دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #8  
قديم 5 جمادى الأولى 1442هـ/19-12-2020م, 08:57 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) ) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)}


عناصر الرسالة:

1- معنى : (فخانتاهما).
2-المراد : (وعمله).
3- المراد :(أحصنت فرجها).
4- المراد :(بكلمات وكتبه).
5- المراد :(القانتين).

هذان المثلان اللذان للكفار والمؤمنين فيهما بيان أن من كفر لا يغني عنه شيء ولا ينفعه وزر ولو كان متعلقا بأقوى الأسباب، وأن من آمن لا يدفعه دافع عن رضوان الله تعالى ولو كان في أسوأ منشأ وأخس حال، ذكره ابن عطية و ذكره بمعناه الصنعاني .
وقال بعض الناس: إن في المثلين عبرة لزوجات النبي محمد عليه السلام، حين تقدم عتابهن، وفي هذا بعد لأن النص أنه للكفار يبعد هذا، ذكره ابن عطية.
وقد ثبت في الصّحيحين عن أبي موسى الأشعريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "كمل من الرّجال كثيرٌ، ولم يكمل من النّساء إلّا آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وإنّ فضل عائشة على النّساء كفضل الثّريد على سائر الطّعام".

1- معنى : (فخانتاهما).
1-المراد الخيانة في الدين و العمل:بالكفر و بالدلالة على الأضياف لقوم لوط، والأخرى امراة نوح بقولها أنه مجنون:
واستشهد له بقوله:
1-عن سعيد بن جبيرٍ أنّه جاء إليه رجلٌ فسأله، فقال: أرأيتك ابن نوح أمنه، فسبح طويلا، ثم قال: لا إله إلا الله، يحدث الله محمدا: {ونادى نوحٌ ابنه}، وتقول ليس منه، ولكنه خالفه في العمل، فليس منه من لم يؤمن.
قال أبو معاوية: فسألته عن ذلك ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح، فقال: أما امرأة لوط فكانت تدل على الأضياف، وأما امرأة نوح فلا علم لي بها). [الجامع في علوم القرآن: 2/72-73].

2- وعن ابن عباس يسأل وهو إلى جنب الكعبة عن قول الله تعالى فخانتا هما فقال: أما أنه ليس بالزنا ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون وكانت هذه تدل على الأضياف قال ثم قرأ إنه عمل غير صلح). [تفسير عبد الرزاق: 1/310]


وعلى هذا جرت عامة عبارات السلف كما روى الطبري ، عن ابن عباس، و سليمان ابن قتة، وعكرمة ،والضحاك، وسعيد بن جبير.

2- القول الثاني:الزنا .
ذكره ابن عطية عن الحسن، و نفى هذا ابن عباس رضي الله عنهما ، فقال : ما بغت امرأة نبيٍّ قطّ {فخانتاهما} قال: في الدّين خانتاهما، ذكره الطبري والسيوطي.

قال ابن عطية :"واختلف الناس في خيانة هاتين المرأتين، فقال ابن عباس وغيره: خانتا في الكفر، وفي أن امرأة نوح كانت تقول للناس: إنه مجنون، وأن امرأة لوط كانت تنم إلى قومه متى ورده ضيف فتخبر به، وقال ابن عباس: وما بغت زوجة نبي قط، ولا ابتلي الأنبياء في نسائهم بهذا، وقال الحسن في كتاب النقاش: خانتاهما بالكفر والزنا وغيره.

2-المراد : (وعمله).
1-القول الأول: أي نجني من فرعون و جماعه.
ذكره السيوطي في الدر عن ابن عباس رضي الله عنهما.

2-القول الثاني:أن اعمل كعمله.
أي وأنقذني من عذاب فرعون، ومن أن أعمل عمله، وذلك كفره باللّه، قاله قتادة ، كما ذكره الطبري.


وقد ذكر ابن كثير عن أبي العالية قال: كان إيمان امرأة فرعون من قبل إيمان امرأة خازن فرعون، وذلك أنّها جلست تمشّط ابنة فرعون، فوقع المشط من يدها، فقالت تعس من كفر باللّه؟ فقالت لها ابنة فرعون: ولك ربٌّ غير أبي؟ قالت: ربّي وربّ أبيك وربّ كلّ شيءٍ الله. فلطمتها بنت فرعون وضربتها، وأخبرت أباها، فأرسل إليها فرعون فقال: تعبدين ربًّا غيري؟ قالت: نعم، ربّي وربّك وربّ كلّ شيءٍ اللّه. وإيّاه أعبد فعذّبها فرعون وأوتد لها أوتادًا فشدّ رجليها ويديها وأرسل عليها الحيّات، وكانت كذلك، فأتى عليها يومًا فقال لها: ما أنت منتهيةٌ؟ فقالت له: ربّي وربّك ورب كلّ شيءٍ اللّه. فقال لها: إنّي ذابحٌ ابنك في فيك إن لم تفعلي. فقالت له: اقض ما أنت قاضٍ. فذبح ابنها في فيها، وإنّ روح ابنها بشّرها، فقال لها: أبشري يا أمّه، فإنّ لك عند اللّه من الثّواب كذا وكذا. فصبرت ثمّ أتى [عليها] فرعون يومًا آخر فقال لها مثل ذلك، فقالت له، مثل ذلك، فذبح ابنها الآخر في فيها، فبشّرها روحه أيضًا، وقال لها. اصبري يا أمّه فإنّ لك عند اللّه من الثّواب كذا وكذا. قال: وسمعت امرأة فرعون كلام روح ابنها الأكبر ثمّ الأصغر، فآمنت امرأة فرعون، وقبض اللّه روح امرأة خازن فرعون، وكشف الغطاء عن ثوبها ومنزلتها وكرامتها في الجنّة لامرأة فرعون حتّى رأت فازدادت إيمانًا ويقينًا وتصديقًا، فاطّلع فرعون على إيمانها، فقال للملإ ما تعلمون من آسية بنت مزاحمٍ؟ فأثنوا عليها، فقال لهم: إنّها تعبد غيري. فقالوا له: اقتلها. فأوتد لها أوتادًا فشدّ يديها ورجليها، فدعت آسية ربّها فقالت: {ربّ ابن لي عندك بيتًا في الجنّة} فوافق ذلك أن حضرها، فرعون فضحكت حين رأت بيتها في الجنّة، فقال فرعون: ألا تعجبون من جنونها، إنّا نعذّبها وهي تضحك، فقبض اللّه روحها، رضي اللّه عنها.

قال قتادة: كان فرعون أعتى أهل الأرض وأبعده فواللّه ما ضرّ امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربّها لتعلموا أنّ اللّه حكمٌ عدلٌ، لا يؤاخذ أحدًا إلّا بذنبه،ذكره ابن كثير.


3- المراد :(أحصنت فرجها).

1- الّتي منعت جيب درعها جبريل عليه السّلام،فنفخنا فيه في جيب درعها، وذلك فرجها، {من روحنا}. من جبرئيل، وهو الرّوح،ذكره الطبري، وهو قول الجمهور.

2-أي حفظته وصانته، والإحصان: هو العفاف والحرّيّة، إنّ اللّه بعثه إليها فتمثّل لها في صورة بشرٍ سوي، وأمره اللّه تعالى أن ينفخ بفيه في جيب درعها، فنزلت النّفخة فولجت في فرجها، فكان منه الحمل بعيسى، عليه السّلام ، ذكره ابن كثير.

قال ابن عطية:(واختلف الناس في الفرج الذي أحصنت مريم، فقال الجمهور: هو فرج الدرع الذي كان عليها، وأنها كانت صينة، وأن جبريل عليه السلام: نفخ فيها الروح من جيب الدرع، وقال قوم من المتأولين: هو الفرج الجارحة، فلفظة أحصنت: إذا كان فرج الجارحة متمكنا حقيقة، والإحصان: صونه، وفيه هي مستعملة، وإذا قدرنا فرج الدرع فلفظ أحصنت فيه مستعارة من حيث صانته، ومن حيث صار مسلكا لولدها).

4- المراد :(بكلمات وكتبه).
1-بقدره وشرعه، ذكره ابن كثير.
2-أي آمنت بعيسى، وهو كلمة اللّه {وكتبه} يعني التّوراة والإنجيل، ذكره الطبري عن قتادة.

5- المراد :(القانتين).
1- القانتين بين المغرب والعشاء.
ذكرعن الكرماني أنه قال: في قول الله: {وكانت من القانتين}، قال: ما بين المغرب والعشاء). [الجامع في علوم القرآن: 1/35]
2-أي: من المطيعين،ذكره الطبري عن قتادة.



وفي القصة فوائد كثيرة منها:

1- التضرع لله بصدق سبب النجاة من الكرب العظيم كما قالت آسية رضي الله عنها( رب ابن لي عندك بيتا في الجنة).

2- القرابة لايرتفع ولاتشفع عند الله تعالى بل المقياس على التقوى والعمل الصالح،( فلم يغنيا عنهما).



والله أعلم.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir