دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى السابع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الآخرة 1439هـ/28-02-2018م, 02:10 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد
أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الآخرة 1439هـ/1-03-2018م, 03:24 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية‎.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال‏‎.‎
معنى النذر: إلزام المكلف نفسه بعبادة لله عز وجل، ومن العلماء من علق النذر على شرط، ومنهم ‏من لم يعلقه، ومتى صرفت هذه العبادة لغير الله كانت شركا.
وقد امتدح الله عباده الذين يوفون بالنذور، فقال الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوا كان شره ‏مستطيرا).
وأما أقسام النذر: فهو مطلق ومقيد، أما المطلق: كأن يلزم المكلف نفسه بعبادة لله دون اشتراط أو ‏ربطها بحدوث شيء معين، كأن يقول: ( نذرت لله أن أصوم كذا أو أتصدق بكذا )،
فلم يعلق نذره ‏على شيء، وهذا لا تدخله الكراهة).
وأما المقيد: فهو ما كان معلقا على أمر آخر، كأن يقول: ( إن حصل كذا وكذا فسأقوم بفعل كذا)‏
وهذا النذر فيه سوء أدب مع الله، حيث تتوقف الطاعة المنذورة على حدوث أمر، والله سبحانه ‏وتعالى يُتقرب إليه بالطاعات في كل حال، وهذا القسم من النذر- أي النذر المقيد- هو المقصود
من ‏قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما يُتسخرج به من البخيل).‏
حكم الوفاء بالنذر:
ماكان نذرا لله فهو طاعة له، وواجب على الناذر أن يوف بنذره، وإن كان قد نذر بمعصية الله ‏فالواجب عليه ألا يوف بنذره،
وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن ‏نذر أن يعصي الله فلا يعصه).‏

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟‏
يثبت بأن النذر عبادة بما دل عليه عام النصوص من كون كل ما يتقرب به لله فهو عبادة، وكل ما ‏يُفرد به فهو عبادة، فلا يجوز أن تصرف هذه العبادات لغيره وإلا صارت شركا.‏
فمثلا: معلوم أن الذبح لله عبادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم‎:‎‏ ( لعن الله من ذبح لغير الله)، فدل هذا على أن ‏الذبح لله عبادة، لا يصح أن تصرف إلا له وحده، فمن ذبح لغير الله فقد أشرك بالله.
فيؤخذ من هذا الدليل على أن كل ما دل عليه الشرع كونه عبادة، فلا يصح صرفه لغير الله.

وقد جاءت أدلة مخصوصة على كون النذر عبادة، وبالتالي فلا يجوز صرفه لغير الله،
ومن هذه النصوص: قول الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)، فقد امتدح الله ‏تعالى عباده الذين يوفون بنذورهم، ولا يمتدح الله عبدا على فعل إلا كان هذا الفعل
محبوبا إليه ‏مشروعا القيام به، وقول النبي صلى الله عليه وسلم‎ ‎‏: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا ‏يعصه).‏


س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هى الالتجاء والاعتصام، والاستعاذة عبادة لا تصرف إلا لله، وهى الالتجاء إليه وحده ‏اعتصاما به مما يخافه العبد،
وتكون بشدة تعلق القلب بالله، بحيث يكون المفزع إليه، لأنه لا منجي ‏إلا إياه، ولا يقدر على الحماية والعصمة من الشرور وآذاها إلا هو سبحانه.
ولما كانت الاستعاذة بالله كما ذكرنا، فلا شك أن الاستعاذة بغيره من الشرك به، وقد جاءت ‏النصوص وفيها الأمر بالاستعاذة بالله تعالى، فيستدل بها على كونها عبادة لله،
كما في قول الله ‏تعالى:( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، وقوله الله تعالى: ( قل ‏أعوذ برب الفلق)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أعوذ بكلمات الله التامات ...).‏
وجاء في النصوص كذلك أن الاستعاذة تقع من الإنس في حق الجن، وهذا شرك بالله، فقال تعالى :( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)
فالجن إما زادوا الإنس رهقا أي: إرهابا وذعرا وخوفا، أو أن الإنس قد زادوا الجن رهقا أي: عدوا وكبرا وتعاظما إذ تعوذوا بهم.



س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟‏
كما تقدم أن الاستعاذة عبادة لا تُصرف إلا لله وحده، وما كان منها لغيره فهو شرك، ومن ذلك الاستعاذة ‏بالأولياء، وهذا مما انتشر بين المسلمين في بلدانهم، بحيث يدعون أن الأولياء لهم تصرفات بحياتهم ‏وبعد مماتهم،
وأنهم يستعاذ بهم ليدفعوا الشرور، فعقلا عُلم أن الأموات لا يستطيعون بعد موتهم نفع ‏أنفسهم، فكيف ينفعون غيرهم، فأين ذهبت عقول هؤلاء الذين يستعيذون بموتى لا يملكون ‏لأنفسهم ضرا ولا نفعا؟!
وإن كان الحي الحاضر لا يقدر على إعاذة المخلوق مثله إلا فيما أقدره ‏الله عليه، فكيف بميت لا يملك لنفسه شيئا؟!‏
وشرعا فسبق تعريف الاستعاذة وذكر الأدلة على كونها عبادة لا تصرف لغير الله.
ونقول لهؤلاء الذين انحرفت عقولهم ومالت قلوبهم عن الحق،" أله مع الله" تدعونه ليستجيب لكم،
و أنه أخبر سبحانه في كتابه بأنه الخالق المدبر والمصرف لشؤون خلقه "ألا له الخلق والأمر"
فكيف ينصرف الناس للاستعاذة بمخلوق يماثلهم في النقص والضعف والجهل، فضلا عن كونه ‏ميت.



س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما ‏تقول‎. ‎
الاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة.، وهى عبادة مشروعة بحق الله تعالى.
حكم الاستغاثة بغير الله:في الأمر تفصيل فمنهاالجائز المشروع، ومنها المحرم.
فالمشروع منها :
‏1. الاستغاثة بالمخلوق فيما أقدره الله عليه، ( كالذي يغرق فيصيح بالناس: أغيثوني!)
وهنا لابد وأن يكون قلبه متعلق بالله وحده، وما استغاثته بالناس إلا سبب في حصول النجاة.

أما المحرم:
‏1. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله. ( كطلب الشفاء والرزق)
‏2. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه مخلوق. ( كالاستغاثة بالحي الغائب أو الميت )

وقد دلت النصوص الشرعية على أنه لا يملك جلب المنافع أو دفع المضار إلا الله وحده،
كما في قوله تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ‏يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم"،
فهل يصح التوجه لغير الله للطلب والقصد؟!
والاستغاثة أخص من الدعاء، فلما كانت الاستغاثة لا تكون إلا من مكروب، يطلب إزالة الشدة، ‏وكان الدعاء شاملا لذلك وفيه طلب الخير والنفع، فكان متضمنا لمعنى الاستغاثة، ‏
فمتى توجه المخلوق لمخلوق مثله معتقدا مقدرته فيما اختص به الخالق، فذلك شرك.‏


س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} ‏وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم‎. ‎
لما شج النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، أخذ يدعو على مشركي قومه، فنزلت هذه الآية، ولما كانت العواقب ‏بيد الله وحده، كما أنه يعلم الغيب وحده،
فإنه لم يستجب لرسوله حين دعا عليهم، بل تاب عليهم ‏وأسلموا بعد ذلك.
فإن الرسول خوطب في هذه الآية بأنه لا يملك من الأمر شيء، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، ‏فإنه صلى الله عليه وسلم، لا يملك أن يهلكهم أو يهديهم
أو أي شيء أدنى من ذلك أو أكبر، وهنا دليل على كمال ‏ربوبية الله وكمال ألوهيته وأنه وحده الذي بيده كل شيء.

فكيف يتوجه الناس للاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد علموا أن الذي بيده ملكوت السموات والأرض هو ‏الله وحده،
وأنه لا مخلوق سواء نبي مرسل أو ملك مقرب، يملك شيئا لنفسه فضلا عن غيره.


س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا ‏أنفسهم ينصرون‎}‎
من محاسن الإسلام أن جعل الأدلة على التوحيد عقلية شرعية، وذلك أن قضية التوحيد هى ما بعث الله من أجله الرسل، فكان لها النصيب الأوفر من الأدلة فضلا عن تنوع هذه الأدلة بين عقلية وفطرية وشرعية،
وبهذا يخاطب الذين ينكرون الديانات، ‏والذين أشركوا واتخذوا آلهة باطلة تُعبد من دون الله، وتقوم عليهم الحجة.
فالله سبحانه وتعالى يخبر ‏في هذه الآية عن المشركين، الذين توجهوا لمخلوق صرفوا له العبادة، وقد عُدم خصائص الربوبية ‏وكمالات الألوهية، بل هو مخلوق مثلهم لا يملك شيء، ولا يستحق شيء مما صُرف له.‏
فكيف لهؤلاء أن يتخذوا مخلوق للعبادة ويتركوا الخالق، وذلك المخلوق هو نفسه لم يخلق نفسه ، بل خُلق مثل المخلوقين الذين يعبدونه، بلا ‏يملك أن ينصر نفسه في مقامات تتطلب ذلك، فضلا أن ينصر الذين يطلبوا منه النصر.‏


الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 جمادى الآخرة 1439هـ/3-03-2018م, 04:37 AM
ايمان ضميرية ايمان ضميرية غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أجب عن الأسئلة التالية إجابة وافية
س1):بين معنى النذر وأقسامه وحكم الوفاء به والاستدلال
النذر :هو إلزام المكلف نفسه بعبادة الله تعالى بصورة مطلقة أو مقيدة
أقسامه :نذر لغير الله وهو من الشرك الأكبر حيث يتقرب به الناذر لغير الله تعالى بهدف قضاء حوائجه أو الشفاعة له عند الله تعالى قال تعالى (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا الله بزعمهم وهذا لشركائنا )ولا وفاء أو كفارة في هذا القسم الباطل من النذور
-نذر الله ينقسم الى (نذر مطلق ومقيد وذلك من حيث سبب الإلزام فالمطلق ان ينذر العبد طاعة لله تعالى دونما قيد أو شرط وهو ليس بمكروه وأما المقيد فيكون الإلزام متعلقاً بحدود الشرط وهذا النوع مكروه وقد قال فيه الرسول (إنما يستخرج به من البخيل )لأن الناذر الذي يربط عمله للعبادة بالنعمة المنتظرة هو بمنزلة البخيل الذي لا يعمل العبادة حتى يقاضى عليها ويصل الحكم الى التحريم إن ظن الناذر أن هذه الحاجة تتحقق بالنذر وذلك لسوء ظنه بالله تعالى
-نذر الطاعة والمعصية :وذلك من حيث حكم العمل المنذور وقد أجمع العلماء على وجوب الوفاء في حال كوّن
النذر في طاعة ،وقد حكي عن أبي حنيفة أن حكم الوفاء يتبع جنس العبادة في الشرع فإن كان النذر بصوم واجب وإن كان باعتكاف لم يجب وأما إن كان في معصية الله فهو محرم وعدم الوفاء به واجب
-وهناك نذر يسمى نذر اللجاج والغضب وهو يمين عند أحمد ويخير بين فعله او كفارة اليمين أو مكروهاً
كالطلاق كما جاء في الحديث (لا نذر في غضب وكفارته كفارة يمين )
س2):كيف تثبت ان النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل
مدح الله الذين يوفون بالنذر وعظم شأنهم وشأن النذر وهذا المدح يدل على ذلك أمر محبوب لله ومشروع ومتعبد به وذلك في قوله (يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا )
فالعبادة :هي اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة وكون النذر من ذلك يدل على انه عبادة
قال رسول الله (من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه )وهو يدل على وجوب الوفاء لمن نذر طاعة لله
س3):ما معنى الاستعاذة أو ما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل ؟
الاستعاذة :هي طلب العياذ وهي التجاء العبد واعتصامه بالله
قال تعالى (فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )
وقال أيضاً (قل أعوذ برب الفلق )و (قل أعوذ برب الناس )
وأمره عزوجل بالاستعاذة به يدل على كونها عبادة أمر الله تعالى بها وأيضاً يدل على ذلك أن الاستعاذة هي طلب العبد العياذ ممن هو أكبر منه وهذا يعد دعاء ولما كان الدعاء عبادة عدت الاستعاذة عبادة وبالتالي فإن صرفها لغير الله شرك
س4):كيف ترد على من زعم من القبوريين أن يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه ؟
أولاً بينا ان هذا الميت لا يقدر على دفع الشر والضر عنهم
قال تعالى (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )
فإذا لم يقتنعو بما سبق ننتقل الى إثبات استعاذتهم بذلك الميت ويعد هذا من الشرك الأكبر
قال تعالى (تالله إنَّا كنّا في ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين )
س5):مامعنى الاستغاثة ؟وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى ؟فصل القول في ذلك مستدلاً لما تقول ؟
الاستغاثة :طلب الإغاثة لتفريج كربة أو شدة فيقال :أغاثه :إذا فزع إليه وأعانه وخلصه مما هو فيه
فبينهما وبين الدعاء عموم وخصوص ،فكل مستغيث داعي
والاستغاثة تعني الدعاء وعند الشدة والكربة فلذلك هي صنف من أصناف الدعاء
أما حكم الاستغاثة بغير الله فيه تفصيل عند العلماء
منهم من قال :إذا كانت الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا شرك اكبر لأن الاستغاثة عبادة لا يجوز صرفها لغير الله كما قال الله عزوجل (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً )
ومنهم من قال إذا كانت الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه فهذا جائز ودليلهم على ذلك ما وقع في قصة موسى عليه السلام في قوله تعالى (فستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه )
س6):فسر قوله تعالى (ليس لك من الأمر شيئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )وكيف ترد بهذه الآية
على من غلا في النبي صلى الله عليه وسلم
المعنى ليس لك يامحمد من الأمر شيئ واللام في قوله (لك )لام الاستحقاق
ولام الملك والمعنى :لا تستحق شيئا أو لا تملك شيئاً
ويعني لا تستحق بذاتك وإنما بما أمر الله به وأذن به وهذه الآية فيها من البرهان والحجة الكافية لمن غلا في
النبي صلى الله عليه وسلم فلقد بين الله فيها وفِي أمثالها أنه لا يملك من الأمر شيئاً فهو مخلوق والمخلوق من صفته الضعف والعجز ومن كانت هذه صفته لا يستحق أن يملك شيئاً أو يدفع عن نفسه شراً او ينصر نفسه فضلاً عن أن ينفع غيره أو ينصره ولو كان للنبي صلى الله عليه وسلم من الأمر شيئاً لدفع عن نفسه وعن أصحابه ما وقع لهم في أحد وهذا يدل على أن الله وحده من بيده الأمر وإليه يرجع الأمر كله

س7):فسر قول الله تعالى (أيشركون مالا يخلق شيئاً وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون
هذا توبيخ وتعنيف من الله عزوجل للمشركين كيف يشركون المخلوق الذي لا يملك شيئاً مع الخالق المستحق للعبادة فيبين سبحانه عجزهم وضعفهم بقوله (وهم يخلقون )أي ان الله هو الذي خلق من عُبد وخلق العابد
فهو وحده المستحق للعبادة لكمال ملكه وتدبيره فهو الخالق الرزاق المحي المميت فالخلق خلقه والأمر أمره
(ولا يستطيعون نصر أنفسهم ولا أنفسهم ينصرون )
أي إذا إنتفى عنهم جلب النفع لأنفسهم أو دفع الضر عن أنفسهم فمن باب أولى أن ينتفي ذلك عن تقديم لغيرهم ،فجلب النفع ودفع الضر هوملك لله وحده فهو القادر على نصرهم ولو شاء لمنع ذلك
ويتبين من ذلك أمور منها
منها إقرار المشركين بربوبية الله عزوجل برهان وحجة على ما ينكرونه من توحيد الإلهية
ومنها الكمال المطلق لله عزوجل في إسائه وصفاته وتدبيره وملكه فهو وحده المستحق للعبادة

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 جمادى الآخرة 1439هـ/3-03-2018م, 05:36 AM
الصورة الرمزية آمال محمد حسن
آمال محمد حسن آمال محمد حسن غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 317
افتراضي حل المجلس

: مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر: هو إيجاب المكلف نفسه بعبادة.
أقسامه:
1. نذر مطلق، و هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة بدون اشتراط شىء يحدث له؛ كأن يقول (لله على أصلى كذا و كذا).
2. نذر مقيد، و هو أن يلزم نفسه بعبادة بشرط حصول شىء؛ كأن يقول (لله على أن أتصدق إن شفى الله مريضى)، و هذا هو الذى كرهه النبى صلى الله عليه و سلم و قال:"إنه لا يأتى بخير إنما يستخرج به من البخيل"، و ذلك لأنه اعتقد أن الله لا يعطى إلا بمقابل و الله عز و جل جواد كريم متفضل على عباده يرزق من يشاء بغير حساب.
الوفاء بالنذر:
1. إذا كان نذرا بالطاعة؛ فواجب الوفاء به.
2. إذا كان نذرا على معصية؛ فلا وفاء عليه، و عليه كفارة.
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"من نذر أن يطيع الله فليطعه و من نذر أن يعصى الله فلا يعصه".
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
1. لأن الله عز و جل امتدح الموفين به فى كتابه فقال :"يوفون بالنذر و يخافون يوما كان شره مستطيرا"
2. أن الله عز و جل بين عظم أمر النذر فقال :"و ما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه"
و العبادة هى اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة.
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هى الالتجاء و الاعتصام لكشف الضر.
الدليل:
1. أن الله أمر بالاستعاذة به دون ما سواه فقال :"و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم"
2. أن فيها طلب، و الطلب فيه دعاء، و الدعاء هو العبادة، قال تعالى :"و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك"
3. عن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :"من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شىء حتى يرحل من منزله ذلك"، فالاستعاذة بكلمات الله و هى ليست مخلوقة دلت على أن الاستعاذة لا يجوز صرفها لمخلوق.
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
أن الاستعاذة بها عملان:
عمل القلب باللجوء و الاعتصام و الرغب و الرهب؛ فهذه العبادات صرفها لغير الله شرك، و حال هؤلاء القبوريين لا يخلو من ذلك.
عمل اللسان، و هذا يجوز فيما أقدر الله عليه المخلوق، و يكون شركا إذا صرفه لمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله.
إذا تحدثنا عن الأولياء:
فى حياتهم؛ فإن الله تعالى أخبر فى كتابه عن تفرده بالملك و النفع و التدبير، قال تعالى :" ألا له الخلق و الأمر"، و قال تعالى :"قل من يرزقكم من السماء و الأرض أمن يملك السمع و الأبصار و من يخرج الحى من الميت و يخرج الميت من الحى و من يدبر الأمر فسيقولون الله"
فى مماتهم؛ فإنهم لا يملكون لأنفسهم فضلا عن غيرهم كشف الضر و لا تحويله، قال تعالى:"الله يتوفى الأنفس حين موتها و التى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت"؛ فكيف لروح أخبر الله أنه ممسكها أن تتصرف فى نفسها فضلا عن غيرها، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إلا من ثلاث"
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة هى طلب الغوث و الفرق بينها و بين الدعاء أنها تكون مع المكروب أما الدعاء فيكون مع المكروب و غيره.
الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك
أما الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه ذلك المخلوق ليس شركا؛ كأن يغرق أحدهم و يقول لفلان (بك أستغيث)، على أن يكون قلبه متعلقا بالله، و معتقدا أن هذا الشخص مجرد سبب.
قال تعالى :"و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين و إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو و إن يردك بخير فلا راد لفضله"
النقصود بالظلم هنا: الشرك
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
فى الصحيح عن أنس قال: شج النبى صلى الله عليه و سلم يوم أحد و كسرت رباعيته فقال :"كيف يفلح قوم شجوا نبيهم" فنزلت :" ليس لك من الأمر شىء"
و فيه عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بعد ما يرفع من الركوع فى الركعة الأخيرة من الفجر :"اللهم العن فلانا و فلانا" فنزلت :"ليس لك من الأمر شىء"
أى لست تملك يا محمد هداية أحد من الخلق أو ضلاله؛ فامض فى رسالتك و استمر فى الدعاء، و قد أذن الله بهدايتهم
فإذا كان أشرف الخلق صلى الله عليه و سلم قد أخبره الله بأنه لا يملك من أمر الله شيئا؛ فما بال أقوام يغلون فيه بدعائه أو الاستغاثة به.
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
يعنى يشركون بالخالق المخلوق الذى لم يخلق شيئا و لا يستطيع نصر نفسه فضلا عن غيره.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 جمادى الآخرة 1439هـ/8-03-2018م, 11:32 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم


أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية‎.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال‏‎.‎
معنى النذر: إلزام المكلف نفسه بعبادة لله عز وجل، ومن العلماء من علق النذر على شرط، ومنهم ‏من لم يعلقه، ومتى صرفت هذه العبادة لغير الله كانت شركا.
وقد امتدح الله عباده الذين يوفون بالنذور، فقال الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوا[يوما] كان شره ‏مستطيرا).
وأما أقسام النذر: فهو مطلق ومقيد، أما المطلق: كأن يلزم المكلف نفسه بعبادة لله دون اشتراط أو ‏ربطها بحدوث شيء معين، كأن يقول: ( نذرت لله أن أصوم كذا أو أتصدق بكذا )،
فلم يعلق نذره ‏على شيء، وهذا لا تدخله الكراهة).
وأما المقيد: فهو ما كان معلقا على أمر آخر، كأن يقول: ( إن حصل كذا وكذا فسأقوم بفعل كذا)‏
وهذا النذر فيه سوء أدب مع الله، حيث تتوقف الطاعة المنذورة على حدوث أمر، والله سبحانه ‏وتعالى يُتقرب إليه بالطاعات في كل حال، وهذا القسم من النذر- أي النذر المقيد- هو المقصود
من ‏قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما يُتسخرج به من البخيل).‏
حكم الوفاء بالنذر:
ماكان نذرا لله فهو طاعة له، وواجب على الناذر أن يوف بنذره، وإن كان قد نذر بمعصية الله ‏فالواجب عليه ألا يوف بنذره،
وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن ‏نذر أن يعصي الله فلا يعصه).‏
[والنذر لغير الله عز وجل شرك أكبر، كما كان يحسن بكِ ذكر أحكام كل من النذر في المباح، ونذر اللجاج والغضب.]
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟‏
يثبت بأن النذر عبادة بما دل عليه عام النصوص من كون كل ما يتقرب به لله فهو عبادة، وكل ما ‏يُفرد به فهو عبادة، فلا يجوز أن تصرف هذه العبادات لغيره وإلا صارت شركا.‏
فمثلا: معلوم أن الذبح لله عبادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم‎:‎‏ ( لعن الله من ذبح لغير الله)، فدل هذا على أن ‏الذبح لله عبادة، لا يصح أن تصرف إلا له وحده، فمن ذبح لغير الله فقد أشرك بالله.
فيؤخذ من هذا الدليل على أن كل ما دل عليه الشرع كونه عبادة، فلا يصح صرفه لغير الله. [إذن نستدل عليه بالأدلة العامة كقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} وقوله: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} وغيرها من أدلة إفراد الله بالعبادة.]

وقد جاءت أدلة مخصوصة على كون النذر عبادة، وبالتالي فلا يجوز صرفه لغير الله،
ومن هذه النصوص: قول الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)، فقد امتدح الله ‏تعالى عباده الذين يوفون بنذورهم، ولا يمتدح الله عبدا على فعل إلا كان هذا الفعل
محبوبا إليه ‏مشروعا القيام به، وقول النبي صلى الله عليه وسلم‎ ‎‏: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا ‏يعصه).‏


س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هى الالتجاء والاعتصام، والاستعاذة عبادة لا تصرف إلا لله، وهى الالتجاء إليه وحده ‏اعتصاما به مما يخافه العبد،
وتكون بشدة تعلق القلب بالله، بحيث يكون المفزع إليه، لأنه لا منجي ‏إلا إياه، ولا يقدر على الحماية والعصمة من الشرور وآذاها إلا هو سبحانه.
ولما كانت الاستعاذة بالله كما ذكرنا، فلا شك أن الاستعاذة بغيره من الشرك به، وقد جاءت ‏النصوص وفيها الأمر بالاستعاذة بالله تعالى، فيستدل بها على كونها عبادة لله،
كما في قول الله ‏تعالى:( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، وقوله الله تعالى: ( قل ‏أعوذ برب الفلق)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أعوذ بكلمات الله التامات ...).‏
وجاء في النصوص كذلك أن الاستعاذة تقع من الإنس في حق الجن، وهذا شرك بالله، فقال تعالى :( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)
فالجن إما زادوا الإنس رهقا أي: إرهابا وذعرا وخوفا، أو أن الإنس قد زادوا الجن رهقا أي: عدوا وكبرا وتعاظما إذ تعوذوا بهم.
[ويستدل على كون الاستعاذة عبادة أيضا بالأدلة العامة كما سبق، وبأدلة الدعاء؛ لأن كل مستعيذ فهو يطلب من الله أن يعصمه ويحميه من كل شر.]


س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟‏
كما تقدم أن الاستعاذة عبادة لا تُصرف إلا لله وحده، وما كان منها لغيره فهو شرك، ومن ذلك الاستعاذة ‏بالأولياء، وهذا مما انتشر بين المسلمين في بلدانهم، بحيث يدعون أن الأولياء لهم تصرفات بحياتهم ‏وبعد مماتهم،
وأنهم يستعاذ بهم ليدفعوا الشرور، فعقلا عُلم أن الأموات لا يستطيعون بعد موتهم نفع ‏أنفسهم، فكيف ينفعون غيرهم، فأين ذهبت عقول هؤلاء الذين يستعيذون بموتى لا يملكون ‏لأنفسهم ضرا ولا نفعا؟!
وإن كان الحي الحاضر لا يقدر على إعاذة المخلوق مثله إلا فيما أقدره ‏الله عليه، فكيف بميت لا يملك لنفسه شيئا؟!‏
وشرعا فسبق تعريف الاستعاذة وذكر الأدلة على كونها عبادة لا تصرف لغير الله.
ونقول لهؤلاء الذين انحرفت عقولهم ومالت قلوبهم عن الحق،" أله مع الله" تدعونه ليستجيب لكم،
و أنه أخبر سبحانه في كتابه بأنه الخالق المدبر والمصرف لشؤون خلقه "ألا له الخلق والأمر"
فكيف ينصرف الناس للاستعاذة بمخلوق يماثلهم في النقص والضعف والجهل، فضلا عن كونه ‏ميت.
[لو عضدتِ إجابتك بالأدلة لكانت أتم.]


س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما ‏تقول‎. ‎
الاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة.، وهى عبادة مشروعة بحق الله تعالى.
حكم الاستغاثة بغير الله:في الأمر تفصيل فمنهاالجائز المشروع، ومنها المحرم.
فالمشروع منها :
‏1. الاستغاثة بالمخلوق فيما أقدره الله عليه، ( كالذي يغرق فيصيح بالناس: أغيثوني!) [وكما استغاث بموسى الذي هو من شيعته.]
وهنا لابد وأن يكون قلبه متعلق بالله وحده، وما استغاثته بالناس إلا سبب في حصول النجاة.

أما المحرم:
‏1. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله. ( كطلب الشفاء والرزق)
‏2. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه مخلوق. ( كالاستغاثة بالحي الغائب أو الميت )
[وكلا الأمرين شرك أكبر، فهما استغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، وهذا هو الضابط الصحيح كما ذكر الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله. وأما الضابط الثاني ــ الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه مخلوق ــ فإنه غير منضبط؛ لأنه قد يستغيث الغريق بمن لا يحسن السباحة، ظنا منه أنه يحسن السباحة؛ فيكون قد استغاث بمخلوق فيما لا يقدر عليه، وهنا لا يكون هذا من الشرك الأكبر؛ لأن إغاثة الغريق عادة هو مما يقدر عليه المخلوق.]
وقد دلت النصوص الشرعية على أنه لا يملك جلب المنافع أو دفع المضار إلا الله وحده،
كما في قوله تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ‏يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم"،
فهل يصح التوجه لغير الله للطلب والقصد؟!
والاستغاثة أخص من الدعاء، فلما كانت الاستغاثة لا تكون إلا من مكروب، يطلب إزالة الشدة، ‏وكان الدعاء شاملا لذلك وفيه طلب الخير والنفع، فكان متضمنا لمعنى الاستغاثة، ‏
فمتى توجه المخلوق لمخلوق مثله معتقدا مقدرته فيما اختص به الخالق، فذلك شرك.‏


س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} ‏وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم‎. ‎
لما شج النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، أخذ يدعو على مشركي قومه، فنزلت هذه الآية، ولما كانت العواقب ‏بيد الله وحده، كما أنه يعلم الغيب وحده،
فإنه لم يستجب لرسوله حين دعا عليهم، بل تاب عليهم ‏وأسلموا بعد ذلك.
فإن الرسول خوطب في هذه الآية بأنه لا يملك من الأمر شيء، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، ‏فإنه صلى الله عليه وسلم، لا يملك أن يهلكهم أو يهديهم
أو أي شيء أدنى من ذلك أو أكبر، وهنا دليل على كمال ‏ربوبية الله وكمال ألوهيته وأنه وحده الذي بيده كل شيء.

فكيف يتوجه الناس للاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد علموا أن الذي بيده ملكوت السموات والأرض هو ‏الله وحده،
وأنه لا مخلوق سواء نبي مرسل أو ملك مقرب، يملك شيئا لنفسه فضلا عن غيره.[قد اختصرتِ في الرد من خلال هذه الآية على من غلا في رسول الله صلى الله عليه وسلم.]


س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا ‏أنفسهم ينصرون‎}‎
من محاسن الإسلام أن جعل الأدلة على التوحيد عقلية شرعية، وذلك أن قضية التوحيد هى ما بعث الله من أجله الرسل، فكان لها النصيب الأوفر من الأدلة فضلا عن تنوع هذه الأدلة بين عقلية وفطرية وشرعية،
وبهذا يخاطب الذين ينكرون الديانات، ‏والذين أشركوا واتخذوا آلهة باطلة تُعبد من دون الله، وتقوم عليهم الحجة.
فالله سبحانه وتعالى يخبر ‏في هذه الآية عن المشركين، الذين توجهوا لمخلوق صرفوا له العبادة، وقد عُدم خصائص الربوبية ‏وكمالات الألوهية، بل هو مخلوق مثلهم لا يملك شيء، ولا يستحق شيء مما صُرف له.‏
فكيف لهؤلاء أن يتخذوا مخلوق للعبادة ويتركوا الخالق، وذلك المخلوق هو نفسه لم يخلق نفسه ، بل خُلق مثل المخلوقين الذين يعبدونه، بلا ‏يملك أن ينصر نفسه في مقامات تتطلب ذلك، فضلا أن ينصر الذين يطلبوا منه النصر.‏


الحمد لله رب العالمين
الدرجة: أ+
أحسنتِ بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 جمادى الآخرة 1439هـ/8-03-2018م, 11:52 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان ضميرية مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
أجب عن الأسئلة التالية إجابة وافية
س1):بين معنى النذر وأقسامه وحكم الوفاء به والاستدلال
النذر :هو إلزام المكلف نفسه بعبادة الله تعالى بصورة مطلقة أو مقيدة
أقسامه :نذر لغير الله وهو من الشرك الأكبر حيث يتقرب به الناذر لغير الله تعالى بهدف قضاء حوائجه أو الشفاعة له عند الله تعالى قال تعالى (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا الله بزعمهم وهذا لشركائنا )ولا وفاء أو كفارة في هذا القسم الباطل من النذور
-نذر الله[لله] ينقسم الى (نذر مطلق ومقيد وذلك من حيث سبب الإلزام فالمطلق ان ينذر العبد طاعة لله تعالى دونما قيد أو شرط وهو ليس بمكروه وأما المقيد فيكون الإلزام متعلقاً بحدود الشرط وهذا النوع مكروه وقد قال فيه الرسول (إنما يستخرج به من البخيل )لأن الناذر الذي يربط عمله للعبادة بالنعمة المنتظرة هو بمنزلة البخيل الذي لا يعمل العبادة حتى يقاضى عليها ويصل الحكم الى التحريم إن ظن الناذر أن هذه الحاجة تتحقق بالنذر وذلك لسوء ظنه بالله تعالى
-نذر الطاعة والمعصية :وذلك من حيث حكم العمل المنذور وقد أجمع العلماء على وجوب الوفاء في حال كوّن
النذر في طاعة ،وقد حكي عن أبي حنيفة أن حكم الوفاء يتبع جنس العبادة في الشرع فإن كان النذر بصوم واجب وإن كان باعتكاف لم يجب وأما إن كان في معصية الله فهو محرم وعدم الوفاء به واجب
-وهناك نذر يسمى نذر اللجاج والغضب وهو يمين عند أحمد ويخير بين فعله او كفارة اليمين أو مكروهاً
كالطلاق كما جاء في الحديث (لا نذر في غضب وكفارته كفارة يمين )
س2):كيف تثبت ان النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل
مدح الله الذين يوفون بالنذر وعظم شأنهم وشأن النذر وهذا المدح يدل على[أن] ذلك أمر محبوب لله ومشروع ومتعبد به وذلك في قوله (يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا )
فالعبادة :هي اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة وكون النذر من ذلك يدل على انه عبادة
قال رسول الله (من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه )وهو يدل على وجوب الوفاء لمن نذر طاعة لله
[وبما أن النذر عبادة فإننا نستدل عليه أيضا بالأدلة العامة؛ كقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} وقوله: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} وغيرها من أدلة إفراد الله بالعبادة.]
س3):ما معنى الاستعاذة أو ما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل ؟
الاستعاذة :هي طلب العياذ وهي التجاء العبد واعتصامه بالله
قال تعالى (فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )
وقال أيضاً (قل أعوذ برب الفلق )و (قل أعوذ برب الناس )
وأمره عزوجل بالاستعاذة به يدل على كونها عبادة أمر الله تعالى بها وأيضاً يدل على ذلك أن الاستعاذة هي طلب العبد العياذ ممن هو أكبر منه وهذا يعد دعاء ولما كان الدعاء عبادة عدت الاستعاذة عبادة وبالتالي فإن صرفها لغير الله شرك
[ويستدل على كون الاستعاذة عبادة أيضا بالأدلة العامة كما سبق، وبأدلة الدعاء؛ لأن كل مستعيذ فهو يطلب من الله أن يعصمه ويحميه من كل شر.]
س4):كيف ترد على من زعم من القبوريين أن يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه ؟
أولاً بينا ان هذا الميت لا يقدر على دفع الشر والضر عنهم
قال تعالى (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )
فإذا لم يقتنعوا بما سبق ننتقل الى إثبات استعاذتهم بذلك الميت ويعد هذا من الشرك الأكبر
قال تعالى (تالله إنَّا كنّا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين )
[إجابة مختصرة]
س5):مامعنى الاستغاثة ؟وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى ؟فصل القول في ذلك مستدلاً لما تقول ؟
الاستغاثة :طلب الإغاثة لتفريج كربة أو شدة فيقال :أغاثه :إذا فزع إليه وأعانه وخلصه مما هو فيه
فبينهما وبين الدعاء عموم وخصوص ،فكل مستغيث داعي
والاستغاثة تعني الدعاء وعند الشدة والكربة فلذلك هي صنف من أصناف الدعاء
أما حكم الاستغاثة بغير الله فيه تفصيل عند العلماء
منهم من قال :إذا كانت الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا شرك اكبر لأن الاستغاثة عبادة لا يجوز صرفها لغير الله كما قال الله عزوجل (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً )
ومنهم من قال إذا كانت الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه فهذا جائز ودليلهم على ذلك ما وقع في قصة موسى عليه السلام في قوله تعالى (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه )
س6):فسر قوله تعالى (ليس لك من الأمر شيئ[شيء] أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )وكيف ترد بهذه الآية
على من غلا في النبي صلى الله عليه وسلم
المعنى ليس لك يامحمد من الأمر شيئ واللام في قوله (لك )لام الاستحقاق
ولام الملك والمعنى :لا تستحق شيئا أو لا تملك شيئاً
ويعني لا تستحق بذاتك وإنما بما أمر الله به وأذن به وهذه الآية فيها من البرهان والحجة الكافية لمن غلا في
النبي صلى الله عليه وسلم فلقد بين الله فيها وفِي أمثالها أنه لا يملك من الأمر شيئاً فهو مخلوق والمخلوق من صفته الضعف والعجز ومن كانت هذه صفته لا يستحق أن يملك شيئاً أو يدفع عن نفسه شراً او ينصر نفسه فضلاً عن أن ينفع غيره أو ينصره ولو كان للنبي صلى الله عليه وسلم من الأمر شيئاً لدفع عن نفسه وعن أصحابه ما وقع لهم في أحد وهذا يدل على أن الله وحده من بيده الأمر وإليه يرجع الأمر كله
[كان يحسن بكِ بيان سبب نزول الآية]
س7):فسر قول الله تعالى (أيشركون مالا يخلق شيئاً وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون
هذا توبيخ وتعنيف من الله عزوجل للمشركين كيف يشركون المخلوق الذي لا يملك شيئاً مع الخالق المستحق للعبادة فيبين سبحانه عجزهم وضعفهم بقوله (وهم يخلقون )أي ان الله هو الذي خلق من عُبد وخلق العابد
فهو وحده المستحق للعبادة لكمال ملكه وتدبيره فهو الخالق الرزاق المحي المميت فالخلق خلقه والأمر أمره
(ولا يستطيعون نصر أنفسهم[لهم نصرا] ولا أنفسهم ينصرون )
أي إذا إنتفى عنهم جلب النفع لأنفسهم أو دفع الضر عن أنفسهم فمن باب أولى أن ينتفي ذلك عن تقديم لغيرهم ،فجلب النفع ودفع الضر هوملك لله وحده فهو القادر على نصرهم ولو شاء لمنع ذلك
ويتبين من ذلك أمور منها
منها إقرار المشركين بربوبية الله عزوجل برهان وحجة على ما ينكرونه من توحيد الإلهية
ومنها الكمال المطلق لله عزوجل في إسائه وصفاته وتدبيره وملكه فهو وحده المستحق للعبادة
الدرجة: أ
أحسنتِ وفقكِ الله وسددك

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 جمادى الآخرة 1439هـ/9-03-2018م, 12:08 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال محمد حسن مشاهدة المشاركة
: مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر: هو إيجاب [إلزام]المكلف نفسه بعبادة.
أقسامه:
1. نذر مطلق، و هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة بدون اشتراط شىء يحدث له؛ كأن يقول (لله على أصلى كذا و كذا).
2. نذر مقيد، و هو أن يلزم نفسه بعبادة بشرط حصول شىء؛ كأن يقول (لله على أن أتصدق إن شفى الله مريضى)، و هذا هو الذى كرهه النبى صلى الله عليه و سلم و قال:"إنه لا يأتى بخير إنما يستخرج به من البخيل"، و ذلك لأنه اعتقد أن الله لا يعطى إلا بمقابل و الله عز و جل جواد كريم متفضل على عباده يرزق من يشاء بغير حساب.
الوفاء بالنذر:
1. إذا كان نذرا بالطاعة؛ فواجب الوفاء به.
2. إذا كان نذرا على معصية؛ فلا وفاء عليه، و عليه كفارة.
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"من نذر أن يطيع الله فليطعه و من نذر أن يعصى الله فلا يعصه".
[والنذر لغير الله عز وجل شرك أكبر، كما كان يحسن بكِ ذكر أحكام كل من النذر في المباح، ونذر اللجاج والغضب.]
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
1. لأن الله عز و جل امتدح الموفين به فى كتابه فقال :"يوفون بالنذر و يخافون يوما كان شره مستطيرا"
2. أن الله عز و جل بين عظم أمر النذر فقال :"و ما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه"
و العبادة هى اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة.
[وبما أن النذر عبادة فإننا نستدل عليه أيضا بالأدلة العامة؛ كقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} وقوله: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} وغيرها من أدلة إفراد الله بالعبادة.]
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هى الالتجاء و الاعتصام لكشف الضر.
الدليل:
1. أن الله أمر بالاستعاذة به دون ما سواه فقال :"و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم"
2. أن فيها طلب، و الطلب فيه دعاء، و الدعاء هو العبادة، قال تعالى :"و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك"
3. عن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :"من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شىء حتى يرحل من منزله ذلك"، فالاستعاذة بكلمات الله و هى ليست مخلوقة دلت على أن الاستعاذة لا يجوز صرفها لمخلوق.
[ونستدل عليها أيضا بالأدلة العامة كما سبق.]
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
أن الاستعاذة بها عملان:
عمل القلب باللجوء و الاعتصام و الرغب و الرهب؛ فهذه العبادات صرفها لغير الله شرك، و حال هؤلاء القبوريين لا يخلو من ذلك.
عمل اللسان، و هذا يجوز فيما أقدر الله عليه المخلوق، و يكون شركا إذا صرفه لمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله.
إذا تحدثنا عن الأولياء:
فى حياتهم؛ فإن الله تعالى أخبر فى كتابه عن تفرده بالملك و النفع و التدبير، قال تعالى :" ألا له الخلق و الأمر"، و قال تعالى :"قل من يرزقكم من السماء و الأرض أمن يملك السمع و الأبصار و من يخرج الحى من الميت و يخرج الميت من الحى و من يدبر الأمر فسيقولون الله"
فى مماتهم؛ فإنهم لا يملكون لأنفسهم فضلا عن غيرهم كشف الضر و لا تحويله، قال تعالى:"الله يتوفى الأنفس حين موتها و التى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت"؛ فكيف لروح أخبر الله أنه ممسكها أن تتصرف فى نفسها فضلا عن غيرها، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إلا من ثلاث"
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة هى طلب الغوث و الفرق بينها و بين الدعاء أنها تكون مع المكروب أما الدعاء فيكون مع المكروب و غيره.
الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك[أكبر]
أما الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه ذلك المخلوق ليس شركا[أكبر]؛ كأن يغرق أحدهم و يقول لفلان (بك أستغيث[الصواب قول: أغثني؛ لأن "بك أستغيث" من أساليب الحصر؛ وكأنه يحصر استغاثته في هذا المخلوق.] على أن يكون قلبه متعلقا بالله، و معتقدا أن هذا الشخص مجرد سبب.
قال تعالى :"و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين و إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو و إن يردك بخير فلا راد لفضله"
النقصود بالظلم هنا: الشرك
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
فى الصحيح عن أنس قال: شج النبى صلى الله عليه و سلم يوم أحد و كسرت رباعيته فقال :"كيف يفلح قوم شجوا نبيهم" فنزلت :" ليس لك من الأمر شىء"
و فيه عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بعد ما يرفع من الركوع فى الركعة الأخيرة من الفجر :"اللهم العن فلانا و فلانا" فنزلت :"ليس لك من الأمر شىء"
أى لست تملك يا محمد هداية أحد من الخلق أو ضلاله؛ فامض فى رسالتك و استمر فى الدعاء، و قد أذن الله بهدايتهم
فإذا كان أشرف الخلق صلى الله عليه و سلم قد أخبره الله بأنه لا يملك من أمر الله شيئا؛ فما بال أقوام يغلون فيه بدعائه أو الاستغاثة به.
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
يعنى يشركون بالخالق المخلوق الذى لم يخلق شيئا و لا يستطيع نصر نفسه فضلا عن غيره.[إجابة مختصرة جدا]
الدرجة: ب+
أحسنتِ وفقك الله وسددك.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 جمادى الآخرة 1439هـ/12-03-2018م, 05:40 PM
هند رضا هند رضا غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 185
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية‎.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال‏‎.‎
معنى النذر: إلزام المكلف نفسه بعبادة لله عز وجل، ومن العلماء من علق النذر على شرط، ومنهم ‏من لم يعلقه، ومتى صرفت هذه العبادة لغير الله كانت شركا.
وقد امتدح الله عباده الذين يوفون بالنذور، فقال الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوا كان شره ‏مستطيرا).
وأما أقسام النذر: فهو مطلق ومقيد، أما المطلق: كأن يلزم المكلف نفسه بعبادة لله دون اشتراط أو ‏ربطها بحدوث شيء معين، كأن يقول: ( نذرت لله أن أصوم كذا
فلم يعلق نذره ‏على شيء، وهذا لا تدخله الكراهة).
وأما المقيد: فهو ما كان معلقا على أمر آخر، كأن يقول: ( إن حصل كذا وكذا فسأقوم بفعل كذا)‏
وهذا النذر فيه سوء أدب مع الله، حيث تتوقف الطاعة المنذورة على حدوث أمر، والله سبحانه ‏وتعالى يُتقرب إليه بالطاعات في كل حال، وهذا القسم من النذر- أي النذر المقيد- هو المقصود
من ‏قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما يُتسخرج به من البخيل).‏
حكم الوفاء بالنذر:
ماكان نذرا لله فهو طاعة له، وواجب على الناذر أن يوف بنذره، وإن كان قد نذر بمعصية الله ‏فالواجب عليه ألا يوف بنذره،
وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن ‏نذر أن يعصي الله فلا يعصه).‏

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟‏
يثبت بأن النذر عبادة بما دل عليه عام النصوص من كون كل ما يتقرب به لله فهو عبادة، وكل ما ‏يُفرد به فهو عبادة، فلا يجوز أن تصرف هذه العبادات لغيره وإلا صارت شركا.‏
فمثلا: معلوم أن الذبح لله عبادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم‎:‎‏ ( لعن الله من ذبح لغير الله)، فدل هذا على أن ‏الذبح لله عبادة، لا يصح أن تصرف إلا له وحده، فمن ذبح لغير الله فقد أشرك بالله.
فيؤخذ من هذا الدليل على أن كل ما دل عليه الشرع كونه عبادة، فلا يصح صرفه لغير الله.

وقد جاءت أدلة مخصوصة على كون النذر عبادة، وبالتالي فلا يجوز صرفه لغير الله،
ومن هذه النصوص: قول الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)، فقد امتدح الله ‏تعالى عباده الذين يوفون بنذورهم، ولا يمتدح الله عبدا على فعل إلا كان هذا الفعل
محبوبا إليه ‏مشروعا القيام به، وقول النبي صلى الله عليه وسلم‎ ‎‏: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا ‏يعصه).‏

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هى الالتجاء والاعتصام، والاستعاذة عبادة لا تصرف إلا لله، وهى الالتجاء إليه وحده ‏اعتصاما به مما يخافه العبد،
وتكون بشدة تعلق القلب بالله، بحيث يكون المفزع إليه، لأنه لا منجي ‏إلا إياه، ولا يقدر على الحماية والعصمة من الشرور وآذاها إلا هو سبحانه.
ولما كانت الاستعاذة بالله كما ذكرنا، فلا شك أن الاستعاذة بغيره من الشرك به، وقد جاءت ‏النصوص وفيها الأمر بالاستعاذة بالله تعالى، فيستدل بها على كونها عبادة لله،
كما في قول الله ‏تعالى:( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، وقوله الله تعالى: ( قل ‏أعوذ برب الفلق)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أعوذ بكلمات الله التامات)


‎ س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟‏
الاستعاذة عبادة لا تُصرف إلا لله وحده، وما كان منها لغيره فهو شرك، ومن ذلك الاستعاذة ‏بالأولياء، وهذا مما انتشر بين المسلمين في بلدانهم، بحيث يدعون أن الأولياء لهم تصرفات بحياتهم ‏وبعد مماتهم،
وأنهم يستعاذ بهم ليدفعوا الشرور، فعقلا عُلم أن الأموات لا يستطيعون بعد موتهم نفع ‏أنفسهم، فكيف ينفعون غيرهم، فأين ذهبت عقول هؤلاء الذين يستعيذون بموتى لا يملكون ‏لأنفسهم ضرا ولا نفعا؟!
وإن كان الحي الحاضر لا يقدر على إعاذة المخلوق مثله إلا فيما أقدره ‏الله عليه، فكيف بميت لا يملك لنفسه شيئا؟!‏
ونقول لهؤلاء الذين انحرفت عقولهم ومالت قلوبهم عن الحق،" أله مع الله" تدعونه ليستجيب لكم،
و أنه أخبر سبحانه في كتابه بأنه الخالق المدبر والمصرف لشؤون خلقه "ألا له الخلق والأمر"
فكيف ينصرف الناس للاستعاذة بمخلوق يماثلهم في النقص والضعف والجهل، فضلا عن كونه ‏ميت.


س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما ‏تقول‎. ‎
الاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة.، وهى عبادة مشروعة بحق الله تعالى.
حكم الاستغاثة بغير الله:في الأمر تفصيل فمنهاالجائز المشروع، ومنها المحرم.
فالمشروع منها :
‏1. الاستغاثة بالمخلوق فيما أقدره الله عليه، ( كالذي يغرق فيصيح بالناس: أغيثوني!)
وهنا لابد وأن يكون قلبه متعلق بالله وحده، وما استغاثته بالناس إلا سبب في حصول النجاة.

أما المحرم:
‏1. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله. ( كطلب الشفاء والرزق)
‏2. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه مخلوق. ( كالاستغاثة بالحي الغائب أو الميت )

وقد دلت النصوص الشرعية على أنه لا يملك جلب المنافع أو دفع المضار إلا الله وحده،
كما في قوله تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ‏يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم"،
فهل يصح التوجه لغير الله للطلب والقصد؟!
والاستغاثة أخص من الدعاء، فلما كانت الاستغاثة لا تكون إلا من مكروب، يطلب إزالة الشدة، ‏وكان الدعاء شاملا لذلك وفيه طلب الخير والنفع، فكان متضمنا لمعنى الاستغاثة، ‏
فمتى توجه المخلوق لمخلوق مثله معتقدا مقدرته فيما اختص به الخالق، فذلك شرك.‏

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} ‏وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم‎. ‎
لما شج النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، أخذ يدعو على مشركي قومه، فنزلت هذه الآية، ولما كانت العواقب ‏بيد الله وحده، كما أنه يعلم الغيب وحده،
فإنه لم يستجب لرسوله حين دعا عليهم، بل تاب عليهم ‏وأسلموا بعد ذلك.
فإن الرسول خوطب في هذه الآية بأنه لا يملك من الأمر شيء، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، ‏فإنه صلى الله عليه وسلم، لا يملك أن يهلكهم أو يهديهم
أو أي شيء أدنى من ذلك أو أكبر، وهنا دليل على كمال ‏ربوبية الله وكمال ألوهيته وأنه وحده الذي بيده كل شيء.

فكيف يتوجه الناس للاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد علموا أن الذي بيده ملكوت السموات والأرض هو ‏الله وحده،
وأنه لا مخلوق سواء نبي مرسل أو ملك مقرب، يملك شيئا لنفسه فضلا عن غيره.

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا ‏أنفسهم ينصرون‎}‎
من محاسن الإسلام أن جعل الأدلة على التوحيد عقلية شرعية، وذلك أن قضية التوحيد هى ما بعث الله من أجله الرسل، فكان لها النصيب الأوفر من الأدلة فضلا عن تنوع هذه الأدلة بين عقلية وفطرية وشرعية،
وبهذا يخاطب الذين ينكرون الديانات، ‏والذين أشركوا واتخذوا آلهة باطلة تُعبد من دون الله، وتقوم عليهم الحجة.
فالله سبحانه وتعالى يخبر ‏في هذه الآية عن المشركين، الذين توجهوا لمخلوق صرفوا له العبادة، وقد عُدم خصائص الربوبية ‏وكمالات الألوهية، بل هو مخلوق مثلهم لا يملك شيء، ولا يستحق شيء مما صُرف له.‏
فكيف لهؤلاء أن يتخذوا مخلوق للعبادة ويتركوا الخالق، وذلك المخلوق هو نفسه لم يخلق نفسه ، بل خُلق مثل المخلوقين الذين يعبدونه، بلا ‏يملك أن ينصر نفسه في مقامات تتطلب ذلك، فضلا أن ينصر الذين يطلبوا منه النصر.‏

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 جمادى الآخرة 1439هـ/16-03-2018م, 12:12 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند رضا مشاهدة المشاركة
أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية‎.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال‏‎.‎
معنى النذر: إلزام المكلف نفسه بعبادة لله عز وجل، ومن العلماء من علق النذر على شرط، ومنهم ‏من لم يعلقه، ومتى صرفت هذه العبادة لغير الله كانت شركا.
وقد امتدح الله عباده الذين يوفون بالنذور، فقال الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوا كان شره ‏مستطيرا).
وأما أقسام النذر: فهو مطلق ومقيد، أما المطلق: كأن يلزم المكلف نفسه بعبادة لله دون اشتراط أو ‏ربطها بحدوث شيء معين، كأن يقول: ( نذرت لله أن أصوم كذا
فلم يعلق نذره ‏على شيء، وهذا لا تدخله الكراهة).
وأما المقيد: فهو ما كان معلقا على أمر آخر، كأن يقول: ( إن حصل كذا وكذا فسأقوم بفعل كذا)‏
وهذا النذر فيه سوء أدب مع الله، حيث تتوقف الطاعة المنذورة على حدوث أمر، والله سبحانه ‏وتعالى يُتقرب إليه بالطاعات في كل حال، وهذا القسم من النذر- أي النذر المقيد- هو المقصود
من ‏قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما يُتسخرج به من البخيل).‏
حكم الوفاء بالنذر:
ماكان نذرا لله فهو طاعة له، وواجب على الناذر أن يوف بنذره، وإن كان قد نذر بمعصية الله ‏فالواجب عليه ألا يوف بنذره،
وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن ‏نذر أن يعصي الله فلا يعصه).‏

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟‏
يثبت بأن النذر عبادة بما دل عليه عام النصوص من كون كل ما يتقرب به لله فهو عبادة، وكل ما ‏يُفرد به فهو عبادة، فلا يجوز أن تصرف هذه العبادات لغيره وإلا صارت شركا.‏
فمثلا: معلوم أن الذبح لله عبادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم‎:‎‏ ( لعن الله من ذبح لغير الله)، فدل هذا على أن ‏الذبح لله عبادة، لا يصح أن تصرف إلا له وحده، فمن ذبح لغير الله فقد أشرك بالله.
فيؤخذ من هذا الدليل على أن كل ما دل عليه الشرع كونه عبادة، فلا يصح صرفه لغير الله.

وقد جاءت أدلة مخصوصة على كون النذر عبادة، وبالتالي فلا يجوز صرفه لغير الله،
ومن هذه النصوص: قول الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)، فقد امتدح الله ‏تعالى عباده الذين يوفون بنذورهم، ولا يمتدح الله عبدا على فعل إلا كان هذا الفعل
محبوبا إليه ‏مشروعا القيام به، وقول النبي صلى الله عليه وسلم‎ ‎‏: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا ‏يعصه).‏

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هى الالتجاء والاعتصام، والاستعاذة عبادة لا تصرف إلا لله، وهى الالتجاء إليه وحده ‏اعتصاما به مما يخافه العبد،
وتكون بشدة تعلق القلب بالله، بحيث يكون المفزع إليه، لأنه لا منجي ‏إلا إياه، ولا يقدر على الحماية والعصمة من الشرور وآذاها إلا هو سبحانه.
ولما كانت الاستعاذة بالله كما ذكرنا، فلا شك أن الاستعاذة بغيره من الشرك به، وقد جاءت ‏النصوص وفيها الأمر بالاستعاذة بالله تعالى، فيستدل بها على كونها عبادة لله،
كما في قول الله ‏تعالى:( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، وقوله الله تعالى: ( قل ‏أعوذ برب الفلق)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أعوذ بكلمات الله التامات)


‎ س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟‏
الاستعاذة عبادة لا تُصرف إلا لله وحده، وما كان منها لغيره فهو شرك، ومن ذلك الاستعاذة ‏بالأولياء، وهذا مما انتشر بين المسلمين في بلدانهم، بحيث يدعون أن الأولياء لهم تصرفات بحياتهم ‏وبعد مماتهم،
وأنهم يستعاذ بهم ليدفعوا الشرور، فعقلا عُلم أن الأموات لا يستطيعون بعد موتهم نفع ‏أنفسهم، فكيف ينفعون غيرهم، فأين ذهبت عقول هؤلاء الذين يستعيذون بموتى لا يملكون ‏لأنفسهم ضرا ولا نفعا؟!
وإن كان الحي الحاضر لا يقدر على إعاذة المخلوق مثله إلا فيما أقدره ‏الله عليه، فكيف بميت لا يملك لنفسه شيئا؟!‏
ونقول لهؤلاء الذين انحرفت عقولهم ومالت قلوبهم عن الحق،" أله مع الله" تدعونه ليستجيب لكم،
و أنه أخبر سبحانه في كتابه بأنه الخالق المدبر والمصرف لشؤون خلقه "ألا له الخلق والأمر"
فكيف ينصرف الناس للاستعاذة بمخلوق يماثلهم في النقص والضعف والجهل، فضلا عن كونه ‏ميت.


س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما ‏تقول‎. ‎
الاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة.، وهى عبادة مشروعة بحق الله تعالى.
حكم الاستغاثة بغير الله:في الأمر تفصيل فمنهاالجائز المشروع، ومنها المحرم.
فالمشروع منها :
‏1. الاستغاثة بالمخلوق فيما أقدره الله عليه، ( كالذي يغرق فيصيح بالناس: أغيثوني!)
وهنا لابد وأن يكون قلبه متعلق بالله وحده، وما استغاثته بالناس إلا سبب في حصول النجاة.

أما المحرم:
‏1. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله. ( كطلب الشفاء والرزق)
‏2. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه مخلوق. ( كالاستغاثة بالحي الغائب أو الميت )

وقد دلت النصوص الشرعية على أنه لا يملك جلب المنافع أو دفع المضار إلا الله وحده،
كما في قوله تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ‏يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم"،
فهل يصح التوجه لغير الله للطلب والقصد؟!
والاستغاثة أخص من الدعاء، فلما كانت الاستغاثة لا تكون إلا من مكروب، يطلب إزالة الشدة، ‏وكان الدعاء شاملا لذلك وفيه طلب الخير والنفع، فكان متضمنا لمعنى الاستغاثة، ‏
فمتى توجه المخلوق لمخلوق مثله معتقدا مقدرته فيما اختص به الخالق، فذلك شرك.‏

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} ‏وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم‎. ‎
لما شج النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، أخذ يدعو على مشركي قومه، فنزلت هذه الآية، ولما كانت العواقب ‏بيد الله وحده، كما أنه يعلم الغيب وحده،
فإنه لم يستجب لرسوله حين دعا عليهم، بل تاب عليهم ‏وأسلموا بعد ذلك.
فإن الرسول خوطب في هذه الآية بأنه لا يملك من الأمر شيء، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، ‏فإنه صلى الله عليه وسلم، لا يملك أن يهلكهم أو يهديهم
أو أي شيء أدنى من ذلك أو أكبر، وهنا دليل على كمال ‏ربوبية الله وكمال ألوهيته وأنه وحده الذي بيده كل شيء.

فكيف يتوجه الناس للاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد علموا أن الذي بيده ملكوت السموات والأرض هو ‏الله وحده،
وأنه لا مخلوق سواء نبي مرسل أو ملك مقرب، يملك شيئا لنفسه فضلا عن غيره.

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا ‏أنفسهم ينصرون‎}‎
من محاسن الإسلام أن جعل الأدلة على التوحيد عقلية شرعية، وذلك أن قضية التوحيد هى ما بعث الله من أجله الرسل، فكان لها النصيب الأوفر من الأدلة فضلا عن تنوع هذه الأدلة بين عقلية وفطرية وشرعية،
وبهذا يخاطب الذين ينكرون الديانات، ‏والذين أشركوا واتخذوا آلهة باطلة تُعبد من دون الله، وتقوم عليهم الحجة.
فالله سبحانه وتعالى يخبر ‏في هذه الآية عن المشركين، الذين توجهوا لمخلوق صرفوا له العبادة، وقد عُدم خصائص الربوبية ‏وكمالات الألوهية، بل هو مخلوق مثلهم لا يملك شيء، ولا يستحق شيء مما صُرف له.‏
فكيف لهؤلاء أن يتخذوا مخلوق للعبادة ويتركوا الخالق، وذلك المخلوق هو نفسه لم يخلق نفسه ، بل خُلق مثل المخلوقين الذين يعبدونه، بلا ‏يملك أن ينصر نفسه في مقامات تتطلب ذلك، فضلا أن ينصر الذين يطلبوا منه النصر.‏
الدرجة: ه

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 شعبان 1439هـ/28-04-2018م, 01:40 PM
فاطيمة محمد فاطيمة محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 406
افتراضي حل اسئلة المجلس التاسعللقسم الرابع من كتاب التوحيد

بسم الله الرحمان الرحيم:
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
ج- النذر:هوإلزام المكلف نفسه بعبادة الله سبحانه وتعالى إما بصفة مطلقة أومقيدة.
والنذر قسمان:1- النذر المطلق :وهو أن يلزم المكلف نفسه يلا قيد مثلا أن يقول (علي أن أصزم يومين لله ) ولا يربط هذه العبادة بشرط من الشروط يعني لا يعلقها بوقوع حدث معين يريده المكلف سواء في الماضي أو في المستقبل.وهذا هوالنذر الجائز.بمعنى أن المكلف يلزم نفسه بعبادة معينة حبا في التقرب لله فقط لا لغرض من اغراض الدنيا.
2- النذر المقيد: هوإلزام المكلف نفسه بعبادة مقابل وقوع حدث معين يرغب فيه ويطلبه من الله .كأن يقول :(لوينجيني الله من هذا المشكل لأصومن ثلاث أيام.) هذا كأنه يقول لله اعطيني ما اريد لاعبدك واتقرب اليك بهذا الصوم وهذا لا يجوز لأنه يجب علينا أن نعبد الله لأننا خلقنا لذلك،فإن حدث معنا شيئ نحبه شكرناه (سجدة الشكر)مثلا.وإن رغبنا في شيئ دعوناه واستخرناه فيه.
وهذا النذر بالمقابل هو الذي كرهه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(إنه يستخرج من البخيل.). الكراهة ليست في أصل النذر وإنما في التقييد له.
حكم الوفاء بالنذر:
=إذاكان نذرا بطاعة لله فهو عبادة وقربة لله سبحانه وتعالى ، فالوفاء به واجب على صاحبه .قال تعالى:( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره ‏مستطيرا)
=إذا كان نذرا بمعصية الله ‏فالوفاء به لايجوز . جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن ‏نذر أن يعصي الله فلا يعصه).‏
= إذا كان النذر لغير الله فهو محرم ،لأن النذر عبادة ،والعبادة إذا صرفت لغير الله فهي شرك.كأن ينذرلمخلوق أو لولي ميت تقربا إليه فلا يجوز لأنه شرك.فالحوائج تقضى بفضل من الله وإن قدر لك شيئا فإنه يسخر لك من يساعدك على التحقيق فإذاً هذا كله من عند الله.
= أما نذر اللجاج والغضب فهويمين عند أحمد ،فالمكلف له أن يفي به أو يؤدي الكفارةلحديث عمران بن حصين:(لا نذر في غضب،وكفارته كفارة يمين)مرفوع، وله طرق استحباب عدم الوفاء به.
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
ج- قال الله تعالى:(وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه.)هنا يدل قوله تعالى على أنه يعلم ماننفقه في سبيله وماننذره طاعة له ،ويجازينا عليه .والله يجازي على كل عبادة صرفت له.وكذلك في قوله تعالى:(ويوفون بالنذر....)يمدح الله تعالى الذين يوفون نذورهم والله لايمدح إلا ماكان عبادة وطاعة خالصة له سبحانه، وهذا دليل يثبت أن النذر عبادة .فيؤخذ من هذا الدليل على أن كل ما دل عليه الشرع كونه عبادة، فلا يصح صرفه لغير الله كما قال الله تعالى :{واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
ج- الاستعاذة:هي الالتجاء والاعتصام والتحرز.
=الاستعاذة عبادة لا تصرف إلا لله، وهى الالتجاء إليه وحده ‏اعتصاما به مما يخافه العبد، فالمؤمن الحق يهرب مما يهاب إلى الله سبحانه وتعالى وهومتيقن أن الله هو المنجي والقادر. فلا منجي ‏إلا إياه، ولا يقدر على الحماية والعصمة من الشرور وآذاها إلا هو سبحانه وتعالى. إذا فكل مستعيذ فهو يطلب من الله أن يعصمه ويحميه من كل شر.
ولما كانت الاستعاذة بالله عبادة ، فلا شك أنها إذا صرفت لغيره فهو من الشرك به، وقد جاء ت أوامر الله تعالى في القرآن الكريم صريحة تدل على أن الاستعاذة تكون بالله فقط لا بغيره. في قول الله ‏تعالى:( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، وقوله تعالى: ( قل ‏أعوذ برب الفلق)، وهناك أحاديث تفيد نفس المعنى .‏
وجاء في النصوص كذلك أن الاستعاذة تكون من الإنس بالجن، وهذا شرك بالله، قال تعالى :( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)
فالجن إما زادوا الإنس رهقا أي: إرهابا وذعرا وخوفا، أو أن الإنس قد زادوا الجن رهقا أي: عداوة وكبرا وتعاظما إذ تعوذوا بهم.أما قول النبي صلى الله عليه وسلم:(أعوذ بكلمات الله التامات فهذا ليس فيه من الشرك شيئا،وهذا ما سمح به الشرع لأن فيها صفات لله تعالى واستحضارها استحضار لله سبحنه وتعالى.
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
ج -بما أن الاستعاذة عبادة لا تُصرف إلا لله وحده، وما كان منها لغيره فهو شرك، ومن ذلك الاستعاذة ‏بالأولياء، وهذا مما انتشر بين المسلمين في بلدان مختلفة ، بحيث يدّعون أن للأولياء تأثير في حياتهم ‏،
وأنهم يستعاذ بهم ليدفعوا الشرور، نحن نعلم أن الأموات لا يستطيعون بعد موتهم نفع ‏أنفسهم، فكيف ينفعون غيرهم، فأين عقول هؤلاء الذين يستعيذون بموتى لا يملكون ‏لأنفسهم ضرا ولا نفعا؟!
وإن كان الحي الحاضر لا يقدر على إعاذة المخلوق مثله إلا فيما أقدره ‏الله عليه، فكيف بميت لا يملك لنفسه شيئا؟ُ إن الميت ينقطع عن كل شيئ في الدنيا ولا يبقى له إلا عمل صالح قام به في حياته وولد صالح يدعو له.
ونقول لهؤلاء الذين انحرفت عقولهم ومالت قلوبهم عن الحق،الاستعاذة تكون بالخالق الذي يتصف بالكمال لا باي خلق ناقص لا حول له ولاقوة.ولقد أخبر الله بذلك في كتابه الحكيم: { أَمنْ يُجيب المُضطَر إذا دعاه ويكشف السوء وَيَجعلكم خلفاء الأرض. أءله معَ الله. قَليلا ما تَذكرُونَ }.
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
ج- الاستغاثة:هي طلب الغوث، ويعني إزالة الشدة.،
بما أن الاستغاثة بالله عبادة مشروعة بحق الله تعالى.فما حكم الاستغاثة بغير الله؟
- الاستغاثة بغير الله إما مشروعة أو محرمة.
=الاستغاثة المشروعة:
‏1. الاستغاثة بالمخلوق فيما أقدره الله عليه،مثل ما حدث مع موسى عليه السلام حين استغاث احد من قومه،قال تعالى في سورة القصص:( فَاستغاثه الذي من شيعته عَلَى الذي مِن عَدوهِ .....)الآية.
وهنا لابد وأن يكون قلبالمستغيث متعلق بالله وحده و عنده اليقين أن المنجي هو الأحد القادر على كل شيئ، وما استغاثته بالناس إلا للأخذ بالأسباب للنجاة.
= الاستغاثة المحرمة :
‏1. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله.كأن يطلب الشفاء والرزق من مخلوق فالشفاء والرزق بيد الله وحده وهذه الاستغاثة شرك أكبر
-ملاحظة ان استغاث غريق بانسان لينجده وهو لا يعرف السباحة فهذا استغاث بمخلوق لا يقدر .لكن ليس بشرك فعدم القدرة ليس مطلق بل لعدم التعلم.
‏2. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه المخلوق.كالاستغاثة بالحي الغائب أو الميت اللذان لا يقدران على أن ينفعاه ولايضراه في شيئ لأنهما غير قادرين على ذلك. وهذا من الشرك الأكبر .
وقد دلت النصوص الشرعية على أنه لا يملك جلب المنافع أو دفع المضار إلا الله وحده،كما قال تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ‏يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم).لذلك فمتى توجه المخلوق لمخلوق مثله معتقدا مقدرته فيما اختص به الخالق، فذلك شرك.‏
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} ‏وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم‎. ‎
لماحزن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، أخذ يدعو على مشركي قومه، فنزلت هذه الآية،و لم يستجب الله لدعاء رسوله الكريم بل تاب عليهم ‏وأسلموا بعد ذلك.
فالآية تعتبر نداء للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لا يملك من الأمر شيء، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، ‏فإنه صلى الله عليه وسلم، لا يملك أن يهلكهم أو يهديهم
أو أي شيء أدنى من ذلك أو أكبر، بل أن الأمر بيد الله وهنا دليل على كمال ‏ربوبية الله وكمال ألوهيته وأنه وحده الذي بيده كل شيء.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال(اللهم أَنْت عضُدي ونَصيري، بك أَحولُ وبِك أَ صولُ، وبِك أقاتلُ.) وهذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستنصر ويستنجد باللهكأي بشر مثله .
فكيف يتوجه الناس للاستغاثة به صلى الله عليه وسلم، وقد علموا أن القدرة الكاملةلله سبحانه وأن المغيث هو ‏الله وحده كما قال الله تعالى:(قُل لّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرا إِلا مَا شَاءَ الله ۚ وَلَو كنت أَعلَم الغَيبَ لَاسْتَكثَرتُ منَ الْخيْر وَمَا مَسنِي السوء .إِنْ أَنَا إِلا نَذِير وَبَشِير لقَوم يُؤمِونَ). وهذا أقوى دليل ضد من يغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم.
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا ‏أنفسهم ينصرون‎}.
هذا إنكار من الله لمعتقدات المشركين الذين عبدوا مع الله غيره ، من الأصنام والأوثان ، وهي لا تملك شيئا من الأمر ، ولا تضر ولا تنفع بل هي جماد لا تتحرك ولا تسمع ولا تبصر ،وهم من صنعوها ولهذا قال : ( أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ) أي : أتشركون به من المعبودات ما لا يستطيع فعل شيئ ،لا ينصرون من عبدهم ولا ينصرون حتى أنفسهم) لأن الكمال لله فهو الخالق الذي لم يخلق.أما مايعبدون فهم مخلوقون ولا يخلقون أحدا.فهذا توجيه إلاهي لاستخدام العقل البشري لادراك حقيقة التوحيد.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 شعبان 1439هـ/6-05-2018م, 12:15 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطيمة محمد مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمان الرحيم:
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
ج- النذر:هوإلزام المكلف نفسه بعبادة الله سبحانه وتعالى إما بصفة مطلقة أومقيدة.
والنذر قسمان:1- النذر المطلق :وهو أن يلزم المكلف نفسه يلا قيد مثلا أن يقول (علي أن أصزم يومين لله ) ولا يربط هذه العبادة بشرط من الشروط يعني لا يعلقها بوقوع حدث معين يريده المكلف سواء في الماضي أو في المستقبل.وهذا هوالنذر الجائز.بمعنى أن المكلف يلزم نفسه بعبادة معينة حبا في التقرب لله فقط لا لغرض من اغراض الدنيا.
2- النذر المقيد: هوإلزام المكلف نفسه بعبادة مقابل وقوع حدث معين يرغب فيه ويطلبه من الله .كأن يقول :(لوينجيني الله من هذا المشكل لأصومن ثلاث أيام.) هذا كأنه يقول لله اعطيني ما اريد لاعبدك واتقرب اليك بهذا الصوم وهذا لا يجوز[جائز مع الكراهة] لأنه يجب علينا أن نعبد الله لأننا خلقنا لذلك،فإن حدث معنا شيئ نحبه شكرناه (سجدة الشكر)مثلا.وإن رغبنا في شيئ دعوناه واستخرناه فيه.
وهذا النذر بالمقابل هو الذي كرهه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(إنه يستخرج من البخيل.). الكراهة ليست في أصل النذر وإنما في التقييد له.
حكم الوفاء بالنذر:
=إذاكان نذرا بطاعة لله فهو عبادة وقربة لله سبحانه وتعالى ، فالوفاء به واجب على صاحبه .قال تعالى:( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره ‏مستطيرا)
=إذا كان نذرا بمعصية الله ‏فالوفاء به لايجوز . جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن ‏نذر أن يعصي الله فلا يعصه).‏
= إذا كان النذر لغير الله فهو محرم ،لأن النذر عبادة ،والعبادة إذا صرفت لغير الله فهي شرك[أكبر].كأن ينذرلمخلوق أو لولي ميت تقربا إليه فلا يجوز لأنه شرك[أكبر].فالحوائج تقضى بفضل من الله وإن قدر لك شيئا فإنه يسخر لك من يساعدك على التحقيق فإذاً هذا كله من عند الله.
= أما نذر اللجاج والغضب فهويمين عند أحمد ،فالمكلف له أن يفي به أو يؤدي الكفارةلحديث عمران بن حصين:(لا نذر في غضب،وكفارته كفارة يمين)مرفوع، وله طرق استحباب عدم الوفاء به.
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
ج- قال الله تعالى:(وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه.)هنا يدل قوله تعالى على أنه يعلم ماننفقه في سبيله وماننذره طاعة له ،ويجازينا عليه .والله يجازي على كل عبادة صرفت له.وكذلك في قوله تعالى:(ويوفون بالنذر....)يمدح الله تعالى الذين يوفون نذورهم والله لايمدح إلا ماكان عبادة وطاعة خالصة له سبحانه، وهذا دليل يثبت أن النذر عبادة .فيؤخذ من هذا الدليل على أن كل ما دل عليه الشرع كونه عبادة، فلا يصح صرفه لغير الله كما قال الله تعالى :{واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
ج- الاستعاذة:هي الالتجاء والاعتصام والتحرز.
=الاستعاذة عبادة لا تصرف إلا لله، وهى الالتجاء إليه وحده ‏اعتصاما به مما يخافه العبد، فالمؤمن الحق يهرب مما يهاب إلى الله سبحانه وتعالى وهومتيقن أن الله هو المنجي والقادر. فلا منجي ‏إلا إياه، ولا يقدر على الحماية والعصمة من الشرور وآذاها إلا هو سبحانه وتعالى. إذا فكل مستعيذ فهو يطلب من الله أن يعصمه ويحميه من كل شر.
ولما كانت الاستعاذة بالله عبادة ، فلا شك أنها إذا صرفت لغيره فهو من الشرك به، وقد جاء ت أوامر الله تعالى في القرآن الكريم صريحة تدل على أن الاستعاذة تكون بالله فقط لا بغيره. في قول الله ‏تعالى:( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، وقوله تعالى: ( قل ‏أعوذ برب الفلق)، وهناك أحاديث تفيد نفس المعنى .‏
وجاء في النصوص كذلك أن الاستعاذة تكون من الإنس بالجن، وهذا شرك بالله، قال تعالى :( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)
فالجن إما زادوا الإنس رهقا أي: إرهابا وذعرا وخوفا، أو أن الإنس قد زادوا الجن رهقا أي: عداوة وكبرا وتعاظما إذ تعوذوا بهم.أما قول النبي صلى الله عليه وسلم:(أعوذ بكلمات الله التامات فهذا ليس فيه من الشرك شيئا،وهذا ما سمح به الشرع لأن فيها صفات لله تعالى واستحضارها استحضار لله سبحنه وتعالى.
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
ج -بما أن الاستعاذة عبادة لا تُصرف إلا لله وحده، وما كان منها لغيره فهو شرك، ومن ذلك الاستعاذة ‏بالأولياء، وهذا مما انتشر بين المسلمين في بلدان مختلفة ، بحيث يدّعون أن للأولياء تأثير في حياتهم ‏،
وأنهم يستعاذ بهم ليدفعوا الشرور، نحن نعلم أن الأموات لا يستطيعون بعد موتهم نفع ‏أنفسهم، فكيف ينفعون غيرهم، فأين عقول هؤلاء الذين يستعيذون بموتى لا يملكون ‏لأنفسهم ضرا ولا نفعا؟!
وإن كان الحي الحاضر لا يقدر على إعاذة المخلوق مثله إلا فيما أقدره ‏الله عليه، فكيف بميت لا يملك لنفسه شيئا؟ُ إن الميت ينقطع عن كل شيئ في الدنيا ولا يبقى له إلا عمل صالح قام به في حياته وولد صالح يدعو له.
ونقول لهؤلاء الذين انحرفت عقولهم ومالت قلوبهم عن الحق،الاستعاذة تكون بالخالق الذي يتصف بالكمال لا باي خلق ناقص لا حول له ولاقوة.ولقد أخبر الله بذلك في كتابه الحكيم: { أَمنْ يُجيب المُضطَر إذا دعاه ويكشف السوء وَيَجعلكم خلفاء الأرض. أءله معَ الله. قَليلا ما تَذكرُونَ }.
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
ج- الاستغاثة:هي طلب الغوث، ويعني إزالة الشدة.،
بما أن الاستغاثة بالله عبادة مشروعة بحق الله تعالى.فما حكم الاستغاثة بغير الله؟
- الاستغاثة بغير الله إما مشروعة أو محرمة.
=الاستغاثة المشروعة:
‏1. الاستغاثة بالمخلوق فيما أقدره الله عليه،مثل ما حدث مع موسى عليه السلام حين استغاث [به]احد من قومه،قال تعالى في سورة القصص:( فَاستغاثه الذي من شيعته عَلَى الذي مِن عَدوهِ .....)الآية.
وهنا لابد وأن يكون قلبالمستغيث متعلق بالله وحده و عنده اليقين أن المنجي هو الأحد القادر على كل شيئ، وما استغاثته بالناس إلا للأخذ بالأسباب للنجاة.
= الاستغاثة المحرمة :
‏1. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله.كأن يطلب الشفاء والرزق من مخلوق فالشفاء والرزق بيد الله وحده وهذه الاستغاثة شرك أكبر
-ملاحظة ان استغاث غريق بانسان لينجده وهو لا يعرف السباحة فهذا استغاث بمخلوق لا يقدر .لكن ليس بشرك فعدم القدرة ليس مطلق بل لعدم التعلم.
‏2. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه المخلوق.كالاستغاثة بالحي الغائب أو الميت اللذان لا يقدران على أن ينفعاه ولايضراه في شيئ لأنهما غير قادرين على ذلك. وهذا من الشرك الأكبر .
وقد دلت النصوص الشرعية على أنه لا يملك جلب المنافع أو دفع المضار إلا الله وحده،كما قال تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ‏يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم).لذلك فمتى توجه المخلوق لمخلوق مثله معتقدا مقدرته فيما اختص به الخالق، فذلك شرك.[أكبر]
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} ‏وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم‎. ‎
لماحزن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، أخذ يدعو على مشركي قومه، فنزلت هذه الآية،و لم يستجب الله لدعاء رسوله الكريم بل تاب عليهم ‏وأسلموا بعد ذلك.
فالآية تعتبر نداء للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لا يملك من الأمر شيء، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، ‏فإنه صلى الله عليه وسلم، لا يملك أن يهلكهم أو يهديهم
أو أي شيء أدنى من ذلك أو أكبر، بل أن الأمر بيد الله وهنا دليل على كمال ‏ربوبية الله وكمال ألوهيته وأنه وحده الذي بيده كل شيء.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال(اللهم أَنْت عضُدي ونَصيري، بك أَحولُ وبِك أَ صولُ، وبِك أقاتلُ.) وهذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستنصر ويستنجد باللهكأي بشر مثله .
فكيف يتوجه الناس للاستغاثة به صلى الله عليه وسلم، وقد علموا أن القدرة الكاملةلله سبحانه وأن المغيث هو ‏الله وحده كما قال الله تعالى:(قُل لّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرا إِلا مَا شَاءَ الله ۚ وَلَو كنت أَعلَم الغَيبَ لَاسْتَكثَرتُ منَ الْخيْر وَمَا مَسنِي السوء .إِنْ أَنَا إِلا نَذِير وَبَشِير لقَوم يُؤمِونَ). وهذا أقوى دليل ضد من يغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم.
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا ‏أنفسهم ينصرون‎}.
هذا إنكار من الله لمعتقدات المشركين الذين عبدوا مع الله غيره ، من الأصنام والأوثان ، وهي لا تملك شيئا من الأمر ، ولا تضر ولا تنفع بل هي جماد لا تتحرك ولا تسمع ولا تبصر ،وهم من صنعوها ولهذا قال : ( أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ) أي : أتشركون به من المعبودات ما لا يستطيع فعل شيئ ،لا ينصرون من عبدهم ولا ينصرون حتى أنفسهم) لأن الكمال لله فهو الخالق الذي لم يخلق.أما مايعبدون فهم مخلوقون ولا يخلقون أحدا.فهذا توجيه إلاهي لاستخدام العقل البشري لادراك حقيقة التوحيد.
الدرجة: أ
[تم خصم نصف درجة للتأخر في الأداء.]

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27 رمضان 1439هـ/10-06-2018م, 04:19 AM
سليم البوعزيزي سليم البوعزيزي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 199
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النَّذْر: أن توجب على نفسك ما ليس بواجب لحدوث أمر ، قال تعالى : { إني نذرت للرحمن صوما }{مريم : 26} .ا.هـ. فالنذر هو إيجاب المكلف على نفسه شيئا لم يكن عليه .
حكم النذر : الوفاء بالنذر المشروع واجب لقوله تعالى : { ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم } و-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تَنْذروا ، فإن النذر لا يغني من القدر شيئا ، وإنما يستخرج به من البخيل ".
أنواع النذر من حيث وجوب الوفاء :
أولا : نذر يجب الوفاء به ( نذر الطاعة ) : وهو كل نذر كان في طاعة الله عزوجل كنذر الصلاة والصوم والعمرة والحج وصلة الرحم والاعتكاف والجهاد والأمر بمعروف والنهي عن منكر.قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه "
ثانيا : نذر لا يجوز الوفاء به وفيه كفارة يمين : ويشمل هذا النوع من النذر :
- نذر المعصية : وهو كل نذر فيه معصية لله كأن ينذر زيتا أو شمعا أو نفقة لبعض القبور أو ينذر زيارة الأضرحة ، وكذا لو نذر أن يفعل معصية من المعاصي كالزنا أو شرب الخمر أو السرقة أو أكل مال يتيم أو أن يقطع رحمه فلا يصلّ قريبه الفلاني فإن هذا كله مما لا يجوز الوفاء به بحال ، بل عليه أن يكفّر عن نذره بكفارة يمين ودليل عدم جواز الوفاء بهذا النّوع من النّذور حديث عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا وفاء لنذر في معصية ".
- كل نذر صادم نصا : فإذا نذر مسلم نذرا وتبين له أن نذره هذا يتعارض مع نص صحيح صريح فيه أمر أو فيه نهي لزمه التوقف عن الوفاء بالنذر ويكفر عنه بكفارة يمين ودليل ما رواه البخاري رحمه الله عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ نَذَرْتُ أَنْ أَصُومَ كُلَّ يَوْمِ ثَلاثَاءَ أَوْ أَرْبِعَاءَ مَا عِشْتُ فَوَافَقْتُ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ أَمَرَ اللَّهُ بِوَفَاءِ النَّذْرِ وَنُهِينَا أَنْ نَصُومَ يَوْمَ النَّحْرِ فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ مِثْلَهُ لا يَزِيدُ عَلَيْه. قال الحافظ ابن حجر : انعقد الإجماع على أنه لا يجوز له أن يصوم يوم الفطر ولا يوم النحر لا تطوعا ولا نذرا .
- نذر لا حكم له سوى كفارة اليمين : وهناك نذور ليس فيها من أحكام تتعلق بها سوى التزام الناذر بكفارة اليمين تكفيرا عن نذره ومنها : - النذر المطلق (وهو نذر ما لم يُسمّ ) : فلو نذر المسلم نذرا ولم يسم المنذور بل تركه مطلقا من غير تسمية أو تعيين كأن يقول : عليَّ نذر إن شفى الله مرضي ولم يُسمّ شيئا كان عليه كفارة يمين ، وقد روى عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كفارة النذر كفارة اليمين .

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
النذر لغير الله عبادة، والله - جل وعلا - نهى أن تصرف العبادة لغيره، وأن من صرف العبادة لغير الله فهو مشرك، فالنذر عبادة؛ لأنه داخل في حد العبادة؛ لأن الله - جل وعلا - يرضاه، ومدح الموفين به فقال: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} ومدحه لهم يدل على أن الوفاء بالنذر أمر محبوب لله - عز وجل -، ولا يكون محبوبا إلا وهو مشروع، وذلك يقتضي أنه عبادة من العبادات، بل إن الوفاء بالنذر واجب؛ لأنه إلزام بطاعة، وقد قال: صلى الله عليه وسلم: «من نذر أن يطيع الله فليطعه» .

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة في اللغة: هي الالتجاء، والاعتصام، والتحصُّن.
أما في الاصطلاح: فهي لفظ يتحقق به الالتجاء إلى الله، والتحصُّن والاعتصام به من الشيطان الرجيم، وقد أجمع العلماء أنها ليست من القرآن، ومعناها: اللهمَّ أعِذْني من الشيطان الرجيم.
مما يدل على أن الاستعاذة عبادة {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. هذا أمر، والأمر فيه للوجوب إذًا هو العبادة يعتبر من العبادة، وقال تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}. {أَعُوذُ}، {رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ} هذا فيه ثناءٌ، {وَقُل رَّبِّ} هذا أمرٌ، {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}. وقال تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فمن استعاذ بغير الله تعالى فهو عابدٌ لذلك الغير كما أن من صلى لغير الله تعالى حينئذٍ يكون عابدًا لذلك، يعني: الاستعاذة كالصلاة كما أن من صلَّى لله وأفرده فهو موحدٌ، ومن صلى لغير الله تعالى فهو مشركٌ، الذبح عبادة من ذبح لله تعالى وحده دون ما سواه فهو موحدٌ، ومن ذبح لغير الله تعالى فهو مشركٌ شركًا أكبر، كذلك من استعاذ بالله تعالى وحده فهو موحدٌ، ومن استعاذ بغير الله تعالى فهو مشركٌ.

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
الاستعاذة هي التحصُّن والاعتصام بالله من الشيطان الرجيم
و الاستعاذة فيها توجه بالقلب إلى المستعاذ به واضطرار إليه، واعتصام به، وافتقار إليه؛ وهذا الذي توجه إلى ذلك الميت أو الولي قد قامت هذه المعاني بقلبه، ولا يجوز أن يكون شيء من ذلك إلا لله وحده - عز وجل -.
فالاستعاذة بغير الله شرك أكبر؛ لأنها صرف عبادة لغير الله - جل جلاله .

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
لاستغاثة لغة
الاستغاثة مصدر استغاث وهو مأخوذ من الغوث بمعنى الإغاثة والنصرة عند الشدة، ويقال الغيث في المطر، واستغثته طلبت منه الغوث أو الغيث فأغاثني من الغوث، وغاثني من الغيث، قال
أما إصطلاحاً فقد قال ابن تيمية- رحمه الله تعالى-:الاستغاثة طلب الغوث وهو لإزالة الشدة كالاستنصار طلب النصر
الاستغاثة بالأنبياء أو بغيرهم من الأموات والغائبين أو الجن أو الأصنام أو غيرها من الجمادات، فهذا من الشرك الأكبر، وهو من عمل المشركين الأولين والآخرين، فالواجب التوبة إلى الله منه والتواصي بتركه، فلا يجوز أن يقول أحد: يا رجال الغيب شيء لله، أو: يا أولياء الله شيء لله، أو: يا رسول الله شيء لله، أو: أغيثونا، أو: أعينونا، أو: انصرونا، كل هذا منكر وشرك أكبر بالله ؛ لقول الله سبحانه في كتابه العظيم:وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، سمى سبحانه دعاءهم غير الله كفرا، وحكم عليهم بعدم الفلاح، وقال: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ۝ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال : ( ليس لك من الأمر شيء ) أي : بل الأمر كله إلي ، كما قال : ( فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) وقال ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ). وقال ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ).
قال محمد بن إسحاق في قوله : ( ليس لك من الأمر شيء ) أي : ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم .
ثم ذكر تعالى بقية الأقسام فقال : ( أو يتوب عليهم ) أي : مما هم فيه من الكفر ويهديهم بعد الضلالة ( أو يعذبهم ) أي : في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم ، ولهذا قال : ( فإنهم ظالمون ) أي : يستحقون ذلك .

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
هذا إنكار من الله على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره ، من الأنداد والأصنام والأوثان ، وهي مخلوقة لله مربوبة مصنوعة ، لا تملك شيئا من الأمر ، ولا تضر ولا تنفع ، [ ولا تنصر ] ولا تنتصر لعابديها ، بل هي جماد لا تتحرك ولا تسمع ولا تبصر ، وعابدوها أكمل منها بسمعهم وبصرهم وبطشهم ; ولهذا قال : ( أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ) أي : أتشركون به من المعبودات ما لا يخلق شيئا ولا يستطيع ذلك ، كما قال تعالى : ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز ) [ الحج : 73 ، 74 ] أخبر تعالى أنه لو اجتمعت آلهتهم كلها ، ما استطاعوا خلق ذبابة ، بل لو استلبتهم الذبابة شيئا من حقير المطاعم وطارت ، لما استطاعوا إنقاذ ذلك منها ، فمن هذه صفته وحاله ، كيف يعبد ليرزق ويستنصر ؟ ولهذا قال تعالى : ( لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ) أي : بل هم مخلوقون مصنوعون كما قال الخليل : ( قال أتعبدون ما تنحتون [ والله خلقكم وما تعملون ] ) [ الصافات : 95 ، 96 ]
ثم قال تعالى : ( ولا يستطيعون لهم نصرا ) أي : لعابديهم ( ولا أنفسهم ينصرون ) يعني : ولا لأنفسهم ينصرون ممن أرادهم بسوء ، كما كان الخليل ، عليه الصلاة والسلام ، يكسر أصنام قومه ويهينها غاية الإهانة ، كما أخبر تعالى عنه في قوله : ( فراغ عليهم ضربا باليمين ) [ الصافات : 93 ] وقال تعالى :( فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ) [ الأنبياء : 58 ]

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 شوال 1439هـ/25-06-2018م, 06:25 PM
الصورة الرمزية رنان مولود
رنان مولود رنان مولود غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 502
Post أداء المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
معنى النذر:
النذر هو إلزام المكلف نفسه بعبادة لله جل وعلا، إما مطلقا أو بقيد.
أقسام النذر:
النذر قسمان:
-نذر مطلق.
-نذر مقيد.
فالنذر المطلق: هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا بلا قيد.
مثاله: أن يقول: لله عليَّ نذر أن أصلي ركعتين.
والنذر المقيد: هو إلزام العبد نفسه بطاعة لله جل وعلا مقابلا بشيء يحدثه الله جل وعلا له ويقدره ويقضيه.
مثاله: أن يقول: : إن أعاد الله لي ابني من السفر، فلله علي نذر أن أتصدق بكذا وكذا.
وحكمه: قد كرهه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنما يستخرج به من البخيل".
حكم الوفاء به:
فيه تفصيل:
*إذا كان النذر نذر طاعة لله مطلق أو مقيد؛
مثاله: قول: لله علي اعتكاف ليلة، وقوله: لله علي صيام شهر إن رد الله علي ضالتي.
فحكمه: وجوب الوفاء به.
الدليل: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه".
*وإذا كان النذر نذر معصية.
مثاله: قول أحدهم: لله علي أن لا أكلم أبي شهرا.
فحكمه: يحرم الوفاء به وتلزم في حقه الكفارة.
الدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه".
*وإذا كان النذر في المباح.
مثاله: قول أحداهن: لله علي ضرب الدف فوق رأس أبي.
فحكمه: وجوب الوفاء به.
الدليل: ما رُوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عن بريدة: "أن امرأة قالت: يا رسول الله إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف، فقال: أوفي بنذرك"، رواه أبو داود وأحمد والترمذي.
*أما إذا كان نذر اللجاج والغضب.
مثاله: أن يقال له: سافر مع فلان، فيقول: إن سافرت فعلي صوم كذا وكذا.
فحكمه: فهو يمين عند أحمد، فيخير بين فعله وكفارة يمين.
الدليل: حديث عمران بن حصين مرفوعا: "لا نذر في غضب، وكفارته كفارة يمين" رواه سعيد بن منصور وأحمد والنسائي.
*وأما إذا كان نذره في حال إكراه.
مثاله: نذر مكرها أن يطلق زوجته.
حكمه: يستحب أن يكفر، ولا يفعله.

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
مدح الله جل وعلا الموفون بالنذر؛ فقال تعالى: {يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا}، فدل أن الوفاء بالنذر أمر محبوب لله جل وعلا، فيكون عبادة يتقرب بها إلى الله جل وعلا.
وقال تعالى: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه}، فهذا أيضا يدل على محبة الله جل وعلا لأن الله جل وعلا عظمه وعظم أهله، وإذا كان كذلك فهو عبادة من العبادات؛ وإذا صُرف النذر لغير الله جل وعلا كان شركا بالله جل جلاله.
وكذلك جاء في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا: "من نذر أن يطيع الله فليطعه" الحديث، فبين النبي صلى الله عليه وسلم وجوب الوفاء بالنذر فدل على أنه طاعة وقربة لله جل وعلا.
ومعلوم أ العبادات يجب صرفها لله وحده، ولا يجوز صرفها لغير الله جل وعلا، وأن من صرفها لغير الله جل وعلا فقد أشرك الشرك الأكبر، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}، وقال: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وقال: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}
وقال تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا}.
والنذر عبادة كما سبق بيانه، والله جل وعلا نهى أن تصرف العبادة لغيره، ومن نذر لغير الله جل وعلا فقد أشرك الشرك الأكبر.

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
*معنى الاستعاذة:
طلب العياذ، وهو الهرب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه.
وحقيقتها: الالتجاء والاعتصام والتحرز، مع توجه القلب ورغبه ورهبه.
*الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل:
الاستعاذة هي طلب العياذ كما سبق بيانه؛ والطلب من أنواع التوجه والعبادة، فإذا طلب فإن هناك مطلوبا منه، والمطلوب منه لما كان أرفع درجة من الطالب، كان الفعل المتوجه إليه دعاء، ولهذا كانت الاستعاذة دعاء بلسان الحال والمقال؛ فإذا كانت الاستعاذة دعاء فهي عبادة، والعبادة لا يجوز صرفها لغير الله، فمن صرفها لغير الله فقد أشرك الشرك الأكبر؛
قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا}، وقال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}، وقال: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}
وقد جاءت نصوص خاصة تدل على أن الاستعاذة عبادة من العبادات العظيمة، وإذا كانت كذلك فإن إفراد الله بها حتم لازم، قال تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}، فعاقب الله جل وعلى الإنس بأن زادهم الجن خوفا واضطرابا وتعبا لما استعاذوا بغيره، وإنما عاقبهم الله جل وعلا وذمهم لأنهم صرفوا تلك العبادة لغيره، والله جل وعلا أمر أن يستعاذ به دون ما سواه؛ فقال تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}، وقال: {قل أعوذ برب الناس}، وقال: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون}، وقال: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله}.
والآيات في ذلك كثيرة؛ فقد أمر الله جل وعلا نبيه أن تكون الاستعاذة به وحده دون ما سواه فعُلم أن صرفها لغيره شرك كما مر معنا.

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
معلوم أن حقيقة الاستعاذة الالتجاء والاعتصام والتحرز، مع توجه القلب ورغبه ورهبه.
فيكون فيها عمل ظاهر وعمل باطن:
-فالعمل الظاهر: هو أن يطلب العياذ بأن يعصمه من هذا الشر وينجيه.
-والعمل الباطن: هو توجه القلب وسكينته، واضطراره، وحاجته إلى المستعاذ به، مع اعتصامه بهذا المستعاذ وتفويض أمر نجاته إليه.

*الاستعاذة تصلح بالمخلوق الحي الحاضر فيما يقدر عليه دون توجه القلب الله.
وقلنا: الحي لأن الميت لا يسمع فكيف يجيب قال تعالى: {إنك لا تسمع الموتى}.
وقلنا: حاضر فإن من استعاذ بغائب فلزم أنه يعتقد فيه أمورا لا تكون إلا لله جل وعلا.
وقلنا: فيما يقدر عليه لأن الاستعاذة بمخلوق في أمور لا يقدر عليها إلا الله ينم عن اعتقاد في ذلك الشخص وهضم للربوبية.
وقلنا: دون توجه القلب لأن التوجه من أعمال القلوب التي لا تصلح إلا لله جل وعلا.
*فمن زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه رُد عليه من وجوه:
أولها: أن هذا الولي ميت فكيف لميت أن يعيذ حيا وفي الحديث: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث..."الحديث.
ثانيا: زعم أن الله أقدرهم على ذلك مردود باطل لا برهان عليه وبيننا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في أن تثبتوا ذلك ولن يجدوا.
ثالثا: أن التوجه القصد لهذا الميت أو الولي لم يكن إلا بعد أن قام بقلبهم من العبوديات ما لا يصلح إلا لله جل وعلا.
رابعا: أنهم جمعوا بين القول باللسان وبين التوجه بالقلب الذي لا يصلح إلا له جل وعلا.

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
*معنى الاستغاثة:
الاستغاثة هي طلب الغوث، والغوث يحصل لمن وقع في شدة وكرب يخشى معه المضرة الشديدة أو الهلاك، فيقال أغاثه: إذا فزع إليه، وأعانه على ما به، وخلصه منه.
*حكم الاستغاثة بغير الله جل وعلا:
فيها تفصيل:
*الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله.
حكمه: شرك أكبر.
قال تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}، فالاستغاثة دعاء.
قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا}،
وقال تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك من الظالمين * وإن يمسسك لله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم}، فنهى الله جل وعلا أن يُتوجه لغير الله جل وعلا بدعاء المسألة أو دعاء العبادة، أو بأي نوع من أنواع العبادات؛ فلا طلب فيما لا يقدر عليه إلا الله يصلح إلا منه جل وعلا، ويدخل في ذلك الاستغاثة لأنها دعاء.
قال تعالى: {إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو}، فالغرض من أن يسأل أحدٌ غير الله عز وجل في إنجاء ما به هو طلب كشف الضر وهو عين الاستغاثة بغير الله جل وعلا ولهذا ذمه.
فإذا كانت الاستعاذة دعاء فهي عبادة، والعبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل كما هو معلوم؛ فمن صرفها لغير الله فقد أشرك الشرك الأكبر، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}، وقال: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}.
*الاستغاثة بمخلوق فيما يقدر عليه غير الله:
حكمه: استغاثة جائزة، بشرط أن يكون حي، حاضر، قادر، دون توجه القصد إليه.
كما قال تعالى في قصة موسى: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه}،
ومن كمال التوحيد أن يعلق العبد قلبه بالله جل وعلا في حصول ذلك، فقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الرجال الذين استغاثوه فيما يقدر عليه حماية لجناب التوحيد، فقد روى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله".

س6: فسّر قول الله تعالى:{ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
التفسير:
أخرج البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد، وشجه حتى سال الدم، فقال: كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؛ فنزلت الآية.
وورد في الصحيحين أيضا عن ابن عمر قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو؛ فنزلت الآية"، وقد آل أمر هؤلاء إلى الإسلام والحمد لله.
المعنى: أي أن الله مالك أمرهم يصنع بهم ما يشاء من الإهلاك أو الهزيمة أو التوبة إن أسلموا، أو العذاب.
وفي قوله: {أو يتوب عليهم أو يعذبهم} تلميح بأن قريش سيكون مصيرها الإسلام.
وفي هذه الآية رد على من غلا في النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد بين الله جل وعلا أن أشرف الخلق على الإطلاق لا يملك نفع أحد من الخلق؛ فقد نُفي عنه أنه يملك شيئا من ملكوت الله، فإذا كان كذلك بطلت كل التوجهات إليه صلى الله عليه وسلم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لو كان له من الأمر شيء؛ لنصر نفسه وأصحابه يوم أحد، ولكن في يوم أحد حصل ما حصل، فمن لم يملك نفع نفسه فنفع غيره ممتنع من باب أولى.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولم يتركه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، فقال: "يا معشر قريش –أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم؛ لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية –عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم- لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئا".

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
التفسير:
{أيشركون ما لا يخلق شيئاًأي: أيجعلون الأصنام شركاء لله في العبادة، وهم يعلمون أن هذه الأصنام لم تخلق شيئا من الخلق.
{وهم يُخلقون} أي: وهؤلاء الذين جعلوهم شركاء من الأصنام أو الشياطين مخلوقون.
{ولا يستطيعون لهم نصراً} إذا طلبوه منهم.
{ولا أنفسهم ينصرون} ومَن عجز عن نصر نفسه؛ فهو عن نصر غيره أعجز، لأن النصر في الحقيقة إنما هو من الله جل وعلا، فلو أراد الله أن يمنع نصر الناصر لمنعه.
ففي الآيتين إنكار وتوبيخ للمشركين؛ كيف يشركون الذي لا يخلق شيئا وهو يخلق؟
فالله جل وعلا هو الذي خلق من عُبد من دونه، وهو الذي خلق العابد أيضا، فالذي يستحق العبادة وحده دون ما سواه إنما هو الله جل وعلا.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 14 شوال 1439هـ/27-06-2018م, 03:59 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليم البوعزيزي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النَّذْر: أن توجب على نفسك ما ليس بواجب لحدوث أمر ، قال تعالى : { إني نذرت للرحمن صوما }{مريم : 26} .ا.هـ. فالنذر هو إيجاب المكلف على نفسه شيئا لم يكن عليه .
حكم النذر : الوفاء بالنذر المشروع واجب لقوله تعالى : { ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم } و-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تَنْذروا ، فإن النذر لا يغني من القدر شيئا ، وإنما يستخرج به من البخيل ".
أنواع النذر من حيث وجوب الوفاء :
أولا : نذر يجب الوفاء به ( نذر الطاعة ) : وهو كل نذر كان في طاعة الله عزوجل كنذر الصلاة والصوم والعمرة والحج وصلة الرحم والاعتكاف والجهاد والأمر بمعروف والنهي عن منكر.قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه "
ثانيا : نذر لا يجوز الوفاء به وفيه كفارة يمين : ويشمل هذا النوع من النذر :
- نذر المعصية : وهو كل نذر فيه معصية لله كأن ينذر زيتا أو شمعا أو نفقة لبعض القبور أو ينذر زيارة الأضرحة ، وكذا لو نذر أن يفعل معصية من المعاصي كالزنا أو شرب الخمر أو السرقة أو أكل مال يتيم أو أن يقطع رحمه فلا يصلّ قريبه الفلاني فإن هذا كله مما لا يجوز الوفاء به بحال ، بل عليه أن يكفّر عن نذره بكفارة يمين ودليل عدم جواز الوفاء بهذا النّوع من النّذور حديث عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا وفاء لنذر في معصية ".
- كل نذر صادم نصا : فإذا نذر مسلم نذرا وتبين له أن نذره هذا يتعارض مع نص صحيح صريح فيه أمر أو فيه نهي لزمه التوقف عن الوفاء بالنذر ويكفر عنه بكفارة يمين ودليل ما رواه البخاري رحمه الله عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ نَذَرْتُ أَنْ أَصُومَ كُلَّ يَوْمِ ثَلاثَاءَ أَوْ أَرْبِعَاءَ مَا عِشْتُ فَوَافَقْتُ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ أَمَرَ اللَّهُ بِوَفَاءِ النَّذْرِ وَنُهِينَا أَنْ نَصُومَ يَوْمَ النَّحْرِ فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ مِثْلَهُ لا يَزِيدُ عَلَيْه. قال الحافظ ابن حجر : انعقد الإجماع على أنه لا يجوز له أن يصوم يوم الفطر ولا يوم النحر لا تطوعا ولا نذرا .
- نذر لا حكم له سوى كفارة اليمين : وهناك نذور ليس فيها من أحكام تتعلق بها سوى التزام الناذر بكفارة اليمين تكفيرا عن نذره ومنها : - النذر المطلق (وهو نذر ما لم يُسمّ ) : فلو نذر المسلم نذرا ولم يسم المنذور بل تركه مطلقا من غير تسمية أو تعيين كأن يقول : عليَّ نذر إن شفى الله مرضي ولم يُسمّ شيئا كان عليه كفارة يمين ، وقد روى عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كفارة النذر كفارة اليمين .
[وأقسام النذر هي: 1ـ النذر المطلق. 2ـ النذر المقيد.]
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
النذر لغير الله عبادة، والله - جل وعلا - نهى أن تصرف العبادة لغيره، وأن من صرف العبادة لغير الله فهو مشرك، فالنذر عبادة؛ لأنه داخل في حد العبادة؛ لأن الله - جل وعلا - يرضاه، ومدح الموفين به فقال: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} ومدحه لهم يدل على أن الوفاء بالنذر أمر محبوب لله - عز وجل -، ولا يكون محبوبا إلا وهو مشروع، وذلك يقتضي أنه عبادة من العبادات، بل إن الوفاء بالنذر واجب؛ لأنه إلزام بطاعة، وقد قال: صلى الله عليه وسلم: «من نذر أن يطيع الله فليطعه» .

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة في اللغة: هي الالتجاء، والاعتصام، والتحصُّن.
أما في الاصطلاح: فهي لفظ يتحقق به الالتجاء إلى الله، والتحصُّن والاعتصام به من الشيطان الرجيم، وقد أجمع العلماء أنها ليست من القرآن، ومعناها: اللهمَّ أعِذْني من الشيطان الرجيم.
مما يدل على أن الاستعاذة عبادة {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. هذا أمر، والأمر فيه للوجوب إذًا هو العبادة يعتبر من العبادة، وقال تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}. {أَعُوذُ}، {رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ} هذا فيه ثناءٌ، {وَقُل رَّبِّ} هذا أمرٌ، {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}. وقال تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فمن استعاذ بغير الله تعالى فهو عابدٌ لذلك الغير كما أن من صلى لغير الله تعالى حينئذٍ يكون عابدًا لذلك، يعني: الاستعاذة كالصلاة كما أن من صلَّى لله وأفرده فهو موحدٌ، ومن صلى لغير الله تعالى فهو مشركٌ، الذبح عبادة من ذبح لله تعالى وحده دون ما سواه فهو موحدٌ، ومن ذبح لغير الله تعالى فهو مشركٌ شركًا أكبر، كذلك من استعاذ بالله تعالى وحده فهو موحدٌ، ومن استعاذ بغير الله تعالى فهو مشركٌ.

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
الاستعاذة هي التحصُّن والاعتصام بالله من الشيطان الرجيم
و الاستعاذة فيها توجه بالقلب إلى المستعاذ به واضطرار إليه، واعتصام به، وافتقار إليه؛ وهذا الذي توجه إلى ذلك الميت أو الولي قد قامت هذه المعاني بقلبه، ولا يجوز أن يكون شيء من ذلك إلا لله وحده - عز وجل -.
فالاستعاذة بغير الله شرك أكبر؛ لأنها صرف عبادة لغير الله - جل جلاله .
[إجابة ناقصة، راجع إجابة الأخوات قبلك للاستفادة.]
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
لاستغاثة لغة
الاستغاثة مصدر استغاث وهو مأخوذ من الغوث بمعنى الإغاثة والنصرة عند الشدة، ويقال الغيث في المطر، واستغثته طلبت منه الغوث أو الغيث فأغاثني من الغوث، وغاثني من الغيث، قال
أما إصطلاحاً فقد قال ابن تيمية- رحمه الله تعالى-:الاستغاثة طلب الغوث وهو لإزالة الشدة كالاستنصار طلب النصر
الاستغاثة بالأنبياء أو بغيرهم من الأموات والغائبين أو الجن أو الأصنام أو غيرها من الجمادات، فهذا من الشرك الأكبر، وهو من عمل المشركين الأولين والآخرين، فالواجب التوبة إلى الله منه والتواصي بتركه، فلا يجوز أن يقول أحد: يا رجال الغيب شيء لله، أو: يا أولياء الله شيء لله، أو: يا رسول الله شيء لله، أو: أغيثونا، أو: أعينونا، أو: انصرونا، كل هذا منكر وشرك أكبر بالله ؛ لقول الله سبحانه في كتابه العظيم:وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، سمى سبحانه دعاءهم غير الله كفرا، وحكم عليهم بعدم الفلاح، وقال: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ۝ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ
[إجابة ناقصة. راجع إجابة الأخت فاطيمة محمد]
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال : ( ليس لك من الأمر شيء ) أي : بل الأمر كله إلي ، كما قال : ( فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) وقال ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ). وقال ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ).
قال محمد بن إسحاق في قوله : ( ليس لك من الأمر شيء ) أي : ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم .
ثم ذكر تعالى بقية الأقسام فقال : ( أو يتوب عليهم ) أي : مما هم فيه من الكفر ويهديهم بعد الضلالة ( أو يعذبهم ) أي : في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم ، ولهذا قال : ( فإنهم ظالمون ) أي : يستحقون ذلك .
[وكيف ترد بهذه الآية على من غلا في الرسول صلى الله عليه وسلم؟]
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
هذا إنكار من الله على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره ، من الأنداد والأصنام والأوثان ، وهي مخلوقة لله مربوبة مصنوعة ، لا تملك شيئا من الأمر ، ولا تضر ولا تنفع ، [ ولا تنصر ] ولا تنتصر لعابديها ، بل هي جماد لا تتحرك ولا تسمع ولا تبصر ، وعابدوها أكمل منها بسمعهم وبصرهم وبطشهم ; ولهذا قال : ( أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ) أي : أتشركون به من المعبودات ما لا يخلق شيئا ولا يستطيع ذلك ، كما قال تعالى : ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز ) [ الحج : 73 ، 74 ] أخبر تعالى أنه لو اجتمعت آلهتهم كلها ، ما استطاعوا خلق ذبابة ، بل لو استلبتهم الذبابة شيئا من حقير المطاعم وطارت ، لما استطاعوا إنقاذ ذلك منها ، فمن هذه صفته وحاله ، كيف يعبد ليرزق ويستنصر ؟ ولهذا قال تعالى : ( لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ) أي : بل هم مخلوقون مصنوعون كما قال الخليل : ( قال أتعبدون ما تنحتون [ والله خلقكم وما تعملون ] ) [ الصافات : 95 ، 96 ]
ثم قال تعالى : ( ولا يستطيعون لهم نصرا ) أي : لعابديهم ( ولا أنفسهم ينصرون ) يعني : ولا لأنفسهم ينصرون ممن أرادهم بسوء ، كما كان الخليل ، عليه الصلاة والسلام ، يكسر أصنام قومه ويهينها غاية الإهانة ، كما أخبر تعالى عنه في قوله : ( فراغ عليهم ضربا باليمين ) [ الصافات : 93 ] وقال تعالى :( فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ) [ الأنبياء : 58 ]
الدرجة: ب
تم خصم نصف درجة للتأخر في الأداء

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 14 شوال 1439هـ/27-06-2018م, 04:14 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنان مولود مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
معنى النذر:
النذر هو إلزام المكلف نفسه بعبادة لله جل وعلا، إما مطلقا أو بقيد.
أقسام النذر:
النذر قسمان:
-نذر مطلق.
-نذر مقيد.
فالنذر المطلق: هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا بلا قيد.
مثاله: أن يقول: لله عليَّ نذر أن أصلي ركعتين.
والنذر المقيد: هو إلزام العبد نفسه بطاعة لله جل وعلا مقابلا بشيء يحدثه الله جل وعلا له ويقدره ويقضيه.
مثاله: أن يقول: : إن أعاد الله لي ابني من السفر، فلله علي نذر أن أتصدق بكذا وكذا.
وحكمه: قد كرهه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنما يستخرج به من البخيل".
حكم الوفاء به:
فيه تفصيل:
*إذا كان النذر نذر طاعة لله مطلق أو مقيد؛
مثاله: قول: لله علي اعتكاف ليلة، وقوله: لله علي صيام شهر إن رد الله علي ضالتي.
فحكمه: وجوب الوفاء به.
الدليل: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه".
*وإذا كان النذر نذر معصية.
مثاله: قول أحدهم: لله علي أن لا أكلم أبي شهرا.
فحكمه: يحرم الوفاء به وتلزم في حقه الكفارة.
الدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه".
*وإذا كان النذر في المباح.
مثاله: قول أحداهن: لله علي ضرب الدف فوق رأس أبي.
فحكمه: وجوب الوفاء به.
الدليل: ما رُوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عن بريدة: "أن امرأة قالت: يا رسول الله إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف، فقال: أوفي بنذرك"، رواه أبو داود وأحمد والترمذي.
*أما إذا كان نذر اللجاج والغضب.
مثاله: أن يقال له: سافر مع فلان، فيقول: إن سافرت فعلي صوم كذا وكذا.
فحكمه: فهو يمين عند أحمد، فيخير بين فعله وكفارة يمين.
الدليل: حديث عمران بن حصين مرفوعا: "لا نذر في غضب، وكفارته كفارة يمين" رواه سعيد بن منصور وأحمد والنسائي.
*وأما إذا كان نذره في حال إكراه.
مثاله: نذر مكرها أن يطلق زوجته.
حكمه: يستحب أن يكفر، ولا يفعله.

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
مدح الله جل وعلا الموفون بالنذر؛ فقال تعالى: {يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا}، فدل أن الوفاء بالنذر أمر محبوب لله جل وعلا، فيكون عبادة يتقرب بها إلى الله جل وعلا.
وقال تعالى: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه}، فهذا أيضا يدل على محبة الله جل وعلا لأن الله جل وعلا عظمه وعظم أهله، وإذا كان كذلك فهو عبادة من العبادات؛ وإذا صُرف النذر لغير الله جل وعلا كان شركا بالله جل جلاله.
وكذلك جاء في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا: "من نذر أن يطيع الله فليطعه" الحديث، فبين النبي صلى الله عليه وسلم وجوب الوفاء بالنذر فدل على أنه طاعة وقربة لله جل وعلا.
ومعلوم أ العبادات يجب صرفها لله وحده، ولا يجوز صرفها لغير الله جل وعلا، وأن من صرفها لغير الله جل وعلا فقد أشرك الشرك الأكبر، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}، وقال: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وقال: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}
وقال تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا}.
والنذر عبادة كما سبق بيانه، والله جل وعلا نهى أن تصرف العبادة لغيره، ومن نذر لغير الله جل وعلا فقد أشرك الشرك الأكبر.

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
*معنى الاستعاذة:
طلب العياذ، وهو الهرب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه.
وحقيقتها: الالتجاء والاعتصام والتحرز، مع توجه القلب ورغبه ورهبه.
*الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل:
الاستعاذة هي طلب العياذ كما سبق بيانه؛ والطلب من أنواع التوجه والعبادة، فإذا طلب فإن هناك مطلوبا منه، والمطلوب منه لما كان أرفع درجة من الطالب، كان الفعل المتوجه إليه دعاء، ولهذا كانت الاستعاذة دعاء بلسان الحال والمقال؛ فإذا كانت الاستعاذة دعاء فهي عبادة، والعبادة لا يجوز صرفها لغير الله، فمن صرفها لغير الله فقد أشرك الشرك الأكبر؛
قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا}، وقال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}، وقال: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}
وقد جاءت نصوص خاصة تدل على أن الاستعاذة عبادة من العبادات العظيمة، وإذا كانت كذلك فإن إفراد الله بها حتم لازم، قال تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}، فعاقب الله جل وعلى الإنس بأن زادهم الجن خوفا واضطرابا وتعبا لما استعاذوا بغيره، وإنما عاقبهم الله جل وعلا وذمهم لأنهم صرفوا تلك العبادة لغيره، والله جل وعلا أمر أن يستعاذ به دون ما سواه؛ فقال تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}، وقال: {قل أعوذ برب الناس}، وقال: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون}، وقال: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله}.
والآيات في ذلك كثيرة؛ فقد أمر الله جل وعلا نبيه أن تكون الاستعاذة به وحده دون ما سواه فعُلم أن صرفها لغيره شرك كما مر معنا.

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
معلوم أن حقيقة الاستعاذة الالتجاء والاعتصام والتحرز، مع توجه القلب ورغبه ورهبه.
فيكون فيها عمل ظاهر وعمل باطن:
-فالعمل الظاهر: هو أن يطلب العياذ بأن يعصمه من هذا الشر وينجيه.
-والعمل الباطن: هو توجه القلب وسكينته، واضطراره، وحاجته إلى المستعاذ به، مع اعتصامه بهذا المستعاذ وتفويض أمر نجاته إليه.

*الاستعاذة تصلح بالمخلوق الحي الحاضر فيما يقدر عليه دون توجه القلب[لغير] الله.
وقلنا: الحي لأن الميت لا يسمع فكيف يجيب قال تعالى: {إنك لا تسمع الموتى}.
وقلنا: حاضر فإن من استعاذ بغائب فلزم أنه يعتقد فيه أمورا لا تكون إلا لله جل وعلا.
وقلنا: فيما يقدر عليه لأن الاستعاذة بمخلوق في أمور لا يقدر عليها إلا الله ينم عن اعتقاد في ذلك الشخص وهضم للربوبية.
وقلنا: دون توجه القلب لأن التوجه من أعمال القلوب التي لا تصلح إلا لله جل وعلا.
*فمن زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه رُد عليه من وجوه:
أولها: أن هذا الولي ميت فكيف لميت أن يعيذ حيا وفي الحديث: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث..."الحديث.
ثانيا: زعم أن الله أقدرهم على ذلك مردود باطل لا برهان عليه وبيننا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في أن تثبتوا ذلك ولن يجدوا.
ثالثا: أن التوجه القصد لهذا الميت أو الولي لم يكن إلا بعد أن قام بقلبهم من العبوديات ما لا يصلح إلا لله جل وعلا.
رابعا: أنهم جمعوا بين القول باللسان وبين التوجه بالقلب الذي لا يصلح إلا له جل وعلا.

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
*معنى الاستغاثة:
الاستغاثة هي طلب الغوث، والغوث يحصل لمن وقع في شدة وكرب يخشى معه المضرة الشديدة أو الهلاك، فيقال أغاثه: إذا فزع إليه، وأعانه على ما به، وخلصه منه.
*حكم الاستغاثة بغير الله جل وعلا:
فيها تفصيل:
*الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله.
حكمه: شرك أكبر.
قال تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}، فالاستغاثة دعاء.
قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا}،
وقال تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك من الظالمين * وإن يمسسك لله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم}، فنهى الله جل وعلا أن يُتوجه لغير الله جل وعلا بدعاء المسألة أو دعاء العبادة، أو بأي نوع من أنواع العبادات؛ فلا طلب فيما لا يقدر عليه إلا الله يصلح إلا منه جل وعلا، ويدخل في ذلك الاستغاثة لأنها دعاء.
قال تعالى: {إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو}، فالغرض من أن يسأل أحدٌ غير الله عز وجل في إنجاء ما به هو طلب كشف الضر وهو عين الاستغاثة بغير الله جل وعلا ولهذا ذمه.
فإذا كانت الاستعاذة دعاء فهي عبادة، والعبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل كما هو معلوم؛ فمن صرفها لغير الله فقد أشرك الشرك الأكبر، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}، وقال: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}.
*الاستغاثة بمخلوق فيما يقدر عليه غير الله:
حكمه: استغاثة جائزة، بشرط أن يكون حي، حاضر، قادر، دون توجه القصد إليه.
كما قال تعالى في قصة موسى: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه}،
ومن كمال التوحيد أن يعلق العبد قلبه بالله جل وعلا في حصول ذلك، فقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الرجال الذين استغاثوه فيما يقدر عليه حماية لجناب التوحيد، فقد روى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله".

س6: فسّر قول الله تعالى:{ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
التفسير:
أخرج البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد، وشجه حتى سال الدم، فقال: كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؛ فنزلت الآية.
وورد في الصحيحين أيضا عن ابن عمر قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو؛ فنزلت الآية"، وقد آل أمر هؤلاء إلى الإسلام والحمد لله.
المعنى: أي أن الله مالك أمرهم يصنع بهم ما يشاء من الإهلاك أو الهزيمة أو التوبة إن أسلموا، أو العذاب.
وفي قوله: {أو يتوب عليهم أو يعذبهم} تلميح بأن قريش سيكون مصيرها الإسلام.
وفي هذه الآية رد على من غلا في النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد بين الله جل وعلا أن أشرف الخلق على الإطلاق لا يملك نفع أحد من الخلق؛ فقد نُفي عنه أنه يملك شيئا من ملكوت الله، فإذا كان كذلك بطلت كل التوجهات إليه صلى الله عليه وسلم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لو كان له من الأمر شيء؛ لنصر نفسه وأصحابه يوم أحد، ولكن في يوم أحد حصل ما حصل، فمن لم يملك نفع نفسه فنفع غيره ممتنع من باب أولى.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولم يتركه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، فقال: "يا معشر قريش –أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم؛ لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية –عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم- لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئا".

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
التفسير:
{أيشركون ما لا يخلق شيئاًأي: أيجعلون الأصنام شركاء لله في العبادة، وهم يعلمون أن هذه الأصنام لم تخلق شيئا من الخلق.
{وهم يُخلقون} أي: وهؤلاء الذين جعلوهم شركاء من الأصنام أو الشياطين مخلوقون.
{ولا يستطيعون لهم نصراً} إذا طلبوه منهم.
{ولا أنفسهم ينصرون} ومَن عجز عن نصر نفسه؛ فهو عن نصر غيره أعجز، لأن النصر في الحقيقة إنما هو من الله جل وعلا، فلو أراد الله أن يمنع نصر الناصر لمنعه.
ففي الآيتين إنكار وتوبيخ للمشركين؛ كيف يشركون الذي لا يخلق شيئا وهو يخلق؟
فالله جل وعلا هو الذي خلق من عُبد من دونه، وهو الذي خلق العابد أيضا، فالذي يستحق العبادة وحده دون ما سواه إنما هو الله جل وعلا.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الدرجة: أ
تم خصم نصف درجة للتأخر في الأداء

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir