بسم الله الرحمن الرحيم
س6: بيّن الآثار الحسنة للزكاة على المجتمع وعلى الاقتصاد الإسلامي؟
الإجابة:
آثار الزكاة على المجتمع وعلى الاقتصاد الإسلامي ظاهرة جلية فإن فيها مواساة الفقراء والقيام بمصالح العامة مما هو معلوم ظاهر في مصارف هذه الزكاة، فإن الله جل وعلا قال في مصارف هذه الزكاة: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} فهؤلاء الأصناف الثمانية منهم:
- يأخذها لأنفسهم: كالفقراء والمساكين، والغارمون.
- يأخذها دفعا لحاجته: كابن السبيل والرقاب.
- يأخذها لحاجة المسلمين إليه: كالغارم لإصلاح ذات البين، والعاملين عليها والمجاهدين في سبيل الله.
فإذا عرفنا أن توزيع الزكاة على هذه الأصناف يحصل بها دفع لكل من:
- الحاجة الخاصة لمن أُعطيها.
- والحاجة العامة للمسلمين.
عرفنا مدى نفعها للمجتمع ومن ذلك:
1- توزيع للثروات بين الأغنياء والفقراء، حتى لا يحصل التضخم من جانب، والبؤس من جانب آخر فيعتدل الاقتصاد.
2- صلاح المجتمع بائتلاف القلوب، فإن الفقراء إذا رأوا من الأغنياء أنهم يمدونهم بالمال ويتصدقون عليهم بهذه الزكاة التي لا يجدون فيها منة عليهم؛ لأنها مفروضة عليهم من قبل الله، فإنهم بلا شك يحبون الأغنياء ويألفونهم، ويرجون ما أمرهم الله به من الإنفاق والبذل، بخلاف ما إذا شح الأغنياء بالزكاة، وبخلوا بها، واستأثروا بالمال، فإن ذلك قد يولد العداوة والضغينة في قلوب الفقراء.
3- تحقق التكافل والتعاون والمحبة بين أفراد المجتمع حتى يصبح كأنه أسرة واحدة، لما في الزكاة من نفع الإخوان، ونشر المحبة ونزع الغل والحقد كما سبق الذكر فيحل الأمن.
4- مواساة الفقير وسد حاجة المعوزين والبائسين والمحرومين، وإطفاء حرارة ثورتهم لما يجدونه من فارق إجتماعي في الملبس والمشرب والمأكل.
5- تمنع الجرائم المالية مثل السرقات والنهب والسطو، وما أشبه ذلك، لوجود مايسد حاجتهم، وحياءً من إحسان الغني.
6- سبب لنزول الخيرات على البلاد والعباد، ففي الحديث: (ما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء) صحيح الجامع.
ويشير إلى هذه المنافع العظيمة وغيرها ختم الآية الكريمة التي بها بيان لمصالح الزكاة؛ قوله تعالى: {فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما}.
وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك