دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1438هـ/2-08-2017م, 02:28 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد
أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 ذو القعدة 1438هـ/4-08-2017م, 06:32 AM
ناصر بن مبارك آل مسن ناصر بن مبارك آل مسن غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 335
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ج1 النذر هو إلزام المكلف نفسه بعبادة لله تعالى

وهو أنواع كثيرة لكن ينقسم قسمين رئيسين هما
1 النذر المطلق وهو إلزان المكلف نفسه بعبادة
2 النذر المقيد وهو إلزام المكلف نفسه بعبادة في مقابلة ما يقدر الله له من خير يرجوه
وكلا القسمين عبادة لله لا يجوز صرفها إلا لله وحده بدليل أن الله امتدح الموفين بالنذر فقال سبحانه
يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا


وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم النذر المقيد لما يحصل في قلب الناذر من اعتقاد أن الله لن يقدر له هذا المرجو حصوله إلا بنذره لذا قال إنما يستخرج به من البخيل
ولم يكره رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الوفاء بالنذر المقيد لأن الوفاء به عبادة والتزام بالعهد

ومن أنواع النذر ما يلي
1 من نذر لغير الله فلا يجوز الوفاء به ولا كفارة له بل يستغفر ويتوب إلى الله قياسا له على الحلف بغير الله
2 نذر الطاعة يجب الوفاء به
3 نذر المعصية لا يجوز الوفاء به وعليه كفارة يمين لأن النذر عبادة لكن لما علق على المعصية لم يجز الوفاء به وبقيت الكفارة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه
4 النذر المكروه يستحب عدم الوفاء والكفارة كمن نذر طلاق زوجته لأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حلف على يمين ثم رأى غيرها خيرا منها أتى ما هو خير وكفر عن يمينه
5نذر المباح يصح الوفاء به كما في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة نذرت أن تضرب الدف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجاز لها ذلك
6 نذر اللجاج والغضب فهو حلف تجب فيه الكفارة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا نذر في غضب
ج2 يكون ذلك بطريقين هما
الطريق الأول إثبات أن النذر عبادة
وذلك بالأدلة الخاصة الواردة في النذر مثل قول الله تعالى
يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا
فمدح الله عباده بأنهم يوفون بالنذر وهذا دليل أن النذر عبادة لمدح الله للموفين به
وأيضا قول الرسول صلى الله عليه وسلم من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه
فهذا أمر من النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء بالنذر
فإذا ثبت أن النذر عبادة نثبت أن العبادة لا يجوز صرفها إلا لله وحده بالطريق الثاني
وهو الاستدلال بالأدلة العامة التي تدخل فيها جميع العبادات مثل قول الله سبحانه
وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه
وقوله سبحانه
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا
وأمثال ذلك كثير في كتاب الله

ج3 معنى الاستعاذة هي طلب اللجوء والاعتصام بالله من كل مخلوق فيه شر
والدليل على أنها عبادة أمور منها
1 أن الله أمر بها فقال سبحانه
قل أعوذ برب الناس
2 أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من استعاذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء فالثواب المترتب على ذلك دل على أنها عبادة
فالعلماء قد أجمعوا على أن الاستعاذة بالمخلوق شرك فكلمات الله هنا هي صفة من صفات الله عز وجل فجاز الاستعاذة بها
3 أن الله تبارك وتعالى قد ذم المشركين لعياذهم بالجن وجعل ذلك زيادة في خوفهم وإثمهم فدل على أنه لا يجوز صرف الاستعاذة إلا لله قال سبحانه
وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا


ج4 زعم بعض القبوريين أنهم يدعون الأولياء فيما أقدرهم الله عليه وهذا باطل أشد البطلان وذلك من وجوه كثيرة يصعب حصرها ولكن منها ما يلي
1 أن الله ربنا وخالقنا وهو أعلم بما خلق قال سبحانه
ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
وقد أمرنا بعبادته وحده دونما سواه فقال
وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه
فعلينا السمع والطاعة لمن يستحق هذه العبادة وحده دون ما سواه
2 أن الله أمرنا بقراءة الفاتحة في كل ركعة من الصلاة وفيها قوله سبحانه
إياك نعبد وإياك نستعين
فتقديم العامل هنا يقتضي الاختصاص فلا نعبد ولا نستعين إلا بالله وحده
3 أنه لا أحد أعلم بالله من الله وقد أخبرنا أن الملك له وحده فقال سبحانه
لله ملك السماوات والأرض
وأنه له الخلق والأمر وحده كما قال سبحانه
ألا له الخلق والأمر
ولا يطلب النصر ولا الرزق من غيره قال جل وعلا
أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور
فلا يستعان ولا يدعى إلا الله فهو المستجيل للدعاء والكل تحت قهره وملكه
4 أن الله نفى عن غيره الملك والتصرف إلا بإذنه فكيف يستعان به وهو لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا فكيف يملكه لغيره
5 بين الله أن المدعو غير الله لا يستجيب لداعيه فهو غافل عنه ولو سمعه لم يستطع فعل شيء إلا بإذن الله ويوم القيامة يتبرأ من عبادتهم له
قال سبحانه
وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا اسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خبير
6 أن المشركين الذين بعث الله لهم الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يعتقدون أن الشركاء يقربون إلى الله زلفى ولم يقولوا بتصرفهم مع الله ومع هذا أنكر الله عليهم ولم يقبل شركهم
7 أن الشخص إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به أو صدقة جارية وهذا معنى ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الميت منقطع عن الدنيا لا يستطيع لنفسه ضرا ولا نفعا فكيف ينفع غيره أو يضر غيره
8 أن هذا ليس من باب الكرامة فالكرامة من الله لبعض أوليائه إنما تكون من الله تأييدا وتثبيتا للمؤمنين ولا تكون من العبد على وجه الفعل والتحدي بها

ج5 الاستغاثة طلب الغوث وهو من وقع في شدة وكرب فيطلب من يخلصه منها ويستنقذه
الاستغاثة بغير الله شرك أكبر فهي عبادة لا يجوز صرفها إلا لله وحده وهذا إذا اجتمع على طلب الغوث عمل القلب من التذلل ورغب والخضوع للمستغاث به وعمل الجوارح من الطلب منه والاستغاثة به قولا أو فعلا فهذا هو الشرك الأكبر قال سبحانه
إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم
فترتب الإجابة على الاستغاثة دل على أنها عبادة يحبها الله
أما الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه فهذا جائز كما استغاث الرجل الذي من قوم موسى بموسى على من يعاديه من قوم فرعون وهذه الاستغاثة تكون لأن الله جعل هذا المخلوق سببا والاعتماد القلبي على الله وحده
فضابط الاستغاثة التي تكون شركا أكبر أن يستغيث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله
وبعض العلماء قال أن حدها هو الاستغاثة الشركيه هي أن يستغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه وهذا لا ينضبط فقد يغرق شخص مثلا في البحر ويشاهد رجلا على الشاطئ فيستغيث به لنجدته لظنه أنه قادر على تخليصه ولكن هذا الرجل لا يجيد السباحة فلا يقدر على تخليصه فهذا لا يعد شركا لظن الرجل المستغيث أن صاحبه قادر على إغاثته ولم يقم في قلبه شيء من التعظيم له

ج6 هذه الآية نزلت بعد غزوة أحد وفيها شج النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته فدعا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على من فعلوا به ذلك فقد فعلوا أفعالا لم يفعلها غيرهم فكيف يؤذون من رام نجاتهم في الدنيا والآخرة فأنزل الله هذه الآية
أي ليس لك يا محمد من أمر التدبير شيء فلله عاقبة الأمور فامض فيما أمرت به وعواقب الأمور بيد الله إن شاء تاب عليهم وإن شاء عذبهم بظلمهم
وقيل ليس لك يا محمد في عبادي شيء إلا ما أمرتك فيهم من تبليغهم وإنذارهم وبشارتهم أما عاقبتهم فبيد الله وحده
فإذا كانه هذا هو حال الرسول صلى الله عليه وسلم في عدم علمه بالعواقب وما يؤول له الإنسان من صلاح أو فساد ولا يملك أن يدفع الضر عن نفسه فكيف بغيره

ج7 أي هذه المعبودات التي تعبدون من دون الله قد أقررتم أنها لا تخلق شيئا ولم تخلق نفسها فكيف تكون خالقة مستحقة للعبادة
وأيضا صفاتها ناقصة لا تملك لنفسها نصرا ولا جلب الخير لنفسها فكيف تشركونها في عبادة الله ذا الصفات الكاملة البالغة في الكمال منتهاه فهذا من أقبح الظلم
فتضمنت الآية برهانين على بطلان عبادة غير الله مع الله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 ذو القعدة 1438هـ/4-08-2017م, 05:28 PM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه.


النذر لغة : هو الإلزام .
شرعا : إلزام المكلف على نفسه بعبادة لله عز وجل. .
أقسامه :
- مطلق : وهو أن يلزم العبد نفسه بعبادة لله عز وجل دون أن يعلقها بقيد أو بشرط.
كأن يقول الناذر : لله عليّ نذر أن أصوم عشرة أيام.
– مقيد: وهو أن يلزم العبد نفسه بعبادة الله مقابل شيء يحدثه الله عز وجل له،كما جاء بقوله عليه الصلاة والسلام: "لا تنذروا ؛ فإن النذر لا يغني من القدر شيئا ، إنما يستخرج به من البخيل" فدل الحديث على كراهته.
كأن يقول الناذر : لله علي نذر أن أصوم عشرة أيام إن شفي ابني.

وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.

1- نذر طاعة : فقد أجمع العلماء على وجوب الوفاء به، وحكي عن أبي حنيفة أنه لا يلزمه الوفاء إلا بما جنسه واجب في الشرع كالصوم وأما غيره فلا يجب الوفاء به .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه"
2- نذر معصية : كأن لو نذر أن يفعل معصية من المعاصي كالزنا أو شرب الخمر أو السرقة أو أكل مال يتيم ,فهو منعقد لكن لا يجوز الوفاء به، واختلف العلماء هل فيه كفار أم لا ؟ على قولين , والأرجح أن فيه كفارة يمين , لقوله صلى الله عليه ولم :" لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين .
3- النذر لأمر مباح : وهو كل نذر يتناول أمرا من أمور المباحات ، كأن ينذر أن يلبس ثوبا بعينه ، أو يأكل طعاما مخصوصا ,يستحب الوفاء به .
عن ثابت بن الضحاك قال : نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟ " قالوا : لا . :" هل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ " ، قالوا: لا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم ".
4- إن كان النذر على مكروه : كالنذر بإفراد رجب بالصيام ,فالأولى عدم فعل ذلك , ويستحب فيه الكفارة.
5- نذر اللجاج والغضب: فهو يمين عند أحمد، فيخير بين فعله وكفارة اليمين، لحديث عمران بن حصين:" لا نذر في غضب وكفارته كفارة يمين".
6- النذر لغير الله( نذر الشرك): كأن يقول : نذر عليّ للقبر الفلاني, فلا ينعقد أصلا , فهو قد صرف عبادة لغير الله, فلاكفارة فيه , وإنما فيه التوبة لله تعالى , والنطق بالشهادة, لأنه قد جرح توحيده.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا كان النذر لغير الله، فهو كمن يحلف بغير الله، وهذا شرك. فيستغفر الله منه، وليس في هذا وفاء، ولا كفارة.
فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" :من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله"



س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟

- من الأدلة العامة:
قوله تعالى "{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وقوله: { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وقوله: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه }.
فقد دلت هذه النصوص على وجوب إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادات , وأيضا وجوب الإخلاص له بجميع العبادات ,فلايجوز مطلقا صرف العبادة لغير الله تعالى , والنذر من العبادات المحضة لله تعالى , فلايجوز صرفها لغير الله, وإن صرفت لغير الله صارت شركا والعياذ بالله.
- من الأدلة الخاصة
فقد امتدح الله تعالى الموفين بالنذر, فقال في معرض مدحهم :{ يوفون بالنذر } و قوله :{وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه}, فحيث الله امتدح الموفين به وأوجب إتمامه إن كان طاعة كما في قوله صلى الله عليه وسلم :" من نذر أن يطيع الله فليطعه".دل ذلك على أنه مما يحبه الله ويرضاه , وكل شيء يحبه الله ويرضاه فهو عبادة.وبناء عليه , فمن نذر لغير الله فإنه يكون بذلك قد صرف عبادة لغير الله , ومن صرف عبادة لغير الله فإنه مشركا الشرك الأكبر .

س3: ما معنى الاستعاذة؟
الاستعاذة : وهي الالتجاء والاعتصام بالله من الشرور.


وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟

- قوله تعالى: ( قل أعوذ برب الفلق) , وقوله تعالى :{ قل اعوذ برب الناس }, وقوله تعالى: ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) .
فقد جاءت هذه الآيات بالأمر الاستعاذة بالله وحده , فكل أمر مشروع بالقرآن فهو عبادة, فدل ذلك أن الاستعاذة عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك.
- حقيقة الاستعاذة لغة، ودلالتها شرعا هي: طلب العوذ، أو طلب العياذ؛ وهو الدعاء المشتمل على ذلك، وإذا كان دعاء فإنه يكون عبادة، والعبادة حق لله وحده دون من سواه, قال تعالى:{ وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)}لذا لا يجوز صرفها لغير الله.


س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟

- أن هناك من العلماء أجاز الاستعاذة بالمخلوق الحي في ما أقدره الله عليه ,وليس الميت, فهذا الميت لايقدر على فعل شيء من جلب منفعة أو دفع ضر, لذا فلا يجوز الاستعاذة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله وإن فعل فهو شرك أكبر.
- الاستعاذة فيها توجه القلب إلى المستعاذ به والاضطرار إليه والاعتصام به والافتقار إليه، وهذه المعاني العبودية التي قامت بقلب المستعيذ بالأولياء لا يجوز صرفها إلا لله تعالى , فصرفها لغير الله شرك.



س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.

الاستغاثة : طلب الغوث لمن وقع في كرب و شدة يخشى معه الضرر الشديد أو الهلاك.

- الاستغاثة بالأموات أو بالأحياء الغائبين أو بالأحياء الحاضرين في الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى , فهي من الاستغاثة الشركية ( الشرك الأكبر),لاعتقاد المستغيث بأن هؤلاء لهم تصرفا خفيا في الكون فيجعل لهم حظا في الربوبية , وقد قال تعالى :{ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ومن يكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلا ما تذكرون}, فمن صرف عبادة لغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فقد وقع بالشرك الأكبر.
- الاستغاثة : بالأحياء في الأمر الذي يقدرون عليه : فهذا لابأس وهو ليس من العبادة من شيء, وذلك كقوله تعالى :{ فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه}, وكاستغاثة الغريق أو من سقط في حفرة , بمن يستطيع إنقاذه من ذلك.


س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.

أي ليس لك يا محمد من أمر العباد شيء إلا ما أمرتك به فيهم، فاللام في (لك) لام الاستحقاق أو لام الملك، أي لا تستحقه بذاتك وإنما بما أمر الله به وأذن به،فالحكم بالدنيا والآخرة لله وحده ,والأمر كله لله ,ولقد قال تعالى :{ ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء}.
فالله وحده يتوب عليهم مما هم فيه من الكفر ,ويهديهم بعد الضلالة أو يعذبهم في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم.
فيرد على من غلا بالنبي صلى الله عليه وسلم :
أن الآية { ليس لك من الأمر شيء}برهانا واضحا على أن أشرف الخلق وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم ,لا يملك شيئا في ملك الله ,فإنه عليه الصلاة والسلام ما ملك منع ما وقع على نفسه ولا على أصحابه يوم أحد , فلا يجوز الغلو فيه,أو إنزاله منزلة فوق منزلته , كأن يرفع إلى مقام الألوهية أو يعطى بعض صفات الله، فقد قال عليه الصلاة والسلام :"لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله".


س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}

الآية الكريمة فيها توبيخ وتعنيف من الله جل جلاله للمشركين , فهو تعالى ينكر عليهم عبادة أولئك المخلوقين مع الله تعالى , فهم لا يستطيعون إيجاد شيء , وهم في حقيقة الأمر أنهم مخلوقون ومحدثون من العدم، ولا يستطيعون نصر معبوديهم إذا طلبوا منهم ذلك، بل ولا يستطيعون نصر أنفسهم إذا اعتدي عليهم، وذلك غاية العجز والهوان, فالكمال المطلق لله تعالى في أسمائه وصفاه وأفعاله.
وهذا برهان ظاهر على بطلان ما كانوا يعبدونه من دون الله, وبرهان وجوب توحيد الله في ألوهيته هو ما ركز في الفطر من أنه جل وعلا واحد في ربوبيته. وقد أقر بهذا وسلم به المشركون.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 ذو القعدة 1438هـ/5-08-2017م, 12:18 AM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.

النذر هو: إلزام المكلف نفسه بعبادة لله, ويكون مطلقا أو مقيدا.
أقسام النذر:
1- النذر المطلق: إلزام المكلف نفسه بعبادة لله, كأن يقول: "لله علي أن اصوم غدا", مطلقا غير مقيد بشرط حدوث شيء في المستقبل, أو مقابل شيء قد حدث أصلا, وهذا لا كراهة فيه,بل هو عبادة مشروعة, لقوله تعالى:"وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه".
2- النذر المقيد: إلزام المكلف نفسه بعبادة لله في مقابل شيء يحدثه الله يقضيه, كأن يقول:"لله علي أن أصوم يومين إن نجح ابني", وهذا حكمه الكراهة, وذهب البعض إلى تحريمه, لقوله عليه الصلاة والسلام:"إنما يستخرج به من البخيل", فهو من جهة: أساء الظن بالله, فظن أن الله لا يعطي إلا بمقابل.
ومن جهة أخرى وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بالبخيل, لأنه لا يصرف العبادات لله إلا على وجه المقابلة.
ومن جهة أخرى: فيه سوء أدب مع الله, حيث يشترط على ربه ما يريد على وجه المقابلة.
أما الوفاء بالنذر, سواء المطلق أو المقيد: فهو واجب يجب الوفاء فيه, لقوله عليه الصلاة والسلام:"من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه", وقد مدح الله الموفين بالنذر في كتابه, فقال:"يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا".
هذا إن كان النذر في طاعة, أما إن كان في معصية فيحرم الوفاء به, للحديث السابق, ولأن المعصية مما نهى الله عنه فلا يجوز غشيانها.

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
أولا: قوله تعالى:"يوفون بالنذر" وفيها مدح الله لمن يفي بنذره, ووعدهم الجنة, وهذا يدل على أنها محبوبة لله, وما كان محبوبا لله فهو عبادة لا يجوز صرفها لغيره.
ثانيا: قوله تعالى:"وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه" فعظم الله النذر وعظم أهله بقوله:"فإن الله يعلمه" وفي هذا دليل على أن الله يحبه, وإنه محل جزاء, وترتب الجزاء عليه يدل على إنه عبادة, فصرفها لغير الله شرك أكبر.
ثالثا: قوله عليه الصلاة والسلام:"من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" فيه إيجاب النبي عليه الصلاة والسلام, الوفاء بالنذر, والواجب من أنواع العبادات, وما كان وسيلة له فهو عبادة أيضا, والوسيلة له هي النذر, فيلزم منه أن يكون النذر عبادة لا تصرف لغير الله تعالى.
كما إن قوله:"ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" وأوجب عليه الكفارة, فدل هذا على انعقاد أصله, وإنما انعقد لكونه عبادة,فصرفها لغير الله شرك أكبر.
.
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هي: الالتجاء والاعتصام, والمعنى الشرعي هو: الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى, والعياذ به من شر كل ذي شر.
أدلة كونها عبادة:
أولا: إن مادة "استفعل" موضوعة في الغالب للطلب, فمادة: استعاذ, فيها طلب, والمطلوب إذا كان أرفع درجة من الطالب سمي الفعل المتوجه إليه دعاء, والطالب هو مستعيذ بالله, لأن الاستعاذة طلب العياذ, وإن تقرر بأنه دعاء, فالدعاء عبادة لا يجوز صرفها لغير الله, كما قال تعالى:"وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً", وقال عليه الصلاة والسلام:"الدعاء هو العبادة".
ثانيا: قوله تعالى:"وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً" فذم الله المستعيذين بغيره فيما لا يقدر عليه غيره سبحانه.
ثالثا: أمر الله عباده بالاستعاذة به سبحانه, فقال:"قل أعوذ برب الفلق" وقال:"قل اعوذ برب الناس", وامر الله نبيه على أن لا تكون استعاذته إلا بالله فقال:"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله", والأمر لأمته من باب أولى.
فدل هذا على أن الاستعاذة صرفها لغير الله شرك أكبر.

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
الاستعاذة فيها عمل ظاهر وعمل باطن, أما العمل الظاهر فهو طلب العوذ, وأما العمل الباطن فهو توجه القلب، واعتصامه, واضطراره, وتفويض أمر نجاته للمستعاذ به, وهذه العبادات القلبية لا يجوز صرفها لغير الله تعالى.
والقبوريون إنما جمعوا بين قول اللسان وعمل القلب, ويكون الرد عليهم من جهتين:
الأولى: إن هذا الميت عاجز ولا يقدر على فعل اي شيء, فالاستعاذة به غير مقبولة عقلا أو شرعا.
فإن أصر القبوري وأورد بعض الشبه, فيجاب عليه بإثبات ما في الاستعاذة من عبادات قلبية جليلة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى, فصرفها لأهل القبور شرك اكبر.

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة هي طلب الغوث لإزالة شدة, والدعاء أعم من الاستغاثة حيث يكون في الشدائد وغيرها.
والاستغاثة بغير الله فيها تفصيل:
فالاستغاثة بمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله, شرك اكبر, ودليله:
أولا: لأن الاستغاثة فيها طلب,والمستغيث به إذا كان أرفع درجة من المستغيث; سمي الفعل المتوجه إليه دعاء, وإن تقرر بأنه دعاء, فالدعاء عبادة لا يجوز صرفها لغير الله, كما قال تعالى:"وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً", وقا لعليه الصلاة والسلام:"الدعلء هو العبادة".
والدعاء نوعان:
دعاء عبادة, كالمصلي والمزكي, وهذا لا يكون إلا لله, وهو يستلزم دعاء المسألة, لأنه يسأل الله الأجر والقبول..
ودعاء مسألة, وهو سؤال الله جلب منفعة أو دفع مضرة, وهو متضمن لدعاء العبادة لأن الله تعالى يحب من عباده أن يسألوه.
وقوله تعالى:"فلا تدع" عام يشمل جميع انواع الدعاء.
ثانيا: قوله تعالى:ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين", ففيها نهي عن دعاء ما لا يجلب نفعا ولا يجلب ضرا, سواء كان عاقلا أو غير عاقل كالصنم والحجر, ومن فعل هذا فهو مستحق بأن يوصف بالظلم, والظلم هو الشرك, قال تعالى:"إن الشرك لظلم عظيم".
ثالثا: قوله تعالى:"وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو", فلا أمل في غيره سبحانه لأن يكشف أي نوع من الضر الذي يقع على الإنسان, فهذه الاية تقطع عروق الشرك والتعلق بغير الله لكشف الضر, وقوله:"فابتغوا عند الله الرزق", وقوله:"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء".
رابعا: ما رواه الطبراني بإسناده :"أنه كان في زمن النبي عليه الصلاة السلام منافق يؤذي المؤمنين ، فقال بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق .
فقال النبي عليه الصلاة السلام :" إنه لا يُستغاث بي ، وإنما يستغاث بالله ".
فالرسول عليه الصلاة والسلام, رفض أن يستغاث به فيما يقدر عليه حماية لجناب التوحيد, فكيف يستغاث بغيره فيما لا يقدر عليه إلا الله؟!

أما إن كانت الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه, فهذا جائز لقوله تعالى:"فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه", على أن يعتقد بأنه مجرد سبب وبأن المغيث على الحقيقة هو الله تعالى, وإنه هو الذي سخر له السبب فيتوجه بالعبادات القلبية من الرهب والرغب الرجاء والتفويض والضطرار والاستعانة إلى الله سبحانه وتعالى.

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
في غزوة أحد كان صفوان بن أمية ، وسهيل بن عمرو ، والحارث بن هشام ، من أعتى كفار قريش على أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام,
فدعا عليهم عليه الصلاة والسلام باللعن: وهو الطرد من رحمة الله, فأنزل الله هذه الاية.
فهو عليه الصلاة والسلام, لا يملك ملكا حقيقيا, ولا يملك شيئا من أمور العباد, وليس له الهداية, ولا الإحياء, ولا الإماتة, ولا يملك عواقب الأمور, فهؤلاء الثلاثة قد آمنوا ودخلوا في دين الله, فدل هذا على إنه عليه الصلاة والسلام, لا يملك من أمر العباد شيء, ودل على كمال سلطان الله وقدرته حيث وفقهم االتوبة والإنابة إليه, فدخلوا في الإسلام, فهو وحده الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء, وغيره لا يعلم.
والرد على من غلا في النبي عليه الصلاة السلام, أن في الآية دليل على بشريته, فهو دعا عليهم باللعن والطرد من رحمة الله, ولم يعلم بما هو كائن في الغيب من إسلامهم, وهو قد كان يأس من دخولهم الإسلام, ولم يوفق في هدايتهم هداية التوفيق, فتبين أن ليس بيده النفع ولا الضر, وهذا كله من خصائص الله وحده, فهو العالم, القادر, يهدي من يشاء سبحانه ويتوب عليه, أما غيره من البشر فلا.

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
"أيشركون": الاستفهام للتوبيخ والتقريع.
"مالا يخلق": ما لغير العاقل, لأن ما دعوه لا يخلق شيئا فهو جماد ليس بذي فائدة.
"شيئا" نكرة في سباق النفي, فدلت على العموم.
"وهم يخلقون" هذا وصف لهم لإثبات عجزهم, وكشف عوراتهم, فهم مفتقرون إلى غيرهم, فمن ليس بخالق لا بد ان يكون مخلوقا, فكيف يعبد المخلوق مخلوقا ويذر أحسن الخالقين؟
"لا يستطيعون لهم نصرا": أي ليسوا بذي فائدة إن هم احتاجوا إليهم لنصرتهم من عدو, لأنهم حتى "ولا أنفسهم ينصرون" فهم عاجزون حتى عن نصرة أنفسهم والدفاع عنها, وهذا من أقبح ما يكون أن يعبد من دون الله من يعجز عن جلب أي منفعة أو دفع مضرة.
فبين الله سبحانه وتعالى, بأنها لا تصلح للعبادة من أربعة وجوه:
الأول: إنها لا تخلق.
الثاني: إنها مخلوقة مفتقرة إلى غيرها.
الثالث: عجزها عن نصر نفسها.
الرابع: ومن باب أولى نصر غيرها.
فهذا حال جميع ما عبد من دون الله من الجن والملائكة والأصنام وغيرها.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو القعدة 1438هـ/5-08-2017م, 03:42 AM
أحمد محمد السيد أحمد محمد السيد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 489
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.

النذر هو إلزام العبد المكلف نفسه بعبادة لله تعالى، بصورة مطلقة أو مقيدة. وهو في نفسه عبادة للمنذور له.
وأقسام النذر:
- نذر لغير الله، وهو من الشرك الأكبر، حيث يتقرب به الناذر لغير الله تعالى، بهدف قضاء حوائجه أو الشفاعة له عند الله تعالى. قال تعالى: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا}. ولا وفاء أو كفارة في هذا القسم الباطل من النذور، بل على الناذر أن يتوب إلى الله ويقول كما جاء بالحديث: (من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله)، وذلك إنزالا للنذر لغير الله بمنزلة الحلف بغيره تعالى، كما قاله شيخ الإسلام.
- نذر لله، وهذا ينقسم إلى:
• نذر مطلق ومقيد، وذلك من حيث سبب الإلزام: فالمطلق أن ينذر العبد طاعة لله تعالى دونما قيد أو شرط، وهو ليس بمكروه. وأما المقيد فيكون الإلزام متعلقا بحدوث الشرط، وهذا النوع مكروه وقد قال فيه الرسول: (إنما يستخرج به من البخيل)، لأن الناذر الذي يربط عمله للعبادة بالنعمة المنتظرة، هو بمنزلة البخيل الذي لا يعمل العبادة حتى يقاضى عليها. ويصل الحكم إلى التحريم، إن ظن الناذر أن هذه الحاجة لا تتحقق إلا بالنذر؛ وذلك لسوء ظنه في الله تعالى. وأجمع العلماء على وجوب الوفاء بكليهما حال كونهما في طاعة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه). وقد حكي عن أبي حنيفة أن حكم الوفاء يتبع حكم جنس العبادة في الشرع؛ فإن كان النذر بصوم وجب، وإن كان باعتكاف لم يجب.
• نذر الطاعة والمعصية، وذلك من حيث حكم العمل المنذور، وبحسب الحديث السابق، أجمع العلماء على وجوب الوفاء في حال كون النذر في طاعة. وقد حكي عن أبي حنيفة أن حكم الوفاء يتبع حكم جنس العبادة في الشرع؛ فإن كان النذر بصوم وجب، وإن كان باعتكاف لم يجب. وأما إن كان النذر في معصية الله، فهو محرم، وعدم الوفاء به واجب، وتجب الكفارة لكون النذر قد انعقد، ورأى بعض أهل العلم أنه لا ينعقد ولا تلزم منه كفارة.
• ويذكر أن هناك النذر في المباح، وجاء بمذهب أحمد وغيره أنه يصح، وينبغي الوفاء به، استدلالا بالحديث السابق وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمن نذرت أن تضرب على رأسه بالدف: (أوفي بنذرك)
• وهناك نذر يسمى نذر اللجاج والغضب، وهو يمين عند أحمد، ويخير بين فعله أو كفارة اليمين، مع استحباب أن يكفر لو نذر مكروها كالطلاق، وذلك كما جاء بالحديث: (لا نذر في غضب، وكفارته كفارة يمين)

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
مدح الله تعالى الذين يوفون بالنذر، وعظم شأنهم وشأن النذر، وهذا المدح يدل على أن ذلك أمر محبوب لله، ومشروع ومتعبد به، وذلك في قوله تعالى: {يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا}، وأيضا في قوله: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه}. فالعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وكون النذر من ذلك يدل على أنه عبادة.
ولما كان النذر هو إلزام العبد المكلف نفسه بعبادة للمنذور له، فإن هذا الإلزام عبادة في نفسه، ويؤدي إلى عبادة أخرى وهي المنذور. ولذلك فإنه في حال صرف النذر لغير الله تعالى، يكون عبادة لذلك الغير، وإلزاما بعبادته، وهو شرك أكبر.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)، وهذا يدل على وجوب الوفاء لمن نذر طاعة لله، أي أن الوفاء عبادة، والنذر نفسه عبادة؛ لأنه وسيلة له. وأما إن كان النذر في معصية الله، فعدم الوفاء واجب، وتجب الكفارة لكون النذر قد انعقد (على خلاف من بعض أهل العلم)، وهو ما يدل أنه عبادة.

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هي طلب العياذ، وهي التجاء العبد واعتصامه بالله، والالتصاق بجنابه طلبا لدفع الشر عنه. ويقابلها اللياذ وهو طلب الخير والتوجه إليه. وقد قال تعالى: {فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}، وقال أيضا: {قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس}، وأمره عز وجل بالاستعاذة به، يدل على كونها عبادة أمر الله تعالى بها، وأيضا يدل على ذلك أن الاستعاذة هي طلب العبد العياذ ممن هو أكبر منه، وهذا يعد دعاء، ولما كان الدعاء عبادة، عدت الاستعاذة عبادة، وبالتالي فإن صرفها لغير الله شرك وقدح في توحيد الألوهية.
ويدل قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}، على أن هؤلاء الإنس استحقوا عقوبة، والعقوبة تكون بذنب، والذنب هو الاستعاذة بغير الله تعالى، وهذا مما يدل على كون الاستعاذة من أنواع العبادة، فلا يجوز صرفها إلا لله.

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
يكون الرد على هؤلاء من جهتين:
أولا: ببيان أن هذا الميت لا يقدر على دفع الشر والضر عنهم، فقد قال تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله}.
فإذا لم يقتنعوا بما سبق، ينبغي الانتقال إلى النقطة التالية
ثانيا: وهو بإثبات أن استعاذتهم بذلك الميت، يصاحبها توجه قلبي به، وتعلق واضطرار إليه، وافتقار وتعظيم له، وهذا يعد من صور العبادة لغير الله تعالى. لذلك فإن هذا الفعل يحكم عليه بأنه من الشرك الأكبر. قال تعالى: {تالله إن كنا لفي ضلال مبين (97) إذ نسويكم برب العالمين}.

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة هي الدعاء حال الشدة وطلب الغوث، وذلك يكون حين يقع العبد في شدة وكرب يخشى معهما الهلاك أو الضرر البالغ. وذلك كما استغاث الرجل الذي من شيعة موسى به في قوله تعالى: {فاستغاثه الذي من شيعته}، وهو ما يدل على جواز الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه، كما هو الحال في الأسباب الظاهرة العادية، من الأمور الحسية كقتال عدو أو غيره. واختلف أهل العلم في تعيين الاستغاثة الشركية بغير الله تعالى على قولين:
1. أنها تعد شركا أكبرا إن تعلقت بما لا يقدر عليه المخلوق المستغاث به، وهذا القول مردود عليه، فقد يظن المستغيث بأن المستغاث به يقدر على مساعدته، وهو حقيقة لا يقدر على ذلك، وهذا بطبيعة الحال ليس شركا.
2. أنها تعد شركا أكبرا إن تعلقت بما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، مع علم المستغيث بذلك. وهذا القول هو الأصح. وفي قوله تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} نهي عن التوجه لغير الله بدعاء المسألة أو دعاء العبادة أو بأي نوع من أنواع العبادات. وعليه فلا تجوز الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، سواء كانت الاستغاثة بالمخلوق وحده أو كانت الاستغاثة بالله وبالمخلوق معا، وإن حصل ذلك من العبد أصبح مشركا ظالما.

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
أي ليس لك يا محمد من الأمر شيء، واللام في "لك" هي لام الملك أو الاستحقاق، فيكون المعنى أنك يا محمد لا تملك شيئا أو تستحقه بذاتك، وإنما بما أمر وأذن به الله لك، فهو صلى الله عليه وسلم لما رأى من شدة عداوة المشركين وايذائهم له يئس من فلاحهم، ودعا عليهم، فنزلت هذه الآية لتبين أن عواقب الأمور بيد الله، وإنما على الرسول أن يمضي في شأنه ويداوم على طاعته لربه، فهو لا يملك شيئا من أمر العباد إلا ما أمره الله تعالى به فيهم. لذا وجب على كل مسلم أن يضبط تعظيمه ومحبته للرسول عليه الصلاة والسلام، مستحضرا بأنها فرع عن تعظيم ومحبة الله تعالى، فلا يغلو في حق الرسول، ولا يبالغ في محبته وتعظيمه إلى درجة يخرجه بها من صفة العبودية لله تعالى، ويجعله بها ندا له عز وجل. وهو عليه الصلاة والسلام لو كان يملك من الأمر شيئا لنصر نفسه وأصحابه يوم أحد، ولكن حدث ما حدث في تلك الغزوة، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وكذلك جاء بالحديث أن النبي لما لعن فلانا وفلانا ممن آذى المؤمنين، نزلت هذه الآية لتوضيح أن النبي عليه الصلاة والسلام لا يملك من الأمر شيئا، فهو أيضا لا يملك لأحدنا شيئا إلا أن يأذن له الله تعالى، فهو مع دعائه على هؤلاء، تاب الله عليهم وحسن إسلامهم، فتبين أن الأمر كله لله، يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله، وهو وحده المستحق للعبادة.
ودلت هذه الآية على أن الذي يخلق هو الله وحده، وأن الذي يرزق هو الله وحده، وأن الذي يملك ويحيي ويميت ويدبر الأمر هو الله وحده، فليس لمخلوق نصيب من الخلق أو الرزق أو الإحياء أو الإماتة أو الملك أو تدبير الأمور أو الحكم والقضاء بين الخلق. ولو كان أعلى الناس مقاما وهو محمد صلى الله عليه وسلم، لا يملك شيئا من الأمر، وليس من الأمر شيء يملكه، فلما كان هذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم، كان كذلك مع من دونه من باب أولى، إذا فالملك كله لله سبحانه وتعالى. وبذلك أوضحت الآية أن جميع خلق الله من ملائكة وأنبياء وصالحين، لا يملكون شيئا من الرزق أو الوساطة أو الشفاعة عند الله تعالى إلا بإذنه ومشيئته، لذلك وجب صرف العبادة كلها لله تعالى وحده، دون إشراك أحد من خلقه فيها.

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
{أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون} تشتمل هذه الآيات على إنكار وتوبيخ للمشركين، الذين صرفوا عبادتهم لمن لا يخلق شيئا وهم يخلقون، فكيف عبدوا تلك الآلهة مع عجزها المتجلي لهم، حتى أنهم يعلمون أن الله تعالى هو من خلقهم وخلق آلهتهم تلك أيضا، فلا ينبغي للمخلوق أن يكون شريكا للخالق في العبادة التي خلقهم لها، ولذلك فاستحقوا هذا التوبيخ لإشراكهم تلك الآلهة العاجزة في العبادة مع الله المستحق للتوحيد.
{ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون} أوضح الله تعالى ضعف وعجز تلك الآلهة عن نصر هؤلاء المشركين، أو حتى عن نصر أنفسهم. وذلك لأن النصر حقيقة من عند الله، ينصر من يشاء ويخذل من يشاء.
فجاءت هذه الآيات ببرهان ظاهر على بطلان عبادة كل معبود من دون الله، ولو كان ملكا أو نبيا أو من الصالحين، فإن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم مع علو قدره، كان يسأل الله ويطلب منه النصر على أعدائه ويقول: (اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل). وهذه الآيات كقوله تعالى: {واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا}

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ذو القعدة 1438هـ/5-08-2017م, 03:11 PM
سلوى عبدالله عبدالعزيز سلوى عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 726
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
معنى النذر : هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة معينة لله عز وجل ، لم يلزمه به الشارع ، إما مطلقاً أو مقيداً قال تعالى :{ يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً } . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عاذشة رضي الله عنها ، قال رسول الله صلى الله عليه ،سلم :{ من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه } .
أقسام النذر :
١- نذر مطلق : أن يلزم العبد نفسه بعبادة الله عز وجل ، كأن يقول ( لله علي أن أتصرق ب عشرون ريال ) ، ولا يكون متعلق بحدث معين ، وإنما مطلق ، وهذا ليس فيه كراهه.
٢- نذر مقيد : أن يلزم نفسه بعبادة معينة ولكن مقابل حدث يحدثه الله تعالى له ويقرده ويقضيه ، كأن يقول :( إذا شفى الله مريضي ؛ لأتصدق لله بألف ريال ) ، وهذا من النذر المكروه ، لأنه يستخرج من مال البخيل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ إنما يستخرج به من البخيل } .
قال*شيخ الإسلام*-رحمه الله- وغيره من أهل العلم:*(إن من ظن أنه لا تحصل حاجة من حاجاته إلا بالنذر فإنه اعتقاد محرم؛ لأنه ظن أن الله لا يعطي إلا بمقابل، وهذا سوء ظنٍّ بالله جل وعلا، وسوء اعتقادٍ فيه سبحانه وتعالى، بل هو المتفضل المنعم على خلقه). والكراهة إنما جاءت لصفة الاعتقاد، لا لصفة أصل العبادة؛

حكم الوفاء به : لا بد من الوفاء به ، والدليل قوله تعالى :{ يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً} ،
والأصل في النَّذر: الكتاب، والسُّنَّة، والإجماع: قال الله تعالى :*﴿*ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ*﴾*[الحج: 29].
وأما السُّنَّة:*فرَوَتْ عائشةُ قالت: "قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلا يَعْصِهِ))*
وأجمع*المسلمون على صحة النذر في الجملة ولزوم الوفاء به .

*س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
النذر هو إلزام العبد نفسه بعبادة معينة ، إذاً فهو نوع من أنواع العبادات ، والعبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى ، ومن صرفها لغير الله فهو مشرك ،
*قال تعالى : {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} ، هذا دليل على وجوب صرف العبادة لله وحده ، وأنه لا يجوز صرف العبادة لغير الله عز وجل ، وأن من صرفها لغير الله فقد أشرك ، والنذر عبادة من العبادات، فهي داخلة في هذا النوع من الأدلة . رالله أعلم .

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
معنى الاستعاذة : الالتجاء والاعتصام والاحتراز
قال ابن كثير : الاستعاذة : هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجناب الله من شر كل ذي شر .
وهي عبادة لله تعالى ، ولهذا أمرنا الله تعالى بالاستعاذة به في أكثر من آية في القران العظيم ، قال تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } ،وقال تعالى :{ قل أعوذ برب الفلق } .
وفي حديث خولة بنت حكيم دليل على أن الاستعاذة عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل : قَالَتْ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:*((مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فَقَالَ: أَعُوذُ بَكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ))*رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
فذكر ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: في شرح قولُه:*((أَعُوذُ بَكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ))*شَرَعَ اللهُ لأَهْلِ الإِسْلامِ أنْ يَسْتَعِيذُوا بِهِ بَدَلاً عَمَّا يَفْعَلُه أَهْلُ الجاهِلِيَّةِ مِنَ الاسْتِعَاذةِ بِالجِنِّ فَشَرَعَ اللهُ لِلمُسْلِمينَ أنْ يَتَعَوَّذُوا بأَسْمَائِه وصِفَاتِ .


س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
*الاستعاذة بالمخلوق، فيها تفصيل، فإن كان المخلوق لا يقدر عليه، فهي من الشرك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (لا يجوز الاستعاذة بالمخلوق عند أحد من الأئمة)، وهذا ليس على إطلاقه، بل مرادهم مما لا يقدر عليه إلا الله، لأنه لا يعصمك من الشرك الذي لا يقدر عليه إلا الله، سوى الله.
ومن ذلك أيضًا الاستعاذة بأصحاب القبور، فإنهم لا ينفعون ولا يضرون، فالاستعاذة بهم شرك أكبر، سواء كان عند قبورهم أم بعيدًا عنهم.
أما الاستعاذة بمخلوق فيما يقدر عليه، فهي جائزة، وقد أشار إلى ذلك الشارح الشيخ سليمان في (تيسير العزيز الحميد)، وهو مقتضى الأحاديث الواردة في (صحيح مسلم) لما ذكر النبي الفتن قال:*“فمن وجد من ذلك ملجأ، فليعذ به “ .
لكن تعليق القلب بالمخلوق لا شك أنه في الشرك، فإذا علقت قلبك ورجاءك وخوفك وجميع أمورك بشخص معين، وجعلته ملجأ، فهذا شرك، لأن هذا لا يكون إلا الله.
وعلى هذا، فكلام الشيخ رحمه الله في قوله: (إن الأئمة لا يجوزون الاستعاذة بمخلوق) مقيد بما لا يقدر عليه إلا الله،*ولولا أن النصوص وردت بالتفصيل لأخذنا الكلام على إطلاقه، وقلنا: لا يجوز الاستعاذة بغير الله مطلقًا .

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.*
الاستغاثة : هي طلب الغوث وهو إزالة الشدة ، كالاسنتصار : طلب النصر ، والاستغاثة : طلب الغوث .
والاستغاثة لا تكون إلا من المكروب ، كما قال تعالى :{ فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه } .
والاستغاثة هو طلب مقرون بالنداء ، وذلك نوع من أنواع الدعاء ، ولكنه دعاء خاص وهو إزالة الشدة ، ويكون في طلب الغوث في جلب الخير وكذلك في دفع الضر
والاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر ،

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.*
دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على رؤوس الكفر من المشركين بالهلاك ولعنهم ؛ بعد ما وقع في غزوة أحد ، فقال الله له :{ ليس لك من الامر شيء …} ، وهذا يدل على أن هذا الامر بيد الله تعالى ، وأنك يا محمد عبد من عبادي ، تأتمر بما أمرتك به ، وتنتهي عما نهيتك عنه ، أما أمر العباد فهو بيدي ، وفي هذا برهان عظيم واضح على أن أشرف الخلق وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لا يملك من أمره شيئا ، وأن الأمر بيد الله تعالى ، فالله وحده له أن يتوب عليهم ، ويهديهم بعد الضلالة أو يعذبهم على ظلمهم . إذا الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز ، قال صلى الله عليه وسلم :{ لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله } .

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
هذه الاية ذكر الله سبحانه في كتاب الكريم توبيخاً وتعنيفاً للمشركين في عبادتهم مع الله تعالى ، واستنكاراً لهم ، كيف يعبدون ما لا يستطيع خلق شيء وهم مخلوقون ، والمخلوق لا يكون شريكاً للخالق في العبادة التي من أجل هذه العبادة خلقهم ، وقد بين أنم لا يستطيعون لم نصراً ولا أنفسم ينصرون ، فكيف يشركون به من لا يستطيع نصر عابدي ولا نصر نفسه ؟
ويدخل في ذلك كل مخلوق سواء الملائكة أو الأنبياء أوالصالحين ، واالنبي صلى الله عليه وسلم كان يستنصر بالله على المشركين ويقول :{ اللهم أنت عضدي ونصيري ، بك أحول وبك أصول ، وبك أقاتل } ، وهذا برهان على بطلان ما كانوا يعبدون من دون الله .
قال تعاالى : { ولا تدعوا مع الله إلهاً آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون } ، فإن كان نبياً أو صالحاً فقد شرفه الله تعالى بإخلاص العبادة له ، والرضا به رباً ومعبودا .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 ذو القعدة 1438هـ/15-08-2017م, 02:54 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

1. ناصر بن مبارك آل مسن (أ)
[
أحسنت بارك الله فيك، س4: أحسنت جدا، ولكن ينقص إجابتك التنسيق؛ فلعلك تراعي هذا الأمر خاصة بوضع الآيات داخل علامتي المجموعة]
2. ناديا عبده (أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س3: تصحيح الآية:
{وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} وليس{وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)}، س4: لو عضدتِ إجابتكِ بالأدلة لكان أجود]
3. فداء حسين (أ)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، س1: هناك تفصيل في حكم الوفاء بالنذر؛ فاطلعي على إجابة الأخت ناديا لهذا السؤال، س2: الاستدلال على كون شيء عبادة نستدل له بأدلة عامة وأدلة خاصة، وقد ذكرت الأدلة الخاصة فقط، س4: لو عضدتِ إجابتكِ بالأدلة لكان أجود، س5: لا يوجد داع لذكر أنواع الدعاء والاستفصال فيها]
4. أحمد محمد السيد (أ+)
[
أحسنت بارك الله فيك، س1: أحسنت ونذر الطاعة والمعصية يدخل فيهما المطلق والمقيد، س2: الاستدلال على كون شيء عبادة نستدل له بأدلة عامة وأدلة خاصة]
5. سلوى عبد الله عبد العزيز (ب+)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، س1: هناك تفصيل في حكم الوفاء بالنذر؛ فاطلعي على إجابة الأخت ناديا لهذا السؤال، س2: الاستدلال على كون شيء عبادة نستدل له بأدلة عامة وأدلة خاصة، وقد ذكرت الأدلة العامة فقط، س5: اقتصري فقط على المطلوب وهو الاستغاثة بالأموات، وتم خصم درجة لتأخر أداء الواجب]

وفقكم الله

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 ذو الحجة 1438هـ/25-08-2017م, 07:49 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد


أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر: هو إلزام المكلف نفسه بعبادة الله جل وعلا
أقسام النذر:
- نذر مطلق: وهو أن يلزم العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا بلا قيد. أي ليس في مقابلة شيء يحدث له في المستقبل أو شيء حدث له فيلزم نفسه بعبادة صلاة أو عبادة صيام أو نحو ذلك
فالنذر المطلق لا يدخل في الكراهية والوفاء به محبوب لله تعالى فق قال تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) ويقول أيضا: (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه)
- نذر مقيد: هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا مقابلا بشيء يحدثه الله جل وعلا له ويقدره ويقضيه له
وهذا هو الذي وصفه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (إنما يستخرج به من البخيل) لأن البخيل هو الذي لا يعمل العبادة حتى يقاضي عليها فصار ما أعطاه الله من النعمة أو دفع عنه من النقمة كأنه في حس ذلك الناذر قد أعطي الأجر أو ثمن تلك العبادة.
ويقول بن تيمية أن من ظن أنه لا تحصل حاجة من حاجاته إلا بالنذر فإنه اعتقاد محرم لأنه ظن أن الله لا يعطي إلا بمقابل وهذا سوء ظن بالله جل وعلا وسوء اعتقاد فيه سبحانه وتعالى بل هو المتفضل المنعم على خلقه) فالكراهة جاءت لصفة الاعتقاد لا لصفة أصل العبادة

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
قال تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطيعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه). ومن ذلك نجد أن الوفاء بالنذر واجب وأن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به والدليل على أن النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله أن الله تعالى مدح الموفون بالنذر والله تعالى لا يمدح إلا على فعل واجب أو مستحب أو ترك محرم ولا يمدح على فعل المباح المجرد وذلك هو العبادة فمن فعل ذلك لغير الله متقربا إليه فقد أشرك. والله تعالى أخبر أن ما أنفقنا من نفقة أو نذرنا من نذر متقربين بذلك إليه أنه يعلمه ويجازينا عليه فدل ذلك أنه عبادة وبالضرورة يعلم كل مسلم أن من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله فقد أشرك.

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة لغة: الالتجاء والاعتصام والتحرز.
وحقيقتها: الهرب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه.
ويقول بن القيم: العائذ بالله قد هرب مما يؤذيه أو يهلكه إلى ربه ومالكه وفر إليه وألقى نفسه بين يديه واعتصم به واستجار به والتجأ إليه
ويقول بن كثير: الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر والعياذ يكون لدفع الشر واللياذ يكون لطلب الخير.
ويقول الله تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) ويقول أيضا: (وقل رب أعوز بك من همزات الشياطين وأعوز بك رب أن يحضرون)
فإذا كان تعالى هو ربنا وملكنا فلا فلا مفزع لنا في الشدائد سواه ولا ملجأ لنا منه إلا إليه
ومن خلال هذه الآيات نجد أن الله يأمرنا بالاستعاذة به وعلى ذلك فهي عبادة فالله لا يأمر إلا بعبادة والعبادة لا تجوز إلا لله وإن قام بها العبد لغير الله فقد أشرك

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
مما قاله العلماء أنه يمكن الاستعاذة بالمخلوق فيما يقدر عليه حيث تكون الاستعاذة بالقول ورغب القلب في أن يخلصه مما هو فيه من البلاء أما القلب فهو متعلق بالله وأن الله هو القادر على كل شيء وأن هذا المخلوق لا يقدر على شيء إلا بإذن الله.
أما في حالة القبوريين اللذين يستعيذون بالأموات والأموات لا يقدرون على شيء حتى نقول أن الله أقدرهم عليها وهذا القبوري سيقنع نفسه أن هذا الميت قادر ويتوجه بقلبه إلى هذا الميت بعبودية لا تصلح إلا لله تعالى. فالمشكلة هنا توجههم بالقول باللسان وأعمال القلوب التي لا تصلح إلا لله جل وعلا.

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة: هي طلب الغوث وهو إزالة الشدة وهو قول بن تيمية
وقال غيره: الفرق بين الاستغاثة والدعاء أن الاستغاثة لا تكون إلا من مكروه فالدعاء أعم لأنه في المكروب وغيره ولذا عطف الدعاء على الاستغاثة من باب عطف العام على الخاص كما قال تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم).
وروى الطبراني أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنى لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله). فقيل أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم الإرشاد إلى حسن اللفظ والحماية منه صلى الله عليه وسلم لجناب التوحيد وتعظيم الله تبارك وتعالى.
وللجمع بين هذا الحديث وقوله تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) أن الآية تحمل على الجواز والحديث يحمل على الأدب فلا يجوز الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كالشدائد والمرض والفقر ونحوه ولكن يجوز ذلك في الأسباب الحسية والأمور الظاهرة العادية كالقتال وإدراك العدو أو السبع وغير ذلك.
فمن اعتقد أنه لغير الله من نبي أو ولي أو روح أو غير ذلك تأثير في كشف كربهم أو قضاء حاجاتهم فقد وقع بجهله في خطر الشرك وأصبح على شفا حفرة منه فقد قال تعالى: (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغنى عنى شفاعتهم شيئا ولا ينقذون)

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
نزلت هذه الآية لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رؤساء المشركين يوم أحد لأنهم هم السبب فيما حدث في ذلك اليوم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يستجب له منهم بل نزلت هذه الآية ثم بعد ذلك تاب الله عليهم وآمنوا ومنهم صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن همام وأبو سفيان وقد كانوا في كفرهم فعلوا برسول الله ما لم يفعله كثير من المشركين كشجه وكسر رباعيته وقتلهم بني عمهم المؤمنين وقتلهم الأنصار. ومع ذلك لم يقدر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدفعهم عن نفسه ولا عن أصحابه كما قال تعالى: (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا) ولكنه صلى الله عليه وسلم لجأ إلى ربه فدعا عليهم في الصلاة المكتوبة جهرا وخلفه سادات الأولياء يؤمنون على دعائه ومع هذا كله ما استجاب الله له فيه بل تاب الله عليهم وآمنوا فلو كان الرسول صلى الله عليه وسلم قادر على النفع أو الضر لكان قادرا على أن يضر سادات المشركين ولكن الأمر كما قال تعالى: (وهذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب).

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
حاصل كلام المفسرين في هذه الآية أن المراد بها توبيخ وتعنيف المشركين لأنهم يعبدون مع الله تعالى عبادا لا يخلقوا شيئا وليس عندهم ما يستحقون به العبادة من الخلق والرزق والنصر لأنفسهم أو لمن عبدهم وهم مع ذلك مخلوقون محدثون ولهم خالق خلقهم. وقوله (لا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون) أي: ويعبدون من لا يستطيع نصر عابديه ولا نصر نفسه ممن أراد به الضر وهذا دال على غاية عجزه فكيف يكون ذلك العاجز معبودا؟
وجميع الأنبياء والملائكة والصالحين داخلون في ذلك فلا يقدر أحد منهم أن يخلق شيئا ولن يستطيعون لمن يعبدهم النصر ولا لأنفسهم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 ذو الحجة 1438هـ/9-09-2017م, 03:17 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الرازق جمعة مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد


أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر: هو إلزام المكلف نفسه بعبادة الله جل وعلا
أقسام النذر:
- نذر مطلق: وهو أن يلزم العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا بلا قيد. أي ليس في مقابلة شيء يحدث له في المستقبل أو شيء حدث له فيلزم نفسه بعبادة صلاة أو عبادة صيام أو نحو ذلك
فالنذر المطلق لا يدخل في الكراهية والوفاء به محبوب لله تعالى فق قال تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) ويقول أيضا: (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه)
- نذر مقيد: هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا مقابلا بشيء يحدثه الله جل وعلا له ويقدره ويقضيه له
وهذا هو الذي وصفه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (إنما يستخرج به من البخيل) لأن البخيل هو الذي لا يعمل العبادة حتى يقاضي عليها فصار ما أعطاه الله من النعمة أو دفع عنه من النقمة كأنه في حس ذلك الناذر قد أعطي الأجر أو ثمن تلك العبادة.
ويقول بن تيمية أن من ظن أنه لا تحصل حاجة من حاجاته إلا بالنذر فإنه اعتقاد محرم لأنه ظن أن الله لا يعطي إلا بمقابل وهذا سوء ظن بالله جل وعلا وسوء اعتقاد فيه سبحانه وتعالى بل هو المتفضل المنعم على خلقه) فالكراهة جاءت لصفة الاعتقاد لا لصفة أصل العبادة
[أين حكم الوفاء به؟]
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
قال تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطيعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه). ومن ذلك نجد أن الوفاء بالنذر واجب وأن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به والدليل على أن النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله أن الله تعالى مدح الموفون بالنذر والله تعالى لا يمدح إلا على فعل واجب أو مستحب أو ترك محرم ولا يمدح على فعل المباح المجرد وذلك هو العبادة فمن فعل ذلك لغير الله متقربا إليه فقد أشرك. والله تعالى أخبر أن ما أنفقنا من نفقة أو نذرنا من نذر متقربين بذلك إليه أنه يعلمه ويجازينا عليه فدل ذلك أنه عبادة وبالضرورة يعلم كل مسلم أن من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله فقد أشرك.

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة لغة: الالتجاء والاعتصام والتحرز.
وحقيقتها: الهرب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه.
ويقول بن القيم: العائذ بالله قد هرب مما يؤذيه أو يهلكه إلى ربه ومالكه وفر إليه وألقى نفسه بين يديه واعتصم به واستجار به والتجأ إليه
ويقول بن كثير: الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر والعياذ يكون لدفع الشر واللياذ يكون لطلب الخير.
ويقول الله تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) ويقول أيضا: (وقل رب أعوز بك من همزات الشياطين وأعوز بك رب أن يحضرون)
فإذا كان تعالى هو ربنا وملكنا فلا فلا مفزع لنا في الشدائد سواه ولا ملجأ لنا منه إلا إليه
ومن خلال هذه الآيات نجد أن الله يأمرنا بالاستعاذة به وعلى ذلك فهي عبادة فالله لا يأمر إلا بعبادة والعبادة لا تجوز إلا لله وإن قام بها العبد لغير الله فقد أشرك [
الاستدلال على كون شيء عبادة نستدل له بأدلة عامة وأدلة خاصة]

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
مما قاله العلماء أنه يمكن الاستعاذة بالمخلوق فيما يقدر عليه حيث تكون الاستعاذة بالقول ورغب القلب في أن يخلصه مما هو فيه من البلاء أما القلب فهو متعلق بالله وأن الله هو القادر على كل شيء وأن هذا المخلوق لا يقدر على شيء إلا بإذن الله.
أما في حالة القبوريين اللذين يستعيذون بالأموات والأموات لا يقدرون على شيء حتى نقول أن الله أقدرهم عليها وهذا القبوري سيقنع نفسه أن هذا الميت قادر ويتوجه بقلبه إلى هذا الميت بعبودية لا تصلح إلا لله تعالى. فالمشكلة هنا توجههم بالقول باللسان وأعمال القلوب التي لا تصلح إلا لله جل وعلا.
[بارك الله فيك، لم ترد عليهم، فالرد يكون بذكر حجتهم ثم إبطالها بالأدلة]
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة: هي طلب الغوث وهو إزالة الشدة وهو قول بن تيمية
وقال غيره: الفرق بين الاستغاثة والدعاء أن الاستغاثة لا تكون إلا من مكروه فالدعاء أعم لأنه في المكروب وغيره ولذا عطف الدعاء على الاستغاثة من باب عطف العام على الخاص كما قال تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم). [ما علاقة ذلك بالسؤال؟]
وروى الطبراني أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنى لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله). فقيل أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم الإرشاد إلى حسن اللفظ والحماية منه صلى الله عليه وسلم لجناب التوحيد وتعظيم الله تبارك وتعالى.
وللجمع بين هذا الحديث وقوله تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) أن الآية تحمل على الجواز والحديث يحمل على الأدب فلا يجوز الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كالشدائد والمرض والفقر ونحوه ولكن يجوز ذلك في الأسباب الحسية والأمور الظاهرة العادية كالقتال وإدراك العدو أو السبع وغير ذلك.
فمن اعتقد أنه لغير الله من نبي أو ولي أو روح أو غير ذلك تأثير في كشف كربهم أو قضاء حاجاتهم فقد وقع بجهله في خطر الشرك وأصبح على شفا حفرة منه فقد قال تعالى: (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغنى عنى شفاعتهم شيئا ولا ينقذون)
[حاول أن ترتب إجابتك وألا تخرج بها عن المطلوب]
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
نزلت هذه الآية لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رؤساء المشركين يوم أحد لأنهم هم السبب فيما حدث في ذلك اليوم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يستجب له منهم بل نزلت هذه الآية ثم بعد ذلك تاب الله عليهم وآمنوا ومنهم صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن همام وأبو سفيان وقد كانوا في كفرهم فعلوا برسول الله ما لم يفعله كثير من المشركين كشجه وكسر رباعيته وقتلهم بني عمهم المؤمنين وقتلهم الأنصار. ومع ذلك لم يقدر النبي صلى الله عليه وسلم أن يدفعهم عن نفسه ولا عن أصحابه كما قال تعالى: (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا) ولكنه صلى الله عليه وسلم لجأ إلى ربه فدعا عليهم في الصلاة المكتوبة جهرا وخلفه سادات الأولياء يؤمنون على دعائه ومع هذا كله ما استجاب الله له فيه بل تاب الله عليهم وآمنوا فلو كان الرسول صلى الله عليه وسلم قادر على النفع أو الضر لكان قادرا على أن يضر سادات المشركين ولكن الأمر كما قال تعالى: (وهذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب).

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
حاصل كلام المفسرين في هذه الآية أن المراد بها توبيخ وتعنيف المشركين لأنهم يعبدون مع الله تعالى عبادا لا يخلقوا شيئا وليس عندهم ما يستحقون به العبادة من الخلق والرزق والنصر لأنفسهم أو لمن عبدهم وهم مع ذلك مخلوقون محدثون ولهم خالق خلقهم. وقوله (لا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون) أي: ويعبدون من لا يستطيع نصر عابديه ولا نصر نفسه ممن أراد به الضر وهذا دال على غاية عجزه فكيف يكون ذلك العاجز معبودا؟
وجميع الأنبياء والملائكة والصالحين داخلون في ذلك فلا يقدر أحد منهم أن يخلق شيئا ولن يستطيعون لمن يعبدهم النصر ولا لأنفسهم.
التقدير: (ب)
تم خصم درجة لتأخر أداء الواجب.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24 ذو الحجة 1438هـ/15-09-2017م, 04:32 PM
حسن محمد حجي حسن محمد حجي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 316
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر/ هو الزام النفس بشيء لم يكن لازما عليها.
شرعا/ هو الزام المكلف نفسه بعبادة لله جل وعلا.
ينقسم إلى قسمين من حيث أنه مطلق ومقيد:
فالمطلق/ هو أن يلزم نفسه بطاعة لله جل وعلا مطلقا من قير شرط أو قيد فهذا هو النذر المحمود مدحه تعالى في قوله: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا).
ونذر مقيد/ وهو أن يلزم نفسه بطاعة لله عز وجل مقيده بشيء إذا تحقق حصوله، كأن يقول لله علي صيام يوم إن شفي ولدي وهذا الذي كرهه النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيه:(إنما يستخرج به من البخيل).
وكلا النذرين واجب الوفاء بها مالكم يكن نذر معصية فلا يجوز الوفاء به كأن يكون نذر شرك لولي أو حجر أو قبر وغيره أو نذر طاعة ولكن يكون فيه وسيلة للشرك فلا يجوز الوفاء به او نذر في كبيرة كل بحسبه فمن نذر لغير الله كان فعله له شرك مخرج من املة لأنه صرف عباده لغير الله ومن نذر بكبيرة كان فعله محرم وعلى كل فنذر المعصية لا يجوز فعله لحديث (من نذر أن يطع الله فل يطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه).

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
قال تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا).
مدح الله تعالى الذين يوفون بنذورهم، فالله جل وعلا يحب الوفاء بالنذر فهو عباده لأن الله يحب الوفاء به ولا يكون وفاء إلا بنذر.
ولأن الوفاء بالنذر واجب قال صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطع الله فل يطعه).
والواجب من أحكام الدين ومن التكاليف الشرعية الملزمة للعبد يثاب فاعله ويعاقب تاركه فهو عباده.

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة/ هي من العياذ لدفع شر واللياذ لطلب الخير.
وشرعا/ هي الالتجاء إلى الله والإلتصاق بجنابه من شر كل ذي شر.
وهي عبادة لا يجوز صرفها لغير الله قال تعالى:(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)
وقال تعالى في ذم من استعاذ بغيره: (وأنه كان رجال من اللإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا).

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
أقول لهم إذا كان خير البشر صلى الله عليه وسلم وفي حياته لم يستطع أن يعيذ نفسه من أذى المشركين فجع يدعو الله عليهم فنهاه الله عن ذلك وقال له: (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم وأو يعذبهم فإنهم ظالمون)، فهذ خير البشر ليس له من الأمر شيء بل الأمر كله لله فكيف بمن دونه من الأولياء، وأصحاب والأولياء وخيرهم حتى دخولهم وخروجهم من الدنيا ليس لهم فيه اختيار بل كل ذلك وغيره بيد الله، فالأمر كله لله ومن تعلق قلبه بالأولياء وظن أن لهم من الأمر شيء فهو مشرك بالله العظيم بل يجب تعليق القلوب بالله جلل وجلاله كما أمرنا في الإستعاذة وغيرها من العبادات قال تعالى: (قل أعوذ برب الفلق).

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
اللاستغاثة/ هي طلب الغوث، وهو إزالة الشدة.
وطلب الغوث من المخلوق جائز فيما يقدر عليه من الأسباب الظاهرة الحسية مع تعلق القلب بالله وحده واعتقاد أن هذا المخلوق مجرد سبب، وأما الاستغاثة في الأمور المعنوية من مرض ونحوه أو فيما لا يقدر عليه المخلوق فلا يستغاث إلا بالله جل وعلا قال تعالى:( ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين).

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم لما أصابه ما أصابه من المشركين يوم أحد فأدموه وشجو وجهه وكسروا رباعيته وكادوا أن يقتلوه لولا حفظ الله جل جلاله، فجعل يسلت الدم عن وجهه ويقول:(كيف يفلح قوم شجو وجه نبيهم)، فنزلت، وقال بعضهم بل نزلت عندما كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يدعوا بعد رفعه من الركعة الأخيرة من صلاة الفجر على سادة قريش في أحد لما أصابه منهم فجعل يقول: (اللهم العن فلانا اللهم العن فلانا) ويسميهم فنزلت الآية، الخلاصه من هذا أن فيما حصل وأنزل الله حكمة بالغة لعلم الله أن هناك من سيأتي ليبالغ في قدرة نبيه صلى الله عليه وسلم، فبين تعالى أن نبيه صلى الله عليه وسلم ليس له من أمر الله شيء فالأمر كله لله والحكم حكمه والقضاء قضائه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، وأن نبيه صلى الله عليه وسلملم يستطع أن يدفع عن نفسه شيء ولا حتى الدعاء على المشركين لم يستجب له ونهي حتى عن الدعاء عليه بل أسلم جميع من دعى عليهم، وحتى هو دخل إلى الدنيا وخرج بقدر الله جل جلاله وقدرته، فكيف له أن يدفع عن المغالين فيه الضر أو ينفعهم.

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
قوله تعالى (أيشركون) يعني في العباده وفي هذا توبيخ وتعنيف لهم إذ كيف يجعلون مع خالقهم وربهم ومعبودهم شريكا له وهذا الشريك ليس أهل لذلك فهو مخلوق ضعيف عبد مثلهم لا يملك لنفسه حولا ولا قوة ولا يستطيع نصر نفسه فكيف بنصر غيره، وهذه الآية فيها حجج عقلية أسقطت عقولهم وسفهت أحلامهم وأقامت على المشركين الحجة الدامغة.
تمت بحمد الله

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 محرم 1439هـ/7-10-2017م, 02:18 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد حجي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر/ هو الزام النفس بشيء لم يكن لازما عليها.
شرعا/ هو الزام المكلف نفسه بعبادة لله جل وعلا.
ينقسم إلى قسمين من حيث أنه مطلق ومقيد:
فالمطلق/ هو أن يلزم نفسه بطاعة لله جل وعلا مطلقا من قير شرط أو قيد فهذا هو النذر المحمود مدحه تعالى في قوله: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا).
ونذر مقيد/ وهو أن يلزم نفسه بطاعة لله عز وجل مقيده بشيء إذا تحقق حصوله، كأن يقول لله علي صيام يوم إن شفي ولدي وهذا الذي كرهه النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيه:(إنما يستخرج به من البخيل).
وكلا النذرين واجب الوفاء بها مالكم يكن نذر معصية فلا يجوز الوفاء به كأن يكون نذر شرك لولي أو حجر أو قبر وغيره أو نذر طاعة ولكن يكون فيه وسيلة للشرك فلا يجوز الوفاء به او نذر في كبيرة كل بحسبه فمن نذر لغير الله كان فعله له شرك مخرج من املة لأنه صرف عباده لغير الله ومن نذر بكبيرة كان فعله محرم وعلى كل فنذر المعصية لا يجوز فعله لحديث (من نذر أن يطع الله فل يطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه).
[هناك تفصيل في حكم الوفاء به، فانظر في إجابة الأخت ناديا لهذا السؤال]
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
قال تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا).
مدح الله تعالى الذين يوفون بنذورهم، فالله جل وعلا يحب الوفاء بالنذر فهو عباده لأن الله يحب الوفاء به ولا يكون وفاء إلا بنذر.
ولأن الوفاء بالنذر واجب قال صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطع الله فل يطعه).
والواجب من أحكام الدين ومن التكاليف الشرعية الملزمة للعبد يثاب فاعله ويعاقب تاركه فهو عباده.
[ونستدل كذلك بالأدلة العامة]
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة/ هي من العياذ لدفع شر واللياذ لطلب الخير.
وشرعا/ هي الالتجاء إلى الله والإلتصاق بجنابه من شر كل ذي شر.
وهي عبادة لا يجوز صرفها لغير الله قال تعالى:(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)
وقال تعالى في ذم من استعاذ بغيره: (وأنه كان رجال من اللإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا).

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
أقول لهم إذا كان خير البشر صلى الله عليه وسلم وفي حياته لم يستطع أن يعيذ نفسه من أذى المشركين فجع يدعو الله عليهم فنهاه الله عن ذلك وقال له: (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم وأو يعذبهم فإنهم ظالمون)، فهذ خير البشر ليس له من الأمر شيء بل الأمر كله لله فكيف بمن دونه من الأولياء، وأصحاب والأولياء وخيرهم حتى دخولهم وخروجهم من الدنيا ليس لهم فيه اختيار بل كل ذلك وغيره بيد الله، فالأمر كله لله ومن تعلق قلبه بالأولياء وظن أن لهم من الأمر شيء فهو مشرك بالله العظيم بل يجب تعليق القلوب بالله جلل وجلاله كما أمرنا في الإستعاذة وغيرها من العبادات قال تعالى: (قل أعوذ برب الفلق).

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
اللاستغاثة/ هي طلب الغوث، وهو إزالة الشدة.
وطلب الغوث من المخلوق جائز فيما يقدر عليه من الأسباب الظاهرة الحسية مع تعلق القلب بالله وحده واعتقاد أن هذا المخلوق مجرد سبب، وأما الاستغاثة في الأمور المعنوية من مرض ونحوه أو فيما لا يقدر عليه المخلوق فلا يستغاث إلا بالله جل وعلا قال تعالى:( ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين).[والاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر]

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم لما أصابه ما أصابه من المشركين يوم أحد فأدموه وشجو وجهه وكسروا رباعيته وكادوا أن يقتلوه لولا حفظ الله جل جلاله، فجعل يسلت الدم عن وجهه ويقول:(كيف يفلح قوم شجو وجه نبيهم)، فنزلت، وقال بعضهم بل نزلت عندما كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يدعوا بعد رفعه من الركعة الأخيرة من صلاة الفجر على سادة قريش في أحد لما أصابه منهم فجعل يقول: (اللهم العن فلانا اللهم العن فلانا) ويسميهم فنزلت الآية، الخلاصه من هذا أن فيما حصل وأنزل الله حكمة بالغة لعلم الله أن هناك من سيأتي ليبالغ في قدرة نبيه صلى الله عليه وسلم، فبين تعالى أن نبيه صلى الله عليه وسلم ليس له من أمر الله شيء فالأمر كله لله والحكم حكمه والقضاء قضائه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، وأن نبيه صلى الله عليه وسلملم يستطع أن يدفع عن نفسه شيء ولا حتى الدعاء على المشركين لم يستجب له ونهي حتى عن الدعاء عليه بل أسلم جميع من دعى عليهم، وحتى هو دخل إلى الدنيا وخرج بقدر الله جل جلاله وقدرته، فكيف له أن يدفع عن المغالين فيه الضر أو ينفعهم.

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
قوله تعالى (أيشركون) يعني في العباده وفي هذا توبيخ وتعنيف لهم إذ كيف يجعلون مع خالقهم وربهم ومعبودهم شريكا له وهذا الشريك ليس أهل لذلك فهو مخلوق ضعيف عبد مثلهم لا يملك لنفسه حولا ولا قوة ولا يستطيع نصر نفسه فكيف بنصر غيره، وهذه الآية فيها حجج عقلية أسقطت عقولهم وسفهت أحلامهم وأقامت على المشركين الحجة الدامغة.
تمت بحمد الله

التقدير: (ب+).
تم خصم درجة لتأخر أداء الواجب.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir