دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 شعبان 1441هـ/8-04-2020م, 11:07 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس العشرين: مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 75-92)



حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: معنى الربّانيّ في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.
2: معنى قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)}.



تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 شعبان 1441هـ/18-04-2020م, 03:47 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: معنى الربّانيّ في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.


اختلف المفسرون في معنى (الرباني) على أربعة أقوال :

القول الأول : هو الفقيه الحكيم العالم.
وهو قول ابن عباس ومجاهد والحسن وإبراهيم النخعي والضحاك وأبي رزين ويحيى بن عقيل
قال ابن عبّاسٍ في الآية: هم الفقهاء المعلّمون.
رواه الطبري عن محمّد بن سعدٍ بسنده عن ابن عبّاسٍ.
ورواه ابن أبي حاتم عن أحمد بن الفضل العسقلانيّ، عن عليّ بن الحسن المروزيّ، عن إبراهيم بن رستم عن قيسٍ، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عنه.


ولعل ابن عباس -رضي الله عنهما-أخذه من التربية، فالرباني هو الذي يربي الناس بالعلم، يربيهم به كما يربى الوالد ابنه.
كما إن الآية وصفت الربانيين بكونم معلمون للناس في قوله تعالى:{ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.


قال المبرد: الرباني الذي يربُّ العلم ويَربُّ الناسَ به أي يعلمهم ويصلحهم.
وعلى هذا يكون الرباني من رب يرب رباً؛ أي يربيه فهو منسوب إلى التربية.

قال الجوهري : معنى الرباني في اللغة الرفيع الدرجة في العلم، العالي المنزلة فيه، وعلى ذلك حملوا قوله تعالى: (لولا ينهاهم الربانيون)، وقوله: (كونوا ربانيين).

قال الأزهري في تهذيب اللغة: قيل للعلماء ربانيون، لأنهم يَرُبُّون العلم، أي يقومون به؛ ومنه الحديث: (ألك نعمة تَرُبُّها).

وقد قال ابن عباس : كونوا ربانيين: حلماء فقهاء، ويقال : الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.
رواه البخاري عند ترجمة ( باب العلم قبل القول والعمل).

قال أبو رزين في قوله تعالى كونوا ربانيين قال : حلماء علماء.
رواه عبدالرزاق الصنعاني عن معمر عن منصور بن المعتمر عنه.
ورواه سعيد بن منصور في سننه.


ولا تعارض مع ما سبق , فالحلم من اخص صفات المربي , لأن التربية هي التدرج بالمُربى في مصاعد الكمال , وهذا يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد , وهذا لا بد له من حلم وصبر.
وقد روي عن ابن الحنيفة أنه قال: لما مات ابن عباس مات رباني هذه الأمة.


القول الثاني : هو الحكيم التقي , وهذا القول يختلف عن الأول من جهة أن مناط الحكم على العالم بكونه ربانيا هو عمله بعلمه .
وهو قول سعيد بن جبير والحسن .
قال ابن جبير في قوله تعالى :"كونوا ربانيين"، قال: حكماء أتقياء.
رواه الطبري عن يحيى بن طلحة اليربوعي عن فضيل بن عياض، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير.

قال عبّاد بن مصور: سألت الحسن عن قوله: ولكن كونوا ربّانيّين فقال :
كونوا أهل عبادةٍ، وأهل تقوى للّه.
رواه ابن أبي حاتم عن الحسن بن أحمد، عن موسى بن محكمٍ، عن أبي بكرٍ الحنفي عنه.

قال أبو جعفر النحاس : معنى الرباني: العالم بدين الرب الذي يعمل بعلمه لأنه إذا لم يعمل بعلمه فليس بعالم.

قال سيبويه: زادوا ألفاً ونوناً في الرباني إذا أرادوا تخصيصاً بعلم الرب تبارك وتعالى، كما قالوا شعراني ولحياني.

قال الواحدي: فالرباني على قوله منسوب إلى الرب على معنى التخصيص بعلم الرب؛ أي يعلم الشريعة وصفات الرب تبارك وتعالى.

قال الأصمعي والإسماعيلي: ( الرباني نسبة إلى الرب، أي الذي يقصد ما أمره الرب بقصده من العلم والعمل).

ومن كان كذلك فلا بد أن يكون عاملا بعلمه , فالتقوى هي فعل المأمور وترك المحظور.
لذا كان العلماء هم أشد الناس خشية لله كما قال تعالى :{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } , وأخشى الناس لله هم أتقى الناس بكل الأحوال , وقد ذم الله اعلالم الذي لم يعمل بعلمه فقال :{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} , بل ضرب له مثل السوء بقوله :{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.


القول الثالث: هم ولاة الناس وقادتهم.
وهو قول ابن زيد حيث سمعه ابن وهب يقول في قوله تعالى :"كونوا ربانيين"، قال: الربانيون: الذين يربُّون الناس، ولاة هذا الأمر، يرُبُّونهم: يلونهم. وقرأ: ﴿لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ﴾ ، قال: الربانيون: الولاة، والأحبار العلماء.
رواه الطبري عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب.

قال مجاهد: الربانيون فوق الأحبار.
قال أبو جعفر النحاس : وهذا القول حسن لأن الأحبار هم العلماء والرباني الذي يجمع إلى العلم البصر للسياسة مأخوذ من قول العرب رب أمر الناس يربه إذا أصلحه وقام به فهو راب ورباني على التكثير).

قال الأزهري في تهذيب اللغة : ويُسمَّى ابن المرأة: ربيب؛ لأنه يقوم بأمره ويملك عليه تدبيره، قال شمَّر: ويُقال لرئيس الملاحين: رَبَّانيٌّ....

قال أبو عبيدة : سمعت عالما يقول: الرباني العالم بالحلال والحرام والأمر والنهي، العارف بأنباء الأمة وما كان وما يكون.

وتوجيه هذا القول بأن الله قد وصف الربانيين بالحكم بين الناس , وهذه من صفات ولاة الأمر , فقال : {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ.. } .وأيضا وصفهم بقيامهم بإصلاح الرعية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : {لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} .
ومعلوم بأن ولاة الأمور هم العلماء والأمراء , والعالم الرباني هو الذي يكون عالما بحال المسلمين من حوله ليعلم ما يصلحهم والمناسب لهم , فيرتب أولويات العلم بحسب حاجتهم , ويرشدهم في الملمات التي تلم بهم , فيكون معهم كنور المصباح الذي يرشد صاحبه في الظلمات , كما قال تعالى : {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} , فهو يمشي بنور من الله , ويتبعه الناس بما معه من نور وبصيرة ليقودهم في ظلمات الجهل والفتن.


القول الرابع : إن العرب لا تعرف هذه الكلمة , فهي ليست من لغتها .
قال أبو عبيدة : (وأحسب الكلمةَ ليست بعربية إنما هي عبْرانية أو سُريانية، وإنما عرفها الفقهاءُ وأهل العلم ) .
وهذا القول ضعيف لا يصح .

الراجح :
لا تعارض بين الأقوال السابقة-سوى الرابع- فأصل اشتقاق الكلمة واحد , سواء كان من الرب ، أو من التربية أو من الرب بمعنى الإصلاح والتعاهد , فجميعها معان يحملها كل من اتف بهذا الوصف .
فعلى هذا لا يكون المرء ربانيا إلا إذا كان :
- فقيها عالما حكيما .
- تقيا عاملا بعلمه .
- داعيا إليه بالحكمة ومصلحا للناس ولشؤونهم به.

فأصل المعنى اللغوي في جميع الأحوال يعود إلى الإصلاح والقيام بالشأن , إصلا النفس وإصلاح الغير .
وقد جاءت هذه المعاني مأمور بها في سورة العصر , قال تعالى :{وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

لذا قال ابو عمر الزاهد: سالت ثعلباً عن هذا الحرف؛ وهو الرَّباني فقال: سألت ابن الأعرابي فقال: "إذا كان الرجل عالماً عاملاً مُعلماً قيل له هذا ربَّانيّ، فإن خرم عن خصلة منها لم نقل له ربَّانيّ".

وهذا ما رجحه الطبري فقال-وصدق رحمه الله- : وأولى الأقوال عندي بالصواب في"الربانيين" أنهم جمع"رباني"، وأن"الرباني" المنسوب إلى"الرَّبَّان"، الذي يربُّ الناسَ، وهو الذي يُصْلح أمورهم، و"يربّها"، ويقوم بها...
فإذا كان الأمر في ذلك على ما وصفنا وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين، يَرُبّ أمورَ الناس، بتعليمه إياهم الخيرَ، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم = وكان كذلك الحكيمُ التقيُّ لله، والوالي الذي يلي أمور الناس على المنهاج الذي وَليه المقسطون من المصْلحين أمورَ الخلق، بالقيام فيهم بما فيه صلاحُ عاجلهم وآجلهم، وعائدةُ النفع عليهم في دينهم، ودنياهم = كانوا جميعًا يستحقون أن [يكونوا] ممن دَخل في قوله عز وجل:"ولكن كونوا ربانيين".
ف"الربانيون" إذًا، هم عمادُ الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا. ولذلك قال مجاهد:"وهم فوق الأحبار"، لأن"الأحبارَ" هم العلماء، و"الرباني" الجامعُ إلى العلم والفقه، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 رمضان 1441هـ/28-04-2020م, 11:38 AM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

1: معنى الربّانيّ في قوله تعالى: {ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.

الأقوال:
القول الأول: فقهاء حكماء علماء، وهو قول أبي رزين والحسن في أحد قوليه ومجاهد وقتادة والسدي وابن عباس والضحاك ويحيى بن عقيل وإبراهيم وابن مسعود وعطاء الخراساني، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وسفيان الثوري وابن نصر الرملي ومجاهد في تفسيره وابن المنذر في تفسيره، وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد بن حميد، ولم يذكر ابن المبارك والزجاج غيره.

القول الثاني: الأتقياء، وهو قول سعيد بن جبير والحسن في أحد قوليه، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

القول الثالث: هم ولاة النّاس وقادتهم، وهو قول ابن زيد، رواه ابن جرير.

التخريج:
القول الأول:
قول أبي رزين: رواه ابن جرير من عدة طرق وعبد الرزاق وسفيان الثوري وسعيد بن منصور كلهم من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي رزينٍ في قوله: {كونوا ربّانيّين} قال: علماء حكماء، وفي لفظ سعيد بن منصور: فقهاء علماء.
أبو رزين: هو مسعود بن مالك، أبو رَزِين الأسَدي، الكوفي، يروي عن معاذ بن جبل وابن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم، روى عنه ابنه عبد الله وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش ومنصور بن المعتمر وغيرهم وهو ثقة فاضل، روى له الجماعة إلا البخاري، ووثقه أبو زرعة والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وكانت وفاته سنة خمس وثمانين للهجرة. "الجرح والتعديل"، و"التهذيب"، و"التقريب".

وقول الحسن: رواه ابن جرير وابن المنذر في تفسيره كلاهما من طريق عوف، عن الحسن، في قوله: {كونوا ربّانيّين} قال: كونوا فقهاء علماء

وقول مجاهد: رواه ابن جرير بقوله حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: الرّبّانيّون: الفقهاء العلماء، وهم فوق الأحبار، كما رواه من عدة طرق أخرى.
وفي تفسير مجاهد بلفظ آخر: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ: نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولكن كونوا ربانيين
قال كونوا فقهاء علماء حكماء.

وقول قتادة: رواه ابن جرير بقوله حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولكن كونوا ربّانيّين} قال: كونوا فقهاء علماء.

وقول السدي: رواه ابن جرير بقوله حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {كونوا ربّانيّين} أمّا الرّبّانيّون: فالحكماء الفقهاء.

وقول ابن عباس: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر في تفسيره كلهم من طريق عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاس في هذه الآية كونوا ربّانيّين قال: هم الفقهاء المعلّمون، ولفظ ابن جرير: كونوا حكماء فقهاء.

وقول الضحاك: رواه ابن جرير بقوله حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {كونوا ربّانيّين} يقول: كونوا فقهاء علماء.

وقول يحيى بن عقيل: رواه ابن جرير حدّثت عن المنجاب، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي حمزة الثّماليّ، عن يحيى بن عقيلٍ، في قوله: الرّبّانيّون والأحبار، قال: الفقهاء العلماء.

وقول إبراهيم: رواه سفيان الثوري في تفسيره عن منصور عن إبراهيم في قوله: {كونوا ربانيين} قال: حكماء علماء.

وقول ابن مسعود: رواه ابن المنذر في تفسيره بقوله حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زِرًّا، عَنْ عَبْدِ اللهِ قوله جَلَّ وَعَزَّ: "{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} قَالَ: حُكَمَاءَ عُلَمَاءَ".

وقول عطاء الخراساني: رواه ابن نصر الرملي بقوله ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {كونوا ربّانيّين} قال: كونوا فقهاء علماء.

القول الثاني:
قول سعيد بن جبير: رواه ابن جرير بقوله حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، قوله: {كونوا ربّانيّين} قال: حكماء أتقياء.

وقول الحسن: رواه ابن أبي حاتم بقوله حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن مصور قال: سألت الحسن عن قوله: ولكن كونوا ربّانيّين يقول: كونوا أهل عبادةٍ، وأهل تقوى للّه.

القول الثالث:
قول ابن زيد: رواه ابن جرير بقوله حدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: سمعت ابن زيدٍ، يقول في قوله: {كونوا ربّانيّين} قال: الرّبّانيّون: الّذين يربون النّاس، ولاة هذا الأمر، يربونهم: يلونهم وقرأ: {لولا ينهاهم الرّبّانيّون والأحبار} قال: الرّبّانيّون: الولاة، والأحبار: العلماء.

الترجيح:
اختلاف أهل التفسير في هذه الكلمة يرجع إلى مسألتين:

المسألة الأولى: أصل كلمة رباني، وفيها ثلاثة أقوال، هي:
القول الأول: أنّ الرّبّانيّ المنسوب إلى الرّبّان: الّذي يربّ النّاس، وهو الّذي يصلح أمورهم ويربّها، ويقوم بها، فتكون الياء للنسب، وهو قول ثعلب وظاهر قول المبرد، وهو اختيار ابن جرير.
قال المبرد: الربانيون أرباب العلم واحدهم رباني، سُموا به لأنهم يربون العلم، ويقومون به ويربون المتعلمين بصغار العلوم، من قوله ربه يربه فهو ربان إذا دبره وأصلحه.
ومنه قول البخاري: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.

القول الثاني: أنه منسوب إلى الرب أَيْ: الَّذِي يَقْصِدُ مَا أَمَرَهُ الرَّبّ بِقَصْدِهِ مِنْ الْعِلْم وَالْعَمَل، العامل بطاعته، المعلم للناس ما أمر به، وهو قول سيبويه والْأَصْمَعِيّ وَالْإِسْمَاعِيلِيّ، وهو ظاهر قول النحاس واختيار ابن العربي، ومنه قول الزجاج: (وإنما زيدت الألف والنون للمبالغة في النسب، كما قالوا للكبير اللحية لحياني ولذي الجمة الوافرة جماني).

القول الثالث: أن العرب لا تعرف هذه الكلمة، وإنما هي لفظة في الأصل عبرانية أو سريانية، وهو قول أبي عبيدة ولم أجد من تابعه عليه.

المسألة الثانية: صفة من يستحق أن يقال له رباني:
وتحقيق هذه المسألة أن جميع أقوال السلف الثلاثة المذكورة أولا كلها صحيحة ومحتملة للمعنى، ولهذا جمع بينها ابن جرير وابن عطية في ترجيحهم.

قال ابن جرير: (وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين، يربّ أمور النّاس بتعليمه إيّاهم الخير، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم، وكان كذلك الحكيم التّقيّ للّه، والوليّ الّذي يلي أمور النّاس على المنهاج الّذي وليه المقسطون من المصلحين أمور الخلق بالقيام فيهم، بما فيه صلاح عاجلهم وآجلهم، وعائدة النّفع عليهم في دينهم ودنياهم؛ كانوا جميعًا مستحقّين أنّهم ممّن دخل في قوله عزّ وجلّ {ولكن كونوا ربّانيّين}.
فالرّبّانيّون إذًا، هم عماد النّاس في الفقه والعلم وأمور الدّين والدّنيا، ولذلك قال مجاهدٌ: وهم فوق الأحبار، لأنّ الأحبار هم العلماء. والرّبّانيّ: الجامع إلى العلم والفقه البصر بالسّياسة والتّدبير والقيام بأمور الرّعيّة، وما يصلحهم في دنياهم ودينهم).

وقال ابن عطية: (فجملة ما يقال في الرباني إنه العالم بالرب والشرع المصيب في التقدير من الأقوال والأفعال التي يحاولها في الناس).

ومن ذلك قول ابْن الْأَعْرَابِيّ: (لَا يُقَال لِلْعَالِمِ رَبَّانِيّ حَتَّى يَكُون عَالِمًا، مُعَلِّمًا، عَامِلًا)
ومنه أيضا تفسير مكي بن أبي طالب بأنهم (العلماء المعلمون).
ولهذا استشهد بعض المفسرين بما روي: أَن ابْن عَبَّاس لما توفّي، قَامَ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة على قَبره، وَقَالَ: الْيَوْم مَاتَ رباني هَذِه الْأمة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 شوال 1441هـ/4-06-2020م, 10:23 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 75-92)

معنى الرباني:
فداء حسين أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

هيثم محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العشرين

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir