دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب البيوع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 محرم 1430هـ/14-01-2009م, 01:04 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب إحياء الموات (6/7) [جواز إقطاع الإمام أرضا مواتًا لمن يحييها]


وعنْ عَلْقَمَةَ بنِ وائلٍ، عنْ أبيهِ،أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَهُ أَرْضًا بِحَضْرَمَوْتَ. رواهُ أبو داودَ والتِّرْمِذِيُّ، وصَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ.
وعن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ، فأَجْرَى الفَرَسَ حتَّى قامَ، ثمَّ رَمَى سَوْطَهُ، فقالَ: ((أَعْطُوهُ حَيْثُ بَلَغَ السَّوْطُ)). رواهُ أبو داودَ، وفيهِ ضَعْفٌ.

  #2  
قديم 18 محرم 1430هـ/14-01-2009م, 06:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني


7/870 - وَعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَهُ أَرْضاً بِحَضْرَمَوْتَ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
(وَعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَهُ أَرْضاً بِحَضْرَمَوْتَ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ)، وَصَحَّحَهُ أَيْضاً التِّرْمِذِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ خَصَّهُ بِبَعْضِ الأَرْضِ الْمَوَاتِ فَيَخْتَصُّ بِهِ، وَيَصِيرُ أَوْلَى بِهَا بِإِحْيَائِهِ مِمَّنْ لَمْ يَسْبِقْ إلَيْهَا بِالإِحْيَاءِ. وَاخْتِصَاصُ الإِحْيَاءِ بِالْمَوَاتِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ فِي كَلامِ الشَّافِعِيَّةِ وَالْهَادَوِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ.
وَحَكَى الْقَاضِي عِيَاضٌ أَنَّ الإِقْطَاعَ تَسْوِيغُ الإِمَامِ مِنْ مَالِ اللَّهِ شَيْئاً لِمَنْ يَرَاهُ أَهْلاً لِذَلِكَ، قَالَ: وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الأَرْضِ، وَهُوَ أَنْ يُخْرِجَ مِنْهَا لِمَنْ يَرَاهُ مَا يَجُوزُهُ؛ إمَّا بِأَنْ يُمَلِّكَهُ إيَّاهُ فَيُعَمِّرُهُ، وَإِمَّا بِأَنْ يَجْعَلَ لَهُ غَلَّتَهُ مُدَّةً.
قَالَ: وَالثَّانِي الَّذِي يُسَمَّى فِي زَمَانِنَا هَذَا إقْطَاعاً، وَلَمْ أَرَ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِنَا ذَكَرَهُ، وَتَخْرِيجُهُ عَلَى طَرِيقٍ فِقْهِيٍّ مُشْكِلٌ، والظاهِرُ أَنَّهُ يَحْصُلُ لِلْمُقْطِعِ بِذَلِكَ اخْتِصَاصٌ؛ كَاخْتِصَاصِ الْمُتَحَجِّرِ، وَلَكِنَّهُ لا يَمْلِكُ الرَّقَبَةَ بِذَلِكَ، انْتَهَى.
وَبِهِ جَزَمَ الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ، وَادَّعَى الأَوْزَاعِيُّ الْخِلافَ فِي جَوَازِ تَخْصِيصِ الإِمَامِ بَعْضَ الْجُنْدِ بِغَلَّةِ أَرْضٍ إذَا كَانَ مُسْتَحِقًّا لِذَلِكَ.
قَالَ ابْنُ التِّينِ: إنَّمَا يُسَمَّى إقْطَاعاً إذَا كَانَ مِنْ أَرْضٍ أَوْ عَقَارٍ، وَإِنَّمَا يُقْطَعُ مِن الْفَيْءِ، وَلا يُقْطَعُ مِنْ حَقِّ مُسْلِمٍ وَلا مُعَاهَدٍ.
قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ الإِقْطَاعُ تَمْلِيكاً وَغَيْرَ تَمْلِيكٍ، وَأَمَّا مَا يُقْطَعُ فِي أَرْضٍ الْيَمَنِ فِي هَذِهِ الأَزْمِنَةِ الْمُتَأَخِّرَةِ مِنْ إقْطَاعِ جَمَاعَةٍ مِنْ أَعْيَانِ الآلِ قُرًى مِن الْبِلادِ الْعُشْرِيَّةِ+ يَأْخُذُونَ زَكَاتَهَا وَيُنْفِقُونَهَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مَعَ غِنَاهُمْ، فَهَذَا شَيْءٌ مُحَرَّمٌ، لَمْ تَأْتِ بِهِ الشَّرِيعَةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ، بَلْ أَتَتْ بِخِلافِهِ، وَهُوَ تَحْرِيمُ الزَّكَاةِ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَتَحْرِيمُهَا عَلَى الأَغْنِيَاءِ مِن الأُمَّةِ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ.
8/871 - وَعَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ، فَأَجْرَى الْفَرَسَ حَتَّى قَامَ، ثُمَّ رَمَى بِسَوْطِهِ فَقَالَ: ((أَعْطُوهُ حَيْثُ بَلَغَ السَّوْطُ)). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَفِيهِ ضَعْفٌ.
(وَعَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ): بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الضَّادِ فَرَاءٍ، (فَرَسِهِ)؛ أَي: ارْتِفَاعَ فَرَسِهِ فِي عَدْوِهِ.
(فَأَجْرَى الْفَرَسَ حَتَّى قَامَ، ثُمَّ رَمَى بِسَوْطِهِ فَقَالَ: أَعْطُوهُ حَيْثُ بَلَغَ السَّوْطُ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَفِيهِ ضَعْفٌ)؛ لأَنَّ فِيهِ الْعُمَرِيَّ الْمُكَبِّرَ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَفِيهِ مَقَالٌ. وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَفِيهِ أَنَّ الإِقْطَاعَ كَانَ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، قَالَ فِي الْبَحْرِ: وَلِلإِمَامِ إقْطَاعُ الْمَوَاتِ؛ لإِقْطَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ، وَلِفِعْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.

  #3  
قديم 18 محرم 1430هـ/14-01-2009م, 06:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


794 - وعَنْ عَلْقَمَةَ بنِ وَائِلٍ, عن أَبِيهِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ـ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّمَ أَقْطَعَهُ أَرْضاً بحَضْرَمَوْتَ. رَوَاهُ أبو دَاوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، وصَحَّحُه ابنُ حِبَّانَ.
________________________________________________
دَرَجَةُ الحديثِ:
الحديثُ صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ، وابنُ حِبَّانَ.
قالَ في (التلخيصِ): رواهُ أَحْمَدُ، وأبو دَاوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، وصَحَّحَهُ, ورواهُ البَيْهَقِيُّ، والطَّبَرانِيُّ وابنُ حِبَّانَ، وصَحَّحَهُ.
مُفْرداتُ الحَديثِ:
أَقْطَعَهُ: أي: مَلَّكَه أَرْضاً يَسْتَبِدُّ بها، ويَنْفَرِدُ بها، والإقطاعُ يَكُونُ تَمْلِيكاً, وغيرَ تَمْليكٍ وإنما هي للارتفاقِ والمَنْفَعَةِ.
وإقطاعُ الإمامِ هو لمَن يَراهُ أَهْلاً لذلك، وأكثرُ ما يُسْتَعْمَلُ في إقطاعِ الأرضِ المُنْفَكَّةِ عن الاختصاصاتِ، ومِلْكِ مَعْصُومٍ.
بحَضْرَمَوْتَ: والتَّرْكِيبُ مَزْجِيٌّ، مَنْطِقَةٌ بجَنوبِ الجزيرةِ العربيةِ مشهورةٌ، عَاصِمَتُها مَدِينَةُ المكلا.
795- وعَنِ ابنِِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُما ـ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّمَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ فَأَجْرَى الفَرَسَ حَتَّى قَامَ، ثُمَّ رَمَى سَوْطَهُ؛ فَقَالَ: ((أَعْطُوهُ حَيْثُ بَلَغَ السَّوْطُ)). رَواهُ أبو دَاوُدَ، وفيهِ ضَعْفٌ.
دَرَجَةُ الحديثِ:
أصلُ الحديثِ في الصحيحِ.
قالَ في (التلخيصِ): رواهُ أَحْمَدُ وأبو دَاوُدَ من حَديثِ ابنِعُمَرَ، وفيهِ العمريُّ ضعيفٌ، وله أَصْلٌ في الصحيحِ مِن حديثِ أسماءَ بِنْتِ أبي بَكْرٍ.
مُفْرداتُ الحَديثِ:
أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ: الإِقْطاعُ تَعْيِينُ قِطْعَةٍ من الأرضِ لغَيْرِه، يُقالُ: أَقْطَعَ الإمامُ إِقْطَاعاً: جَعلَها للمُقْطَعِ، وهو مَأْخُوذٌ مِن القَطْعِ، كأنه يَقْطَعُ له قِطْعَةً مِن الأرضِ, وإقطاعُ الإمامِ نوعانِ: إقطاعُ إِرْفاقٍ، وإقطاعُ تَمْليكٍ، كما سيأتي إنْ شَاءَ اللَّهُ.
حُضْرَ فَرَسِهِ: بضَمِّ الحَاءِ المُهْمَلَةِ، وسُكونِ الضادِ المُعْجَمَةِ، الحُضْرُ: عَدْوٌ، ووَثْبٌ, والمُرادُ: قَدْرَعَدْوِ فَرَسِهِ، ولكنَّه أقامَ المَصْدَرَ مُقامَ الاسْمِ، ومعناه: مَوْضِعَ حُضْرِ فَرَسِه.
حُضْرَ: مَنْصُوبٌ على حَذْفِ المُضافِ، أي: قَدْرَ ما يَعْدُو عَدْوَةً واحِدةً.
السَّوْطُ: بفَتْحِ السِّينِ، ما يُضْرَبُ بهِ مِن جِلْدٍ سَواءٌ أكانَ مَوْضُوناً، أم لَمْ يَكُنْ، جَمْعُه أَسْواطٌ وسِياطٌ.
ما يُؤْخَذُ مِن الحديثيْنِ:
1- إقطاعُ الإمامِ هو تَسْوِيغُه مِن مالِ اللَّهِ شَيْئاً لمَن يَراهُ أَهْلاً لذلك.
2- ففي الحديثيْنِ جَوازُ إِقْطاعِ الإمامِ أَرْضاً مَوَاتاً لمَن يُحْيِيهَا.
3- ويَكُونُ الإقطاعُ: هو تَسْوِيغٌ مِن مالِ اللَّهِ تعالى العَائِدَةِ مَصالِحُه إلى المُسلمِينَ، والإمامُ هو نَائِبُ المُسلمِينَ أُنِيطَ الإِقْطَاعُ به، فلا يَكونُ مِن غَيْرِه أو نَائِبِه؛ ولأنَّ الإِقْطَاعَ رَاجِعٌ إلى رَأْيِ الإمامِ في المَصْلَحَةِ العامَّةِ.
4- ففي الحديثيْنِ إقطاعُالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّمَ وَائِلَ بنَ حُجْرٍ أَرْضاً بحَضْرَمَوْتَ، ومُناسَبَةُ إقطاعِه هناك أنَّها بِلادُه، وهو قَادِرٌ على إِحْيائِها والانتفاعِ بها، وإقطاعُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ قَدْرَ عَدْوِ فَرَسِه.
5- وفيهما جَوازُ إِقْطاعِ المساحةِ الكبيرةِ للشخصِ الواحِدِ، إذا رَأَى الإمامُ في ذلك مَصْلَحَةً بأنْ يَكُونَ عِنْدَه القُدْرَةُ على إصلاحِها واستثمارِها.
6- وفيهما أنه لا يُذَمُّ الإنسانُ ـ وإنْ كَانَ فَاضِلاً ـ على الرغبةِ في الحُصولِ على الدنيا مِن طُرُقِها المشروعةِ، ومن تلك الطُّرُقِ عطايا الإمامِ.
فالنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّمَ أقَرَّ الزُّبَيْرَ على حُضْرِ فَرَسِه حتى وَقَفَ، ثم زادَ على حُضْرِ الفَرَسِ أنْ رَمَى سَوْطَه فأَعْطَاهُ مَا رَغِبَ فيه، وهو مُنْتَهَى ما وَصَلَ إليهِ سَوْطُه.


فَوائدُ:
الأولى: قَسَّمَ الفُقَهاءُ الإقطاعَ إلى ثلاثةِ أَقْسامٍ:
1- إِقْطَاعٌ قُصِدَ بهِ تَمْلِيكُ المُقْطَعِ لِمَا أُقْطِعَ.
2- إِقْطَاعُ استغلالٍ: بأنْ يُقْطِعَ الإمامُ أو نَائِبُه مَن يَرَى في إِقْطاعِه مَصْلَحَةً؛ ليَنْتَفِعَ بالشيءِ الذي أَقْطَعَه، فإذا فُقِدَتِ المصلحةُ فللإمامِ استرجاعُه.
3- إقطاعُ إِرْفَاقٍ: بأنْ يُقْطِعَ الإمامُ أو نَائِبُه الباعَةَ الجُلوسَ فِي الطُّرقِ الوَاسِعَةِ، والمَيادِينِ، والرِّحابِ، ونحوِ ذلك.
فأمَّا إقطاعُ التمليكِ: فالمَذْهَبُ أنَّ المُقْطَعَ لا يَمْلِكُ المَوَاتَ بالإقطاعِ.
وإنَّما يَصِيرُ كالمُتَحَجِّرِ الشارعِ في الإحياءِ، فإنْ أحياهُ مُلِّكَه، وحِينَئذٍ لا يَجوزُ استرجاعُه منه بعدَ إحيائِه؛ لأنَّه مُلِّكَهُ بالإحياءِ، فإنْ لَمْ يُحْيِهِ ووُجِدَ مُتَشَوِّفٌ لإحيائِه، ضَرَبَ الإمامُ أو نائِبُه للمُقْطَعِ مُدَّةً حَسَبَ ما يَراهُ، إنْ أحياهُ فيها، وإلاَّ اسْتَرْجَعَه.
قالَ في (الإنصافِ): يَثْبُتُ المِلْكُ بنَفْسِ الإقطاعِ فيَبِيعُ، ويُورَثُ عنه.
وهو الصحيحُ: وبهذا القولِ أفْتَتِ الهيئةُ القَضائِيَّةُ بالديارِ السُّعوديةِ.
قالَ في الإقناعِ وشَرْحِه: وإنْ أحياهُ غَيْرُ المُتَحَجِّرِ في مُدَّةِ المُهْلَةِ أو قَبْلَه لم يُمَلَّكْهُ؛ لأنَّ حَقَّ المُتَحَجِّرِ أَسْبَقُ فكَانَ أَوْلَى، ولمفهومِ قولِه صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّمَ: ((مَنْ أَحْيَا أَرْضاً مَيِّتَةً غَيْرَ حَقِّ مُسْلِمٍ فَهِيَ لَهُ)).
ولا يَنْبَغِي للإمامِ أَنْ يُقْطِعَ إلاَّ ما قَدَرَ المُقْطَعُ على إِحْيائِه؛ لأنَّ في إقطاعِه أَكْثَرَ مِن ذلك تَضْيِيقاً على الناسِ في حَقٍّ مُشْتَرَكٍ بينَهم، وقدِ اسْتَرْجَعَ عُمَرُ في خِلافَتِه مِن بِلالِ بنِ الحارِثِ ما عَجَزَ عن عِمارَتِه مِن العَقيقِ الذي أَقْطَعَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّمَ.
قالَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ: لا يُقْطَعُ كُلُّ فَرْدٍ إلاَّ الشيءَ الذي يَقْدِرُ على إحيائِه؛ لأنَّ في إقْطاعِه أَكْثَرَ مِن ذلك تَضْيِيقاً على الناسِ في حقٍّ مُشْتَرَكٍ بينَهم.
قالَ في (شرحِ الإقناعِ) وغيرِه: ولا يَجوزُ للإمامِ إِقطاعُ ما لا يَجوزُ إحياؤُه مِمَّا قَرُبَ مِن العَامِرِ وتَعَلَّقَ بمَصالِحِه؛ لأنَّه في حُكْمِ المَملوكِ لأهلِ العامِرِ.
وقالتِ الهَيْئَةُ القَضائِيَّةُ في الدِّيارِ السُّعوديةِ: إقطاعُ الأرضِ المَوَاتِ لا يَسْرِي على أَمْلاكِ الآخَرِينَ ومَرَافِقِ البَلَدِ ومَصالِحِها وما تَحْتاجُ إليه.
الثانيةُ: قالَ شيخُ الإسلامِ: ما عَلِمْتُ أَحَداً من عُلماءِ المُسلمِينَ مِن الأئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ ولا غَيْرِهم قالَ: إِجَارَةُ الإقطاعاتِ لا تَجُوزُ، حتى حَدَّثَ بَعْضُ أَهْلِ زَمانِنِا، فابْتَدَعَ القَوْلَ بعَدَمِ الجَوازِ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, إدخال

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir