من حدث ونسي
0المراد بـ (من حدث ونسي)
قد يحدث الشيخ تلميذه بحديث, ثم ينساه الشيخ بعد فترة, فإذا قيل له ذلك قال: لا أذكره, أو قال: كذب علي.
●أقسام من حدث ونسي:
-القسم الأول:
إن جحد الشيخ مرويه جزما.
-مثاله:
كأن يقول: كذب علي فلان, أو : أنا ما حدثته بهذا الحديث, فهذا نقول: إنه جحد مرويه جزما.
-حكمه:
رواية التلميذ مردودة.
-مسألة: هل نصدق المحدث في هذه الحالة؟
لا نصدق المحدث حينئذ؛ لأننا لو صدقناه أثبتنا أن الراوي عنه كذاب مع أنه ثقة.
فنقول: كلاهما ثقة, ونتوقف في الحديث ونقول: هناك لبس لا ندري ما منشؤه, إما
عند هذا, أو عند هذا.
-القسم الثاني:
إن جحد الشيخ مرويه احتمالا.
-مثاله:
كأن يقول: لا أذكر, أو: لا أعرفه, ولم يجزم بتكذيب ذلك الذي روى عنه.
- حكمه:
1-القول الأول وهو الصحيح: رواية التلميذ مقبولة, ونجعل الحديث من قبيل (من حدث ونسي).
2-القول الثاني: لا يقبل؛ لأن الفرع تبع للأصل في إثبات الحديث, وعدالة الفرع تقتضي صدقه, وعدم علم الأصل لا ينافيه, فالمثبت مقدم على النافي.
-مسألة: هل يصح قياس ذلك بالشهادة؟
الجواب: لا؛ لأن شهادة الفرع لا تسمع مع القدرة على شهادة الأصل, بخلاف الرواية.
0المصنفات فيمن حدث ونسي
كتاب (من حدث ونسِي)للدارقطْنِي, ولم يصل إلينا.
كتاب (تَذْكِرَةُ الْمُؤْتَسِي فيمَنْ حَدَّثَ ونَسِيَ) للسُّيُوطِيِّ, وهو مطبوع.
0قصة طريفة فيمن حدث ونسي
سُهَيْلٌ بن أبي صالح يَرْوِي عنْ أبيهِ، عنْ أبي هُريرةَ مَرفوعاً، فسُهيلٌ حَدَّثَ بالحديثِ ربيعةَ بنَ أبي عبدِ الرحمنِ، ثمَّ نَسِيَ سُهيلٌ هذا الحديثَ، فلَقِيَهُ بعدَ ذلكَ عبدُ العزيزِ بنُ محمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ فَقَالَ: إنَّكَ حَدَّثْتَ رَبيعةَ؛ فلم يَعْرِفْهُ ولم يَتَذَكَّرْهُ سُهَيْلٌ. ثمَّ إنَّ سُهَيْلاً لَقِيَ رَبيعةَ فأَخَذَ عنهُ ذلكَ الحديثَ، فأَصْبَحَ يقولُ: حَدَّثَنِي ربيعةُ، أَنَّنِي حَدَّثْتُهُ عنْ أبي هُريرةَ.