دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ربيع الثاني 1441هـ/25-12-2019م, 01:57 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة السبيل إلى فهم القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة "السبيل إلى فهم القرآن"

اختر تطبيقين من كلّ درس وأدّها:



تطبيقات الدرس السادس:
-اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة:
1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
2. معنى التكوير في قول الله تعالى: {إذا الشمس كوّرت}
3: معنى "الغاسق" في قول الله تعالى: {ومن شرّ غاسق إذا وقب}
4: معنى النحر في قول الله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر}
5: معنى العصر في قول الله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}



تطبيقات الدرس السابع:
- بيّن المراد بالمفردات التاليات:
(1) المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}
(2) الباقيات الصالحات
(3) ناشئة الليل
(4) الحبل في قول الله تعالى: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}
(5) السيما في قول الله تعالى: {سيماههم في وجوههم}



تطبيقات الدرس الثامن:
- بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
(2) سبيلاً في قول الله تعالى: {فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً}
(3) مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}
(4) مرجع الضمير في "به" في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}



تطبيقات الدرس التاسع:
-استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
1: "مزيد" في قوله تعالى: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}
2: "مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلنا مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}
3. دلالات صيغ الأفعال في قول الله تعالى: { فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}
4: دلالات الجمل الاسمية في قول الله تعالى: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون (75) قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون (76)}
5. دلالة اسم الفاعل في قول الله تعالى: {إنّ الله بالغ أمره}



توصية:

يوصَى دارسو هذه الدورة بالاستكثار من التمرن على تطبيق ما درسوه من الدلالات على آيات كثيرة، وأن لا يكتفوا بالتطبيقات المذكورة في المجلس؛ فكثرة المران ترسّخ المعرفة، وتصقل المهارة، وتعين الدارس على توسيع مداركه وتقويم دراسته.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الإثنين القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 جمادى الأولى 1441هـ/28-12-2019م, 12:59 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

التطبيق السادس :
اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة:
1 : معنى "الغاسق" في قول الله تعالى: {ومن شرّ غاسق إذا وقب}

لفظ "الغاسق" يستعمل في لسان العرب، وله معان متعددة صحيحة لها شواهد .
منها أنه الليل : قال به مجاهد بن جبر، وذكره جمع من المفسرين وعلماء اللغة .
قال ابن فارس : "غسق "الغين والسين والقاف أصل صحيح يدل على ظلمة، فالغسق: الظلمة. والغاسق: الليل.
وقال ابن منظور: وغسق الليل يغسق غسقا وغسقانا وأغسق؛ عن ثعلب: انصب وأظلم؛ ومنه قول ابن الرقيات:
إن هذا الليل قد غسقا، ... واشتكيت الهم والأرقا .
قال الفراء في قوله تعالى: إلى غسق الليل، هو أول ظلمته، وقال الأخفش: غسق الليل ظلمته. وقوله تعالى: ومن شر غاسق إذا وقب؛ قيل: الغاسق هذا الليل إذا دخل في كل شيء .
وقال شيخنا الفاضل عبدالعزبز الداخل في دورة تفسير المعوذتين :" غسق الليل فيه ثلاثة أقوال أيضاً: أول ظلمته عند غروب الشمس، وأول العشاء عند غياب الشفق، وحين اشتداد ظلمة الليل واجتماعها، وذلك نصف الليل.
وهذه الأقوال كلها صحيحة وهي تنتظم مواقيت الصلوات بَدْءًا وانتهاء سوى صلاة الفجر، فقال تعالى: ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً " (
وقيل سمي الليل غاسقاً لأنه مظلم، وكل ما يُظلِم فهو غاسق، والظلمة غسق.
وهذا قول الفراء وابن قتيبة وابن جرير الطبري وجماعة من اللغويين منهم: الأخفش واليمان البندنيجي وابن خالويه وغيرهم.
قال ابن جرير الطبري في تفسيره: (وقوله: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} يقول: ومن شرّ مظلم إذا دخل، وهجم علينا بظلامه) .
وقيل : سمي غاسقاً لأنه أبرد من النهار، قال به الزجاج ومن أتى بعده، وذلك لأنه أبرد من النهار، والغاسق: البارد ، والغسق: البرد .
مستدلين بقوله تعالى: ( هذا فليذوقوه حميم وغساق( وقوله: ( لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا * إلا حميماً وغساقاً ) .
قال ابن القيم رحمه : وعليه حمل ابن عباس تفسيره للآية ، قال: هو الزمهرير يحرقهم ببرده. كما تحرقهم النار بحرها. وكذلك قال مجاهد ومقاتل: هو الذي انتهى برده.
ولا تنافي بين القولين. فإن الليل بارد مظلم. فمن ذكر برده فقط، أو ظلمته فقط: اقتصر على أحد وصفيه.
والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة.
فإن الشر الذي يناسب الظلمة أولى بالاستعاذة من البرد الذي في الليل.
ولهذا استعاذ برب الفلق الذي هو الصبح والنور: من شر الغاسق، الذي هو الظلمة. فناسب الوصف المستعاذ به المعنى المطلوب بالاستعاذة.
وقال ابن منظور : الغسقان: الانصباب .
وغسق اللبن غسقا: انصب من الضرع.
وغسق الجرح غسقا وغسقانا أي سال منه ماء أصفر؛ وأنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل:
أبكي لفقدهم بعين ثرة، ... تجري مساربها بعين غاسق
أي سائل وليس من الظلمة في شيء .
وجمع هذين القولين الشيخ الداخل بقوله :" والتحقيق إن شاء الله ،هو ما قاله الماوردي في تفسيره إذ قال: (أصل الغسق: الجريان بالضرر، مأخوذ من قولهم: غسقت القرحة إذا جرى صديدها).
الثاني : أنه " القمر" وذلك للحديث الذي رواه أحمد والنسائي في السنن الكبرى وغيرهما من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: قالت عائشة: (( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدِي فأرانيَ القمر حين طلع ؛ فقال: (تعوَّذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب) .
وقال الرازي كون القمر في جرمه مظلم وغير مستنير، فهذا هو المراد من كونه غاسقا،
قال محمد جبل في المؤصل :" واللغة تجيز إطلاق الغاسق على القمر لأنه جرم لطيف يمذ من الأفق مخترقًا سواد الليل ،وبغيابه يعم الظلام وما فيه من شر يستعاذ منه"
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : هذا التفسير حق، ولا يناقض التفسير الأول، بل يوافقه، ويشهد لصحته. فإن الله تعالى قال: ﴿وَجَعَلْنا اللَّيْلَ والنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً﴾
فالقمر هو آية الليل، وسلطانه فيه.
فهو أيضا غاسق إذا وقب، كما أن الليل غاسق إذا وقب، وتخصيص النبي ﷺ له بالذكر لا ينفي شمول الاسم لغيره.
ونظير هذا: قوله في المسجد الذي أسس على التقوى - وقد سئل عنه -
فقال": «هو مسجدي هذا"
ومعلوم أن هذا لا ينفي كون مسجد قباء مؤسسا على التقوى مثل ذاك.
وقال الشيخ حفظه الله :والصواب أن يقال: إن القمر غاسق من جملة ما يغسق، ودلَّ الحديث على أن لغسوقه شرّا عظيماً لا نعلمه ولا ندركه بحواسنا؛ كما أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم من الشر في الليل والخلوة فيه ما لو علمناه ما سار راكب بليل وحده أبداً.
وهذا نظير ما صحَّ أن الشمس تطلع بين قرني شيطان وتغرب بين قرني شيطان كما في صحيح مسلم وسنن أبي داوود من حديث عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه.
الثالث :أن الغاسق الكوكب :رواه ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه، ورَوى عن ابن أسلم أنه قال: ( كانت العرب تقول: الغاسق سقوط الثريا، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها. (
قال ابن القيم : فهذا يحتمل أن يدل اللفظ عليه بفحواه ومقصوده وتنبيهه. وأما أن يختص به اللفظ به فباطل.
وقيل :( النهار إذا دخل في الليل ) رواه ابن جرير عن القرظي .
وقيل : (الغاسق الشمس إذا غربت). رواه ابن وهب عن الزهري.
وقال الزمخشري: (ويجوز أن يراد بالغاسق : الأسود من الحيات، ووقبه: ضربه ونقبه).
ومن غريب ما ذكر في تفسير "الغاسق" ما ذكره أبو مظفر السمعاني عن النقاش بإسناده إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: من شر غاسق إذا وقب: من شر الذكر إذا دخل، قال النقاش: فذكرت ذلك لمحمد بن إسحاق بن خزيمة، وقلت: هل يجوز أن تفسر القرآن بهذا؟ ! قال: نعم، قال النبي: " أعوذ بك من شر منيى "، وهو خبر معروف، وهو أن النبي قال: " أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري " فعدد أشياء، وقال في آخرها: ومن شر منيى ".)
والقول الذي يصح أن تفسر به الاية أنه يشمل كل غاسق ،وذلك لدلالة تنوين التنكير المفيد للعموم، أي: من شر كل غاسقٍ، وهذا يدل على أن الذي يغسق أشياء كثيرة.
قال ابن جرير: (الليلُ إذا دخل في ظلامه: غاسق، والنجم إذا أفل: غاسق، والقمر: غاسق إذا وقب، ولم يخصِّص بعضَ ذلك، بل عمَّ الأمرَ بذلك ، فكلُّ غاسق فإنه صلى الله عليه وسلم كان يؤمر بالاستعاذة من شرّه إذا وقب) .


2 : معنى "النحر" في قول الله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر}
اختلف المفسرون في معنى "النحر" على أقوال :
القول الأول: نحر البدن ونحوها .
قال به ابن عباس وعطاء ومجاهد وعكرمة والحسن، وكذا قال قتادة ومحمد بن كعب القرظي والضحاك والربيع وعطاء الخرساني وغير واحد من السلف .
القول الثاني : اجعل صلاتك ونحرك لله .
وذلك لأنه كان أقواماً يصلون وينحرون لغير الله،فقيل له اجعل صلاتك ونحرك لله .
رواه ابن جرير عن القرضي .
القول الثالث :رفع اليدين بالتكبير إلى النحر .
وذلك عند افتتاح الصلاة والدخول فيها،رواه ابن جرير من طريق جابر عن أبو جعفر محمد بن علي
القول الرابع : وضع اليمين على اليسرى في الصلاة.
يراد به الحض على الصلاة المكتوبة،والمحافظة على أوقاتها ، رواه ابن جرير من طريق عقبة عن علي بن طالب .
القول الخامس : استقبال القبلة بالنحر، حكاه الفراء مستشهداً بقول بعض العرب منازلهم تتناحر: أي هذا بنحر هذا: أي قبالته ،وذكر أن بعض بني أسد أنشده:
أبا حَكَمٍ هَلْ أنْتَ عَمُّ مُجَالِدٍ ... وَسَيِّدُ أهْلِ الأبْطَحِ المُتَنَاحِرِ .
أي ينحر بعضه بعضا :
وقيل : بوضع القبضة اليمنى على اليسرى، أعلى الصدر عند النحر،
وورد غيرها من الأقوال ممن هو داخل فيما سبق .
بعد عرض هذه الأقوال والنظر فيما يناسب السياق،يتبين أن الذي يصحّ أن تفسّر به الآية القول الأول وهو نحر البدن ونحوها، والذي يفسره قوله تعالى: (( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي ...) يعني: بالنسك: الذبيحة ، وهو الذي عليه عامة أهل العلم من السلف ومن بعدهم، وذلك كما قال ابن تيمة رحمه الله "والمقصود : أن الصلاة والنسك هما أجل ما يتقرب به إلى الله فإنه أتى فيهما بالفاء الدالة على السبب ; لأن فعل ذلك وهو الصلاة والنحر سبب للقيام بشكر ما أعطاه الله إياه من الكوثر والخير الكثير ..
وقال : وأمره أن يجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين وهما الصلاة والنسك الدالتان على القرب والتواضع والافتقار وحسن الظن وقوة اليقين وطمأنينة القلب إلى الله وإلى عدته وأمره وفضله وخلفه عكس حال أهل الكبر والنفرة وأهل الغنى عن الله الذين لا حاجة في صلاتهم إلى ربهم يسألونه إياها والذين لا ينحرون له خوفا من الفقر وتركا لإعانة الفقراء وإعطائهم وسوء الظن منهم بربهم ولهذا جمع الله بينهما . في قوله تعالى { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } والنسك هي الذبيحة ابتغاء وجهه .
وقد امتثل النبي صلى الله عليه وسلم أمر ربه فكان كثير الصلاة لربه كثير النحر حتى نحر بيده في حجة الوداع ثلاثا وستين بدنة وكان ينحر في الأعياد وغيرها".
ويدخل فيه سائر أنواع التقربات إلى الله وتعالى بالذبائح، وإن لم تكن من قبيل ما ينحر
وأورد هنا خلاصة ما ذكره د خالد السبت في شرحه لهذه السورة (أن من فسروا الآية بأمر يتصل بالصلاة لاعتمادهم على روايات وأحاديث مرفوعة، ذكر أنه لا يصح منها شيء ...
وكذا من فسر "وانحر" أي:استقبل القبلة بنحرك، أنه بعيد، وإن قاله بعض كبار أصحاب المعاني، وذلك لأنهم نظروا إلى أصل المعنى اللغوي،والمفترض أن ينظرو إلى تفسير القرآن بالقرآن، والسنة، وما نقل عن السلف -رضي الله عنهم، فهم أخذوا هذا من قول العرب: نتناحر يعني نتقابل.


: 3 معنى " العصر" في قول الله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر العصر }
وردت لفظة "العصر" في لسان العرب ولها معاني متعددة ، منها ما يصح أن تفسر به الآية لمناسبة السياق،ومنها من لا يوافقه وإن كان له شاهد من اللغة .
قال ابن فارس : عَصَرَ) الْعَيْنُ وَالصَّادُ وَالرَّاءُ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ صَحِيحَةٌ:
فَالْأَوَّلُ دَهْرٌ وَحِينٌ، وَالثَّانِي ضَغْطُ شَيْءٍ حَتَّى يَتَحَلَّبَ، وَالثَّالِثُ تَعَلُّقٌ بِشَيْءٍ وَامْتِسَاكٌ بِهِ.
الأول الْعَصْرُ،: هو الدهر ، روى عن ابن عباس ،وقول ابن أسلم ،والفراء ،ورجحه ابن جرير وذكر ابن القيم أنه قول أكثر المفسرين .
قال امرؤ القيس :
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي …وَهَلْ يَعِمَنْ مَن كَانَ فِي العُصُر الْخَالِي؟
الثاني : أنه العصران :الليل والنهار . نقله البغوي عن ابن كبسان .
قال حميد ابن ثور :
وَلَنْ يَلْبَثَ العَصْرَانِ يومٌ وَلَيْلَةٌ، ... إِذا طَلَبَا أَن يُدْرِكا مَا تَيَمَّما
الثالث : أنه الغداة والعشي ،قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ :
وأَمْطُلُه العَصْرَينِ حَتَّى يَمَلَّني، ... ويَرضى بنِصْفِ الدَّيْنِ، والأَنْفُ راغمُ .
الرابع : صلاة العصر،نسبه المارودي والقرطبي لمقاتل .
قال ابن فارس : وَبِهِ سُمِّيَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، لِأَنَّهَا تُعْصَرُ، أَيْ تُؤَخَّرُ عَنِ الظُّهْرِ.
الخامس :أنه عصر النبي صلى الله عليه وسلم،ذكره المارودي وابن عاشور .
وفي اللغة :مدة معلومة ،ويعين بالإضافة .
السادس :أنه عصر الإنسان أي عمره ذكره الشنقيطي ورجحه بدلالة السياق ولمناسبةالسورة .
الأصل الثاني العصارة: ما تحلب من شيء تعصره.
قال: عصارة الخبز الذي تحلبا وهو العصير .
وقال ابن السكيت: تقول العرب: " لا أفعله مادام الزيت يعصر ".
الأصل الثالث: العصر: الملجأ، يقال اعتصر بالمكان، إذا التجأ إليه. قال أبو دواد:
مسح لا يواري العير ... منه عصر اللهب .
وبعد النظر في الأقوال وما يصح أن يفسر به السياق نلحظ أن أقوال المفسرين تدور حول الأصل اللغوي الأول لمفردة "العصر"وهو الدهر .
وهو الذي رجحه ابن جرير لعمومه ولشتماله على باقي المعاني ،بقوله :والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر ﴿وَالْعَصْرِ﴾ اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.


* تطبيقات الدرس السابع :
بين المراد بالمفردات التاليات .
(1)الباقيات الصالحات .

ورد قوله تعالى:(والباقيات الصالحات) في كتاب الله في موضعين .
الأول :قوله تعالى في سورة الكهف (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) .
والثاني في سورة مريم قوله:( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا)
وقد اختلف المفسرون في المراد بالباقيات الصالحات على أقوال :

الأول :أنها قول "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر"
رواه جماعةٌ عن أبي عقيلٍ مولى عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- وصحّ عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما من عدّة وجوه منها:
مارواه سفيان الثّوريّ عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ،وكذلك ما رواه عبد اللّه بن إدريس وزائدة عن عطاءٍ عن ابن عبّاسٍ.
ورواه ابن جريجٍ عن مجاهدٍ عن نافع أنّه سأل ابن عمر -رضي اللّه عنهما- عن الباقيات الصّالحات فقال: "لا إله إلا اللّه واللّه أكبر وسبحان اللّه والحمد للّه ولا حول ولا قوّة إلا باللّه" قال ابن جريجٍ وقال عطاء بن أبي رباحٍ مثل ذلك.
وقال به سعيد بن المسيّب وسالمٍ ومجاهدٍ ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ والحسن وقتادة وجمهور أهل التّفسير.
وكأن هذا القول هو الذي رجحه الحافظ صلاح الدين العلائي عند تفسيره لهذه الآية
مستشهداً بالحديث المروي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (خذوا جنّتكم) قلنا: يا رسول اللّه من عدوٍّ حضر؟ قال: ( لا بل جنّتكم من النّار قول: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر فإنّها تأتي يوم القيامة منجياتٍ ومقدّماتٍ وهنّ الباقيات الصّالحات) .... إلى أن قال :
"وإذا ثبت هذا الحديث فهو أولى ما رجع إليه تفسير الباقيات الصّالحات مع ما ثبت فيه عن عثمان وابن عبّاسٍ وغيرهما من الصّحابة رضي اللّه عنهم.
وقد أجاب ابن جريرٍ عن هذا الحديث بأنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- لم يقل هنّ جميع الباقيات الصّالحات ولا كلّ الباقيات الصّالحات قال: وذلك جائزٌ أن تكون هذه باقياتٍ صالحاتٍ وغيرها من أعمال الخير باقياتٌ صالحاتٌ.

وقيل : هي الكلام الطّيّب وهذا القول راجع للّذي قبله لأنّ قول: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر وأعظم من الكلام الطّيّب لكنّه أعمّ منه من جهة عدم قصره
على هذه الكلمات بل يدخل فيه تلاوة القرآن وبقيّة الأذكار.
وهذا القول روي أيضًا عن ابن عبّاسٍ.
وقيل : هي الصّلوات الخمس.
رواه الثّوريّ عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ،وعبد اللّه بن يزيد عن عبيد الله بن عتبة عن ابن عبّاسٍ أيضًا.
وقال به عمرو بن شرحبيل وإبراهيم النّخعيّ وأبو ميسرة ومسروقٌ وابن أبي مليكة.
وقيل : هي الأعمال الصّالحة كلّها من الأقوال والأفعال.
رواه ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس،
وروى معاوية عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ قال: هي ذكر اللّه قول: لا إله إلا اللّه واللّه أكبر وسبحان اللّه والحمد للّه ولا حول ولا قوّة إلا باللّه وتبارك اللّه وأستغفر اللّه وصلّى اللّه على رسول اللّه والصّيام والصّلاة والحجّ والصّدقة والعتق والجهاد والصّلة وجميع أعمال الحسنات وهنّ الباقيات الصّالحات الّتي تبقى لأهلها في الجنّة ما دامت السّماوات والأرض.
وقال به ابن زيدٍ أيضًا.
وقد رجح ابن جريرٍ هذا القول، بقوله :(وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هنّ جميع أعمال الخير، كالذي رُوي عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس، لأن ذلك كله من الصالحات التي تبقى لصاحبها في الآخرة، وعليها يجازى ويُثاب، وإن الله عزّ ذكره لم يخصص من قوله ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا﴾ بعضا دون بعض في كتاب، ولا بخبر عن رسول الله ﷺ ( واختاره ابن عطيّة وغيره لعموم اللفظ ولأنه أولى ما يفسر به .

2 : ناشئة الليل .
قال الله تعالى :( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وطئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا)
قال ابن فارس : (نشأ) النون والشين والهمزة أصل صحيح يدل على ارتفاع في شيء وسمو.
ونشأ السحاب: ارتفع، وأنشأه الله: رفعه. ومنه: (إن ناشئة الليل( ، يراد بها والله أعلم القيام والانتصاب للصلاة.
وقد أورد المفسرون في المراد بناشئة الليل عدة اقوال :

-روى عبدالرزاق وابن جرير والهمذاني عن الحسن ومجاهد ،إن ناشئة الليل قال كل شيء بعد العشاء فهو ناشئة،وكذلك رواه ابن جرير عن عن أبي مجلزٍ،ووأبو رجاء ،والحسن في رواية أخرى له ،وقتادة .
-وروى الرملي عن الزنجي ،وابن جرير، من طريق ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في رواية أخرى له وردت من عدة طرق أنك متى ما قمت من اللّيل فهي ناشئة .
-وروى الرملي عن عطاء أن {ناشئة اللّيل} بدوّ اللّيل .
-وروى ابن جرير عن ابن عباس من عدة طرق عن أنّ اللّيل كلّه ناشئةٌ .
وكذلك رواه عن عكرمة ،وابن زيد ،والضحاك .
-وروى ابن جرير عن ابن عبّاسٍ من عدة طرق عن "ناشئة اللّيل " قال: بلسان الحبشة إذا قام الرّجل من اللّيل، قالوا: نشأ،وكذلك رواه عن ابي ميسرة ،و ابن أبي نجيحٍ،
ورواه النيسابوري في المستدرك .
وجماع ذلك أن من فسر اللفظة بالفعل،ومنهم من فسرها بالزمان، ومنهم من فسرها بالذات .
فمن فسرها بالزمن ؛ عنى به أوقاته وساعاته، لأن أوقاته تنشأ أولا فأولا،
فعلى هذا القول في أي ساعة صليت بين المغرب والعشاء باعتبار أن الليل يبدأ المغرب ، ام بعد العشاء،وسواء كان ذلك بعد نوم أو لم يسبق بنوم فهذا من ناشئة الليل .
قال ابن العربي: وهو الذي يعطيه اللفظ وتقتضيه اللغة، ورجحه ابن جرير،وقال ابن القيم :" والصحيح أنها لا تختص بالساعة الأولى بل هي ساعاته ناشئة بعد ناشئة كلما انقضت ساعة نشأت بعدها أخرى"
ومن فسرها بالفعل فهو كما قال ابن القيم رحمه الله :" أما من جعلها فعلا ينشأ بالليل، فالناشئة عندهم اسم لما يفعل بالليل من القيام"
وقال "وأما العبد فيطلق عليه الإنشاء باعتبار آخر وهو شروعه في الفعل وابتداؤه له يقول أنشأ يحدثنا وأنشأ السير فهو منشأ لذلك وهذا إنشاء مقيد "
و فسره بالنفس فقوله ليس ببعيد،لأن النفس الناشئة بالليل، أي التي تنشأ من مضجعها وتقوم للصلاة ،لأن السلف رضوان الله عليهم يستعملون جميع أنواع الدلالة؛ فيفسرون تارة بالمطابق، وتارة باللازم، وتارة بالتضمن، وتارة بالإشارة.

*تطبيقات الدرس الثامن :
بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين }
قرئ "سبيل" بالرفع والنصب ، وهذه القراءات دائرة على ،تعدي الفعل >استبان< ولزومه، وتذكير "السبيل" وتأنيثه
فتميم تذكره، وأهل الحجاز تؤنثه ، كما في قوله تعالى :(وإن يروا سبيل الرشد ) مذكر ، وقوله :( لم تصدون عن سبيل الله ) مؤنث .

-فمن قرأ بتعدي الفعل "استبان" نصب السبيل (ولتستبين سبيلَ المجرمين) والتاء في "تستبين" للخطاب .
فأفاد المعنى ولتستبين وتستوضح يا محمد سبيل المجرمين فتعامل كل واحد منهم ما يستحق .
قال ابن جرير"وكان ابن زيد يتأول ذلك: ولتستبين، أنت يا محمد، سبيلَ المجرمين الذين سألوك طردَ النفر الذين سألوه طردهم عنه من أصحابه.
-ومن قرأ بالازم رفع السبيل (ولتستبين سبيلُ المجرمين) فالتاءوالسين تكون للمبالغة مثل استجاب .
فيفيد استبانة سبيل المجرمين ووضوحه عن سبيل المؤمنين فيكون الحق ظاهراً جليا لا لبس فيه ولا غموض.

(2) مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}
اختلف المفسرون في مرجع الضمير في قوله تعالى ) جَعَلْنَاهُ) على ثلاثة أقوال :
القول الأول : عائد على القرآن، الذي هو المراد بقوله (روحاً ) والمعنى جعلنا هذا القرآن تحيا به القلوب وتستنير به العقول، وتعرف به الأحكام ،ويفرق به بين الحق والباطل .
القول الثاني : عائد على الإيمان ، لكونه أقرب المذكورين.
القول الثالث : عائد إلى الكتاب والإيمان معا؛ وذلك لأن مقصدهما واحد، نظير: قوله تعالى: ﴿والله ورسوله أحق أن يرضوه﴾ و كقوله ﴿وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها﴾
قال السمرقندي في "بحر العلوم" فإن قيل سبق ذكر الكتاب والإيمان ثم قال: وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً ولم يقل جعلناهما؟ قيل له: لأن المعنى هو الكتاب، وهو دليل على الإيمان.
ويقال لأن شأنهما واحد كقوله: ]وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً [ ولم يقل آيتين .
قال الفراء : وقال بعضهم: أراد القرآن والإيمان، وجاز أن يقول: جعلناه لاثنين؛ لأن الفعل في كثرة أسمائه يضبطه الفعل، ألا ترى أنك تقول: إقبالك وإدبارك يغمني، وهما اثنان فهذا من ذلك.

*الدرس التاسع:
-استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
3: دلالات صيغ الأفعال في قول الله تعالى: { فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}

• ﴿ءَامَنَ﴾ فعل ماض مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (أمن)
• ﴿أَصْلَحَ﴾ فعل ماض مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (أصلح)
من خصائص الفعل "فمن آمن وأصلح" أنه يدل على الحدث والتجدد ...
) فَمَنْ آمَنَ (بما يجب الإيمان به (وَأَصْلَحَ ) ما يجب إصلاحه والإيتان به على وفق الشريعة ،والفاء لترتيب مابعدها على ما قبلها
و(من) موصوله ولشبه الموصول بالشرط دخلت الفاء في قوله سبحانه :( فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ( من العذاب الذي انذر الرسل به (وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) لفوات الثواب الذي بشروا به.
قوله:( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
﴿كَذَّبُ﴾ فعل ماض مزيد الرباعي باب (فَعَّلَ)، من مادّة (كذب) وصيغة الفعل تدل على الحصول والتحقق والتأكيد .
• ﴿يَمَسُّ﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (مسس)
• ﴿يَفْسُقُ﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة )فسق)
والفعل المضارع يدل على تجدد العذاب عليهم واستمراره،بسب فسقهم المستمر الذي هو الإصرار على الخروج عن التصديق والطاعة .
وفي ذلك كناية عن قرب العذاب؛ كأنه حيٌ يفعل بهم ما يريد من الآلام .
قال ابن عاشور:( وجمع الضمائر العائدة إلى (من) مراعاة لمعناها، وأما إفراد فعل (آمن) و(أصلح) فلرعي لفظها.
والباء للسببية، و(ما) مصدرية، أي بسبب فسقهم. والفسق حقيقته الخروج عن حد الخير. وشاع استعماله في القرآن في معنى الكفر وتجاوز حدود الله تعالى. وتقدم تفصيله عند قوله تعالى ﴿وما يضل به إلا الفاسقين﴾.
وجيء بخبر (كان) جملة مضارعة للإشارة إلى أن فسقهم كان متجددا متكررا، على أن الإتيان بـ (كان) أيضا للدلالة على الاستمرار لأن (كان) إذا لم يقصد بها انقضاء خبرها فيما مضى دلت على استمرار الخبر بالقرينة، كقوله تعالى وكان الله غفورا رحيما.)

5: دلالة اسم الفاعل في قول الله تعالى: {إنّ الله بالغ أمره}
يدل اسم الفاعل (بالغ) على الثبوت والاستمرار،ويراد به الحال والمستقبل ،فالله عز شأنه قد جعل لكل شيئ وقتاً ومقداراً لايتعداه ولا يقصر عنه ،وهذا بيان لوجوب التوكل على الله تعالى وتفويض الأمر إليه،
قال أبو السعود :﴿إن الله بالغ أمره﴾ بالإضافة أي: منفذ أمره، وقرئ بتنوين بالغ ونصب "أمره" أي: يبلغ ما يريده لا يفوته مراد ولا يعجزه مطلوب، وقرئ برفع "أمره" على أنه مبتدأ و"بالغ" خبر مقدم والجملة خبر إن أو "بالغ" خبر إن و"أمره" مرتفع به على الفاعلية أي: نافذ أمره، وقرئ "بالغا أمره" على أنه حال وخبر إن قوله تعالى: ﴿قد جعل الله لكل شيء قدرا﴾ أي: تقديرا وتوقيتا أو مقدارا وهو بيان لوجوب التوكل عليه تعالى وتفويض الأمر إليه لأنه إذا علم أن كل شيء من الرزق وغيره لا يكون إلا بتقديره تعالى لا يبقى إلا التسليم للقدر والتوكل على الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 جمادى الأولى 1441هـ/29-12-2019م, 05:27 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

تطبيقات الدرس السادس :

اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة: 
1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَفِي ذَلِكم بَلاءٌ مِن رَبِّكم عَظِيمٌ﴾ فِيهِ تأويلان :
أحَدُها: نِعْمَةٌ مِن رَبِّكم، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ ومجاهد والسديوابن قتيبة والزجاج .
فعلى هذا القول يعود على النجاة من فرعون وجنوده .
الثّانِي: أنه النقمة ،حكاه الماوردي عن السدي .
وعلى هذا القول يَكُونُ "ذا" في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ذَلِكُمْ﴾ عائِدًا عَلى سَوْمِهِمْ سُوءَ العَذابِ، وذَبْحِ أبْنائِهِمْ واسْتِحْياءِ نِسائِهِمْ.
والبلاءيكون في الخَيْرِ والشَّرِّ، كَما قالَ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَنَبْلُوكم بِالشَّرِّ والخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنْبِياءِ: 35] لِأنَّ الِاخْتِبارَ قَدْ يَكُونُ بِالخَيْرِ كَما
يَكُونُ بِالشَّرِّ، غَيْرَ أنَّ الأكْثَرَ في الشَّرِّ أنْ يُقالَ: بَلَوْتُهُ أبْلُوهُ بَلاءً، وفي الخَيْرِ: أبْلَيْتُهُ أُبْلِيهِ إبْلاءً، ومِن ذَلِكَ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
جَزى اللَّهُ بِالإحْسانِ ما فَعَلا بِكم فَأبْلاهُما خَيْرَ البَلاءِ الَّذِي يَبْلُو
فَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ.
ويمكن الجمع بين المعنيين في تفسير هذه الآية ولكن الأقرب هنا هو التفسير الثاني والله أعلم.
2: معنى التكوير في قول الله تعالى: {إذا الشمس كوّرت}
وَفِي قَوْلِهِ تَعالى: ﴿كُوِّرَتْ﴾خمسة أقْوالٍ.
أحَدُها: أظْلَمَتْ، رَواهُ الوالِبِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وكَذَلِكَ قالَ الفَرّاءُ: ذَهَبَ ضَوْؤُها، وهَذا قَوْلُ قَتادَةُ، ومُقاتِلٍ.
والثّانِي: ذَهَبَتْ، قاله ابْنِ عَبّاسٍ، وكَذَلِكَ قالَ مُجاهِدٌ: اضْمَحَلَّتْ.
والثّالِثُ: غُوِّرَتْ، رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وابْنِ الأنْبارِيِّ
والرّابِعُ: أنَّها تُكَوَّرُ مِثْلَ تَكْوِيرِ العِمامَةِ، فَتُلَفُّ وتُمْحى، قالَهُ أبُو عُبَيْدَةَ. وهو قَوْلُ الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ.
قالَ الزَّجّاجُ: ومَعْنى: " كُوِّرَتْ " جُمِعَ ضَوْؤُها، ولُفَّتْ كَما تُلَفُّ العِمامَةُ. ويُقالُ: كَوَّرْتُ العِمامَةَ عَلى رَأْسِي أُكَوِّرُها: إذا لَفَفْتُها. قالَ المُفَسِّرُونَ: تُجْمَعُ الشَّمْسُ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، ثُمَّ تُلَفُّ ويُرْمى بِها في البَحْرِ. وقِيلَ: في النّارِ. وقِيلَ: تُعادُ إلى ما خُلِقَتْ مِنهُ.
-الخامس: نُكِّسَتْ، قالَهُ أبُو صالِحٍ
قال الطبري :
والصواب من القول في ذلك عندنا: أن يقال: ﴿كُوِّرَتْ﴾ كما قال الله جل ثناؤه، والتكوير في كلام العرب: جمع بعض الشيء إلى بعض، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة، وهي جمع الثياب بعضها إلى بعض، ولفها، وكذلك قوله: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فَرُمِي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها فعلى التأويل الذي تأوّلناه وبيَّناه لكلا القولين اللَّذين ذكرت عن أهل التأويل وجه صحيح، وذلك أنها إذا كُوِّرت ورُمي بها، ذهب ضوءها.

3:معنى العصر في قول الله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}
قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿والعَصْرِ﴾ فِيهِ أربعة أقْوالٍ.
أحَدُها: أنَّهُ الدَّهْرُ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ، وزَيْدُ بْنُ أسْلَمَ، والفَرّاءُ، وابْنُ قُتَيْبَةَ. وإنَّما أقْسَمَ بِالدَّهْرِ لِأنَّ فِيهِ عِبْرَةً لِلنّاظِرِ مِن مُرُورِ اللَّيْلِ والنَّهارِ عَلى تَقْدِيرٍ لا يَنْخَرِمُ.
والثّانِي: أنَّهُ العَشِيُّ، وهو ما بَيْنَ زَوالِ الشَّمْسِ وغُرُوبِها، قالَهُ الحَسَنُ، وقَتادَةُ.
ومِنهُ قَوْلُ الشّاعِرِ
تَرَوَّحْ بِنا يا عَمْرُو قَدْ قَصُرَ العَصْرُ وفي الرَّوْحَةِ الأُولى الغَنِيمَةُ والأجْرُ
وَخَصَّهُ بِالقَسَمِ لِأنَّ فِيهِ خَواتِيمَ الأعْمالِ.
والثّالِثُ: صَلاةُ العَصْرِ، وهي الصلاة الوسطى ،قالَهُ مُقاتِلٌ.
الرابع : أنْ يُرِيدَ عَصْرَ الرَّسُولِ ﷺ لِفَضْلِهِ بِتَجْدِيدِ النُّبُوَّةِ فِيهِ.
قال الطبري :والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر ﴿وَالْعَصْرِ﴾ اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.
وقال ابن عاشور : وتَعْرِيفُهُ بِاللّامِ عَلى هَذِهِ الوُجُوهِ تَعْرِيفُ العَهْدِ الذِّهْنِيِّ، أيْ: كُلِّ عَصْرٍ.
تطبيقات الدرس السابع : 
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}
-ورد في ذلك أقوال :
أحَدُها: أنَّهُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ سَهْمٌ في فَيْءِ المُسْلِمِينَ، وهو المُحارَفُ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ ومجاهد .وقالَ إبْراهِيمُ: هو الَّذِي لا سَهْمَ لَهُ في الغَنِيمَةِ.
والثّانِي: أنَّهُ الَّذِي لا يُنَمّى لَه مال ، قالَه عكرمة.
والثّالِثُ: أنَّهُ المُسْلِمُ الفَقِيرُ، قالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ.
والرّابِعُ: أنَّهُ المُتَعَفِّفُ الَّذِي لا يَسْألُ شَيْئًا، قالَهُ قَتادَةُ، والزُّهْرِيُّ.
والخامِسُ: أنَّهُ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدَ الغَنِيمَةِ، ولَيْسَ لَهُ فِيها سَهْمٌ، قالَهُ الحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ.
والسّادِسُ: أنَّهُ المُصابُ ثَمَرَتُهُ وزَرْعُهُ أوْ نَسْلُ ماشِيَتِهِ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ.
والسّابِعُ: أنَّهُ المَمْلُوكُ،عزاه الماوَرْدِيّ إلى عبد الرحمن بن حميد
والثّامِنُ: أنَّهُ الكَلْبُ، رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز
وَيَحْتَمِلُ تاسِعًا: أنَّهُ مَن وجَبَتْ نَفَقَتُهُ مِن ذَوِي الأنْسابِ لِأنَّهُ قَدْ حُرِمَ كَسْبَ نَفْسِهِ، حَتّى وجَبَتْ نَفَقَتُهُ في مالِ غَيْرِهِ.ذكره المارودي
الراجح :
الراجح والله أعلم أن المحروم يعم ذلك كله لأن المعنى واحد وإنَّما عَبَّرَ عُلَماءُ السَلَفِ في ذَلِكَ العِباراتِ عَلى جِهَةِ المُثُلاتِ فَجَعَلَها المُتَأخِّرُونَ أقْوالًا،فالمحروم هو الَّذِي تَبْعُدُ عنهُ مُمَكِّناتُ الرِزْقِ بَعْدَ قُرْبِها مِنهُ فَيَنالُهُ حِرْمانٌ وفاقَةٌ، وهو مَعَ ذَلِكَ لا يُسْألُ، فَهَذا هو الَّذِي لَهُ حَقٌّ في أمْوالِ الأغْنِياءِ كَما لِلسّائِلِ حَقٌّ، وهَذِهِ أنْواع الحِرْمانِ، لا أنَّ الِاسْمَ يَسْتَلْزِمُ هَذا خاصَّةً
الحبل في قول الله تعالى: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}
المراد به : العهد ، قاله ابن عباس ورُوِيَ عَنِ مُجاهِدٍ، وعِكْرِمَةَ، والحَسَنِ، وعَطاءٍ وقَتادَةَ والرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ، والضَّحّاكِ والسُّدِّيِّ نَحْوُ ذَلِكَ.
فالمراد بحبل من الله عَهْدُ اللَّهِ ذِمَّتُهُ،وعَهْدُ النّاسِ حِلْفُهم، ونَصْرُهم، و شُبِّهَ العهد بالحبل لِأنَّهُ يَصِلُ قَوْمًا بِقَوْمٍ كَما يَفْعَلُ الحَبْلُ في الأجْرامِ.

تطبيقات الدرس الثامن:
- بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
قوله تعالى: (وَلِيَسْتَبينَ)بالياء هي قراءة الكوفيين،وهنا يكون لازم ومتعد
وقرأها باقي القرّاء بالتاء (ولتستبين )
فالقراءة بالياء هي عطف على المعنى، كأنه قيل: ليظهرَ الحَق وليَستَبينَ.
والسبيل يذكر ويؤنث.
وقرء(ولتستبين )بالتاء والياء فيمن رفع( السبيل) ، وكانت على معنى الفاعل ،قال ابن عباس رضي الله عنه :وما بَيَّنْتَ من سبيلهم يوم القيامة ومصيرهم إلى الخزي.
ومن نصب( السبيل) كانت التاء للخطاب، أي: وَلِتَسْتَبِينَ يا محمدُ سبيلَ المجرمين. يقال: استَبَانَ الشَّيءُ واسْتَبَنْتُهُ.
هنا يمكننا الجمع بين القراءات لأنها كلها صحيحة متواترة موافقة للغة .

(3) مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}
﴿وَلَكِنْ جَعَلْناهُ نُورًا﴾ فِيهِ أربعة أقوال :
أحدها: جَعَلْنا القُرْآنَ نُورًا، قالَهُ السُّدِّيُّ.
فوحد الهاء، وقد ذكر قبل الكتاب والإيمان، لأنه قصد به الخبر عن الكتاب،كما ذكر الطبري
ولَمْ يَقُلْ: ”جَعَلْناهُما“، لِأنَّ المَعْنى: ”وَلَكِنْ جَعَلْنا الكِتابَ نُورًا“، وهو دَلِيلٌ عَلى الإيمانِ.
الثّانِي: جَعَلْنا الإيمانَ نُورًا.وهو أقرب مذكور
حَكاهُ النَّقّاشُ وقالَهُ الضَّحّاكُ
الثالث :يعود على قوله (روحا)،ذكره أبو السعود والسمين الحلبي
الرابع :يعود إلى الكتاب والإيمان معًا ،لأن مقصدهما واحد ، فَهو نَظِيرُ: ﴿واللَّهُ ورَسُولُهُ أحَقُّ أنْ يُرْضُوهُ﴾ [التوبة: 62]
ولكن وحد الهاء، لأن أسماء الأفعال يجمع جميعها الفعل، كما يقال: إقبالك وإدبارك يعجبني، فيوحدهما وهما اثنان.
هنا يمكننا الجمع بين الأقوال فالروح هو القرآن كما في أحد القولين و هو دليل على الإيمان .
تطبيقات الدرس التاسع:
-استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
1: "مزيد" في قوله تعالى: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}
قال أبو حيّان الأندلسي: و(مَزِيدٍ) يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا أوِ اسْمَ مَفْعُولٍ.
وقال محمود الصافي : يجوز أن يكون اسم مكان من الثلاثي زاد .
2: "مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلنا مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}
قال ابن عاشور :وقَرَأ الجُمْهُورُ (مُنْزَلًا) بِضَمِّ المِيمِ وفَتْحِ الزّايِ وهو اسْمُ مَفْعُولٍ مِن (أنْزَلَهُ) عَلى حَذْفِ المَجْرُورِ، أيْ: مُنْزَلًا فِيهِ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا، أيْ: إنْزالًا مُبارَكًا. والمَعْنَيانِ مُتَلازِمانِ. وقَرَأهُ أبُو بَكْرٍ عَنْ عاصِمٍ بِفَتْحِ المِيمِ وكَسْرِ الزّايِ، وهو اسْمٌ لِمَكانِ النُّزُولِ.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 جمادى الأولى 1441هـ/30-12-2019م, 05:59 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تطبيقات الدرس السادس:
2. معنى التكوير في قول الله تعالى: {إذا الشمس كوّرت}
الأقوال في معنى التكوير :
القول الأول :الاضمحلال والذهاب ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك .
وهذا القول مبني على لازم معناه اللغوي ، فمن معانيها اللغوية هو التجميع واللف ، فعندما تجمع وتلف يقتضي ذلك ذهاب النور .
قال الخليل أحمد :
أي: [جمع] ضوؤها [ولف كما تلف العمامة] .
القول الثاني : الجمع والالتفاف ، وهو حاصل قول ابن عباس والزجاج وغيرهم .

القول الثالث :الرمي ، وهو قول أبي صالح وربيع بن خيثم .
الراجح :
أن هذه الأقوال كلها صحيحة وتحتملها اللغة .
فجمعها ولفها يقتضي ذهاب نورها ويقتضي إلقاها .



3: معنى "الغاسق" في قول الله تعالى: {ومن شرّ غاسق إذا وقب}
الأقوال في معنى غاسق :
القول الأول :الليل ، وهو قول قتادة وابن عباس والحسن والقرظي ومجاهد .
وهذا القول مبني على المعنى اللغوي للغاسق ، فغسق في اللغة هو أول الليل كما ذكر ذلك الجوهري ، وغاسق : الليلُ إذا غاب الشفق ، كما ذكر ذلك الخليل أحمد والجوهري وغيرهم .
وقد ذكر ابن فارس أن الغين والسين والقاف أصل صحيح يدل على الظلمة .
القول الثاني : القمر ، وهو قول عائشة .
وهذا القول مبني على الحديث الصحيح ، ولكن هذا مبني على مقتضى دخول القمر أنه يظلم الليل ، وقال بعضهم أن الحديث نبه عن خسوف القمر ، فعند الخسوف يسود .
قال ابن فارس في تهذيب اللغة :
قَالَ القُتَيبِيُّ: يُقَال للقمر إِذا كَسَف: دخل فِي ساهُورِه، وَهُوَ الْغَاسِق إِذا وَقب وَقَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَائِشَة، وَأَشَارَ إِلَى الْقَمَر، فَقَالَ: (تعوَّذي بِاللَّه من هَذَا، فَإِنَّهُ الْغَاسِق إِذا وَقب) : يُرِيد يسودّ إِذا كسف، وكلّ شيءٍ اسودّ فقد غسق.
القول الثالث :كوكب ، وهو قول أبو هريرة وابن زيد وابن شهاب .
وهذا القول مبني على الشر الحاصل بسقوط الثريا والنجم ، كما قال تعالى : ( والنجم إذا هوى ) .

الراجح :
أن الأقوال كلها تحتملها المعنى ولكن دون تخصيص ، لأنه صحيح لدلالته اللغوية واحتمال اللفظ ، ومن جهة أخرى جاءت النصوص الصحيحة ما يؤكد ذلك ، فقال تعالى : {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل}، وهذا يثبت أن الغسق هو الليل .
وأما للقمر فقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه أخرجه الترمذي (3366)، وأحمد (25844)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10137) عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب.
فالليل والنهار آيتين من آيات الله فالتحذير من الليل ليس لذاته بل لما يظهر فيه من الشرور ، فقد جاء في الحديث :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جنح الليل فكفوا صبيانكم حتى تذهب ساعة من الليل، ثم خلوا سبيلهم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، وأغلقوا أبوابكم واذكروا اسم الله عز وجل، فإن الشياطين لا تفتح مغلقا وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله عز وجل، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله عز وجل، ولو أن تعرضوا عليه بعود)).
أما القول الثالث فقد جاءت نصوص أيضا تذكر ما قد يحصل منها إذا سقط ( والنجم إذا هوى ) ( وإذا الكواكب انتثرت ) ، وغالبا ترى هذه النجوم أو الكواكب واضحا إلا بالليل .


4: معنى النحر في قول الله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر}
الأقوال في معنى النحر :
القول الأول :يختص بشدة الحرص على الصلاة :

وهذا القول مبني على أحد معانيها اللغوية وهي شدة الحرص .
قال الخليل أحمد : إذا تَشاحَّ القَوم على أمر قيل: انتَحَروا وتَناحَروا من شِدَّة حِرصِهم.
واختلفوا فيه على قولين :
1) وضع اليدين في الصلاة بوضع اليمين على الشمال ، وهو قول علي وأبي القموص .
وهذا القول بعض مقتضى المعنى ، فمقتضى شدة الحرص على الصلاة هو الحرص على كيفيتها أيضا ، ومنها وضع اليدين في الصلاة كما دلت عليه السنة .
3) استقبال القبلة بنحرك ، وهو قول الخليل أحمد وذكره ابن جرير و نسب إلى أبو الأحوص ذكره الماوردي .
وهذا القول مبني على أحد معانيها اللغوية أيضا ، وهو الاستقبال .
قال الخليل أحمد : وهذه الدارُ تَنْحَر تلك الدار إذا استَقْبَلَتْها.
4) رفع اليدين في الصلاة إلى موضع النحر ، وهو قول علي وأبي جعفر .
القول الثاني : نحر البدن ، وهو قول مجاهد والحجاج وسعيد بن جبير وعطاء وابن عباس والحكم وأنس وعكرمة والحسن وقتادة وابن زيد
وهذا القول مبني على معناه اللغوي أيضا ، فالنحر هو الذبح .
قال الخليل أحمد : والنَّحْر: ذَبْحُكَ البعيرَ بطَعْنةٍ في النَّحْر، حيثُ يبدو الحُلْقُوم من أعلى الصَّدْر، ونَحَرْتُه أنحَرْه نَحْراً.
وقال الجوهري : والمَنحَرُ أيضاً: الموضع الذى ينحر فيه الهدى وغيره.
الراجح :
القول الثاني هو الأرجح لأن السياق لا تحتمل القول الأول ، ولأن الواو هنا عاطفة للتفريع ، وفي سياق الآية في قوله ( لربك ) دليل على الامر بالصلاة له وحده ، ثم عطفه بالأمر بالنحر له وحده ، وهذا كقوله تعالى :( قل إن صلاتي ونسكي ومحاي ومماتي لله رب العالمين ) ، وقد جاءت نصوص أخرى تذكر الذبح لله في أداء المناسك أيضا كالحج ، فقال تعالى : ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).
وعند قوله ( فانحر ) يكون إيماء على بطلان النحر لغير الله كالصلاة .


تطبيقات الدرس السابع:
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
(1) المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}

القول الأول : المحارف ، الذي ليس له سهم ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وإبراهيم وسعيد بن المسيب وغيرهم .
القول الثاني : الفقير المتعفف ، وهو قول قتادة والزهري .
القول الثالث : الذي ذهب زرعه وثمره وماله ، وهو قول ابن زيد وزيد بن أسلم .
القول الخامس : هو المملوك ، وهو قول نسب إلى عبد بن حميد وذكره الماوردي .
القول السادس : هو الكلب ، وهو قول نسب إلى عمر بن عبد العزيز وذكره الماوردي .
القول السابع : من وجبت نفقته من الأنساب لأنه حرم كسب نفسه ، وهو قول ذكره الماوردي .

الراجح :
أن كل الأقوال صحيحة وتشمله ، فكل محروم لك حق في إعطاءه من المال ، وكلها أمثلة على المحروم .

3) ناشئة الليل
القول الأول : قيام النفس بعد النوم ، وهو قول ابن زيد
ناشئة : السَّحَابَةَ الَّتِي تَتَنَشَّأُ مِنَ الْأُفُقِ بَعْدَ صَحْوٍ
وفي مقاييس اللغة : النَّشْءُ وَالنَّشَأُ: أَحْدَاثُ النَّاسِ. وَنَشَأَ فُلَانٌ فِي بَنِي فُلَانٍ. وَالنَّاشِئُ: الشَّابُّ الَّذِي نَشَأَ وَارْتَفَعَ وَعَلَا.
القول الثاني : ساعات الليل ، واختلفوا فيه على كقولين :
الأول : ساعات الليل كلها ، وهو قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد والضحاك .
وهذا القول مبني على أنها لغة أهل الحبشة ، فاذا قام الرجل يقال نشأ.

الثاني : القيام بعد العشاء وليس قبله ، وهو قول أي مجلز وأبو رجاء وقتادة والحسن .
الثالث : ما بين المغرب والعشاء ، وهو قول علي بن حسين وعبادة بن كثير
القول الثالث : العبادة نفسها وصلاة الليل ، وهو قول الحسن وغيرهم
الراجح :
أن كل ما كان بالليل يصلح أن يقال عنه ناشئة ، سواء أول الليل أو كله ولكن القول الأول أقرب للسياق ، لدلالته اللغوية ولأن النصوص الصحيحة ثبتت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام من الليل ثم يقوم .



تطبيقات الدرس الثامن:
(2) سبيلاً في قول الله تعالى: {فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً}

في نصبه وجهان :
الوجه الأول : أنه مفعول به
أوجه الثاني : منصوب باسقاط الخافض .
فالقول في معناه :
القول الأول : كسبيل ،وهو بأي طريق من الطرق ، وهو قول ذكره أبو حيان وأبو عادل
وهذا القول من جهة انتصاب سبيلا على اسقاط الخافض
القول الثاني :التوصيل إلى النشوز إن كانت طائعة ، وهو قول ذكره أبو حيان
وهذا القول مبني على أن ( عليهن ) يرجع فيه الكلام في الضمير إلى الطاعة وهو لأقرب مذكور .
الراجح : أن كل الأقوال تصح معناها لأن سبيلا نكرة فتعم النهي عن كل أذى من قول أو فعل ,



(4) مرجع الضمير في "به" في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}

القول الأول : عائد على الكتاب ، وهو قول ذكره ابن عطية
القول الثاني : عائد على جزء من الكتاب ، وهو قول ذكره ابن عطية أيضا .
القول الثالث : عائد على الكتمان ، وهو قول ذكره الزجاج وابن جرير و ابن عطية أيضا .


تطبيقات الدرس التاسع:
-استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
4:: دلالات الجمل الاسمية في قول الله تعالى: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون (75) قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون (76)،}

أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه : هنا جملة استفهام لغرض الاستهزاء .
( إنا بما أرسل به مؤمنون ) : جيء في الجواب على الذين استضعفوا بالجملة الإسمية للدلالة على الثبوت وأن الإيمان متمكن منهم .
إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ : تدل على ثبوتهم على الكفر .


5. دلالة اسم الفاعل في قول الله تعالى: {إنّ الله بالغ أمره}
بالغ : صيغة مبالغة للدلالة على المبالغة والكثرة ، فهو منفذ أحكامه وقضاءه على خلقه ، وقد ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 جمادى الأولى 1441هـ/1-01-2020م, 02:20 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

التطبيق السادس :
1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
في كلام العرب أصل البلاء هو الاختبار والامتحان ، ولذلك يستعمل في الخير والشر على سواء ، قال عز وجل :( وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) [الأعراف: 168]،
فقيل في معنى البلاء :
1/قيل المحنة ، ذكره الألوسي.
2/ وقيل النعمة ، وهو قول ابن عباس والسدي ومجاهد وابن جريج.
ويطلق على النعم العظيمة ،قال تعالى :( وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ) .
3/ وقيل البلاء والاختبار سواء كان في الخير أو الشر. على حد سواء.
قال الألوسي : وإنْ عَلى الثّانِي فالمُرادُ بِهِ النِّعْمَةُ، وإنْ عَلى الثّالِثِ فالمُرادُ بِهِ القَدْرُ المُشْتَرَكُ كالِامْتِحانِ الشّائِعِ بَيْنَهُما، ويُرَجِّحُ الأوَّلَ التَّبادُرُ، والثّانِيَ أنَّهُ في مَعْرِضِ الِامْتِنانِ، والثّالِثَ لُطْفُ جَمْعِ التَّرْغِيبِ والتَّرْهِيبِ.

2. معنى التكوير في قول الله تعالى: {إذا الشمس كوّرت}
التكوير من المفردات التي تطلق على معاني متعددة ومتقاربة ، ولذلك تنوعت أقوال المفسرين في المراد التكوير :
-فقيل ذهب ضوؤها وأظلمت ، قول ابن عباس و قتادة والحسن ومقاتل
والله -جل وعلا- قد بين معنى هذه الآية:بذهاب ضوء الشمس وظلامها ، في قوله جل وعلا: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} فهما يجمعان ويلقيان في النار، وقد جاء ذلك عن غير واحد من السلف.
-وقيل دهورت قول مجاهد
-وقيل اضمحلت وذهبت ، قول ابن عباس ومجاهد
-وقيل رمي بها ،قول أبي صالح ، وربيع بن خثيم
فهذا القول مأخوذٌ من معنىً لغويٍّ آخر في مادة التكوير، تقول: كوَّرتُ الرجلَ؛ أي: طرحتَه في الأرض، وقد ورد في صحيح البخاري حديث:((الشمسُ والقمرُ ثورانِ مكوَّران في القار)) وهذا اللفظ يشهد لهذا المعنى التفسيري.
-وقيل غُوِّرَتْ، قول ابْنِ عَبّاسٍ، وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وابْنِ الأنْبارِيِّ
-وقيل أنَّها تُكَوَّرُ مِثْلَ تَكْوِيرِ العِمامَةِ، فَتُلَفُّ وتُمْحى، قالَهُ أبُو عُبَيْدَةَ.
قال ابن جرير : والتكويرُ في كلامِ العرَبِ: جَمْعُ بعْضِ الشيءِ إلى بعضٍ، وذلكَ كتكويرِ العِمَامَةِ، وهوَ لَفُّها على الرأْسِ، وكتكويرِ الكَارَةِ، وهيَ جمعُ الثيابِ بَعْضِها إلى بعضٍ، وَلَفُّها.
قال أبو عبيدة: «تكوّر - أي تلفّ - كما تكوّر العمامة».
وقال الزجاج : ومَعْنى: " كُوِّرَتْ " جُمِعَ ضَوْؤُها، ولُفَّتْ كَما تُلَفُّ العِمامَةُ. ويُقالُ: كَوَّرْتُ العِمامَةَ عَلى رَأْسِي أُكَوِّرُها: إذا لَفَفْتُها.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا سافر سفرا قال: «اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكون وسوء المنظر في الأهل والمال».رواه أحمد والنسائي في "الكبرى" والترمذي وعبد الرزاق وغيرهم.
واصل التكوّر في كلام العرب جمع بعض الشيء إلى بعض كتكوير العمامة، وهو لفّها على الرأس، وتكوير الكارة من النبات، وهو جمع بعضها إلى بعض ولفّها .
ويربط بينهما أنهما من الأحوال التي تَمُرُّ بها الشمس في ذلك اليوم، فجاءت هذه اللفظةُ الواحدةُ دالةً على هذه المعاني.
فجميع هذه الأقوال يحتملها المعنى اللغوي ، فرميها واضمحلالها وتكويرها ولفها ، يقتضي ذهاب ضوءها وظلمتها.

تطبيقات الدرس السابع:
2) الباقيات الصالحات

اختلف أهل التأويل في المعني بالباقيات الصالحات ، اختلافهم في معنى الدعاء في هذه الآية ، فقيل :
1/ هي الصلوات الخمس. قول ابن عباس وسعيد بن جبير وعمرو بن شرحبيل
2/ وقيل ذكر الله بالتسبيح والتحميد ونحوه .قول عثمان بن عفان من طريق مولاه الحارث ، وقول ابن عباس وسعيد بن المسيب وعبدالله بن عمر وعطاء بن رباح ومجاهد. روى الطبري في تفسيره عن طريق سعيد المَقُبْري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: "سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكْبَرُ مِنَ الباقِياتِ الصَّالِحاتِ".
3/ وقيل هي العمل بطاعة الله عزّ وجلّ من ذكر وصلاة وحج وصيام وغيره ، وهو قول ابن عباس وابن زيد
4/وقيل الكلم الطيب ، قول ابن عباس
جميع هذه الأقوال يتضمنها الأعمال الصالحة وتدخل فيها ، فجميعها يثاب ويجاز فاعلها وهي باقية له في الدار الآخرة.
قال ابن جرير : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هنّ جميع أعمال الخير.
فإن ظنّ ظانّ أن ذلك مخصوص بالخبر الذي رويناه عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، فإن ذلك بخلاف ما ظن، وذلك أن الخبر عن رسول الله ﷺ إنما ورد بأن قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هنّ من الباقيات الصالحات، ولم يقل: هنّ جميع الباقيات الصالحات، ولا كلّ الباقيات الصالحات، وجائز أن تكون هذه باقيات صالحات، وغيرها من أعمال البرّ أيضا باقيات صالحات.

(3) ناشئة الليل
القول الأول : ساعات الليل كله ، قول ابن عباس وابن الزبير وعكرمة ومجاهد.
وهي بلسان أهل الحبشة إذا أقاموا الليل قالوا نشأ.
القول الثاني : ماكان بعد صلاة العشاء فهو ناشئة ، فأما ما كان قبل العشاء فليس بناشئة.قول أبي مجلز وقتادة.
فالمعنى أن كل تهجد وقيام من بعد صلاة العشاء ، وفي أي ساعة من ساعات الليل ، سواء كان بعد يقظة أو صاحياً فهو ناشئة
قال ابن كثير : أَنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ: سَاعَاتُهُ وَأَوْقَاتُهُ، وَكُلُّ سَاعَةٍ مِنْهُ تُسَمَّى نَاشِئَةً، وَهِيَ الْآنَّاتُ ، روى الطبري عن طريق سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: أيّ الليل قمت فهو ناشئة.
قال الألوسي : أيْ إنَّ النَّفْسَ الَّتِي تَنْشَأُ مِن مَضْجَعِها إلى العِبادَةِ أيْ تَنْهَضُ مِن نَشَأ مِن مَكانِهِ ونَشَرَ إذْ نَهَضَ وأنْشَدَ قَوْلَهُ:
نَشَأْنا إلى خُوصٍ بَرى فِيها السُّرى وأشْرَفَ مِنها مُشْرِفاتِ القَماحِدِ.

تطبيقات الدرس الثامن:
- بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:

(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين} ..
-قرأها عامة أهل المدينة بالتاء (ولتستبين ) ، وبنصب السبيل ، كأنه خطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولتستبين أنت يامحمد سبيل المجرمين.
-وقرأ بعض المكيين والبصريين بالتاء والياء مع رفع السبيل لأنها تذكر وتؤنث.(ولتستبين )، (وليستبين ) ،وبرفع السبيل ، والاختلاف بينهم على التذكير والتأنيث ،فأهل نجد وتميم يذكرونه ، وأهل الحجاز يؤنثونه ، وكأن معنى الكلام عندهم: وكذلك نفصل الآيات، ولتتضح لك وللمؤمنين طريقُ المجرمين.
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين بالصواب عندي في"السبيل" الرفع، لأن الله تعالى ذكره فصَّل آياته في كتابه وتنزيله، ليتبين الحقَّ بها من الباطل جميعُ من خوطب بها، لا بعضٌ دون بعض.
ومن قرأ"السبيل" بالنصب، فإنما جعل تبيين ذلك محصورًا على النبي ﷺ.
وأما القراءة في قوله:"ولتستبين"، فسواء قرئت بالتاء أو بالياء، فهما صحيحتان وهما قراءتان مستفيضتان في لغات العرب لاخلاف لقراءة إحداهما على الأخرى.
(2) سبيلاً في قول الله تعالى: {فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً}
أوجه نصبه :
-مفعول به
-أو منصوب بنزع وإسقاط الخافض ، فتكون لايبغي عليها بهجران أو ضرب طالما أطاعت وأذعنت لكم.
فيراد في معناه على قولين :
&السبيل هي الطرق والسبل لمن جعل له سبيل على الزوجات .ذكره ابو حيان وابن عاشور والألوسي.
قال ابن عاشور :والسَّبِيلُ حَقِيقَتُهُ الطَّرِيقُ، وأُطْلِقَ هُنا مَجازًا عَلى التَّوَسُّلِ والتَّسَبُّبِ ، والخِطابُ صالِحٌ لِكُلِّ مِن جُعِلَ لَهُ سَبِيلٌ عَلى الزَّوْجاتِ في حالَةِ النُّشُوزِ ، وسَيَجِيءُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ما عَلى المُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ﴾ [التوبة: 91] في سُورَةِ ”بَراءَةٌ“، وانْظُرْ قَوْلَهُ الآتِيَ ﴿وألْقَوْا إلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكم عَلَيْهِمْ سَبِيلًا﴾ [النساء: 90] .
قال الألوسي : فالبَغْيُ إمّا بِمَعْنى الطَّلَبِ و(سَبِيلًا) مَفْعُولُهُ، والجارُّ مُتَعَلِّقٌ بِهِ أوْ صِفَةُ النَّكِرَةِ قُدِّمَ عَلَيْها.
& البغي عليهن والإضرار إن كانت طائعة ، فهذا يوصل للنشوز بهن .ذكره أبو حيان والألوسي .
قال أبو حيان في المحيط : المَعْنى فَإنْ أطَعْنَكم فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا مِن سُبُلِ البَغْيِ لَهُنَّ والإضْرارِ بِهِنَّ تَوْصِيلًا بِذَلِكَ إلى نُشُوزِهِنَّ أيْ: إذا كانَتْ طائِعَةً فَلا يَفْعَلُ مَعَها ما يُؤَدِّي إلى نُشُوزِها.
قال الألوسي : وإمّا بِمَعْنى الظُّلْمِ و(سَبِيلًا) مَنصُوبٌ بِنَزْعِ الخافِضِ.
فكلا القولين صحيح ومناسب للمعنى ..
قال أبو حيان : وسَبِيلًا نَكِرَةٌ في سِياقِ النَّفْيِ، فَيَعُمُّ النَّهْيَ عَنِ الأذى بِقَوْلٍ أوْ فِعْلٍ.

تطبيقات الدرس التاسع:
-استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:

1: "مزيد" في قوله تعالى: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}
قال أبو حيان : (مَزِيدٍ) يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا كالحميد والمجيد ، أوِ اسْمَ مَفْعُولٍ من زاد أو كالمبيع . ذكره أبو حيان وابن عاشور وأبو السعود.
قال أبو حيان في المحيط : هو سُؤالٌ ورَغْبَةٌ في الزِّيادَةِ والِاسْتِكْثارِ مِنَ الدّاخِلِينَ فِيها.
قال أبو السعود في إرشاد العقل السليم : أيْ: يَكُونُ مِنَ الأحْوالِ والأهْوالِ ما يَقْصُرُ عَنْهُ المُقالُ.
وقال ابن عاشور : أيْ هَلْ مِن جَماعَةٍ آخَرِينَ يُلْقَوْنَ فِيَّ.

2: "مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلنا مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}
-قرأ الجمهور (مُنْزَلًا) بضم الميم وفتح الزاي وهو اسم مفعول من (أنزله ) على حذف المجرور ، ويجوز ان يكون مصدراً ، ومعناه : إنزالاً مباركاً. ذكره ابن عاشور وأبو حيان والواحدي.
-وقَرَأ أبُو بَكْرٍ والمُفَضَّلُ وأبُو حَيْوَةَ وابْنُ أبِي عَبْلَةَ وأبّانُ: بِفَتْحِ المِيمِ وكَسْرِ الزّايِ ، ومعناه : أي مكان نزول.
قال ابن عاشور : والمَعْنَيانِ مُتَلازِمانِ.
قال الواحدي في التفسير البسيط : المنزل يجوز أن يكون مصدرًا بمنزلة: أنزلني إنزالاً مباركًا، وعلى هذا يجوز أن يعلى الفعل إلى مفعول آخر. ويجوز أن يكون المنزل موضعًا للإنزال كأنه قيل: أنزلني مكانًا أو موضعًا. وعلى هذا الوجه قد استوفى الإنزال مفعوليه.
وقال : وفي القراءة الثانية يجوز وجهان، أحدهما: أن يكون موضع نزول. والآخر أن يكون مصدرًا.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ذو القعدة 1441هـ/16-07-2020م, 06:54 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيرة محمد مشاهدة المشاركة
التطبيق السادس :
اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة:
1 : معنى "الغاسق" في قول الله تعالى: {ومن شرّ غاسق إذا وقب}

لفظ "الغاسق" يستعمل في لسان العرب، وله معان متعددة صحيحة لها شواهد .
منها أنه الليل : قال به مجاهد بن جبر، وذكره جمع من المفسرين وعلماء اللغة .
قال ابن فارس : "غسق "الغين والسين والقاف أصل صحيح يدل على ظلمة، فالغسق: الظلمة. والغاسق: الليل.
وقال ابن منظور: وغسق الليل يغسق غسقا وغسقانا وأغسق؛ عن ثعلب: انصب وأظلم؛ ومنه قول ابن الرقيات:
إن هذا الليل قد غسقا، ... واشتكيت الهم والأرقا .
قال الفراء في قوله تعالى: إلى غسق الليل، هو أول ظلمته، وقال الأخفش: غسق الليل ظلمته. وقوله تعالى: ومن شر غاسق إذا وقب؛ قيل: الغاسق هذا الليل إذا دخل في كل شيء .
وقال شيخنا الفاضل عبدالعزبز الداخل في دورة تفسير المعوذتين :" غسق الليل فيه ثلاثة أقوال أيضاً: أول ظلمته عند غروب الشمس، وأول العشاء عند غياب الشفق، وحين اشتداد ظلمة الليل واجتماعها، وذلك نصف الليل.
وهذه الأقوال كلها صحيحة وهي تنتظم مواقيت الصلوات بَدْءًا وانتهاء سوى صلاة الفجر، فقال تعالى: ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً " (
وقيل سمي الليل غاسقاً لأنه مظلم، وكل ما يُظلِم فهو غاسق، والظلمة غسق.
وهذا قول الفراء وابن قتيبة وابن جرير الطبري وجماعة من اللغويين منهم: الأخفش واليمان البندنيجي وابن خالويه وغيرهم.
قال ابن جرير الطبري في تفسيره: (وقوله: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} يقول: ومن شرّ مظلم إذا دخل، وهجم علينا بظلامه) .
وقيل : سمي غاسقاً لأنه أبرد من النهار، قال به الزجاج ومن أتى بعده، وذلك لأنه أبرد من النهار، والغاسق: البارد ، والغسق: البرد .
مستدلين بقوله تعالى: ( هذا فليذوقوه حميم وغساق( وقوله: ( لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا * إلا حميماً وغساقاً ) .
قال ابن القيم رحمه : وعليه حمل ابن عباس تفسيره للآية ، قال: هو الزمهرير يحرقهم ببرده. كما تحرقهم النار بحرها. وكذلك قال مجاهد ومقاتل: هو الذي انتهى برده.
ولا تنافي بين القولين. فإن الليل بارد مظلم. فمن ذكر برده فقط، أو ظلمته فقط: اقتصر على أحد وصفيه.
والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة.
فإن الشر الذي يناسب الظلمة أولى بالاستعاذة من البرد الذي في الليل.
ولهذا استعاذ برب الفلق الذي هو الصبح والنور: من شر الغاسق، الذي هو الظلمة. فناسب الوصف المستعاذ به المعنى المطلوب بالاستعاذة.
وقال ابن منظور : الغسقان: الانصباب .
وغسق اللبن غسقا: انصب من الضرع.
وغسق الجرح غسقا وغسقانا أي سال منه ماء أصفر؛ وأنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل:
أبكي لفقدهم بعين ثرة، ... تجري مساربها بعين غاسق
أي سائل وليس من الظلمة في شيء .
وجمع هذين القولين الشيخ الداخل بقوله :" والتحقيق إن شاء الله ،هو ما قاله الماوردي في تفسيره إذ قال: (أصل الغسق: الجريان بالضرر، مأخوذ من قولهم: غسقت القرحة إذا جرى صديدها).
الثاني : أنه " القمر" وذلك للحديث الذي رواه أحمد والنسائي في السنن الكبرى وغيرهما من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: قالت عائشة: (( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدِي فأرانيَ القمر حين طلع ؛ فقال: (تعوَّذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب) .
وقال الرازي كون القمر في جرمه مظلم وغير مستنير، فهذا هو المراد من كونه غاسقا،
قال محمد جبل في المؤصل :" واللغة تجيز إطلاق الغاسق على القمر لأنه جرم لطيف يمذ من الأفق مخترقًا سواد الليل ،وبغيابه يعم الظلام وما فيه من شر يستعاذ منه"
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : هذا التفسير حق، ولا يناقض التفسير الأول، بل يوافقه، ويشهد لصحته. فإن الله تعالى قال: ﴿وَجَعَلْنا اللَّيْلَ والنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً﴾
فالقمر هو آية الليل، وسلطانه فيه.
فهو أيضا غاسق إذا وقب، كما أن الليل غاسق إذا وقب، وتخصيص النبي ﷺ له بالذكر لا ينفي شمول الاسم لغيره.
ونظير هذا: قوله في المسجد الذي أسس على التقوى - وقد سئل عنه -
فقال": «هو مسجدي هذا"
ومعلوم أن هذا لا ينفي كون مسجد قباء مؤسسا على التقوى مثل ذاك.
وقال الشيخ حفظه الله :والصواب أن يقال: إن القمر غاسق من جملة ما يغسق، ودلَّ الحديث على أن لغسوقه شرّا عظيماً لا نعلمه ولا ندركه بحواسنا؛ كما أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم من الشر في الليل والخلوة فيه ما لو علمناه ما سار راكب بليل وحده أبداً.
وهذا نظير ما صحَّ أن الشمس تطلع بين قرني شيطان وتغرب بين قرني شيطان كما في صحيح مسلم وسنن أبي داوود من حديث عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه.
الثالث :أن الغاسق الكوكب :رواه ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه، ورَوى عن ابن أسلم أنه قال: ( كانت العرب تقول: الغاسق سقوط الثريا، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها. (
قال ابن القيم : فهذا يحتمل أن يدل اللفظ عليه بفحواه ومقصوده وتنبيهه. وأما أن يختص به اللفظ به فباطل.
وقيل :( النهار إذا دخل في الليل ) رواه ابن جرير عن القرظي .
وقيل : (الغاسق الشمس إذا غربت). رواه ابن وهب عن الزهري.
وقال الزمخشري: (ويجوز أن يراد بالغاسق : الأسود من الحيات، ووقبه: ضربه ونقبه).
ومن غريب ما ذكر في تفسير "الغاسق" ما ذكره أبو مظفر السمعاني عن النقاش بإسناده إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: من شر غاسق إذا وقب: من شر الذكر إذا دخل، قال النقاش: فذكرت ذلك لمحمد بن إسحاق بن خزيمة، وقلت: هل يجوز أن تفسر القرآن بهذا؟ ! قال: نعم، قال النبي: " أعوذ بك من شر منيى "، وهو خبر معروف، وهو أن النبي قال: " أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري " فعدد أشياء، وقال في آخرها: ومن شر منيى ".)
والقول الذي يصح أن تفسر به الاية أنه يشمل كل غاسق ،وذلك لدلالة تنوين التنكير المفيد للعموم، أي: من شر كل غاسقٍ، وهذا يدل على أن الذي يغسق أشياء كثيرة.
قال ابن جرير: (الليلُ إذا دخل في ظلامه: غاسق، والنجم إذا أفل: غاسق، والقمر: غاسق إذا وقب، ولم يخصِّص بعضَ ذلك، بل عمَّ الأمرَ بذلك ، فكلُّ غاسق فإنه صلى الله عليه وسلم كان يؤمر بالاستعاذة من شرّه إذا وقب) .


2 : معنى "النحر" في قول الله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر}
اختلف المفسرون في معنى "النحر" على أقوال :
القول الأول: نحر البدن ونحوها .
قال به ابن عباس وعطاء ومجاهد وعكرمة والحسن، وكذا قال قتادة ومحمد بن كعب القرظي والضحاك والربيع وعطاء الخرساني وغير واحد من السلف .
القول الثاني : اجعل صلاتك ونحرك لله .
وذلك لأنه كان أقواماً يصلون وينحرون لغير الله،فقيل له اجعل صلاتك ونحرك لله .
رواه ابن جرير عن القرضي .[ القرظي]
القول الثالث :رفع اليدين بالتكبير إلى النحر .
وذلك عند افتتاح الصلاة والدخول فيها،رواه ابن جرير من طريق جابر عن أبو جعفر محمد بن علي [جابر الجعفي متروك الحديث ]
القول الرابع : وضع اليمين على اليسرى في الصلاة.
يراد به الحض على الصلاة المكتوبة،والمحافظة على أوقاتها [ هذا التوجيه فيه نظر، لأن دلالة الأمر بالصلاة نصية وتغني عنه، لكنه من إحسان الصلاة وأدعى للخشوع فيها]، رواه ابن جرير من طريق عقبة عن علي بن طالب .
القول الخامس : استقبال القبلة بالنحر، حكاه الفراء مستشهداً بقول بعض العرب منازلهم تتناحر: أي هذا بنحر هذا: أي قبالته ،وذكر أن بعض بني أسد أنشده:
أبا حَكَمٍ هَلْ أنْتَ عَمُّ مُجَالِدٍ ... وَسَيِّدُ أهْلِ الأبْطَحِ المُتَنَاحِرِ .
أي ينحر بعضه بعضا :
وقيل : بوضع القبضة اليمنى على اليسرى، أعلى الصدر عند النحر،
وورد غيرها من الأقوال ممن هو داخل فيما سبق .
بعد عرض هذه الأقوال والنظر فيما يناسب السياق،يتبين أن الذي يصحّ أن تفسّر به الآية القول الأول وهو نحر البدن ونحوها، والذي يفسره قوله تعالى: (( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي ...) يعني: بالنسك: الذبيحة ، وهو الذي عليه عامة أهل العلم من السلف ومن بعدهم، وذلك كما قال ابن تيمة رحمه الله "والمقصود : أن الصلاة والنسك هما أجل ما يتقرب به إلى الله فإنه أتى فيهما بالفاء الدالة على السبب ; لأن فعل ذلك وهو الصلاة والنحر سبب للقيام بشكر ما أعطاه الله إياه من الكوثر والخير الكثير ..
وقال : وأمره أن يجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين وهما الصلاة والنسك الدالتان على القرب والتواضع والافتقار وحسن الظن وقوة اليقين وطمأنينة القلب إلى الله وإلى عدته وأمره وفضله وخلفه عكس حال أهل الكبر والنفرة وأهل الغنى عن الله الذين لا حاجة في صلاتهم إلى ربهم يسألونه إياها والذين لا ينحرون له خوفا من الفقر وتركا لإعانة الفقراء وإعطائهم وسوء الظن منهم بربهم ولهذا جمع الله بينهما . في قوله تعالى { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } والنسك هي الذبيحة ابتغاء وجهه .
وقد امتثل النبي صلى الله عليه وسلم أمر ربه فكان كثير الصلاة لربه كثير النحر حتى نحر بيده في حجة الوداع ثلاثا وستين بدنة وكان ينحر في الأعياد وغيرها".
ويدخل فيه سائر أنواع التقربات إلى الله وتعالى بالذبائح، وإن لم تكن من قبيل ما ينحر
وأورد هنا خلاصة ما ذكره د خالد السبت في شرحه لهذه السورة (أن من فسروا الآية بأمر يتصل بالصلاة لاعتمادهم على روايات وأحاديث مرفوعة، ذكر أنه لا يصح منها شيء ...
وكذا من فسر "وانحر" أي:استقبل القبلة بنحرك، أنه بعيد، وإن قاله بعض كبار أصحاب المعاني، وذلك لأنهم نظروا إلى أصل المعنى اللغوي،والمفترض أن ينظرو إلى تفسير القرآن بالقرآن، والسنة، وما نقل عن السلف -رضي الله عنهم، فهم أخذوا هذا من قول العرب: نتناحر يعني نتقابل.
[ الصواب أنّ الأقوال المأثورة التي تصحّ لغة ولا تخالف نصاً ولا إجماعاً وتوافق دلالة النصوص الأخرى أنها مقبولة في التفسير ]


: 3 معنى " العصر" في قول الله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر العصر }
وردت لفظة "العصر" في لسان العرب ولها معاني متعددة ، منها ما يصح أن تفسر به الآية لمناسبة السياق،ومنها من لا يوافقه وإن كان له شاهد من اللغة .
قال ابن فارس : عَصَرَ) الْعَيْنُ وَالصَّادُ وَالرَّاءُ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ صَحِيحَةٌ:
فَالْأَوَّلُ دَهْرٌ وَحِينٌ، وَالثَّانِي ضَغْطُ شَيْءٍ حَتَّى يَتَحَلَّبَ، وَالثَّالِثُ تَعَلُّقٌ بِشَيْءٍ وَامْتِسَاكٌ بِهِ.
الأول الْعَصْرُ،: هو الدهر ، روى عن ابن عباس ،وقول ابن أسلم ،والفراء ،ورجحه ابن جرير وذكر ابن القيم أنه قول أكثر المفسرين .
قال امرؤ القيس :
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي …وَهَلْ يَعِمَنْ مَن كَانَ فِي العُصُر الْخَالِي؟
الثاني : أنه العصران :الليل والنهار . نقله البغوي عن ابن كبسان .
قال حميد ابن ثور :
وَلَنْ يَلْبَثَ العَصْرَانِ يومٌ وَلَيْلَةٌ، ... إِذا طَلَبَا أَن يُدْرِكا مَا تَيَمَّما
الثالث : أنه الغداة والعشي ،قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ :
وأَمْطُلُه العَصْرَينِ حَتَّى يَمَلَّني، ... ويَرضى بنِصْفِ الدَّيْنِ، والأَنْفُ راغمُ .
الرابع : صلاة العصر،نسبه المارودي والقرطبي لمقاتل .
قال ابن فارس : وَبِهِ سُمِّيَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، لِأَنَّهَا تُعْصَرُ، أَيْ تُؤَخَّرُ عَنِ الظُّهْرِ.
الخامس :أنه عصر النبي صلى الله عليه وسلم،ذكره المارودي وابن عاشور .
وفي اللغة :مدة معلومة ،ويعين بالإضافة .
السادس :أنه عصر الإنسان أي عمره ذكره الشنقيطي ورجحه بدلالة السياق ولمناسبةالسورة .
الأصل الثاني العصارة: ما تحلب من شيء تعصره.
قال: عصارة الخبز الذي تحلبا وهو العصير .
وقال ابن السكيت: تقول العرب: " لا أفعله مادام الزيت يعصر ".
الأصل الثالث: العصر: الملجأ، يقال اعتصر بالمكان، إذا التجأ إليه. قال أبو دواد:
مسح لا يواري العير ... منه عصر اللهب .
وبعد النظر في الأقوال وما يصح أن يفسر به السياق نلحظ أن أقوال المفسرين تدور حول الأصل اللغوي الأول لمفردة "العصر"وهو الدهر . [ هذا اختيار لأحد المعاني، والصواب أن الأقوال الصحيحة يُجمع بينها ]
وهو الذي رجحه ابن جرير لعمومه ولشتماله على باقي المعاني ،بقوله :والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر ﴿وَالْعَصْرِ﴾ اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.


* تطبيقات الدرس السابع :
بين المراد بالمفردات التاليات .
(1)الباقيات الصالحات .

ورد قوله تعالى:(والباقيات الصالحات) في كتاب الله في موضعين .
الأول :قوله تعالى في سورة الكهف (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) .
والثاني في سورة مريم قوله:( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا)
وقد اختلف المفسرون في المراد بالباقيات الصالحات على أقوال :

الأول :أنها قول "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر"
رواه جماعةٌ عن أبي عقيلٍ مولى عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- وصحّ عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما من عدّة وجوه منها:
مارواه سفيان الثّوريّ عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ،وكذلك ما رواه عبد اللّه بن إدريس وزائدة عن عطاءٍ عن ابن عبّاسٍ.
ورواه ابن جريجٍ عن مجاهدٍ عن نافع أنّه سأل ابن عمر -رضي اللّه عنهما- عن الباقيات الصّالحات فقال: "لا إله إلا اللّه واللّه أكبر وسبحان اللّه والحمد للّه ولا حول ولا قوّة إلا باللّه" قال ابن جريجٍ وقال عطاء بن أبي رباحٍ مثل ذلك.
وقال به سعيد بن المسيّب وسالمٍ ومجاهدٍ ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ والحسن وقتادة وجمهور أهل التّفسير.
وكأن هذا القول هو الذي رجحه الحافظ صلاح الدين العلائي عند تفسيره لهذه الآية
مستشهداً بالحديث المروي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (خذوا جنّتكم) قلنا: يا رسول اللّه من عدوٍّ حضر؟ قال: ( لا بل جنّتكم من النّار قول: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر فإنّها تأتي يوم القيامة منجياتٍ ومقدّماتٍ وهنّ الباقيات الصّالحات) .... إلى أن قال :
"وإذا ثبت هذا الحديث فهو أولى ما رجع إليه تفسير الباقيات الصّالحات مع ما ثبت فيه عن عثمان وابن عبّاسٍ وغيرهما من الصّحابة رضي اللّه عنهم.
وقد أجاب ابن جريرٍ عن هذا الحديث بأنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- لم يقل هنّ جميع الباقيات الصّالحات ولا كلّ الباقيات الصّالحات قال: وذلك جائزٌ أن تكون هذه باقياتٍ صالحاتٍ وغيرها من أعمال الخير باقياتٌ صالحاتٌ.

وقيل : هي الكلام الطّيّب وهذا القول راجع للّذي قبله لأنّ قول: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر وأعظم من الكلام الطّيّب لكنّه أعمّ منه من جهة عدم قصره
على هذه الكلمات بل يدخل فيه تلاوة القرآن وبقيّة الأذكار.
وهذا القول روي أيضًا عن ابن عبّاسٍ.
وقيل : هي الصّلوات الخمس.
رواه الثّوريّ عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ،وعبد اللّه بن يزيد عن عبيد الله بن عتبة عن ابن عبّاسٍ أيضًا.
وقال به عمرو بن شرحبيل وإبراهيم النّخعيّ وأبو ميسرة ومسروقٌ وابن أبي مليكة.
وقيل : هي الأعمال الصّالحة كلّها من الأقوال والأفعال.
رواه ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس،
وروى معاوية عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ قال: هي ذكر اللّه قول: لا إله إلا اللّه واللّه أكبر وسبحان اللّه والحمد للّه ولا حول ولا قوّة إلا باللّه وتبارك اللّه وأستغفر اللّه وصلّى اللّه على رسول اللّه والصّيام والصّلاة والحجّ والصّدقة والعتق والجهاد والصّلة وجميع أعمال الحسنات وهنّ الباقيات الصّالحات الّتي تبقى لأهلها في الجنّة ما دامت السّماوات والأرض.
وقال به ابن زيدٍ أيضًا.
وقد رجح ابن جريرٍ هذا القول، بقوله :(وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هنّ جميع أعمال الخير، كالذي رُوي عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس، لأن ذلك كله من الصالحات التي تبقى لصاحبها في الآخرة، وعليها يجازى ويُثاب، وإن الله عزّ ذكره لم يخصص من قوله ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا﴾ بعضا دون بعض في كتاب، ولا بخبر عن رسول الله ﷺ ( واختاره ابن عطيّة وغيره لعموم اللفظ ولأنه أولى ما يفسر به .

2 : ناشئة الليل .
قال الله تعالى :( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وطئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا)
قال ابن فارس : (نشأ) النون والشين والهمزة أصل صحيح يدل على ارتفاع في شيء وسمو.
ونشأ السحاب: ارتفع، وأنشأه الله: رفعه. ومنه: (إن ناشئة الليل( ، يراد بها والله أعلم القيام والانتصاب للصلاة.
وقد أورد المفسرون في المراد بناشئة الليل عدة اقوال :

-روى عبدالرزاق وابن جرير والهمذاني عن الحسن ومجاهد ،إن ناشئة الليل قال كل شيء بعد العشاء فهو ناشئة،وكذلك رواه ابن جرير عن عن أبي مجلزٍ،ووأبو رجاء ،والحسن في رواية أخرى له ،وقتادة .
-وروى الرملي عن الزنجي ،وابن جرير، من طريق ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في رواية أخرى له وردت من عدة طرق أنك متى ما قمت من اللّيل فهي ناشئة .
-وروى الرملي عن عطاء أن {ناشئة اللّيل} بدوّ اللّيل .
-وروى ابن جرير عن ابن عباس من عدة طرق عن أنّ اللّيل كلّه ناشئةٌ .
وكذلك رواه عن عكرمة ،وابن زيد ،والضحاك .
-وروى ابن جرير عن ابن عبّاسٍ من عدة طرق عن "ناشئة اللّيل " قال: بلسان الحبشة إذا قام الرّجل من اللّيل، قالوا: نشأ،وكذلك رواه عن ابي ميسرة ،و ابن أبي نجيحٍ،
ورواه النيسابوري في المستدرك .
وجماع ذلك أن من فسر اللفظة بالفعل،ومنهم من فسرها بالزمان، ومنهم من فسرها بالذات .
فمن فسرها بالزمن ؛ عنى به أوقاته وساعاته، لأن أوقاته تنشأ أولا فأولا،
فعلى هذا القول في أي ساعة صليت بين المغرب والعشاء باعتبار أن الليل يبدأ المغرب ، ام بعد العشاء،وسواء كان ذلك بعد نوم أو لم يسبق بنوم فهذا من ناشئة الليل .
قال ابن العربي: وهو الذي يعطيه اللفظ وتقتضيه اللغة، ورجحه ابن جرير،وقال ابن القيم :" والصحيح أنها لا تختص بالساعة الأولى بل هي ساعاته ناشئة بعد ناشئة كلما انقضت ساعة نشأت بعدها أخرى"
ومن فسرها بالفعل فهو كما قال ابن القيم رحمه الله :" أما من جعلها فعلا ينشأ بالليل، فالناشئة عندهم اسم لما يفعل بالليل من القيام"
وقال "وأما العبد فيطلق عليه الإنشاء باعتبار آخر وهو شروعه في الفعل وابتداؤه له يقول أنشأ يحدثنا وأنشأ السير فهو منشأ لذلك وهذا إنشاء مقيد "
و فسره بالنفس فقوله ليس ببعيد،لأن النفس الناشئة بالليل، أي التي تنشأ من مضجعها وتقوم للصلاة ،لأن السلف رضوان الله عليهم يستعملون جميع أنواع الدلالة؛ فيفسرون تارة بالمطابق، وتارة باللازم، وتارة بالتضمن، وتارة بالإشارة.

*تطبيقات الدرس الثامن :
بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين }
قرئ "سبيل" بالرفع والنصب ، وهذه القراءات دائرة على ،تعدي الفعل >استبان< ولزومه، وتذكير "السبيل" وتأنيثه
فتميم تذكره، وأهل الحجاز تؤنثه ، كما في قوله تعالى :(وإن يروا سبيل الرشد ) مذكر ، وقوله :( لم تصدون عن سبيل الله ) مؤنث .

-فمن قرأ بتعدي الفعل "استبان" نصب السبيل (ولتستبين سبيلَ المجرمين) والتاء في "تستبين" للخطاب .
فأفاد المعنى ولتستبين وتستوضح يا محمد سبيل المجرمين فتعامل كل واحد منهم ما يستحق .
قال ابن جرير"وكان ابن زيد يتأول ذلك: ولتستبين، أنت يا محمد، سبيلَ المجرمين الذين سألوك طردَ النفر الذين سألوه طردهم عنه من أصحابه.
-ومن قرأ بالازم رفع السبيل (ولتستبين سبيلُ المجرمين) فالتاءوالسين تكون للمبالغة مثل استجاب .
فيفيد استبانة سبيل المجرمين ووضوحه عن سبيل المؤمنين فيكون الحق ظاهراً جليا لا لبس فيه ولا غموض.

(2) مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}
اختلف المفسرون في مرجع الضمير في قوله تعالى ) جَعَلْنَاهُ) على ثلاثة أقوال :
القول الأول : عائد على القرآن، الذي هو المراد بقوله (روحاً ) والمعنى جعلنا هذا القرآن تحيا به القلوب وتستنير به العقول، وتعرف به الأحكام ،ويفرق به بين الحق والباطل .
القول الثاني : عائد على الإيمان ، لكونه أقرب المذكورين.
القول الثالث : عائد إلى الكتاب والإيمان معا؛ وذلك لأن مقصدهما واحد، نظير: قوله تعالى: ﴿والله ورسوله أحق أن يرضوه﴾ و كقوله ﴿وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها﴾
قال السمرقندي في "بحر العلوم" فإن قيل سبق ذكر الكتاب والإيمان ثم قال: وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً ولم يقل جعلناهما؟ قيل له: لأن المعنى هو الكتاب، وهو دليل على الإيمان.
ويقال لأن شأنهما واحد كقوله: ]وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً [ ولم يقل آيتين .
قال الفراء : وقال بعضهم: أراد القرآن والإيمان، وجاز أن يقول: جعلناه لاثنين؛ لأن الفعل في كثرة أسمائه يضبطه الفعل، ألا ترى أنك تقول: إقبالك وإدبارك يغمني، وهما اثنان فهذا من ذلك.

*الدرس التاسع:
-استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
3: دلالات صيغ الأفعال في قول الله تعالى: { فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}

• ﴿ءَامَنَ﴾ فعل ماض مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (أمن)
• ﴿أَصْلَحَ﴾ فعل ماض مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (أصلح)
من خصائص الفعل "فمن آمن وأصلح" أنه يدل على الحدث والتجدد ... [ الذي يدلّ على التجدد هو الفعل المضارع، ودلالة الماضي هنا على الثبات والمداومة ]
) فَمَنْ آمَنَ (بما يجب الإيمان به (وَأَصْلَحَ ) ما يجب إصلاحه والإيتان به على وفق الشريعة ،والفاء لترتيب مابعدها على ما قبلها
و(من) موصوله ولشبه الموصول بالشرط دخلت الفاء في قوله سبحانه :( فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ( من العذاب الذي انذر الرسل به (وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) لفوات الثواب الذي بشروا به.
قوله:( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
﴿كَذَّبُ﴾ فعل ماض مزيد الرباعي باب (فَعَّلَ)، من مادّة (كذب) وصيغة الفعل تدل على الحصول والتحقق والتأكيد .
• ﴿يَمَسُّ﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (مسس)
• ﴿يَفْسُقُ﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة )فسق)
والفعل المضارع يدل على تجدد العذاب عليهم واستمراره،بسب فسقهم المستمر الذي هو الإصرار على الخروج عن التصديق والطاعة .
وفي ذلك كناية عن قرب العذاب؛ كأنه حيٌ يفعل بهم ما يريد من الآلام .
قال ابن عاشور:( وجمع الضمائر العائدة إلى (من) مراعاة لمعناها، وأما إفراد فعل (آمن) و(أصلح) فلرعي لفظها.
والباء للسببية، و(ما) مصدرية، أي بسبب فسقهم. والفسق حقيقته الخروج عن حد الخير. وشاع استعماله في القرآن في معنى الكفر وتجاوز حدود الله تعالى. وتقدم تفصيله عند قوله تعالى ﴿وما يضل به إلا الفاسقين﴾.
وجيء بخبر (كان) جملة مضارعة للإشارة إلى أن فسقهم كان متجددا متكررا، على أن الإتيان بـ (كان) أيضا للدلالة على الاستمرار لأن (كان) إذا لم يقصد بها انقضاء خبرها فيما مضى دلت على استمرار الخبر بالقرينة، كقوله تعالى وكان الله غفورا رحيما.)

5: دلالة اسم الفاعل في قول الله تعالى: {إنّ الله بالغ أمره}
يدل اسم الفاعل (بالغ) على الثبوت والاستمرار [واللزوم]،ويراد به الحال والمستقبل ،فالله عز شأنه قد جعل لكل شيئ وقتاً ومقداراً لايتعداه ولا يقصر عنه ،وهذا بيان لوجوب التوكل على الله تعالى وتفويض الأمر إليه،
قال أبو السعود :﴿إن الله بالغ أمره﴾ بالإضافة أي: منفذ أمره، وقرئ بتنوين بالغ ونصب "أمره" أي: يبلغ ما يريده لا يفوته مراد ولا يعجزه مطلوب، وقرئ برفع "أمره" على أنه مبتدأ و"بالغ" خبر مقدم والجملة خبر إن أو "بالغ" خبر إن و"أمره" مرتفع به على الفاعلية أي: نافذ أمره، وقرئ "بالغا أمره" على أنه حال وخبر إن قوله تعالى: ﴿قد جعل الله لكل شيء قدرا﴾ أي: تقديرا وتوقيتا أو مقدارا وهو بيان لوجوب التوكل عليه تعالى وتفويض الأمر إليه لأنه إذا علم أن كل شيء من الرزق وغيره لا يكون إلا بتقديره تعالى لا يبقى إلا التسليم للقدر والتوكل على الله تعالى.

ب+

أحسنت بارك الله فيك، وآمل العناية بمسألة الجمع والترجيح؛ فلا يصار إلى الترجيح إلا عند تعذّر الجمع.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ذو القعدة 1441هـ/16-07-2020م, 08:03 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء احمد مشاهدة المشاركة
تطبيقات الدرس السادس :

اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة: 
1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَفِي ذَلِكم بَلاءٌ مِن رَبِّكم عَظِيمٌ﴾ فِيهِ تأويلان :
أحَدُها: نِعْمَةٌ مِن رَبِّكم، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ ومجاهد والسديوابن قتيبة والزجاج .
فعلى هذا القول يعود على النجاة من فرعون وجنوده .
الثّانِي: أنه النقمة ،حكاه الماوردي عن السدي .
وعلى هذا القول يَكُونُ "ذا" في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ذَلِكُمْ﴾ عائِدًا عَلى سَوْمِهِمْ سُوءَ العَذابِ، وذَبْحِ أبْنائِهِمْ واسْتِحْياءِ نِسائِهِمْ.
والبلاءيكون في الخَيْرِ والشَّرِّ، كَما قالَ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَنَبْلُوكم بِالشَّرِّ والخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنْبِياءِ: 35] لِأنَّ الِاخْتِبارَ قَدْ يَكُونُ بِالخَيْرِ كَما
يَكُونُ بِالشَّرِّ، غَيْرَ أنَّ الأكْثَرَ في الشَّرِّ أنْ يُقالَ: بَلَوْتُهُ أبْلُوهُ بَلاءً، وفي الخَيْرِ: أبْلَيْتُهُ أُبْلِيهِ إبْلاءً، ومِن ذَلِكَ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
جَزى اللَّهُ بِالإحْسانِ ما فَعَلا بِكم فَأبْلاهُما خَيْرَ البَلاءِ الَّذِي يَبْلُو
فَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ.
ويمكن الجمع بين المعنيين في تفسير هذه الآية ولكن الأقرب هنا هو التفسير الثاني والله أعلم.

[ والمعنى الثالث: الفتنة ]


2: معنى التكوير في قول الله تعالى: {إذا الشمس كوّرت}
وَفِي قَوْلِهِ تَعالى: ﴿كُوِّرَتْ﴾خمسة أقْوالٍ.
أحَدُها: أظْلَمَتْ، رَواهُ الوالِبِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وكَذَلِكَ قالَ الفَرّاءُ: ذَهَبَ ضَوْؤُها، وهَذا قَوْلُ قَتادَةُ، ومُقاتِلٍ.
والثّانِي: ذَهَبَتْ، قاله ابْنِ عَبّاسٍ، وكَذَلِكَ قالَ مُجاهِدٌ: اضْمَحَلَّتْ.
والثّالِثُ: غُوِّرَتْ، رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وابْنِ الأنْبارِيِّ
والرّابِعُ: أنَّها تُكَوَّرُ مِثْلَ تَكْوِيرِ العِمامَةِ، فَتُلَفُّ وتُمْحى، قالَهُ أبُو عُبَيْدَةَ. وهو قَوْلُ الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ.
قالَ الزَّجّاجُ: ومَعْنى: " كُوِّرَتْ " جُمِعَ ضَوْؤُها، ولُفَّتْ كَما تُلَفُّ العِمامَةُ. ويُقالُ: كَوَّرْتُ العِمامَةَ عَلى رَأْسِي أُكَوِّرُها: إذا لَفَفْتُها. قالَ المُفَسِّرُونَ: تُجْمَعُ الشَّمْسُ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، ثُمَّ تُلَفُّ ويُرْمى بِها في البَحْرِ. وقِيلَ: في النّارِ. وقِيلَ: تُعادُ إلى ما خُلِقَتْ مِنهُ.
-الخامس: نُكِّسَتْ، قالَهُ أبُو صالِحٍ
[ تجنبي النسخ من تفسير الماوردي وابن الجوزي والاعتماد عليهما في نسبة الأقوال؛ فقد تكرر التنبيه على هذا وبيان سببه ]

قال الطبري :
والصواب من القول في ذلك عندنا: أن يقال: ﴿كُوِّرَتْ﴾ كما قال الله جل ثناؤه، والتكوير في كلام العرب: جمع بعض الشيء إلى بعض، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة، وهي جمع الثياب بعضها إلى بعض، ولفها، وكذلك قوله: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فَرُمِي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها فعلى التأويل الذي تأوّلناه وبيَّناه لكلا القولين اللَّذين ذكرت عن أهل التأويل وجه صحيح، وذلك أنها إذا كُوِّرت ورُمي بها، ذهب ضوءها.



3:معنى العصر في قول الله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}
قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿والعَصْرِ﴾ فِيهِ أربعة أقْوالٍ.
أحَدُها: أنَّهُ الدَّهْرُ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ، وزَيْدُ بْنُ أسْلَمَ، والفَرّاءُ، وابْنُ قُتَيْبَةَ. وإنَّما أقْسَمَ بِالدَّهْرِ لِأنَّ فِيهِ عِبْرَةً لِلنّاظِرِ مِن مُرُورِ اللَّيْلِ والنَّهارِ عَلى تَقْدِيرٍ لا يَنْخَرِمُ.
والثّانِي: أنَّهُ العَشِيُّ، وهو ما بَيْنَ زَوالِ الشَّمْسِ وغُرُوبِها، قالَهُ الحَسَنُ، وقَتادَةُ.
ومِنهُ قَوْلُ الشّاعِرِ
تَرَوَّحْ بِنا يا عَمْرُو قَدْ قَصُرَ العَصْرُ وفي الرَّوْحَةِ الأُولى الغَنِيمَةُ والأجْرُ
وَخَصَّهُ بِالقَسَمِ لِأنَّ فِيهِ خَواتِيمَ الأعْمالِ.
والثّالِثُ: صَلاةُ العَصْرِ، وهي الصلاة الوسطى ،قالَهُ مُقاتِلٌ.
الرابع : أنْ يُرِيدَ عَصْرَ الرَّسُولِ ﷺ لِفَضْلِهِ بِتَجْدِيدِ النُّبُوَّةِ فِيهِ.
قال الطبري :والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر ﴿وَالْعَصْرِ﴾ اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.
وقال ابن عاشور : وتَعْرِيفُهُ بِاللّامِ عَلى هَذِهِ الوُجُوهِ تَعْرِيفُ العَهْدِ الذِّهْنِيِّ، أيْ: كُلِّ عَصْرٍ.
تطبيقات الدرس السابع : 
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}
-ورد في ذلك أقوال :
أحَدُها: أنَّهُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ سَهْمٌ في فَيْءِ المُسْلِمِينَ، وهو المُحارَفُ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ ومجاهد .وقالَ إبْراهِيمُ: هو الَّذِي لا سَهْمَ لَهُ في الغَنِيمَةِ.
والثّانِي: أنَّهُ الَّذِي لا يُنَمّى لَه مال ، قالَه عكرمة.
والثّالِثُ: أنَّهُ المُسْلِمُ الفَقِيرُ، قالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ.
والرّابِعُ: أنَّهُ المُتَعَفِّفُ الَّذِي لا يَسْألُ شَيْئًا، قالَهُ قَتادَةُ، والزُّهْرِيُّ.
والخامِسُ: أنَّهُ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدَ الغَنِيمَةِ، ولَيْسَ لَهُ فِيها سَهْمٌ، قالَهُ الحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ.
والسّادِسُ: أنَّهُ المُصابُ ثَمَرَتُهُ وزَرْعُهُ أوْ نَسْلُ ماشِيَتِهِ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ.
والسّابِعُ: أنَّهُ المَمْلُوكُ،عزاه الماوَرْدِيّ إلى عبد الرحمن بن حميد
والثّامِنُ: أنَّهُ الكَلْبُ، رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز
وَيَحْتَمِلُ تاسِعًا: أنَّهُ مَن وجَبَتْ نَفَقَتُهُ مِن ذَوِي الأنْسابِ لِأنَّهُ قَدْ حُرِمَ كَسْبَ نَفْسِهِ، حَتّى وجَبَتْ نَفَقَتُهُ في مالِ غَيْرِهِ.ذكره المارودي
الراجح :
الراجح والله أعلم أن المحروم يعم ذلك كله لأن المعنى واحد وإنَّما عَبَّرَ عُلَماءُ السَلَفِ في ذَلِكَ العِباراتِ عَلى جِهَةِ المُثُلاتِ فَجَعَلَها المُتَأخِّرُونَ أقْوالًا،فالمحروم هو الَّذِي تَبْعُدُ عنهُ مُمَكِّناتُ الرِزْقِ بَعْدَ قُرْبِها مِنهُ فَيَنالُهُ حِرْمانٌ وفاقَةٌ، وهو مَعَ ذَلِكَ لا يُسْألُ، فَهَذا هو الَّذِي لَهُ حَقٌّ في أمْوالِ الأغْنِياءِ كَما لِلسّائِلِ حَقٌّ، وهَذِهِ أنْواع الحِرْمانِ، لا أنَّ الِاسْمَ يَسْتَلْزِمُ هَذا خاصَّةً
الحبل في قول الله تعالى: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}
المراد به : العهد ، قاله ابن عباس ورُوِيَ عَنِ مُجاهِدٍ، وعِكْرِمَةَ، والحَسَنِ، وعَطاءٍ وقَتادَةَ والرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ، والضَّحّاكِ والسُّدِّيِّ نَحْوُ ذَلِكَ.
فالمراد بحبل من الله عَهْدُ اللَّهِ ذِمَّتُهُ،وعَهْدُ النّاسِ حِلْفُهم، ونَصْرُهم، و شُبِّهَ العهد بالحبل لِأنَّهُ يَصِلُ قَوْمًا بِقَوْمٍ كَما يَفْعَلُ الحَبْلُ في الأجْرامِ.

تطبيقات الدرس الثامن:
- بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
قوله تعالى: (وَلِيَسْتَبينَ)بالياء هي قراءة الكوفيين،وهنا يكون لازم ومتعد
وقرأها باقي القرّاء بالتاء (ولتستبين )
فالقراءة بالياء هي عطف على المعنى، كأنه قيل: ليظهرَ الحَق وليَستَبينَ.
والسبيل يذكر ويؤنث.
وقرء(ولتستبين )بالتاء والياء فيمن رفع( السبيل) ، وكانت على معنى الفاعل ،قال ابن عباس رضي الله عنه :وما بَيَّنْتَ من سبيلهم يوم القيامة ومصيرهم إلى الخزي.
ومن نصب( السبيل) كانت التاء للخطاب، أي: وَلِتَسْتَبِينَ يا محمدُ سبيلَ المجرمين. يقال: استَبَانَ الشَّيءُ واسْتَبَنْتُهُ.
هنا يمكننا الجمع بين القراءات لأنها كلها صحيحة متواترة موافقة للغة .

(3) مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}
﴿وَلَكِنْ جَعَلْناهُ نُورًا﴾ فِيهِ أربعة أقوال :
أحدها: جَعَلْنا القُرْآنَ نُورًا، قالَهُ السُّدِّيُّ.
فوحد الهاء، وقد ذكر قبل الكتاب والإيمان، لأنه قصد به الخبر عن الكتاب،كما ذكر الطبري
ولَمْ يَقُلْ: ”جَعَلْناهُما“، لِأنَّ المَعْنى: ”وَلَكِنْ جَعَلْنا الكِتابَ نُورًا“، وهو دَلِيلٌ عَلى الإيمانِ.
الثّانِي: جَعَلْنا الإيمانَ نُورًا.وهو أقرب مذكور
حَكاهُ النَّقّاشُ وقالَهُ الضَّحّاكُ
الثالث :يعود على قوله (روحا)،ذكره أبو السعود والسمين الحلبي
الرابع :يعود إلى الكتاب والإيمان معًا ،لأن مقصدهما واحد ، فَهو نَظِيرُ: ﴿واللَّهُ ورَسُولُهُ أحَقُّ أنْ يُرْضُوهُ﴾ [التوبة: 62]
ولكن وحد الهاء، لأن أسماء الأفعال يجمع جميعها الفعل، كما يقال: إقبالك وإدبارك يعجبني، فيوحدهما وهما اثنان.
هنا يمكننا الجمع بين الأقوال فالروح هو القرآن كما في أحد القولين و هو دليل على الإيمان .
تطبيقات الدرس التاسع:
-استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
1: "مزيد" في قوله تعالى: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}
قال أبو حيّان الأندلسي: و(مَزِيدٍ) يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا أوِ اسْمَ مَفْعُولٍ.
وقال محمود الصافي : يجوز أن يكون اسم مكان من الثلاثي زاد .
2: "مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلنا مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}
قال ابن عاشور :وقَرَأ الجُمْهُورُ (مُنْزَلًا) بِضَمِّ المِيمِ وفَتْحِ الزّايِ وهو اسْمُ مَفْعُولٍ مِن (أنْزَلَهُ) عَلى حَذْفِ المَجْرُورِ، أيْ: مُنْزَلًا فِيهِ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا، أيْ: إنْزالًا مُبارَكًا. والمَعْنَيانِ مُتَلازِمانِ. وقَرَأهُ أبُو بَكْرٍ عَنْ عاصِمٍ بِفَتْحِ المِيمِ وكَسْرِ الزّايِ، وهو اسْمٌ لِمَكانِ النُّزُولِ.


ج+

بارك الله فيك، ولو اعتمدت في نسبة الأقوال على التفاسير المسندة كما درست في مهارات التخريج لكان أجود وأمتن لإجاباتك.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ذو القعدة 1441هـ/16-07-2020م, 08:26 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيا أبوداهوم مشاهدة المشاركة
تطبيقات الدرس السادس:
2. معنى التكوير في قول الله تعالى: {إذا الشمس كوّرت}
الأقوال في معنى التكوير :
القول الأول :الاضمحلال والذهاب ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك .
وهذا القول مبني على لازم معناه اللغوي ، فمن معانيها اللغوية هو التجميع واللف ، فعندما تجمع وتلف يقتضي ذلك ذهاب النور .
قال الخليل أحمد :
أي: [جمع] ضوؤها [ولف كما تلف العمامة] .
القول الثاني : الجمع والالتفاف ، وهو حاصل قول ابن عباس والزجاج وغيرهم .

القول الثالث :الرمي ، وهو قول أبي صالح وربيع بن خيثم .
الراجح :
أن هذه الأقوال كلها صحيحة وتحتملها اللغة .
فجمعها ولفها يقتضي ذهاب نورها ويقتضي إلقاها .



3: معنى "الغاسق" في قول الله تعالى: {ومن شرّ غاسق إذا وقب}
الأقوال في معنى غاسق :
القول الأول :الليل ، وهو قول قتادة وابن عباس والحسن والقرظي ومجاهد .
وهذا القول مبني على المعنى اللغوي للغاسق ، فغسق في اللغة هو أول الليل كما ذكر ذلك الجوهري ، وغاسق : الليلُ إذا غاب الشفق ، كما ذكر ذلك الخليل أحمد والجوهري وغيرهم .
وقد ذكر ابن فارس أن الغين والسين والقاف أصل صحيح يدل على الظلمة .
القول الثاني : القمر ، وهو قول عائشة .
وهذا القول مبني على الحديث الصحيح ، ولكن هذا مبني على مقتضى دخول القمر أنه يظلم الليل ، وقال بعضهم أن الحديث نبه عن خسوف القمر ، فعند الخسوف يسود .
قال ابن فارس في تهذيب اللغة :
قَالَ القُتَيبِيُّ: يُقَال للقمر إِذا كَسَف: دخل فِي ساهُورِه، وَهُوَ الْغَاسِق إِذا وَقب وَقَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَائِشَة، وَأَشَارَ إِلَى الْقَمَر، فَقَالَ: (تعوَّذي بِاللَّه من هَذَا، فَإِنَّهُ الْغَاسِق إِذا وَقب) : يُرِيد يسودّ إِذا كسف، وكلّ شيءٍ اسودّ فقد غسق.
القول الثالث :كوكب ، وهو قول أبو [أبي]هريرة وابن زيد وابن شهاب .
وهذا القول مبني على الشر الحاصل بسقوط الثريا والنجم [ لا ينسب للنجم شرّ ولا خير ]، كما قال تعالى : ( والنجم إذا هوى ) .

الراجح :
أن الأقوال كلها تحتملها المعنى ولكن دون تخصيص ، لأنه صحيح لدلالته اللغوية واحتمال اللفظ ، ومن جهة أخرى جاءت النصوص الصحيحة ما يؤكد ذلك ، فقال تعالى : {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل}، وهذا يثبت أن الغسق هو الليل .
وأما للقمر فقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه أخرجه الترمذي (3366)، وأحمد (25844)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10137) عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب.
فالليل والنهار آيتين من آيات الله فالتحذير من الليل ليس لذاته بل لما يظهر فيه من الشرور ، فقد جاء في الحديث :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جنح الليل فكفوا صبيانكم حتى تذهب ساعة من الليل، ثم خلوا سبيلهم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، وأغلقوا أبوابكم واذكروا اسم الله عز وجل، فإن الشياطين لا تفتح مغلقا وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله عز وجل، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله عز وجل، ولو أن تعرضوا عليه بعود)).
أما القول الثالث فقد جاءت نصوص أيضا تذكر ما قد يحصل منها إذا سقط ( والنجم إذا هوى ) ( وإذا الكواكب انتثرت ) ، وغالبا ترى هذه النجوم أو الكواكب واضحا إلا بالليل .


4: معنى النحر في قول الله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر}
الأقوال في معنى النحر :
القول الأول :يختص بشدة الحرص على الصلاة :
وهذا القول مبني على أحد معانيها اللغوية وهي شدة الحرص .
قال الخليل أحمد : إذا تَشاحَّ القَوم على أمر قيل: انتَحَروا وتَناحَروا من شِدَّة حِرصِهم.
واختلفوا فيه على قولين :
1) وضع اليدين في الصلاة بوضع اليمين على الشمال ، وهو قول علي وأبي القموص .
وهذا القول بعض مقتضى المعنى ، فمقتضى شدة الحرص على الصلاة هو الحرص على كيفيتها أيضا ، ومنها وضع اليدين في الصلاة كما دلت عليه السنة .
3) استقبال القبلة بنحرك ، وهو قول الخليل أحمد وذكره ابن جرير و نسب إلى أبو الأحوص ذكره الماوردي .
وهذا القول مبني على أحد معانيها اللغوية أيضا ، وهو الاستقبال .
قال الخليل [بن] أحمد : وهذه الدارُ تَنْحَر تلك الدار إذا استَقْبَلَتْها.
4) رفع اليدين في الصلاة إلى موضع النحر ، وهو قول علي وأبي جعفر .
القول الثاني : نحر البدن ، وهو قول مجاهد والحجاج وسعيد بن جبير وعطاء وابن عباس والحكم وأنس وعكرمة والحسن وقتادة وابن زيد
وهذا القول مبني على معناه اللغوي أيضا ، فالنحر هو الذبح .
قال الخليل أحمد : والنَّحْر: ذَبْحُكَ البعيرَ بطَعْنةٍ في النَّحْر، حيثُ يبدو الحُلْقُوم من أعلى الصَّدْر، ونَحَرْتُه أنحَرْه نَحْراً.
وقال الجوهري : والمَنحَرُ أيضاً: الموضع الذى ينحر فيه الهدى وغيره.
الراجح :
القول الثاني هو الأرجح لأن السياق لا تحتمل القول الأول [ وما المانع؟] ، ولأن الواو هنا عاطفة للتفريع ، وفي سياق الآية في قوله ( لربك ) دليل على الامر بالصلاة له وحده ، ثم عطفه بالأمر بالنحر له وحده ، وهذا كقوله تعالى :( قل إن صلاتي ونسكي ومحاي ومماتي لله رب العالمين ) ، وقد جاءت نصوص أخرى تذكر الذبح لله في أداء المناسك أيضا كالحج ، فقال تعالى : ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).
وعند قوله ( فانحر ) يكون إيماء على بطلان النحر لغير الله كالصلاة .


تطبيقات الدرس السابع:
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
(1) المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}

القول الأول : المحارف ، الذي ليس له سهم ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وإبراهيم وسعيد بن المسيب وغيرهم .
القول الثاني : الفقير المتعفف ، وهو قول قتادة والزهري .
القول الثالث : الذي ذهب زرعه وثمره وماله ، وهو قول ابن زيد وزيد بن أسلم .
القول الخامس : هو المملوك ، وهو قول نسب إلى عبد بن حميد وذكره الماوردي .
القول السادس : هو الكلب ، وهو قول نسب إلى عمر بن عبد العزيز وذكره الماوردي .
القول السابع : من وجبت نفقته من الأنساب لأنه حرم كسب نفسه ، وهو قول ذكره الماوردي .

الراجح :
أن كل الأقوال صحيحة وتشمله ، فكل محروم لك حق في إعطاءه من المال ، وكلها أمثلة على المحروم .

3) ناشئة الليل
القول الأول : قيام النفس بعد النوم ، وهو قول ابن زيد
ناشئة : السَّحَابَةَ الَّتِي تَتَنَشَّأُ مِنَ الْأُفُقِ بَعْدَ صَحْوٍ
وفي مقاييس اللغة : النَّشْءُ وَالنَّشَأُ: أَحْدَاثُ النَّاسِ. وَنَشَأَ فُلَانٌ فِي بَنِي فُلَانٍ. وَالنَّاشِئُ: الشَّابُّ الَّذِي نَشَأَ وَارْتَفَعَ وَعَلَا.
القول الثاني : ساعات الليل ، واختلفوا فيه على كقولين :
الأول : ساعات الليل كلها ، وهو قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد والضحاك .
وهذا القول مبني على أنها لغة أهل الحبشة ، فاذا قام الرجل يقال نشأ.

الثاني : القيام بعد العشاء وليس قبله ، وهو قول أي مجلز وأبو رجاء وقتادة والحسن .
الثالث : ما بين المغرب والعشاء ، وهو قول علي بن حسين وعبادة بن كثير
القول الثالث : العبادة نفسها وصلاة الليل ، وهو قول الحسن وغيرهم
الراجح :
أن كل ما كان بالليل يصلح أن يقال عنه ناشئة ، سواء أول الليل أو كله ولكن القول الأول أقرب للسياق ، لدلالته اللغوية ولأن النصوص الصحيحة ثبتت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام من الليل ثم يقوم .



تطبيقات الدرس الثامن:
(2) سبيلاً في قول الله تعالى: {فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً}

في نصبه وجهان :
الوجه الأول : أنه مفعول به
أوجه الثاني : منصوب باسقاط الخافض .
فالقول في معناه :
القول الأول : كسبيل ،وهو بأي طريق من الطرق ، وهو قول ذكره أبو حيان وأبو عادل
وهذا القول من جهة انتصاب سبيلا على اسقاط الخافض
القول الثاني :التوصيل إلى النشوز إن كانت طائعة ، وهو قول ذكره أبو حيان
وهذا القول مبني على أن ( عليهن ) يرجع فيه الكلام في الضمير إلى الطاعة وهو لأقرب مذكور .
الراجح : أن كل الأقوال تصح معناها لأن سبيلا نكرة فتعم النهي عن كل أذى من قول أو فعل ,



(4) مرجع الضمير في "به" في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}

القول الأول : عائد على الكتاب ، وهو قول ذكره ابن عطية
القول الثاني : عائد على جزء من الكتاب ، وهو قول ذكره ابن عطية أيضا .
القول الثالث : عائد على الكتمان ، وهو قول ذكره الزجاج وابن جرير و ابن عطية أيضا .


تطبيقات الدرس التاسع:
-استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
4:: دلالات الجمل الاسمية في قول الله تعالى: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون (75) قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون (76)،}

أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه : هنا جملة استفهام لغرض الاستهزاء .
( إنا بما أرسل به مؤمنون ) : جيء في الجواب على الذين استضعفوا بالجملة الإسمية للدلالة على الثبوت وأن الإيمان متمكن منهم .
إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ : تدل على ثبوتهم على الكفر .


5. دلالة اسم الفاعل في قول الله تعالى: {إنّ الله بالغ أمره}
بالغ : صيغة مبالغة للدلالة على المبالغة والكثرة ، فهو منفذ أحكامه وقضاءه على خلقه ، وقد ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره .

ب

أحسنت بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 ذو القعدة 1441هـ/16-07-2020م, 11:10 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
التطبيق السادس :
1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}.
في كلام العرب أصل البلاء هو الاختبار والامتحان ، ولذلك يستعمل في الخير والشر على سواء ، قال عز وجل :( وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) [الأعراف: 168]،
فقيل في معنى البلاء :
1/قيل المحنة ، ذكره الألوسي. [ الألوسي متأخّر جداً ، وهذا القول قديم ]
2/ وقيل النعمة ، وهو قول ابن عباس والسدي ومجاهد وابن جريج.
ويطلق على النعم العظيمة ،قال تعالى :( وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ) .
3/ وقيل البلاء والاختبار سواء كان في الخير أو الشر. على حد سواء.
قال الألوسي : وإنْ عَلى الثّانِي فالمُرادُ بِهِ النِّعْمَةُ، وإنْ عَلى الثّالِثِ فالمُرادُ بِهِ القَدْرُ المُشْتَرَكُ كالِامْتِحانِ الشّائِعِ بَيْنَهُما، ويُرَجِّحُ الأوَّلَ التَّبادُرُ، والثّانِيَ أنَّهُ في مَعْرِضِ الِامْتِنانِ، والثّالِثَ لُطْفُ جَمْعِ التَّرْغِيبِ والتَّرْهِيبِ.

2. معنى التكوير في قول الله تعالى: {إذا الشمس كوّرت}
التكوير من المفردات التي تطلق على معاني متعددة ومتقاربة ، ولذلك تنوعت أقوال المفسرين في المراد التكوير :
-فقيل ذهب ضوؤها وأظلمت ، قول ابن عباس و قتادة والحسن ومقاتل
والله -جل وعلا- قد بين معنى هذه الآية:بذهاب ضوء الشمس وظلامها ، في قوله جل وعلا: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} فهما يجمعان ويلقيان في النار، وقد جاء ذلك عن غير واحد من السلف.
-وقيل دهورت قول مجاهد
-وقيل اضمحلت وذهبت ، قول ابن عباس ومجاهد
-وقيل رمي بها ،قول أبي صالح ، وربيع بن خثيم
فهذا القول مأخوذٌ من معنىً لغويٍّ آخر في مادة التكوير، تقول: كوَّرتُ الرجلَ؛ أي: طرحتَه في الأرض، وقد ورد في صحيح البخاري حديث:((الشمسُ والقمرُ ثورانِ مكوَّران في القار)) وهذا اللفظ يشهد لهذا المعنى التفسيري.
-وقيل غُوِّرَتْ، قول ابْنِ عَبّاسٍ، وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وابْنِ الأنْبارِيِّ
-وقيل أنَّها تُكَوَّرُ مِثْلَ تَكْوِيرِ العِمامَةِ، فَتُلَفُّ وتُمْحى، قالَهُ أبُو عُبَيْدَةَ.
قال ابن جرير : والتكويرُ في كلامِ العرَبِ: جَمْعُ بعْضِ الشيءِ إلى بعضٍ، وذلكَ كتكويرِ العِمَامَةِ، وهوَ لَفُّها على الرأْسِ، وكتكويرِ الكَارَةِ، وهيَ جمعُ الثيابِ بَعْضِها إلى بعضٍ، وَلَفُّها.
قال أبو عبيدة: «تكوّر - أي تلفّ - كما تكوّر العمامة».
وقال الزجاج : ومَعْنى: " كُوِّرَتْ " جُمِعَ ضَوْؤُها، ولُفَّتْ كَما تُلَفُّ العِمامَةُ. ويُقالُ: كَوَّرْتُ العِمامَةَ عَلى رَأْسِي أُكَوِّرُها: إذا لَفَفْتُها.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا سافر سفرا قال: «اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكون وسوء المنظر في الأهل والمال».رواه أحمد والنسائي في "الكبرى" والترمذي وعبد الرزاق وغيرهم.
واصل التكوّر في كلام العرب جمع بعض الشيء إلى بعض كتكوير العمامة، وهو لفّها على الرأس، وتكوير الكارة من النبات، وهو جمع بعضها إلى بعض ولفّها .
ويربط بينهما أنهما من الأحوال التي تَمُرُّ بها الشمس في ذلك اليوم، فجاءت هذه اللفظةُ الواحدةُ دالةً على هذه المعاني.
فجميع هذه الأقوال يحتملها المعنى اللغوي ، فرميها واضمحلالها وتكويرها ولفها ، يقتضي ذهاب ضوءها وظلمتها.

تطبيقات الدرس السابع:
2) الباقيات الصالحات

اختلف أهل التأويل في المعني بالباقيات الصالحات ، اختلافهم في معنى الدعاء في هذه الآية ، فقيل :
1/ هي الصلوات الخمس. قول ابن عباس وسعيد بن جبير وعمرو بن شرحبيل
2/ وقيل ذكر الله بالتسبيح والتحميد ونحوه .قول عثمان بن عفان من طريق مولاه الحارث ، وقول ابن عباس وسعيد بن المسيب وعبدالله بن عمر وعطاء بن رباح ومجاهد. روى الطبري في تفسيره عن طريق سعيد المَقُبْري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: "سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكْبَرُ مِنَ الباقِياتِ الصَّالِحاتِ".
3/ وقيل هي العمل بطاعة الله عزّ وجلّ من ذكر وصلاة وحج وصيام وغيره ، وهو قول ابن عباس وابن زيد
4/وقيل الكلم الطيب ، قول ابن عباس
جميع هذه الأقوال يتضمنها الأعمال الصالحة وتدخل فيها ، فجميعها يثاب ويجاز فاعلها وهي باقية له في الدار الآخرة.
قال ابن جرير : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هنّ جميع أعمال الخير.
فإن ظنّ ظانّ أن ذلك مخصوص بالخبر الذي رويناه عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، فإن ذلك بخلاف ما ظن، وذلك أن الخبر عن رسول الله ﷺ إنما ورد بأن قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هنّ من الباقيات الصالحات، ولم يقل: هنّ جميع الباقيات الصالحات، ولا كلّ الباقيات الصالحات، وجائز أن تكون هذه باقيات صالحات، وغيرها من أعمال البرّ أيضا باقيات صالحات.

(3) ناشئة الليل
القول الأول : ساعات الليل كله ، قول ابن عباس وابن الزبير وعكرمة ومجاهد.
وهي بلسان أهل الحبشة إذا أقاموا الليل قالوا نشأ.
القول الثاني : ماكان بعد صلاة العشاء فهو ناشئة ، فأما ما كان قبل العشاء فليس بناشئة.قول أبي مجلز وقتادة.
فالمعنى أن كل تهجد وقيام من بعد صلاة العشاء ، وفي أي ساعة من ساعات الليل ، سواء كان بعد يقظة أو صاحياً فهو ناشئة
قال ابن كثير : أَنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ: سَاعَاتُهُ وَأَوْقَاتُهُ، وَكُلُّ سَاعَةٍ مِنْهُ تُسَمَّى نَاشِئَةً، وَهِيَ الْآنَّاتُ ، روى الطبري عن طريق سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: أيّ الليل قمت فهو ناشئة.
قال الألوسي : أيْ إنَّ النَّفْسَ الَّتِي تَنْشَأُ مِن مَضْجَعِها إلى العِبادَةِ أيْ تَنْهَضُ مِن نَشَأ مِن مَكانِهِ ونَشَرَ إذْ نَهَضَ وأنْشَدَ قَوْلَهُ:
نَشَأْنا إلى خُوصٍ بَرى فِيها السُّرى وأشْرَفَ مِنها مُشْرِفاتِ القَماحِدِ.

تطبيقات الدرس الثامن:
- بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:

(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين} ..
-قرأها عامة أهل المدينة بالتاء (ولتستبين ) ، وبنصب السبيل ، كأنه خطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولتستبين أنت يامحمد سبيل المجرمين.
-وقرأ بعض المكيين والبصريين بالتاء والياء مع رفع السبيل لأنها تذكر وتؤنث.(ولتستبين )، (وليستبين ) ،وبرفع السبيل ، والاختلاف بينهم على التذكير والتأنيث ،فأهل نجد وتميم يذكرونه ، وأهل الحجاز يؤنثونه ، وكأن معنى الكلام عندهم: وكذلك نفصل الآيات، ولتتضح لك وللمؤمنين طريقُ المجرمين.
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين بالصواب عندي في"السبيل" الرفع، لأن الله تعالى ذكره فصَّل آياته في كتابه وتنزيله، ليتبين الحقَّ بها من الباطل جميعُ من خوطب بها، لا بعضٌ دون بعض. [ القراءات الصحيحة يقال بها جميعاً في التفسير ولا يرجّح بينها ]
ومن قرأ"السبيل" بالنصب، فإنما جعل تبيين ذلك محصورًا على النبي ﷺ.
وأما القراءة في قوله:"ولتستبين"، فسواء قرئت بالتاء أو بالياء، فهما صحيحتان وهما قراءتان مستفيضتان في لغات العرب لاخلاف لقراءة إحداهما على الأخرى.
(2) سبيلاً في قول الله تعالى: {فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً}
أوجه نصبه :
-مفعول به
-أو منصوب بنزع وإسقاط الخافض ، فتكون لايبغي عليها بهجران أو ضرب طالما أطاعت وأذعنت لكم.
فيراد في معناه على قولين :
&السبيل هي الطرق والسبل لمن جعل له سبيل على الزوجات .ذكره ابو حيان وابن عاشور والألوسي.
قال ابن عاشور :والسَّبِيلُ حَقِيقَتُهُ الطَّرِيقُ، وأُطْلِقَ هُنا مَجازًا عَلى التَّوَسُّلِ والتَّسَبُّبِ ، والخِطابُ صالِحٌ لِكُلِّ مِن جُعِلَ لَهُ سَبِيلٌ عَلى الزَّوْجاتِ في حالَةِ النُّشُوزِ ، وسَيَجِيءُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ما عَلى المُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ﴾ [التوبة: 91] في سُورَةِ ”بَراءَةٌ“، وانْظُرْ قَوْلَهُ الآتِيَ ﴿وألْقَوْا إلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكم عَلَيْهِمْ سَبِيلًا﴾ [النساء: 90] .
قال الألوسي : فالبَغْيُ إمّا بِمَعْنى الطَّلَبِ و(سَبِيلًا) مَفْعُولُهُ، والجارُّ مُتَعَلِّقٌ بِهِ أوْ صِفَةُ النَّكِرَةِ قُدِّمَ عَلَيْها.
& البغي عليهن والإضرار إن كانت طائعة ، فهذا يوصل للنشوز بهن .ذكره أبو حيان والألوسي .
قال أبو حيان في المحيط : المَعْنى فَإنْ أطَعْنَكم فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا مِن سُبُلِ البَغْيِ لَهُنَّ والإضْرارِ بِهِنَّ تَوْصِيلًا بِذَلِكَ إلى نُشُوزِهِنَّ أيْ: إذا كانَتْ طائِعَةً فَلا يَفْعَلُ مَعَها ما يُؤَدِّي إلى نُشُوزِها.
قال الألوسي : وإمّا بِمَعْنى الظُّلْمِ و(سَبِيلًا) مَنصُوبٌ بِنَزْعِ الخافِضِ.
فكلا القولين صحيح ومناسب للمعنى ..
قال أبو حيان : وسَبِيلًا نَكِرَةٌ في سِياقِ النَّفْيِ، فَيَعُمُّ النَّهْيَ عَنِ الأذى بِقَوْلٍ أوْ فِعْلٍ.

تطبيقات الدرس التاسع:
-استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:

1: "مزيد" في قوله تعالى: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}
قال أبو حيان : (مَزِيدٍ) يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا كالحميد والمجيد ، أوِ اسْمَ مَفْعُولٍ من زاد أو كالمبيع . ذكره أبو حيان وابن عاشور وأبو السعود.
قال أبو حيان في المحيط : هو سُؤالٌ ورَغْبَةٌ في الزِّيادَةِ والِاسْتِكْثارِ مِنَ الدّاخِلِينَ فِيها.
قال أبو السعود في إرشاد العقل السليم : أيْ: يَكُونُ مِنَ الأحْوالِ والأهْوالِ ما يَقْصُرُ عَنْهُ المُقالُ.
وقال ابن عاشور : أيْ هَلْ مِن جَماعَةٍ آخَرِينَ يُلْقَوْنَ فِيَّ.

2: "مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلنا مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}
-قرأ الجمهور (مُنْزَلًا) بضم الميم وفتح الزاي وهو اسم مفعول من (أنزله ) على حذف المجرور ، ويجوز ان يكون مصدراً ، ومعناه : إنزالاً مباركاً. ذكره ابن عاشور وأبو حيان والواحدي.
-وقَرَأ أبُو بَكْرٍ والمُفَضَّلُ وأبُو حَيْوَةَ وابْنُ أبِي عَبْلَةَ وأبّانُ: بِفَتْحِ المِيمِ وكَسْرِ الزّايِ ، ومعناه : أي مكان نزول.
قال ابن عاشور : والمَعْنَيانِ مُتَلازِمانِ.
قال الواحدي في التفسير البسيط : المنزل يجوز أن يكون مصدرًا بمنزلة: أنزلني إنزالاً مباركًا، وعلى هذا يجوز أن يعلى الفعل إلى مفعول آخر. ويجوز أن يكون المنزل موضعًا للإنزال كأنه قيل: أنزلني مكانًا أو موضعًا. وعلى هذا الوجه قد استوفى الإنزال مفعوليه.
وقال : وفي القراءة الثانية يجوز وجهان، أحدهما: أن يكون موضع نزول. والآخر أن يكون مصدرًا.

ب+

أحسنت بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir