دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ربيع الأول 1438هـ/1-12-2016م, 01:05 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة من الآية 159 إلى الآية 176

مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (159 - 176)

أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر
قول الله تعالى:

{
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}.

2: حرّر القول في كل من:

أ: جواب "لو" في قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا} الآية.
ب: المراد بـ "الذين اتُّبعوا" في قوله تعالى: {إذ تبرّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا} الآية.
3: بيّن ما يلي:
أ: حكم لعن الكافر.
ب: المراد بالكتاب والذين اختلفوا فيه في قوله تعالى: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}.

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
ب: المراد بخطوات الشيطان.
3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.
2:
حرّر القول في كل من:
أ:
معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
ب:
معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.
3: بيّن ما يلي:

أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}.

ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1438هـ/1-12-2016م, 04:08 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

المجموعة الثالثة:


1: فسّر قول الله تعالى:


{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}


يقول الذين اتبعوا ( الأتباع) لو أن لنا عودة وكرة إلى الدنيا فتنبرأ من هؤلاء ومن عبادتهم ونوحد الله وحده، وهو كاذبون فيما زعموا لقوله تعالى : ( ولو ردوا لعادورا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) ، وحينها سيرون أعمالهم حسرات هم على مافاتهم في الدنيا ويلزمون النار ولا يغادرونها ولا يخفف عنهم من عذابها ولا هم يُنظرون–نسأل الله السلام والعافية


موضع الكاف في قوله ( كم)


-نصب على النعت إما لمصدر أو لحال ، تقديرها متبرئين كما


موضع الكاف في قوله (كذلك)


-في موضع رفع خبر ابتداء تقديره ( الأمر كذلك)


-قيل هي كاف تشبيه ، وفيه اشارة بذلك إلى حالهم وقت تمنيهم الكرة .


الرؤية في الآية:


-إما رؤية بصرية ، وتكون حسرات حال


-إما رؤية قلبية ، وتكون حسرات مفعول


أعمالهم :


-قال الربيع وابن زيد المعنى : الفاسدة التي ارتكبوها فوجبت لهم النار ، أضيفت لهم من حيث عملوها


-قال ابن مسعود والسدي: الأعمال الصالحة التي تركوها ففاتتهم الجنة ( وأضيفت إليهم هذه الأعمال لأنهم المأمورون بها)


حسرات :


الحسرة هي أعلى درجات الندامةوالهم بما فات وهي :


-إما مشتقة من الشيء الحسير ، الذي انقطع وذهبت قوته


-وقيل من حسر أ يكشف ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : (يحسر الفرات عن جبل من ذهب)


2: حرّر القول في كل من:


أ: معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.


إن الله وملائكته يلعنونهم ، واللعن هو الطرد من رحمة الله


والقول في الناس:


-قال قتادة والربيع : (الناس) المؤمنون خاصة : فهم يلعنون من يلعنه الله ويبغضبه ، وغايتهم رضى ربه وموافقة مراده.


-قال أبو العالية : بمعنى أن ذلك في الآخرة / فهم يلعنون أنفسهم ويلعن بعضهم بعضا ، مصداق قوله تعالى : ( ويوم القيامة يكفربعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا)


-قالت فرقة : في الدنيا يقول الكافرون : لعن الله الكافرين فيلعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون


وعلى هذ الأقوال فلعنة المؤمنين عليهم متحققة ، ولعنتهم يوم القيامة بعضهم بعضا مصداق قوله تعالى ، ولعنتهم في الدنيا لأنفسهم وذلك من شدة ضلالهم ، وهم تحت أمر ربهم وسلطانه وتنفذ فيهم قدرته لا إله إلا هو سبحانه


ب: معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.


-جمهور المفسرين (ما) تعجب ، قال قتادة والحسن وابن جبير والربيع : أظهر التعجب من صبرهم على النار لما عملوا عمل من وطن نفسه عليها ، وتقديره : ما أجرأهم على النار إذ تجرؤوا على الأعمال المؤدية بهم إلى النار- واختاره ابن عطية


-قال ابن كثير: من رآهم في العذاب مع شدة ماهم فيه من النكال عجب لصبرهم


-قيل : (ما) استفهام : أي شيء أًصبرهم على النار؟؟


-قال المبرد في باب التعجب من المقتصب إلى أن هذه الآية تقرير واستفهام لا تعجب ، وأن لفظة (أُصبِر) بمعنلا اضطر وحُبس ، ورد ابن عطية هذا القول بأنه لا يُعرف في اللغة أَصبر بمعنى صُبِر


-قيل : ما أصبرهم وما أدومهم على عمل يؤديهم إلى النار (تفضي بهم إلى النار)


3: بيّن ما يلي:


أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}.


-من فسر الآية على العموم قال أنهم يبينوا توبتهم بالعمل ويبرزوه


-ومن فسرها على أنها كتمان أمر محمد صلى الله عليه وسلم قال : المعنى أن يبينوا أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي على هذا في اليهود والنصارى فيمن أسلم منهم كما قال ابن عطية


ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية.


قال ابن عطية عن سعيد بن المسيب: قالوا : إن كان هذه يامحمد فأتنا بآية من عند الله تكون علامة الصدق، حتى قالوا: اجعل لنا الصفا ذهبا ، فقيل لهم : ذلك لكم ، وإن كفرتم بعد ذلك عذبتم، فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( دعني أدعهم يوما بيوم) ، فنزل قوله تعالى : ( إن في خلق السماوات والأرض... )

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 ربيع الأول 1438هـ/2-12-2016م, 06:09 PM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة الآيات (159 – 176)

مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (159 – 176)
المجموعة الثانية:


1:فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
1: التفسير
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ: إنما تُفيد الحصر، وهي تأتي إثباتاً لما يذكر بعدها لما سواه، والمعني يكون: ما حرم عليكم أيها المؤمنون إلا الميتة، والدم ، ولحم الخنزير.....إلخ.
الْمَيْتَةَ: هي التي تموت حتف أنفها من دون ذكاة مما له نفس سائلة، ولفظ الميتة عموم والمعنى مخصص لأن الله أباح ميتة البحر والجراد، لما جاء في حديث ابن عمر مرفوعًا: ((أحلّ لنا ميتتان ودمان: السّمك والجراد، والكبد والطّحال))رواه الشّافعيّ وأحمد وابن ماجه والدّارقطنيّ، وجاء في الصّحيح وفي المسند والموطّأ والسّنن قوله، صلى الله عليه وسلم ، في البحر: ((هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته)).
وَالدَّمَ: أي المسفوح.
وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ: خص سبحانه ذكر اللحم من الخنزير ليدل على تحريم عينه ذكي أو لم يذك، وقد أجمعت الأمة على تحريم شحمه.
وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ: أي ما ذبح على غير اسمه تعالى من الأنصاب والأنداد والأزلام، ونحو ذلك ممّا كانت الجاهليّة ينحرون له، وأهلّ معناه صيح، ومنه استهلال المولود، و منه الإهلال بالحج ، إنما هو رفع الصوت بالتلبية.
فَمَنِ اضْطُرَّ: أي فمن اضطر جائعاً ، وقيل معناه أكره وغلب على أكل هذه المحرمات.
غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ: غير باغٍ أي: غير آكلها تلذذا ، ولا عاد أي: ولا مجاوز ما يدفع عن نفسه الجوع، وقيل: غير مجاوز قدر حاجته ، وغير مقصر عما يقيم به حياته، وقيل: غير باغ على إمام، وغير متعد على أمته، والبغي في اللغة: قصد الفساد
فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ: أي لا يأثم فيما إذا أُضطر فأكل قدر حاجته.
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ: قال سعيد بن جبير في معناها: غفورٌ لما أكل من الحرام. رحيمٌ إذ أحلّ له الحرام في الاضطرار.
قال ابن كثير: وهذا يقتضي أنّ أكل الميتة للمضطرّ عزيمةٌ لا رخصةٌ. قال أبو الحسن الطّبريّ -المعروف بالكيا الهرّاسيّ رفيق الغزّاليّ في الاشتغال: وهذا هو الصّحيح عندنا؛ كالإفطار للمريض في رمضان ونحو ذلك.


2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى:{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
أ: ورد في معنى الآية أربعة أقوال:
الأول: أن المعنى: مثلك يا محمد، ومثلهم كمثل الناعق والمنعوق به، بما لا يسمع، لأن سمعهم ما كان ينفعهم، فكانوا في شركهم ،وعدم قبول ما يسمعون بمنزلة من لم يسمع، والعرب تقول لمن يسمع ، ولا يعمل بما يسمع: أصم.ذكره الزجاج
الثاني:أن المراد تشبيه واعظ الكافرين وداعيهم والكافرين الموعوظين بالراعي الذي ينعق بالغنم أو الإبل فلا تسمع إلا دعاءه ونداءه ولا تفقه ما يقول.وهو قول ابن عباس وعكرمة والسدي وسيبويه، ورجحه ابن كثير
الثالث: أن المعنى: ومثل الذين كفروا في اتباعهم آلهتهم وعبادتهم إياها كمثل الذي ينعق بما لا يسمع منه شيئا إلا دويا غير مفيد، يعني بذلك الصدى الذي يستجيب من الجبال.وهو قول ابن زيد
الرابع:أن المراد ومثل الكافرين في عبادتهم آلهتهم كمثل الذي ينعق بشيء بعيد منه فهو لا يسمع من أجل البعد، فليس للناعق من ذلك إلا النداء الذي يتعبه ويصبه، فإنما شبه في هذين التأويلين الكفار بالناعق والأصنام بالمنعوق به، وشبهوا في الصمم والبكم والعمى بمن لا حاسة له لما لم ينتفعوا بحواسهم ولا صرفوها في إدراك ما ينبغي.وهذا القول هو اختيار ابن جرير الطبري

ب: المراد بخطوات الشيطان.
ب: المراد بخطوات الشيطان:
- قيل: كلّ معصيةٍ للّه فهي من خطوات الشّيطان.وهو قول قتادة، والسّدّيّ، وجاءت به الآثار عن ابن مسعود، وابن عمر
- وقيل هي: نزغات الشّيطان.وهو قول عكرمة
- وقيل هي: خطاه أو خطاياه.وهو قول مجاهد
- هي النّذور في المعاصي.وهو قول أبو مجلز، وهو داخل في القول الأول، خُلاصة ما ذكره ابن كثير


3:بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن أن الرياح تأتي غالباً مع الرحمة، والريح مفردة تأتي مع العذاب.
قال ابن عطية: الرّياح جمع ريح، وجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب، إلا في يونس في قوله تعالى:{وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ} وهذا أغلب وقوعها في الكلام، وفي الحديث: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح يقول: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا)).
ووجه الفرق بينهما:قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ((وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح وهو معنى {نشرا}.خُلاصة ما ذكره ابن عطية
ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
ب: المراد بالأسباب
السبب في اللغة: الحبل الرابط الموصل، فيقال في كل ما يتمسك به فيصل بين شيئين، وورد في المراد بالأسباب هنا أقوال:
الأول: أنها الأرحام. وهو قول ابن عباس
الثاني: أنها العهود. قاله مجاهد
الثالث: أنها الأعمال. وهو قول ابن زيد والسدي
الرابع: أنها المنازل التي كانت لهم في الدنيا.
الخامس: أنها المودات.خُلاصة ما ذكره ابن عطية

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 ربيع الأول 1438هـ/2-12-2016م, 11:13 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجلس التاسع

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.
قوله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا )
- معنى (كرة)
أي العودة إلى حال قد كانت ، قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير
- معنى الآية
قال الأتباع التي تُبرئ منهم : لو رددنا إلى الدنيا حنى نترأ من هؤلاء ومن عبادتهم ، فلا نلتفت إليهم ونوحد الله وحده بالعبادة ، وهم كاذبون في هذا كما قال تعالى : (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) ، ملخص كلام الزجاج وابن عطية وابن كثير .
قوله تعالى : ( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ )
- المشار إليه بقوله (كذلك)
الإشارة بذلك إلى حالهم وقت تمنيهم الكرة ، قاله ابن عطية
- المراد بالرؤية في الآية
الرؤية في الآية رؤية البصر ، ويحتمل أن تكون رؤية القلب ، قاله ابن عطية
- المراد بقوله (أعمالهم)
في المراد بالأعمال قولان :
1- المراد الأعمال الفاسدة التي ارتكبوها فوجب لهم بها النار ، قاله الربيع وابن زيد وذكره ابن عطية
2- المراد الأعمال الصالحة التي تركوها ففاتتهم الجنة ، قاله ابن مسعود والسدي ، وذكره ابن عطية
وقد أضيفت الأعمال الصالحة إليهم لأنهم مأمورون بها ، ومعنى إضافة الأعمال الفاسدة إليهم فمن حيث هم عملوها .
- معنى الحسرة
هي أعلى درجات الندامة والهم .
- معنى الآية
أي تذهب أعمالهم وتضمحل فهي حسرات عليهم لأن ما عمله الكافر غير نافعه مع كفره ، كما قال تعالى : (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا)
ولهذا قال سبحانه : (وما هم بخارجين من النار) فهم مخلدون فيها .

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
اللعنة من الله هي الإبعاد والطرد ، وإبعاد الله عذابه ، قاله الزجاج
وكذلك يلعنهم الملائكة والناس أجمعين ، واختلف في المراد بالناس ، وفيها أقوال :
1- قيل : المراد بالناس المؤمنون خاصة ، قاله قتادة والربيع ، وذكره ابن عطية
2- قيل: معنى ذلك في الآخرة كما قال تعالى : (ثم يوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا ) قاله أبو العالية وذكره الزجاج وابن عطية
3- قيل: معنى ذلك الكفرة يقولون في الدنيا : لعن الله الكافرين ، فيلعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون ، ذكره ابن عطية
والراجح : أن الآية تحتمل جميع ما ذكر ، فهم ملعونون من المؤمنين ، وفي الدنيا وفي الآخرة .

ب: معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ)

قيل في معنى الآية وجهان :
1- (ما ) للتعجب ، وبهذا يكون المعنى : ما أصبرهم على عمل يؤدي إلى النار ، لأن هؤلاء كانوا علماء بأن من عاند النبي صلى الله عليه وسلم صار إلى النار ، وبهذا المعنى قال قتادة والحسن ، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
2- (ما) استفهامية ، فيكون المعنى : أي شيء أصبرهم على النار؟ ، وبه قال المثنى ، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}.
متعلق البيان فيه وجهان على حسب ما فسرت به الآية :
1- من فسر الآية على العموم يكون المعنى : أي بينوا توبتهم بإظهار العمل والاجتهاد فيه .
2- من فسر الآية على أنها في كاتمي أمر النبي صلى الله عليه وسلم يكون المعنى : أي بينوا أمر محمد صلى الله عليه وسلم وأن ما جاء به هو الحق ، وتكون الآية فيمن أسلم من اليهود والنصارى .

ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية.
ورد في الآيات عدة روايات تبين سبب نزول الآية منها :
1- ما ورد عن ابن عبّاسٍ قال: أتت قريشٌ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: يا محمّد إنّما نريد أن تدعو ربّك أن يجعل لنا الصّفا ذهبًا، فنشتري به الخيل والسّلاح، فنؤمن بك ونقاتل معك. قال: "أوثقوا لي لئن دعوت ربّي فجعل لكم الصّفا ذهبًا لتؤمننّ بي" فأوثقوا له، فدعا ربّه، فأتاه جبريل فقال: "إنّ ربّك قد أعطاهم الصّفا ذهبًا على أنّهم إن لم يؤمنوا بك عذّبهم عذابًا لم يعذّبه أحدًا من العالمين". قال محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم: "ربّ لا بل دعني وقومي فلأدعهم يومًا بيومٍ»فأنزل اللّه هذه الآية: (إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس) الآية. ذكره ابن كثير .
عن عطاءٍ، قال: «نزلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالمدينة: {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرّحمن الرّحيم} فقال كفّار قريشٍ بمكّة: «كيف يسع النّاس إلهٌ واحدٌ؟ فأنزل اللّه تعالى: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس}إلى قوله: {لآياتٍ لقومٍ يعقلون} ، ذكره ابن عطية وابن كثير .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 ربيع الأول 1438هـ/3-12-2016م, 03:03 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

المجموعة الثانية:

1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.

بعد ما أوضح الله لعباده ما أحلّ لهم من الأكل الطيب، أبان لهم ما حرّم عليهم من الخبائث ليجتنبوه ويبتعدوا عنه 🔸،فقال تعالى : (( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ...)) "إنما" أداة حصر ،حيث حصر سبحانه ما حرم عليهم أكله في هذه الأشياء المذكورة بالآية ،
- والميّتة ،لفظ عموم يراد به الخصوص ،وهو ما مات حتف أنفه ،من غير ذكاة شريعة،وسواءً كانت منخنقةً أو موقوذةً أو متردّية أو نطيحة أو عدا عليها سّبع،وما أهل به لغير الله ،أي ذبح على غير اسم الله تعالى، أو أريد به غير الله من صنم أو وثن،أو غيره، والإهلال ،رفع الصوت ، ومنه الإهلال بالحج . ويستثنى من هذا الخصوص ،ميّتة الحوت والجراد، واختلف في،الطافي من الحوت، والميت دون تسبب من الجراد، وكذلك "لبن الميتة وبيضها المتّصل بها"
و أورد " ابن كثير" حديث العنبر الذي في الصحيح، قوله، صلى الله عليه وسّلام، في البحر: «هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته»
وما روى ابن ماجه، عن سلمان سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن السّمن والجبن والفراء، فقال: «الحلال ما أحلّ اللّه في كتابه، والحرام ما حرّم اللّه في كتابه، وما سكت عنه فهو ممّا عفا عنه».

🔶قوله عزّ وجلّ: {فمن اضطرّ غير باغ ولا عاد} ورد فيها أقوال، خلاصتها ،
- أي تكون لضرورةٍ واحتياج، فاقداً لغيرها من الأطعمة،غير متلذذ ولا متجاوزٍ لحدّ،ولا مقصراً عمّا يقيم
به حياته .
- أي يكون غير قاطعًا للسّبيل، أو مفارقًا للأئمّة، أو خارجًا في معصية اللّه، وإلا ،فلا رخصة له، وإن اضطر إليه ، قال به "مجاهد" و روي عن سعيد بن جبيرٍ،
خلاصة ماذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير،
🔸قوله: {فلا إثم عليه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}
أى لا يناله أثمٌ فيما اضطر إليه من الأكل الذي يحفظ به حياته،وغفور لما أكل من الحرام. رحيمٌ إذ أحلّ له الحرام في الاضطرار ،كما قال "سعيد بن جبيرٍ"

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.

ورد بهذا المثل الذي ضربه الله عز وجل للكافرين، قولان :

- الأول: تشبيه الكافرين ومن يعظهم ، بالدّواب الهائمة على وجهها التي ينعق بها صاحبها فلا تسمع إلا دعاءه ونداءه ولا تفقه ما يقول، ذكره ابن عباس وعكرمة وغيرهم، خلاصة ما ذكره الزّجاج،وابن عطية، وابن كثير،والمراد أنهم لاينتفعون بما يسمعون بل في غفلة عنه وإعراض .

- الثاني : تشبيه الكافرين في دعائهم الأصنام،كمثل الذي ينعق بشيء بعيد منه لايصل إليه صوته فليس له من ندائه إلا التعب والنصب،فالكافر هو الناعق، والأصنام هو المنعوق به ،وهو اختيار "ابن جرير"وذكر "ابن زيد"قريباً منه ، ذكره ابن عطية، وابن كثير .

ب: المراد بخطوات الشيطان.

خطوات الشيطان هي الطرق والمسالك التي يزينها الشيطان لأتباعه ، وتقرأ "خُطُوات" بضم الخاء والطاء، وبسكون الطاء،جمع فعلة كغرفة وغرفات،وقرأت «خطوات» بفتح الخاء والطاء وروي عن علي بن أبي طالب،وغيره، «خطؤات» بضم الخاء والطاء وهمزة على الواو، أي جمع خطأة من الخطأ لا من الخطو.
ووردت فيها عدة أقوال:
أنها: طرائقه ومسالكه التي أضلّ بها أتباعه فيما سنوه لهم ،من السائبة والوصيلة في جاهليّتهم، كما في حديث عياض،عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال:[يقول اللّه تعالى: إنّ كلّ ما أمنحه عبادي فهو لهم حلالٌ] وفيه: [وإنّي خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشّياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم].
- وقيل هي النذور والمعاصي،ذكره "ابو مجلز" وقد ورد حديث عن ابن عبّاسٍ قال: «ما كان من يمينٍ أو نذرٍ في غضب، فهو من خطوات الشّيطان، وكفّارته كفّارة يمينٍ».
- أنها،نزغاته،وأعماله،ذكره "ابن عباس" و "عكرمة"،وورد عن سعيد بن داود في تفسيره: عن عكرمة في رجلٍ قال لغلامه: «إن لم أجلدك مائة سوطٍ فامرأته طالقٌ»، قال: «لا يجلد غلامه، ولا تطلّق امرأته هذا من خطوات الشّيطان»).
- أنها،خطاه، أو قال: خطاياه، والمراد النهي عن اتباع الشيطان وسلوك سبله وطرائقه،


3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.


الفرق بين الرّياح والرّيح ،إن الرّياح جمع ريح وتأتي مع الرّحمة، وهي متقطعة لينة، وقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح يقول: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا»، إلا في موضع واحد
في يونس أفردت،وذلك في قوله تعالى: {وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ} وسبب ذلك لإن ريح إجراء السفن إنما هي واحدة متصلة، وكذلك دلالة وصفها بالطيبة أزال الاشتراك بينها.
أما الرّيح ،فأفردت لأنهاريح عذاب فهي ملتئمة كأنها جسم واحد،شديدة

ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.

الأسباب، هي كل ما يتمسك به فيصل بين شيئين، وفي اللغة : الحبل الرابط الموصل .
ووردت فيه عدة أقوال : منها .
- أنها العهود ،ذكره "ابن عطية" عن مجاهد .
- قيل المودات، والوصل الذي كان بنهم في الدنيا، ذكره الزجاج ، وابن عطية عن مجاهد في رواية إخرى له ، وابن كثير عن "ابن عباس" وفي روايةٌ أخرى "لأبن عباس" أنها الأرحام .
- وقيل ،الأعمال ، حيث لم تنفع الظالمين اعمالهم في الأخرة ونقطعت بهم ،ذكره ،ابن عطية ،عن "ابن زيد" و "السدي" .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 ربيع الأول 1438هـ/3-12-2016م, 05:11 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
" إنما حرم عليكم الميتة "
يُبين الله عز وجل في هذه الاية الكريمة ماحرم على عباده ،وأول هذه المحرمات " الميتة " وهي:
التي تموت حتف أنفها من غير تذكيةٍ، وسواءً كانت منخنقةً أو موقوذةً أو متردّية أو نطيحةً أو قد عدا عليها السّبع.وأخرج منها الجمهور ميتة البحر والجراد .
وجاء فيها قراءتان :
قرأها الجمهور بالتخفيف ،وأبوجعفر قرأها بالتشديد .
" والدم "
المراد به هنا المسفوح لأن ما خالط اللحم فغير محرم بإجماع.ذكره ابن عطية .
" ولحم الخنزير "
خص ذكر اللحم من الخنزير ليدل على تحريم عينه ذكي أو لم يذك، وليعم الشحم وما هنالك من الغضاريف وغيرها، وأجمعت الأمة على تحريم شحمه، وفي خنزير الماء كراهية، أبي مالك أن يجيب فيه، وقال:« أنتم تقولون خنزيرا». ذكره ابن عطية .
" وماأهل به لغير الله "
"أهل "معناه : صيح وهوما رفع فيه الصوت بتسمية غير الله عليه ، وهذا موجود في اللغة، ومنه الإهلال بالحج ، إنما هو رفع الصوت بالتلبية.
قال ابن عباس وغيره في المراد بقوله :" وما أهل به لغير الله " "المراد ما ذبح للأنصاب والأوثان"
" فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه "
ورد في معناهاعدة أقوال:
1- قال بعضهم: أي : فمن اضطر جائعاً غير باغ - غير آكلها تلذذا - ولا عاد، ولا مجاوز ما يدفع عن نفسه الجوع، فلا إثم عليه.ذكره الزجاج .
2- وقالوا: {غير باغ}: غير مجاوز قدر حاجته ، وغير مقصر عما يقيم به حياته. ذكره الزجاج وذكر نحوه ابن عطية وابن كثير عن السدي .
3-وقال مجاهد وابن جبير وغيرهما: «المعنى غير باغ على المسلمين وعاد عليهم" ذكره ابن عطية ونحوه ابن كثير والزجاج .
4- وقال مالك رحمه الله: «يأكل المضطر شبعه»ذكره ابن عطية .
" إن الله غفور رحيم "
قال مقاتل بن حيّان في قوله: «{فلا إثم عليه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}فيما أكل من اضطرارٍ، وَقَالَ ابن كثير : بلغنا -واللّه أعلم -أنّه لا يزاد على ثلاث لقمٍ».
وقال سعيد بن جبيرٍ: «غفورٌ لما أكل من الحرام. رحيمٌ إذ أحلّ له الحرام في الاضطرار».ذكره ابن كثير .
2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
ورد في معناها معنيين :
1- أنه ضرب مثل لما فيه الكفار من الغيّ والضّلال والجهل كالدّوابّ السّارحة التي لا تفقه ما يقال لها، بل إذا نعق بها راعيها، أي: دعاها إلى ما يرشدها، لا تفقه ما يقول ولا تفهمه، بل إنّما تسمع صوته فقط.
هكذا روي عن ابن عبّاسٍ، وأبي العالية، ومجاهدٍ، وعكرمة، وغيرهم .ذكره ابن كثير ورجحه وذكر نحوه الزجاج وابن عطية .
وقيل: إنّما هذا مثلٌ ضرب لهم في دعائهم الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل شيئًا، اختاره ابن جريرٍ. ذكره ابن كثير وذكر نحوه ابن عطية .
ب: المراد بخطوات الشيطان.
1- طرقه . ذكره الزجاج
2-سلوك سبله وطرائقه . ذكره ابن عطية
3- قال ابن عباس: «خطواته أعماله»ذكره ابن كثير وابن عطية
4-قال غيره: آثاره. ذكره ابن عطية
5- قال مجاهد: «خطاياه»، ذكره ابن كثير وابن عطية .
6-وقال عكرمة: «هي نزغات الشّيطان»
7-قال أبو مجلز: «هي النذور والمعاصي»، ذكره ابن كثير وابن عطية
3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
الرياح جمع ريح، وجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة
والريح مفردة جاءت مع العذاب، إلا في يونس في قوله تعالى: {وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ}[يونس: 22]، وهذا أغلب وقوعها في الكلام، وفي الحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح يقول: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا"ذكره ابن عطية .
ووجه التفريق بينهما كما قال ابن عطية رحمه الله : «وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح وهو معنى {نشرا).
ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
قال ابن عباس: «الأسباب هنا الأرحام "
وقال مجاهد: «هي العهود "
وقيل: المودات .
وقيل: المنازل التي كانت لهم في الدنيا .
وقال ابن زيد والسدي: هي الأعمال، ذكر هذه الاقوال ابن عطية .
الحيل وأسباب الخلاص . ذكره ابن كثير
وجمعها الزجاج في قوله :انقطاع وصلهم الذي كان يجمعهم في الدنيا.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 ربيع الأول 1438هـ/3-12-2016م, 06:57 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.

بعد إن ذكر الله تعالى إباحة الطيبات لعباده المؤمنين بين لهم ماحرم عليهم من الأطعمة الميتة :وهي التي ماتت من غير ذكاة شرعيه كأن تكون سقطت من مكان عالي فماتت وهي المتردية أو التي نطحت أختها فماتت أو الموقوذة التي رميت بحجر فماتت.
وكذلك الدم المسفوح إلا ما اختلط بالعظم ,واستثنى من ذلك دمان ,وميتتان وهي الكبد والطحال والميتتان الحوت والجراد.
ولحم الخنزير ويشمل التحريم شحمه ودمه وخص بالذكر لحم الخنزير ليعم بذلك تحريم عينه.
وما أهل به لغيرالله: أي ما ذبح لغير الله أو لم يذكر اسم الله عليه كأن يذبح لصنم أو غيره,من الأنداد والأزلام وغيرها .
فمن اضطر غير باغ ولا عاد :أي اضطر اضطرارا لإكل الميته من غير تجاوز لحدود الله كأن يكون تعرض لمخمصة أو مجاعه فإنه يجوز له أن يأكل بقدر ما يسد رمقه, أوكان مكرها على أكل الميتة.
(غير باغ ولا عاد) وقد فسر العلماء أن من أحوال ذلك من خرج ليقطع السبيل أو مفارقا للجماعة أوفي معصية الله فكل أولئك لا رخصة لهم.
فلا إثم عليه :أي رفع الحرج عنه .
(إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي غفور لمن أكل مضطرا ورحيم بأمته بما أحل لهم من الميتة عند الضرورة .


2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
قيل : فِيمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْغَيِّ وَالضَّلَالِ وَالْجَهْلِ كَالدَّوَابِّ السَّارِحَةِ التِي لَا تَفهمُ مَا يُقَالُ لَهَا ، بَلْ إِنَّمَا تَسْمَعُ صَوْتَهُ فَقَطْ.ذكره ابن كثيروابن عطيه.
وقِيلَ: إِنَّمَا هَذَا مَثَلٌ ضُرِبَ لَهُمْ فِي دُعَائِهِمُ الْأَصْنَامَ التِي لَا تَسْمَعُ وَلَا تُبْصِرُ وَلَا تَعْقِلُ شَيْئًا، واخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى؛ لِأَنَّ الْأَصْنَامَ لَا تَسْمَعُ شَيْئًا وَلَا تَعْقِلُهُ وَلَا تُبْصِرُهُ، وَلَا بَطْشَ لَهَا وَلَا حَيَاةَ فِيهَا .ذكره ابن كثير .
وقيل: مثل الكافرين في عبادتهم آلهتهم كمثل الذي ينعق بشيء بعيد منه فهو لا يسمع من أجل البعد، فليس للناعق من ذلك إلا النداء الذي يتعبه .ذكره ابن عطيه.
ب: المراد بخطوات الشيطان.
قيل : أعماله.ذكره ابن كثير وابن عطيه والزجاج.
قيل: آثاره.
قيل: هي النذور والمعاصي.ذكره ابن عطيه.وابن كثير
3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
: تَارَةً تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَارَةً تَأْتِي بِالْعَذَابِ كالصر، تَارَةً (2) تَأْتِي مُبَشِّرَةً (3) بَيْنَ يَدَيِ السَّحَابِ، وَتَارَةً تَسُوقُهُ، وَتَارَةً تُجَمِّعُهُ، وَتَارَةً تُفَرِّقُهُ، وَتَارَةً تُصَرِّفُهُ،وتأتي ملقحه للشجر وتَارَةً تَأْتِي مِنَ الْجَنُوبِ وَهِيَ الشَّامِيَّةُ، وَتَارَةً تَأْتِي مِنْ نَاحِيَةِ الْيَمَنِ وَتَارَةً صَبَا، وَهِيَ الشَّرْقِيَّةُ التِي تَصْدِمُ وَجْهَ الْكَعْبَةِ، وَتَارَةً دَبُورٌ وَهِيَ غَرْبِيَّةٌ تَفِدُ مِنْ نَاحِيَةِ دُبُرِ الْكَعْبَةِ وَالرِّيَاحُ تُسَمَّى كُلَّهَا بِحَسْبَ مُرُورِهَا عَلَى الْكَعْبه.
وإذا جاءت مجموعه فهي للرحمة وإذا جاءت مفرده فهي للعذاب إلا في يونس في قوله تعالى (وجرين بهم بريح طيبه ) وقال ابن عطيه( وأفردت مع الفلك لأن ريح إجراء السفن إنما هي واحدة متصلة)ثم وصفت بالطيب فزال الاشتراك بينها وبين ريح العذاب.
و«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح يقول: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» .و قال ابن عطيه: وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح وهو معنى «نشرا»
ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
السبب في اللغة: الحبل الرابط الموصل بين شيئين .
وقال ابن عباس: الْأَسْبابُ هنا الأرحام.
وقال مجاهد: هي العهود.
وقيل: المودات.
وقيل: المنازل التي كانت لهم في الدنيا.
وقال ابن زيد والسدي: هي الأعمال، إذ أعمال المؤمنين كالسبب في تنعيمهم فتقطعت بالظالمين أعمالهم.ذكرها ابن عطيه
وقيل:أي عَاينوا عَذَابَ اللَّهِ، وتقطَّعت بِهِمُ الحيَلُ وَأَسْبَابُ الْخَلَاصِ وَلَمْ يَجِدُوا عَنِ النَّارِ مَعْدلا وَلَا مَصْرفا.ذكره ابن كثير.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 ربيع الأول 1438هـ/4-12-2016م, 02:22 AM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}.
توّعد الله تعالى في هذه الآية كل من يكتم علما عن الله فيه مصلحة للإسلام والمسلمين بالعذاب الشديد يوم القيامة ، مع العلم أن السياق في الآية يتحدث عن أحبار اليهود الذين كتموا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، لكن قبح فعلهم هذا من شأنه أن ينبه تعالى عباده له ،لاجتنابه والحذر منه،فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب،ولأن القرآن لم يذكر لنا هذه الأخبار لمجرد المعرفة فقط، بل لبيان سلوك يوصي به أو يحذر منه ، فالوقوف على هذه الأخبار وتدبرها تتجلى لنا هدايات الله المولى الجليل لعباده ولطفه بهم أن أرسل إليهم الرسل والرسالات لينيروا لهم طريقهم نحو مرضاة الله تعالى .

يقول تعالى في هذه الآية الكريمة : "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ" ،المراد بالذين هنا هم أحبار اليهود، والكتمان في اللغة مصدر كتم وهو إخفاء الشيء، "وما أنزل الله من الكتاب " الكتاب المشار إليه هنا هو التوراة والإنجيل، فقد أخفى علماء اليهود ما ذكر في كتبهم من أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وغايتهم في ذلك ما بيّنه تعالى :"ويشترون به ثمنا قليلا"،والثمن القليل وهو الرياسة وحب التعظيم والمكانة وما ارتبط بها من الهدايا التي يأخذونها من العرب، فهذا كله يشير لحب الدنيا ومكاسبها؛ فكان كتمانهم مقابل مبلغ زهيد،فضّلوا به الضلال على الهداية .

لكن ما حال هؤلاء؟
توعدّ الله تعالى هؤلاء ومن سلك من علماء المسلمين مسلكهم ؛بعدة عقوبات ؛أولا:
- قوله تعالى:"أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ" أي سيعذّبون بما أكلوا ،ووجه ذكر البطون ،إشارة إلى أنّ ما فضّلوه في الدنيا على الآخرة من شهوات وملذات وطاعتهم لبطونهم ،سيكون مأكلهم النار مقابلة لذلك، كما قال تعالى في سورة النساء: "إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنّما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا"؛ ثم تأتي العقوبة الثانية .
- "وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " وتكليم الله تعالى لهم يوم القيامة يُراد به عدة أقوال : الغضب، وقيل لا يُرسل إليهم الملائكة بالتحية ، وقيل لا يسمعهم الله تعالى كلامه،، ثم تأتي العقوبة الثالثة:
-"وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" والتزكية هي التطهير ويتعلق بموجبات العذاب،وقيل: لا يُثني عليهم .
وليس هذا فحسب بل قال تعالى أيضا:" وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "مؤلم وموجع، فكل هذه العقوبات كانت بسبب علم علموه وكتموه ابتغاء الحياة الدنيا ،فاستحقوا بذلك كل هذه الأنواع من العذاب؛أعاذنا الله وجميع المسلمين من هذه الأفعال وما يوجب عذابه .


2: حرّر القول في كل من:

أ: جواب "لو" في قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا} الآية.
جواب لو محذوف للمبالغة في التهويل والتعظيم للموصوف،بحيث تدع للسامع أن يسمو في تخيله؛ ويكون تقديره على حسب القراءة .

- من قرأ ترى بدلا من يرى، في قوله تعالى: {ولو ترى الذين ظلموا}؛كقراءة نافع وابن عامر؛ وبفتح الألف في (أن) في الموضعين ،
كان تقدير جواب على ثلاثة أوجه:
1: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب وفزعهم منه واستعظامهم له لأقروا أن القوة لله.
2: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب وفزعهم منه لعلمت أن القوة لله .
3: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب لأن القوة لله لعلمت مبلغهم من النكال ولاستعظمت ما حل بهم،

- ومن قرأ (ترى) وكسر همزة (إن) كقراءة الحسن وقتادة وشيبة وأبو جعفر؛ كان تقدير الجواب على وجهين:
1: ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب لاستعظمت ما حل بهم.
2: ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب يقولون إن القوة لله جميعا لاستعظمت حالهم.

( والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ويراد به أمته).
- ومن قرأ ( يرى) وفتح همزة ( أن) كقراءة حمزة والكسائي وأبو عمرو وعاصم وابن كثير؛ كان تقدير الجواب:
1: ولو يرى في الدنيا الذين ظلموا حالهم في الآخرة إذ يرون العذاب لعلموا أن القوة لله جميعا.
2: أو: ولو يرى بمعنى يعلم الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا لاستعظموا ما حل بهم،كما روي عن المبرد والأخفش

- ومن قرأ( يرى) وكسر همزة (إن):
1: إما على حذف الجواب وابتداء الخبر.
2: وإما على تقدير لقالوا إن القوة لله جميعا.

ب: المراد بـ "الذين اتُّبعوا" في قوله تعالى: {إذ تبرّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا} الآية.
- قيل المراد بالذين اتُبعوا : هم السادة والأشراف تبرؤا من الأتباع والسفلة. ذكره الزجاج .
- وقيل: هم الشياطين المضلون؛وهو قول قتاده وذكره ابن عطية وابن كثير واستدل على ذلك بقوله تعالى:{وقال الشّيطان لمّا قضي الأمر إنّ اللّه وعدكم وعد الحقّ ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطانٍ إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إنّي كفرت بما أشركتمون من قبل إنّ الظّالمين لهم عذابٌ أليمٌ}.
- وقيل: رؤساؤهم؛ وهو قول كل من الربيع وعطاء وذكره ابن عطية .
- وقيل : كل من عبد من دون الله ،قالته طائفة وذكره ابن عطية وقال أنّ الآية تعم هذا كله، وكذلك اختاره ابن كثير وأورد أمثلة على ذلك منها:
* الملائكة :فمن عبدها ستتبرأ منه يوم القيامة، فقد ذكر تعالى قول الملائكة:{تبرّأنا إليك ما كانوا إيّانا يعبدون
وأيضا يقولون: {سبحانك أنت وليّنا من دونهم بل كانوا يعبدون الجنّ أكثرهم بهم مؤمنون}.
* الجن: بحيث ستتبرأ ممن اتبعها،حيث قال تعالى :{ومن أضلّ ممّن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين}.
* الأوثان :حيث قال ابراهيم عليه السلام لقومه:{إنّما اتّخذتم من دون اللّه أوثانًا مودّة بينكم في الحياة الدّنيا ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعضٍ ويلعن بعضكم بعضًا ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين}.

3: بيّن ما يلي:
أ: حكم لعن الكافر.

-حكم لعن الكفار على عمومهم والكافر الذي مات على الكفر؛الجواز ،ولا خلاف بين أهل العلم على ذلك، واستدلوا على ذلك من فعل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ،إذ ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن أتى بعده من الأئمة بأنهم يلعنون الكفرة في القنوت وغيره.
- أما الكافر المعين ،فقد رأى بعض أهل العلم بعدم جواز لعنه لأنه لم يزل حيّا ولا يُعلم ما يُختم له، استنادا لقوله تعالى :"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفّار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين".
في حين رأى بعض أهل العلم جواز لعنه، وهو اختيار الفقيه أبو بكر بن العربي المالكي؛ واحتج عليه بحديث ضعيف، واستدل آخرون على ذلك من مفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي لعن السكران الذي أقيم عليه الحد حيث قال له صلى الله عليه وسلم :"لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله" ؛وعليه فإنّ من لا يحب الله ورسوله يُلعن..

ب: المراد بالكتاب والذين اختلفوا فيه في قوله تعالى: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}.
قد يكون المراد بالكتاب هو:

- القرآن ، وعليه يكون الذين اختلفوا فيه على أقوال :
أ: اليهود والنصارى ، لأنّ كلّ منهم في شق قال السّديّ وذكره ابن عطية.
واختلافهم يكون بتكذيبه أو تكذيب بعض ما جاء فيه.
ب: كفار العرب ، واختلافهم بقول بعضهم أنه سحر وبعضهم أساطير وبعضهم مفترى.
- التوراة والإنجيل :
وذلك باختلاف اليهود والنصارى في كتبهم، فيكتمون ما أُنزل إليهم من صفات النبي ، وتحريفهم له ، وقد كان غالب سياق الآيات يتكلم عن ذلك.
- وقد يكون المراد بالكتاب هو جنس الكتب التي أنزلها الله تعالى على أنبياءه بتحقيق الحق وإبطال الباطل .
واختلافهم يكون بمخالفتهم لأنبيائهم،أشار إليه ابن كثير.

-هذا والله تعالى أعلى وأعلم-

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1438هـ/4-12-2016م, 02:45 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي


المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
انما للحصر والميتة منصوبة وقرأت الميتة بالتشديد وقرأت بالتخفيف.
والميتة ما مات دون ذكاة مما له نفس سائلة
والدم يراد به المسفوح لأن ما خالط اللحم فغير محرم
وخص ذكر لحم الخنزيرليدل على تحريم عينه ذكي أو لم يذكى.وما أهل لغير الله به قال ابن عباس وغيره المراد ما ذبح للأنصاب والأوثان
وقوله "فمن اضطر غير باغ ولا عاد. فيها ثلاثة أوجه"
1 قيل "فمن اضطر جائع غيرآكلها و\تلذذا ولا عاد مجاوزا ما يدفع عن نفسه الجوع فلا اثم عليه.
2 قيل غير باغ غير مجاوز قدر حاجته وغير مقصر عما يقيم به حياته.
3 وقالو غير باغ على أمام وغير متعد على أمته.
والبغي في اللغة قصد الفساد.
2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
المراد تشبيه واعظ الكافرين وداعيهم الموعوظين بالراعي الذي ينعق بالغنم فلا تسمع الا دعاءه ونداءه
ولا تفقه ما يقول روي ذلك عن ابن عباس وعكرمة والسدي وسيبويه.
والنعيق زجر الغنم والصياح بها.
وقال قوم انما وقع هذا التشبيه براعي الضأن لأنها من أبلد الحيوانات.
ب: المراد بخطوات الشيطان.
خطوات جمع خطوة وهي ما بين القدمين في المشي فالمعنى النهي عن اتباع وسلوك سبله وطرقه
وقال ابن عباس خطواته أعماله.
وقيل آثاره. وقال مجاهد آثاره وقال أبو مجلز النذور والمعاصي.

3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
الرياح جمع ريح فاذا جمعت تكون للرحمة واذا افردت تكون للعذاب الا في يونس
"وجرين بهم بريح طيبة."
وفي الحدي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هبت الريح يقول "اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا."

وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح.


ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
قال ابن عباس الأسباب الأرحام. وقال مجاهد هي العهود وقيل المودات
وقيل المنازل التي كانت لهم في الدنيا
وقال ابن زيد والسدي هي أعمالهم اذ أعمال المؤمنين كالسبب في تنعيمهم فتقطعت بالظالمين أعمالهم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 ربيع الأول 1438هـ/4-12-2016م, 05:20 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.


بعد أن بين الله دلائل وحدانيته سبحانه وبحمده ، ذكر حال الناس مع ربهم المتفرد بالوحدانية فذكر حال المشركين وأنهم جعلوا له أنداد ونظراء يعبدونهم ويحبونهم كحب الله وذكر حال المؤمنين وحبهم لربهم وأنهم أشد حبا لله من حب أولئك المشركون.
و بين الله كيف تمزقت تلك العلاقة علاقة المحبة والاتباع التي كانت بين المشركين وأندادهم والتي بينهم وبين رؤسائهم ، وكيف تبرؤا منهم الرؤساء والسادة وكذلك شياطينهم لما رؤا العذاب يوم القيامة .
عند ذلك قال الاتباع
{لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا } أي لو أنا لنا عودة ورجعة إلى الدنيا ونتبرأ من هؤلاء الذين عبدناهم من دون الله فخذلونا وتبرؤا منا لما رأوا العذاب ، فنعبد الله وحده ونعمل صالحا ، وقد كذّب الله قولهم هذا فقال تعالى :( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )
لهذا قال تعالى:
{كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ }
{كذلك}قيل الكاف في موضع رفع خبر تقديره الأمر كذلك،
وقيل : هي كاف التشبيه مجردة.
والاشارة ب(ذلك) اشارة إلى حالهم وقت تمنيهم الرجعة .
أي وهم في تحسرهم على إتخاذهم الانداد والرؤساء آلهه يعبدونهم من دون الله وتخلي أندادهم عنهم وقت الشدة وهم في تلك الحال يريهم الله أعمالهم قيل : أعمالهم الفاسدة التي ارتكبوها فأدت بهم إلى النار قاله الربيع وابن زيد وقال ابن مسعود والسدي : يريهم الصالحة التي تركهوها ففاتتهم الجنة ،
وقيل : أعمالهم الصالحة التي عملوها في الدنيا ، لا تنفعهم في الآخرة بسبب كفرهم فتصبح هباءا منثوراً قال تعالى:( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا) وقال:( حبطت أعمالهم ) وقال:( أضل أعمالهم)
فيحتمل أنهم يرون كل تلك الأعمال، الاعمال الفاسدة التي عملوها واكتسبوها بأيديهم و أدت بهم إلى النار ويرون الأعمال الصالحة التي تركوها وضيعوها ففاتتهم الجنة ، وأعمالهم الصالحة التي ذهبت واضمحلت ، بسبب كفرهم ،لتزداد حسرتهم حسرات . والحسرات هي أعلى درجات الندامة والهم على ما فات وانقضى .
قال تعالى:( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف) فما بقي لهم من حسنات تخرجهم من النار بل بقي السيئات والحسرات ، لذلك قال:
{وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } فالكافرين لهم نار جهنم خالدين فيها أبدا لا خروج منها ولا تخفيف من عذابها ، نسأل الله العافية والثبات على التوحيد .


2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}
.
في قوله تعالى : (عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) اختلف في المراد لعن الناس أجمعين لهم بسبب عدة أمور :
1-كيف يلعنهم الناس أجمعون وأهل دينهم لا يلعنونهم .؟
والجواب : أي يلعنونهم في الآخرة ، قاله أبو العالية كما قال الله في كتابه ؛( ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا )
وقيل : الناس في الآية هم المؤمنون خاصة ، وهو قول قتادة والربيع .
2-كيف يلعنون أنفسهم فهم من الناس ؟
والجواب: قيل : أن ذلك في الآخرة .كما
سبق في الجواب الأول.
وقيل :معنى ذلك أنهم في الدنيا يقولون: لعنة الله على الكافرين ، فيلعنون أنفسهم

واختلف في المراد باللعنة:
-قيل : العذاب لذلك قال خالدين فيها فالضمير عائد على اللعنة .
-وقيل : المراد النار ، وان لم يرد لها ذكر ا لثبوتها في المعنى.


ب: معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.
اختلف في معنى الآية لاختلافهم في معنى ( ما ) في الآية
فقيل : (ما )للتعجب ، تعجب من جهه المخاطبين وهو قول جمهور المفسرين ، قال به قتادة والحسن وابن جبير والربيع وابو علي.
ومعنى الآية: أنهم في عذاب شديد وفضيع من رآهم فيه يتعجب من صبرهم عليه وذلك لشدة ما يلاقون من العذاب والتنكيل بهم .فهم أهل أن تعجبوا منهم .وكأنهم قد وطنوا أنفسهم على ذلك ،مثل قوله ( اسمع بهم وأبصر)
وقيل :(ما)استفهامية ، قال به معمر بن المثنى . والمعنى: أي شيء أصبرهم على النار، فعملوا أعمال تؤدي بهم إلى النار ،وقد علموا مغبة عملهم وأن مصيرهم إلى النار؟
وقيل : انها للتقرير والاستفهام لا تعجب قاله المبرد
قال ابن عطية: والأول أظهر.

معنى اصبرهم في اللغة: أمرهم بالصبر وقيل : جعلهم ذوي صبر .
قال ابن عطية : كلا المعنيين متجة في الآية على القول بأن (ما)للاستفهام
وقال المبرد : بمعنى اضطر وحبس ، كما تقول: أصبرت زيدا على القتل .واستشهد على قوله بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يصبر الروح
وبقول الشاعر:
قلت لها أصبرها دائبا ...
ورد عليه ابن عطية : بأنه ليس في اللغة أصبر بمعنى صبر وإنما أصبرها التي في البيت بفتح الهمز وضم الباء ماضيه صبر ومنه المصبورة .
ويرد قول المبرد على معنى اجعلها ذات صبر .

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}.

له متعلقان حسب المراد بالذين يكتمون ما أنزل الله
- إن أريد بهم العموم ، كل من كتم علما فيكون متعلق بينوا ، بينوا توبيتهم بإظهار عملهم واصلاحه.
- وإن أريد بهم اليهود ومن كتم أمر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه فالمتعلق هو بينوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الذي كتموه بينوه للناس .


ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية.
وردت عدة أقوال في اسباب نزولها وهي:
- قيل :إن قريشا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو ربه أن يجعل لهم الصفا ذهبا فيشترون به الخيل والسلاح ويقاتلون معه ويؤمنوا به ، فاستوثق منهم ، فدعا ربه ، فأتاه جبريل فقال: إن ربك اعطاهم الصفا ذهبا على أنهم إن لم يؤمنوا يعذبهم عذابا لم يعذبه احد من العالمين ' قال صلى الله عليه وسلم : رب لا بل دعني وقومي فلأدعهم يوم بيوم )فأنزل الله هذه الآية :{إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر...} روي عن ابن عباس ذكره ابن مردويه .
- وقيل:لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ( وإلهكم إله واحد لا اله الاهو الرحمن الرحيم ) قال كفار قريش كيف يسع الناس إله واحد ؟ فأنزل الله :{إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر..}روي عن عطاء ذكره ابن أبي حاتم ذكره ابن كثير
- وقيل : لما نزلت :( وإلهكم إله واحد ..) إلى آخر الاية قال المشركون : إن كان هكذا فليأتنا بآية فأنزل الله :{إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر....}الى قوله : {يعقلون}روي عن أبي الضحى ذكره ابن كثير
- سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك
-

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 7 ربيع الأول 1438هـ/6-12-2016م, 06:23 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}.

-المراد بمن يكتم ما أنزل الله(إن الذين يكتمون..) :
هم علماء اليهود وأحبارهم من أمة محمد ﷺ كما ذكر ذلك ابن عباس رضي الله عنه .

-ما هو الخبر الذي كتموه في قوله (يكتمون ما أنزل الله من الكتاب) :
أمر النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته .

-المراد بالكتاب في الآية:
التوراة والإنجيل ، كما ذكر ذلك ابن عباس رضي الله عنه.

-سبب كتمانهم لهذا الخبر:
حسدًا منهم ، ولئلا تذهب رياستهم ومكانتهم عند العرب فكانوا يأخذون على كتمانهم خبر النبي ﷺ وصدق نبوته الرشوة أخذوا على كتمانه الرّشوة فآثروا الفاني على الباقي واستبدلوا الهدى والحق والإيمان بمحمد ﷺ بالمال والجاه والمنصب ، فخابوا وخسروا في الدّنيا بإظهار نبوة محمد ﷺ وبيان صدقه بما معه من الآيات والمعجزات وفي الآخرة بالعذاب والغضب من الله.

-مرجع الضمير في قوله (ويشترون به) :
قيل يعود الضمير على :
1-الكتاب ، أي يشترون بالتوراة والإنجيل ثمنًا قليلا.
2-وقيل على جزء من الكتاب الذي ورد فيه أمر محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه وقع الكتم لا في جميع الكتاب.
3-ويحتمل أن يعود على الكتمان، أي يشترون بكتمانهم ثمنًا قليلا.

-المراد بالثمن القليل ، وسبب وصفه بالقلة:
الدنيا والمكاسب الدنيوية ، ووصف بذلك لأنه منقض ومنتهي ومنقطع ، بعكس ثمن الآخرة فمستمر ودائم.

-سبب تعليق الأكل بالبطون ولم يذكر الأفواه:
ليدل على حقيقة الأكل ولرخص ذمتهم ببيعهم آخرتهم لأجل الطعام.

-الجزاء المترتب على كتمانهم للخبر (أولئك ما يأكلون في بطونهم إلّا النّار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ):
1-أنهم يعذبون بما أخذوا وأكلوا من الرشوة ، فكأنهم يأكلون النار ، وكذلك قوله عزّ وجلّ:ئ{الّذين يأكلون الرّبا لا يقومون إلّا كما يقوم الّذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ}كما قال تعالى: {إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنّما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا}[النّساء: 10] وفي الحديث الصّحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «الّذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضّة، إنّما يجرجر في بطنه نار جهنّم»
أي: يصيرهم أكله في الآخرة للنار إلى مثل هذه الحالة.
قال الربيع وغيره:«سمي مأكولهم نارا لأنه يؤول بهم إلى النار».
وقيل: معنى الآية: أن الله تعالى يعاقبهم على كتمانهم بأكل النار في جهنم حقيقة.
2-(ولا يكلمهم اللّه يوم القيامة) وفي معناها أقوال:
1-الغضب عليهم وعدم رضاه عنهم ، فتكون هذه الآية بمنزلة قولك: «فلان لا يكلمه السلطان ولا يلتفت إليه» وأنت إنما تعبر عن انحطاط منزلته لديه ، فلا يكلمهم بما يحبون .
2- عدم إرسال الملائكة بالتحية لهم يوم القيامة.
3- لا يسمعهم الله كلامه، بعكس الأبرار وكم رضي الله عنه فإنهم يتمتعون برؤيته ويستمعون لكلامه.
3-ويمتنع الله عن الثناء عليهم تعذيبًا لهم ولا يطهرهم من ذنوبهم التي توجب العذاب (ولا يزكيهم).
4-ويوم القيامة يعذبهم عذابًا مؤلم مبالغ في الوجع جزاءً لهم.

-من دلالات الآية:
قال ابن عطية رحمه الله : وهذه الآية وإن كانت نزلت في الأحبار فإنها تتناول من علماء المسلمين من كتم الحق مختارا لذلك لسبب دنيا يصيبها.

2: حرّر القول في كل من:
أ: جواب "لو" في قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا} الآية.

-الجواب مضمر وتقديره :ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب وفزعهم منه، واستعظامهم له لأقروا أن القوة لله، وهو العامل في «أن».
أو تقديره : لقالوا أن القوة لله جميعا.
أو لعلمت يا محمد أن القوة لله جميعا ، وهو يعلم ذلك لكنه خطاب له ﷺ ويقصد به أمته.
-وقيل الجواب محذوف للمبالغة، لأن ذلك يدع السامع يسمو به تخيله.


ب: المراد بـ "الذين اتُّبعوا" في قوله تعالى: {إذ تبرّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا} الآية.
يدخل في معنى الآية السادة والأشراف والشياطين المضلين وكل من عبد من دون الله.


3: بيّن ما يلي:
أ: حكم لعن الكافر.
اللعن يقع على وجهين :
1-اللعن على سبيل العموم مثل قول: لعن الله اليهود والنصارى أو لعن الله الفاسقين أو لعن الله النامصة والمتنمصة أو لعن الله شارب الخمر ، فهذا يجوز والله أعلم.
2-لعن المعين ، سواء كان كافرًا أو فاسقًا ، على حالين:
1-ما ورد النص بلعنه مثل إبليس او ورد النص بموته على الكفر كفرعون وأبي لهب فهذا جائز.
2-لعن من لم يرد النص بلعنه بعينه مثل من آوى محدثًا ومن باع الخمر أو النامصة وغيرهم
" فهذا قد اختلف العلماء في جواز لعنه على ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه لا يجوز بحال .
الثاني : يجوز في الكافر دون الفاسق .
الثالث : يجوز مطلقا " اهـ
وقال الشيخ ابن عثيمين في "القول المفيد" (1/226) :
" الفرق بين لعن المعين ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم ؛ فالأول (لعن المعين) ممنوع ، والثاني (لعن أهل المعاصي على سبيل العموم) جائز ، فإذا رأيت محدثا ، فلا تقل لعنك الله ، بل قل : لعنة الله على من آوى محدثا ، على سبيل العموم ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صار يلعن أناسا من المشركين من أهل الجاهلية بقوله : (اللهم ! العن فلانا وفلانا وفلانا ) نهي عن ذلك بقوله تعالى : ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) رواه البخاري" اهـ .

المرجع : موقع الإسلام سؤال وجواب.

ب: المراد بالكتاب والذين اختلفوا فيه في قوله تعالى: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}.
قيل هم اليهود والنصارى والكتاب هو كتبهم السابقة من التوراة والإنجيل تأمرهم بإظهار الحق وهم خالفوا ذلك بكتمانه ، وقيل هم كفار قريش ، وذلك لاختلافهم في القرآن فقالوا هو سحر وقالوا مفترى وقالوا شعر وغير ذلك.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10 ربيع الأول 1438هـ/9-12-2016م, 02:57 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي


مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (159 - 176)

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
لما ذكر الله تعالى إباحتة الطيبات وأمر المؤمنين أن يأكلوا منها ،فكان هذا بدلالة مفهوم المخالفة نهياً لهم عن أن يأكلوا الخبائث ،فشرع سبحانه في بيان المحرمات من الخبائث فقال سبحانه:
[إنما حرم عليكم ]"إنما "أسلوب حصر وقصربمعنى تثبت ما يذكر بعدها وتنفي ما سواه ،فيكون المعني ما حرم عليكم إلا الميتة والدم و......
[الميتة ]هي ما مات دون ذكاة شرعية مما له نفس سائلة، أما ما ليس له نفس سائلة مثل الحشرات فلا يدخل في النهي ،وهذا عموم وخصص بقوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن البحر :
"هو الطهور ماؤه الحل ميتته "روي في المسند والموطأ والسنن
ومن حديث ابن عمر مرفوعاً:" أحل لنا ميتتان ودمان : السمك والجراد،والكبد والطحال" رواه أحمد وابن ماجه.
[والدم]المقصود به الدم المسفوح ،أما ما خالط اللحم فهو غير محرم بإجماع العلماء.
[ولحم الخنزير]وخص ذكر لحم الخنزير ليدل على تحريم عينه سواء ذكى أم لم يزكى ويدخل ضمناَ تحريم شحمه.
[وما أهل لغير الله به ]أي ما ذبح لغير الله ،ولم يذكر اسم الله عليه،كالذي يذبح للأصنام والأولياء والقبور ونحو ذلك،و"أهلّ "معناها صيح ،وكانت العرب تصيح وترفع صتها باسم المقصود بالذبيحة.
[فمن اضطر ] أي من ألجئ إلى أن يأكل المحرمات السابق ذكرها،بجوع ونحوه ،أو أكراه على اختيار منه .
[غير باغ] والبغي لغة الفساد ، أي غير طالباً للحرام،أو غير مستحل له ،أوغير جوعان مثلاً ،وقيل غير باغ على المسلمين.
[ولا عاد] أي غير متجاوز قدرحاجته ، ومتجاوز الحد في تناول ما أبيح له ،ومتزود منه ،قال مالك رحمه الله :"يأكل المضطر شبعه"،وقيل متعدي علي المسلمين أو قاطع طريقهم .
[فلا أثم عليه]لا حرج عليه ،ولا جناح عليه .
[إن الله غفور رحيم]أي أن الله غفور له هذا الذنب أنه أضطر إلى مخالفة أمر ربه بالأكل من المحرم عليه، ورحيم بعباده لأنه أحل لهم ما حرم عليهم في حال الاضطرار،وختم الله الآية بهذين الاسمين مناسب غاية المناسبة لمضمون الآية الكريمة
ما يستفاد من الآية :
1- أن الله أحل الطيبات ،وحرم علينا الخبائث.
2- من تأمل المحرمات المذكورة في الآية يعلم يقيناً أن حكمة الله عزوجل في التحريم ،فكل محرم حرم علينا هو خبيث في نفسه فهو مضر لنا،فالله لطيف بعبادة يعلم ما يصلح لهم.
3- إن الله غفور لعباده زلااتهم.
4- إن الله رحيم بعبادة ،فهو سبحانه أرحم بعبده من الأم بولدها.
5- إن الضرورات تبيح المحظورات.
6- أن أكل الميتتة للمضطر عزيمة وليس رخصة ،أي إذا لم يأكل أثم بعدم الأكل ، لأنه يلقي بنفسه إلى التهلكة.
7- يجب على الأنسان أن يتحرى الحلال ،ويتجنب الحرام.
8- من الآية يتضح لنا أن الله أباح لنا أشياء كثيرة طيبة ،وحرم علينا أشياء قليلة جداً وهو خبيثة.
2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
اختلف المفسرون في معنى المثل في الآية على قولين:
القول الأول :شبة واعظ الكافرين والكافرين الموعوظين ،بالراعي الذي ينعق بالغنم ،فهم يسمعون صوته فقط ولا يفقهون ما يقول؛
قاله ابن عباس ،وأبي العالية ،ومجاهد ،وعكرمة ،وعطاء ،والحسن، وقتادة وعطاء الخرساني ،والربيع بن أنس،والسدي ،سيبويه ،وذكره الزجاج ،وابن عطية ،وابن كثير.
القول الثاني:شبة الكافرين في دعائهم للأصنام التي تسمع ولا تبصر ولا تعقل شيئاً،بالراعي الذي ينعق بالغنم ،فهم لا يسمعون دعائهم ،قاله ابن زيد ،واختاره الطبري ،وذكره ابن عطية ،وابن كثير.
ورجح ابن كثير القول الأول.
ب: المراد بخطوات الشيطان.
اختلف المفسرون في المراد بخطوات الشيطان على أقوال :
القول الأول: أي طرقه التي يدعوكم إليها الشيطان وسبله التي بها يوقعكم في الشرك و البدع والمعاصي ،مثل تحريم البحائر والسوائب والوصائل،قاله الحسن ،ذكره الزجاج،وابن عطية ،وابن كثير.
القول الثاني:أي أعماله وخطاياه ،ونزغاته،قاله ابن عباس ،ومجاهد ،وذكره ابن عطية ،وابن كثير .
القول الثالث: أي هي النذور والأيمان في المعاصي، قاله ابن عباس، وابن عمر،أبو مجلز،والشعبي،ومسروق، وعكرمة،وذكره ابن عطية ،وابن كثير.
3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
الرياح جمع ريح،ووباستقراء القرآن وجد المفسرون أن الرياح جاءت في القرآن بالجمع مع الرحمة ،والريح جاءت مفردة مع العذاب ،والدليل ؛ الحديث :"كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح يقول : اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً"،
إلا ما كان في موضع واحد في سورة يونس في قوله تعالى:{حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان} ،وقال ابن عطية ،أنها أفردت مع الفلك لأن ريح أجراء السفن واحدة متصلة ،ثم أنها وصفت بأنها طيبة ،وأنهم فرحوا بها أيضاً ،ثم ذكر النوع الأخر من الريح العاصف ،فبهذا زال الأشتراك بينهما ،وحدث التفريق بينهما.
وقال ابن عطية :"ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد ،وريح الرحمة لينة متقطعة ولذلك هي رياح".
ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
المراد بالأسباب:
السبب لغة :الحبل الرابط،الموصل بين الشيئين.
أي تقطعت بهم أسباب النجاة ووسائلها،لما عاينوا العذاب،ذكره ابن كثير
وقيل الأسباب هي المودة التي كانت بينهم في الدنيا والأرحام ، قاله ابن عباس ،وعطاء ،ومجاهد ،وذكره ابن عطية،وابن كثير .
وقيل العهود ،قاله مجاهد ،وذكره ابن عطية.
وقيل المنازل التي كانت لهم في الدنيا،ذكره ابن عطية.
وقيل هي الأعمال ،أي أعمال المؤمنين كالسبب في تنعيمهم ،قاله ابن زيد ،والسدي ،وذكره ابن عطية.
وقيل انقطع وصلهم الذي جمعهم في الدنيا ،ذكره الزجاج.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10 ربيع الأول 1438هـ/9-12-2016م, 04:25 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (159 - 176)

بارك الله فيكم وسدّدكم.
ونوصي في سؤال التفسير بما أوصينا به من قبل أن يفسّر الطالب بأسلوبه، وألا يكون عمله عبارة عن نقل كلام المفسّرين ثم عزوه، بل نريد خلاصة كلامهم في عبارات متّسقة موجزة يفهمها القاريء،
نعم .. يمكن نسبة الأحكام الفقهية وعند حكاية الخلاف، أما أن يكون التفسير عبارة عن قول فلان وفلان وفلان وهي عبارات تكاد أن تكون مكرّرة، فليس هذا هو الغرض من تقرير هذا السؤال.
ونثني من التزم هذه التوصيات وهم كثر بفضل الله.
وأستسمحكم في عدم قبول النسخ في جواب هذا السؤال.

كذلك في أسئلة تحرير مسائل الخلاف، لا يجب أن يقتصر الطالب على تعداد الأقوال المذكورة في التفسير، وإنما يجب بعد ذلك أن تكون له عناية بتأمّلها ومعرفة أسبابها وأدلّتها وضعفها وقوتها، ووجه التوافق والاختلاف بينها، وفهم كلام المفسّرين على كل قول، ثم يجتهد في إعمال ما درسه من قواعد الجمع والترجيح، تفاعلوا مع الأقوال يا أخوة حتى تنمو ملكة التفسير بإذن الله، وتكونوا مفسّرين لا ناقلين.

وتوصية لمن فسّر بأسلوبه -بارك الله في الجميع-، لا تدخلوا مباشرة في بيان مسائل الآية، بل قدّموا لها بتقدمة مناسبة، ولا تقولوا إن الذي يقرأ التفسير هو المصحّح ويفهم ما نقصد، بل اعتبروه واحدا من عامّة المسلمين، يحتاج أن يفهم موضوع الآية ومناسبتها ونحوه، حتى يستوعب المسائل التي ستعرضونها ويستفيد منها.
مع التنبيه على أن تفسير الطالب بأسلوبه لا يعني أن يختصر فيه اختصارا مخلّا يفوّت به مسائل أساسية في الآية.


المجموعة الأولى:
1: هبة الديب أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أحسنتِ التفسير جدا بارك الله فيك، وينتبه إلى بعض التأويلات في نفي كلام الله تعالى للكفار المذكورين، كمن قال إن المعنى ألا يرسل إليهم الملائكة بالتحية، والمعنى على ظاهره أن الله لا يكلمهم يوم القيامة، ويراد به تكليمهم بما يسّر بسبب غضبه تعالى عليهم،
وقال بعدها: {ولا يزكّيهم}، وقد ورد تكليمه تعالى لهم في مواضع أخرى من القرآن، كما قال تعالى: {اخسؤوا فيها ولا تكلّمون}، ولكنه تكليم لهم بما يسوؤهم.
- س2 أ: آخر عبارتين هما قول واحد وليس اثنين، فليراجع.

2: تماضر

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أحسنت التفسير، بارك الله فيك، ولكن لا تجعلي عادتك أن يكون دائما في صورة السؤال والجواب.
- تحريرك للمسائل في السؤال الثاني مختصر جدا، فيرجى إعادته لاستكمال التقويم.
- قد تكلم ابن كثير رحمه الله على حكم لعن الكافر فيرجى تلخيصه من الدرس، وقد أحسنت في بقية الإجابات.
- خصم نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثانية:
3: هلال الجعدار أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، وأثني على اجتهادك.
- س2 أ: الأقوال الأربعة تخلص إلى قولين بحسب تقدير المحذوف في الآية -وذلك حتى لا نعدّد أقوالا متّفقة-:
فالأول: أن يكون الداعي [وهو الناعق] محذوفا والمدعوّ هم الكفار، فيكون معنى الآية أن مثل داعي الكافرين ومن يدعوهم في عدم فقههم لما يقوله كمثل راعي الضأن يصيح بها فلا تسمع منه إلا صوتا لا تعقله، وهذا قول ابن عباس وكثير من التابعين، واختاره ابن كثير.
وكون الداعي هو النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من دعاة الحقّ لا يتعارض.
الثاني: أن يكون المدعوّ [وهو المنعوق به] هو المحذوف والداعي هم الكفار، ويكون معنى الآية أن مثل الكفار وأصنامهم في عدم فقهها لدعائهم كمثل راعي الضأن يصيح بأغنامه فلا تفهم منه شيئا، وفُسّر قوله تعالى: {إلا دعاء ونداء} بمعنيين:
- فالأول: أنه الصدى الذي يستجيب من الجبال، وهذا قول ابن زيد.
- والثاني: أن يكون المعنى: إلا دعاء ونداء يتعبان الداعي، وهذا توجيه الطبري.
واختار الطبري القول الثاني، واستبعده ابن كثير؛ لأن الأصنام لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل شيئا.
- س2 ب: بعد تحرير الأقوال وعرضها، لابد من إتباع ذلك بالكلام عن مدى التوافق والاختلاف بينها، وإمكانية الجمع أو الترجيح، فاعتنِ بذلك في نظائره، وفقك الله.
- لو وجّهت سبب إفراد الريح في سورة يونس حتى يستقرّ المعنى.

4: منيرة محمد

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أرجو إعادة التفسير بأسلوبك، واستدراك مسائله الفائتة لإكمال التقويم.
- وقد أحسنت تحرير المسائل، وبقية الأجوبة، بارك الله فيك.

5: فاطمة الزهراء محمد

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أرجو التفسير بأسلوبك لاستكمال التقويم.
- وقد أحسنتِ في باقي الإجابات، زادك الله من فضله.
- عبارة الزجّاج ليست عبارة جامعة لما قيل في المراد بالأسباب، فتأمليها.

6: عابدة المحمدي

بارك الله فيك ونفع بك.
- أحسنت التفسير بارك الله فيك، ولكنك اقتصرت على قول واحد في معنى قوله تعالى: {غير باغ ولا عاد}.
- عامّة الإجابات الباقية منسوخة، فأرجو إعادتها بأسلوبك لاستكمال التقويم.
وأسأل الله أن ييسّر أمرك، فقد تعودنا منك كثيرا حسن الإجابة وجودة تحرير المسائل وعرض الأقوال، فلعل هناك مانع.

7: شيماء طه ج+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتتك مسائل في التفسير، ويراجع تفسير الأخ هلال للوقوف عليها.
س2 أ: ذكرتِ قولا واحدا من قولين.

8: مها شتا أ
أحسنت بارك الله فيك وزادك توفيقا.
- وأثني على حسن أسلوبك في التفسير.
- س2 أ: فاتك توجيه معنى قوله تعالى: {إلا دعاء ونداء} في القول الثاني.
- خصمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثالثة:
9: كوثر التايه أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أحيّيك على تفسيريك بأسلوبك، وأوصيك بالاقتداء بطريقة الأستاذة مضاوي.
- س2 أ: بيّني أولا مرجع اسم الإشارة "أولئك".
- س2 ب: قول "ما أدومهم على عمل يؤدّي بهم إلى النار" هو على معنى التعجّب وليس الاستفهام.
والناظر للأقوال في معنى الآية يجد أنها بين مشهدين:
الأول: وصف حالهم في النار حقيقة يوم القيامة.
الثاني: وصف حالهم في الدنيا لما اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة وكتموا صفة النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا كمن وطّن نفسه على الصبر على النار واجترأ عليها لما باشر ما يفضي إلى عذابها.
وكلا القولين في معنى "ما" ينسجم مع المشهدين.
- س3 أ: بيّني أولا معنى تفسير الآية على العموم، حتى يفهم الاستثناء.
- س3 ب: اختصرتِ في بيان أسباب النزول.


10: هناء هلال ب+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أحسنتِ التفسير بارك الله فيك، مع الانتباه لضرورة التقديم له وبيان مناسبة الآية للسياق.
وأريد أن يكون تفسيرك مخاطبا للقاريء بأسلوب سهل واضح، وليس مجرّد سرد لمسائل الآية على طريقة التلخيص كما اتّفقنا سابقا، وأوصيك أيضا بالاقتداء بأسلوب الأستاذة مضاوي.
- س2 أ: بيّني مرجع اسم الإشارة "أولئك".
- س2 ب: اختصرتِ في بيان الأقوال، وإن كنتِ أحسنتِ تقسيمها على معنى "ما".
- س3 أ: نفس الملاحظة على التصحيح السابق.
- س3 ب: استوفي جميع الروايات في أسباب النزول.

11: مضاوي أ
أحسنت بارك الله فيك وزادك سدادا.
- أحسنت التفسير نوّر الله قلبك وهداك وهدى بك.
- س2 أ: لو بيّنتِ معنى الآية باختصار قبل مناقشة الخلاف.
وانتبهي أن ما ذكرتيه في آخر المسألة هو مرجع الهاء في {خالدين فيها} وليس المراد باللعنة، واللعنة الطرد والإبعاد لذا تقتضي العذاب وليست هي العذاب نفسه.
- خصمت نصف درجة على التأخير.



بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.
وأرجو أن يقع كلامي منكم موقع الناصح المحبّ لكم الخير، وأشهد الله على اجتهادكم وصبركم، لكني أطمح لكم في المزيد..
(الدين النصيحة) قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم).
وطالب القرآن يجب ألا تكون قناعته في تعلمه وتعليمه إلا الوصول إلى الذروة العليا في فهمه وتحصيله بما يسعه ويستطيعه.
ومن يستعن بالله يعنه، ومن يجتهد فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، بل يوفقه ويريه ثمرة جهده في الدنيا والآخرة، ومن أدّى ما يستطيعه فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

عجبت لمن له حدٌ وقدٌ .. وينبو نبوة القضم الكهام
ومن يجد الطريق إلى المعالي .. فلا يذر المطيّ بلا سنام
ولم أرَ في عيوب الناس عيبا .. كنقص القادرين على التمام





رد مع اقتباس
  #14  
قديم 12 ربيع الأول 1438هـ/11-12-2016م, 08:52 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
" إنما حرم عليكم الميتة "
يُبين الله عز وجل في هذه الاية الكريمة بعض المحرمات التي حرمهاعلى عباده ، وحصرها في قوله :" إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وماأهل به لغير الله "وأول هذه المحرمات المذكورة في الاية الكريمة هي : " الميتة "
ورود فيها قراءتان :
قرأها الجمهور بالتخفيف ،وأبوجعفر قرأها بالتشديد .
ومعناها :
التي تموت من غير تذكيةٍ، مما له نفس سائلة ويدخل فيها المنخنقة أو الموقوذةً أو المتردية أو النطيحة أو ما هجم عليه السّبع وأكله . وأخرج منها الجمهور ميتة البحر والجراد ،وذلك لأن لفظ الميتة عام والمعنى مخصص وميتة البحر والجراد لم يدخل أبدا في هذا العموم .
والدليل على هذا :
حديث ابن عمر مرفوعًا: «أحلّ لنا ميتتان ودمان: السّمك والجراد، والكبد والطّحال».
"الدم"
المراد به هنا المسفوح لأن ما خالط اللحم فغير محرم بإجماع .كما ذكر ابن عطية.
" ولحم الخنزير "
وخص هنا ذكر اللحم من الخنزير ليدل على تحريم عينه ذكي أو لم يذك، وليعم الشحم وما هنالك من الغضاريف وغيرها، وأجمعت الأمة على تحريم شحمه، وفي خنزير الماء كراهية، أبى الامام مالك أن يجيب فيه، وقال:« أنتم تقولون خنزيرا». ذكره ابن عطية .
" وماأهل به لغير الله "
"أهل "معناه : صيح وهوما رفع فيه الصوت بتسمية غير الله عليه ، وهذا موجود في اللغة، ومنه الإهلال بالحج ، إنما هو رفع الصوت بالتلبية.
قال ابن عباس وغيره في المراد بقوله :" وما أهل به لغير الله " "المراد ما ذبح للأنصاب والأوثان"
وقد كانوا في الجاهلية يذبحون لغير الله لأصنامهم وأوثانهم ، وكذلك ما كان يذبحه النصارى وغيرهم من الملل في أعيادهم ، والذبح يجب تكون فيه النية ،فما كان لغير الله فلا يجوز أكله .
" فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه "
ورد في معنى الاضطرار والبغي هنا عدة أقوال:
1- قال بعضهم: أي : فمن اضطر جائعاً غير باغ - غير آكلها تلذذا - ولا عاد، ولا مجاوز ما يدفع عن نفسه الجوع، فلا إثم عليه.ذكره الزجاج .
2- وقالوا: {غير باغ}: غير مجاوز قدر حاجته ، وغير مقصر عما يقيم به حياته. ذكره الزجاج وذكر نحوه ابن عطية وابن كثير عن السدي .
3-وقال مجاهد وابن جبير وغيرهما: «المعنى غير باغ على المسلمين وعاد عليهم" ذكره ابن عطية ونحوه ابن كثير والزجاج .
4- وقال مالك رحمه الله: «يأكل المضطر شبعه»ذكره ابن عطية .
وهذا يقتضي أنّ أكل الميتة للمضطرّ عزيمةٌ لا رخصةٌ. قال أبو الحسن الطّبريّ : وهذا هو الصحيح .
" إن الله غفور رحيم "
قال مقاتل بن حيّان في قوله: «{فلا إثم عليه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}فيما أكل من اضطرارٍ، وَقَالَ ابن كثير : بلغنا -واللّه أعلم -أنّه لا يزاد على ثلاث لقمٍ».
وهذا يدل على رحمة الله بعباده ،وعدم تكليفهم ما لا يطيقون ،وهذا من سعة رحمته وفضله .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 16 ربيع الأول 1438هـ/15-12-2016م, 01:03 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء احمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
" إنما حرم عليكم الميتة "
يُبين الله عز وجل في هذه الاية الكريمة بعض المحرمات التي حرمهاعلى عباده ، وحصرها في قوله :" إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وماأهل به لغير الله "وأول هذه المحرمات المذكورة في الاية الكريمة هي : " الميتة "
ورود فيها قراءتان :
قرأها الجمهور بالتخفيف ،وأبوجعفر قرأها بالتشديد .
ومعناها :
التي تموت من غير تذكيةٍ، مما له نفس سائلة ويدخل فيها المنخنقة أو الموقوذةً أو المتردية أو النطيحة أو ما هجم عليه السّبع وأكله . وأخرج منها الجمهور ميتة البحر والجراد ،وذلك لأن لفظ الميتة عام والمعنى مخصص وميتة البحر والجراد لم يدخل أبدا في هذا العموم .
والدليل على هذا :
حديث ابن عمر مرفوعًا: «أحلّ لنا ميتتان ودمان: السّمك والجراد، والكبد والطّحال».
"الدم"
المراد به هنا المسفوح لأن ما خالط اللحم فغير محرم بإجماع .كما ذكر ابن عطية.
" ولحم الخنزير "
وخص هنا ذكر اللحم من الخنزير ليدل على تحريم عينه ذكي أو لم يذك، وليعم الشحم وما هنالك من الغضاريف وغيرها، وأجمعت الأمة على تحريم شحمه، وفي خنزير الماء كراهية، أبى الامام مالك أن يجيب فيه، وقال:« أنتم تقولون خنزيرا». ذكره ابن عطية .
" وماأهل به لغير الله "
"أهل "معناه : صيح وهوما رفع فيه الصوت بتسمية غير الله عليه ، وهذا موجود في اللغة، ومنه الإهلال بالحج ، إنما هو رفع الصوت بالتلبية.
قال ابن عباس وغيره في المراد بقوله :" وما أهل به لغير الله " "المراد ما ذبح للأنصاب والأوثان"
وقد كانوا في الجاهلية يذبحون لغير الله لأصنامهم وأوثانهم ، وكذلك ما كان يذبحه النصارى وغيرهم من الملل في أعيادهم ، والذبح يجب تكون فيه النية ،فما كان لغير الله فلا يجوز أكله .
" فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه "
ورد في معنى الاضطرار والبغي هنا عدة أقوال:
1- قال بعضهم: أي : فمن اضطر جائعاً غير باغ - غير آكلها تلذذا - ولا عاد، ولا مجاوز ما يدفع عن نفسه الجوع، فلا إثم عليه.ذكره الزجاج .
2- وقالوا: {غير باغ}: غير مجاوز قدر حاجته ، وغير مقصر عما يقيم به حياته. ذكره الزجاج وذكر نحوه ابن عطية وابن كثير عن السدي .
3-وقال مجاهد وابن جبير وغيرهما: «المعنى غير باغ على المسلمين وعاد عليهم" ذكره ابن عطية ونحوه ابن كثير والزجاج .
4- وقال مالك رحمه الله: «يأكل المضطر شبعه»ذكره ابن عطية .
وهذا يقتضي أنّ أكل الميتة للمضطرّ عزيمةٌ لا رخصةٌ. قال أبو الحسن الطّبريّ : وهذا هو الصحيح .
" إن الله غفور رحيم "
قال مقاتل بن حيّان في قوله: «{فلا إثم عليه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}فيما أكل من اضطرارٍ، وَقَالَ ابن كثير : بلغنا -واللّه أعلم -أنّه لا يزاد على ثلاث لقمٍ».
وهذا يدل على رحمة الله بعباده ،وعدم تكليفهم ما لا يطيقون ،وهذا من سعة رحمته وفضله .
تمام التقويم: أ
وأوصيك أكثر بهذا السؤال أستاذة فاطمة، جعلك الله مباركة نافعة أينما كنت.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 19 ربيع الأول 1438هـ/18-12-2016م, 11:26 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

المجموعة الثانية:
2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
القول الأول : شبه الله عز وجل الكفار ومن يدعوهم ويعظهم براعي الغنم الذي يصيح بها ولكنها لا تفقه منه شيئا ولا تعقل عنه .
القول الثاني : شبه الله عز وجل الكفار ومن يعظهم بالكافر الذي يدعو الأصنام فلا تستجيب له إلى يوم القيامة لإنها لا تسمع ولا تبصر ولا تملك لهم ضرا ولا نفعا .
معنى :(دعاء ونداء):-
قيل أن المراد بها أنه لا يسمع إلا صوت الصدى من الجبال .وهذا قول ابن زيد.
وقيل : أن المراد به دعاء ونداء يتعبان الداعي لا يستفيد منه . وهو اختيار الطبري واستبعده ابن كثير ,لإن الأصنام لاتعقل ولا تسمع ولا تبصر .
ب: المراد بخطوات الشيطان.
_ قيل : كل معصية فهي من خطوات الشيطان ونزغاته وهوقول ابن مسعود وابن عمر وقتادة.
_وقيل: هي النذور والمعاصي .ذكره ابن مجلز .
_وقيل : أعماله وخطواته ذكره ابن عطيه وابن كثير. والقول الأول الراجح لإنه أعم .
3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
الرياح : تأتي في القرآن دائما مبشرة بالرحمة ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا وتأتي بصيغة الجمع إلا في موضع واحد في سورة يونس جاءت مفرده في قوله تعالى ( وجرين بهم بريح طيبة )فذكر ابن عطية أنها جاءت مفرده لإنها خاصه بإجراء السفن ولذلك ذكر الله عزوجل بعدها أنها ريح طيبه ليزول الإشتراك بينها وبين ريح العذاب وكذلك أن الرياح تأتي لينه متقطعه.
وأما الريح : فإنها غالبا تأتي مفرده في القرآن لإنها جسم واحد وهذا تعليل ابن عطيه رحمه الله تعالى .
ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
السبب :هو الحبل الموصل بين الشيئين .
وقال ابن عباس المراد بها : الأرحام .
وقال مجاهد : العهود .
وقيل : المودات .
وقيل : المنازل التي كانت لهم في الدنيا.
وقيل : الأعمال ,حيث انقطعت بهم أعمالهم الصالحة فلم توصلهم للجنه .ذكره ابن عطية عن السدي وابن زيد .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 27 ربيع الأول 1438هـ/26-12-2016م, 09:54 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
ذكر الله تعالى عظيم فضله على عباده وسعة رزقه حيث أباح لهم الأكل مما في الأرض من الطيبات وهو الكثير المتنوع جدًا مقارنة بما حرم الله تعالى فتأتي " إنما " حاصرة للقليل الذي حرم وهو كل خبيث مقابلة بالحلال الطيب الذي أحله الله تعالى وينحصر في : الميتة وهي كل ما مات دون تزكية كالمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وغير ذلك من أسباب الموت غير الذبح واستثني من الميتة ميتة البحر لحديث النبي صلى الله عليه وسلم في البحر
«هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته» ولما ورد من دلائل أخرى في السنة
وحرم علينا الدم والمراد به الدم المسفوح أما ما خالط اللحم فهو غير محرم بالإجماع ، ولحم الخنزير وخص ذكر اللحم هنا للتأكيد على تحريم الخنزير كلية سواء زكي أم لم لا وليعم كل ما اختص به .
وما أهل به لغير الله : أي ما ذبح لغير إرادة وجه الله ويشمل هذا ما ما رفع فيه الصوت بتسمية غير الله ويشمل أيضًا النية وإن لم يرفع بها صوت ودليل ذلك ما روي عن علي بن أبي طالب
في الإبل التي نحرها غالب أبو الفرزدق، فقال إنها مما أهلّ به لغير الله فتركها الناس وغير ذلك من الأدلة .
فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه : أي يرفع الله تعالى عن المضطر غير الباغ ولا العاد الإثم والذنب إن أكل ما حرم الله فلا يعاقب على ذلك
واختلف المفسرون في المراد بغير باغ ولا عاد على أقوال :
- غير باغ أي غير آكلها تلذذا مشتهيًا لها ولا عاد غير مجاوز الحد الذي يدفع به الجوع فقط . كذا روي عن ابن عباس وعطاء وقتادة والسدي وغيرهم
- وقيل غير باغ على إمام خارجًا عليه مفارقًا له ولا متعد على أمته بقطع السبيل أو بمعصية . كذا روي عن مجاهد وابن جبير
وختمت الآية بقوله تعالى { إن الله غفور رحيم }
قال سعيد بن جبيرٍ: «غفورٌ لما أكل من الحرام. رحيمٌ إذ أحلّ له الحرام في الاضطرار».
وفي هذا بيان لسعة رحمة الله تعالى بعباده فحرم عليهم القليل وتفضل عليهم بالإباحة حال الاضطرار ورفع عنهم المشقة والإثم وتوعدهم بالمغفرة والرحمة وما ذلك إلا من رب حكيم عليم بما يصلح عباده فالحمد لله رب العالمين.

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
اختلفت أقوال المفسرين في معنى ذلك المثال وسبب الاختلاف المراد بقوله تعالى { كمثل الذي ينعق } على قولين :
القول الأول :
فسروا المثال على أن الذي ينعق هو الواعظ والداع إلى الحق والمنعوق به هم الكافرين والدعاء والنداء المراد به دعاء الداع للحق .
روي عن ابن عبّاسٍ، وأبي العالية، ومجاهدٍ، وعكرمة، وعطاءٍ، والحسن، وقتادة، وعطاءٍ الخراسانيّ والرّبيع بن أنسٍ، نحو هذا.
وعلى هذا يكون معنى المثال : مثل الذين كفروا كمثل الغنم أو الإبل الذي ينعق فيها صاحبها الراعي وهو الواعظ بالحق فيدعوها بصوت هي تسمعه ولكن لا تفقه معناه والمراد منه فالغنم لا يفهم لغة الراعي ولكن يسمع فقط صوت يتردد والكافرين في تعطيل حواسهم عن الفهم أصبحت كالغنم الذي يسمع الصوت الداع ولا يفهم مراده ولهذا نفى الله تعالى عنهم امتلاك تلك الحواس أصلًا { صم بكم عمي } وهذا مشهور عند العرب أن تقول لمن يسمع ولا يعمل بما سمع أصم ومنه قول الشاعر :
أصمّ عمّا ساءه سميع . خلاصة قول الزجاج وابن عطية وهو الراجح عند ابن كثير

القول الثاني :
فسروا المثال على أن الذي ينعق هم الكافرين والمنعوق به هم الأصنام والدعاء والنداء هو دعاء الكافرين لآلهتهم . كذا نقل ابن عطية عن ابن زيد والطبري
ويكون معنى المثال : مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بشىء بعيد عنه فهو لا يسمع بسبب البعد أو أنه ينعق بشىء لا يسمع أصلًا إلا دويًا غير مفيد فالأصنام كالجبال لا تستجيب للصوت بشىء إلا بذلك الصدى ويكون تعطيل الحواس هنا عائد على الأصنام لأنها بالفعل لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عنهم شيئًا أو يكون عائد على الكافرين إذ أنهم صرفوا حواسهم فيما لا ينفعهم فلم ينتفعوا بتلك الحواس فكأنهم لا يملكونها أصلًا . خلاصة قول ابن زيد والطبري نقله ابن عطية وابن كثير .

وكلا القولين محتمل وفي كل معنى منهم فوائد ولطائف والله تعالى أعلى وأعلم .

ب: المراد بخطوات الشيطان.
الخطوات لغة : جمع خطوة وهي ما بين القدمين من المشي . ذكره ابن عطية
ومعلوم أن ذلك المعنى لغة حاصل بين البشر فيمكن لإنسان أن يسير على نفس خطوات صاحبه الذي يتقدمه في المسير فيتبع نفس خطواته ولكن لأن الشيطان غيبًا عنا فكانت بلاغة التعبير هنا وكأن مراد النهي عن اتباع الخطوات التي يسير عليها ذلك الشيطان لعنه الله فكأنك تراه بعينك كيف يسير في طريقه فاحذر من اتباع خطوات ذلك السير في ذلك الطريق مثله ولهذا قال الزجاج : خطوات الشيطان : طرقه .
ولهذا تعددت أقوال السلف في تفسير المراد بخطوات الشيطان وهي أقوال ليس فيها خلاف حقيقة بل هي من اختلاف تنوع عن التعبير عن المراد وكأنك تعطي أمثلة لذلك لتقريب المعنى للأذهان ومن تلك الأقوال :
- أقوال جامعة كقول ابن عباس: خطواته أعماله ، وقال مجاهد : خطاه أو خطاياه .
- ومنهم من قصر المعنى كما قال قتادة والسدي : كل معصية لله هي من خطوات الشيطان .
- وهناك من السلف من حددها في أعمال بعينها لمناسبتها للآية كما قال الحسن : نزلت فيما سنوه من البحيرة والسائبة ونحوه، أو كما وقال أبو مجلز : هي النذور في المعاصي .
- ومنهم من حددها في أشخاص
:قال النقاش: «نزلت في ثقيف وخزاعة وبني الحارث بن كعب». خلاصة قول ابن عطية وابن كثير
- ومنهم من قرأ
«خطؤات» بضم الخاء والطاء وهمزة على الواو، وذهب بهذه القراءة إلى أنها جمع خطأة من الخطأ لا من الخطو. ذكره ابن عطية
ومعلوم أن الشيطان لعنه الله لا يدعو إلا لما يغضب الله تعالى وأن له مسالك وطرق يزين بها للناس المعاصي ويجرهم إليها جرًا ولهذا كان النهي أشمل في اتباع تلك المسالك والطرق من البداية فدخل في ذلك كل خطأ وكل معصية وكل بدعة بالتبعية والله تعالى أعلى وأعلم .

.
3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
قد فصل ابن عطية رحمه الله القول في تلك المسألة وخلاصة ما ذكر :
أن الرياح تذكر مجموعة غالبًا مع الرحمة كقوله تعالى { وأرسلنا الرياح لواقح }
وأن الريح تذكر غالبًا مع العذاب مثل قوله تعالى {
وفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ }
إلا في موضع واحد وهو موضع سورة يونس في قوله تعالى { وجرين بهم بريح طيبة } وسبب إفرادها ذكرها مع الفلك وريح السفن تكون واحدة متصلة ولهذا قرن ذكرها بالوصف الطيبة لإزالة الاشتراك بينها وبين ريح العذاب
وفي ذلك المعنى ذكر حديث «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح يقول: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا».
وبين ابن عطية سبب الجمع هنا والإفراد هناك بقوله ( وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح )


ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
السبب في اللغة: الحبل الرابط الموصل، فيقال في كل ما يتمسك به فيصل بين شيئين. ذكره ابن عطية
واختلف المفسرون في المراد بالأسباب على أقوال :
-
وصلهم الذي كان جامعهم في الدنيا تقطع في الآخره . قاله الزجاج ، وهو المودة كما روي عن ابن عباس ومجاهد في رواية ابن أبي نجيح . ذكره ابن كثير
- وروي عن ابن عباس كذلك أن الأسباب هنا الأرحام . ذكره ابن عطية
- وروي عن مجاهد أنها العهود التى كانت بينهم في الدنيا . ذكره ابن عطية
- وقيل هي المنازل التى كانت لهم في الدنيا . ذكره ابن عطية
- وقال ابن زيد والسدي هي أعمال المؤمنين التى كانت كالسبب في تنعيمهم في الدنيا . ذكره ابن عطية
- هي الحيل وأسباب الخلاص من العذاب . قاله ابن كثير

هذا والله تعالى أعلى وأعلم

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 6 ربيع الثاني 1438هـ/4-01-2017م, 02:27 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

السؤال الثالث: [5 درجات]

فسّر باختصار قوله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.

يقول الله تعالى (إنماحرم عليكم ) بعدما بين سبحانه وتعالى ما أحل لهم أرشدهم إلى ماحرم عليهم
وحصره في هذه الآية قي هذه المحرمات المذكورة في هذه الآية ليجتنبوها ويبتعدوا عنها ،وعدد منها،
قوله (الميتة) وهي ما مات من غير ذكاة شرعية بأي حال كانت ، ويخرج من هذا ميتته البحر ،كماورد في الحديث " هو الطهور ماؤه الحل ميتته"
قوله ،(والدم) ،هو الدم المسفوح ،أما كان مع اللحم فهو غير محرم ،ذكره ابن عطية
قوله ،(ولحم الخنزير) ، خص لحمه ليشمله كله سواءً ذكيّ إم لم يذكى فهو محرم لقذارته، وفي
خنزير الماء كراهة.
قوله ،(وما أهل لغير به لغير الله )، أي ما ذكر عليه غير اسم الله،أو ذبح لغير الله كمن يذبح للأولياء ،والقبور ، والإهلال هو رفع الصوت ،وهو من عادة العرب .
قوله ،فمن اضطر ،أي أُلجئ ، أو أكره إلى أكل شيئاً منها
قوله :(غير باغ ولا عاد )، الباغي هو طالب الفساد، وهوالذي يبغي ويعتدى على المحرم مستحلا لحرمته ، من غير ضرورة احوجته ،وأورد المفسرون أقوالاً فيه ،فقال "مجاهد" و"سعيد بن جبير"
هو الخارج في معصية،القاطع للسبيل ،المفارق للأئمة، وقال "مقاتل" و"والسدّي" غير مستحله،
باغ فيه شهوته .
قوله:( فلا أثم عليه ) أي لا حرج ولا عقوبة فيما بدرمنه ، قال مسروق : «من اضطرّ فلم يأكل ولم يشرب، ثمّ مات دخل النّار».
قوله : ( إن الله غفور رحيم ) تأكيد من الله عز وجل لعبده ليشعره بسعة رحمته ولطفه،فهو الذي يستر الذنب ،ويقي عبده مغبته ويرحمه بأن وسع له فيما قد يضطر إليه من المحرم ،
قال "سعيد بن جبيرٍ" : «غفورٌ لما أكل من الحرام. رحيمٌ إذ أحلّ له الحرام في الاضطرار».

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 23 ربيع الثاني 1438هـ/21-01-2017م, 06:17 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
بعد أن أمرسبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالأكل من الطيبات وهى كل ما أحله الله ولذ وطاب وأمرهم بالشكر له قياما له بحق العبودية ثم شرع سبحانه في بيان ما حرم على المؤمنين من الأطعمة فجاءت محصورة في عدة محرمات معدودة فقال {إنما حرم عليكم الميتة}وهي كل من لقي حتفه من غير ذكاة سواء ماتت منخنقة أو موقوذة أو متردية أو نطيحة وأكلها السبع سواء يحرم أكلها {والدم}يعنى المسفوح لا الدم المختلط باللحم وما شابه فهو حلال أكله {ولحم الخنزير}وشحمه وعظمه كله حرام {وما أهل به لغير الله}والإهلال من الصياح كانت العرب تصيح باسم المذبوح له عند الذبح فكل ما ذبح على غير اسم الله فيحرم أكله ومن ذلك ذبائح المجوس وما ذبح للكنائس أو للجن وغير ذلك فهو حرام واستثنى من ذلك{فمن اضطر غير باغ ولا عاد} حالة الضرورة وهى الجوع المفضى إلى الهلاك والموت وقيل الإكراه على الأكل منها رغما عنه بشرطين أولهما {غير باغ}أى لايقصد فسادا كأن يأكله متلذذا وهو يجد له مندوحة فى الحلال وقيل باغ بمعنى البغاة وقطاع السبيل والخارجين عن السلطان أو المسافر لقطع رحم فلا رخصة لهم في الأكل منها{ولا عاد}أى غير متجاوز الحد الذي يقيم رمقه بالأكل منها فلا يستزيد تشهيا ولا يدخر منها إلا إذا أيقن أنه لن يجد مثله قبل أن يبلغ حاجته ففي هذه الحال يباح له الأكل مما قد حرمه الله للضرورة وهذه الإباحة رحمة من الله بعباده ورفع الإثم عنهم بأكلها فغفر لهم لذا قال {فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم}
2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
جاء فى معنى المثل أقوال :
-الأول :أنه مثل ضرب للداعى الواعظ للكفار الذي يدعوهم للإيمان وحالهم مقابل دعوته كحال الراعى مع الإبل والغنم ينعق بها ليرشدها وهي لا تفقه من قوله إلا الصوت والنداء وهو تفسير بن عباس وعكرمة والسدي وسيبويه،ذكره بن عطية وبن كثير
وهو الراجح
-الثانى :تشبيه الكفار في دعائهم لأوثانهم وعبادتهم لها بمثل الناعق وشبه الأصنام بالشىء الذي ينعق به وهو لا يسمع منه شيئا
ذكره ابن عطية
ووجه الطبري معنى آخر فقالشبه الكفار بالناعق والأصنام بالمنعوق به ذكره ابن عطية
وهو قول مرجوح إذ الأصنام لا تسمع شيئا ولا تعقله ولا تبصره ولا بطش لها ولا حياة

ب: المراد بخطوات الشيطان.
قيل مشتقة من الخطو وهو ما بين القدمين في المشى فيكون المعنى سبل الشيطان وطرائقه وآثاره التى بها أضل أتباعه من نزيين الحرام كتحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله
-وقيل خطؤات جمع خطأة وهى خطاياه
وكلا المعنيين يرجع بعضهما إلى الآخر فإن أعمال الشيطان كلها خطايا وهو يوقع بنى آدم في الخطايا بخطواته فيزين لهم القبيح بنزغاته من البدع والمعاصي والشرك والكفر

3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
الرياح تأتي في القرآن يراد بها الخير والرحمة
والريح تأتي في لقرآن إشارة إلى العذاب إلا في موطن يونس أتت بمعنى الرحمة {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة }
والتفريق بينهما :
الرياح تأتي جمعا ويراد بها الخير لأن ريح الرحمة متقطعة لينة لذا هى رياح
والريح تأتى مفردة لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد

ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
الأسباب:
-قيل الأرحام :قاله بن عباس
-العهود قاله مجاهد
-المودات التي كانت بين الكافرين في الدنيا
وقيل المنازل التى كانت لهم في الدنيا
وقيل أعماله السيئة كانت سببا في هلاكهم

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 8 جمادى الأولى 1438هـ/4-02-2017م, 06:11 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

لمجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.

يبين الله فى الاية الكريمة وما قبلها كيف يتبرء كل من ضل وعبد من دون الله من شيطان أو صنم أورئيس أو متبوع كيف يتبرء بعضهم من بعض بل ويتمنى هؤلاء الذين أتبعوا يتمنوا لو تكون لهم فرصة للرجوع الى الدنيا ليتبرؤ ممن أضلوهم
وزينوا لهم الباطل ويقولون لو أنّ لنا عودة إلى الدّار الدّنيا حتّى نتبرّأ من هؤلاء ومن عبادتهم بل نوحّد اللّه وحده بالعبادة. وهم كاذبون في هذا بل لو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه ويبين الله تعالى أنه سيريهم كما ذكر العلماء رؤيا بصر حقيقية وقيل رؤيا قلبيه أعمالهم
«الفاسدة التي ارتكبوها فوجبت لهم بها النار»، وقال ابن مسعود والسدي المعنى: «الصالحة التي تركوها ففاتتهم الجنة»
فتذهب أعمالهم وهى محبطة كما قال تعالى {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورًا}[الفرقان: 23].ومصيرهم الخلود فى النار لا يخرجون منها
وفى الأية فوائد سلوكية عديدة منها
- أن فرصة الحياة التى وهبنا الله فرصة لمرة واحدة فقط وليس هناك كرة أخرى فلنغتنمها بالايمان والعمل الصالح دل على ذلك قولهم ( لو أن لنا كرة )
- أن الاتباع بلا عقل ولا تبصر نتيجته الخسارة ولن يعذر الله من فعل ذلك فلا اتباع إلا بالدليل من القرأن والسنه وذلك هو طريق النجاة دل على ذلك ذكر مصيرهم ( وما هم بخارجين من النار)
- كل من دعى الى طرق الضلال وسبل الغواياسيتنصل يوم القيامه من فعله فلا يغرنا أئمة الضلال المتبعون فى الدنيا ولا يغرنا كثرة أتباعهم فيوم القيامه سيتنصل كل منهم من الاخر دل على ذلك قولعه تعالى( فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا)
- أن اعمال الكافرين والمشركين فى ضلال وهى محبطة وأن الله سيريها لهم يوم القيامه فتذيد حسرتهم فى أحد القولين فى معنى الأيه فنتحرى قلوبنا ونتفقد ايماننا فالأعمال لا تقبل الا بالاخلاص لله ومتابعة هدى رسول الله دل على ذلك قوله تعالى( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ)
- أن نغتنم كل لحظات حياتنا بالاعمال الصالحة ولا نستقل عملا فهؤلاء الذين ضلوا سيريهم الله الاعمال التلى فلم يعملوها والتى كانت تدخلهم الجنه لو عملوها فتذيد حسرتهم وذلك على القول الثانى من أقوال العلماء فى تفسير الاية فننتبه لواجب الوقت ولا نضيع لحظة مكن وقتنا دل عليه قوله تعالى (كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ)
- أن من قضى الله عليه العذاب بالنار لكفره لا يخرج منها فهو خالد فيها فنسأل الله أن يعيذنا من الكفر ومن النار ويثبتنا على الدين حتى نلقاه دل على ذلك قوله تعالى( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)
- أن الله لا يظلم عباده ابداُ مع كفرهم وظلمهم لأنفسهم بالكفر يعاملهم بعدله ويريهم أعمالهم فيشهدهم عللاى أنفسهم فيملىء قلوبنا الخوف من لحظة الوقوف بين يدى مالك يوم الدين ويملىء قلوبنا الرجاءفى رحمة أرحم ةالراحمين بعبادة المؤمنين اللهم أجعلنا واياكم منهم دل على ذلك (يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ)
- أن العباد سترى اعمالها يوم القيامه كما ذكر العلماء فى أحد الاقوال فى تفسير الرؤية فى الاية فلا نعمل إلا ما نفرح ونُسر برؤيته يوم القيامة ونستحى من الملك العظيم دل عفللى ذلك قوله تعالى (يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ)



2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
المعنى:لعنه الله أى ترضه من رحمته وأبعده و لعنته الملائكة , ولعنة الناس أجمعين.
فى معنى الناس أجمعين ذكر المفسرون قولان
الاول: : المراد ب النّاس المؤمنون خاصةذكره بن عطيه عن قتادة والربيع
الثانى : أن المراد عموم الناس
فإن قال قائل: كيف يلعنه الناس أجمعون، وأهل دينه لا يلعنونه؟,
قيل له: إنّهم يلعنونه في الآخرة، كما قال عزّ وجلّ:{ ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً} ذكره الزجاج
وقالت فرقة: معنى ذلك أن الكفرة يقولون في الدنيا: لعن الله الكافرين، فيلعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون ذكره بن عطيه
ب: معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.
ذكر فيها قولان
الأول :قال جمهور المفسرين: «ما» تعجب، قوله تعالى: {فما أصبرهم على النّار} يخبر تعالى أنّهم في عذابٍ شديدٍ عظيمٍ هائلٍ، يتعجّب من رآهم فيها من صبرهم على ذلك، مع شدّة ما هم فيه من العذاب، والنّكال، والأغلال عياذًا باللّه من ذلك.
الثانلى :وقيل معنى قوله: {فما أصبرهم على النّار}أستفهام أي: ما أدومهم لعمل المعاصي التي تفضي بهم إلى النّار فما أصبرهم على عمل يؤدي إلى النار ؛ لأن هؤلاء كانوا علماء بأن من عاند النبي صلى الله عليه وسلم صار إلى النار.
كما تقول: ما أصبر فلاناً على الحبس، أي: ما أبقاه فيه) ذكره الزجاج وبن عطية

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}
ذكر فى متعلق بينوا ثلاثة أقوال
الأول : قال من فسر الآية على العموم: معناه بينوا توبتهم بمبرز العمل والبروع فيه ذكره بن عطيه
الثانى : من فسرها على أنها في كاتمي أمر محمد قال: المعنى بينوا أمر محمد صلى الله عليه وسلم فتجيء الآية فيمن أسلم من اليهود والنصارى، بن عطبه الزجاج
الثالث : تابوا وبينوا ما كانوا قد كتموه بن كثير
ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية.
ذكر فى سبب النزول سببان
الاول
عن عطاءٍ، قال: «نزلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالمدينة: {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرّحمن الرّحيم} فقال كفّار قريشٍ بمكّة: «كيف يسع النّاس إلهٌ واحدٌ؟ فأنزل اللّه تعالى: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس}إلى قوله: {لآياتٍ لقومٍ يعقلون}»
فبهذا يعلمون أنّه إلهٌ واحدٌ، وأنّه إله كلّ شيءٍ وخالق كلّ شيءٍ.ذكره بن كثير
الثانى
عن أبي الضّحى قال: «لمّا نزلت:{وإلهكم إلهٌ واحدٌ}إلى آخر الآية، قال المشركون: «إن كان هكذا فليأتنا بآيةٍ». فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار}إلى قوله: {يعقلون}» ذكره بن كثير

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م, 09:58 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
- لما ذكر تعالى إباحة الطيبات ذكر تحريم الخبائث فقال { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ } والميتة: هي التي تموت حتف أنفها من غير تذكيةٍ، وسواءً كانت منخنقةً أو موقوذةً أو متردّية أو نطيحةً أو قد عدا عليها السّبع ، واستثنى الشارع من هذا العموم, ميتة الجراد, وسمك البحر, فإنه حلال طيب. من حديث ابن عمر مرفوعًا: «أحلّ لنا ميتتان ودمان: السّمك والجراد، والكبد والطّحال» "وَالدَّمَ": يراد به المسفوح لأن ما خالط اللحم فغير محرم بإجماع ،كذلك حرّم عليكم لحم الخنزير، سواءٌ ذكّي أو مات حتف أنفه، ويدخل شحمه في حكم لحمه إمّا تغليبًا أو أنّ اللّحم يشمل ذلك، أو بطريق القياس على رأيٍ{.. وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ } أي: وهو ما ذبح على غير اسمه تعالى من الأنصاب والأنداد والأزلام، ونحو ذلك ممّا كانت الجاهليّة ينحرون له
- فَمَنِ اضْطُرَّ } أي: ألجئ إلى هذا المحرم, بسبب جوع وعدم, أو أكره على ذلك بغير اختياره، { غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ } للمفسرين في تفسيرها ثلاثة أوجه:
1- قال بعضهم: أي : فمن اضطر جائعاً غير باغ - غير آكلها تلذذا - ولا عاد، ولا مجاوز ما يدفع عن نفسه الجوع، "لا يشوي من الميتة ليشتهيه ولا يطبخه، ولا يأكل إلّا العلقة، ويحمل معه ما يبلّغه الحلال، فإذا بلغه ألقاه ،لا يعدو به الحلال " قاله عطاءٌ الخراسانيّ. "غير باغٍ يبتغي فيه شهوته "قاله السّدّيّ
2- غير باغ: غير مجاوز قدر حاجته ، وغير مقصر عما يقيم به حياته، عن ابن عبّاسٍ: «لا يشبع منها ،وقال مقاتل : " فيما أكل من اضطرارٍ، وبلغنا -واللّه أعلم -أنّه لا يزاد على ثلاث لقمٍ "
3- وقالوا: أيضا: معنى غير باغ على إمام، وغير متعد على أمته ،أي ليس قاطعًا للسّبيل، أو مفارقًا للأئمّة، أو خارجًا في معصية اللّه، عن سعيد بن جبيرٍ. وعن مجاهدٌ
غير مستحلّه قال أيضا سعيدٌ -في روايةٍ عنه -ومقاتل بن حيّان: « ».

فَلَا إِثْمَ عليه بل الإنسان بهذه الحالة، مأمور بالأكل، "فأكل الميتة للمضطرّ عزيمةٌ لا رخصةٌ، كالإفطار للمريض في رمضان " عن أبو الحسن الطّبريّ ."من اضطرّ فلم يأكل ولم يشرب، ثمّ مات دخل النّار" عن مسروقٍ
وختمت الآية "إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ": "غفورٌ لما أكل من الحرام. رحيمٌ إذ أحلّ له الحرام في الاضطرار" عن سعيد بن جبيرٍ

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
النعيق زجر الغنم والصياح بها
والمراد بهذا المثل أما :
- تشبيه حال النبي مع الكفار وماهم فيه من الغيّ والضّلال والجهل كالدّوابّ السّارحة التي لا تفقه ما يقال لها، بل إذا نعق بها راعيها، أي: دعاها إلى ما يرشدها، لا تفقه ما يقول ولا تفهمه، بل إنّما تسمع صوته فقط. والعرب تقول لمن يسمع ، ولا يعمل بما يسمع: أصم قال ابن عبّاسٍ، وأبي العالية، ومجاهدٍ، وعكرمة، وعطاءٍ، والحسن، وقتادة، وعطاءٍ الخراسانيّ والرّبيع بن أنسٍ
- أو تشبيه الكفار مع أصنامهم فيكونوا هم الناعق والأصنام هم المنعوق به أي مثل الكافرين في عبادتهم آلهتهم كمثل الذي ينعق بشيء بعيد منه فهو لا يسمع من أجل البعد، فليس للناعق من ذلك إلا النداء الذي يتعبه ويصبه، أو لايسمع منه شيئاً إلا دويا غير مفيد،
وشبهوا في الصمم والبكم والعمى بمن لا حاسة له لما لم ينتفعوا بحواسهم ولا صرفوها في إدراك ما ينبغي، فالدعاء يمر على آذانهم صفحا يسمعونه ولا يفقهونه إذ لا ينتفعون بفقهه. خلاصة ماذكره ابن عطية وابن كثير

ب: المراد بخطوات الشيطان:
خطواته :طرقه وسبله حاصل ماذكره ابن عطية والزجاج
خطواته: أعماله قاله ابن عباس » ،ذكره ابن عطية
خطواته: آثاره ذكره ابن عطية
خطواته: البدع والمعاصي ذكره ابن عطية والسّدّيّ،
- وقيل هي: نزغات الشّيطان. وهو قول عكرمة ذكره ابن كثير
- وقيل هي: خطاه أو خطاياه.وهو قول مجاهد ذكره ابن كثير
- هي النّذور في المعاصي أو يمين في غضب ، ذكره ابن كثير
فجمع هذه الأقوال خطوات الشيطان هي الطرق والسبل التي تؤدي إلى المعصية ولذلك كان النهي

3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن: أغلب وقوعها في القرآن أن:
-الرياح تأتي غالباً مع الرحمة
- الريح مفردة تأتي مع العذاب. إلا في يونس في قوله تعالى:{وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ } للتصريح بأن النعمة شملتهم ، وللإشارة إلى أن مجيء العاصفة فجأة في حال الفرح مراد منه ابتلاؤهم وتخويفهم
تفسير ابن عاشور "
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح يقول: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا)).
ووجه الفرق بينهما وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح وهو معنى {نشرا "ذكره ابن عطية "

ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأو العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
السبب في اللغة: الحبل الرابط الموصل، فيقال في كل ما يتمسك به فيصل بين شيئين،
المراد بالأسباب :
الأول: أنها الأرحام. وهو قول ابن عباس ذكره ابن عطية
الثاني: أنها العهود. قاله مجاهد ذكره ابن عطية
الثالث: أنها الأعمال. وهو قول ابن زيد والسدي ذكره ابن عطية
الرابع: أنها المنازل التي كانت لهم في الدنيا. ذكره ابن عطية
الخامس: أنها المودات. ذكره ابن عطية وابن كثير
أي: عندما عاينوا عذاب اللّه، تقطّعت بهم الحيل وأسباب الخلاص من رحم وعهود وأعمال وصلة ومودة ولم يجدوا عن النّار معدلاً ولا مصرفاً.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 05:36 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.
-يخبر الله عن أمر غيبي سيحصل يوم القيامة وهو قول الاتباع الذين أشركوا في عبادة الله لو أن لهم ( كَرَّةً) أي عودة إلى الدنيا فيتبرؤاممن كانوا يعبدونهم ويعبدوا الله وحده ويعملوا الصالحات وقد بين الله كذبهم في قوله تعالى :﴿بَل بَدا لَهُم ما كانوا يُخفونَ مِن قَبلُ وَلَو رُدّوا لَعادوا لِما نُهوا عَنهُ وَإِنَّهُم لَكاذِبونَ﴾ [الأنعام: 28]
مضمون ما قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير .
يقال : تبرأت منهم تبرؤا، وبرئت منه براءة , وبرئت من المرض , وبرأت أيضاً, لغتان: أبرأ، برءا، وبريت القلم , وغيره , وأبريه غير مهموز، وبرأ اللّه الخلق برءاً.قاله الزجاج
والكاف من قوله (كَمَا تَبَرَّءُوا) نصب على النعت إما لمصدر أو لحال تقديرها متبرئين كما، ذكره ابن عطية.
(كذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) أي سيريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وقال الله عزّ وجل: قال اللّه تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورًا}[الفرقان: 23].
وقال :{حبطت أعمالهم}, قاله ابن عطية وابن كثير
المقصود ب(أَعْمَالَهُمْ) :فيه أقوال:
1-أي أعمالهم الفاسدة التي ارتكبوها فوجبت لهم بها النار . وقال الربيع وابن زيد.كما ذكر ابن عطية وذكر ايضاً هذا الفول الزجاج .
2-أعمالهم الصالحة التي تركوها ففاتتهم الجنة ، رويت فيه أحاديث وقاله ابن مسعود والسدي،ذكره ابن عطية.
-الغرض من الإضافة في(أَعْمَالَهُمْ) :
إضافة الأعمال الفاسدة اليهم لأنهم عملوها ،وإضافة الأعمال الصالحة لأنهم مأمورون بها .ذكره ابن عطية .
-معنى (حسرات):
جمع حسرة وهي أعلى درجات الندامة والهم بما فات، وهي مشتقة من الشيء الحسير الذي قد انقطع وذهبت قوته كالبعير والبصر، وقيل هي من حسر إذا كشف، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يحسر الفرات عن جبل من ذهب».قاله ابن عطية .

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
أخبر تعالى عمّن كفر به ولم يتب قبل موته من كفره. بأنّ {عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين * خالدين فيها} واللعنة هي إبعاد اللّه، وإبعاده عذابه ، والضمير في (فيها) عائد على اللعنة، وقيل على النار وإن لم تذكر في السياق ، لثبوتها في المعنى.
مضمون ماذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
المراد بالناس واللعن فيه أقوال:
1- الناس أجمعين يلعنونه في الآخرة قال عزّ وجلّ:{ ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً} ،ذكره الزجاج وأضاف ابن عطية قول أبو العالية: أن الكفرة يلعنون أنفسهم يوم القيامة
2- المؤمنون خاصة يلعنونهم ،قاله قتادة والربيع ذكره ابن عطية.
3-الكفرة يلعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون بقولهم في الدنيا: لعن الله الكافرين.
4-أن الله يلعن أولئك الناس وذلك على قرأة الحسن بن أبي الحسن بالرفع وهي مخالفة لقراءة المصحف : «والملائكة والناس أجمعون» ذكره الزجاج و ابن عطية .
ب: معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.
وقوله تعالى: {فما أصبرهم على النّار}،
فيه أقوال :
1- «ما» تعجب، يتعجّب من رآهم فيها من صبرهم على ذلك، مع شدّة ما هم فيه من العذاب، والنّكال، والأغلال وهم أهل لذلك لما عملوا من أعمال أودت بهم إلى ذلك .قال تعالى :{قتل الإنسان ما أكفره}قاله قتادة والحسن وابن جبير والربيع وهو قول جمهورالمفسرين.ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .ورجحه ابن عطية .
2-«ما» استفهام معناه أي شيء أصبرهم على النار، قاله معمر بن المثنى، معناه أي ما أمرهم بالصبر ومعناه أيضا ما جعلهم ذوي صبر .
وأضاف المبرد أن "ما " تقرير واستفهام وأن لفظة «أصبر» بمعنى اضطر وحبس، كما تقول أصبرت زيدا على القتل، ومنه نهي النبي عليه السلام أن يصبر الروح،قال: ومثله قول الشاعر:
قلت لها أصبرها دائبا ....... أمثال بسطام بن قيس قليل .
وعلق القاضي أبو محمد رحمه الله: «الضبط عند المبرد بضم الهمزة وكسر الباء»، ورد عليه في ذلك كله بأنه لا يعرف في اللغة أصبر بمعنى صبر وإنما البيت أصبرها بفتح الهمزة وضم الباء ماضيه صبر، ومنه المصبورة، وإنما يرد قول أبي العباس على معنى اجعلها ذات صبر). ذكره ابن عطية
3-أي: ما أدومهم لعمل المعاصي التي تفضي بهم إلى النّار . ذكره ابن كثير.

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}.
متعلق الاستثناء فيه أقوال:
1- الحق الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم . ذكره الزجاج وأضاف ابن عطية أن الآية فيمن أسلم من اليهود والنصارى.
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ
2- التوبة والعمل لقبولها وهذا على معنى العموم.ذكره ابن عطية
3-ما كانوا كتموه وفي سياق الآية دلالةٌ على أنّ الدّاعية إلى كفرٍ، أو بدعةٍ إذا تاب إلى اللّه تاب اللّه عليه.وهذا من شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم ؛ فلم تكن التّوبة تقبل من مثل هؤلاء في الأمم السابقة .ذكره ابن كثير.

ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية.
سبب النزول فيه عدة روايات صريحة :
1-قال تعالى: {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلّا هو}
قال عطاء: «لما نزلت هذه الآية بالمدينة قال كفار قريش بمكة: ما الدليل على هذا؟ وما آيته وعلامته؟» وقال سعيد بن المسيب: «قالوا: إن كان هذا يا محمد فائتنا بآية من عنده تكون علامة الصدق، حتى قالوا: اجعل لنا الصفا ذهبا، فقيل لهم: ذلك لكم، ولكن إن كفرتم بعد ذلك عذبتم، فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «دعني أدعهم يوما بيوم»، فنزل عند ذلك قوله تعالى: {إنّ في خلق السّماوات والأرض}الآية »،ذكره ابن عطية
2-قال ابن أبي حاتمٍ عن عطاءٍ، قال: «نزلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالمدينة: {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرّحمن فبهذا يعلمون أنّه إلهٌ واحدٌ، وأنّه إله كلّ شيءٍ وخالق كلّ شيءٍ.} فقال كفّار قريشٍ بمكّة: «كيف يسع النّاس إلهٌ واحدٌ؟ فأنزل اللّه تعالى: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس}إلى قوله: {لآياتٍ لقومٍ يعقلون}»ذكره ابن كثير
3-قال وكيعٌ: حدّثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضّحى قال: «لمّا نزلت:{وإلهكم إلهٌ واحدٌ}إلى آخر الآية، قال المشركون: «إن كان هكذا فليأتنا بآيةٍ». فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار}إلى قوله: {يعقلون}»ذكره ابن كثير
ماوات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النّار}ذكره ابن كثير
4-قال الحافظ أبو بكر بن مردويه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: «أتت قريشٌ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: يا محمّد إنّما نريد أن تدعو ربّك أن يجعل لنا الصّفا ذهبًا، فنشتري به الخيل والسّلاح، فنؤمن بك ونقاتل معك. قال: «أوثقوا لي لئن دعوت ربّي فجعل لكم الصّفا ذهبًا لتؤمننّ بي» فأوثقوا له، فدعا ربّه، فأتاه جبريل فقال: «إنّ ربّك قد أعطاهم الصّفا ذهبًا على أنّهم إن لم يؤمنوا بك عذّبهم عذابًا لم يعذّبه أحدًا من العالمين». قال محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم: «ربّ لا بل دعني وقومي فلأدعهم يومًا بيومٍ»فأنزل اللّه هذه الآية: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس} الآية».ذكره ابن كثير.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 27 رمضان 1438هـ/21-06-2017م, 01:18 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.
-يخبر الله عن أمر غيبي سيحصل يوم القيامة وهو قول الاتباع الذين أشركوا في عبادة الله لو أن لهم ( كَرَّةً) أي عودة إلى الدنيا فيتبرؤاممن كانوا يعبدونهم ويعبدوا الله وحده ويعملوا الصالحات وقد بين الله كذبهم في قوله تعالى :﴿بَل بَدا لَهُم ما كانوا يُخفونَ مِن قَبلُ وَلَو رُدّوا لَعادوا لِما نُهوا عَنهُ وَإِنَّهُم لَكاذِبونَ﴾ [الأنعام: 28]
مضمون ما قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير .
يقال : تبرأت منهم تبرؤا، وبرئت منه براءة , وبرئت من المرض , وبرأت أيضاً, لغتان: أبرأ، برءا، وبريت القلم , وغيره , وأبريه غير مهموز، وبرأ اللّه الخلق برءاً.قاله الزجاج
والكاف من قوله (كَمَا تَبَرَّءُوا) نصب على النعت إما لمصدر أو لحال تقديرها متبرئين كما، ذكره ابن عطية.
(كذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) أي سيريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وقال الله عزّ وجل: قال اللّه تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورًا}[الفرقان: 23].
وقال :{حبطت أعمالهم}, قاله ابن عطية وابن كثير
المقصود ب(أَعْمَالَهُمْ) :فيه أقوال:
1-أي أعمالهم الفاسدة التي ارتكبوها فوجبت لهم بها النار . وقال الربيع وابن زيد.كما ذكر ابن عطية وذكر ايضاً هذا الفول الزجاج .
2-أعمالهم الصالحة التي تركوها ففاتتهم الجنة ، رويت فيه أحاديث وقاله ابن مسعود والسدي،ذكره ابن عطية.
-الغرض من الإضافة في(أَعْمَالَهُمْ) :
إضافة الأعمال الفاسدة اليهم لأنهم عملوها ،وإضافة الأعمال الصالحة لأنهم مأمورون بها .ذكره ابن عطية .
-معنى (حسرات):
جمع حسرة وهي أعلى درجات الندامة والهم بما فات، وهي مشتقة من الشيء الحسير الذي قد انقطع وذهبت قوته كالبعير والبصر، وقيل هي من حسر إذا كشف، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يحسر الفرات عن جبل من ذهب».قاله ابن عطية .

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
أخبر تعالى عمّن كفر به ولم يتب قبل موته من كفره. بأنّ {عليهم لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين * خالدين فيها} واللعنة هي إبعاد اللّه، وإبعاده عذابه ، والضمير في (فيها) عائد على اللعنة، وقيل على النار وإن لم تذكر في السياق ، لثبوتها في المعنى.
مضمون ماذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
المراد بالناس واللعن فيه أقوال:
1- الناس أجمعين يلعنونه في الآخرة قال عزّ وجلّ:{ ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً} ،ذكره الزجاج وأضاف ابن عطية قول أبو العالية: أن الكفرة يلعنون أنفسهم يوم القيامة
2- المؤمنون خاصة يلعنونهم ،قاله قتادة والربيع ذكره ابن عطية.
3-الكفرة يلعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون بقولهم في الدنيا: لعن الله الكافرين.
4-أن الله يلعن أولئك الناس وذلك على قرأة الحسن بن أبي الحسن بالرفع وهي مخالفة لقراءة المصحف : «والملائكة والناس أجمعون» ذكره الزجاج و ابن عطية .
ب: معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.
وقوله تعالى: {فما أصبرهم على النّار}،
فيه أقوال :
1- «ما» تعجب، يتعجّب من رآهم فيها من صبرهم على ذلك، مع شدّة ما هم فيه من العذاب، والنّكال، والأغلال وهم أهل لذلك لما عملوا من أعمال أودت بهم إلى ذلك .قال تعالى :{قتل الإنسان ما أكفره}قاله قتادة والحسن وابن جبير والربيع وهو قول جمهورالمفسرين.ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .ورجحه ابن عطية .
2-«ما» استفهام معناه أي شيء أصبرهم على النار، قاله معمر بن المثنى، معناه أي ما أمرهم بالصبر ومعناه أيضا ما جعلهم ذوي صبر .
وأضاف المبرد أن "ما " تقرير واستفهام وأن لفظة «أصبر» بمعنى اضطر وحبس، كما تقول أصبرت زيدا على القتل، ومنه نهي النبي عليه السلام أن يصبر الروح،قال: ومثله قول الشاعر:
قلت لها أصبرها دائبا ....... أمثال بسطام بن قيس قليل .
وعلق القاضي أبو محمد رحمه الله: «الضبط عند المبرد بضم الهمزة وكسر الباء»، ورد عليه في ذلك كله بأنه لا يعرف في اللغة أصبر بمعنى صبر وإنما البيت أصبرها بفتح الهمزة وضم الباء ماضيه صبر، ومنه المصبورة، وإنما يرد قول أبي العباس على معنى اجعلها ذات صبر). ذكره ابن عطية
3-أي: ما أدومهم لعمل المعاصي التي تفضي بهم إلى النّار . ذكره ابن كثير. [ يدخل في معنى التعجب ]

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}.
متعلق الاستثناء فيه أقوال:
1- الحق الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم . ذكره الزجاج وأضاف ابن عطية أن الآية فيمن أسلم من اليهود والنصارى.
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ
2- التوبة والعمل لقبولها وهذا على معنى العموم.ذكره ابن عطية
3-ما كانوا كتموه وفي سياق الآية دلالةٌ على أنّ الدّاعية إلى كفرٍ، أو بدعةٍ إذا تاب إلى اللّه تاب اللّه عليه.وهذا من شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم ؛ فلم تكن التّوبة تقبل من مثل هؤلاء في الأمم السابقة .ذكره ابن كثير. [ يدخل في القول الأول ! ]

ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية.
سبب النزول فيه عدة روايات صريحة :
1-قال تعالى: {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلّا هو}
قال عطاء: «لما نزلت هذه الآية بالمدينة قال كفار قريش بمكة: ما الدليل على هذا؟ وما آيته وعلامته؟» وقال سعيد بن المسيب: «قالوا: إن كان هذا يا محمد فائتنا بآية من عنده تكون علامة الصدق، حتى قالوا: اجعل لنا الصفا ذهبا، فقيل لهم: ذلك لكم، ولكن إن كفرتم بعد ذلك عذبتم، فأشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «دعني أدعهم يوما بيوم»، فنزل عند ذلك قوله تعالى: {إنّ في خلق السّماوات والأرض}الآية »،ذكره ابن عطية
2-قال ابن أبي حاتمٍ عن عطاءٍ، قال: «نزلت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالمدينة: {وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرّحمن فبهذا يعلمون أنّه إلهٌ واحدٌ، وأنّه إله كلّ شيءٍ وخالق كلّ شيءٍ.} فقال كفّار قريشٍ بمكّة: «كيف يسع النّاس إلهٌ واحدٌ؟ فأنزل اللّه تعالى: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس}إلى قوله: {لآياتٍ لقومٍ يعقلون}»ذكره ابن كثير
3-قال وكيعٌ: حدّثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضّحى قال: «لمّا نزلت:{وإلهكم إلهٌ واحدٌ}إلى آخر الآية، قال المشركون: «إن كان هكذا فليأتنا بآيةٍ». فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار}إلى قوله: {يعقلون}»ذكره ابن كثير
ماوات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النّار}ذكره ابن كثير
4-قال الحافظ أبو بكر بن مردويه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: «أتت قريشٌ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: يا محمّد إنّما نريد أن تدعو ربّك أن يجعل لنا الصّفا ذهبًا، فنشتري به الخيل والسّلاح، فنؤمن بك ونقاتل معك. قال: «أوثقوا لي لئن دعوت ربّي فجعل لكم الصّفا ذهبًا لتؤمننّ بي» فأوثقوا له، فدعا ربّه، فأتاه جبريل فقال: «إنّ ربّك قد أعطاهم الصّفا ذهبًا على أنّهم إن لم يؤمنوا بك عذّبهم عذابًا لم يعذّبه أحدًا من العالمين». قال محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم: «ربّ لا بل دعني وقومي فلأدعهم يومًا بيومٍ»فأنزل اللّه هذه الآية: {إنّ في خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار والفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس} الآية».ذكره ابن كثير.

التقويم : أ
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir