فَصْلٌ
[قلب فاء المثال تاء في الافتعال وفروعه]
986 - ذُو اللِّينِ فَا تَا فِي افْتِعَالٍ أُبْدِلَا = وشَذَّ فِي ذِي الهَمْزِ نَخحوُ ائْتَكِلَا
(ذُو اللِّينِ فَا تَا فِي افْتِعَالٍ ابدلاأُبْدِلَا) تَا: مفعولٌ ثانٍ لأُبْدِلَ، و والأولُ ضميرٌ مستترٌ نائبٌ عَنِ الفَاعِلِ يَعُودُ عَلَى ذِي اللِّينِ، وفَا: حالٌ مِنْهُ.
أَيْ: إِذَا كانَ فَاءُ الافْتِعَالِ حرفَ لِينٍ – يَعْنِي واوًا أو يَاءً – وَجَبَ فِي اللغةِ الفُصْحَى إِبْدَالُهَا تاءً فيهِ، وفِي فُرُوعِهِ مِنَ الفِعْلِ، واسْمَيِ الفَاعِلِ والمَفْعُولِ؛ لِعُسْرِ النُّطْقِ بحرفِ اللينِ الساكنِ مَعَ التاءِ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنْ مُقَارَبَةِ المَخْرَجِ ومُنَافَاةِ الوَصْفِ؛ لأَنَّ حرفَ اللينِ مِنَ المَجْهُورِ، والتاءُ مِنَ المَهْمُوسِ، مِثَالُ ذلكَ فِي الواوِ اتِّصَالٌ، واتَّصَلَ، ويَتَّصِلُ، واتَّصِلْ، ومُتَّصِلٌ، ومُتَّصَلٌ بِهِ، والأَصْلُ: اوْتِصَالٌ واوْتَصَلَ، ويُوتَصِلُ، واوْتَصِلْ، ومُوتَصِلٌ، ومُوتَصِلٌ بِهِ، ومِثَالُهُ فِي الياءِ اتِّسَارٌ، واتَّسَرَ، ويَتَّسِرُ، واتَّسِرْ، ومُتَّسِرٌ، ومُتَّسَرٌ، والأَصْلُ: ايْتِسَارٌ وايْتَسَرَ ويَيْتَسِرُ وايْتَسِرْ ومُيْتَسِرٌ ومُيْتَسَرٌ.
وإِنَّما أَبْدَلُوا الفاءَ فِي ذلكَ تاءً؛ لأنَّهُم لَوْ أَقَرُّوهَا لَتَلَاعَبِتْ بِهَا حركاتُ مَا قَبْلَهَا، فَكَانَتْ تكونُ بعدَ الكسرةِ ياءً، وبَعْدَ الفتحةِ أَلِفًا، وبَعْدَ الضمةِ واوًا، فَلَمَّا رَأَوُا مَصِيرَهَا إِلَى تَغَيُّرِهَا لِتَغَيُّرِ أَحْوَالِ مَا قَبْلَهَا أَبْدَلُوا مِنْهَا حَرْفًا يَلْزَمُ وجْهًا واحِدًا، وهو التاءُ، وهُو أَقْرَبُ الزوائدِ مِنَ الفَمِ إِلَى الواوِ، ولِيُوافِقَ مَا بَعْدَهُ فيدغمَ فِيهِ. وقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: البَدَلُ فِي بابِ اتَّصَلَ إِنَّمَا هُو مِنَ الياءِ؛ لِأَنَّ الواوَ لَا تَثْبُتُ مَعَ الكسرةِ فِي اتِّصَالٍ وفِي اتَّصَلَ، وحُمِلَ المضارعُ واسْمُ الفَاعِلِ واسْمُ المفعولِ مِنْهُ عَلَى المَصْدَرِ والمَاضِي.
تنبيهانِ:
الأولُ: ذُو اللِّينِ يَشْمَلُ الواوَ والياءَ كَمَا تَقَدَّمَ، وأَمَّا الألفُ فَلَا مَدْخَلَ لَهَا فِي ذلكَ؛ لأَنَّهَا لَا تكونُ فاءً ولا عَيْنًا وَلَا لَامًا.
الثانِي: مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ قَوْمٌ يَتْرُكُونَ هَذَا الإبْدَالَ، ويجعلونَ فاءَ الكلمةِ عَلَى حَسَبِ الحركاتِ قَبْلَهَا، فيقولونَ: ايَتَصَلَ يَاتَصِلُ هُو مُوتَصِلٌ، وايْتَسَرَ يَاتَسِرُ فهو مُوتَسِرٌ، وحَكَى الجَرْمِيُّ أَنَّ مِنَ العربِ مَنْ يقولُ: ائْتَصَلَ، وائْتَسَرَ بالهمزةِ، وهُو غَرِيبٌ.
(وشَذَّ) إِبْدَالُ فَاءِ الافْتِعَالِ تَاءً (فِي ذِي الهَمْزِ نَحْوُ) قَولِهِم فِي (ائْتَكَلَا) وائْتَزَرَ – افْعتَعَلَ مِنَ الأَكْلِ والإِزَارِ – اتَّكَلَ واتَّزَرَ، بإِبْدَالِ الياءِ المُبْدَلَةِ مِنَ الهمزةِ تاءً، وإِدْغَامِهَا فِي التاءِ، وكَذَا قولُهُمْ فِي اؤتُمِنَ – افْتُعِلَ مِنَ الأَمَانَةِ اتَّمِنَ بإبدالِ الواوِ المُبْدَلَةِ مِنَ الهمزةِ تاءً، واللغةُ الفصيحةُ فِي ذلكَ كُلِّهِ عَدَمُ الإِبْدَالِ، وإِلَّا توالي تَوَالَى إِعْلَالَانِ، وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ فِي اتَّخَذَ أَنَّهُ افْتَعَلَ مِنَ الأَخْذِ وَهْمٌ، وإِنَّمَا التاءُ أَصْلٌ، وهُو مِنْ تَخِذَ، كاتَّبَعَ مِنْ تَبِعَ،.
قالَ أَبُو عَلِيٍّ: قَالَ بعضُ العَرَبِ: تَخِذَ بِمَعْنَي اتَّخَذَ، ونَازَعَ الزَّجَّاجُ فِي وجودِ مادةِ تَخِذَ، زَعَمَ أَنَّ أَصْلَهُ اتَّخَذَ، وحُذِفَ، وصَحَّحَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الفَارِسِيُّ بِمَا حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ مِنْ قولِهِمْ: تَخِذَ يَتْخَذُ تَخْذًا، وذَهَبَ بعضُ المُتَأَخِّرِينَ إِلَى أَنَّ اتَّخَذَ مِمَّا أُبْدِلَتْ فَاؤُهُ تَاءً عَلَى اللغةِ الفُصْحَى؛ لِأَنَّ فِيهِ لُغَةٌ، وهِي وَخَذَ بالواوِ، وهذِهِ اللغةُ وإِنْ كَانَتْ قليلةً إِلَّا أَنَّ بِنَاءَهُ عَلَيْهَا أَحْسَنُ، لِأَنَّهُم نَصُّوا عَلَى أَنَّ اتَّمِنَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ.
[قلب تاء الافتعال دالا]:
987 - طَا تَا افْتِعَالٍ رُدَّ إِثْرَ مُطْبِقِ = فِي ادَّانَ وازْدَدْ واذكر وادَّكِرْ ذَالًا بَقِي
(طَا تَا افْتِعَالٍ رَدَّ إِثْرَ مُطْبِقِ) طَا: مفعولٌ ثانٍ لِرَدَّ، والمفعولُ الأولُ “ "تَا"، “ إِنْ كَانَ رُدَّ أَمْرًا، أو ضَمِيرُهُ إِنْ كَانَ رُدَّ مَجْهُولًا.
أيْ: إِذَا بُنِيَ الافْتِعَالُ وفُرُوعُهُ مِمَّا فَاؤُهُ أَحَدُ الحروفِ المُطْبِقَةِ – وهِي الصَّادُ والضَّادُ والطَّاءُ والظَّاءُ – وجَبَ إِبْدَالُ تَائِهِ طَاءً، فتقولُ فِي افْتَعَلَ مِنْ صَبَرَ: اصْطَبَرَ، ومِنْ ضَرَبَ: اضْطَرَبَ، ومِنْ طَهُرَ: اطَّهَرَ، ومِنْ ظَلَمَ: اظْطَلَمَ، والأَصْلُ: اصْتَبَرَ واضْتَرَبَ واطْتَهَرَ واظْتَلَمَ فَاسْتُثْقِلَ اجتماعُ التاءِ مَعَ الحرفِ المُطْبِقِ لها لِمَا بَيْنَهُمَا مِنْ تَقَارُبِ المَخْرَجِ وتَبَايُنِ الصفةِ، إِذِ التاءُ مَهْمُوسَةٌ مُسْتَفِلَةٌ، والمُطْبِقُ مَجْهُورٌمُسْتَعْلٍ، فَأُبْدِلَ مِنَ التاءِ حَرْفُ اسْتِعْلَاءٍ مِنْ مَخْرَجِهَا، وهُو الطَّاءُ.
تنبيهٌ: إِذَا أُبْدِلَتِ التاءُ طاءً بعدَ الطاءِ اجْتَمَعَ مَثَلَانِ و، والأولُ مِنْهُمَا سَاكِنٌ، فَوَجَبَ الإِدْغَامُ.
وإِذَا أُبْدِلَتْ بَعْدَ الظاءِ اجْتَمَعَ مُتَقَارِبَانِ، فيجوزُ البيانُ والإِدْغَامُ، مَعَ إِبْدَالِ الأولِ نمِنْ جِنْسِ الثانِي، ومَعَ عَكْسِهِ، وَقَدْ رُوِيَ بالأَوْجِهِ الثلاثَةِ قولُهُ [مِنَ البَسِيطِ]:
1242 - هُوَ الجَوَادُ الذِي يُعْطِيكَ نَائُلَهُ = عَفْوًا، ويُظْلَمُ أَحْيَانًا فَيَظْطَلِمُ
روىرُوِيَ: فَيَظْطَلِمُ، وفَيَظَّلِمُ وفَيَطَّلِمُ، وقَدْ رُوِيَ أَيْضًا فَيَنْظَلِمُ، بالنونِ، وليْسَ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ.
وإِذَا أُبْدِلَتْ بَعْدَ الصادِ اجْتَمَعَ أَيْضًا مُتَقارِبَانِ فيجوزِ البيانِ، والإِدْغَامُ بِقَلْبِ الثانِي إِلَى الأولِ دُونَ عَكْسِهِ، فتقولُ: اصْطَبَرَ، واصَّبَرَ، ولا يجوزُ أطبراطَّبَرَ، لِمَا فِي الصَّادِ مِنَ الصَّفِيرِ الذِي يَذْهَبُ فِي الإِدْغَامِ.
وإِذَا أُبْدِلَتْ بَعْدَ الضَّادِ اجْتَمَعَ أَيْضًا مُتَقارِبَانِ، فيجوزُ البيانُ والإدغامُ، بِقَلْقبِ الثانِي إلَى الأولِ دُونَ عَكْسِهِ، فتقولُ اضْطَرَبَ، واضَّرَبَ، ولا يجوزُ أطرباطَّرَبَ؛ لِأَنَّ الضَّادَ حرفٌ مُسْتَطِيلٌ، فَلَوْ أُدْغِمَ فِي الطاءِ لَذَهَبَ مَا فِيهِ مِنْ ذلكَ، وقَدْ حُكِيَ فِي الشذوذِ اطَّجَعَ، وهُو فِي النُّدُورِ والغَرَابَةِ مِثْلُ الْطَجَعَ، باللامِ، وقَدْ رُوِيَ بالأوجُهِ الأربعةِ قولُهُ:
[لَمَّا رَأَى أَنْ لَا دَعَهْ وَلَا شَبَعْ] = مَالَ إِلَى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فالْطَجَعْ
(فِي ادَّانَ وَازْدَدْ وادَّكِرْ دَالًا بَقِي) أَيْ: إِذَا بُنِيَ الافْتِعَالُ مِمَّا فَاؤُهُ دَالٌ، نحوُ: دَانَ أو زَاي، نحوُ: زَادَ، أو ذَال، نحوُ: ذَكَرَ, وَجَبَ إِبْدَالُ تَائِهِ دَالًا, فيُقَالُ ادَّانَ, وازْدَادَ, وادَّكَرَ, والأَصْلُ ازْتَانَ وازْتَادَ واذْتَكَرَ، فاسْتُثْقِلَ مَجِيءُ التاءِ بعدَ هذِهِ الأَحْرُفِ، لأَنَّ هذِهِ الأحرفَ مَجْهُورَةٌ، والتاءُ مَهْمُوسَةٌ، فَجِيءَ بِحرفٍ يُوَافِقُ التاءَ فِي مَخْرَجِهِ، ويُوَافِقُ هذِهِ الأحرفَ فِي الجَهْرِ، وذلكَ الدالُ.
تنبيهانِ: الأولُ: إِذَا أُبْدِلَتْ تَاءُ الافتعالِ دَالًا بَعْدَ الدالِ وَجَبَ الإِدْغَامُ؛ لاجْتِمَاعِ المَثَلَيْنِ.
وإِذَا أُبْدِلَتْ دَالًا بَعْدَ الزَّاي جَازَ الإِظْهَارُ والإِدْغَامُ بِقَلْبِ الثانِي إِلَى الأولِ دُونَ عَكْسِهِ فَيُقَالُ: أزدجرازْدَجَرَ، وازَّجَرَ ولَا يجوزُ ادَّجَرَ لفواتِ الصَّفِيرِ.
وإِذَا أُبْدِلَتْ دَالًا بعدَ الذالِ جَازَ ثلاثةُ أوجهٍ: الإظهارُ والإدغامُ بِوَجْهَيْهِ فَيُقَالُ: ازْدَكَرَ، ومِنْهُ قولُهُ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1243 - [تُنْجحِي عَلَى الشَّوْكِ جُرَازًا مِقْضَبَا] = والهَرْمُ تُذْرِيهِ اذْدِرَاءً عَجَبَا
واذكر وادَّكَرَ واذَّكَرَ بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ، وهذَا الثالثُ قليلٌ، وقَدْ قُرِئَ شَاذًّا {(فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} ) بالمُعْجَمَةِ.
الثانِي: مُقْتَضَى اقْتِصَارِ الناظمِ عَلَى إِبْدَالِ تاءِ الافتعالِ طاءً بعدَ الأحرفِ الأربعةِ، ودالًا بعدَ الثلاثةِ إنها أَنَّها تُقَرُّ بعدَ سائرِ الحروفِ ولا تُبْدَلُ، وقَدْ ذَكَرَ فِي (التَّسْهِيلِ) إِنَّهَا تُبْدَلُ ثَاءً بعدَ الثاءِ، فَيُقَالُ: اثَّرَدَ بِثَاءٍ مُثَلَّثَةٍ، وهُو افْتَعَلَ مِنْ ثَرَدَ، أَو تُدْغَمُ فِيها الثاءُ، فَيُقَالُ: اتَّرَدَ بتاءٍ مُثَنَّاةٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: والبيانُ عِنْدِي جَيِّدٌ، يَعْنِي الإظْهَارَ، فيُقَالُ: اثْتَرَدَ، ولَمْ يَذْكُرِ المصنفُ هَذَا الوَجْهَ، وذَكَرَ فِي (التَّسْهِيلِ): أَيْضًا إنها أَنَّهَا قَدْ تُبْدَلُ دَالًا بَعْدَ الجِيمِ كقولِهِمْ فِي اجْتَمَعُوا: اجْدَمَعُوا، وفِي اجْتَزَّ: اجْدَزَّ، ومِنْهُ قولُهُ [مِنَ الوَافِرِ]:
1244- فَقُلْتُ لِصَاحِبَيَّ: لَا تَحْبِسَانَا = بِنَزْعِ أُصُولِهِ واجْدَزَّ شِيحَا
وهذَا لَا يُقَاسُ عليهِ. وظاهِرُ كلامِ المُصَنفِ فِي بعضِ كُتِبِهِ أَنَّهُ لُغَةٌ لبعضِ العربِ، فَإِنْ صَحَّ أَنَّهُ لُغَةٌ جَازَ القياسُ عليهِ.
وهذَا آخِرُ مَا ذَكَرَهُ الناظمُ في مِنْ بَابِ الإِبْدَالِ، ومَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ أَوْجُهِ الإِعْلَالِ.
خَاتِمَةٌ: قَدْ عُلِمَ ممَّا ذَكَرَهُ أَنَّ حروفَ الإِبْدَالِ مُنْقَسِمَةٌ إِلَى مَا يُبْدَلُ ويُبْدَلُ مِنْهُ كالهمزةِ وحروفِ العِلَّةِ الثلاثةِ، وكَالْهَاءِ، فَإِنَّهَا تُبْدَلُ مِنَ الهمزةِ أَولًا كَهَرَاقَ، وتُبْدَلُ مِنْهَا الهمزةُ آخِرًا، كمَاءٍ، فَإِنَّ أَصْلَهُ مَوَهٌ، وإِلَى مَا يُبْدَلُ ولَا يُبْدَلُ مِنْهُ، وهُو المِيمُ والطاءُ والدالُن، وإِلَى مَا يُبْدَلُ مِنْهُ ولَا يُبْدَلُ، وهُو التاءُ، أمَّا بإِبْدَالُ الحروفِ المُتَقَارِبَةِ بَعْضِهَا مَعَ بعضٍ لأَجْلِ الإدْغَامِ فَلَمْ يَعُدُّوهَا فِي بابِ الإِبْدَالِ لعُرُوضِهَا.
وعُلِمَ أَيْضًا أَنَّ الهمزةَ تُبْدَلُ مِنْ ثلاثةِ أحرفٍ، وهِي: الأَلِفُ والواوُ والياءُ، وإن وأَنَّ الياءَ تُبْدَلُ مِنْ ثلاثةِث أحرفٍ، وهِي: الهَمْزَةُ، والالف والأَلِفُ والواوُ، وإن وأَنَّ الواوَ تُبْدَلُ مِنْ ثلاثةِ أَحْرفٍ وهِي: الهمزةُ والألفُ والياءُ، وإن وأَنَّ الأَلِفَ تُبْدَلُ مِنْ ثلاثةِ أحرفٍ، وهِي: الهمزةُ والواوُ والياءُ، وإن وأَنَّ المِيمَ تُبْدَلُ مِنْ النونِ، وأَنَّ التاءَ تُبْدَلُ مِنْ حَرفينِ، وهُمَا: الواوُ والياءُ، وأَنَّ الطاءَ تُبْدَلُ مِنَ التاءِ، وأَنَّ الدالَ تُبْدَلُ مِنَ التاءِ، وأَنَّ الثَّاءَ تُبْدَلُ مِنَ التاءِ، عَلَى مَا سَبَقَ مُفَصَّلًا.
وقَدْ تَقَدَّمَ أَوَّلَ البابِ أَنَّ مَا قَصَدَ الناظمُ ذِكْرَهُ هُنَا هُو الضرورى الضَّرُورِيُّ فِي التصريفِ، وأَنَّ حروفَ الإِبْدَالِ الشائعِ اثْنَانِ وعِشْرُونَ حَرْفًا، وإن وأَنَّ الإِبْدَالَ قَدْ وَقَعَ فِي غيرِهَا أَيْضًا، ولكِنَّهُ لَيْسَ بشائِعٍ.
وقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُذَيِّلَ مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ باستيفاءِ الكلامِ عَلَى إِبْدَالِ جَمِيعِ الحُرُوفِ علَى سبيلِ الايجاز الإِيجَازِ مُرَتِّبًا للحروفِ عَلَى ترتبها تَرْتِيبِهَا فِي المَخَارِجِ، فَأَقُولُ، وبِاللهِ التوفيقُ:
الهَمْزَةُ: أُبْدِلَتْ مِنْ سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، وهِي: الأَلِفُ، واليَاءُ، والواوُ، والهاءُ، والعينُ، والخَاءُ، والغينُ، وقَْد تَََََقَدَّمَ الكلامُ عَليهَا سِوَى الاخيرينالأَخِْيرَيْنِ.
فََأَمَّا بإِبْدَالُهَا مِنَ، الخَاءِ فقولُهُم فِي صَرَخَ: صَرَأَ، حَكَاهُ الأَخْفَشُ عَنِ الخَلِيلِ.
ومِنَ الغَيْن قَوْلُهُم فِي رَغْنَةٍ: رَأْنَه، حَكَاهُ النَّضْيرُ بْنُ شُمَيْلٍ عَنِ الخَلِيلِ.
وإِبْدَالُهَا مِنْ هَذَينِ الحرفينِ غَرِيبٌ جِدًّا.
الأَلِفُ: - أُ بْدِلَتْ مِنْ أَرَبَعَةِ أحرفٍ، وهِي: الياءُ، والواوُ، والهمزةُ، والنونُ الخفيفةُ، وقَدْ تَقَدَّمَ الكلامُ عَلَيْهَا سِوَى الأخيرةِ، فَأَمَّا إِبْدَالُهَا مِنَ النونِ الخفيفةِ فنحوُ: {لَنَسْفَعًا}.
الهاءُ: أُبْدِلَتْ مِنْ سِتَّةِ أَحْرُفٍ، وهِي: الهمزةُ، والألفُ، والواوُ، والياءُ، والتاءُ، والحَاءُ، فإِبْدَالُهَا مِنَ الهمزةِ قَدْ تَقَدَّمَ أَوَّلَ البابِ.
وأَمَّا إِبْدَالُهَا مِنَ الألفِ فَفِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1245 - قَدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَةْ = مِنْ هَاا هُنَا ومِنْ هُنَهْ
إِنْ لَمْ أُرْوِّهَا فَمَهْ
فَأَبْدَلَ الهاءَ فِي “ "هُنَهْ" “ مِنَ الألفِ، وأَمَّا قولُهُ “ "فَمَهْ" “ فيجوزُ أَنْ يكونَ مِنْ ذلكَ: أَيْ: فَمَا أَصْنَعُ، أو فَمَا أنتظاري انْتِظَارِي لَهَا، ويجوزُ أَنْ يكونَ “ "فَمَهْ" “ بِمَعْنَى اكْفُفْ، أيْ: إنها أَنَّها قَدْ وَرَدَتْ مِنْ كُلِّ جانبٍ، وكَثُرَتْ فَإِنْ لَمْ أَرْوِهَا فَلَا تَ لُمْنِي، واكْفُفْ عَنِّي، ومِنْ ذَلكَ قولُهُمْ فِي أَنَا “ "أَنَهْ"، “ ويجوزُ أَنْ تكونَ أُلْحِقَتْ لِبَيَانِ الحركةِ، وقالُوا فِي حَيْهَلَه: إِنَّ الهاءَ الأخيرةَ بَدَلٌ مِنَ الألفِ فِي “ "حَيْهَلَا". “
وأَمَّا إِبْدَالُهَا مِنَ الواوِ فَفِي قولِهِ [مِنَ المُتَقَارَبِ]:
1246 - وَقَدْ رَابَنِي قَوْلُهُا يَا هَنَاهُ = وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرِّ
وقَدْ اخْتُلِفَ فِي ذلكَ فذهَبَ الجماعةُ إِلَى إنها أَنَّها مُبْدَلَةٌ مِنَ الواوِ، والأَصْلُ يَا هَنَاو، وقَالَ أَبُو الفَتْحِ: ولَوْ قِيلَ إِنَّ الهاءَ بَدَلٌ مِنَ الأَلِفِ المُنْقَلِبَةِ مِنَ الواوِ الواقعةِ بَعْدَ الألفِ لكانَ قَوْلًا قَوِيًّا، إِذِ الهاءُ إِلَى الألفِ اقرب أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَى الواوِ.
وإِبْدَالُهَا مِنَ الياءِ فِي قَوْلِهِمْ “ "هَذِهِ" “ فِي “ "هَذِي" “ و و“ "هُنَيْهَة" “ فِي “ "هُنَيَّة “. ".
وإِبْدَالُ الهاءِ مِنَ التاءِ، فِي نحوِ: “ "طَلْحَةَ" “ فِي الوقفِ عَلَى مَذْهَبِ البصريينَ وقَدْ تَقَدَّمَ، وحَكَى قُطْرُبُ عَنْ طَيِّءٍ أَنَّهُم يقولونَ: “ "كَيْفَ البَنُونَ والبَنَاهْ"، “ و و“ "كَيْفَ الإِخْوَةُ والأخواةوالأَخَوَاهْ" “ وهُو شاذٌّ. ومِنَ الشاذِّ أَيْضًا قولُهُمْ: “ "ِفي التابوتِ “: ": “ "تَابُوه" “ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: وقَدْ قُرِئَ بِهَا، يَعْنِي فِي الشَّوَاذِّ، قَالَ: وسَمِعَ بَعْضَهَمُ يقولُ: قَعَدْنَا عَلَى الفُرَاهْ، يُرِيدُ عَلَى الفُرَاتِ.
وإِبْدَالُهَا مِنَ الحاءِ فِي قَوْلِهِمْ: طَهَرَ الشيءُ بِمَعْنَى طَحَرَهُ، أيْ: أَبْعَدَهُ، ومَتَه الدَّلْوَ بِمَعْنَى مَتَحَهَا، ومَدَهَهُ بِمَعْنَى مَدَحَهُ، وفَرَّقَ بعضُهُم بَيْنَ ذِي الحاءِ، وذِي الهَاءِ؛ فَجَعَلَ المَدْحَ فِي الغَيْبَةِ، والمَدْهَ فِي الوَجْهِ، والأَصَحُّ كَوْنُهُما بِمَعْنًى واحِدٍ، إِلَّا أَنَّ المَدْحَ هُو الأَصْلُ.
العَيْنُ: - أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفينِ: الحاءُ، والهمزةُ، فالحاءُ فِي قولِهِم ضَبَعَ بِمَعْنَى ضَبَحَ، والهمزةُ فِي نحوِ: “ "عَنَّ زيْداً قَائِمٌ" “ بِمَعْنَى “ "أَنَّ زَيْدًا قَائِمٌ" “ وهِي عَنْعَنْةُ تَمِيمٍ، وقَدْ تَقَدَّمَ.
الغَيْنُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حرفينِ، وهُمَا: الخَاءُ، والعَيْنُ، فالخاءُ نحوُ قولِهِمْ: “ "غَطَرَ بِيَدَيْهِ يَغْطُرُ" “ بِمَعْنَى خَطَرَ يَخْطُرُ، حَكَاهُ ابْنُ جِنِّيٍّ: والعَيْنُ فِي قولِهِمْ لَغَنَ فِي لَعَنَ.
الحاءُ: أُبْدِلَتْ مِنَ العينِ، قَالُوا “ "رَبِحَ" “ بِمَعْنَى رَبِعَ، وهُو قليلٌ.
الخَاءُ: أُبْدِلَتْ مِنَ الغينِ، قَالُوا “ "الأَخَنُّ" “ يُرِيدُونَ الأَغَنَّ، فَقَدْ وَقَعَ التَّكَافُؤُ بَيْنَهُمَا، وذَلِكَ فِي غَايَةِ القِلَّةِ.
القافُ: أُبْدِلَتْ مِنَ الكافِ، قالُوا فِي ركنة وَكْنَةِ الطائرِ – وهِي مَأْوَاهُ مِنَ الجَبَلِ – وقنهوُقْنَةُ، حَكَاهُ الخَلِيلُ.
الكافُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حرفينِ: القافِ، والتاءِ، فالقافُ فِي قولِهِمْ “ "عَرَبِيٌّ كُحٌّ" “ أَيْ قُحٌّ، وفَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ القُحَّ فَقَالَ: هُو الخَالِصُ مِنَ اللُّؤْمِ، فَقَدْ وَقَعَ التكافُؤُ بَيْنَهُمَا، لَكِنَّ إِبْدَالَ الكافِ مِنَ القَافِ أَكْثَرُ مِنْ عَكْسِهِ، والتاءُ فِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ طَالَمَا عَصَيْكَا
وقَدْ تَقَدَّمَ.
الجِيمُ: أُبْدِلَتْ مِنَ الياءِ، وقَدْ تَقَدَّمَ.
الشِّينُ: أُبْدِلَتْ مِنْ ثلاثةِ أحرفٍ: الكافِ التِي للمؤنثِ، والجيمِ، والسينِ، فالكافُ فِي نحوِ: “ "أَكْرَمْتُكَ" “ قالُوا: أَكْرَمْتُشِ، وهِي كَشْكَشَةُ تَمِيمٍ كَمَا تَقَدَّمَ، والجِيمُ كَمَا فِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1247 - إِذْ ذَاكَ إِذْ حَبْلُ الوِصَالِ مُدْمَشُ
أيْ: مُدْمَجٌ، قَالَ ابْنُ عُصْفُورٍ: ولَا يُحْفَظُ غَيْرُهُ، وسَهَّلَ ذَلِكَ كونُ الجِيمِ والشينِ مُتَّفِقَتَيْنِ فِي المَخْرَجِ، والسينُ قَالُوا: جَعْشُوشٌ فِي جَعْسُوسٌ، وهُو القَمِئْ الذَّلِيلُ، ويُجْمَعُ بالْمُهْمَلَةِ دُونَ المُعْجَمَةِ، وبِذَلِكَ عُلِمَ الإبدالُ.
الياءُ – وهِي أوسعُ حروفِ الإبدالِ، أُبْدِلَتْ مِنْ ثَمَانِيَةَ عَشَر حَرْفًا: مِنَ الألفِ فِي نحوِ: مَصَابِيحَ، وغُلَيِّمٍ تصغيرُ غُلَامٍ، ومِنَ الواوِ فِي نحوِ: أَغْزَيْتُ ومَا تَصَرَّفَ مِنْهُ، ومِنَ الهَمْزَةِ في نحوِ: بِيرٍ في بِئْرٍ، ومِنَ الهاءِ قالُوا “ "دَهْدَيْتُ الحَجَرَ" “ فِي دَهْدَهْتُهُ، وقَالُوا “ "صَهْصَيْتُ بالرَّجُلِ" “ أَيْ: صَهْصَهْتُ بِهِ، إِذَا قُلْتَ لَهُ: صَهْ صَهْ، ومِنَ السينِ فِي قولِهِ [مِنَ الوَافِرِ]:
1248 - إِذَا مَا عُدَّ أَرْبَعَةٌ فِسَالٌ = فَزَوْجُكِ خَامِسٌ وابوك وأَبُوكِ سَادِي
أيْ: سَادِسٌ، ومِنَ الباءِ فِي قولِهِمْ “ "الأَرَانِيُّ والثَعَالِيُّ" “ والأَصْلُ الأَرَانِبُ والثَّعَالِبُ وقَدْ مَرَّ، ومِنَ الراءِ فِي “ "قِيرَاطٍ و وشِيرَازٍ"، “ والأَصْلُ قِرَّاطٌ وشِرَّازٌ، لقولِهِمْ فِي الجَمْعِ: قَرَارِيطُ وشَرَارِيزُ، وقالَ بعضُهُم فِي شِيرَازَ “ "شَوَارِيزُ" “ فيكونُ البَدَلُ مِنَ الواوِ، والأَصْلُ شِوْرَاز, ومِنَ النونِ فِي أَنَاسِيَّ وظَرَابِيَّ، والأَصْلُ أَنَاسِينُ وظَرَابِينُ؛ لانهما لِأَنَّهُمَا جَمْعَا إنسانٍ وظَرِبَانٍ، وكذَلِكَ تَظَنَّيْتُ أَصْلُهُ تَظَنَّنْتُ مِنَ الظَّنِّ وكانَ أَبُو عَمْرِو بْنِ العَلَاءِ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ قَولَهُ تَعَالَى {لَمْ يَتَسَنَّهْ} أَصْلُهُ يَتَسَنَّنْ، أَيْ: لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْ قولِهِ تَعَالَى {مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} وكذلكَ “ "دِينَارٌ" “ أَصْلُهُ دِنَّارٌ؛ لِقَوْلِهِمْ دَنَانِيرُ ودُنَيْنِير، وقاَلُوا فِي إنسانٍ: إِيسَانٌ بالياءِ، ومِنَ الصادِ فِي قولِهِم “ "قضيت قَصَّيْتُ أَظْفَارِي"، “ والأَصْلُ قَصَصْتُ، وقِيلَ: إِنَّ الياءَ هُنَا أَصْلُهَا الواوُ، وإِنَّ المعني المَعْنَى تَتَبَّعْتُ اقصاهاأَقْصَاهَا، ومِنْ الضادِ فِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1249 - إِذَا الكِرَامُ ابْتَدَرُوا البَاعَ بَدَرْ = تَقَضِّيَ البَازِيِّ إِذَا البَازِيُّ كَسَرْ
أَيْ: تَقَضضَ البَازِيُّ، مِنَ الانْقِضَاضِ. ومِنَ اللامِ فِي أَمْلَيْتُ، وَأَصْلُهُ أَمْلَلَتُ، ومِنَ الميمِ فِي قَولِهِ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
1250 - تَزُورُ امْرأً أَمَّا الإِلَهَ فَيَتَّقِي = وأَمَّا بِفِعْلِ الصَّالِحِينَ فَيَأْتَمِي
قاَلَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: أَرَادَ فَيَأْتَمُ، ومِنَ العَيْنِ فِي قولِهِ: [مِنَ الرَّجَزِ]:
1251 - ومَنْهَلٍ لَيْسَ لَهُ حَوَازِقُ = ولِضَفَادِي جَمِّهِ نَقَانِقُ
يُرِيدُ ولِضَفَادِعِ، وقالوُا "تَلَعَّيْتُ" مِنَ اللَّعَاعَةِ، وهِي بَقْلَةٌ، والأَصْلُ تَلَعَّعْتُ: ومِنَ الدالِ فِي التَّصْدِيَةِ، وهِي التَّصْفِيقُ والصوتُ، والأَصْلُ تَصْدِدَةٌ، لأَنَّهَا مِنْ صَدَدْتُ أَصُدُّ، قَالَ تعَالَى: {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}، ومِنَ التاءِ فِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1252 - قَامَ بِهَا يَنْشُدُ كُلَّ مَنْشَدِ = وايْتَصَلتْ بِمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ
أيْ: واتَّصَلَتْ، ومِنَ الثاءِ فِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1253 - قَدْ مَرَّ يَوْمَانِ وهَذَا الثَّالِي = [وَأَنْتَ بِالْهِجْرَانِ لَا تُبَالِي]
أيْ: الثالثُ. ومِنَ الجِيمِ فِي قولِهِ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيكُنَّ ظِلٌّ ولَاجَنًى = فَأَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ شَيَرَاتِ
أَيْ: مِنْ شَجَرَاتٍ، وقَالُوا "دَيَاجِي" فِي جَمْعِ دَيْجُوجَ، والأَصْلُ دَيَاجِيجُ، ومِنَ الكَافِ فِي قولِهِمْ: مَكُّوكٌ، ومَكَاكِيٌّ، والأَصْلُ مَكَاكِيكَ، وهُو مِكْيَالٌ.
الصَّادُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حرفينِ، مِنَ السينِ فِي قولِهِمْ {صِرَاطَ}، مِنَ "السِّرَاطِ"، ومِنَ اللامِ فِي قَوْلِهِمْ "رَجُلٌ جَصْدٌ" أَيْ: جَلْدٌ.
اللامُ _ أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفينِ، وهُمَا: النونُ فِي أُصَيْلَانَ، والضَّادُ فِي اضْطَجَعَ كَمَا مَرَّ.
الراءُ – أُبْدِلَتْ مِنَ اللامِ فِي قولِهِمْ "نَثْرَه"، بِمَعْنَى نَثْلَه، و"رَعَلَّ" بمعنَى "لَعَلَّ"
النونُ: أُبْدِلَتْ مِنْ أربعةِ أَحْرُفٌ: مِنَ اللامِ فِي قَوْلِهِمْ "لَعَنَّ" فِي لَعَلَّ، و"نَابَنْ فَعَلْتُ كَذَا"، فِي لَا بَلْ فَعَلْتُ كَذَا، ومِنَ المِيمِ فِي قولِهِمْ لِلْحَيَّةِ، أَيْمٌ، وأَيْنٌ، وقَالُوا: أَسْوَدُ قَاتِمٌ، وقَاتِنٌ، ومِنَ الواوِ فِي صَنْعَانِيٍّ، وبَهَرَانِيٍّ، نِسْبَةً إِلَى صَنْعَاءَ وبَهْرَاءَ، والأَصْلُ صَنْعَاوِيٌّ، وَبَهْرَاوِيٌّ؛ لأنَّ همزةَ التأنيثِ فِي النسبِ تُقْلَبُ وَاوًا كَمَا تقدَّمَ فِي بابِهِ.
ومِنَ الهَمْزَةِ، حَكَى الفَرَّاءُ: حِنَّانٌ فِي حِنَّاءَ، وهُو الذِي يُخْضَبُ بِهِ، وأَمَّا قولُ الخَلِيلِ وسِيبَوَيْهِ "إِنَّ نُونَ فَعْلَانَ الذِي مُؤَنَّثَهُ فَعْلَى بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ فَعْلَاَء، كَنِوُنِ سَكْرَانَ وغَضْبَانَ"، فلَيْسَ المرادُ بِهِ هَذَا البدلُ، وإِنَّمَا المرادُ أَنَّ النونَ عَاقَبِتِ الهَمْزَةَ فِي هَذَا المَوْضِعِ كمَا عَاقَبَتْ لامُ التعريفِ التنوينَ.
الطَّاءُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَيْنِ: مِنَ التاءِ فِي الافْتِعَالِ بَعْدَ حروفِ الإِطْبَاقِ, وقَدْ تقدَّمَ، ومِنَ الدالِ، حَكَى يَعْقُوبُ عَنِ الأَصْمَعِيِّ: "مَطَّ الحرفَ" فِي مَدِّهِ, و"الإِبْعَاطِ" فِي الإِبْعَادِ.
الدالُ –أُبْدِلَتْ مِنْ ثلاثةِ أحرفٍ: مِنَ التاءِ فِي الافْتِعَالِ بَعْدَ، الدالِ، والذالِ، والزايِ، والجيمِ، كَمَا مَرَّ، ومِنَ الطاءِ قَالُوا المَرَدَى فِي المَرَطَى، وهُو حَيْثُ يَمْرَطُ الشَّعْرُ حَوْلَ السُّرَّةِ، ومِنَ الذالِ في قولِهِمْ "ذِكَرٌ" فِي جَمْعِ ذِكْرَةٍ.
التاءُ: أُبْدِلَتْ مِنْ سَبْعَةِ أَحْرُفٍ: مِنَ الطَّاءِ فِي فُسْتَاطٍ، والأَصْلُ فُسْطَاطٌ، لقولِهِمْ فِي الجَمْعِ: فَسَاطِيطٌ، دُونَ فَسَاتِيطَ، ومِنَ الدالِ فِي قَوْلِهِمْ "نَاقَةٌ تَرْبُوطٌ"، والأَصْلُ دَرَبُوتٌ، أَيْ: مُذَلَّلَةٌ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الدُّرْبَةِ، ومِنَ الواوِ فِي "تُرَاثٍ وتِجَاهٍ"، ونَحْوِهِمَا، ومِنَ الياءِ فِي نحوِ: اتَّسَرَ الأَصْلُ ايْتَسَرَ كَمَا مَرَّ، وفِي قولِهِمْ "ثْنَتَانِ" الأَصْلُ ثِنْيَانِ، لأَنَّهُ مِنْ ثَنَيْتُ الواحِدَ ثَنْيًا، وفِي قولِهِمْ كَيْتَ وذَيْتَ، الأَصْلُ كَيَّةَ، وذَيَّةَ، فَحُذِفَتْ تَاءُ التأنيثِ، وأُبْدِلَتْ مِنَ الياءِ الأخيرةِ، وهِي لامُ الكَلِمَةِ تاءً، لقولِهِمْ: كَانَ مِنَ الأَمْرِ كِيَّةَ، وكِيَّةَ، وذَيَّةَ، وذَيَّةَ، ومِنَ الصَّادِ فِي قولِهِمْ فِي لِصٍّ: لِصْتُ، ومِنَ السينِ فِي قولِهِمْ فِي طَسَّ: طِسْتٌ، وقولِهِمْ فِي العَدَدِ: سِتٌّ، والأَصْلُ سُدْسٌ؛ لقولِهِمْ: سُدَيْسَةٌ، ثُمَّ أُبْدِلَتِ الدالُ تاءً وأُدْغِمَتْ، ومِنَ الباءِ فِي قولِهِمْ "ذَعَالَتْ" فِي ذَعَالَبَ، والذَّعَالِبُ، والذَّعَالِيبُ: الأَخْلَاقُ مِنَ الثيابِ الوَاحِدُ ذَعْلُوبٌ
قَالَ فِي (التَّسْهِيلِ): وَرُبَّمَا أُبْدِلَتْ مِنْ هَاءِ السَّكْتِ، ومِثَالُهُ ُمَا تَأَوَّلَهُ بَعْضُهُم فِي قولِهِ [مِنَ الكَامِلِ]:
1254 - العَاطِفُونَةَ حِينَ مَا مِنْ عَاطِفٍ = والمُطْعِمُونَ زَمَانَ أَيْنَ المَطْعَمُ؟
أَنَّهُ أَرَادَ العَاطُفُونَهْ بِهَاءِ السَّكْتِ، ثُمَّ أَبْدَلَهَا تاءً، وحَرَّكَهَا للضرورةِ، وَمَثَّلَهُ بَعْضُهُم بِنَحْوِ "جَنَّتْ ونِعْمَتْ"؛ لِأَنَّهُ جَعَلَ الهَاءَ أَصْلًا.
الصَّادُ: أُبْدِلَتْ مِنَ السينِ، نَحْوُ: صِرَاطَ، وهُو مُكَرَّرٌ قَبْلَ قَلِيلٌ.
الزَّايُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَينِ: مِنَ السينِ الساكنةِ قَبْلَ دَالٍ، نحوُ: يَزْدُلُ فِي يَسْدُلُ، ويَزْدُرُ فِي يَسْدُرُ، يُقَالُ: سَدِرَ البَعِيرُ يَسْدُرُ سَدَرًا، إِذَا تَحَيَّرَ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ، ومِنَ الصَّادِ الساكِنَةِ قَبْلَ الدَّارِ، نحوُ: يَزْدُقُ فِي يَصْدق، ونحوُ: القَزْدُ فِي القَصْدِ، فَإِنْ تحَرَّكَتْ الصادُ لَمْ تُبْدَلْ، وفِي كلامِهِمْ: لَمْ يُحْرَمِ الرِّفْدُ مِنْ فُزْدَلَهُ، أَيْ: مِنْ فُصِدَ لَهُ، فَأَسْكَنَ الصَّادَ، وأَبْدَلَهَا زَايًا.
السِّينُ: أُبْدِلَتْ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ: مِنَ التاءِ فِي اسْتَخَذَ عَلَى أَحَدِ الوَجْهَيْنِ، وأَصْلُهُ اتَّخَذَ، ومِنَ الشِّينِ فِي قولِهِمْ فِي مَشْدُودٍ: مَسْدُودٌ، ومِنَ اللامِ فِي قولِهِمْ "اسْتَقَطَهُ" فِي الْتَقَطَهُ، وهُو فِي غَايَةِ الشُّذُوذِ.
الظَّاءُ: - لَمْ أَرَ فِي إِبْدَالِهَا شَيِئًا.
الذَّالُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَينِ: مِنَ الدالِ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ (فَشَرِّذْ بِهِمْ)، بِالْمُعْجَمَةِ، ومِنَ الثاءِ فِي قولِهِمْ "تَلَعْذَمَ الرَّجُلُ"، أَيْ: تَلَعْثَمَ إِذَا أَبْطَأَ فِي الجَوَابِ.
الثاءُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفينِ: مِنَ الفاءِ فِي مَغْثُورٍ، والأَصْلُ مغفورٌ، ومِنَ الذالِ فِي قولِهِمْ: فِي الجَذْوَةِ مِنَ النَّارِ: جَثْوَةٌ.
الفاءُ – أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَيْنِ: مِنَ الثاءِ فِي قولِهِمْ "قَامَ زَيْدٌ فُمَّ عَمْرٌو" أَيْ: ثُمَّ عَمْرٌو، حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وقولُهُمْ: "فُومٌ"، بِمَعْنَى ثُومٍ، ومِنَ الباءِ فِي قولِهِمْ: "خُذْهُ بِإِفَانِه" أَيْ: بِإِبَانِه.
الباءُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَينِ: مِنَ الميمِ فِي قولِهِمْ "بَا اسْمُكَ؟" يُرِيدُونَ: مَا اسْمُكَ؟ ومِنَ الفاءِ فِي قولِهِمْ "البُسْكُلِ" فِي الفُسْكُلِ.
المِيمُ: أُبْدِلَتْ مِنْ أَرْبَعَةِ أَحرفٌ: مِنَ الواوِ فِي فَمٍ عِنْدَ الأكثرِ، أَصْلُهُ فَوْو مِثْلُ فَوْجٍ، فَحُذِفَتِ الهاءُ تَخْفِيفًا؛ لأَنَّهُ قَدْ يُضَافُ إِلَى الضميرِ فيُقَالُ: فَوْهُه، فَيُسْتَثْقَلُ ذَلِكَ، ثُمَّ أُبْدِلَتِ المِيمُ مِنَ الواوِ، ومِنَ النونِ فِي نَحْوِ: عَمْبَرٍ، والبَنَامِ فِي البَنَانِ، ومِنَ البَاءِ فِي قولِهِمْ: بَنَاتُ مَخْرٍ، فِي بَنَاتِ بَخْرٍ، للسَّحَابِ؛ لأَنَّهُ مِنَ البُخَارِ، وقولِهِمْ "مَا زِلْتُ رَاتِمًا علَى هَذَا" أَيْ رَاتِبًا. وعَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: رَأَيْتُهُ مِنْ كَثَبٍ، ومِنْ كَثَمٍ أَيْ: قُرْبٍ، فالميمُ بَدَلٌ مِنَ البَاءِ، لِأَنَّهُم قَالُوا "كَثَبَ الفَقِيهُ الأَمْرَ" ولَمْ يقولُوا كَثَمَ، ومِنْهُ قُولُهُ [مِنَ البَسِيطِ]:
1255 - فَبَادَرَتْ سِرْبَهَا عَجْلَى مُثَابِرَةً = حتَّى اسْتَقَتْ دُونَ مَحْيَا جِيدِهَا نَغَمَا
أَرَادَ نَغَبًا، والنَّغْبَةُ: الجَرْعَةُ، ومِنْ لَامِ التعريفِ فِي اللُّغَةِ اليَمَنِيَّةِ.
الواوُ: أُبْدِلَتْ مِنْ ثَلاثَةِ أَحرفٍ: الأَلِفِ، والياءِ، والهمزةِ، وقَدْ تَقَدَّمَتْ، واللهُ أَعْلَمُ.