دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 صفر 1438هـ/24-11-2016م, 12:46 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية..

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
س2: ما المراد بالبسملة.
س3: ما الفرق بين المدح والثناء
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
س3: ما الفرق بين الحمد والمدح
س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}


المجموعة الثالثة:
س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)
س2: ما معنى الباء في {بسم الله}
س3: ما الفرق بين الحمد والشكر
س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}.


المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}
س3: ما المراد بالعالمين.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة.
س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}.
س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟


المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"
س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 صفر 1438هـ/24-11-2016م, 03:18 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخصّ أسماء الله تعالى؛ وأعرف المعارف على الإطلاق.
واسم الله يتضمن معنيين عظيمين متلازمين:
الأول: أنه الإله الجامع لجميع صفات الجمال والكمال ، فكل أسماء الله الحسنى وصفاته متضمنة في هذا الاسم ، ولزوم دلالته عليها ظاهرة، وهذا الاسم يتضمن كمال الألوهية لله وكل الأسماء والصفات الدالة على ذلك، وكمال الربوبية لله وكل الأسماء والصفات الدالة على ذلك، وكمال الملك والتدبير لله وكل الأسماء والصفات الدالة على ذلك.
المعنى الثاني: أنه المألوه المعبود المستحق للعبادة وحده لا شريك له، عبادة تتضمن المحبة والتعظيم والذل له سبحانه، قال تعالى:(وهو الله في السماوات وفي الأرض).


س2: ما المراد بالبسملة.
المراد بالبسملة قول: بسم الله، أو بسم الله الرحمن الرحيم. فالمراد بالبسملة هو الدلالة على هذه العبارة وذكرت عن طريق النحت اختصارا.

س3: ما الفرق بين المدح والثناء.
لا يوجد بالدرس فقرة تتحدث عن الفرق بين المدح والثناء وإنما يوجد الحمد والثناء أو المدح والحمد ، ولكن سأحاول الإجابة على هذا السؤال عن طريق تمحيص الدرس ومحاولة استنباط الفرق بين المدح الثناء من بين سطوره وهي كالتالي:
- المدح لا يكون إلا بالخير، أما الثناء فقد يكون بالخير والشر.
- الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته، أما المدح فلا يقتضي ذلك.


س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}.
قيل لها معنيان:
الأول: أنها بمعنى (في) أي: المالك في يوم الدين، ففي هذا اليوم هو المالك لكل شيء وحده ولا مالك سواه.
الثاني: أنها بمعنى (ل) أي: المالك ليوم الدين، فهو المالك لهذا اليوم، يملك وقوعه ومجيئه وكل ما يخصه.
والواقع أنهما يفيدان الحصر وكلاهما صحيحان والأكمل الجمع بينهما لأن هذا يجتمع في حق الله تعالى.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
في تقديم المفعول على الفعل هنا ثلاث فوائد:
الأول: أنه يفيد الحصر، أي كأنه يقول لا نعبد إلا إياك وحدك ، ففيه تأكيد على استحقاق الله لهذه العبودية وانحصارها عليه.
الثاني: تقديم ذكر الله سبحانه ، وفي هذا تعظيم احترام له سبحانه وتعالى.
الثالث: إرادة التقرب لله، فهو أبلغ من قول (لا نعبد إلا إياك).


س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
أقسام الاستعانة:
القسم الأول: استعانة العبادة، وهذه التي يصاحبها عبادات قلبية مثل: الخوف والرجاء والرغبة والرهبة والتي لا يجوز صرفها لأحد غير الله، فهذه لله فقط لذلك حصرها الله عليه في قوله (إياك نستعين)، وكذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إذا استعنت فاستعن بالله) ومن صرفها لغير الله فقد أشرك شركا أكبر.
القسم الثاني: استعانة تسبب، وهي بذل السبب مع الاعتقاد أن جلب النفع ودفع الضر بيد الله ، وهذه تجوز لقوله تعالى :(واستعينوا بالصبر والصلاة)، إلا أن هذه الاستعانة لكي تكون جائزة يجب أن يتوفر بها شرطان:
الأول: أن يكون السبب والغرض مشروعا فإذا كان مشروعا كانت الاستعانة مشروعة.
الثاني: أن لا يتعلق القلب بالسبب، فإن تعلق كان هذا شركا أصغر.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 صفر 1438هـ/24-11-2016م, 08:36 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المجموعة الثالثة:


س1: بيّن معنى اسم (الرحيم).
الرحيم بمعنى الراحم، وهي من صيغ المبالغة؛ والمبالغة تكون لمعنى العظمة؛ فهو سبحانه عظيم الرحمة، وتكون لمعنى الكثرة فهو كثير الرحمة،
فالله سبحانه ليس كمثله شيء في اسماءه ولا في صفاته ولا في أفعاله.

وهذه الرحمة نوعان:
الأولى: رحمة عامة؛ وهي التي تتراحم بها جميع المخلوقات فيما بينها، حتى إن البهيمة لترفع لرجلها لصغيرها ليرضع منهم وترفعها خشية أن تطأه.
الثانية: رحمة خاصة؛ وهي التي تكون للمؤمنين بالهداية إلى الصراط المستقيم والفوز في الدنيا والآخرة.



=================================================================================================
س2: ما معنى الباء في {بسم الله}
وقد ذكر في معناها أقوال أشهرها وأقربها للصواب أربعة أقوال وهي:
= القول الأول: الباء للاستعانة،
القائل به: أبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي، وقال به جماعة من المفسّرين.
= والقول الثاني: الباء للابتداء،
القائل به: الفراء، وابن قتيبة، وأبي بكر الصولي، وأبي منصور الأزهري، وابن سيده، وابن يعيش، وجماعة.
= والقول الثالث: الباء للمصاحبة والملابسة،
القائل به: هو اختيار ابن عاشور.
= والقول الرابع: الباء للتبرك، أي أبدأ متبركاً،
القائل به: بعض المفسرين مع بعض ما يذكرونه من المعاني.

الراجح:
قد قال شيخنا حفظه الله أن كل هذه المعاني الأربعة صحيحة ولا تعارض بينها وما كان من اعتراض فإنه عليه رد، وذكر مثال على ذلك اعتراض على الاستعانة ثم بين الرد عليه،
وعلى ذلك فيصح ان يستحضر المُبسمِل عند البسملة هذه المعاني جميعاً ولا يجد حرجاً في ذلك ولا تعارض.



=================================================================================================
س3: ما الفرق بين الحمد والشكر
الفرق بينهما أن كلاهما أعم من الآخر من وجه وأخص من وجه آخر وبيان ذلك:
=أن الشكر يكون في مقابل الإحسان والنعم، أما الحمد فيكون مقابل ذلك ويكون أيضاً مقابل الصفات الحسنة التي يحمد عليها المحمود، فنحن نشكر لشخص قدم لنا معروفاً ولكن لا نشكره لأنه حسن الخلق أو حليم أو غير ذلك من الصفات، أما الحمد فيكون على الإحسان وعلى الصفات الجميلة كما نحمد الله على رحمته وحلمه ولطفه بنا. فيكون الحمد أعم من الشكر من جهة متعلقاته.
=وأن الحمد يكون بالقلب واللسان، أما الشكر فيكون بالقلب واللسان ويزيد على ذلك العمل؛ كما قال تعالى: اعملوا آل داوود شكراً".
فيكون الشكر أعم من الحمد من جهة أنواعه وأسبابه، وممن ذكر هذا التفريق شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.
وذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه لا فرق بينهما فيطلق كل منهما موضع الآخر، وهذا إنما يصح في الجزء المشترك بينهما؛ وهو ما يكون بالقلب واللسان في مقابل الإحسان؛ وما وراء ذلك من زيادة يكون خاص بأحدهما دون الآخر.



=================================================================================================

س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
== قد ورد فيها قراءتان سبعيتان متواترتان:
الأولى: {مالك يوم الدين} بإثبات الألف بعد الميم، وهي قراءة عاصم والكسائي.
والثانية: {ملك يوم الدين} بحذف الألف، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر.

== وأثر الاختلاف فيهما يتبين من معرفة الاختلاف في المعنى في كل منهما:
=فأما الأولى "مالك" بإثبات الألف؛ فمعناه أنه الذي يملك كل شيء يوم الدين، فهو سبحانه يوم القيامة هو الذي معه ما يملكه أم غيره فلا يملك أي أحد شيء ولا حتى لنفسه فضلاً عن أن يملك لغيره نفعاً ولا ضراً، قال تعالى: { يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله}.
=وأما الثاني "ملك" بحذف الألف، فمعناه صاحب المُلك وهو الذي ينفذ أمره على من تحته لملكه وسلطانه عليه، ويوم القيامة ليس هنا صاحب تصرف وسلطان إلا الله هو الذي يتصرف وحده في كل شيء كما قال تعالى عن نفسه في هذا اليوم: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}.

ويجب علينا: أن نؤمن بما تتضمنه كل قراءة منهما لأن المعني فيهما يدل علي صفة كما تقتضي تعظيم الله وتمجيده سبحانه لأنه صاحب التصرف والسلطان، وأيضاً تقتضي التفويض إليه لأنه المالك لكل شيء في يوم لا يملك فيه غيره أي شيء، وكل وقراءة منهما تدل على ما تقدم من وجوه، والجمع بينهما والإيمان بهما فيه كمال آخر فوق ما في كل قراءة منهما من كمال؛ حيث أن من الناس من هو ملك ولكنه لا يملك –كحال ملوك الدنيا يوم القيامة-، ومنهم من هو مالك ولكنه ليس ملك –كحال الناس التي تملك شيء في الدنيا ولكن ليسوا ملوك-، ولكن الله سبحانه ملكٌ ومالكٌ وهذا في الدنيا وفي الآخرة.


=================================================================================================
س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
العبادة ومن أفرادها الاستعانة لابد فيها من شرطين هما الإخلاص والمتابعة، وهذين الأمرين يتفاضل فيهما الناس بقدر ما يأتون بهما، وعلى هذا فإن الناس ينقسمون في العبادة والاستعانة إلى أقسام:
=أفضل هذه الأقسام:
هم من أتى بهما على وجههما فعبد الله واستعان به مخلصاً له وحده، لا يريد من فعلهما أي شيء غير رضى الله سبحانه وتعالى وحرص على الاتباع لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخصهما من أٌقوال واعتقادات وأفعال؛ والناس في هذا القسم ليسوا على درجة واحدة بل تختلف درجاتهم إلى أقسام لا يعلمها إلا الله لتفاوتهم في الإخلاص لله بقدر تصفية قلب كل واحد منهم من إرادة سوى الله؛ وهو معنى الإخلاص، وتفاوتهم في متابعة ما جاء في الشرع.
------------------------------------------------
=وهناك قسم وقع لديه تقصير وتفريط فيهما:
وهؤلاء أيضاً على أقسام عدة فهم متفاوتون في مدي التفريط في العبادة والاستعانة،
-فمنهم من قصر فيهما بحيث لم يأتي بهما وفق ما يجب لهما؛ لضعف إخلاصه وإيمانه أو ضعف متابعته لما جاء في الشرع.
-ومنهم من هو أشد من المرتبة السابقة وهو من أتى بما ينقض هذه العبادة ويردها عليه كما لو كان يعبد الله أو يستعين به رياء ً، لا يريد إلا الدنيا من ذلك فهذا قد وقع في الشرك الذي يحبط عبادته واستعانته فتكون لا فائدة منها.

وكلما حرص العبد على أن تكون عبادته كلها وفق ما جاء به الشرع وجاهد نفسه حتى يجعل قلبه خالياً مما سوى الله فلا يستعين إلا به ولا يعبد غيره سبحانه وتعالى كلما اطمئن قلبه، وانتفع من استعانته، ومن سائر عباداته الأخرى.


================================================================================================
س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}.
-الفائدة من تكراره أن يحصل بذلك التأكيد والاهتمام بكل فعل من الفعلين المذكورين وهما "نعبد"، "نستعين"، ذكره هذا المعنى ابن عطية.
-وقال ابن كثير: "وكرّر للاهتمام والحصر".
-فتكون كل هذه الأمور متعلقة بالفعل الأول، ومتعلقة بالفعل الثاني، والتكرار يقوي ويؤكد هذا.
وقيل: أنه لو اقتصر على واحد، ربما توهم أنه لا يتقرب إلى الله تعالى إلا بالجمع بينهما والواقع خلافه [روح المعاني].


والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 صفر 1438هـ/26-11-2016م, 09:59 PM
إحسان التايه إحسان التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 178
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"

اختلف العلماء في سبب اقتران هذين الاسمين، وكثرة تكررهما مقترنين، على أقوال أجمعها:
قول ابن القيم رحمه الله: (الرحمن) دال على الصفة القائمة به سبحانه، و (الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف والثاني للفعل، الرحمن دال على أن الرحمة صفة والرحيم دال على أنه يرحم خلقه برحمته ومثاله قوله تعالى: ((إنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)).
ومما يدل لذلك أن صيغة "فعلان" في اللغة دالة على قيام الصفة بالموصوف وسعتها.
وصيغة فعيل تدل على الفعل كالحكيم بمعنى الحاكم.

وهناك أقوال أخرى في هذه المسألة فيها نظر منها:
أن الرحمن ذو الرحمة العامة للخلق كلهم، والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين. مستدلين بقوله تعالى: ((وكان بالمؤمنين رحيماً)) وفي هذا الاستدلال نظر وبناء الاسمين لايساعد على هذا التأويل ويرد هذا التأويل قول الله تعالى ممتنا على جميع خلقه مؤمنهم وكافرهم ((رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)).
ومنها أن المراد الإنباء عن رحمة عاجلة ورحمة آجلة
ومنها أن المراد المشاكلة لأجل التأكيد وهذا القول وأن كان فيه صواب من جهة أن جمع الاسمين فيه دلالة على تأكيد صفة الرحمة، إلا أن قصر التأويل عليه لا يصح.


س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
الجار والمجرور متعلق بمحذوف مؤخر يقدر في كل موضع بما يناسبه، فإذا قرأت قدرته باسم الله أقرأ، واذا كتبت قدرته باسم الله أكتب.
ومن أهل العلم من يقدر المحذوف بحسب اختياره في معنى الباء، فيقول من رأى الباء للابتداء: التقدير: باسم الله أبدأ او باسم الله ابتدائي.
قال أبو البقاء العكبري: عند البصريين المحذوف مبتدأ والجار والمجرور خبره، والتقدير: ابتدائي بسم الله، أي كائن باسم الله، فالباء متعلقة بالكون والاستقرار.
وقال الكوفيون: المحذوف فعل تقديره ابتدأت أو ابدأ، فالجار والمجرور في موضع نصب بالمحذوف.
وقد ورد في القرآن تعلق الجار والمجرور في مثل هذا الموضع بالاسم وبالفعل:
فمثال تعلقه بالاسم قول الله تعالى: ((وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها))
ومثال تعلقه بالفعل قوله تعالى: ((اقرأ باسم ربك)).
أما سبب حذف متعلق الجار والمجرور:
خلاصة ما ذكره النحاة من أسباب حذف متعلق الجار والمجرور ثلاثة:
1. تقديم اسم الله تعالى، فلا يقدم عليه شيء.
2. التخفيف لكثرة الاستعمال.
3. ليصلح تقدير المتعلق المحذوف في كل موضع بحسبه.
فالقارئ يقدر بما يدل على القراءة من اسم أو فعل، والكاتب كذلكـ وكل من سمى لغرض من الأغراض كالأكل والشرب والنوم وغيرها، يصح أن يقدر اسما أو فعلا من ذلك الغرض يكون متعلقاً بالجار والمجرور.

س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
معنى الحمد: هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة، والتعريف في الحمد له معنيان:
1. استغراق الجنس، أي كل حمد فالله هو المستحق له، فكل مافي الكون مما يستحق الحمد فإن الحمد فيه لله تعالى حقيقة لأنه إنما كان منه وبه.
2. التمام والكمال، أي الحمد التام الكامل من كل وجه وبكل اعتبار لله تعالى وحده فهو المختص به، فالله تعالى لا يكون إلا محمودا على كل حال، وفي كل وقت ومن كل وججه وبكل اعتبار.
• فهو تعالى محمود على كل ما اتصف به من صفات الكمال والجلال والجمال.
• محمود تعالى في جميع أمره.
• محمود على كل ما خلق وقضى وقدر.
فملأ حمده سبحانه كل شيء.. قال تعالى: ((وإن من شيء إلا يُسبّح بحمده)).

ولله الحمد بالمعنين كليهما.
والفرق بينهما: أن الأول يشتمل على أنواع كثيرة، فمنها ما يختص بالله تعالى، ومنها ما يقع اسم الحمد فيه على بعض مايحمد به بعض خلقه ومن ذلك ما يحمد به بعضهم على ما جبلهم الله عليه من صفات حسنة، وعلى ما وفقهم إليه من أعمال خير وإحسان، فحمدهم إنما هو بسبب حمده تعالى، وهو أثر من آثاره، وهذا نظير ما يتصف به بعض المخلوقين من العلم والرحمة والحكمة وغير ذلك، فكل ما اتصفوا به من هذه الصفات فهو من آثار علم الله ورحمته وحكمته، ويقال في سائر المعاني التي تطلق ألفاظها على الرب تعالى وعلى بعد خلقه مثل ذلك.
فعلى المعنى الأول كلّ حمدٍ حقيقته أنه لله تعالى لأنه هو المانّ به، وهو من آثار حمده، فما أَعْطَى أحدٌ من خلقهِ شيئاً يُحمدُ عليه إلا مما أعطاه الله، ولا اتّصف أحدٌ من خلق الله بصفة يُحمد عليها إلا لأنَّ الله تعالى هو الذي جبله عليها وخلقه على تلك الصفة، ووفّقه لما اتصف به من السجايا والأخلاق الحميدة.
أما الحمد على المعنى الثاني فهو مختص بالله تعالى لا يطلق على غيره، لأن معناه الحمد التام المطلق الذي لا يشوبه نقص ولا انقطاع ولا تخلو منع ذرة من ذرات الكون وقد قال تعالى: ((وإن من شيء إلا يسبّح بحمده)) اقتران التسبيح بالحمد لإفادة معنى التعظيم والتنزيه مع الحمد المشتمل على الحب والرضا.

التعريف ب (ال) يرد لمعان متعددة منها:
• استغراق الجنس كما في قوله تعالى: ((إن الإنسان لفي خسر)).
• الكمال والتمام كما في قوله تعالى: ((لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون)).
• الأولوية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ( الحمو الموت).
• العهد: وهو ما يعهده المخاطب ويعرفه.

العالمين: جمع عالم وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه يشمل أفرادا كثيرة يجمعها صنف واحد.
فالإنس عالم والجن عالم وكل صنف من الحيوانات عالم، وكل صنف من النباتات عالم، وغيره مما لا يحصيه إلا الله تعالى من عوالم الأفلاك والملائكة والجبال والرياح والسحاب والمياه وغيرها من العوالم الكثيرة والعجيبة، قال تعالى: ((وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)). فكل أمة من هذه الأمم عالم.
قال ابن جرير: والعالمون جمع عالم، والعالم جمع لا واحد له من لفظه كالأنام والرهط والجيش ونحو ذلك من الأسماء التي هي موضوعات على جماع لا واحد له من لفظه.
قال ابن كثير: والعالم جمع لا واحد له من لفظه والعوالم أصناف المخلوقات في السماوات والأرض في البر والبحر وكل قرن منها وجيل يسمى عالما أيضا.
رب: ربوبية الله تعالى للعالمين ربوبية عامة على ما تقدم بيانه من معاني الربوبية. فهو تعالى (( رب العالمين)) الذي خلق العوالم كلها كبيرها وصغيرها على كثرتها وتنوعها وتعاقب أجيالها.
وفي هذه العوالم أمم لا يحصيها إلا من خلقها وفي كل مخلوق من هذه المخلوقات دقائق وعجائب في تفاصيل خلقه تبهر العقول، أنشأها رب العالمين من العدم على غير مثال سابق، فيستدل المتفكر في شأنها بما تبين له من تلك العجائب على حكمة خالقها جل وعلا وسعة علمه وعظيم قدرته، فتبارك الله رب العالمين.
وهو رب العالمين الذي دلت ربوبيته للعالمين على كثير من أسمائه الحسنى وصفاته العليا، فلا يرتاب الموفق في بديع خلقه وعجائب حكمته وسعة ملكه وشدة قوته وتمام غناه وعظمة مجده وإحاطته بكل شيء وقدرته على كل شيء، إلى غير ذلك من الصفات التي يدل عليها التفكر في خلق الله تعالى وربوبيته للعالمين.
وهو تعالى (رب العالمين) المستحق لأن يعبد وحده لا شريك له، وأن لا يجعلوا معه إلهاً آخر كما أنهم لم يكن لهم رب سواه، ولهذا قال تعالى ((اعْبُدُوا رَبَّكُمُ)) فاحتج على توحيد العبادة باسم الربوبية.
والمقصود أن تأمل معاني الربوبية والتفكر فيآثارها في الخلق والأمر يورث اليقين بوجوب التوحيد، وأن العالم لا صلاح له إلا بأن يكون ربه واحد، كما قال تعالى: (( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)).

أقوال العلماء في المراد بالعالمين:
اختلف المفسؤون في المراد بالعالمين في هذه الآية على أقوال كثيرة أشهرها قولان صحيحان:
1. المراد جيمع العالمين على ماتقدم شرحه وهو قول أبي العالية الرياحي وقتادة وقال به جمهور المفسرين.
2. المراد بالعالمين في هذه الآية: الإنس والجن وهذا القول مشتهر عن ابن عباس رضي الله عنهما وأصحابه.

قال شيخ مشايخنا محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير سورة الفاتحة:
قوله تعالى: ((رب العالمين)) لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: (( قال فرعون وما رب العالمين. قال رب السماوات والأرض وما بينهما )) وهذا خير دليل على ترجيح القول الأول.

س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
العبادة لغة: الطريق المذلل الذي قد وطئته الأقدام وذللته السابلة معبدا. أصلها الذلة.
قال أبو منصور الأزهري: ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع ويقال طريق معبد إذا كان مذللا بكثرة الوطء.

العبادة شرعا: هي اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. وهذا تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
فالعبادة في هذا التعريف هي وصف جامع مانع للعبادات الشرعية، أما العبادات الشركية والبدعية فلا يشملها هذا التعريف لأن الله تعالى لا يحبها ولا يقبلها. وإن كانت داخلة في مسمى العبادة لغة لأن كل مايتقرب به إلى المعبود فهو عبادة، قال تعالى" ((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)).
فالعبادات الشرعية لا تكون إلا بتذلل وخضوع، ويصحب هذه الذلة في العبادات الشرعية التي أمر الله بها ثلاثة أمور: المحبة والإنقياد والتعظيم، والعبادة تكون بالقلب واللسان والجوارج وقد أمر الله تعالى بإخلاص العبادة له وحده لا شريك له، قال تعالى: ((هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)).


س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
الإستعانة هي طلب العون والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضار والإستعانة أوسع معاني الطلب، وإذا أطلقت دلت على معنى الاستعاذة والاستعانة، لأن حقيقة الاستعاذة: طلب الإعانة على تفريج كربة. فالاستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها، لأن كل مايقوم به العبد من قول أو عمل يرجو به تحصيل منفعة أو دفع مضرة فهو استعانة.
حاجة العبد إلى الاستعانة بالله تعالى لا تعدلها حاجة، بل هو مفتقر إليه في جميع حالاته، فهو محتاج في كل أحواله إلى الهداية والإعانة عليها، محتاج إلى تثبيت قلبه على الحق ومغفرة ذنبه وستر عيبه وحفظه من الشرور والآفات وقيام مصالحه.
ولا يحصل لعبد من عباد الله نفع في أمر من أمور دينه ودنياه إلا بالله جل وعلا وحده وبإذنه فقط، فهو المستعان وحده على كل ذلك.
ومن كان على يقين بهذه الحقيقة قامت في قلبه أنواع من العبودية لله جل وعلا من المحبة والرجاء والخوف والرغب والرهب والتوكل وإسلام القلب له جل وعلا والثقة به وإحسان الظن به.
ويجعل الله في قلب المؤمن بسبب هذه العبادات العظيمة من السكينة والطمأنينة والبصيرة ما تطيب به حياته وتندفع به عنه شرور كثيرة وآفات مستطيرة.

تحقيق الاستعانة يكون بأمرين:
1. التجاء القلب إلى الله تعالى بصدق طلب العون منه، وتفويض الأمر إليه، والإيمان بأن النفع والضر بيده جل وعلا لا يخفى عليه شيء ولا يعجزه شيء.
2. اتباع هدى الله تعالى ببذل الأسباب التي أرشد إليها وبينها فيبذل في كل مطلوب ما أذن الله تعالى به من الأسباب.
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الأمرين بقوله: ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز).
اي في أمور دينك ودنياك اطلب عون الله تعالى لتحقيق ماينفعك ولا تعجز لأن العجز هو ترك بذل السبب مع إمكانه.
فتبين بذلك أن من يترك بذل السبب الممكن غير محقق للإستعانة، ومن حقق الاستعانة أعانه الله والله لا يخلف وعده.


س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}
ضمير الجمع هو النون ومعناه عدة أقوال ذكرها ابن كثير في تفسيره وهي:
1. أن المراد الأخبار عن جنس العباد والمصلى فرد منهم.
2. للتعظيم الذي يشعر به شرف العبادة، هذا ذكره الرازي في تفسيره، وفيه نظر.
3. أن ذلك ألطف في التواضع من (إياك أعبد) لما في الثاني من تعظيمه نفسه.
والإتيان بضمير الجمع في مقام الطلب أبلغ في التوسل، فأضاف إلى التوسل بالتوحيد التوسل بكرمه تعالى في إعانة إخوانه المؤمنين، كأن المعنى (أعني كما أعنتهم) فهي في معنى (اهدني فيمن هديت).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 صفر 1438هـ/27-11-2016م, 12:36 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة الفاتحة
المجموعة الثانية:

س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
(الرحمن) ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء
- بناء هذا الاسم على وَزن "فَعْلان" يدلّ على معنى السعة وبلوغ الغاية.
- وهو اسم مختصّ بالله تعالى، لا يُسمَّى به غيره.

س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
أصل الخلاف في هذه المسألة راجع إلى اختيار كلّ إمام للقراءة التي يقرأ بها، ولم يختلف أهل العلم في أن البسملة قرآن منزل، وأنها يفصل بها بين السور، وإنما اختلفوا في عدد النزول ومما يستشهد به على ذلك:
• أنه صحّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) في غير ما سورة:
- عن أنس بن مالك رضي الله ، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله قال: «أنزلت علي آنفا سورة؛ فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر}». رواه مسلم.
- عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
• أجماع الصحابة رضي الله عنهم على تجريد المصحف مما سوى القرآن فلم يكتبوا (آمين) رغم أنها من السنن الثابتة وكتبوا {بسم الله الرحمن الرحيم} مما يدل على أنها آية.
• أنه تواتر النقل عن جماعة من القراء بقراءة البسملة في أوّل كلّ سورة، عدا سورة براءة.
وتلخص مذاهب العلماء في عد البسملة آية من أول كل سورة في الأقوال التالية:
القول الأول: لا تعدّ آيةً من سورة الفاتحة، ولا من أوّل كلّ سورة، وهذا قول أبي حنيفة والأوزاعي وسفيان الثوري ومالك.
والقول الثاني: أنها آية في سورة الفاتحة دون سائر سور القرآن الكريم، وعليه العدّ الكوفي والمكي، وهو رواية عن الشافعي.
والقول الثالث: أنها آية في أول كل سورة عدا سورة براءة، وهو قول عبد الله بن المبارك وأصحّ الروايات عن الشافعي، ورواية عن أحمد، ورجَّحه النووي.
القول الرابع: أنها آية من الفاتحة، وجزء من الآية الأولى من كل سورة عدا سورة براءة، وهو رواية عن الشافعي، وقول لبعض الشافعية حكاه الرازي في تفسيره، وذكره شيخ الإسلام وابن كثير وابن الجزري، وهو قول ضعيف.
القول الخامس: أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور ، فلا تعد مع آيات السور، وهو رواية عن أحمد، وقول لبعض الحنفية، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، قال عنه أنه أوسط الأقوال وبه تجتمع الأدلة.
ومن أدلتهم:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن سورة من القرآن، ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: {تبارك الذي بيده الملك}). رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجه والنسائي، وغيرهم وحسّنه جماعة من أهل الحديث.
وسورة الملك ثلاثون آية من غير البسملة عند جمهور أهل العدد.
- عن زرّ بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ أو كأين تعدها؟)
قال: قلت له: (ثلاثا وسبعين آية)
فقال: (قط، لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة) الحديث، رواه أحمد في مسنده.
وسورة الأحزاب قد أجمع أهل العدد على أنها ثلاث وسبعون آية من غير البسملة، لا خلاف بينهم في ذلك.
- إثبات الصحابة رسمها حيثُ كتبوها في مصاحفهم فيه دلالةٌ على نزولَها حيث كُتِبَت.
- فصل الصحابة {بسم الله الرحمن الرحيم} عن السورة بعدها يدل على أنها ليست منها
- اتّفاق مذاهب العدّ على عدم عدّ البسملة آية، وإن كانوا يقرؤون بها في أوّل كلّ سورة غير براءة، لكنَّهم لا يعدّونها من آيات السورة،
مع قيام الاحتمال القويّ على أنّ الأقوال المأثورة عن بعض أهل العلم في عدّها آية من كلّ سورة قد تكون صحيحة عن بعض القراء الأوائل، وأنّها مما تختلف فيه الأحرف السبعة.

س3: ما الفرق بين الحمد والمدح
بين الحمد والمدح عموم وخصوص:
• فالمدح أعمّ من الحمد باعتبار:
1/ الرضا والمحبة.
- الحمد إنما يكون عن رضا ومحبة
- والمدح لا يقتضي أن يكون كذلك، بل قد يمدح المرء من لا يحبّه طمعاً في نوال خيره أو كفّ شرّه.
2/ اعتقاد حسن صفات المحمود أو إحسانه.
- الحمد لا يكون إلا على اعتقاد حسن صفات المحمود أو إحسانه.
- والمدح قد يكون مدحاً على ما ليس بحسن؛ كما يمدح أهل الباطل بعض المفسدين بإفسادهم مع أن أمرهم غير محمود.
• والحمد أعمّ من المدح باعتبار:
- أن المدح إنما يكون باللسان.
- والحمد يكون بالقلب واللسان.

س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
معنى إياك نعبد: أي نُخلِص لك العبادة وحدك لا شريك لك.
والعبادة لغة: الطاعة مع الخضوع وأصلها من الذلة ،كقولك طريق معبد، وبعير معبد، أي مذلل، ومنه سمي العبد عبدا لذلته لمولاه..
والعبادة شرعا : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
وتكونُ بالقلبِ واللسانِ والجوارحِ،
وحتى تصح لا بد أن يكون التذلل فيها مصحوب بثلاثة أمور: المحبة، والانقياد، والتعظيم.
فهي: التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ مع شدَّةِ المحبَّةِ والتعظيمِ.

س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
ذكر العلماء أقوالا في الحكمة من حذف المتعلق هنا حاصلها قولين:
الأول: نستعينك على عبادتك؛ لتقدّم ذكرها، فهو استعانة على أداء حق الخالق.
الثاني: نستعينك على قضاء حوائجنا، وجميع شؤوننا؛ فلا غنى لنا عن عونك وإمدادك، فهو طلب الإعانة على ما يحتاجه المخلوق.
والصواب الجمع بينهما وقد روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما.

س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}
الله سبحانه وتعالى حكيم عليم، وقد أحكم كتابه غاية الإحكام، والقرآن قد بلغ الذروة العليا في الفصاحة وحسن البيان، فلذلك قد يجتمع في المسألة الواحدة من المسائل البيانية حِكَمٌ متعدّدة ويتفاوت العلماء في إدراكها وحسن البيان عنها.
والقاعدة في مثل هذه المسائل أن يُقبل ما يحتمله السياق وترتيب الكلام ومقاصد الآيات وغيرها من الدلالات بشرطين:
أحدهما: أن يكون القول في نفسه صحيحاً.
والثاني: أن يكون لنظم الآية دلالة معتبرة عليه.

وقد جاء في هذه المسألة عدة أقوال أشهرها:
القول الأول: الحكمة مراعاة فواصل الآيات في السورة، وهذا القول ذكره البيضاوي وجهاً وكذلك النسفي وابن عاشور وغيرهم.
والقول الثاني: أنه لا فرق في المعنى بين تقديم العبادة على الاستعانة والعكس ، قاله ابن جرير.
و فيه نظر.
القول الثالث: أن العبادة أعم من الاستعانة ، لأن الاستعانة نوع من أنواع العبادة فقدم الأعم على الأخص، ذكره البغوي.
القول الرابع: أن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها، وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن كثير.
القول الخامس: أنه لبيان أن عبادة العبد لربه لا تكون إلا بإعانة الله تعالى وتوفيقه وهذا مما يستوجب الشكر ويذهب العجب فلذلك ناسب أن يتبع قوله: (إياك نعبد) بـ(إياك نستعين) للاعتراف بفضل الله تعالى في توفيقه للعبادة والإعانة عليها، وهذا القول ذكره البيضاوي وجها، وألمح إليه أبو السعود.
القول السادس: اجتماع عدة حكم هي:
- أن العبادة تَقَرُّبٌ للخالق تعالى فهي أجدر بالتقديم في المناجاة، وأما الاستعانة فهي لنفع المخلوق للتيسير عليه فناسب أن يقدِّم المناجي ما هو من عزمه وصنعه على ما يسأله مما يعين على ذلك.
- أن الاستعانة بالله تتركب على كونه معبوداً للمستعين به
- أن من جملة ما تطلب الإعانة عليه العبادة فكانت متقدمة على الاستعانة في التعقل .
- مراعاة الفواصل.
ذكره ابن عاشور.
القول السابع: أن فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة؛ لأن غيره ليس بيده الأمر، وهذا المعنى المشار إليه هنا جاء مبيناً واضحاً في آيات أخر كقوله: {فاعبده وتوكل عليه}). ذكره الشنقيطي.
وقد أجاد ابن القيم رحمه الله تعالى وأفاد في ذكر بعض الحكم والأسرار في هذه المسألة في مدارج السالكين.فقال رحمه الله:
(تقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل إذ العبادة غاية العباد التي خُلقوا لها، والاستعانة وسيلة إليها.
- ولأن {إياك نعبد} متعلق بألوهيته واسمه "الله"، {وإياك نستعين} متعلق بربوبيته واسمه "الرب" فقدم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} كما قدم اسم "الله" على "الرب" في أول السورة.
- ولأن {إياك نعبد} قِسْم "الرب"؛ فكان من الشطر الأول، الذي هو ثناء على الله تعالى، لكونه أولى به، و{إياك نستعين} قِسْم العبد؛ فكان من الشطر الذي له، وهو " {اهدنا الصراط المستقيم} " إلى آخر السورة.
- ولأن "العبادة" المطلقة تتضمن "الاستعانة" من غير عكس، فكل عابد لله عبودية تامة مستعين به ولا ينعكس، لأن صاحب الأغراض والشهوات قد يستعين به على شهواته، فكانت العبادة أكمل وأتم، ولهذا كانت قسم الرب.
- ولأن "الاستعانة" جزء من "العبادة" من غير عكس.
- ولأن "الاستعانة" طلب منه، و"العبادة" طلب له.
- ولأن "العبادة" لا تكون إلا من مخلص، و"الاستعانة" تكون من مخلص ومن غير مخلص.
- ولأن "العبادة" حقّه الذي أوجبه عليك، و"الاستعانة" طلب العون على "العبادة"، وهو بيان صدقته التي تصدق بها عليك، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته.
- ولأن "العبادة" شكر نعمته عليك، والله يحب أن يُشكر، والإعانة فعله بك وتوفيقه لك، فإذا التزمت عبوديته، ودخلت تحت رقها أعانك عليها، فكان التزامها والدخول تحت رقها سببا لنيل الإعانة، وكلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة من الله له أعظم، والعبودية محفوفة بإعانتين: إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى، وهكذا أبدا، حتى يقضي العبد نحبه.
- ولأن {إياك نعبد} له، و{إياك نستعين} به، وما له مقدم على ما به، لأن ما له متعلق بمحبته ورضاه، وما به متعلق بمشيئته، وما تعلق بمحبته أكمل مما تعلق بمجرد مشيئته، فإن الكون كله متعلق بمشيئته، والملائكة والشياطين والمؤمنون والكفار، والطاعات والمعاصي، والمتعلق بمحبته: طاعتهم وإيمانهم، فالكفار أهل مشيئته، والمؤمنون أهل محبته، ولهذا لا يستقر في النار شيء لله أبدا، وكل ما فيها فإنه به تعالى وبمشيئته.
فهذه الأسرار يتبين بها حكمة تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين})ا.هـ.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 صفر 1438هـ/27-11-2016م, 04:15 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"

اختلف العلماء في ذلك على أقوال :
1- أنّ الرحمة : وصف ذات ، فهي تدلّ على الصفة القائمة به سبحانه ، أي أنّ الرحمة صفته ، والرحيم : وصف فعل ، دالّة على تعلقها بالمرحوم ، أي أنه يرحم خلقه برحمته ، ذكره ابن القيم ويؤيد هذا القول دلالة صيغة ( فعلان ) في اللغة على قيام الصفة بالموصوف وسعتها ، كقولك : شبعان ، وريّان وغضبان ، فهو وصف لما قام بذات الموصوف من بلوغ الغاية من هذه الصفة ، ودلالة صيغة ( فعيل ) على الفعل ، كالسميع بمعنى السامع ، والبصير بمعنى المبصر .
2- أنّ الرحمن ذو الرحمة العامّة للخلق كلهم ، والرحيم ، ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين ، وذكر الشيخ أن هذا القول فيه نظر ، وبناء الاسمين لا يساعد على هذا التأويل ، كما يردّه قوله تعالى : ( ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما ) ومن المعلوم أن الامتنان في الآية على جميع الخلق مؤمنهم وكافرهم .
3- الإنباء عن رحمة عاجلة ، ورحمة آجلة .
4- أن المراد المشاكلة من أجل التأكيد ، وهذا فيه صواب من جهة أن جمع الاسمين فيه دلالة على تأكيد صفة الرحمة؛ إلا أنّ قصر التأويل عليه لا يصحّ.

س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
متعلّق بمحذوف مؤخّر ، يقدّر في كل موضع بما يناسبه ، فتقديره عند القراءة : باسم الله أقرأ ، وتقديره عند الكتابة : باسم الله أكتب ، ومن العلماء من يقدّره بحسب بحسب اختياره في معنى الباء ، فمن يرى انها للابتداء جعل تقديرها باسم الله أبدأ ، أو باسم الله ابتدائي .
الحكمة من حذفه :
خلاصة ما ذُكر من الحكم ثلاثة :
1- تقديم اسم الله فلا يُقدّم عليه شيء .
2- التخفيف لكثرة الاستعمال .
3- لكي يصلح تقدير المتعلق المحذوف في كل موضع بحسبه ، فكل من سمّى لغرض من الأغراض كالأكل ، والشرب ، والنوم ، و نحوه ، صحّ أن يقدّر اسماً أو فعلا .

س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
معنى الحمد هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة ، والمراد بالتعريف ب( ال) هنا معنيين :
1- استغراق الجنس ، أي أنّ كل حمد فالله المستحق له حقيقة ، لأنه إنما كان منه ، وبه ، لأنّه هو المانّ به ، وهو من آثار حمده ، فما أعطى أحدٌ من خلقه شيئاً يُحمد عليه إلاّ ممّا أعطاهُ الله ، ولا اتصف أحد بصفة يُحمد عليها ، إلا لأن الله جبله عليها ووفقه للاتصاف بها .
2- التمام والكمال ، فالحمد التام الكامل من كل وجه هو لله تعالى وحده ، فهو المحمود على كل حال ، ومن كل وجه ، وفي كل وقت ، وهو المحمود على ما اتصف به من صفات الكمال والجلال والجمال ، وهو المحمود في جميع أوامره ، وعلى كل ما خلق وقضى وقدّر .
واللام في قوله تعالى ( لله ) للاختصاص على الراجح وللاختصاص معنيان :
1- ما يقتضي الحصر ، كقولك ( الجنة للمؤمنين ) فلا يدخلها غيرهم .
2- ما يقع على معنى الأولوية والأخصيّة ، كقولك ( الفضل للمتقدم ) أي أنه أولى به وأحق .
وكلا المعنيين واردان على معنى الحمد ، فاستغراق الجنس يفيد معنى الأولوية والأحقية ، والتمام والكمال يفيد معنى الحصر .
و( الرب ) هو الجامع لكل أوصاف الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير وغير ذلك ، وهي نوعان :
1- ربوبية عامة : بالخلق والملك والانعام والتدبير ، وهي لكل المخلوقات .
2- ربوبة خاصة : لأولياء الله ، بالتربية الخاصة ، والهداية والإصلاح ، والنصرة ، والتوفيق ، والحفظ .
و( العالمين ) جمع لا واحد له من لفظه ، ويشمل أفراد كثيرة يجمعها صنف واحد من أصناف المخلوقات في السماء والأرض ، كعالم الجن ، وعالم الملائكة ، ونحو ذلك .
والمراد بقوله تعالى : ( رب العالمين ) كل العالمين على الراجح ، لقوله تعالى في موضع آخر : ( قال فرعون وما رب العالمين ( ) قال رب السماوات والأرض وما بينهما ) ذكره محمد الأمين الشنقيطي ، وهناك أقوال أخرى لكن هذا من أحسن مايُستدل به لترجيح هذا القول .
فربوبيته سبحانه وتعالى للعالمين ربوبية عامة ، فهو خالق العوالم كلها كبيرها وصغيرها على كثرتها وتنوعها ، وهو المالك لها وحده ، والمدبّر لأمرها ، ومقدّر أقدارها وأرزاقها ، له مطلق الملك والتصرف سبحانه ، قضاؤه فيها نافذ ، ولا يملك أحد لنفسه نفعا ولا ضرا إلا بإذنه ، وكل نعمة بهم فهي من فضل الله وعطائه ، وكل سلامة فإنما هي بحفظ الله ورعايته .
فالله تعالى هو المستحق وحده للعبادة دون من سواه ، ونلاحظ كثيرا ما يحتج الله تعالى بالربوبية على العبادة ، والمقصود أن التأمل بمعاني الربوبية والتفكر بآثارها يورث اليقين بوجوب التوحيد ، ويقيم حمد الله تعالى في قلب العبد وعلى لسانه ، وهناك فرق بين الحمد وبين الشكر والمدح والشكر والثناء في بعض الأمور منها : أن الحمد إنما يكون عن رضا ومحبة ، ويكون بالقلب واللسان ، ولا يكون إلا على الحسن والإحسان فلا يكون على الشر ، وهو على ما اتصف به المحمود من صفات حسنة ، وعلى ما أحسن به .

س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
لغة : العبودية في لغة العرب أصلها الذلّة ، ومنه سمّي الطريق المذلّل الذي وطئته الأقدام معبّدا ، وقيل للبعير المذلّل بالركوب في الحوائج معبّد ، ومنه سُمّي العبد عبدا لذلّته لمولاه ، هذا خلاصة ما ذكره ابن جرير ، وأبو منصور الزهري .
شرعا : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ، وهذا أجمع تعريف لها عرفه بها شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله _ ، وقوله ( يحبه الله ) أخرج العبادات الشركية والبدعية ، فهذا التعريف جامع مانع .

س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
هي طلب العون ، والاعتداد على على المستعان به في جلب نفع أو دفع ضر .
وهي أوسع معاني الطلب ، لأنها تشمل الدعاء ، والتوكل ، والاستعاذة ، والاستهداء ، والاستنصار ، والاستكفاء ، وغيرها ، لأن كل ما يقوم به العبد من قول أو عمل يرجو به تحصيل منفعة ، أو دفع مضرة لا يستقل بالمطلوب ، بل لا بد أن يكون معه سبب مساعد ، أو انتفاء مانع ، ولا يكون ذلك كله إلا بالله .
ويكون تحقيقها بأمرين :
1- التجاء القلب إلى الله تعالى وطلب العون منه بصدق ، مع تفويض الأمر إليه ، واعتقاد كمال ملكه وقدرته وعلمه .
2- اتباع هدى الله ببذل الأسباب التي أرشد إليها .
ويجمع هذين الأمرين قوله صلى الله عليه وسلم : ( احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ) .

س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟
ذكر العلماء في ذلك عدة أقوال :
1- للإخبار عن جنس العباد ، والمصلّي واحد منهم .
2- للتعظيم ، الذي يشعر به عظمة العبادة ، ذكره الرازي ، وقال الشيخ فيه نظر .
3- أنها ألطف في التواضع ،ولو قال ( إياك أعبد) لكان فيه تعظيم لنفسه ، فيتضمن معناها الإقرار بأنه عبد من جملة العباد الذين يعبدون الله وحده .
وهي أيضاً في مقام الإخبار في قوله ( إياك نعبد ) أبلغ في التعظيم والتمجيد من قوله ( إياك أعبد ) ، وفي مقام الطلب في ( وإياك نستعين ) أبلغ في التوسل ، فأضاف إلى التوسل بالتوحيد ، التوسل بكرمه في إعانة إخوانه المؤمنين ، فكأنّ المعنى ( أعنّي كما أعنتهم ) .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 صفر 1438هـ/27-11-2016م, 04:33 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"
قيل في ذلك أسباب منها
- أن رحمن للرحمة العامة ورحيم للخاصة لأنه سبحانه يقول وكان بالمؤمنين رحيما ولكن قد يشكل عليه أنه سبحانه قال ممتنا على كل الخلق مؤمنهم وكافرهم رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا
- وقيل أنهم لبيان الرحمة العاجلة والرحمة الآجلة
- وقيل هما للتأكيد أي لهما نفس المعنى و لايصح هذا أيضا وإن كان اقترانهما يفيد توكيد صفة الرحمة ولكن هذا التعليل لايشفي .
ولعل أجمع وأحسن ما قيل في تعليل ذلك ما حرره العلامة ابن القيم رحمه الله فقال بأن الرحمن يدل على الصفة القائمة بالله تعالى ومعناه أن الرحمة هي صفته سبحانه وأما الرحيم تتعلق بالمخلوق الذي ستقع عليه الرحمة وعليه فالمعنى أنه تعالى يرحم عباده لهذا لم يرد قط وهو بعباده رحمن لكن ورد قوله تعالى وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
ومما يؤيد ما ذهب إليه رحمه الله تعالى أن صيغة فعلان هي مبالغة تدل على السعة والامتلاء بالمصفة فيقال فإن أدرت التعبير عن مجرد الشبع تقول شبعت أم إن اردت التعبير عن الامتلاء فتقول شبعان وكذاك بالنسبة للغضب إن قلت غضبت من فلان يفهم منه أن الغضب انتهى بخلاف ما إن قلت أنا غضبان فيفهم منه بلوغ الغاية في الغضب أم صيغة فعيل نحو سميع نزيه وبصير فتدل على الفعل.

س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
يتعلق الجار والمجرور بمحذوف مؤخر يقدر حسب السياق أو المناسبة فلو ذكره مؤلف في بداية تأليفه نقدره بسم الله أصنف وان كان المُسمِي سيقرأ الآن مثلا نقدره بسم الله أقرأ وهكذا
ومن اهل العلم من قدره على حسب معنى الباء عنده فمن اعتبرها للابتداء قال تقدر بسم الله ابتدائي او بسم الله أبدأ
ثم عن البصريين والكوفيين قد اختلفوا في المحذوف فجعله البصريون المبتدأ والجار والمجرور هو الخبر وعليه يكون التقدير ابتدائي بسم الله وتكون الباء متعلقة بالكون والاستقرار وورد في مثال هذا القرآن كما في قوله وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها}
وأما الكوفيين فقالوا المحذوف فعل تقديه ابتدات او أبدأ فالجار والمجرور في محل نصب بالمحذوف وورد في مثاله أيضا في القرآن في قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربك}.
وأما عن التعليل فذكر النحاة أسبابا منها :
أ - تقديم اسم الله تعالى
بـ - التخفيف لكثرة الاستعمال
جـ - ليمكن تقدير المتعلق حسبما ما يناسب المقام كما تقدم فيقول القارئ بسم الله أقرأ والكاتب بسم الله أكتب والمتكلم بسم الله افتتح كلامي وكذا الآكل والشارب والمتوضئ والراكب ...

س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
(الْحَمْدُ ) : هو ذكر محاسن المحمود رضا مع المحبة والتعظيم
وال إما لاستغراق جنس الحمد لله تعالى وحده فإن الحمد كله لله وحده لأن كل فضل هو منه سبحانه .
أو هي للتمام والكمال فالحمد التا من كل وجه واعتبار هو لله وحده سبحانه .
(لِلَّهِ ) : اللام للاختصاص على الراجح ولكنه يقع على معنيين فإن اعتبرنا التعريف في الحمد لاستغراق الجنس كان الاختصاص للأولية والأحقية وإن اعتبر للتمام والكمال كان للحصر .
والله هو المألوه والمعبود الذي لايستحق العبادة سواه الجامع لجميع صفات الكمال والجلال .
(رَبِّ) : الرب هو الجامع لكل معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبيروالرعاية والاصلاح .
( الْعَالَمِينَ ) : العالمين جمع عالم وهي كل ما سوى الله لأنه اسم جامع لا واحد له من لفظه يطلق على ما يشمل أفرادا مثيرة تدخل تحت صنف واحد فنقول عالم البشر وعالم الحياوانت وعالم النبات وعالم البحار ...
ومما يجدر التنبه عليه أن ربوبية الله تعالى على نوعين :
- عامة تكون بالخلق والملك والإنعام والتدبير وهذه تشمل جميع المخلوقات .
- خاصة تكون بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والحفظ .. وهذه خاصة بأوليائه .

س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
1.العبادة لغةً : اسم يتضمن معنى الذل والخضوع فتقول العرب طريق معبد أي مذلل قد وطئته الأقدام وما سمي العبد إلا لذلته وطاعته لسيده
و يشهد لهذا المعنى ما أنشد الخليل :
تَعبَّدَني نِمْرُ بن سعدٍ وقد أُرى ... ونمر بن سعدٍ لي مطيع ومُهْطعُ
2. العبادة شرعاً : تنوعت تعاريف اهل العلم لها وقد استحسن كثير من الشراح والمشايخ تعريف شيخ الاسلام لكونه أجمع هذه التعاريف وأحسنها وأدقها عبارة فكان تعريفا جامعا مانعا يشمل العبادات الشرعية بكل أصنافها فقال رحمه الله تعالى : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة . وقوله رحمه الله تعالى : "من الأعمال والأقوال " قيد يخرج الأشخاص والأمكنة والأزمنة التي يحبها الله فلا توصف بأنها عبادة .

س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟

الاستعانة :طلب العون في جلب المنافع ودفع المضار وهي أوسع معاني الطلب لذا فهي تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار ... فكل ما يقوم به العبد من قول أو عمل يرجو به تحصيل منفعة أو دفع مفسدة هو استعانة.

وحقيقتها طلب الإعانة على دفع مكروه وأما الاستغاثة:فهي لتفريج الكرب ولكن إذا أطلقت دلت عليهما معا لهذا فإن حاجة العبد إليها في كل أحواله عظيمة لأنه محتاج إلى الهداية والإعانة والتثبيت والمغفرة والستر والحفظ من الشرور والآفات .
ومتى علم العبد ذلك وتيقنه وعلم ان النافع الضار وحده الله تعالى وانه مسبب الأسباب وان الأسباب لاتنفع بذاتها بل إذا أذن الله تعالى بحصول النفع ودفع المضرة وأن الأمة لو اجتمعت على نفع شخص أو الحاق الضرر به لم يحصل إلا ما كتبه الله عليه فإن علم هذا استكان قلبه وحقق الافتقار لله فقد أعطى من نفسه ما ينبغي .
تحقيق الاستعانة يكون بأمرين:
1. الالتجاء إلى الله تعالى بصدق وطلب العون منه والإيمان بأن النفع والضر بيده وحده سبحانه.
2. اتباع الهدى ببذل الأسباب التي أذن الله فيها.
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الأمرين بقوله احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز

س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}
ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في هذا أقوالا :
-أن المراد الإخبار عن جنس العباد والمصلي واحد منهم
- أنه ألطف في التواضع فكأنه يقول إنما أن واحد من أمم كثيرة غيري بعبدونك ويستعينون بك فعبادك كثيرون غيري يطلبون عونك ولا رب لي سواك يعينني
- أنه للتعظيم الذي يشعر بشرف العبادة وفي هذا القول نظر
والثاني أولى لأن الجملة خبرية والإتيان بضمير الجمع في مقام الإخبار أبلغ في التعظيم والتمجيد ،وفي مقام الطلب أبلغ في التوسل ومع ما يفيده المضار من التجدد والتكرار كان التعبير ألطف فيكون كأنه يقول أعنّي يا ربي في جملة من تعينهم .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 ربيع الأول 1438هـ/30-11-2016م, 08:35 PM
هدى مخاشن هدى مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 240
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخصّ أسماء الله تعالى؛ وأعرف المعارف على الإطلاق.
قال ابن القيّم رحمه الله: (هذا الاسم هو الجامع، ولهذا تضاف الأَسماءُ الحسنى كلها إليه فيقال: الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أَسماء الله، ولا يقال: الله من أَسماءِ الرحمن، قال الله تعالى:{وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}
وهو اسم ممنوع، لم يتسم به أحد،
- ومعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فهذا الاسم يدلّ باللزوم على سائر الأسماء الحسنى
قال ابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى)ا.هـ.
ودلالة هذا الاسم على سائر الأسماء الحسنى بالتضمّن واللزوم دلالة ظاهرة؛ فإنّ هذا الاسم يتضمّن كمال الألوهية لله تعالى وهو معنى جامع لكلّ ما يُؤلَّه الله تعالى لأجله،وما يدلّ على ذلك من أسمائه وصفاته.
ويستلزم كمال ربوبيّة الله تعالى، وما يدلّ على ذلك من أسمائه وصفاته.
ويستلزم كمال ملكه وتدبيره، وما يدلّ على ذلك من الأسماء والصفات.
والمعنى الثاني:هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه، كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض}أي: المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.
س2: ما المراد بالبسملة.
المراد بالبسملة قول (بسم الله الرحمن الرحيم)
وأصل البسملة إنها اختصار قول بسم الله لكن اشتهر اطلاقه على (بسم الله الرحمن الرحيم)
س3: ما الفرق بين المدح والثناء
الثناء هو الحمد إذا ثني وكرر:
1- المدح لا يقتضي أن يكون عن رضا ومحبة؛ بل قد يمدح المرء لغرض الطمع في نوال خير أو كفّ شر بعكس الحمد يكون عن رضا ومحبة.
2- المدح قد يكون مدحاً على ما ليس بحسن؛ الحمد لا يكون إلا عن اعتقاد حسن صفات المحمود وإحسانه
3- المدح يكون باللسان، والحمد يكون بالقلب واللسان,
يختص الثناء عن الحمد بـأنه/
يكرر ويثنى، ويكون على الخير وعلى الشر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(وجبت)ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال (وجبت)
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: (هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض) رواه البخاري ومسلم.
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
معنيان:
المعنى الأول: إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين؛ ففي يوم الدين لا يملك أحد دونه شيئاً.
والمعنى الثاني: إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.
قال ابنالسراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه). ذكره أبو حيان.
وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر، وكلاهما حقّ، والكمال الجمع بينهما.
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
ثلاث فوائد:
إحداها: إفادة الحصر؛ فالمعنى: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، أو: (لا نعبد إلا إيَّاك)؛ مع اختصار اللفظ وعذوبته.
كقوله {بل إياه تدعون} يفيد الحصر، أي: تدعونه وحده ولا تدعون غيره مما كنتم تشركون بهم.
والثانية:تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله.
والثالثة: إفادة الحرص على التقرّب؛ فهو أبلغ من (لا نعبد إلا إياك).
قال ابن القيّم في "مدارج السالكين": (وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين، ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به، وفيه الإيذان بالاختصاص، المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره) ا.هـ.
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام
الاستعانة على قسمين:
القسم الأول: استعانة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل وهي استعانة العبادة، التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، ودليله الحصر في الآية التي دل عليه تقديم المفعول قال الله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾؛وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس ((وإذا استعنت فاستعن بالله))رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فإنه لم يعبد إلهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.
القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية، وحكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.

قال الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة} وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لمّا أعطاه عطيَّة: (استعن بها على دنياك ودينك) رواه ابن خزيمة.
فهذه النصوص وما في معناها المراد بالاستعانة فيها استعانة التسبّب،وأمَّا استعانة العبادة فلا يجوز أن تصرف لغير الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 ربيع الأول 1438هـ/3-12-2016م, 12:38 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير الفاتحة


أحسنتم أحسن الله إليكم، وجعلكم ممن اصطفاهم وشرّفهم بتعلم وتعليم كتابه.
ما زال يلاحظ على بعض الطلاب نسخ إجابات الأسئلة حرفيا، أو ربما أسقط بعض ألفاظ الدرس اختصارا للمنقول، وهذا لا يصحّ أبدا، فليست هذه الإجابة إجابته ولا الكلام كلامه، ثم ما الذي يستفيده طالب القرآن من نسخ كلام شيخه للمصحّح؟ هل يتصوّر أن يقوّم المصحّح كلام الشيخ؟!
فلنجتهد أيها الأخوة والأخوات من الآن في أن تكون الإجابة كلها بأسلوبنا الخاصّ، نضبط إجابات مجموعة الأسئلة التي اخترناها جيدا، ثم نكتب ما فهمناه في صفحة المجلس، فيكون الفارق بينه وبين الاختبار فقط أنه يمكننا مراجعة ما كتبناه وتكميله حال وجود نقص فيه لنخرج بإجابة تامّة قدر المستطاع، ولو أخطأ في شيء بعد اجتهاده فإنه يبيّن له في تقويم المجلس إن شاء الله، أما أن يكون عمل الطالب في المجلس هو النسخ واللصق فهذا ظلم لنفسه وتضييع لوقته ووأد لموهبته في الكتابة والتعبير، فهل نتّفق على هذا من الآن؟
نثق في اجتهادكم ومثابرتكم، ونرجو أن تكون هذه خطوة جديدة في درب التميّز والإتقان، نسأل الله لنا ولكم الثبات على ما يحبه ويرضاه.

المجموعة الأولى:
1: نورة الأمير أ
أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.
- أوصيك بالكتابة بأسلوبك وتلخيص الجواب من فهمك للدرس.
- أحسنتِ في استباط الفرق بين المدح والثناء -بارك الله فيك- وإضافة إلى ما ذكرتيه نقول:
1: الثناء منه ما هو مدح، ومنه ما هو ذمّ.
2: الثناء يكون في حياة الممدوح ويكون بعد موته، أما المدح فلا يكون إلا في حياة الممدوح.
3: الثناء يكون للبشر فقط أما المدح فيكون كذلك وللحيوان والجمادات.
4: الثناء يكون موافقا للحقيقة، أما المدح فقد يكون خلاف الحقيقة طما في نيل مطلوب.
- ذكرتِ أقسام الاستعانة، ولم تذكري فوائد معرفتها، وهي العلم بترتّب أحكام الثواب والعقاب بحسب ما يقوم في قلب العبد تجاه المستعان به، والعلم بتفاضل النتائج بحسب سعيه في بذل أسباب الإعانة، مما يجعل العبد على وعي تامّ بما يجب عليه لتحقيق هذه العبادة على وجهها الصحيح، ومعرفة الطريق الصحيح لتحصيل ثمراتها.

2: هدى مخاشن ب

أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.
- أوصيك بالكتابة بأسلوبك وتلخيص الجواب من فهمك للدرس كما تعوّدنا منك.

- ذكرتِ أقسام الاستعانة، ولم تذكري فوائد معرفتها، وهي العلم بترتّب أحكام الثواب والعقاب بحسب ما يقوم في قلب العبد تجاه المستعان به، والعلم بتفاضل النتائج بحسب سعيه في بذل أسباب الإعانة، مما يجعل العبد على وعي بما يجب عليه لتحقيق هذه العبادة على وجهها الصحيح، وكيفية تحصيل ثمراتها.
- خصمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثانية:
- السؤال الثاني في عدّ البسملة آية من سور القرآن دون الفاتحة وبراءة:
الواجب تجريد الجواب من الكلام عن هاتين السورتين -أعني الفاتحة وبراءة- اختصارا للكلام وتركيزا على المقصود، والأقوال في عدّ البسملة آية من سور القرآن عدا الفاتحة وبراءة أربعة:
1:
لا تعدّ آية من أوّل كلّ سورة -
أي أن البسملة منفصلة عن السورة لا تعلّق لها بها وإنما هي لافتتاح القراءة- وهذا قول أبي حنيفة والأوزاعي وسفيان الثوري ومالك.
2: أنها آية من كل سورة،
وهو قول عبد الله بن المبارك وأصحّ الروايات عن الشافعي، ورواية عن أحمد، ورجَّحه النووي.
3: أنها جزء من الآية الأولى من كل سورة،
وهو رواية عن الشافعي، وقول لبعض الشافعية حكاه الرازي في تفسيره، وذكره شيخ الإسلام وابن كثير وابن الجزري، وهو قول ضعيف.
4:
أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور ، فلا تعد مع آيات السور، وهو رواية عن أحمد، وقول لبعض الحنفية، واختاره ابن تيمية.
قال ابن تيمية: (هو أوسط الأقوال وبه تجتمع الأدلة فإن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من كتاب الله، وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليل على أنها ليست منها).
ويستدلّ لكلام ابن تيمية بالتالي:

- ثبوت قراءة النبي صلى الله البسملة في غير ما سورة، ومنه حديثه الذي في صحيح مسلم أنه قرأ سورة الكوثر وبدأ بالبسملة، وحديث أم سلمة في وصف قراءته صلى الله عليه وسلم وأنه كان يبدأ بالبسملة.
- تواتر النقل عن جماعة من القراء أنهم كانوا يقرؤون البسملة أول هذه السور.
- إجماع الصحابة على تجريد المصحف من سوى القرآن، وهم قد أثبتوا البسملة بين السور، ولم يكتبوا "آمين" مع ورود الأحاديث الصحيحة فيها.
-
اتفاق أهل العدد على عدم عدّها آية في أوّل كلّ سورة غير الفاتحة، مع قيام الاحتمال القويّ على أنّ الأقوال المأثورة عن بعض أهل العلم في عدّها آية من كلّ سورة قد تكون صحيحة عن بعض القراء الأوائل، وأنّها مما تختلف فيه الأحرف السبعة.
وعليه يكون لكل سورة بسملتها التي يبدأ بها فيها، لكنها لا تعدّ آية منها في عدد الآيات.

2: ضحى الحقيل ب
أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.
- قد أحسنتِ تفسير قوله تعالى: {إياك نعبد} -بارك الله فيك-، ولو بيّنتِ أن إخلاص العبادة لله مستفاد من تقديم "إياك".
- تكلمتِ عن متعلّق الاستعانة ولم تتكلمي عن الحكمة في حذفه، والحكمة في حذف المتعلّق هي إفادة العموم، أن يعمّ ويشمل كل ما يُحتاج فيه إلى إعانة مما ذكره الداعي من العبادة والهداية وما سواهما.
- لخّصي الكلام في الحكمة في تقديم "إياك نعبد" على "إياك نستعين" بأسلوبك، سدّدك الله.



المجموعة الثالثة:
3: علاء عبد الفتاح أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- والقراءات الواردة في الآية إذا كانت صحيحة متواترة، فالواجب أن تحمل الآية على جميع معانيها ولا يردّ منها شيء ولا يرجّح بينها، لأنه كله مما ثبت نزوله، وفيه دلالة
على سعة وتنوع معاني القرآن.


المجموعة الخامسة:

- مسألة معنى العبادة لغة وشرعا.
لوحظ وجود اختصار في الكلام عن حدود تعريف ابن تيمية رحمه الله للعبادة في الشرع، كما تنبغي الإشارة إلى أن معناها في الشرع موافق لمعناها في اللغة وهي الذلّة والخضوع لله تعالى، فتعريف ابن تيمية كما قال شيخنا -حفظه الله-
تعريف بالحدّ الرسميّ لغرض بيان ما يشمله اسم العبادة الشرعية، وتعريف ابن جرير وأبي منصور للعبادة تعريف بالحد الحقيقي لغرض بيان ماهية العبادة وحقيقتها، فهي لا تكون إلا بتذلل وخضوع، ويصحب هذه الذلة في العبادات الشرعية التي أمر الله بها ثلاثة أمور: المحبة والانقياد والتعظيم.
فالأول لبيان ما يشمله مسمّى العبادة من الأقوال والأفعال، والثاني لما يقوم في نفس العابد.

4: إحسان التايه ب
بارك الله فيك وأحسن إليك، اجتهدي في الإجابة من فهمك وبأسلوبك، فهذا أعون على رسوخ العلم وترقية ملكة التعبير.

5: سارة المشري أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- إضافة إلى ما ذكرتيه، قد يكون متعلّق الجار والمجرور في قوله: "بسم الله" مؤخّرا، وقد يكون مقدّما، وقد يكون اسما وقد يكون فعلا.

6: أم البراء الخطيب أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
قوله تعالى: {باسم الله مجريها ومرساها} مثال على المتعلّق المؤخّر وليس المقدّم.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 ربيع الأول 1438هـ/3-12-2016م, 08:24 AM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
أعرف المعارف وأخص أسماء الله تبارك وتعالى، وهو الاسم الجامع لأسماء الله الحسنى وصفاته العليا وإليه تضاف.
من المعاني التي يتضمنها:
1: الإله: والألوهية تشمل لوازم الربوبية كذلك.
2: المألوه: أي المعبود، وهو سبحانه وحده المعبود بحق، ومن لوازم عبوديته: المحبة والتعظيم والخضوع والانقياد.
س2: ما المراد بالبسملة.
البسملة قول: (بسم الله الرحمن الرحيم) ويطلق عليها (البسملة) اختصارا كعادة العرب مثله: الحوقلة والحمدلة والهيللة.
س3: ما الفرق بين المدح والثناء
الثناء تكرير الحمد وتثنيته، والحمد ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة ويكون بالقلب والقول، لكن لا نقول حمده إلا في الخير بخلاف الثناء نقول أثنى عليه شرا. إذا ما يعنينا هنا في التفريق بين المدح والثناء، أن الثناء تكرار الحمد فقولنا في الفرق بين الحمد والمدح هو قولنا في الفرق بين الثناء والمدح.
المدح بخلاف الثناء "والحمد" لا يشترط أن يكون عن حب، فقد يمدح وهو يكره طمعا في خير أو دفعا لشر الممدوح، بخلاف الثناء والحمد، لا يكون إلا عن حب ورضا.
الفرق الثاني أن الحمد والثناء كما يكونا باللسان يكونا بالقلب أيضا، أما المدح فليس إلا باللسان.
الفرق الثالث أن المدح لا يكون إلا في الخير، والثناء يكون في الخير والشر. والله تعالى أعلم.

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
لها معنيان، كلاهما حق وحصر لله جل وعلا؛ المعنى الأول: المالك "في" يوم الدين، فلا يملك غيره سبحانه شيئا في ذلك اليوم كما قال تعالى: {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار}. المعنى الثاني: المالك "ل" يوم الدين، فيعلم وحده سبحانه متى وماذا يكون فيه، كقوله تعالى: {إن الله عنده علم الساعة}.
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
الفائدة الأولى: إفادة الحصر أي: حصر عبادتنا لله سبحانه ونفي عبادتنا لغيره سبحانه (إياك وحدك سبحانك لا أحد سواك نعبده).
الفائدة الثانية: التعظيم والتبرك وإظهار الأدب بذكر اسمه سبحانه الله الخالق العزيز المستحق وحده للعبادة أولا قبل فعلنا نحن الضعاف المخلوقين الأذلة.
الفائدة الثالثة: أبلغ في إظهار حرص العبد على التقرب والتملق وإظهار ضعفه واحتياجه ومسكنته بين يدي ربه.
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
للاستعانة قسمين رئيسين، الثاني فرع عن الأول: استعانة العبادة، واستعانة السبب.
استعانة العبادة التي يصحبها مقامات التعبد من محبة وخوف ورجاء ورغبة ورهبة، فهذه لله -سبحانه- وحده خالصة، من أخل بذلك وقع في شرك عياذا بالله.
أما استعانة السبب فهي الاستعانة بالأسباب التي هيئها الله للعباد، مع اليقين القائم في قلب العبد أن الأمر بيد الله وحده النافع الضار المعز المذل، إن شاء أثمر السبب مقصوده وإن شاء منع ثمرته لحكمة، واستعانة العبد بالأسباب مع يقينه بأن مسبب الأسباب جل في علاه بيده الأمر أولا وآخرا، لا حرج فيها إن شاء الله بل هي من باب (اعقلها)، وعليها تحمل النصوص النبوية في الاستعانة بالصلاة والمال والعباد.. وغيرها.
وفائدة معرفة هذه الجزئية فرع من فوائد علم الاعتقاد والتوحيد، فبها يعرف العبد ما لا يكون إلا لربه وحده، وما يحل للعبد وما لا يحل له، وبه يستطيع مراقبة قلبه ومعرفة ما إذا كانت مشاعره في اتجاه صحيح محقق للتوحيد أو فيه إخلال فيسعى لتقويمه، ويكون أكثر حذرا من الوقوع في المحظور من شرك أو مقاربته، والله تعالى أعلم.

سبب التأخر في تسليم الواجب: اختبارات في برنامج دراسي آخر، جزاكم الله خيرا وأعانكم.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 03:58 AM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"
روى المفسرون في سبب اقترانهم أقوال منها أنه اقتران صفة الله بفعل الله لعباده أنه رحمن يرحم عباده ،وقيل سبب الاقتران لأن الرحمن أعم من الرحيم ويقال الله رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا ورحمن بالمؤمن والكافر ورحيم بالمؤمنين ، وقيل رحمن في عاجل الأمور ورحيم في آجلها .
س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
متعلق بمحذوف وتقديره بحسب موضع القول به فيكون باسم الله أقرأ إذا قيلت حين بدء القراءة وبسم الله أبدأ إذا قيلت في بدء الأمور ومنهم من يرى أنها بحسب معنى الباء فهي في الابتدء باسم الله ابدأ أو باسم الله ابتدائي وقيل الباء متعلق بالكون والاستقراء أي كائن باسم الله وابتدائي باسم الله ، وقيل بحسب تعلقه بالاسم والفعل كـ(بسم الله مجريها) اسما و(اقرا باسم ربك) فعلاً
س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
الحمد: الرضى والمحبة للمعبود والتمام والكمال له ولا يكون الحمد إلا لله والشكر يمكن لغير الله والحمد أعم لأنه بلا مقابل والشكر يعم من جهة ضمه لشكر القلب واللسان والجوارح
لله: حمد العبد ربه وتخصيصه لله بموجب ربوبيته وألوهيته
رب العالمين: وصف محامد الرب المستحق للحمد لكون الملك والقدر والعالم و الخلق كله تحت رعايته وإحاطته وتدبيره
س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
هو التذلل والخضوع لله تعالى وفي الشرع اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
والعبادةُ تكونُ بالقلبِ واللسانِ والجوارحِ، وقد أمَرَ اللهُ تعالى بإخلاصِ العبادةِ له وَحْدَه لا شَريكَ لهوقال تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) رواه مسلم.
س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
طلب العون من الله والاعتماد عليه في جلب النفع ودفع الضر
وهي تدل على معاني عدة من دعاء وتوكل وتعوذ وطلب الهداية والنصر وكف الشرور
ولا تقع إلا بإذن من الله ويجب أن يوقن الداعي بإجابة الله ويتفاءل ويحسن الظن ولا يعجل الاجابة
وعليه يترتب طمأنينة القلب والبصيرة .
س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}
ورد فيها أقوال منها أنه للتعظيم وقيل أنه ألطف في التواضع من إياك أعبد وقيل أنه في مقام الطلب والاخبار وهو تعظيم وتمجيد وأبلغ في التوسل

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 02:46 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.

هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير والإصلاح والرعاية بمعنى هو المربي والخالق والرازق .

س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}
- إرادة التخفيف لكثرة التكرار والاستعمال .
- أمن اللبس .

س3: ما المراد بالعالمين.
القول الأول : جمع عالَم وهو اسم جمع لا مفرد له من لفظه , فالإنس عالم والجن عالم , والعوالم أصناف المخلوقات في السّماوات والأرض في البرّ والبحر، وكلّ قرنٍ منها وجيلٍ يسمّى عالمًا أيضًا .
القول الثاني : الجن والإنس فقط وهو قول ابن عباس , وهذا القول مبني على أن المراد بالعالمين فقط عالم المكلفين وهما الجن والإنس فقط وبيان ذلك بالجمع بين أمرين:
أحدهما: أن يكون التعريف في (العالمين) للعهد الذهني، وليس للجنس؛ فيكون هذا اللفظ من العامّ الذي أريد به الخصوص.
والآخر: أن يكون لفظ (ربّ) بمعنى (إله) ؛ كما في حديث سؤال العبد في قبره: من ربّك؟ أي: من إلهك الذي تعبده؟

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة.
القول الأول : لا تكرار فيها لأن البسملة ليست آية من الفاتحة وهو قول مرجوح .
القول الثاني : التكرار لأجل التأكيد
القول الثالث : التكرار لاجل التنبيه على علة استحقاق الحمد
وبالنظر إلى السياق نرى ما يلي :
الابتداء بهذين الاسمين للاستعانة بالله تعالى والتبرّك بذكر اسمه واستصحابه على تلاوة القرآن وتدبّره
وذكر هذين الاسمين في سياق السورة فناسب ذلك ذكرها بعد ذكر ربوبيته للعالمين ليدل على أن من معاني رحمة الله تعالى وسعتها لجميع العالمين، وأنَّ رحمته وسعت كلّ شيء .

س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}.
الاستعانة في طلب العون والاعتماد على المستعان به
وإياك أي أخصك ياربي بالاستعانة ولا أستعين بأحد سواك , والاستعانة شاملة للاستعانة على العبادة لكي يعيننا الله على عبادته والاستعانة على قضاء حوائجنا وأمورنا المطلوبة , فالاستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار وتتحقق الاستعانة بالالتجاء إلى الله واتباع هدي الله سبحانه

س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
تعريفه : هو تحويل الكلام من مخاطب إلى آخر كأن يخاطب أولا غائباً ثم تحويل بشكل سريع إلى مخاطب الحاضر والقريب , وهو من علوم البلاغة التي تميز بها العرب
فائدته :
- تنويع الخطاب , وذلك أبعد عن الملل .
- البيان عن التنقّل بين مقامات الكلام , وهذا من البلاغة .
- التنبيه على نوع جديد من الخطاب , و يستدعي التفكّر في مناسبة تحويل الخطاب ، واسترعاء الانتباه لمقصده.

حكمته : كأنه لما نادى الله حضر بين يديه واقترب من ربه فناجاه مناجاة القريب للقريب

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 08:37 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

المجموعة الثالثة:


س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)
لغة : جاءت على وزن فعيل بمعنى فاعل ، أي : راحم ، وفعل من أوزان المبالغة ، فهو عظيم الرحمة وكثير الرحمة .
شرعا : تنقسم لقسمين ،رحمة عامة وخاصة ، فأما :
1- الرحمة العامة : فكل شئ في هذا الكون من آثار رحمة الله تعالى ، من البشر والبهائم ومايجري في الأرض والسماء من رحمته فأرزاقهم وقوتهم من رحمته تعالى .
2- الرحمة الخاصة : وهي للمؤمنين ، فرحمته بكشف كروبهم وهمومهم ، واستجابة دعواهم ، رحمته في هدايتهم ونصرهم على أعدائهم.

س2: ما معنى الباء في {بسم الله}
اختلف اللغويون في معناها ، وأشهر الأقوال وأقربها للصواب ، أربعة أقوال وهي :
القول الأول : باء الاستعانة ، وهذا قول أبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي، وقال به جماعة من المفسّرين.
القول الثاني : باء للابتداء ، وهذا قول الفراء، وابن قتيبة، وأبي بكر الصولي، وأبي منصور الأزهري، وابن سيده، وابن يعيش، وجماعة.
القول الثالث : باء للمصاحبة والملابسة ، وهذا قول ابن عاشور وقد استبدلها بقول ابن سيبويه الإذلاق ،فهي مترادفة لها.
القول الرابع : باء للتبرك ، أي ابتدئ متبركا ، وهذا قول مستخرج من قول بعض السلف في سبب كتابة البسملة في المصاحف.
وهذي الأقوال لا تعارض بينها .

س3: ما الفرق بين الحمد والشكر
* الحمد أعم من وجه ، وذلك :
- أن الحمد أعم ، وذلك أن يحمد على ما أحسن به المحمود، ومااتصف به من صفات حسنة .
- والشكر أخص لأنه في مجازاة مقابل النعمة والإحسان .
* الشكر أعم من وجه آخر ،وذلك :
- الشكر أعم ، لأنه يكون بالقلب واللسان والعمل ، كما قال الله تعالى: {اعملوا آل داوود شكرا}.
- الحمد أخص ، لأنه بالقلب واللسان.

ومن أفضل ماقال بالفرق بينهما ، قول ابن القيّم رحمه الله في مدارج السالكين: (والفرق بينهما: أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه، وأخص من جهة متعلقاته. والحمد أعم من جهة المتعلقات، وأخص من جهة الأسباب.
ومعنى هذا: أن الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة، وباللسان ثناء واعترافا، وبالجوارح طاعة وانقيادا. ومتعلقه: النعم، دون الأوصاف الذاتية، فلا يقال: شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه. وهو المحمود عليها. كما هو محمود على إحسانه وعدله، والشكر يكون على الإحسان والنعم.
فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس. فإن الشكر يقع بالجوارح. والحمد يقع بالقلب واللسان)ا.هـ.

س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
في هذه الآية قراءتان سبعيتان متواترتان:
الأولى: {مالك يوم الدين} بإثبات الألف بعد الميم، وهي قراءة عاصم والكسائي.
فالمالك : الذي يملك كل شئ يوم الدين ، فيظهر ذلك اليوم عظمة مايملك الله تعالى ،إذ يأتي الخلق إليه فردا فردا لا يملكون شيئا ، ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ، ولا يملك لبعضهم بعضا شيئا ، قال الله تعالى :" يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله".
الثانية: {ملك يوم الدين} بحذف الألف، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر.
الملك : فهو ذو المُلك، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه ، فإضافة الملك ليوم الدين تفيد الاختصاص ، فيكون معناها أنه لا مَلِكَ فيه إلا الله تعالى ، فكل ملوك العالم يذهب ملكهم ويزول ، فيأتون مثل غيرهم من الخلق ، قال الله تعالى :"يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار".

الموقف الصحيح من الاختلاف :
- المعنى الأول والثاني ،فيه صفة كمال وفيه تمجيد لله تعالى وتعظيم له وتفويض إليه ، من أوجه آخرى .
- الجمع بين المعنين فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها.

س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
على قسمين :
- القسم الأول : هم الأفضل وذلك لإخلاصهم في العبادة والاستعانة بالله تعالى ،وهم على درجات كثيرة على حسب درجة إخلاصهم ، فمن أحسن هالعملين فهو من السابقين.
- القسم الثاني : هم المفرطين والمقصرين في الإخلاص في العبادة والاستعانة ،وذلك :
- من قصر في الإخلاص بالعبادة ، يحصل له آفات فمنها مايحبط عمله أو ينقص ثوابه ، كالرياءوابتغاء الدنيا بعمل الآخرة.
- ومن يؤدي عباداته بإخلال واجباتها ، لضعف إيمانه وإخلاصه.
- التقصير في الاستعانة فإن أصابه ما يحِبُّ فقد يحصل منه عجب واغترار بما يملك من الأسباب، وإن أصابه ما يكره فقد يصاب بالجزع وضعف الصبر.

س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}.
- تكرّر (إيّاك) في الآية مرتين له فائدة، وقد اجتهد العلماء في التماس هذه الفائدة:
*قال ابن عطية: (وتكررت {إيّاك} بحسب اختلاف الفعلين، فاحتاج كل واحد منهما إلى تأكيد واهتمام).
*قال ابن القيم: (وفي إعادة " إياك " مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واحد من الفعلين، ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه، فإذا قلت لملك مثلا: إياك أحب، وإياك أخاف، كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره، ما ليس في قولك: إياك أحب وأخاف).
*قال ابن كثير: (وكرّر للاهتمام والحصر).

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 23 ربيع الثاني 1438هـ/21-01-2017م, 11:20 PM
أماني مخاشن أماني مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 176
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"
ذُكر في ذلك أقوال أحسنها وأجمعها:
- أنّ (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) تدل على تعلقها بالمرحوم؛ فالأول للوصف وتدل على أن الرحمة صفته ، والثانية للفعل أي أنه يرحم خلقه برحمته.
وهو قول ابن القيم رحمه الله تعالى.
وصيغة فعلان في اللغة تدل على الصفة القائمة في الذات على وجه الكمال
فهو سبحانه الرحمن أي المتصف بالرحمة على أكمل وجه.
فقولنا شبعان وغضبان وريّان أي بلغ الغاية في الشبع والغضب والريّ.
أما صيغة فعيل فتدل على الفعل كالحكيم بمعنى الحاكم والسميع بمعنى السامع.
- القول الثاني: أنها رحمة عاجلة وآجلة .
- القول الثالث: أن الأولى رحمة عامة للخلق ، والثانية خاصة بالمؤمنين. وفيه نظر لأن قول الله تعالى: (ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما) وهنا الرحمة في قوله (رحيما) عامة للخلق .
س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
متعلقها متأخر محذوف ، ويقدر في كل موضع بما يناسبه، فإن قاله القارئ فالتقدير بسم الله أقرأ، وإن قاله الكاتب كان التقدير بسم الله أكتب وهكذا.
ومن العلماء من قدرها بمعنى الباء .
والحكمة من حذفه حصرها النحويون في ثلاثة أمور:
1)لئلا يتقدم اسم الله شيء
2)الاختصار والتخفيف لكثرة استعمالها
3)لتعم كل تقدير مناسب للموضع الذي تقال فيه .
س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
(الحمد) هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة.
واللام في الحمد إما لاستغراق الجنس، أي كل حمد فالله مستحقه.
أو للتمام والكمال ، فله الحمد التام الكامل.
(لله)اللام هنا للاختصاص على الراجح من أقوال أهل العلم؛ لأنَّ الحمدَ معنىً أُسند إلى ذات.
(الرَّبُّ) هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير والإصلاح والرعاية، فلفظ الربّ يطلق على هذه المعاني في لسان العرب إطلاقاً صحيحاً،
وربوبية الله تعالى لخلقه على نوعين:
- ربوبية عامة بالخلق والملك والإنعام والتدبير لكل المخلوقات.
- ربوبية خاصة لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والتسديد والحفظ.
والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها.
معنى (العالمين): جمع عالَم، وهو اسم جمعٍ لا واحد له من لفظه، يشمل أفراداً كثيرة يجمعها صِنْفٌ واحد.
فالإنس عالَم، والجنّ عالَم، وكلّ صنف من الحيوانات عالَم، وكلّ صنف من النباتات عالم، إلى غير ذلك مما لا يحصيه إلا الله تعالى من عوالم الأفلاك والملائكة والجبال والرياح والسحاب والمياه، وغيرها من العوالم الكثيرة والعجيبة.
وقال تعالى: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}.
فكلُّ أمَّة من هذه الأمم عالَم.
{ربّ العالمين}
- فهو تعالى {ربّ العالمين} الذي خلق العوالم كلَّها كبيرها وصغيرها على كثرتها وتنوعها وتعاقب أجيالها.
- وهو ربُّ العالمين المالك لكلِّ تلك العوالم فلا يخرج شيء منها عن ملكه، وهو الذي يملك بقاءها وفناءها، وحركاتها وسكناتها، فيبقيها متى شاء، ويفنيها إذا شاء، ويعيدها إذا شاء.
- وهو ربّ العالمين الذي دبَّر أمرها، وسيّر نظامها، وقدّر أقدارها، وساق أرزاقها، وأعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى.
- وهو ربّ العالمين الذي له الملك المطلق والتصرّف التامّ، فما يقضيه فيها نافذ لا مردّ له، وما يريد به أحدا من خلقه من نفع أو ضرّ فلا حائل بينه وبينه، بل لا تملك جميع المخلوقات لنفسها نفعاً ولا ضراً إلا بإذنه جل وعلا.
- وهو ربّ العالمين الذي لا غنى للعالمين عنه، ولا صلاح لشؤونهم إلا به، كلّ نعمة ينعمون بها فإنما هي من فضله وعطائه، وكلّ سلامة من شرّ وضرٍّ فإنما هي بحفظه ورعايته وإذنه، فهم الفقراء إليه فقراً دائماً متّصلاً، وهو الغنّي الحميد.
- وهو ربّ العالمين الذي دلّت ربوبيّته للعالمين على كثير من أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
- وهو تعالى {ربّ العالمين} المستحقّ لأن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن لا يجعلوا معه إلهاً آخر، كما أنهم لم يكن لهم ربٌّ سواه، ولهذا قال تعالى: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}؛ فاحتجّ على توحيد العبادة باسم الربوبية.
والمراد أن تأمل معاني الربوبية والتفكر في آثارها في الخلق والأمر يورث اليقين بوجوب التوحيد، وأنَّ العالم لا صلاح له إلا بأن يكون ربه واحدا، كما قال تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُون)
س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
العبادة في اللغة الذلة ، وكل طريق مذلل قد وطأته الأقدام يسمى معبدا. قاله ابن جرير
وبنحوه قال الأزهري: معنى العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع ، ويقال طريقٌ مُعَبَّدٌ إذا كان مذلَّلا بكثرة الوطء
أما في الشرع فأجمع التعريفات تعريف شيخ الإسلام رحمه الله، العبادة اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
فتخرج العبادات الشركية والبدعية لأن الله تعالى لا يحبها
وإن كانت داخلةً في اسم العبادة لغة؛ لأن كلَّ ما يُتقرَّب به إلى المعبود فهو عبادة؛ كما قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ ؛ فسمَّى ما يفعلونه عبادة.
س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
الاستعانة هي طلب العون من الله والاعتماد عليه لتحقيق المنافع ودفع المضار
وهي أوسع أنواع الطلب وتدخل تحتها الاستعاذة والاستغاثة لأن فيهما طلب على دفه مكروه والأخرى لتفريج مكروب.
وحاجة العبد إليها من أعظم الحاجات، لأنه مفتقر إلى ربه في كل أمر من أمور حياته دينية كانت أو دنيوية ، صغرت تلك الحاجة أم كبرت فلا حول للعبد ولا قوة إلا بالله
وتحقيقها يكون بأمرين:
1) صدق الالتجاء إلى الله وصدق اعتماد القلب عليه
2) اتباع هدى الله كما أمر ، بفعل أوامره واجتناب نواهيه.
ويجمعها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (احرص على ماينفعك واستعن بالله ولا تعجز)
س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}
في المسألة أقوال:
- المراد الإخبار عن جنس العباد، والمصلي فرد منهم
- للتعظيم فإن العبادة ترفع شأن فاعلها، ذكره الرازي وفيه نظر
- تشعر بالتواضع، بخلاف لو قال أعبد فإن فيها تعظيم لنفسه.
ذكرها ابن كثير في تفسيره .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 9 ذو الحجة 1438هـ/31-08-2017م, 12:33 AM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
الرحمن هو ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء فهو مبني على وزن ( فعلان ) الذي يدل على السعة وبلوغ الغاية
س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّلكلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
اختلف فيها على أقوال:
1- ليست آية من الفاتحة ولا من أول كل سورة ( وهو قول أبي حنيفة ومالك )
2- أنها آية من سورة الفاتحة وليست من آية من أول كل سورة ( وهو كذلك في العد الكوفي والمكي)
3- أنها آية من سورة الفاتحة ومن أول كل سورة عدا براءة ( وهو قول الشافعي وأحمد)
4- أنها آية من سورة الفاتحة وجزء من الآية الأولى من كل سورة عدا براءة ( وهو قول ضعيف)
5- أنها آية مستقلة في أول كل سورة ولا تعد من آيات السور ( وهو اختيار ابن تيمية)
والخلاف في عد البسملة آية من السورة من الخلاف في القراءات الذي يقبل فيه خلاف التنوع
- ولا خلاف أنها آية من القرآن بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (أنزلت علي آنفا سورة؛ فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم (إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربكوانحر. إن شانئك هو الأبتر))
وكذلك كتابة الصحابة لها في المصحف وقد أجمعوا على عدم كتابة غير القرآن

- ويستدل لعدم عدها آية من سورة القرآن بقوله صلى الله عليه وسلم: (إن سورة منالقرآن، ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: {تبارك الذي بيده الملك}).



س3: ما الفرق بين الحمدوالمدح
بنهما خصوص وعموم
فالمدح أعم باعتبار انه يكون عن رضا ومحبة أو يكون طمعا في خير أو لكف شر الممدوح ، بينما الحمد لا يكون إلا عن رضا ومحبة
والحمد أعم باعتبار أنه يكون بالقلب واللسان والمدح باللسان فقط

س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
أي نخلص لك العبادة فنطيع أوامرك محبة وخوفا ورجاء خاضعين مستكينين لك وحدك

س5: ما الحكمة من حذف متعلّقالاستعانة؟
إفادة عموم ما يستعان بالله عليه ليشمل الاعانة على العبادة والإخلاص فيها وعلى قضاء كل الحوائج وجميع الشئون

س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياكنستعين}
1- مراعاة الفواصل
2- لأن العبادة اعم من الاستعانة لان الاستعانة نوع من العبادة فقدم الأعم على الأخص
3- أن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة لها وذكر هذا القول ابن تيمية وابن كثير
4- بيان أن عبادة الله لا تكون الا بإعانة الله وهذا يستوجب الشكر ويذهب العجب
5- لأن العبادة تقرب للخالق فهي أجدر بالتقديم في المناجاة والاستعانة نفع
للمخلوق فقدم ما هو من عزمه على ما يسأله مما يعين على ذلك
6- وقيل أنه لا فرق في المعنى بين تقديم العبادة على الاستعانة أو العكس وفيه نظر
وذكر ابن القيم بعض هذه الأقوال وزاد عليها أقوال أخرى منها:
(لأن {إياك نعبد} متعلق بألوهيته واسمه "الله"، {وإياك نستعين} متعلق بربوبيته
واسمه "الرب" فقدم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} كما قدم اسم "الله" على "الرب" فيأول السورة.
-
ولأن {إياك نعبد} قِسْم "الرب"؛ فكان من الشطر الأول، الذي هوثناء على الله تعالى، لكونه أولى به، و{إياك نستعين} قِسْم العبد؛ فكان من الشطرالذي له، وهو " {اهدنا الصراط المستقيم} " إلى آخر السورة.
-
ولأن "العبادة" المطلقة تتضمن "الاستعانة" من غير عكس، فكل عابد لله عبودية تامة مستعين به ولاينعكس، لأن صاحب الأغراض والشهوات قد يستعين به على شهواته، فكانت العبادة أكملوأتم، ولهذا كانت قسم الرب.
-
ولأن "الاستعانة" طلب منه، و"العبادة" طلب له.
-
ولأن "العبادة" لاتكون إلا من مخلص، و"الاستعانة" تكون من مخلص ومن غير مخلص.)

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir