دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > رسائل التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 14 ذو القعدة 1443هـ/13-06-2022م, 12:15 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

دلالة مفهوم المخالفة في الآية
دلّت الآية بمفهوم المخالفة على أمرين:
أحدهما: أن من لم يسلم وجهه إلى الله فهو ليس على شيء، ولا سبيل له إلى النجاة، بل كلّ عمل لا يُخلص العبد فيه لله فهو هالكٌ باطل، وبه فسّر قول الله تعالى: {كلّ شيء هالك إلا وجهه} فلا يُقبل عملٌ لا يُراد به وجه الله تعالى.
- قال عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد». رواه أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وهو حديث صحيح له طرق وشواهد.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((رأس الأمر الإسلام)) أي أن أصل أمرِ الإنسان وما خلق من أجله هو الإسلام؛ فإذا ذهب إسلام المرء ذهب أمره كله، وهذا نظير ما خاطب الله تعالى به أهل الكتاب بقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}؛ فهؤلاء ليسوا على شيء لأنهم ضيعوا رأس الأمر، وهو الإسلام الذي أرسل الله به الرسل، وقال تعالى في الكفار: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}.
ولذلك قال سفيان بن عيينة رحمه الله: (ما في القرآن آيةٌ أشدّ عليَّ من قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}) علَّقه البخاري في صحيحه.
وذلك أنّ من لم يًقِم أمر دينه فهو ليس على شيء، ولا أمان له من عذاب الله تعالى.

والأمر الآخر: أنّ المسيء في أصل الدين ليس على شيء، وهو الذي لا يتبّع النبي صلى الله عليه وسلم أو يرى أنه يسعه التقرّب إلى الله على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهؤلاء ليسوا على شيء وعملهم باطل مردود لأنهم لم يحققوا أصل المتابعة الذي هو أحد شرطي صحة الدين؛ فإن الدين قائم على الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله.
فتحقيق الشهادة الأولى يقتضي إخلاص الدين لله تعالى.
وتحقيق الشهادة الثانية يقتضي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن كان معه أصل الإخلاص، وأصل الاتباع؛ فقد حقق أصل دين الإسلام.
وكان له عهد عند الله تعالى أن ينجيه من النار، ويدخله الجنة.

وهذان الشرطان معتبران في أصل الدين وفي كلّ عمل يعمله العبد؛ فلا يقبل الله من عبدٍ عملاً حتى يكون خالصاً لله تعالى، وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبذلك يكون العمل حسناً مقبولاً.
- قال الفضيل بن عياض في تفسير قول الله تعالى: ({أَحْسَنُ عَمَلاً}: قال: (أخلصه وأصوبه).
وقال: (العمل لا يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا؛ الخالص: إذا كان لله، والصواب: إذا كان على السنة). رواه أبو نعيم في الحلية عن الفضيل، ورواه ابن أبي الدنيا في "الإخلاص" عن تلميذه إبراهيم بن الأشعث.
- وقال سفيان بن عيينة رحمه الله: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تُعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل» رواه الخطيب البغدادي في الجامع.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رسالة, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir