دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > كتاب الشريعة للآجري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1431هـ/31-05-2010م, 12:00 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي كتاب فضائل أمير المؤمنين عثمان بن عفان

كتاب ذكر فضائل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وعن جميع الصحابة
قال محمد بن الحسين رحمه الله: أول فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد الإيمان بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل أكرمه بأن زوجه بابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحدة بعد واحدة ولم يجمع بين ابنتي نبي منذ خلق الله آدم عليه السلام إلى يوم القيامة إلا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فضيلة أكرمه الله عز وجل بها مع الكرامات الكثيرة، والمناقب الجميلة، والفضائل الحسنة، وبشارة النبي صلى الله عليه وسلم له بالشهادة، وأنه يقتل مظلوما، وأمره بالصبر، فصبر رضي الله عنه حتى قتل وحقن دماء المسلمين

باب ذكر تزويج عثمان رضي الله عنه بابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضيلة خص بها
1365 - حدثنا أحمد بن سهل الأشناني قال: حدثنا عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن الكوفي قال: قال لي حسين بن علي الجعفي: يا أبا عبد الرحمن، لم سمي عثمان ذا النورين؟ قلت: لا والله ما أدري قال: «لم يجمع بين ابنتي نبي إلا عثمان رضي الله عنه»
1366 - أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية قال: حدثنا محمد بن حرب الواسطي قال: حدثنا عمير بن عمران الحنفي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل أوحى إلى أن أزوج كريمتي من عثمان بن عفان»
1367 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج قال: حدثنا عبد الكريم بن روح بن عنبسة بن سعيد قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن أم عياش، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء»
1368 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثني مولى لعثمان، عن أسامة بن زيد قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحفة فيها لحم إلى عثمان رضي الله عنه، فدخلت عليه فإذا هو جالس مع رقية رضي الله عنها، ما رأيت زوجا أحسن منهما، فجعلت مرة أنظر إلى عثمان، ومرة أنظر إلى رقية، فلما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دخلت عليهما؟» قلت: نعم قال: «هل رأيت زوجا أحسن منهما؟» قلت: لا يا رسول الله، لقد جعلت مرة أنظر إلى رقية، ومرة أنظر إلى عثمان «
1369 - حدثنا أبو العباس عبد الله بن الصقر السكري، وأبو أحمد هارون بن يوسف بن زياد قالا: حدثنا أبو مروان العثماني قال: حدثني أبي عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عثمان بن عفان رضي الله عنه عند باب المسجد، فقال: «يا عثمان، هذا جبريل عليه السلام يخبرني أن الله عز وجل قد زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية، وعلى مثل مصاحبتها»
1370 - وحدثنا أبو العباس عبد الله بن الصقر السكري قال: حدثنا أبو مروان العثماني قال: حدثنا أبي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قبر ابنته الثانية، التي كانت عند عثمان رضي الله عنه وقال: «ألا أبو أيم، إلا أخو أيم، يزوجها عثمان، فلو كن عشرا لزوجتهن عثمان، وما زوجته إلا بوحي من السماء»
باب ذكر مواساة عثمان رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم بماله وتجهيزه لجيش العسرة
1371 - حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال: حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وفي كمه ألف دينار، فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ثم ولى قال عبد الرحمن: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها بيده في حجره ويقول: «ما ضر عثمان ما فعل بعدها أبدا» حدثنا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرز قال: حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة، وذكر الحديث نحوا منه وحدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا أبو عمير الرملي قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة، وذكر الحديث مثله
1372 - وحدثنا قاسم بن زكريا المطرز قال: حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن خليد بن دعلج، عن قتادة: «أن عثمان رضي الله عنه جهز في جيش العسرة تسعمائة وثلاثين بعيرا وسبعين فرسا»
1373 - وحدثنا الفريابي قال: حدثني محمد بن عزيز الأيلي قال: حدثنا سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد قال: قال ابن شهاب الزهري: حمل عثمان بن عفان رضي الله عنه في غزوة تبوك على تسعمائة بعير وأربعين بعيرا، ثم جاء بستين فرسا فأتم بها الألف
1374 - وأنبأنا إبراهيم بن الهيثم الناقد قال: حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز قال: حدثنا حصين، عن عمرو بن جاوان، عن الأحنف بن قيس قال: نشد عثمان بن عفان: عليا وطلحة والزبير وسعدا رضي الله عنهم: هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم جيش العسرة: «من جهزها غفر الله له» فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يشتري بئر رؤمة فيجعلها سقاية للمسلمين غفر الله له» فابتعتها ثم ذكرتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك؟» قالوا: اللهم نعم قال: فنشدتكم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اشترى بيتا فزاده في المسجد غفر الله له» فابتعته، ثم ذكرت ذلك له فقال: «زده في المسجد وأجره لك» ففعلت ذلك؟ قالوا: اللهم نعم
باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بفتن كائنة وأن عثمان رضي الله عنه وأصحابه منها برءاء
1375 - حدثنا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرز قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني: أن خطباء قامت بالشام فيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام آخرهم رجل يقال له مرة بن كعب، فقال: لولا شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت: فذكر فتنة فقربها، فمر رجل فقال: «هذا يومئذ على الهدى» فقمت إليه فأقبلت عليه بوجهه فقال: هو هذا؟ قال: نعم فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه
1376 - وحدثنا أيضا قاسم المطرز قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، وإسحاق بن إبراهيم قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل قال إسحاق: قال حماد: هو أبو الأشعث الصنعاني قال: شهدت خطباء في أول الفتنة في الشام قال: فقام رجل في آخرهم، يقال له: مرة بن كعب فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوما فتنة، فمر رجل مقنع فقال: «هذا وأصحابه على الحق» فأتبعته فإذا هو عثمان رضي الله عنه وأنبأناه أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل، قد سماه قال حماد: هو أبو الأشعث الصنعاني قال: شهدت خطباء أول الفتنة، وذكر الحديث مثله
1377 - وحدثنا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرز قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا سنان بن هارون، عن كليب بن وائل، عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة، فمر رجل فقال: «يقتل فيها هذا المقنع مظلوما» قال: فنظرت إليه؛ فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه
باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه أنه يقتل مظلوما
1378 - حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال: حدثنا أبو سعيد المؤدب، عن خصيف، عن مجاهد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «دخل عثمان رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا دونهما، فناجاه طويلا فما فجأني إلا وعثمان رضي الله عنه جاث على ركبتيه، يقول: ظلما وعدوانا يا رسول الله؟ قالت: فظننت أنه أخبره بقتله»
1379 - حدثنا قاسم بن زكريا المطرز قال: حدثنا بشر بن دحية الزيادي قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، أن أبا عثمان يعني النهدي، حدث عن أبي موسى الأشعري: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وقال لي: «احفظ الباب» فجاء رجل يستأذن قال: «ائذن له وبشره بالجنة» فإذا أبو بكر، ثم جاء رجل آخر يستأذن فقال: «ائذن له، وبشره بالجنة» فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم جاء آخر يستأذن فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيهة ثم قال «ائذن له وبشره بالجنة بعد بلوى شديدة ستصيبه» قال فأذنت له فإذا عثمان رضي الله عنه قال حماد: وسمعت علي بن الحكم، وعاصما الأحول أنهما سمعا أبا عثمان يحدث عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
1380 - وحدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم حسبته قال: في حائط ، فجاء رجل فسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اذهب فائذن له وبشره بالجنة؛ على بلوى شديدة» فانطلقت فإذا عثمان رضي الله عنه، فقلت: ادخل وأبشر بالجنة على بلوى شديدة فجعل يقول: اللهم صبرا، حتى جلس
1381 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني قال: حدثنا سعيد بن سليمان، عن عبد الأعلى بن أبي المساور قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن حاطب، عن عبد الرحمن بن محيريز، عن زيد بن أرقم قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «انطلق حتى تأتي السوق فتلقى عثمان فيها يبيع ويبتاع فقل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة بعد بلاء شديد» فانطلقت حتى أتيت السوق فألقى عثمان رضي الله عنه يبيع ويبتاع كما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: «أبشر بالجنة بعد بلاء شديد» قال: وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بمكان كذا وكذا فأخذ بيدي فجئنا جميعا حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عثمان: يا رسول الله، إن زيدا أتاني فقال لي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: «أبشر بالجنة بعد بلاء شديد» فأي بلاء يصيبني يا رسول الله؟ فوالذي بعثك بالحق ما تغنيت، ولا تمنيت، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك فقال: «هو ذاك هو ذاك» مرتين
1382 - وحدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حميد قال: حدثنا عبد الحميد الحماني قال: حدثنا عبد الأعلى، عن الشعبي، عن زيد بن أرقم قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان رضي الله عنه فبشرته بالجنة على بلوى تصيبه، فأخذ عثمان بيدي، فانطلق بي حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما هذه البلوى التي تصيبني؟ ما تغنيت، ولا تمنيت، ولا مسست فرجي بيميني منذ أسلمت، أو بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل مقمصك فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه»
باب بذل عثمان دمه دون دماء المسلمين وترك النصرة لنفسه وهو يقدر رضي الله عنه
1383 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني قال: حدثنا عبد الله بن عمر الكوفي قال حدثنا عبد الله بن خراش قال: ثنا العوام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر،: أنه دخل على عثمان رضي الله عنه يعرض نصرته ويذكر بيعته، فقال: «أنتم في حل من بيعتي وفي حرج من نصرتي، وإني لأرجو أن ألقى الله عز وجل سالما مظلوما»
1384 - أنبأنا إبراهيم بن الهيثم الناقد قال: حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا عبد الله بن كثير، عن الأوزاعي قال: حدثني محمد بن عبد الملك قال: لما حصر عثمان رضي الله عنه؛ دخل عليه المغيرة بن شعبة، فقال: إنه قد نزل بك ما ترى، وأنا أعرض عليك خصالا ثلاثا: إن شئت خرقنا لك بابا من الدار سوى الباب الذي هم عليه، فنقعدك على رواحلك؛ فتلحق بمكة، فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، أو تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية، وإن شئت خرجت بمن معك فقاتلتهم، فإن معك عدة وقوة، وإنك على حق وهم على باطل، فقال عثمان رضي الله عنه: أما قولك: أن نخرق لك من الدار بابا، فأقعد على رواحلي فألحق بمكة فإنهم لن يستحلوني وأنا بها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يلحد رجل من قريش بمكة عليه نصف عذاب العالم» فلن أكون إياه وأما قولك أن ألحق بالشام فهم أهل الشام وفيهم معاوية، قلت: أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، وأما قولك: إن معي عدة وقوة فأخرج فأقاتلهم؛ فإني على الحق وهم على الباطل، فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بإهراقه ملء محجم من دم بغير حق
1385 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا إسماعيل يعني ابن أبي خالد قال: حدثنا قيس يعني ابن أبي حازم، عن أبي سهلة مولى عثمان بن عفان، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ادعوا لي بعض أصحابي» قالت: قلت أدعو لك أبا بكر؟ فسكت، قلت: أدعو لك عمر؟ فسكت، قلت: أدعو لك ابن عمك عليا؟ فسكت، قلت: أدعو لك عثمان؟ قال: «ادعيه» فجاء عثمان فقال لي: «هكذا أي تنحي قالت: فرأيته يقول لعثمان ولونه يتغير أو وجهه يتغير قالت: فلما كان يوم الدار قيل له: ألا تقاتل؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم» عهد إلى عهدا، وإني صابر نفسي «وحدثني أبو حفص عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا محفوظ بن أبي توبة قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي سهلة، مولى عثمان رضي الله عنه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه
1386 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا يعقوب الدورقي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لو لم يكن في عثمان رضي الله عنه إلا هاتان الخصلتان كفتاه؛ «بذله دمه دون دماء المسلمين، وجمعه المصحف»
1387 - حدثنا الفريابي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو بن محمد الناقد قالا: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه: أن عثمان رضي الله عنه أصبح يحدث الناس فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عثمان، أفطر عندنا الليلة» فأصبح صائما، ثم قتل من يومه، رحمة الله عليه
باب ذكر إنكار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل عثمان رضي الله عنه وتعظيم ذلك عندهم وعرضهم أنفسهم لنصرته ومنعه إياهم
1388 - أنبأنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال: حدثنا شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن جده عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأيت عليا رضي الله عنه عند أحجار الزيت: رافعا أصبعيه أو قال مادا أصبعيه يقول: «اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان»
1389 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن خالد البرذعي في المسجد الحرام قال: حدثنا محمد بن سليمان بن بنت مطر الوراق قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا العوام بن حوشب قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي قال: لما كان يوم الدار أرسل عثمان رضي الله عنه إلى علي يدعوه، فأراد إتيانه، فتعلقوا به ومنعوه، فألقى عمامة سوداء كانت على رأسه، ونادى ثلاثا: «اللهم إني لا أرضى قتله ولا آمر به»
1390 - وحدثنا ابن عبد الحميد قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث قال: حدثنا داود بن المحبر قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: كان الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما «يرد الناس عن عثمان رضي الله عنه يوم الدار بسيفين يضرب بيديه جميعا»
1391 - أنبأنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا مروان بن معاوية قال: حدثنا الحارث بن ربيع، عن مولى، لحذيفة قال: لما بلغ حذيفة بن اليمان قتل عثمان رضي الله عنه جعل يتردد في الدار قائما وذاهبا كهيئة الناخر وهو يقول: «اللهم إني أخاف أن يكون أمير المؤمنين مضى وهو علي ساخط»
1392 - وأنبأنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني، عن فطر، عن زيد بن علي،: أن زيد بن ثابت رحمه الله «بكى على عثمان رضي الله عنه يوم الدار»
1393 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث قال: حدثنا داود بن المحبر قال حدثني أبي محبر بن قحذم، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي قال: لما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه رثاه كعب بن مالك الأنصاري رحمه الله فقال: عجبت لقوم أسلموا بعد عزهم إمامهم للمنكرات وللغدر فلو أنهم سيموا من الضيم خطة لجاد لهم عثمان بالأيد والنصر فما كان في دين الإله بخائن ولا كان في الأقسام بالضيق الصدر ولا كان نكاثا بعهد محمد ولا تاركا للحق في النهي والأمر فإن أبكه أعذر لفقدي عدله ومالي عنه من عزاء ولا صبر وهل لامرئ يبكي لعظم مصيبة أصيب بها بعد ابن عفان من عذر فلم أر يوما كان أعظم فتنة وأهتك منه للمحارم والستر غداة أصيب المسلمون بخيرهم ومولاهم في إله العسر واليسر
1394 - أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية قال: حدثنا وهب بن بقية الواسطي قال: حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يقول: «لو انقض أحد فيما فعلتم بابن عفان لكان محقوقا أن ينقض»
1395 - حدثنا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرز قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا قيس قال: سمعت سعيد بن زيد يقول للقوم: «لو أن أحدا، انقض لما صنعتم بعثمان رضي الله عنه لكان محقوقا أن ينقض»
1396 - حدثنا عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا محفوظ بن أبي توبة قال: ثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن من، سمع ابن سيرين يقول: بعث عثمان رضي الله عنه سليط بن سليط وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، فقال: اذهبا إلى ابن سلام فتنكرا له، وقولا له: إنه قد كان من أمر الناس ما قد ترى فما تأمرنا؟ قال: فأتيا ابن سلام فقالا له نحوا من مقالته، فقال لأحدهما: أنت فلان ابن فلان، وقال للآخر: أنت فلان ابن فلان، بعثكما إلي أمير المؤمنين، فاقرئاه السلام، وأخبراه بأنه مقتول فليكف، فإنه أقوى لحجته يوم القيامة عند الله عز وجل فأتياه فأخبراه فقال عثمان: «عزمت عليكم أن لا يقاتل معي منكم أحد»
1397 - وحدثني عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا محفوظ بن أبي توبة قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن قتادة قال: قال ابن سلام: «والله لئن كان قتل عثمان هدى ليحتلبن لبنا، ولئن كان قتله ضلالة ليحتلبن دما»
1398 - حدثنا أبو محمد بن صاعد قال: حدثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي قال: حدثنا أبو المحياة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أخي عبد الله بن سلام قال: لما أريد عثمان جاء عبد الله بن سلام فقال له عثمان: ما جاء بك؟ قال: جئت في نصرتك قال: اخرج إلى الناس فخرج عبد الله إلى الناس فقال: «أيها الناس، إنه كان لي اسم في الجاهلية فلانا، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، ونزلت في آيات من كتاب الله عز وجل: نزلت في {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} ونزلت في {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} إن لله سيفا مغمودا عنكم، وإن الملائكة جاورتكم في بلدكم هذا، الذي نزل فيه نبيكم صلى الله عليه وسلم، فالله، الله في هذا الرجل أن تقتلوه، فوالله لئن قتلتموه؛ لتطردن جيرانكم من الملائكة، وليسلن سيف الله المغمود عنكم فلا يغمد إلى يوم القيامة»
1399 - وحدثني عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا محفوظ بن أبي توبة قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن حميد بن هلال قال: قال لهم عبد الله بن سلام: «إن الملائكة لم تزل محيطة بمدينتكم منذ قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اليوم، فوالله لئن قتلتموه ليذهبن، ثم لا يعودون أبدا، فوالله لا يقتله منكم رجل إلا لقي الله أجذم لا يد له، وإن سيف الله عز وجل لم يزل مغمودا عنكم، وإنكم والله لئن قتلتموه ليسلنه الله عز وجل ثم لا يغمد عنكم إما قال: أبدا؛ وإما قال: إلى يوم القيامة وما قتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفا، ولا خليفة إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفا قبل أن يجتمعوا، وذكر أنه قتل على دم يحيى بن زكرياء سبعون ألفا»
1400 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا عبد الله بن عمر الكوفي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: دخلت على عثمان رضي الله عنه يوم الدار فقلت: يا أمير المؤمنين، طاب أو ضرب فقال: يا أبا هريرة، «أيسرك أن يقتل الناس جميعا وإياي معهم؟» قال: قلت: لا قال: «فإنك والله إن قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعا» قال: فرجعت ولم أقاتل قال الأعمش: وكان أبو صالح إذا ذكر ما صنع بعثمان بكى. قال الأعمش: كأني أسمعه يقول: هاه، هاه
1401 - وحدثنا الفريابي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية، ووكيع قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، قال: «كان إذا ذكر قتل عثمان بكى، فكأني أسمعه يقول: هاه، هاه»
1402 - حدثنا عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ليث بن أبي سليم، عن زياد بن أبي مليح، عن أبيه، عن ابن عباس قال: «لو اجتمعوا على قتل عثمان رضي الله عنه لرجموا بالحجارة كما رجم قوم لوط»
1403 - حدثنا عمر بن أيوب أيضا قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا يحيى بن يمان قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب يعني كعب الأحبار قال: «لا تقتلوا عثمان، والله لئن قتلتموه ليستحلن القتل ما بين دروب الروم إلى صنعاء، وليكونن فتن وضغائن»
باب ذكر عذر عثمان رضي الله عنه عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
1404 - حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين الكوفي الأشناني قال: حدثنا أحمد بن عبد الحميد بن خالد قال: حدثنا أبو أسامة، عن مسعر قال: حدثني أبو عون الثقفي، عن محمد بن حاطب قال: ذكروا عثمان رضي الله عنه عند الحسن بن علي رضي الله عنه، فقال الحسن: هذا أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يأتيكم الآن فاسألوه عنه، فجاء علي رضي الله عنه «فسألوه عن عثمان رضي الله عنه، فتلا هذه الآية في المائدة ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح كلما مر بحرف من الآية قال: كان عثمان من الذين آمنوا، كان عثمان من الذين اتقوا، ثم قرأ إلى قوله عز وجل والله يحب المحسنين»
1405 - وحدثني أبو جعفر أحمد بن خالد البرذعي في المسجد الحرام قال: حدثنا محمد بن سليمان بن بنت مطر الوراق قال: حدثنا أبو قطن، عن شعبة، عن أبي عون، عن محمد بن حاطب قال: سئل علي رضي الله عنه عن عثمان رضي الله عنه؟ فقال: «كان من الذين آمنوا، ثم اتقوا، ثم آمنوا، ثم اتقوا»
1406 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود يعني الطيالسي قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن سعد قال: قدم محمد بن علي رضي الله عنه البصرة قال: فحدثني، قال: شهدت عليا رضي الله عنه وهو على سرير، وعنده عمار بن ياسر وزيد بن صوحان، وصعصعة، فذكر عثمان رضي الله عنه قال: وعلي رضي الله عنه ينكت في الأرض بعود معه فقرأ إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون قال: نزلت في عثمان، فقلت لمحمد بن علي: أروي هذا عنك؟ قال: نعم
1407 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن العباس الطيالسي قال: حدثنا هلال بن العلاء الرقي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: لما حصر عثمان رضي الله عنه في داره، اجتمع الناس حول داره فأشرف عليهم عثمان، فقال: أنشد الله رجلا سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا انتفض حراء فقال: «اثبت حراء، فما عليك إلا نبي، أو صديق أو شهيد» فقال أناس ممن سمع ذلك: قد سمعناه قال: أنشدكم بالله هل تعلمون أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ينفق نفقة متقبلة في جيش العسرة؟» والناس يومئذ مجهدون معسرون، فجهزت الجيش من مالي؟ قالوا: اللهم نعم، ثم قال: أنشدكم بالله أتعلمون أن رومة كان لا يشرب منها أحد إلا بثمن فاشتريتها بمالي للفقير والغني وابن السبيل والناس عامة؟ قالوا: اللهم نعم في أشياء عددها عليهم
1408 - وأنبأنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال: حدثنا عبد الله بن عمر الكوفي قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حصين، عن عمرو بن جاوان السعدي، عن الأحنف بن قيس،: أن عثمان رضي الله عنه نشد قوما فقال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له» فابتعته بعشرين أو بخمسة وعشرين ألفا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: قد ابتعته قال: «اجعله في مسجدنا وأجره لك» قالوا: اللهم نعم قال: فقال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يبتاع بئر رومة غفر الله له» فابتعتها بكذا وكذا ثم أتيته فقلت: قد ابتعتها قال: «اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك» قالوا: اللهم نعم قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال: «من يجهز هؤلاء غفر الله له» يعني: جيش العسرة؛ فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالا ولا خطاما قالوا: اللهم نعم قال: فقال: اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد
1409 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد الواسطي قال: حدثنا محمد بن رزق الله الكلوذاني قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة قال: حدثني أبي قال: أخبرني الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر قال: قال عبد الله بن عمر: جاءني رجل في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكلمني بكلام طويل، يريد في كلامه بأن أعيب على عثمان، وهو امرؤ في لسانه ثقل لا يكاد يقضي كلامه في سريع، فلما قضى كلامه، قلت: «قد كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أفضل أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، وإنا والله ما نعلم عثمان قتل نفسا بغير حق، ولا جاء من الكبائر شيئا، ولكن إنما هو هذا المال، فإن أعطاكموه رضيتم، وإن أعطى أولي قرابته سخطتم، إنما تريدون أن تكونوا كفارس والروم لا يتركون لهم أميرا إلا قتلوه» قال: ففاضت عيناه بأربع من الدمع ثم قال: اللهم لا نريد ذلك
1410 - أنبأنا إبراهيم بن الهيثم قال: حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا صالح بن عمر، عن كليب بن وائل، عن ابن أبي مليكة قال: جاء رجل فسأل ابن عمر فقال: أشهد عثمان بدرا؟ قال: لا قال: أشهد بيعة الرضوان؟ قال: لا قال: فهل تولى يوم التقى الجمعان؟ قال: نعم قال: فلما قام الرجل قيل له: إن هذا ينطلق فيزعم أنك وقعت في عثمان فقال: ردوه فدعوه له، فقال: علمت ما سألتني عنه؟ قال: نعم، سألتك هل شهد عثمان بدرا؟ فقلت: لا وسألتك هل شهد بيعة الرضوان؟ قلت: لا، وسألتك هل تولى يوم التقى الجمعان؟ قلت: نعم قال ابن عمر: أما بدر، فإنه كان في حاجة الله، وحاجة رسوله، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه، ولم يضرب لأحد غيره، وأما بيعة الرضوان؛ فإنه كان في حاجة الله، وحاجة رسوله، فبايع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فيد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خير من يد عثمان لنفسه، وأما يوم التقى الجمعان؛ فإن الله عز وجل قال: إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم اذهب فاجهد على جهدك
1411 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج قال: أنبأنا عبد الكريم بن روح بن عنبسة بن سعيد قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن أم عياش قالت: «خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه على رقية أيام بدر، وكانت مريضة، فأقام عليها على أن ضمن له رسول الله صلى الله عليه وسلم له سهمه في بدر، وأجره في بدر»
1412 - وبهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عثمان زمن بيعة الرضوان إلى مكة في بعض حاجته، فلما حضرت البيعة ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيساره على يمينه، وقال: «هذه لعثمان»
1413 - وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن سالم بن عبد الله قال: قال ابن عمر: «لقد عابوا على عثمان رضي الله عنه أشياء لو فعل بها عمر ما عابوها عليه»
باب سبب قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه إيش السبب الذي قتل به رضي الله عنه.
قال محمد بن الحسين رحمه الله: فإن قال قائل: قد ذكرت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر فتنة تكون من بعده، ثم قال في عثمان: «فاتبعوا هذا وأصحابه فإنهم يومئذ على هدى» فأخبرنا عن أصحابه من هم؟ قيل له: أصحابه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهود لهم بالجنة، المذكور نعتهم في التوراة والإنجيل، الذي من أحبهم سعد، ومن أبغضهم شقي فإن قال: فاذكرهم، قيل له: علي بن أبي طالب، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد رضي الله عنهم وسائر الصحابة في وقتهم رضي الله عنهم، كلهم كانوا على هدى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وكلهم أنكر قتله، وكلهم استعظم ما جرى على عثمان رضي الله عنه، وشهدوا على قتلته أنهم في النار، فإن قال قائل: فمن الذي قتله؟ قيل له: طوائف أشقاهم الله عز وجل بقتله حسدا منهم له وبغيا، وأرادوا الفتنة وأن يوقعوا الضغائن بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لما سبق عليهم من الشقوة في الدنيا وما لهم في الآخرة أعظم، فإن قال: فمن أين اجتمعوا على قتله؟ قيل له: أول ذلك وبدء شأنه أن بعض اليهود يقال له: ابن السوداء ويعرف بعبد الله بن سبأ لعنة الله عليه زعم أنه أسلم، فأقام بالمدينة، فحمله الحسد للنبي صلى الله عليه وسلم ولصحابته، وللإسلام، فانغمس في المسلمين، كما انعمس ملك اليهود بولس بن شاوذ في النصارى حتى أضلهم، وفرقهم فرقا، وصاروا أحزابا، فلما تمكن فيهم البلاء والكفر تركهم، وقصته تطول، ثم عاد إلى التهود بعد ذلك، فهكذا عبد الله بن سبأ، أظهر الإسلام، وأظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصار له أصحاب في الأمصار، ثم أظهر الطعن على الأمراء، ثم أظهر الطعن على عثمان رضي الله عنه، ثم طعن على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم أظهر أنه يتولى عليا رضي الله عنه، وقد أعاذ الله الكريم علي بن أبي طالب وولده وذريته رضي الله عنهم من مذهب ابن سبأ وأصحابه السبأية، فلما تمكنت الفتنة والضلال في ابن سبأ وأصحابه، صار إلى الكوفة، فصار له بها أصحاب، ثم ورد إلى البصرة فصار له بها أصحاب، ثم ورد إلى مصر، فصار له بها أصحاب، كلهم أهل ضلالة، ثم تواعدوا الوقت، وتكاتبوا ليجتمعوا في موضع، ثم يصيروا كلهم إلى المدينة، ليفتنوا المدينة وأهلها ففعلوا، ثم ساروا إلى المدينة، فقتلوا عثمان رضي الله عنه، ومع ذلك فأهل المدينة لا يعلمون حتى وردوا عليهم، فإن قال: فلم لم يقاتل عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قيل له: إن عثمان رضي الله عنه وصحابته لم يعلموا حتى فاجأهم الأمر، ولم يكن بالمدينة جيش قد أعد لحرب، فلما فجأهم ذلك اجتهدوا رضي الله عنهم في نصرته والذب عنه، فما أطاقوا ذلك وقد عرضوا أنفسهم على نصرته ولو تلفت أنفسهم، فأبى عليهم وقال: أنتم في حل من بيعتي، وفي حرج من نصرتي، وإني لأرجو أن ألقى الله عز وجل سالما مظلوما، وقد خاطب علي بن أبي طالب وطلحة والزبير رضي الله عنهم وكثير من الصحابة لهؤلاء القوم بمخاطبة شديدة، وغلظوا لهم في القول، فلما أحسوا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكروا عليهم؛ أظهرت كل فرقة منهم أنهم يتولون الصحابة، فلزمت فرقة منهم باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وزعمت أنها تتولاه، وقد برأه الله عز وجل منهم، فمنعوه الخروج ولزمت فرقة منهم باب طلحة، وزعموا أنهم يتولونه، وقد برأه الله عز وجل منهم، ولزمت فرقة منهم باب الزبير وزعموا أنهم يتولونه، وقد برأه الله عز وجل منهم، وإنما أرادوا أن يشغلوا الصحابة عن الانتصار لعثمان رضي الله عنه، ولبسوا على أهل المدينة أمرهم للمقدور الذي قدره عز وجل أن عثمان يقتل مظلوما، فورد على الصحابة أمر لا طاقة لهم به، ومع ذلك فقد عرضوا أنفسهم على عثمان رضي الله عنه ليأذن لهم بنصرته مع قلة عددهم، فأبى عليهم، ولو أذن لهم؛ لقاتلوا
1414 - حدثنا العباس بن أحمد الختلي المعروف بابن أبي شحمة قال: حدثنا دهثم بن الفضل أبو سعيد الرملي قال: ثنا المؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، وهشام، عن محمد بن سيرين قال: «لقد كان في الدار جماعة من المهاجرين والأنصار وأبناؤهم، منهم: عبد الله بن عمر، والحسن والحسين وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن طلحة، الرجل منهم خير من كذا وكذا يقولون: يا أمير المؤمنين، خل بيننا وبين هؤلاء القوم، فقال: أعزم على كل رجل منكم وإن لي عليه حقا أن لا يهريق في دما، وأحرج على كل رجل منكم لما كفاني اليوم نفسه» فإن قال قائل: فقد علموا أنه مظلوم، وقد أشرف على القتل، فكان ينبغي لهم أن يقاتلوا عنه، وإن كان قد منعهم، قيل له: ما أحسنت القول؛ لأنك تكلمت بغير تمييز، فإن قال: ولم؟ قيل: لأن القوم كانوا أصحاب طاعة وفقهم الله تعالى للصواب من القول والعمل، فقد فعلوا ما يجب عليهم من الإنكار بقلوبهم وألسنتهم، وعرضوا أنفسهم لنصرته على حسب طاقتهم، فلما منعهم عثمان رضي الله عنه من نصرته، علموا أن الواجب عليهم السمع والطاعة له، وأنهم إن خالفوه لم يسعهم ذلك، وكان الحق عندهم فيما رآه عثمان رضي الله عنه وعنهم، فإن قال قائل: فلم منعهم عثمان من نصرته وهو مظلوم، وقد علم أن قتالهم عنه نهى عن منكر، وإقامة حق يقيمونه؟ قيل له: وهذا أيضا غفلة منك، فإن قال: وكيف؟ قيل له: منعه إياهم عن نصرته يحتمل وجوها، كلها محمودة: أحدها، علمه بأنه مقتول مظلوم لا شك فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه أنك تقتل مظلوما، فاصبر فقال: أصبر، فلما أحاطوا به علم أنه مقتول، وأن الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم له حق كما قال لابد من أن يكون، ثم علم أنه قد وعده من نفسه الصبر، فصبر كما وعد، وكان عنده أن من طلب الانتصار لنفسه والذب عنها فليس هذا بصابر، إذ وعد من نفسه الصبر فهذا وجه، ووجه آخر: وهو أنه قد علم أن في الصحابة رضي الله عنهم قلة عدد، وأن الذين يريدون قتله كثير عددهم، فلو أذن لهم بالحرب لم يأمن أن يتلف من صحابة نبيه بسببه، فوقاهم بنفسه إشفاقا منه عليهم؛ لأنه راع والراعي واجب عليه أن يحوط رعيته بكل ما أمكنه، ومع ذلك فقد علم أنه مقتول فصانهم بنفسه، وهذا وجه، ووجه آخر: وهو أنه لما علم أنها فتنة، وأن الفتنة إذا سل فيها السيف لم يؤمن أن يقتل فيها من لا يستحق؛ فلم يختر لأصحابه أن يسلوا في الفتنة السيف، وهذا أيضا إشفاق منه عليهم، فتنة تعم، وتذهب فيها الأموال، وتهتك فيها الحريم، فصانهم عن جميع هذا، ووجه آخر، يحتمل أن يصبر عن الانتصار لتكون الصحابة رضي الله عنهم شهودا على من ظلمه، وخالف أمره، وسفك دمه بغير حق، لأن المؤمنين شهداء الله عز وجل في أرضه، ومع ذلك فلم يحب أن يهراق بسببه دم مسلم، ولا يخلف النبي صلى الله عليه وسلم في أمته بإهراقه دم مسلم، وكذا قال رضي الله عنه، فكان عثمان رضي الله عنه بهذا الفعل موفقا معذورا رشيدا، وكان الصحابة رضي الله عنهم في عذر، وشقي قاتله
باب ذكر قصة ابن سبأ الملعون وقصة الجيش الذين ساروا إلى عثمان رضي الله عنه فقتلوه
1415 - حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني قال: حدثنا السري بن يحيى بن السري التميمي أبو عبيدة قال حدثنا شعيب بن إبراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر، عن عطية، عن يزيد القفسي قال: كان ابن سبأ يهوديا من أهل صنعاء، أمه سوداء، فأسلم زمان عثمان رضي الله عنه، ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم، فبدأ بالحجاز، ثم البصرة، ثم الكوفة، ثم الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه، حتى أتى مصر، فاغتمر فيهم، فقال لهم فيما كان يقول: العجب ممن يزعم أن عيسى عليه السلام يرجع، ويكذب بأن محمدا صلى الله عليه وسلم يرجع، وقد قال الله عز وجل إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد فمحمد أحق بالرجوع من عيسى قال: فقبل ذلك عنه، ثم وضع لهم الرجعة فتكلموا فيها، ثم قال بعد ذلك: إنه كان لكل نبي وصي، وكان علي رضي الله عنه وصي محمد، وقال لهم: محمد خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء، وقال بعد ذلك: من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووثب على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لهم بعد ذلك: أن عثمان قد جمع أن أخذها بغير حقها، وهذا وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانهضوا في هذا الأمر فحركوه وابدءوا بالطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، تستميلوا الناس، وادعوا إلى هذا الأمر، فبث دعاة، وكاتب من كان استفسد في الأمصار وكاتبوه، ودعوا في السير إلى ما عليه رأيهم، وأظهروا الأمر بالمعروف، وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم، ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك، ويكتب أهل كل مصر إلى أهل مصر آخر بما يصنعون، فيقرأه أولئك في أمصارهم، وهؤلاء في أمصارهم، حتى ينالوا بذلك المدينة، وأوسعوا الأرض إذاعة وهم يريدون غير ما يظهرون، ويسترون غير ما يرون، فيقول أهل كل مصر: إنا لفي عافية مما ابتلي به هؤلاء أهل المدينة فإنهم جاءهم ذلك، عن جميع أهل الأمصار، فقالوا: إنا لفي عافية مما الناس فيه قال: واجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان رضي الله عنه، فقالوا: يا أمير المؤمنين، أيأتيك عن الناس الذي أتانا؟ قال: «لا والله ما جاءني إلا السلامة» قالوا: فإنا قد أتانا وأخبروه بالذي انتهى إليهم قال: «فأنتم شركائي، وشهود أمير المؤمنين فأشيروا علي»، قالوا: نشير عليك أن تبعث رجالا ممن تثق بهم إلى الأمصار حتى يرجعوا إليك بأخبارهم، فدعا محمد بن مسلمة فأرسله إلى الكوفة، وأرسل أسامة بن زيد إلى البصرة، وأرسل عمار بن ياسر إلى مصر، وأرسل عبد الله بن عمر إلى الشام، وفرق رجالا سواهم فرجعوا جميعا قبل عمار، فقالوا جميعا: أيها الناس، والله ما أنكرنا شيئا ولا أنكره أعلام المسلمين ولا عوامهم، وقالوا جميعا: الأمر أمر المسلمين
1416 - وحدثنا أبو بكر بن سيف قال: حدثنا السري قال: حدثنا شعيب بن إبراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر، عن أبي حارثة، وأبي عثمان الغساني قالا: لما قدم ابن السوداء مصر أعجبهم، واستحلاهم واستحلوه، فعرض لهم بالكفر فأبعدوه، وعرض لهم بالشقاق فأطمعوه فيه، فبدأ فطعن على عمرو بن العاص، فقال: ما باله أكثركم عطاء ورزقا ألا ننصب رجلا من قريش يسوي بيننا، فاستحلوا ذلك منه، وقالوا: كيف نطيق ذلك مع عمرو وهو رجل العرب؟ قال: تستعفون منه ثم نعمل عملنا، ونظهر الائتمار بالمعروف والطعن، فلا يرده علينا أحد، فاستعفوا منه، وسألوا عبد الله بن سعد فأشركه مع عمرو، فجعله على الخراج، وولى عمرا على الحرب، ولم يعزله، ثم دخلوا بينهما حتى كتب كل واحد منهما إلى عثمان رضي الله عنه بالذي يبلغه عن صاحبه، فركب أولئك فاستعفوا من عمرو، وسألوا عبد الله فأعفاهم، فلما قدم عمرو بن العاص على عثمان رضي الله عنه قال: ما شأنك يا أبا عبد الله؟ قال: والله يا أمير المؤمنين ما كنت منذ وليتهم أجمع أمرا ولا رأيا مني منذ كرهوني، وما أدري من أين أتيت؟ فقال عثمان: ولكني أدري، لقد دنا أمر هو الذي كنت أحذر، ولقد جاءني نفر من ركب فرددت عنهم وكرهتهم، ألا وإنه لابد لما هو كائن أن يكون، ووالله لأسيرن فيهم بالصبر، ولنتابعنهم ما لم يعص الله عز وجل
قال محمد بن الحسين رحمه الله: فهذه من بعض قصص عبد الله بن سبأ وأصحابه لعنه الله، أغروا بين المسلمين منذ وقت الصحابة إلى وقتنا هذا، وجميع المسلمين ينكرون على ابن سبأ مذهبه، وقد كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفاه إلى ساباط، فأقام فيهم فأهلكهم، وادعى على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما قد برأه الله عز وجل منه وصانه، وأعلى قدره في الدنيا والآخرة عما ينحله إليه السبأية، ولقد أحرقهم بالنار، وقال: لما سمعت القول قولا منكرا أججت نارا، ودعوت قنبرا فحرقهم بالكوفة بموضع يقال له: صحراء أحد عشر
ذكر مسير الجيش الذين أشقاهم الله عز وجل بقتل عثمان رضي الله عنه وأعاذ الله الكريم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتله
1417 - حدثنا أبو بكر بن سيف السجستاني قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن إبراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر، عن أبي حارثة، وعن أبي عثمان، ومحمد، وطلحة بن الأعلم قالوا: وكتب عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الناس بالذي كان، وبكل ما صبر عليه من الناس إلى ذلك اليوم كتابا: «بسم الله الرحمن الرحيم، إلى المؤمنين والمسلمين؛ سلام عليكم، أما بعد» فإني أذكركم الله عز وجل الذي أنعم عليكم، وعلمكم الإسلام، وهداكم من الضلالة، وأنقذكم من الكفر، أراكم من البينات، ونصركم على الأعداء، ووسع عليكم في الرزق، وأسبغ عليكم نعمته، فإن الله عز وجل قال: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار «
قال محمد بن الحسين رحمه الله: ثم أمرهم بالطاعة، ونهاهم عن الفرقة، وقرأ عليهم به كل آية أمر الله عز وجل فيها بالطاعة، ونهاهم عن الفرقة، وكتب كتابا آخر: أما بعد: «فإن الله عز وجل رضي لكم السمع والطاعة، وكره لكم المعصية والفرقة والاختلاف، وقد أنبأكم فعل الذين من قبلكم، وتقدم إليكم فيه لتكون له الحجة عليكم إن عصيتموه، فاقبلوا نصيحة الله عز وجل، واحذروا عذابه، فإنكم لن تجدوا أمة هلكت إلا من بعد أن تختلف، فلا يكون لها إمام يجمعها، ومتى ما تفعلوا ذلكم لم تقم الصلاة جميعا، وسلط عليكم عدوكم، ويستحل بعضكم حرم بعض، ومتى ما تفعلوا ذلك تفرقوا دينكم، وتكونوا شيعا، وقد قال الله عز وجل إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون وإني أوصيكم بما أوصاكم الله عز وجل به، وأحذركم عذابه، فإن القرآن نزل يعتبر به، وينتهى إليه، أو لا ترون إلى شعيب عليه السلام قال: لقومه ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود ، وكتب بكتاب آخر: أما بعد: فإن أقواما ممن كان يقول في هذا الحديث أظهروا للناس إنما يدعون إلى كتاب الله عز وجل والحق، ولا يريدون شرا ولا منازعة فيها، فلما عرض عليهم الحق إذا الناس في ذلك شتى، منهم آخذ الحق ونازع عنه من يعطاه، ومنهم تارك للحق رغبة في الأمر يريدون أن يبتزوه بغير الحق، وقد طال عليهم عمري، وراث عليهم أملهم في الأمور، واستعجلوا القدر وذكر الحديث قالوا: حتى إذا دخل شوال من سنة ثنتي عشرة صربوا كالحاج، فنزلوا قرب المدينة في شوال، سنة خمس وثلاثين خرج أهل مصر في أربعة رفاق على أربعة أمراء المقل يقول: ستمائة، والمكثر يقول: ألف، وخرج أهل الكوفة في أربعة رفاق، وخرج أهل البصرة في أربعة رفاق، قالوا: فأما أهل مصر فإنهم كانوا يشتهون عليا رضي الله عنه، وأما أهل البصرة فكانوا يشتهون طلحة، وأما أهل الكوفة فإنهم كانوا يشتهون الزبير
قال محمد بن الحسين رحمه الله: وقد برأ الله عز وجل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم، من هذه الفرق، وإنما أظهروا ليموهوا على الناس وليوقعوا الفتنة بين الصحابة، وقد أعاذ الله الكريم الصحابة من ذلك، ثم عدنا إلى الحديث قالوا: فخرجوا وهم على الخروج جميعا في الناس شتى، لا تشك كل فرقة إلا أن الفلج معها، وإن أمرها سيتم دون الأخرى، فخرجوا حتى إذا كانوا من المدينة على ثلاث، تقدم أناس من أهل البصرة فنزلوا ذا خشب، وأناس من أهل الكوفة فنزلوا الأعوص، وجاءهم ناس من أهل مصر، ونزل عامتهم بذي المروة، ومشى فيما بين أهل مصر وأهل البصرة زياد بن النضر وعبد الله بن الأصم وقالوا: لا تعجلوا ولا تعجلونا حتى ندخل لكم المدينة ونرتاد، فإنه قد بلغنا أنهم قد عسكروا لنا، فوالله إن كان أهل المدينة قد خافونا: استحلوا قتالنا ولم يعلموا علمنا لهم علينا إذا علموا علمنا أشد، إن أمرنا هذا لباطل، وإن لم يستحلوا قتالنا ووجدنا الذي بلغنا باطلا لنرجعن إليكم الخبر قالوا: اذهبوا فدخل الرجلان فأتوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب وطلحة والزبير رضي الله عنهم، وقالوا: إنما نؤم هذا البيت ونستعفي هذا الوالي من بعض عمالنا، ما جئنا إلا لذلك، واستأذنوهم للناس بالدخول، فكلهم أبى ونهى، فرجعا إليهم، فاجتمع من أهل مصر نفر فأتوا عليا رضي الله عنه، ومن أهل البصرة نفر فأتوا طلحة رضي الله عنه، ومن أهل الكوفة نفر فأتوا الزبير رضي الله عنه، وقال كل فريق منهم: إن بايعنا صاحبنا وإلا كدناهم، وفرقنا جماعتهم، ثم كررنا حتى نبغتهم، فأتى المصريون عليا رضي الله عنه في عسكر عند أحجار الزيت، عليه حلة معتم بشقيقة حمراء يمانية متقلدا بالسيف ليس عليه قميص، وقد سرح الحسن رضي الله عنه إلى عثمان رضي الله عنه، فيمن اجتمع إليه، فالحسن جالس عند عثمان رضي الله عنه، وعلي رضي الله عنه عند أحجار الزيت، فسلم عليه المصريون وعرضوا له، فصاح بهم وطردهم، وقال: لقد علم الصالحون أن جيش ذي المروة وذي خشب والأعوص ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فارجعوا، لا صحبكم الله قالوا: نعم؛ فانصرفوا من عنده على ذلك، وأتى البصريون طلحة وهو في جماعة أخرى إلى جنب علي، وقد أرسل بنيه إلى عثمان، فسلم البصريون عليه وعرضوا به، فصاح بهم: وطردهم وقال: لقد علم المؤمنون أن جيش ذي المروة وذي خشب والأعوص ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم وأتى الكوفيون الزبير وهو في جماعة أخرى، وقد سرح عبد الله يعني ابنه إلى عثمان، فسلموا عليه وعرضوا له، فصاح بهم وطردهم وقال: لقد علم المسلمون أن جيش ذي المروة وذي خشب والأعوص ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، فخرج القوم، وأوروهم أنهم يرجعون، فانفشوا عن ذي خشب والأعوص حتى انتهوا إلى عساكرهم، وهي على ثلاث مراحل كي يتفرق أهل المدينة، فافترق أهل المدينة لخروجهم، فلما بلغ القوم عساكرهم كروا بهم فلم يفجأ أهل المدينة إلا والتكبير في نواحي المدينة، فنزلوا في عساكرهم وأحاطوا بعثمان رضي الله عنه، فما فارقوا حتى قتلوه
قال محمد بن الحسين رحمه الله: والقصص تطول كيف قتلوه ظلما، وقد جهد الصحابة وأبناء الصحابة رضي الله عنهم أن لا يكون ما جرى عليه، ولقد قال هؤلاء النفر الأشقياء الذين ساروا إلى عثمان رضي الله عنه فقتلوه لما نظروا إلى اجتهاد الصحابة وأبنائهم في أن لا يقتل عثمان قالوا لهم: لولا أن تكونوا حجة علينا في الأمة لقتلناكم بعده
1418 - أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال: حدثنا شجاع بن مخلد قال: حدثنا هشيم بن بشير قال: حدثنا منصور، عن ابن سيرين قال: قالت نائلة بنت الفرافصة الكلبية حين دخلوا على عثمان رضي الله عنه فقتلوه قال: فقالت نائلة بنت الفرافصة: «إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن»
قال محمد بن الحسين رحمه الله: لما قتل عثمان رضي الله عنه بكى عليه كثير من الصحابة، ورثاه كعب بن مالك الأنصاري، وقد تقدم ذكرنا له، ولزم قوم بيوتهم فما خرجوا إلا إلى قبورهم، وبكت الجن، وناحت عليه
1419 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني قال: ثنا محمد بن إسحاق الصيني قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عثمان بن مرة قال: حدثتني أمي قالت: لما قتل عثمان رضي الله عنه بكت الجن على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا، وكانت تنشدنا ما قالوا على عثمان رضي الله عنه: ليلة المسجد إذ يرمون بالصم الصلاب ثم قاموا بكرة يرمون صقرا كالشهاب زينهم في الحي والمجلس فكاك الرقاب
1420 - وحدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو تميلة قال: وذكر محمد بن إسحاق قال: وسمع صوت الجن: تبكيك نساء الجن يبكين شجيات وتخمش وجوها كالدنانير نقيات ويلبسن ثياب السود بعد القصبيات
باب ما روي في قتلة عثمان رضي الله عنه
1421 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، عن الوليد أبي بشر، عن جندب، عن حذيفة قال: «قد ساروا إليه والله ليقتلنه قال: قلت: فأين هو؟ قال: في الجنة قال: قلت: فأين قتلته؟ قال: في النار والله»
1422 - حدثنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ليث بن أبي سليم، عن زياد بن أبي مليح، عن أبيه، عن ابن عباس قال: «لو اجتمعوا على قتل عثمان رضي الله عنه لرجموا بالحجارة كما رجم قوم لوط»
1423 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال حدثنا ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: بلغني أن «عامة الركب، الذين ساروا إلى عثمان رضي الله عنه جنوا» قال ابن المبارك: «وكان الجنون لهم قليلا»
1424 - وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد الواسطي قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي قال: حدثنا عنبسة بن سعيد قال: حدثنا ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: «إن» عامة الركب الذين خرجوا إلى عثمان رضي الله عنه جنوا «قال ابن المبارك: «الجنون لهم أيسر «
1425 - وحدثنا ابن عبد الحميد قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار: «أن جهجاه الغفاري، أخذ عصى عثمان رضي الله عنه التي كان يتخصر بها فكسرها على ركبته، فوقعت في ركبته الأكلة»
1426 - وحدثنا علي بن إسحاق بن زاطيا قال: حدثنا عبد الله بن عمر الكوفي قال: حدثنا عبد الله بن إدريس قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع،: «أن رجلا يقال له: جهجاه، تناول عصا من يد عثمان رضي الله عنه، فكسرها على ركبته، فرمي ذلك المكان بأكلة»
1427 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا بشر بن خالد قال: حدثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: تجهز أناس من بني عبس إلى عثمان رضي الله عنه، فنهاهم حذيفة، وقال: «ما سعى قوم إلى ذي سلطانهم في الأرض ليذلوه إلا أذلهم الله عز وجل قبل أن يموتوا»
1428 - أنبأنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني قال: حدثنا بكر بن خراش قال: حدثنا حبان بن علي، عن مجالد بن سعيد، عن صخر العجلي قال: قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: «ما كنت لأقاتل بعد رؤيا رأيتها: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم متعلقا بالعرش، ورأيت أبا بكر واضعا يده على منكب النبي صلى الله عليه وسلم، ورأيت عمر واضعا يده على منكب أبي بكر، ورأيت عثمان واضعا يده على منكب عمر، ورأيت دونهم دما، فقلت: ما هذا؟ فقيل: هذا الله عز وجل يطلب بدم عثمان رضي الله عنه»

1429 - وأنبأنا ابن مخلد قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج قال: حدثنا أبو أيوب الدمشقي قال: حدثنا عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: سمعت أبي يذكر، أن الحسن بن علي رضي الله عنهما سمع أعمى يذكر عثمان وما ولد، فقال الحسن لعثمان رحمه الله: «يقولون لقد قتل عثمان رضي الله عنه وما على الأرض أفضل منه، وما على الأرض من المسلمين أعظم حرمة منه فقيل له: قد كان فيهم أبوك فقال: ذروني من أبي رضي الله عنه، لقد قتل عثمان رضي الله عنه يوم قتل وما من رجل أعظم على المسلمين حرمة منه، ولو لم يكن إلا ما رأيت في منامي لكفاني، فإني رأيت السماء انشقت، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، والسماء تمطر دما، قلت: ما هذا؟ قالوا: هذا دم عثمان قتل مظلوما»
1430 - وأنبأنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قال: أنبأنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، مولى أبي أسيد قال: سمع عثمان رضي الله عنه: أن وفدا من أهل مصر قد أقبلوا، فخرج فتلقاهم فذكر الحديث بطوله قال في آخره: ثم دخل عليه رجل من بني سدوس، يقال: الموت الأسود، فخنقه وخنقه ثم خرج، فقال: ما رأيت ألين من حلقه، لقد خنقته حتى نظرت إلى نفسه يتردد في جسده كأنها نفس جان، ثم دخل عليه رجل وفي يده السيف، فقال: بيني وبينك كتاب الله عز وجل، فضربه ضربة فاتقاها بيده فقطعها، لا أدري أبانها أم لم يقطعها ولم يبنها، ثم دخل عليه التجيبي فأشعره مشقصا فانتضح الدم على هذه الآية فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم فإنها لفي المصحف ما حكت، وذكر الحديث
باب فيمن يشنأ عثمان رضي الله عنه أو يبغضه
1431 - حدثنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان قال: حدثنا عثمان بن زفر التيمي قال: حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أتي بجنازة الرجل ليصلي عليه فلم يصل عليه، فقالوا: يا رسول الله، ما رأيناك تركت الصلاة على أحد إلا على هذا؟ فقال: «إنه كان يبغض عثمان أبغضه الله» وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا محمد بن سفيان، ومحمد بن شعيب الأيليان قالا: حدثنا عثمان بن زفر التيمي وذكر الحديث مثله
1432 - وحدثنا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرز قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد قال: حدثنا معاوية بن هشام قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن حيان بن غالب قال: جاء رجل إلى سعيد بن زيد فقال: إني أبغضت عثمان بغضا لم أبغضه أحدا، فقال: بئس ما صنعت، أتبغض رجلا من أهل الجنة 0000 وذكر قصة حراء «
قال محمد بن الحسين رحمه الله: كفى به شقوة لمن سب عثمان أو أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين «وقوله صلى الله عليه وسلم في أصحابه: «لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد أذى الله، ومن أذى الله فيوشك أن يأخذه «ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه «
قال محمد بن الحسين رحمه الله: قلت: والذي يسب عثمان رضي الله عنه لا يضر عثمان، وإنما يضر نفسه عثمان رضي الله عنه قد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يقتل شهيدا مظلوما وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة رضي الله عنه في غير حديث، رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه عنه سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه، ورواه عبد الرحمن بن عوف، وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم: أن عثمان رضي الله عنه من أهل الجنة، على رغم أنف كل منافق ذليل مهين في الدنيا والآخرة
باب ذكر إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه وفضله عنده
1433 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية قال حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال: حدثنا يونس بن بكير، عن النضر أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أستحيي ممن تستحي منه الملائكة، إن الملائكة لتستحي من عثمان بن عفان»
1434 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا عبد الله بن مطيع قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، عن عطاء، وسليمان ابني يسار، وأبي سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا كاشفا عن ساقيه، فاستأذن أبو بكر رضي الله عنه فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث، ثم استأذن عمر رضي الله عنه فأذن له وهو كذلك، ثم استأذن عثمان رضي الله عنه، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه فتحدث، فلما خرج قالت عائشة رحمها الله تعالى: يا رسول الله، دخل أبو بكر فلم تباله، ثم دخل عمر فلم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك؟ فقال: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة» ولهذا الحديث طرق جماعة
1435 - وأنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية قال: حدثنا أبو معمر القطيعي قال: حدثنا هشيم بن بشير، عن كوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأصدقهم حياء عثمان بن عفان»
قال محمد بن الحسين رحمه الله: وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأقضاهم علي بن أبي طالب» رضي الله عنهم وذكر الحديث
1436 - حدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف قال: حدثنا أبو مروان العثماني قال: حدثني أبي عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي رفيق، ورفيقي فيها عثمان بن عفان»
1437 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا محمد بن عبد الله، مولى بني هاشم قال: حدثنا الوضاح بن حسان قال: حدثنا طلحة بن زيد، عن عبيدة بن حسان، عن عطاء، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان: «أنت ولي في الدنيا والآخرة»
1438 - حدثنا الفريابي قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن حوالة قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تهجمون على رجل يبايع معتجرا ببرد حبرة من أهل الجنة» فهجمنا على عثمان وهو معتجر ببرد حبرة يبايع الناس يعني البيع والشراء
1439 - وحدثنا الفريابي قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي مثل أحد الحيين ربيعة أو مضر» قال: فكان المشيخة يرون أن ذلك الرجل عثمان بن عفان رضي الله عنه «
1440 - وحدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا ابن يمان قال: حدثنا الحسن أبو جعفر، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يشفع عثمان يوم القيامة لمثل ربيعة ومضر»
1441 - حدثنا عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا محفوظ بن أبي توبة قال: حدثنا محمد بن القاسم الأسدي قال: سمعت الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غفر الله لك يا عثمان، ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أخفيت وما أبديت، وما هو كائن إلى يوم القيامة»
1442 - وحدثنا أبو عبد الله جعفر بن إدريس القزويني بمكة، المؤذن إمام المسجد الحرام قال: حدثني أبي إدريس بن محمد القزويني قال: حدثنا إسماعيل بن توبة قال: حدثنا كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: «قحط المطر على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فاجتمع الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقالوا: السماء لم تمطر، والأرض لم تنبت، والناس في شدة شديدة، فقال أبو بكر الصديق: انصرفوا واصبروا فإنكم لا تمسون حتى يفرج الله عز وجل عنكم، فما لبثنا إلا قليلا أن جاء أجراء عثمان بن عفان رضي الله عنه من الشام، فجاءته مائة راحلة برا ، أو قال: طعاما، فاجتمع الناس إلى باب عثمان رضي الله عنه، فقرعوا عليه الباب، فخرج إليهم عثمان رضي الله عنه في ملأ من الناس، فقال: ما تشاءون؟ قالوا: الزمان قد قحط، السماء لا تمطر، والأرض لا تنبت، والناس في شدة شديدة، وقد بلغنا أن عندك طعاما فبعناه حتى توسع على فقراء المسلمين قال عثمان: حبا وكرامة، ادخلوا فاشتروا، فدخل التجار فإذا الطعام موضوع في دار عثمان رضي الله عنه، فقال: يا معاشر التجار، تربحوني على شرائي من الشام؟ قالوا: للعشرة اثنا عشر، فقال عثمان رضي الله عنه: قد زادوني، قالوا: للعشرة أربعة عشر، فقال عثمان: قد زادوني، قالوا: للعشرة خمسة عشر قال عثمان: قد زادوني قال التجار: يا أبا عمرو؛ ما بقى في المدينة تجار غيرنا، فمن ذا الذي زادك؟ فقال: زادني الله عز وجل بكل درهم عشرة، أعندكم زيادة؟ فقالوا: اللهم لا قال: فإني أشهد الله أني قد جعلت هذا الطعام صدقة على فقراء المسلمين فقال ابن عباس رضي الله عنه: فرأيت من ليلتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في المنام وهو على برذون أبلق ، وعليه حلة من نور، في رجليه نعلان من نور، وبيده قضيب من نور، وهو مستعجل، فقلت: يا رسول الله، لقد اشتد شوقي إليك وإلى كلامك، فأين تبادر؟ قال: «يا ابن عباس، إن عثمان بن عفان تصدق بصدقة وإن الله عز وجل قد قبلها منه، وزوجه بها عروسا في الجنة، وقد دعينا إلى عرسه «

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فضائل, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir