دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 04:13 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الثامن عشر

تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في
(الأسبوع الثامن عشر)

*نأمل من طلاب المستوى الأول الكرام أن يسجلوا حضورهم اليومي هنا بذكر فوائد علمية مما درسوه في ذلك اليوم، وسيبقى هذا الموضوع مفتوحاً إلى صباح يوم الأحد.

  #2  
قديم 23 شوال 1438هـ/17-07-2017م, 09:21 PM
محمد انجاي محمد انجاي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 108
افتراضي

الأسبوع الثامن عشر: الدرس الثاني:

أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة في القرآن:

الرافضة: قالوا بنقص القرآن وبتحريفه.

الجهمية الأوائل: قالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله تعالى.

المعتزلة: زعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يُسمعِه من يشاء.

الكرّامية: زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن، وأنّ الله تعالى كان ممتنعاً عليه الكلام لامتناع حوادث لا أوّل لها عندهم، ثمّ حدثت له صفة الكلام، وقالوا: إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق؛ لكنّهم خالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام، وفي معنى الإيمان بالقرآن، ولذلك يجب التفريق بين قولهم وقول أهل السنة.

الكلابية والأشاعرة والماتريدية: زعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل.

فالفرق بين قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن؛ هو أن الكلابية يقولون: إن القرآن حكاية عن كلام الله، والأشاعرة يقولون: إن القرآن عبارة عن كلام الله تعالى، لأنَّ الحكاية تقتضي مماثلة للمحكي، والعبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف.
ويتّفقون على أنّ القرآن غير مخلوق، لكنّه عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه.

والفرق بين المعتزلة والأشاعرة:
أن المعتزلة يقولون: إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق.
والأشاعرة يقولون: إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى.

  #3  
قديم 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م, 05:47 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

الاسبوع 18 الاحد :
عقيدة أهل السنه والجماعه في القران :
1- أن القران الكريم كلام الله تعالى حقيقة لا كلام غيرة .
2- القران الكريم بدأ من الله سبحانه واليه يعود " رفعه أخر الزمان ".
3- أن حروف القران ومعانيه من الله .
4- أن القران ليس بمخلوق , ومن زعم انه مخلوق فهو كافر .
5- انه منقول إلينا بالتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ربه سبحانه وتعالى "سماعا".
6- نزل بلسان عربي مبين , محفوظ في السطور والصدور .
وسبب تصريح اهل السنة بأن القران غير مخلوق : لان الاعتقاد الصحيح ان القران كلام الله , وكلامه من صفاته وصفاته لاتكون مخلوقه .

  #4  
قديم 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م, 09:46 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

الاثنين
اقوال الفرق المخالفه لاهل السنة والجماعة في القران .
- هي فرق مختلفة ومنها :
1- الرافضة : وهم فرق كثيرة , فمنهم من يقول بتحريف القران فهم الكفار , مثل الاثني عشرية , ومنهم من يزعم انه ناقص : أسقط منه ما يتعلق بعلي بن أبي طالب وإمامته , وان علي جمع القران ,ما لدى الناس قليل بالنسبة لما جمعه علي , وأن للقران ظاهرا وباطنا لا يعلمه إلا أئمتهم وهي أقوال كفرية .
2- الجهمية اتباع : جهم بن صفوان , قالوا بخلق القران لإنكارهم صفة الكلام لله سبحانه , وإنكارهم سائر الأسماء والصفات , وهم كفره با لإجماع .
3- المعتزلة : زعموا ان كلام الله مخلوق منفصل عنه , واذا شاء ان يتكلم خلق كلاما في بعض الاجسام يسمعه من يشاء .
4- الكرامية : اتباع محمد بن كرام السجستاني : اشتغل بالتعبد والزهد ومن بدعه الشيعة : ان الايمان إقرار باللسان وإن لم يصاحبه اعتقاد , وزعموا ان كلام الله حادث بعد ان لم يكن , وان الله كان ممتنعا عليه الكلام ثم حدثت له صفه الكلام .
5- الزيدية : اتباع زيد بن علي بن الحسين , وقد أنكر ابن الوزير ان أوائل الزيدية معتزلة , وأكثر النقل عن ائمة الزيدية إنكار القول بخلق القران .
6- الكلابية و الماتريدية والأشاعرة :
زعموا أن كلام الله هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا , وأنه قديم بقدمه تعالى , وأنه ليس بحرف ولا صوت , ولا يتعلق بالقدرة ولا المشيئة , ولا يتجرأ ولا يتبعض ولا يتفاضل .
أحدث هذا القول :
عبدالله بن سعيد بن كلاب البصري 240 ه ثم تعارض طلابه وزعم ابن كلاب ان الحروف التي تتلى من القران حكاية عن كلام الله وليست من كلام الله , لان الكلام لابد ان يقوم بالمتكلم , والله يمتنع ان يقوم به حروف واصوات فأراد أن يرد على المعتزلة وينتصر لأهل السنه لكنه تخبط .
- أبو الحسن الاشعري أراد أن يرد على المعتزلة فاستدرك على ابن كلاب :
فقال : الحكاية تقتضي المماثلة للمحكي وليست الحروف مثل المعنى , بل هي عبارة عن المعنى ودالة عليه
ومن الأشاعرة من يزعم ان القران كلام الله مجازا وليس حقيقة .
- الفرق بين قول الكلابية والأشاعرة في القران :
- الكلابية : أن القران حكاية عن كلام الله
- الأشاعرة : أن القران عبارة عن كلام الله لأن الحكاية يقتضي مماثلة المحكي
والعبارة : تعتبر عن المعنى بألفاظ وحروف ويتفقون أنه غير مخلوق , لكن ليس كلام الله حقيقه بألفاظه .
الفرق بين المعتزلة والأشاعرة:
والمعتزلة : ان القران كلام الله , مخلوق .
والأشاعرة : ان القران ليس كلام الله حقيقه غير مخلوق وهو تعبير عن المعنى النفسي القائم بالله .

  #5  
قديم 26 شوال 1438هـ/20-07-2017م, 11:08 PM
محمد شحاته محمد شحاته غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 140
افتراضي

بيان عقيدة أهل السنة والجماعه فى القرآن:
1- القرآن كلام الله تعالى حقيقة وقد تكلم الله بحروفه حقيقة.
2- منه بدأ : أى نزل من عنده سبحانه وتعالى ، وإليه يعود أى فى آخر الزمان.
3- القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى.
4- القرآن ليس مخلوق ومن زعم خلقه كفر.
5- هذا القرآن محفوظ فى السطور وفى الصدور وقد نقل إلينا بالتواتر من الصحابة عن رسول الله عن جبريل.
6- نزل القرآن بلسان عربي مبين.
7- من زعم بمثله كفر.

  #6  
قديم 26 شوال 1438هـ/20-07-2017م, 11:09 PM
محمد شحاته محمد شحاته غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 140
افتراضي

أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة فى القرآن:
الرافضة: منهم من يقول بتحريف القرآن ومنهم من يدعى النقص فيه، ويدعوا بأن له باطنا لا يعلمه الا علمائهم. وهذا كله كفر.
الجهمية: قالوا بخلق القرآن وتعطيل أسماء الله وصفاته.
المعتزلة: زعموا بخلق القرآن وأن الله إذا أراد أن يتكلم خلق كلاما فى بعض الأجسام يسمعه من يشاء.
الكرامية: يعتقدون أن القرآن غير مخلوق ولكنهم زعموا أن كلام الله حادث بعد أن لم يكن، ولهم قول شنيع فى الإيمان أنه مجرد قول اللسان.
الكلابية والماتريدية والأشاعرة: زعموا أن كلام الله تعالى قديم وهو معنى نفسي قائم به ليس بحرف ولا صوت ولا يتعلق بالإرادة والمشيئة ولا يتجزأ ولا يتفاضل.
والفرق بين المعتزلة والكلابية والأشاعرة:
المعتزلة يقولون بخلق القرآن
والكلابية يقولون أن القرآن حكاية عن كلام الله
أما الأشاعرة يقولون أن القرآن عبارة عن كلام الله تعالى ولكنه ليس على حقيقته بل معنى نفسي قائم بالله.
وكل هذه الأقوال باطلة

  #7  
قديم 26 شوال 1438هـ/20-07-2017م, 11:09 PM
محمد شحاته محمد شحاته غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 140
افتراضي

فتنة القول بالخلق القرآن:
من أعظم الفتن التى ابتليت بها الأمة وظهر بسببها محن عظيمة وفرق ضالة.
أول من أحدث هذا القول هو الجعد بن درهم وقد قتله خالد بن عبد الله القسري أمير العراق عام 124ه يوم الأضحى.
ثم أخذ مقالته بعض أهل الكلام وفتحوا بها أبواب الفتن على هذه الأمه ومنهم الجهم بن صفوان وإليه تنسب الجهمية.
ثم جاء بعدهما بشر بن غياث المريسي غلب عليه الكلام واعتقد خلق القرآن وأخفى مقالته أيام هارون الرشيد مخافة القتل ثم أعلن مقالته بعد موته.
وكثيرا ما حذر علماء وطلبة العلم لأهل السنة من أقوال المبتدعه هؤلاء ولكن كان لعنايتهم بالكتابة والأدب ونوادر الأخبار واللطائف ما جعلهم يتقربون الى الولاة والحكام وظهر ذلك فى عهد المأمون(198ه) وولعه بعلم الكلام وتقريبه لأهل الكلام والفلسفة فزاد البلاء.
وبعد موت يزيد بن هارون (206ه) ازداد تولية المعتزلة لمناصب القضاه والكتاب والأمراء حتى كانت عام 218ه امتحن المأمون العلماء فى القول بخلق القرآن وأجابوه فى ذلك اضطرارا واكراها خوفا من القتل إلا الامام أحمد بن حنبل و محمد بن نوح فحبسا.
ثم مات المأمون وتقلد المعتصم الحكم ولم يكن له بصيرة بالعلم فقلد أخاه فى تولية المعتزلة حتى عين قاضى القضاه أحمد بن دؤاد الإيادى رأس المعتزلة فاشتد البلاء على أهل السنة، وأمر بنقل أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح مقيدين الى بغداد وقد اشتد بهما المرض حينئذ ومات محمد بن نوح فى الطريق الى بغداد.
واستمر أحمد بن حنبل فى السجن حتى حدثت مناظرة بينه وبين اثنين من أكابر المعتزلة وهما أبو شعيب الحجام ومحمد بن رباح فرد حجتهم الباطلة ولم يستطيعا الرد عليه عندما سألهم ما تقولون فى علم الله هل هو مخلوق؟
واستمر الإيذاء له فى السجن حتى حمل الى الخليفة وكان معه ما يقرب من خمسين من المعتزلة فناظرهم فقطع حججهم ورد شبههم ثم ناظرهم اكثر من مرة فلم يستطيعوا معه جوابا فلان له الخليفة ولكن رؤوس المعتزلة المقربين له ما زالوا به حتى جلد جلدا شديدا ثم أرجعه الى بغداد.
ولم تقف الفتنة بعد جلد الامام أحمد بن حنبل ولكن توقف المعتصم عن اختبار الناس فى هذه المسألة حتى مات عام 226ه. وعفا الإمام أحمد عن كل من آذاه فى تلك المحنة الا من كان صاحب بدعة.
وتولى بعد المعتصم ابنه الواثق وزين له القضاه هذا القول حتى امتحن علماء اهل السنة فى الأمصار حتى سجن منهم الكثيروأراد جماعة من أهل بغداد الخروج على الخليفة لازدياد البلاء ةخوفا من تنشئة جيل على الاعتزال فنهاهم الامام أحمد حقنا لدماء المسلمين ولا يتعجلوا ويصبروا حتى ينصر الله دينه ولكنهم لم يسمعوا ولم ينالوا ما أرادوا ومنهم من حبس حتى مات.
وما يزال الواثق يختبر الناس والعلماء بهذا القول وقتل به علماء أهل السنة حتى أنه قتل بيده احمد بن نصرالخزاعى. حتى دارت مناظرة بين أبى عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن أبى إسحاق الأذرمى وابن أبى دؤاد أمام الخليفة الواثق فناظره فحاجه وأشار على الخليفة أن يسعه أن يسكت فى هذا الأمر الذى سكت فيه الأوائل فاقتنع بهذا ولم يعد يختبر أحدا فى هذا الأمر.
وتوفى الواثق عام 232ه وتولى بعده المتوكل وكا كارها لأمر المحنة فأظهرالسنة وأمر باطلاق سراح المسجونين فى هذا الأمر ومنع القضاه من امتحان الناس.

  #8  
قديم 28 شوال 1438هـ/22-07-2017م, 04:49 PM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

من فوائد يوم الأحد 22 / 10 / 1438 هـ (الدرس السادس : بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن)
حاصل قول أهل السنَّة والجماعة في القرآن مشتمل على الجمل التالية:

- أنَّ القرآنَ كلامُ الله تعالى حقيقةً لا كلام غيره .
- منه بدأ وإليه يعود ، ومعنى قولهم : (منه بدأ) أي نزل من الله ، ومعنى قولهم : (وإليه يعود) إشارة إلى رفعه في آخر الزمان .
- وأن القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى .
- وأن القرآن ليس بمخلوق .
- وأن من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر .
- وأنّ جبريل عليه السلام سمع القرآن من الله تعالى ، وأن النبيَّ صلّى الله عليه وسلم سمعه من جبريل عليه السلام ، والصحابة رضي الله عنهم سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم نقل إلينا متواتراً .
- وأن هذا الذي في المصحف بين الدفتين هو القرآن محفوظ في السطور وفي الصدور .
- وأنّ كل حرف منه قد تكلّم الله به حقيقة .
- وأنه بلسان عربي مبين .
- وأنّ من ادّعى وجودَ قرآن غيره فهو كافر بالله تعالى .

هذا مما أجمع عليه أهل السنة في شأن الإيمان بالقرآن ، وما يجب اعتقاده فيه .
- سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق ؛ لأن العلماء قبل حدوث فتنة خلق القرآن كانوا يقولون : إن القرآن كلام الله ، فلمّا حدثت فتنة القول بخلق القرآن صرّحوا ببيان أنه غير مخلوق .
ومن توقّف في كون القرآن مخلوقاً أو غير مخلوق عدّوه واقفيًّا وهجروه ؛ لأنَّ من واجب الإيمان بالقرآن اعتقادَ أنّه كلام الله تعالى ، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله لا تكون مخلوقة .
قال ابن تيمية رحمه الله : (لم يقل أحد من السلف : إن القرآن مخلوق أو قديم ، بل الآثار متواترة عنهم بأنهم يقولون : القرآن كلام اللَّه ، ولمَّا ظهر مَن قال : إنَّه مخلوق ، قالوا ردّا لكلامِه : إنَّه غيرُ مخلوقٍ) .

  #9  
قديم 28 شوال 1438هـ/22-07-2017م, 05:24 PM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

من فوائد يوم الاثنين 23 / 10 / 1438 هـ (الدرس السابع : أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة في القرآن)
- مسألة الكلام والقرآن من أكبر المسائل التي اختلفت فيها الفِرَق ، فعليه ينبغي على طالب العلم في هذه المسألة أمران :
1- معرفة القول الحق في هذه المسألة ، ولو على سبيل الإيجاز ؛ لئلا يغترّ بأقوال المخالفين ، وما يزيّنون به باطلهم .
2- أن يكون على يقين من الاعتقاد الصحيح في هذه المسائل العظيمة ، وأن يكون حسن المعرفة بالأدلة الصحيحة ، وحجج أهل السنة في تقرير مسائل الاعتقاد ، وأن يعرف أصولَ أقوال المخالفين ، وطريقة أئمة أهل السنة في الرد عليهم ومعاملتهم ليكون على بينة ويقين في بحثه لهذه المسائل ولا يغتر بشبهات المخالفين والمضلّلين .
- أشهر الفرق التي لها مقالات وأتباع ، وكان لبعضهم شوكة ودولة : الرافضة والجهمية والمعتزلة والزيدية والكرامية والكلابية والأشاعرة والماتريدية .
أما الرافضة فاختلفوا على فرقٍ كثيرة ، منهم الاثني عشرية الإمامية الذين يحرفون القرآن ، ومنهم من يزعم أنّه ناقص ، قد أسقط منه ما يدلّ على فضائل علي رضي الله عنه وإمامته .
أما الجهمية الأوائل أتباع جهم بن صفوان فإنهم قالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله جلّ وعلا ، وإنكارهم سائر الأسماء والصفات ، وقد أجمع السلف على تكفيرهم .
أما المعتزلة فزعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه ، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يُسمعِه من يشاء ، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق .
أما الكرّاميّة فهم أتباع محمّد بن كرّام السجستاني ، وقد اختلفوا على فرق ، فمنهم من زعم أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن ، وأنّ الله تعالى كان ممتنعاً عليه الكلام ، ثمّ حدثت له صفة الكلام ، وقالوا: إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ، لكنّهم خالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام ، وفي معنى الإيمان بالقرآن .
أما الزيدية فهم أتباع زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، وأكثر النقل عن جماعةٍ من أئمة الزيدية إنكار القول بخلق القرآن .
أما الكلابية والماتريدية والأشاعرة فزعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا ، وأنه قديم بقدمه تعالى ، وأنه ليس بحرف ولا صوت ، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة ، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض ولا يتفاضل ، وأنه حكاية عن كلام الله تعالى وعبارة عنه وأنه كلام الله مجازا ، وأول من أحدث هذا القول عبد الله بن سعيد بن كُلاب البصري وكان في عصر الإمام أحمد رحمه الله ، وتبعه عليه الآخرون كأبي الحسن الأشعري ، ثمَّ اختلفوا في التفاصيل على أقوال فيها اضطراب وتعارض .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة عنه ، بل إذا قرأه الناس أو كتبوه في المصاحف ، لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله حقيقة ، فإنّ الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئاً ، لا إلى من قاله مبلغا مؤديا ، وهو كلام الله ، حروفه ومعانيه ، ليس كلام الله الحروف دون المعاني ، ولا المعاني دون الحروف) .

  #10  
قديم 28 شوال 1438هـ/22-07-2017م, 07:07 PM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

من فوائد يوم الثلاثاء 24 / 10 / 1438 هـ (الدرس الثامن : فتنة القول بخلق القرآن)
نشأة القول بخلق القرآن:
أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ يوم الأضحى ، ثم أخذ هذه المقالة الجهم بن صفوان ، واشتهرت عنه ، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه ، وإنما بقيت مقالاته حتى تلقّفها بعض أهل الكلام فطاروا بها وفتحوا بها على الأمّة أبواباً من الفتن العظيمة ، ولم يكن الجهمُ من أهل العلم ، ولم تكن له عناية بالأحاديث والآثار، وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء ولساناً بارعاً وتفننا في الكلام ، وجدلاً ومراءاً ، وكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره فانتشرت مقالاته ، وقد كفّره العلماء في عصره فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ .
ثم ظهر بعدهما بمدّة بشر بن غياث المرّيسي ، وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء ، أخذ عن القاضي أبي يوسف ، وروى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة ، وناظر الشافعيّ في مسائل ، وكان مع أخذه عن هؤلاء العلماء يسيء الأدب ويشغّب ، وأقبل على علم الكلام ، وافتتن به ، وكان خطيباً مفوَّها ، ومجادلاً مشاغباً ، وكان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.
ثم لمّا آلت الخلافة إلى المأمون سنة 198هـ ، وكان رجلاً له نصيب من العلم والأدب، لكن فتنه إقبالُه على علم الكلام ولطائف ما يأتي به المعتزلة من زخرف القول ودقائق المسائل ، وعنايتهم بالأدب والمنطق وعلم الكلام ، فكان يقرّبهم ويجالسهم وزادوه ولعاً بالفلسفة وعلم الكلام حتى أمر باستخراج كتب الفلاسفة اليونانيين من جزيرة قبرص وتعريبها ، فزاد البلاء بتلك الكتب وما فيها من الشبه التي غرّت المتكلّمين وفتنتهم .
بداية المحنة
سنة 218هـ عزم المأمون على امتحان العلماء في القول بخلق القرآن ، فكتب إلى الولاة بامتحانهم ، ومن أبى هُدّد بالعزل أو الحبس أو القتل .
وكان أوّلَ من امتحن من العلماء عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخاً كبيراً في الرابعة والثمانين من عمره لمّا امتحن، وكان رجلاً فقيراً ، وفي داره نحو أربعين إنساناً ، ويُجرى عليه من بيت المال ألف درهم كلّ شهر ، هُدّد بالعزل فلم يستجب وقُطع عنه ما له من بيت المال فلم يبت حتى تكفل له أحد الميسورين من أهل السنة بما كان يأتيه من بيت المال .
ثمّ ورد كتاب المأمون بامتحان جماعة من أهل الحديث منهم : يحيى بن معين ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وإسماعيل الجوزي ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي ، وابن أبي مسعود .
أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقّة ، ولم يُمتحنوا في بلدانهم وإنما أحضروا إليه فامتُحنوا فهابوه وخافوا معارضته فأجابوا وأطلقوا .
وفي دمشق ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق ، أن أحضر المحدثين بدمشق فامتحنهم ، فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن ، وعبد الله بن ذكوان ، وأحمد بن أبي الحواري ، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة ، فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا ، سوى أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد ، وقد كان من أهل الحديث في أوّل أمره ويغلب عليه العناية بالسلوك والتعبّد وتزكية النفس؛ عالماً بأخبار النسّاك والعبّاد وأحوالهم؛ قال عنه أبو داوود السجستاني: (ما رأيت أحداً أعلم بأخبار النُّسَّاك منه).
وكان معروفا بصلاحه؛ حتى قال يحيى بن معين: (أظن أهل الشام يسقيهم الله به الغيث).
واجتهد والي دمشق أن يجيبه ولو متأوّلاً ؛ لإجلاله له ولأنّه يعلم شدّة المأمون في هذه المحنة ، فوجّه إلى امرأته وصبيانه ليأتوه ويبكوا عليه ليرجع عن رأيه ، وقيل له : قل : ما في القرآن من الجبال والشجر مخلوق ، فأجاب على هذا ، وكتب إسحاق بإجابته إلى الخليفة .
وامتحن في تلك المدة أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد ، وكان موصوفا بالعلم والفقه وكان عظيم القدر عند أهل الشام ، وكان شيخاً كبيراً قد بلغ الثامنة والسبعين من عمره فأُدخل على المأمون وبين يدي المأمون رجل مطروح قد ضُربت عنقه ، ليرهبه بذلك فقال له المأمون: ما تقول في القرآن ؟ قال : كما قال الله : {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}قال : أمخلوق أو غير مخلوق ؟
قال : ما يقول أمير المؤمنين؟ قال : مخلوق ، قال : بخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة، أو التابعين ؟ قال : بالنظر واحتج عليه قال: يا أمير المؤمنين ، نحن مع الجمهور الأعظم ، أقول بقولهم، والقرآن كلام الله غير مخلوق .
وأخذ المأمون يجادله على طريقة المعتزلة ، فأبى أبو مسهر أن يجيبه إلى ما قال فدعا المأمون بالنطع والسيف ، فلما رأى ذلك أجاب مترخّصاً بعذر الإكراه .

محنة الإمام أحمد بن حنبل
ثم ورد الكتاب من الخليفة إلى أمير بغداد يأمره بامتحان الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح العجلي وعبيد الله القواريري والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة ، ومعهم جماعة من أهل الحديث ، ثمّ امتحن القوم فأجابوا جميعاً مصانعة وترخّصاً بالإكراه غير هؤلاء الأربعة .
قال أبو بكر الأحول لأحمد بن حنبل رحمه الله : إن عُرضت على السيف تجيب ؟ قال : لا.
فلمّا وصل محمد بن نوح العجلي وأحمد بن حنبل إلى الرقّة حُبسا فيها حتى يقدم المأمون وكان قد خرج إلى بلدة يقال لها : البذندون ودخل عليه في حبسه في الرقّة أبو العبّاس الرقي -وكان من كبار أهل الحديث- في ذلك البلد ، ومعه بعض أهل الحديث فجعلوا يذكّرونه ما يُروى في التقية من الأحاديث؛ فقال أحمد: وكيف تصنعون بحديث خبّاب "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه" ؟! قال: فيئسنا منه ، فقال أحمد : لستُ أبالي بالحبس ، ما هو ومنزلي إلا واحد ، ولا قتلاً بالسيف ، إنما أخاف فتنة السوط وأخاف أن لا أصبر ، فسمعه بعض أهل الحبس وهو يقول ذلك فقال : لا عليك يا أبا عبد الله ، فما هو إلا سوط ثمّ لا تدري أين يقع الثاني ، فكأنّه سُرّي عنه ، ثمّ أُخِذ الإمام أحمد وصاحبه على محمل ، وخرج عليهم الأمير رجاء الحضاري وكان من قادة الجيوش فقال : هؤلاء الأشقياء ! فقال الإمام أحمد : يا عدوّ الله ، أنت تقول : القرآن مخلوق ، ونكون نحن الأشقياء ؟! ثم أنزلوا من المحامل وصيّروا في خيمة فخرج عليهم خادم من خدم المأمون يمسح الدمع عن وجهه من البكاء وهو يقول : عزّ عليَّ يا أبا عبد الله أن جرّد أمير المؤمنين المأمون سيفاً لم يجرّده قط ، وبسط نطعاً لم يبسطه قط ، ثم قال : وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا دفعت عن أحمد وصاحبه حتى يقولا : القرآن مخلوق ، فبرك الإمام أحمد على ركبتيه ولحظ السماء بعينيه ، ثم قال : سيدي غرّ هذا الفاجرَ حلمُك حتى تجرّأ على أوليائك بالضرب والقتل ، اللهمّ فإن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤونته ، فما مضى ثلث الليل الأول حتى سمعوا صيحة وضجّة ، وإذا رجاء الحُضاري قد أقبل فقال : صدقت يا أبا عبد الله ، القرآن كلام الله غير مخلوق ، مات واللهِ أمير المؤمنين .
المحنة في زمن المعتصم بن هارون الرشيد
وتولّى الخلافة بعد المأمون أخوه المعتصم ، وكان رجلاً لا بصر له بالعلم ، وإنما هو قائد جيش وصاحب حروب ، لكنّه قلّد أخاه المأمون في هذه المسألة ، وقرّب المعتزلة على طريقة أخيه فزيّنوا له ما كانوا يزيّنونه لأخيه ، ومن أوّل يوم تولّى فيه المعتصمُ الخلافةَ عيَّن أحمدَ بن أبي دؤاد الإيادي قاضيَ القضاة؛ فكان من أشد المعتزلة أذية لأهل السنة في القول بالخلق القرآن والامتحان به ، واشتدّ البلاء على أهل السنّة بتوليته وبتقريب الخليفة له ، فتولّى كبر هذه المحنة ، واجتهد فيها اجتهاداً بالغاً ، وحرّض عليها من قرّبهم من قضاة المعتزلة ومناظريهم ، ثم إنَّ ابنَ أبي دؤاد أمرَ بنقل الإمام أحمد ومحمّد بن نوح مقيّدين إلى بغداد ليُحبسا فيها حتى ينظر في أمرهما ، وكان الإمام أحمد ومحمد بن نوح قد مرضا تلك الأيام مرضاً شديداً ، فأشخصا مقيّدين يُنقلان من بلد إلى بلد في طريق عودتهما إلى بغداد ، فأما محمد بن نوح فاشتدّ به المرض حتى مات رحمه الله وهو مقيّد في موضع يقال له "عانات" على طريق بغداد ، فصلى عليه الإمام أحمد ، وكان –رحمه الله– شابّا حديث السنِّ قويّا في أمر الله ، لا يخاف في الله لومة لائم ، قد هانت عليه نفسه في سبيل الله .
قال الإمام أحمد : ما رأيت أحداً على حداثة سنّه أقومَ بأمر الله من محمّد بن نوح ، وإنّي لأرجو أن يكون قد خُتم له بخير ، قال لي ذات يوم وأنا معه جالس: يا أبا عبد الله !! اللهَ اللهَ ، إنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك ، إنِ اللهُ ابتلاني فأجبتُ فلا يقاس بي ، فإنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك ، أنت رجلٌ يُقتدى بك ، وقد مدّ هذا الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك ، فاتّق الله واثبت لأمر الله ، قال : فتعجّبت من تقويته ومن موعظته إياي .
ونقّل الإمام أحمد في محابس متعددة إلى أن استقرّ حبسه في محبس العامّة في بغداد ، فكان معه جماعة كثيرة في حبسه ، ومكث في ذلك الحبس نحو سنتين ، قال الإمام أحمد : فكنت أصلّي بهم وأنا مقيّد .
وفي تلك المدّة كانت المحنة جارية على أهل العلم ، فامتحن جماعة من العلماء ، فمنهم من أجاب ترخّصاً بعذر الإكراه ، ومنهم من حُبس ، ومنهم من عُزل ، ومنهم ضُرب ، ومنهم أوذي بالتفريق بينه وبين أهله ، وبأنواع أخرى من الأذى ، وكانت أعناق العامّة ممتدّة إلى أحمد بن حنبل لأنه كان رأس أهل الحديث في زمانه رحمه الله .
المناظرة الكبرى في خلق القرآن
ولمّا رأى إسحاق بن حنبل عمُّ الإمام أحمد بن محمد بن حنبل أنَّ حبس ابن أخيه قد طال تردّد إلى الأمراء وقادة الجيوش وأصحاب السلطان وكلّمهم ليشفعوا في إطلاقه ، فلمّا أيس منهم دخل على نائب بغداد إسحاق بن إبراهيم بن الحسين المصعبي ، فذكّره بما كان لحنبل جدّ الإمام أحمد ووالد إسحاق بن حنبل من المكانة والإعانة في حروب بني العباس ، وكان حنبل جاراً للحسين جدّ إسحاق بن إبراهيم بمرو ، فذكّره بذلك وعرّفه ، فقال إسحاق: قد بلغني ذلك ، ثم خلصا في تحاورهما إلى أن يناظره العلماء والفقهاء فمن أفلحت حجّته كان أغلب ، وكان يريد بذلك أن يوجد وسيلة يخرج بها الإمام أحمد من سجنه ، ثم دخل إسحاق بن حنبل على ابن أخيه الإمام أحمد في السجن بصحبة الحاجب فقال له : يا أبا عبد الله قد أجاب أصحابُك ، وقد أعذرتَ فيما بينك وبين الله ، وقد أجاب أصحابك والقوم ، وبقيت أنت في الحبس والضيق ! فقال : يا عمّ إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟! فأمسك عنه ، وكان ذلك في العشر الأواخر من رمضان سنة 219هـ فمكثوا أياما حتى أبلغ إسحاق بن إبراهيم الخليفة بالأمر ، ثم أحضر الإمام أحمد من سجنه ، إلى دار إسحاق بن إبراهيم ومنعت عنه زيارة أقاربه ، ووجّه إليه اثنين من مناظري المعتزلة : أبو شعيب الحجام والآخر محمد بن رباح ، فناظراه ، فلم تقم لهما حجّة عليه ، فكانا إذا ناظراه بعلم الكلام لم يجبهما ، وإذا استدلا عليه بشيء من الكتاب والسنّة ردّ عليهما خطأهما في الاستدلال .
ثم دخل إسحاق بن إبراهيم على الإمام أحمد فكلّمه بكلام ليّن ليثنيه عن موقفه من مسألة خلق القرآن ، وكان مما قال له : يا أحمد إني عليك مشفق ، وإن بيننا وبينك حُرمة ، وقد حلف الخليفة لئن لم تجب ليقتلنَّك ، فقال له الإمام أحمد : ما عندي في هذا الأمر إلا الأمر الأول ، فحوّله من ليلته إلى غرفة مظلمة في دار الخليفة ، وزيدت عليه القيود حتى أثقلته ، قال الإمام أحمد : وحملت على دابّة والأقياد عليّ ، وما معي أحد يمسكني ، ظننتُ أنّي سأخرّ على وجهي من ثقل القيود ، وسلّم الله ، حتى انتهيت إلى الدار ، فأدخلتُ إلى الدار في جوف الليل ، وأغلق عليّ الباب ، وأقعد عليه رجلان ، وليس في البيت سراج ، فقمت أصلّي ولا أعرف القبلة ، فصليت فلما أصبحت فإذا أنا على القبلة ، فلما أصبح أحضر إلى مجلس الخليفة واجتمع القضاة وأهل الكلام من المعتزلة وزعيمهم ابن أبي دؤاد ، وحضر المجلس بعض الأمراء وقادة الجيوش ، فلمّا رآه الخليفة قال : أليس زعمتم لي أنه حدَث ؟ أليس هذا شيخاً مكتهلاً ؟ وكان الإمام أحمد قد بلغ الخامسة والخمسين من عمره عام المحنة ، فأدني من الخليفة وعليه قيوده الثقيلة ، فسلّم عليه ثم أجلس ، قال الإمام أحمد : فلما مكثت ساعة ، قلت له: يا أمير المؤمنين، تأذن لي في الكلام ؟ قال : تكلّم ، قلت له : إلامَ دعا إليه ابن عمّك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إلى شهادة أن لا إله إلا الله قلت : فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، ثم قلت له : إن جدّكَ ابن عباس حكى أن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بالإيمان بالله ، قال : فذكرت الحديث كلّه ، وقلت له : يا أمير المؤمنين فإلى ما أُدعى وهذه شهادتي وإخلاصي لله بالتوحيد ؟! يا أمير المؤمنين دعوة بعد دعوة محمد صلى الله عليه وسلم؟! قال : فسكت ، وأُلقي في نفس المعتصم هيبة أبي عبد الله ، وقال له : لولا أنّك كنت في يدِ مَن كان قبلي لما عرضتُ لك ، ثم قال : ناظروه وكلّموه ،فقال ابن أبي دؤاد لعبد الرحمن القزاز كلّمه ، فقال : ما تقول في القرآن ؟ فقال الإمام أحمد : ما تقول في العلم ؟ فسكت عبد الرحمن ، فقال الإمام أحمد : القرآن من علم الله ، ومن زعم أنّ علم الله مخلوق فقد كفر بالله ، وكان يستدلّ على ذلك بقول الله تعالى : {ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم} فسكت عبد الرحمن القزاز ولم يردّ شيئاً ، فقالوا بينهم : يا أمير المؤمنين كفّرنا وكفّرك ! فلم يلتفت إلى ذلك منهم ، ثم جعلوا يتكلمون من هاهنا ومن هاهنا ، وكان الإمام أحمد وحده والمعتزلة نحو خمسين ، هذا يدلي بشبهة ، وهذا يعترض على حجة ، وهذا ينزع باستدلال لغوي ، وهذا يورد رواية معلولة ، وهذا يورد حجّة كلامية ، فكان إذا ذكروا له شيئاً من الكتاب والسنة واللغة أجابهم وردّ شبهتهم ، وإذا أوردوا عليه شيئا من علم الكلام لم يجبهم ، وقال: لا أدري ما هذا ، إيتوني بشيء من الكتاب والسنة ، حتى ضجر منه ابن أبي دؤاد وقال له : وأنت لا تقول إلا ما في كتاب الله أو سنّة رسوله ؟ فقال الإمام أحمد : وهل يقوم الإسلام إلا بالكتاب والسنة ؟! وذكر الإمام أحمد فيما بعد أن ابن أبي دؤاد لم يكن صاحب علم ولا حجّة ولا قدرة على المناظرة ، إنما كان يستعين ببرغوث البصري وجماعته فإذا انقطع أحدهم عرض ابن أبي دؤاد فتكلم ليوهم أن صاحبه لم ينقطع ،فلما طالت المناظرة قال ابن أبي دؤاد : هو والله يا أمير المؤمنين ضالُّ مضلٌّ مبتدع ، وهؤلاء قضاتك والفقهاء فسَلْهُم ، فقال لهم الخليفة : ما تقولون ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين هو ضالٌّ مضلٌّ مبتدع ، قال الإمام أحمد : وما كان في القوم أرأف بي ولا أرحم من أبي إسحاق المعتصم ، فأمّا الباقون فأرادوا قتلي ، وشاركوا فيه لو أطاعهم وأجابهم إلى ذلك ، ثم صُرفوا من المجلس في ذلك اليوم ، واجتمعوا من الغد حتى إذا كان آخر النهار قال لهم المعتصم : انصرفوا ، وأبقى عنده الإمام أحمد وعبد الرحمن بن إسحاق ، فلمّا خلا بهما ذكر المعتصم للإمام أحمد أنّ مؤدّبه صالح الرشيدي كان جالساً في ذلك الموضع ، وأشار إلى موضع من الدار ، وخالفه في مسألة القرآن؛ فأمر به فسُحب ووطئ .
وأراد بذلك أن يرهب الإمام أحمد عن مخالفته في هذه المسألة ، وكان يحبّ أن يجيب الإمام أحمد لأنه كان رأس أهل الحديث فإذا أجاب طمع أن يجيبه الناس ، وكان مما قاله المعتصم : والله إنه لفقيه ، والله إنّه لعالم ، ولوددت أنّه معي يصلح من شأني ، فإن أجابني إلى ما أريد لأطلقنّ عنه ، ثم قال : يا أحمد ! ويحك ! لقد غمّني أمرُك ، ولقد أسهرتَ ليلي ، ولولا أنّك كنت في يدِ مَن كان قبلي ما عرضت لك ، ولا امتحنتُ أحداً بعدك ، ولو أنّه وراء حائطي هذا ، فقال الإمام أحمد : يا أمير المؤمنين ما أعطوني شيئاً من كتاب الله ولا سنّة عن رسول الله ، فرُدَّ الإمامُ أحمد إلى الموضع الذي كان فيه ، ووجّه إليه اثنين من المعتزلة يناظرانه فكانا معه حتى حضر الإفطار وجيء بالطعام ، فأكلا ولم يأكل الإمام أحمد إلا ما يقيم به أوده ، وجعل نفسه بمنزلة المضطر ، فلما كان اليوم الثالث من مناظرته وذلك صبيحة خمس وعشرين من رمضان ، دخل ابن أبي دؤاد على الإمام أحمد فقال له : يا أحمد ، إنّه قد حلف أن يضربك ضرباً شديداً ، وأن يحبسك في أضيق الحبوس -وكلّ ذلك ترهيب منهم طمعاً في أن يجيبهم ليتّبعهم العامّة على هذا القول- ثم قال له ابن أبي دؤاد : يا أحمد والله ما هو القتل بالسيف ، يا أحمد إنما هو ضرب بعد ضرب ، فلمّا أدخل على الخليفة في اليوم الثالث ، وعنده ابن أبي دؤاد وأصحابه قال المعتصم : أنا عليك شفيق ، لقد أسهرت ليلي ، كيف بليتُ بك ؟! ويحك ! اتّق الله في نفسك وفي دمك ، ثم قال لهم : ناظروه وكلّموه ، فدار بينهم كلام كثير ، وكان مما احتجّ به عليهم الإمام أحمد أن احتجّ بقول الله تعالى : {ألا له الخلق والأمر} ففرّق بين الخلق والأمر ، والقرآن من أمر الله تعالى كما قال تعالى : {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا} ثم قال الإمام أحمد للخليفة المعتصم : علام تدعوني إليه ؟ لا من كتاب الله ، ولا من سنّة نبيه ، تأويلٌ تأوَّلوه ، ورأيٌ رأوه ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن جدال في القرآن ، وقال : (المراء في القرآن كفر) ولستُ صاحبَ مِرَاءٍ ولا كلام ، وإنما أنا صاحبُ آثارٍ وأخبارٍ ، فاللهَ اللهَ في أمري ، فارجع إلى الله ، فوالله لو رأيتُ أمراً وصحّ لي وتبيّنته لَصِرْتُ إليه ، قال أحمد : فأمسك الخليفة ، وكأنَّ أمره قد لان لمّا سمع كلامي ومحاورتي ، عرف فلم يُترك ، وكان أحلمهم وأوقرهم وأشدّهم عليّ تحنُّنا إلا أنّهم لم يتركوه ، واكتنفه إسحاق وابن أبي دؤاد فقالا له : ليس من التدبير تَخْلِيَته هكذا يا أمير المؤمنين ، ابلُ فيه عذراً يا أمير المؤمنين ، هذا يناوئ خليفتين ! هذا هلاك العامة ! وقال برغوث البصري وشعيب : يا أمير المؤمنين كافر حلال الدم ، اضربْ عنقه ، ودمه في أعناقنا ، وقالا : إنّه ضالّ مضلّ ، قال أحمد : ولم يكن في القوم أشدّ تكفيراً ولا أخبث منهما ، فاشتدّ الخليفة عند ذلك وعزم على ضربه ، فدعا بالعقابين والسياط والجلادين ، فلمّا صار الإمام أحمد بين العقابين وعظ الخليفة ، وكان مما قال له : يا أمير المؤمنين ، اللهَ اللهَ ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : (لا يحلّ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث...) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ؛ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم) فبمَ تستحلّ دمي ولم آت شيئاً من هذا يا أمير المؤمنين ؟! يا أمير المؤمنين : اذكر وقوفك بين يدي الله كوقوفي بين يديك ، يا أمير المؤمنين راقب اللهَ ، فكأنّه أمسك ولان ، لكنّه لم يُترك ، فقال ابن أبي دؤاد وخاف أن يكون منه عطف أو رأفة : يا أمير المؤمنين إنّه ضالّ مضلّ كافر بالله ، فقوي عزمُ الخليفةِ على ضرب الإمام أحمد ، فدعا بكرسي فوضع له ، فجلس عليه ، وابن أبي دؤاد وأصحابه قيام على رأسه ، فقال أحد الحراس للإمام أحمد : خذ الخشبتين بيدك وشدّ عليهما ، فلم يتبيّن أحمد كلامه ، فتخلّعت يداه بعد ذلك من الضرب ، ثم قال المعتصم للجلادين : أروني سياطكم فنظر فيها ، فقال : إيتوني بغيرها ، فأتوه بغيرها ، ثم قال لهم : تقدّموا ، وقال لهم : ادنوا واحداً واحد اً، ثم قال لأوّلهم : أوجعْ قطع الله يدك ، قال الإمام أحمد : فتقدّم فضربني سوطين ، ثمّ تأخر ، ثم قال للآخر : ادن ، شدّ قطع الله يدك ، ثم جاء آخر ، فلم يزالوا كذلك حتى أغمي على الإمام أحمد ، فوقف المعتصم عليه وهم محدقون به حتى أفاق ، فقال له : يا أحمد ، ويلك تقتل نفسك ، ويحك أجبني أُطلقْ عنك ، وأجلب الحاضرون عليه : أمير المؤمنين قائم على رأسك ، إمامك يسألك أن تجيبه ، يريدون أن يجيبهم إلى مقالتهم ، وضربه عُجيف -أحد قادة جيوش المعتصم- بقائمة سيفه وقال له : تريد تغلب هؤلاء كلهم ؟! وجعل بعضهم يقول : يا أمير المؤمنين دمه في عنقي ، فرجع إلى الكرسي ، وقال للجلاد : ادنه ، أوجع قطع الله يدك ، ولم يزل يدعو واحداً واحداً ، وكلّ واحد يضربه سوطين ثمّ يتنحّى ، حتى يكون ذلك أشدّ في الضرب ، حتى أغمي عليه مرّة أخرى ، ثمّ ترك حتى أفاق ، فقام إليه ثانية فكرر عليه مقالته فلم يجبه ، ثم أعاد ضربه مرة ثالثة حتى أغمي عليه ، ثم ترك حتى أفاق ، ثمّ قام إليه الثالثة فجعل يقول : يا أحمد أجبني ، قال أحمد : وجعل عبد الرحمن يقول لي : أصحابك يحيى وفلان وفلان ، أليس قد أجابو ا؟ فلم يجبهم ، وعزم على احتمال الضرب والأذى ، وقال المعتصم لابن أبي دؤاد: لقد ارتبكت في أمر هذا الرجل ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنّه والله كافر مشرك ، قد أشرك من غير وجه، فلا يزال به حتى يصرفه عما يريد ، فأعيدَ عليه الضربُ حتى ضرب نيّفاً وثلاثين سوطاً ، وأغمي عليه ثم سحبوه وكبّوه على وجهه وداسوه ، فلمّا رأى المعتصم أنّه لا يتحرّك دخله الرعب ، وأمر بتخليته ، فلم يفق إلا وهو في حجرة قد أطلقت عنه الأقياد ، وأراد الخليفة أن يطلق سراحه بعد الضرب، فقال ابن أبي دؤاد : يا أمير المؤمنين احبسه ، فإنّه فتنة يا أمير المؤمنين إنّه ضالّ مضلّ ، وإن أخليته فتنتَ به الناس ، فلم يلتفت إليه الخليفة ، وأخذه الندم والارتباك ، وجيء الإمام أحمد بسويق ليشرب فأبى ، وقال: لا أفطر ، ثم قال : لي ولهم موقف بين يدي الله عزّ وجل ، فنُقلت هذه الكلمة إلى الخليفة فقال : يخلّى سبيله الساعة ، وأمر أن يُكْسَى كسوة حسنة ، مبطّنة وقميصا وطيلسانا وخفّا وقلنسوة ، وأن يحمل إلى منزله ، وكان نائبُ بغداد قد أخذ عمَّ الإمام أحمد وبعض أقاربه من الليل وأوقفهم ، فعلمَ الناسُ أنّه سيحدث في شأن أحمد حدث ، فاجتمع الناس في الميدان والطرقات ، وأغلقت الأسواق ، واجتمع الناس ، فبينا هم كذلك إذ خرج عليهم الإمام أحمد على دابّة عليه كسوة حسنة ، وابن أبي دؤاد عن يمينه، وإسحاق بن إبراهيم عن يساره ، وأُخِذ إلى دار إسحاق بن إبراهيم فبعث إلى جيرانه ومشايخ المجالس فجمعهم وأدخلوا عليه ، فقال لهم : هذا أحمد بن حنبل ، إن كان فيكم من يعرفه ، وإلا فليعرف ، ثم حملوه على دابّة إلى داره يشيّعه نائب بغداد والناس ، قال حنبل بن إسحاق -وهو ابن عمّ الإمام أحمد-: فلمّا صار إلى باب الدار ذهب لينزل فاحتضنته ولم أعلم فوقعت يدي على موضع الضربة فصاح وآلمه ذلك ، ولم أعلم فنحّيت يدي ، فنزل متوكّئا عليَّ ، وأغلق الباب ، ودخلنا معه ، ورمى بنفسه على وجهه لا يقدر أن يتحرّك إلا بجهد ، وخلع ما كان عليه من اللباس الذي كسوه ، فأمر به فبيع ، وتصدّق بثمنه ، وجاء رجل من أهل السجن يقال له : أبو الصبح ، يعالج من الضرب والجراحات فقال : قد رأيت مَن ضُرب الضرب العظيم ، ما رأيت ضرباً مثل هذا ، هذا ضرب التلف ، وكان لبعض الجراحات غور فسبرها بالميل فلم يجدها نقبت ، وعافاه الله من ذلك ، ورأى بعض اللحم قد مات من الضرب فقطعه بسكين ، فلم يزل أثر الضرب في ظهره ، وجعل يضع له الدواء ويصنع له المراهم حتى تعافى بعد أيام ، وقوي على شهود الصلاة مع المسلمين ، وكان كهلاً في الخامسة والخمسين من عمره لمّا ضُرِبَ رحمه الله ورفع درجته .
قال عليّ بن المديني: إنّ الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث : أبو بكر الصديق يوم الردّة ، وأحمد بن حنبل يوم المحنة .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحضور, تسجيل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir