْثَالَ الذَّرِّ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ: {أَلَسْت بِرَبِّكُمْ}، فَأَقَرُّوا لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَأَذْعَنُوا لَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ. وَبِالْوَعْدِ مَا قَالَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ: ((أَنَّ مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِي شَيْئاً أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ)). وَمَعْنَى ((أَبُوءُ)): أُقِرُّ وَأَعْتَرِفُ، وَهُوَ مَهْمُوزٌ، وَأَصْلُهُ الْبَوَاءُ، وَمَعْنَاهُ: اللُّزُومُ، وَمِنْهُ: بَوَّأَهُ اللَّهُ مَنْزِلاً؛ أَيْ: أَسْكَنَهُ، فَكَأَنَّهُ أَلْزَمَهُ بِهِ، ((وَأَبُوءُ بِذَنْبِي)): أَعْتَرِفُ بِهِ وَأُقِرُّ.
وَقَوْلُهُ: ((فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ)) اعْتِرَافٌ بِذَنْبِهِ أَوَّلاً، ثُمَّ طَلَبُ غُفْرَانِهِ ثَانِياً. وَهَذَا مِنْ أَحْسَنِ الْخِطَابِ، وَأَلْطَفِ الاسْتِعْطَافِ؛ كَقَوْلِ أَبِي الْبَشَرِ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
وَقَد اشْتَمَلَ الْحَدِيثُ عَلَى الإِقْرَارِ بِالرُّبُوبِيَّةِ لِلَّهِ تَعَالَى، وَبِالْعُبُودِيَّةِ لِلْعَبْدِ بالتَّوْحِيدِ للَّهِ تعالى، وَالإِقْرَارِ بِأَنَّهُ الْخَالِقُ، وَالإِقْرَارِ بِالْعَهْدِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَى الأُمَمِ، وَالإِقْرَارِ بِالْعَجْزِ عَن الْوَفَاءِ مِن الْعَبْدِ، وَالاسْتِعَاذَةِ بِهِ تَعَالَى مِنْ شَرِّ السَّيِّئَاتِ؛ نَحْوُ: ((نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا))، وَالإِقْرَارِ بِنِعْمَتِهِ تعالى عَلَى عِبَادِهِ، وَأَفْرَادهَا لِلْجِنْسِ، وَالإِقْرَارِ بِالذَّنْبِ، وَطَلَبِ الْمَغْفِرَةِ، وَحَصْرِ الْغُفْرَانِ فِيهِ تَعَالَى. وَفِيهِ أَنَّهُ لا يَنْبَغِي طَلَبُ الْحَاجَاتِ إِلاَّ بَعْدَ الْوَسَائِلِ.
وَأَمَّا اسْتِشْكَالُ أَنَّهُ كَيْفَ يَسْتَغْفِرُ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَهُوَ أَيْضاً مَعْصُومٌ؛ فَإِنَّهُ مِن الْفُضُولِ؛ لأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ بِأَنَّهُ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إلَيْهِ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَعَلَّمَنَا الاسْتِغْفَارَ، فَعَلَيْنَا التَّأَسِّي وَالامْتِثَالُ، لا إيرَادُ السُّؤَالِ وَالإِشْكَالِ.
وَقَدْ عَلِمَ هَذَا مَنْ خَاطَبَهُمْ بِذَلِكَ، فَلَمْ يُورِدُوا إشْكَالاً، وَلا سُؤَالاً، وَيَكْفِينَا كَوْنُهُ ذَكَرَ اللَّهَ تعالى عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَهُوَ مِثْلُ طَلَبِنَا لِلرِّزْقِ وَقَدْ تَكَفَّلَ بِهِ، وَتَعْلِيمُهُ لَنَا ذَلِكَ: {وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}، وَكُلُّهُ تَعَبُّدٌ وَذِكْرٌ لِلَّهِ تَعَالَى.

  #3  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 09:19 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


1359- وعن شداد بن أوس –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)) أخرجه البخاري.
*مفردات الحديث:
-سيد الاستغفار: السيد يقال في الأصل للرئيس الذي يقصد للحوائج، وصار هذا الاستغفار سيداً؛ لأن فيه الإقرار لله وحده بألوهيته، وعلى نفسه بالعبادة، والاعتراف بالخالق، والإقرار بالعهد، والرجاء بما وعد به، والاستعاذة مما جنى به على نفسه، وإضافة النعم إلى موجودها، وإضافة الذنب إلى نفسه، واعترافه بأنه لا يقدر على ذلك إلا هو، إلى غير ذلك من بديع المعاني.
-على عهدك: أي: ما عاهدتك عليه، وواعدتك، من الإيمان، وإخلاص الطاعة لك، وقيل: العهد ما أخذ في عالم الذر.
-ما استطعت: أي: مدة دوام استطاعتي، وفيه اعتراف بالعجز والقصور.
-أبوء بنعمتك، وأبوء بذنبي: اعترف والتزم لك، قال الطيبي: اعترف بأنه أنعم عليه، ولم يقيده؛ ليشمل كل الإنعام، ثم اعترف بالتقصير، وأنه لم يقم بأداء شكر النعم عليه.
*ما يؤخذ من الحديث:
1- سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث العظيم: سيد الاستغفار؛ لما احتوى عليه من معاني التوبة والتذلل، مما ليس في غيره من أحاديث التوبة والاستغفار.
2- قال الطيبي: لما كان هذا الدعاء جامعاً لمعاني التوبة، استعير له اسم السيد الذي هو في الأصل الرئيس الذي يقصد إليه في الحوائج، ويرجع إليه في الأمور.
3- وقال ابن أبي جمرة: جمع هذا الحديث من بديع المعاني، وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى بسيد الاستغفار.
4- اشتمل هذا الحديث السيد الشريف على اعترافات ترجع إلى الله تعالى بما يستحقه من العظمة والإجلال، وترجع إلى العبد بما يجب عليه من الذل، والخضوع، والانكسار.
5- فيه الإقرار لله تعالى بالربوبية، وذلك أنه تعالى هو الخالق، الرازق، المعطي، المانع، القابض، الباسط، المحيي، المميت، المدبر لجميع الأمور.
6- وفيه الإقرار له بالعبودية، والإلهية، والوحدانية، وأنه المألوه المعبود المقصود.
7- وفيه الإقرار والاعتراف من العبد لربه ومعبوده، بأنه العبد، المطيع، الخاضع، الذليل أمام ربه، وخالقه، ورازقه، ومعبوده.
8- وفيه إقرار العبد بأنه ملتزم بالوفاء بالعهد الذي أخذه ربه عليه بقوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف:172].
9- قوله: ((ما استطعت)) وعد بالقيام بعهد الله تعالى بقدر الاستطاعة والطاقة، وهذا موافق لقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أمرتكم بأمر، فأتوا منه ما استطعتم)) رواه البخاري ومسلم؛ فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وهو أيضاً: إقرار واعتراف من العبد لربه بالعجز والتقصير، بأن يعبده حق عبادته.
10-قوله: ((أعوذ بك من شر ما صنعت)) قال ابن القيم: أعوذ، بمعنى: ألتجئ، وأعتصم وأتحرز، فالمستعيذ مستتر بمعاذ، ومستمسك به، ومعتصم به، والاستعاذة بقلب المؤمن معنى قائم وراء هذه العبارة التي ليست إلا إشارة وتفهيماً، وإلا فما يقوم بالقلب حينئذ من الالتجاء، والاعتصام، والانطراح بين يدي الرب، والافتقار إليه، والتذلل بين يديه، أمر لا تحيط به العبارة.
11- وقال أيضاً: المستعاذ به هو الله وحده الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا به، فلا يستعاذ بأحد من خلقه؛ فهو الذي يعيذ المستعيذين ويعصمهم ويمنعهم من شر ما استعاذوا من شره، وقد أخبر الله تعالى في كتابه عمن استعاذ بخلقه أن استعاذته زادته طغياناً.
12- أنواع الشرور المستعاذ منها لا تخلو من قسمين: إما شر وقع به من غيره، وإما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها؛ فيكون وقع ذلك بفعله وقصده وسعيه، ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها، وهو أعظم الشرين، وأدومهما، وأشرهما اتصالاً بصاحبه.
والذنوب التي يستعيذ منها بهذا الحديث الشريف: هي من فعل العبد وقصده؛ فهو يستعيذ من شرها؛ لأنها موجبة للعقاب وللعقوبة، إلا أن يعيذه ربه، ويغفر له، ويرحمه، وأقوى سبب لمنع شرها: التوبة النصوح.
13- قوله: ((أبوء لك بنعمتك علي)) هذا إقرار واعتراف بنعم الله تعالى على عباده، بأنه وحده المنعم المتفضل، وأنه المستحق للحمد والشكر على نعمه التي لا تحصى، وإفضاله الذي لا يحد ولا يعد.
14- وفي الحديث دليل على أن المقاصد لا ينبغي أن تطلب إلا بوسائلها الصحيحة، وأسبابها الموصلة، أما التعلل بالخرافات، والبدع، والتوسلات الشركية والبدعية، فهي لا تزيد الإنسان من ربه إلا بعداً.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الذكر, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir