وإنما المقصود هنا أن يعرف المفسّر أنّ رجوعه إلى المصادر الأصلية لأقوال علماء اللغة مما يجنّبه الوقوع في كثير من الأخطاء المتعلّقة بنسبة الأقوال إلى علماء اللغة مع الظفر بأقوال لعلماء اللغة في المسألة التي يدرسها قد لا يجدها في كثير من كتب التفسير.
ومداومة المفسّر على بحث ودراسة المسائل اللغوية تنمّي معرفته بمراتب المراجع اللغوية، ومراتب علماء اللغة وتفاضلهم وتنوّع أوجه عناياتهم اللغوية؛ فيعرف مظانّ بحث كلّ مسألة ويأخذها عن أهلها.
وقد سبق ذكر العلوم اللغوية التي يحتاجها المفسّر وأسماء المؤلفات في كلّ علم منها في الدرس الخامس، وفي دورة طرق التفسير؛ بما يغني عن الإعادة.
أن جمع أقوال السلف في المسائل اللغوية مهمّ، بل هو الأصل لدراسة أقوال علماء اللغة؛ فإذا أجمع السلف على قول لم يصحّ مخالفته لقول أحد من علماء اللغة، ولا يجتمع في مسألة واحدة إجماع للسلف يخالفه إجماع لعلماء اللغة.
و
أصل العلم باللغة مستفاد من طريقة نطق العرب وأساليبهم وما يعرفونه من معاني المفردات والاشتقاق وتصريف الكلمات ودلائل الخطاب اللغوي.
وما يذكره العلماء من الأدلّة على المسائل اللغوية على نوعين: سمعي وقياسي.