المجموعة الرابعة :
س1: اشرح العبارة التالية: "من لم يكن رُحْلة" لن يكون رُحَلَة"
أي إن طالب العلم الذي أراح نفسه, وركن إلى الطلب في مكانه, ولم يتعنى ويشد الرحال في طلب العلم, ليجالس العلماء, ممن ذاع صيتهم, وعرف عنهم متانة علمهم, فهذا حري به أن لا تشد إليه الرحال مستقبلا, لطلب العلم على يديه.
فالرحلة في طلب العلم, تضيف الكثير من الفوائد لصاحبها, فالطالب يجد عند العلماء من المسائل والفوائد, ما لا يحصله في مكان آخر, أما الآن مع إنتشار المسجلات, والدروس الصوتية التي تبث ويمكن سماعها من أي مكان, فقد أغنت الكثير عن الرحلة في طلب العلم, إلا إن سماع الدروس الصوتية من التسجيل, لا يكون له نفس أثر الجلوس بين يدي الشيخ, وسماعه مباشرة, والتأثر بكلامه, وسمته, وأدبه, وأخلاقه, والنقل عنه مباشرة.
س2: تحدث باختصار عن أهمية حفظ طالب العلم لوقته.
الوقت هو رأس مال طالب العلم, لهذا وجب عليه الحرص عليه كما يحرص التاجر على رأس ماله, فيغتنمه فيما ينفع, فيكون دائما بين قراءة وإقراء, وتعلم ونعليم, وحفظ ومدارسة, ويتجنب قطاع الطرق, سواء كانوا من البشر أو مما يكون حوله من الملهيات, ويجب عليه تحديد هدفه, حتى لا يضيع وقته بالتنقل بدون فائدة, فعليه التركيز, والبحث, والقراءة, والجلوس إلى المشايخ الثقات, فإن تعود الحرص على الوقت, صعب عليه تضييعه, فكل مجلس يجلسه, يكون له فيه فائدة, لا يضيعه هباء ليقتل الوقت, وعليه أن يغتنم فترة شبابه, فهي الفترة الذهبية للتحصيل, حيث يكون الإنسان في ذروة قوته, وقوة حفظه وفهمه, كما إنه يكون متفرغا, خاليا مما يشغله من بيت وزوجة وأولاد, فلا يهدره هذا الفترة من عمره بالتسويف وطول الأمل, لأن من الشباب من يغتر, فيتوهم بقاء القوة, والشباب, وبقاء الوقت, فيسوف الطلب لوقت الآخر, فيضيع عمره, وتأتي بعد ذلك عليه المشاغل تحبسه, وتتبدد قوته, فلا يستطيع إلى التحصيل سيبلا.
لذلك قال عمر رضي الله عنه:" تفقهوا قبل أن تسودوا".
س3: اذكر ثلاثة آداب للطالب في حياته العلمية، وتحدث عن أحدها باختصار.
1- كبر الهمة في العلم, فيكون له هدف, ومن أهم همم طالب العلم أن يريد القيادة والإمامة للمسلمين في علمه, وإذا عاش بهذا الشعور, فسوف يحرص على إتباع ما جاء في الكتاب والسنة, فلا يراه الناس إلا واقفا على ابواب الفضائل, ولا باسطا يديه إلا لمعالي الأمور.
2- اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل, فإن صعبت عليه مسألة, أو فن, كان الله ملجأه, ينطرح بين يديه, وينكسر بين يديه, يدعوه ليفتح عليه, ويتفضل عليه بالعلم والفهم, وقد كان شيخ الإسلام إذا صعبت عليه مسألة, ينطرح بين يدي الله ويدعو:"اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علمني, ويا مفهم سليمان فهمني".
3- الصدق, وهو من أهم الآداب لطالب العلم وغيره, بل هو فرض عين, فلا يجوز الإخلال به, ومن فعل, فقد مس نفسه وعلمه بأذى, فالصدق سمو لأخلاق صاحبه, يرفعه عند ربه, وعند الناس, ويصون به دينه وعلمه, ولو توهم الإنسان إن في الكذب نجاته, فقد أخطأ, فالصدق منجاة, وهو طريق واحد, أما الكذب, فألوان وأصناف, ومما يدل على كون الصدق منجاة, قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك, وكيف رفعهم صدقهم مع النبي عليه الصلاة والسلام, فقال الله فيهم:"يا ايه الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين", وقد قال عليه الصلاة والسلام:"إن الصدق يهدي إلى البر", فيجب على طالب العلم إلتزام الصدق مع نفسه, ومع شيخه, وإلتزام الصدق في نقل العلم, وأقوال العلماء, فلا يبدل فيها بزيادة أو نقصان, ليتماشى القول مع هواه, بل يضع نصب عينيه, تعريف الناس بالنصوص, ونقلها إليهم نقلا صحيحا, ليحفظ الدين, ويتعلم الناس.
كما إن عليه أن لا يتكلم إلا بما يطابق ما في باطنه, وعليه أن يجاهد نفسه في تحري الصدق في أقواله وأفعاله, ونظراته, ومن هذا قول: لا أعلم, إن جهل المسألة, فهذا من الصدق, وهو نصف العلم, بل كله.
أما من توهم النجاة في الكذب, واستعمله ليصل إلى قلوب الناس ويشتهر, فهذا لا بد من إنكشاف أمره, وفضحه أمام الناس, وتكون عاقبته وخيمة:
- فيفقد الجميع الثقة فيه.
- ويخسر قبول الناس له, وإجتماعهم حوله لطلب العلم على يديه.
- ولا يصدقه الناس ولو صدق, فيكون دائما محل تهمة وشبهة.
ويستثنى من الكذب المواطن الثلاثة التي أباحت الشريعة إستعماله فيها, وهي الحرب, وللإصلاح بين الناس, والرجل مع زوجته, وقد يستعمل النورية, كما فعل إبراهيم عليه السلام مع النمرود, ليرد ظلمه ويسلم منه.
س4: ما هي مراتب العلم كما بينها ابن القيم ؟
ذكر ابن القيم إن للعلم ست مراتب:
أولها: حسن السؤال, فلا يسأل طالب العلم إلا إذا احتاج إلى ذلك, أو رأى غيره بحاجة للسؤال, وهذا يكون في مقام المعلم لغيره, وإن سأل, فعليه لأ، يحسن طريقة السؤال, فهذا أحرى أن ينال حسن الجواب من شيخه, فيبدأ بالدعاء له, ولا يقاطعه, ولا يعارض قوله بقول عالم آخر, وليحذر من كثرة الأسئلة ليشار إليه بالبنان, وليثني على حرصه وفهمه, لكن يكون في منزلة وسط بين الإفراط والتفريط, فيسأل إن دعت الحاجة, ولا يتحجج بالحياء, ويسكت إن لم يكن للسؤاال حاجة..
الثانية: حسن الإنصات والإستماع.
الثالثة: حسن الفهم.
الرابعة: الحفظ, وهو ينقسم إلى قسمين: قسم غريزي يكون ملكة عند صاحبه, وقسم كسبي يحتاج إلى المران والتكرار لتثبيت الحفظ.
الخامسة: التعليم, لكن عليه أن يبدأ بالعمل بما علم, ليصلح نفسه أولا, ثم يصلح من حوله, وقد قال عليه الصلاة والسلام:"ابدأ بنفسك ثم بمن تعول".
السادسة: العمل به ومراعاة حدوده, وهي الثمرة.