دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 شعبان 1438هـ/10-05-2017م, 02:30 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة تفسير سورة الناس

مجلس مذاكرة تفسير سورة الناس


أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: بيّن معنى الاستعاذة ولوازمها في قلب المؤمن.
2: قارن بين استعاذة المؤمنين واستعاذة المشركين، والآثار المترتّبة على كل منهما.
3: اذكر درجات كيد الشيطان، وبيّن سبيل العصمة من كيده وشرّه.

المجموعة الثانية:
1: ما معنى الوسواس والخناس؟ وما دلالة اقترانهما؟
2:
ما هو سبب تسلّط الشيطان على العبد؟ وما سبيل نجاته منها؟

3: بيّن الحكمة من تخصيص الاستعاذة بصفات الربوبية والملك والألوهية وترتيبها على هذا الترتيب.

المجموعة الثالثة:
1: بيّن الحكمة من وجود بعض الأشياء الضارة والمؤذية للإنسان.

2: حرّر القول في المراد بالوسواس الخنّاس.
3: بيّن خطر اتّباع خطوات الشيطان.


المجموعة الرابعة:

1: ما سبب خنوس الوسواس؟ وكيف يوسوس؟
2: بيّن متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {من الجنّة والنّاس}.

3: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الناس.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 شعبان 1438هـ/10-05-2017م, 06:21 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي


المجموعة الرابعة:

1
: ما سبب خنوس الوسواس؟ وكيف يوسوس؟
ذكر المفسرون في سبب خنوسه قولان:
أولا: سبب خنوس الشيطان هو ذكر الله تعالى ؛ فإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ خَنَسَ وَانْقَبَضَ، وَإِذَا لَمْ يُذْكَرِ اللَّهُ انْبَسَطَ عَلَى الْقَلْبِ.و وسوس.. و هو قول جمهور المفسرين وممن نص على ذلك: ابن عباس ومجاهد والحسن البصري وقتادة.
. واستدل لذلك :
- بما رواه ابن أبي شيبة و ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم؛ فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس). رواه ابن أبي شيبة وابن جرير.
وروى ابن جرير نحو ذلك عن مجاهد بن جبر.
- وبما رواه ..أبو يعلى والثعلبي والبيهقي في شعب الإيمان وغيرها من حديث أنس مرفوعاً: (إن الشيطان واضع خَطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس)...ضعف سنده ابن جحر فى الفتح .
.
- وبما روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: (يقال: الخناس له خرطوم، كخرطومالكلب يوسوس في صدور الناس، فإذا ذكرالعبد ربه خنس).

)الثاني :
سبب خنوسه طاعته؛ لهذا يرتاح بعض الناس للمعصية .... إذ يتوقف الوسواس.عند فعل المعصية....وهو قول ابن عباس واستدل لذلك
- بما رُوي عن ابن عباس من طريق محمد بن سعد عن آبائه: (أن الشيطان يوسوس للعبد فإذا أطيع خنس)، والحديث ضعيف السند وإن كان معناه محتمل

ولعل للقولين نصيب من الصحة ..إذ المعنيين تحتمله الآية....و يمكن حمل الآية عليهما جميعا دون تعارض..وهو ما اختاره ابن جرير و نص عليه
قال ابن جرير: (والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله -تعالى ذِكره- أَمَرَ نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يستعيذ به من شر شيطان يوسوس مرة ويخنس أخرى، ولم يخصَّ وسوسته على نوع من أنواعها، ولا خنوسه على وجه دون وجه، وقد يوسوس بالدعاء إلى معصية الله؛ فإذا أطيع فيها خنس، وقد يوسوسللنهيعن طاعة الله ؛ فإذا ذكر العبد أمر ربه فأطاعه فيه وعصىالشيطانَ خنس؛ فهو في كلتا حالتيه وسواس خناس، وهذه الصفة صفته) ا.هـ


وكيف يوسوس؟
الوسواس لغة
-الوَسواس بالفتح هو اسم للموسوس.
-الوِسواس بالكسر مصدر؛ تقول: وسوس وِسواساً فهو وَسواس، وهو مشتق من الوسوسة ، وهي التحديث بصوت خفيّ.
قال الأعشى:
تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت.....كما استعان بريح عشرقٌ زجِل

والوَسْوَسَة قد تكون بصوت بخفيّ . مثل ما ذكر في البيت الشعري وهو وسوسة الحلي
، وقد تكون همساً يحسّ المرءُ أثرَهُ ولا يُسمع صوتَه ، كما في وسوسة النفس ووسوسة الشيطان للإنسان.فهو إلقاء خفي للإنسان.

و الذي يوسوس في صدور الناس: نفوسهم وشياطين الجنّ وشياطين الإنس، و"الوسواس الخناس" يتناول وسوسة الجنة ووسوسة الإنس
وعليه فالوسواس الخناس إن كان المراد به الشيطان أو النفس يوسوس للعبد بما يلقيه في قلبه من الأمر بطاعته وبكلام خفي يصل إلى القلب من غير سماع صوت .
ويكون ذلك عن طريق النفث أو الإلقاء في القلوب ؛فله علاقة مع القلب.
دليله حديث الني صلى الله عليه و سلم : ((إنّ الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم، وإنّي خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً، أو قال: شرًّا)).الحديث في الصحيحين
- وأيضا بما رواه ابن أبي شيبة و ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم؛ فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس). رواه ابن أبي شيبة وابن جرير...وروى ابن جرير نحو ذلك عن مجاهد بن جبر.
فهذا يدل على أن الوسواس الخناس له اتصال بالقلب وأنه يلقي ويقذف فيه ما يريده من الشر . وأن القلب محل للتلقي تلك الوسواس وعقلها وإدراكها .
وقد وردت بعض الأحاديث تبين صورة ذلك الإلقاء
فقد روى أبو يعلى والثعلبي والبيهقي في شعب الإيمان وغيرها نحوه من حديث
فعن أنس مرفوعاً: (إن الشيطان واضع خَطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس). رواه أبو يعلى و الثعلبي و البيهقي في شعب الإيمان .وضعف سند الحديث ابن حجر في الفتح

-و عن معمر عن قتادة قال: (يقال: الخناس له خرطوم، كخرطومالكلب يوسوس في صدور الناس، فإذا ذكرالعبد ربه خنس).رواه عبد الرزاق

و قال ابن حجر: (وقد ورد في خبر مقطوعأن رجلا سأل ربه أن يريه موضع الشيطان ، فرأى الشيطان في صورة ضفدع عند نغض كتفه الأيسر حذاء قلبه له خرطوم كالبعوضة..
والحديث له شاهد مرفوع عن أنس عند أبي يعلىوابنعدي ولفظه: أن الشيطان واضع خطمه على قلب بن آدم،الحديث.

وأورد بن أبي داود في كتاب الشريعة من طريق عروة بن رويمأن عيسى عليه السلام سأل ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم قال: فإذا برأسه مثل الحية واضع رأسه على ثمرة القلب فإذا ذكر العبد ربه خنس وإذا غفل وسوس) ا.هـ.

وقال ابن حجر أيضاً: (قال السهيلي: وضع خاتم النبوة عند نغض كتفه صلى الله عليه وسلم لأنه معصوم من وسوسة الشيطان وذلك الموضع يدخل منه الشيطان)ا.هـ.
وقال ابن قتيبة في "غريب الحديث": (في حديث عمر بن عبد العزيز أَنه قال: (إنرجلاً سأَل ربَّه سنَة أَنْ يُرِيَه موقع الشيَطان من قَلْب ابن آدم فرأَى فيما يرى النائم جَسَد رجُلٍ مُمَهّى يُرى داخله من خارجه ورأَى الشيطان في صُورة ضِفْدع له خرطوم كخرطوم البَعَوضة قد أَدخله من منكِبه الأَيسر الى قلبه يُوسْوَس اِليه فاِذا ذَكر الله خَنَّسَهُ) ) ا.هـ.
وعن عروة بن رويم اللخمي(أن عيسىعليه السلام دعا ربه تبارك وتعالى أن يريه موضع إبليس من بني آدم، فتجلى له إبليس، فإذا رأسه مثل رأس الحية، واضعاً رأسه على ثمرة القلب، فإذا ذكر العبد ربه عز وجل، خنس إبليس برأسه، وإذا ترك الذكر، مناه وحدثه.
أما إن كان المراد بالوسواس الخناس شياطين الإنس فوسوسته تكون بصوت خفي يلقيه ...يُري نفسه كالناصح المشفق فيخرج كلامه مخرج النصيحة فيصل كلامه إلى الصدر..


: بيّن متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {من الجنّة والنّاس}.
ذكر في معنىاه قولان:

أولا: أنها بيان وتفصيل لفظ الناسِ المذكور في قولهِ تعالى : { فِي صُدُورِ النَّاسِ } ؛ أي أن الجار و المجرور متعلق به .... والمعنى أن الشيطانُ يوسوس في صدور الجنِّ ، كما يوسوسُ في صدور الإنس ...و هذا يقوي أن اسم الناس ينطلق على الجنة؛ كما ينطلق على الناس ومما يستدل على ذلك قوله تعالى { {يعوذُون برجال من الجن} فسمى الجن رجالا؛ وأيضاسماهم نفراً بقوله تعالى: {استَمَعَ نفر من الجن}
ذكره ابن الجوزي و عزاه إلى الفراء

الثاني: أن الجار والمجرور { من الجنة} ؛فقط متعلق بالوسواس...أي الوسواس الخناس هو من الجنة أي الجن فقط... . ففيه حصر الوسوسة في الجن فقط .....والمعنى نستعيذ من الوسواس الخناس الذي . الذي يوسوس في صدور الناس....وتكون { والناس } عطف على الوسواس.. .والمعنى أعوذ من شر الوسواس الجن و أعوذ من شر الناس...
...فكأنه أمر أن يستعيذ من الجن والإنس ، ذكره ابن الجوزي وعزاه للزجاج.

ثالثا : أنها بيان و تفسيرٌ للذي يوسوس في صدور الناس؛ فالجار والمجرور متعلق ب { الوسواس} .... والمعنى أن الذي يوسوس ضربان : جني وإنسي؛ فالجني يوسوس في صدور الناس ...والإنسي أيضا يوسوس إلى الناس. ذكره ابن تيمية و صححه..
. و الدليل على أن للإنس شياطين وهم يوسوسون أيضاًقوله تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غروراً}.[ الأنعام : 112 ]
أخبر الله تعالى أنه قد جعل لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا، وإيحاؤهم هو وسوستهم، وليس من شرط الموسوس أن يكون مستترًا عن البصر؛ بل قد يُشاهد، قال تعالى: {فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين} وهذا كلام من يُعرف قائله ليس شيئًا يلقى في القلب لا يدري ممن هو.

وأيضا ما ورد من حديث
**أَبِي ذَرٍّ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَوَّذْ بِالْلَّهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ والجن» قال: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلْإِنْسِ شَيَاطِينٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

**ومما يدخل في وساوس الإنس التي تحصل وتعرض له ..نفس الإنسان.....فنفس الإنسان توسوس له كما ثبت ذلك في النصوص
قال الله تعالى :{لقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}.
وأيضا حديث ابن عباس قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأحدث نَفْسِي بِالشَّيْءِ لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ»... .

- فالوسواس قد يكون من الجِنَّة، وقد يكون من الإنس،ونحن نستعيذ بالله من كل ما يوسوس من الجنة ومن الناس.
قال ابن تيمية: (فالذي يوسوس في صدور الناس: نفوسهم وشياطين الجنّ وشياطين الإنس، و"الوسواس الخناس" يتناول وسوسة الجنة ووسوسة الإنس ، وإلا أي معنى للاستعاذة من وسوسة الجنّ فقط مع أن وسوسةَ نفسه وشياطين الإنس هي مما تضره، وقد تكون أضر عليه من وسوسة الجن).ا.هـ.



3: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الناس.
-الدنيا دار بلاء و اختبار....فليجتهد العبد في معرفة طرق و سبل النجاح في هذا الاختبار.
-الشيطان عدو للإنسان فيجب أن نتخذه عدوا..بمخالفة كل ما يأمر به.
-الإكثار من ذكر الله و إتباع هداه..لدفع وساوس الشيطان.
-الشيطان لا يكل لا يمل من الوسوسة والمحاولة في إغراء العبد وإغوائه..فليكن العبد على حذر منه و ليعزم على نفسه في دفع وساوسه و ليجتهد في تحقيق عبودية مراغمة الشيطان.
- الحذر من خطوات الشيطان....فإنها أول وساوسه وهي موصلة إلى الهلاك
- للنفس وسوسة على صاحبها.. فحين الاستعاذة من شر الوسواس ..الخناس... فليستحضر العبد هذا المعنى أنه يستعيذ من شر وساوس نفسه.
- الإنس لهم وسواس و أثر على النفس...فليحرص العبد على مرافقة الأخيار و أهل الصلاح وليبتعد من مصاحبة و مرافقة أهل السوء..حتى يتجنب وسوستهم
-رحمة الله بعباده.ولطفهم به .حيث قدر كونا أن يكون هناك ابتلاء و اختبار بهذا الشيطان الذي خلقه..فجعل للعبد سلاحا يغلبه به .....فكذلك كلما حصل للعبد بلاء و هم فليعمل أن الله قد جعل له مخرجا و سبيلا للنجاة وطريقا للفوز..فليسعى العبد في البحث عنه وليعظم الثقة بربه
.محاسن الشريعة .وبهاءها...في إحكامها و شرائعها..فيجب العمل بها والسعي في تطبيقها في كل ما تأمر به فالخير كل الخير فيما شرعه الله لنا




.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 شعبان 1438هـ/10-05-2017م, 07:14 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: بيّن معنى الاستعاذة ولوازمها في قلب المؤمن
أعوذ معناها ألجأ وأعتصم، فالمستعيذ يعتصم بمن يعتقد أن لديه العصمة أي المنعة والحماية من شر ما يخاف، قال تعالى: {ما لهم من الله من عاصم} .
والاستعاذة من العبادات العظيمة التي يحبها الله تعالى لما تستلزم من عبادات قلبية يحبها الله فمن لوازمها:
- الافتقار لله وإظهار الحاجة والذل بين يديه فالمستعيذ يقر بضعفه وفاقته وحاجته لمولاه ليعيذه مما يخاف.
- تستلزم الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا،فيؤمن المستعيذ بقدرة الله على حمايته وبعلمه بحاجته ويؤمن برحمة الله به، وبأنه سميع بصير كريم لا يعجزه شيء وغير ذلك من الأسماء الحسنى والصفات العليا.
- الاستعاذة دليل من دلائل التوحيد ،ومظهر من مظاهر العبودية لرب العالمين.
- أن الاستعاذة يصحبها أعمال قلبية يحبها الله ،مثل الصدق والإخلاص والتوكل والمحبة والإنابة والخشوع وغير ذلك من الأعمال العظيمة.

2: قارن بين استعاذة المؤمنين واستعاذة المشركين، والآثار المترتّبة على كل منهما
استعاذة المشركين استعاذة باطلة فهم يستعيذون بالله وبغيره،ويشركون بالله وتتعلق قلوبهم بغيره ، فيستعيذون بالأولياء وبالأوثان ويعلقون التمائم، ويخالفون هدى الله فيستعملون تعوذات بدعية قال تعالى:{ وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}،فتجد الشياطين تتسلط عليهم بسبب شركهم فتزيدهم عذابا ورهقا ،قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون}.
أما المؤمن فيلجأ إلى ربه بصدق وإخلاص، ويعلم أنه هو وحده القادر على إعاذته، ويتبع هدى الله ويصبر على ما أصابه ويحسن ظنه بربه ،وهي استعاذة متقبلة بإذن الله تنفع صاحبها وكلما أحسن العبد الاستعاذة كانت أنفع له ،فالناس يتفاضلون في الاستعاذة وأعلاهم المحسنون وهم من أحسنوا في استعاذتهم بالله كأنهم يرونه ،وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله قال [من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه]) .
3: اذكر درجات كيد الشيطان، وبيّن سبيل العصمة من كيده وشرّه
الدرجة الأولى: الوسوسة وهي أصل كيده، وهي أيضا أصل ابتلاء بني آدم أيطيعون الله أم الشيطان؟، والسعيد من كفي شر الوسوسة أما الوسوسة نفسها فلا يسلم منها أحد ،وجاء في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه).
الدرجة الثانية: التسلط الناقص ، وهو يحدث لطائفتين :
الطائفة الأولى: عصاة المسلمين الذين يتبعون خطوات الشيطان فيستزلهم ويوقعهم فيما حرم الله ، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}،فمن عقوبة المعصية أن يتعرض العاصي لفتنة قد لا يوفق فيها لاتباع هدى الله، فيعرض نفسه لسخط الله وعقوبته وهو من الاستدراج والعياذ بالله، فعلى العبدأن يكون شديد الحذر من الوقوع في المعاصي، ويكون تسلط الشيطان على هذه الطائفة على درجات متفاوتة.
الطائفة الثانية: أهل البلاء من المؤمنين المتقين،يبتليهم الله ليرى كيف يعملون فهم يختلفون عن الطائفة السابقة بأن ابتلائهم ليس عقوبة لهم لأنهم أهل تقوى وإيمان ولذلك لا يتسلط عليهم الشيطان تسلطا تاما.
وقد يكون إيذاء الشيطان لهم إيذاء بالفزع والتخويف ومحاولة الإضرار ،وقد يكون عن طريق النزغات والهمزات والنفخات والنفثات،وقد يكون التسلط من النوع الذي يعظم أثره كالسحر والحسد.
الدرجة الثالثة :التسلط التام ،فيستحوذ الشيطان على من اتخذه وليا من دون الله، فاتبع الشيطان وتولاه حتى خرج من حزب الله إلى حزب الشيطان،قال تعالى:{ ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}.
ولا سبيل للعصمة من كيد الشيطان إلا بالإيمان والتوكل على الله ،والحذر مما يعرضه لسخط الله تعالى ،قال تعالى:{ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون} ،فمن توكل على الله واستعاذ به واتبع هداه كفاه الله وحفظه ،قال تعالى: { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً} ،وقد يبلغ المرء من قوة الإيمان والتوكل ما يجعل الشيطان يفر منه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عمر ابن الخطاب:(والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قطّ سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك) متفق عليه.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 شعبان 1438هـ/12-05-2017م, 10:27 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

🔸 مجلس مذاكرة تفسير سورة الناس 🔸


💭 أجب على إحدى المجموعات التالية:

💭 المجموعة الأولى:

♦1: بيّن معنى الاستعاذة ولوازمها في قلب المؤمن.
معنى الاستعاذة : الاعتصام و الإلتجاء بالله تعالى لعصمة المستعيذ من شر ما يستعيذ منه ، مما يخافه
فيحميه و يمنعه منه .
لوازمها في قلب العبد المؤمن : تستلزم عبادات جليلة أخرى من الخضوع لله و الافتقار إلى عزّته و رحمته و قدرته و التوكل عليه و الاستعانة به و غير ذلك
و تستلزم أيضًا الإيمان بأسماء الله الحسنى و صفاته العليا ؛ فيؤمن بعلمه و سمعه و بصره و عزته و رحمته و لطفه و ملكه و غير ذلك من أسمائه الحسنى و صفاته العليا التي تقتضيها عبادة الاستعاذة .
فقيام هذه المعاني في القلب خالصة لله تعالى هي مظهر من مظاهر العبودية ، و دليل من دلائل التوحيد
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

♦2: قارن بين استعاذة المؤمنين واستعاذة المشركين، والآثار المترتّبة على كل منهما.
✨ استعاذة المؤمن : إذا مسّه {طائف من الشيطان}:
المؤمن إذا ألمّ به شئ من كيد الشيطان استزله به
فإنّه يتذكر ، فإذا تذكّر أبصر و عرف طريق الهداية ، و عرف ما يجب عليه أن يفعله ، و ما يجب عليه أن يتركه
📍فيتذكر ما ينبغي لله تعالى من المحبة و الطاعة و التسليم ؛ فينفعهرهذا التذكر ، و يترك ما يسخط الله محبةً له .
📍و يتذكر ما أعدّ له من الثواب لأنه أطاعه و اتّبع رضوانه ؛ فينفعهرهذا التذكر ؛ فيترك معصية الله راجيًا ثوابه و عوضه .
📍و يتذكر ما أعدّ لمن عصاه و أعرض عن ذكره من العذاب الأليم في الدنيا و الآخرة ؛ فينفعهرهذا التذكر فيترك معصية الله خوفًا من عذابه.
⏪ و كلما كان تذكره أحسن و أسرع كان نصيبه من البصيرة أكمل و أعظم
🔍فيترتب على ذلك : أنه يتبع رضوان الله تعالى
✨ أما المشركون فاستعاذتهم فيها شرك بالله جلّ و علا ؛ لأنهم يستعيذون بالله و بغيره ، كحال من يستعيذ بالأوثان و الأولياء فيشركهم مع الله عزّ و جلّ في هذه العبادة العظيمة .
🔍 يترتب على ذلك : تعلق قلوبهم بأوليائهم ليدفعوا عنهم الضر و يحموهم من العين و الحسد و الأذى و يعلّقون التمائم الشركية لدفع البلاء
⏪ فهم بذلك مشركون متعرضون لسخط الله تعالى
فتتسلط عليهم الشياطين و تزيدهم عذابًا و رهقًا و ضلالاً بعيدًا ؛ لخروجهم من النور إلى الظلمات باتباعهم للطواغيت و التجائهم لغير الله تعالى ، و إعراضهم عن ذكره سبحانه ، و قد قال تعالى :
{ و من يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرين * و إنّهم ليصدونهم عن السبيل و يحسبون أنهم مهتدون }
و قال تعالى :{ إنّا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون}
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

♦3: اذكر درجات كيد الشيطان، وبيّن سبيل العصمة من كيده وشرّه.
📌 الدرجة الأولى : الوسوسة و هي أول كيده و أصله ، فإذا كفي العبد شرّها فقد سلم من بلاء و فتنة يُبتلى بها من يُبتلى .
والوسوسة نفسها لايسلم منها تقي ولا غيره؛فإن هذا هو أصل الإبتلاء في هذه الحياة الدنيا؛ أيطيع الإنسان ربه أم يطيع الشيطان؟ فالشيطان يوسوس للناس كلهم ، جاء في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيئ من شأنه فالشيطان يحضر ابن ادم عند أكله وشربه ونومه ويقظته ودخوله وخروجه وعباداته ومعاملاته ؛ وله في كل ذلك وساوس يوسوس بها ثم يخنث ، فهو كالمحارب يكر ثم يفر ،ينتظر تأثر عدوه بضرباته وسقوطه في أسره حتى ينقاد له فيرده المهالك ، والعياذ بالله . فاذا اتبع العبد هدى الله تعالى في شأنه كله، فإنه يعصم من كيد الشيطان فالسعيد من وقي شر وسوسة الشيطان وهذا يدل، على ان حاجة الإنسان إلى اتباع هدى الله حاجة عظيمة متصلة دائمه مادام حياً فعلى العبد أن يحرص في شؤونه كلها على اتباع هدى الله جل وعلا في سائر مايعرض له من الحوادث والأحوال لأن هذا هو الضمان الوحيد اللذي يعصم به العبد من كيدي الشيطان ، فلا يجد الشيطان عليه مدخلاً ليتسلط به عليه. وهذه الدرجة هي ميدان الصراع والتمانع بين المؤمن التقي والشيطان .
📌 الدرجة الثانية : التسلط الناقص، وهذا يحصل لطائفتين :
🔹 الطائفة الأولى : عصاة المسلمين ؛ اللذين يتبعون خطوات الشيطان حتى يستزلهم بارتكاب ماحرم الله او ترك ماأوجب الله ؛ فيحصل للشيطان بذلك نوع تسلط على العبد قد يحرمه من خير كثير ويعرضه لفتنة وعذاب أليم ، كما قال الله تعالى :{ إن اللذين تولو منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ماكسبوا ولقد عفا الله عنهم }.
فتأمل كيف كانت الذنوب السابقة سبباً لتسلط الشيطان عليهم حتى ارتكبو كبيرةً من الكبائر . ولولا عفو الله عنهم لهلكو بسبب ذلك لكن الله تعالى من رحمته فتح لعباده باب التوبة وجعل لهم مايجبرون به تقصيرهم ، ويكفرون به من سيئاتهم ويعودون لحماية الله وحفظه . قال الله تعالى :{ ياأيها اللّذين ءامنو لاتتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته مازكى منكم من أحدٍ أبداً ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم}.
وهذه الطائفة في هذه الدرجة على درجات متفواته لايحصيهم إلا من خلقهم ؛ فمنهم من يعظم تسلط الشيطان عليه حتى يرهقه جداً ، ومنهم من يصيبه من ذلك تسلط وبلاء يذوق به عاقبة ماقصرفيه من طاعة الله عزوجل وتجرأ على غشيان ماحرم الله .
وأصحاب هذه الطائفة هم عصاة المؤمنين، فلايتسلط الشيطان عليهم تسلطاً تاماً، ولا يسلمون منه سلامة تامه ، بل هم واياه في تصارع وجهاد ؛ يقوى تسلطهم عليه ويضعف بقدر مافرطوا فيه من اتباع هدى الله جل وعلا .فما معهم من التوحيد والاسلام يمنعهم من التسلط التام عليهم، وما في قلوبهم من حظ الشيطان سبب لتسلط الشيطان عليهم .
🔹الطائفة الثانية : أهل البلاء من المؤمنين المتقين،
و هؤلاء لا يتسلط عليهم الشيطان تسلطًا تامًا ، لأنهم أولياء الله تعالى ، و الله معهم يؤيدهم و ينصرهم ما داموا على ما يحب من الإيمان و التقوى ، و لكنهم قد يبتلون بأذية الشياطين و كيدهم لينظر الله كيف يعملون ، و هذا الابتلاء تقصر مدته و هو الغالب ، و قد تطول ، و يكون طوله إذا طال مع ملازمة الصبر و التقوى من علامات بلوغ أهله مرتبة الإحسان.
🔸الفرق بين هذه الطائفة و التي قبلها :
أن الطائفة الأولى يقع التسلط عليهم عقوبة لهم على تفريطهم في اتباع هدى الله .
أما الطائفة الثانية : فيقع عليهم شئ من التسلط و الأذى ابتلاء من الله عزّ و جلّ.
🔵 و الأذى الشيطاني على المؤمنين له أنواع :
* النوع الأول : إيذاء بالفزع و التخويف و محاولة الإضرار ، يجعل الله لعباده المؤمنين معه سببًا يعتصمون به من ذلك فلا يصيبهم منه ضرر ، و إنما قد ينالهم شئ من الأذى الذي يحتمل و يذهب أثره
و من ذلك ما حصل للنبي صلى الله عليه و سلم ليلة الجن .
* النوع الثاني : أن يجد المسلم شيئًا من أذية الشياطين و تسلطهم عليه ، و في هذا الباب حديث لعثمان بن أبي العاص ، و حديث لخالد بن الوليد -رضي الله عنهما- أنه كان يفزع في منامه فشكا ذلك إلى النبي فقال :(( إن عفريتًا من الجنّ يكيدك)) ثم علمه تعويذة نحو تعويذة .
و مثل هذا النوع يعرض لبعض أهل العلم و في ذلك أخبار و آثار .
* النوع الثالث : النزغات و الهمزات و النفخات و النفثات التي تكون من الشياطين و يكون لها شرور و آثار تستوجب الاستعاذة بالله تعالى منها .
كما قال تعالى :{ و إمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنّه هو السميع العليم }.
* النوع الرابع : التسلط الذي قد يعظم أثره و يطول أمده و يقصر بحسب ما يقدره الله عزّ و جلّ من ذلك
كما قال تعالى :{ واذكر عبدنا ايوب اذ نادى ربه اني مسني الشيطان بنصبٍ وعذاب }.
ومن هذا النوع مايحصل لبعض الصالحين من الإبتلاء بالسحر والعين وتسلط الشياطين ، ومايحصل لهم من الآفات اللتي تضغف أبدانهم ويتسلط عليهم الشيطان بأنواع من الأذى فإذا قاموا بما أوجب الله تعالى من الصبر والتقوى كان ذلك رفعةً لهم واجتباء ، ولم يضرهم كيد عدوهم شيئاً ، وإنما هو أذى يتأذون به ، ويصاحبهم من لطف الله بهم وتيسيره مايخفف عنهم البلاء ، ثم تكون عاقبتهم حسنةً باذن الله تعالى. قال الله تعالى:{ إنه من يتق ويصبر فإن الله لايضيع أجر المحسنين} فجعل الاحسان ينال بالصبر والتقوى .
📌الدرجة الثالثة : التسلط التام ، والاستحواذ التام؛ وهذا هو تسلط الشيطان على أولياءه اللذين اتخذوه ولياً من دون الله جل وعلا ، لأنهم اتبعوه وتولوه وأعرضو عن ذكر الله جل وعلا واتباع هداه حتى خرجو من النور الى الظلمات، ومن ولاية الله الى ولاية الشيطان ، ومن حزب الله الى حزب الشيطان فكانو بذلك من الخاسرين والعياذ بالله .قال الله تعالى:{ ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا* يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان الا غرورا}.
✨✨ سبيل العصمة من كيده و شرّه :
الإيمان بالله و التوكل عليه سبحانه و تعالى
و قد قال :{ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * إنّه ليس له سلطان على الذين آمنوا و على ربّهم يتوكّلون * إنّما سلطانه على الّذين يتولونه و الّذين هم به مشركون }
فالمؤمنون المتوكلون على الله تعالى لا تتسلط عليهم الشياطين بل هم في حفظ الله و رعايته ، و الله معهم و يؤيدهم و يهديهم و ينصرهم حتىتكون لهم العاقبة الحسنة .
و بحسب ما يكون مع العبد من تحقيق الإخلاص يعظم إيمانه و يعظم توكله على الله تعالى حتى يكون من عباد الله المخلصين و ينال بذلك أعظم تحصين من كيد الشيطان الرجيم ، كما قال تعالى :
{ إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان و كفى بربّك وكيلا}
و ربما بلغ العبد في كمال الإيمان و صدق التوكل و القوّة في الحقّ مبلغًا عظيمًا حتى يقرّ منه الشيطان ، كما قال صلى الله عليه و سلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه :(( و الّذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قطّ سالكًا فجًّا إلاّ سلك فجًّا غير فجّك ))
متفق عليه .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 شعبان 1438هـ/13-05-2017م, 11:59 AM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس التاسع مذاكرة سورة الناس

المجموعة الأولى:

1: بيّن معنى الاستعاذة ولوازمها في قلب المؤمن.

الاستعاذة هي اللجوء و الاعتصام، فمقصد المستعيذ العصمة من شر المستعاذ منه. و العصمة هي المنعة و الحماية،فيحتمي و يلجأ و يفتقر إلى المستعاذ به و رحمته ويقر في داخله بقوة و قدرة المستعاذ به على حمايته.و هي عبادة قلبية حيث يقيم المؤمن في قلبه أسماء الله الحسنى و صفاته العلى و يلجأ إليه في السراء و الضراء فهو يستحضر قيومية الله عليه و أنه لا يخفى عليه خائنة الأعين؛فيخلص له العبودية و العمل يرقب رحمة ربه. و يعلم المؤمن إن امره كله خير فعند البلاء يصبر و يحتسب و يستجير بالقهار و الجبار يستحضر معانيهما في قلبه،فتطمئن نفسه و يفوض أمره إلى الله تعالى و يستعيذ به على شرور النفس و تقلباتها و شرور الإنس والجن. و عند النعمة يذكر المنعم الوهاب فيحمد الله. فالمؤمن أمره كله خير.وعند ذكر الآيات"رب الناس"و "ملك الناس"و "إله الناس"هي تذكير بكمال الربوبية و الألوهية و الملك و التدبير.و أيضا يستحضر حسن الظن بالله تعالى وحسن التوكل عليه ويؤمن بسعة الله و علمه.

2: قارن بين استعاذة المؤمنين واستعاذة المشركين، والآثار المترتّبة على كل منهما.

•المؤمن يستعيذ و يلجأ إلى الله تعالى؛ بينما المشركون يلجأون إلى شياطين الإنس و الجن.
•المؤمنون موحدون بينما المشركون أشركوا بالله ما لم ينزل سلطانا.
•المؤمنون أقاموا حدود الله و أسمائه و صفاته العليا في قلوبهم،بينما المشركون أقاموا تعاليم الجبت و الطاغوت فضلوا و أضلوا.
•المؤمنون أقاموا الإخلاص و الإتباع لله و للرسول، بينما المشركون لا أخلصوا و لا اتبعوا.
•المؤمنون وليهم الله تعالى بينما المشركون أولياؤهم الشيطان، فساء قرينا.
•المؤمنون أخرجهم الله من الظلمات إلى النور بينما المشركون أخرجهم أولياؤهم من النور إلى الظلمات،لأنهم أطفئوا نور التوحيد في قلوبهم.
• "ألا بذكر الله تتطمئن القلوب"؛ هذا حال المؤمنون، بينما المشركون وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (37).
• المؤمن لا يجادل و لا يماري بينما المشرك يجادل و يماري "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ (4) {الحج:3&4}.
•المؤمنون معتصمون بالله تعالى فإذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا الله فإذا هم مبصرون
•فذكر الله تعالى عصمة لهم ونجاة من كل كيد للشيطان.و الرجاء في ثوابه و الخوف من عقابه، بينما المشركون في غيهم يعمهون.
•مدار المؤمن المعتصم بالله بين المحبة و الرجاء و الخوف.
•من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد.


• 3اذكر درجات كيد الشيطان، وبيّن سبيل العصمة من كيده وشرّه.

هم على درجات

oالدرجة الأولى: الوسوسة.

oالدرجة الثانية: التسلط الناقص: و هم على طائفتين:

الطائفة الأولى: عصاة المسلمين
الطائفة الثانية: أهل البلاء من المؤمنين المتقين.

oالدرجة الثالثة: التسلط التام والاستحواذ التام و هو تسلطه على أولياؤه

o الدرجة الأولى: الوسوسة؛ التي هي أول كيده وأصله، فإذا لم يستجيب لها العبد و صدها كُفي و سلم فهي أصل كل ابتلاء.فلا يسلم أحد من وسوسة الشيطان، قال صل الله عليه و سلم :" إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ ، فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا ، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ ، فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ "
يسلم العبد إذا اتبع هدي الله في كل شأنه، فالمؤمن دائم الافتقار إلى الله تعالى في كل منحى من مناحي حياته.ولم يترك لنا الرسول صل الله عليه سلم شيئا إلا ذكره لنا حتى الخلاء دلنا على ما نفعل عند دخول الخلاء.وكثرة الذكر يعصم العبد. فهو صراع و ممانعة بين المؤمن التقي و سوسة الشيطان.

o الدرجة الثانية: التسلط الناقص: و هم على طائفتين:

الطائفة الأولى: عصاة المسلمين؛ الذين يتبعون خطوات الشيطان حتى يستزلهم بارتكاب حرام أو ترك واجب، و عندها يتسلط الشيطان عليه و قد يتمكن منه. قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (آل عمران : 155)، فالذنوب خطافة لا يدري العبد أيهم تفتنه و يتمكن منه الشيطان.فمن خالف أمر الله و سنة الرسول صل الله عليه وسلم يستزله الشيطان ببعض ما كسبوا.فمن عفو الله تعالى على عباده أنه قد يعجل لهم بالعقوبة أو الفتنة لتذكرته و جعله يتفقد حالته الإيمانية و القلبية و الوقوف مع نفسه وقفة صدق، فمن لم يتعظ قد يستدرج إلى ما هو أشد أعاذنا الله من الفتن و الاستدراج.فهذه الطائفة على درجات متفاوتةفمن من تسلط عليه الشيطان حتى يرهقه،ومنهم من يذوق وبال هذا التسلط. و هذه الطائفة لا يتسلط عليها الشيطان تسلط تام بما معهم من رصيد من التوحيد و لا يسلمون تماماً.

الطائفة الثانية: أهل البلاء من المؤمنين المتقين، و هؤلاء لا يتسلط عليهم الشيطان تسلطاً تاماً لأنهم أولياء الله و عباده المخلصين فهؤلاء يؤيدهم الله و ينصرهم، "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (يونس:62). و هؤلاء يقع عليهم تسلط الشيطان ابتلاء من الله؛بينما الطائفة الأخرى هي عقوبة من الله.و له أنواع هذا التسلط على المؤمنين المتقين:

النوع الأول:إيذاء بالفزع والتخويف.
النوع الثاني: أن يجد المسلم شئ من أذية الشياطين، مثل الفزع من النوم.
النوع الثالث: النزغات و الهمزات و النفخات و النفثات.وكان الرسول صل الله عليه و سلم يستعيذ منهن.
النوع الرابع: التسلط الذي يعظم أثره و يطول أمده:إذ قال الله تعالى:" وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (ص:41). و هذا مما يندرج تحت السحر و العذاب، و هؤلاء الصالحين عليهم الصبر و التقوى، فيكون هذا رفعة لهم و اجتباء. و مع عظم الابتلاء يكون لطف الله بعباده فيجد العبد ما يفتح الله عليه من عبادة أو صبر أو ذكر،فهناك التخلية قبل التحلية.فكلما ساروا على هدي الله و تمسكوا بالاعتصام به

o الدرجة الثالثة: الاستحواذ التام و التسلط الكامل

"اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ" (المجادلة 19).هؤلاء أولياء الشيطان و أتباعه؛أعرضوا عن ذكر الله و رضوا بالخلود إلى دنايا الذنوب فاستحوذ عليه الشيطان، بداية بالكيد ثم غتئر الذنوب و هم تمادوا و لم يقاموا،فأصبحوا ألعوبة في أيدي الشيطان. فهؤلاء كانت بواطنهم على عكس ظاهرهم؛ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (النساء:108).فهم قد أطفئوا نور الإيمان في قلوبهم و أصروا و استكبروا فكان الجزاء من جنس العمل.
فمن اراد النجاة فعليه بكتاب الله و سنة نبيه صل الله عليه و سلم، و الافتقار إلى الله و الاستعانة به و عدم الاغترار بالعمل.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 شعبان 1438هـ/13-05-2017م, 11:32 PM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

المجموعة الثانية:


1: ما معنى الوسواس والخناس؟ وما دلالةاقترانهما؟
ج1: الوسواس: مشتق من وسوس وِسواسا فهو وَسواس وهو هنا مصدر، ومعناه في اللغة: التحديث بصوت خفي.
قال الشاعر:
وتسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت*** كما استعان بريح عشرق زجل.
وتأتي بالفتح وبالكسر.
1/ فالفتح (وَسواس): اسم للموسوس.
2/ وبالكسر(وِسواس): مصدر.
ويدخل في معنى الوسوسة أيضا، الهمس وهو الذي يجد الانسان أثره ولا يسمع له صوت.
وهذا النوع هو ما كان من وسوسة النفس أو وسوسة الشيطان للإنسان.
قال ابن القيم: ولما كانت الوسوسة كلاما يكرره الموسوس ويؤكده عند من يلقيه إليه، كرروا لفظها بإزاء تكرير معناها؛ فقالوا: وسوس وسوسة؛ فراعوا تكرير اللفظ ليفهم منه تكرير مسماه.
_والتعريف في (الوسواس) هنا للجنس فيدخل فيه كل وسواس.

*وأماالخناس: صيغة مبالغة على وزن فعّال، وهي مشتقة من الخنوس: وهو الاختفاء. وقيل: هو الاختفاء بعد الظهور، وهو الاختفاء الذي فيه معنى الانقباض والتواري والرجوع.
والمبالغة في (الخناس) تفيد أحد معنيين: إما أنه كثير الخنوس، أو شديد الخنوس. فهي تدل على أحدهما.

واقتران الصفتين: للدلالة على تلازمهما، فهما صفتان متلازمتان لا تنفك إحداهما عن الأخرى، وهذا التلازم يستلزم شر إضافي؛ إذ أن الوسوسة شر، والخنوس شر، واقترانهما شر إضافي. فوجب على المسلم أن يحرص على الاعتصام بربه والالتجاء إليه صادقا مخلصا متبعا هدى ربه، حتى يجيره في استعاذته ويدفع عنه شر الوسواس الخناس.

2:
ما هو سبب تسلّط الشيطان علىالعبد؟ وما سبيل نجاته منها؟
ج2: لا يستطيع الشيطان أن يتسلط على العبد لأنه في حصن حصين من أذكاره وطاعة ربه والتزام هديه، لكنه في كل أحواله لا يسلم من وسوسته وما يتبعها من النزغ والهمز والنفخ والنفث، ولا يضره ذلك، قال تعالى:(إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون). فإذا أخل العبد بشيء من أذكاره وطاعة ربه والتزام هديه كان تسلط الشيطان عليه بقدر إخلاله.
وأول ذلك التسلط حين يتبع العبد خطوات الشيطان فيتسلط عليه الشيطان تسلطا ناقصا، والعبد باتباعه لخطوات الشيطان فتح على نفسه باب شر يلج الشيطان منه عليه فيكون ذلك التسلط، ثم يصل ذلك التسلط إلى أن يتولى الشيطان وهذه مرتبة في اتباع الشيطان فمن وصل إليها فقد عبد الشيطان من دون الله. ومن كان شأنه كذلك فقد ضل ضلالا بعيدا وخسر نفسه في عذاب السعير كما قال تعالى:(كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير).

والنجاة من تسلط الشيطان يكون بالتذكر. قال تعالى:(إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون).
وهذا التذكر يكون:
· بما أنعم الله به على العبد فيتذكر العبد نعم ربه عليه، وما ينبغي منه أمام هذه النعم من المحبة والتعظيم لله سبحانه وتعالى والتسليم له، فيسعى في طاعته ويجتنب كل ما من شأنه أن يسخط ربه.

· بالعلم بما أعد الله من الثواب لمن أطاعه واتبع هداه، فيقدم على طاعة ربه راغبا راجيا طامعا.

· وبالعلم بما أعد الله لمن عصاه وخالف أمره، فيجتنب معصيته ويحذر أن يخالف أمره رهبة منه وخوفا من عقابه.

_وهذا التذكر مداره على أمور ثلاث: المحبة والخوف والرجاء، وهذا هو حال المؤمن وما ينبغي عليه، ويتبين بهذا أن الاستعاذة بالله والاعتصام به عبادة جليلة تشتمل على عبادات قلبية عظيمة. (المحبة والخوف والرجاء).

3: بيّن الحكمة منتخصيص الاستعاذة بصفات الربوبية والملك والألوهية وترتيبها على هذاالترتيب.
ج3: قال تعالى:(قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* إله الناس).
_فالاستعاذة (برب الناس): هي استعاذة بربوبية الله فهو سبحانه وحده خالقهم ومالكهم ومدبر أمرهم.
_والاستعاذة ب (ملك الناس): فيها حصر الملك واختصاصه بالله وحده، فهو سبحانه مالكهم متصرف فيهم بما يشاء لا يخرج أحد عن ملكه وتصرفه.
_والاستعاذة ب (إله الناس): هي استعاذة بالمعبود والمألوه الذي يستحق العبادة وحده دون سواه، وهذا يستلزم خضوعهم وتقربهم إليه سبحانه محبة له وتعظيما.
*وترتيب الله سبحانه الاستعاذة في هذه الأمور الثلاث وبهذه الهيئات هو أحسن الترتيب وأعلاه وأكمله.

وتتجلى الحكمة في ذلك في أمور أربعة:
الأول: أن في ترتيبها بهذه الهيئة قد تضمن أمورا ثلاثة: المبدأ والولاية والغاية.
فالربوبية المبدأ، والملك الولاية، والألوهية الغاية.
فغاية الاستعاذة هي التعبد لله سبحانه وتعالى، فتدرج معهم سبحانه بأصل خلقتهم وإيجادهم وأنه سبحانه وتعالى هو وحده مبدؤهم، ثم المبدأ يقتضي أن يكونوا ملكا له يتصرف فيهم بما يشاء فلا يخرج أحد عن ملكه وتصرفه، فلما كان كذلك وجب عليهم عبادته وحده محبة له وتعظيما وخضوعا وإجلالا. وفي هذا بيان للغاية التي من أجلها خلقوا.

الثاني: أن هذه الصفات وما تضمنته من أمور ثلاث هو حجة قاطعة على وجوب التوحيد.
فمن كان وحده مختصا بالخلق والإيجاد والرزق، وهو وحده سبحانه متصرفا فيهم ومدبرا لأمورهم لا يخرج أحد منهم عن ملكه وتصرفه، استلزم ذلك أن يوحدوه ويفردوه بالعبادة دون سواه.

الثالث: أن هذه الصفات الثلاث هي أصل بلاء الناس، إذ الشرك واقع في أحد هذه الأمور (الربوبية، الملك، الألوهية) فيكون فيها الشرك الأكبر والشرك الأصغر أو الشرك الجلي أو الشرك الخفي.
ويتفاوت الناس في ذلك: فالمشركون واقعون في الشرك الأكبر سواء كان شرك في الربوبية أو شرك الملك أو شرك الألوهية.
والعصاة من المسلمين واقعون في شرك خفي أو شرك أصغر.

الرابع: أن هذه الصفات الثلاث تقتضي وجوب التعبد لله بما تستلزمه من أمور.
-فالربوبية تقتضي التصديق بأنه وحده الخالق الذي خلقهم وأنشأهم العدم وأنه وحده الرازق فقدر أرزاقهم وآجالهم، وهذا يستلزم الاعتراف بنعم الله عزوجل ثم شكرها بالقول والعمل.
-والملك يقتضي التصديق واليقين بأنه هو وحده المالك الذي يملك الخلق كلهم فلا يخرج أحد عن سلطانه وتصرفه، وهذا يستلزم التوجه له وحده خضوعا وتسليما وتعظيما له سبحانه.
_والألوهية تستلزم إفراد الله وحده سبحانه بالعبادة وإخلاص ذلك له سبحانه دون سواه.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 شعبان 1438هـ/14-05-2017م, 02:18 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورة الناس

المجموعة الثانية:

1: ما معنى الوسواس والخناس؟ وما دلالة اقترانهما؟
🔻معنى الوسواس والخناس :
- الوسواس : مأخوذ من الوسوسة ... وهو ( بفتح الواو اسم للموسوس ... وسوس وسوسة فهو وَسواس ...
والوسوسة هي الحديث بصوت خفي ... أو بالهمس بحيث يحس أثره ولا يسمع ... فهو إلقاء خفي للإنسان ...

- وأما الخناس فهي من خنس يخنس ، والخنوس الاختفاء ... وقيل الاختفاء بعد الظهور ،... فهو اختفاء مع توار وانقباض ورجوع ...
والخناس على وزن فعّال وهي من صيغ المبالغة ، فهو كثير الخنوس شديده

فالوسواس الخناس الذي يخنس ويوسوس ... وكل موسوس خناس .... وهو أي وسواس يوسوس في الخفاء من شياطين الجن أو الإنس ...

🔻دلالة اقترانهما :
اقترانهما دلالة على تلازمهما ... ولما كان كلاهما فيه شر كان تلازمهما بيان لشر إضافي منهما ... فالوسوسة شر ،... وهي تتفاوت قلة وكثرة ، والخنوس فيه شر كثير وعظيم ... وهذا يلفت العبد إلى ضعفه وعدم قدرته على حماية وعصمة نفسه بنفسه من شياطين الإنس والجن ... فلذلك علمه الله الاستعاذة منهما لعظم شرهما ولحاجة العبد إلى معاذ يعوذ به وملجأ يلجأ إليه من كيد الشياطين ... فإذا حقق الاستعاذة قولا وعملا استحق عصمة الله وإعاذته له ...

2:ما هو سبب تسلّط الشيطان على العبد؟ وما سبيل نجاته منها؟
🔻السبب الرئيس في تسلط الشيطان على العبد
- هو بعده عن هدى الله ... فبقدر ابتعاده عن هدى الله يتسلط عليه الشيطان ، وبقدر التزامه هدى الله وأحكامه في حياته يضعف أثر الشيطان عليه ، بل إنه قد يصل إلى درجة فراره من العبد ...
وهدى الله ملازم للإنسان في حياته كلها ... في أكله وشربه ونومه وقضاء وطره ودخوله وخروجه من منزله ...
والشيطان يعرض للإنسان في كل حالة من حالاته ، فمن كان لله ذاكر كفي ووقي ... ومن كان غافلا لاهيا ناله من أذى الشيطان وتسلطه بحسب تقصيره ... ولذلك كان تسلط الشيطان على العبد على درجات ...
أولها الوسوسة التي لا يسلم منها إنسان والتي ينجو من أثرها السيء من يذكر الله في أحواله كلها فيسمي الله في كل موضع أمره به ، ويستعيذ بالله ويحصن نفسه بالذكر المستمر ...
فإن حصن العبد نفسه وقي منه ، وإلا فإن الشيطان يستزله من الوسوسة إلى التسلط الناقص الذي يصيب بعض المؤمنين بتقصيرهم ،( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ) فبين الله أن تمكن الشيطان من استدراجهم إنما كان ببعض ما كسبوا ، ثم إن العبد إذا استمرأ اتباع خطوات الشيطان تجده والعياذ بالله قد صار له وليا ...

- ومن أسباب تسلطه على العبد غفلة العبد عن ذكر الله ... فإن الشيطان يفر عند سماع الذكر ... فمن كان غافلا لاهيا فليحذر على نفسه لأنه قد فتح للشيطان بابا يلج منه ليشاركه حياته كلها ....

- ومن أسباب تسلطه الذنوب والمعاصي ... فإن من أعظم عقوبات الذنوب أنها تجر ذنبا آخر ... وتيئس العبد من التوبة فيصير فريسة سهلة للشيطان يغويه والعياذ بالله

🔻 سبل النجاة من تسلط الشيطان
- أن يحرص المسلم على اتباع هدى الله في أموره كلها ... فيسمي الله عند أكله وشربه وجماعه ودخوله وخروجه وبدئه أي أمر ... ويحصن نفسه بالأذكار وبما علمه الله ورسوله من الاستعاذات ... ويكثر العبادة لأنها اقوي صلته بربه فتضعف كيد الشيطان

- أن يحرص المسلم على أصل إيمانه فيقويه ... فإن توحيده لله وعبادته له - مع تقصيره- هي ما يعصمه بفضل الله من تسلط تام للشيطان ...

- أن يحذر من اتباع خطوات الشيطان ... فإن الشيطان يستدرج العبد من معصية يسيرة - مع عظمها في جناب الله - إلى الأعظم منها حتى يستمرئ العبد المعصية فيتسلط عليه الشيطان ويغويه والعياذ بالله

- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وكيده ومكره وشروره إذ لا عاصم له من كيده إلا هو سبحانه

- أن يحذر من مداخل الشيطان فيغلقها ... فإن من مداخل الشيطان الغضب والفرح الشديدين والحلم والتثاؤب وغيرها ... فيحرص على سدها بذكر الله إذا عرضه شيء منها ... ش

3: بيّن الحكمة من تخصيص الاستعاذة بصفات الربوبية والملك والألوهية وترتيبها على هذا الترتيب.
🔻الحكمة من تخصيص الاستعاذة من الوسواس الخناس بهذه الصفات ( رب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ) :
- لأن هذه الصفات تضمنت أصول التوحيد ... فبدأت بتوحيد الربوبية ... فالله هو الرب الخالق المدبر لشؤون خلقه الرازق المتصرف ... والله هو المالك لهم والملك الذي يحكم بين عباده ... وهو لتفرده بذلك هو وحده أهل لأن يألهه الخلق ويتعبدوه وحده لا شريك له ...

- هذه الصفات تضمنت مبدأ الخلق وولايتهم ورعايتهم وغايتهم ومقصودهم ...
فالله مبدئهم وخالقهم من العدم ( الله يبدئ الخلق ثم يعيده ) وهو الملك المتصرف فيهم الذي ( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ) ( وله الملك يوم ينفخ في الصور ) وهو المتولي شؤون عباده المدبر لهم أحسن تدبير فهذه الولاية لهم ، وهو وحده المعبود بحق ... غايتهم ومقصودهم الذي يتوجهون إليه في أمورهم كلها ... فهو غايتهم ...

- أصل بلاء الناس وتسلط الشياطين عليهم إنما هو من ضعف تعبدهم لله بصفاته تلك ،...فمنهم من يكفر بربوبيته والعياذ بالله فينكر الخالق جل وعلا ويعتقد أن الكون جاء عبثا وسيمضي عبثا كما بدأ ... فهذا تسلط الشيطان تسلطا تاما عليه حتى أفسد له عقله وفسدت فطرته وطبع على قلبه ...
ومنهم من يؤمن بالله ربا لكنه ينكر تصريفه للكون كله وأنه لا يحيد عنه من ملكه شيء ولا يكون شيء إلا بأمره ...
ومنهم من يؤمن به ربا خالقا مدبرا للكون والأمر كله لكنه يكفر بألوهيته والعياذ بالله ، فيكون عبدا لهواه ولشيطانه ويكون له وليا ( فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) ، ومنهم من يشرك معه غيره ( ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى )
فالمشركون كانوا يؤمنون بالله خالقا مدبرا ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ )
ومن الناس من يعبد الله لكنه يرائي في عبادته فيشرك شركا خفيا ... فناسبت هذه المعاني أن تكون بها الاستعاذة من الوسواس الخناس صاحب الوسوسة الخفية والذي لا يعصم منه إلا الله ...

- الاستعاذة بهذه الصفات تذكر العبد أنه لا يملك النفع والضر إلا هو سبحانه ، فإن الإنس والجن لو اجتمعوا على ضر عبد لم يضروه إلا بإذن الله ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ) ... إذ الربوبية تذكره أن الخالق هو العالم بعبده وبما يصلحه ويصلح شؤونه وولايته تجعل العبد يطمئن أنه يأوي إلى ركن شديد فلا يضره كيد الكائدين ولا يمسه سوء لم يكتبه الله له ... وإيمانه بألوهيته سبحانه تجعله دائم التوجه والتحصن به سبحانه ودائم الذكر والعبادة له ... والقلب اليقظ واللسان الذاكر والجسد الشاكر لا يقدر عليه شيطان إلا بإذن الله ...

- الاستعاذة بهذه الصفات يقتضي تعظيمها ... إذ هي مدار الأمر والخلق كله ...

- أن مدار عمل الشيطان هو الإخلال بهذه الصفات ... فكل عمله ليجعل العباد يكفرون بالخالق ... وهو إن لم يقدر على أمر منها انتقل إلى آخر ليفسده بأي شكل ... فهو لم يزين لمشركي العرب ترك دين إبراهيم جملة واحدة ، وإنما زين لهم تكريم عبادهم ، ليتحول التكريم إلى تقديس ثم عبادة ثم اتخاذهم آلهة مع الله والعياذ بالله ... وهو لم يجعل النصارى يتركون ملة عيسى عليه السلام جملة واحدة وإنما جعلهم يؤلهون نبي الله والعياذ بالله ويتخذونه شريكا ...

وهو كذلك في وسوساته وتسلطه ... إن لم يقدرعلى صرف العبد عن الصلاة زين له نقرها والإسراع فيها ، أو شغله فيها بأمور الدنيا ... فتصبح صلاته حركة لا روح فيها ... أداء لا إقامة ...
ومن الناس من وجد طريقه إليهم بجحد الخالق جل وعلا سبحانه عما يقولون علوا كبيرا ... ومنهم من لم يستطع أن يزين له ذلك فأغراه بكفر ملك الله وتصرفه في خلقه ... وهكذا ... فهذا مدار عمله ، لذا ناسبت هذه الصفات للاستعاذة منه ومن كيده وحبائله ووساوسه

- وهذا يؤدي إلى أن هذه الصفات هي مدار الابتلاء في هذه الدنيا ... فمن وحد الله وعبده حق عبادته واتبع هداه واتخذ الشيطان عدوا كما أوصاه ربه ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إننا يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) وحفظ عهد ربه وميثاقه الذي واثقه به عصمه الله من الفتن ونجاه من ابتلاء الدنيا وشقائها إلى نعيم الآخرة وفلاحها ...

🔻وأما الحكمة من ترتيبها على هذا الترتيب :
- هو ترتيب من العام إلى الخاص ... فالربوبية أعم هذه الصفات ... ثم الملك والتدبير ... وأخصها الألوهية ...
لذلك نجد من يؤمن بالله خالقا لكنه لا يؤمن به مدبرا مصرفا ويعتقد النفع والضر من غيره ، ومنهم من يعبد غيره معه ومنهم من يعبد غيره من دونه والعياذ بالله - تعالى الله عما يقولون ويفعلون سبحانه -

- هذا الترتيب ليقيم الحجة القاطعة على العباد على توحيد الله وحده وإفراده بالعبادة ... إذ من كان وحده الخالق للخلق من العدم المصور لهم والبارئ ... ومن كان وحده مالك أمرهم ومدبر شؤونهم ومصرفها فهو وحده سبحانه من يستحق أن يعبد دون غيره ... فهذا الترتيب يسوق العقول سوقا لتقر لله بالوحدانية وتعبده وحده سبحانه ...

- ثم إن هذا الترتيب يبين ترتب كل صفة على سابقتها وتلازم الصفات معا ... فالخالق للكون كله لا بد أن يكون مالكا له ملكا في ملكه مدبرا ومتصرفا لا يحصل في الكون شيء إلا بأمره ، ومن كان كذلك لا يتوجه العبد بالحب والتعظيم والعبادة إلا له ...

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 شعبان 1438هـ/14-05-2017م, 06:06 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سورة الناس


أحسنتم، بارك الله فيكم وزادكم توفيقا.

المجموعة الأولى:
1: رضوى محمود أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: آثار استعاذة المؤمنين الموحّدين حصول السكينة والانشراح والطمأنينة والثقة، وأن يكونوا من تسلّط الشيطان وشره بمعزل ومأمن، لأنهم في ولاية الله تعالى وحفظه.

2: مريم أحمد حجازي ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: المقصود في السؤال: كيف هي استعاذة المؤمنين؟ فالجواب أنها عكس استعاذة المشركين، فهم يستعيذون بالله وحده ولا يشركون معه أحدا ولا يلتجؤون إلى غيره، ولعلك تراجعين جواب الأخت رضوى مع الزيادة الموضوعة في التقويم.

3: رشا نصر زيدان أ+

أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله.
ج2: أحسنت، وليتك فرّقتِ في جوابك بين سمات استعاذة كل فريق والآثار المترتّبة على كل منهما.


المجموعة الثانية:
4: سناء بنت عثمان ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: الوَسواس بالفتح اسم للموسوس وليس مصدرا كما ذكرتِ في أول الجواب.
ج3: ما سبب اقتصارك على أربعة حكم فقط؟

5: هناء محمد علي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: أحسنت وأجدت، وجماع ما ذكرتيه وسبيله أن يتذكّر العبد ويتبصّر، كما قال تعالى: {إن الذين اتّقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون}، فيتذكّر ما لله تعالى من الفضل والنعم وما ينبغي له من المحبة والتسليم فيحبه ويقبل عليه ويستحيي من معصيته، وأن يتذكّر ما أعدّه للطائعين فيترك المعصية ويقبل على الطاعة رجاء ثوابه، وأن يتذكّر ما توعّد الله به العاصين فيترك المعصية خوفا من عقابه.


المجموعة الرابعة:
6: عقيلة زيان أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك نورا.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 شعبان 1438هـ/14-05-2017م, 07:12 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

فاتني أنها ثمانية حِكم… قدر الله وماشاء فعل.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 شعبان 1438هـ/14-05-2017م, 07:02 PM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية
1: ما معنى الوسواس والخناس؟ وما دلالة اقترانهما؟
معنى الوسواس:
الوَسواس بالفتح هو اسم للموسوس.
والوِسواس بالكسر مصدر؛ تقول: وسوس وِسواساً فهو وَسواس، وهو مشتق من الوسوسة ، وهي التحديث بصوت خفيّ.
قال الأعشى:
تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت ..... كما استعان بريح عشرقٌ زجِل
والوَسْوَسَة قد تكون بصوت بخفيّ كما في الشاهد السابق، وقد تكون همساً يحسّ المرءُ أثرَهُ ولا يُسمع صوتَه ، كما في وسوسة النفس ووسوسة الشيطان للإنسان. فهو إلقاء خفي للإنسان.
قال ابن القيم: (ولما كانت الوسوسة كلاماً يكرره الموسوس ويؤكده عند من يلقيه إليه كرروا لفظها بإزاء تكرير معناها؛ فقالوا : وسوس وسوسة؛ فراعَوا تكرير اللفظ ليُفهم منه تكرير مسمّاه)
معنى الخناس:
{الخناس}: صفة مبالغة من الخنوس، وهو الاختفاء، وهذا يعني أنه كثير الخنوس أو شديد الخنوس
والخناس: فعَّال من الخنوس وهو الاختفاء ، وقيل: الاختفاء بعد الظهور؛ وهو اختفاء فيه معنى الانقباض والتواري والرجوع.
دلالة الاقتران:
الصفتين ببعضهما دليل على تلازمها ، وهذا التلازم فيه شر إضافي.
ففي وسوسته شر ، وفي خنوسه شر، وفي كثرة وقوع الوسوسة والخنوس وتتابعهما شر عظيم يستوجب الاستعاذة بالله تعالى من شره.
والأمر بالاستعاذة من شره دليل على أن العبد لا يستطيع بنفسه أن يعصم نفسَه من كيد الشيطان ، وكل موسوس خناس.

2:ما هو سبب تسلّط الشيطان على العبد؟ وما سبيل نجاته منها؟
سبب تسلّط الشيطان على العبد
هو اتباعه وتولّيه والإشراك به؛ فإن من اتبع الشيطان أرداه الشيطان؛ كما قال الله تعالى: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد * كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.
فهذا أمر مكتوب على من تولّى الشيطان.
وتولي الشيطان هو مرتبة في اتباعه من وصل إليها فهو قد عبد الشيطان من دون الله جلّ وعلا.
فشر الشيطان يبدأ بالوسوسة وما يتبعها من النزغ والهمز والنفخ والنفث وغيرها؛ يريد بذلك أن يستزل العبد ليتبع خطواته؛ فإذا اتبع الإنسانُ خطوات الشيطان كان للشيطان نصيب من التسلط عليه بسبب هذا الاستزلال، وخرَق الإنسان من جُنَّته ووقايته بمقدار ما مكّن للشيطان من التسلط عليه.
فإذا أراد الله به خيراً عصمه وقذف في قلبه التوبة والإنابة إليه فيتذكر ويستبصر؛ كما قال الله تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون * وإخوانهم يمدونهم في الغيّ ثم لا يقصرون}.
فالمتقي إذا مسه {طائف من الشيطان} وفي القراءة الأخرى {طيف من الشيطان} أي: ألمّ به شيء من كيد الشيطان استزله به، فإنه يتذكّر، فإذا تذكر أبصر وعرف طريق الهداية، وعرف ما يجب عليه أن يفعله ، وما يجب عليه أن يتركه، فيتبع رضوان الله جل وعلا؛ وهذا هو حال المؤمن المتقي.
سبيل النجاة من كيد الشيطان :
نجاة العبد من كيد الشيطان تكون :
*بالتذكّر
*التبصّر
*الإنابة
*التذكر نجاة للعبد من كيد الشيطان:
- فيتذكر العبد ما ينبغي لله تعالى من المحبة والطاعة والتسليم؛ فينفعه هذا التذكر، ويترك ما يُسخِط اللهَ محبةً لله تعالى.
- ويتذكر ما أعدَّ الله من الثواب لمن أطاعه واتبع رضوانه؛ فينفعه هذا التذكر؛ فيترك معصية الله رجاء ثواب الله وعوضه.
- ويتذكر ما أعد الله لمن عصاه وأعرض عن ذكره من العذاب الأليم في الدنيا والآخرة؛ فينفعه هذا التذكر فيترك معصية الله خوفاً من عذاب الله.
وكلما كان تذكر العبد أحسن وأسرع كان نصيبه من البصيرة أكمل وأعظم.
وبهذا يتبيّن أن مدار التذكر على العبادات القلبية الثلاث: المحبة والخوف والرجاء.
فهذا هو حال المؤمن، يكون بعد التوبة خيراً منه قبلها، وأحسن بصيرة، وأعظم هداية.
3: بيّن الحكمة من تخصيص الاستعاذة بصفات الربوبية والملك والألوهية وترتيبها على هذا الترتيب
الحكمة من تخصيص الاستعاذة بصفات الربوبية والملك والألوهية
ذكر هذه الصفات الجليلة (رب الناس) ، (ملك الناس) ، (إله الناس) دليل على إرشاد العبد إلى استحضار ما تتضمنه من المعاني الجليلة.
فيقوم في قلب المستعيذ عند استعاذته من المعاني التعبّدية الجليلة ما يدلّ على صدق الالتجاء إلى الله تعالى، وتعظيمه ومحبته وإجلاله، فهي مظهر من مظاهر العبودية، وعلامة من علاماتها.
والمتأمل أحوال العباد يجدهم محتاجين بل مضطرين إلى من يلجؤون إليه ويستعيذون به؛ فلا يخلو عبد من الحاجة إلى الاستعاذة بمن يعيذه.
فأما المؤمنون فيخلصون هذه العبادة لله تعالى ليلاً ونهاراً؛ فلا تلتجئ قلوبهم لغير الله جلّ وعلا.
فتكون هذه العبادة في قلوبهم عبادة دائمة لأنهم ما بين استصحابها واستصحاب حكمها.

الحكمة من ترتيبها على هذا الترتيب:
الأمر الأول:
أنها تضمنت المبدأ والولاية والغاية؛ فالله تعالى هو ربُّ الناس الذي أنشأهم من العدم؛ وأنعم عليهم بالنعم، وهو الملك الذي يتولى أمورهم ويملك نفعهم وضرّهم، وهو المتصرف فيهم لا يعجزه أحد منهم، وهو إلههم الذي يجب أن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يتوجهوا إليه بقلوبهم ودعائهم ومحبتهم وخشيتهم ورجائهم.
الأمر الثاني:
أن هذه الصفات الثلاث حُجّة قاطعة على وجوب التوحيد؛ فالله تعالى هو الذي خلق الناس وأنعم عليهم ولم يخلقهم غيره وما بهم من نعمة فمنه جل وعلا، وهو ملك الناس لا يملكهم غيره ولا يملك ضرهم ونفعهم إلا هو جل وعلا، فيجب أن يكون هو إله الناس لا يعبدون غيره.
الأمر الثالث:
أن أصل بلاء الناس إنما هو في الشرك بالله جل وعلا في هذه الأمور الثلاثة (الربوبية، والملك، والألوهية)، وضعف التعبد لله تعالى بها.
وكل شرك فيها فإنما حصل بوسوسة الشيطان، وهذا هو حظ الشيطان من الناس.
الأمر الرابع:
أن التعبد لله جل وعلا بما تقتضيه هذه الصفات الثلاث أمر واجب، والتقصير في ذلك ظلم من العبد لنفسه، وهذا الظلم هو منشأ شقاء العبد وضلاله وتسلط الشياطين عليه وإضلالهم له.
وإذا أحسن العبد التعبد لله تعالى بهذه الصفات الثلاث فاز فوزاً عظيماً وسَعِد سعادة عظيمة في الدنيا والآخرة.
الأمر الخامس:
أن الاستعاذة بربوبية الله وملكه وألوهيته تقتضي تعظيمها وأن لها شأناً عظيماً وآثاراً جليلة في الخلق والأمر، فكل ما في الكون مبني على هذه الصفات الثلاث العظيمة.
فكله من خلق الله وإيجاده ، وكل مخلوق يأتي إمداده من الله جل وعلا بما يحتاج إليه وما يقدره له.
الأمر السادس:
أن مدار عمل الشيطان على إخلال العباد بهذه الأمور الثلاثة؛ وتأمل ما يقدح في التوحيد تجده راجعاً إلى هذه الأمور الثلاثة؛ فمن الناس من يكون عنده شرك في الربوبية يقل أو يكثر، ومنهم من يشرك في الملك، ومنهم من يشرك في الألوهية، كما سبق بيانه.
الأمر السابع:
أن هذه السورة تضمنت إيجازاً بديعاً لمدار الابتلاء والامتحان فبين الله للناس فيها أنه ربهم وملكهم وإلههم، وأن عدوهم هو الشيطان الرجيم، وأن سلاحه هو الوسوسة وأنه سعيه إنما هو ليشركوا بالله جل وعلا في ربوبيته وملكه وإلهيته ليكون مصيرهم إلى عذاب الله وسخطه، ولو تأملت المناسبة بين أول المصحف وآخره لوجدته يصدق بعضه بعضا؛ فقد ذكر الله في أول سورة البقرة أصل نشأ جنس الإنسان في الحياة الدنيا لما أهبط الله أبوينا وإبليس إلى الأرض وأخبر أن بعضهم عدو لبعض وضمن لمن اتباع هداه ألا يخاف ولا يحزن.
الأمر الثامن:
أن العبد المؤمن حينما ينادي ربه هذا النداء ويستعيذ به فهو لاجئ إلى ربه وملكه وإلهه ليعيذه من شر عدوه، وإذا حقق العبد الإخلاص في هذه الأمور الثلاثة وأحسن التعبد لله تعالى بها فقد أوى إلى معاذ منيع وحصن حصين، وكان في عصمة الله تعالى وضمانه وأمانه.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 شعبان 1438هـ/15-05-2017م, 02:59 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعةالرابعة:
1: ما سبب خنوس الوسواس؟ وكيف يوسوس؟
الخنوس : فعّال من الخنوس ، ومعناه الاختفاء أو الاختفاء بعد الظهور .
ولخنوس الوسواس سببان :
أحدهما : يخنس بذكر الله . وهو قول جمهور المفسرين ونص عليه ابن عباس ومجاهد والحسن البصري وقتادة .
والآخر : يخنس بطاعته والاستجابة لأمره .رُوي عن ابن عباس من طريق محمد بن سعد عن آبائه: )أن الشيطان يوسوس للعبد فإذا أطيع خنس (وهو ضعيف من حيث الرواية وقد يصح من حيث المعنى .
وأشار ابن جرير إلى السببين بقوله : "والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله -تعالى ذِكره- أَمَرَ نبيه -صلىالله عليه وسلم- أن يستعيذ به من شر شيطان يوسوس مرة ويخنس أخرى، ولم يخصَّ وسوسته على نوع من أنواعها، ولا خنوسه على وجه دون وجه، وقد يوسوس بالدعاء إلى معصية الله؛فإذا أطيع فيها خنس، وقد يوسوس للنهي عن طاعة الله ؛ فإذاذكر العبد أمر ربه فأطاعه فيه وعصى الشيطانَ خنس؛ فهو في كلتا حالتيه وسواس خناس،وهذه الصفة صفته"ا.هـ.
أما كيف يوسوس :فأصح ما ورد في ذلك ما روي عن صفية بنت حيي قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم معتكفا ، فأتيته أزوره ليلا، فحدثته ثم قمت فانقلبت ،فقام معي ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسامةبن زيد ، فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه و سلم أسرعا ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم:((على رسلكما ، إنها صفية بنتحيي)) .فقالا: (سبحان الله يا رسول الله).قال:((إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا)) -أوقال- ((شيئا)).رواه البخاري ومسلم.
فيعلم من هذا أنه يجري من ابن آدم مجرى الدم فيقذف في قلب العبد حتى يقع في المعصية -والعياذ بالله- وورد غير ذلك ومنه ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال (الشيطان جاثم على قلبابن آدم؛ فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس)
وعن قتادة قال: (يقال: الخناس له خرطوم، كخرطوم الكلب يوسوس في صدور الناس، فإذا ذكرالعبد ربه خنس)
وقد ورد في خبر مقطوع أن رجلا سأل ربه أن يريه موضع الشيطان ،فرأى الشيطان في صورة ضفدع عند نغض كتفه الأيسر حذاء قلبه له خرطوم كالبعوضة. أخرجه ابن عبد البر بسند قوي إلى ميمون بن مهران عن عمر بن عبد العزيز فذكره.
وأورد بن أبي داود في كتاب الشريعةمن طريق عروة بن رويم أن عيسى عليه السلام سأل ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم قال: فإذا برأسه مثل الحية واضع رأسه على ثمرة القلب فإذا ذكرالعبد ربه خنس وإذا غفل وسوس) ا.هـ.
وقال ابن حجر أيضاً: (قال السهيلي: وضع خاتم النبوة عند نغض كتفه صلى الله عليه وسلم لأنه معصوم من وسوسة الشيطان وذلكالموضع يدخل منه الشيطان)ا.هـ.

2: بيّن متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {من الجنّةوالنّاس}.
في المسألة أقوال ثلاثة:
أحدها: يوسوس في صدور الناس جنتهم وناسهم فيوسوس الوسواس للجن وللناس فسمى الجن ناسا كما سماهم رجالا في قوله : (يعوذون برجال من الجن ) قاله الفراء .
والثاني: أمر بالاستعاذة من شر الوسواس الذي هو من الجن وبالاستعاذة من شر الناس. قاله الزجاج
والثالث: الوسواس يكون من الجنة ومن الناس فالذي يوسوس الجن وكذلك الإنس يوسوسون. رجحه ابن تيمية واستدل له بقول الله تعالى (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) فأخبر أن الإنس والجن يوحون وإيحاؤهم وسوستهم .

3: اذكر الفوائدالسلوكية التي استفدتها من سورةالناس
(قل أعوذ برب الناس) أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة وأمته تبعا له، فعلى العبد أن يلتجيء ويعتصم بالله وحده ويهرع إليه وحده بالدعاء ويتبرأ من حوله وقوته ومن حول العباد وقوتهم ويعلم أن الله وحده ملاذه وعاصمه فيخلص له الدعاء والاستعاذة .
(برب الناس – ملك الناس – إله الناس) هو - جل وعلا- خالقهم ومدبر أمورهم وشؤونهم مالكهم والمتصرف فيهم وهو معبودهم لا معبود لهم حق سواه ، فإذا استقرت معاني هذه الأسماء في قلب العبد خضعت لجلالته وعظمته ومحبته جوارحه فألهمت ما يحب ويرضى من العمل ووافق هواها ما يحب واستلذت بطاعته وأنست فلم تبغ عن سبيله حولا نسأل الله من فضله - .
(من شر الوسواس الخناس) أمر بالاستعاذة من شر ما يوسوس للعبد نفسه وشياطين الإنس والجن،ومنه يعلم العبد أن الشرور تحيط به من كل جانب فيسارع في تحصيل أسباب الاعتصام منها وأولها الاعتصام بالله ودعاءه والتضرع إليه والتزود بالطاعات وتجنب المعاصي ليكون من عباد الله الذين ليس للشيطان عليهم سلطانا.


هذا والله تعالى أجل وأعلم

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 شوال 1438هـ/11-07-2017م, 09:10 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورة الناس
المجموعة الأولى


1) بيّن معنى الاستعاذة ولوازمها في قلب المؤمن.
أعوذ معناها ألجأ وأعتصم، فالمستعيذ يلجأ بمن يعتقد أن لديه العصمة التي هي المنعة والحماية من شر ما يخافه ويخشاه ، قال تعالى{ ما لهم من الله من عاصم} والاستعاذة من العبادات القلبية العظيمة التي يحبها الله تعالى ومن لوازمها:
1. الافتقار لله وإظهار الحاجة والذل بين يديه فالمستعيذ يقر بضعفه وحاجته لمن يعتصم به ليعيذه مما يخاف.
2. يستلزم مع الاستعاذة اصطحاب الأعمال القلبية التي يحبها الله مثل الإخلاص والصدق والخشوع والتوكل والإنابة وغيرها من الأعمال القلبية .
3.الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فيؤمن المستعيذ بقدرة الله على حمايته له ويؤمن برحمة الله به، وبأنه سميع بصير قادر لا يعجزه شيء .
4. الاستعاذة دليل على الربوبية والتوحيد والعبودية له وحده دون غيره .

2) قارن بين استعاذة المؤمنين واستعاذة المشركين، والآثار المترتّبة على كل منهما.
المؤمن يستعيذ ويعتصم ويلجأ إلى الله تعالى وحده ولا يشرك معه أحدا ، فاستعاذته حسنة ومقبولة ، فيخرج بها من ظلمات الجهل والضلال إلى نور العلم والهداية ، بامتثال تعاليم وأوامر الله واجتنابه نواهيه ومعاصيه ، مخلصا بذلك لله ومتبعا له ولرسوله بإقامة حدوده ، ؛ فأصبح بذلك من المؤمنين الموحدين ومن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فيحصل بذلك على السكينة والانشراح والطمأنينة والثقة، ويأمن على نفسه من تسلط الشيطان وشره ، قال تعالى { ألا بذكر الله تتطمئن القلوب }
بينما المشرك خلاف المؤمن في استعاذته ، فهو يستعيذ استعاذة باطلة فيلجأ إلى شياطين الإنس و الجن ويعلق قلبه بغير الله ، ليدفعوا عنه الضر والشر والأذى و يعلق التمائم الشركية لدفع البلاء ، فيشرك بالله ويتسعيذ بأولياء الجبت والطاغوت فيخرجونه من النور إلى الظلمات فيضلوا ويضلوا العباد ، فكان من أولياء وحزب الشيطان ، قال تعالى { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } و قال تعالى :{ إنّا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون} وبسبب شركه تتسلط عليه الشياطين وتستحوذ قلبه فلا يزيدونه إلا ضلالا ورهقا وعذابا وينالهم بذلك سخط الله ومقته وعذابه ، قال تعالى { وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}

3) اذكر درجات كيد الشيطان، وبيّن سبيل العصمة من كيده وشرّه.
الدرجة الأولى: الوسوسة وهي أصل كيد الشيطان ، وأيضا أصل ابتلاء بني آدم هل يطيعون الله أم الشيطان؟والوسوسة لا يسلم منها أحد إلا أن السعيد من كفي شرها .

الدرجة الثانية: التسلط الناقص ، وهو يحدث لطائفتين :
1. عصاة المسلمين الذين يتبعون خطوات الشيطان فيزلهم ويوقعهم فيما حرم الله ، قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر } فيعرض نفسه لسخط الله وعقوبته ، فيحرص ويحذر من المعاصي والفتن فلا يتبعها وهذه الطائفة على درجات متفاوتة.
2. أهل البلاء من المؤمنين المتقين، قد يبتليهم الله ليرى كيف يصنعون فهم يختلفون عن الطائفة السابقة بأن ابتلاءهم ليس عقوبة لهم لأنهم أهل تقوى وإيمان لذلك لا يتسلط عليهم الشيطان تسلطا تاما فيكون تسلطه بتخويفهم ومحاولة إضرارهم أو عن طريق النزغات والهمزات والنفثات،وقد يكون التسلط من النوع الذي يعظم أثره كالسحر والحسد.

الدرجة الثالثة :التسلط التام ، يتسلط الشيطان ويستحوذ على من اتخذه وليا من دون الله، فاتبع الشيطان حتى خرج من حزب الله إلى حزب الشيطان .
ولا سبيل للعصمة من كيد الشيطان إلا بالإيمان ، والاعتصام والتحصن بالاذكار، قال تعالى { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم }وأن يحذر من كل ما يجلب سخط الله تعالى وغضبه ، فمن توكل على الله واستعاذ به واتبع هداه كفاه الله وحفظه ،قال تعالى { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً} فمن اراد النجاة فعليه بكتاب الله و سنة نبيه صل الله عليه و سلم، و الافتقار إلى الله والتوكل الاستعانة به و عدم الاغترار بالعمل.



والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir